انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 أبريل 2011

غريمي 12

- أجل فأنت تمارسين الألعاب الخبيثة وكذلك جدك ولِما لا أفعل أنا أيضا ( قالها بمتعة محاولا استفزازها عن عمد وأمام صمتها وتحديقها به دون أجابه تساءل بحيرة ) أهناك شيء
- كنت أفكر
- هذهِ بادرة جيده أحقا تفعلين
- أجل ( أجابته بتهكم على سخريته واستمرت ) كنت أفكر بالتحديد بكيفية وضعك بالحجم المناسب وطبعا أنا أعذرك فمن أنتقل فجأة من وضعاً إلى آخر سيصاب بصدمة وسيحتاج إلى مساعدة الآخرين لإفهامه أنه لاشيء مهما حاول
- وهؤلاء الآخرين هم أنت على سبيل المثال
- بل بالتأكيد ( وقبل أن يقول شيئا طرق الباب لتدخل بعدها داني قائلة )
- وصل هذا ألان ( واقتربت منه ليتناول الفاكس ثم تحركت مغادرة فوقفت شيفا قائلة )
- عليك بالبدء بإنهاء هذا العمل المتراكم وألا ستصاب الشركة بانهيار بسبب سوء إدارتها
وخرجت من مكتبه شاردة ومفكرة أحقا الأمر مجرد صدفة أم تراه يراقب هواتفها  لا من المستحيل هذا  .....
نزلت الأدراج بتمهل وهي تفكر بجدها متوجهة نحو غرفة المكتب وهي ترى بابها مفتوحا ولكنها توقفت محدقة بباقة الورد الموضوعة أمامها فهتفت بانزعاج
- نورما ألم أطلب منك عدم استلام المزيد من هذه الباقات
- لا آنستي لم تفعلي
- لم أفعل .. أذا أنا أفعل ألان لا تستلمي أي باقة دون أن يذكر أسم مرسلها ( وتحركت لتدخل المكتب محدقة بأليكسيس وهي تقول لجلوسه خلف المكتب وأمامه مجموعة من الملفات منشغلا بها ) أرئيت ماذا يحدث عندما تترك عملك يتراكم
رفع نظره إليها بلمحة سريعة وعاد إلى الأوراق ولكنه سرعان ما عادت عينيه نحوها متأملا ثوبها البسيط الأنيق فسارت بكسل لتقف أمامه وقد أمسكت أصابعها ظهر المقعد وانشغلت بتأملهم قائلة
- هل من جديد ( ولكنه لم يجبها بل بقيت عينيه ثابتتان عليها فنظرت إليه لصمته لتلاقي عينيه وقد بدت ملامحه غريبة فتساءلت وهي تشعر ببعض الارتباك الذي لا تعلم سببه ) هل علمت أين جدي
- لا ( هز رأسه باقتضاب وهو يعود لأوراقه فتأملت رأسه المنحني نحو الأوراق التي أمامه باهتمام بحيرة ثم تحدثت من جديد )
- أن وجدت جدي ستعلمني أليس كذلك
- سأطرح عليكِ نفس السؤال
أجابها باقتضاب ومازال كل تركيزه على ما امامه فتحركت لتجلس على المقعد أمامه قائلة
- حسنا سأفعل ( رفع عينيه ببطء إليها فاستمرت ) سأعطيك دليلا على حسن نيتي
- دون مراوغة أو ألعاب جديدة
- لا وقت لدي للعب أنا أريد رؤية جدي
- حسنا ( قال وهو يترك الأوراق ويستقيم بجلسته مستمرا ) ماذا لديك
- لجدي صديقا في أسبانيا يملك قصرا في الريف هل من الممكن ذهابه إلى هناك
- هل حاولتِ الاتصال بهم ( ابتسمت بنعومة قائلة )
- كنت أفكر بهذا ولكني تراجعت فأنا في الحقيقة لن أستفيد شيئا بسؤالي عنه هناك
- كيف ذلك ( عقصت شفتها بتردد ثم حركت كتفها قائلة )
- حسنا سأكشف لك عن إحدى نقاط ضعفي
- هذا مشوق ( همس بصوت خافت وقد بدا الاهتمام عليه فحركت رأسها قائلة )
- دون سخريتك لو سمحت ولكني لا أجيد الأسبانية
بقيت عينيه مركزتان عليها ثم عاد لينحني قليلا نحو مكتبه قائلا باهتمام وعينيه لا تفارقانها
- أن عدم تحدثك الأسبانية هو أحدى نقاط ضعفك
- أجل ( وأمام حملقته بها استمرت ) أنا أجيد لغتان بجوار لغتي الأصلية ولكن للأسف لا أجيد الأسبانية ( عاد ليستقيم بجلسته ناظرا إليها بشك قبل أن يقول )
- أليس لديك نقطة ضعف أفضل تخبريني بها لا تروق لي هذه
- لسنا هنا بصدد هذا
- حسنا وماذا بإمكاني أن أفعل لك
- ألا تجيد الأسبانية
- وأن كنت
- سيكون الأمر جيداً وستجري أنت الاتصال
- لم لا أستطيع الثقة بكِ وأشعر أنك تدبرين أمرا ما لي
- ألا تثق بي اليكسيس ( همست مدعية المفاجئة فهز رأسه ببطء بالنفي وعينيه لا تفارقانها قائلا )
- أبدا
- سأتجاهل تصرفك الخالي من الذوق هذا وسأعلمك أني لم أستعن بأحد غيرك لأن لن أطلب من أي شخص الاتصال بذلك المنزل والسؤال عن وجود جدي به ومن ثم الطلب منه عدم ذكر أني اتصلت وبعدها الطلب منه أن لا يذكر هذا الأمر لأحد لأن جدي يتعمد الاختفاء عني
- ولم لا تريدين أن يعلم أنك أتصلتي
- كنت أتوقعك أذكى من هذا ما رأيك لو علم جدي بأننا أتصلنا وعرفنا أين هو فما الذي سيفعله برأيك
- يغادر قبل وصولنا
- ها أنت تقولها (  هتفت له فظهرت ابتسامة مائلة على شفته وهو يقول )
- الحفيدة سر جدها ( أشارت إلى الهاتف متجاهله ابتسامته )
- ستجري الاتصال
- سأجريه رغم أن لغتي الأسبانية ضعيفة أين الرقم
فتحت حقيبة يدها الصغيرة وأخرجت ورقة منها وهي تقول
لقد بحثت عنه عندما تذكرت الأمر وفكرت لم لا قد يذهب إلى أي مكان لا نفكر به
 تناول الورقة ورفع سماعة الهاتف لضرب الأرقام فتحركت واقفة متجهة نحوه لتقف بجواره وهي تصغي له بكل حواسها وقد سمعته يعرف باسمه دون أن تفهم شيئا ولكنها استطاعت تميز أسم جدها خلال الحديث كان يتحدث بابتسامة ثم ضحك بمرح فحدجته بنظرات استغراب وقد تراجع بجلسته ليجلس مسترخيا وغمزها بعينيه مداعبا عند رؤيته لها تتأمله فرفعت له حاجبيها ولكن سرعان ما عاد ليركز مع محدثه فنظرت إلى ساعتها هامسة
- بربك ما قصة هذه المكالمة أنت تتحدث بأشياء لا أفهم منها شيئا منذُ ربع ساعة ( نظر إليها من جديد وابتسامة تنير وجهه ثم قال شيئا وضحك بمتعة وبعدها بلحظات أعاد السماعة إلى مكانها فبادرته ) يا له من حديث مشوق ولكن المهم بالأمر هل علمت عن جدي شيئا
- لا لم يذهب إلى هناك
- بعد كل ذلك الحديث توقعت عكس هذا أأنت صادق معي
- أجل والذي جعل الحديث طويلا هو أن صديقا لي من أجاب على الهاتف
 فتحت مقلتيها جيدا هامسة
- صديقا لك .. أنت .. هناك .. من تعتقدني
- لا أعلم أن أخبرك روبرت أم لا ولكني كنت أقضي بعض أجازاتي الصيفية في أسبانيا وبالتحديد ( أضاف وهو يتخطى عنها ) بذلك المنزل أن جدك لن يذهب إليه لأنه يعلم أني قد أجده هناك
حركت رأسها نحوه وقد سار نحو المكتبة قائلة وقد فتحت مقلتيها جيدا
- أكنت تصرف مال جدي بالأجازات في أسبانيا بينما أنا لم أصلها أبدا يا ألاهي ..أنت ( وأشارت بيدها نحوه مضيفة بغيظ ) تذهب إلى أسبانيا بأجازاتك وتنال إدارة شركه لنجاحك بينما أنا حفيدته أقضي معظم أجازاتي داخل البلاد وأن سمح لي بالابتعاد إلى ألبلدان المجاورة أكون مع مرافقة وتحذيرات وفي نجاحي أحصل على سيارة فقط بحق أليس هذا إجحافا بحقي
- أنه كذلك ( أجابها مدعي ألاستنكار ثم لمحها بنظرة بطيئة من رأسها حتى أخمص قدميها قبل أن يرفع حاجبيه معلقا ) كل هذه ألأناقة لمجرد الخروج مع أستون
- أرجو المعذرة ( قالت ببطء متفاجئه ومعترضة معا فسحب أحد الكتب من المكتبة وفتحه يبحث عن ورقة تناولها متجاهلا قولها فاستمرت بإصرار ) كيف علمت أني خارجه مع أستون
لمحها بنظرة قبل أن يعود ليقرأ ما بالورقة وهو يقول
- جميع من بالشركة يعلمون بهذا لم يبدو على أستون أن لديه ما يكتمه بل يرغب بوضع إعلان بالصحيفة
- لا أصدق حرفا واحدا مما قلته فهو لا يثرثر
- حسنا أنه لا يثرثر كما تريدين ( أجابها وهو يعيد الكتاب إلى مكانه وسار نحوها مستمرا ) أنقلي تحياتي لوالدته أنت مدعوة إلى منزله أليس كذلك
أطبقت شفتيها قبل أن تقول
- لا تحاول لحاقي أنا أعني ما أقوله اليكسيس فلا أريد أن أراك كيفما تحركت فهذا لا يعد عناية بل إزعاجً
- ومن قال أني أريد ذلك ( قال مستنكرا قولها وتخطى عنها من جديد ليجلس قائلا ) عندما تعلمينني أين هي وجهتك لن أزعجك أبدا ولا يهمني مع من
- أتمنى تصديقك ولكن أن لم تخني ذاكرتي فقد حرصت على أن لا أصل إلى الحفلة التي دعيت إليها لأن رفاقي لا يروقون لك على ما يبدو
نظر إليها مفكرا ثم حرك يده محاولا التذكر
- أنت تتحدثين عن ذلك الرجل ما أسمه .. لقد تذكرت بير
قالها بلهجة بير الناعمة وهو يبتسم بعذوبة مما أشعل غيظها لسخريته فلمحته بتعالي قائلة بهدوء وإصرار
- أن بير أفضل رجل عرفته وأنا أثق به ثقة عمياء إما أنت فأنا أعطيك أجازة من العناية بي
- سأخصمها من قيمة الفاتورة التي سأرسلها لك آخر الشهر  
أجابها بابتسامة مصطنعة فبادلته الابتسامة الزائفة قائلة
- عليك بتحويلها إلى جدي فلست من قام بتعينك
لمحها بنظرة قبل أن تلمع عينيه بوميض قائلا
- أنتحدث بجدية للحظات
- أن كان الأمر يستحق
- أنه كذلك هل .. أعني ألديك معجب أو ربما صديق مغرم بك .. مغرم جدا تعلمين ما أعني 
فتحت عينيها جيدا ممعنة النظر به قبل أن تقول
- وما شأنك أنت
- مجرد فضول
- لا تحشر أنفك بما لا يخصك
- لا تكوني خجولة هيا
- أنا أنا حقا .. لا أفضل تبادل الحديث معك
- هذا ما لا أستطيع تصديقه حتى لو حاولت أقناعي
- لست مضطرة لإقناعك فهذا آخر ما يشغلني
- ليس لديك أذا ولكن ( أضاف بابتسامة مائلة وهو يتأملها من جديد قائلا ) لابد وأن الشبان لا يرون جيدا ( واستقرت عينيه على عينيها مستمرا ) أم يا ترى أنت المشكلة وليس هم
حركت عينيها بتذمر رافضة الحديث معه نحو ساعتها مفكرة بأستون فقد حان له الوقت كي يصل قفز اليكسيس واقفا عندما نظرت إلى ساعتها مما دفعها لتحدق به وهو يتحرك بسرعة ويرتدي سترته متمتما ببعض الكلمات الغير مفهومة ثم أقترب من سماعة الهاتف ليرفعها وهي تتابعه
- مرحبا عزيزتي .. لا لا لم  أنسى أعلم أني تأخرت .. وأنا أتصل لأعتذر .. لا.. سأحضر .. مشغول قليلا كان لدي ( وتوقف عن المتابعة وعينيه تحدقان بالأوراق على مكتبه فابتسمت شيفا وهي تراقبه باهتمام وهو يستمر ) لدي اجتماع مع الوفد الذي حدثتك عنه .. أجل أجل أنا قادم .. إلى إلقاء .. أجل ... أجل
أغلق الخط وهو يرفع حاجبيه ويخرج نفسا من صدره فرمقته يخبث قائلة
- م م ما رأيها لو علمت بأنك أدعيت هذا وأنك كنت برفقتي بالمكتب نتبادل الحديث
نظر إلى ساعته ورفع يده بسرعة نحو شعره يبعده إلى الخلف قائلا
- أنتِ لن تخبرينها بالتأكيد كما أني سأحرص على أن لا تراك أبدا
 واستدار متجهاً نحو الباب ففتحت الدرج الأول للمكتب بهدوء تختلس النظر إلى العلبة المخملية التي تحتوي خاتم الخطوبة لتراه في مكانه حيث وضعته فهتفت وهو يفتح الباب
- اليكسيس ( استدار إليها ورفع يده بسرعة متناولا العلبة التي قذفتها إليه مستمرة )
- لقد نسيت شيئا ( لم يبعد عينيه عنها وهو يلتقط العلبة وأنزل يد ببطء بعد لحظة صمت قائلا )
- سهرة موفقة لك أيضا
وتحرك مغادرا فعقدت يديها وهي تعقص شفتها السفلى وعينيها لا تفارقان الباب الذي أغلق بشرود .......
- أشكرك ( قالت لأستون وهي تتناول كأس العصير الذي قدمه لها وسكب لنفسه شرابا فتحركت نحو باب الشرفة قائلة ) صحتها أفضل مما رأيتها عليه سابقا
- أجل ولكنها ما تزال متعبه لذا لا تطيل السهر أرجو أن تعذريها
- بالتأكيد .. لقد كان عشاءً شهيا
توجه نحوها بينما كانت عينيها تجولان بالسماء أمامها وقف بجوارها متسائلا
- هل وصلتك دعوى لزفاف مورغان
- أجل
- لا تعلميني أن أحدهم سبقني
- حصل
- لا عزيزتي
- بلا أستون
- شيفا
- ماذا ( قالت بابتسامة ثم أضافت وهي تخطو نحو الشرفة ) لقد دعيت منذ فترة لحضور الزفاف ولم أستطيع الرفض
- من
- لن أعلمك
أجابته وهي ترفع كتفيها برقة فرفع كوبه ليرتشفه بأكمله جرعة واحدة وتحرك ليملأه من جديد ويشربه دفعة واحدة مرة أخرى وسكب آخر فأسندت نفسها على سور الشرفة ناظرة إلى البنايات المحيطة حولها والمضاءة فشقته تقع في طابقا مرتفع
- هل هو اليكسيس ( حركت رأسها نحوه وهو يعود ليقترب منها قائلة )
- لا ..هل ما سمعته صحيح عن علم جميع من بالشركة بأني مدعوة لمنزلك اليوم
- ليس مني بالتأكيد فأنا فقط قمت بأعلام ذلك المتعجرف
- لِما ( تساءلت بحيرة وهي تستقيم بوقفتها وتستدير إليه )
- لا أعلم أنا لا أتحمله .. لا يروق لي ويتعمد إزعاجي وأكثر ما يشعرني بالضيق هو وجوده معك بنفس المنزل أنه يتصرف وكأنك ملكه
- لست ملكا لأحد
- هل أزعجتك
تساءل بحزن فحدقت به بصمت متأملة إياه وهي تشم رائحة الكحول المنبعثة منه قبل أن تحرك رأسها لتنظر إلى داخل الشقة محدقة بزجاجة الشراب وتعود نحوه متسائلة بجدية
- كم كوبا شربت
- اللعنة على الشراب
- أكثرت أليس كذلك
- لا.. لا أنا بخير لم أتأثر به  
- آوه حقا وهل علي أن أنتظر إلى أن يحصل ذلك ما كان عليك هذا
وتحركت متخطية عنه أنها لا ترغب أبدا برؤيته بهذا الشكل
- شيفا أرجوك إلى أين
سألها وهو يمسكها من ذراعها موقفا إياها من السير فنظرت إلى يده قبل أن تقول
- سأغادر
- لما لا تبقين هنا الليلة
- لابد وأنك جننت
وسحبت ذراعها منه ودخلت إلى الشقة تناولت حقيبتها إلا أنه عاد للقول وهو يقف على باب الشرفة
- لم أقصد أن تنتهي الليلة بهذا الشكل لا أعلم ماذا دهاني حتى أكثر من الشراب ولكني دخلت وبدأت أسكب كأسا وراء الآخر .. لا لا تغادري .. حسنا دعين أقلك
لمحته بنظرة وهي ترفع سماعة الهاتف وتقول
- ستقود بي وأنت بهذه الحالة
- أنا بكامل قواي العقلية
- أجل هذا واضح فلم يدر مفعول الشراب بعد أنصحك بأن تعد لنفسك كوبا من القهوة .. أجل أريد تاكسي هذا هو العنوان .....
- ماذا تفعلين هنا لم لا تدعيني وشأني أنت كصاحبك متطفلة مزعجة ( همست وقد استلقت على الأرجوحة بالخارج للقطة التي تحوم حولها ثم قفزت نحوها لتتمدد بجوارها فنظرت إليها مضيفة وقد أرخت رأسها على الوسادة الدائرية ) أتريدين الحقيقة ( وأخذت تحرك أصابعها على ظهر القطة المسترخية ) أنا أحب القطط لا تأخذي كلامي بشكل شخصي فأنا لا أحمل لك أي ضغينة ولكني لا أحب صاحبك وبتالي أنا لا أحبك .. لونك جميل وأنت كسولة ( وأخذت تداعبها بأصابعها قبل أن تستمر بكسل ) يجب أن أكون ألان أقضي أمسية لطيفه برفقة أستون لكن الغبي أكثر من الشرب لذا أنا أقضي السهرة معك هنا هل يعجبك الأمر أجل أنت سعيدة فلقد وجدت من يدغدغك في هذه الساعة .. أتعلمين أشعر بالملل ( وحدقت أمامها شاردة ومستمرة وقد أحاطها السكون في هذه الليلة المعتمة التي لا تضيئها سوى النجوم المتلألئة أخرجت تنهيدة من صدرها ) أشعر بملل حقيقي .. ملل من كل شيء
- أنت هنا إذا
- بحق الله
هتفت وهي تجلس فقفزت القطة بعيدا بينما وضعت يدها على قلبها محدقة بأليكسيس الواقف بجوار الأرجوحة
- هذا أنا ما بك
- ما بي أتنوي قتلي
- ليس حتى ألان ( أجابها وهو ينحني نحو قطته ليحملها ثم نظر إليها من جديد ومستمرا ) ماذا تفعلين هنا ألم تكن سهرتك موفقة أيضا
- لا شأن لك ( أجابته ومازالت دقات قلبها متسارعة فحركت رأسها بيأس وهي تتنفس علهُ يتوقف عن الخفقان السريع قائلة ) لِما لم تقل شيئا لأتنبه لك أم أن السير خلسة أمرا ممتع ( تحرك ليجلس بجوارها وابتسامة ماكرة تداعب شفتيه فهمست وهي تتابعه ) منذُ متى وأنت هنا
حرك شفتيه بحيرة قبل أن يقول
- منذُ أن كنت تحدثين سيسي لقد أثرتِ إعجابي ( أضاف لسيسي مداعبا ومستمرا ) أنا حتى ألان لم أجعلها تتحدث كما فعلت معك فما هو سرك
- كم أنت مزعج
- لا تتحدثين عن المزعجين عزيزتي
 أجابها وهو يسند ظهره بظهر الأرجوحة ويضع يديه تحت عنقه متأملا السماء فتأملت وجهه وقد بدا الإرهاق عليه متسائلة بفضول
- ألم تكن سهرتك موفقه .. لقد حضرت باكرا
- لا شأن لك ( أجابها متمتماً ثم حرك رأسه نحوها ليلاقي عينيها المحدقتان به قبل أن يضيف ) بل لك كل الشأن ( وعاد برأسه إلى السماء هامسا ) للأسف
- ماذا أفهم من هذا
- لاشيء
- أذا فأنت تدرك هذا
- أجل
- هلا أعطيتني جملة مفيدة ( وأمام صمته اقتربت منه قليلاً وقربت وجهها منه فنظر إليها بحذر وهو يرجع رأسه إلى الخلف ولكنها لم تأبه لحركته بل قربت وجهها أكثر من وجهه قائلة ) لا أشم رائحة كحول أنت لم تشرب أليس كذلك أنت بكامل وعيك
- ولما لا أكون ( سألها ببطء وعينيه لا تفارقانها فعادت لجلستها وحركت كتفيها بخفة قائلة )
- كنت أتساءل
- تتساءلين .. لا أن كنت قلقة بشأني فاطمئني فأنا لا أشرب حتى
- جيد .. لا أحبذ فكرت أن يسكن شخصا بمنزلي ويفرط بالشرب
حرك عينيه للحظات قبل أن يعود نحوها متأملاً وجهها وهو يتساءل
- هل أكثر أستون من الشرب هذه الليلة ( ضمت ركبتيها إليها قائلة وهي تتأمل سيسي )
- لم تعتقد ذلك ( وعندما لم يجبها نظرت إليه لتراه يحدق بها بصمت فأضافت بتذمر ) أجل فعل
- هل أزعجك
- ولِما يفعل
- لم يفعل إذا ( أشاحت برأسها بعيدا دون إجابته ) أنا جاد شيفا ( قال وهو يتحرك نحوها ومال برأسه نحوها قائلا بإصرار ) أفعل
بقيت تنظر إلى الجهة الأخرى لعدت ثواني ثم عادت لتحدق بوجهه القريب منها قائلة وقد بدا الضيق عليها
- أن أستون لا يتصرف معي بقلة ذوقا أبدا لهذا أبق خارج الموضوع ( حرك عينيه بعينيها دون أجابتها وعاد ليسترخي في جلسته ليحل الصمت بينهما وهو لم يحاول كسره فبقيت محتضنة ركبتيها إليها وهي تتأمل ما أمامها بشرود وأخيرا كسرت الصمت قائلة ) أريد أن أعلمك أمرا ( ونظرت إليه لتجده يحدق بها فحركت كتفيها مستمرة ) لا أعلم لما أتحدث معك ولكني أرغب بالحديث ( لم يجبها ولم يقل شيئا وبقيت ملامحه مسترخية فعادت بنظرها إلى الأمام لو أجابها لما أخبرته ولكن أمام صمته قالت ) أشعر .. لا أعلم لست واثقة وقد أكون على خطأ ولكني أشك بالأمر ( ارتخت جفونه قليلا وهو يصغي لها بكل حواسه فاستمرت بتردد واضح ) أعتقد أن علي أعلامك حتى لو كان الأمر مجرد شك ولكني قد لا أكون مخطئه لهذا أريد أعلام أحد ولم لا تكون أنت ... أنا أشك بأن أحدهم ( وتوقفت عن المتابعة ونظرت إليه لتلاقي عينيه الثابتتان عليها بصمت ونفاذ صبر فاستمرت ) يتلاعب بالمخزون الذي نخرجه من المستودع ( بقيت عينيه ثابتتان لثواني قبل أن يغلقهما بصمت وبطء وهو يشد قبضته فرمشت بحيرة قائلة لتصرفه ) أنت مدير الشركة ألان وعليك التحقق من الأمر
- تشكين وتشعرين ( قال ببطء وهو يفتح عينيه ناظرا إليها ومستمرا ) ولا تريدين أعلام أحد غيري كل هذا من أجل تلاعب بالمخزون  
- أنه أمرا مهم وخطير أن كنت على حق ( قالت معترضة على قوله فأجابها موافقا )
- أنه كذلك ولكني أعلم عنه
- أنت جاد
- أجل ولا تقلقي بشأن هذا  .. ألا تشكين بشيءً آخر ألا تشعرين بشيء
- مثل ماذا ( تساءلت بحيرة لسؤاله فحرك كتفيه ببطء قائلا )
- لا أعلم أي شيء
- أجل أشعر أحيانا بألم في معدتي ( أجابته ساخرة ثم ضحكت على قولها بمتعة وهزت رأسها مستمرة ) بالإضافة إلى ألم بالرأس يصيبني كلما جلسنا لنتحدث
- أنها الأعراض نفسها وكنت أعتقد أنها تصيبني بمفردي ( وأبتسم برقة مضيفا ) أحب ابتسامتك
- آوه لا تبدأ ألان
- بماذا
- بأقوالك تلك إلى ماذا تريد أن تصل أعلمني منذُ  البداية فهذا أفضل
أجابته وهي بتعد نظرها عنه إلا أنها عادت نحوه عندما أجابها برقة قائلا
- ألا أستطيع أن أكون لطيفا معك دون أن يكون هنالك سبب
لمحته بشك ثم رفعت حاجبيها متسائلة
- ما هي أخبار ديفي لا أعتقد أنها ستسر عند رؤيتك تجلس هنا برفقتي في هذا الجو الهادئ قد يجول بذهنها بعض الأفكار حين إذ
أبتسم لقولها ببطء وهو ينظر أمامه شاردا قبل أن يقول
- أنها تثق بي ولكن لا تشغلي نفسك بي فأن أموري جيدة
- ألاحظ ذلك ( أجابته ساخرة وأمام صمته تأملته لثواني وهي تلاحظ مسحت الحزن البادية على وجهه مما جعلها تهمس له باهتمام ) ألم توافق على ألارتباط
حرك مقلتيه نحوها ليلاقي عينيها قبل أن يقول
- أيهمك حقا أن توافق
- أتريد الصدق
- هذا ما عهدته منك ( أجابها ساخرا فتحركت تاركه ركبتيها لتسند ظهرها على المقعد وهي تجلس باتجاهه كي تراه جيدا قائلة )
- حسنا في الحقيقة أنا لا يهمني ما تقرران ولكني أشعر بالحيرة أتدرك لو كان لي رفيق وقرر فجأة مغادرة منزله للعيش بمنزل أخرى لما سمحت له بذلك أبدا ولكنها غريبة أو ربما تفكر بطريقة ما تجعلها تتقبل الأمر الست على حق
- بماذا
- بأنك استطعت إقناعها بالموافقة على هذا فكيف استطعت هذا هل أعلمتها أنك ستحصل على مبالغ طائلة أو أنك تأمل باحتلال المنزل والشركة
- لما لا يفاجئني قولك يا ترى
- لأني على حق .. ( أجابته بثقة وعادت لتضيف وهي تراقب عينيه الشاردتان أمامه والاسترخاء بادي عليه ) أنظر لم لا نكون صادقين كن صادقا مع نفسك على الأقل فلو كانت تحبك حقا لما 
- لا تتحدثي عن ديفي وأنت لا تعرفينها ولا تتدخلي بيني وبينها لذا دعي هذا الموضوع خارج نطاق الحديث
- أنت تتهرب ( نظر إليها قائلا )
- أنا لا أناقش أموري الخاصة مع أيا كان
- ولم تسمح لنفسك إذا بالتدخل بشؤوني يا ترى
- أن وضعك مميز
- أن قولك هذا مزعج فأن كان جدي طلب منك العناية بي لا يعني هذا أنه سمح لك بتسيير حياتي .. وانظروا من سيسير حياتي ( أضافت وهي تشير إليه مستمرة ) أنت لا تصلح فحياتك بفوضى عارمة ولا أعلم بماذا أنت متورط ولكن علي تحذيرك من أن كل ما تفعله خارج نطاق الشركة لا يجب أن يؤثر بها فأن كنت تتورط بأمور مع أصدقائك أو رفاقك لا أعلم من هم أنتبه ألا يصل الأمر إلى الشركة وأموال جدي أنا أحذرك من ذلك ففي آخر مرة استطعت الهرب منهم ولكن الحظ ليس دائما جيد وقد تجد نفسك معرضا للخطر بسبب تصرفاتك المتهورة والخالية من المسؤولية
بقيت عينيه ثابتتان عليها بكسل وتحدث أخيرا بهدوء قائلا
- سأصدق أنك قلقه علي
- بل على جدي فيا لها من صدمة سيتعرض لها عندما يعرف حقيقتك ( قالت بتذمر وأمام صمته همست بصوت خافت ) هل أنت متورط بأعمال ممنوعة
- شيفا كليبر أن الوقت هو منتصف الليل أتدركين هذا ( قال معترضا وأستمر) فحاولي الصمت ألم تتحدثي طوال اليوم ألم تشعري بأنك بحاجة إلى الراحة والصمت أن ثرثرتك تصيبني بألم في راسي
- لم يطلب أحدا منك الجلوس وسماعي أن لديك كامل الحرية بالمغادرة
- ولكني لا أرغب 
أجابها برقة من جديد فلمحته بشك ومازالت عينيه الكسولتان عليها فتململت بجلستها قبل أن تقول
- من الأفضل لك المغادرة فأنا أرغب بالانفراد بنفسي
- لا أنوي المغادرة بل أفكر بالبقاء هنا
- لا تقل لي أنك ستحرسني أيضا هذه الليلة
- لا لن أفعل بل سأتمدد هنا وأستمتع بجو الليل الساحر
- أين ستستلقي بالتحديد ( تساءلت معترضة وهي تراه يشير إلى الأرجوحة فأكد )
- على هذه الأرجوحة أنها مريحة أليس كذلك
- أنها أرجوحتي وأنا سأستلقي عليها
- لا لست مضطرا أبدا لنوم على ذلك المقعد من جديد
- لم يطلب منك أحد هذا
- توقفي عن المجادلة فأنا سأبقى هنا ولن تستطيعي منعي لهذا أسرعي إلى غرفتك
- أبدا
همست بإصرار وهي تثبت عينيها على عينيه ومازالت ألابتسامة الكسولة لم تفارق شفتيه ولكنها لم تستطيع تحدي نظرات عينيه لأنه أرخى جفونه قليلا وهو يهمس
- وكيف ستمنعينني من ذلك
- أنا أنا أنا بالتأكيد لن أستطيع أزاحتك فأنظر إلى نفسك لا تكافئ في الإحجام .. لهذا سأطلب منك هذا بـ .. بلطف
قالت ذلك وهي تفكر وأضافت جملتها الأخيرة وهي ترفع رأسها بكبرياء فتوسعت ابتسامته ووضع يديه خلف عنقه من جديد قائلا بحماس مفاجئ
- أعجبتني الفكرة ( بدا ألامتعاض عليها فحثها بمتعة ) أنا أنتظر .. هل الأمر صعبا لتلك الدرجة
اصطنعت ابتسامة قائلة ببرود
- لو سمحت سيد سلفاد هلا تكرمت بالابتعاد عن أرجوحتي ( هز رأسه بالنفي قائلا )
- حاولي مره أخرى
- آوه بربك ( هتفت فضحك بمتعة قائلا )
- كنت أعلم أنك لن تصبري أكثر ( ابتسمت لقوله حسنا عليها أن تغضب ولكنها لا تشعر بهذا فضحكته أسرتها فأبعدت رأسها كي لا يرى ابتسامتها فقال وهو يلاحقها بنظره ) ألن تحاولي من جديد
ضمت شفتيها مخفيه ابتسامتها ولكنها لم تفلح فنظرت إليه قائلة
- لو .. سـ ( ابتسمت بين كلماتها فحاولت ضم شفتيها من جديد مستمرة ) لو سمحت .. غادر.. ألان ( ثم رفعت يدها لتحركها قائلة من خلال ابتسامة خجولة ) أن هذا غباء فهيا أغرب عن وجهي
- أعتقد أني أفضلك هكذا على تلك الفتاة الشرسة ( أعادت يدها إلى حجرها وقد فاجئها الصدق الذي شعرته بقوله وأستمر وقد مال نحوها قليلا ) لم أحلم أن أراك متوردة الخدين بهذا الشكل ما سبب هذا التورد يا ترى
- أنت بحاجه إلى نظارات طبية
لم يجبها على قولها وقد تعلقت عينيه بعينيها بصمت جعل قلبها يخفق ويخفق مما أربكها فرمشت محاولة سحب نفسها مما غاصت به وحركت رأسها ببطء إلى الجهة الأخرى فهمس بصوت خافت بالكاد سمعته
- لا أعتقد أني بحاجة إلى أي نظارات
شعرت بفراغً غريب ينسل إلى أعماقها وخوفا لا تدرك سببه فتحدثت بصوت حاولت أخراجه ثابتا
- ألن تغادر
- لا
- لا أبالي فلم يعد لدي الرغبة بالبقاء هنا فالجو أصبح خانقا 
أجابته وهي تنظر إليه مستنكرة ما شعرت به وتحركت واقفة فعاد ليجلس باسترخاء مراقبا إياها وهي تسير مبتعدة لتدخل غرفتها وتغلق الباب خلفها مسندة نفسها عليه وقد جحظت عينيها ما الذي يحدث أهو يلعب لعبة جديدة أيها الـ أيعتقد أنها قد .. أنه لا يعجبها أبدا ضاقت عينيها بغيظ حسنا سترى أيها السلفاد ....
- آنسه كليبر كنت أريد أن أسئل عن العلاوات هل سنحصل عليها هذا الشهر
- أجل ( إجابة الموظف الذي تساءل وهي تقطع الممر بخطوات ثابتة متجهة نحو المصعد توقفت عن السير وهي تلمح سِد بمكتبه فتوجهت نحوه قائلة ) أنت هنا
- صباح الخير .. كيف أنت
- هل جئت للعمل أم للحصول على أجازات أخرى 
تساءلت بتجهم فلمحها بنظرة وهو يرتب بعض الملفات على مكتبه قائلا
- لقد انتهت أجازاتي هل أستطيع مساعدتك بشيء
- لا أعتقد ولكن لتقوم بمراجعة جميع العمل الذي جاء بفترة غيابك أنا أثق بيوجين ولكن لا بأس من المراجعة وأرسل لي تقريرا بالنتائج
- العمل كثير ولن أستطيع إنهاء ما طلبته اليوم
- أريد التقرير اليوم هذا ما أعرفه 
أجابته واستدارت مغادرة فأطبق شفتيه بقوة وهو يتابعها دخلت مكتبها ورمت حقيبتها جانبا واستدارت لتجلس على مقعدها وقد دخلت جيسي خلفها لتضع البريد أمامها وتحدثها عن برنامجها اليوم فرفعت يدها قائلة
- توقفي لم أسمع كلمة واحدة مما قلته أطلبي لي كوبا كبيراً من القهوة ثم نتحدث بالعمل
ما أن خرجت جيسي حتى أرخت رأسها إلى الخلف باستياء وأخرجت نفسا عميقا أنها جدا متكدرة منذُ الصباح بقيت للحظات جالسة دون حراك ثم انحنت نحو مكتبها تناولت سماعة الهاتف وضربت بعض الأرقام
- أجل
- كيف حال أطفالك
تساءلت بصوت هادئ فحلت لحظة صمت قبل أن تسمع صوت سِد الذي أجابها
- إنهم بخير
- أين هم ألان
- عند جدتهم
- هل من أخبار جديدة عن زوجتك ( مرت لحظة صمت أخرى ثم قال بعدها )
- لاشيء جديد ( بللت شفتها قبل أن تقول بهدوء )
- حسنا أنا لا أحتاج إلى التقرير اليوم أحضره لي متى تستطيع إنجازه ولكن ليكن هذا الأسبوع أيناسبك هذا
- ... أجل
- عندما تنهي عملك تستطيع المغادرة حتى لو لم ينتهي دوام الشركة هذا حتى تعود زوجتك وبعدها لتعود كالسابق أهذا يناسبك
- أ.. جل
- حسنا أتوقع روية التقارير خلال هذا الأسبوع وداعا
وأعادت السماعة إلى مكانها فسِد ليس مذنبا حتى تصب غضبها عليه عليها أن تتمالك أعصابها أكثر أخذت تفتح البريد عليها أن تعمل وإلا أنها ستشعر بالضياع من كثرت التفكير أدخلت لها جيسي كوبا من القهوة ووضعت ورقة فاكس أمامها قائلة
- وصلت هذه ألان وهي مستعجلة ( تناولت الورقة متسائلة )
- أستون هنا
- لا لقد أتصل وأخذ أجازة أنه متوعك
- لابد وأن يكون ( تمتمت وأخذت تقرأ ما بالورقة وهزت رأسها ونظرت نحو جيسي قائله ) هل جاء اليكسيس
- أجل منذ الصباح الباكر
- أوصلي لا سأفعل أنا 
 وتحركت عن مقعدها لتتجه نحو مكتبه إلا أنها شاهدته بالممر وهو يقصد مكتبه أيضا فهمت بالتحدث إليه إلا أنه رفع يده قائلا بعصبية واضحة وهو يتخطى عنها
- ليس ألان
وتوجه نحو مكتبه ليدخله فتابعته بعينين مفتوحتين جيدا لتصرفه ثم نظرت إلى داني وهي تقترب منها قائلة
- ما الذي يحدث هنا
- لدينا مشكله بالشحنة الجديدة
- ليس ألان شيفا
عاد ليقول وهي تدخل وقد أنحنى نحو مكتبه وانهمك بالبحث بين مجموعة من الأوراق
- حتى أنك لم تعلم ماذا أريد منك
- وما الذي تريدينه مني
  قال وكانت الكلمات تخرج من بين شفتيه بانزعاج مما جعلها تسير نحوه بخطوات واسعة وعينيها معلقتين على رأسه المنحني نحو الأوراق ووضعت الورقة بقوة فوق الأوراق التي يبحث بها مما جمد يده وجعله يرفع نظره ببطء عن الورقة إليها وقد اشتعلت عينيها قائلة عندما التقت بعينيه
- هذا ما أردت مناقشته وعندما تجد لديك الوقت لذلك لا تتوقع أنه سيكون لدي ( أبعدت يدها عن الورقة مضيفة بجدية ) من الأفضل لك الإطلاع عليها
 واستدارت مغادرة .....
- ماذا ألان  ( قالت بنفاذ صبر وجيسي تدخل ومنذُ الصباح وهي لم تتوقف عن العمل )
- أن السيد ماثيو غرانت عاد للاتصال محاولا تحديد موعد لمقابلتك
- ألم أعلمك أني لا أريد رؤيته
- أجل فعلت ( قالت جيسي وهي تقدم لها مظروفا مستمرة ) لم أحدد له وقد وصل هذا منذُ دقائق
تناولت المظروف بعصبية ولكن ما أن أخرجت حافة البطاقة التي به حتى تجمدت يدها وسحبت البطاقة كاملة متأملة الوردة الحمراء المألوفة فحركت الورقة محدقة بها باهتمام وهي تقرأ الأسطر المكتوبة بعناية على ظهر البطاقة ( هلا قابلتني في الأندرول لتناول الغذاء أرجو أن لا ترفضي دعوتي فسأوضح الكثير من الأمور )
- من أحضر هذه البطاقة ( نظرت جيسي إليها وهي تغلق الأدراج مجيبة )
- شاب صغير
- أهو الشاب الذي أحضر الطرد
- لا هذا أصغر بقليل وعندما سألته لِما لم يضعها بالبريد قال أن رجل أعطاه مبلغا من المال كي يوصلها إلى هنا أهناك أمرٌ ما اعتقدت أنها دعوة أو ما شابه
- لا لاشيء ( أجابتها شاردة وبعد مغادرتها أخذت تعبث بالبطاقة وهي تفكر أعَلِمَ أنها لم تعد تقبل استلام الباقات فقرر أخيرا رؤيتها أخيرا تجرأ على هذا حركت شفتيها بعدم ارتياح فما زال هناك أمر الطرد .. الأندرول أنه مكان عام قذفت البطاقة على المكتب وتحركت متناولة حقيبتها ومغادرة مكتبها
- غادرت الآنسة كليبر
قالت جيسي وهي ترى اليكسيس الذي أقترب من باب مكتبها ففتحه قائلاً بتجهم
- لم يحن وقت الغذاء بعد أليس كذلك
- هذا صحيح
أجابته باقتضاب فدخل ليقترب من المكتب ويقذف عليه مجموعة الملفات التي كان يحملها بإهمال قائلا
- عندما تعود أعلميها أني أريد إنهاء هذا العمل اليوم وسـ
وهم بالاستدارة ولكنه توقف وقد لمح حافة الوردة المرسومة على البطاقة حدق بها للحظات وقرب يده مبعدا الملفات التي وضعها على المكتب وتناول البطاقة محدقا بها وملامح وجهه تشتد وتساءل بصوت غريب وهو يقرأ ما كتب خلفها
- متى غادرت
- منذ عشر دقائق
قذف البطاقة وتحرك بسرعة متخطيا جيسي التي لاحقته بنظرها بحيرة .....
نظرت إلى ساعتها وحركت رأسها حولها تحدق بالمارة وقد فضلت الجلوس على الطاولات المطلة على الطريق ثم نظرت إلى بعض الأشخاص المنتشرين على الطاولات أقترب النادل ووضع كوبا من القهوة التي طلبتها فشكرته بهزة من رأسها وهي تفكر بصاحب الدعوة الذي يجعلها تنتظره بهذا الشكل فعقصت شفتها السفلى فهو لا يدرك ما ينتظره حركت يدها تريد تناول كوب القهوة ولكنها توقفت وقد توقف نادلا بجوارها قائلا
- أرجو المعذرة كيف طلبتي قهوتك
رفعت عينيها نحوه محدقة به من خلال نظاراتها السوداء قائلة
- سوداء
- لقد حدث خطأ فهذه ليست سوداء تفضلي ( وضع كوبا آخر وتناول الذي همت بتناوله مضيفا ) أنه على حساب المحل نعتذر على هذا الخطأ
- لا بأس
تمتمت وتناولت الكوب ورشفت منه قليلا وعادت لتحدق بساعتها بملل تبا كان غباءً منها الحضور عادت لتحرك نظرها حولها بنظرة سريعة ثم عادت بسرعة إلى الطاولة الملاصقة لجدار المطعم و المتواجدة خلفها لتحدق بتشويش بالشخص الجالس هناك عادت بنظرها إلى طاولتها ورشفت من كوبها من جديد ثم اختلست نظرة مرة أخرى لتتأكد تبا أنها ليست مخطئه أيعتقد أن أمساكه الصحيفة بهذا الشكل سيمنعها من التعرف عليه ضمت أصابعها بقوة على حقيبتها وأخرجت منها أوراقا نقدية وضعتها على الطاولة ثم تناولت كوب القهوة لترتشفه بأكمله وأعادته إلى مكانه ووقفت فل يذهب إلى الجحيم لن تنتظره أكثر أمسكت الطاولة بأصابع يدها جيدا وقد شعرت بدوار مفاجئ ثبتت في وقفتها حتى شعرت أن توازنها عاد إليها فتحركت مبتعدة عن الطاولة ومتجهة نحو اليكسيس الجالس بالخلف وقد فتح الصحيفة يتصفحها باهتمام ضاقت عينيها قليلا وهي تقترب منه وهي تشعر بالأرض تتحرك حولها فرفعت يدها ببطء لتدسها تحت نظاراتها الشمسية إلى عينيها وقد أغمضتهما للحظات ثم فتحتهما وتابعت سيرها نحوه بثبات أكثر وقفت أمامه وقد عقدت يديها قائلة وهي لا تشعر بالاتزان الكامل
- هل تعتقد أنك تخفي نفسك جيدا بهذا الشكل
أنزل الصحيفة باستغراب محدقا بها فبدت الدهشة على وجهها وهي ترى ملامح غريبة أمامها ثم ملامح اليكسيس من جديد فجحظت عينيها بوجه الشاب الذي نظر حوله باستغراب فأشارت بيدها إليه قائلة بشك وعدم تركيز فالخيالات أمامها كثيرة
- لست اليكسيس يا ألاهي
همست ورفعت يدها إلى رأسها الذي يؤلمها بشدة ثم تحركت مبتعدة عنه ومتجهة نحو الطريق وهي تحاول أدراك ما الذي يحدث لها وقفت وهي تشعر بنفسها تلتف بقوة شديدة تتأمل السيارات التي تمر أمامها بسرعة وقد أصبحت السيارات مستطيلة وألوانها متداخلة عادت لترمش بصعوبة وهي تتمالك نفسها ثم تحركت قاطعة الطريق وقد أوقفت الشارة السيارات وصلت إلى سيارتها التي أوقفتها أمام المطعم بصعوبة وضعت يديها عليها ما الذي يجري لي حاولت تمالك نفسها من جديد وفتحت حقيبة يدها لتخرج مفاتيحها ولكن الحقيبة سقطت من بين يديها أرضا فثبتت يديها على سيارتها ووضعت رأسها فوقهم وهي تشعر بنفسها تهوي ببطء وتسحب إلى الأسفل وتسترخي كل خلية بجسدها دون قدرتها على فعل شيء
- ما بك ماذا فعل شيفا
سمعت صوتا لاهثا يهمس قرب أذنها وهي تسترخي أكثر وتشعر بشيءً يحيطها ويثبتها فتراخت عليه آملة أن لا تكون تتخيل ذلك وهي تهمس لشعورها بأنها تبتعد بسرعة كبيرة وتهوي في فراغاً لا نهاية له
- أهذا أنت اليكسـ
فتحت عينيها وهي تشعر بالغثيان الشديد وحدقت بتشويش بسقف الغرفة الغير واضحة فحركت رأسها بإعياء إلى الجانب محدقة بتشويش بالخزانة وأثاث غرفتها توقفت عينيها على المقعد المجاور لسريرها ورمشت ببطء محاولة إزالة التشويش من أمامها لتمعن النظر بأليكسيس الجالس على المقعد وقد أنحنى للأمام محتضن وجهه بين يديه وقد فتح ساقيه مركزا كوع يديه عليهما رفعت يدها بسرعة نحو فمها وتحركت إلى جانب السرير وهي تشعر بالغثيان الشديد ووضعت رأسها على حافة السرير وهي تأن بألم ويدها تحيط معدتها التي تؤلمها
- هدئي من روعك
 جاءها صوت اليكسيس الذي جلس خلفها بسرعة قائلا وهو يبعد شعرها إلى الخلف فهمست بإعياء وهي تسند رأسها على حافة السرير بإعياء شديد
- آسفة
- لا بأس
- أشعر بالغثيان الشديد
- لاشيء بمعدتك فلقد أفرغتها سابقا ( حركت رأسها نحوه هامسة بألم )
- أفعلت
هز رأسه لها بالإيجاب وقد رقت ملامحه وتراجع في جلسته وهو يساعدها على العود للاستلقاء على ظهرها
- هل استيقظت ( تساءلت نورما باهتمام وهي تدخل ) بنيتي كيف تشعرين ألان
همست بشفتين جافتين واليكسيس يضع غطاءاً خفيفا عليها
- ألم نورما أني أشعر بألم شديد بمعدتي .. ماذا حدث ( ورفعت يدها ببطء وهي تشعر بالخدر برأسها مستمرة ) لستُ على ما يرام
- قال الطبيب أنك ستصبحين بخير أليس كذلك سيدي
- أجل ( أجاب اليكسيس باقتضاب ثم أضاف ) أحضري لها حساءً لتتناوله
- لا لا أستطيع  
قالت معترضة لاقتراحه ولكنه أكد لنورما بهز رأسه فتحركت مغادرة فعاد للقول
- عليك تناول شيئا حتى تستطيعي تناول الدواء
حركت مقلتيها بتشويش ثم أستقر نظرها عليه قبل أن تهمس
- كنتُ في ذلك المقهى ثم فجأة أحسست أني لست على ما يرام
- ألم .. تقابلي معجبك السري ( تساءل بحيرة واهتمام وهو مصغي لها بكل حواسه )
- لم يحضر ( بدا التفكير عليه قبل أن يعود ليتساءل )
- ماذا تناولت إذا ( وأمام تحديقها به دون تركيز أقترب منها ليجلس أمامها قائلا ) تذكري هل تناولت طعاما في المطعم
- لا .. لم أتناول منذُ الصباح سوى شطيرة صغيرة
- لقد أصبتي بالتسمم
قال وهو يتأمل وجهها الشاحب وقد بهتت بشرتها وبدا الإعياء واضحا عليها
- هل قال الطبيب أنه تسمم أنا لا أذكر أني تناولت سوى شطيرة كما أنها في ساعات الصباح الباكر هل أحضرت لي طبيبا جيدا اليكسيس أم ماذا
كانت تتحدث ببطء فأبتسم على قولها مداعبا
- لقد أجلت التخلص منك للمرة القادمة
تأملت وجهه لثواني وهي تتذكر أنها تخيلت وجوده بالمطعم فهمست
- أكنت أنت من أمسكني لقد تخيلت أشياء ولم اعد أستطيع التذكر جيدا
- وصلت في الوقت المناسب
- ألم .. ألم تكن تجلس بالمقهى
- لا ( قال بحيرة لقولها فأغمضت عينيها قبل أن تفتحهما قائلة )  
- لقد اعتقدت أني رأيتك هناك يا السماء أنا أهلوس ( أبتسم برقة قائلا )
- لا تقلقي ستكونين بخير .. وستتناولين الحساء ( أضاف ونورما تدخل فحركت رأسها رافضة ولكنه أضاف قبل أن تتحدث ) لا مجادلة بهذا ( ووقف مضيف لنورما وهو يتحرك نحو الباب ) سأجري اتصالا هاتفي
- سأطردك من العمل إذا أجبرتني
همست شيفا وهي ترى نورما تقترب منها وبيدها طبق الحساء الدافئ
- هيا آنستي لم تعودي طفلة لتفعلي بي هذا
- لا تقلقي نورما أجبريها ( تدخل اليكسيس قبل أن يغلق الباب خلفه مستمرا ) أنا من يتحكم بهذه الأمور ألان وأنا أمنحك كافة الصلاحيات
- لا تذكرني بهذا ألا تراني متعبة ( تمتمت وهي تهز رأسها بضيق ) ....
- كم الساعة 
تساءلت وعينيها نصف مغمضتين وهي تشعر بميسي تتحرك بالغرفة فأجابتها وهي تفتح الستائر
- أنها الثانية ظهرا
أغمضت عينيها بإعياء فبعد الليلة المضطربة بين النوم والاستيقاظ وأحلام متداخلة ما كانت لتستيقظ باكرا أن آخر ما تذكره هو تناولها الحساء الذي أعدته نورما وسرعان ما غرقت بالنوم بعد حبة الدواء ولكن الليل كان طويلا جدا فيما بعد
- هل أحضر لك الطعام
- لا ( أجابتها باقتضاب ثم أبعدت الغطاء عنها ببطء )
- أساعدك
اقتربت منها ميسي وهي تراها تنزل قدميها إلى الأرض فهزت رأسها بالنفي ووقفت ببطء ولكن رأسها الذي التف بقوة جعلها تعود إلى الجلوس فأسرعت ميسي بإمساكها من ذراعها قائلة
- مازلت متعبه آنستي (أخذت نفسا عميقا هامسة )
- أعتقد أني سأعود للاستلقاء فالأرض تلتف وتلتف والغرفة جميعها تتحرك أغمضت عينيه مستسلمة وعادت لتستلقي وهي تشعر بضعف الكبير ووضعت يدها على معدتها ما الذي آذاها لهذه الدرجة يا ترى ...
- ولكن آنستي
- لا ( قالت رافضة تماماً الفكرة ومقاطعه نورما التي وضعت طبقا بجوارها مليء بالطعام )
- يجب أن تتناولي شيئا أنت لم تأكلي شيئا منذُ الصباح
- لا أريد نورما بحق الله أنا متعبه لم تفعلين هذا لا أريد الطعام لا أشعر بأني أستطيع تناوله
- يجب أن تأخذي الدواء
- لا أريد دواء سأصبح بخير أنا بخير
- لا تتصرفي هكذا وكأنك في الحادية عشرة
- لا شأن لك بي نورما أنا مستلقية هنا منذُ ساعات وقد فاض بي الأمر كم الساعة
هتفت بضيق وقد جلست بسريرها مسندة ظهرها بوسادة
- أنها الثامنة
- الثامنة ولم يحضر اليكسيس بعد هل بقي طوال اليوم بالشركة لأني لست موجودة ليتصرف على سجيته من وراء ظهري
- أن السيد اليكسيس رجلا نبيل جدا
- من ( هتفت بحدة رغم ألمها واستمرت ) لا أريد سماعك تتحدثين عنه
 وأبعدت الغطاء عنها وأنزلت قدميها عن السرير مما دفع نورما للقول
- إلى أين آنستي أنت متعبة ويجب أن تلازمي الفراش
- أنا أعرف ما أريده ولست متعبة لهذا دعيني وشأني  
 ووقفت رغم عدم اتزانها وتحركت نحو الباب فتحته معاندة أنها بخير رغم الدوار الكبير الذي تشعر به فما زالت تلتف وتلتف ولكنها لم تأبه وسارت بالممر عارية القدمين فتبعتها نورما بقلق قائلة
- دعيني أساعدك
- لا أريد مساعدة احد
هتفت بها وهي تبتعد مسندة نفسها بالحائط وهي تسير ثم نزلت الأدراج وهي تمسك الدرابزين بقوة كي لا تسقط
- آنستي أنت عصبية وهذا مضر ل .. إلى أين أنت ذاهبة 
تساءلت نورما بقلق وهي تراها تتجه نحو الباب الخارجي وقد أصبحت خلفها
- إلى الخارج ولا تتبعيني
- ولكن أنت عارية القدمين سأحضر لكِ الـ
- لا
قاطعتها وهي تفتح الباب وتخرج لتسير بترنح نحو الحديقة وما أن وصلت الأرجوحة حتى تهاوت عليها وهي تتنفس بصعوبة كبيرة وتشعر بإرهاق شديد وكأنها سارت دهرا استلقت على جنبها محاولة أعادت تنفسها إلى طبيعته ورفعت قدميها لتستلقي جيدا وهي تشعر بهما ترتجفان أغمضت عينيها ببطء كي لا ترى الأشجار التي تتحرك أمامها ثم بدء نفسها يهدأ ويعود بالتدريج إلى طبيعته وبدء رأسها يثقل .....
أقترب اليكسيس بهدوء وهو يحمل صينيه وكأسا من العصير وضعهم على الطاولة ببطء كي لا تصدر صوتا ثم أقترب من الأرجوحة ناظرا إليها وهي تغط بالنوم العميق جلس القرفصاء أمامها متأملا وجهها وهامسا باسمها وحرك يده ليبعد خصلة رقيقه استقرت على وجنتيها وقد أفلتت من عقدت شعرها ولكنها لم تصدر أي حركة فوضع يديه على ألأرجوحة أمامه وأسند وجهه عليهم متأملا وجهها بصمت وقد أخذ صدرها يعلو ويهبط بانتظام وتوردت وجنتيها وشفتيها قليلا فعاد ليحرك يده ويتلمس جبينها ليشعر بالحرارة فهمس
- حرارتكِ مرتفعة ( وأخذ يمرر أصبعه برقة على جبينها مستمراً ) حان وقت استيقاظك ألم تشعري بالجوع بعد أيتها الكسولة ( عندما تحرك جفنيها قليلا أعاد يده تحت ذقنه هامسا ) أهلا بك في العالم الحقيقي (  فتحت عينيها ببطء وكسل لتحدق بالوجه الذي أمامها بقيت للحظات ساكنه ولم تتحرك مقلتيها فحتى في أحلامها يطاردها هذا الوجه ذا الملامح القاسية ولكنها ألان حنونة وجذابة توسعت شفتيه عن ابتسامة ناعمة وهو يهمس بصوت خافت عميق ) تبدين جميلة عندما تستيقظين
أغمضت عينيها ببطء وفتحتهما ثم عادت لترمش بسرعة أكبر وهي تحرك يدها إلى عينيها لتفركهما ثم تحدق به من جديد متسائلة بارتباك
- أنت هنا أنت فعلا هنا
- أجل هل افتقدتني ( ظهر العبوس على وجهها ) لهذه الدرجة
أضاف والابتسامة الناعمة لا تفارق شفتيه فاسترخت أعصابها التي شعرت للحظات أنها اشتدت وهمست وعينيها متوقفتان على وجهه
- كم الساعة
- التاسعة والنصف
- فقط
- اجل
- كيف هي أمور الشركة ( توسعت ابتسامته بكسل وهو يجيبها )
- قمت بفصل أستون ورفعت درجت سِد ونقلت جيسي إلى قسمي وتخلصت من داني وغيرت عقود الشركة كي تصبح ملكا لي
بقيت عينيها ثابتتان عليه وهو يتحدث ثم همست
- فعلت كل هذا
- أجل فلقد كان غيابك عن الشركة عذراً جيدا
- لابد وأن نورما تثرثر كثيرا
- تثرثر المسكينة لقد كادت تصيبها هستيريا من القلق عليك ولقد جئت لأراها تقف هناك تراقبك خلسة كي لا تعلمي أنها تبعتك
- أفعلت
- أجل .. أنت مدينه لها بالاعتذار على ما أعتقد
- ولما ( صمت للحظات دون أجابتها وقد أشاحت بنظرها عنه فعاد للقول )
- أنظري إلي ( وعندما رفضت قال قبل أن يتحرك واقفا ) ألاحظ أنك تستطيعين الإجابة على سؤالك
حركت عينيها نحوه وهو يتجه نحو الطاولة ليحمل عنها صينيه الطعام فقالت معترضة
- لا لا أريد طعاما أن معدتي تؤلمني ( تجاهل قولها  وأقترب منها قائلا )
- هيا أجلسي
- لا أريد ( همست  بضعف وهي تنكمش على نفسها )
- لن يسر جدك أبدا أن علم أنك متعبة بهذا الشكل
فتحت عينيها جيدا كمن أكتشف أمرا وحركتهما نحوه لتنظر إلى وجهه هاتفة
- أتعتقد أني لو امتنعت عن الطعام إلا عند رؤيته سيعلم بالأمر ويظهر
- لا تفكري حتى بهذا ( قاطعها بجدية وحمل الصينية بيد واحدة وحرك الأخرى نحوها ليمسك ذراعها ويساعدها على الجلوس مستمرا ) لن يسقط جدك بفخ كهذا أبدا
جلست مفكرة وقائلة
- لا لن يمر عليه ولكني على استعداد أن أضرب عن الطعام حقا
- هذا أن تركتك أنا وشأنك ( وضع الصينية بحجرها فتعلقت عينيها بعينيه قائلة )
- أرجو أن تفعل ( وحركت يدها لتبعد خصلة من شعرها إلى الخلف وتضيف وهي تحدق بالطعام ) ما هذا هل حقا تعتقد أني سأتناول كل هذا
- أجل هيا أبدئي بتناوله لأن الدواء لا ينتظر كل هذا الوقت كي تأخذيه أنت حقا مريضه سيئة
- أشكرك ( همست له باستياء وهي تحدق بالطعام بإعياء فلا شهة لها )
- خدودك متوردة ( تمتم بصوت بالكاد سمعته مما جعلها تحرك رأسها إليه لتجده ينظر إليها بإمعان ثم قرب يده ليلامس أصبعه خدها بحركة خفيفة فتحركت عينيها بحذر مراقبة أصبعه وقد حرك كل حواسها وأيقظها ثم عادت نحو عينيه دون أن تجرؤ على مفارقتهما ليضيف وهو يبعد يده ) أن حرارتك مرتفعة
- لا تعتقد أني ضعيفة لمجرد أني مريضه وخدودي متوردة من الحرارة
توسعت ابتسامته بكسل ومازالت عينيه لا تفارقانها وهو يقول
- الضعف صفة بعيده عنك جدا حتى وأنت في أسوء حالاتك
أشاحت برأسها عنه وحدقت بطعامها أنه يشعرها بالتشويش التام مدت يدها لتتناول شوكتها بينما تحرك ليجلس باسترخاء بجوارها ورفع يده إلى خلف عنقه يتلمسه ويحرك رأسه علهُ يشعر ببعض الراحة من الألم الذي يشعر به ثم مد ساقيه إلى الأمام باسترخاء متسائلا
- ما سر هذه الأرجوحة لم تحضرين إليها دائما ( أخذت تمضغ لقمتها ببطء شديد قبل أن تجيبه )
- أحب أن أشعر بها تهتز
وتناولت لقمة أخرى وهي تشعر حقا بالجوع بعد لقمتها الأولى حرك رأسه نحوها شاردا قبل أن يقول
- أنت تحبين تأرجحها ( ودفع ساقيه قليلا لتتحرك الأرجوحة بحركة خفيفة بهما ثم رفع حاجبيه قائلا وهو يبتسم ) كالأطفال تريدين سريرا يهتز بك
- أتريد إفقادي لشهيتي ( قالت معترضة على قوله وهي تمضغ لقمتها ببطء وعادت للقول عندما لم يقل شيئا وهي مشغولة بطعامها ) أكنت بالشركة طوال اليوم
- لا.. ولكني غادرت منها متأخرا
- أيوجد أخبار عن جدي ( هز رأسه بالنفي ثم قال ومازالت عينيه شاردة أمامه بتفكير )
- لاشيء حتى ألان ولكني سأجده عاجلا أم آجلا ( ثم حرك رأسه نحوها ناظرا إليها بعينين شاردتان بتفكير عميق قائلا ) كُنت طفلة صغيرة عندما فقدت والديك
علقت القمة في حلقها وأخذت تسعل وهي تجاهد كي تبتلع لقمتها فتناولت كوب الماء الموجود على الصينية لترتشف منه قليلا ثم تنفست جيدا ونظرت إليه بعينين مشتعلتان قائلة بصوت متعب  
- لا شأن لك بهذا الأمر
- أنا لم أقل شيئا بعد بربك
- لا شأن لك بوالدي إذا
ضاقت عينيه للحظات وهو يبعد يده عن عنقه ببطء متأملا إياها باهتمام ثم قال بتمهل
- أنا لم أقل شيئا عن والديك فما الذي أغضبك بهذا الشكل ألان
- لا شأن لك ( همست بحدة وقلبها يخفق ثم أرخت جفونها لتعود إلى طعامها هامسة ) لن أتحدث معك بهذا الأمر أنت آخر شخص أفكر بتبادل الحديث معه  
- لكني مع هذا سأتحدث فلا أجد أي مبرر لغضبك المفاجئ والغير مفهوم فحتى أني لم أطرح سؤالي بعد والذي هو هل تذكرين شيئا عن والديك ( تجمدت يدها التي تحمل شوكتها للحظات وقد اشتدت أصابعها عليه ثم رفعتها إلى فمها كي تأكل لقمتها دون أجابته وتجاهلته تماما فعاد للقول باهتمام وعينيه لا تفارقانها ) تعلمين أن الشركة كانت تدار من قبل والدك وشريكا له أتذكرين أي شيء عن هذا
أخذت تمضغ لقمتها ببطء محاولة عدم أظهار مفاجئتها ثم تحدثت أخيراً قائلة
- من أعلمك بهذا أهو جدي
- أتذكرين شيئا من هذا
- لا أريد التحدث بالأمر
هتفت وهي تضع شوكتها جانبا فحرك عينيه بهدوء عنها إلى طعامها ثم قال
- حسنا لن نتحدث عنه تابعي تناول طعامك
وعاد ليحرك ذراعيه لتستقرا خلف رأسه الذي رفعه متأملا السماء وشاردا فعادت بدورها لتنهي طعامها وهي تلمحه بطرف عينيها بشك لعلها تعلم ما الذي يفكر به لم ساءل عن والدها أعاد للعبث بالأوراق الموجودة بالشركة والتي تعود إلى سنين مضت بكل تأكيد فعل وإلا من أين علم بأمر والدها وشريكه وهما من أسس الشركة وقاما بإدارتها إلى ما تسعى اليكسيس أغمضت عينييها بهدوء وهي تشعر برأسها وكأنه بعيدا جدا عنها
- من الأفضل أن تتناولي دوائك أن كنت ترغبين حقا بالشفاء  
جاءها صوت اليكسيس الذي تحدث باهتمام ففتحت عينيها وتناولت آخر لقمة وأمسكت علبة الدواء لتخرج منها حبه تناولتها وخلفها الماء هامسة
- أشعر بالنعاس الشديد برغم من أني مستلقية طوال النهار
تحرك متناولا الصينية من حجرها وأبتعد ليضعها على الطاولة قائلا
- عودي للاستلقاء ذلك أفضل
فعلت ذلك ووضعت رأسها على الوسادة بإعياء فأقترب اليكسيس ووضع أمامها المقعد ليجلس عليه وهو يحمل كأسا من العصير تناوله عن الطاولة
- لا تقل أنك ستحرسني هذه الليلة أيضا ( همست له وعينيها النصف مغلقتين معلقتان به فأبتسم وهو يقرب الكأس إلى شفتيه فاستمرت ) ألا تعلم أننا بأمان هنا أنا أأكد لك أن الأمر مختلف عن الملجئ ألم يكن آمن الهذا تشعر أن عليك حراستي
- لقد طلب مني جدك العناية بك
- ألا تيأس
- بطبعي إنسان صبورا جدا
- إلى أن تحقق ما تريده ( أجابته بصوتً خافت فهز رأسه مؤكدا )
- أجل يمكنك قول هذا
- وما الذي تطمح بالحصول عليه من جديد المال أم الشركة أرجو المعذرة أعني الشركات
- أن لدي من المال ما يفوق حاجتي ( بقيت عينيها الثقيلتان دون حراك على وجهه قبل أن تقول )
- أنت تعلم إذا
- أعلم ماذا ( سألها بغموض وهو يرتشف من كوبه من جديد ويحدق بها )
- أنت تعلم عما أتحدث ( حرك كتفيه بخفة قائلا )
- ليس بالتحديد ولكن لنقل أن قمنا بتبادل المعلومات فسأعلمك بالتحديد ما الذي أعلمه
بقيت عينيها عليه مفكرة بقوله قبل أن تقول
- موافقة ماذا تعرف
توسعت ابتسامته وهو يسترخي في جلسته ويمد ساقيه بكسل أمامه قائلا
- لتكوني البادئة
- ألا تثق بي
- لا ولا يمكنني حتى أن أفكر بالأمر فلا تحاولي
- وما الذي يجعلني أثق بك
- الأمر متروك لك
- أن كان كذلك فأنا لا أثق بك حقا وألان دعني وشأني يكاد رأسي ينفجر من الألم وآخر ما أريده هو التحدث معك بالألغاز
رفع كوبه إلى شفتيه ليرتشف منه ببطء دون أن يعلق على قولها فأغمضت عينيها كي تمنع نفسها من التحديق بعينيه التين لا تبتعدان عن عينيها وتجعلانها تشعر بألم غريب يتحرك داخل صدرها
- ألم يصبح الجو باردا عليها أعتقد أنه من الأفضل ألا تبقى هنا 
همست نورما وهي تقترب وتلاحظ نوم شيفا فحرك رأسه لها بالإيجاب وقد أخرجته من شروده ثم قال وهو يراها تقترب منها لتتفقدها
- لن تستيقظ فالدواء يحتوي على منومً سريع المفعول
- لم أرها بهذه الحالة من قبل أنها جدا جداً مرهقة
- لقد تناولت مادة ضاره جدا ولا أعرف كيف وصلت إليها ( أجابها وعينيه معلقتين بشيفا التي تغط بنومً عميق ثم وقف وسار باتجاهها قائلا ) أنت على حق ليس من الجيد بقائها هنا سأحملها بينما تفتحين لي الباب
توجهت نورما لتحمل الصينية وكوب العصير عن الطاولة بينما أنحنى نحو شيفا ليحملها ببطء ويتحرك بعد أن أستقر رأسها على كتفه نحو نورما التي فتحت الباب الأمامي وأسرعت بصعود الأدراج حتى تفتح له باب غرفتها فوضعها على السرير بينما قامت نورما بوضع غطاءً خفيف عليها وهي تهمس
- يا صغيرتي المسكينة
- مسكينة نورما أنت واثقة مما تقولينه ( قال بابتسامة باهته فنظرت إليه وهي تهمس مؤكدة )
- أجل أنها كذلك .. فقط لا تجيد التعبير عن نفسها بالطريق الصحيحة
- أنتحدث كلانا عن نفس الشخص أم أن الأمر أختلط علينا
تحركت نورما نحو الباب فتبعها وهي تجيبه بصوت خافت
- أنت لا تعرفها جيدا فقط .. أعلمت ماذا فعلت لمارينا
- وماذا فعلت لمارينا
تساءل وهو يغلق الباب خلفه بهدوء ......
أنت بألم وهي ترفع يدها لتضعها على جبينها ثم فتحت عينيها بإعياء وتشوش بقيت كذلك لعدت ثواني ثم حركت رأسها نحو الساعة التي تشير إلى الثالثة صباحا فرفعت يدها الأخرى لتضعها فوق جبينها محاولة نسيان الصداع الذي تعاني منه عقصت شفتها السفلى الجافة وحركت يدها إلى الطاولة المجاورة لسريرها لتتناول عنه الدواء ثم رفعت رأسها ناظرة إلى الطاولة المجاورة لا كأس ماء أنها تحتاج إلى كأس ماء من سيحضره لها ألان أعادت رأسها إلى مكانه ثم استجمعت قواها وأبعدت الغطاء عنها وأنزلت قدميها ببطء إلى الأرض ووقفت متحركة بشكل مترنح نحو الباب لتفتحه وتسير وهي ترتكز على ألحائط ولكن ما أن أطلت على الطابق الأرضي حتى توقفت في مكانها محدقة بحيرة بميسي الواقفة في وسط الصالة أنها الثالثة صباحا أن لم تخدعها عينيها فما الذي تفعله ميسي همت بمناداتها لتحضر لها الماء إلى أن شفتيها توقفتا عن الحراك وهي تشاهدها تنحني نحو سترة موضوعة على يد المقعد وقد لاحظت أن أحدا ما موجود على ذلك المقعد بسبب الغطاء الذي ظهر على أحد جوانب المقعد أنها لا تستطيع رؤيته ولكن تلك السترة ليست لأي كان إنها له ضمت شفتيها أن من عادته النوم هنا ولكن أهو نائم حقا أم ماذا أن تلك الغبية تبدو مغرمه به حركت ميسي يدها ببطء نحو اليكسيس الغارق في النوم العميق لتبعد خصلة من شعره عن جبينه وعينيها لا تفارقان وجهه
- ميسي
هتفت شيفا فانتفضت ميسي متفاجئه وتراجعت إلى الخلف بسرعة جعلتها تصطدم بالطاولة المنتشر فوقها بعض الأوراق وكأسا زجاجيه سقطت متدحرجة نحو الأرض لتتحطم ويجلس اليكسيس منتفضا بسرعة ومحدقا بتشويش بميسي التي فتحت عينيها بذهول محدقة به ومن ثم رفعت نظرها الجامد نحو شيفا التي تحركت ببطء وجلست على رأس الدرج فحرك اليكسيس رأسه إلى الخلف محدقا بمن تحدق ميسي دون تركيز ثم رفع يده إلى عينيه قائلا
- ماذا تفعلون هنا بهذا الوقت كم الساعة ( وعاد ليستلقي في مكانه مستمرا ) ألا يستطيع المرء الحصول على بعض الهدوء هنا
- لم لا تحضرين لي كوبا من الماء
تجاهلت حديثه قائلة لميسي المتجمدة في مكانها فهزت رأسها بالإيجاب وقد أحمر وجهها بشدة وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تضع سترت اليكسيس جانبا بيدين مرتجفتين ثم تحركت نحو المطبخ لتختفي داخله
- ما الذي أيقظك ألان ( تساءل اليكسيس بتذمر وهو يضع يديه بين عينيه بإرهاق )
- هل يزعجك استيقاظي
- أنا لم أعد أعلم ما الذي يزعجني من الذي لا يزعجني حقا لم أعد أعلم ولكني أرغب بالعودة لنوم هذا ما أعرفه ألان
- وهل كنت حقا نائما
تساءلت فأبعد يده عن عينيه وفتحتهما شاردا للحظات للهجتها المبطنة ثم تحرك ليجلس محدقا بها قبل أن يقول بهدوء
- لم لا أشعر بالراحة لنبرة صوتك يا ترى
- أنت سريع الملاحظة ولكن لم تجبني هل كنت نائما
- أن قلت لك أني كنت أحلم بك هل ستصدقين ( أجابها بسخرية فأجابته بأسلوبه رغم إعيائها )
- أن صدقت أني كنت أحلم بك للتو 
- بحق الله لأكن أحلم أرجوك يا ألله لأكن أحلم أنه منتصف الليل وأنا أتجادل معها ( وأضاف بنفاذ صبر ) عودي إلى فراشك شيفا ودعيني بسلام
نظرت إليه وهو يختفي من جديد خلف المقعد وقد عاد ليستلقي مكانه قائلة
- أن لم تخني ذاكرتي فأن لديك غرفة بالأعلى لما تنام هنا كم أنت فوضوي وغير مرتب و
- ولا أريد سماع المزيد
- بما أنك بمنزلي ستستمع 
أجابته بصوت خافت لم يفته فتحرك جالسا وأنزل قدميه إلى الأرض معطيا ظهره الذي يعلو ويهبط بسبب تنفسه السريع نحوها ثم تحرك واقفا ومتجها نحوها ليصعد الأدراج ونظره لا يفارقها وقد بدا الغضب جليا عليه وما أن وصل إليها حتى همس بحدة من بين أسنانه
- ليله سعيدة لك أيضا
وأستمر في الممر ثم سمعت صوت باب غرفته الذي أغلق بقوة خلفه أطلت ميسي بتردد من باب المطبخ ثم سارت نحو الأدراج لتصعدها وهي تختلس النظر إليها وما أن أصبحت بجوارها حتى قدمت لها الكوب بيدين مرتجفتين تناولته منها قائلة
- غدا تحزمين أمتعتك جميعها وسأترك لك راتبك بالإضافة إلى شيك لنهاية خدمتك مع نورما لا تدعيني أرى وجهك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق