انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 يوليو 2011

أبحث عنكِ 3

- هكذا إذا
قالت بعصبية بينما ادعت ليُنارس انشغالها بما بين يديها فعقد ادمونت يديه ومازال محتفظ بالملف وحدق بأليانور جيداً قائلاً بحدة
- تجيدين التمثيل أعترف لك
- ارجوا المعذرة
- ماذا سيقول دانيال عندما يعلم أنك هنا ( تساءل متجاهلاً قولها مما أصمتها فأستمر بتهكم ) مع من كنت قبل حضورك الى هنا ( ابتلعت أليانور ريقها وزاغت عينيها فأبتسم ادمونت ولكنها ابتسامة بعيدة جداً عن المرح وأستمر باشمئزاز وغموض ) أتعتقدين آنستي أني بالغباء حتى أصدقك وأصدق ما تدعينه ( وسار نحو مكتبه قذف الملف عليه وأستمر ) لتدركي تماما أني على معرفة بعلاقتك السرية مع أندرو وأعلم بالاتفاق الذي بينك وبينه لكشف دانيال لي أقول لك هدفك أنت واندرو من هذه العبه أم اكتفيت أو دعينا نرى ما سيكون قول دانيال بهذا الأمر
ابتلعت أليانور ريقها بتوتر قبل أن تقول
- لن تجرؤ وتخبره ( توجه نحو مقعده وتناول الهاتف مجيباً إياها )
- ما الذي سيمنعني
- لا تفعل ( همست بصعوبة وعينيها تتوسعان بقلق شديد فتجاهل قولها وتحدث عبر الهاتف )
- ستنزل آنسة ألان تأكد من خروجها من الشركة ( وأغلق الخط مشيراً الى الباب وهو يستمر ) وداعاً
ضمت أصابع يدها بقوة على حقيبتها واستدارت بعنف لتخرج بينما تابعتها ليُنارس بهدوء شديد وما أن خرجت أليانور حتى نظرت الى ادمونت الذي شعر بنظراتها فنظر اليها محركاً يده وهو يقول
- ليست إلا واشية وتستحق هذا ( رفعت حاجبيها دون أي تعليق فقال ) لمَا أرى عدم التصديق بعينيك
- لا شأن لي بالموضوع ولا يهم أن صدقت أم لا وصلنا عند
- اعرف أين وصلنا .. لما أنتِ جادة  هكذا أحتاج إلا من أتحدث اليه
- ومن قال أني أجيد الإصغاء كما أن لدي من الهموم ما يكفيني ولا أحتاج الى أن أسمع هموم غيري
- لن أحدثك بهمومي بالتأكيد فلدي أمور ممتعة لأتحدث عنها
أجابها بغيظ فنظرت الى ساعتها متجاهلة قوله وتحركت لتقف وهي تقول
- انتهت فترة الغذاء سأذهب الى مكتبي ألان ( رفع كتفيه بلامبالاة قائلاً )
- مازالت دعوتي للغذاء مفتوحة
- أمارس الحمية هذه الأيام
- جيد فأنت تحتاجينها ( أجابها  وأشار الى دفتر ملاحظاتها مضيفاً ) احتفظي بالورقة الأولى والثانية وتخلصي من الباقي
- سأفعل
أجابته وهي تدعي الابتسام قبل أن تغادر مخفية ما يدور في صدرها فان أستمر باستفزازها بهذا الشكل لا تعلم ماذا تفعل فهي غير واثقة من نفسها .

وصلت بيتها ذلك المساء منهكة فما أن أنهت عملها في الدوماك حتى ذهبت الى عملها الأخر لتجد جوزيال قد أحضرت مجموعة كبيرة من الكتب والدفاتر وأشياء خاصة للمكتبة بدأت بترتيبها بالإضافة الى أن طلاب المدرسة المسائية التي أمامهم الذين يتوافدون على المكتبة لشراء أغراض لهم .

- ليُنارس .. انتظري ( توقفت عن السير ونظرت خلفها في صباح اليوم التالي لتجد روجيه يجري باتجاهها قائلاً ) لم أجد الوقت لأعرج عليك سوى ألان .. كيف أنت
- بخير
- وكيف تجري أمورك في الدوماك
- حتى ألان جيدة
- أنت واثقة لا تخفي عني ( هزت رأسها بالإيجاب فأضاف ) ومورغان أيزعجكِ
- لا .. أن استطعت سأعرج عليك مساءً .. ها هي الحافلة ( أضافت وهي تشير له بيدها مستمرة ) الى اللقاء
- أراك مساءً أذا
قال وهو يتابعها وهي تصعد الحافلة ثم وضع يديه بجيب سترته قبل أن يتابع سيره بشرود .

 وقفت في المصعد مع فتاة تبدو في أواخر العشرين من عمرها تعقص شعرها الى الخلف بطريقة رسمية وترتدي طقماً اسود جذاب شعرت بها ليُنارس وهي تتأملها بفضول وسرعان ما سألتها
- تعملين هنا
هزة ليُنارس رأسها هزة خفيفة فعادت لتلمحها بنظرة سريعة قبل أن يتوقف المصعد في الطابق الرابع صعد شخصان ألقيا التحية على دنيز وأخذوا يتحدثون معها وعندما توقف المصعد في الطابق السادس غادر شاب وصعد ادمونت الذي ألقى التحية قبل أن يقول لدنيز
- كيف أنتِ
- بخير سيد مورغان
- هلا أعلمتي ماكس أني أريد رؤيته بعد قليل
هزت رأسها بالإيجاب بينما توقف المصعد مرة أخرى ليغادر الشاب الآخر فتحرك ادمونت لداخل ليسمح له بالمرور ليقف قرب ليُنارس في الخلف فنقل نظره من قميصها الى بنطالها ورفع حاجبيه دون تعلق وعند مغادرة دنيز المصعد بادرها
- ليس لديك شيء أكثر رسمية من هذا
رفعت عينيها المشعتان ببريق جميل عكسه لون قميصها الأخضر الذي يليق بعينيها لترفع يدها مبعدة شعرها الى خلف أذنها وهي تقول
- لما ما بها ثيابي
- ليست رسمية بما يكفي
- أجدها جيد ( قالت وباب المصعد يفتح فتخطته للخارج مضيفة لبتي الجالسة خلف مكتبها ) صباح الخير
تابعها ادمونت بامتعاض حتى اختفت بمكتبها .

- أنه بمكتبه اليس كذلك
- اسأل سكرتيرته ( تناهى اليها حديث بتي وماكس يطل عليها فبادرها بابتسامة )
- صباح الخير هلا أعلمتي ادمونت أني هنا
- أنه بانتظارك تفضل
هز رأسه شاكراً ودخل له وبعد مغادرته مكتب ادمونت سار نحوها بابتسامة ودودة قائلاً
- أرجو أن تعدي لي نسخ من هذه الأوراق وسأرسل دنيز لتأخذها عند انتهائها بالإضافة للأوراق التي مع ادمونت
تناولتها منه وأخذت تعد النسخ التي طلبها وعند نفاذ الأوراق البيضاء فتحت الدرج الأخير في مكتبها وسحبت مجموعة جديدة منها لتهتف فور وقوفها
- لحظة من فضلك
قالت فور مشاهدتها لفتاة أصبحت قرب باب مكتبه لم تشعر بدخولها حدقت الفتاة بها ثم تجاهلت طلبها ودخلت غرفته
تنهدت بتذمر وهي تضع الأوراق بقوة على مكتبها ولم تمضي بضع دقائق حتى حدقت بالهاتف الذي رن فرفعت السماعة لتسمع صوته الجاف وهو يقول
- فلتطلبي فنجانان من القهوة
لاحقت الفتاة وهي تغادر بنظرها ورفعت عينيها الى السماء عندما رن جرس الهاتف تناولته دون التفوه بكلمة بينما قال
- أحضري الى هنا وأحضري معك الأوراق أن أصبحت جاهزة
أمسكت الأوراق ورتبتهم جيداً وتنفست بعمق ودخلت له وضعتهم على المكتب أمامه بينما حدق بها قائلاً
- ألم أطلب منك عدم إدخال أحد لي دون أن تعلميني بحضوره
- فعلت
- إذاً ( سألها بتجهم فأجابته ببراءة مصطنعة )
- بدت الآنسة لي رقيقة وجميلة كالآنسة ستنغسون فلم أرغب بأن أمنعها من الدخول
- لا تتحاذقي علي ( قال بضيق واضح فأسرعت بالقول )
- من الأفضل أن تضع لي قائمة بأسماء التي ترغب بمقابلتها والتي لا ترغب وسأتصرف عندها كما تريد
- لا تجادليني ونفذي ما أطلبه منك أتجدين صعوبة في هذا ( تنهدت بضيق قائلة )
- لقد دخلت خلسة ولم أرها كنت أحضر بعض الأوراق من الدرج الأسفل حتى أنها لم تكلف نفسها عناء اللقاء التحية
بقيت عينيه مركزتان عليها وهو يقول
- منذُ اليوم لن تدخلي أحد دون إعلامي لا الآنسة ستنغسون ولا غيرها ( وتناول الأوراق متسائلاً ) أهي جاهزة
- أعددت نسخة إضافية من هذه وهذه المجموعة أعددت نسخة واحدة منها فقط
- ناوليني ملف مئة وعشرون أنه هناك ( وأشار الى خزانة الملفات الموجودة بمكتبه وعندما أحضرته فتحه مشيراً الى صفحة به قائلاً ) أملي علي هذه الأرقام
وقفت بجواره بينما تناول الأوراق التي أعدتها وأخذ يذكر لها أسم الشركة وهي تملي عليه الأرقام الموجودة بالملف أمامها حركت يدها تبعد شعرها لتثبته خلف أذنها وهي تستمر إلا انه توقف متأملاً إياها نظرت اليه لصمته لتلاقي عينيه القريبتان منها فحركة رأسها بحذر وتردد الى الملف أمامها قائلة دون أن تنظر اليه
- أعتقد أنها شركة جولما ألان ( أبتسم متجاهلاً سؤالها وقائلاً )
- كيف يسير عملك بالمكتبة
- جيد
- العمل هنا وهناك .. اليس مرهقاً
- لا ( اجابته باقتضاب فأضاف )
-  وأخيك وجد عملاً جديد أم أنه يستدين ( وقفة جيداً وهي تنظر اليه قائلة )
- وجد عملاً
- ألم يظهر النقود بعد ( بدا الامتعاض عليها وهي تقول )
- أخبرتك أن روجيه لم يأخذها
- مازلتِ تصدقينه
- أنه أخي وأعرفه جيداً
حلت لحظت صمت بعد قولها هذا والتقت عينيها بعينيه التين تلتمعان بوميض جعل قلبها يقفز من مكانه قبل أن يهمس
- ألم تتساءلي لما طلبت منك العمل هنا ( قلبها الذي قفز قبل قليل غادرها ألان فتراجعت خطوة الى الوراء إلا أنه تحرك واقفاً وممسكاً بذراعها وهو يقول ) لم العجلة فلم تجيبي بعد تعلمين لما أردت أن تعملي هنا
حركت ذراعها للخلف محاولة أن تفلت من قبضته وهي تقول
- لا أعلم
- كاذبة ( همس أمام وجهها ونظراته لا تبتعد عن عينيها فحاولت اخفاء فزعها منه وقالت بهدوء  )
- دعني أغادر
- مازلتِ تحاولين لعب دور الفتاة الصـ ( قاطعته وهي تشدد على ما تنطق به )
- لا أحاول شيء بحق الله دعني ( تجاهل طلبها وهو يقول )
- الى ماذا تسعين هيا أعلميني ( رفعت رأسها اليه بتحدي قائلة وقد سائها ما تتعرض له )
- أنا لا أسعى لشيء أتجد صعوبة بتصديق هذا
- وبماذا ستختلفين عن غيرك كلهن يسعين لشيء لما قبلتي العمل لدي
- حتى لا تدخل أخي السجن
- وأخيك لما وافق
- أعلمتك انه لم يفعل وما كنت لأتركه بهذا الموقف دون مساعدته هذا سبب كافي لي للعمل هنا
- وغير مقنع لي حاولي أقناعي 
حركت عينيها بعينيه قبل أن تهمس وهي تحاول إخفاء ذعرها منه
- لا شيء يعطيك الحق بهذا لذا دعني
- ليس قبل اعلامي بما تخططين له أنتِ وشقيقك أم اعتقدتم أن أمركم لن يكشف
- أنتَ الذي أجبرتني على العمل هنا فأن كان لأحدهم غاية بهذا فهو أنت ولتكون على ثقة ما أن يحضر أخي المال حتى أغادر هذا المكان ولن ترى وجهي مرة أخرى
- أحقاً هذا ( تمتم وظهرت ابتسامة مائلة على شفتيه قبل أن يضيف ) وكم من الوقت سيحتاج حتى يؤمن الخمسين ألف لما لا يظهر المال الذي أخذه وننهي هذه المهزلة
- انه لم يأخذ بنساً واحد من شركتك ومع ذلك سيعمل على إعادته لك بأسرع وقت
- والى حينها ماذا تنوين أن تفعلي
- لا أفهم ما ترمي اليـ
توقفت الكلمات في حلقها وقد تجمدت وهي ترى ذلك الوميض في عينيه وتابعت بنظرها بحذر يده التي ارتفعت ببطء ملامسة ذراعها وقبل أن يلمس خدها أشاحت بوجهها عنه وهي تقول
- كونك مدير هذه الشركة وصاحبها لا يعطيك الحق بالتلاعب بالناس لا شيء يعطيك هذا الحق .. تباً ماذا تفعل
إضافة ويده تحيط ذقنها مجبراً إياها على النظر اليه وهو يقول وعينيه تثبتان على عينيها بينما أنفاسها تتلاحق
- مازلت لا أفهم ما تعنيه ( فقالت بعينين مشتعلتان ضاقتا صبراً من تصرفه )
- حتى هذه اللحظة احتملت تصرفك فلا تجبرني فأنا أجيد الدفاع عن نفسي
لم يبدو أن قولها قد اثر به فالقد نقل نظره ببطء نحو شفتيها مما جعل أنفاسها تختفي ومال نحوها فحاولت أشاحت وجهها بسرعة دون أن تستطيع وقد أجبرتها يده على ذلك لتتجمد وجهه يمر بجوار وجهها لتشعر بأنفاسه وهو يهمس قرب أذنها باستمتاع
- هل اعتقدت حقاً أني سأقبلك ( دب الذعر بها وبدا ذلك بعينيها التي توسعت دون أن ترمش وهي تحرك رأسها نحو وجهه ببط محدقة به فبرغم تصرفه الذي لا يغفر الى أنها ذهبت بعيداً وعينيها تتعلقان بعينيه بقلق كبير فأرخى يده ببطء وهو يتابعها قبل أن يتراجع للخلف قائلاً وعينية لا تفارقانها ) أنتِ حتى لا تروقين لي
تراجعت ببطء وعينيها المذعورتين متجمدتان وهي تسمع دقات قلبها تطرق داخل إذنيها قبل أن تسرع بالتحرك لتغادر مكتبه دون التفوه بكلمة مسرعة نحو حقيبتها لتتناولها عن مكتبها وتجري نحو الباب إلا أنها توقفت قبل أن تصله وصدرها يعلو ويهبط وجسدها يهتز فأغمضت عينيها ببطء وأخذت نفساً عميقاً يجب أن تغادر لن تتحمل أكثر من هذا هذا كثير كثير جداً فتحت عينيها وقد تجمعت الدموع بهما لا لا لن تغادر لن تفعل ولكن عليها التأكد ففتحت الباب الفاصل بين مكتبها ومكتب بتي التي نظرت اليها فأشارت بيدها الى الخلف قائلة بتوتر وقد بدا التفكير العميق عليها
- هل .. هل كان فيما مضى يطيل شعره وويحتفظ بلحية و.. وبشرته سمراء من شدة جلوسه بالشمس
- تعنين ( وشارت برأسها الى الداخل فهزت رأسها لها بالإيجاب ببطء فأضافت بتي ) أجل كان يفعل لما
- رباه
تمتمت دون صوت وبذعر وهي تشعر بجسدها يسترخي فعادت ببطء نحو مكتبها لتجلس على اقرب مقعد لها مفكرة أنه كان على حق ولكن من الأفضل أن لا يذكر هذا وإلا ساءت الأمور أكثر ليس من صالحها أن يذكر أين التقاها من قبل هو من بين الجميع حتى أنها لم تكن لتذكر ذلك كيف استطاع هو لولا تصرفه الأخير معها لما تذكرته فاقترابه منها بهذا الشكل وهمسة قرب أذنها أعاد لها ذكرى تلك الليلة كيف استطاعت ربطه بذاك الرجل ظهرت تكشيرة على شفتيها قبل أن تهمس لنفسها لأنه مازال يتصرف بذات الوضاعة هذا هو ما جعلها تذكرة بعد ثلاث أم أربع سنوات يا ترى على روجيه الإسراع بإحضار النقود قبل أن يذكر هذا المتعجرف أين التقاها من قبل
- ماذا حصل بالأوراق الم تجهز للان انتظرت مكالمتك ولكنكِ لم تتصلي
حدقت بتوتر بدنيز التي دخلت مكتبها قائلة ذلك لتخرج من أفكارها قبل أن تشير بيدها نحو المقعد وهي تقول
- تفضلي
ووقفت وهي تشجع نفسها وتحركت نحو باب مكتبه فالقد مضى ساعة ونصف منذ أن خرجت من مكتبه وهي لم تحول له أي مكالمة وهو لم يكلمها ولم يظهر طرقت على الباب بتردد ودخلت أغلقته خلفها ووقفت قربه فرفع نظره وحدق بها ثم عاد نحو أوراقه متابعاً كتابته فحدثته وهي تراقبه
- دنيز بالخارج تتساءل أن كانت الأوراق جاهزة
وضع الورقة التي كان مشغولاً بها فوق المجموعة التي أمامه قائلاً
- الان أصبحت جاهزة فلتوصليها لها ( بدت مترددة بالاقتراب فأضاف وهو يلمحها بنظرة سريعة ويقوم بفتح درج مكتبه ليتناول منه بعض الملفات ) لن التهمك آنسة ريمونت اقتربي
اقتربت من مكتبه متناولة الأوراق التي علية لتنتفض رغماً عنها وهو يضع ملفاً فوقها قائلاً دون أن يفته تصرفها
- لا تنسى هذا
- أي شيء أخر ( تمتمت بغيظ لمعرفتها انه تعمد ذلك )
- الأشياء الأخرى التي أريدها  كثيرة
أجابها وابتسامة مائلة تنير وجهه مما جعلها تقول بعدم تصديق وهي ترى الاستمتاع بعينيه
- هل حقا تستمتع بهذا
- لم لا
قال وهو يسند نفسه إلى الخلف وعينية تلاقيان عينيها بجراءة اغاظتها وهي تكرر قوله ومازال عدم التصديق باديا عليها
- لم لا .. لقد قابلت بحياتي الكثيرين بحق ولكـ
توقفت عن المتابعة وهي تجبر نفسها على ذلك فلن تنسى مع من تتحدث فاشتدت يديها على الأوراق بينما قال
- ولكن ماذا
- عن إذنك
- أنا أصر
لمحته بنظرة تعبر بها عن مدى كرهها الشديد له قبل أن تستدير مغادرة مكتبه لتعطي الأوراق لدنيز التي ما ان غادرت حتى اطل ضيف جديد له قامت بإدخاله ليطل بعده غاستون
- طاب يومك .. كيف أنتِ
- بخير شكرا لسؤالك ( أجابته قبل أن تضيف ) ليس لديك موعد
جلس أمامها وهو يقول
- لا أخد موعد بالعادة للقاء ادمونت لديه احد
- اجل
- سأنتظر ( قال وهو يتأملها بتفكير قبل أن يقول ) أين عملت سابقاً
- في بضع شركات صغيرة ( أجابته باقتضاب وهي تقوم بمتابعة الطباعة فاستمر بابتسامة )
- لابد وانكِ ماهرة فليس من السهل الوصول الى هنا
أخذت أصابعها تبطئ في عملها قبل أن تعود لتتابع وهي تقول باقتضاب دون النظر اليه
- هذا صحيح ( نظر نحو ساعته قائلاً )
- لن يتأخر ضيفه أكثر اليس كذلك
- لا اعتقد فموعد الاستراحة اقترب ( ما كادت تنهي كلماتها حتى خرج ضيفه فأعلمت ادمونت بوجود صديقة وأسرعت بإنهاء ما بيدها لتجمعهم وتدخل اليه قائلة باقتضاب وقد توقفا عن الحديث ناظرين اليها عند دخولها ) هذه أصبحت جاهزة وهذه تحتاج الى توقيعك عليها
- دعيها سأقوم بمراجعتها ( وضعتهم أمامه مضيفة )
- أتريد شيء أخر قبل مغادرتي
- لا
قال باقتضاب فتحركت مغادرة بينما نظر نحو غاستون يهم بالتحدث إلا انه توقف وهو يرى غاستون يتابعها الى أن أغلقت الباب خلفها مما جعله يقول
- إذا لن تسافر كما كنت تخطط
- لا ليس بالوقت الحالي على الأقل ( اجابه بشرود وهو ينظر اليه قبل أن يضيف ) إذا لن تستطيع مرافقتي لتناول الغداء
- لا ليس اليوم فلدي موعد مسبق
- أنت ( قال وهو يشير بيده نحو الباب مستمراً ) لا تمانع أن دعوت سكرتيرتك للغداء
 تثبتت عيني ادمونت عليه قبل أن يقول
- أمانع بكل تأكيد
- لست جاداً
- بل أنا كذلك إنها موظفة تعمل هنا
- وان يكون إنها تروق لي
- ليست نوعك
- ساترك عارضات الأزياء لك ما بها معلمة المدرسة
- أنا جاد أنسى الأمر ( أصر ادمونت واستمر ) كما أنها قد غادرت الان .

بعد عودتها من الغداء انشغلت وبتي بالاجتماع الذي دعا له وبعد أن غادر الجميع أخذت تجمع الأوراق عن طاولة الاجتماع بينما انشغل ادمونت بإعطاء بتي بعض الملفات لتتناولها وتغادر فاقترب منها متناولاً الأوراق التي بيدها ليقوم بوضع ملاحظة على إحداها وهو يقول
- ناوليني المجلد الأسود
تحركت نحو المكتبة وهي تحدق بالمجلد الأسود بتفكير لترفع نفسها على رؤوس أصابعها محاولة تناوله وما كادت أصابعها تلامسانه حتى شعرت بادمونت الذي وقف خلفها متناولاً إياه وهو يقول
- حذاءٌ بكعب لن يضر ( استدارت ببط وارتباك نحوه فاستمر وعينيه تتشابكان بعينيها ) وسيساعدك أكثر
- ربما ( تمتمت لمجرد أن تقول شيئا وكل تفكيرها منصب على انها محجوزة بينه وبين المكتبة خلفها وهو لا يبدو على عجلة من أمره فاستمرت وهي تبعد نظرها عنه ) قد اخذ بنصيحتك
وهمت بالتحرك الى أن يده استقرت على المكتبة مانعاً إياها من تخطيه وهو يقول
- من الجيد أن اعلم انك قد تأخذين بنصيحتي
تعلقت عينيها بذراعه التي تسد عليها طريقها قبل أن تعود نحو وجهه القريب منها قائلة بجدية
- لم يعد الأمر مسلي
توسعت شفتيه عن ابتسامة وهو يهمس بصوت خافت وعينيه التي تتأملانها تزدادان أغمقاقاً
- من يقول ذلك  
وحرك عينية ببط عن عينيها نحو شفتيها مما جعل شفتيها تشتدان قبل أن تهمس لتصرفه
- أتعتقد أن تصرفك بهذا الشكل أمرا مقبول
- لا افهم ما تعنيه ( تمتم بمتعة أغاظتها حتى العمق واستمر وعينيه تعودان نحو عينيها بذات الأسلوب المستفز ) هل اسبب لك الضيق
- بل تتعمد مضايقتي ( تمتمت واختفت كلماتها وهي تسمع صوت بتي التي أطلت قائلة )
- آه ارجوا المعذرة ( وتناولت الملف عن طاولة الاجتماعات مستمرة وهي تسرع بالمغادرة ) نسيت هذا
فرفعت ليُنارس رأسها الى الأعلى مسندة إياه بالمكتبة خلفها لترمش ببطء محدقة بادمونت الذي لا يبدو أن دخول بتي المفاجئ قد اثر به قائلة بضيق كبير
- ابتعد من أمامي
- ليس قبل ( قال بصوت عميق ومازالت عينيه تراقبانها مستمراً بهمس ) أن أعلم ما ستفعلينه أن قام غاستون بدعوتك لتناول الغداء
- ارجوا المعذرة ( قالت بنفاذ صبر مستمرة ) انه لم يقم بدعوتي كما انه لا شأن لك بما سأفعله أن قام بذلك
أمال رأسه نحوها مما جعل قلبها يغادرها وهي تشعر بأنفاسه وهو يهمس بجدية
- إجابة خاطئة ( ونقل عينيه بعينيها التين تعبران عما يختلج بصدرها مستمراً ) سترفضين ذلك ومن الأفضل أن تدعي انك مرتبطة لأنه بطبعه ملحاح عندما يريد شيئاً
- أي شيء أخر
تمتمت بغيظ وهي تعلم أنها ليست بموقف يسمح لها بمجادلته فظهرت على شفتيه ابتسامة مائلة لم تصل الى عينيه قائلاً قبل أن يتحرك من أمامها
- توقفي عن ترداد هذا
رغم ابتعاده الى أن الهواء لم يدخل الى رئتيها فأسرعت بالتحرك خارجة من مكتبه لتجلس على مقعدها وهي تتنفس بصعوبة دون استطاعتها إخفاء توترها فلقد استهلكت كل الطاقة التي تملكها حتى لا تقوم بإفهامه حجمه الحقيقي لو حدث هذا لها من قبل لما التزمت الهدوء كما ألان ولكن تباً لو تستطيع فعل شيء يساعد روجيه وتخلص نفسها من هذا أطلت بتي متأملة إياها لتضع أمامها بعض الملفات قائلة
- ادخليها اليه ( فأسرعت بالقول رافضة تماما الدخول اليه ألان )
- ادخليها أنت
- ولما افعل لم تكوني على عجلة من أمرك قبل قليل هذا هو سبب عملك هنا إذا اتقوميـ
- بتي لا تتفوهي بأي حماقة ( أسرعت بمقاطعتها قائلة ومستمرة وهي تشير الى الملفات التي وضعت على مكتبها ) ادخليها اليه لأني لن افعل هذا
تناولت بتي الملفات لامحه إياها بنظرة متعالية لتبتعد وهي تهمس
- سيمل منك قريبا لست أفضل من غيرك
أغمضت عينيها ببط محدقة بالساعة التي تشير الى الثالثة والنصف نصف ساعة أخرى وتغادر كل ما عليها وهو الصبر نصف ساعة أخرى فقط .

- لا تبدين على ما يرام ( قالت اوديل التي قصدت المكتبة مساء لرؤيتها لتضيف وهي تراقبها تقوم بترتيب مجموعة من الكتب في مكانها ) أن روجيه يفعل ما بوسعه لجمع المال
- أنا بخير لما تقولين ذلك ( تجاهلت اوديل نفيها قائلة باهتمام )
- أتواجهين صعوبات أعلمتِ السبب وراء طلبه ان تعملي لديه
- أني رهينة لديه حتى يعاد ماله .. كما انه يشعر بالفضول ( قالت وهي تقوم تمسح الغبار عن احد الكتب مستمرة ) لقد التقيت به سابقاً أتذكرين عندما ذهبت وكوليت لقضاء نهاية الأسبوع في الشمال ( هزت اوديل رأسها بالإيجاب فاستمرت وهي تتعمد عدم النظر اليها ) لقد التقيت به حينها في الحقيقة لم أتعرف علية فوراً فهو مختلف ألان بينما هو يشعر بأنه راني من قبل ولكنه لا يذكر أين
- هذا هو الأمر ( تساءلت اوديل بعدم تصديق واستمرت ) أنت جادة
- عزيزتي أن ادمونت مورغان شاب ثري يشعر بالملل من حياته الرتيبة وعلى ما يبدو انه قد وجد شيئا جديدا ليتسلى به
هزت اوديل رأسها قائلة بضيق
- الم تجدي ما يساعد في ظهور براءة روجيه
- غير مسموح لي التجول بالشركة فكيف سأستطيع هذا
وتوقفت عن المتابعة وقد انضمت لهم جوزيال لتغادر اوديل بعد قضاء بعض الوقت برفقتهم .

رغم رغبتها الشديدة بعدم التوجه لدوماك في صباح اليوم التالي إلا أنها تجاهلت ذلك وتوجهت مرغمة لتأخذ بالشعور بالارتياح وهي تلاحظ تصرفاته الرسمية معها وحديثه المقتضب بشؤون العمل رغم ذلك لا تستطيع الاطمئنان له ولكن أن أستمر بهذا الشكل فستكون أمورها أفضل .

 تناولت الأوراق التي وصلتها من دنيز وهي تتنفس الصعداء وتنظر نحو ساعتها ستدخلهم وتغادر
- هذهِ وصلت ألان ( بادرته وهي تتأمل ما يفعله وقد جلس خلف مكتبه رافعاً كم قميصه البيضاء الى اعلي كاشفاً عن ذراعه وهو يقوم بلف كوع يده بشاش ابيض فهز رأسه لها بالإيجاب وهو يمسك طرف الشاش بفمه وباليد الأخرى يقوم بلف الشاش فاستمرت ) وهذهِ تحتاج الى توقعك وهذهِ أرسلها ماكس ( لم يكن مصغي لها وقد كان منهمكاً بمحاولة عقد الشاش دون أن يفلح فوضعت ما بيدها على مكتبه مستمرة وهي تستدير لتصبح بجواره ) وصل فاكسان أيضا من شركة بلانت ( توقفت عينيه عليها وهو يتابعها تتناول الشاش منه لتفك ما قام بلفه لتعيد تثبيته متجاهلة عينيه الثابتتان عليها بصمت لتعقد له الشاشة جيداً دون أن تحاول النظر اليه ثم عادت الى حيث تركت الأوراق مستمرة وهو يقوم بإنزال قميصه ببطء وعينيه لا تفارقانها ) واتصل قبل قليل السيد روبرت ليؤكد على موعد الغد .. وأصبحت الرابعة سأغادر ألان
هز رأسه بالإيجاب قائلاً
- حولي روبرت ليقابله ماكس فسأغادر الليلة الى هيوست حجزت بفندق ستارت أكدي لي الحجز قبل مغادرتك وجميع مكالماتي المستعجلة تحول الى ماكس وباقي الأمور تهتم بها بتي
- و .. وماذا عني
أسرعت بالتساؤل وقد راقتها فكرة سفرة لمحها بنظرة قبل أن يقول وهو يفتح حقيبته ويضع بها بعض الأوراق
- ماذا تقترحين ( التزمت الصمت للحظه قبل أن تقول )
- بما انك مغادر وكما نعلم لا داعي لوجودي هنا فاعتقد انه
- انه علي أن أعطيك إجازة على سبيل المثال
- اجل
- لا ( نظر اليها قائلاً بثقة مما جعلها تسرع بالقول )
- ولما لا
- لا اعتقد أني مجبرا على إعلامك لما لا
- ليس عليك أن تكون متسلطا بهذا الشكل
قالت رافضة عدم منحها الإجازة فلمحها بنظرة سريعة لم تعرف مغزاها قبل أن يقول
- الذي يغفر لك طول لسانك هو أني أريد نقودي وألان عندما لا أكون هنا كل الأمور تحول الى نائبي لهذا العمل يقل وأن رغبتي بمساعدة بتي فلك ذلك ( وأغلق حقيبته وسار متخطي عنها وهو يستمر ) وانسي آمر الإجازات فلن تحصلي عليها
وغادر مكتبه بينما بقيت جامدة في مكانها لا يكفي انه متسلط فظ ولكن أيضا جاحد منذُ قليل ساعدته بلف يده ما كان عليها هذا كان عليها تركة بالفوضى التي كان بها .

 كما قال لم يعد هناك عمل يذكر في غيابه وعندما تأتي بعض الفاكسات كانت توصلها لدنيز واستلمت بتي بقيت العمل عرفها ناند أثناء تناول الغذاء برجلان يعملان بقسم الحسابات مارتين وسيزار جلست برفقتهم أكثر من مرة والتقط صدفة برئيس قسم الحسابات وتعرفت على المحاسب ديريك الجديد الذي حل مكان روجيه بالعمل وتعمدت التقرب منهم .

- طاب يومك
بادرها غاستون وهو يطل بابتسامة جذابة فابتسمت قائلة وقد جاء بمخيلتها حديث ادمونت عنه
- لابد وانك لا تعلم أن السيد مورغان ليس هنا ( جلس على المقعد أمامها وهو يقول )
- في الحقيقة اعرف ذلك ولكني كنت قريبا من هنا ورغبت بالمرور لرؤيتك
- آه هذا لطفا منك ( قالت ببطء فابتسم بود قائلاً )
- فكرت بدعوتك لتناول الغداء ( ونظر نحو ساعته مستمراً وكأن قبولها أمر مسلم به ) لديك بعد عشر دقائق
- عليك أن تعذرني فأنا مضطرة لرفض دعوتك ( هم بمقاطعتها فأضافت ) لدي موعد مسبق
- ألا تستطيعين إلغائه
- لا لا استطع ( بدا التفكير عليه قبل أن يعود للابتسامة قائلا وهو يتحرك ليقف )
- إذا أنتِ مدينة لي بواحدة .. وسأطالب بديني قريبا
اكتفت باصطناع ابتسامة وهي تهز رأسها بالإيجاب شاردة .

- جيد أنك وصلتي ( بادرتها بتي فور دخولها في الصباح وهي تبحث بالأوراق مما جعلها تتساءل )
- ماذا هناك
- جاء مورغان ( شعرت بقلبها يغادرها وقد ذهبت السكينة التي كانت تنعم بها بالأيام الماضية عند ذكر بتي لأسمه واستمرت ) يريد مجموعة من الملفات يجب أن توصليها اليه
- أوصلها له ماذا تعني بذلك ( استمرت بتي بفتح الأدراج وإخراج الملفات وهي تقول )
- وصل البارحة وهو متعب مصاب بالزكام لن يستطيع القدوم وطلب مني أن أجهز بعض الأوراق وأرسلها معك
- لما أنا أذهبي أنت ( اعترضت على الفور فتوقفت بتي وحدقت بها قائلة )
- أنا موظفة رسمية هنا ولا أستطيع الخروج والدخول كما يحلو لي كما تفعلين أنتِ
- هذا ليس صحيحاً فأنا لا أخرج وقتما أريد كما أني موظفة أيضاً
- لا أعرف بهذا الشأن أنا لدي أوامر سأعطيك إياها وعليك تنفيذها أو لا هذا يعود لك ها هي كاملة ( أضافت وهي تمسك بملف ضخم ومستمرة ) سيوصلك جاد سائق السيد أنه بانتظارك
- ولكني لا أريد الذهاب
- علي أن أوصل لكِ هذا ( قالت بتي بامتعاض وهي تضع الملف على المكتب مستمرة ) وأنت لك كامل الحرية بما تفعلينه
حدقت ببتي للحظات قبل ان تتناوله لما يجب أن تذهب الى منزله فل يؤجل عمله أن كان متعب هذا أذا كان متعب حقاً تمتمت وهي تنزل بضيق لتجد السيارة السوداء بانتظارها ركبتها وأنطلق السائق بها ستعطيه الأوراق وتذهب إنها حتى لا تثق به ولو قليلاً , دخل السائق ممراً مشجر ووقف أمام فيلا بيضاء كبيرة فترجلت من السيارة وهي تتأمل الحديقة التي تحيط بالمكان قبل أن تنظر نحو السيارة التي ابتعدت ليبتعد قلبها معها فتحركت نحو الباب الرئيسي طرقت عليه ولم تكن ثواني حتى أطل رجل القت التحية عليه ففتح الباب جيداً داعياً إياها لدخول فقالت
- أرجو المعذرة جئت لإيصال هذا فهلا أوصلته لسيد مورغان
تناول الملف منها فشكرته وتحركت مبتعدة بارتياح
- آنسة ريمونت
تجمدت في مكانها وهي تسمع صوت ادمونت يناديها وقد أصبحت بالممر المشجر ستتجاهل هذا وتدعي أنها لم تسمعه ولكن لا لن يصدق فاستدارت ببطء لتراه يقف قرب الباب ويحدق بها ثم يسير نحوها بدا غريب بالبنطال القطني الرمادي والتيشرت البسيطة وضع يديه بجيب بنطاله وهو يسير نحوها بكسل
- كيف أنتِ ( بادرها فور اقترابه فأجابته باقتضاب )
- بخير شكراً لسؤالك أحضرت لك ما طلبت وأعطيتها لـ
- لقد أوصلها لي ولكن لم أفهم لما لم تدخلي ( لم تجبه بل أكتفت بأن أبعدت نظرها عنه فدس أصابعه بشعره قائلاً ) أخيل لك أني ربما أقوم باستدراجك الى هنا ( عادت بنظرها اليه بينما أستمر ) فعلتِ اليس كذلك ( بقي ينظر اليها بإمعان لعدم إجابتها ثم أبتسم وهو يقول ) ليس عليك القلق فأنا لا أسكن بمفردي يوجد معي فرانس وهو الذي فتح لكِ الباب وكذلك زوجته ماتي وهما يقيمان بالمنزل وأولادهم يزوروهم في نهاية الأسبوع وكذلك معي بوبي ولا أجد بزيارة سكرتيرتي لي أي مشكلة ( وعندما لم تجبه أستمر ) هل حقا أنا مضطر لقول هذا لكِ .. آنسة ريمونت ( إنها لا تثق به مهما قال فاستمر ) تفضلي بالدخول ( وأخذ يسعل واستدار مبتعداً عنها قليلاً وهو يحاول التوقف وعندما نجح نظر اليها مشيراً نحو الباب ) ليس من المناسب بقائي هنا هيا لندخل ( بقيت تحدق به بتردد فأضاف ) سأطلع على بعض الأوراق وأعطيك المستعجل منها لأني لن أذهب الى  الشركة غداً ( وعاد ليشير لها بالسير فتحركت معه رغم التردد الذي يتملكها ) أتمانعين بالجلوس هنا ( وأشار الى غرفة الجلوس مستمرا ) فغرفت المكتب بفوضى عارمة كما أن الجلوس هنا أأمن في حال كنت انوي
وترك جملته معلقة بالهواء وعينيه تنمان عن استمتاع تام حاولت تجاهل قوله والتزمت بجديتها ولكن الاحمرار الذي كسا وجهها دون أن تدرك جعل ابتسامته تتوسع فأشاحت بوجهها مدعية تأملها للصالة فنادى على ماتي مما جعلها تنظر اليه قبل أن تنظر نحو امرأة سمينة بعض الشيء وتلف خصرها بمريول مطبخ قائلا
- هلا أعددتِ لنا القهوة
- عصير الليمون سيفيدك أكثر ألان
- الي عصير وللآنسة ( وحدق بليُنارس منتظراً ردها فقالت )
- قهوة
- وللآنسة قهوة أجلسي آنسة ريمونت ( أصر وهو يضيف ) أسترخي لن يحدث لك شيء فأنت بمأمن هنا بوبي بوبي تعال ( أطل كلب ضخم الجثة شعره أبيض وبني هوى قلب ليُنارس الى الأعماق بينما جرى الكلب بسرعة ورشاقة رغم حجمه الضخم نحو ادمونت وقفز عليه لتستقر يديه الكبيرتان على صدر ادمونت الذي تلقاه بمرح وأخذ يداعبه بحماس قائلاً ) ما رأيك به جميل اليس كذلك ( أخذت بتراجع إلى الخلف لتصطدم بالطاولة خلفها فابتعدت عنها وهي تستمر بالتراجع حدق بها ادمونت مستغربا تصرفها قبل أن يقول ) لا تحبين الكلاب
- دعه بعيداً عني
هتفت وهي تراه يتحرك نحوها فابتسم بمتعة وهو يربت عليه قائلاً
- الآنسة تخاف منك هذا جيد بل جيد جداً سنجلسك هناك قرب الباب حتى لا تستطيع المغادرة ما رأيك ( واخذ يضحك لتعابير التي ظهرت على وجهها قبل أن يقول ) أنت جبانة .. هيا بوبي أذهب
جرى الكلب مختفيا من الصالة فبدا الارتياح عليها وهي تنظر لتتأكد أنه غادر فجلس ادمونت بالمقعد المجاور لها وتناول الملف الموضوع على الطاولة وبدء يطلع على الأوراق فحدقت بذقنه الظاهرة قليلاً وملامح وجهه يبدوا متعباً حقاً أخذ يسعل وما يكاد يفارقه السعال حتى يعود ولم تشعر بالوقت فقد أعطاها بعض العقود التي أبرمها في الخارج لتوصل لماكس كما أملا عليها برسالتين لترسلهما بالفاكس
- هذه الأخيرة
قال وهو يوقع آخر الأوراق بعد أن قرأها ووضعها فوق الأخريات فأغلقت الملف عليهم قائلة
- جميعها جاهزة ألان ( ووقفت فوقف قائلاً وهو ينظر الى الساعة )
- لن أدعك تغادرين دون الغذاء
- هذا لطف منك ولكن يجب أن أذهب وأنت يجب أن تحصل على الراحة
- أنا أصر لن تغادري دون أن تتناولي الغذاء .. برفقتي
قال كلمته الأخيرة برقة فنظرت اليه بضيق وهو يرفع حاجبه الأيمن بخبث ها هي فكرت ستتناول الغذاء معه اليس هذا ما قاله لها في أول لقاء بينهما فهزت رأسها بالنفي وهمت بالتحدث الى أن رنين جرس الباب منعها بينما حرك رأسه نحو الباب ببعض الحيرة لتطل منه تولا وتجري نحوه بفرح
- ادمونت .. أخبرتني أمي أنك وصلت .. هل أحضرت لي الهداية التـ ( وتوقفت وهي ترى ليُنارس ثم تتابع ببطء ) اعتقدت أنك بمفردك
- من أوصلك
- أمي .. لديها موعد عند انتهائه تحضر
- أسمحوا لي ( قالت ليُنارس فهذهِ فرصتها لتغادر )
- أن لم تقبلي دعوتي للغذاء ستجبرينني على إجلاس بوبي قرب الباب ولن تستطيعي المغادرة ماتي هل الطعام جاهز
- أجل سأضعه ألان
وبدأت بنقل أطباق الطعام الى الطاولة بينما أخذت تولا تنقل نظرها من ليُنارس الى ادمونت وبالعكس حتى سألها
- هل جاء والدي
- لا ليس بعد ( ونظرت نحو ليُنارس مستمرة ) انه في رحلة لغابات أفريقيا كنت سأرافقه لولا أعترض ادمونت
- هذهِ الرحلات ليست مناسبة لمن هم بعمركِ
- أتعلم أن لم تحضر لي ما أوصيتك به سأخبر والدي بهذا
- وماذا سيفعل
- لن يسره الأمر ( أخذ يضحك بينما ابتسمت ليُنارس )
- اصعدي وانظري ماذا أحضرت لكِ أنها في غرفتي هيا
صعدت تولا مسرعة فتابعها ادمونت قائلاً بعد أن اختفت
- لم يعتقد والدي أنهما سينجبان غيري .. وفجأة جاءت ( توقف ونظر اليها متمتما ) أنتِ هادئة جدا ( اكتفت بابتسامة خفيفة رداً على قوله فقال يحثها على الحديث ) لستُ معتاداً على هذا
تجاهلت قوله فأخفى ابتسامته ودعاها للجلوس على مائدة الطعام ثم أتجه نحو الدرج المؤدي الى الأعلى منادياً على تولا التي أسرعت بالنزول معانقة إياه وشاكرة على الهداية وأخذت تثرثر عن مدرستها وبعض الأمور التي حدثت معها بينما انشغلت ليُنارس بالإصغاء لها بود وهي تتناول طعامها بروية دون أن تفوتها نظرات ادمونت الذي كان يتأملها بين الحين والحين
- لما لم تحضر بتي الى هنا من قبل
تساءلت تولا بشكل مفاجئ مما جعل ادمونت يحدجها بنظرة وهو يتناول كوب الماء ليشرب منه قبل أن يقول متجاهلاً سؤالها
- متى تبدأ إجازتك
- ليس بالوقت القريب ( ونظرت نحو ليُنارس قائلة ) اليس لديك أشقاء بعمري
- لا أنا الصغرى بعائلتي
- حقاً وأنا أيضاً .. رفيقاتي يسافرن للخارج وكذلك أفعل أنا بالعادة
واستمرت بالثرثرة مما خفف من التوتر الذي كانت تشعر به لتغادر بعد الغذاء ليقوم جاد بإيصالها الى الشركة لتسلم الأوراق قبل مغادرتها الشركة .

- بالنسبة لرئيس القسم هانس لم قابله الا مرة واحدة والمحاسب الذي جاء مكانك لطيف جداً ولكن يوجد أمر ما حيث أنه من المستحيل أن يضعوا محاسباً خريج مرة أخرى بعد الذي حصل هو خارج أي شكوك بكل تأكيد
- ومارتين أرأيته ( تساءل روجيه فهزت رأسها بالإيجاب قائلة )
- أجل أنه هادئ جداً وقليل الحديث
- يعلمون أنك شقيقة روجيه ( تساءلت أوديل وهي تتقدم حاملة أكواب القهوة )
- لا لا أعتقد لا أحد يعلم سوى بتي ولا أعتقد أنها تعلم ما حدث معك لأنها سألتني لما لم تعد تعمل بالشركة وحسب معرفتي بمورغان فأنا على ثقة من أنه منعها من الحديث بهذا الأمر أمام أحد
- لم ينتشر الأمر بالشركة أذاً ( سألها روجيه فأجابته وهي تهز رأسها )
- لا فالمدير حريص جداً على أن لا يعلم أحد أن أحد محاسبيه قام باختلاس مبلغ من المال
- لا شيء أذاً حتى ألان
- لا أريد أن يشعر مورغان بشيء ولكن تأكد تماماً أني سأصل الى الفاعل في النهاية 
- وكيف هو العمل برفقته هل يقوم بازعاجك
- لا لا تقلق فأنا أتدبر أمري بشكل جيد
- سأحاول أن أصدق ذلك ( قال وتحرك واقفاً فتساءلت )
- الى أين
- لدي عمل يا شقيقتي العزيزة ( ونظر نحو زوجته مستمراً ) انتبهي لنفسك
- أنه ينهك نفسه
قالت ليُنارس بعدم رضا بعد مغادرته فبدا الحزن على اوديل قبل أن تقول بشرود
- لا خيار أخر أمامه محاسباً في شركة صغيرة صباحاً ومساءً نادل في الحفلات أترين الى أين وصلنا حتى أني لا أراه سوى بضع ساعات أنه يرفض أن أساعده وأنا بهذا الوضع
- انه على صواب فلا يجب أن تجهدي نفسك
- وأنتِ ماذا يجري معك
حملت كوبها عن الطاولة محتضنه إياه بأصابعها قبل أن تقول بشرود
- لن تصدقي
- أهو وسيم
- وسيم لا تليق به بل جذاب لن تتخيلي عدد الفتيات الذين يقصدونه وتتصلن به لو أعطى كل واحدة فرصة لما بقي أمامه وقت للعمل
- لا تتورطي معه
- هذا الأمر مستحيل ( أجابتها وهي تجلس للخلف باسترخاء مضيفة ) مجرد التفكير بهذا غير وارد فصفاته العامة هي المعروفة ولكنه فظ جداً عندما يريد وكريه لأبعد الحدود يعتقد أن الكون يدور حوله مغرور جداً ثقته الزائدة بنفسه وبجاذبيته منفرة أتمنى أحياناً قذفه بأي شيء
- أرجوك ليُنارس
- لن أفعل هذا ولكن حقاً تتملكني رغبة شديدة بهذا
- أحاول مضايقتكِ ( هزت رأسها بالإيجاب والتزمت الصمت شاردة  مما جعل اوديل تضيف ) هل الأمر سيء
- مازلت استطيع الاحتمال ولكن لا اعلم الى متى قد افقد صوابي يوما وافهمه حجمه الحقيقي انه مغرور يستمتع بمضايقتي اقسم على هذا
التزمت الصمت بعد قولها ذلك مما جعل اوديل بدورها تتأملها بصمت دون العودة للحديث .

- ما بك ( رفعت رأسها بتعب نحو بتي قائلة )
- أشعر بألم ارجوا أن يزول عما قريب ( ورفعت يدها متلمسة جبينها وهي تتساءل ) ما هذه
- كنت أريد أن تعدي نسخا لها لا بأس سأفعل أنا لا تنهضي ( ووقفت بجوار آلة التصوير قبل أن تتساءل دون النظر اليها ) كيف كانت زيارتك لمورغان البارحة
- وكيف ستكون
- أنا أعمل هنا منذ وقت طويلة ولم يسبق أن دعاني لمنزله ( حدقت بها بانزعاج وهي تقول )
- ما الذي تعنينه بالتحديد ( نظرت اليها بمكر قائلة )
- لما يعين سكرتيرة وهو لا حاجة له بها ولما أنت وأنت لا تدركين شيء بعملنا ولكن هل يعلم والداه بتصرفاته لا أعتقد
- أنهي ما بيدك وغادري مكتبي لأن حديثك لا معنى له
- يعجبك الأمر شاب ثري ووسيم يهتم بك ولكن ليس لفترة طويلة تأكدي من ذلك فعندما يمل منك سيتركك لست الأولى على كل الأحوال
- استمري ولكني لن أصغي ( أجابتها وهي تحمل حقيبتها وتتحرك مغادرة وهي تقول ) سآخذ بقيت اليوم إجازة
- وأن سأل عنك ماذا أقول له
لمحتها بنظرة ثم أشاحت بوجهها متجها نحو المصعد فهي تدرك أن بتي تتعمد إيذائها قصدت جوزيال ولكنها لم تبقى سوى بضع دقائق اعتذرت عن عدم قدرتها على البقاء وغادرت فمازالت  تشعر بتوعك وألم شديد برأسها بالإضافة الى الدوار استلقت في فراشها وهي تشعر بقشعريرة من البرد تسري بجسدها ولم تكن بوضع أفضل في صباح اليوم التالي فضمت الغطاء جيداً حولها وأرخت رأسها من جديد على الوسادة لتغفوا استيقظت في الواحدة على صوت أطفال يتراكضون خلف المنزل فنهضت وسارت بترنح نحو المطبخ أعدت لنفسها كوب من عصير الليمون وارتمت على المقعد بإعياء لابد وأنها أصيبت بالزكام استجمعت قواها وسارت نحو غرفة الجلوس لتجلس أمام التلفاز وهي تلف نفسها بالغطاء وقد تورد خديها طرقات خفيفة على الباب جعلتها تفتح عينيها بتشويش وترمش قليلاً محدقة بالتلفاز أمامها ثم حركت نظرها نحو الباب وهي تسمع صوت الطرقات من جديد
- لحظة واحدة
قالت بصوت غير مسموع ووقفت بترنح نحو الباب فتحته وقد عم الظلام في الخارج لتحدق دون استيعاب بادمونت الواقف أمامها والذي تساءل وهو يتأملها
- هل أنت بخير
رفعت يدها الى شعرها بحركة لا إرادية محاولة ترتيبه ويدها الأخرى تمسك بالباب وهي تقول
- آسفة .. لم .. أذهب الى العمل .. أنا متوعكة قليلاً
- اعلم ( قال وهو يمد يده التي يحمل بها كيس صغير نحوها مضيفاً ) يوجد هنا دواء سيعجل بشفائك ( رفعت يدها ببطء لتتناوله منه والحيرة بادية عليها  فأضاف ) تولا أيضاً مصابة ( نظرت اليه لتلاقي عينيه وهو يهز رأسه بالإيجاب مضيفاً ) أجل أنا السبب ما كان علي استقبالكم ذاك اليوم
- شكراً لأهتمـ
- انتبهي ( قال هو يشعر بأنها غير ثابتة في وقفتها وأضاف ) من التهور بقائك بمفردك هنا
- لا لا بأس .. سيزول .. الدوار ألان
قالت وهي تتمنى لو تستطيع حقاً إيقاف الألم والدوار الذي تشعر به فسألها وهو يراقبها
- ليس لديك صديقة تبقى معك هذه الليلة
- أنا معتادة على هذا سأكون بخير
وضع يديه على خاصرته مفكراً ورافض تصديقها وهو يقول
- أن كنت تحاولين جعلي أغادر فلن تنجحي ( توسعت مقلتيها فأضاف بنفاذ صبر ) ليس قبل أن أصدق انك أصبحتي بخير لهذا عليك التوجه نحو غرفتك للحصول على الراحة وتناول دوائك لن أغادر قبل التأكد من أنك ستنفذين ما أقوله لك
- سيد مورغان لستُ بوضع يسمح لي بالمجادلة لهذا أطمئن سأفعل ما تقوله
جال بنظره بأرجاء وجهها المحمر قائلا
- حرارتك مرتفعة
- ستنخفض ما أن أتناول الدواء
- أنتِ متأكدة أنك لا تحتاجين شيء ( هزت رأسها بالنفي وهي تتمتم )
- لا شكراً
- حسناً .. هيا أدخلي
- عمت مساءً
تمتمت وهي تنسل لداخل المنزل وتغلق الباب خلفها ببطء وحيرة قبل أن تقترب من النافذة وتنظر اليه وهو يبتعد بسيارته فقصدت غرفتها وتمددت على سريرها وهي تشعر بإعياء شديد .

تحركت بكسل وتعب من جنبها الأيسر الى الأيمن وتوقفت عن الحركة وقد توقفت عينيها على السرير المقابل لها فرفعت رأسها قليلاً قبل أن تقول
- أوديل .. أوديل ( استيقظت أوديل وهي تتساءل )
- ما بك
- ماذا تفعلين هنا .. متى أتيتِ
نظرت اليها اوديل بعينين ناعستان وهي تنهض عن سريرها وتسير نحوها لتلمس جبينها قائلة
- أتصل بي الشاب الذي طلبتِ منه إعلامي أنك متوعكة وتحتاجين مساعدة فأتيت ( تحركت بتوتر وهي تجلس بسريرها محدقة بالوعاء المملوء بالماء بجوارها فأضافت أوديل ) كانت حرارتك مرتفعة من الجيد أنك ارسلتِ في طلبي
- آسفة لإزعاجك
- سأستغلك في المستقبل لا تقلقي ( قالت بابتسامة باهتة قبل أن تتساءل ) من الذي أتصل بي لا أذكر أني سمعت صوته من قبل كما أن لكنته مميزة
- آ .. أنه أبن عائلة كولين جيراني طلبت منه أن يتصل بك فقد كنت متعبة جداً ولم أستطيع أن أفعل بنفسي
- حسناً فعلتي سأعود لنوم الان ( وعادت نحو سريرها وهي تضيف ) هل ستذهبين الى العمل
- مازلت متعبة
- اعلم ولكن مورغان لن ينزعج لغيابك
- لا لا اعتقد سأعلمه أني كنت متوعكة
أجابتها بتوتر فلن تجرؤ على إعلامها أنه كان هنا مساءً رباه كيف خطر له الاتصال بمنزل روجيه .

- ها أنتِ أخيراً أين أختفيتي
- كنت متوعكة قليلاً
أجابتها وهي تتوجه نحو مكتبها لترتمي على مقعدها بكآبة فالقد أجبرت نفسها على الحضور متجاهلة رغبتها بتجاهل الأمر وعدم الحضور رغم تحسنها
- صباح الخير ( رفعت عينيها نحو مصدر الصوت فسارت الفتاة نحوها بنعومة مستمرة ) هل وصل ادمونت
- لا ليس بعد ( أجابتها وهي تنظر إلى ساعة يدها مضيفة ) أنه يصل في الثامنة
- سأنتظره أذاً .. هلا طلبتي لي كوباً من القهوة
أضافت وتحركت بثقة نحو المقاعد لتجلس بينما لمحتها بنظرة سريعة قبل أن تطلب لها القهوة ثم قصدت بتي متسائلة
- هل لدينا مواعيد اليوم
- موعد واحد بعد الظهر واجتماع
عادت نحو مكتبها مع صدور صوت رنين الهاتف تناولت الفتاة حقيبتها وأخرجت منها هاتفها الخاص
- نعم أبي .. أنا في الدوماك .. سأرى ادمونت .. سأفعل  بالتأكيد .. ها هو وصل .. سأوصل له تحياتك الى اللقاء  ( قالت وهي تقف عند رؤية ادمونت مستمرة ) ها أنت عزيزي ( واقتربت منه بينما أستقبلها ببشاشة طبعة قبلة على خده قائلة ) جئتُ باكراً
- أنتِ على عجلة لنكمل حديث البارحة
- بالتأكيد ( أجابته بنعومة فأشار نحو مكتبه )
- تفضلي ( سارت بينما توقف ونظر نحو ليُنارس وقد تنبه لوجودها قائلاً )
- هل أصبحتي أفضل ( رفعت رأسها عن الأوراق التي أمامها قائله بارتباك )
- أجل  وشكراً لسؤالك ولمساعدتك
هز رأسه هزة خفيفة وابتسامة جذابة على شفتيه قبل أن يدخل الى مكتبه مما جعلها تحدق ببابه أخرجها من شرودها رنين الهاتف الداخلي فرفعت السماعة
- لا تحولي لي أي اتصال ولا تستقبلي أحداً
أعادت السماعة الى مكانها وهي تتأملها استطاعت التخلص من الاتصالات وكانت تأخذ ملاحظات للأمور المهمة نظرت الى ساعتها وتحركت تريد الوقوف ولكنها أسرعت بالجلوس وهي تسمع صوت باب مكتبه يفتح وهمسات ثم أطلا معاً من جديد توقف عن السير وهو يستمع لمحدثته باهتمام وعندما انتهت قال
- لحظة من فضلك ( وتوجه نحو ليُنارس قائلاً ) وصلني أي شيء مهم
- هذه الملاحظات وهذه أسماء الذين اتصلوا
نظر الى الأسماء بالقائمة ثم الى الملاحظات وأشار الى إحداها
- حددي لي موعداً معه اليوم أن استطعت .. ليكن بعد الظهر
واستدار مغادراً مع ضيفته بينما قامت بتحديد الموعد الذي طلبه ثم اتصلت بكوليت التي بادرتها
- أخيراً لما لا أستطيع إيجادك أين أنت قصدت جوزيـ
- أعلم أخبرتني ولكني كنتُ منشغلة مؤخرا
- بماذا
- سأخبرك غداً في الواحدة أن لم يكن لديك ما تفعلينه
- لا ليس لدي أين نلتقي
- أتعلمين أين تقع شركت الدوماك للعقارات إنها عند
- أعلم أين هي ما بها
- تعال الى هنا في الواحدة انتظريني أمام المدخل هلا فعلتي
- أجل ولكن ماذا تفعـ
- أخبرك غداً
جلست على الغداء برفقة ناند وانضم له سيزار الذي أخذ يتكلم عن ديريك المحاسب الجديد واعتراضه على إحضار محاسب خريج للعمل  بعد أن واجهوا مشكلة مع المحاسب السابق وعندما سألته بطريقة غير مباشرة عن طبيعة المشكلة راوغ ولم يجبها فجلست في مكتبها شاردة تفكر بحديثه لتخرج من شرودها على صوت ادمونت العائد من الغذاء
- وصلتني أية فاكسات ( سألها وهو يدخل الى مكتبه وأضاف عندما أجابته بالنفي )
- أحضري ملف المالتران
أحضرت الملف وتبعته تناول منه بعض الأوراق وقال وهو منهمك بالبحث بحقيبته
- ستوصلين هذه لدنيز بالإضافة الى هذا الملف ( وأخرج ملفاً اخر من حقيبته وضعه فوق الأوراق وأستمر وهو يتناول ورقتين عن مكتبه ) وهذه دعي بتي تطبعها ولتعد نسخاً عنها و.. لتغير لي هذه وتعيد طباعتها ..و .. و
خرجت من مكتبه وهي تحمل كماً هائل من الأوراق وضعتهم على مكتب بتي التي هتفت معترضة
- ما هذا
- يريد منك طباعتها وأعداد نسخ وتغير هذهِ وطباعتها من جديد
- أن فعلتُ أنا كل هذا ماذا ستفعلين أنت
- سأوصل هذه لدنيز ( أجابتها وهي تسير نحو المصعد فهتفت بتي )
- هذا ليس عدلاً فأنا التي أقوم بكل شيء هنا
- هوني الأمر عليك وأعتبريني غير موجودة
- أجد صعوبة بفعل هذا
كان بقيت اليوم هادئ بالنسبة لها فلم تفعل سوى الرد على مكالمات مورغان الذي لم يطلب منها أي عمل وعاملها بشكل رسمي مما أراحها وزاد فضولها وما أن وصلت في اليوم التالي حتى استدعاها وقد بدا متجهم
- حددي لي موعداً غدا صباحا لزيارة برودوين ولتقومي بإيصال هذهِ لدنيز .. ماذا حدث مع شقيقك
تَجمدت في مكانها لوهلة إلا أنها أجابته وهي تراقبه وقد انشغل بالورقة التي إمامه
- بالنسبة للمال ( رفع نظره نحوها فأضافت ) يجمع بها
- كان اتفاقنا على أن يدفع ما معه والباقي بدفعات وهو لم ينفذ سوى نصف الاتفاق حتى ألان وهو عملك هنا .. ينفذ صبري سريعا ممن يخلفون بوعودهم ولقد كنتُ كريما معه ومنحته فرصة دعيه يستغلها بطريقة جيدة
هزت رأسها ببطء دون أن يفوتها الامتعاض بصوته وهي تقول
- سأحرص على أن ينفذ ما وعدك به
- جيد ( تمتم بتجهم وهو يعود لأوراقه فتحركت تريد المغادرة إلا انه أضاف ) ومن الأفضل أن لا تختلطي مع زواري ولا تنسي موقعك هنا
عادت بنظرها إليه ببطء محدقة به قبل أن تقول بحيرة
- هل بدر مني ما يجعلكَ تقول هذا ( لمحها بنظرة من رأسها الى أخمص قدميها قبل أن يقول )
- أنت أعلم بما فعلتي ( عن ماذا يتحدث لا تذكر أنها فعلت شيء فأضاف ) بما أنكِ تعملين هنا في هذا المكتب بالذات لن اسمح لك بالتسلق على أكتافي كي تحققي أهدافك الخاصة أنت هنا لتعملي فقط أرجو أن يكون كلامي واضح
- لا ليس واضح وأنا لا أفهم شيء منه وقبل أن تبدأ باتهامي بأشياء لا أعرف عنها شيء عليك أن توضح ما تعني
- لستِ بحاجة  لي كي أوضح أنت تعملين عما أتحدث
- لا لا أعلم ولا أذكر أنه صدر مني شيء مما تقول
- غاستون فيتور هل هذا واضح كفاية
- لا وما شأني به
- الم تعديه بالخرج معه برغم تنبيهي لك بان لا تفعلي ( فتحت فمها باندهاش ثم سارعت للقول )
- أنا لم أعده بشيء ( وأضافت مستنكرة قوله ) وليس لدي أهداف خاصة لأحققها تأكد تماما من هذا 
واستدارت مغادرة رافضة حتى محادثته بالأمر لم يبقى سوى اتهامها بأنها تحاول الإيقاع بصديقه .

- كوليت ( نادتها وهي تراها تقف عند مدخل الدوماك واقتربت منها مرحبة وقائلة ) آسفة لإحضارك الى هنا
- أنا سعيدة برؤيتك ولكن مازلت لا أفهم ما تفعلينه هنا
- سأخبرك على الغذاء
- لا انتظري أنا أدعوك للغذاء وبذلك المطعم ( نظرت الى حيث أشارت كوليت التي أضافت ) كنت أقصده مع ديفيد هيا تعالي
جلست بارتياح أمام كوليت ذات الشعر الأحمر المتوهج صديقتها وزميلتها منذُ أيام الدراسة قائلة
- متى تنويان الارتباط
- لن يطول الأمر فالشقة أصبحت جاهزة علينا فقط تنظيم بعض الأمور ثم نقيم حفل زفاف
- أنا سعيدة من أجلك .. الامتحانات ثم النتائج وإحضار الأوراق الازمة أبعدتني وأخيراً هذه المشكلة أشعر بتعب وبدوامة ووقتي محدود
مالت كوليت للأمام وهي تتساءل بحيرة
- ماذا تفعلين بهذه الشركة هل تعملين
- أعمل للأسف أنا رهينة لا تتفاجئي أنا أعمل من الصباح حتى الرابعة بدون راتب
- وكيف يحدث هذا ( لم تجبها لتقدم النادل منهما طلبتا الطعام فأكملت كوليت ) ما الذي تفعلينه بهذه الشركة بالمجان
- أعمل سكرتيرة لمـ
وتوقفت وهي تلمح النادل يقود ادمونت وصديقته الشقراء نحو الطاولة التي أمامها مباشرة فعادت بنظرها ببطء نحو كوليت التي قالت
- ما بكِ
- أنه مديري لا تنظري أرجوك أنه ينظر إلينا ( أضافت وهي تنظر نحوه بشكل غير مباشر )
- هلا أخبرتني ماذا يجري
قصت عليها ما حدث معها وهما تتناولان الطعام وحاولت أن لا تنظر الى ادمونت الجالس أمامها مع رفيقته التزمت كوليت الصمت وأخيراً قالت
- أجد الأمر غريب أنا لا أشك بروجيه فأنا أعرفه جيداً ولكن ما شأنك أنت لما طلب أن تعملي لديه حتى يحضر روجيه باقي المال لو كان واثق أن روجيه هو المختلس الحقيقي لما أعطاه فرصة
- يريد استعادة ماله هذا ما يعرفه
- خمسين ألف ماذا ستؤثر بمن يملك شركة كهذه يوجد أمر آخر ولابد ( واستدارت نحو النادل مستمرة ) لو سمحت نحتاج لكوب آخر من الماء ( وعادت لتنظر الى ليُنارس مضيفة بابتسامة وقد تعمدت فعل ذلك كي ترى ادمونت ) واو
- لو رأيته اليوم وهو يحدثني بأمر إحضار النقود لما قلت ذلك رباه أشعر أنه وضعني هنا حتى يهينني ينتقم لنفسه بسبب صراحتي قلت له أول مرة رأيته بها أنه هو سبب فشل عمله واختلاس موظفيه لقد أغاظني فتفوهت بأشياء كما انه 
ابتلعت ريقها دون متابعة وهي ترى النادل يقترب منهما وضع كأس ماء بالإضافة الى كوبين من الشراب فقالت كوليت
- لم نطلب هذا
- أنها من السيد مورغان
رفعت ليُنارس عينيها نحوه لتراه ينظر إليها رفع كأسه قليلاً فعادت نحو كوليت بانزعاج واضح بينما تمتمت كوليت
- أنه لطيف
- خارج الشركة فقط يدعي هذا لا أحب متقلبي المزاج ولن أشرب هذا
أبعدت الكأس عنها بينما التفتت كوليت له شاكرة ثم عادت الى ليُنارس التي أخذت تتابع تناول طعامها دون التفوه بكلمة
- صدقاً يبدو ودود
- هذا الانطباع الذي يحب أن يتركه لدى الناس هل تعلمين عدد صديقاته حتى أني لا أذكر أسمائهم هو هكذا يحب أن يكون محاطاً بالفتيات كيفما تحرك
- ربما تظلمينه ولا تقصده الفتيات إلا بشؤون العمل
- حسناً فعلها سحرك اليس كذلك ( أخذت كوليت تضحك بمرح قائلة )
- أنه يغيظكِ دون ادني شك ( تنهدت قائلة )
- بل تعبت حقاً ألم أكن ألان أشارك في شيء أحب عمله على الجلوس هنا دون جدوى
- ما كان عليك الموافقة منذُ البداية
- ما كانت لأشعر بالراحة لو حدث شيء لروجيه
- هذا صحيح من هي التي معه
تسألت كوليت بفضول وهي تشير بعينيها الى الطاولة الخلفية
- أحدى صديقاته ومن ستكون ربما أكثر من صديقة وقد لا تكون فلديه الكثيرات دخلت عليه في أحدى المرات وهو على وشك تقبيل إحداهن وفي النهاية تبين انه كان يستدرجها صدقيني لا يستهان به
- رغم كل شيء ستستفيدين من عملك هناك تتعرفي على أناس من مستويات راقية وعائلات غنية
- مستعدة عن التنازل عن كل هذا بمقابل الخروج من هذا العمل
- أن تقدمت للوظيفة سأقبل برأيك
قالت كوليت ثم أخذت تضحك لتعبيرات التي ظهرت على وجه ليُنارس التي تمتمت
- مجنونة كعادتك .. هل .. تذكرين نزهتنا الى شاطئ بروين
- وهل تنسى .. ما الذي ذكركِ بها ألان ( حركت عينيها مشيرة لها نحو ادمونت فرمشت كوليت بحيرة قبل أن تقول ) لم افهم ما ترمين إليه
مالت نحوها هامسة
- تذكرين مجموعة الشباب التي حضرت وانضمت إلينا على الشاطئ
- كيف أنسى هذا فبسبب احدهم جعلتنا نغادر ورافضتي محادثتي طوال طريق العودة لترككِ بمفردك وانشغالي مع ديفيد
حركت لها رأسها بالإيجاب قائلة بهمس
- احدهم هذا يكون
وعادت لتشير بعينيها نحوه مما جعل عيني كوليت تتوسع قبل أن تتمتم بعدم تصديق
- لستِ جادة .. أنت جادة ( هزت رأسها لها بالإيجاب فأضافت ) ربما لهذا السبب وظفك
- لا أنه لا يذكر أين راني سابقاً
- عليك بالحذر فالا أذكر أن لقائكما كان ودي
- من مصلحتي الا يذكر هذا
- ربما .. وربما يذكر وهو يدعي عكس هذا وقد وظفكِ من اجل الانتقام لنفسه
فكرت للحظة وهي تمعن النظر بكوليت قبل أن تلمح ادمونت بنظرة سريعة وتعود نحو كوليت قائلة
- لا لا اعتقد قد يكون فضوله السبب فهو فضولي بشأني هذا ما أشعر به على الأقل كما أني كنت فظة معه أول مرة ولم يرق له هذا لذا من السهل على شخصاً مثله التحكم بأمور الآخرين والاستمتاع بهذا .

لم يعد ادمونت للعمل بعد الظهر وأثناء عودتها للمنزل عرجت على أوديل التي بدت متعبة ففضلت البقاء برفقتها
- أستيقظ أريد محادثتك
- ماذا هناك ( تسأل روجيه وهو يتلمس عينيه بتعب فلم يعود إلا في ساعات الصباح الأولى )
- مورغان يريد ما جمعت من المال
- ماذا ( قال وهو يجلس في سريره فأضافت )
- الم تتفق معه على أن تدفع له ما معك والباقي عندما تستطيع جمعه وهو يريد المال ألان .. البارحة استدعاني وطالبني به
- ما العمل ألان
- يجب أن تعطيه مبلغ من المال على الأقل في الوقت الراهن حتى لا يشك بما تقوم به وعندما تظهر الحقيقة ستستعيده بالتأكيد
- معي تسعة آلاف فقط
- أعطني خمسة منها سأعطيه إياها ودع الباقي معك
- سيقبل بها
- لا خيار آخر أمامه وهو مطمئن ما دمت أعمل لديه سيحصل على ماله
- لا اشعر بالراحة لهذا ( قال وهو يستلقي من جديد قبل أن يضيف ) كم الساعة
- السادسة والنصف لديك عمل اليس كذلك ( هز رأسه بالإيجاب ثم قال وهو يعيد الغطاء عليه )
- دعي أوديل توقظني بعد نصف ساعة النقود معها خذي منها الخمس آلآف
- هل استيقظ ( سألتها أوديل فور دخولها المطبخ فأجابتها )
- بعد نصف ساعة أيقظيه سأعطي مورغان خمسة آلاف ألان
- سيسبب هذا المبلغ القليل مشكلة لكِ
- أعلم أنه يتوقع أكثر ولكن هذا ما معنا
- ليُنارس .. أتعلمين ماذا ( جاءها صوت روجيه من خلفها وهو يدخل نصف نائم الى المطبخ مستمراً ) ركزي على هانس أني لا أكف عن التفكير بمن يمكنه أن يوقع بي غير مسموح لأحد أن يبحث بين الدفاتر طبعاً رئيس القسم له وضع مميز والدرج الذي أحتفظ به بالملفات هو من أعطاني مفتاحه لما لا يكون لديه نسخة منها أنه هو بلا شك
واستدار عائداً الى غرفته بينا أخذت ليُنارس تفكر بما قاله قبل أن تقول وهي ترى أوديل تضع يدها على بطنها بألم
- ما بك
- الم .. الم مستمر ..
- يجب أن تذهبي الى الطبيب
- سأفعل اليوم .. آه .. لا تخبري روجيه بالأمر سيزداد قلقه
- حسناً .. سأعرج عليك مساءً لن ادعكِ وأنت متعبة
- افعلي ذلك فأنا أحتاجك فروجيه يتأخر بالخارج ولا أفضل البقاء بمفردي وأنا بهذا الوضع
- لا تقلقي لن أترككِ حتى تنجبي وأنتَ توقف عن مضايقة والدتك ( قالت ممازحة حتى تهدأ أوديل المتوترة ثم أضافت ) علي المغادرة ألان وإلا تأخرت.. أعطني الخمسة ألاف واحتفظي بالباقي بمكان آمن .

وصلت الشركة في موعدها ولكن ادمونت كان قد وصل قبلها مما جعلها تتساءل
- منذ متى هو هنا ليس من عادته الحضور باكراً
- لا أعلم وصلت وكان موجوداً ( أجابتها بتي ثم أضافت بمكر ) ربما لديه موعد مع صديقته الجديدة ( وتناولت الصحيفة التي أمامها مستمرة ) خذي وللقي نظرة عليها ..أنها تليق به اليس كذلك ( تناولت الصحيفة بفضول وأخذت تتصفحها ليتوقف نظرها على صورة تحت عنوان أخبار المجتمع - على ما يبدو أن الفتى الثري صاحب شركات دوماك العقارية والوريث الشرعي لها قد أنفصل عن صديقته إيفا ليكور عارضة الأزياء المعروفة فقد ظهر مؤخراً في حفل آل كولين برفقة ابنة الثري الاسترالي باتريك بورن - تأملت الصورة جيداً إنها الفتاة الشقراء تبدو فاتنة بلباس السهرة تتأبط ذراع ادمونت بابتسامة ناعمة على شفتيها وهو لا يقل أناقة ببذلته السوداء
- من واحدة لأخرى وأنتِ ما موقعك ( أبعدت نظرها عن الصحيفة الى بتي قبل أن تقول )
- أعمل سكرتيرة وبشكل مؤقت هل ستصدقين هذا
- لا لا أستطيع لما لا تعلميني الحقيقة وعندها سأقتنع فالقد جئتِ لرؤيته دون موعد وغادرتي وتركته خلفكِ يستشيط غيظاً ثم جاء شقيقك وغادر وعدتي في اليوم التالي لتأخذي مكاني وعندما سألته أجاب كعادته عندما لا يروقه السؤال هذا الأمر لا يخصني هل ( وأخذت تشير بيدها نحوها مضيفة ) أنت متورطة معه بشيء أخبريني قد أساعدك فوالداه شخصان عاقلان وسيجبرانه على الالتزام
فتحت فمها للحظات عاجزة عن إجابتها ثم لمحتها بنفور ورمت الصحيفة من يدها على مكتبها وأشاحت برأسها بكبرياء لتدخل مكتبها جلست على مقعدها لبضع دقائق قبل أن تفتح حقيبتها وتخرج منها الأوراق النقدية وتتنفس بعمق لتتحرك متجها نحو مكتبه
- صباح الخير
تمتمت و هي تدخل وتقترب من مكتبه وقد بدا وكأنه يجلس هنا منذ مدة طويلة فسترته مرمية على ظهر المقعد بإهمال وقد تخلص من ربطة عنقه وشعره مشعثاً قليلاً حدق بساعته ثم إليها
- صباح الخير ( قال وأرخى ظهره على المقعد ورفع يديه الى شعره بتعب ثم تمتم متسائلاً وهو يلمح النقود بيدها ) ما هذه
وضعتها على مكتبه قائلة
- هذا ما أستطاع روجيه جمعه حتى ألان ( تناول النقود بفضول فأضافت )
- أنها خمس آلآف ( رفع حاجبه ثم حدق بها قائلاً )
- على هذا ستعملين لدي عامان أم ثلاث يا ترى
- أنه ينتظر بعض النقود .. ستأتيه عما قريب فزوجته ستبيع أرضاً صغيرة لها ورثتها عن والدها اعتقد أنه سيدفع لك المبلغ بأقرب وقت ممكن
- ماذا ستفعلين عندها ( سألها وهو يحرك النقود بيده ويتأملها فقالت )
- سأعود لحياتي الطبيعية
- وهي ( لم تجبه فنقل نظره من النقود إليها فقالت )
- أنها تخصني ولا رغبة لي بالحديث عنها
- معي
حركت حاجبيها علامة الموافقة فلا شأن له بما تنوي عمله عاد ليرخي ظهره على المقعد باسترخاء متسائلاً من جديد
- حمراء الشعر صديقتك
- أجل
أجابته بتوتر ثم استرخت قليلاً وهي تذكر أن كوليت كانت تكثر من صبغ شعرها بالون الأشقر لعدم رغبتها بلون شعرها الحقيقي في ما مضى وان لم يستطيع تذكرها هي فلن يذكر كوليت التي سرعان ما اختفت حينها مع ديفيد
- ماذا تعمل
- مدرسة ( أجابته باقتضاب فتابع )
- أنها لطيفة
- أعلم هذا ( توسعت ابتسامته قبل أن يقول )
- وصلت الصحف ( هزت رأسها بالإيجاب ) أحضريها لي ( تحركت لتغادر فأضاف وهو يتابعها ) ولترتدي شيء أكثر رسمية في المرة القادمة
خرجت متجاهلة قوله وتناولت الصحيفة من مكتب بتي وأدخلتها له وغادرت وهي تفكر بأنه سيرى ألان صورته بها .

- سأغادر ألان .. الغي أي مواعيد لي ( أطل ادمونت قائلاً ونظر الى ساعته مضيفاً ) الحادية عشرة تباً .. لقد وعدت تولا باصطحابها الى حلبة التزلج اليوم .. لا أستطيع ( أجاب نفسه وهو يضع أحدى يديه على خاصرته مفكراً ثم نظر نحو ليُنارس محركاً رأسه وقائلاً إنها المرة الثانية التي أخلف بموعدي معها لن يعجبها الأمر .. ولكن .. أستطيع طلب هذا منك ( وأقترب من مكتبها مستمراً ) هلا فعلتي أنها ودودة وغير متعبة وستحب هذا .. لا تعترضي لا خيار أمامي أخرجي معها ولا تعودي لبقية اليوم هذا عدل رائع شكراً لك
- ولكني أنا لم .. أنا لم .. أنـ
 حاولت القول ولكنه غادر مسرعاً دون إعطائها فرصة لرد ماذا تعمل هي بالتحديد سكرتيرة أم حاضنة أطفال أم ماذا
- مرحباً بتي
تناهى إليها صوت تولا فنظرت الى ساعتها التي تشير الى الثانية عشرة قبل أن تنظر نحو تولا التي دخلت مكتبها بمرحة قائلة
- مرحباً ليُنارس كيف حالك ( واستمرت بالسير مضيفة ) أستطيع الدخول الديه أحد
- أنه ليس هنا ( بدأت الابتسامة التي علت وجهها تختفي بتدريج قبل أن تقول )
- ولكن .. ولكننا سنخرج معاً هو وعدني بهذا أين ذهب
- طرأ أمر مهم وأجبر على المغادرة وطلب مني مرافقتك ما رأيك
- أنا أريده أن يرافقني هو البارحة وعدني ولم يأتي اليوم غادر أنه هكذا دائماً يعد ولا ينفذ سأشتكيه لوالدي عندما يعود لقد طلب منه أن يعتني بي وهو لا يفعل ها
ضمت ليُنارس شفتيها كي لا تضحك لقولها أنها ستشتكيه لوالده فهو يبدو أكبر من أن يعاقب من قبل والده ثم قالت
- أنا لم أتناول غذائي بعد مارأيك سنتناول طعام الغذاء ثم نقصد حلبة التزلج للهو قليلاً ودعك من شقيقكِ فلن تستمتعي معه كما سنفعل اليوم قبل أن نقصد حلبة التزلج سآخذ الى حديقة الحيوانات ما رأيك
- حسناً ( تمتمت بملل ثم أضافت ) أنقصد المطعم
- لا سأعد لك الطعام بنفسي ستساعدينني فانا لستُ ماهرة
- أحقاً ستدعيني أساعدك بأعداد الطعام
هزت رأسها بالإيجاب وتناولت حقيبتها وخرجتا وهما تثرثران عما تريدان فعله وبتي تتابعهما بعينيها .

- قطع الدجاج كانت شهية والسلطة التي أعددتها لا تصدق لن تصدق والدتي إني فعلت هذا
قالت تولا بحماس وهما تتجهان نحو حديقة الحيوان وقد تناولتا الغداء بالمنزل وبالفعل أمضتا وقتاً ممتعاً في حديقة الحيوانات واستمتعا أخذت ليُنارس تطعم القرود بعض الطعام بتردد ثم صرخت وهي تبتعد الى الخلف فأخذت تولا تضحك بمرح ثم جلستا أمام قفص الأسود وهما تضحكان لحركاتهم لم تمرح منذ مدة هكذا من الجميل العودة لطفولة كانت تحتاج الى هذا .

- أنا لم أتزلج منذ مدة طويلة وعندما كنت أتزلج كنت سيئة فما بالك ألان .. يي
قالت وهي تمسك بالحاجز كي لا تقع
- أنا ماهرة .. أنظري ( قالت تولا وهي تنطلق برشاقة وتضيف وهي تتوقف بثقة ) أحضر وادمونت دائماً الى هنا فهو يحب التزلج أيضاً
- حسناً ابتعدوا من أمامي .. أنا قادمة ( قالت ليُنارس ضاحكة وهي تسير نحو تولا بترنح ) 
دخل ادمونت الصالة وأخذ ينقل نظره بين المتزلجين لتتوقف على لُيُنارس وتولا ليبتسم ويجلس على أحد المقاعد , بدأت تشعر بالتوازن فقد مضى زمن منذ أن تزلجت لأخر مرة أخذت تجري خلف تولا التي تهرب بمرح ثم تجري خلف ليُنارس التي تحاول الهروب وفي النهاية تقع أو تصل الحاجز بأعجوبة
- لن تستطيعي الإمساك بي
صاحت تولا وقد لمحتها تقترب منها وأسرعت بالابتعاد بينما وقعت ليُنارس أرضاً من جديد ضاحكة ثم مدت يدها نحو تولا قائلة
- ساعديني هيا ( اقتربت تولا منها بتردد مبتسمة ومحذرة )
- إياكِ وإيقاعي .. ستفعلين اليس كذلك
هزت رأسها بالنفي وهي تعقص شفتها السفلى بخبث فاقتربت منها تولا وأمسكت يدها فدفعت ليُنارس بنفسها لتقف لتتعلق عينيها بما أمامها مباشرة لتقول وهي تثبت نفسها في وقفتها لتولا
- أنظري هناك ( نظرت الى حيث أشارت لها ثم تحركت منادية وهي تلوح بيدها )
- ادمونت

هناك 4 تعليقات:

  1. Hola, ¿Qué tal? Sólo quería decirte que algunas de las imágenes no se cargan correctamente .
    He probado en tres navegadores diferentes y todos muestran los mismos resultados .



    Feel free to visit my page :: acne vulgaris

    ردحذف
  2. You should take part in a contest for one of the most useful sites online.
    I most certainly will recommend this website!

    my web blog; http://undervintage.blogspot.com.es/

    ردحذف
  3. هل من جديد ؟ رواية جديدة ؟

    ردحذف