انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الخميس، 8 مارس 2012

رواية في طريق المجهول من 1 - 11


في طريق المجهول



- اليدي فروديت ميرفيلد
أُعلنَ بِصوت عالي وصول اليدي ميرفيلد ما أن تَوقَفَت عَربتُها الفاخرة قرب الباب الرئيسي لِلقصر فأَسرعَ الخَادم بفَتحِ الباب الكَبير على مِصرعيهِ وفَرَش السجادة الحَمراءَ بِسُرعة مِن أَعلى الَدرج الخارجي حتى باب العَربة فأَسرعَ جيفري رئيس الخَدمِ بالاقتِراب من باب العربة ليفتَحهُ وَيَنحني باحترام وهو يَمدُ يَدهُ قائلاً
- يشرفنا حضورك وكم هي مفاجئة سارة لنا
وضعت يدها الرقيقة والصغيرة بيده وترجلت من العربة وهي تقول وعينيها الزرقاوات تتلألأن بسعادة
- أن شوقي لهذا المكان لا يوصف
ما أن لامست قدميها الأرض حتى شعرت بارتياح كبير فبعد هذه الرحلة الطويلة بالعربة تحتاج إلى أرضاً ثابتة تقف عليها أشار جيفري لها لتسير ولكنها حركت رأسها حولها ببطء مما جعله يقول
- لقد مضى زمن طويل
تعلقت عينيها بالحديقة الكبيرة التي تحيط بالمنزل هامسة وعينيها الناقدتان لم تفوتا شيئاً
- رغم ذلك لاشيء تغير إنه كما اذكره
- بالتأكيد عزيزتي فهذا المكان يعني لي الكثير كما أني أحب هذا القصر كما هو ( رفعت رأسها لتنظر من تحت قبعتها لرأس الدرج وتتوسع ابتسامتها وهي تسير بخطوات ثابتة لتصعد الأدراج واحدى يديها تمسكان ثوبها الأزرق الذي صمم على يد أفضل المصممين وباليد الأخرى علقت بمعصمها حقيبتها الدائرية الصغيرة التي تحمل نفس نوع قماش ثوبها , مد الورد بايرون يديه إلى الأمام وفتح كفيه وهو يضيف ) ويا لسعادتي إنها لمفاجئة سارة حقاً
وضعت يديها بيديه لاستقباله الرحب قائلة
- عمي العزيز كان علي قطع مسافة طويلة للوصول إلى هنا فانا لم أرك منذ أشهرا عدة
قرب وجهه منها ليطبع قبلة على خدها وهو يقول
- أنت الأفضل دائما يوليانا ( وحرك ذراعه لها لتمسكها وتدخل برفقته إلى القصر وهو يستمر باهتمام ) أرجو أن تكون جميع أخبارك جيدة
أخذت عينيها تجولان بالصالة الواسعة ببطء وهي تقول
- لا يوجد ما يقلقك لقد حضرت لشوقي لهذا المكان .. مازالت في مكانها
أضافت وهي تتحرك نحو اللوحة الكبيرة التي علقت على الجدار وأخذت تتأملها بينما لمحها بايرون بنظرة سريعة قبل أن يتحرك نحو الرف الذي يحوي عددا من زجاجات الشراب ليسكب لنفسه كأساً ثم يعود بنظره إليها وهو يستند على الطاولة وعينيه تتأملانها بغموض وأمام شرودها باللوحة رشف من كأسه قليلاً وتحرك نحوها قائلاً
- يمكنك تسميتي قديم الطراز ولكني أحب ترك هذا المكان على حاله ( ووقف بجوارها ناظرا إلى اللوحة المعلقة جديدا وهو يضيف ) أن احدث ما في هذا القصر لوحتك ( وأمام صمتها نظر إليها قبل أن ينظر إلى اللوحة التي أمامها مستمرا لشرودها بها ) لقد أبدع الرسام بها
تعلقت عينيه بوالده وقد جلست والدته على مقعد ووقف زوجها خلفها بشموخ ووقف ثلاثة أطفال قرب والدهم , أظهرت شفتيها المكتنزتين ابتسامة ناعمة وهي تقول وقد تعلقت عينيها بوالدها وعمها الذين لم يتجاوزا الخامسة والسادسة من عمرهما
- لقد تغيرت كثيراً ( رفع بايرون الكوب إلى شفتيه وهو يتأمل نفسه قبل أن يقول )
- لم أعد أعرف نفسي حتى
نظرت إليه بنظرة سريعة وقد خف شعرة مؤخراً من الأمام واكتنز وجهه المستدير وقد زاد وزنه عما رأته عليه أخر مرة كان يملك عينين زرقاوين صافيتين ولكنهما لم تعودا ظاهرتين بسبب كثافة حاجبيه واكتناز وجهه ابتسمت وهي تعود نحو أللوحة قائلة
- لابد وان لديك طاهياً ماهر
- عليك تذوق ما يعده وستعلمين سبب سمنتي ( قال لها بابتسامة ولكنها اعلم الناس بعمها فوالدها كان الأجمل والأخ الأصغر والمحبوب دائما والأكثر حظاً مما سبب ضيقاً كبير لبايرون في نشأتهم فالقد حدثتها عمتها يوليانا بالكثير عن طفولتهم وشبابهم هذا ما كانت تحدثها به دائماً في المساء رغم تعبها الشديد إلا أن ذكريات الماضي كانت تشعرها بالسعادة وكانت تعيد لها الحياة , شعرت بغصة كبيرة وألم وهي تنظر إلى الفتاة الصغيرة التي وقفة بجوار الصبيين وقد فتحت عينيها جيدا بطفوليه لقد مضى على وفاتها عامٌ كامل ولكن الألم لم يزول ومازال يجتاح صدرها كلما تذكرتها وكيف لها أن تنساها ) أنت شديدة الشبه به ( رمشت ونظرت إلى عمها الذي حدثها فأضاف ) والدك ( وابتسم ببروده متابعاً ) رغم انكِ تملكين بعضا من صفات والدتك إلا انك تشبهيننا أكثر فأنت تذكريني بعمتك يوليانا في صباها فالقد كانت الأجمل ( توقف عن المتابعة ونظر إلى الخلف كما فعلت هي لتشاهد مرافقتها روز تدخل برفقة السائس الذي حمل حقيبتها الكبيرة فنادى بايرون على احد الخدم الذي أسرع بالظهور قائلا له ) فالتحمل الحقيبة إلى أفضل غرفة هنا وليقدم لليدي كل ما تطلبه ( ثم عاد نحوها مضيفاً ) اعتقد انك ترغبين بالحصول على الراحة بعد تلك الرحلة الطويلة .. سأنتظرك على العشاء
انخفضت قليلاً في وقفتها شاكرة وقائلة
- أنا بحاجة ماسة لبعض الراحة .. أشكرك ( وتحركت متخطية عنه لتصعد الأدراج إلى الأعلى وعينيها تعودان بها إلى زمن مضى عندما كانت ترافق والديها إلى هنا , زيارتها الأخيرة كانت وهي في الحادية عشر قبل عام واحد على وفاتهما ومنذ ذلك الوقت وهي تحاول العودة إلى هنا ولكن كان هناك دائما سبب يمنعها حتى أنها اعتقدت أن عمها يتعمد منعها من الحضور بدا سعيداً لحضورها المفاجئ لو أعلمته برغبتها بالحضور لوجد سبباً ليمنعها كالعادة ) لاشيء تغير
همست بحنين وهي تسير بالممر فأشار لها الخادم الذي ادخل حقائبها وقد وقف قرب باب إحدى الغرف إلى الداخل قائلا
- تفضلي آنستي وان احتجتي إلى إي شيء ما عليك إلا طلبه
دخلت إلى الغرفة وهي تخلع كفيها ثم قبعتها واقتربت من السرير الكبير ذا الأعمدة الأربعة لتضع عليه قفازيها وقبعتها بالإضافة إلى حقيبة يدها وروز تتبعها إلى الداخل بينما تختط عن السرير نحو النافذة لتطل منها بلهفة وتحدق بالمساحات الشاسعة الخضراء أمامها لتشرد فيها قبل أن تأخذ نفساً عميقا وتغمض عينيها وهي تشعر بالهواء البارد يلامس وجهها لتفتحهما وتستدير لتنظر بأرجاء الغرفة قبل أن ترفع حاجبيها قائله وهي تفك أزرار ثوبها وتتوجه نحو السرير
- ألان علمتُ ما قصدته إليزابيث بأن عمي متمسك بما يملكه أن شيئا لم يتغير بهذا المكان منذُ أكثر من اثنا عشر عاماً فهذه الغرفة مازالت كما اذكرها
- اعتقد أن السيدة ميرفيلد ستكون غاضبة ألان
رفعت كتفيها غير مبالية وهي تخلع ثوبها قائله لروز
- أن أفضل ما فعلناه هو عدم إعلامها برحيلنا
- أنا قلقة من أجلك ( نظرت إلى روز وهي تقدم ثوبها لها لتقوم بتعليقه قائلة بثقة )
- لا تقلقي من اجلي
وتناولت المنشفة لتتوجه نحو الحمام فالشيء الوحيد الواثقة منه هو أن إليزابيث زوجة عمها بايرون قد تعمدت طرد مرافقتها السابقة وجعلت روز مرافقة لها كي تعلمها بكل ما تفعله فمنذ وفاة عمتها بعد صراع طويل مع المرض وزوجة عمها موجودة برفقتها مدعية انه من غير الائق والمناسب بقائها بمفردها ودائما تجد سبباً لمنعها من مرافقتها إلى هنا للعيش معهما ولا يكفيها هذا بل هناك أيضا ابن إليزابيث اندرو الذي يلاحقها كظلها استرخت في المياه الساخنة كانت عمتها على حق بشأن إليزابيث فهي لم تتزوج من عمها بايرون إلا من اجل ثروته إنها جشعة لأبعد الحدود وقد افتتن بايرون بها منذُ أن وقعة عينيه عليها ولم يكن صعبا عليها أن تجعله يغرم بها ويتزوجها وهي أرملة وأم لطفل أغمضت عينيها واسترخت أكثر مما جعل الماء الساخنة تلامس وجنتيها برقة لتبتسم وهي تفكر بإليزابيث عندما تكتشف اختفائها أن ذلك سيزيد من حنقها عليها فالقد طلبت من روز وبشكلً مفاجئ أن تعد حقيبتها في ساعات الصباح الباكر دون إعلامها شيئا ثم الانطلاق بعد دقائق فلم يكن لها الوقت لأعلام إليزابيث خاصة أنها كانت تراقبها جيداً , ارتدت ثيابها بعد الحمام الذي أعاد لها نشاطها وسرحت شعرها وتسائلت وهي تضع قلادتها التي تحمل شعار عائلتها حول عنقها
- متى العشاء
- بعد ساعة من ألان
- جيد ( تمتمت وهي تتحرك نحو الباب مستمرة ) سأقوم بجولة
أخذت تتفحص اللوحات المعروضة في الممر بتمعن وقد حملت هذه اللوحات صورا لتاريخ هذه العائلة التي امتدت لأجيال وأجيال نزلت الأدراج لتبتسم وهي تحدق بصورتها وقد أجبرتها عمتها يوليانا قبل وفاتها بان تقف أمام الرسام ليرسمها وعلقت هنا من حينها لتنضم إلى باقي صور هذه العائلة التي كان أخر أفرادها ثلاث أشقاء توفي منهم اثنان أغمضت عينيها وهزت رأسها ترفض الأفكار والمشاعر التي تنتابها لتعود وتنتقل إلى الوحة التي تليها والتي تصور والديها وهما في ريعان الشباب لتشعر في غصة بحلقها فلم يكن هناك رجل أحب امرأة كما كان والدها ولم تكن هناك أمرآة أحبت رجلا كما كانت والدتها تعلقت عينيها بوجه والدها ذا العينين الزرقاوات الصافيتين والشعر الخروبي ليرتجف فمها وهي تعود بذاكرتها إلى ما مضى عندما وصلهما خبر وفاته فقد استقبلت والدتها رسولا يعلمها أن المنجم الذي كان يشرف عليه والدها قد انهار وقتل جميع من كان به ومنهم والدها لم تتمالك والدتها نفسها وانهارت فور سماعها هذا وفارقت الحياة بعد أسبوعا واحد لتخسر والديها معا في اقل من شهر ابتعدت عن اللوحة وهي تشعر بالاختناق فغادرت القصر لتتنشق الهواء النقي وتبعد عن صدرها ذلك الألم الذي يلم بها كلما تذكرت الماضي ولكنها لا تستطيع إبعاد تفكيرها عما حدث معها منذ وفاتهما فلولا حضور عمتها يوليانا والذي أطلق عليها والديها اسمها محبتا بها لما استطاعت تخطي فقدانهما معا , وقفت بين مجموعة من الأشجار تنظر حولها شاردة فالقد كانت عمتها مَثلُها الأعلى في الحياة وساندتها كثيرا ولولا المرض الذي ألم بها لكانت ما تزال على قيد الحياة قد يكون مر عام واحد على وفاتها ولكنها تشعر انه دهر لقد افتقدتها كثيرا فلم يكن احد يهتم بها ويفهمها كما كانت عمتها فإليزابيث لا تطاق ولا تأبه لأحد سوى نفسها ولا تتوقف عن التذمر واتهامها بأنها قد نشأت بطريقة خاطئة , هزت رأسها بضيق وتابعت سيرها مفكرة بان كان هناك احد قد نشئ بطريقه خاطئة فهي إليزابيث المزعجة وكذلك أبنها
- أكنت تقومين بجولة
بادرها بايرون فور دخولها من الباب فاقتربت منه وقد وقف بجوار غرفة الطعام قائلة
- اجل مازال المكان ساحراً كما عهدته
- انه كذلك والا لما قضيت معظم الوقت هنا ( وأشار لها لتدخل قبله إلى غرفة الطعام ففعلت لتجلس على المقعد المجاور له وقد ترأس الطاولة الكبيرة الخالية إلا منهما وبدأ الخدم بوضع الطعام أمامها وما أن بدأت بتناول طعامها حتى تسائل بايرون وهو يتناول طعامه بدوره ) فكرت من كانت مفاجئتي بحضورك أنت أم إليزابيث
مضغت طعامها بتمهل فالقد كانت تنتظر هذا السؤال منذُ حضورها فأجابته بهدوء وهي منشغلة بقطع قطعة الحم في طبقها
- كانت فكرتي وفي الحقيقة هي مفاجئة لكما معاً فهي لا تعلم بمغادرتي ولكني على ثقة من أنها أصبحت تعلم ألان
تعلقت عيني بايرون بها للحظة قبل أن يقول بجدية وتجهم
- لقد اعتقدت أننا اتفقنا على أن لا تقومي بأي تصرفات غير لائقة
قاطعته وهي تتساءل بعتاب
- وهل حضوري لزيارتك يعد تصرفا غير لائق
- أنتِ تدركين ما أعنيه يوليانا ( قال بجدية وصوت منخفض وأضاف ) أتعتقدين أن ابتعاد إليزابيث وطفلاي وبقائهما هناك برفقتك أمراً مسلي لي ولما فعلت كي لا تبقي بمفردك هناك فهذا غير لائق
- أعلمتك سابقاً أني ارغب بالحضور والعيش معكم هنا ولكنك من رفض
- هذا لصالحك ( قال وهو يعود ليتناول طعامه مضيفا ببطء وتفكير ) أنت في عمر مناسب للزواج وحضورك إلى هنا لن يساعد في إيجاد الزوج المناسب لك ( هزت رأسها بيأس فاستمر ) أنت لم تعودي صغيرة من هم بعمرك أصبح لديهم أطفال ( تابعت تناول طعامها وهي ملتزمة الصمت فقد ملت من هذا الحديث الذي ولابد أن تناقشه إليزابيث معها بشكل يومي فعاد ليضيف أمام صمتها ) ما كان علينا تركك مع يوليانا .. رفضها لزواج بعد مصرع خطيبها بالحرب كان تصرفا غير عقلاني
- لقد أخلصت له حتى وفاتها
- هذا كلام لا معني له ( نظرت إليه عند قوله ذلك فاستمر بجدية ) لو تزوجت لأنجبت أطفالا لكان لديها أحفاد ألان أرجو أن لا تكون قد غرست بك أفكارها الغريبة فالقد كانت دائما غير متزنة
تمتم بانزعاج كبير وعاد نحو طعامه بينما بقيت عينيها معلقتين به قبل أن تتساءل باهتمام
- وهل كان تركها لكل ما تملكه لي يعد من تصرفاتها الغير متزنة برأيك
التزم بايرون بالصمت للحظة ليقول ومازال منشغل بطعامه
- اعتبرتك كابنتها فقد اعتنت بك لهذا ليس من الغريب أن تورثك ( عادت نحو طبقها وهي تشعر بأنه يختار كلماته عند الحديث معها إنها تعلم على الأقل أن إليزابيث اغتاظت لأبعد الحدود عندما علمت أن كل ما تملكه عمتها أصبح لها وحدها ولم يوزع على الآخرين كما كانت تأمل ) علي إرسال احدهم لأعلام إليزابيث انك هنا إنها ولابد شديدة القلق لاختفائك بهذا الشكل الذي لا يعبر إلا عن تصرف فتاة طائشة وهذه التصرفات لا تليق أبدا بفتاة من عائلة ميرفيلد لذا عليك البدء بالتصرف بشكل جيد والتفكير بتبعات تصرفاتك التي لا معنى لها وأرجو أن تأخذي كلامي على محمل الجد
لم تحاول إجابته رغم تحديقه بها منتظرا ليعود ويهز رأسه بانزعاج واضح ويعود نحو طعامه فتناولت ما بقي بطبقها ثم وقفت معتذرة لعدم قدرتها على تمضية بقيت الأمسية برفقته وصعدت نحو غرفتها وهي تشعر بضيق شديد لحديثه الجميع يصفها بالطائشة لقد رغبت جدا بأعلامه أنها ترفض حديثة عنها بهذا الشكل ولكنها لم ترغب بان تقلل من احترامه , كان أول ما فعلته في صباح اليوم التالي هو الخروج نحو الإسطبلات لامتطاء احد الخيول والخروج نحو الحقول الشاسعة والتجول حول المنطقة أوقفت حصانها على تلة مرتفعة وأخذت تتأمل القصر الذي أصبح صغيرا من هنا وما يحيط به من أراضي تخص عائلتها أن عمل والدها بمناجم الذهب أبعده عن هنا مما جعل بايرون يدير كل شيء مازالت تذكر ما أعلمتها به عمتها عندما سألتها عن سبب محاولة عمها إبعادهم من هنا بأنه يريد هذا كله لنفسه ابتسمت باستخفاف فعمتها لم تكن تود بايرون كثيراً لابد وانه كان قاسياً معها وكانت تعلم أنها بتركها كل شيء لها سيجعل من المستحيل على بايرون الحصول على ما يريده فهي ألان تملك الحصة الأكبر لهذا المكان فالقد ورثت والدها وهاهي ترث عمتها شدت لجام خيلها لتتابع السير أن الوصي على أملاكها والذي يديرها كان صديقا مقربا من والدها وقد عملا معا بالتنقيب عن الذهب كما كان عمل جدها والذي جعلهم من أغنى العائلات الموجودة , بعد وفاة والدها حاول بايرون أن يكون الوصي على أملاكها ولكن عمتها لم تسمح له وبقي جيرالد المسئول وهاهو عمها منذُ وفات عمتها يحاول إقناعها بالاستغناء عنه وعندما فشل بذلك اتهمها بأنها تضع مالها بين يدين غير آمنتين ولكنها تثق بجيرالد فهو لم يخدعها ولا تعتقد بأنه سيبدأ ألان فهو يحضر دائما للجلوس برفقتها ليتناول الشاي ويحدثها عن مجريات العمل بالإضافة إلى الاستثمارات المالية لم تكن واسعة الإطلاع بما يختص العمل ولكنها كانت تستطيع الثقة به , اقتربت من الإسطبلات وعينيها تتأملان الفتيات المنتشرات خلف المنزل وهن منشغلات بغسل الأغطية البيضاء أسرع السائس بالاقتراب منها ليمسك لجام الخيل فترجلت عنه وسارت نحو الخادمات المرتديات الأثواب الغامقة ووضعن المآزر البيضاء حول خصورهن وارتدين القبعات الصغيرة على رؤوسهم وأخذن يختلسن النظر إليها دون أن تتوقف أي منهم عن عملها فتخطت عنهم لتدخل من الباب الخلفي للمنزل وما أن شاهدتها الطاهية تدخل إلى المطبخ حتى تمتمت ببعض الكلمات مما جعل الفتيات الموجودات ينهمكن بعملهن دون أن ترفع إحداهن نظرها نحوها
- هل أساعدك بشيء آنستي
- لا كنت أقوم بجولة ماذا تعدين
- الإفطار أترغبين بشيء محدد ( نظرت حولها وهي تتحرك مغادرة وقائلة )
- أريد ألان حليباً طازجا
- سأحضره على الفور
استمرت بالسير خارجة من المطبخ وما أن وصلت إلى الصالة حتى جالت بها بنظرة سريعة وهي تخلع قفازيها ثم نظرت نحو الباب الذي فتح واطل منه اندرو لتهز رأسها بيأس وتتحرك نحو غرفة المكتب متجاهلة إياه بينما ابتسم وهو يلاحقها بنظرة ثم تحرك نحوها قائلاً بصوته الجذاب
- أنت هنا إذا .. كنت اعلم أني سأجدك هنا
دخلت غرفة المكتب وهي تقول دون أن تنظر إليه
- لما تأخرت كنت أتوقع حضورك البارحة
تبعها ليستند على حافة الباب متأملاً إياها بابتسامة ساحرة وهي ترمي قفازيها على الطاولة وتتوجه نحو باب الشرفة لتفتحه على مصراعيه وتأخذ نفساً عميقاً فقال وعينيه تراقبان اقل حركة تقوم بها
- لو أعلمتني بنيتك الحضور إلى هنا لكنت رافقتك
استدارت إليه لتلمحه بنظرة وهي تبتسم قائلة
- أحب أن أجعلك تفكر قليلاً وتحتار بأمري الم تجد بالأمر متعة
استقام بوقفته وتحرك نحوها بينما أسندت نفسها بالمكتب خلفها وهي تتأمله لا يختلف كثيراً عن والدته فقد أكتسب جمالها الأخاذ ومكره الذي لا يستطيع احد أن ينافسه به كان ليروق لها لو لم يلاحقها كظلها وقف أمامها ببذلته الأنيقة قائلاً وعينيه العسليتين تلمعان
- لم يكن الأمر يحتاج إلى الكثير من التفكير خاصة انك أخذت حقيبة ملابسك ليس من الصعب بعدها معرفة أين ستتجهين ولكن كان عليك إعلام والدتي إنها غاضبة منك ألان
حركت كتفيها بخفة قائلة
- انها دائمة الغضب مني لن يؤثر شيء صغير كهذا
- مازلت تسيئين الظن بها ( أجابها برقة فلتزمت الصمت للحظة ثم تنهدت قائلة )
- قد تكون على حق ولكني شعرت بالملل وأردت التغير لهذا حضرت وأنت
- أنا ( تمتم وعينيه الهائمتان لا تفارقانها وهو يحرك يده ليحيط يدها ليرفعها إلى شفتيه وهو يهمس ) أعلمتك في السابق سأكون دائما حيث تكونين
- آه اندرو ( قالت معترضة وهي تسحب يدها منه وتتخطى عنه مضيفة ) لما لا تتوقف عن هذا
- سأفعل في اليوم الذي تعطيني به موافقتكِ ( استدارت محدقة به بصمت فتأملها بدوره دون أن يحاول كسر الصمت الذي حل مما جعلها تشيح بنظرها عنه وتهم بالتحرك ) احبك ( تمتم مما جمدها في وقفتها وجعلها تعود بنظرها نحوه فتاهت عينيها بعينيه فاستمر بصوت رقيق جذاب وهو يقترب منها ) لا ذنب لي أن كُنتِ ووالدتي على خلاف أنت تعلمين أني مغرم بك ولا أستطيع التفكير بأحد سواك ألا تدركين مدى الذعر الذي سببته لي باختفائك بهذا الشكل ( وحرك يده ليحيط خدها وهو يضيف ) اعلم انكِ مغرمة بي ولكني اجهل سبب محاولتك الابتعاد واختفائك ألان بهذا الشكل كانت أمورنا جيدة وفجأة بدأتِ تبتعدين وتحاولين تجاهلي .. حدث هذا بعد أن أعلمتك أني مغرم بك لما يوليانا لما تفعلين هذا بي ( رقت ملامحها ولم تجد الكلمات المناسبة لتقولها فلطالما أعجبت به وسعدت برفقته ومازالت تكن له الود ولكن منذُ أن اعلمها انه مغرم بها وهي تشعر بشعورً غريب وهي برفقته ففتحت شفتيها لتتحدث إلا انه أضاف ) أنا في السادسة والعشرين ويجب أن إبداء بتكوين أسرة ولكنها لن تكون بدونك .. كيف أقنعك هلا أعلمتني
همس من جديد ولكنها كانت عاجزة تماماً عن التفكير فلقد غادرت المنزل كي تبتعد عنه وعن ضغطه المستمر عليها فلقد بدأت تشعر بأنها تنجرف بقوة وهي لا تريد هذا لا تريد أن تتخذ قراراً مصيري كهذا وهي مشوشة فأغمضت عينيها وهي تتنهد قائلة
- احتاج إلى التفكير بشكل سليم
- حبيبتي ( فتحت عينيها لمناداته لها وأضاف وعينيه تتأملان بعمق عينيها ) لا أقصد الضغط عليك ولكن هيامي بك يفقدني تعقلي
ابتسمت لقوله برقة فبادلها الابتسامة ثم حرك رأسه نحو الباب الذي فتح وأطل منه بايرون قائلاً وهو يشاهدهما
- أنتِ هنا ( تحركت مبتعدة عن اندرو بحرج وهي تقول )
- اجل قمت بجولة حول المكان لم اعلم انك استيقظت
- أنا مستيقظ منذ ساعات ( وعاد نحو اندرو قائلاً ) كيف هي إليزابيث
- بخير كانت تتساءل ماذا تفعل هناك أن كانت يوليانا هنا فأعلمتها انك سترسل من يحضرها أن قررنا البقاء هنا لبعض الوقت
حرك بايرون عينيه لتستقرا على يوليانا وهو يسير نحو مكتبه قائلاً
- عليك سؤال يوليانا بهذا الشأن .. أستطول إقامتك هنا
وقف قرب المكتب وعينيه تستقران على اندرو فحركت رأسها قائلة
- لا أعلم حتى ألان ولكن ( وابتسمت ناظرة إليهما معاً وهي تضيف ) أجل اعتقد أن إقامتي ستطول هنا
- ولكن عزيزتي على ما يبدو انك قد نسيتِ أننا مدعون لحضور الحفل السنوي الذي تعده الكونتيسة أيفون
- لن تلاحظ أن لم احضر ( قالت ساخرة على قوله فتحرك نحوها قائلاً بإصرار )
- علينا حضوره انه مناسبة اجتماعية هامة يتواجد بها أهم الشخصيات ولا يجب تجاهلها كما أن لدينا الكثير لنفعله هناك اليس كذلك
حركت رأسها بالنفي قائله بتفكير
- لا ليس لدي شيء ( ونظرت إلى عمها مضيفة ) سأذهب إلى القرية .. على تبديل ملابسي أولا فاعذروني
- لا تغادري بدوني سأرافقك ( هزت رأسها بالإيجاب لاندرو قائلة )
- سأكون جاهزة خلال دقائق
وغادرت وما أن اختفت حتى التقت نظرات بايرون واندرو الذي حرك كتفيه قائلاً
- لا تلقي باللوم علي فالقد غادرت دون أن اعلم
توقف عن المتابعة وبايرون يشير له برأسه نحو الباب فتحرك اندرو ليخرج ويجول بنظره في أرجاء الصالة ثم يعود إلى الداخل ليحكم إغلاق الباب خلفه
أخذت تنقل نظرها بين المارة القليلين في البلدة قبل أن تقول بحيرة
- هناك شيء ما لا يبدو طبيعين هنا
- ماذا تعني ( تسائل اندرو الذي يسير بجوارها دون اكتراث فقالت بجدية وهي تنظر إليه )
- اشعر أن الجميع يبتعد عنا ما أن يرونا
- إنهم فقط غير اجتماعيين ولا يختلطون بسرعة بالغرباء
- غرباء ( كررت من بعدة ثم أضافت ) حسنا سأعدُ نفسي غريبة بما أني لم احضر إلى هنا منذ سنوات عدة واعترف أن الوضع يبدو لي في تراجع فانا اذكر أن القرية كانت تبدو أفضل مما هي عليه ألان ولكن أنت لست غريباً فأنت لا تغادرنا إلا إذا جئت إلى هنا ولا يمر شهراً لا تحضر به أن لم تخني ذاكرتي
امسكها من ذراعها وقد اقتربوا من احد المتاجر لتسير معه وهو يقول
- إنهم غير ودودين وليس لي ذنباً بهذا ( وفتح لها باب المتجر لتدخل أمامه ففعلت لتظهر ابتسامة على شفتيها لما يحويه المتجر فجالت بنظرها بين التحف الأثرية ثم اقتربت من إحداها تتأملها باهتمام بينما توجه اندرو نحو صاحب المتجر قائلاً ) هل أعددت لي ما طلبته منك
- اجل هاهو سيدي
نظرت إليه وهو يتناول شيئا من صاحب المتجر دون قدرتها على رؤيته فعادت بنظرها نحو منحوتة بغاية الروعة لنسر كبير ينقض على فريسته
- أعجبتك ( تسائل اندرو الذي أصبح بجوارها )
- اجل .. ماذا أحضرت
- إنها مفاجئة أعددتها لك أنذهب ( ابتسمت وهي تسير برفقته قائلة )
- لا أحب هذا لا تجعلني أفكر وأفكر هيا أعلمني
هز رأسه بالنفي وأشار إلى سائس عربتهم بالاقتراب ليصعدا بالعربة , حركت عينيها عن النافذة إليه متسائلة
- إلى أين نتجه فلسنا بالطريق المؤدية إلى القصر
- انها مفاجئة أخرى ( لمحته بنظرة مفكرة ثم عادت بنظرها إلى الخارج أن مفاجئاته كثيرة اليوم أخذت عينيه تتأملانها وقد شرد بعيداً ولم يخرج من شروده إلا عندما توقفت العربة فترجل منها ومد يده نحوها وهو يقول ) ها قد وصلنا
ترجلت من العربة وهي تحدق أمامها ثم استدارت حولها بحيرة قائلة
- لما نحن هنا
- ألا يروق لك المكان
- أنا أحب الطبيعة ولكني بدوت لي غامضاً
قالت بمرح فابتسم لها ونظر نحو السائس قائلاً
- انتظرنا هنا
وقدم ذراعه لها فتأبطتها وسارت برفقته بعد عدت دقائق من الصمت نظرت إليه باهتمام قائلة
- ما بك .. أنت هادئ جداً على غير العادة ( تنهد وابتسم وهو ينظر إليها قائلاً ببطء )
- هذا لان أمراً ما يشغلني
- أن أعلمتني قد أساعدك ( وأمام صمته حركت كتفيها قائلة ) كما تشاء .. ما أجمل هذا المكان ( أضافت وهي تبتعد عنه وقد أصبحوا على تله عالية وامتدت الجبال أمامها بمنظر ساحر مما جعلها تضيف ) المكان رائع ( ونظرت إليه بابتسامة مستمرة ) ومرتفع جداً
- لا تقتربي أكثر ( قال وهو يراها تقترب من الحافة وسار نحوها مضيفاً ) أحضرت لكِ هذه
استدارت إليه ونقلت نظرها عنه إلى يده التي تحتوي صندوقاً صغيراً جداً منحوتا بشكل رائع لتتناوله وهي تفتح فمها بسعادة قائلة
- اندرو أنا .. لا اعلم ماذا أقول انه جميل جداً .. أشكرك
- افتحيه ( همس لها وهو يتأمل سعادتها ففعلت لتتجمد عينيها دون حراك على الخاتم الماسي شعرت بقلبها يفارقها وحركت عينيها ببطء نحوه فبلل شفته السفلي قائلا وعينيه تثبتان على عينيها ) أتمنى أن تضعي هذا الخاتم عزيزتي فلقد حان لنا الوقت كي نعلن ارتباطنا رسمين كان هذا الخاتم لوالدتي قدمهُ لها والدي ومن قبله لجدي وها أنا أقدمه لك إلى من أحب
حركت شفتيها عاجزة فلم تكن تتوقع هذا إنها توده ولكن أن قبلت خاتمه فهذا يعني موافقتها على الزواج منه أي أنها سترتبط إلى الأبد به إنها غير واثقة برغبتها بحدوث هذا لقد جعلتها عمتها تقسم أن لا تقوم بهذه الخطوة قبل أن تتأكد مما تريده ولكن كيف لها أن تفكر بطريقة سليمة وهو لا يتوقف عن الضغط عليها أخذت نفسا عميقا وهزت رأسها ببطء وهي تقول
- ليس بالوقت المناسب لا أشعر بأني مستعدة لا أستطيع انه أمرٌ رائع ولكني ..
- ولكنك ماذا يوليانا أنتِ تدركين كما أدرك أننا خلقنا لبعضنا ( بدا التوتر الواضح بصوته وأصر ) اقبليه كوني زوجتي
ضمت شفتيها إنها لا تريد أن تؤذيه ولكن لا خيار أمامها فهزت رأسها من جديد ووضعت الصندوق بيده وهي تهمس
- لا أستطيع لستَ السبب بل أنا فأنا غير واثقة من أني أريد .. هذا .. آسفة
وتحركت بصعوبة مستديرة وهي تحاول إدخال كمية من الهواء إلى رئتيها فتأمل ظهرها قائلاً
- لما تفعلين هذا بي بعد كل هذا الوقت ومازلتِ غير واثقة أنتِ تدركين انه كان بإمكاني التوجه إلى عمك ومحادثته أولا ولكني لا أريد أن يتدخل فأنت تعلمين انه سيحاول الضغط عليك
- لا أستطيع اندرو ( قالت بإصرار واستمرت بحدة اقل ) فقط لا أستطيع
بدا الحزن بعينيها المحدقتان بالتلال أمامها بينما اشتدت أصابع اندرو بقوة على العلبة ولمع وميض في عينيه الثابتتين على ظهرها ليضم شفتيه بقوة وهو يقول
- ألا أستطيع إقناعك
حركت رأسها ببطء بالنفي فهز رأسه بالإيجاب ثم نظر حوله بنظرة سريعة وهو يخطو نحوها أكثر شعرت به يقف خفها فعقصت شفتها السفلى وهي تضم ذراعيها إليها وتهمس
- حقا لا اقصد إيذائك ولكنك لا تستمع لي فقط لو تفعل ( توقفت وهي تشعر بيديه التين استقرتا على ذراعيها فأضافت ) أنا احتاج إلى الانفراد بنفسي أريد الجلوس والتفكير دون أن يقطع احدهم علي هذا أو يتدخل أنت تفهم ما أعنيه .. اندرو
همست وهي تشعر بيديه التين اشتدتا على ذراعيها إلا انه لم يستجيب لندائها ويبعد يديه بل قال
- هل افهم انه أن حظيتي بهذا سأحظى بدوري بجواب مختلف على ما طلبته
- أنت تخلط الأمور .. اندرو ( هتفت وقد زاد ضغط يديه فضمت نفسها مستمرة ) أنت تؤلمني
- لا أمل بتغير رأيك
تسائل بصوتً بارد فهزت رأسها بالنفي وحركته نحوه لتجد ملامحه قد تصلبت وعينيه اغمقتا بشدة مما جعل شعورا بالخوف ينسل ببطء إليها لتعود للقول وأصابعه تشتد أكثر) أنت تؤلمني ابتعد هيا دعني .. اندرو ( همست باسمة بيأس وقد اخذ قلبها يخفق بشدة فأرخى قبضته ببطء وعينيه الجامدتان لا تفارقانها فأسرعت بالابتعاد عنه وهي تقول ) ما الذي جرى لك
تحركت عينيه بوجهها بجمود قائلاً
- أصبحتِ في الثالثة والعشرين ولستِ طفلة وان استمريتِ بهذا الشكل ستصبحين عانساً كعمتك لا ينظر إليها أحد لا احد
لمعت عينيها باستنكار لحديثة ولمحته بنظرة سريعة ظهر بها عدم الرضا وتحركت متخطية عنه نحو العربة جلست بها وهي تحاول أن تهدء فلم تكن عمتها تحب اندرو بتاتاً وقد حذرتها منه باستمرار وكانت دائما تعلمها بضرورة إبعاده عنها خاصة انه لا يسمح لأي شاب بالتقرب منها فهو مرافقها الدائم في المناسبات الاجتماعية وغير الاجتماعية انه يلاحقها كظلها وقد سئمت سئمت أغمضت عينيها ببطء لن تحتمل الزواج منه أبدا أنها لا تشعر نحوه بمشاعر الحب التي حدثتها عنها عمتها التي أخلصت لخطيبها حتى مماتها انها تحبه كشخص نشأت معه ليس أكثر كشخص اعتادت وجودة حولها لما لا يستطيع إدراك هذا فتحت عينيها عند صعوده إلى العربة بتجهم وقد اكفهر وجهه ولاذ بالصمت ففعلت بالمثل وما أن وصلت إلى القصر حتى التزمت غرفتها واعتذرت عن تناول العشاء لتنشغل بتصفح احد الكتب في سريرها .......
فتحت عينيها ببطء وهي تسمع صوت باب غرفتها يفتح ثم أغمضتهما وعادت لفتحهما محاولة الرؤية بوضوح خلال ظلمت غرفتها ثبتت عينيها على ظل يدخل غرفتها ببط شديد وهو يتلفت خلفه مما جعلها تتحرك جالسة في سريرها بسرعة وهي تقول بجدية محاوله إخفاء ذعرها
- من هنا
- أرجوكِ لا لا تصرخي أرجوكِ أنا أنا فقط أريد محادثتك ( فتحت عينيها جيداً وهي تسمع الصوت الرقيق للفتاة القلقة والتي تتحرك نحوها وهي تهمس بتوسل ) أرجوكِ أريد أن تساعديني أرجوك ساعديني
اقتربت الفتاة أكثر مما جعلها تميز وجهها المنتفخ قليلاً وقد بدت بشرتها جافة متعبة وعينيها منتفختين وشفتيها محمرتان من شدة البرودة وقد جمعت شعرها بطريقة فوضوية تراجعت يوليانا إلى الخلف بحذر في سريرها وعينيها لا تفارقان الفتاة هامسة بحذر شديد
- ماذا تفعلين بغرفتي
-أريد مساعدتك أرجوك ساعديني ( عادت الفتاة لتهمس بصوت ضعيف وجثت أمامها وأمسكت يدها فسحبتها يوليانا بسرعة من يد الفتاة وهي تنظر إليها بشك فاستمرت الفتاة وعينيها تدمعان ) أعلموني انك تستطيعين مساعدتي فساعديني
- ولكن من أنتِ وبماذا أساعدك أنا حتى لا اعلـ
- اخفضي صوتك لا يجب أن يعلموا أني هنا ادعى فيوليت وكنت اعمل في القصر
قاطعتها الفتاة بذعر وهي تحرك رأسها نحو الباب والحذر والترقب باديا عليها فتأملتها يوليانا دون أن تفارق اقل حركة تقوم بها وتابعت عينيها عيني فيوليت التي استقرتا على الباب قبل أن تتساءل
- أأنتِ خائفة من شيءً ما ( نظرت إليها بعينين مفتوحتين وقد دب الرعب بها وهي تهمس )
- أن علموا أني وصلت إليك سيقتلونني كما فعلو بعمي
تجمدت مقلتيها دون حراك ثم رمشت وهي تهمس ببطء محاولة استيعاب ما يحدث
- من سيقتلكِ أن وصلت لي
- السيد ( وأمام تحديق يوليانا بها دون حراك قربت فيوليت رأسها منها مؤكدة وعينيها مفتوحتان جيداً وقد كان جسدها يرتجف بأكمله ) السيد الكبير
- بايرون أتعنين الورد بايرون
- اجل اجل لقد تسبب في مقتل عمي وان علموا أني هنا سيتخلصون مني أيضاً
تأملتها مستنكرة وهي لا تصدق حرفا واحداً مما قالته هذه الفتاة الغير متزنة أمامها فعادت للقول محاولة من جديد
- لما قُتل عمك ولما سيتخلصون منك ماذا فعلتم
- لاشيء لم نفعل شيء أن عمي حتى لا يعيش هنا لقد جاء لاصطحابي معه بعد أن أرسلت له رسالة انه يسكن بعيداً عن هنا ولا يحضر ألا نادراً ( عقدت حاجبيها وهي تصغي للفتاة المضطربة وهي تستمر بهمس وعينيها تتلفتان بين لحظة وأخرى نحو الباب بقلق ) أعلمته أني لست على ما يرام فحضر وعندما علم ما أصابني تشاجر مع السيد واعلمه انه لن يصمت فـفـ فقتله اجل اجل هو من قتله لم يكن حادثاً هو هو قال لي ذلك ( واهتزت فيوليت وهي تضيف بخوف ) وقال لي أن حاولت الهرب فسيتخلص مني أيضا
- توفي عمك بحادث
- لا أنت لا تدركين ما أتحدث عنه لقد قتله ( صمتت ولم تتابع وهي تحدق بيوليانا ثم هزت رأسها قائلة ) أنت لا تصدقيني أليس كذلك ( لم تجبها بل بقيت تحدق بها بصمت فأضافت بصوت متوسل حزين ) لا أحد يصدقني ولكن يجب أن اذهب إلى مزرعة عمي اجل اجل يجب أن اذهب إلى دلبروك أرجوك ساعديني
- ولكني لأستطيع انـ
- بل تستطيعين لأحد هنا سيمد يده لمساعدتي وإلا تعرض لغضب السيد أما أنت فلا ستساعدينني يمكنك ذلك ( تحركت فيوليت ممسكة بيدها من جديد وهي تتوسل ) ستساعدينني اليس كذلك
حركت يوليانا عينيها المصدومتان عن وجهه فيوليت إلى يديها الباردتان التين أمسكتا بيدها وهمت بالتحدث إلا أنها توقفت وهي ترى بطن فيوليت المنتفخ من تحت ثوبها الرث فهتفت دون أن تستطع المتابعة وعينيها تتوسعان
- أنتِ ..
ضمت فيوليت شفتيها وهما ترتجفان قائلة بصوت منكسر وقد أخفضت نظرها بألم وهي تضع يدها على بطنها
- أجل
مضت لحظة صمت قالت بعدها يوليانا ببطء وعينيها لا ترمشان وقد بدأت تدرك ما كانت تحدثها عنه فيوليت
- أنت لست مرتبطة ( هزت رأسها بالنفي ففتحت يوليانا شفتيها بعدم تصديق وقد أدركت ألان ما كانت تقوله قائلة ) الورد بايرون من فعل هذا
- لا ( تمتمت بهمس وقد ظهر الإعياء على وجهها وهي تضيف ) السيد اندرو من فعل هذا بي
- اندرو ( تمتمت بصوت غريب عنها )
- اجل انه يتعمد إيذائي والسيد بايرون سيتخلص مني إذا أعلمت أحداً عما جرى لقد قتلوا عمي عندما أعلمهم انه لن يصمت عمي المسكين ( تمتمت وعينيها تعبران عن مدى الحزن الذي تشعر به مستمرة ) ليس إلا مزارع فقير يعيل أسرة كبيرة وقتلوه بسببي ( وأمعنت النظر بيوليانا مضيفة بعينين دامعتان ) لديه ستة أطفال وقتلوه بدم بارد أرجوك أنا أرجوك أعطني نقوداً أريد المغادرة إلى دلبروك ولا أستطيع فلا املك بنساً واحد أعطني القليل فقط وسأعيدهم لك فيما بعد ولن اعلم احد انك من أعطاني إياهم أرجوك ( رفعت يوليانا يدها المرتجفة إلى فمها وقد شعرت بكل جسدها يرتجف لما تسمعه ) مبلغ قليل جدا حتى أتمكن من المغادرة لا أريد الكثير فقط ما يوصلني إلى دلبروك
- من لك بدلبروك
- منزل عمي الذي قتل هناك سأختفي هناك ولن يجدوني انه بعيد جدا سيتخلصون مني أن بقيت هنا أنا اعلم هذا
بدا التفكير عليها وهي تتحرك عن سريرها وتتوجه نحو حقيبتها فسارعت فيوليت بالتوجه نحوها وهي تنحني قليلاً إلى الأمام والألم باديا على وجهها أخرجت يوليانا قطعاً نقدية من حقيبتها ووضعتها بيد فيوليت وهي تقول
- أتكفي هذه ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تحدق بالقطع النقدية التي بيدها فأضافت يوليانا ) أتستطيعين المغادرة من هنا
- بما أني املك المال فسأتدبر أمري
وتحركت تهم بالاستدارة فأمسكتها يوليانا من ذراعها مما جعلها تنظر إليها فعادت لتخرج المزيد من القطع النقدية وتضعهم بيدها مع الأخريات قائلة
- هذه لعائلة عمك ( دمعت عيناها هامسة )
- أشكرك
وتحركت نحو الباب تابعتها يوليانا وهي تشعر بالعجز ثم قالت وهي تراها تحاول فتح الباب
- دعيني أتأكد أن كانت الطريق أمنه لك ( خرجت من غرفتها متلفته حولها قبل أن تهمس لها ) اتبعيني
سارت نحو الأدراج المؤدية إلى الطابق الأرضي وهي تتلفت حولها وفيوليت خلفها ثم دخلت الممر المؤدي إلى المطبخ والذي يؤدي بدوره إلى الباب الخلفي أشارت لها بالبقاء في مكانها وقد تناهى لها صوت ثم أطلت إحدى الخادمات والتي بادرتها فور رؤيتها
- أتحتاجين شيئا آنستي
استقامت جيدا في وقفتها محاوله الظهور بالمظهر الجاد رغم ارتجافها الداخلي وهي تقول
- لا لاشيء ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت
- شعرت بالعطش وجئت لشرب الماء
- أن كنت انتهيتِ عودي لغرفتك
هزت الفتاة رأسها وغادرت نحو الممر المؤدي لغرف الخادمات لتختفي هناك فدخلت يوليانا إلى المطبخ وبعد أن تأكدت من خلوه أشارت لفيوليت لتتبعها ففعلت وما أن خرجت من الباب حتى همست
- أستطيع تدبر أمري من هنا أنا شاكرة لك حقاً ( وهمت بالتحرك إلا أنها توقفت وعادت بنظرها إلى يوليانا ثم اقتربت منها أكثر هامسة ) انتبهي لنفسك أن السيد بايرون و .. اندرو يريدان التخلص منك أيضا
تجمدت عيني يوليانا عليها دون استيعاب وقبل أن تستطيع التفوه بكلمة تحركت فيوليت مبتعدة وهي تتلفت حولها لتختفي وسط ظلمة الليل رمشت يوليانا وهي تستدير ببطء وقد اختلج في صدرها العديد من المشاعر المتضاربة ثم عادت برأسها من جديد نحو الباب الذي خرجت منه فيوليت ما الذي قصدته بهذا حركت رأسها ترفض تلك الأفكار التي راودتها ففيوليت تبدو مضطربة وليست متزنة .. اندرو أيها الأحمق وتجرؤ على طلب الزواج بي تحركت مغادرة المطبخ لتعود نحو غرفتها وتجلس في سريرها وتفكر وتفكر غير قادرة على الوصول إلى شيء , انتفضت بسريرها بفزع دون أن تدرك متى قد غطت بالنوم وأخذت دقات قلبها بالتسارع لتجلس جيداً وهي تتلفت حولها قبل أن تتجمد عينيها على باب غرفتها وهي تسمع أصواتً هامسة وجري سريع فتحركت من سريرها وهي تحدق بالنافذة وقد أشرقت الشمس فتناولت روبها وارتدته وهي تفتح الباب محدقة بالخدم الذين تخطو عنها مسرعين لتتابعهم بحيرة قبل أن توقف إحداهن متسائلة
- ما الذي يجري
- وجدوا جثة ويريدوننا جميعاً في الخارج
اجابتها الفتاة المتوترة مما جمد الدم في عروقها وتحركت إلى الخلف ببطء وهي تتابع الخادمة التي أسرعت بالمغادرة حركت عينيها دون تصديق حولها ثم نظرت إلى حيث يتوجه الجميع وأسرعت بلحاقهم وهي تصلي أن تكون مخطئة أطلت إلى الخارج وأخذت خطواتها تبطئ وهي تشاهد مجموعة من الخدم الذين يقفون أمامها وقد وقف بايرون المتجهم إمام جثة ممددة على الأرض وضع عليها غطاءٌ بني قائلاً بحدة
- ستعلمونني ألان وإلا اقسم أن الجميع سيعاقب
حركت عينيها بين المجموعة الواقفة أمامها لتتخطى عنهم بقدمين مرتجفتين وعينيها لا تفارقان الغطاء قائلة
- ما هذا
- ماذا تفعلين هنا من الأفضل أن تعودي إلى الداخل
وقفت بجوار الجثة متجاهلة قول عمها وانحنت نحو الغطاء تريد رفعة عن وجه المتوفى وإذا بيدين تمسكانها من ذراعيها مانعة إياها واندرو يقول
- لا يجب أن تشاهدي هذا إنها بوضع سيء
حركت رأسها نحو اندرو الذي يمسكها واستقامت بوقفتها ببطء وهي تهمس غير مصدقة
- إنها .. أهي فتاة ( بدا الأسى على وجهه وهو يقول )
- اجل فلقد حاولت الهرب وتعرضت إلى حادث خلال هذا مما أدى إلى وفاتها
- اندرو ادخلها إلى المنزل
أصر بايرون فحركت نظرها عن اندرو إليه قائلة وعينيها مفتوحتان بشكل غريب
- كيف توفيت
بدا الامتعاض على بايرون وحرك يده مشيراً إلى مجموعة الخدم التي وقفت أمامه بصمت قائلاً بحدة
- ليست مشكلتي كيف توفيت بل مشكلتي كيف حصلت على هذه ( وقذف القطع النقدية أرضا وهو يضيف ) من منكم يجرؤ على سرقتي انها لم تحضرها بنفسها فهي محظورٌ عليها الدخول إلى القصر هيا اعترفوا
صاح بايرون بغضب شديد وقد امتقع وجهه واستمر ولكن يوليانا كانت تحدق بالنقود وهي تشعر بنفسها تهتز وسيغمى عليها حركت نظرها إلى الجثة ببطء وانحنت بسرعة نحوها لتزيح الغطاء عن وجه فيوليت المزرق أطلقة صرخة مخنوقة وهي تضع يديها على فمها والرعب يسري إلى كل خلية بجسدها جذبها اندرو بقوة كي تقف وهو يقول
- ما كان لك النظر إليها ( جحظت عينيها أكثر وهي تشعر بالغثيان فتحركت من بين يديه وجرت بسرعة إلى المنزل لتدخل الحمام وتغلق الباب خلفها وقد تجمعت الدموع بعينيها قبل أن تتحرك بسرعة لتتقيء ) عزيزتي هلا فتحتي الباب ما بك .. أنتي بخير .. يوليانا أجيبيني .. تبا ما كان لك أن تشاهدي هذا أنتِ مرهفةُ الإحساس ( حركت رأسها نحو الباب الفاصل بينها وبين اندرو ثم عادت لتتقيء وهي تضع يدها على معدتها جلست أرضا ووضعت يديها على أذنيها لا تريد سماع صوته الذي لا يتوقف عن الحديث والطرق إنها لا تستطيع تصديق هذا هل فيوليت صادقة بكل ما أعلمتها به أيجرؤ بايرون واندرو على هذا لا لا تستطيع تصديق ذلك لا لا انه مجرد حادث اجل هو كذلك فهما غير قادران على ذلك ) يوليانا أنا جاد سأحطم هذا الباب ألان
حاولت اخذَ نفساً عميق وهي تحاول تمالك نفسها وتحركت واقفة ببطء وهي تمسح دموعها بيدين مرتجفتين قائلة بوهن
- أنا قادمة
فتحت الباب وهي تضع يدها على معدتها فامسكها اندرو بسرعة قائلاً
- ما الذي جرى لك
- اشعر بالإعياء الشديد أريد الذهاب إلى غرفتي
ساعدها بالوصول إلى غرفتها لتجلس على سريرها بينما عينيه تتابعانها باهتمام وهو يقول
- سأجعلهم يعدون لك الإفطار وبعض الشراب الساخن سيفيدك هذا
هزت رأسها بالإيجاب ومدت ساقيها على السرير وهي تشعر بأنها غير متزنة بعد فوضعت الغطاء عليها متسائلة وعينيها لا تنظران إليه
- كيف توفيت الفتاة اندرو
- على ما يبدو أنها وقعت ودقت عنقها وجدوا جثتها هذا الصباح قرب النهر ولكن أتعلمين ما يشغلني أنهم وجدوا بحوزتها العديد من القطع النقدية إنها سارقة تبا لا يستطيع المرء الثقة بأحد ( نظرت إليه لتجول عينيها بوجهه فتسائل لتصرفها ) ما بك
- الست حزيناً على وفاتها
- حزين ( هتف مستنكراً وأضاف بتكبر ) ولما قد احزن على حثالة انها تستحق هذا فليست سوى سارقة وهذا مصير كل خائن .. لا تدعي الأمر يؤثر بك انه لا يستحق
أضاف جملته الأخيرة بحنان وهو يقرب يده منها ليلامس وجهها فتراجعت إلى الخلف قائلة وقلبها يقفز بعيداً
- أريد الانفراد بنفسي
توقفت يده عن الحراك وعينيه تتوقفان على وجهها بإمعان ثم أعادها إلى جنبه قائلاً وهو يسمع صوت بايرون الغاضب وقد دخل إلى المنزل
- حسنا ولكن عديني أن تستلقي ولا تفكري كثيراً بما رأيتي فالحياة ليست جميلة كما نتخيلها عزيزتي ( ابتلعت ريقها بصعوبة دون إجابته فحرك رأسه نحو الباب وهو يسمع صوت بايرون من جديد ليتنهد ويتحرك مغادراً وهو يضيف ) سأعود للاطمئنان عليك
تابعته بعينيها حتى خرج وأغلق الباب خلفه فعادت إلى ما أمامها دون تركيز وقد شحب وجهها فضمت أصابع يديها معا وهي تشعر بهم يرتجفون دون توقف ثم ضمتهم إليها ورفعت الغطاء إلى صدرها وهي تنكمش على نفسها وعينيها لا ترمشان بدت تائها غير مصدقة فُتح باب غرفتها من جديد مما جعلها تنتفض وهي تنظر إليه لتسترخي قليلاً وهي ترى روز تدخل منه وهي تحمل صينية الطعام تابعتها إلى أن وضعت ما بيدها بجوارها لتتسائل وعينيها لا تبتعدان عن وجه روز
- أين كنت
- أسفه لتأخري
- سألتك أين كنت
كررت سؤالها وهي تقاطع روز التي اختلست نظرة سريعة نحوها قبل أن تقول
- عندما سمعتهم يتحدثون عن الفتاة المتوفاة خرجت لأراها المسكينة كانت إصابتها بالغة لا أعلم من يمكنه أن يؤذي فتاة وهي بهذا الوضع هل علمتي آنستي بأنها تحمل طفلا في أحشائها
هزت يوليانا رأسها بالنفي وقد راقها استرسال روز بالحديث فتسائلت
- لم قلت أن هناك من أذاها اعتقدت أنها وقعت أو شيء كهذا
- لا آنستي على ما يبدو أنها تعرضت للضرب الشديد والسقوط بقوة كانت الرضوض بالإضافة إلى الدماء تملىء ثيابها عندما احضروها لم استطع رؤيتها جيدا قبل أن يضعوا الغطاء عليها ( واستمرت بصوت هامس ) سمعت من الفتيات أنها كانت هاربة من صديقها
- صديقها .. وهل يعرفون من هو صديقها
- لا أنهن يقلن أنها كانت غريبة الأطوار وقد منع حضورها إلى داخل المنزل واقتصر عملها على الغسيل وترتيب الحديقة وتبقى في كوخ يقع على أطراف القصر كان والدها يستعمله قبل وفاته وقد كان البستاني لهذه الحديقة
وضعت روز الطعام أمامها فلم تعترض وهي تريد الاستماع للمزيد فقالت وهي تدعي عدم الاهتمام
- وماذا تعلمين أيضا
- يقلن أنها سرقت المال من صديقها إنهن يعتقدن انه رجل ثري ولكنهم متكتمات نوعاً ما ولا تتحدثن أمامي بأي شيء
هزت رأسها ببطء وتأملت طعامها دون أي رغبة بتذوقه ثم رفعت نظرها إلى روز قائلة
- احضري لي الحليب الطازج ونادي على إحدى الخادمات لتقوم بترتيب الغرفة
تحركت روز مغادرة ولم تكن دقائق حتى دخلت فتاة قصيرة القامة نحيلة لأبعد الحدود راقبت يوليانا وجهها الشاحب وعينيها المتورمتين والمحمرتان لتقول بصوت خافت بالكاد سمع
- سأرتب لك الغرفة حالاً آنستي
- ما أسمك ( تسائلت والفتاة تتحرك بإرجاء الغرفة فأجابتها باقتضاب وهي تتابع عملها )
- آني
- أكنت تبكين يا آني ( استقامت أني بوقفتها وقد انحنت لتنفض الغبار عن الأريكة واخفضت نظرها ببطء دون أجابه فعادت يوليانا للقول ) لما تبكين
- أنا فقط حزينة على فيوليت
- أكنت على معرفة جيده بها ( همت بالتحدث إلا أنها نظرت نحو الباب بحذر لتعود للقول )
- لا ( لم يفتها توتر أني وخوفها لذا قالت )
- ولكنك حزينة عليها
- لم تكن تستحق الموت بهذا الشكل إنها فتاة جيدة وكان الجميع يودها فلم تؤذي أحدا يوماً كانت جيدة وكذلك كان والدها
- أين هو والدها
- توفي منذ زمن وليس لديها أقرباء سوى عمها الذي حضر منذُ شهران و.. و .. اعتقد آنستي أن علي إنهاء عملي
أسرعت آني بالقول وهي تعود لمتابعة عملها فتحركت يوليانا عن السرير وسارت نحوها قائلة
- لقد توفي عمها اليس كذلك
- اجل ( أجابتها آني وهي تهز رأسها دون أن تنظر إليها فاستمرت يوليانا )
- لقد قتل أيضا
- أنا انا لا علم شيئا أرجوك لا تسأليني أن أن كل ما أعلمه هو ما أخبرتني إياه فيوليت
- وهو
- انه كان عائداً من هنا نحو مزرعة مارش في دلبروك فهو يعمل بها وفي أثناء الطريق توفي .. لا أعلم شيئاً غير هذا وأنا يجب أن اذهب
وأسرعت بالمغادرة تابعتها يوليانا ثم ضمت روبها جيداً وقد شعرت بان ساقيها جامدتان كالحجر وبدماءً باردة تسري بداخلها عليها معرفة ما يجري هنا لذا غادرت غرفتها لتنظر حولها وهي تنزل الأدراج إلى الطابق الأرضي لتجول بنظرة بأرجاء الصالة وهي تشعر بالغثيان اقتربت من باب غرفة الطعام ولكنها توقفت في مكانها وقد تناهى لها صوت عمها الغاضب
- الم تجد طريقه غير هذه أكان عليك توريطنا من جديد أيها الغبي
- لم يكن أمامي حلٌ أخرى ( منعت نفسها بالقوة من التقيؤ وهي تسمع كلمات اندرو ألامبالية والخالية من أي مشاعر إنسانية لم يعد لديها ادنى شك ألان بان كل ما قالته فيوليت هو صحيح عادت لتصغي وهي تسمع صوت اندرو وهو يستمر ) رأيتها وأنا في طريق عودتي وعندما حاولت إيقافها رفضت وقاومتني وجرت بعيدا فما كان علي سوى لحاقها أنت تعلم أنها تعرف الكثير ولا يجب أن تغادر ومن الجيد أني رأيتها قبل أن تختفي دون أن نعلم إلى أين ذهبت .. لقد فعلت الصواب
- فعلت الصواب ( صاح بايرون بغضب واستمر ) لم تفعل سوى توريطنا من جديد في البداية عمها وألان هي بما انك ماهر بهذا الشكل لما لم تخلصني من الأخرى هل وافقت على الزواج أم بعد كان عليك البارحة بعد عودتكم الحضور لرؤيتي ولكنك لم تفعل فهل أخمن أنها مازالت على موقفها ولا تريد الارتباط بك
قربت رأسها أكثر نحو الباب وهي تصغي بكل حواسها وشعرت بالثواني تمر ببطء قبل أن تسمع اندرو يقول بتبجح
- اجل لقد رفضت لا تريد الارتباط بي ماذا أفعل بحق الله هل اجبرها على ذلك لم ادع طريقة اعرفها ولم استعملها وكنت لأجبرها لو أنها لم تنشئ على يدي عمتها المتعصبة التي لم تتوقف عن إعطاء رأيها العين بي كلما سنحت لها الفرصة وجعلتها حذرة مني لما لا تحاول الضغط عليها أنت عمها
- لا أستطيع شيئا بوجود جيرالد بجوارها ( أجابه بايرون بنفاذ صبر وأضاف ) أعلمتك سابقا أن لم تقبل بك لن تكون لغيرك فأملاك ميرفيلد لن تكون لغيري مهما حصل أتفهم هذا إنها المرة الأخيرة التي أقول لك بها هذا أن لم تقبل بك تخلص منها لما لم تفعل حتى ألان أم انك ماهرا مع غيرها بهذا
- لا تستهزئ فالقد حاولت وضعت يدي عليها بهذا الشكل وما كان علي سوى دفعها إلى الأمام حتى تهوي وتختفي إلى الأبد .. ولكني لم أفعل
- لا تعلمني انك أغرمت بها
- كيف ذلك وأنا مغرمٌ بغيرها كما تعلم ولكني .. لا أعلم لما لم افعل لم أكن احتاج إلا إلى دفعة صغيرة ولكن يمكنك القول إني اعتدتُ عليها وفكرة زواجي منها تروق لي أكثر من التخلص منها
- لقد رفضتك اندرو هل تدرك هذا ( هتف بايرون بحدة به مما جعل اندرو يقول )
- توقف عن الصراخ بي
- لن افعل قبل أن تتخلص منها عليك ذلك لقد مَنَعَتني من التصرف بأملاكها وألان لديها حصة يوليانا العجوز الخرقاء وهاهي بدأت بالحضور إلى هنا ماذا سأنتظر بعد .. أن لم تتزوجها ( قال وهو يشير إلى اندرو بإصبعه مهدداً ) سأقضي عليك وعليها
شعرت برأسها يدور ويدور فوضعت يديها على الباب وأرخت رأسها كي لا تقع ولكن الصمت المفاجئ الذي حدث بالداخل جعل حواسها جميعها تعود للعمل هل شعروا بها تحركت بسرعة وهي تتلفت حولها نحو الممر المؤدي إلى المطبخ ولكنها لم تكد تصله حتى سمعت صوت الباب يفتح فاختبأت بالممر بجوار الخزانة الكبيرة وتجمدت أكثر وهي تسمع صوت اندرو الذي قال
- لأحد
- أنت واثق
- اجل
- ولكن أذناي لا تخطئان أتعتقد أن هناك من كان يصغي لنا
- لا أعلم
- خيرا لك أن تعلم ( توقف عن المتابعة وهو يرى روز تنزل الأدراج فتسائل ) أين سيدتك
- جئت للبحث عنها فهي ليست بغرفتها
حرك بيرون عينيه لتلتقيان بعيني اندرو الذي نظر إليه بدوره قائلاً
- لديك يوم واحد فقط لتثبت لي انك تستحق ما أعطيك إياه ( ابتلعت يوليانا ريقها بصعوبة بالغة بينما تحرك بايرون ليدخل غرفت المكتب ولكنه توقف ووضع يده على كتف اندرو قائلاً ) دون تردد هذهِ المرة
وانسل لداخل مكتبه فتحركت يوليانا بحذر نحو الأدراج المؤدية إلى الطابق الثاني المتصلة بالممر المؤدي إلى المطبخ وعينيها تنظران بخوف حولها لتصعد إلى غرفتها ما أن اندست في سريرها حتى فتح باب غرفتها ودخل اندرو وهو يتأمل ظهرها وقد ضمت يديها المرتجفتين إليها
- ها أنت عزيزتي أين كنتِ
واستدار حول السرير حتى ينظر إليها فضغطت يديها على معدتها قائلة وهي تحاول جاهدة أن يخرج صوتها ثابتا
- في الحمام أتقيئ لا أشعر أني على ما يرام
قرب يده نحو جبينها فحاولت بكل ما تستطيع مقاومة رغبتها بالقفز بعيداً وهو يتلمس جبينها قائلاً
- أنت محرورة
- معدتي تؤلمني ( همست بإعياء حقيقي فجثي لينظر إليها جيداً وهو يقول )
- ما كان عليك رؤيتها انظري إلى نفسك ( أخفضت جفونها قليلاً لا تريد النظر إلى عينيه التين تنظران إليها بإمعان فحرك يده من جديد ليلامس شعرها ببطء وتنسل يده إلى خدها وهي تلاحق لمسته بكل كيانها لتستقر يده على ذقنها وهو يقول ) بعد الذي حصل البارحة فكرت بنسيان الأمر أما ألان اعتقد أن علي إقناعك .. اليس كذلك ( بقيت كما هي دون حراك فحرك ذقنها نحوه لينظر إلى عينيها التين حدقتا به بذعر واستمر بخشونة ) أن وجودك هنا جيد .. بعيد عن ضغوطات والدتي
أضاف وقد عادت الرقة إلى صوته
- اندرو أنا متعبة
قالت وهي تحاول جاهدة أن تبدو على طبيعتها فاشتدت أصابعه على ذقنها وعينيه تضيقان وهو يقول
- تجدين دائما مبرراً للهرب مما أحدثك به أتعتقدين أن تصرفك البارحة لم يجرحني لتعلميني سبب رفضك أريد أن اعلم فأنت تميلين لي وليس لديك شخص أخر في حياتك وأنا على ثقة بهذا إذا لما لا تكونين زوجتي أم تراك تعتقدين أني اطمع بثروتك عليك التفكير جيدا لا لا تقاطعيني سأنسى ما حصل البارحة وسأمهلك حتى صباح الغد لتفكري بشكل سليم فكري بمصلحتك واعطني جوابك النهائي ( وترك ذقنها وتحرك ليقف وهو يضيف بثقة وقد تابعته عينيها ) عليك التفكير جيدا هذه المرة ليدي فروديت ( وتحرك نحو الباب ليفتحه مناديا على روز التي أطلت فتابع ) احرصي على راحة سيدتك ومن الأفضل أن لا تغادر غرفتها فهي متوعكة
أضاف جملته الأخيرة وعينيه معلقتين بها ثم تحرك مغادراً فانكمشت على نفسها من جديد وقلبها يخفق بجنون طالباً الخلاص من الشعور المهيب الذي تشعر به ألان بقيت ساكنه في مكانها للحظات ثم استدارت معطية ظهرها لروز واحتضنت وسادتها والخوف يملأ صدرها فما سمعته لا تستطيع تجاهله وهو يعلم أنها سمعته فهو يهددها وليست غبية كي لا تدرك ذلك رباه كيف يفكر عمها شقيق والدها بالتخلص منها ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بيدي اندرو التين أمسكتاها بقوة البارحة لو دفعها قليلاً لما كانت لتنجو لقد فكر بفعل هذا اخذ جسدها يرتعش ما الذي تنتظره هل ستبقى هنا حتى تجد نفسها كفيوليت أو أن ينتهي أمرها بالزواج باندرو بالقوة جلست بسريرها بسرعة وتلفتت حولها هاتفة بتوتر
- روز أين الحليب الم اطلب منك إحضار الحليب الطازج أين هو
انتفضت روز وأشارت إلى الكوب الموضوع بجوار الطعام قائلة
- وضعته هناك آنستي
نظرت إلى الكوب وحركت يدها لتدفع صينية الطعام قائلة بغضب
- اهذا طعام أتسمين هذا طعام أسرعي بإحضار طعام حقيقي وليس هذا
تحركت روز نحو الأطباق التي أصبحت على الأرض وهي تقول
- حسنا آنستي
- اذهبي لإحضار غيره أولا وأين ذهبت تلك الفتاة الحمقاء طلبت منها تنظيف الغرفة ولم تفعل احضريها إلى هنا على الفور لا اعلم كيف يسمح عمي لهن بهذا أن الغرفة ما زالت مليئة بالغبار ماذا تنتظرين
صاحت بروز بغضب تملكها وما يدعمه هو خوفها الحقيقي الذي تشعر به فأسرعت روز بالمغادرة بينما تحركت لتسير بالغرفة على غير هدا وما أن أطلت أني حتى هتفت بسرعة
- احكمي إغلاق الباب خلفك
فعلت ما طلبته وهي تنظر إلي يوليانا بحذر فقالت وهي تهز رأسها بذات الوقت
- اقتربي ( اقتربت بتوتر وما أن أصبحت بجوارها حتى همست لها بحذر شديد )
- أريد المغادرة من هنا ( فتحت آني عينيها جيدا بينما استمرت ) لا أريد أن يعلم احد أني مغادرة لا احد لا عمي لا اندرو ولا حتى روز لا أريد أن تهمسي لنفسك حتى بهذا ( زادت عيني آني بالتوسع فاستمرت يوليانا ( كيف أستطيع المغادرة
- أنا لا
- لا أريد أن تقولي لي انك لا تعلمين بل ستقولين لي كيف سأغادر من هنا دون أن يشعر بي احد
- لا أستطيع مساعدتك اقسم على هذا سيقتلني السيد لو علم انيـ
- لن يعلم
- لا أستطيع انه يعلم بكل شيء
- لن يعلم بحق الله ماذا تريدين قطع نقدية سأعطيك فقط أريد الخروج وتدبر عربة لتقلني حتى محطة القطارات أنا لا اعرف أحدا من العاملين هنا أما أنت فتعرفين بمن يمكنك الوثوق سأعطيك العديد من القطع النقدية وأنت أعطي من سيقود العربة قدر ما تشائين
- ولكن أن علم السيـ
- كيف سيعلم أن لم تعلميه أنت أو السائس ( وتحركت نحو حقيبتها لتخرج خمس قطع وتضعها بيد آني التي فتحت فمها عند رؤية النقود مضيفة بقلق ) حسنا
بللت أني شفتيها وعينيها لا تفارق النقود ثم نظرت نحوها وهي تغلق راحت يدها على النقود قائلة
- سأذهب لأتأكد أن كان جون سيساعدني
- أتستطيعين الثقة به
- ننوي الزواج عما قريب بالتأكيد أستطيع الثقة به
- حسنا ولكن ليكن الأمر خلال ساعة من ألان سأدعي أني ذاهبة لركوب الخيل لا لا فانا متوعكة سـ سأقول انـ اني ماذا ماذا فكري يوليانا
- آنستي سأفتعل مشكلة بين خادمتين دائمتا الخصام مما يجعل البقية منشغلين بهما لبعض الوقت أما السيد فلا اعلم كيف
- افتعلي حريقاً
- لا أستطيع ( أسرعت آني بالقول بقلق فعادت لتضيف )
- افتعلي أي شيء ليكن شجار الخادمات عندما يبدأن سأخرج من الأدراج الخلفية المؤدية إلى المطبخ ومن هناك إلى الإسطبلات
- لا سيعلمون أن جون هو الذي قام بإيصالك هل تعلمين أين تقع الطريق الفرعية المؤدية إلى النهر
- اجل
- اسلكي تلك الطريق وسيلاقيك هناك جون سأجعله يذهب إلى القرية لإحضار بعض الطحين فيخرج من ألان حتى لا يشك احد به
- انها فكرة جيدة ولكن أستطيع الثقة بك لن تخذليني استفعلين
هزت أني رأسها بالنفي وهي تقول
- لا لن أخذلك .. فيوليت كانت صديقتي وكانت تعلمني بكل ما كان يجري وأنا من أدخلتها إلى القصر لتقصدكِ ولقد ساعدِتها وأعطيتها النقود ( بدا الحزن العميق على آني وهي تضيف ) فقط لو استطاعت المغادرة والوصول إلى مزرعة مارش لكانت بخير وما كان ليستطيعوا معرفة مكانها
توقفت عن المتابعة لإنفتاح الباب مما جعل يوليانا تنتفض قبل أن تلمح روز بنظرة سريعة هاتفة وهي تدعي الغضب لتخفي توترها وخوفها من انفضاح أمرها
- هيا أسرعي بتنظيف هذه وأنت روز أتحتاجين كل هذا الوقت لإحضار الطعام ( وتحركت نحو الأريكة لتجلس وهي تضيف ) ضعي الطعام هنا
بعد أن تناولت القليل من الطعام عادت نحو السرير لتستلقي عليه وهي تدعي أنها تريد النوم وأخذت بين لحظة وأخرى تفتح عينيها مختلسه النظر على روز الجالسة بشرود , ادعت أنها تغط بالنوم العميق عندما دخل بايرون إلى غرفتها مدعي الاطمئنان عليها بينما أخذت روز تعلمه بمدى توتر وعصبية سيدتها .. إنها تكرهه لا تستطيع أن تفكر بأنه عمها لقد أعمى الجشع بصيرته لم يكن يظهر الود لها ولكنها لم تتخيل أن يصل به الأمر إلى التخلص منها بقيت ساكنه تحاول التفكير جيداً فرغبتها شديدة بالتوجه نحو منزلها وطرد إليزابيث منه ولكن عليها أولا أن تصبح بأمان ثم هناك الكثير من العمل اختلست نظرة جديدة وهي تسمع بعض الضجيج الصادر من الخارج لترى روز تقف وتتوجه نحو النافذة بفضول ثم تتحرك ببطء نحو سرير سيدتها لتتأملها وتتأكد من عدم استيقاظها ثم تتحرك مغادرة الغرفة وما أن مرت ثانيتين على انغلاق الباب حتى تحركت من سريرها وأسرعت نحو ثوبها لترتديه على عجل وتتناول حقيبة يدها وقبعتها وتفتح الباب بهدوء ثم تهم بالعودة لرؤية أحداهن تقترب ولكنها سرعان ما هدأت وهي ترى آني التي تشير لها بيدها لتسرع نحوها وهي تختلس النظر لتتأكد من خلو الممر فتبعتها يوليانا إلى المطبخ الذي خلى ثم إلى الخارج وهي تقول بتوتر ورأسها لا يتوقف عن الالتفاف بحذر
- أين بايرون واندرو
- السيد الكبير في غرفة المكتب أم السيد اندرو في غرفته وجون ينتظرك قرب النهر ولكنه لن يستطيع إيصالك أكثر من القرية ولكن لا تقلقي فهو سيرسلك مع شخص يثق به حتى المحطة
- أنت واثقة
- اجل
- حسنا أشكرك
تمتمت وتحركت بحذر لتجري نحو الأشجار التي اختفت خلفها البارحة فيوليت جرت بكل ما تملكه من قوة وهي تتلفت حولها لم تشعر بالخوف بحياتها كما شعرت به ألان كادت تصطدم بعدد من الشجيرات وهي تجري وتمسك بثوبها الطويل الواسع بكلتا يديها وما أن وقعت عينيها على عربة صغيرة خاصة بنقل البضاعة حتى خففت سرعتها وهي تتنفس بصعوبة اقتربت بحذر وترقب من العربة وإذا بشاب يخرج من بين الأشجار فتساءلت بحذر وعينيها القلقتين لا تفارقانه
- من أنت ( بدا الترقب على الشاب وهو يقول )
- جون
- من أرسلك ( تعمدت سؤاله حتى يطمئن قلبها )
- آني
- حسنا هيا بنا أسرع
قالت وهي تصعد إلى العربة فصعد ليجلس بجوارها وحرك الجياد لتنطلق بسرعة فأمسكت جيدا لاهتزاز العربة مما جعله يقول
- أسف فالطريق غير صالحة من هنا
- لا باس المهم أن توصلني
إنها لا تهتم لكل تلك القفزات التي تتعرض لها ألان أنها تريد الوصول إلى منزلها في جرترود هذا ما تريده
- أخي يعمل سائساً لأحد النبلاء وسيذهب لإحضاره من المحطة سترافقينه عند وصولنا إلى القرية
هزت رأسها بالإيجاب بتوتر وما أن وصلت القرية حتى صعدت في عربة مغلقة فاخرة مما جعلها تشعر ببعض الاطمئنان وما أن وصلت إلى المحطة حتى كانت الشمس على وشك المغيب فترجلت من العربة وهي تتنفس الصعداء لتشكر السائس وتسرع نحو القطار وهي تتلفت حولها وما أن حصلت على تذكرت القطار حتى أسرعت نحوه لتصعد به وتتوجه نحو مقطورتها لتغلق الباب بإحكام خلفها وتستند عليه وهي تصلي أن ينطلق ألان ولم تمضي عدت دقائق حتى بداء القطار بالتحرك مما جعل قدميها تتراخيا فأسرعت نحو الستار لتهدله وتجلس على السرير الصغير بقلق عليها الشعور بالاطمئنان فلقد نجت ولكنها لا تشعر بذلك التزمت بمقطورتها ولم تغادرها لتناول الطعام فاكتفت بالاستلقاء وهي تفكر بأنهم علموا باختفائها فتحت عينيها جيدا سيتبعها اجل سيفعل انه دائما يفعل هذا عليها الوصول إلى جرترود قبله أرخت عينيها بإنهاك قبل أن تبدأ الدموع بالجريان على خدها ببطء كيف استطاع فعل هذا وتلك الفتاة المسكينة رباه انه قادر على فعل الكثير إذا ماذا تفعل أن تبعها انه ألان غاضب ولاشك وكذلك بايرون ضمت الوسادة إليها بخوف شديد سيتخلصون منها أن استطاعوا الوصول إليها عادت دموعها لتغرق خديها من جديد , ترجلت من القطار بعد ظهر اليوم التالي من مغادرتها قصر ميرفيلد وهي تجول بعينيها حولها لتخفض قبعتها جيدا محاوله إخفاء وجهها وتحركت متخطيه الركاب تريد التوجه نحو العربات المتوقفة ولكنها تجمدت في مكانها وهي ترى برنار سائس إليزابيث يقف بجوار سائس أخر يتحدث معه حركت عينيها بسرعة عنه وتحركت دون تركيز فكيف وصل إلى هنا هل تعلم إليزابيث أنها غادرت ميرفيلد وأرسلته لاستقبالها أو انه جاء لاستقبال غيرها .. غيرها همست لنفسها بذعر وقد بدا القلق البالغ بعينيها وتحركت نحو مجموعة من المسافرين لتسير معهم مخفية نفسها بهم وهي تراقب برنار الذي اخذ يجول بنظرة بين المسافرين ثم عاد ليحدث الرجل الأخر وهو يشير إليه بيده إلى طول معين ويصف احدهم لتشعر بساقيها تخونانها وترفضان إطاعتها فأجبرت نفسها على السير بسرعة وقد فارق اللون وجهها
- سينطلق القطار ألان هيا اسرعوا
صاح عامل القطار وقد وقف على درجات القطار طالبا من الركاب الإسراع فأسرعت نحوه لتتخطاه إلى داخل القطار وقد تبعها بعض الركاب لتدخل نحو أول مقطورة وصلت إليها وتجلس مسرعة بجوار النافذة وتحدق بالخارج وهي تخفي نفسها إلى الخلف مفكرة بقلق من إمكانية حضور برنار لاستقبال اندرو ولكن لن يستطيع الوصول ألان إلا إذا جاء معها بنفس القطار برنار ينتظرها هي حتى لا يسمحوا لها بالتصرف قبل وصولهم بدأ القطار يتحرك فاختلست النظر نحو برنار الذي يتلفت حوله ثم اخذ يسأل الركاب الذين يغادرون القطار الذي كانت به فعادت للخلف أكثر مخفيه نفسها وقلبها ينتفض بقوى لتغمض عينيها بإعياء
- أنت بخير
فتحت عينيها بسرعة محدقة دون تركيز بالرجل الجالس أمامها مفكرة من أين حضر قبل أن تحرك رأسها نحو المرأة الجالسة برفقته ثم عادت إليه وقد بدا الاهتمام بنظراته قائلة بصعوبة
- أنا بخير ( وعادت بنظرها نحو النافذة بتوتر لترى أن سرعة القطار تتزايد لتجحظ عينيها وقد أدركت لتو أنها صعدت إلى قطار لا تعلم حتى وجهته فهتفت وهي تنظر إلى الوجهين الذين لم تشعر بوجودهما عندما دخلت المقطورة ) إلى أين يتوجه هذا القطار
بقيت عيني الرجل مستقرتان عليها دون حراك قبل أن يقول باهتمام
- ألا تعلمين إلى أين يتوجه هذا القطار
- لا
هزت رأسها بالنفي بنفاذ صبر وقد تفاقم توترها لما يحل بها فعقد الرجل حاجبيه لقولها ونظر إلى المرأة الجالسة بجواره ليتبادلا النظرات قبل أن يعود إليها قائلاً
- سيتوقف في شولتز ورام ومن ثم يلفير
- شولتز و .. رام ويلفيـ ( اخذ صوتها بالاختفاء بالتدريج قبل أن تعود للهمس بصعوبة ) يا ألاهي
عادت بنظرها نحو النافذة وهي تشعر بالعجز فلم تقصد أين منها من قبل ولم تسمع بهم حتى
- الستِ متجها إلى أين منها ( تساءلت المرأة بفضول وهي تراقبها فهزت رأسها لها بالنفي وقد شحب وجهها فعادت المرأة لتضيف ) الم تحصلي على تذكرة قبل صعودك كانوا ليعلموك بالأماكن التي يتوجه لها القطار
عادت لتهز رأسها بالنفي دون أن تفارق عينيها النافذة
- العامل الذي يجمع التذاكر لن يروق له الأمر
نظرت إلى الرجل الذي قال ذلك قبل أن تقول
- اعتقد ذلك ولكنهم يوافقون على أن اشتري واحدة بالتأكيد
- اجل
أجابها فهزت رأسها ببطء وعادت بشكل إلي نحو النافذة لقد فقدت عقلها أو أنها على وشك ذلك ما كان عليها الصعود إلى هذا القطار لقد سمحت لهم بالوصول قبلها إلى جرترود سيطر عليها القلق من مجرد فكرت حدوث هذا فأسندت رأسها على المقعد خلفها بإنهاك جسدي ونفسي ولم يحاول أيا من الرجل أو المرأة محادثتها وقد انشغل الرجل بقراءة كتاب بينما أخذت المرأة بتطريز وقد شردت يوليانا وعند توقف القطار عند أول محطة له ترجلت منه أملة بوجود قطار يتوجه بها إلى جرترود من جديد وما أن لامست قدميها رصيف المحطة حتى أسرعت مجموعة من الأطفال لتحيط بها وهم يرفعون أيديهم قائلين
- أنا احمل حقائبكِ
- لا دعيني أنا احملها
- لا أنا أقوم بهذا ( نظرت بالوجوه الكثيرة التي أصبحت حولها قائلة )
- لم احضر أي حقائب معي
- لا لا ابتعدوا أنا سأحملها ( نظرت إلى الصبي الصغير والذي لا يتجاوز السنوات الست وهو يدفع برفاقه من حوله وهو يمسك بكلتا يديه بنطاله الواسع كي لا يسقط وما أن أصبح أمامها حتى رفع رأسه ذو العينين الدائرتين والفم والأنف الصغيرين قائلاً ) أنا احملها لك
- ابتعد ( دفعه صبي أخر اكبر منه إلى الخلف فتحركت مبتعدة عنهم وهي تقول )
- لا أحمل سوى هذه ( مشيرة إلى حقيبة يدها وتوجهت إلى شباك التذاكر متسائلة ) أيوجد قطار عائد إلى جرترود
- مساء الغد
- مساء الغد
- اجل
ابتعدت بذهول وهي تتنفس بصعوبة ماذا تفعل ألان إنها مجبرة على البقاء هنا حتى مساء الغد
- احمل لك حقيبتك أستطيع ذلك ( حركت رأسها إلى محدثها الذي يسير معها لتجد اصغر الأطفال والذي مازال يمسك ببنطاله بكلتا يديه يتبعها مبتسما وهو يستمر ) هل أحملها
بدا التفكير عليها قبل أن تقول متجاهلة طلبه
- أين أجد فندقاً جيداً بهذه البلدة
- سأرشدك إلى واحدا جيد ( قال وأسرع أمامها لتتابعه وهو يتوقف قرب إحدى العربات ليبادرها عند اقترابها ) يوجد مكان في هذه العربة فهي متجها إلى البلدة وهناك يوجد فندقا جيد لا يقصده سوى النبلاء
فتحت حقيبتها وأخرجت منها قطعة نقدية قدمتها له مما جعل عينيه تفتحان جيدا هو يتأملها قائلا
- أهذه لي
- اجل احتفظ بها
أجابته وهي تصعد العربة , جلست في غرفة صغيرة في الفندق وقد ادعت أنها بانتظار بقية أفراد عائلتها الذين ستحضر خلفها لتتوقف زوجة صاحب الفندق عن طرح الأسئلة عليها نظرت حولها في أرجاء الغرفة ثم أخذت تفك أزرار ثوبها من العنق لتتوقف يدها وهي تتلمس عقدها لتحتضنه بقوة فهو شعار عائلتها وقد ورثته من والدها وستورثه لأطفالها خلعته ببطء ووضعته براحة يدها متأملة إياه قبل أن تعود لتغلق كفها عليه أن كان بايرون يريد الاستيلاء على كل شيء فهي لن تسمح له بذلك انه حقها ولن تعطيه إياه مهما كلفها هذا ألان فقط علمت لما تركت لها عمتها كل شيء لابد وأنها كانت تعرف جشع بايرون وما كان ليعطيها حقها لو لم تفعل عمتها هذا عادت لترتمي على السرير عليها الذهاب إلى جيرالد اجل هذا أول ما ستفعله عند وصولها لجرترود فهو الوحيد الذي يستطيع الوقوف بوجه عمها واندرو , جلست شاردة في قاعة الطعام وقد وضع عشائها أمامها لتتناوله دون شهيه ولكن معدتها أخذت تطالبها بذلك تناثر القليل من النزلاء في القاعة شبه الفارغة لتتعلق عينيها بامرأة كبيرة في السن مُقعدة يجر مقعدها رجلاً طويل القامة ليستقرا على الطاولة خلفها لتعود بها الذاكرة إلى عمتها في أشهرها الأخيرة فلم تعد قادرة على السير وقد اخذ منها المرض كل قوتها
- بتأكيد سيسر سترانس فهو لا يفضل مغادرة دلبروك دون وجودي في المنزل
شد قول السيدة المسنة انتباهها وأخرجها من شرودها فأصغت رغما عنها لهما والرجل يقول
- أن أونيل موجود وما كان له الاستعجال بحضورك
- أنت تعرف كيف يكون الأمر عندما يختص بأونيل كما أني أأكد لك انه ليس موجودا هناك لهذا لا أريد التأخر متى سننطلق إلى دلبروك
- بعد العشاء أن شئتِ
- هذا يناسبني
رمشت وعادت لتتابع تناول طعامها محاولة التوقف عن الإصغاء لهم ولكن تفكيرها منصب على دلبروك .. دلبروك اجل هذا ما قالته فيوليت أغمضت عينيها وفتحتهما محاولة تجاهل الفكرة التي خطرت لها , جلست في فراشها بعد تناول العشاء وعينيها ترفضان النوم فتحركت جالسة ومحدقة أمامها دون رؤية شيء وقد شردت بعيدا مساء الغد ينطلق القطار إلى جرترود حسنا أمامها النهار بأكمله تناولت حقيبتها وأفرغت محتوياتها على الغطاء لتتناول كيس نقودها لتفرغ ما به وتحدق بالقطع النقدية لتشرد للحظات وهي تتذكر فيوليت لتغمض عينيها ببطء وهي تشعر بالألم هل سيعلمون عائلتها أنها قد فارقت الحياة أم أنهم لن يأبهوا للأمر عادت لتحدق بالنقود لتتناول بعضها وتعيدها إلى الكيس تاركة عددا منها أمامها أن أفضل ما تفعله هو أعلام عائلة فيوليت بوفاتها وتقديم بعض المال لهم على ذلك يساعدها ويريحها قليلاً فهي تشعر بذنب كبير فالو لم تعطها النقود لما هربت وقتلها اندرو رغم انه على ما يبدو كان ينوي التخلص منها أجلا أم عاجلاً المسكينة كانت تعرف هذا , كان أول شيء فعلته بعد تناول الإفطار هو استقلال عربه تتوجه بها إلى دلبروك انكمشت على نفسها وعقدت أصابع يديها في حجرها وهي تشعر بالبرد القارص اختلست نظرة إلى المرأة التي صعدت إلى العربة معها وبرفقتها ابنتها وقد شعرت بتأمل المرأة لها فاخفضت قبعتها قليلاً وأخذت تحدق من النافذة بحذر توقفت العربة بشكل مفاجئ وصاح سائسها بقوة
- أين السيدة التي تريد مزرعة مارش ( ترجلت يوليانا من العربة وهي تقول )
- هل وصلنا
- اجل ها هي أترين هذه الطريق ( وأشار إلى طريق صغيرة ضيقة في نهايتها منزل خشبي صغير فهزت رأسها بالإيجاب للسائس الذي أضاف ) تلك هي
شكرته وانتظرت حتى انطلقت العربة من جديد لتتحرك ببطء نحو الطريق وهي تتأمل المنزل الصغير وقد وضع على احد نوافذه المكسورة قطعة من القماش لتمنع دخول الرياح اقتربت من السور الخشبي الذي يحيط بالمزرعة وهي تنظر إلى الأرض التي تلي المنزل وقد شاهدات أشخاصاً يعملون بها اقتربت من باب السور وعينيها تتأملان المرأة التي استقامت بوقفتها على صياح الأولاد الذين جرو نحو يوليانا لتستدير المرأة ببطء نحوها بينما تابعت يوليانا الأطفال الذين جرو نحوها هاتفين
- لقد حضرت هاهي لقد واصلت أسرعي أمي
نظرت نحو الوجوه الفرحة بتمعن وحيرة بينما سارت المرأة نحوها ببطء وهي تمعن النظر بها لتتعلق عيني يوليانا بها ومازالت عاجزة عن معرفة سبب حماسة وفرحة الأطفال برؤيتها ثم سرعان ما تعلق نظرها بأصغرهم وهي تذكر هذا الوجه جيداً
- يا ألاهي ( همست المرأة وقد أصبحت قريبة منها فعادت بعينيها إليها لتراها ترفع يدها المرتجفة نحو فمها وهي تضيف ) حضرتِ أخيرا ( ودمعت عينيها وهي تقترب منها مضيفة ) بدأت اقلق لتأخرك الحمد لله على انك بخير فيوليت
واحتضنتها بقوة بينما بقيت يوليانا جامدة في مكانها وقد احتضنتها تلك السيدة الغريبة بقوة ففتحت عينيها جيدا وحاولت الابتعاد عنها وهي تقول
- أرجو المعذرة ولكنـ
- اعتقدت انك لن تحضري ولكنك فعلت ( قاطعتها المرأة بلهفة وهي تبتعد عنها وتمسح عينيها بكفها مستمرة ) كم أنا سعيدة لتمكنك من الحضور ولكن لما لم تقولي متى ستحضرين كنت لأدع جاك يحضرك من المحطة عندما تأخرت بالحضور اعتقدت أن أمرا ما جرى ولكن لا أنت بخير اليس كذلك ( بقيت عيني يوليانا معلقتين بها وقد فتحت مقلتيها عاجزة عن إجابتها بينما أضافت المرأة بسرعة ) أنت شاحبة لابد وان الرحلة كانت طويلة ومرهقه تعالي ( أمسكتها من يدها وسحبتها معها نحو المنزل وهي تضيف ) أسرعوا وجهزوا النار سنتناول الطعام أنت ولابد مرهقه ويل ما بك أسرع ( هتفت لابنها الأصغر وقد وقف بعيدا محدقا بيوليانا التي سارت مع والدته وهي تنظر إليه ثم عادت نحو السيدة التي تسحبها معها وهي تضيف ) كم انتابني القلق لتأخرك لو كان دوناند هنا لـ ( أمعنت النظر بالمرأة التي ما أن نطقت اسم زوجها حتى اختلفت ملامح وجهها وخف صوتها ثم هزت رأسها هزة خفيفة وهي تحاول الابتسامة وتنظر نحوها وهي تفتح باب المنزل قائلة وهي تسحبها إلى الداخل ) أنا حقا سعيدة بحضورك ( وتركتها وأسرعت نحو المدفئة لتنحني نحوها وتبدأ بوضع الحطب بها ويساعدها صبي لا يتجاوز الثانية عشرة وفتاة في السابعة وقد ارتدوا ثياب رثة بالية حركت رأسها حولها بأرجاء الغرفة الخالية تقريبا إلى من طاولة قديمة وبعض المقاعد الخشبية حولها وأريكة واحدة وضعت قرب المدفئة أعادت نظرها نحو المرأة التي أشارت إلى فتاة تشبه لحد كبير شقيقتها التي تساعد والدتها بإضرام النار قائلة ) رولان احضري بعض الماء
أسرعت الفتاة إلى الخارج بينما قالت يوليانا
- أرجو المعذرة سيدتي
- لا تناديني سيدتي ( قاطعتها قائلة وهي تستدير إليها وتنفض ثوبها الأسود المغبر مستمرة ) أنا زوجة عمك جينا نادني جينا فقط وليس سيدتي ولا شيء أخر
- ولكن سيدتي على إعلامك أن سوء فـ
-لا تكوني خجولة لقد أعلمني دوناند ( وغصت للمرة الثانية وهي تذكر اسم زوجها لتتدارك ذلك مستمرة ) انك خجولة ولا تختلطين بالناس كثيرا إننا هنا أسرتك وهؤلاء ( وحركت يدها مشيرة إلى الأطفال ) أبناء عمك
- لكن ما أحاول قوله هو أني لستُ
توقفت عن المتابعة وهي تسمع صوت جلبه من الخارج فأسرعت جينا بالتخطي عنها إلى الخارج وقد بدا القلق على وجهها وأسرع الأطفال خلفها مما جعل يوليانا تحدق حولها بذهول غير مصدقة ما يحدث ثم تحركت نحو الباب لترى مصدر هذه الأصوات لتشاهد رولان التي ذهبت لتحضر الماء قد وقعت وأصابت قدمها فأسرعت جينا بحملها إلى داخل المنزل لتضعها على الأريكة وهي تقول
- هل علي دائما أن اكرر لا تركضي انظري ألان لقد اصبتي ركبتك روي اعطني قطعة من القماش ( أسرع الصبي بالجري إلى الغرفة المجاورة والوحيدة ليخرج منها مسرعا ومناولا والدته منديلاً بينما تتابع يوليانا ما يجري حولها فأخذت جينا تحكم لف ساق رولان وهي تقول ) جيسي ضعي الطعام على النار ( ونظرت إلى يوليانا بنظرة سريعة قبل أن تعود نحو ابنتها وهي تقول ) اجلسي فيوليت أنت متعبة ولاشك

هناك 29 تعليقًا:

  1. ماشالله تبارك الله عندك حس أدبي رائع وجميل ..قليلة كلمة جميلة فيها

    ردحذف
  2. قصة رائعة حقا انت يا عزيزتي مبعدة من الدرجة الاولى في كل مرة تنزلين لنا قصة اجمل مما سبقها لدرجة انننا لم نعد نعرف اي قصة مفضلة في كل مرة اقول هذه هي الاجمل ثم اراك تنزلين اجمل منها لذا اتمنى لك كل الخير ودوام الكتابة بهذه الطريقة الرائعة ونحنا دوما بأنتظار جديدك

    ردحذف
  3. انت كاتبة رائعة ولديكي مخيلة مذهلة شكرا لك لسماح لنا بمشاركتك لقصصك وافكارك الرائعة

    ردحذف
  4. طارق جراد :-الصورة معبرة جدا على البراءة ولكن هذا لا يمنع التألق والإبداع والعمل الفني الرائع وان شاء الله الى الأمام

    ردحذف
  5. القصة أكثر من رائعة وتدل على إبداع حقيقي
    بوركت أناملك ، ولكن لي سؤال هل إنتهت القصة ؟!

    ردحذف
  6. غاليتي/دنيا
    قصة كتير رائعة في غاية الروعة والجمال
    سيناريو وحوار إبداعي بإمتياز ..
    سلمت أناملك على الأطراء المميز

    ردحذف
  7. لم اكن يوماً لأقراء رواية
    ولكن لم اعرف لما توقفت عند روايتك وقراءتها
    لا أفهم ماذا حدث لي لكي اقراءها
    شكراً هذا النسيج المميز
    واتمني ان اري رواياتك اشهر واقوي ويكون اسمك نجم لامع في سماءالرواية والقصة
    شكراً علي ما قراءت

    ردحذف
  8. روعه والله وكلمات جميلهhttp://abody22.blogspot.com

    ردحذف
  9. رائعة بحق سيدتي دنيا

    لكم أرق تحياتي

    ردحذف
  10. رائع رائع
    لكي تحياتي على اجمل الكتابات

    ردحذف
  11. واحة من الابداع
    دمتى رائعة
    اجمل تحاياى

    ردحذف
  12. رائعة ايتها الانثى
    رواية سافرت في اركانها الي عالم الخيال
    ولايسعني الا ان اقول سلمت افكارك وكلك
    واستمري الى عالم الابداع سيدتي
    وتحياتي لكي بحجم الكواكب

    ردحذف
  13. شدتني الرواية واسلوبك في كتابتها
    رآئعة بالفعل !!

    ردحذف
  14. اتشرف بكم كعضو من اعضاء مدونتي

    http://watanpal.blogspot.co.il/

    ردحذف
  15. معبرة ورائعة بأسلوب مبتكر
    مع التحية والتقدير

    ردحذف
  16. رائعة ياعزيزتي ذكرتني بكلاسيكات جين اوستن وشارلوت برونتي ...استمري

    ردحذف
  17. اسعد الله صباحكم ..
    ساعدوني في نشر مدونتي حسنه
    بوضع بنر في مواقعكم وصفحاتكم الخاصه
    فيس بوك وتويتر وغيرها ..
    وانشاء رساله خاصه بها
    ودعمها بالرابط
    http://7-sanh.blogspot.com/
    حسنه مدونه لعرض الأعمال الخاصه بمشروعي الخيري
    كونوا معي وبالقرب مني
    لنكن يدآ بيد لغدِ افضل بإذن الله
    لنرسم ابتسامه بوجه شيخ ولنغرص امل بقلب يتيم

    وشكرآ سلفآ لكل من سيقف بالقرب مني

    ردحذف
  18. رائعة جدا استمري بانتظار جديدك

    ردحذف
  19. رائعه جدا جدا وتللك الرويات احب ان اقرئها كثيرا تقبلى احترامى وبالغ تقديرى

    ردحذف
  20. سلمت يداكي , ثابري واستمري ننتظر المزيد

    اخوكي العاشق الباشق

    ردحذف
  21. كم ابرقنـ ي ما كتبتي عزيزتي..

    واحسست بأفكااركي الرائعـ هََ

    قليله كلمة جميله .. فيها بل هيه رااائعه وجميله ،،

    بل مبدعه..

    اسعدني ما قرئتوو هنااا ..

    يسعدني ان تخطي هنااا ..
    http://fmtoo.blogspot.com/
    اختي عبارات الحياة

    ردحذف
  22. لم الأسماء الأجنبيه؟ ان لم تكن هذه الروايات مترجمه،،

    ردحذف
    الردود
    1. لان القصة لا تصلح ان تكون باسماء عربية وان كان لديك شك باني لم اقم بتألفها فانا اتحداك ان تحضر لي النسحة الاجنبية عنها

      حذف
  23. الردود
    1. اضغطي على رسالة (رسالة اقدم ) في الاسفل او على جانب المدونة الشمال هناك كل رواية مع صورتها و روابط صفحاتها

      حذف
  24. انا قرأت جميع روايات وجميعها قمة الروعه والجمال ...لكنني االاحظ انك توقفت عن الكتابه ولم اعرف لماذا....نصيحتي لك وااصلي سرد رواياتك ولاتتأثري بالنقد فأنت من اميز الكاتبات بالنسبة لي ولكثير من القراء ولي طلب هل تسمحي بنقل ومشاركة رواياتك ...واخيرا ان كان لك موقع اخر لاعمالك انشريه. .. وتسلم اناملك وقلم المبدع عزيزتي

    ردحذف
    الردود
    1. اهلا فيك وسرني اعجابك برواياتي .. قلت كتاباتي بسبب انشغالي ولا محل للانتقادات في حياتي فانا امور عليها مرور الكرام فكل شخص يعبر عن نفسه وليس عني لذا لا اكترث للانتقادات السلبيه فانا انسانه متصالحة مع نفسي جدا .. لا انشر رواياتي الى في هذه المدونة ولا اسمح بنشرها خارجها بسبب تعرضي لسرقتها اكثر من مرة ونشرها في مواقعة اخرى دون ذكر حتى اني مؤلفتها مما يعرضها للسرقة ونسب تأليفها لغيري لذا اعتذر منك فلا رغبة لي بنشرها في اي مكان اخر من يرغب بقرأتها اهلا به بالمدونة ومدونتي مجانيه يستطيع اي كان الوصول اليها كما ان عمرها فاق ١٠ سنوات ..فاهلا بك واسعدني تعليقك واقوم حاليا بكتابة رواية جديده عند انتهائي منها سانشرها ان شاء الله

      حذف