انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 يوليو 2011

رواية ابحث عنك من 1- 12



ابحث عنكِ


يطرأ ارتفاع  طفيف على درجات الحرارة ويكون الجو دافئاً والسماء صافية ويتوقع أن تكون درجات الحرارة ما بين  ..
-
الم يقولوا هذا البارحة وهطلت الأمطار
 
ابتسمت ليُنارس وهي تقف في المطبخ المفتوح على غرفة الجلوس قبل أن تقول لأوديل الجالسة باسترخاء أمام التلفاز وتستمع لنشرة الجوية
- لا تخرجي دون مظله غدا إذاً
حملت أوديل جهاز التحكم وأخذت تغير القنوات بملل وهي تقول
-
لا أظنها ستمطر بعد ألان فالجو دافئ والربيع على الأبواب .. ماذا تعدين
-
قالب من الحلوى .. سيحضر روجيه
- لا ( أغلقت الفرن واقتربت من أوديل متسائلة وهي تمسح يديها )
-
لم أره منذ أسبوع كيف هو
 -
غارق في العمل كعادته سألني عنك البارحة أراد معرفة أن كنتِ قد انتهيتِ من تحضير أوراقك
-
أجل لقد فعلت .. أخيرا سأصبح محامية العائلة ( قالت بابتسامة ثم أضافت لتغير ملامح وجه اوديل وهي تقترب منها ) ما بكِ
وضعت اوديل يدها على بطنها المنتفخة قبل أن تقول
 -
يتحرك أحياناً بشكل قوي .. أقتربي ( طلبت منها وهي تمسك يدها وتضعها على بطنها مضيفة بمحبة ) اتشعرين انه يتحرك
وضعت كل حواسها بيدها وهي تهمس
-
أجل .. مازلتِ في الشهر السادس ( هزت رأسها بالإيجاب وابتسامة حنونة تداعب شفتيها فأضافت ليُنارس ) إني بشوق لرؤيته اجتهدي وأحضريه لنا بصحة جيدة
أخذت أوديل تحرك يدها على بطنها بحنان قبل أن تقول
 -
أنا أيضا بشوق لرؤيته كذلك روجيه كم هو سعيد به .. لن نندم لإنجابنا له ألان
نظرت ليُنارس إليها وقد أصبح وجهها مستديرا بعض الشيء بسبب ازدياد وزنها وابتسمت قائلة
-
أعلم هذا وأنتِ تدركين ما كنت اعنيه عندما علمتُ أنك حامل كان بإمكانكما تأجيل هذا حتى تستقرا وتؤمنان وضعكم فأنتِ مازلتِ تدرسين وروجيه في بداية عمله كان بإمكانكما تأجيله عامان حتى تستقرا
- عمله جيد ليا وراتبه لا بأس به كما أن هناك حوافز وأعلمني أن رئيسه معجب به كثيرا
- هذا جيد وأنت ماذا ستفعلين بدراستك بعد أن تنجبي
- لا تجعليني اشعر أن الأمر صعب .. حسناً علي الاعتراف أنه كذلك ولكني سأتابع دراستي وأعتني به بنفس الوقت
- انه مسؤولية ويحتاج إلى عناية وانتباه
-
وأنا أم جيدة وسأعتني بطفلي .. ستساعديني اليس كذلك
-
بالتأكيد سأفعل ( قالت وهي تقف وتتجه نحو المطبخ لتفقد الفرن وهي تستمر ) قصة شعرك تروق لي إنها تليق بوجهك المستدير حاليا
دست أوديل يدها بشعرها الأسود القصير وهزت رأسها بيأس متمتمة
-
هكذا أفضل فلا أجد الوقت الكافي للعناية به كما أن وزني يزداد بسرعة وثيابي أصبحت ضيقة وتنقلي بين المحاضرات أصبح أبطء
-
هذا ما يحدث لفتاة جامعية وحامل .. لقد حذرتك
-
أين ستعملين ( تساءلت وهي تتجاهل قو ل ليُنارس الأخير )
-
 أفكر بتقديم طلب في مكتب المحامي برنار مارأيك
-
 تقصدين ذلك الرجل الذي ساعد أمي ببيع منزلها ( هزت ليُنارس رأسها بالإيجاب فأضافت أوديل بسرعة ) لا أحبه
ابتسمت وهي تقول
-
 لا ذنب له أن كانت والدتك تريد بيع منزلها .. هل تتصل بكِ
-
 لا ( أجابت باقتضاب قبل أن تتساءل ) ما أخبار قالب الحلوى رائحته عبقت بالمكان
-
 يحتاج إلى بضع دقائق بعد
قالت وهي تتأمله في الفرن من جديد بينما وقفت أوديل ببطء وهي تضع يدها خلف ظهرها وقد سمعت صوت هدير سيارة مألوفة لتقترب من النافذة المطلة على الطريق بحيرة قبل أن تتمتم
-
 جاء روجيه .. ماذا يفعل خارج العمل بهذا الوقت ( توجهت نحو الباب وأطلت عليه لتراقبه وهو يترجل من سيارته القديمة ويصفع بابها بقوة فهتفت وقد أنتابها شعور غريب ) ما بك عزيزي
-
 كارثة كارثة وقعت ولا أجد لها حلاً
قال وهو يتخطى عنها إلى الداخل فنقلت ليُنارس عينيها بقلق بين أخيها وزوجته وقد تناهى لها ما قاله روجيه لتتسأل
-
 ماذا هناك
-
 أجلسي عزيزتي لا يجب أن تجهدي نفسك
أشار لأوديل نحو المقعد قائلاً وهو يتابع سيرة نحو ليُنارس فأصرت أوديل بنفاذ صبر وقد بدا شاحبا ومتوترا
-
 ما الذي حدث ما هي الكارثة مجيئك في هذا الوقت وبهذا الشكل لا يطمئن .. هل تركت عملك
 -
أرجوكِ حبيبتي أذهبي وأجلسي هناك
عاد للقول وقد بدا أنه يحاول تهدئة نفسه والسيطرة على اضطرابه فتأملته ليُنارس بقلق أن أمرا ما جرى وإلا لما قُلبت عينيه الخضراوتين إلى هذا اللون الغامق جدا همت بسؤاله بينما أجابته أوديل بنفاذ صبر
-
 أنا بخير ولا أحتاج للجلوس
-
 هل ستبقين واقفة أن علمتِ أني سأدخل السجن ( هتف بعصبية فتوسعت عينيها المحدقتان به ثم تمايلت في وقفتها فأسرعت ليُنارس التي كانت متجمدة لتصريح شقيقها لإمساكها وكذلك فعل وهو يضيف وقد بدأت تفقد وعيها ) هذا ما لا أريده أن يحدث
أجلسها على المقعد بينما أسرعت ليُنارس لإحضار كوب من الماء لتقدمة لها وتمعن النظر بروجيه وهي تقول بقلق
-
 لم أفهم شيئاً مما قلته أخبرني ماذا حدث ولماذا ستدخل السجن
-
 يا الاهي ماذا سيحدث لي ولطفل أن دخلت السجن
تمتمت أوديل وقد بدأت الدموع بالتجمع بعينيها فقالت ليُنارس وهي تربت على كتفها
-
 اهدئي ولا تبدئي ألان أرجوكِ
-
 لقد أوقعوا بي تم التلاعب بدفاتر الحسابات الخاصة بي
-
 ماذا ؟ كيف حدث هذا ( أسرعت ليُنارس بالقول بقلق(
-
 لا أعلم أقسم أني لا أعلم شيء عن هذا ( أخذا يتحرك بعصبية وتوتر وهو يضيف ( ذهبت كالمعتاد إلى العمل وفور وصولي طلبني هانس رئيس قسمي وطلب مني مرافقته إلى مكتب المدير وهناك أخذوا باتهامي باختلاس مبلغ كبير من المال
حركت ليُنارس رأسها باندهاش متسائلة
-
 ولما يتهموك أنت
-
 دفاتري وأوراقي
أجابها وهو يرمي نفسه على المقعد ويخفي وجهه بكفيه عجزت عن النطق لوهلة وحدقت به مذهولة ثم تمتمت غير مصدقة
 -
أن اختلست شيء أجبني بصراحة فلأمر لا يحتمل أي تهرب أرجوك
أبعد يده عن وجهه محدقا بها باستنكار
-
 كيف تظنين بي هذا
-
 ولكنها أوراقك
-
 وهذا ما يقتلني إنها أوراقي وتوقيعي إلا أنها غير صحيحة تم التلاعب بها حاولت شرح هذا لمدير الشركة ولكنه رفض الإصغاء أراني أوراقا دققتها بنفسي وعليها إمضائي أنا لا أخطئ إني أدقق في كل ورقة تصلني لا أعلم كيف حدث هذا شاهدت بعض الفواتير أنا مسئول عنها ولكنها مكتوبة بمبالغ لا أعلم عنها شيء ولا أعلم من أين أتت ماذا أفعل ليُنارس منذ الصباح وأنا أراجع الأوراق برفقة المدير الواثق أني اختلست وجميعها تشير لي كلها تصل لي هناك من أوقع بي ويريد التخلص مني
-
 أتشكُ بأحد أخبرهم
-
 لا يوجد أي شيء يثبت تورط أحد غيري رغم أني أشك ألان بالجميع ربما الرئيس من فعلها أو سيزار أو مارتين نعم ربما مارتين فهو خبيث ولا يميل لي ( وقف وأخذ يتحرك بعصبية ) ماذا أفعل سيبدأ التحقيق بالأمر وكل شيء يشير إلي
-
 قد يَكشف التحقيق عن المحتال الحقيقي
-
 لقد شاهدتُ جميع الأوراق التي سيقدمونها أنا المتورط الوحيد خطي توقيعي دفاتري من قام بذلك تصرف بذكاء ونجح بالتخلص مني وحصل على خمسين ألف
-
 خمسين ألف ( تمتمت ليُنارس وأوديل بذعر(
-
 المبلغ المفقود خمسين ألف
-
 كيف يفقد هذا المبلغ دون الانتباه له
-
 لا أعلم ولكني واثق من أن الفواتير التي كانت تصلني كانت مزورة ربما أو تم التلاعب بها قبل إعطائي إياها ثم تم تصحيحها بعد أن أنتهي منها.. نعم .. هذا ما حصل هكذا جرى الأمر لأن الفواتير التي رأيتُها اليوم تحتوي على أرقام مختلفة بالمقارنة مع دفاتري
 -
هذا لمصلحتك يجب أن يحققوا مع الموظفين
-
 لا دليل على أن الأرقام التي كتبتها أخذت عن فواتير كما أن الأمر بدء منذ أن بدأت بالعمل بالشركة ولم يكن مرة واحدة منذ عام وهم يستغفلوني ويستغلوني أنا كبش الفداء سأقتلهم فقط لو أعلم من هم
-
 لما يحدث هذا لنا روجيه لا تسمح لهم بهذا أنا بحاجة لك
قالت أوديل وهي تقف بوهن وتقترب منه متوسلة فأمسكها ونظر إلى ليُنارس بعجز قائلاً
-
 ماذا أفعل أنا عاجز عن التفكير ( لم تجبه فورا وأخذت تفكر فأضاف بيأس ) سأتحول لتحقيق أن لم أدفع لهم المبلغ المفقود غدا
تجمدت عينيها وهي تسمعه يتفوه بكلماته الأخيرة فقالت مستنكرة قوله
-
 لما تدفع لهم إنك بهذا تعترف بأخذك المال لا لا تفعل أنتظر التحقيق لابد من وجود ثغرة ما لابد أن الذي قام بذلك ترك دليلا صغيرا على الأقل ورائه وسيكشف
-
 منذ الصباح ( أجابها بيأس وهو يسير مبتعداً عنهم ) وأنا أبحث وأتحقق من الحسابات حتى أني اتهمت سيزار وأطلعت على حساباته أنها سليمة كل شيء يشير لي وأنا لم أخذ شيء ولم أختلس ولكن هل ستقتنع لجنة التحقيق بهذا أم ستصدق الأوراق سأذهب إلى السجن لا محال إلا أذا دفعت لهم المبلغ المفقود نعم هذا ما قاله لي مورغان أن أحضرت المبلغ المفقود غدا لن يرفع الأمر إلى القضاء وسأفصل من الشركة فقط
 -
أنتَ ترتكب خطأ كبير بهذا التصرف ( أصرت ليُنارس وأضافت بتأكيد ) انه يحاول الإيقاع بك أنتَ تسلمه المال وهو يسلمك لشرطة
-
 لا أستطيع أن أجازف بتحقيق خاصة وأنا أعلم أني المتهم الأول  لدي خيار ألان وعندما يتدخل القضاء هذا الخيار يذهب وسأكون المتورط شئت أم أبيت
عقصت شفتها السفلى بعصبية وهي تنظر إليه بشك قائلة
-
 ستدفع أذا
-
 من أين سنحضر الخمسين الف
أجابتها أوديل بيأس فقالت ليُنارس وهي تعقد يديها معا وتنظر إلى روجيه بعدم رضا
-
 لنسأل زوجك هل معك هذا المبلغ ( حدق بها روجيه قبل أن يهتف وهو يشير بيديه (
-
 تشكين بي ما بالك حباً بالله لو كان معي هل كانت سيارتي تسير يوما وتتوقف عشرة أم أن ثيابنا الباهظة تشير إلى هذا
أبعدت وجهها من غير المعقول أن يقوم روجيه بأخذ المال فهي أعلم الناس بشقيقها
-
 إنها لا تعني ذلك ربما أن قمتَ بمراجعة الأوراق مرة أخرى قد تجد شيئا يبرئك عزيزي
-
 أنتما لا تدركان ما أنا به كل وأنا أعني كل شيء يشير لي أنا أنا صدقا أنا فقط أنا الغبي الذي اختير كي يدفع الثمن فإذا أنكشف الأمر لا يشير النقص سوى لي بذلتُ جهدي منذُ الصباح بإقناع المدير بأني لم أخذ بنسا واحدا ولكن لا حياة لمن تنادي أمامه أوراق وهو يصدقها أمهلني حتى الغد أن لم أعد له الخمسين الف سيحيل الأمر لشؤون القانونية وأنتما بغنى عن معرفة الباقي
-
 لن نستطيع تدبير المال المطلوب غدا ألا تستطيع تأجيل الدفع
-
 أنتِ معه ما بكِ أجننتما أن كنت لم تأخذ شيئا فلا تعد شيئاً
-
 أدخل السجن إذا
-
 لم أقل ذلك أه لا
تمتمت وهي تتحرك بسرعة نحو الفرن الذي تصاعد منه دخان أسود لتفتحه بسرعة وتسحب قالب الحلوى المحترق لتضعه تحت الماء ثم تتوجه نحو النافذة لتفتحها بينما استمرت أوديل
-
 ألا يوجد طريقة أخرى لحل الأمر ( هز رأسه لها بالنفي فاستمرت ) ولكننا لا نملك هذا المبلغ أنه كبير جدا
-
 لستَ مضطرا لدفعه ( أصرت ليُنارس ) لابد أنكَ جننت حتى تفكر بالدفع سأطلب من أفضل المحامين الذين اعرفهم مساعدتك وأنا على ثقة من أنك ستخرج بريئا من هذه القضية
-
 دعي لغة القانون جانبا فهي غير مناسبة في وضعي أنا متورط إمضائي على الأوراق كيف سيحلها المحامي يقول أنها مزورة ولكنها ليست كذلك أنها إمضائي وخطي وأنا أعرفه جيدا
-
 لا نقود لديك أنت حتى لا تملك ألفاً واحدة لا خيار أمامك
 -
بلا يوجد ان بعت السيارة وأثاث المنزل وجمعتهم مع النقود التي بقيت من راتب هذا الشهر مع النقود التي ندخرها لولادتك .. وسنقترض منكِ ومن بعض الأصدقاء
-
 يا الاهي ( تمتمت أوديل وهي تسمعه يتكلم بينما أستمر(  
- سيبقى أكثر من نصف المبلغ غير مدفوع
-
 خذ هذه وبعها أيضا
قالت أوديل وهي تخلع سوار من الذهب من يدها تأملتهما ليُنارس قبل أن تقول
- أنتما ترتكبان خطاءً كبيراً
- الخطاء هو أن لا أفعل هذا أنا زوج وسأكون أباً عما قريب أفصل من عملي أفضل من أن أدخل السجن ( أجابها وأكمل لزوجته ) سأحاول أن أحصل على المبلغ كاملا
-
من أين ( تساءلت ليُنارس والدهشة تتملكها  (
-
أبيع سيارتي وأعرج على بعض الأصدقاء ربما استطعت
-
هذا جنون ( ولكنه لم يصغي بل تخطاها وغادر فحدقت بأوديل مكررة قولها ) هذا جنون
-
ماذا تريدين أذاً أن يدخل السجن
تساءلت بصوت مخنوق وبدأت الدموع تتجمع في عينيها من جديد وأخذا وجهها بالاحمرار فاقتربت منها قائلة
-
اهدئي
-
ما هذه الورطة لما يحدث هذا لنا  لمَا لدينا التزامات لم ننهها بعد كنا نعتمد على راتبه ماذا سيحدث ألان
-
لا تقلقي أنا على ثقة من أن هناك حل ما يجب أن يكون هناك حل أنه مشوش فقط لو يتمهل قليلاً لأدرك أنه يخطئ بتقديم المال
-
ألديك أي أفكار أخرى
-
غير أن يدع الأمر للشؤون القانونية لا ( أسندت أوديل نفسها بظهر المقعد بإعياء هامسة  
-
لا نخرج من ورطة إلا ونقع بغيرها
أرادت ليُنارس طمأنتها ولكنها لم تجد الكلمات المناسبة وهي نفسها غير مطمئنة فهي مشوشة تماما توقف نظرها على الساعة لتسرع بالوقوف وهي تقول بارتباك
-
يجب أن أذهب لا أرغب بتركك وأنتِ بهذا الوضع ولكني لا أستطيع التأخر أكثر
-
لا بأس سأغادر أنا أيضا
-
لا لا تذهبي قد يعود روجيه إلى هنا
-
سأذهب إلى منزلي ( أصرت وهي تقف وتحمل حقيبة يدها وقد بدت تائها تماماً ) لا أعلم ماذا يفعل ألان هل يبيع السيارة حقا يا الاهي إننا أحق بهذا المال .

- جوزيال بما أن روبير هنا هل أستطيع المغادرة
تساءلت وهي تجلس بجوار جوزيال صاحبت المكتبة التي تعمل بها مساء وقد انتهت للتو من بيع أحد الزبائن فنظرت جوزيال إلى ساعة يدها قائلة بحيرة
-
ما زالت التاسعة
-
أعلم ولكن أوديل متوعكة قليلاً وأريد أن أعرج عليها
-
حسنا لا بأس أرجو أن توصلي لها تحياتي
-
سأفعل ( قالت وهي تحمل حقيبتها مغادرة لتستمر جوزيال )
-
لا تنسي الحضور غداً فسنجتمع هنا
-
لا لا أستطيع لدي بعض الأمور وسأستغل الإجازة في ترتيب المنزل أوصلي تحياتي لهم واعتذاري وداعاً .

- ما الذي حدث هنا ( تساءلت عند دخولها منزل روجيه فحركت أوديل كتفيها بأسى قائلة )
- هذا ما نالنا في عمله في الدوماك لم يبقى شيء من أثاث المنزل الذي تعبنا من أجل إحضاره
-
باع أثاث المنزل
-
أجل
-
فقد عقله لا محال ( قالت بضيق شديد وهي ترمي حقيبتها على المقعد المزدوج الوحيد المتبقي واستمرت ) أين هو الآن أريد أن أرآه
 -
غادر منذ وقت طويل وأن لم يستطيع جمع المال سيبيع غرفة النوم أيضا
حركت ليُنارس رأسها بنفاذ صبر قائلة
-
طوال الوقت وأنا أفكر به حتى أني لم أستطيع التركيز في العمل أنا خائفة فقد تكون فكرة إعادة المال مجرد كمين له ليس الا
-
كمين .. سيدخل السجن أذا
-
أجل فمجرد أن يعيد المال الذي اختفى يكون قد اعترف بأنه من قام بأخذه
-
ولكنه أكد لي أن كل ما يهم مديره هو إعادة المال
-
قد يكون هذا صحيح ولكن ما الذي يؤكد لنا هذا لا أشعر بالطمأنينة كما أنه لم يأخذ المال اليس كذلك أوديل
 -
أشعر بالضيق من مجرد شككِ به تعلمين أن أخاك لن يمد يده لو كان أمامه مئة ألف وليس خمسين ( أجابتها أوديل باستياء واضح وأضافت ) تعلمين جيدا أنه كان بإمكانه الحصول على المال الوفير لو أراد
-
 ماذا تعنين بهذا
-
 ماذا أعني أتدعين أنك لا تعلمين .. والدتي عزيزتي الم يخبرك عن المبلغ الذي قدمته له كي يبتعد عني
-
 لا ( أجابتها بصدق وقد فاجئها قول اوديل فهذه أول مرة تسمع بها هذا ) لم يعلمني
-
 ظننت أنه فعل .. يا الاهي ساعدنا أرجوك أين قد يكون ألان أصبح الوقت متأخر
-
 سأعد بعض القهوة فأنا بحاجه إليها
تمتمت ليُنارس ليمضى الوقت ببطء وتنحرك الساعة بصعوبة نقلت نظرها بإعياء ونعاس من ساعة الحائط التي تشير إلى الثالثة صباحا إلى أوديل الجالسة على المقعد نصف نائمة لتغمض عينيها ببطء وقد ثقلت جفونها مسندة رأسها على الحائط خلفها وقد جلست ارضا .. فتحتهما بفزع وحدقت بأوديل التي تسير ذهابا وإيابا قبل أن تحدق بالساعة قائلة
-
أنها التاسعة الم يعد بعد
هزت أوديل رأسها بالنفي وقد تجمعت الدموع في عينيها لتبقيا بانتظاره إلى أن أطل
-
أين كنت ( بادرته اوديل فور دخوله بقلق وتابعت ليُنارس دون السماح له بإجابتهم  (
- لما تأخرت
-
أهدئن .. سأعلمكم بكل شيء لكن أحتاج كوباً من القهوة أولا
-
سأعده ( قالت ليُنارس وهي تسير نحو المطبخ وتستمع إلى أوديل التي انهالت علية بالأسئلة (
-
أين كنتَ طوال الليل
-
عند أحد الأصدقاء وغلبني النعاس دون أن أشعر
-
استطعت تدبر المال
- استطعت تدبر القليل .. سأقصد صديقاً لي قد يساعدني أنا مجهد
بدا الحزن على اوديل هي تتأمله وقد تورمت جفونه وشحب وجهه الأبيض وبعثر شعره الأسود بشكل عشوائي
-
لم تستطيع جمع المال المطلوب ( تساءلت ليُنارس وهي تقدم له كوب القهوة فهز رأسه بالإيجاب فأضافت ) لن تستطيع أذا إعطاء مديرك أي شيء
-
ليس بعد ولكني سأكمل جمع المال لأقدمه له قبل أن يغادر الشركة اليوم لأني أن لم أفعل سيرفع الأمر للقضاء
-
ولديك أمل بجمع الخمسين ألف
-
سأتدبر أمري ( ونظر إلى ساعة يده مضيفا ) يجب أن أذهب
-
ولكنك وصلت لتو
-
لا وقت لدي أوديل .. أعتني بنفسك ( أضاف وهو ينهي قهوته ثم نظر إليهما معا مضيفا ) صليا كي أوفق في جمع المبلغ كاملاً .. الى اللقاء
عقدت ليُنارس يديها معا وراقبته وهو يخرج وبقيت على وقفتها عدة دقائق شاردة ثم تمتمت
-
أتعلمين شيئا لن يستطيع جمع المال وأنا على ثقة من أن فكرت رد المال اليوم ليست إلا كمين وتحركت متناولة حقيبتها مما جعل اوديل تقول باعتراض
-
لا تدعيني بمفردي إلى أين أنتِ ذاهبة
-
لن أتأخر
أجابتها وهي تتناول سترتها الكحيلة لتخرج وتسير على الرصيف حتى رأت الحافلة فأشارت لها بيدها لتصعد اليها جلست على المقعد شاردة فمن أين سيحضر المال لن يستطيع جمعها فوضعه المادي سيء وأصدقائه ليسوا بأفضل منه لم يمضي على عمله في شركة دوماك عام واحد وكان محظوظا بقبوله هناك فهي شركة معروفة ورواتبها جيدة شجعه على تقديم طلب بها شقيق زميل له في الدراسة يعمل بها وتم قبوله وكان كل شيء يسير بشكل جيد حتى ألان , وقفت تتأمل المبنى الزجاجي الضخم وقد ترجلت من الحافلة امامه قبل أن تأخذ نفسا عميقا ثم تدخل من الباب الرئيسي لتجول بنظرها بما حولها وهي تتحرك نحو الاستعلامات
-
أين أجد السيد هانس رئيس قسم المحاسبة
-
القسم مغلق ولن يستقبلوا أحد اليوم
-
السيد هانس مازال هنا
-
لا ( تحركت مبتعدة ثم استدارت لتعود بأدراجها متسائلة (
-
في أي طابق أجد مكتب مدير الشركة
-
أنه في العاشر
شكرته وقصدت المصعد لتضغط على زر العاشر بينما ضغط الراكبين الآخرين على الخامس والسابع وقبل أن يتوقف المصعد نظرت إلى نفسها بالمرآة لو أنها ارتدت شيء أكثر رسميه فهذا البنطال من الجينز الأزرق والجاكت المخصرة الكحيلة التي تركتها مفتوحة لارتدائها قميص أبيض يعطي انطباع بأنها طالبت مدرسة دست أصابعها بشعرها الأسود الناعم الذي يهدل بطريقة عشوائية على أكتافها وأخذت نفسا عميقا عند انفتاح باب المصعد لتنظر الى المكتب الكبير الذي تجلس خلفه فتاه شقراء ترتدي طقماً أزرق أنيق جدا لتقترب منها قائلة
 -
أرغب برؤية المدير
-
لديك موعد ( قالت بتي وهي تتأمل الورقة التي أمامها وتقوم بتفحصها )
-
لا ليس لدي موعد ولكن من الضروري أن أقابلة اليوم
-
ما أسمك
-
ليُنارس ريمونت ( تناولت الهاتف لتقول  (
-
الأنسة ليُنارس ريمونت ترغب بمقابلتك .. أعطها موعدا للغد ( توقفت عن المتابعة وهي تصغي ثم نقلت نظرها نحو ليُنارس ووضعت يدها على سماعة الهاتف وهي تقول ) ماذا تكونين لروجيه ريمونت
-
شقيقته ( فأجابته السكرتيرة بالإيجاب وبعد أن أغلقت الهاتف أضافت (
-
تفضلي بالجلوس سيستقبلك اليوم
توجهت نحو المقاعد لتجلس ونظرت إلى ثلاث أشخاص يجلسون شاب ورجلان في عقدهم الخامس لابد وأنها ستنتظر كثيرا وضعت قدما فوق الأخرى لتشرد وهي ترجو أن يكون متفهما تنفست بعمق وهي ترى رجلاً وفتاة يخرجون من مكتبه وتقوم السكرتيرة بدعوة الرجلان الأكبر سنن إلى الدخول ولم يمضي وقت حتى خرج الرجلان ودخل الشاب فتنفست الصعداء
-  مرحباً ( نظرت نحو صاحبت الصوت الطفولي لترى فتاة تبدو في العاشرة من العمر ترتدي أفرهول جينز وتحمل حقيبة على ظهرها وتعقص شعرها البني إلى الخلف تقدمت بفرحة من بتي لتعانقها وهي تقول ) سعيدة برؤيتك
-
وأنا كذلك ولكن ماذا تفعلين هنا ( أشارت تولا برأسها نحو غرفة المدير وهي تقول )
-
امازال لدية عمل
-
أجل أيعلم بقدومك
-
بالتأكيد فقد وعد باصطحابي إلى السينما اليوم
-
ما أن يخرج ضيوفه أعلمه بقدومك
-
حسنا ( تمتمت وهي تنظر نحو ليُنارس المنشغلة بتفحص أحدى المجلات الخاصة بالشركة قبل أن تضيف ) مازال لديه ضيوف
-
لابد وان الأمر ضروري وإلا ما كان أستقبلها دون موعد
-
حقا ( تمتمت وهي تعيد نظرها نحو ليُنارس متأملة إياها  (
-
هل تعلم والدتكِ أنك هنا
-
اجل
لابد أن يكون أنساناً متفهم ( فكرت وهي تحاول السيطرة على توترها ) فمن لدية أطفالا لابد وان يدرك سبب محاولة روجيه إعادة المال فطفله القادم يشغل كل تفكيره وفكرت إبعاده عن عائلته بهذا الوقت هي سبب تقبله إعادة المال الذي لم يأخذه وضعت المجلة جانبا وقد بدأت تشعر بالقلق ولم تكن لحظات حتى خرج الشاب
- هيا تولا أدخلي
طلبت منها بتي وهي ترفع السماعة وتعلمه بقدومها , فأسندت ليُنارس ظهرها من جديد على المقعد وعقدت يديها مفكرة أن مقابلتها لمدير الشركة أفضل من مقابلة هانس رئيس القسم الذي كان يعمل به روجيه , صدور صوت أقدام تسير بغضب وانفتاح الباب الفاصل بين المكتبين جعلها توجه أنظارها نحو الفتاة التي أطلت منه محدقة بها بضيق ومشيرة بيدها إلى الداخل وهي تقول  
- تفضلي ( وتحركت نحو بتي التي قالت   (
-
ارجوا المعذرة .. ما بك ( عقدت تولا يديها وتأملت ليُنارس المندهشة لتصرفاتها قائلة  (
-
دعيها تدخل ( وحدقت ببتي مستمرة ) يجب أن يصطحبني فالفيلم على وشك البدء وهو يفضل أن يستقبلها
-
تفضلي آنستي ( قالت بتي وهي تتجاهل تذمر تولا وتسير مضيفة ) هلا تبعتني ( وقفت ليُنارس وسارت خلفها ففتحت بتي الباب الكبير واستمرت بالسير الى الأمام بينما جالت بنظرها بأرجاء الغرفة التي لا تختلف كثيرا عن غرفة السكرتيرة ) من هنا تفضلي  
أضافت وهي تفتح لها باباً آخر فشكرتها ودخلت
- عمت مساءً ( تمتمت بحيرة وهي تنظر إلى الرجل الجالس خلف المكتب الكبير قبل أن تحرك رأسها إلى الجهة الأخرى تبحث عمن تتخيله ثم تعيد رأسها نحو ادمونت الذي أشار لها نحو المقعد أمامه فاقتربت بهدوء وجلست وهي تحاول إيجاد كلمة تبدأ بها فبادرها
-
شعر السيد ريمونت بالحرج من القدوم فأرسل معك المال
-
لا لا لم يرسل معي شيء ( أغلق القلم الذي بيده وأعاده إلى مكانه وحدق بها جيداً فأضافت ) في الحقيقة جئتُ وأنا أتمنى أنـ  
-
أعطيه وقت إضافي 
-
سيد مورغان إن شقيقي لم يمضي على عملة هنا عام واحد 
- وكان ماهرا لدرجة اختلاس خمسين الف بهذا العام
قاطعها قائلاً ولكنها أكملت متجاهلة قوله
-
وأعتقد أن الموظفين الجدد وخاصة إن كان خريج جديد ولم يسبق له العمل كما يظهر ملفه سيكون رئيسه حريصاً ويقوم بمراجعة أوراقه بشكل مستمر في البداية على الأقل لتفادي أي خطأ
-
تحاولين إيهامي بأن رئيس القسم متورط معه
-
لم أقل ذلك ولَكن ما رأيك أنت اليس هذا ما يفترض به أن يكون
-
هانس يعمل بالشركة منذ عدت سنوات وهو بعيد عن أي شبهات وأعترف لك أن شقيقك جريء جدا فلم يسبق لأحد أن تلاعب بحسابات الشركة
-
ليس شقيقي من قام بذلك
-
هكذا أذا ( قال وهو يسند ظهره على كرسيه وأستمر وعينيه لا تفارقانها ) هل أرسلك لتقنعيني بهذا ( وظهرت ابتسامة متهكمة على شفتيه قبل أن يستمر بتفكير(  أم هذا كبداية ولديك أسلوب آخر في الإقناع
توسعت مقلتيها المحدقتان بة قبل أن تقول متجاهلة قوله الأخير بكبرياء
-
لا يعلم روجيه أني هنا
-
ماذا تفعلين هنا اذا ( سألها بنفاذ صبر واضح فقالت   (
- جئت لأرى ما التهم الموجهة إلى أخي لأني واثقة من برأته
-
من برأته ومن أين جئتِ بهذه الثقة آنسه ريمونت من أخيك نفسه
-
أجل فعندما يقول أنه لم يمس قرشا واحداً من شركتك فأنا أصدقه
-
يا له من دليل أعتمد عليه لو سمحتي ( قال بفظاظة واضحة وهو يعود للأوراق أمامه ) لا وقت لدي لمناقشة هذهِ الأمور التافهة    
- ارجوا المعذرة أقلت أمور تافهة ( واستمرت ببطء مستنكرة قوله ) تعتبر اتهام شخص بريء بجرم لم يقترفه أمر تافه تهديده بالسجن على ذنب لم يقترفه وتشويه أسمه وصورته وهدم مستقبله أمرا تافه ( أخذا يحدق بها وقد بدأت عينيه تنمان عن نفاذ صبره بينما استمرت بغيظ وهي تشير بيدها ) أنتَ حقا مدير هذه الشركة أم أنك هنا بشكل مؤقت أن لم تكن المدير فهلا أعلمتني أين أجده لأني أجد من المستحيل تصديق ما أسمعه منك
ضاقت عينية الناظرتان إليها قبل أن يقول باقتضاب
- ما الذي جئت تريدينه بالتحديد
-
جئت أرى التهم الموجهة الى أخي
مال الى الأمام يبحث بين الملفات الموضوعة أمامه سحب واحدا أزرق فتحه وقلب صفحاته قليلا والتجهم يملأ وجهه قراء به قليلا ثم رفع نظره نحوها قائلاً
- من الأفضل أن تبحثي لأخيك عن محامي ماهر فهو متورط لا محال فمازلتِ مبتدئة
تعلقت عينيها بالملف وهي تجيبه ببطء
-
 لم آتي بصفتي محامية بل شقيقة سيد مورغان
-
 لا يحق لك الاطلاع على أي شيء اذاً لا أعلم لماذا أضيع وقتي بالإصغاء لك
قال وهو يغلق الملف أمامه فأجابته
-
 بدء أخي بجمع المال رغم أنه لم يأخذ شيء هناك من جعله الضحية هل تتخيل انه من الحماقة بحيث يختلس ويترك كل الأدلة لتشير إليه
-
 هذا الحديث لا فائدة منه حتى لو صدقتك لا فائدة أمامي أوراق ودفاتر حسابات تم التلاعب بها لم أكتشف الأمر البارحة بل منذ مدة وأخذت أدقق بالحسابات بانتظام جميع محاسبي ذو خبرة عالية والنقص أستمر يدل على شقيقك هذا ما أصدقه
-
 أخي ليس بحاجة أنا أعترف أن وضعه المادي متوسط ولكنـ
-
 بل متدني ( قاطعها وهو يفتح الملف من جديد ويضيف ) عاش يتيم الوالدين تخرج من مدة  قصيرة تزوج وسيرزق عما قريب بطفل بالإضافة إلى أن زوجته مازالت تدرس مما يزيد مسؤولياته كما أنه يساعد شقيقته عمل أكثر من عمل إضافي سائق تاكسي وفي محل للملابس نادل و و و  كل شيء ( ونقل نظره من الملف إليها وقد أعجزت عن التحدث فأكد ) كل شيء يرشح أنه من قام باختلاس ذلك المال ( وأغلق الملف مضيف ) لا مجال للمناقشة بهذا الأمر
بقيت تحدق بالملف الذي أغلقه ثم رفعت نظرها إليه قائلة
 -
أجهل من أين لك بهذه المعلومات ولكنها صحيحة نوعا ما ومع ذلك مازلت لا أجد سببا يدعوا أخي لاختلاس المال من شركتك
 
فقال باستهزاء ووميض بعينيه
-
 أنت بلا شك تدعين الغباء ولا أجد حتى ألان مبررا لوجودك هنا ومناقشة هذا الأمر معك أعطيته فرصة ليعيد ما أخذه ومن الأفضل ألا يكون أنفق المال لأني سأرفع الأمر لتحقيق به
-
 ولكنه لا يستطيع أن يؤمن لك المبلغ كاملا
عاد في جلسته إلى الخلف ورفع كتفيه بلامبالاة
-
 هذه مشكلته وليست مشكلتي
-
 بما أنك مطلع على تاريخنا العائلي فأنت تعلم بلا شك أننا لا نملك مبلغا كهذا حتى إننا لا نملك أي أملاك ولا أي شيء يمكننا من خلاله جمع خمسين الف
-
 ليست مشكلتي أما السجن أو النقود
قاطعها بإصرار فحركت رأسها بعصبية وكذلك يدها وهي تقول
-
 على الأقل أعطنا فرصة لا يستطيع تسليمك أي مبلغ اليوم حتى لو فعل لن يكون كاملا لقد باع سيارته وأثاث منزله وحلي زوجته وسيستدين ليدفع لك ومازلت على ثقة من أنه لن يستطيع تدبر المبلغ كاملاً ( لم يجبها بل بقي يحدق بها فأضافت ) لقد نصحته بأن لا يدفع ويترك الأمر للقضاء فهو لم يمس المال المفقود ولكنه يخشى الابتعاد عن عائلته في هذا الوقت الحرج
حل الصمت بعد جملتها الأخيرة وبقيت عينيه معلقتين بها ثم وبهدوء غريب أجابها
-
هذا الأمر متروك له ما يهمني أن ينال عقابه ويكون درسا لغيره فلا يجرؤ أحد ويفكر مجرد التفكير بتكرار هذا أعطيته مهلة إكراما لتود الذي طلب مني إعطائه فرصة كي يراجع نفسه ويعيد ما أخذه ( تود أخذت تفكر بسرعة أن كان هذا الاسم مألوف بينما تابع ) وبما أنه بداء بجمع المال فأنا أتوقع أنه سيحضرها جميعها .. كيف .. لا أحد يعلم ولكنها ستكون كأملة
- أنتَ مخطئ
- رغبته بإعادة المال تثبت شيء واحد وهو أنه المتهم الصحيح
- أيوجد متهمين غيره ( أسرعت بالقول فظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه قبل أن يجيبها )
- لا تعليق
- ولكن أن
- لا يحق لك سؤالي ( قاطعها بحدة وتكبر إلا أنها عادت للقول من جديد وبإصرار )
- أريد أن أعرف على الأقل ما تنوي عمله
- بأي حق ( هل يستمتع أم أنها تتخيل هذا )
- بحق أني شقيقة قلقة على أخيها ليس أكثر أنا إنسانة عرجت عليك طلبا للمساعدة ألا تفعل
- لا
- سيد مورغان ( قالت بهدوء مصطنع ) هل تنوي الإيقاع به عندما يحضر المال
- آنستي دعينا نوضح بعض الأمور هنا هذا كرم مني لأني لست مجبرا لشرح لك ( وعاد لينحني نحو مكتبه باهتمام ) ولكني سأفعل ما يهمني هو أن يعود مال الشركة في البداية ثم أن لا يعمل أخيك في أي شركة كبيرة مرة أخرى ولهذا سأفصله عقابا له ولو جاء الأمر لي لفعلت أكثر فلا أحب أن أطعن في الظهر وأفضل أن يكون موظفي مخلصين لي ولكن كما أعلمتك إكراما لتود الذي كان سبب عملة في شركتي سأكتفي بهذا لذا عليكم استغلال كرم أخلاقي وإحضار كامل المبلغ اليوم وإلا ( ورفع كتفيه ) تعرفين ما سيحدث
سائها ما سمعته لهذا قالت وقد بدا عليها التفكير
- أتسمح لنا باستغلال كرم أخلاقك والطلب منك أن تمهلنا لنهاية الأسبوع
- مستحيل
- وماذا كنتُ أتوقع ( تمتمت بصوت بالكاد سمعته هي عندما أجابها فعقد حاجبيه متسائلاً )
- ارجوا المعذرة
- كنت أقول أنك لا تعرف شيء ( ونظرت إلى القاعدة الخشبية المذهبة الموضوعة أمامها والتي كتب عليها ادمونت مورغان لتقف وهي تشعر بخيبة أمل كبيرة لن تتوسل له أكثر ما هذهِ  الورطة وأضافت وهي تحدق به ) أعتذر لقدومي ولتضيع وقتك الثمين كنت مخطئة علمت منذ أن دخلت أنكَ لن تستمع لي وتتفهم الأمر
- ما الذي تعنينه بهذا ( ظهرت ابتسامة مجبرة على شفتيها فأضاف بجدية وكأن حديثها لم يرق له ) أصر على أن توضحي
حركت يدها مشيرة إليه وهي تقول
- أنتَ من عائلة غنية هذا واضح جئت إلى هذه الحياة وفي فمك ملعقة من ذهب كل شيء تريده تجده لا تعرف ما نعانيه نحن فنحن نسعى ونسعى ولا ننال ما نريده لو أنكَ عملت منذ أن كنت طفلاً لتجد لقمة العيش وتدرس بشرط أن لا تمد يدك لعلمت من هو روجيه فلم يمد يده يوما لشيء ليس له
- هذا الكلام الذي حاولت به استدراج عطفي لم ينجح بل زادني ثقة بقراري
- سيدفع أخي لك فقط كي يبتعد عن السجن الذي حاول تفاديه منذ أن كان طفلاً لستَ بحاجة لي لأعلامك بهذا فعلا ما يبدو أنك تعرف الكثير عنا
لمع وميض حاد في عينيه قبل أن يجيبها ببرودة
- آخذتي من وقتي الكثير لهذا أمام شقيقك اليوم فقط لتخليص نفسه من السجن لأنه سيدخله شاء أم أبى أن بدء التحقيق ثقي بكلامي
شعرت بغصة بحلقها وعادت للقول بصعوبة رغم فقدها الأمل وهي تتابعه بعينيها وقد وقف
- لن تمنحه فرصة أن لم يحضر المبلغ كاملاً
- لا ( أجابها وهو يتناول سترته عن العلاقة وأضاف وهو يرتديها ) لن أسمح لاين كان باستغلالي وأخبري شقيقك أن مهمتك قد باءت بالفشل
- أعلمتك أن روجيه لا يعلم بوجودي هنا
أصرت بجديه وانزعاج فأخذ يرتب ربطة عنقه وهو يحدق بها وينقل نظراته من رأسها حتى أخمص قدميها قبل أن تظهر ابتسامة مائلة على شفتيه وهو يقول
- أساليبك في الإقناع قديمة الطراز عليك بتجديدها .. قد يكون لديك أساليب أخرى ولم أعطك الفرصة لإظهارها ( ولمع وميض خبيث في عينيه الرماديتين مضيفاً ) لنتناول طعام الغداء معاً ( وتوسعت ابتسامته وهو يضيف بهمس ) سأفكر بأمر أخيك ( بدء وجهها بالاحمرار وهي تحاول كبت ما تريد التفوه به لتلك النظرات بينما سار نحوها بثقة مضيف ) أتناول غذائي عاده فيـ
- كان يجب أن أعلم أنك بهذه الأخلاق ( تمتمت وهي ترفع رأسها بكبرياء وتحدق به بنفور متعمد مستمرة ) ليس الخطأ على أخي أو حتى على أي موظف هنا الخطأ بك أنت لو كنت قدر المسؤولية ما كان ليتجرأ أحدهم على اختلاس المال وأنت جالس هنا ( ولمحته بنظرة متعالية مستمرة بتكبر ) أنا امنع نفسي من الرد عليك بما تستحق عرجت عليك لأطلب منك خدمة ورجاء فماذا تطلب مني
- أقناعي
همس بوقاحة وقد أغمقت عينيه بشدة فضمت شفتيها كي لا تنطق بالكلمات التي تدافعت ترغب بالخروج وأخيرا استطاعت القول بصعوبة
- عليك إيجاد غيري لهذه المهمة ( ولمحته باستخفاف وهي تضيف ) ليس غريبا أنك تريد معاقبة أخي لتبرر فشلك في عملك أنا واثقة أن المحتال الحقيقي ترك دليلا ورائه ولكن هذا لا يهم المهم أن يعاقب احد كي تحفظ ماء وجهك
- لم أدرس القانون سأترك لك هذه المهمة ولم أسألك رأيك بعملي وليكن بمعلومك أن لم تصلني النقود قبل الثانية عشرة ليلاً لن يعجبكم ما سيحدث الثانية عشرة ودقيقه لن أقبل هل كلامي واضح
اشتعلت عينيها الخضراوتين لتغمقا وهما تحدقا بهذا الرجل الذي أمامها وهي ترى ملامحه المشدودة والإصرار البادي على وجهه , فكرت بسرعة واسترخت ملامح وجهها وأخذت نفسا عميقا قائلة
- وأن قبلت دعوتك للغذاء
تعلقت عينيه بوجهها وبدا التفكير عليه قبل أن يقول بثقة وهو يضع يده بجيب بنطاله
- قلت سأفكر بأمر أخيك
حدقت به لثواني ناقلة عينيها بعينيه قبل أن تهز رأسها بالنفي وتستدير خارجة قفزت تولا عن كرسيها فور مشاهدتها بينما استمرت نحو المصعد والضيق الشديد يتملكها هي المخطئة الوحيدة ما كان عليها الحضور سمعت صوت الباب خلفها يفتح ولكنها لم تنظر فتح باب المصعد دخلته واستدارت لتقف به وهي ترفع رأسها بكبرياء بينما أنغلق باب المصعد عليها 
- غادرت ضيفتك أنذهب الآن
قالت تولا وهي تحمل حقيبتها فنظر نحو بتي متجاهلاً شقيقته وقائلاً
- أحضري لي روجيه ريمونت ألان
- روجيه ريمونت من أين
- من أي مكان أريد أن أراه أمامي خلال دقائق
- حسنا
أجابته وهي تتناول سماعة الهاتف دون أن يفوتها توتره بينما استدار نحو غرفته صافعا الباب خلفه بقوة نظرت تولا إلى الباب المغلق ثم رفعت حقيبتها من جديد وعادت لتجلس على المقعد بخيبة أمل
هي المخطئة الوحيدة ما كان عليها الحضور إلى هنا ليس غريبا ما حدث لو أن المدير رجل ذو خبرة وتجارب في الحياة لفهم ما كانت تعنيه بينما شاب لا يتجاوز على ما يبدو الثامنة والعشرين مرفها لا يعلم ما هي الحياة الحقيقة يركب أفخر السيارات ويسكن بأفضل المنازل ويعتقد أن الناس دمى يحركها كيفما أراد ويتصرف بهذه الوقاحة ما الذي تتأمله منه لا شيء .

 عرجت على بيتها وأخرجت صندوقها الخشبي من الخزانة أفرغت محتوياته على السرير لتتناول النقود التي كانت تقوم بجمعها وعقدها الذهبي من بين الأغراض
- أين ذهبتي ( بادرتها أوديل فور دخولها فوضعت ما بيدها في يد أوديل قائلة )
- هذا كل ما معي كنت سأشتري مهداً للطفل ولكنكما ألان بحاجة للنقود أكثر
وسارت نحو المطبخ فتحت الثلاجة وأخرجت وعاء من المثلجات وارتمت على الأرض أمام أوديل التي تلاحقها بنظرها قائلة
- مثلجات في هذا الجو
- كانت في ثلاجتك
- لا تختلفين عن روجيه بشيء فهو يلتهمها عندما يغضبه شيء ما
استمرت بتناول المثلجات علها تطفئ ما بداخلها وقد بدا التوتر والقلق عليها رغم محاولتها أخفاء ذلك
- ما الذي يوترك بهذا الشكل
- أعاد روجيه أثناء غيابي
- لا وأنا قلقة جدا أشعر بالعجز لا أعرف أين هو ألان
- أن لم يستطيع جمع المال كاملاً فليبع تلفازي والمقاعد أي شيء فليبع المنزل بأجمعه المهم أن يجمع المال ألان
- ما الذي جرى أنظري الي .. ما هذا التغير
- قصدتُ الدوماك .. مديرها لا يريد النقود بقدر ما يريد أن يعلم موظفيه أن يفكروا مئة مرة قبل أن يتجرأ أي منهم ويحاول الاحتيال والضحية هو روجيه
- لن .. لن يقبل المال يا الاهي سيدخله السجن
- أن لم يصله ماله قبل الثانية عشرة أجل
تنهدت بيأس بينما قفزت أوديل واقفة وأخذت تسير ذهابا وإيابا وهي تثرثر بتوتر .

 حدقت ليُنارس بالساعة التي تشير إلى الثامنة والنصف ثم بالنافذة وقد حل الظلام والوقت يمر وهو لم يظهر الى ان سمعت صدور صوت أقدام تقترب من الباب مما جعل أوديل تقفز عن مقعدها وتجري نحو الباب بينما وقفت ليُنارس لتتأكد من القادم
- أخيرا عدت .. هل استطعت جمع المال
دخل وعينيه لا تفارقان ليُنارس وقد شعتا بالغضب قائلا وهو يتجاهل سؤال زوجته
- لما ذهبتِ إلى هناك ( بدت المفاجئة عليها كيف علم فقالت بتوتر )
- كان .. كان يجب أن أفعل شيء لم أستطيع أن أقف وأشاهدك وأنت بهذه الوضع
- لقد أرتكبتِ خطاءً فادحاً بذهابك
هتف بغضب ويأس معاُ فأسرعت أوديل بإغلاق الباب وهي تقول
- قصَدت مساعدتك ولكن مديرك أعلمها أن لم تعطيه المال قبل الثانية عشرة سيـ
- ما كان عليك الذهاب ما كان ( أصر وهو يقاطع زوجته وقد أكفهر وجهه )
- لو كان مديرك متفهم لأعطاك فرصة وهذا ما رجوته عندما ذهبت لم أعلم أنه بـ
- بـ ماذا ماذا ليُنارس .. ماذا
- بهذهِ القسوة ( سارعت للقول لن تجرؤ وتخبره أنه دعاها للغذاء مقابل أن يفكر بأمره واستمرت ) لم يصغي لي
- أنتِ لا تعرفينه ولا تعلمين ماذا يقال عنه ما كان عليك الذهاب
- أعترف أني أخطأت بذهابي ولكن ألان أخبرني هل أعطيته المال
حدق بها وهو يهز رأسه بالنفي وقد أكفهر وجهه اكثر وضم شفتيه بقوة ونظر إلى زوجته ورفع يده ليمسح بها جبينه بتوتر ثم أشار الى المقعد المزدوج الوحيد الموجود أمامه قائلاً
- أجلسا
جلستا أمامه تنظران إليه وهو يحاول إيجاد كلمات مناسبة ليبدأ بها فتبادلتا النظرات بحيرة وقلق فقال أخيرا
- لم .. لم أجمع سوى تسعة الآف و .. ثم جاء جاد .. أنه سائق السيد مورغان كان يبحث عني أراد مورغان رؤيتي
- يا الاهي ( تمتمت ليُنارس وهي تقضم أظافرها مضيفة ) هل غير رأيه ولم يعد يريد المال بسببي سيقدم الأوراق اليس كذلك لم أقصد إغضابه أقسم بذلك حاولت روجيه ولكن
وصمتت ها هي جعلت الأمور أسوء مما هي عليه بقي روجيه يحدق بها عن غير رضا ثم قال بضيق
- أبقى الخيارين أمامي ( وعندما حدقتا به باهتمام أضاف ) ببعض التعديلات
- لم أفهم هل وافق على إعطائك مهلة ( تسألت ليُنارس فهز رأسه بالإيجاب مما جعل اوديل تهتف )
- هذا جيد ( فعاد للقول وهو ينقل نظره من زوجته إلى ليُنارس )
- بشرط ( غرق قلبها ببطء داخل صدرها بينما قالت أوديل )
- أن كان يريد أن تكتب له شيك بالمال ففعل ستعمل وأنا أساعدك وندفع المهم أن تبقى بجواري
- ليس الخيار لي أوديل
حدقت أوديل به جيداً ثم تابعت نظراته المحدقة بليُنارس فأرجعت ليُنارس بنفسها إلى الخلف متمتمة
- لما تنظرا لي بهذا الشكل أنا لم أفعل شيء
- أقلت له ما أغضبه فأنا أعرفك جيدا
- لقد .. أنه .. لقد استفزني ولكني أوقفته عند حده هذا ما حصل
قالت بسرعة وهي تقف وتبتعد عنهم فقال روجيه وهو يشير إليها
- ما كان لك حشر انفك لا اعلم لما لا تصغين
- كنتُ أحاول مساعدتك ولم أكن أعلم أن مديرك شاب و
- لا تقولي لي أنك أعجبتِ به ( حدقت بشقيقها الذي أضاف ) لا أذكر واحدة قصدته ولم تعجب به
- كيف تتصور هذا ما بك روجيه  ( قالت معترضة وهي تعقد يديها )
- أريد أن أطمئن عليكِ لأن مديري يريد أن تعملي لديه ( فتحت شفتيها عاجزة عن قول شيء بينما تابع روجيه بضيق شديد وقد أغمقت بشرته بشدة ) لما يريد أن تعملي لديه ما الذي جرى بالتحديد ليطلب هذا هلا اعلمتني
- أعمل لديه ولكن لا أفهم شيء
- ليس أمامي الكثير من الخيارات أما أن يقوم بتقديم الأوراق غدا أو أدفع له المبلغ كاملا اليوم أو ( وحدق بليُنارس ) أدفع له ما معي ألان وتعملين لديه كضمان حتى أدفع بقيت المبلغ
- هذا جنون (  تمتمت أوديل فقال روجيه )
- هذا ما قلته بالتحديد وأعلمته أني لا أستطيع أن أقبل هذا
- لما قلت له هذا ربما ليُنارس تريد
وتوقفت عن المتابعة عندما حدقت بها ليُنارس بينما أجاب زوجته بغيظ
- لم يهتم لرفضي أو حتى لرأي أنه لا يطاق متكبر متعالي لقد تعاملت مع الكثير ولكن بعجرفته لم أرى لهذا لن تعملي لديه ليُنارس أنتِ كل ما تبقي لي من عائلتي وأخلاقه ليست مشجعة وطلبه لتعملي لديه لهدف ما أجهله
- تدخل السجن أذا ( هتفت اوديل معترضة فأجابها )
- سأفعل ما قالته ليُنارس منذ البداية ليبدأ التحقيق وسأعتمد عليك لتجدي لي محامي متمكنا
- أرجوك روجيه ( توسلت أوديل فأضاف مدعي الهدوء )
- هذا هو الصواب أوديل أجل هذا هو الصواب أعترف أني تهورت وتسرعت بقراري ولكن فكرة دخولي السجن أخافتني فأنا أريد أن أتواجد عندما تنجبين طفلي وأن أتابع نموه يوم بعد يوم وبما أني لم أخذ شيء ما كان علي الخوف
- ولكنك قلت أن الأوراق تشير إليك (اعترضت اوديل قائلة )
- لابد من وجود دليل يشير إلى الفاعل الحقيقي لابد من وجود شيء فاتنا التنبه له اليس كذلك ليُنارس
هزت رأسها له بالإيجاب ومئات الأفكار تتلاحق برأسها أنها السبب برجوعه عن قراره
- أنا غير مقتنعة بما تقوله عزيزي أنت تقول ذلك كي لا تعمل ليُنارس بالشركة لا بأس أن كان لفترة مؤقتة ليس إلا
- لا قلت لا ولا أريد مناقشة هذا الأمر بعد ألان
جلست ليُنارس في المطبخ شاردة بأفكارها ما الذي يريده منها لما يفعل هذا يريد الانتقام لنفسه لأنها لم تتحمل عجرفته ولكنه لا يطاق بصدق لا يطاق خرجت من شرودها عندما شعرت بأوديل تجلس بجوارها
- أين روجيه
- يستحم  طلب مني عدم التحدث بالأمر ولكن ليُنارس لا ضرر أن ذهبتي وعملت هناك لفترة قصيرة أكون وروجيه تدبرنا المال أرجوكِ
- لا ترجيني فأنتِ تعلمين أني لستُ مقتنعة بدفع المال ولكني متخوفة ألان من موقف مديرة أشعر أنه سيتعمد صب جام غضبه على روجيه واتهامه بالأمر بشكل قاطع
- ستذهبين أذا
- لا أعلم ( خرج روجيه من الحمام فوقفت أوديل بسرعة متمتمة )
- لا تخبريه أني حدثتك بهذا الأمر( وأسرعت لترى زوجها ) .

- صباح الخير السيد مورغان موجود ( حدقت بها بتي ببعض الدهشة قبل أن تقول )
- لم يصل بعد .. ولكن ليس لديك موعد اليوم
- هو أرسل في طلبي ( بدت الحيرة على بتي التي قالت )
- تفضلي اذا ( وأشارت نحو المقاعد مضيفة ) أوشك على الوصول
جلست واضعة قدم فوق الأخرى وهي ترتدي الثياب نفسها التي ارتدتها البارحة ونظرت الى ساعة يدها التي تشير إلى الثامنة صباحا خرجت دون علم روجيه بعزمها على القدوم إلى هنا بقيت تفكر طوال الليل بالأمر ولم تستطيع التوصل إلى حل أخر
- أطلب لك فنجان من القهوة
- لا شكراً
أخذت تتأمل بتي بإعجاب أنها جميلة وأنيقة بلباسها ومكياجها ما مدى قربها من مديرها بالتأكيد انتقاها خصيصا لتكون سكرتيرة له فتح باب المصعد فنقلت عينيها عن بتي نحوه محدقة به وهو يتقدم خارجه يبدو أطول من البارحة فكرت وقد شعرت برهبة بقيت مدعيه الهدوء وهي تتابعه بينما تقدم نحوهما قائلا
- صباح الخير بتي
وأستمر متخطيا عنها ثم توقف في مكانه وتراجع خطوتين الى الخلف وحرك رأسه باتجاهها رفعت نظرها إليه وحدقت به مدعيه اللامبالاة فأشار بيده إلى الأمام قائلاً
- تفضلي ( وقفت وسارت أمامه بينما تابع وهو ينظر نحو بتي ) أطلبي لي القهوة ( وضعت يدها على مقبض الباب تريد فتحه لتفاجئ بوضعه ليده فوق يدها قائلاً ) عنكِ
سحبت يدها من تحت يده بتوتر وابتعدت إلى الوراء ففتح الباب وأشار داعياً إياها للدخول قبله ففعلت ليتبعها ويفتح باب مكتبه داعيا إياها لدخول مرة أخرى ثم أشار لها نحو المقعد قائلاً باقتضاب
- تفضلي ( جلست بينما وضع حقيبته السوداء الكبيرة على مكتبه وخلع سترته وعلقها ثم رفع سماعة الهاتف قائلاً ) حوليني إلى الشؤون القانونية ( وجلس في مقعده  ليفتح حقيبته ويبدأ بإخراج بعض الأوراق منها ثم أغلقها ووضعها جانبا وفتح أحد أدراج مكتبه وأخذ يبحث به , أنها على ثقة من أنه يتعمد تجاهلها لذا أبعدت نظرها عنه رن جرس الهاتف تناوله وهو يحدق بأوراقه باهتمام ) نعم .. لا بأس .. أحضره لي .. لا .. حدثت مستجدات ألغي الأمر .. مناسب تماما .. حسنا
أعاد السماعة إلى مكانها وعاد ليحدق بالأوراق التي أمامه من جديد , أن كان يحاول إحراجها لن ينجح فكرت وهي تضع قدماً فوق الأخرى وتسند ظهرها على المقعد وهي تعقد يديها معا محدقة به ناقلة نظرها من شعره الأسود ألامع القصير الذي يصففه بطريقه حديثه إلى ملامح وجهه التي تعطيه جاذبية غريبة لا يكفي أنه ثري بل ووسيم أيضا رفع عينيه عن الأوراق إليها فبقيت تحدق به بلامبالاة عند التقاء عينيها بعينيه أرخى الورقة من يده دون أن تفارق عينيه عينيها وبدأت ابتسامة متهكمة تظهر على شفتيه فرفعت عينيها إلى الأعلى بتذمر ونظرت إلى الملفات المرتبة بالمكتبة أمامها قبل أن تنظر نحو الباب الذي أطلت منه بتي وهي تحمل ملفا بيدها
- السيد ديكنز أرسل هذا ( تناوله منها وبعد مغادرتها قال )
- هذا الملف خاص بأوراق شقيقك كان من المفروض أن يقدم الى لجنة التحقيق لتبدأ عملها اليوم سأحتفظ به هنا ( أضاف وهو يقف ويفتح الخزنة المجاورة لمكتبه ويضعه بها ليضيف وهو يقوم بإغلاقها ) هل التقينا من قبل آنسة ريمونت ( فاجئها قوله مما جعلها تمعن النظر به وهو يستدير ناظراً اليها بتفكير قبل أن يستمر ) منذُ أن رأيتك البارحة وأنا اعلم أني قد رأيتك سابقاً كما أن هناك شعور بعدم الارتياح يرافق ذلك لما
حدجته بنظرة طويلة مفكرة قبل أن تقول
- لا اعتقد أننا قد التقينا سابقاً ( تحرك متناولا الملف الموضوع على مكتبة ليفتحه وهو يقول )
- لم أصل هذه الجامعة من قبل وهذه الأماكن لا أعلم أين تقع حتى ولكني ( وعاد بنظره نحوها مضيفاً بتفكير ) على ثقة من أننا قد التقينا سابقاً ( هزت رأسها بالنفي من جديد والحيرة تتملكها فهي على ثقة من أنها لم تره قبل البارحة فأضاف ) سأذكر أجلاً أم عاجلا فلستُ ضعيف الذاكرة في العادة ( واستقام بوقفته مشيراً لها نحو الباب وهو يقول ) تفضلي ( غادر مكتبه فتبعته ليتوقف في الغرفة المجاورة له ويحدق بالمكتب الخالي قائلاً ) سيكون هذا مكتـ ( توقف عن المتابعة عندما فتح الباب المؤدي لغرفة بتي التي توقفت عند رؤيتهما وهي تحمل كوب القهوة فأشار لها لتضعه على الطاولة الصغيرة قائلاً ) ضعيه هناك وانتظري ( وحدق بليُنارس التي تراقب بصمت قائلاً ) كل مكالماتي ستستلمها الآنسة فهي منذُ ألان السكرتيرة الخاصة بمكتبي ( فتحت بتي فمها باندهاش وسرعان ما أطبقته وقد عجزت عن التفوه بأي كلمة ولم تكن دهشتها تقل عن دهشة ليُنارس التي حاولت جاهدة أن لا تسأل بينما أستمر ) وبما يختص بباقي العمل ستستلمين أنتِ قسما منه والآنسة القسم الأخر لا أريد أي مشاكل في العمل أو أخطاء وأرجوا أن تتعاونا ( أضاف محدقاً بليُنارس التي تتابعه بصمت فهزت رأسها بالإيجاب ببطء والتفكير العميق بادياً عليها فتمعن النظر بها لجوابها المختصر قبل أن يقول من جديد ) أهناك أي سؤال
- لا
- جيد ( ونقل نظره نحو بتي مضيفاً ) قومي باعلامها عن طبيعة عملها .. متى أول موعد
أضاف وهو يحدق بساعته فأجابته بصوت متوتر
- السيد روسكين بعد نصف ساعة
تحرك نحو كوب القهوة ليتناوله ويختفي داخل مكتبه بينما اقتربت ليُنارس ببطء من المكتب الأسود الكبير
- أفعلت شيء .. بدر مني أي خطأ .. لما يفعل هذا .. لما يحتاج إلى سكرتيرة أخرى أنا أقوم بعملي على أكمل وجه
نظرت نحو بتي قائلة باقتضاب
- لا أعلم
ضاقت عيني بتي واشتدت شفتيها قبل أن تتحرك بشكل جامد نحو الباب المؤدي إلى مكتبه لتدخل مغلقة الباب خلفها بينما جلست ليُنارس على المقعد المتحرك وجالت بنظرها بأرجاء الغرفة مقاعد جلدية فاخرة طاولات صغيرة موكيت فاخر مقعدين أمام مكتبها قبل أن تعود نحو باب مكتبه فالأمور لا تبشر بالخير منذُ البداية فلا يبدو انه بحاجة إلى سكرتيرة لما وضعها هنا خرجت من شرودها على انفتاح الباب لتطل منه بتي التي لا تبدو بحالة أفضل اقتربت منها وهي تحاول إخفاء امتعاضها قائلة بتذمر
- ستسلمين مكالمات السيد مورغان هذا الخط لي وهذا إضافي وهذا لسيد مورغان ( بدأت ترشدها لبعض الأمور وقد شحب وجهها وبدا التوتر بصوتها رن الهاتف فتوقفت عن الشرح لتتناول سماعة الهاتف قائلة وليُنارس تراقبها بصمت ) دوماك للعقارات .. صباح الخير .. أجل .. في الحال ( وحولت المكالمة ) السيد جونس يريد مكالمتك .. حسناً .. أجل سيد جونس أعتذر السيد مورغان في اجتماع ولا أستطيع أن أصل اليه أترغب بأن تترك رسالة له .. بالتأكيد تفضل ( كتبت ما أملاه عليها وبعد أن أغلقت الهاتف نظرت نحو ليُنارس مضيفة ) أن أردتِ الاستفسار عن شيء فتفضلي
- لما أنا هنا
- ارجوا المعذرة
- لا شيء أذا احتجت مساعده سأطلبها منك
- هل يمكن أن اطرح عليك سؤالاً يحيرني ( هزت رأسها لها بالإيجاب فأضافت ) لم يسبق لأي شخص غير السيد مورغان أن أجلس على هذا المكتب .. أأنتِ على معرفة جيدة به ( هزت رأسها بالنفي ولم يفتها امتعاض بتي منها فهزت بتي رأسها بعدم رضا عن أجابتها واستمرت ) اليس هذا غريبا فهذا المكتب كان لسيد مورغان والمكتب الذي بالداخل كان لوالده وأنا السكرتيرة بكلتا الحالتين ولم يشتكي مني ولم يتذمر
- أنا هنا بشكل مؤقت
- ولكنك شقيقة المحاسب اليس كذلك
- أجل
- لا أفهم هل بدر مني شيء أم أن شقيقك قام بتوسط لك لتعملي هنا رغم أني أستبعد هذا فليس أسلوب مورغان
- فترت عملي هنا مؤقتة ولستُ أنافسك ولأطمئنك أنا خريجة حقوق ووجودي هنا لن يؤثر بكِ وبعملكِ
- لما لا تعملين بالشؤون القانونية أذا
- عليك سؤال المدير
- ما الذي يجري هنا ( تمتمت بتي بحيرة ثم عادت لتحدق بها بعصبية لثواني قبل أن تنظر نحو الورقة التي كتبتها قائلة ) أدخليها إليه .
رفع نظره بشكل سريع نحوها وعاد ليكمل ما يكتبه فاقتربت من مكتبه قائلة
- السيد جونس ترك لك هذه الملاحظة
تناولها منها فهمت بالتحرك لتغادر إلا انه حرك يده مشيراً لها بالبقاء بينما انشغل بقراءة ما بالورقة قبل أن يقول
- في المرة القادمة تخلصي منه بنفسك ( ونظر إليها مستمرا ) هذا أصبح عملكِ
- تستطيع نقلي إلى أي عمل آخر فأنا حقا لا أجيد أعمال السكرتارية
عادت الابتسامة المتهكمة لظهور على شفتيه وهو يحدق بها قائلاً
- لا .. أريدك هنا ( لمحته بنظرة متعالية فهي لا تشعر بالراحة له لذا قالت بتعمد )
- ستضطر أذا لتحمل جهلي بهذا العمل
- بل سأعمل على أن تخرجي من هنا وأنت على دراية كاملة بهذا العمل فالا تعلمين ما الذي يخبئه لك المستقبل
نظرت نحو ساعتها بضيق قائلة وهي تتعمد أن تنهي الحديث معه بأسرع ما يمكن
- في أي ساعة سأغادر ( ضاقت عينيه وهو يسند ظهره بظهر المقعد قائلاً )
- أننا نغلق في السابعة
- لا أستطيع البقاء حتى السابعة
- الخيار ليس لك هذا نظام الشركة
- سأعمل حتى الرابعة
- السابعة ( كرر بإصرار وهو ينحني نحو مكتبه من جديد وعينيه لا تفارقانها مستمراً ) لا تعتقدي أن عملك هنا بدون راتب سيسمح لك بالدخول والخروج متى تريدين يوجد نظام هنا يبدأ الموظفين العمل في السابعة والنصف ويستمرون حتى الواحدة والنصف للحصول على استراحة الغداء ثم يتابعون حتى السابعة 
- هذا كثير كثير جدا
- هذه سياسة شركتنا
- أن ساعات العمل طويلة جدا
- إننا ندفع لموظفينا رواتب مغرية وحوافز مجزية لكل ساعة إضافية لذا على جميع الحضور في السابعة والنصف آنسه ريمونت والمغادرة في السابعة وهذا ما ستفعلينه أنتِ أيضا
أمعنت النظر به قائلة
- ولكنكَ تأتي في الثامنة ( توقفت عينيه عليها بجمود قبل أن يقول ببطء )
- أنا صاحب الشركة
- ولكنك تعمل هنا
-  توقفي ليس من حقك هذا فدعي أسلوب المحاماة الملتوي جانبا ستعلمين مثلك مثل غيرك هنا
- أنا أعمل في مكتبة ويجب أن أكون هناك في الخامسة ولا تطلب مني أن أتركه لأنه مصدر رزقي الوحيد ولن أتخلى عنه
قالت رافضة تماماً فكرة بقائها حتى السابعة فحرك رأسه ناظراً نحو الملف الخاص بها متمتماً
- كيف فاتني هذا دار الأمان .. بل دار القلم هذا اسمها على ما أذكر
- أنت تعلم كل شيء اليس كذلك ( تمتمت بغيظ فعاد بنظرة نحوها وأسترخي في مقعدة قائلا )
- لا الأمر خارج من يدي لا أستطيع أن أعطيك أي تميز فأنا أعامل موظفي بالتساوي
- ولكنك لا تعطيني راتبا كيف تريدني أن أعيش ألا تعطي موظفيك راتباَ
- أعطيهم ولكن وضعك مميز ولا أظن أنك بحاجة لتذكيرك بهذا
- لا أستطيع التخلي عن عملي الأخر إلا أذا .. جعلتا لي راتباً
- أفعل ماذا ( سألها غير مصدق ثم أضاف بسرعة ) أتيت بك هنا كي أحصل على نقودي لا لكي أدفع لكِ لستُ بحاجة إلى سكرتيرة حتى بتي تكفي
- أذا سأغادر في الرابعة لست بحاجة لسكرتيرة بتي تكفي
- قلت في السابعة
- لا أستطيع ( همست بإصرار و استمرت ) لدي التزامات لا أستطيع التخلي عنها
- السابعة آنسة ريمونت
- ألم تقل أن وضعي مميز أذا لا بأس أن غادرت باكرا
عادت للقول وهي لا تنوي الاستسلام فضاقت عينيه قائلاً
- محامية إذا .. تعتقدين أني لا استطيع مجاراتك ( قال بتفكير قبل أن يحرك يده نحو الهاتف قائلاً ) بتي تعالي ( أطلت بتي فبادرها وهو يشير بيده نحو ليُنارس ) الآنسة لا تستطيع أن تبقى بعد الرابعة فهل تقبلين أن تتابعي عملها بعد أن تغادر ( حدقت بتي به جيدا قبل أن تنقل نظرها نحو ليُنارس فستمر ) أن كنت لا ترغبين فأنا أتفهم الأمر
- لا لا مانع لدي ( قالت وهي تعود نحوه بحيرة )
- هذا جيد عليكِ شكرها فلولاها لما استطعت المغادرة
قال قبل أن يعود نحو أوراقه فتحركت ليُنارس مغادرة لتتبعها بتي قائلة
- ماذا به هل يستطيع أحد إفهامي ما يجري حولي أكمل عملك ولكنك لا تعملين شيء أنا التي أعمل ما الذي سأتابعه اذا
بقيت ليُنارس ملتزمة الصمت مما جعل بتي تهز رأسها بنفاذ صبر وتغادر نحو مكتبها بينما ارتمت ليُنارس على مقعدها كان دفتر مواعيده يحتوي على أسماء أربع أشخاص جاء كل منهم في موعده فحاولت أن تكون منظمة قدر المستطاع وبعد خروج آخر زائريه رن الجرس الداخلي فرفعت سماعة الهاتف ليتناهى لها صوته
- أحضري دفتر ملاحظاتك وتعالي
جلست أمامه على المقعد وقد حملت قلمها فوقف وأخذ يسير بالغرفة وهو يملي عليها ما تكتب كان يتكلم ببعض السرعة ولم تعد تجاريه مما جعلها تقول
- ارجوا المعذرة ولكن هلا أعدت علي ما قلته في النهاية
توقف عن السير وحدق بها قبل أن يقول
- من أين أعيد ( تململت في جلستها بإحراج قائلة آخر جملة كتبتها فضاقت عينية وهو يقول )
- مازلت هنا ( هزت رأسها بالإيجاب فبدا الانزعاج عليه وهو يقول )
- ليس أمامي اليوم بأكمله من الأفضل أن تسرعي
التزمت الصمت فعاد يسير ويملي عليها من جديد بينما أخذت تكتب بسرعة محاولة أن لا يفوتها شيء مما يقوله توقف أمام المكتبة وهو يتابع ثم استدار ووقف خلف كرسيها متأملاً كتابتها ليعود لسير ويتحدث بسرعة أكبر
- سيد مورغان لا أستطيع هكذا فلست بآلة طابعة عليك التحدث بروية حتى أستطيع أن أكتب
قالت أخيرا بضيق وهي تضع قلمها فوق الدفتر محدق به فالمحها بنظرة سريعة من رأسها إلى قدميها قبل أن يقول
- ما الذي تجيدين عمله اذا
- هنا لا شيء
- أذا أحضرت عالة لتعمل لدي
- أن أردت تسميتها هكذا فأجل ( أسند ظهره على طاولة الاجتماعات خلفه قائلاً )
- أتحاولين إفهامي أنك لا تصلحين للعمل
- لا أحاول شيء فأنا لا أجيد هذا العمل صدقا
- وبالتالي علي التنازل وأن أدعك تذهبين
- أن كنت بلا فائدة هنا فأجل
- ولكني بحاجتك بكل تأكيد
- لا أعتقد فبتي تقوم بعملها على أكمل وجه
- لم أقصد العمل طبعاً فأنا لا أحتاجك بالشركة
مرت لحظت صمت قبل أن تقول وهي تمسك قلمها من جديد بعصبية
- لقد وصلنا عند مـ
- حادة الطباع اذا
- وصلنا عند الرسالة التي سترسلها الـ
- وتجيدين تجاهل ما أتحدث عنه ( اشتدت شفتيها ونظرت نحوه وقد شعت عينيها بغضب مكبوت بينما بقي على وقفته يتأملها قبل أن يضيف بهدوء مستفز ) ما سبب غضبك آنسة ريمونت
- سبب غضبي لست غاضبة سيد مورغان ولكني لا أعرف ما الذي يجعل إنسان يسيطر على أشياء ليس له الحق بها
- تلمحين الي
- لا أحتاج إلى التلميح فأنت تعرف عما أتحدث
- ألا يقلقك ما قد يحدث جراء كلامك هذا
- مثل ماذا أستقوم بطردي أنت من يريد النقود وأن أردت طردي فأفعل
- أن فعلت سيدخل شقيقك السجن
- ولكنك تريد استرجاع نقودك وهذا الأمر أهم من إدخاله السجن
- ليس تمامـ ( وقبل أن يتابع رن جرس الهاتف فتحرك نحو مكتبه ليتناوله ويصغي قبل أن يقول ) حسنا دعيه يدخل ( ونظر نحوها مستمراً ) لتطبعي الردود ودعي بتي ترسلها .. وسنتابع فيما بعد
تنفست الصعداء عند خروجها ماذا يقصد بنتابع فيما بعد جلست خلف مكتبها بعدم ارتياح عليها أن تكون حذرة بتعاملها معه من أين أتتها هذه الورطة حدقت بالهاتف الداخلي الذي رن فجأة فرفعت السماعة بروية
- أجل
- أحضري لي الملف الخاص بمشروع المجمع السكني في فوردا
- في الحال ( أخذت تبحث عنه بالأدراج الخاصة بالملفات ثم قصدت بتي متسائلة ) أين أجد الملف الخاص بالمجمع السكني في فوردا
- لا أعلم
أجابتها دون اهتمام واضح وعادت لتنشغل بالملف أمامها بينما تجمدت ليُنارس في وقفتها قائلة
- وهل علي أنا أن أعلم أين هو الم تكوني سكرتيرته
- كنت ولست كذلك ألان
- لا داعي لهذا الأسلوب الغير لائق السيد بالداخل يريده وأنا لم أجده في أدراج الملفات
- حاولي البحث من جديد
- لقد بحثت ولم أجده وبالتأكيد لديك فكرة أين هو موجود
- ربما ولكني لا أذكر
- آه هكذا أذا
أجابتها بضيق وهي تعود إلى مكتبها لتبحث بالأدراج من جديد وتتأكد من الملفات بتوتر
- بالصدفة وأنا أتناول بعض الأوراق وجدته في مكتبي ( قالت بتي وهي تدخل وتحمل بيدها ملفاً ذا مغلف أحمر وضعته على المكتب بينما تأملتها ليُنارس بغيظ فابتسمت هي تقول ) من الأفضل أن تدخليه إليه بسرعة فهو ليس صبورا في العادة
واستدارت عائدة إلى مكتبها بينما تابعتها بعينيها قبل أن تتناول الملف بسرعة عن المكتب وتبتلع ريقها وقد فتح باب غرفته ليظهر منه ويقترب منها قائلا بامتعاض
- متى تحضرينه طلبته اليوم وليس غداً
- لقد وجدته لتو
- من الأفضل لك تنفيذ ما أطلبه منك وبسرعة ( وتناول الملف من يدها بنفور مما جعلها تقول )
- فعلت وبحثت عنه ولكني لم أجده كان في مكتب بتي
- ليست مشكلتي
- ولا مشكلتي أيضا انه أول يوم لي ماذا تتوقع مني
- الكثير
قال بعدم رضا واستدار ليدخل مكتبه بينما اشتعلت غيظاً خرج ضيفه بعد قليل وبعد عدة دقائق اطل وهو يحمل حقيبته وضعها على مكتبها وفتحها قائلا وقد ملأ التهجم وجهه
- أعطني ملف مئة وسبعة ومئة وسبعة عشرة بالإضافة إلى عقود البروند
وتوجهت إلى خزانة الملفات فتحت أول الأدراج وأخذت تبحث به عما طلبه
- ليس بهذا الدرج ( قال بجفاء فأغلقته وتحركت نحو الدرج الثاني المجاور له ) ولا بهذا
أغلقت الدرج واقتربت بهدوء من الدرج الثالث فتحته دون أن تبحث به ونظرت إليه قائلة
- أهم بهذا الدرج
- لما لا تبحثي وتري
- بما انك تستطيع إرشادي لِما أفعل ( ضاقت عينيه قليلاً قائلاً بصوت مرتفع )
- بتي .. بتي ( أطلت بتي ليبادرها ) أعطني مئة وسبعة ومئة وسبعة عشرة وعقود البروند بسرعة فلا وقت لدي لأضيعه أكثر
تنحت ليُنارس جانبا بينما قامت بتي بإعطائه ما طلبه
- أي شيء آخر
- ارشدي الآنسة علها تكون مفيدة ( تأملته ليُنارس بصمت وهو يقول ذلك ويضيف ) لا تأخذي أي مواعيد لي لبعد الظهر فلن أعود
وتحرك مغادراً ما أن أغلق المصعد حتى نظرت إليها بتي بينما كانت تجلس وقد شعرت بالإعياء
- لا يبدو راضياً عن عملك وهذا ما يزيدني حيرة
- دعيني وشأني
- ألا تريدين أن أرشدكِ على طريقة عملنا
- أستفعلين
- أفضل أن تتعلمي بمفردك ذلك أفضل .. صدقيني
- هذا كرم منك
- هذا طبيعتي .. ألن تذهبي للغذاء ( نظرت نحو ساعتها وهي تقول )
- أين تتناولينه
- أقصد بيتي فهو قريب من هنا وأحيانا احد المطاعم يوجد العديد منها حولنا
تناولت ليُنارس حقيبتها وهي تتساءل
- موظفوا الشركة أين يتواجدون بكثرة
- تجدينهم في الطابق الأرضي للبناية المجاورة لنا بها عدد كبير من المطاعم ذات الوجبات السريعة ولكنها لا تليق بسكرتيرة المدير
- أظن أني سأقصدها
حركت بتي عينيها بعدم رضا ولمحتها بنظرة سريعة قبل أن تقول
- لا أستغرب هذا
واستدارت مغادرة مما جعلها تنظر إلى نفسها قبل أن تعود نحو بتي بغيظ تعاملها بجفاء وبأسلوب متعالي لا يختلف كثيرا عن مديرها .

حركت رأسها حولها واقتربت من أول مطعم لها وقد امتلأ المكان أشترت وجبة سريعة وجلست على طاولة تركها شابان لتو وما أن انتهت من تناول طعامها حتى خرجت إلى الطريق أخذت تسير به بغير هدا مفكرة قد يكون قرارها بالقدوم لمصلحة روجيه فمورغان لا يبدو بالإنسان المتفهم ولكن هل تستطيع التحمل هذا ما عليها فعله دخلت إلى مكتبها ولم تكن بتي قد عادت خلعت سترتها ووضعتها على ظهر المقعد واسترخت بمقعدها شاردة .

- صوري هذه أريد نسختين لكل ورقة
رمشت ونظرت إلى بتي التي أطلت عليها وهي تحمل مجموعة من الأوراق  
- لم لا تفعلين ذلك بنفسك
- تعملين هنا على ما أعتقد إذا فلتفعلي شيئاً مفيد ( ووضعت الأوراق بإهمال على المكتب واستدارت مغادرة وهي تتمتم ) فقط لو أعلم لما وظفكِ
أخذت تصور الأوراق وجمعت أول النسخ معا والتفت نحو مكتبها كي تحضر مشبكا للأوراق إلا أنها انتفضت لرؤية ادمونت يدخل إلى مكتبها فتوقف في مكانه لتصرفها قبل أن يقول
- ما هذه الأوراق
- تخص شركة ترامنت
- ومن طلب منك أعداد نسخ لها ( قال وهو يتناولها باهتمام )
- بتي
- بتي ( قال بصوتا مرتفع فأطلت ليحرك الأوراق بيده مستمراً ) من طلب أعداد نسخ لهذه
- ماكس ( وضع حقيبته على المكتب وهم بالمغادرة فأضافت بتي ) أتصل به
- لا سأراه بنفسي
- ما المشكلة ألان أتابع تصويرها أم لا
- تابعي ( تحركت نحو آلة التصوير وهي تقول )
- أهو مزاجي
- من تقصدين
- المدير
- ظننتك تعرفيه أكثر مني
- لا تظني كثيراً فأنا لا أعرفه قبل البارحة
- لما أجد صعوبة بتصديق ذلك ( لمحتها بنظرة قبل أن تجيبها )
-  أتعلمين أرغب بأن نكون زميلتين فأنا لا أشكل أي تهديد بالنسبة لك
- والى متى إلى أن تأخذي مكاني أيضا لا تحلمي كثيرا فأنا هنا منذ مدة طويلة وأن حصل تغير بوجودك فأنا على ثقة من أن أمرا ما يجول بعقل مورغان الابن ولن تكون أكثر من نزوة ثم أعود لمكاني
فضلت ليُنارس التزام الصمت فلا فائدة من محادثتها .

- هل أعددتِ النسخ الأخرى ( بادرها ادمونت فور عودته فأجابته بالإيجاب فستمر نحو مكتبه وهو يضيف ) أحضريها لي
دخلت خلفه ووضعت الأوراق أمامه ليتناولها باهتمام قائلاً
- ما مدى سرعتك بالطباعة
- جيدة
- سنرى ( تناول أحدى الأوراق وقام بحذف سطر منها وكتب سطر آخر وتناول التي تليها وهكذا حتى أنهى المجموعة كاملة ثم جمعها معا وقدمها لها قائلاً ) أعيدي طباعتها أريدها خلال ساعة المجموعة كاملة دون أخطاء ستستطيعين إنجازها
- أن كنت على عجلة من الأفضل أن تطلب من بتي
- ستنجزينها خلال ساعة ( قال بإصرار وهو يسترخى في مقعده الى الخلف ليضيف وعينيه لا تفارقانها وهي تهم بالتحرك ) الن تعلميني أين التقينا من قبل

هناك 20 تعليقًا:

  1. بدآية مميزٍة وٍرٍآئعة ..
    لـآزلت آلتهم ـالـآسطرٍ متشوِِقة لمعرٍفة ـألنهآية..
    آستمرٍ ي ي مبـدعةَ ..~

    ردحذف
  2. رواية رائعة

    استمري عزيزتي

    بالتوفيق :nona

    ردحذف
  3. روايه غايه الجمال
    بدايه مبهره
    استمري بهذا العطاء والابداع

    ردحذف
  4. بدايه موفقه وقلم مبدع
    بكل صراحه
    ولكن لم اكمل الرويه
    لي عوده لكي اغوص
    بين حروفهاومعانيها
    الاكثرمن رائعه
    الى الامام
    تحياتي لكي عزيزتي

    ردحذف
  5. انا استمعت بوجودى ف ركنك الراقى روايه ممتعه هستنى جديديك نورتى مدونتى بزيارتك الكريمه ...انا منه واتشرفت جدا بمعرفتك

    ردحذف
  6. اهلا دنيا رواياتي وفن القصة معكي رائع

    ومدونتك تسمو بكل جمال وعذوبة

    انا سعيدة لاكتشافها

    تقبلي ودي وورودي

    جوزي

    ردحذف
  7. را عه جدا منه بس الروايه طويله جدا

    عارفه لو اتقسمت على اجزاء هتكون مشوقه اكثر

    دمت مبدعه وسعيده بمتابعتك

    عيد سعيد قلبى

    تحياتى

    ردحذف
  8. السلام عليكم
    بصراحة وجدت ضالتي في هذه المدونة الرائعة .. سأكون من المتابعين
    دمتم بخير :)

    ردحذف
  9. الروايا جميلة و لكن لو قسميتها لاجزاء اقصر لكان افضل لانها طويلة

    دمتى متالقة . . . تقبلي مروري ^_______^

    ردحذف
  10. روايه حلوه اوي
    اسعدني تواجدي في مدونتك
    تقبلي تعليقي وصداقتي

    ردحذف
  11. السلام عليكم
    اشكــركـ خيتي على الانضمــام للمتابعين لمدونتي المتواضعة

    قلمكـ جميل يستحق المتابعة
    /
    \
    /
    تقبــلي طلــتي ،،،
    دمتي بخــير،،
    ودي،

    ردحذف
  12. أهلآ أختي دُنيآ ,.

    أستُمري ..فـ مَوهبتُك رآئِعة


    مُوفقه

    ردحذف
  13. روووووووووعة


    استمري حبيبتي دمتي متالقة

    حبي ليكي

    ردحذف
  14. رائعة جداً

    ردحذف
  15. شكرا للجميع على كلمات التشجيع وعلى تواجدكم في مدونتي

    ردحذف
  16. رائعه ورومانسيه Love it

    ردحذف
  17. إحساس رائع .. حلوهـ .. والله قمه في الروعه وأكيد صاحبةالموقع أروع في الروح والذات ياليت معي لوحه مثلها أعلقها في غرفتي .. رائع وفنان من ابدع .. بصراحه جنان .. ناااااااااااااايس

    ردحذف
  18. مدونة رائعة
    شكري وتقديري

    ردحذف
  19. رائعة و جمبلة.....الله يخليك

    ردحذف