انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


السبت، 8 نوفمبر 2014

رواية إدعاءات زائفة من 1 - 7

إدعاءات زائفة


- عمتَ مساء .. ( بادرت ايسي الرجل الذي فتح باب منزله الفاخر المستقل ذا الطابق الواحد وأمام تأمله لها بحيرة أضافت لتتأكد ) السيد اندروز ( هز دانيال رأسه لها بالإيجاب فأضافت ) أنا ايسي وندل من شركة بيندن أرسلتني فاليري لرؤية المدفئة
- لم أتوقع حضورك اليوم .. تفضلي .. ( قال وهو يتراجع للخلف لتدخل ففعلت وهي تقول )
- لقد تركت رسالة على المجيب الآلي بعد عدة محاولات فاشلة على هاتفك ( رفع حاجبيه وهو يغلق الباب قائلا )
- اجل لقد كان مغلقا وقد فتحته للتو ولم أتفقده بعد ولكن لا مشكلة تفضلي من هنا
أضاف وهو يشير لها بيده لتدخل الى الغرفة المجاورة للباب ففعلت وهي تنظر نحو المدفئة الحجرية التي تتوسط حائط غرفة الجلوس لتقترب منها وهي تتأملها باهتمام زائف فأخر عمل قد ترغب به الان هو هذا فلقد زاد الأمر عن الحد ولا تعلم أن كانت تمتلك الصبر الازم لمجارات فاليري فتساءلت وهي تحدق بزبون فاليري المميز ولابد فقد فرضت عليها المرور عليه رغم أن دوام عملها في الشركة قد أنتهى قائلة
- هل لديك تصميم معين أم ترغب برؤية بعض النماذج التي معي
- سأرى ما معك أولا
فتحت حقيبتها وأخرجت منها مجموعة من النماذج لتقدمها له وهي تقول
- أن راق لك أحدها ننفذه بالطبع مع أضافت طابعك الشخصي
تناولهم منها وهو ينظر نحو ساعته ليتصفحهم على عجل بينما توجهت نحو المدفئة تتفحصها وقد بدأت بعض أحجارها بالتآكل غير هذا لا يعيبها شيء تلمست الأحجار المتآكلة قبل أن تلمح الغرفة التي تم تأثيثها بعناية وذوق رفيع لذا لمحت دانيال الواقف يتفحص النماذج بعجل متنقلة بنظرها من وجهه ذا الملامح البارزة والجذابة الى بلوزته السوداء الأنيقة وبنطاله الجينز قبل أن تعود نحو رف المدفئة محدقة بكوب القهوة الساخن الذي وضع عليه وبجواره هاتف نقال لتحرك نظرها نحو مجموعة من الكتب الموضوعة على الرف المجاور للمدفئة من ثم الطاولة التي تقع في وسط الغرفة والتي وضع عليها جهاز الكومبيوتر وفوقه نظارته الطابع الذكوري يطغى على المكان وليس هناك لمسة أنثوية نظرت اليه وقد اقترب ليقف بجوارها قائلا وهو يشير نحو احد النماذج
- هذه مناسبة ( نظرت الى حيث يشير لتقول وهي تتأمل ما اختاره )
- سأعمل على أن تكون مناسبة ومتناسقة مع الغرفة أيروق لك حجمها
تساءلت مع رنين هاتفه النقال فرفع يده ليتناوله وهو منشغل بتأمل النموذج قائلا
- تبدو اكبر حجما من هذه لذا ستضطرين الى جعلها بنفس حجمـ ( أصدرت شهقة مقاطعة إياه وهي تتراجع بسرعة للخلف بينما أسرع بإمساك كوب القهوة الذي ارتطمت يده به وهو يحاول تناول الهاتف ليقع ويتناثر ما به عليها لتبعد قميصها الأبيض بسرعة عن جسدها وهي تفتح عينيها جيدا بينما أسرع بالقول ) اعتذر اعتذر يمكنك استخدام الحمام إنه هناك
أسرعت الى حيث أشار وهي تفك أزرار قميصها الأبيض لتدخل الحمام بسرعة وتخلعه متنفسة الصعداء فلقد اعتقدت أنها احترقت اقتربت من المغسلة لتفتح الماء وتضع القليل على جسدها
- هل أنت بخير ( تناهى لها صوت دانيال المتسائل بقلق وهو يضيف ) أتحتاجين الى المساعدة هل أتصل بالطب
- لا لا أنا بخير
- أنت واثقة
- اجل .. أمهلني قليلا وسأخرج
- لا بأس خذي وقتك
قال وهو يسمع صوت رنين هاتفه من جديد فتوجه نحوه بينما تنفست بعمق وهي تحدق بالاحمرار الطفيف الذي علق بجسدها ولكنه ليس بشيء يذكر لذا تركت الماء تسيل على قميصها محاولة إزالت أثار القهوة التي علقت به وما أن انتهت حتى تلفتت حولها لترى قميصا زرقاء معلقة بالحمام تناولتها لترتديها وتغلق أزرارها محدقة بنفسها بعد أن انتهت فتنورتها السوداء الرسمية التي تصل الى ما فوق ركبتيها بالكاد تظهر من تحت هذا القميص الذي تفوح منه رائحة عطر صاحبه .

- أجل ( قال دانيال وهو يفتح الباب الذي طرق من جديد وبنفس الوقت ينهي مكالمته الهاتفية ليضع الهاتف بجيب بنطالة مضيفا لرؤية عمته أمامه ) عمتي فرانسيس .. تفضلي
- لا بأس اعلم انك قد وصلت للتو ولكني كنت قد أعلمت والدتك أني ساترك لها هذه معك فهلا أوصلتها لها متى سنح لك الوقت
تناول الصندوق الكرتوني منها متسائلا
- أهي مجموعة جديدة
- اجل وحرص عليها جيدا فـ ( توقفت عن المتابعة وعينيها تحدقان من فوق كتفه مما جعله ينظر بدوره الى الخلف لتتعلق عينيه بايسي التي أطلت وهي تحمل قميصها
- ارجوا المعذرة ( قالت وهي تنقل نظرها عن السيدة التي تتأملها بفضول نحو دانيال مضيفة ) أريد تجفيفها
أشار الى أخر الممر وهو يقول
- ستجدين هناك كل ما تحتاجين إليه
تحركت الى حيث أشار لتدخل الغرفة وتنشغل بوضع قميصها بالمجففة بينما عاد برأسه نحو عمته التي التمعت عينيها قائلة
- لم أعلم أن لديك ضيوف وإلا ما كنت حضرت الان
- أنتِ مرحب بك في أي وقت
- يالك من شقي إنها فاتنة بحق .. منذ متى
قالت وهي تشير بعينيها الفرحتين الى حيث اختفت ايسي فبدت الحيرة عليه لوهلة قبل أن يسرع بالقول وقد أدرك ما عنته
- لا لا لقد فهمتي الأمر بطريقة خاطئة انـ ( ولكنها قاطعته قائلة )
- كم اشعر بالراحة الان الان فقط أستطيع القول انك على مايرام
زادت ملامح الحيرة عليه أكثر قبل أن يقول ببطء
- أولم أكن على مايرام
- لقد كنا جميعا ( قالت بحنان ومحبة مستمرة ) نشعر بالحزن بسبب ما حصل وها قد مضى عام كامل على ذلك وأنت لم تواعد احد لن تستطيع أن تصدق مدى الارتياح الذي سيشعر به والداك عندما يعلموا انك قد تخطيت تلك المرحلة من حياتك
بدا عليه الامتعاض لما سمعه فالم يكن يعلم أن عائلته مازالت تشعر بكل ذلك القلق فمحاولات والدته الدائمة بدفعه الى مواعدة بعض بنات صديقاتها جعله بالنهاية يدعي انه يواعد إحداهن واعتقد أن هذا الأمر قد أزال قلقهم ولكنه لم يكن يعلم أن لا أحد يصدقه فقال
- أعلمتكم أني أواعد إحداهن الم افعل
- اعتقدنا انك تحاول جعل والدتك تتركك وشأنك ( أجابته وهي تقترب منه بمحبة لتعقص خده مما جعله يرفع حاجبيه وهي تستمر ) أنت فتى جيد وتستحق الأفضل إياك أن تعتقد غير هذا فتصرف إحداهن بحماقة لا يعني أنهن جميعهن سيتصرفن هكذا أنا جدا سعيدة من أجلك وهي تبدو مناسبة
- إن ما تعتقدينه ليس صحيحا فليست من أقوم بمواعدتها
- لما تحاول إخفاء الأمر
- كل ما هناك انـ
- لا لا ليس عليك إخفاء هذا تأكد تماما أننا ندعمك لذا دع الماضي ولا تجعله يهز ثقتك بنفسك فتلك الشقراء الحمقاء لم ترقني يوما أما ذوات الشعر الغامق إنهن رائعات أحسنت الاختيار كما أن عينيها جميلتين بالتأكيد ما كنت لتختار اقل من هذا
- عمتي هلا اصغيتي لي
- اجل عزيزي أنا أصغي وأنا أعرفك جيدا وأتفهم لما تحاول إخفاء الأمر ولكن عليك أن تدرك كم سيغير هذا شعور والديك أصبحت والدتك مؤخرا تتحدث مع نفسها من قلقها عليك
نقل عينيه بوجه عمته يريد إيضاح الأمر لها ولكنه لم يفعل فما قالته للتو جعله يصطنع ابتسامة قائلا
- رغم ذلك هلا ابقيتي هذا الأمر فيما بيننا فالست واثقا من مشاعري تجاهها حتى الان ولا أريد أن أقدمها لوالداي ويفشل الأمر من جديد كما تعرفين هذا سيجعل والدتي بوضع سيء
أضاف وهو يعلم أن عمته لن تخفي أمرا كهذا عن والديه وبذات الوقت لن يحدثونه بالأمر لطلبه منها عدم إعلامهم وبذلك يتخلص من تدخلهم بحياته الشخصية وسيشعرون بالراحة لأنه يواعد إحداهن
- اجل بالتأكيد عليك التأكد من مشاعرك فبعد الذي حدث أنت محق تماما بما تفعله ولا احد يلومك وصدقني ليس كل الفتيات بحماقة ليليا
اخذ التجهم يسري الى وجهه أكثر فأكثر فالقد مر عام على فسخ خطوبته وهاهي عمته تذكره بذلك وكأن هذا حدث بالأمس فحاول من جديد تجاهل أفكاره قائلا وهو ينظر الى الصندوق بين يديه
- دعيني أضعه جانبا ( وضعه بجوار الباب وهو يشعر بإيسي تطل وقد عادت لارتداء قميصها فأسرع بالقول وهو يمسك حافة الباب كي لا تراها عمته ) لدي بعض العمل الذي على إتمامه كما ان علـ
ابتسمت فرانسيس وقد رأت ايسي قبل أن يحاول إخفائها بالباب لتقاطعه قائلة
- الن تقدمها لي .. لن اعلم والديك
- ليس بالوقت المناسب .. أني غير واثق من مشاعري اتجاهها ولا أريد أن أتورط من جديد هلا أمهلتني بعض الوقت تعلمين اني بحاجة لبعض الوقت 
- حسنا .. حسنا سأراك لاحقا .. هل أرسلت تحياتي لها على الأقل ( هز رأسه بالإيجاب فلمحته بمكر قائلة ) أنا واثقة انك ستعرفني بها قريبا اليس كذلك
- اجل ( أجابها باقتضاب وما أن ابتعدت حتى تنفس الصعداء وأغلق الباب ليستدير محدقا بايسي التي تقترب وهي منشغلة بتفقد قميصها مما جعله يقول ) لا اعلم كيف وقع ارجوا أن لا تكوني قد تأذيتي
- أنا بخير
- أنت واثقة
- اجل
أجابته وهي تهم بالدخول الى الغرفة من جديد فتابعها بنظره قبل أن يهز رأسه لقد جن ولابد ليدعي ذلك أن كل ما بالأمر أن لا وقت لديه توقف وضاقت عينيه ليس عليه خداع نفسه فهو لا يستطيع مجرد التفكير بمواعدة إحداهم لقد شعر بنقمة كبيرة على ليليا جعلته يكره مجرد فكرت مواعدة إحداهن لقد هزت ثقته بالنساء دون أدنى شك
- هذا ما وقع اختيارك عليه
بادرته وهي تنظر اليه حاملة النموذج الذي اختاره فهز رأسه لها بالإيجاب فاستمرت وهي تعيدهم الى حقيبة يدها ) أعلمتني فاليري أن لديك تشقق بإحدى الغرف ايضا وترغب بإخفائه
- اجل
أجابها وهو يسير فتبعته ليفتح باب الغرف داعيا إياها للدخول وهو ينير الضوء ففعلت لتجول بعينيها بالالات الرياضية المنتشرة بالغرفة قبل أن تحدق بسقف الى حيث أشار وهو يقول
- لا اعلم ما المشكلة ولما تشقق بهذا الشكل أريد إصلاحه بحيث لا يظهر إي عيب .. تستطيعين ذلك
تساءل وهو ينظر اليها فهزت رأسها بالإيجاب قائلة
- بكل تأكيد .. لقد تهاوى الجبس ويمكننا إعادة بناءه من جديد لا مشكلة بذلك .. سأحضر غدا باكرا مع العاملين
أضافت وهي تتحرك خارج الغرفة
- ماذا تعنين بباكرا ( تسائل وهو يحدق بساعته وقد تأخر عن موعده فقالت )
- الثامنة صباحا
- سأحاول أن أكون مستيقظا
قال وهو ينظر اليها متأملا عينيها الواسعتين ذوات الرموش الكثيفة والطويلة وقد أجادت وضع بعض الماكياج الخفيف الذي يبرز لونهما العسلي مفكرا أن عمته على حق
- أعلمتني فاليري أن الأمور المادية ستناقشها معك هي ( هز رأسه موافقا فتحركت نحو الباب الخارجي مستمرة ) إذا اسمح لي .. عمت مساء
وتحركت مغادرة ومتجه نحو سيارتها التي أوقفتها أمام باحة المنزل لتصعد بها وتعود بعينيها نحو دانيال الذي أسرع بدوره بالمغادرة ليصعد بسيارته المتوقفة بالمراب المفتوح لينطلق بها مبتعدا بينما حركت سيارتها بهدوء بالاتجاه المعاكس وهي تضع سماعة هاتفها لتتصل بخالتها قائلة عند إجابتها
- هل تأخرت
- اجل أين أنت
- في الطريق اليكم .

طرقت أكثر من مرة في صباح اليوم التالي قبل أن يفتح دانيال الباب ناظرن اليها بعينين ناعستين مشوشتين وهو يرتدي شورتا يصل الى ركبتيه وفانلة بيضاء لتبادره
- ارجوا المعذرة لإيقاظك ولكن علينا البدء بالعمل 
رمش وقد بدا الضيق عليه قبل أن يشير بيده نحو الداخل وهو يبتعد قائلا 
- حسنا ولكن حاولوا أن لا تصدر ضجيجا
وعاد بأدراجه نحو غرفته بينما رفعت حاجبيها لابد قد نسي أنهم سيهدمون المدفئة فكيف سيفعلون هذا دون إحداث ضجيج نظرت الى الخلف مشيرة للعمال الثلاثة بالدخول وقد انشغلوا بإنزال المعدات من السيارة لتعطيهم التعليمات ويبدأوا بالعمل بينما أخذت بتفقد التصميم الذي سيقومون ببنائه قبل أن تلمح دانيال الذي اطل من جديد ليجول بنظره بينهم قبل أن يقترب منها متسائلا
- كم تحتاجون للانتهاء
- سننتهي من المدفئة اليوم وغدا نصلح سقف الغرفة الأخرى
جال بنظره بين العمال قبل أن يقول بتذمر
- لا اعلم لما استعجلت في إصلاحها ( وأضاف عندما شاهد ايسي تنظر إليه ) أنا في إجازة وعلي إنهاء بعض العمل المتراكم ولكن مع هذا الضجيج
ورفع كتفيه لها فتمتمت بروية
- سنحاول الإسراع بقدر ما نستطيع
- ارجوا أن تفعلوا
أجابها وهو يرفع هاتفه الذي يرن ليرد عليه بينما تحركت بدورها نحو احد العمال لتعطيه بعض التعليمات لتثبت عيني دانيال وهو يقول
- ماذا تعنين بأنكم هنا .. إنها مفاجئة بالتأكيد لما لم تعلموني بأنكم قادمون .. آه ستلاقيكم عمتي فرانسيس أيضا
تمتم أخر كلماته ببطء وعينيه تعودان نحو ايسي لتتوقفان عليها فرفع يده نحو جبينه يتلمسه واستدار مبتعدا عن العمال لينهي مكالمته بضيق ويضع هاتفه بجيبه وعينيه تعودان لتتوقفان على ايسي ليزداد توتره فاقترب منها قائلا
- أحتاجك بأمرا ضروري ( نظرت اليه فتوقف ناقلا عينيه بعينيها مما جعلها ترمش بحيرة منتظرة أن يستمر فعاد للقول بسرعة وهو يشير بيده نحو الأثاث الذي وضع بزاوية الغرفة وقد غطي بالأغطية البيضاء ) أريد تغير أثاث الغرفة أيضا
- حسنا ( تمتمت بحيرة لشعورها بتوتره المفاجئ فعاد ليضيف )
- الان
- ارجوا المعذرة
- أريد تغيره الان
- الان
- اجل
- ولكن اليس من الأفضل أن تتروى لاختيار الأثاث الذي يناسب المدفـ
- لا .. أريد أن تذهبي الان الى .. الى متاجر بروند هوت وتحضري أثاثا جديدا يتناسب والمدفئة الجديدة
- لما لا نفعل ذلك بالغد فكما تعلم متاجر بروند هوت بعيدة عن هنا وسأطيل بالعودة كما أن عليك أن تعلم أن هذا أمرا أخر غير أمر المدفئة والسقف وتكاليف مختلفة وبـ
- ليكن لا اهتم بالتكاليف الإضافية بما أني سأحصل على ما ارغب به كما أني تصفحت ما لديهم قبل قليل وراقني ما وجدت ( همت بالتحدث فقاطعها قائلا بنفاذ صبر ) هلا ذهبتي ألان فانا أريد أن تكون الغرفة جاهزة بالغد فلدي ضيوف علي استقبالهم غدا وأريد أن يكون كل شي قد اعد
رمشت والحيرة بادية عليها قبل أن تقول بتردد
- حسنا ( وتوجهت نحو حقيبتها لتحملها وهي تضيف ) هل تريني ما راق لك حتى أحضره
نظر نحو ساعته وهو يقترب منها قائلا
- سأقبل أي شي تختارينه هلا اسرعتي بالذهاب فلا أريد أن تتأخري بالعودة
أضاف وهو يسير فتبعته وهي تحدق بجوناثان قائلة
- اتصل بي أن احتجتم الى شيء ( وعادت نحو دانيال قائلة ) برغم من أن ثقتك بي تسرني ولكن لا أمانع اتصالك بي وإعلامي بما يروق لك
- أثق بك ثقة عمياء
- أشكرك ( أجابته وقد أصبحت قرب الباب مستمرة ) ولكن عليك إيضاح بعض الأمور لي أترغب بتغير جميع ما بالغرفة أم
- اجل جميعه
- حسنا
قالت بعدم ارتياح وهي تتحرك  نحو سيارتها بتردد فهناك شيء ما غير مريح فاستدارت نحوه لتراه يعود لتحديق بساعته ثم بالطريق فصعدت بسيارتها بتمهل قبل أن تنطلق بها وهي تراقبه ومازال يقف على الباب مراقبا ابتعادها لتقصد متاجر بروند هوت للأثاث الفاخر وتأخذ باختيار الأثاث قبل أن ترفع هاتفها الذي يرن
- اجل جوناثان
- لقد غادرنا
- ماذا تعني بأنكم غادرتم ( تساءلت ببطء مستمرة ) والعمل
- صاحب المنزل طلب منا المغادرة بسبب وصول بعض الزوار
- ماذا
- جعل فاليري تحدثنا فطلبت منا ترك معداتنا وبالغد نعود لنتابع
بدا الضيق الشديد عليها وهي تقول
- حسنا غدا أركم إذا
وأغلقت الهاتف ببطء وهي تحدق به قبل أن تتصل برقم دانيال الذي استمر بالرنين دون أن تحصل على إجابة فاتصلت بفاليري
- أجل ايسي
- ما الذي حدث لما لم نتابع العمل
- وصله بعض الضيوف ولم يستطع التخلص منهم لذا لا مشكلة بتأجيل ذلك الى الغد كما أن دانيال زبونا لا يرفض له طلب لذا للغد ايسي
- ولكن
توقفت عن المتابعة محدقة بهاتفها وقد أغلقت فاليري الخط مما زاد من تجهمها فعادت لطلب رقم دانيال من جديد وقد نفذ صبرها
- أجل
- لقد قمت بإلغاء عملي اليوم وقمت بتخطي والاتصال بمديرتي بالرغم من أني المسئولة عن هذا العمل لذا أنا في حيرة من أمري الان فماذا افعل بالأثاث الذي قمت بانتقائه
تحرك دانيال عن مقعده مبتعدا عن والديه وعمته وهو يقول
- لقد حدث أمرا طارئ وكان لابد من تأجيل العمل للغد
- ماذا افعل ألان بالأثاث الذي قمت بانتقائه
عادت لتكرر متجاهلة قوله فقال بعد لحظة صمت
- إن لم تدفعي ثمنها بعد فلتلغي أمرها
أغمضت عينيها ببطء طالبة من نفسها أن تهدأ لتقول برويه وهدوء لا تعلم من أين أحضرتهم
- إذا سألغي أمرها
- لا تحضروا باكرا في الغد ليكن بعد الحادي عشر فلدي ضيوف سيبقون هنا حتى صباح الغد ولا ارغب بتسبب بإزعاجهم
- ليكن وداعا ( تمتمت مقاطعة إياه وأغلقت الخط لتنظر الى الموظف قائلة بلطف زائف ) حدث أمرا طارئ وعلى أثره سأضطر لإلغاء ما قمت بانتقائه فارجوا أن تعذرني
- لا بأس سرتنا زيارتك 
هذا ما نالها من زبائن فاليري تمتمت لنفسها بضيق وهو تصعد سيارتها لتقود عائدة بادراجها لتهز رأسها بيأس قبل أن تحرك يدها لتضع سماعة الهاتف في أذنها لتضرب بعض الأرقام وتبادر جوناثان فور اجابته
- جهازي الحاسوب معك
- لا .. لم احضر شيئا تركت كل شيء في مكانه .. كان علي إحضاره أعتذر لا اعلم كيف فاتني الأمر
- لا بأس سأذهب لإحضاره 
قالت بضيق قبل ان تقذف سماعة الهاتف بعيدا لتستمر حتى منزل دانيال .

- اجل ( أجاب دانيال على هاتفه من جديد وهو يعقد حاجبيه لتبادره )
- ترك العمال جهازي الحاسوب لديك
- ألا ينتظر الأمر الى الغد ( قال وهو يقوم بسكب الماء في الكأس وقد وقف في المطبخ فقالت )
- لا أستطيع الاستغناء عنه في العمل لذا حضرت لأخذه
- حضرتي ( تمتم وقد نسي الماء الذي يقوم بسكبه لتمتلئ الكأس ويفيض على الطاولة فأسرع بوضع الزجاجة جانبا وهو يقول ) ماذا تعنين بأنك حضرتي
- أنا أمام منزلك
أسرع نحو النافذة ليبعد الستائر قليلا ويراها توقف سيارتها أمام الرصيف فأسرع بالقول
- لا تغادري سيارتك سأحضره بنفسي
توقفت يدها التي همت بها بفتح باب سيارتها وحركت رأسها نحو الباب الذي فتح ليطل منه دانيال ليقترب من سيارتها ففتحت الباب لتتناول منه جهازها وهي تقول
- أشكرك فلا أستطيع الاستغناء عنه
- كلنا كذلك .. تستطيعين المغادرة ألان
تجمدت عينيها عليه وهو يقوم بإغلاق بابها فلم ترى بفظاظته حتى الان فقالت
- اجل أستطيع
- مرحبا كيف أنت
حركت مقلتها نحو صاحبة الصوت وقد وقفة فرانسيس على الباب مشيره بيدها بينما رفع دانيال عينيه الى الأعلى بضيق ثم حدق من فوق كتفه بعمته قبل أن يعود نحو ايسي قائلا
- هلا كنت لطيفة معها وودعتها بيدك إنها مسنة وليس من الائق تجاهلها
عادت بنظرها نحو دانيال قبل أن ترفع يدها بشكل آلي لسيدة مودعة من بعيد وتتحرك بسيارتها مغادرة لتمر لحظة قبل أن يزداد حاجبيها بالاقتراب من بعضهما .

- أمازلتِ هنا ( بادرتها تينا في صباح اليوم التالي وهي تدخل الى مكتبها مستمرة ) اليس لديك عمل
وضعت كوب القهوة جانبا وهي تقول
- للأسف اجل ولكن لديه بعض الزوار وتم تأجيل عملي لبعد الظهر حتى يغادروا اتعلمين لقد تعاملت مع أشخاص كثيرين ولكن كهذا الزبون لم افعل
- لم ترى شيئا إذا فهناك دائما الأسوأ
- بدأت أصاب باليأس حقا من العمل هنا
- هوني عليك أنت ماهرة ولا احد هنا ينكر ذلك
- فاليري لا تودوني ودائما ما تصعب الأمور علي
- أنت فظة معها أيضا
- لا تروق لي
رفعت تينا ذات الوجه الباسم والشعر الأسود الذي يصل الى كتفيها حاجبيها لها قائلة
- أنتما متعادلتان إذا
- ليكن ( أجابتها وهي تتحرك عن مكتبها لتتناول حقيبتها مستمرة ) علي الانتهاء بسرعة فسأذهب لانتقاء أثاث غرفة جلوس لخالتي فالقد اتصلت بي مساء ترغب بان انتقي واحدة لها قبل أن اذهب الى منزل السيد المضطرب وأنت
- لم انتهي بعد من منزل أل نت
- أراك غدا إذا .. وداعا .

توجهت نحو احد المعارض لتقوم بانتقاء أثاث غرفة الجلوس برفقة خالتها لتعود بعدها بأدراجها نحو منزل دانيال لتحي العمال الذين وصلوا للتو قبل أن تحي دانيال المنشغل بالحديث على هاتفه برأسها وتدخل الى الصالة لتفقد العمال ليطل دانيال بعد مضي بعض الوقت ليقف قرب الباب ناظرا إليها بتفكير نظرت نحوه وقد شعرت بتأمله لها قبل أن تعود نحو العمال فاقترب منها بتمهل قائلا
- ارجوا أن لا أكون قد تسببت بإحراجك أمس .. بسبب الأثاث
- لم أكن قد انتهيت من شرائه بعد ( ونظرت إليه مستمرة وقد وقف بجوارها ) وهذا من حسن حظي ولكن كان ليكون محرجا لو فعلت
هز رأسه موافقا هو يقول ببطء
- لقد فكرت بالأمر ولا أريد الاستعجال بتغير الأثاث لذا
ورافع كتفيه دون متابعة فهزت رأسها بتفهم مصطنع قائلة
- يحدث هذا
- تربطني معرفة شخصية بفاليري لذا لم أفكر عند اتصالي بها أني قد تـ
- إنها رئيستي بالعمل ولا أمانع اتصالك بها ولكن بالأمس لم يكن من السهل علي تقبل هذا فالذهاب الى متاجر بروند هوت والعودة فارغة اليدين لم يكن بالأمر المسلي
قالت مقاطعة إياه بجدية فهز رأسه موافقا ببطء وهو يعود للقول
- سأحرص على أن لا يتم تجاهل المجهود الذي تقومين به هنا في النهاية .. سأخرج قليلا الان وان احتجتم الى شيء اتصلوا بي
أضاف وهو يحدق بساعته ويعود نحوها فهزت رأسها له باقتضاب بالإيجاب فتحرك مغادرا الغرفة بينما حركت يدها نحو جيب بنطالها الجينز الأزرق لتتناول هاتفها منه وتتحرك الى خارج المنزل
- اجل تينا
- هل علمتي أن كيسي قد حصلت على منزل كلين
- لست جادة ( قالت باستنكار دون أن تتنبه الى خروج دانيال من المنزل واقترابه منها مستمرة ) أنا من يجب أن يحصل عليه هل أنت واثقة مما تقولي
- اجل
- ولكن لماذا فهي ماتزال تعمل في تجديد منزل آل برو
- ليس من عادت فاليري أن تبرر لنا تصرفاتها
- أن مجرد امتلاك والد كيسي لأسهم بالشركة لا يجعل من حقهم أن يستمروا بإعطائها المشاريع الكبيرة بينما اكتفي بالقليل لقد وعدتني فاليري بان منزل كلين لي
توقف دانيال عن الاقتراب وقد تناهى له حديثها فأراد الابتعاد ألا انه سمعها تنهي مكالمتها وتغلق هاتفها فقال مما جعلها تنظر إليه
- سأحضر الغداء معي أترغبون بطعام معين
- أي شيء يفي بالغرض
أجابته وحدقت كما فعل بالسيارة التي مرت وأطلت يد عمته فرانسيس من نافذتها وهي تحدق بهما قائلة بمرح
- كيف انتم
رفع دانيال يده بجمود محي عمته المبتسمة وتابع سيارتها وهي تبتعد متمنيا لو كانت تسكن بعيدا عن هنا بينما عادت إيسي نحوه قائلة
- سيباشر العمال ببناء المدفئة فلم يتبقى علينا إلا أزالت الركام لذا أن كان لديك أي ملحوظة قبل أن نبدأ فأنا أصغي
- لا ليس لدي .. سأعود بعد قليل
وتحرك مغادرا نحو سيارته لتتابعه قبل أن تحدق بامتعاض بهاتفها مانعة نفسها من الاتصال بفاليري والتشاجر معها فهي أحق بهذا العمل من كيسي التي مؤخرا تأخذ العمل الأفضل والذي يدر مالا أكثر حسنا أن كانت تسعى للمشاكل فانا لها سأرفع شكوى للإدارة ونرى ما سيحصل تمتمت وهي تعود بأدراجها الى الداخل لتنشغل مع العمال الذين بداء بنقل الركام الى الخارج قبل أن تجلس أمام حاسوبها وتبدأ بكتابة الشكوى التي ستقدمها لإدارة الشركة توقفت عن المتابعة وهي تسمع رولف يشتم فنظرت إليه لتراه قد امسك كوع يده فعادت بعينيها الى شاشة حاسوبها قائلة
- كن أكثر حذرا هل أصبت
- ليس بشيء يذكر إنه جرح سطحي ولكني احتاج الى ضمادة
- سأحضرها لك
قال جوناثان وهو يقترب من ايسي ففتحت حقيبتها وأخرجت منها الضمادات ليتناولها جوناثان وهو يغمزها بعينه بود مما جعلها تبتسم شاكرة وهي تعود نحو حاسوبها فجوناثان من أكثر العمال قربا لها لذا لم تندم يوما على التوصية به للعمل بهذه الشركة
- مرحبا .. ماذا تفعلون هنا ( نظرت كما فعل العمال نحو السيدة ذات الوجه الممتلئ قليلا والتي غزا الشيب شعرها وبعض التجاعيد بدت ظاهرة على وجهها بشكل واضح وقد أطلت لتتابعهم بفضول وهي تقترب من ايسي التي تحركت واقفة وهي تذكر هذه السيدة جيدا ) سرني لقائك أخيرا .. أنا فرانسيس عمة دانيال
ابتسمت ايسي بود لها قائلة
- سرني التعرف بك
- أتقومون بتغير المدفئة
- اجل
- وتشرفين على هذا بنفسك هذا لطيف
- انه واجبي ( قالت ايسي فأضافت فرانسيس )
- لكم يسرني التعرف بك أخيرا .. أن دانيال محظوظ حقا أين هو لأعلمه بمدى إعجابي بك
- هذا من لطفك ( قالت وهي تعقد حاجبيها وتتبادل النظرات مع جوناثان الذي أخفى ابتسامته وهو يعود لمتابعة عمله فاستمرت ) لقد ذهب لإحضار الغداء
- إنه شاب جيد دائما كان كذلك وهذا التغير لهو أمرا رائع في حياته
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحدق بالمدفئة التي بدأت تتشكل أمامها قائلة وهي تحاول أن تجاري السيدة المسنة التي تقف أمامها
- اجل هذا صحيح واعتقد أنها مناسبة فموقعها في وسط الغرفة جيد
نظرت فرانسيس الى حيث تنظر ايسي قبل أن تقول
- آه اجل هذا صحيح ( وعادت نحوها مستمرة ) يجب عليك لقاء والديه سيسرهم هذا كثيرا
نظرت ايسي اليها من جديد في حيرة قبل أن ترفع نموذج المدفئة الذي رسمته على ورقة قائلة
- يسرني ذلك .. هلا عذرتني قليلا
أضافت بتعمد وهي تشير نحو العمال وتتحرك لتقترب من جوناثان مشيره له الى المدفئة فهز رأسه مجاريا إياها وهو يعلم تعمدها الابتعاد عن فرانسيس ولم تمضي دقائق حتى اطل دانيال وهو يهم بإلقاء التحية لتتجمد عينيه على عمته وينعقد لسانه قبل أن يسرع بالنظر نحو ايسي المنشغلة مع احد العمال ليتحرك نحو عمته قائلا بصعوبة
- ماذا تفعلين هنا عمتي
- عرجت لأرى ما هذه الجلبة ( و أخفضت صوتها مستمرة وهي تشير بعينيها نحو ايسي ) ستروق لوالديك جدا
أسرع بترك الأكياس التي يحملها أرضا وامسك عمته من ذراعها بينما لمحتهم ايسي بنظره قبل أن تعود للانشغال سحب دانيال عمته معه الى الخارج وهو يقول بقلق بالغ
- هل تحدثتي معها
- أجل بني بالتأكيد فعلت 
- اعني اعني أنت تعلمين ما اعنيه اليس كذلك
حركت فرانسيس عينيها بوجهه المضطرب قائلة بحيرة
- لا لا اعلم ما تعنيه ..آه تعني بأمر ليليا لا لم يتسنى لي الوقت كما ما كنت لأحدثها بهذا ألأمر أنا لا احشر انفي بهذه الأمور
- لا اعني بأمر ليليا
- ليس عليك أن تتوتر بهذا الشكل مازلت احترم موقفك ولكني ارغب بان تفكر بالأمر أكثر
- ما الذي تتحدثين عنه ( رفعت فرانسيس هاتفها الذي يرن وهي تقول )
- الم تقل انك غير واثق من مشاعرك اتجاهها ( وأمام الحيرة البادية على وجهه أضافت ) لا تبدأ بإدعاء الغباء الان عليك بالإسراع وتقديمها لوالديك لتدخل البهجة اليهم انها تروقني وستروق لهم جدا
وابتعدت عنه وهي تجيب على المتصل لترفع يدها له مشيرة بأنها مغادرة لتستمر بالحديث على الهاتف وهي تبتعد بينما اختفت الدماء من وجهه تماما قبل أن يتحرك نحو الداخل بهدوء شديد وترقب محدقا بايسي التي نظرت إليه قائلة
- سنتابع بعد الغداء ولن نطيل فنحن على وشك الانتهاء
هز رأسه ببط وتفكير ومازالت عينيه ثابتتان عليها ليقترب منها قائلا
- ارجوا أن لا تكون عمتي قد أزعجتك فهي ( توقف عن المتابعة قبل أن يعود ليضيف ) هل فعلت
هزت رأسها بالنفي وهي تقول
- لا
- حقا .. اعني لم تزعجك بحديثها وأسئلتها فهي تطرح الكثير كما أنها تعاني اختلاط بعض الأمور مما يجعلها تتحدث بأشياء غير واقعية
رمشت وهي تحدق به مفكرة أن تلك السيدة ليست الوحيدة المشوشة بهذه العائلة فبرغم ما يملكه دانيال من شكل خارجي جذاب إلا أنها ترى تشابها كبيرا بينه وبين عمته المشوشة
- لا بأس فانا معتادة على التعامل مع كبار السن 
- حقا .. وهل .. قالت الكثير
- لا كما أنها ودودة
- هذا مريح .. لطفا منكِ تفهم وضعها ( قال بارتياح غير مصدق عدم افتضاح أمره وتحرك بضع خطوات الى الخلف وهو يتابع ) ارجوا أن يروق لكم الغداء .. وأن احتجتم الى شيء أنا في تلك الغرفة
هزت رأسها بالإيجاب له وهي تتابعه يغادر قبل أن تتعلق عينيها بجوناثان الذي نظر اليها هامسا
- إنهم أسوء من عائلة برونت
- وأنا التي اعتقدت أني لن أصادف أسوء
- أتتحدثون عن العجوزان برونت
تساءل رولف باهتمام فأجابه جوناثان بابتسامة واسعة
- اجل فذلك العجوز وقع في غرام ايسي وزوجته دبت بها الغيرة وكلاهما غير متزنان مما جعلنا ننهي عملنا بسرعة قسوة
- وهذا ما ستفعلونه هنا أيضا ( قاطعتهم ايسي وهي تفتح الأكياس التي احضرها دانيال مستمرة ) لننتهي من تناول الغداء بسرعة ونتابع عملنا
- الأمر لا يدعو لتذمر فهنا الأمر مختلف فهو ( وأشار جوناثان بعينيه الى حيث اختفى دانيال مستمرا وهو يقترب منها ) شاب لا بأس به
- لا اشعر بالراحة له ولا أحب التعامل مع متقلبي المزاج .

- لقد انتهينا من تحميل المعدات ( بادرها جوناثان وقد انشغلت بدورها باعادت الغرفة الى ما كانت عليه قائلة ) 
- وأنا انتهيت أيضا .. لا تنسى هذه ( أضافت لجوناثان وهي تشير الى حقيبة الأدوات الصغيرة التي وضعتها بجوار الباب مستمرة وهو يتناولها ) سأعلمه بانتهائنا .. أين هو
- اعتقد أني رأيته يدخل الى تلك الغرفة
أجابها جوناثان وهو يغادر نحو السيارة
- سيد اندروز ( قالت وهي تسير بالممر متوجهة نحو الباب المفتوح لتتوقف وهي تشاهده يقف في المطبخ فدخلت وهي تحدق بظهره قائلة ) لقد انتهينا سنغادر ألان وسـ ( توقفت عن المتابعة وهي تلمح السماعات التي يضعها بأذنيه فاقتربت منه وهي تقول ) سيد اندروز .. سيد اندروز
وأمام عدم استجابته حركت يدها نحوه لتنبهه بوجودها مع استدارته وهو يحمل صينيه تحوي خمس أكواب سكب بها العصير للتو لتصطدم يدها بإحدى الأكواب ليقع ويتناثر القليل من العصير على قميصها بينما تجمد دانيال في وقفته محدقا بها وقد ثبتت عينيها والمفاجئة بادية عليها على البقع التي علقت بقميصها فتحرك بروية معيدا الصينية الى مكانها وأزال السماعات من أذنيه وهو يعود نحوها قائلا
- أتحتاجين الى استعارت قميصي من جديد
رفعت عينيها ببطء عن قميصها إليه قبل أن تقول بضيق
- لا أشكرك كل ما هناك أني أردت إعلامك أننا مغادرون ألان فالقد انتهينا وغدا نعود من اجل الغرفة الأخرى
هز رأسه موافقا وهو يقول
- لن تستطيعوا شرب العصير ( هزت رأسها بالنفي قائلة )
- علينا المغادرة هلا تفقدت المدفئة
أضافت وهي تسير فتبعها ليتفقد المدفئة الجديدة باهتمام والرضا باديا عليه
- إنها جيدة جدا .. مازال عرضي جاريا
أضاف وهو يحدق بالبقع العالقة بقميصها فهزت رأسها بالنفي
- لا بأس فأنا متجهة للمنزل 
- تستطيعين استعارت قميصي انا جاد ولا باس ان لم تقومي باعادتها
- اشكرك ولكن كما اعلمتك اني مغادرة نحو المنزل .. عمت مساء
أضافت باقتضاب وهي تحمل حقيبتها وتغادر فتابعها بنظره قبل أن يعود نحو المدفئة بينما صعدت بسيارتها متفحصة قميصها وأثار العصير عليه قبل أن تنطلق مبتعدة لتحدث جوناثان في صباح اليوم التالي وتعلمه بتأخرها بالحضور لتتوجه لشرب القهوة في منزل خالتها قبل التوجه لمنزل دانيال لتبادر جوناثان ورولف الذين بدءا بالعمل
- اين مارت
- حصل على إجازة
- و .. ( نظر جوناثان إليها لعدم متابعتها فتمتمت له ) وصاحب المنزل
- فتح لنا الباب واختفى
- هذا جيد ليبقى الأمر كذلك لننتهي
توسعت ابتسامة جوناثان لقولها بينما انشغلت بالعمل الى أن ظهر دانيال ليتفحص ما يفعلونه بصمت قبل أن يعود للاختفاء من جديد .

 وضع دانيال جهاز الحاسوب أمامه على طاولة المطبخ هاربا من الضجيج الصادر من الداخل ليبعد عينيه عن شاشة حاسوبه مصغي جيدا وقد تناهى له صوت سيارة تتوقف أمام منزله فخلع نظاراته التي يرتديها كلما استعمل حاسوبه وتحرك نحو النافذة محدقا بالخارج ليرى سيارة عمته لتتوسع مقلتيه ويسرع بالتحرك نحو غرفة المعدات الرياضية ناظرا نحو ايسي وهو يقول
- أحتاجك بأمر هلا حضرتي
هزت رأسها له بالإيجاب وقد وقفت بجوار رولف مشيرة له نحو الحائط فتابعت حديثها معه بينما بداء توتر دانيال يزداد فاقترب منها ليمسك يدها التي تشير بها جاذبا إياها معه وهو يتحرك ويقول
- الأمر لا يحتمل التأجيل
بدت المفاجئة عليها وهي تتبعه دون أن يكون لها الخيار بذلك بينما لاحقها جوناثان ورولف بنظرهما قبل أن يتبادلا النظرات ويعودا لمتابعة العمل فحاولت سحب يدها منه دون أن تفلح وهي تقول بارتباك
- أستطيع السير بمفردي
إلا انه تجاهل قولها قائلا وهو يفتح الباب المؤدي الى الحديقة الخلفية للمنزل
- لقد خطر لي الأمر فجأة لذا ارجوا أن لا تمانعي مساعدتي بهذا ( قال أخر كلماته وهو يتوقف في وسط الباحة الخلفية للمنزل فأسرعت بسحب يدها منه لتضعها خلف ظهرها وهي تحدق به وهو يستمر ) ما رأيك بالحديقة
نقلت نظرها حولها وحواسها جميعها ثابتة على دانيال برغم ادعاءها تأمل الحديقة قائلة
- جيدة
- لا تروق لي
- حسنا
- هلا حاولت جعلها أفضل أريد أن اسمع اقتراحاتك بكيفية جعلها أفضل لذا سأتركك هنا قليلا وأعود سريعا لأسمع اقتراحاتك ( قال وهو يتحرك نحو الباب بينما تابعته بقلق وهو يمسك الباب فأضاف ) سأغلق الباب حتى لا تصلك الضوضاء لتفكري بشكل سليم .. أريد شيئا مميزا
بقيت عينيها ثابتة على الباب الذي أغلق لترخي يدها لتهدل بجوار جسدها ما بال هذا الرجل لقد أفزعها لما يتصرف بهذا الشكل
- أنتِ هنا
بادر عمته وهو يراها في الغرفة التي يعمل بها جوناثان ورولف
- ينتابني الفضول عما تفعل
قالت وهي تتلفت برأسها بين أرجاء الغرفة فقال دانيال
- كما ترين أصلح المنزل ( هزت رأسها وهي تتحرك خارجة لتطل على المطبخ بنظرة أخرى قبل أن تتابع فقال ) أتبحثين عن احد
- لا .. حسنا اجل الم تحضر اليوم بالأمس كانت تقوم بمساعدتك اليس هذا لطفا منها هل تعمل ماذا تعمل لما لا تحضرا مساء الى منزلي لاتعرف عليها بشكل جيد 
- عمتي ارجوك اعلمتك انه عندما أصبح مستعدا لهذا سأقوم بتقديمها لكم فلا تلحي علي
- لا تكون عنيدا بهذا الشكل فأنا واثقة أن اختيارك هذا لم يكن عن طيش ليس بعد الذي حدث ( وأمام عينيه الرماديتان التين ضاقتا أضافت ) ليكن لا أمانع أن أتعرف بها حتى لو لم تكن متأكدا من مشاعرك نحوها
- عمتي ( قال بضيق فقالت )
- حسنا حسنا أنا لا أحشر انفي بأمورك أنا اطمئن عليك فقط .. لدي موعد لا أريد التأخر عليه .. وداعا أراك قريبا .

- علمت فاليري إذا بأمر الشكوى ( قالت لتينا التي اتصلت بها للتو مستمرة ) ليكون إنها منحازة ولا تعامل الموظفين بالتساوي ويحق لي تقديم شكوى بها ( توقفت عن المتابعة وهي تشاهد الباب يفتح ودانيال يدخل فاستمرت ) سأعاود الاتصال بك فيما بعد
أعادت هاتفها الى جيب بنطالها بينما اقترب دانيال منها قائلا
- هل لديك أفكار مميزة
- من قام بتنسيقها سابقا ( تساءلت وهي تحدق به فتمهل للحظة قبل أن يقول )
- خطيبتي ( بدت الحيرة عليها فالمنزل خالي من أي لمسة أنثوية ومعرفة انه مرتبط يجعل حكمها غير صحيح فاستمر ) السابقة
- السابقة ( تمتمت فهز رأسه بالإيجاب فقالت وهي تتحرك من أمامه ) علينا نقل هذه المجموعة من الأحواض هنا وان كنت من محبي الجلوس لفترات طويلة هنا فمن المناسب أكثر جعل هذا المكان مريح أكثر بوضع أرجوحة كبيرة مناسبة للمقاعد الموجودة ( كانت تتحدث دون توقف وهي تشير له بينما تعلقت عينيه بها مصغي باهتمام فتحركت نحو أحواض الورود الموضوعة جانبا قائلة ) لا يبدو انك من محبي العناية بالأزهار
- هل هذا واضح ( تساءل بابتسامة من قولها فأضافت )
- إنها تحتاج الى عناية دائمة وان لم يكن لديك الوقت فلا تقم بزراعتها فهناك عدت أنواع لا تحتاج الى العناية الدائمة وتعطي المكان منظرا جميلا وهذه تبدوا رثة
أضافت وهي تتناول احد القوارير الصغيرة والمتآكل من أسفل مما جعل يدها تمتلئ بالطين فأعادته الى مكانه وهو يقول
- والدتي قامت مؤخرا بريها لا املك الوقت لتفرغ لها
- لا مشكلة نستطيع تركيب أنابيب ري غير ظاهرة تعمل تلقائيين
- هذا مناسب .. انتبهي
أضاف وقد تحركت تهم بالتخطي عنه لتدوس على حجر متخلل فأسرع دانيال بإمساك ذراعها بينما وضعت يدها الأخرى على صدره متفاجئة ومحاولة تفادي سقوطها لتثبت في مكانها وعينيها متوقفتين على أصابعها الممتلئة بالطين والتي استقرت على صدره
- فعلت ذلك عمدا ( قال وهو يتأمل الطين الذي علق بقميصه فأسرعت بالابتعاد وهي تقول بتلعثم )
- بالتأكيد لا ( توسعت شفتيه عن ابتسامة قائلا )
- لقد أخذت بثأرك الم تفعلي ( نفضت يدها وهي تخفي ابتسامة قائلة )
- لقد أفسدت لي قميصين لم نتعادل بعد ( ضحك لقولها فتوسعت ابتسامتها قائلة ) لقد نبهت نفسي بأن أتجنبك اليوم حفاظا على قميصي الجديد هذا
- لست كارثيا بالعادة ( قال وهو يحاول نفض الوحل العالق بقميصه مستمرا باهتمام ) كم تحتاجين من الوقت لتنفيذ كل ما قلته هنا
- يوما أخر بالاضافة لتبديل هذا الحجر المتخلخل 
بدا عليه التفكير فرغبته بأن تنهي عملها وتبتعد من هنا كبيرة فسكن عمته بنفس الحي ليس بالوضع المريح وقد تحضر متى يحلوا لها وبنفس الوقت شده ما قالته عن التغير في الحديقة لذا قال
- أتستطيعين البدء اليوم بها
- اجل .. ولكن لن تنتهي اليوم فهي تحتاج للكثير من العمل
- ليكن
- سأرسل جوناثان ليحضر بعض الأغراض ألازمة بينما ينهي رولف العمل بالغرفة .. انت تعلم ان هذا سيكلفك المزيد 
- اعلم .. والتحضري كل مايلزم دون قلق اثق بزوقك 
 تحركت نحو الباب لتدخل برضا الى المنزل فتبعها ليتجه نحو غرفته ويغير قميصه بينما انشغلت بإعلام جوناثان ما تريده قبل أن تعود نحو الحديقة وتبدأ بالعمل بها وما أن عاد جوناثان حتى ذهبت لمساعدته بنقل ما أحضره لتمر من قرب باب المطبخ وهي تعود من جديد فقال دانيال وهو يحدق بها وقد جلس أمام حاسوبه
- هلا حضرتي ( اقتربت منه فأشار نحو شاشة الحاسوب قائلا ) سأحضر هذه الأرجوحة ما رأيك بها
- إنها مناسبة تماما
ضغط على بعض الأزرار قائلا
- وها قد اشتريتها ستكون هنا في الحادية عشر صباح الغد
هزت رأسها موافقة قبل أن تتابع نحو جوناثان الذي اطل وهو يحمل مجموعة من الآنية فتناولتها منه قائلة
- هل أحضرت العدد كاملا
- اجل وبالإحجام المختلفة التي طلبتها
عادت نحو عملها بينما عاد دانيال بدوره نحو جهازه متفقدا عمله هو الأخر قبل أن يتصل بشريكه في العمل .

- أيسي لقد أصبحت السادسة ( قال جوناثان وهو يشير الى ساعاته مستمرا ) غادر رولف قبل ساعة علينا المغادرة أيضا
نفضت يديها ووقفت تاركة إناء الزهور الذي كانت تعمل عليه وهي تقول
- سننهي نقل جميع النباتات الى الآنية الجديدة غدا
هز رأسه موافقا وهو يجمع معداته قائلا
- سننهيها بالغد أما الان فالى المنزل
- دعني أتخلص من ما علق بي أولا
قالت وهي تتخلص من قفازيها وتدخل الى المنزل متجهة نحو باب الحمام لتتوقف بشكل مفاجئ ودانيال يظهر أمامها من إحدى الغرف ليتوقف هو الأخر قبل اصطدامه بها ليبتعد من أمامها وهو يستمر بالحديث على هاتفه
- اجل فلتشتريها الان .. ليكون .. سعرها مناسب لا تتأخر
تابعته قبل أن تتابع سيرها نحو الحمام لتغسل وجهها ويديها وتنفض ملابسها من الأتربة العالقة بها لتعود نحو جوناثان وتساعده بإخراج معداته قائلة وهي تتوجه نحو سيارتها
- لتعلمه أننا غادرنا وسنعود غدا باكرا .

انشغلت في صباح اليوم التالي هي وجوناثان بالعمل في الحديقة بعد أن فتح لهما دانيال الباب واختفى في غرفة المعدات الرياضية قبل أن يتوجه نحو الحديقة الخلفية ليقف على الباب متأملا ما يفعلون .. العمل كثير ولابد أن ينتهوا اليوم فغدا ستحضر شقيقته باكرا وسيتبعها والديه لا محال عليهم أن ينتهوا اليوم جال بنظره بالحديقة التي تحتاج الى الكثير بعد فتحرك نحوهم قائلا
- ستصل الأرجوحة بعد قليل
- لقد انتهينا من إعداد المكان لها
أجابه جوناثان فاقترب من ايسي التي تقوم بالتخلص من الأواني القديمة للنباتات وتضع جديدة ليتناول احداها وهو يتأمل ماذا تفعل ويقوم بنفسه بالتخلص من الإناء القديم ووضع واحد جديد وعند تكراره لذلك قالت
- أنت تجيد هذا ( هز رأسه برضا وتابع عمله وهو يقول )
- لم أكن اقصد هذا المكان إلا لضرورة أما الان .. سأفعل بالتأكيد
- لو كنت املك حديقة كهذه لما أهملتها
- سأعيرك إياها عندما تحتاجين لذلك ( قال مداعبا فقالت )
- هذا لطف منك قد أقيم حفلا صاخبا هنا
- اسحب كلامي لن افعل ( اخفت ابتسامتها وهي منشغلة بما بين يديها فأضاف ) لا أحب الضجيج
- اعلم ( قالت وهي تتابع عملها واستمرت وهي تشعر بتأمله لها ) بعملي تستطيع أن تكون فكرة عن المرء وشخصيته مما يحويه منزله
- كلي أذان صاغية ( قال بفضول فقالت )
- تحب التجدد لا تنظر للخلف كثيرا
- وكيف علمتي بهذا
- لم أجد قطعة قديمة بمنزلك لذا أنت تتخلص منها بسهولة كما انك حريص بشكل مبالغ به أحيانا ( وأضافت وهي تراه يهم بسؤالها ) تستمر بمراقبتنا وتفقدنا طوال الوقت خوفا من أن لا نكون نفعل ما تريده بالتحديد (هز رأسه موافقا فاستمرت ) كما انك تحب أن يكون كل شئ على أكمل وجه فقد كان بإمكانك إصلاح المدفئة وليس تغيرها ولكن لأنك لا تريد أن تشوبها شائبة تفضل أن تتغير بالكامل
رفع حاجبيه مفكرا أنها على حق فقال
- أنا أيضا شديد الملاحظة فأنت .. غير مرتبطة فلا يوجد أثار لأي خاتم حول اصابعك .. وتحبين تدليل نفسك
- كيف ذلك
تساءلت بحيرة من قوله فترك ما بيده ناظرا إليها جيدا وهو يقول
- تستعملين عطر مورم وهو باهظ الثمن تحملين حقيبة جلتبرو وهي كذلك ايضا كما انك تملكين يدين ناعمتين لا تعكسان طبيعة عملك الخشن ولا اعتقد إنهم ببيندن يوفرون رواتب مرتفعة جدا
- لا بأس بها .. واجل أحب تدليل نفسي
- كما أنك لا تودين رئيستك بالعمل
- كيف علمت ذلك
- أعلمتك أني شديد الملاحظة
فقالت بحذر وهي تذكر انه تربطه معرفة شخصية بفاليري
- ليس من عادتها الطلب منا أن لا نتحدث بالأمور المادية مع الزبائن لأنها من ستفعل لذا لابد وانك على معرفة جيدة بها
- أنا استثمر ببيندن
- آه حقا
- اجل كما أني اعرف ثورن وهو قريب لها وقد التقيتها في أكثر من مناسبة لا تخص العمل ..أهي مزعجة
تساءل وهو يعود لمتابعة عمله فقالت
- إنها المسئولة عن فرعنا واجدها متسلطة لذا قدمت بها شكوى مؤخرا مما زاد نقمتها علي
- العمل بأجواء مشحونة ليس جيدا
- اعلم ولكن لم استطع منع تلك الرغبة الملحة التي انتابتني لفعل ذلك
- إنها ذات شخصية قوية ولا يستهان بها فاحذري
- لا تقلق فلست بأقل منها ( أجابته باسمة فرفع حاجبيه قائلا )
- تروقني ثقتك
- أشكرك
- وصلت الأرجوحة
قاطعهما جوناثان وهو يتحرك نحو الباب فتبعه دانيال لينشغلوا بما تبقى من النهار وبقي دانيال يمد يد المساعدة لهم ومعظم الوقت يتحدث وايسي مما دفع جوناثان للاقتراب منها قائلا
- كم من صاحب منزل قام بمد يد المساعدة لنا ونحن نعمل بمنزله
بدا عليها التفكير وهي تقول
- لا اذكر أن أحدهم قام بذلك
- أنت تروقين له ولابد ( قال باقتناع وهو يهز رأسه مؤكدا وعينيه لا تفارقان دانيال الذي انشغل بعيدا عنهم بينما تمتمت باستنكار )
- ماذا
- ألا تلاحظين
- لا لقد قال انه في إجازة و .. لديه وقت فراغ على ما يبدوا
- بل اعتقد انه يتودد إليك
- لا اعتقد .. هيا عد لعملك لم يتبقى الكثير
ما أن ابتعد حتى عادت نحو دانيال لتلمحه بنظرة قبل أن تعود نحو عملها .

- كان لطفا منك مساعدتنا
قالت وقد وقف الثلاثة بعد أن انهوا جميع العمل متأملين الحديقة التي تبدو مختلفة عما كانت عليه فبدا الرضا على دانيال ونظر نحوهما قائلا
- أسعدني العمل معكما حتى أني لم اشعر بالوقت يمر
- انتهينا بوقت قياسي وهذا جيد ( قالت ايسي )
- جيد جدا في الحقيقة ( تمتم برضا فقالت وهي تهم بالتحرك )
- اسمح لنا
- سأعرج غدا لإنهاء الأمور المالية مع فاليري
هزت رأسها موافقة وحيته لتغادر وجوناثان وهي تقول له
- سنتجه باكرا الى موديست لذا لا تتأخر
- نلتقي غدا إذا عمتِ مساء
- وانت ايضا .. اوصل تحياتي لروز
اجابته وهي تبتعد نحو سيارتها لتصعد بها مغادرة .

إدعاءات زائفة 2

 ايسي وندل هذه أنتِ ( تلفتت برأسها إلى الخلف وقد كانت تهم بالتوجه نحو الطاولة التي جلست عليها تينا بانتظارها لتناول العشاء لتتوقف وهي ترى دانيال الذي يسير خلفها فاستدارة نحوه بينما استمر ) تسعدني رؤيتك من جديد
- وأنا أيضا كيف أنت
- بخير أترتادين هذا المطعم بالعادة
- اجل فهو المفضل لدي
- وانا كذلك .. أأنت بمفردك
- حضرت لتناول العشاء برفقت صديقتي .. وانت
اضافت فأشار برأسه الى إحدى الطاولات قائلا
- لدي اجتماع عمل
- عمل في هذا الوقت ( هز رأسه لها بالإيجاب فقالت بابتسامة وهي تهم بالتحرك ) لا اتخيل نفسي اعمل حتى هذا الوقت
- انت محظوظة اذا
- انا كذلك
اجابته بابتسامة واستدارت متجهة نحو تينا التي بادرتها وهي تجلس
- من هذا
- دانيال اندروز عملت لديه الأسبوع الماضي
- أتقصدين السيد المضطرب ( هزت رأسها لها بالإيجاب وهي تتناول لائحة الطعام فتابعة تينا وهي ترفع حاجبيها ) يبدوا جذابا أواثقة أنت
- لابد وانه كان يمر بوقت عصيب لأنه فيما بعد بدا ودودا ومن السهل تبادل الحديث معه
- اهو مرتبط
- كان مرتبط فقد ذكر خطيبته السابقة .. ماذا ستتناولين 
- انه مناسب اليس كذلك ( قاطعتها قائلة وهي تنظر باتجاهه )
- ماذا تعنين
قالت ايسي وهي منشغلة بقائمة الطعام فاستمرت تينا
- انت تعلمين ماذا اعني
 لمحة دانيال الجالس برفقة رجلان وامرأة قبل ان تعود لقائمة الطعام قائلة
- لاباس به ولكني لا اشعر بالراحة له 
- لما ما مشكلته
- لا اعلم .. حقا لا اعلم ولكن هناك شيء .. غير مريح به 
- وماكس مما كانوا يشكوا 
- انه غير مناسب 
- اتعلمين لن ترتبطي ان استمريتي بهذا الشكل ولن استطيع تدبر موعد جديد لك فانت صعبة المراس
ابتسمت لها ورفعت يدها مشيرة للنادل بالاقتراب .

تناول دانيال هاتفه الذي يرن محدقا باسم والدته قبل أن يعيده إلى جيبه متابعا حديثة مع الرجل الجالس أمامه ليعود بعد قليل لهاتفه محدقا باسم والدته من جديد فقام بإغلاق الهاتف بشكل كامل ليعود ليصغي للحديث الدائر قبل أن ينظر نحو الطاولة التي تجلس عليها ايسي تتناول طعامها والتفكير العميق باديا عليه .

حدق بهاتفه الذي يرن من جديد وقد جلس خلف مكتبه في صباح اليوم التالي منشغلا بالأوراق التي أمامه ومتخلصا من سترت بذلته ليضعها على ظهر مقعده ليبقى بالقميص الأبيض ليحدق باسم المتصل قبل أن يعيده إلى مكانه متابعا عمله متجاهلا رنينه المتواصل ليتوقف عن الرنين أخيرا مما جعله يخرج بعض الهواء من فمه بارتياح ولكن عودته للرنين جعله يحدق به بضيق فلا أمل له من التخلص من والدته لذا تناوله قائلا
- اجل أمي
- رباه لم لا تجيب كنت بدأت اقلق إنها المرة السابعة التي اتصل بها اليوم
- العاشرة ( أجابها بروية وهو يحدق بالأوراق مضيفا ) لدي عشر مكالمات لابد وأنها منك
- ولما لا تجيب
- كنت قد وضعته داخل درج المكتب ولم أسمعه إلا ألان
- في المرة القادمة احتفظ به قريبا منك فأنت تعلم أني أصاب بالقلق عندما لا تجيب
- سأفعل .. لقد اتصلت مساء هل أعلمك والدي
- اجل وعليك الرد على مكالماتي حتى لو كنت باجتماع أنت تعلم مدى القلق الذي يصيبني عند عدم ردك أنت أو احد أشقائك
- اعلم ( أجابها باقتضاب فقالت )
- هل ستحضر في نهاية الأسبوع
- اجل
- هذا ما قلته من قبل ولم تحضر ( جلس إلى الخلف ودس يده في مقدمة شعره قائلا )
- لقد جد بعض العمل وكان علي إنهائه
- وهذا الأسبوع سيجد بعض العمل أيضا
- لا اعلم
- تعلم أن عليك الحضور برفقتها أجلا أم عاجلا فلم تؤجل الأمر أن هذا سيسرني ووالدك
- لقد ... تشاجرنا وهي ترفض محادثتي
- لا أصدقك واعلم لما ترفض إحضارها
انزل يده ببطء عن شعره ليضعها بين عينيه بإعياء وهو يقول
- ما كان لعمتي إعلامكما فعلاقتي بها ليست جدية أمي
- إنها أول من تواعد بعد ليليا وبما أني أعرفك جيدا اعلم أن ما تقوله ألان ليس حقيقيا فما كنت لتواعدها لو لم تكن تروق لك وهذا يسعدني فقلقي بالغ عليك لذا عدني أن تحضرا نهاية هذا الأسبوع ( وأمام صمته أضافت برجاء ) ستفعل اليس كذلك
ابعد يده عن وجهه قبل أن يقول
- سأحاول
- لا ستحضر
- حسنا سأفعل
- سننتظرك لا تتأخر إذا
أغلق هاتفه بيأس فالقد جلب هذا لنفسه ما الذي عليه فعله ألان شرد قليلا قبل أن يحدق بهاتفه ليجلس جيدا ويبحث به عن رقم ايسي ليتوقف محدقا برقمها قليلا قبل ان يطلب الرقم بعد تردد قصير .

تناولت هاتفها محدقة برقم دانيال قبل أن تجيب وهي تتحرك بكرسيها جانبا لتتناول بعض الأوراق وتضعها أمامها
- اجل
- ارجوا أني لم اتصل في وقت غير مناسب
- لا جميع زبائننا مرحب بهم في أي وقت
رفع يده الأخرى ليدسها بشعره وعينية تضيقان بتفكير قائلا
- لقد .. حدثت مشكلة بـ الحديقة واحتاج أن تعرجي عليها لتفقدها هلا فعلتي
- اجل بالتأكيد ما نوع المشكلة
- تسرب للماء .. لا اعلم مصدره ( نظرت نحو ساعتها قائلة )
- أيناسبك في الخامسة
- اجل هذا مناسب .. وداعا
أرخا يده التي يحمل بها الهاتف ليضعه على المكتب متمتما لقد جننت .

حرك رأسه محاولا أن يرى سبب أزمت السير التي أمامه قبل أن ينظر نحو ساعته ليعود ويحرك سيارته وهو يتنفس الصعداء لتتحرك السيارات أخيرا وما كاد يصل إلى المنزل حتى أسرع نحو الحديقة الخلفية ليقترب من احد أنابيب الري ويقوم بفصلها مما جعلها تسرب الماء ليتنفس بارتياح ويحرك رأسه نحو باب الحديقة قبل أن يغادرها متابعا نحو الباب الخارجي الذي طرق ليفتح لايسي التي بادرته وهي تدخل
- عمت مساء .. ارجوا أني لم أتأخر
- لا مواعيدك دقيقة ( وأشار لها نحو باب الحديقة وهو يستمر ) لا اعلم ما الذي حدث
دخلت إلى الحديقة لتقترب من مكان تجمع الماء لتبعد أوراق النبات قليلا وتتأمل أنبوب الري قائلة وهي تمسكه
- لقد عبث احدهم به .. هل لديك جيران مزعجين بالعادة
أضافت وهي تحرك رأسها حول سياج الحديقة فقال
- لا
- أنا واثقة أن احدهم قد عبث به
أضافت وهي تحاول إصلاحه فقال وهو يراقبها
- لقد حضرت عائلة شقيقي لزيارتي وجلسنا هنا
- لديهم أطفال
- اجل
- إذا لدينا فكرة عمن فعل هذا
- انه طفل واحد ولكنه بالتاكيد مشاغب
أجابها وهو يتابعها فقالت وهي تنهي أعادت إصلاح الأنبوب لتستقيم بوقفتها
- اننا نعرف الان من الفاعل .. لقد أصلحته ولن يعود لتسريب الماء
- هذا جيد ( قال باقتضاب ليتابع وهو يحدق بساعته ) استعودين للعمل ألان
هزت رأسها بالنفي قائلة وهي تهم بالتحرك نحو باب الحديقة
- ساتوجه نحو المنزل فالقد كان يومي حافلا
- دعيني إذا ادعوك لشرب فنجانا من القهوة
- هذا لطفا منك ولكن لا داعي لذلك
- أنا أصر فالقد وصلت للتو أيضا ولم يتسنى لي تناول القهوة بعد .. وفي الحقيقة احتاج إلى مساعدتك في أمرا أخر
- أمرا أخر
- اجل .. أتمانعين بالجلوس بالمطبخ
- لا أبدا
أجابته وهي تتبعه لتضع حقيبتها على الطاولة أمامها وتجلس على المقعد المرتفع بينما انشغل بسكب القهوة وهو يحاول إيجاد طريقة لمحادثتها بما يريد لقد فقد عقلة يعلم انه قد فعل ولكنه لا يستطيع التفكير في حلا أخر في الوقت الراهن وضع كوبا أمامها ورفع كوبه ليرشف منه بينما شكرته بدورها قائلة
- أتحتاج إلى المزيد من التجديد بالمنزل
هز رأسه بالنفي وعينيه متعلقتان بها قبل أن يهم بالتحدث ولكنه لم يفعل فبدت الحيرة عليها وهزت رأسها له متسائلة فأضاف بسرعة
- ارغب بـ .. بشراء منزل وخطر لي انك قد تعرفين بعض المنازل المناسبة والمعروضة للبيع
تناولت كوب القهوة بروية لترشف منه وهي تقول بتفكير
- لقد سمعت عن بعض المنازل
- أتقع في حي مناسب ( هزت رأسها له بالإيجاب فتمتم بثقة كاذبة )
- هذا جيد .. قد تعلميني بعناوينها
تناولت قلم من حقيبتها وورقة وسجلت عليها ثلاث عناوين وعينيه تراقبانها فقدمتها له ليتناولها ويتفحصها باهتمام بينما قالت وهي تلمح الصور التي خلفه
- تحب صيد السمك
نظر إلى الصورة وقد احتفظ بها داخل برواز وهو يقوم برفع سمكة كبير قام بصيدها ليقول
- اجل انه أمرا ممتع هل قمت بالصيد من قبل
تساءل وهو يجلس على المقعد الذي أمامها فهزت رأسها بالنفي قائلة
- لست املك الصبر لانتظار أن تعلق إحدى السمكات بالصنارة .. هذه في بحر الشمال
- اجل أتردد إليه كثيرا في الإجازة .. هل زرته من قبل أين تقضين إجازتك
ابتسمت وهي ترشف من كوبها قبل أن تقول كاذبة
- أتعتقد أن موظفة مثلي قد تستطيع قضاء إجازتها في مكان كشاطئ بحر الشمال معظم الوقت اقضيها بالمنزل أو اخرج ورفاقي للمرح
- انه ليس مكلفا كما تعتقدين فالقد قصدته بدايتا عن طريق شركات السياحة ولم انزل في فندق فاخر كما افعل ألان فالقد كنت في حينها طالبا والتزاماتي كثيرة
- أثناء الدراسة قصدت سواحل برودن إنها ساحرة
- لقد قصدتها إنها كذلك
- أشكرك كان لطفا منك دعوتي لشرب القهوة
(قالت وهي تعيد كوبها الذي أنهته إلى الطاولة وتتناول حقيبتها لتقف وهي تستمر ) احرص على ابعاد ابن شقيقك عن انابيب الري عند زيارتهم لك من جديد ( هز رأسه موافقا ومئات الكلمات تتزاحم على شفتيه وهو يقف إلا انه ضمهما جيدا فقالت وهي تهم بالتحرك لتغادر المكان ) عمت مساء
تبعها وتوتره يزداد ولكنه بقي ملتزما الصمت إلى أن غادرة فأغلق الباب خلفها وهو يهمس تبا تبا لم يستطع فعل هذا ما الذي عليه فعله الان .

نظرت نحو هاتفها في اليوم التالي محدقة باسم دانيال دون ان تفتح الخط لاول وهلة ثم تحركت مبتعدة عن العمال لتفتحه قائلة
- اجل
- كيف أنت
- بخير ( أجابته ببطء مستمرة ) هل عادت أنابيب الري للتسريب
- لا إنها جيدة .. لكني اضعت الورقة التي تحوي مواقع المنازل المعروضة للبيع
- سارسلها لك الان برسالة ( قاطعته قائلة فقال )
- كنت افكر بان ترافقيني اليها 
- ولكن هذا ليس من ضمن عملي .. استطيع ان ادلك على من قد يساعدك بهذا 
- اعلم انه ليس من ضمن عملك ولكني فكرت بانك قد تستطيعين مساعدتي فانا معجبا بعملك واعتقد انه يمكنك مساعدتي باختيار المنزل المناسب وقد تقومين بتنبيهي لامور قد لا تلفت انتباهي ( حسنا ماذا هناك انها تعلم ان تلك الانابيب لم تكن شيء وكان بامكانه اصلاحها بنفسه ولكنه تعمد جعلها تفعل والان ماذا يريد هل هو مهتما بامرها اهذا هو الامر .. اتتخلص منه ام  .. ولما لا فلا باس به كما انه مناسب اجل هو كذلك ) حقا ذوقك يناسبني لذا فكرت بطلب هذا منك رغم علمي انه لايقع ضمن عملك 
- متى تريد رؤيتها 
- غدا في العاشرة 
- انه يوم الاجازة لذا دعني اتفقد المسؤول عنها حتى يقوم بلقائنا 
- هذا جيد .. لاتنسي ارسال عنوان منزلك لاقلك صباحا 
- ساعود لك برساله بعد ان اتاكد من المسؤول 
- هذا مناسب 
اعادت الهاتف الى جيبها شاردة قبل ان تعود لمتابعة عملها وسرعان ما تعود افكارها نحو دانيال .

اقتربت من السيارة التي توقفت امامها لتصعد اليها ملقية التحية على دانيال الذي بادرها 
- ارجوا اني لم اتاخر 
- نزلت لتو .. تحدثت مع وليام شايس وهو من سيرينا المنازل لنقصد ديلان اولا انه بانتظارنا هناك
انطلق بالسيارة متسائلا
- هل ترعرت هنا 
- لا .. لقد اشتريت شقة هنا منذ بعد الوقت اتريد المنزل لك ام انه استثمار 
- استثمار فمنزلي يروقني ولا افكر بتغيره كما ان المكان الذي اقطن به هادئ وهذا ما احب وانت 
- ايضا المنطقة هادئة .. كما اني منشغلة بالعمل لذا اعود بوقتا متاخر للمنزل 
- اتعملين بيندن منذ زمن 
- عامان 
- وقبلها 
- شركات صغيرة عديدة 
- معرفة 
- اكثرها شهره بيندن .. هنا ها هو وليام 
اضافت وقد شاهدت الرجل الذي يقف على الرصيف قرب لافتت احد المنازل المعروضة للبيع لتترجل من السيارة برفقة دانيال ليقوما بتجول بارجاء المنزل قبل ان ينظر اليها دانيال متسائلا فاقتربت منه ليتحدثا حول المنزل قبل ان يغادروا نحو المنزلان التاليا ليعودا بادراجهم ودانيال يقول 
- المنزل الثاني اعجبني جدا 
- انه الافضل بين الثلاثة 
- ساقوم بشرائه ساجعل محامي يتحدث معهم اليوم .. اسمحي لي ان اعوضك عن ساعات الاجازة التي قضيتها بمساعدتي بدعوتك لتناول الغداء 
- ولكني مدعوة لتناول الغداء في منزل خالتي 
- الا يمكنك الغاء الدعوة انها خالتك ولن تنزعج 
- انت لا تعرف خالتي لذا تتحدث بهذا 
- ولكني كنت اعددت لنتناول الغداء معا 
تعلقت عينيها به قبل ان تقول 
- لو اعلمتني من قبل لاعلمتك اني مدعوة 
ابتسم ساخرا من نفسه وهو يقول 
- اعتقدت انك ستعلميني بانه كنت اجلت دعوة خالتك 
- لا استطيع تاجيلها فكما اعلمتك انت لا تعرف خالتي 
- الن استطيع اقناعك 
هزت راسها له بالنفي وهي تحرك هاتفها الذي يرن لتجيب 
- اجل خالتي ( تعلقت عينيه بها فاستمرت بابتسامة وهي تلاقي نظراته ) لا لن اتاخر انا قادمة .. اجل انه بطريقي .. ساحضره معي .. وداعا .. على الوصول الى سيارتي 
- وها انا اسطحبك اليها 
اجابها بخيبة امل فليس هذا ما كان يخطط له مما جعلها تتامله وقد لمست خيبة الامل بصوته فبادرها وهو يوقف السيارة بجوار سيارتها المتوقفة امام الشقة التي تقطنها 
- اشكرك على مساعدتك 
- سرني اني كنت مفيدة لك 
اجابته وهي تترجل فهم بالتحدث موقفا اياها الا انه عاد ليلتزم الصمت وهي تتحرك مبتعدة نحو سيارتها وتشير له بيدها مما جعله يتابعها قبل ان يعود الى ما امامه بأحباط وينطلق بسيارته .
- بما انت شاردة 
تسألت انجي ابنت خالتها وقد جلسوا بعد الغداء بحديقة المنزل شاردة وهناك ابتسامة تداعب شفتيها لتقول 
- بالكثير 
- والكثير هذا يكون 
- كيف هي دراستك 
- لا تريدين التحدث ولكني اعلم ان وراء هذه الابتسامة ولابد .. رجل ما 
- ليس صحيحا 
- اذا هو كذلك امي امي
- توقفي قلت توقفي 
- ولكن على امي ان تعرف 
- تعرف ماذا 
- انك تواعدين احدهم 
- استمعوا لهذا توقفي عن جنونك فلست اواعد احد 
- مابك ( تسالت خالتها التي اطلت عليهم فاسرعت انجي بالقول ) 
- انها تواعد احدهم اخيرررا 
- هذا ليس صحيحا لا تصغي لها 
نقلت ايرين نظرها بينهما قبل ان تقول وهي تعود بادراجها الى الداخل 
- ولما ستخفي الامر ان فعلت 
- ارئيتي اخيرا هناك من يتحدث بصوت العقل 
رمقتها انجي بنظرة متأملة قبل ان تعقد يديها قائلة 
- صوت العقل اذا 
ابتسمت لها وعقلها يعود بها الى دانيال لقد التقت الكثيرن في حياتها لذا ليست بفتاة ساذجة ولكن دنيال اندروز ترك لديها انطباعا مختلف لذا عندما تلقت اتصاله في اليوم التالي ابتسمت فقد كانت تتوقع هذا الاتصال اخفت حماستها لتجيب بهدوء
- اجل 
- كيف انت اليوم 
- بخير وانت 
- بافضل حال .. هل استمتعي برفقة افراد عائلتك 
- اجل قضيت وقت ممتعا برفقتهم 
- هذا جيد .. اتعلمين ماذا 
- ماذا 
- ارغب بإعادة أثاث الغرفة التي كنتِ بالسابق قد انتقيته من متاجر بروند هوت أريد أن تعملي على إحضاره من جديد وترتيب الغرفة بطريقة جديدة .. أتستطيعين هذا
- اجل
- لنلتقي إذا في متاجر بروند هوت بعد ساعة من الان أريد تفقد ما سأشتري قبل نقله
- ليكن بعد ( وحدقت بساعتها مضيفة ) ساعتين فعلي إنهاء بعض العمل حتى أستطيع التفرغ وإنهاء منزلك اليوم
- ليكن
- حسنا وداعا
قالت وهي تعيد السماعة الى مكانها لتدخل تينا الى مكتبها قائلة 
- ما سبب هذه الابتسامة 
- احاول تهدئت نفسي من ضغط العمل فيومي حافل علي المغادرة الان للانتهاء بالوقت المناسب
- لنلتقي اليوم بعد العمل للمرح اشعر بالملل
- وأنا أيضا
- لنقصد الحديقة لنلهو وقد تجدين من يروق لك ( رفعت حاجبيها بشك لتينا التي ابتسمت قائلة بتأكيد ) دعي الأمر لي وسترين .. عندما تنتهي من عملك اليوم أعلميني سأنتظر اتصالك .

توقف نظر دانيال عليها وهي تدخل الى المتجر مراقبا إياها من بعيد والتفكير العميق باديا عليه بينما تلفتت حولها بأرجاء المتجر محاولة إيجاده قبل أن ترفع هاتفها وتهم بالاتصال به لتتوقف وهي تراه يقترب منها قائلة
- كدت اتصل 
- وصلت قبل قليل
- هل تسنى لك القيام بجولة ( تساءلت وهما يتحركان )
- لا ليس بعد
أجابها باقتضاب لتتجول برفقته بأرجاء المتجر وهي تشير إلى بعض القطع التي تراها مناسبة بينما اكتفى بالإصغاء وابدأ عدم حماسته عما تشير اليه يبدو غير مبالي فلقد تسوقت من قبل مع زبائنها بعضهم يكون متحمسا والبعض الأخر لا يترك فرصة لشرح عما يحب وما يرغب أما هو رفعت حاجبها بحيرة لتجلس أخيرا على مقاعد فاخر وهي تقول
- إنها جدا مريحة وستكون مناسبة .. الا تروق لك
- إنها جيدة ( أجابها وهو يقترب للجلوس بجوارها مستمرا ) أتعلمين .. لقد قمت بتجديد تلك الغرفة منذ وقت قريب .. لذا أجد صعوبة الان بالعودة لتغير أثاثها رغم رغبتي بهذا ( رمشت قبل أن تحدق به جيدا فظهرت ابتسامة ودودة على شفتيه وهو يتابع ) دعيني أعوض عليك لنذهب لتناول العشاء .. انه تصرفا فظ من قبلي اعلم فهذه المرة الثانية التي أهم بها بتغيره وأتراجع عن ذلك
تحركت لتقف بروية وهي تقول
- إذا لا حاجة لوجودنا هنا ( وقف بدوره وهو يقول )
- أنا أصر على دعوتك للعشاء فلا تخذليني اليوم ايضا ( همت بالتحدث فقاطعها باصرار ) لا ترفضي
- لن أفعل ( قالت ببطء )
- هذا جيد 
تمتم بارتياح وهو يدعوها لسير لتجلس امامه بالمطعم الذي سبق وان التقيا به ليتبادلا الحديث وهما يتناولا العشاء فعادت بعينيها نحو طبقها برضا تام فدانيال يروقها وتقع عليه كل المواصفات التي كانت تبحث عنها فهو جذاب ماهر بالحديث ذا شخصية تفرض نفسها ووضعه المادي جيد كما انه سيروق لولدها دون شك
- هل تحسنت علاقتك مع فاليري
هزت رأسها بالنفي وهي تقطع الحلوى بطبقها قائلة
- إنها تتجاهلني الان .. تدعي أن لا وجود لي
- وهل هذا أمرا جيدا أم لا
- بما أن الإدارة تقبلت شكوتي برحابة صدر وهي تجاهلتني فاعتقد أني قد نلت مرادي
- لا تستهيني بها
- لن افعل .. اشكر اهتمامك
أضافت بابتسامة مرحة فابتسم بدوره وعينيه تتأملانها وهما تغمقان قبل ان يقول 
- اريد .. محادثتك بامر .. احتاج الى مساعدتك
- لا تعود لأثاث تلك الغرفة ( قالت محذرة فابتسم بتوتر وهو يقول )
- لا انه أمرا أخر
- أتحتاج الى المزيد من التجديد بالمنزل ( هز رأسه بالنفي وهو يقول )
- إنه بعيدا جدا عن عملك
- شراء المزيد من المنازل 
- لا 
بدأت تشعر بالتوتر دون أن تدرك السبب فان طلب منها أن يلتقيا من جديد لتزيد معرفتهما لن ترفض ولكن لما التوتر فليست المرة الأولى التي يعرض بها احد عليها هذا فقالت مدعية
- لقد أثرت فضولي فلا اعلم بما قد أساعدك
- منذ بعض الوقت تعرضت لسوء فهم كان صغيرا و .. مع الوقت أصبح يكبر حتى بدت في ورطة ( بدت الحيرة على ملامحها من قوله فاستمر ) تذكرين أول مرة قصدتي بها منزلي و .. سكبت القهوة على قميصك ( هزت رأسها بالإيجاب وهو يستمر ) حينها ارتديت قميصي الى أن جف قميصك ( رمشت وهي تحاول فهم لما يذكر ذلك الأمر بينما استمر ) حضرت عمتي في وقتها و .. شاهدتك .. هيئ لها ارتدائك لقميصي بطريقة خاطئة
- طريقة خاطئة
- اعتقدت انك صديقتي ( توسعت عينيها بينما استمر ) وأنا لم انفي الأمر لها
- ولما .. لم تفعل
- لم .. افعل .. لدي أسبابي
- ارجوا المعذرة ( قالت ومازالت الدهشة بادية عليها فاستمر )
- اعلم انه كان علي إيضاح الأمر لها وقد حاولت هذا بدايتا ولكن امام اصرارها توقفت ولم افعل
عادت بذاكرتها سريعا الى عمته وما كان يصدر منها لتقول ببطء وعدم تصديق
- لقد فهمت الان ما كانت تتحدث عنه
- حاولت منعها من محادثتك ولكني لم افلح
- هذا هو الامر اذا
- احتاج أن تساعديني بهذا الإدعاء لعدت أيام فقط
فتحت عينيها جيدا لقوله قبل أن تحاول استرداد اتزانها فليس هذا ما تخيلت حصوله
- هل أنت جاد
- أجل جاد جدا
- ولما ادعي أني صديقتك فالا اعتقد انك تجد صعوبة بإيجاد من تصادقك
أضافت ومازال عدم التصديق باديا عليها
- لقد رأتك عمتي .. لذا ليس أمامي سوى طلب هذا منك
- أهذا سبب تصرفاتك أهذا ما جعلك تتصرف بود اتجاهي
قالت مستنكرة يالغبائها فالقد اعتقدت انه معجب بها
- لقد رأتك أنت وتحدثت معك كما أنك تروقين لها
- لا لا اسمع هل هي مزحة ما فأنا لا أريد تصديق ما أسمعه
قالت وهي تبعد الطبق من أمامها قليلا رافضة تصديق ما تسمعه
- لا أنا أتحدث بجدية احتاج أن تدعي انك صديقتي لبضع أيام ليس أكثر ( قال بإصرار فنقلت عينيها بعينيه فهز رأسه لها مؤكدا مما جعلها تقول وقد سائها ما سمعته )
- علي إذا أن اعتذر منك فالا أستطيع مساعدتك بهذا الأمر
- إنها مجرد عدة أيام ليس اكـ
- حقا لا أستطيع ( قاطعته قائلة بإصرار وهي تتناول حقيبتها وقد شعرت بالاهانة فبينما كانت هي تفكر بانها تروق له كان يسعى لجعلها تدعي انها صديقته )
- لن يتعدى الأمر عدت أيام .. فكري بالأمر فلن تخسري شيئا
أضاف وهو يراها تهم بالتحرك فحدجته بنظره قائلة بتاكيد
- لا لن افعل
وتحركت مغادرة ليتابعها لم يكن يتوقع غير هذا ما الذي عليه فعله الان لقد وصل به اليأس أن يطلب من فتاة لا يعلم عنها الكثير أن تدعي أنها صديقته تبا لليليا لقد قلبت له حياته رأسا على عقب ما الذي عليه فعله الان .

- آه لا ( قالت في صباح اليوم التالي وهي ترى دانيال يدخل الى مكتبها مستمرة ) لقد كانت ليلتي سيئة كفاية حقا 
- لم تكن ليلتي أفضل
أجابها وهو يغلق الباب خلفه فأشارت بيدها نحو الباب قائلة
- أفتحه
- لا أرغب بأن يسمع احد ما أريد محادثتك بشأنه
- ليس لدي ما أخفيه ولا أريد التحدث بما حدثتني به بالأمس ( أسرعت بالقول وهي تتحرك عن مقعدها الا أنه قال )
- هلا هدأت قليلا
- لن افعل وأنا أعلم ما تريد التحدث به ان كان لديك مشاكل فاذهب لحلها بعيدا عني
أجابته وهي تهم بالتخطي عنه فالقد شعرت بالغباء التام لاعتقادها انه معجبا بها تجمدت في مكانها وقد قبضت يده على ذراعها لتنظر إليه ببطء ليقول قبل أن تستطيع التحدث
- كم تريدين مقابل أن تدعي هذا لعدت أيام فقط
- ارجوا المعذرة 
- كم تريدين انا على استعداد ان ادفع لك
- كم أريد ( كررت بدهشة من بعده وهي تسحب ذراعها منه فأضاف )
- اجل ما هو المبلغ الذي تريدينه
- لا أريد مالا
- ماذا تريدين إذا
- لاشيء فالا انوي التورط معك فانا بحق لا أعرفك وهذه القصة التي تقولها غير مقنعة لي فمازلت لا أصدق أنك تريد من تدعي أنها صديقتك حسنا أعلم عمتك أننا انفصلنا وحصلت لنفسك على صديقة جديدة واحصل على صديقة حقيقة اليس هذا أفضل ( بدا الامتعاض على وجهه ومرت لحظة صمت وعينيه لا تفارقان عينيها مما جعلها تقول بحيرة وهي لا تصدق طلبه ) حقا ماذا هناك
- لقد انفصلت وخطيبتي قبل زفافنا بايام ( أجابها بهدوء دون أن يفارق الضيق وجهه بدت الدهشة على ملامحها إلا أنها أسرعت بالعودة الى جديتها وهو يضيف ) حدث هذا منذ عام مضى ولقد تخطيت الأمر ولكن أسرتي لم تفعل ولم .. أواعد أحد من وقتها رغم إلحاح والدتي علي لأفعل لذا عندما شاهدتك عمتي .. أسرعت بإخبار والدي الذين يلحون علي لتقديمك لهم أعلمتهم أن الأمر لم ينجح وأننا انفصلنا لكنهم يرفضون تصديق ذلك يقولون إني ادعي كي لا اعرفهم بك وهم واثقون أني لا أواعد أحداهن بعد زمن إلا أن كانت حقا تروق لي لذا فكرت
- بأن ندعي
- بإسعاد والداي فكما لاحظت أن الأمر قد اثر بهما أكثر مما فعل معي وهم يشعرون بالشفقة علي ( وأضاف وهو يعقد يديه ويستند على طرف مكتبها مستمرا ) إنه شعور سيء أن تعلمي أن والديك يشعرون بالشفقة عليك ولكن ما باليد حيله أنا لا أنوي الارتباط الان ولا أفكر بالأمر حتى لذا لن أحاول التقرب من أحداهن في هذا الوقت ولكن الأمر معك مختلف مجرد عمل
- منذ البداية وأنت تخطط لذلك
- لا .. عندما التقيت بك بالمطعم لأول مرة مع اتصال والدتي المستمر لتطالبني بإحضارك لتعرف بك حينها طرأ لي الأمر فقط ندعي ليس إلا ثم بعد وقت أعلمهم أننا انفصلنا سيعلمون عندئذ أن لا داعي لقلقهم
- وأنت على استعداد لتدفع مالا مقابل هذا
- اجل فذهابي لرؤية والداي دون أن يتهامسا من وراء ظهري سيكون أمرا جيد لقد بدأ بالاقتراح علي لذهاب لمراجعة طبيب نفسي قريب للعائلة أن هذا الأمر يؤرقهم
- أليس من الأفضل أن تحاول مصادقة إحداهن
- لست مستعدا بعد .. كم المبلغ المطلوب لإقناعك بفعل هذا
- لا أريد مالا
- ماذا تريدين إذا
- لاشيء فلم اقل إني موافقة حتى 
هم بتحدث إلا أنه توقف والتمعت عينيه قبل أن يعود للقول
- ما قولك إذا بالحصول على اسهم بهذه الشركة هذا سيحسن وضعك هنا كما أن شركة بيندن لا يستهان بها
لم تجد ما تقوله لوهلة قبل تقول ببطء 
- أنت جاد
- اجل ( بقيت تحدق به وعقلها يشرد ) انت تعانين مع فاليري وامتلاكك للاسهم سيقوم على تغير موقعك هنا فلن تعودي موظفة بل صاحبت اسهم هنا .. الامر مغري لك فلا تفوتي الفرصة انه مجرد ادعاء ليس الا
- مجرد ادعاء 
- اجل
- ما .. المطلوب مني فعله بالتحديد
- الادعاء فقط ادعي أنك صديقتي أمام عائلتي إنهم يطالبوني بالتعرف بك منذ وقت ولم يعد لدي أي أعذار أقدمها لهم لذا سأصحبك لزيارتهم وقضاء بعض الوقت برفقتهم ليس إلا لتعدينها إجازة لك ليس أكثر بالتاكيد انت بحاجة لاجازة حسنا ها هيا اجازة مدفوعة الاجر ماذا تريدين افضل من هذا 
حلت لحظة صمت بعد قوله ومئات الأفكار تتزاحم أمامها لتقول بعدها
- دعني افكر 
- ليس امامي الكثير من الوقت قلت لك انها مجرد اجازة لك ستستمتعين بها .. اتفقنا إذا 
قال ببطء وحذر 
- على ماذا 
- كل ما عليك فعله هو الادعاء فقط لست ملزمة بشيء اخر ومقابل هذا ستحصلين على اسهما هنا
- حسنا .. لن يكون الامر صعبا اليس كذلك
هز راسه بالايجاب قائلا بحذر 
- اتفقنا اليس كذلك 
- اتفقنا ( رددت خلفه ثم رمشت وقد أدركت ما فعلت فأسرعت بالقول ) أريد أن أرى الأسهم مسجله باسمي قبل أن افعل أي شيء
- لا مشكلة ( قال وهو يحل يديه بارتياح مستمرا ) فلتحصلي على إجازة لأننا غدا متجهون نحو منزل ولداي
- لا لا انتظر
- لا تتراجعي الان انها مجرد تمثيلية بسيطة سيتحسن بالمقابل وضعك بعملك
- ولكنك تقول غدا
- اجل ما المشكلة الا تستطيعين أخذ إجازة
- بل أستطيع فالا استعمل إجازاتي وهي متراكمة
- إذا
- لا اعرف عنك الكثير فكيف سأدعي أني صديقتك
- أمامنا طريق طويلة غدا وسأعلمك بكل ما قد تحتاجين إلى معرفته
- أين يسكن والديك
- في مرتفعات متروي
- أنت جاد
- اجل سننطلق في السادسة صباحا فنصل في الثامنة عند موعد الإفطار
- السادسة صباحا ( تمتمت قبل أن تقول بجدية ) لن أخطو خطوة واحدة معك أن لم أرى ما يثبت ملكيتي للأسهم
- سأذهب الان لنقلها لك وغدا صباحا تحصلي على ما يثبت ملكيتك لها
هزت رأسها موافقة فهم بالتحرك الا أنه توقف ناظرن إليها وهو يقول
- في السادسة غدا القاك امام منزلك .. قدمي للإجازة الان
هزت رأسها موافقة وتابعته وهو يغادر قبل أن تتحرك ببطء نحو مقعدها لتتهاوى عليه محدقة أمامها قبل أن تهز رأسها طالبة من نفسها الاستيقاظ لقد وافقت على الادعاء أنها صديقة وحركت رأسها إلى حيث اختفى دانيال قد يكون ذكره للأسهم قد لغى أي تفكير منطقي لها ولكن لتكون واقعية هل من الصعب عليها الادعاء بأنها صديقته هزت رأسها بالنفي بالتأكيد لا هل الأمر يستحق هزت رأسها بالإيجاب لم تكن لتحلم بحصولها على أسهم هنا عليها أن تلغي أمر شراء أسهم تلك الشركة المتواضعة الان وتبدأ بالتخطيط للخطوة التالية لذا تحركت لتمسك هاتفها لتضرب بعض الأرقام بسرعة
- مارك الغي شراء الأسهم
- لماذا
- لم اعد احتاجها
- أنت جادة
- اجل .

لم تستطيع النوم رغم محاولتها فهي تدرك أن ما تنوي فعله هو جنون برغم كل ما تقوله لنفسها لذا عندما اصبحت السادسة حتى كانت تقف على الطريق منتظرة دانيال الذي بادرها وهو يتناول منها حقيبتها
- لا يبدو أنك قد حصلت على لليلة هانئة
- لا تبدو أفضل
قالت وهي ترى عينيه المتعبتان فوضع حقيبتها في صندوق الجيب ليتجه نحوها وهو يقول
- ليس من عادتي التصرف بهذا الشكل الجنوني ولكن أصبح من الضروري التصرف هكذا
- تعلم إذا أن ما تنوي فعله عمل غير منطقي ( فتح لها بابها وتحرك نحو بابه قائلا )
- وما هو المنطقي حولنا أن تأملت جيدا لاشيء لا شيء منطقي
لابد وانه يعاني من الكآبة وإلا لما عرض عليه والداه زيارة طبيبا نفسي فكرت وهي تتأمله وقد جلس في مقعده وانحنى نحو الأمام متناولا ورقة قدمها لها قائلا
- ها هي
تناولت الورقة وأخذت تقرأ ما بها بتمهل لقد أصبحت مالكة لأسهم ببيندن قد لا تكون بشيء ذا قيمة لشخص كدانيال اما لها هي ولمع وميض في عينيها فهي تعني الكثير الكثير قامت بطي الورقة ووضعتها بحقيبة يدها قائلة وهو ينطلق
- والان ( وتناولت ورقة أخرى لتفتحها وهي تقول ) ما هي وجبتك المفضلة
نظر اليها قبل أن يقول
- الأسماك بأنواعها
- ما هو لونك المفضل
- الأزرق
- ماذا تعمل
- املك مكتبا لإدارة الشؤون المالية
- كيف تقابلنا
- كنت أريد تجديد أثاث المنزل وهكذا .. اعددت هذا المنزل أنا وليليا خطيبتي السابقة لذا .. بعد فشل الأمر قمت بتغير كل شيء قد يذكرني بذلك
بقيت تحدق به بعد قوله هذا فالمحها بنظرة فعادت نحو الورقة قائلة
- متى قمت بذلك
- منذ عشرة أشهر .. لنقول أننا التقينا في حينها ولا تدخلي بالتفاصيل مع عائلتي فانا اعلم أنهم فضوليين بشأننا وقد يطرحون بعض الأسئلة الغير متوقعة وعليك إقناعهم .. ( توقف عن المتابعة للحظة قبل أن يعود للقول ببطء ) باني نسيت أمر ليليا
بقيت عينيها تتأملان جانب وجهه مفكرة بأنه لا يبدو كمن نسي أمر خطيبته السابقة وأمام شروده عادت نحو الورقة قائلة
- ما مقدار ما تجنيه في الشهر ( نظر نحوها وهو يعقد حاجبيه مما جعلها تبتسم قائلة ) أمازحك
- عليك أن تكوني كذلك ( قال وهو يتناول الورقة من يدها مضيفا ) أهذا ما أمضيت الليل تفعلينه ( ولمح ما بالورقة بلمحة سريعة قبل أن ينظر خلفها ليجد المزيد فأضاف ) أشعر وكأنه يتم التحقيق معي
- يجب أن اعرف الكثير في وقت قليل ( أعاد الورقة لها قائلا )
- أولا تخلصي من هذه وأنا سأعلمك بما قد تحتاجين الى معرفته سأبدأ بوالدي فهما إنسانان هادئان جدا متفهمان وعاطفيان شقيقتي ميراي هي الصغرى تشبه والدتي الى ابعد الحدود تهوى التعامل مع الأطفال لذا تعمل مدرسة أطفال وهي على وشك الارتباط شقيقي الأكبر شون متزوج ووالد لصبي صغير يدعى ثيو وزوجته حامل بطفل جديد يسكن بعيدا نجتمع جميعنا في نهاية كل أسبوع في منزل والدي ولكني مؤخرا لم أكن احضر الى هناك .. ربما هذا ما زاد من قلقهم علي .. لم أكن أراهم مؤخرا إلا عند حضورهم لزيارتي كانوا يمضون يومان وفي بعض الأحيان أكثر وقد يتساءلوا أنهم لم يروك لذا أنت مشغولة في عملك وليس لديك الوقت إلا بصعوبة أما عمتي فرانسيس
- اجل عمتك فرانسيس ( تمتمت مقاطعة إياه فقال )
- لم انفي لها ما قد استنتجته بدايتا ولم أكن أتوقع أن يصل الأمر الى هذا ولكن أن كانت هذه الطريقة ستجعل عائلتي تدعني وشأني ويتوقفوا عن القلق بشأني فسأفعلها
- اليس إيجاد صديقة أفضل
- ربما ولكني في الوقت الراهن لا أفكر بالأمر كما أن عمتي فرانسيس إنسانه متنبه ويجب أن تكوني حذره معها
بقيت عينيها تحدقان به لتقول مقاطعة إياه
- لست الوحيدة التي أطالت السهر تعد ما ستقوله
- احاول جعل الامر سهلا
بقيت تصغي إليه بانتباه وهو يتابع محادثتها عن أفراد عائلته قبل أن ترخي رأسها على المقعد وعينيها معلقتين به لقد اعتقدت أنها قد تخلت عن جنونها ولكن تواجدها مع دانيال الان متجهين نحو عائلته لتدعي أنها صديقته يثبت شيئا واحد هو أنها فشلت حركت مقلتيها نحو الخارج دون رؤية شيء فعلي بهذا الظلام تحاول إقناع نفسها أن ما تفعله يصب بمصلحتها وجاء في وقته لا مجال للتراجع الان عادت بنظرها نحو دانيال متأملة إياه بتفكير لو علم انه يروق لها وانها كانت تعتقد انه مهتم بامرها لاستغل هذا لصالحه توقف عن الحديث ونظر اليها بلمحة سريعة قبل أن يقول قاطعا حبل أفكارها
- لا تقلقي .. سيمر الأمر على خير
- ارجوا ذلك .. ما الذي علي فعله بالتحديد هل اجعلهم يقولون كيف فكر دانيال بمواعدة هذه الفتاة وبالتالي يسهل إعلامهم بانفصالنا
- أتجدين دور الفتاة السيئة
- لا يقلقك الأمر سأجعلهم يطلبون منك بنفسهم أن تتخلى عني
ابتسم لقولها قائلا
- لا .. يجب أن تنالي إعجابهم فلا أريد أن يرو أن خياري سيء
- سأكون إذا الفتاة اللطيفة
تساءلت فهز رأسه بالإيجاب مما جعلها ترفع حاجبيها وهي تعود لنظر أمامها شاردة .
نظر نحوها قبل أن يعود للنظر أمامه ليعود ويلمحها بنظرة أخرى وهو يراها تغط بالنوم انه يشعر بالتوتر فليس من عادته أن يدعي ويتصرف بهذا الشكل المتهور يستطيع الثقة بها فمنذ أن قابلها وهو يشعر بالراحة لها فهي هادئة ويسهل تبادل الحديث معها سيسير الأمر على ما يرام ليس عليه القلق .

 انتفضت على صوت إغلاقه لصندوق السيارة وقد انزل حقيبتها لتجلس جيدا في مقعدها غير مدركة أين هي ثم تعلقت عينيها بما أمامها متأملة المنزل بإعجاب فترجلت من الجيب لتلفحها نسمات الصباح المنعشة نقلت نظرها بين الأشجار الخضراء التي تحيط بالمنزل قبل أن تهمس وهي تشعر بدانيال يسير نحوها
- أهذا منزل عائلتك حقا
- اجل
أجابها وهو يضع حقيبتها أرضا ويفتح الباب الخلفي متناولا صندوقا لوالدته وهي تضيف
- إن المكان رائع بحق اشعر وكأني داخل غابة
- أنت كذلك ( تنهدت بعمق مستمتعة بالهواء النقي الذي يدخل الى صدرها قبل أن تقول )
- عليك الإكثار من الحضور الى هنا فالمكان مريح للنفس بشكل كبير
ظهرت ابتسامة متهكمة على شفتيه لقولها ليشير برأسه إلى المنزل قائلا
- اتبعيني ( تناولت يد حقيبتها لتجرها خلفها وهي تتساءل وعينيها تجولان حولها )
- كم يكلف امتلاك منزلا هنا
- الكثير ( أجابها باقتضاب وهو يفتح الباب ويدخل لتدخل خلفه قائلة للهدوء التام في الداخل )
- لابد وأنهم مازالوا نائمين ( وضع ما بيده على الطاولة قائلا )
- لا إنهم في الباحة الخلفية لنذهب ( أضاف وهو يمد يده لها فأعطته يدها لتسير برفقته ليدخل الى المطبخ ليبتسم لتناهي بعض الأصوات لهم ويقول وهو ينظر إليها ببعض القلق ) أنت مستعدة ( هزت رأسها بالإيجاب بالرغم من أن دقات قلبها تتسارع في داخلها اعتقدت أنها لن تتوتر ولكن الان تشعر بالتوتر الكبير فضغطت أصابعه على يدها وقد شعر بتوترها قائلا وعينيه تثبتان على عينيها ) إنهم عدت أيام فقط ( عادت لتهز رأسها بالإيجاب وهي تتنفس بعمق بينما استمر ) اعلم أن الأمر ليس سهلا لذا لنساند بعضنا
همت بالتحدث ولكنها توقفت وقد أطلت شقيقته لتفاجئ بهما قائلة
- لقد وصلتما لما لم تقولا شيئا ( وتوسعت ابتسامتها وهي تضع ما جمعته من حبات الطماطم جانبا وتقترب منهما مضيفة وعينيها تتفحصان إيسي باهتمام ) سعدت بتعرف بك أنا ميراي
- وأنا ايسي يسعدني لقاءك ( أسرعت إيسي بالقول بينما قال دانيال )
- والدي بالخارج
- اجل إنهم بانتظاركما سأعد القهوة واتبعكم
تحركت برفقته الى الخارج لتحي والديه الجالسان حول الطاولة والذين استقبلاها بود كبير فجلست وهي تبتسم محاولة إخفاء توترها وقد تعمد دانيال الحديث حتى يبعد تركيزهم عنها وهو يعلمهم عن ما أرسلته عمته معه
- هل شعرت بالملل فالطريق طويلة بعض الشيء
قالت والدته وهي في أواخر العقد الخامس ولكنها تبدو اصغر بكثير بشعرها القصير الذي يتخلله خصل شقراء سرح بطريقة جميلة تليق بها فأجابتها بود
- لا بل كان الأمر رائعا فلم أحظى ودانيال منذ فترة بالجلوس معا لكثرت انشغالنا
- قال أنك تعملين بكثرة لذا قدومك الى هنا جيد فالمكان مناسب للراحة ( ونظرت نحو دانيال المصغي لهم وهي تضيف ) كان عليك إحضارها من قبل
اكتفي دانيال بالابتسامة وميراي التي تشبه والدتها بوجهها الصغير ذا الملامح الناعمة والشعر الأسود الذي تعقده الى الخلف تقترب بينما قال والده
- من الجيد أن فرانسيس قد رأتك فدانيال كان ينوي الاحتفاظ بك سرا .. الا يزعجك الأمر
نظر دانيال نحو ولده معاتبا مما جعل والدته تضحك قائلة
- منذ الصباح وانا أعلمه انه ليس عليه الإفصاح عن كل ما يفكر به ولكن لا أعلم هل ستفعل عزيزي
هز رأسه بالنفي لزوجته ثم أضاف لايسي
- أنا جاد الا يزعجك هذا
- لا .. فلم أقدمه بدوري لعائلتي بعد
- حقا ( قال والده وهو يعود بنظره نحو دانيال الذي بدا عليه عدم الرضا قائلا ) لا يروقك كفاية حتى تفعلي
- أبي ( تمتم دانيال معترضا )
- ما كنت هنا لو لم يكن ( أجابته ونظرت نحو دانيال بمحبة مستمرة ) لقد اتفقنا منذ البداية على أن لا نتسرع ونسير بالأمر بهدوء ( وعادت نحو والده مضيفة بثقة وعيني دانيال لا تفارقانها ) هذا ما جعل علاقتنا أقوى وامتن
- يسرني سماع ذلك
قالت والدته بينما شكرت ميراي التي وضعة كوب القهوة أمامها هي تقول
- لا عليك منهم لقد فعلوا بناثان أكثر من هذا
- متى سيحضر ( تساءل دانيال وهو يتناول كوبه بدوره فأجابته ميراي )
- غدا
- أريد إحضار بعض الحاجيات من البلدة استقلني
- اجل ( أجاب والده الذي وجها حديثه إليه ونظر الى إيسي مضيفا ) اترافقين
- لا بني دعها ستصحبها فيما بعد للبلدة ( قالت والدته بينما تحرك والده مغادرا وأضافت لإيسي التي نظرت إليها كما فعل دانيال ) يريده والده بأمر
- لا بأس ( تمتمت ونظرت الى دانيال الذي ضاقت عينيه وهو يتحرك ليقف قائلا لوالدته )
- ماذا هناك
- سيعلمك والدك
نظر نحو إيسي لتتعلق عينيها به وقد أدركت أنهم يحاولون أبعاده فابتسمت له محاولة طمأنته وهي تشعر بقلقه فهز رأسه وابتعد مغادرا وهو يقول
- لن نتأخر ( تابعته قبل أن تعود نحو والدته التي قالت )
- إنه يرهق نفسه
- اجل يفعل فما أن ينكب على العمل حتى لا يتوقف
أجابتها وهي ترفع كوبها نحو شفتيها بينما بدا الاهتمام الحقيقي على والدته وهي تقول
- من الجيد دخولك الى حياته ( ظهرت ابتسامة على شفتيها قبل أن تنظر نحو ميراي التي قالت )
- أن والدي يشغلهما دانيال كثيرا مؤخرا لذا لا تجعلي هذا الأمر يزعجك
- هذا لأنه مختلف عنكما فأنت على وشك الارتباط وإنشاء عائلة والاستقرار وشون قد جعل حياته سهلة باستماعه لكل ما تقوله جيني له
- أمي ( تمتمت ميراي معترضة بينما ابتسمت ايسي فتجاهلت برندا ابنتها مستمرة وهي تقف ) الأولاد لا يحبون سماع الحقيقة تعالي سأريك المنزل
كان الأمر أسهل مما توقعت فأخذت والدته تريها المنزل الذي تعتز به بشكل واضح وأخيرا أدخلتها الى إحدى الغرف وهي تقول
- بما أنني وستيفن لا نستطيع التوقف عن العمل أنشانا معملنا الصغير هنا ( تأملت المكتب والأغراض الموضوعة لتقترب من برندا التي أمسكت أحد الكتب مضيفة ) هذا أخر كتاب قمنا بتجديده
- انتم ترممون الكتب القديمة
قالت وقد راقها الأمر وهي تحدق بالمجموعة التي عرضت بعناية فأجابتها وهي تجلس خلف المكتب وتمسك أحد الكتب تتفقده
- وأنت ترممين المنازل اليس كذلك
- هذا صحيح ( أجابتها بابتسامة واقتربت منها تراقبها )
- هذا الكتاب ثمين جدا لا يوجد منه إلا نسختين .. أشبه حاله بدانيال فالقد تعرض لتمزق ولكنه سيعود سريعا كما كان ( قالت برندا وهي تستمر بالعمل على الكتاب الذي بين يديها مضيفة وايسي تصغي لها باهتمام ) اعلم انه سيعد بناء حياته وينظمها فهو قوي وذا شخصية مستقلة .. انعزاله عنا في الآونة الأخيرة هو ما جعلني شديدة القلق من أجله ( ورفعت رأسها نحو ايسي مستمرة ) دخولك الى حياته في هذا الوقت لهو نعمة هل اموركما بخير 
- اجل ( تمتمت ايسي وحركت كتفها بحرج مستمرة ) انه يروق لي جدا
بدا الرضا والارتياح بعيني والدته وهي تقول
- يسعدني ذلك ( وبدت مترددة في الحديث الى أنها عادت للقول ) هل .. أعلمك بأمري خطيبته السابقة ( هزت رأسها لها بالإيجاب فأضافت برندا ) هل يؤثر ذلك على علاقتكما
- لا .. إنها مرحلة من حياته وانتهت
بقيت عيني برندا تراقبانها قبل أن تعود للكتاب بين يديها قائلة
- إنه في غنى عن أي علاقة فاشلة جديدة لذا ارجوا أن تكوني جادة
بدت المفاجئة على وجهها قبل أن تقول
- وما الذي يوحي لك بأني لست كذلك
- الم تقولي بأنك لم تقدميه لعائلتك بعد ارجوا أن تعذري تطفلي ( أضافت وهي تحدق بها باهتمام مستمرة ) لا أريد أن يفطر قلبه من جديد أن قلقي عليه بالغ
- إنه ليس هشا كما تعتقدين
- اعلم ولكني والدته ولا أستطيع شيئا حيال هذا
- أتفهم شعورك ( قالت بصدق وهي تذكر قلق والدتها المستمر والمبالغ به في كثير من الأحيان مضيفة ) عليك أن تعلمي أني ودانيال عندما قررنا أن نتواعد فعلنا ذلك عن نضج تام وان كنت لم أقدمه لعائلتي بعد فذلك لأننا أردنا تمتين علاقتنا ببعض قبل أن نخطو الى الخطوة التالية
- احتاج الى المساعدة هنا ( أطلت ميراي من الباب مقاطعة إياهم ومستمرة قبل أن تختفي ) هل ساعدتني ايسي
- اجل بالتأكيد ( أجابتها قبل أن تعود نحو برندا قائلة ) لقد كانت والدتي شديدة القلق علي لذا أنا اعلم ما تشعرين به
ابتسمت برندا برضا قائلة
- سرني تقبلك لفضولي
- أنت على الرحب والسعى ولكن الان علي مساعدة ميراي
هزت برندا رأسها لها بالإيجاب لتتابعها وهي تتحرك مغادرة الغرفة وما أن دخلت الى المطبخ حتى بادرتها ميراي
- أردت نجدتك
- في الحقيقة يروقني عمل والدتك
- ستسر لسماعها هذا .. ولا تدعي فضول والداي نحوك يزعجك
- أنا أتفهم الأمر .. ماذا تعدين ( تساءلت وهي تراها تخرج بعض الأكياس من الثلاجة )
- سأبدأ بإعداد الإفطار .. كما أن عمتي فرانسيس على وشك الوصول بالإضافة إلى أن شون وجيني سيصلون قبل الغداء
- دعيني أساعدك
قالت وهي تقترب منها لتنشغلا بإعداد الإفطار وهما تتبادلان الحديث
- مرحبا لقد طلـ ارجوا المعذرة لم اعلم أن لديكم ضيوف
أسرعت الفتاة الشقراء التي اقتربت من باب المطبخ بالقول وهي تقف في مكانها عند رؤيتها لأيسي فقالت ميراي
- لا بأس ليليا تفضلي .. أيسي ليست ضيفة .. إنها صديقة دانيال
بدا التوتر على الفتاة ذات العينين الزرقاوتين قبل أن تقول وهي تخطو لداخل المطبخ وعينيها لا تفارقان ايسي التي تجمدت للحظة
- سررت بمعرفتك ( ونظرت نحو ميراي مستمرة بينما عادت ايسي ببطء لتتابع ما كانت تقوم به وهي تصغي ) طلبت مني جيني إحضار حقيبة ثيو الى هنا وقد كانت قد نسيتها عندنا سأقوم بإنزالها
وتحركت مغادرة بينما تابعت ايسي عملها فراقبتها ميراي قبل أن تقول
- لا أعلم أن كان دانيال أعلمك أن ليليا
- خطيبته السابقة
قالت ولم يكن من الصعب عليها ربط الاسم ولكن هذه مفاجئة فلم يعلمها بأنها ستراها هنا تنهدت ميراي بارتياح مستمرة
- اجل من المريح أنه أعلمك بهذا فالا مهرب من لقائها خاصة أنها شقيقة جيني
شقيقة جيني زوجة شون الشقيق الأكبر فكرة وهي تربط الأمور معا قبل أن تنظر نحو ميراي قائلة
- لا يزعجني وجودها ( وعادت لتتابع عملها وميراي تقول ببطء وإحراج ) أنا معتادة على دعوتها لتناول القهوة كلما حضرت
ابتسمت ايسي بتكلف وهي تقول
- أرجوك تصرفي كما تريدين إنها بالنهاية شقيقة جيني
بدا الارتياح على ميراي التي تمتمت
- يسرني سماع ذلك
ونظرت نحو ليليا التي دخلت لتضع الحقيبة من يدها وهي تقول
- سأضعها هنا
- سأعد القهوة لما لا تبقي وتشاركينا
نقلت ليليا عينيها بتوتر بين ميراي وايسي المشغولة بتقطيع حبات الطماطم قبل أن تقول
- حسنا ولكن أعديها الان فالا أريد التأخر على والدتي
- هل هي متعبة
- لا .. تريد مني اصطحابها إلى البلدة .

- كان علي تفقد أغراض الصيد قبل ذهابنا
قال ستيفن وهو يترجل من السيارة بينما حمل دانيال ما احضروه وهو يتامل السيارة المتوقفة بجوار سيارته ليتحرك نحو الباب الخلفي للمنزل قائلا
- تفقدها الان وأن احتجت شيئا آخر أحضره لك فسأعود مساء الى البلدة
وتحرك نحو باب المطبخ وهو يصغي جيدا للأصوات التي تصدر من الداخل ليدخل وايسي تقول
- أنا جادة هذا ما حصل لقد غرق الطابق الأرضي تماما
ضحكت ميراي وكذلك ليليا الجالسة أمامهما تتناول القهوة قائلة
- لابد وان الأمر كان كارثة
- اجل كان كذلك ( أجابتها وعينيها تتعلقان بدانيال الذي دخل للتو ناقلا نظره بينهم بهدوء مستمرة ) لقد عدتم
تحرك نحوهم وهو يقول باقتضاب بينما بدا التوتر على ليليا
- البلدة ليست بعيدة عن هنا سأصحبك اليها مساء .. كيف أنت ( أضاف لليليا وهو يلمحها بنظرة فأسرعت بالقول )
- بخير ( بينما تابع وهو يقترب من ايسي مقدما لها كيسا ورقي )
- أحضرتها خصيصا لك لن تجدي في أي مكان فطائر الذ من هذه
تناولتها منه وهي تقول
- أني اعشق رائحتها منذ الان ( ابتسم غامزا إياها وهو يقول )
- أسعدني ذلك .. سأرى والدتي
أضاف وهو يضع باقي الأكياس أمام ميراي ويتحرك مغادرا فأسرعت ليليا بالتحرك واقفة وهي تقول
- لقد تأخرت علي الذهاب شكرا على القهوة ( ونظرت نحو ايسي مستمرة ) سرني التعرف بك
- وأنا أيضا
أجابتها وهي تغادر ويدخل والد دانيال الذي لم يبدو مسرورا لرؤيته ليليا
- ماذا كانت تفعل هنا
- لقد أحضرت حقيبة ثيو
- أما كان لها الانتظار حتى حضور شقيقتها
- أبي أرجوك ( تمتمت ميراي لوالدها فقالت ايسي )
- سأرى دانيال
وتحركت نحو الغرفة التي تعمل بها والدته الا أنها توقفت قرب إحدى الغرف وقد رأته واقفا قرب النافذة فدخلت وأغلقت الباب خلفها مما جعله ينظر اليها قبل أن يعود ليحدق بما أمامه فاقتربت منه وهي تقول بصوت منخفض
- أما كان بإمكانك إعلامي بأني قد التقي خطيبتك هنا
- السابقة 
- وإنها تكون شقيقة زوجة شقيقك
- وهل كان هذا سيغير شيئا 
- بالتأكيد على الأقل لم أكن لأفاجئ .. اليس غريبا قدومها الى هنا
- عائلتها تسكن هنا منزلهم ليس بالبعيد
- لست جادا ( هتفت بصوت منخفض مستمرة ) الان فهمت ( وتأملته بصمت وقد بدا التجهم عليه قبل أن تقول ) ما سبب الانفصال ولما حدث
- لا ارغب بالحديث حول هذا الأمر
- امازلت .. تعلم ما اعني
- لا
- أمازلت مغرما بها
- لا اريد التحدث بهذا 
- إذا فأنت كذلك ( أسرعت بالقول مما جعل عينيه تضيقان قبل أن يقول بتأكيد )
- لا ( ابتسمت ابتسامة مائلة وهي تتمتم غير مصدقة )
- أمامنا أسبوع حافل هنا
- لا أأكد لك هذا .. وكان علي إعلامك عن وجودها هنا ولكني لم أكن أتوقع أن تلتقيا بهذا الوقت .. هل انهالت والدتي عليك بالأسئلة
- اجل فعلت .. إنها قلقة عليك ليس أكثر
- اعلم .. اعرف أن الوضع صعب قليلا ولكن علينا إقناعهم بأننا على وفاق تام فلا أريد أن استلم بعد مغادرتي أي اتصال من والدتي ينم عن قلقها
- هذا الأمر يعتمد عليك فلست من ملأ التجهم وجهه عند رؤية ليليا .. تجهمك هذا لا يساعد على إقناعهم ( بدا عدم الرضا على وجهه فأكدت بإصرار ) أنت متجهم
اصطنع ابتسامة مزيفة وهو يقول
- هكذا أفضل ( قال وأخرج نفسا عميقا قبل أن يتناهى له صوت عمته فرانسيس فأضاف ) وصلت عمتي
- هل هناك اي مفاجئات أخرى علي أن اعرفها
هز رأسه بالنفي قائلا
- لنذهب لرؤيتها
القت التحية على عمته فرانسيس التي استقبلتها ببشاشة عند رؤيتها لهما بالممر
- تسرني رؤيتك من جديد
- وأنا أيضا
أجابتها بود فنظرت نحو دانيال الواقف بجوار ايسي قائلة
- من الجيد إني رأيتها والا لبقيت محتفظا بها
أحاطت يد دانيال خصرها مما جمدها وهو يقول لعمته بود
- إنها كنزي الذي كنت ابحث عنه لذا كان لابد لي من الاحتفاظ بها لنفسي
- أيها الأناني ( ابتسم ونظر نحو ايسي قائلا )
- هذه أفضل عمة بالوجود
ابتسمت ايسي بمرح بينما اقتربت منها فرانسيس لتشبك ذراعها بذراعها قائلة وهي تسحبها بعيدا عن دانيال
- أستعيرها منك الان فأنا ارغب بالتعرف اليها أكثر ( وأضافت لايسي التي تسير معها نحو الخارج ) لقد رأيت الحديقة إنها جميلة