انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


السبت، 8 نوفمبر 2014

إدعاءات زائفة 2

 ايسي وندل هذه أنتِ ( تلفتت برأسها إلى الخلف وقد كانت تهم بالتوجه نحو الطاولة التي جلست عليها تينا بانتظارها لتناول العشاء لتتوقف وهي ترى دانيال الذي يسير خلفها فاستدارة نحوه بينما استمر ) تسعدني رؤيتك من جديد
- وأنا أيضا كيف أنت
- بخير أترتادين هذا المطعم بالعادة
- اجل فهو المفضل لدي
- وانا كذلك .. أأنت بمفردك
- حضرت لتناول العشاء برفقت صديقتي .. وانت
اضافت فأشار برأسه الى إحدى الطاولات قائلا
- لدي اجتماع عمل
- عمل في هذا الوقت ( هز رأسه لها بالإيجاب فقالت بابتسامة وهي تهم بالتحرك ) لا اتخيل نفسي اعمل حتى هذا الوقت
- انت محظوظة اذا
- انا كذلك
اجابته بابتسامة واستدارت متجهة نحو تينا التي بادرتها وهي تجلس
- من هذا
- دانيال اندروز عملت لديه الأسبوع الماضي
- أتقصدين السيد المضطرب ( هزت رأسها لها بالإيجاب وهي تتناول لائحة الطعام فتابعة تينا وهي ترفع حاجبيها ) يبدوا جذابا أواثقة أنت
- لابد وانه كان يمر بوقت عصيب لأنه فيما بعد بدا ودودا ومن السهل تبادل الحديث معه
- اهو مرتبط
- كان مرتبط فقد ذكر خطيبته السابقة .. ماذا ستتناولين 
- انه مناسب اليس كذلك ( قاطعتها قائلة وهي تنظر باتجاهه )
- ماذا تعنين
قالت ايسي وهي منشغلة بقائمة الطعام فاستمرت تينا
- انت تعلمين ماذا اعني
 لمحة دانيال الجالس برفقة رجلان وامرأة قبل ان تعود لقائمة الطعام قائلة
- لاباس به ولكني لا اشعر بالراحة له 
- لما ما مشكلته
- لا اعلم .. حقا لا اعلم ولكن هناك شيء .. غير مريح به 
- وماكس مما كانوا يشكوا 
- انه غير مناسب 
- اتعلمين لن ترتبطي ان استمريتي بهذا الشكل ولن استطيع تدبر موعد جديد لك فانت صعبة المراس
ابتسمت لها ورفعت يدها مشيرة للنادل بالاقتراب .

تناول دانيال هاتفه الذي يرن محدقا باسم والدته قبل أن يعيده إلى جيبه متابعا حديثة مع الرجل الجالس أمامه ليعود بعد قليل لهاتفه محدقا باسم والدته من جديد فقام بإغلاق الهاتف بشكل كامل ليعود ليصغي للحديث الدائر قبل أن ينظر نحو الطاولة التي تجلس عليها ايسي تتناول طعامها والتفكير العميق باديا عليه .

حدق بهاتفه الذي يرن من جديد وقد جلس خلف مكتبه في صباح اليوم التالي منشغلا بالأوراق التي أمامه ومتخلصا من سترت بذلته ليضعها على ظهر مقعده ليبقى بالقميص الأبيض ليحدق باسم المتصل قبل أن يعيده إلى مكانه متابعا عمله متجاهلا رنينه المتواصل ليتوقف عن الرنين أخيرا مما جعله يخرج بعض الهواء من فمه بارتياح ولكن عودته للرنين جعله يحدق به بضيق فلا أمل له من التخلص من والدته لذا تناوله قائلا
- اجل أمي
- رباه لم لا تجيب كنت بدأت اقلق إنها المرة السابعة التي اتصل بها اليوم
- العاشرة ( أجابها بروية وهو يحدق بالأوراق مضيفا ) لدي عشر مكالمات لابد وأنها منك
- ولما لا تجيب
- كنت قد وضعته داخل درج المكتب ولم أسمعه إلا ألان
- في المرة القادمة احتفظ به قريبا منك فأنت تعلم أني أصاب بالقلق عندما لا تجيب
- سأفعل .. لقد اتصلت مساء هل أعلمك والدي
- اجل وعليك الرد على مكالماتي حتى لو كنت باجتماع أنت تعلم مدى القلق الذي يصيبني عند عدم ردك أنت أو احد أشقائك
- اعلم ( أجابها باقتضاب فقالت )
- هل ستحضر في نهاية الأسبوع
- اجل
- هذا ما قلته من قبل ولم تحضر ( جلس إلى الخلف ودس يده في مقدمة شعره قائلا )
- لقد جد بعض العمل وكان علي إنهائه
- وهذا الأسبوع سيجد بعض العمل أيضا
- لا اعلم
- تعلم أن عليك الحضور برفقتها أجلا أم عاجلا فلم تؤجل الأمر أن هذا سيسرني ووالدك
- لقد ... تشاجرنا وهي ترفض محادثتي
- لا أصدقك واعلم لما ترفض إحضارها
انزل يده ببطء عن شعره ليضعها بين عينيه بإعياء وهو يقول
- ما كان لعمتي إعلامكما فعلاقتي بها ليست جدية أمي
- إنها أول من تواعد بعد ليليا وبما أني أعرفك جيدا اعلم أن ما تقوله ألان ليس حقيقيا فما كنت لتواعدها لو لم تكن تروق لك وهذا يسعدني فقلقي بالغ عليك لذا عدني أن تحضرا نهاية هذا الأسبوع ( وأمام صمته أضافت برجاء ) ستفعل اليس كذلك
ابعد يده عن وجهه قبل أن يقول
- سأحاول
- لا ستحضر
- حسنا سأفعل
- سننتظرك لا تتأخر إذا
أغلق هاتفه بيأس فالقد جلب هذا لنفسه ما الذي عليه فعله ألان شرد قليلا قبل أن يحدق بهاتفه ليجلس جيدا ويبحث به عن رقم ايسي ليتوقف محدقا برقمها قليلا قبل ان يطلب الرقم بعد تردد قصير .

تناولت هاتفها محدقة برقم دانيال قبل أن تجيب وهي تتحرك بكرسيها جانبا لتتناول بعض الأوراق وتضعها أمامها
- اجل
- ارجوا أني لم اتصل في وقت غير مناسب
- لا جميع زبائننا مرحب بهم في أي وقت
رفع يده الأخرى ليدسها بشعره وعينية تضيقان بتفكير قائلا
- لقد .. حدثت مشكلة بـ الحديقة واحتاج أن تعرجي عليها لتفقدها هلا فعلتي
- اجل بالتأكيد ما نوع المشكلة
- تسرب للماء .. لا اعلم مصدره ( نظرت نحو ساعتها قائلة )
- أيناسبك في الخامسة
- اجل هذا مناسب .. وداعا
أرخا يده التي يحمل بها الهاتف ليضعه على المكتب متمتما لقد جننت .

حرك رأسه محاولا أن يرى سبب أزمت السير التي أمامه قبل أن ينظر نحو ساعته ليعود ويحرك سيارته وهو يتنفس الصعداء لتتحرك السيارات أخيرا وما كاد يصل إلى المنزل حتى أسرع نحو الحديقة الخلفية ليقترب من احد أنابيب الري ويقوم بفصلها مما جعلها تسرب الماء ليتنفس بارتياح ويحرك رأسه نحو باب الحديقة قبل أن يغادرها متابعا نحو الباب الخارجي الذي طرق ليفتح لايسي التي بادرته وهي تدخل
- عمت مساء .. ارجوا أني لم أتأخر
- لا مواعيدك دقيقة ( وأشار لها نحو باب الحديقة وهو يستمر ) لا اعلم ما الذي حدث
دخلت إلى الحديقة لتقترب من مكان تجمع الماء لتبعد أوراق النبات قليلا وتتأمل أنبوب الري قائلة وهي تمسكه
- لقد عبث احدهم به .. هل لديك جيران مزعجين بالعادة
أضافت وهي تحرك رأسها حول سياج الحديقة فقال
- لا
- أنا واثقة أن احدهم قد عبث به
أضافت وهي تحاول إصلاحه فقال وهو يراقبها
- لقد حضرت عائلة شقيقي لزيارتي وجلسنا هنا
- لديهم أطفال
- اجل
- إذا لدينا فكرة عمن فعل هذا
- انه طفل واحد ولكنه بالتاكيد مشاغب
أجابها وهو يتابعها فقالت وهي تنهي أعادت إصلاح الأنبوب لتستقيم بوقفتها
- اننا نعرف الان من الفاعل .. لقد أصلحته ولن يعود لتسريب الماء
- هذا جيد ( قال باقتضاب ليتابع وهو يحدق بساعته ) استعودين للعمل ألان
هزت رأسها بالنفي قائلة وهي تهم بالتحرك نحو باب الحديقة
- ساتوجه نحو المنزل فالقد كان يومي حافلا
- دعيني إذا ادعوك لشرب فنجانا من القهوة
- هذا لطفا منك ولكن لا داعي لذلك
- أنا أصر فالقد وصلت للتو أيضا ولم يتسنى لي تناول القهوة بعد .. وفي الحقيقة احتاج إلى مساعدتك في أمرا أخر
- أمرا أخر
- اجل .. أتمانعين بالجلوس بالمطبخ
- لا أبدا
أجابته وهي تتبعه لتضع حقيبتها على الطاولة أمامها وتجلس على المقعد المرتفع بينما انشغل بسكب القهوة وهو يحاول إيجاد طريقة لمحادثتها بما يريد لقد فقد عقلة يعلم انه قد فعل ولكنه لا يستطيع التفكير في حلا أخر في الوقت الراهن وضع كوبا أمامها ورفع كوبه ليرشف منه بينما شكرته بدورها قائلة
- أتحتاج إلى المزيد من التجديد بالمنزل
هز رأسه بالنفي وعينيه متعلقتان بها قبل أن يهم بالتحدث ولكنه لم يفعل فبدت الحيرة عليها وهزت رأسها له متسائلة فأضاف بسرعة
- ارغب بـ .. بشراء منزل وخطر لي انك قد تعرفين بعض المنازل المناسبة والمعروضة للبيع
تناولت كوب القهوة بروية لترشف منه وهي تقول بتفكير
- لقد سمعت عن بعض المنازل
- أتقع في حي مناسب ( هزت رأسها له بالإيجاب فتمتم بثقة كاذبة )
- هذا جيد .. قد تعلميني بعناوينها
تناولت قلم من حقيبتها وورقة وسجلت عليها ثلاث عناوين وعينيه تراقبانها فقدمتها له ليتناولها ويتفحصها باهتمام بينما قالت وهي تلمح الصور التي خلفه
- تحب صيد السمك
نظر إلى الصورة وقد احتفظ بها داخل برواز وهو يقوم برفع سمكة كبير قام بصيدها ليقول
- اجل انه أمرا ممتع هل قمت بالصيد من قبل
تساءل وهو يجلس على المقعد الذي أمامها فهزت رأسها بالنفي قائلة
- لست املك الصبر لانتظار أن تعلق إحدى السمكات بالصنارة .. هذه في بحر الشمال
- اجل أتردد إليه كثيرا في الإجازة .. هل زرته من قبل أين تقضين إجازتك
ابتسمت وهي ترشف من كوبها قبل أن تقول كاذبة
- أتعتقد أن موظفة مثلي قد تستطيع قضاء إجازتها في مكان كشاطئ بحر الشمال معظم الوقت اقضيها بالمنزل أو اخرج ورفاقي للمرح
- انه ليس مكلفا كما تعتقدين فالقد قصدته بدايتا عن طريق شركات السياحة ولم انزل في فندق فاخر كما افعل ألان فالقد كنت في حينها طالبا والتزاماتي كثيرة
- أثناء الدراسة قصدت سواحل برودن إنها ساحرة
- لقد قصدتها إنها كذلك
- أشكرك كان لطفا منك دعوتي لشرب القهوة
(قالت وهي تعيد كوبها الذي أنهته إلى الطاولة وتتناول حقيبتها لتقف وهي تستمر ) احرص على ابعاد ابن شقيقك عن انابيب الري عند زيارتهم لك من جديد ( هز رأسه موافقا ومئات الكلمات تتزاحم على شفتيه وهو يقف إلا انه ضمهما جيدا فقالت وهي تهم بالتحرك لتغادر المكان ) عمت مساء
تبعها وتوتره يزداد ولكنه بقي ملتزما الصمت إلى أن غادرة فأغلق الباب خلفها وهو يهمس تبا تبا لم يستطع فعل هذا ما الذي عليه فعله الان .

نظرت نحو هاتفها في اليوم التالي محدقة باسم دانيال دون ان تفتح الخط لاول وهلة ثم تحركت مبتعدة عن العمال لتفتحه قائلة
- اجل
- كيف أنت
- بخير ( أجابته ببطء مستمرة ) هل عادت أنابيب الري للتسريب
- لا إنها جيدة .. لكني اضعت الورقة التي تحوي مواقع المنازل المعروضة للبيع
- سارسلها لك الان برسالة ( قاطعته قائلة فقال )
- كنت افكر بان ترافقيني اليها 
- ولكن هذا ليس من ضمن عملي .. استطيع ان ادلك على من قد يساعدك بهذا 
- اعلم انه ليس من ضمن عملك ولكني فكرت بانك قد تستطيعين مساعدتي فانا معجبا بعملك واعتقد انه يمكنك مساعدتي باختيار المنزل المناسب وقد تقومين بتنبيهي لامور قد لا تلفت انتباهي ( حسنا ماذا هناك انها تعلم ان تلك الانابيب لم تكن شيء وكان بامكانه اصلاحها بنفسه ولكنه تعمد جعلها تفعل والان ماذا يريد هل هو مهتما بامرها اهذا هو الامر .. اتتخلص منه ام  .. ولما لا فلا باس به كما انه مناسب اجل هو كذلك ) حقا ذوقك يناسبني لذا فكرت بطلب هذا منك رغم علمي انه لايقع ضمن عملك 
- متى تريد رؤيتها 
- غدا في العاشرة 
- انه يوم الاجازة لذا دعني اتفقد المسؤول عنها حتى يقوم بلقائنا 
- هذا جيد .. لاتنسي ارسال عنوان منزلك لاقلك صباحا 
- ساعود لك برساله بعد ان اتاكد من المسؤول 
- هذا مناسب 
اعادت الهاتف الى جيبها شاردة قبل ان تعود لمتابعة عملها وسرعان ما تعود افكارها نحو دانيال .

اقتربت من السيارة التي توقفت امامها لتصعد اليها ملقية التحية على دانيال الذي بادرها 
- ارجوا اني لم اتاخر 
- نزلت لتو .. تحدثت مع وليام شايس وهو من سيرينا المنازل لنقصد ديلان اولا انه بانتظارنا هناك
انطلق بالسيارة متسائلا
- هل ترعرت هنا 
- لا .. لقد اشتريت شقة هنا منذ بعد الوقت اتريد المنزل لك ام انه استثمار 
- استثمار فمنزلي يروقني ولا افكر بتغيره كما ان المكان الذي اقطن به هادئ وهذا ما احب وانت 
- ايضا المنطقة هادئة .. كما اني منشغلة بالعمل لذا اعود بوقتا متاخر للمنزل 
- اتعملين بيندن منذ زمن 
- عامان 
- وقبلها 
- شركات صغيرة عديدة 
- معرفة 
- اكثرها شهره بيندن .. هنا ها هو وليام 
اضافت وقد شاهدت الرجل الذي يقف على الرصيف قرب لافتت احد المنازل المعروضة للبيع لتترجل من السيارة برفقة دانيال ليقوما بتجول بارجاء المنزل قبل ان ينظر اليها دانيال متسائلا فاقتربت منه ليتحدثا حول المنزل قبل ان يغادروا نحو المنزلان التاليا ليعودا بادراجهم ودانيال يقول 
- المنزل الثاني اعجبني جدا 
- انه الافضل بين الثلاثة 
- ساقوم بشرائه ساجعل محامي يتحدث معهم اليوم .. اسمحي لي ان اعوضك عن ساعات الاجازة التي قضيتها بمساعدتي بدعوتك لتناول الغداء 
- ولكني مدعوة لتناول الغداء في منزل خالتي 
- الا يمكنك الغاء الدعوة انها خالتك ولن تنزعج 
- انت لا تعرف خالتي لذا تتحدث بهذا 
- ولكني كنت اعددت لنتناول الغداء معا 
تعلقت عينيها به قبل ان تقول 
- لو اعلمتني من قبل لاعلمتك اني مدعوة 
ابتسم ساخرا من نفسه وهو يقول 
- اعتقدت انك ستعلميني بانه كنت اجلت دعوة خالتك 
- لا استطيع تاجيلها فكما اعلمتك انت لا تعرف خالتي 
- الن استطيع اقناعك 
هزت راسها له بالنفي وهي تحرك هاتفها الذي يرن لتجيب 
- اجل خالتي ( تعلقت عينيه بها فاستمرت بابتسامة وهي تلاقي نظراته ) لا لن اتاخر انا قادمة .. اجل انه بطريقي .. ساحضره معي .. وداعا .. على الوصول الى سيارتي 
- وها انا اسطحبك اليها 
اجابها بخيبة امل فليس هذا ما كان يخطط له مما جعلها تتامله وقد لمست خيبة الامل بصوته فبادرها وهو يوقف السيارة بجوار سيارتها المتوقفة امام الشقة التي تقطنها 
- اشكرك على مساعدتك 
- سرني اني كنت مفيدة لك 
اجابته وهي تترجل فهم بالتحدث موقفا اياها الا انه عاد ليلتزم الصمت وهي تتحرك مبتعدة نحو سيارتها وتشير له بيدها مما جعله يتابعها قبل ان يعود الى ما امامه بأحباط وينطلق بسيارته .
- بما انت شاردة 
تسألت انجي ابنت خالتها وقد جلسوا بعد الغداء بحديقة المنزل شاردة وهناك ابتسامة تداعب شفتيها لتقول 
- بالكثير 
- والكثير هذا يكون 
- كيف هي دراستك 
- لا تريدين التحدث ولكني اعلم ان وراء هذه الابتسامة ولابد .. رجل ما 
- ليس صحيحا 
- اذا هو كذلك امي امي
- توقفي قلت توقفي 
- ولكن على امي ان تعرف 
- تعرف ماذا 
- انك تواعدين احدهم 
- استمعوا لهذا توقفي عن جنونك فلست اواعد احد 
- مابك ( تسالت خالتها التي اطلت عليهم فاسرعت انجي بالقول ) 
- انها تواعد احدهم اخيرررا 
- هذا ليس صحيحا لا تصغي لها 
نقلت ايرين نظرها بينهما قبل ان تقول وهي تعود بادراجها الى الداخل 
- ولما ستخفي الامر ان فعلت 
- ارئيتي اخيرا هناك من يتحدث بصوت العقل 
رمقتها انجي بنظرة متأملة قبل ان تعقد يديها قائلة 
- صوت العقل اذا 
ابتسمت لها وعقلها يعود بها الى دانيال لقد التقت الكثيرن في حياتها لذا ليست بفتاة ساذجة ولكن دنيال اندروز ترك لديها انطباعا مختلف لذا عندما تلقت اتصاله في اليوم التالي ابتسمت فقد كانت تتوقع هذا الاتصال اخفت حماستها لتجيب بهدوء
- اجل 
- كيف انت اليوم 
- بخير وانت 
- بافضل حال .. هل استمتعي برفقة افراد عائلتك 
- اجل قضيت وقت ممتعا برفقتهم 
- هذا جيد .. اتعلمين ماذا 
- ماذا 
- ارغب بإعادة أثاث الغرفة التي كنتِ بالسابق قد انتقيته من متاجر بروند هوت أريد أن تعملي على إحضاره من جديد وترتيب الغرفة بطريقة جديدة .. أتستطيعين هذا
- اجل
- لنلتقي إذا في متاجر بروند هوت بعد ساعة من الان أريد تفقد ما سأشتري قبل نقله
- ليكن بعد ( وحدقت بساعتها مضيفة ) ساعتين فعلي إنهاء بعض العمل حتى أستطيع التفرغ وإنهاء منزلك اليوم
- ليكن
- حسنا وداعا
قالت وهي تعيد السماعة الى مكانها لتدخل تينا الى مكتبها قائلة 
- ما سبب هذه الابتسامة 
- احاول تهدئت نفسي من ضغط العمل فيومي حافل علي المغادرة الان للانتهاء بالوقت المناسب
- لنلتقي اليوم بعد العمل للمرح اشعر بالملل
- وأنا أيضا
- لنقصد الحديقة لنلهو وقد تجدين من يروق لك ( رفعت حاجبيها بشك لتينا التي ابتسمت قائلة بتأكيد ) دعي الأمر لي وسترين .. عندما تنتهي من عملك اليوم أعلميني سأنتظر اتصالك .

توقف نظر دانيال عليها وهي تدخل الى المتجر مراقبا إياها من بعيد والتفكير العميق باديا عليه بينما تلفتت حولها بأرجاء المتجر محاولة إيجاده قبل أن ترفع هاتفها وتهم بالاتصال به لتتوقف وهي تراه يقترب منها قائلة
- كدت اتصل 
- وصلت قبل قليل
- هل تسنى لك القيام بجولة ( تساءلت وهما يتحركان )
- لا ليس بعد
أجابها باقتضاب لتتجول برفقته بأرجاء المتجر وهي تشير إلى بعض القطع التي تراها مناسبة بينما اكتفى بالإصغاء وابدأ عدم حماسته عما تشير اليه يبدو غير مبالي فلقد تسوقت من قبل مع زبائنها بعضهم يكون متحمسا والبعض الأخر لا يترك فرصة لشرح عما يحب وما يرغب أما هو رفعت حاجبها بحيرة لتجلس أخيرا على مقاعد فاخر وهي تقول
- إنها جدا مريحة وستكون مناسبة .. الا تروق لك
- إنها جيدة ( أجابها وهو يقترب للجلوس بجوارها مستمرا ) أتعلمين .. لقد قمت بتجديد تلك الغرفة منذ وقت قريب .. لذا أجد صعوبة الان بالعودة لتغير أثاثها رغم رغبتي بهذا ( رمشت قبل أن تحدق به جيدا فظهرت ابتسامة ودودة على شفتيه وهو يتابع ) دعيني أعوض عليك لنذهب لتناول العشاء .. انه تصرفا فظ من قبلي اعلم فهذه المرة الثانية التي أهم بها بتغيره وأتراجع عن ذلك
تحركت لتقف بروية وهي تقول
- إذا لا حاجة لوجودنا هنا ( وقف بدوره وهو يقول )
- أنا أصر على دعوتك للعشاء فلا تخذليني اليوم ايضا ( همت بالتحدث فقاطعها باصرار ) لا ترفضي
- لن أفعل ( قالت ببطء )
- هذا جيد 
تمتم بارتياح وهو يدعوها لسير لتجلس امامه بالمطعم الذي سبق وان التقيا به ليتبادلا الحديث وهما يتناولا العشاء فعادت بعينيها نحو طبقها برضا تام فدانيال يروقها وتقع عليه كل المواصفات التي كانت تبحث عنها فهو جذاب ماهر بالحديث ذا شخصية تفرض نفسها ووضعه المادي جيد كما انه سيروق لولدها دون شك
- هل تحسنت علاقتك مع فاليري
هزت رأسها بالنفي وهي تقطع الحلوى بطبقها قائلة
- إنها تتجاهلني الان .. تدعي أن لا وجود لي
- وهل هذا أمرا جيدا أم لا
- بما أن الإدارة تقبلت شكوتي برحابة صدر وهي تجاهلتني فاعتقد أني قد نلت مرادي
- لا تستهيني بها
- لن افعل .. اشكر اهتمامك
أضافت بابتسامة مرحة فابتسم بدوره وعينيه تتأملانها وهما تغمقان قبل ان يقول 
- اريد .. محادثتك بامر .. احتاج الى مساعدتك
- لا تعود لأثاث تلك الغرفة ( قالت محذرة فابتسم بتوتر وهو يقول )
- لا انه أمرا أخر
- أتحتاج الى المزيد من التجديد بالمنزل ( هز رأسه بالنفي وهو يقول )
- إنه بعيدا جدا عن عملك
- شراء المزيد من المنازل 
- لا 
بدأت تشعر بالتوتر دون أن تدرك السبب فان طلب منها أن يلتقيا من جديد لتزيد معرفتهما لن ترفض ولكن لما التوتر فليست المرة الأولى التي يعرض بها احد عليها هذا فقالت مدعية
- لقد أثرت فضولي فلا اعلم بما قد أساعدك
- منذ بعض الوقت تعرضت لسوء فهم كان صغيرا و .. مع الوقت أصبح يكبر حتى بدت في ورطة ( بدت الحيرة على ملامحها من قوله فاستمر ) تذكرين أول مرة قصدتي بها منزلي و .. سكبت القهوة على قميصك ( هزت رأسها بالإيجاب وهو يستمر ) حينها ارتديت قميصي الى أن جف قميصك ( رمشت وهي تحاول فهم لما يذكر ذلك الأمر بينما استمر ) حضرت عمتي في وقتها و .. شاهدتك .. هيئ لها ارتدائك لقميصي بطريقة خاطئة
- طريقة خاطئة
- اعتقدت انك صديقتي ( توسعت عينيها بينما استمر ) وأنا لم انفي الأمر لها
- ولما .. لم تفعل
- لم .. افعل .. لدي أسبابي
- ارجوا المعذرة ( قالت ومازالت الدهشة بادية عليها فاستمر )
- اعلم انه كان علي إيضاح الأمر لها وقد حاولت هذا بدايتا ولكن امام اصرارها توقفت ولم افعل
عادت بذاكرتها سريعا الى عمته وما كان يصدر منها لتقول ببطء وعدم تصديق
- لقد فهمت الان ما كانت تتحدث عنه
- حاولت منعها من محادثتك ولكني لم افلح
- هذا هو الامر اذا
- احتاج أن تساعديني بهذا الإدعاء لعدت أيام فقط
فتحت عينيها جيدا لقوله قبل أن تحاول استرداد اتزانها فليس هذا ما تخيلت حصوله
- هل أنت جاد
- أجل جاد جدا
- ولما ادعي أني صديقتك فالا اعتقد انك تجد صعوبة بإيجاد من تصادقك
أضافت ومازال عدم التصديق باديا عليها
- لقد رأتك عمتي .. لذا ليس أمامي سوى طلب هذا منك
- أهذا سبب تصرفاتك أهذا ما جعلك تتصرف بود اتجاهي
قالت مستنكرة يالغبائها فالقد اعتقدت انه معجب بها
- لقد رأتك أنت وتحدثت معك كما أنك تروقين لها
- لا لا اسمع هل هي مزحة ما فأنا لا أريد تصديق ما أسمعه
قالت وهي تبعد الطبق من أمامها قليلا رافضة تصديق ما تسمعه
- لا أنا أتحدث بجدية احتاج أن تدعي انك صديقتي لبضع أيام ليس أكثر ( قال بإصرار فنقلت عينيها بعينيه فهز رأسه لها مؤكدا مما جعلها تقول وقد سائها ما سمعته )
- علي إذا أن اعتذر منك فالا أستطيع مساعدتك بهذا الأمر
- إنها مجرد عدة أيام ليس اكـ
- حقا لا أستطيع ( قاطعته قائلة بإصرار وهي تتناول حقيبتها وقد شعرت بالاهانة فبينما كانت هي تفكر بانها تروق له كان يسعى لجعلها تدعي انها صديقته )
- لن يتعدى الأمر عدت أيام .. فكري بالأمر فلن تخسري شيئا
أضاف وهو يراها تهم بالتحرك فحدجته بنظره قائلة بتاكيد
- لا لن افعل
وتحركت مغادرة ليتابعها لم يكن يتوقع غير هذا ما الذي عليه فعله الان لقد وصل به اليأس أن يطلب من فتاة لا يعلم عنها الكثير أن تدعي أنها صديقته تبا لليليا لقد قلبت له حياته رأسا على عقب ما الذي عليه فعله الان .

- آه لا ( قالت في صباح اليوم التالي وهي ترى دانيال يدخل الى مكتبها مستمرة ) لقد كانت ليلتي سيئة كفاية حقا 
- لم تكن ليلتي أفضل
أجابها وهو يغلق الباب خلفه فأشارت بيدها نحو الباب قائلة
- أفتحه
- لا أرغب بأن يسمع احد ما أريد محادثتك بشأنه
- ليس لدي ما أخفيه ولا أريد التحدث بما حدثتني به بالأمس ( أسرعت بالقول وهي تتحرك عن مقعدها الا أنه قال )
- هلا هدأت قليلا
- لن افعل وأنا أعلم ما تريد التحدث به ان كان لديك مشاكل فاذهب لحلها بعيدا عني
أجابته وهي تهم بالتخطي عنه فالقد شعرت بالغباء التام لاعتقادها انه معجبا بها تجمدت في مكانها وقد قبضت يده على ذراعها لتنظر إليه ببطء ليقول قبل أن تستطيع التحدث
- كم تريدين مقابل أن تدعي هذا لعدت أيام فقط
- ارجوا المعذرة 
- كم تريدين انا على استعداد ان ادفع لك
- كم أريد ( كررت بدهشة من بعده وهي تسحب ذراعها منه فأضاف )
- اجل ما هو المبلغ الذي تريدينه
- لا أريد مالا
- ماذا تريدين إذا
- لاشيء فالا انوي التورط معك فانا بحق لا أعرفك وهذه القصة التي تقولها غير مقنعة لي فمازلت لا أصدق أنك تريد من تدعي أنها صديقتك حسنا أعلم عمتك أننا انفصلنا وحصلت لنفسك على صديقة جديدة واحصل على صديقة حقيقة اليس هذا أفضل ( بدا الامتعاض على وجهه ومرت لحظة صمت وعينيه لا تفارقان عينيها مما جعلها تقول بحيرة وهي لا تصدق طلبه ) حقا ماذا هناك
- لقد انفصلت وخطيبتي قبل زفافنا بايام ( أجابها بهدوء دون أن يفارق الضيق وجهه بدت الدهشة على ملامحها إلا أنها أسرعت بالعودة الى جديتها وهو يضيف ) حدث هذا منذ عام مضى ولقد تخطيت الأمر ولكن أسرتي لم تفعل ولم .. أواعد أحد من وقتها رغم إلحاح والدتي علي لأفعل لذا عندما شاهدتك عمتي .. أسرعت بإخبار والدي الذين يلحون علي لتقديمك لهم أعلمتهم أن الأمر لم ينجح وأننا انفصلنا لكنهم يرفضون تصديق ذلك يقولون إني ادعي كي لا اعرفهم بك وهم واثقون أني لا أواعد أحداهن بعد زمن إلا أن كانت حقا تروق لي لذا فكرت
- بأن ندعي
- بإسعاد والداي فكما لاحظت أن الأمر قد اثر بهما أكثر مما فعل معي وهم يشعرون بالشفقة علي ( وأضاف وهو يعقد يديه ويستند على طرف مكتبها مستمرا ) إنه شعور سيء أن تعلمي أن والديك يشعرون بالشفقة عليك ولكن ما باليد حيله أنا لا أنوي الارتباط الان ولا أفكر بالأمر حتى لذا لن أحاول التقرب من أحداهن في هذا الوقت ولكن الأمر معك مختلف مجرد عمل
- منذ البداية وأنت تخطط لذلك
- لا .. عندما التقيت بك بالمطعم لأول مرة مع اتصال والدتي المستمر لتطالبني بإحضارك لتعرف بك حينها طرأ لي الأمر فقط ندعي ليس إلا ثم بعد وقت أعلمهم أننا انفصلنا سيعلمون عندئذ أن لا داعي لقلقهم
- وأنت على استعداد لتدفع مالا مقابل هذا
- اجل فذهابي لرؤية والداي دون أن يتهامسا من وراء ظهري سيكون أمرا جيد لقد بدأ بالاقتراح علي لذهاب لمراجعة طبيب نفسي قريب للعائلة أن هذا الأمر يؤرقهم
- أليس من الأفضل أن تحاول مصادقة إحداهن
- لست مستعدا بعد .. كم المبلغ المطلوب لإقناعك بفعل هذا
- لا أريد مالا
- ماذا تريدين إذا
- لاشيء فلم اقل إني موافقة حتى 
هم بتحدث إلا أنه توقف والتمعت عينيه قبل أن يعود للقول
- ما قولك إذا بالحصول على اسهم بهذه الشركة هذا سيحسن وضعك هنا كما أن شركة بيندن لا يستهان بها
لم تجد ما تقوله لوهلة قبل تقول ببطء 
- أنت جاد
- اجل ( بقيت تحدق به وعقلها يشرد ) انت تعانين مع فاليري وامتلاكك للاسهم سيقوم على تغير موقعك هنا فلن تعودي موظفة بل صاحبت اسهم هنا .. الامر مغري لك فلا تفوتي الفرصة انه مجرد ادعاء ليس الا
- مجرد ادعاء 
- اجل
- ما .. المطلوب مني فعله بالتحديد
- الادعاء فقط ادعي أنك صديقتي أمام عائلتي إنهم يطالبوني بالتعرف بك منذ وقت ولم يعد لدي أي أعذار أقدمها لهم لذا سأصحبك لزيارتهم وقضاء بعض الوقت برفقتهم ليس إلا لتعدينها إجازة لك ليس أكثر بالتاكيد انت بحاجة لاجازة حسنا ها هيا اجازة مدفوعة الاجر ماذا تريدين افضل من هذا 
حلت لحظة صمت بعد قوله ومئات الأفكار تتزاحم أمامها لتقول بعدها
- دعني افكر 
- ليس امامي الكثير من الوقت قلت لك انها مجرد اجازة لك ستستمتعين بها .. اتفقنا إذا 
قال ببطء وحذر 
- على ماذا 
- كل ما عليك فعله هو الادعاء فقط لست ملزمة بشيء اخر ومقابل هذا ستحصلين على اسهما هنا
- حسنا .. لن يكون الامر صعبا اليس كذلك
هز راسه بالايجاب قائلا بحذر 
- اتفقنا اليس كذلك 
- اتفقنا ( رددت خلفه ثم رمشت وقد أدركت ما فعلت فأسرعت بالقول ) أريد أن أرى الأسهم مسجله باسمي قبل أن افعل أي شيء
- لا مشكلة ( قال وهو يحل يديه بارتياح مستمرا ) فلتحصلي على إجازة لأننا غدا متجهون نحو منزل ولداي
- لا لا انتظر
- لا تتراجعي الان انها مجرد تمثيلية بسيطة سيتحسن بالمقابل وضعك بعملك
- ولكنك تقول غدا
- اجل ما المشكلة الا تستطيعين أخذ إجازة
- بل أستطيع فالا استعمل إجازاتي وهي متراكمة
- إذا
- لا اعرف عنك الكثير فكيف سأدعي أني صديقتك
- أمامنا طريق طويلة غدا وسأعلمك بكل ما قد تحتاجين إلى معرفته
- أين يسكن والديك
- في مرتفعات متروي
- أنت جاد
- اجل سننطلق في السادسة صباحا فنصل في الثامنة عند موعد الإفطار
- السادسة صباحا ( تمتمت قبل أن تقول بجدية ) لن أخطو خطوة واحدة معك أن لم أرى ما يثبت ملكيتي للأسهم
- سأذهب الان لنقلها لك وغدا صباحا تحصلي على ما يثبت ملكيتك لها
هزت رأسها موافقة فهم بالتحرك الا أنه توقف ناظرن إليها وهو يقول
- في السادسة غدا القاك امام منزلك .. قدمي للإجازة الان
هزت رأسها موافقة وتابعته وهو يغادر قبل أن تتحرك ببطء نحو مقعدها لتتهاوى عليه محدقة أمامها قبل أن تهز رأسها طالبة من نفسها الاستيقاظ لقد وافقت على الادعاء أنها صديقة وحركت رأسها إلى حيث اختفى دانيال قد يكون ذكره للأسهم قد لغى أي تفكير منطقي لها ولكن لتكون واقعية هل من الصعب عليها الادعاء بأنها صديقته هزت رأسها بالنفي بالتأكيد لا هل الأمر يستحق هزت رأسها بالإيجاب لم تكن لتحلم بحصولها على أسهم هنا عليها أن تلغي أمر شراء أسهم تلك الشركة المتواضعة الان وتبدأ بالتخطيط للخطوة التالية لذا تحركت لتمسك هاتفها لتضرب بعض الأرقام بسرعة
- مارك الغي شراء الأسهم
- لماذا
- لم اعد احتاجها
- أنت جادة
- اجل .

لم تستطيع النوم رغم محاولتها فهي تدرك أن ما تنوي فعله هو جنون برغم كل ما تقوله لنفسها لذا عندما اصبحت السادسة حتى كانت تقف على الطريق منتظرة دانيال الذي بادرها وهو يتناول منها حقيبتها
- لا يبدو أنك قد حصلت على لليلة هانئة
- لا تبدو أفضل
قالت وهي ترى عينيه المتعبتان فوضع حقيبتها في صندوق الجيب ليتجه نحوها وهو يقول
- ليس من عادتي التصرف بهذا الشكل الجنوني ولكن أصبح من الضروري التصرف هكذا
- تعلم إذا أن ما تنوي فعله عمل غير منطقي ( فتح لها بابها وتحرك نحو بابه قائلا )
- وما هو المنطقي حولنا أن تأملت جيدا لاشيء لا شيء منطقي
لابد وانه يعاني من الكآبة وإلا لما عرض عليه والداه زيارة طبيبا نفسي فكرت وهي تتأمله وقد جلس في مقعده وانحنى نحو الأمام متناولا ورقة قدمها لها قائلا
- ها هي
تناولت الورقة وأخذت تقرأ ما بها بتمهل لقد أصبحت مالكة لأسهم ببيندن قد لا تكون بشيء ذا قيمة لشخص كدانيال اما لها هي ولمع وميض في عينيها فهي تعني الكثير الكثير قامت بطي الورقة ووضعتها بحقيبة يدها قائلة وهو ينطلق
- والان ( وتناولت ورقة أخرى لتفتحها وهي تقول ) ما هي وجبتك المفضلة
نظر اليها قبل أن يقول
- الأسماك بأنواعها
- ما هو لونك المفضل
- الأزرق
- ماذا تعمل
- املك مكتبا لإدارة الشؤون المالية
- كيف تقابلنا
- كنت أريد تجديد أثاث المنزل وهكذا .. اعددت هذا المنزل أنا وليليا خطيبتي السابقة لذا .. بعد فشل الأمر قمت بتغير كل شيء قد يذكرني بذلك
بقيت تحدق به بعد قوله هذا فالمحها بنظرة فعادت نحو الورقة قائلة
- متى قمت بذلك
- منذ عشرة أشهر .. لنقول أننا التقينا في حينها ولا تدخلي بالتفاصيل مع عائلتي فانا اعلم أنهم فضوليين بشأننا وقد يطرحون بعض الأسئلة الغير متوقعة وعليك إقناعهم .. ( توقف عن المتابعة للحظة قبل أن يعود للقول ببطء ) باني نسيت أمر ليليا
بقيت عينيها تتأملان جانب وجهه مفكرة بأنه لا يبدو كمن نسي أمر خطيبته السابقة وأمام شروده عادت نحو الورقة قائلة
- ما مقدار ما تجنيه في الشهر ( نظر نحوها وهو يعقد حاجبيه مما جعلها تبتسم قائلة ) أمازحك
- عليك أن تكوني كذلك ( قال وهو يتناول الورقة من يدها مضيفا ) أهذا ما أمضيت الليل تفعلينه ( ولمح ما بالورقة بلمحة سريعة قبل أن ينظر خلفها ليجد المزيد فأضاف ) أشعر وكأنه يتم التحقيق معي
- يجب أن اعرف الكثير في وقت قليل ( أعاد الورقة لها قائلا )
- أولا تخلصي من هذه وأنا سأعلمك بما قد تحتاجين الى معرفته سأبدأ بوالدي فهما إنسانان هادئان جدا متفهمان وعاطفيان شقيقتي ميراي هي الصغرى تشبه والدتي الى ابعد الحدود تهوى التعامل مع الأطفال لذا تعمل مدرسة أطفال وهي على وشك الارتباط شقيقي الأكبر شون متزوج ووالد لصبي صغير يدعى ثيو وزوجته حامل بطفل جديد يسكن بعيدا نجتمع جميعنا في نهاية كل أسبوع في منزل والدي ولكني مؤخرا لم أكن احضر الى هناك .. ربما هذا ما زاد من قلقهم علي .. لم أكن أراهم مؤخرا إلا عند حضورهم لزيارتي كانوا يمضون يومان وفي بعض الأحيان أكثر وقد يتساءلوا أنهم لم يروك لذا أنت مشغولة في عملك وليس لديك الوقت إلا بصعوبة أما عمتي فرانسيس
- اجل عمتك فرانسيس ( تمتمت مقاطعة إياه فقال )
- لم انفي لها ما قد استنتجته بدايتا ولم أكن أتوقع أن يصل الأمر الى هذا ولكن أن كانت هذه الطريقة ستجعل عائلتي تدعني وشأني ويتوقفوا عن القلق بشأني فسأفعلها
- اليس إيجاد صديقة أفضل
- ربما ولكني في الوقت الراهن لا أفكر بالأمر كما أن عمتي فرانسيس إنسانه متنبه ويجب أن تكوني حذره معها
بقيت عينيها تحدقان به لتقول مقاطعة إياه
- لست الوحيدة التي أطالت السهر تعد ما ستقوله
- احاول جعل الامر سهلا
بقيت تصغي إليه بانتباه وهو يتابع محادثتها عن أفراد عائلته قبل أن ترخي رأسها على المقعد وعينيها معلقتين به لقد اعتقدت أنها قد تخلت عن جنونها ولكن تواجدها مع دانيال الان متجهين نحو عائلته لتدعي أنها صديقته يثبت شيئا واحد هو أنها فشلت حركت مقلتيها نحو الخارج دون رؤية شيء فعلي بهذا الظلام تحاول إقناع نفسها أن ما تفعله يصب بمصلحتها وجاء في وقته لا مجال للتراجع الان عادت بنظرها نحو دانيال متأملة إياه بتفكير لو علم انه يروق لها وانها كانت تعتقد انه مهتم بامرها لاستغل هذا لصالحه توقف عن الحديث ونظر اليها بلمحة سريعة قبل أن يقول قاطعا حبل أفكارها
- لا تقلقي .. سيمر الأمر على خير
- ارجوا ذلك .. ما الذي علي فعله بالتحديد هل اجعلهم يقولون كيف فكر دانيال بمواعدة هذه الفتاة وبالتالي يسهل إعلامهم بانفصالنا
- أتجدين دور الفتاة السيئة
- لا يقلقك الأمر سأجعلهم يطلبون منك بنفسهم أن تتخلى عني
ابتسم لقولها قائلا
- لا .. يجب أن تنالي إعجابهم فلا أريد أن يرو أن خياري سيء
- سأكون إذا الفتاة اللطيفة
تساءلت فهز رأسه بالإيجاب مما جعلها ترفع حاجبيها وهي تعود لنظر أمامها شاردة .
نظر نحوها قبل أن يعود للنظر أمامه ليعود ويلمحها بنظرة أخرى وهو يراها تغط بالنوم انه يشعر بالتوتر فليس من عادته أن يدعي ويتصرف بهذا الشكل المتهور يستطيع الثقة بها فمنذ أن قابلها وهو يشعر بالراحة لها فهي هادئة ويسهل تبادل الحديث معها سيسير الأمر على ما يرام ليس عليه القلق .

 انتفضت على صوت إغلاقه لصندوق السيارة وقد انزل حقيبتها لتجلس جيدا في مقعدها غير مدركة أين هي ثم تعلقت عينيها بما أمامها متأملة المنزل بإعجاب فترجلت من الجيب لتلفحها نسمات الصباح المنعشة نقلت نظرها بين الأشجار الخضراء التي تحيط بالمنزل قبل أن تهمس وهي تشعر بدانيال يسير نحوها
- أهذا منزل عائلتك حقا
- اجل
أجابها وهو يضع حقيبتها أرضا ويفتح الباب الخلفي متناولا صندوقا لوالدته وهي تضيف
- إن المكان رائع بحق اشعر وكأني داخل غابة
- أنت كذلك ( تنهدت بعمق مستمتعة بالهواء النقي الذي يدخل الى صدرها قبل أن تقول )
- عليك الإكثار من الحضور الى هنا فالمكان مريح للنفس بشكل كبير
ظهرت ابتسامة متهكمة على شفتيه لقولها ليشير برأسه إلى المنزل قائلا
- اتبعيني ( تناولت يد حقيبتها لتجرها خلفها وهي تتساءل وعينيها تجولان حولها )
- كم يكلف امتلاك منزلا هنا
- الكثير ( أجابها باقتضاب وهو يفتح الباب ويدخل لتدخل خلفه قائلة للهدوء التام في الداخل )
- لابد وأنهم مازالوا نائمين ( وضع ما بيده على الطاولة قائلا )
- لا إنهم في الباحة الخلفية لنذهب ( أضاف وهو يمد يده لها فأعطته يدها لتسير برفقته ليدخل الى المطبخ ليبتسم لتناهي بعض الأصوات لهم ويقول وهو ينظر إليها ببعض القلق ) أنت مستعدة ( هزت رأسها بالإيجاب بالرغم من أن دقات قلبها تتسارع في داخلها اعتقدت أنها لن تتوتر ولكن الان تشعر بالتوتر الكبير فضغطت أصابعه على يدها وقد شعر بتوترها قائلا وعينيه تثبتان على عينيها ) إنهم عدت أيام فقط ( عادت لتهز رأسها بالإيجاب وهي تتنفس بعمق بينما استمر ) اعلم أن الأمر ليس سهلا لذا لنساند بعضنا
همت بالتحدث ولكنها توقفت وقد أطلت شقيقته لتفاجئ بهما قائلة
- لقد وصلتما لما لم تقولا شيئا ( وتوسعت ابتسامتها وهي تضع ما جمعته من حبات الطماطم جانبا وتقترب منهما مضيفة وعينيها تتفحصان إيسي باهتمام ) سعدت بتعرف بك أنا ميراي
- وأنا ايسي يسعدني لقاءك ( أسرعت إيسي بالقول بينما قال دانيال )
- والدي بالخارج
- اجل إنهم بانتظاركما سأعد القهوة واتبعكم
تحركت برفقته الى الخارج لتحي والديه الجالسان حول الطاولة والذين استقبلاها بود كبير فجلست وهي تبتسم محاولة إخفاء توترها وقد تعمد دانيال الحديث حتى يبعد تركيزهم عنها وهو يعلمهم عن ما أرسلته عمته معه
- هل شعرت بالملل فالطريق طويلة بعض الشيء
قالت والدته وهي في أواخر العقد الخامس ولكنها تبدو اصغر بكثير بشعرها القصير الذي يتخلله خصل شقراء سرح بطريقة جميلة تليق بها فأجابتها بود
- لا بل كان الأمر رائعا فلم أحظى ودانيال منذ فترة بالجلوس معا لكثرت انشغالنا
- قال أنك تعملين بكثرة لذا قدومك الى هنا جيد فالمكان مناسب للراحة ( ونظرت نحو دانيال المصغي لهم وهي تضيف ) كان عليك إحضارها من قبل
اكتفي دانيال بالابتسامة وميراي التي تشبه والدتها بوجهها الصغير ذا الملامح الناعمة والشعر الأسود الذي تعقده الى الخلف تقترب بينما قال والده
- من الجيد أن فرانسيس قد رأتك فدانيال كان ينوي الاحتفاظ بك سرا .. الا يزعجك الأمر
نظر دانيال نحو ولده معاتبا مما جعل والدته تضحك قائلة
- منذ الصباح وانا أعلمه انه ليس عليه الإفصاح عن كل ما يفكر به ولكن لا أعلم هل ستفعل عزيزي
هز رأسه بالنفي لزوجته ثم أضاف لايسي
- أنا جاد الا يزعجك هذا
- لا .. فلم أقدمه بدوري لعائلتي بعد
- حقا ( قال والده وهو يعود بنظره نحو دانيال الذي بدا عليه عدم الرضا قائلا ) لا يروقك كفاية حتى تفعلي
- أبي ( تمتم دانيال معترضا )
- ما كنت هنا لو لم يكن ( أجابته ونظرت نحو دانيال بمحبة مستمرة ) لقد اتفقنا منذ البداية على أن لا نتسرع ونسير بالأمر بهدوء ( وعادت نحو والده مضيفة بثقة وعيني دانيال لا تفارقانها ) هذا ما جعل علاقتنا أقوى وامتن
- يسرني سماع ذلك
قالت والدته بينما شكرت ميراي التي وضعة كوب القهوة أمامها هي تقول
- لا عليك منهم لقد فعلوا بناثان أكثر من هذا
- متى سيحضر ( تساءل دانيال وهو يتناول كوبه بدوره فأجابته ميراي )
- غدا
- أريد إحضار بعض الحاجيات من البلدة استقلني
- اجل ( أجاب والده الذي وجها حديثه إليه ونظر الى إيسي مضيفا ) اترافقين
- لا بني دعها ستصحبها فيما بعد للبلدة ( قالت والدته بينما تحرك والده مغادرا وأضافت لإيسي التي نظرت إليها كما فعل دانيال ) يريده والده بأمر
- لا بأس ( تمتمت ونظرت الى دانيال الذي ضاقت عينيه وهو يتحرك ليقف قائلا لوالدته )
- ماذا هناك
- سيعلمك والدك
نظر نحو إيسي لتتعلق عينيها به وقد أدركت أنهم يحاولون أبعاده فابتسمت له محاولة طمأنته وهي تشعر بقلقه فهز رأسه وابتعد مغادرا وهو يقول
- لن نتأخر ( تابعته قبل أن تعود نحو والدته التي قالت )
- إنه يرهق نفسه
- اجل يفعل فما أن ينكب على العمل حتى لا يتوقف
أجابتها وهي ترفع كوبها نحو شفتيها بينما بدا الاهتمام الحقيقي على والدته وهي تقول
- من الجيد دخولك الى حياته ( ظهرت ابتسامة على شفتيها قبل أن تنظر نحو ميراي التي قالت )
- أن والدي يشغلهما دانيال كثيرا مؤخرا لذا لا تجعلي هذا الأمر يزعجك
- هذا لأنه مختلف عنكما فأنت على وشك الارتباط وإنشاء عائلة والاستقرار وشون قد جعل حياته سهلة باستماعه لكل ما تقوله جيني له
- أمي ( تمتمت ميراي معترضة بينما ابتسمت ايسي فتجاهلت برندا ابنتها مستمرة وهي تقف ) الأولاد لا يحبون سماع الحقيقة تعالي سأريك المنزل
كان الأمر أسهل مما توقعت فأخذت والدته تريها المنزل الذي تعتز به بشكل واضح وأخيرا أدخلتها الى إحدى الغرف وهي تقول
- بما أنني وستيفن لا نستطيع التوقف عن العمل أنشانا معملنا الصغير هنا ( تأملت المكتب والأغراض الموضوعة لتقترب من برندا التي أمسكت أحد الكتب مضيفة ) هذا أخر كتاب قمنا بتجديده
- انتم ترممون الكتب القديمة
قالت وقد راقها الأمر وهي تحدق بالمجموعة التي عرضت بعناية فأجابتها وهي تجلس خلف المكتب وتمسك أحد الكتب تتفقده
- وأنت ترممين المنازل اليس كذلك
- هذا صحيح ( أجابتها بابتسامة واقتربت منها تراقبها )
- هذا الكتاب ثمين جدا لا يوجد منه إلا نسختين .. أشبه حاله بدانيال فالقد تعرض لتمزق ولكنه سيعود سريعا كما كان ( قالت برندا وهي تستمر بالعمل على الكتاب الذي بين يديها مضيفة وايسي تصغي لها باهتمام ) اعلم انه سيعد بناء حياته وينظمها فهو قوي وذا شخصية مستقلة .. انعزاله عنا في الآونة الأخيرة هو ما جعلني شديدة القلق من أجله ( ورفعت رأسها نحو ايسي مستمرة ) دخولك الى حياته في هذا الوقت لهو نعمة هل اموركما بخير 
- اجل ( تمتمت ايسي وحركت كتفها بحرج مستمرة ) انه يروق لي جدا
بدا الرضا والارتياح بعيني والدته وهي تقول
- يسعدني ذلك ( وبدت مترددة في الحديث الى أنها عادت للقول ) هل .. أعلمك بأمري خطيبته السابقة ( هزت رأسها لها بالإيجاب فأضافت برندا ) هل يؤثر ذلك على علاقتكما
- لا .. إنها مرحلة من حياته وانتهت
بقيت عيني برندا تراقبانها قبل أن تعود للكتاب بين يديها قائلة
- إنه في غنى عن أي علاقة فاشلة جديدة لذا ارجوا أن تكوني جادة
بدت المفاجئة على وجهها قبل أن تقول
- وما الذي يوحي لك بأني لست كذلك
- الم تقولي بأنك لم تقدميه لعائلتك بعد ارجوا أن تعذري تطفلي ( أضافت وهي تحدق بها باهتمام مستمرة ) لا أريد أن يفطر قلبه من جديد أن قلقي عليه بالغ
- إنه ليس هشا كما تعتقدين
- اعلم ولكني والدته ولا أستطيع شيئا حيال هذا
- أتفهم شعورك ( قالت بصدق وهي تذكر قلق والدتها المستمر والمبالغ به في كثير من الأحيان مضيفة ) عليك أن تعلمي أني ودانيال عندما قررنا أن نتواعد فعلنا ذلك عن نضج تام وان كنت لم أقدمه لعائلتي بعد فذلك لأننا أردنا تمتين علاقتنا ببعض قبل أن نخطو الى الخطوة التالية
- احتاج الى المساعدة هنا ( أطلت ميراي من الباب مقاطعة إياهم ومستمرة قبل أن تختفي ) هل ساعدتني ايسي
- اجل بالتأكيد ( أجابتها قبل أن تعود نحو برندا قائلة ) لقد كانت والدتي شديدة القلق علي لذا أنا اعلم ما تشعرين به
ابتسمت برندا برضا قائلة
- سرني تقبلك لفضولي
- أنت على الرحب والسعى ولكن الان علي مساعدة ميراي
هزت برندا رأسها لها بالإيجاب لتتابعها وهي تتحرك مغادرة الغرفة وما أن دخلت الى المطبخ حتى بادرتها ميراي
- أردت نجدتك
- في الحقيقة يروقني عمل والدتك
- ستسر لسماعها هذا .. ولا تدعي فضول والداي نحوك يزعجك
- أنا أتفهم الأمر .. ماذا تعدين ( تساءلت وهي تراها تخرج بعض الأكياس من الثلاجة )
- سأبدأ بإعداد الإفطار .. كما أن عمتي فرانسيس على وشك الوصول بالإضافة إلى أن شون وجيني سيصلون قبل الغداء
- دعيني أساعدك
قالت وهي تقترب منها لتنشغلا بإعداد الإفطار وهما تتبادلان الحديث
- مرحبا لقد طلـ ارجوا المعذرة لم اعلم أن لديكم ضيوف
أسرعت الفتاة الشقراء التي اقتربت من باب المطبخ بالقول وهي تقف في مكانها عند رؤيتها لأيسي فقالت ميراي
- لا بأس ليليا تفضلي .. أيسي ليست ضيفة .. إنها صديقة دانيال
بدا التوتر على الفتاة ذات العينين الزرقاوتين قبل أن تقول وهي تخطو لداخل المطبخ وعينيها لا تفارقان ايسي التي تجمدت للحظة
- سررت بمعرفتك ( ونظرت نحو ميراي مستمرة بينما عادت ايسي ببطء لتتابع ما كانت تقوم به وهي تصغي ) طلبت مني جيني إحضار حقيبة ثيو الى هنا وقد كانت قد نسيتها عندنا سأقوم بإنزالها
وتحركت مغادرة بينما تابعت ايسي عملها فراقبتها ميراي قبل أن تقول
- لا أعلم أن كان دانيال أعلمك أن ليليا
- خطيبته السابقة
قالت ولم يكن من الصعب عليها ربط الاسم ولكن هذه مفاجئة فلم يعلمها بأنها ستراها هنا تنهدت ميراي بارتياح مستمرة
- اجل من المريح أنه أعلمك بهذا فالا مهرب من لقائها خاصة أنها شقيقة جيني
شقيقة جيني زوجة شون الشقيق الأكبر فكرة وهي تربط الأمور معا قبل أن تنظر نحو ميراي قائلة
- لا يزعجني وجودها ( وعادت لتتابع عملها وميراي تقول ببطء وإحراج ) أنا معتادة على دعوتها لتناول القهوة كلما حضرت
ابتسمت ايسي بتكلف وهي تقول
- أرجوك تصرفي كما تريدين إنها بالنهاية شقيقة جيني
بدا الارتياح على ميراي التي تمتمت
- يسرني سماع ذلك
ونظرت نحو ليليا التي دخلت لتضع الحقيبة من يدها وهي تقول
- سأضعها هنا
- سأعد القهوة لما لا تبقي وتشاركينا
نقلت ليليا عينيها بتوتر بين ميراي وايسي المشغولة بتقطيع حبات الطماطم قبل أن تقول
- حسنا ولكن أعديها الان فالا أريد التأخر على والدتي
- هل هي متعبة
- لا .. تريد مني اصطحابها إلى البلدة .

- كان علي تفقد أغراض الصيد قبل ذهابنا
قال ستيفن وهو يترجل من السيارة بينما حمل دانيال ما احضروه وهو يتامل السيارة المتوقفة بجوار سيارته ليتحرك نحو الباب الخلفي للمنزل قائلا
- تفقدها الان وأن احتجت شيئا آخر أحضره لك فسأعود مساء الى البلدة
وتحرك نحو باب المطبخ وهو يصغي جيدا للأصوات التي تصدر من الداخل ليدخل وايسي تقول
- أنا جادة هذا ما حصل لقد غرق الطابق الأرضي تماما
ضحكت ميراي وكذلك ليليا الجالسة أمامهما تتناول القهوة قائلة
- لابد وان الأمر كان كارثة
- اجل كان كذلك ( أجابتها وعينيها تتعلقان بدانيال الذي دخل للتو ناقلا نظره بينهم بهدوء مستمرة ) لقد عدتم
تحرك نحوهم وهو يقول باقتضاب بينما بدا التوتر على ليليا
- البلدة ليست بعيدة عن هنا سأصحبك اليها مساء .. كيف أنت ( أضاف لليليا وهو يلمحها بنظرة فأسرعت بالقول )
- بخير ( بينما تابع وهو يقترب من ايسي مقدما لها كيسا ورقي )
- أحضرتها خصيصا لك لن تجدي في أي مكان فطائر الذ من هذه
تناولتها منه وهي تقول
- أني اعشق رائحتها منذ الان ( ابتسم غامزا إياها وهو يقول )
- أسعدني ذلك .. سأرى والدتي
أضاف وهو يضع باقي الأكياس أمام ميراي ويتحرك مغادرا فأسرعت ليليا بالتحرك واقفة وهي تقول
- لقد تأخرت علي الذهاب شكرا على القهوة ( ونظرت نحو ايسي مستمرة ) سرني التعرف بك
- وأنا أيضا
أجابتها وهي تغادر ويدخل والد دانيال الذي لم يبدو مسرورا لرؤيته ليليا
- ماذا كانت تفعل هنا
- لقد أحضرت حقيبة ثيو
- أما كان لها الانتظار حتى حضور شقيقتها
- أبي أرجوك ( تمتمت ميراي لوالدها فقالت ايسي )
- سأرى دانيال
وتحركت نحو الغرفة التي تعمل بها والدته الا أنها توقفت قرب إحدى الغرف وقد رأته واقفا قرب النافذة فدخلت وأغلقت الباب خلفها مما جعله ينظر اليها قبل أن يعود ليحدق بما أمامه فاقتربت منه وهي تقول بصوت منخفض
- أما كان بإمكانك إعلامي بأني قد التقي خطيبتك هنا
- السابقة 
- وإنها تكون شقيقة زوجة شقيقك
- وهل كان هذا سيغير شيئا 
- بالتأكيد على الأقل لم أكن لأفاجئ .. اليس غريبا قدومها الى هنا
- عائلتها تسكن هنا منزلهم ليس بالبعيد
- لست جادا ( هتفت بصوت منخفض مستمرة ) الان فهمت ( وتأملته بصمت وقد بدا التجهم عليه قبل أن تقول ) ما سبب الانفصال ولما حدث
- لا ارغب بالحديث حول هذا الأمر
- امازلت .. تعلم ما اعني
- لا
- أمازلت مغرما بها
- لا اريد التحدث بهذا 
- إذا فأنت كذلك ( أسرعت بالقول مما جعل عينيه تضيقان قبل أن يقول بتأكيد )
- لا ( ابتسمت ابتسامة مائلة وهي تتمتم غير مصدقة )
- أمامنا أسبوع حافل هنا
- لا أأكد لك هذا .. وكان علي إعلامك عن وجودها هنا ولكني لم أكن أتوقع أن تلتقيا بهذا الوقت .. هل انهالت والدتي عليك بالأسئلة
- اجل فعلت .. إنها قلقة عليك ليس أكثر
- اعلم .. اعرف أن الوضع صعب قليلا ولكن علينا إقناعهم بأننا على وفاق تام فلا أريد أن استلم بعد مغادرتي أي اتصال من والدتي ينم عن قلقها
- هذا الأمر يعتمد عليك فلست من ملأ التجهم وجهه عند رؤية ليليا .. تجهمك هذا لا يساعد على إقناعهم ( بدا عدم الرضا على وجهه فأكدت بإصرار ) أنت متجهم
اصطنع ابتسامة مزيفة وهو يقول
- هكذا أفضل ( قال وأخرج نفسا عميقا قبل أن يتناهى له صوت عمته فرانسيس فأضاف ) وصلت عمتي
- هل هناك اي مفاجئات أخرى علي أن اعرفها
هز رأسه بالنفي قائلا
- لنذهب لرؤيتها
القت التحية على عمته فرانسيس التي استقبلتها ببشاشة عند رؤيتها لهما بالممر
- تسرني رؤيتك من جديد
- وأنا أيضا
أجابتها بود فنظرت نحو دانيال الواقف بجوار ايسي قائلة
- من الجيد إني رأيتها والا لبقيت محتفظا بها
أحاطت يد دانيال خصرها مما جمدها وهو يقول لعمته بود
- إنها كنزي الذي كنت ابحث عنه لذا كان لابد لي من الاحتفاظ بها لنفسي
- أيها الأناني ( ابتسم ونظر نحو ايسي قائلا )
- هذه أفضل عمة بالوجود
ابتسمت ايسي بمرح بينما اقتربت منها فرانسيس لتشبك ذراعها بذراعها قائلة وهي تسحبها بعيدا عن دانيال
- أستعيرها منك الان فأنا ارغب بالتعرف اليها أكثر ( وأضافت لايسي التي تسير معها نحو الخارج ) لقد رأيت الحديقة إنها جميلة

إدعاءات زائفة 3


وأفكر بالاستعانة بك لتجديد بعض الأمور بمنزلي
- متى أرادت أعلميني
أجابتها وهم يتحركون للجلوس بالحديقة وقد تبعهما دانيال لتتبادلا الحديث وتنضم إليهم والدته ووالده وميراي ليتناولوا الإفطار وسرعان ما وصل شقيقه وزوجته التي لا تختلف كثيرا عن ليليا بشعرها الأشقر وعينيها الزرقاواتين وبوجود عمته فرانسيس كان الأمر مسلي فهي مرحة ودودة ولم تشعر أن التركيز منصب عليها مما أراحها ولم يزعجها كثيرا مراقبة جيني لها رغم ادعاءها أنها لا تفعل تعلقت عينيها بالصبي الصغير الذي لا يتجاوز الاربع سنوات وهو يقترب من والده ليحمله وقد استيقظ للتو بينما قامت جيني بربت على رأسه بود فنظر بحياء بالجالسين بينما غمزه دانيال قائلا
- الن ترحب بي ايها الشقي
ابتسم له ونظر نحو ايسي لينزل عن حجر والده ويسرع نحو دانيال ليحمله ويحدثه ولكنه سرعان ما تحرك مغادرا مما جعل جده يقول
- ذلك الصبي مشاغب كوالده في صغره
- ماذا تفعل
قالت جيني وهي ترى ثيو يعود مسرعا وهو يحمل حقيبته ليجلس أرضا ويفتحها مخرجا منها بالوناته فقالت محاولة ردعه
- ليس الان ( ولكنه أسرع بها نحو ايسي وقدمها لها قائلا )
- اصنعي لي بالونات على شكل قرد
ثبتت عينيها على ثيو لتتناولهم منه ببطء بينما ضحكت برندا قائلة لتصرفه
- انه ودود جدا يا لك من طفلا جيد
- هذا غريب فليس من عادته تقبل الغرباء بهذا الشكل
قالت جيني وهي تراقبه بعدم رضا بينما ابتسمت له ايسي وهي تقوم بنفخ البالونات ودانيال يقول
- اعتقد أن جعلها على هيئتي قرد مهمة مستح ( توقف عن المتابعة وهو يراها تقوم بلف البالونات بمهارة ليتابع ) حسنا لا يبدو أنها مستحيلا
- أهذا جيد
قالت وهي تقوم بإعطائه البالونات التي شكلتها بسرعة ليهز رأسه بالإيجاب فرحا وهو يتناولها فربتت على رأسه قائلة
- أنت ولد ذكي 
أسرع ليلهو ببالوناته بعيدا بينما تضاحك الجميع وميراي تقول
- لن تفلتي منه اليوم ( توسعت ابتسامتها لقول ميراي )
- إنها ماهرة مع الأطفال ( قال دانيال الجالس بجوارها بود وهو يحرك يده لتستقر على ظهر مقعدها متناولا خصلة من شعرها مما جعلها تنظر اليه ليغمزها بعينه مستمرا بحنان وعينيه لا تفارقانها ) هذا يجعلني متشوقا ل
توقف عن المتابعة ونظر كما فعل الجميع نحو جيني التي كبتت شهقة صدرت منها لسكبها كوب العصير البارد على ثوبها فأسرعت بالوقوف وهي تحاول أبعاده عن جسدها قائلة بارتباك
- ارجوا المعذرة 
وتحركت مغادرة بينما تابعها الجميع قبل أن يعودوا نحو فرانسيس التي قالت لايسي
- هل راق لك المكان هنا
- اجل اعشق كل ما يحيط بهذا المكان فالهواء النقي يعيد الحياة
- علي أخذك بجولة سيرا على الأقدام بعد قليل إذا ( قال دانيال فأجابته )
- أنا بشوق لذلك
ولم يمضي بعض الوقت حتى مال نحوها هامسا
- لنغادر ( هزت رأسها بالإيجاب دون أن تفتها الأعين التي تراقبهم فتحرك واقفا وهو يشبك يده بيدها وهي تقف بجواره قائلا ) هلا تعذرونا
- لا تتأخرا على الغداء ( قالت برندا فأضافت جيني )
- لقد دعوت والداي لمشاركتنا الغداء ( شعرت بتجمد يد دانيال التي تحيط بيدها وقد حدقت جميع الأعين بجيني التي أضافت بحيرة لتحديق الجميع بها ) اليس هذا ما أفعله كلما حضرت الى هنا
ظهر عدم الرضا على فرانسيس وهي تعود بنظرها الى دانيال وايسي الذين تحركا ليغادر قائلة 
- استمتعا
- سنفعل وداعا ( أجابتها ايسي بينما  تمتم شون لزوجته)
- كان بإمكانك تأجيل ذلك ( فأجابته بعدم رضا )
- ولما افعل اليس من عادتي دعوتهما للغداء هنا كلما حضرت
- الأمر مختلف هذه المرة ( أجابتها فرانسيس الا أنها رفعت كتفيها بعناد قائلة )
- لا لا شيء مختلف .

- أنت في موقفا حرج حقا
بادرت دانيال وهما يسيران متخطيان الأشجار الكثيفة بصمت منذ غادرا فأجابها دون أن تفارق عينيه ما أمامه  
- لا اعلم عما تتحدثين
- خطيبتك السابقة عائلة خطيبتك السابقة شقيقة خطيبتك السابقة منزل خطيبتك السابقة الأمر كارثة الان فهمت لما لم تعد تحضر الى هنا
- اشكر تفهمك .. اعتدت على الأمر لذا لم يعد بتلك الأهمية لي
- أتعني انك ستتناول الغداء برفقة عائلتها حقا ( نظر إليها وهو يقول )
- ولما لا
- و ... ( حرك رأسه متسائلا لتوقفها فأضافت ) وهي ستحضر
- لا .. يحضر بالعادة والديها فقط
- و .. أعني ..
- ماذا
- لما انفصلتما 
- لكل إنسان خياراته في الحياة وقد اخترنا ان لا نتابع 
- من اختار 
- هل للامر اهمية 
- اجل خاصة انه تم قبل زفافكما ببضع ايام 
-  هي اختارت ذلك ( أجابها بتجهم فأضافت )
- اكان لديها سبب قوي ( وأمام ثبات نظراته عليها أضافت ) هل قمت .. بخيانتها
- لا  
- هل .. قدمت لها سببا قوي لتفعل ذلك
- لا
- إذا ( قالت بفضول فرفع كتفيه قائلا وهو يعود لمتابعة السير )
- هذا ما اختارته
 لا يريد إعلامها إذا ضاقت عينيها التين تتابعانه قبل أن تسير بتمهل والفضول بشانه يتناما لتتبعه وهي تنظر حولها قائلة وهي تتعمد تخطيه
- المكان جميل ماذا يدعى
تابعها بصمت للحظات قبل أن يقول وهو يعود لسير نحوها
- مازلنا بمرتفعات متروي انظري هناك أعتدنا تسلق ذلك الجبل لصعود الى قمته
- هذا رائع
- اجل المبيت على قمته أمرا مثير للحماس
- أفعلت ذلك كثيرا
- اجل إننا عائلة تحب التسلق اسبق لك وان تسلقتي احد الجبال
- لا ( قالت وهي تفكر بأنها فعلت الكثير من الأمور ولكن تسلق الجبال لم يكن إحداها فتساءلت ) هل فاتني الكثير أن لم افعل
- ذلك يعتمد على ما قد تحبين عمله .. انتبهي
( أضاف وهو يمسكها من ذراعها كي لا تستمر بالسير وقد أطلت على حافة مرتفعة لم تكن ظاهرة لهم مستمرا ) لقد ترعرعت هنا لذا أنا اعرف المنطقة بشكل جيد والطريق من هنا ليست أمنة كما تبدوا لنذهب من هناك
تبعته بالسير قبل أن تتساءل وهي تتأمل ظهره الذي أمامها
- إذا أنت وليليا ترعرعتما معا هنا
كاد يتوقف عن السير الا أنه عاد للمتابعة وهو يقول
- لا لقد انتقلوا للعيش هنا بعد ارتباط جيني وشون ..  الأسهم التي حصلت عليها كافية لتحسين وضعك ببيندن
عقصت شفتها وقد علمت أنه يبعدها عن الحديث عنه فقالت
- بشركة كبيرة كبيندن لن تشكل فرقا كثير لدينا موظفة يملك والدها نصف أسهم الشركة لذا نلاحظ أن لها يد عليا تساعدها
- تعلمين أن سياسة الشركة تكون بان الأولوية لحاملي الأسهم بها لذا سيكون أمامك فرص أن رغبتي بشراء المزيد فبيندن شركة رابحة
 قال وهو يتمهل لتصل اليه فاجابته وهي تسير بجواره 
- اعلم ( اجابته قبل أن تضيف وقد اقتربا من نبع ماء متدفق ) ما أجمله
- إنه منعش ( قال وهو يقترب من النبع الجاري ويرتشف منه بيديه فعلت بالمثل ثم جلس على حافت النبع بينما جلس قرب إحدى الأشجار مستندا اليها وهو يتناول ورقة من جيب بنطاله ليقوم بقراءتها بينما أخذت تعبث أصابعها بالمياه المتدفقة قبل أن تقول
 - تبدو مختلفا عن شقيقك ( نظر اليها فأضافت ) إنه اقرب الى والدك بينما أنت الى والدتك 
- إننا مختلفان في الطباع أيضا ولكن هذا لا يمنع من كونه أفضل صديق لي .. لابد وأنك قد قمتي بأمور مع أشقاءك من تشاجر والى اخذ أشيائهم وما الى ذلك لقد مررت بكل هذه واثبت شون دائما أنه الأخ الأكبر والأكثر تعقلا .. رغم أن بعض أموره لا تروق لي ولكن على احترام قراراته
 - ماذا ستعلمهم بعد انفصالنا
- لم أفكر بالأمر بعد
- لا اعتقد انك لم تعد لذلك جيدا
- في الحقيقة لا لم اعد لشيء ( وابتسم بسخرية من نفسه ) أنا حتى لم أكن لأفكر بفعل هذا أن وجودك ذاك النهار وحضور عمتي وتلك الأمور التي حصلت هي ما جعلني افعل هذا ( وتابع وهو ينظر اليها ) كان علي إبعادك عندما علمت أنهم قادمون لمنزلي لثقتي بان عمتي قامت بإعلام والداي لذا أرسلتك الى متاجر بروند هوت ولم ارغب بتواجدك مساء لأخذ حاسوبك
- اه بدات افهم الامر الان وانا التي اطلقت عليك بعدها بالسيد المضطرب ( ضحكت للمفاجئة التي ظهرت على ملامحة واستمرت ) عندما كانت تسالني زميلتي في العمل الى اين ساذهب كنت اعلمها الى منزل السيد المضطرب
- لقد استطعت على الأقل تجنب أي موقف محرج كان سيحصل
- بينما اعتقدتك مضطربا ..آه وجذبي للحديقة بتلك الطريقة
توسعت ابتسامته ساخرا من نفسه وهو يقول
- كان الأمر كارثي علي إبعادك فعمتي أمام الباب
- لم تكن ترغب إذا بإعادة تنظيمها
- لم تكن ضمن أولويات خاصة أني لم أكن اقصدها ولكنها الان هي أفضل مكان بالنسبة لي للاسترخاء .. كان إحضار تلك الأرجوحة مناسبا تماما
أضاف وهو يتحرك واقفا ومعيدا الورقة الى جيبه فتحركت بدورها نحوه وهي تقول ببطء
- ليس من الجميل أن يعلم المرء انه خدع
- لم اقصد خداعك
- استغليت وجودي لتوهمهم باني صديقتك دون علمي
- يبدو الأمر سيئا عندما قلته بهذه الطريقة
قال وهو يرفع حاجبيه فلمحته بنظرة جانبية وهي تتخطي عنه فتابعها بنظره قبل أن يسير نحوها فقالت وقد أصبح بجوارها
- هل أحضرتني لتثيرا غيرتها
- لا    
- لا أصدقك ( نظر اليها لقولها فأضافت و الفضول يأكلها ) هل كنت خطيبا سيئا
- لا ( أجابها باقتضاب وهو يتابع سيره فتبعته وهي تقول بإصرار )
- هل أعطيتها سببا مقنعا لتفعل هذا
- هل ارتبط من قبل ( قاطعها قائلا فقالت )
- لا 
- إذا لن تفهمي ( توقفت في مكانها وهي ترمش جيدا محدقة بظهره وهو يبتعد قبل أن تهز رأسها وتتبعه بصمت متعمدة عدم محادثته مما جعله يقول وهم يقتربون من المنزل ) خلت أني أسير بمفردي ( وقدم ذراعه لها مما جعلها ترفع حاجبيها وهي تمعن النظر به فاضاف وهو يشير برأسه نحو المنزل ) لقد اقتربنا من المنزل
تأبطت ذراعه ليسيرا نحو المنزل وهي تقول بعدم رضا   
- سنتناول الطعام إذا برفقة عائلة خطيبتك السابقة
- هل أعلمتك كم تبدين جميلة اليوم ( رفعت رأسها نحوه ببطء فاستمر بود وهو يتعمد أن يلامس كتفه كتفها ) باب المنزل يفتح
- آه وأنا التي اعتقدت أني أبدو جميلة حقا
توسعت ابتسامته لقولها
- ها قد وصلتما قلقت من عدم حضوركما بالوقت المناسب ( قاطعتهما برندا التي أطلت مستمرة وهي تنقل نظرها بينهما ) لقد بدأنا بالإعداد للغداء
- هل وصل الضيوف ( تساءل وهو يحدق بوالدته التي أجابته )
- اجل إنهم بالباحة الخلفية
أطلت برفقة دانيال على الباحة الخلفية ملقين التحية على فيري والبرت والدي جيني ليمضي الوقت سريعا وقد انشغل الرجال معا بشواء الحم بينما انشغلت برفقة ميراي وجيني بتحضير المقبلات دون أن يفت على دانيال يتفقدها بين الحين والحين ليطعمها قطة من الحم متسائلا عن استواءها قبل أن يعود متذوقا ما تفعل وهو يمدح ما يتذوقه مما جعلها تجارية دون جهد ودون أن يفتها تململ جيني التي تراقبهما بينما اكتفت فيري باصطناع ابتسامة كلما نظرت نحوها
- أرنبة دوني .. أرنبة دوني هلا صنعتي لي زرافة
أسرع ثيو نحوها قائلا وهو يحمل مجموعة من البالونات بينما كانت ترشف قهوتها مما جعلها تكاد تختنق فأخذت تسعل قبل أن تتناول كأس الماء الذي قدمه لها دانيال الجالس بجوارها فقالت جيني مبتسمة وهي تراقب ثيو الذي يقدم البالونات لايسي
- الان فهمت انه يرى انك تشبهين الأرنبة دوني ( وأمام نظر الجميع نحوها بينما انشغلت ايسي بنفخ البالونات بمنفاخ صغير قدمه لها ثيو أضافت ) في الساعة التاسعة صباحا فترة الأطفال على التلفاز أرنبة دوني تصنع يوميا إشكالا بالبالونات للأطفال وغيرها الم يراه أحدكم
- ليس لدينا أطفال لنفعل
أجابتها ميراي بينما قال دانيال بابتسامة وهو يتأمل ايسي
- إذا أنت تشبهين الأرنبة المفضلة عند ثيو
- هذا ما يبدو عليه الأمر ( أجابته بابتسامة قبل أن تضيف لثيو ) من حظك أني عملت في السابق في تنسق الحفلات
- الأمر يحتاج الى الموهبة ( قالت فيري فأجابتها وهي تنهي شكل الزرافة وتقدمة لثيو )
- اجل
- يبدو عملك مسلي ( أضافت فيري فأجابتها )
- إني استمتع به
- إنها ماهرة تقنعك بالتغير رغم عدم رغبتك
- هل فعلت هذا بك ( تساءل شون بمرح فاجابه وهو يهز رأسه بالإيجاب )
- لم يعد منزلي كما كان كما أنها ( قال بهيام وهو يتناول يدها التي تضعها على يد المقعد بينما نظرت اليه لتلاقي عينيه بابتسامة مجارية تصرفاته وهو يقبل يدها برقة مستمرا ) غيرتني أنا نفسي
تبادلت جيني وفيرى النظرات بينما قالت برندا موجه حديثها لفيري
- هل ستذهبين لاجتماع السيدات بعد غد
- بالتأكيد .. لقد تأخر الوقت أمازالوا يلعبون الشطرنج ( أضافت وهي تحدق بستيفن والبرت الذين جلسوا بعيدا عنهم يلعبون الشطرنج قبل أن تعود نحو برندا لمحادثتها فهمت ايسي بسحب يدها من بين أصابع دانيال الذي انشغل بالحديث مع شقيقته إلا انه ضغط برقة على يدها مانعا إياها مما جعلها تدعي السعال لتسحب يدها وتتناول كوب الماء الموضوع أمامها على الطاولة .

- لقد وضعت حقيبتها في الغرفة الشمالية قم بإرشادها إليها ( بادرتهما برندا وقد هم بالدخول الى المنزل بعد أن غادر الجميع مستمرة ) ارجوا أن لا تمانعين بقائك بالغرفة الشمالية
- بالتأكيد لا ( قالت بينما استمرت برندا لدانيال )
- سيصل ناثان غدا وسأعد غرفة الضيوف له .. هل قمت بإرشادها إلى غرفتها
أشار بيده لإيسي لتسير أمامه ففعلت وهي تلقي التحية على برندا
- لقد كانت أمسية طويلة أتشعرين بالإرهاق ( حركت رأسها له بالإيجاب ففتح باب الغرفة التي واقفا أمامها مستمرا وهو يعلم أن والدته تصغي ) هذه غرفتك وغرفتي تقع هنا حيث وجدتني بها صباحا .. أنت مرهقة حقا ( تساءل وقد دخلت الى الغرفة واستدارت نحوه وهي ترفع حاجبيها بينما استمر وهو يحدق بالممر ) لا تقلقي لن تمانع بان أبقى برفقتك قليلا .. أجل أنا واثق ( أضاف وهو يدخل مغلقا الباب خلفه ليتخطى عنها قائلا بصوت منخفض ) أنا أجيد الإقناع
- كنت لأقول ممثل سيء
- وماذا تعرفين عن التمثل .. رغم أنك حتى الان لا بأس بك
- لا بأس بي ( تمتمت وهي تراقبه وهو يقوم بإغلاق الستائر قبل أن تستمر ) هذه شهادة اعتز بها من قبلك لا بأس بي إذا وأنا التي كدت اختنق بالخارج منذ قليل
نظر اليها قبل أن يقول بحيرة
- بدوت مستمتعة
- أنا أجيد التمثيل
- إذا ثابري على هذا
- لا أعدك فأنا أجد الأمر أصعب مما توقعت وعائلة خطيبتك السابقة لم يكونوا بالحسبان .. لم أرق لهم
جلس على المقعد قائلا
- كنت لتروقين لهم لو لم تكوني مرتبطة بي
- اه
قالت وهي تتحرك متأملة الغرفة التي تتكون من سرير مع مقعدين فاخرين قرب النافذة وخزانة صغيرة مجاورة لسرير وباب جانبي يؤدي الى حمام داخلي برغم بساطة الغرفة الا أنها جميلة وفاخرة
- إذا لم ارق لهم لارتباطي بك .. اليس الأمر غريبا بعض الشيء .. اليس ابنتهم من تخلت عنك  
- رغم ذلك .. الا تعتقدين أنهم نادمين
- أه أن ثقتك بنفسك عالية ( بدت شبه ابتسامة ساخرة على شفتيه لم تصل الى عينيه لقولها فتحركت نحو السرير لتحمل حقيبتها عن الأرض لتضعها عليه وهي تقول ) سأذهب للاستحمام هل سأجدك هنا عند خروجي
رفع هاتفه وانشغل به وهو يقول
- من المناسب أن أتأخر هنا قليلا
عقدت حاجبيها وهي تحمل أغراضها وتتوجه
نحو باب الحمام لتدخله وتحصل على حمام دافئ قبل أن تخرج وقد أنهت تصفيف شعرها المبتل وارتدت بيجامتها المكونة من بنطال قطني مع بلوزة ذات شيلات لتشاهدا دانيال المنشغل بهاتفه فوضعت أغراضها جانبا وتناولت بدورها هاتفها لتجلس على المقعد المقابل له
بينما قال
- سأدعو ناثان وميراي غدا لنتناول العشاء بالخارج
رفع عينيه نحوها لأول مرة منذ عودتها لصمتها ليجدها منشغلة بهاتفها فبقيت عينيه ثابتة على وجهها المتورد قليلا بسبب المياه الدافئة نظرت إليه بدورها لتجده يحدق بها مما جعلها تقول وقد شعرت بانتفاضة صغيرة
- هل حدثتني
- قلت .. أني سأدعو ناثان وميراي غدا لتناول العشاء بالخارج
- هذا جيد ( تمتمت وهي تعود نحو هاتفها قبل أن تعود للمحه بنظرة فوجدته منشغلا بهاتفه من جديد فانشغلت بدورها بتفقد بريدها الالكتروني لتقوم بقراءة الرسالة التي أرسلتها لها تينا وقد افتعلت فاليري مشكلة بسبب حصولها على إجازة لمدة أسبوع مدعية أن العمل كثير والوقت غير مناسب للحصول على الإجازات أغلقت رسالة تينا لتتوقف عند رسالة أرسلها والدها أخذت تتأملها للحظة ثم قامت بفتحها لقراء الكلمات القليلة المكتوبة (( كل عام وأنت بخير اعتذر عزيزتي لتأخري فالقد نسيت رغم أني كنت اذكر ولكن يومها لم تساعدني ذاكرتي ارجوا أن تكوني بخير راسليني ))
عادت لقراءتها من جديد قبل أن تغلقها وتشرد قليلا لتتجمع الدموع في مقلتيها وتشعر بغصة في اعماق روحها لا تستطيع مهما حاولت تجاهل تلك الغصة التي تشعر بها تكاد تخنقها فتنفست بعمق وتحركت من مكانها نحو النافذة لتفتح الستار وتقف بجوارها ساعية لبعض الهواء وهي تفكر بالذي جعلها توافق على فعل هذا لتشعر بالاختناق اكثر ورغما عنها تدحرجت دمعة من عينها فرفعت يدها لتمسحها بسرعة بينما توقف نظر دانيال اليها وهي تحاول أن تتمالك نفسها متساءلا
- ما بك
- لاشيء
قالت وهي تحاول السيطرة على نفسها فتنفست بعمق ونسمات الهواء تلامس وجهها تابعها دانيال بحيرة وهي تغمض عينيها وتتنفس ببطء لتبدأ بالاسترخاء وهي تكرر فعل ذلك الى أن استطاعت أخيرا السيطرة على نفسها ففتحت عينيها بهدوء محدقة بالأشجار أمامها مفكرة أن عليها البدء حقا بالحصول على إجازة حقيقة تريح بها نفسها قليلا فالضغط الذي تعرض نفسها اليه أصبح يفوق احتمالها
- لابد وان أمورك أسوء من أموري أو أني أشعرتك بالملل الكبير
- لا شأن لك بالأمر ( حرك حاجبيه متمتما )
- هذا ما كنت متأكدا منه .. هل وصلتك أخبار سيئة
ابتلعت ريقها معاتبة نفسها لتصرفها قبل أن تستجمع شجاعتها وتستدير نحوه قائلة وهي تعود نحو مقعدها
- شيء من هذا القبيل
- وأنا شخص يجيد الإصغاء
قال لصمتها وعدم متابعتها وقد انتابه الفضول
فنقلت عينيها بعينيه التين لا تفارقانها للحظة قبل أن تقول
- وصلتني رسالة كنت بانتظار استلامها منذ بضع أيام و .. كالعادة وصلت متأخرة
- حزنتي لأنها وصلت متأخرة
هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول وهي تغمض عينيها
- دائما ماتصلني متاخره لذا لم اكن امل شيء ولكن يبقى الامر  .. اتعلم لا أريد التحدث بهذا الأمر حقا
- أنه رجل إذا
- ارجوا المعذرة
- أتربطك علاقة بأحدهم ( ثبتت عينيها عليه قبل أن تتمتم بجدية )
- وهل تعتقد أنه لو كانت تربطني علاقة برجل سأكون هنا ادعي أني صديقتك (حرك كتفيه بجهله بالأمر مما جعلها تقول بضيق وهي تتحرك عن المقعد ) ارغب بالنوم ( وأضافت مستمرة وهي تسير نحو السرير ) أسيطول بقائك هنا
- هدئي من روعك فالست من عليك الغضب منه ( قال وهو يتحرك واقفا ومستمرا ) ولكن يمكنك أن تعتبريني صديقا فأن احتجتي لأحد ليصغي فأنا متوفر وقد أستطيع مساعدتك في حال كنت بحاجة
- هذا لطف منك ولكن لا أشكرك لا احتاج الى المساعدة
- أنت واثقة
- اجل
- عمتي مساء إذا
قال وهو يتحرك نحو الباب فراقبته قبل أن تندس بسريرها لتتقلب معظم الوقت دون شعورها بالراحة وعندما فقدت الأمل بالنوم تحركت من فراشها متناولة كاس الماء الفارغ لتغادر نحو المطبخ لتملأه لكن خطواتها توقفت ببطء وهي ترى برندا تقف بجوار النافذة وقد أبعدت الستار قليلا محدقة بالخارج فمالت ايسي برأسها قليلا لترى بما تحدق برندا لتفاجئ بدانيال يقف قرب الطريق وبليليا تحدثه وقد وقفت أمامه فحاولت التراجع بهدوء الا أن برندا نظرت نحوها مما جعلها تثبت في وقفتها متداركة الموقف وهي تقول بابتسامة متجاهلة ارتباك برندا التي أسرعت بترك الستار
- اعتقدت أن الجميع نائم
- الجو حار ولم استطع النوم .. لقد تفقدت الجميع لأجدهم بغرفهم .. مهما كبروا مازلت أتصرف وكأنهم أطفال .. لابد وان دانيال متعب فهو يغط بالنوم بعمق
- اجل .. انه .. في الآونة الأخيرة يرهق نفسه بالعمل .. أردت أن املأ كوبي الفارغ بالماء
قالت وهي تحرك كوبها لتراه برندا  التي تحركت نحو إبريق الماء الذي على الطاولة فاقتربت ايسي منها لتسكب لها الماء
- أشكرك .. عمتي مساء
قالت لها وتحركت عائدة نحو غرفتها لتجلس على سريرها شاردة لتتأمل سقف الغرفة في صباح اليوم التالي مفكرة بأنه ليس بالوقت المناسب للندم على حضورها الى هنا وان كانت ذكية كفاية عليها الاستمتاع بهذه الإجازة والانسحاب سريعا وعدم رؤية دانيال اندروز من جديد .

 القت تحية الصباح على الجالسين بالخارج مستمرة وهي تنقل نظرها بالموجودين الذين ردوا التحية
- الم يستيقظ دانيال بعد
- لابد وأنكم قد أطلتم السهر
قالت جيني وهي ترفع كوب القهوة لترشف منه فابتسمت بحياء متعمد قائلة ببعض الدلال 
- اجل فعلنا .. سأوقظه
واختفت بالداخل متجه نحو الغرفة التي كان بها بالامس لتفتح بابها بهدوء وتدخل وهي تراه مازال نائما بعمق فاقتربت منه لتقف بجوار سريره قائلة
- إنها التاسعة .. أترغب بالنهوض .. دانيال اندروز .. إنها التاسعة ( وأضافت وهي تراه يحرك جفونه قليلا قبل أن يفتح عينيه بكسل ثم يرفعهما نحوها ) الجميع بالخارج الا تريد الانضمام اليهم
عاد ببط الى ما أمامه قبل أن يحرك يديه نحو عينيه قائلا بكسل
- احتاج الى دقيقتين لأستيقظ جيدا ( تحركت جالسة على السرير المقابل له وهي تقول )
- عليك الحصول على حماما سريع سيشعرك هذا بالنشاط
- لم أكن اعلم هذا ( أجابها وهو ينظر اليها بابتسامة كسولة مما جعلها ترمقه بنظرة قائلة )
- وعليك التخلص من لحيتك
رفع يده متلمسا ذقنه بعد أن وضع الوسادة خلف ظهره دون إجابتها بينما سحبت هاتفها الذي يرن من جيب بنطالها لتنظر اليه وتتحرك مغادرة وهي تقول
- سأكون بالخارج ( وخرجت من غرفته وهي تجيب على خالتها التي بادرتها )
- أين أنت
- حصلت على إجازة وغادرة لاقضيها بعيدا
- لذا أقف أمام منزلك ولأحد يجيب
- كان علي إعلامك اعتذر خالتي هل حصل شيء
- أيجب أن يحصل شيء لأقوم بزيارتك 
- أنت أفضل إنسانة على وجه الأرض
- ماذا هناك ( أسرعت بالقول لقول ايسي التي قالت بحيرة )
- لم افهم
- أنت تقومين بتملقي إذا هناك ما يجري (  ابتسمت قائلة )
- لا ليس هناك شيء ولكني في مزاج جيد
- سأحاول أن أصدقك أين أنت
- انا 
أسرعت بالتفكير ولكنها تجمدت وهي تشعر بأنفاس قرب أذنها ودانيال يقول بمكر متعمد 
- أرسلي لها تحياتي
جحظت عينيها وهي ترفع يدها لتضعها على سماعة الهاتف ولكن الأوان كان قد فات وخالتها تقول بحيرة وقد تناهى لها صوت دانيال
- أنت برفقة احدهم
- أه لا لا أن أن
- حسنا استمتعي بإجازتك سأحدثك فيما بعد لا أريد التطفل وداعا
- خالتي انتظ ( ضاقت عينيها عند إقفال خالتها ورفعتهما نحوه وهي تستدير تليه قائله ) ما الذي جرى لك
ولكن تجهمها اختفى وهو يرفع إصبعه طارقا  انفها بود وقد وضع المنشفة على كتفه وهو يتعمد النظر في عينيها هامسا
- عمتي في أخر الممر تنظر الينا برغم ادعائها تأمل ما على الرف
- هذا ليس مبررا لتقحم عائلتي بما نفعله ( تمتمت معترضة الا أنه ابتسم قائلا )
- تبدو خالتك لطيفة
- إنها كذلك ولكني جادة ماذا سأقول لها الان لقد اعتقدت انك انك
- هل سيسبب لك هذا مشكلة مع رفيقك
- لن تعود الى ذلك 
- إذا لا مشكلة اعلميها أن هذا صوت النادل ( رمشت بغيض منه بسبب لامبالاته قائلة )
- أمازالت عمتك هناك
- اجل
- إذا عليك بالإسراع للحمام قبل أن أريها مشهدا لن يروق لها
تمتمت وهي تهم بالتحرك تلا أن يده أحاطت خصرها مجبرا إياها على البقاء أمامه وهو يحني وجهه نحوها هامسا بإصرار 
- أن صدقت عمتي أننا متحابان فجميع العائلة ستصدق هذا
- عمتك وعائلتك وليس على عائلتي أن تعلم بهذا أن عدت لإحراجي مع أحدا من معارفي بهذا الشكل مرة أخرى لن التزم معك بشيء
ضاقت عينيه الناظرتان إليها وهي تتحرك خطوة للخلف والإصرار باديا على ملامحها فتركتها يده ببطء لتستدير مبتعدة لتبتسم بتكلف لعمته وهي تخطو عنها متجهة نحو الخارج وتجلس برفقة والدته ووالده المشغول بقراءة الصحيفة وجيني التي تعمدت الانشغال بالحديث مع ثيو ليطل دانيال بعد أن حصل على حماما سريع وارتدا ملابسه برفقة عمته وهما يتحدثان
- صباح الخير
قال للجميع وهو يقترب منها ليجلس على المقعد المجاور لها وهو يقول
- هل حصلت على ليلة هانئة
- ليس تماما ( أجابته وهي تصطنع ابتسامة ودودة لم تصل الى عينيها مستمرة ) ليس من السهل علي تغير فراشي
- هذه الفتاه تشبهني كثيرا
قال وهو يحدق بوالديه لقولها فهزت والدته رأسها بالإيجاب قائلة
- اجل فهذا طبعك أيضا
عاد بنظره نحو ايسي وغمزها مداعبا فتعمدت النظر اليه بمحبة قبل أن تنظر نحو براندا التي تحدثت قائلة لدانيال 
- سنقيم تجمعا صغيرا لجمع التبرعات لميتم البلدة استحضر
- اجل .. متى ستقيمونه 
- في نهاية الشهر سأعلمك في حينها 
هز رأسه موافقا وهو يفكر قبل أن ينظر نحو ميراي التي أطلت قائلة
- لقد وصل ناثان
أخذت تراقب جو الألفة بين العائلة وهي ترحب بناثان بود
- إنهما يليقان ببعضهما اليس كذلك ( قالت جيني وهي تنظر إليها فهزت رأسها لها بالإيجاب فاستمرت ) تعود معرفتهما الى أيام الدراسة وقد قرارا الان التقدم خطوة الى الأمام .. لا اعلم أن كانا سينجحان ..رغم أنهما مناسبان ( وتأملتهما بصمت للحظه قبل أن تتابع ) لابد وان ما حدث بين دانيال وشقيقتي قد هز ثقتي قليلا بهكذا أمور
- جيني هلا تفقدتي ثيو فلم أره منذ بعض الوقت ( تعمدت فرانسيس مقاطعتها فتحركت مغادرة مقعدها بينما ابتسمت فرانسيس لايسي متمتمة
) لا تصغي اليها
هزت راسها لها وسرعان ما عادت لتندمج بالحديث الدائر .

أطلت ميراي مساء من باب الغرفة ناظرة نحو ايسي المنشغلة بتفقد حقيبة ملابسها قائلة
- هل تملكين ثوبا لأمسية اليوم أم أعيرك واحدا
- هذا لطفا منك ولكني لا اخرج دون إحضار ثوبا فالمرء لا يعلم ما يحصل
- أخيرا واحدة مثلي 
ابتسمت ايسي وأخذتا تتبادلان الحديث قبل أن تغادر ميراي لتستعد بدورها بينما انشغلت ايسي بارتداء الثوب الأسود الذي يهدل على جسدها مظهرا نحافة خصرها ليصل الى ما فوق ركبتيها لتقول لسماعها طرقات على باب غرفتها وهي ترتدي حذائها ذي الكعب العالي بعد أن انتهت من وضع بعض المكياج على وجهها وتركت شعرها يهدل بحرية 
- اجل
اطل دانيال لامحا إياها بنظرة سريعة قائلا وهو يقترب منها
- هل انتهيتي
حركت رأسها بالإيجاب وهي تتحرك لترتدي حلقها أمام المرأة بينما تعلقت عينيه بها متأملا إياها ببطء فقالت وهي تنهي ارتداء حلقها
- أنا جاهزة الان
- لنذهب
قال وهو يفتح الباب مشيرا لها بالخروج ففعلت ليغادروا برفقتي ميراي وناثان نحو احد مطاعم البلدة لتنشغل بتناول طعامها وهي تصغي للحديث الدائر وتشارك بالقليل قبل أن تتوقف عينيها على الفتاتان الجالستان على المقاعد المرتفعة تحتسيان الشراب وتراقبان الراقصين الذين يتحركون على صوت الموسيقى الهادئة التي يعزفها الشاب الجالس خلف البيانو لتعود نحو ميراي التي تحدثها لتترافق ميراي وناثان بعد قليل لراقص فتحرك دانيال بدوره وهو يقول
- لنرقص أيضا ( رافقته وهي ملتزمة الصمت لعدت دقائق قبل أن تقول )
- هل تعلم من يجلس هناك
- اجل ( أجابها دون أن تفارق عينيه عينيها مستمرا ) شاهدتها عند دخولنا
- حقا اعتقدتها جاءت قبل قليل ( هز رأسه بالنفي فأضافت ) اشعر بان الجميع يراقبنا أم أني أتوهم
ظهرت ابتسامة على شفتيه لم تصل الى عينيه وهو يقول
- هذا احد الأسباب التي جعلتني لا أحضر الى هنا فأهل البلدة فضوليون ويرغبون بمعرفة كل شيء واعني كل شيء لذا يجدون أن الأمر عادي أن يوقفوني في منتصف الطريق متسائلين لما تم الغاء الزفاف لما لم تسر امورك وليليا على خير ما الذي حدث لما لم نعد نراك هنا هل ما حدث بينك وبين ليليا جعلك تنسى أين ترعرعت انظر أن فتيات هذه الأيام حمقاوات ولكن لدي قريبة لن تصدق أنها مختلفة .. قد يبدو لك الأمر مضحكا ولكن حينها لم يكن كذلك
- لا أره مضحكا ( تمتمت بصدق قبل أن تضيف وهي تلمح ليليا ورفيقتها تستقبلان شابان ثم تنتقلان معهما نحو احد الطاولات للجلوس عليها ) لقد وجدت لنفسها رفيقا
ثبتت عينيه عليها للحظة وقد شعرت بتجمده لقولها قبل أن يقول
- اهو بنفس طولي يملك ذقنا بارزة وشعره يميل الى البني ونحيف
- اجل
بدا الضيق عليه رغم محاولته أن لا يأبه للأمر إنها لن تستسلم بسهولة أتحاول إثارة غيرته أحقا تفعل هذا ليس عليه التفكير بها اجل ليس عليه هذا تمتم لنفسه عليه التركيز على الفتاة التي يرقصها فاقترب منها أكثر وقرب وجهه ليدسه بشعرها رغما عنها شعرت بقشعريرة تسري بجسدها وهي تشعر بأنفاسه فحاولت تجاهل ذلك ولكنها لم تفلح لذا تمتمت باسمة فقاطعها قائلا 
- لا تقلقي لن أقع بغرامك
- هذا أخر ما يشغلني لكن حقا لا اشعر بالارتياح عليك بالابتعاد قليلا
- أنت تمزحين دون شك
- لا
- وكيف سأدعي أني مغرم بك
- ليست مشكلتي ( رمش جيدا قبل ظهور ابتسامة على شفتيه وهو يحدق بها قائلا )
- الم أجد غيرك لتفعل هذا
- اجل الم تجد غيري لتطلب منها هذا
- تلك القميص الزرقاء السبب
- كوب قهوتك السبب
- ليكن
- هل تخلت عنك من اجله ( أغمقت عينيه لقولها قائلا )
- إنها تتعمد إثارت غيرتي ( بدا عدم التصديق بعينيها فأضاف ) الا تصدقيني
- بما أنها من تخلت عنك أجد الأمر غير قابل لتصديق
- هذا لأنك لا تعلمين شيئا
- استعلمني إذا ( وأمام صمته اضافت ) أستطيع القول أنها أن كانت تتعمد أثارت غيرتك فالقد نجحت
بدا قولها صادما له فقال بضيق
- دعينا نتوقف هنا
وتحرك مبتعدا ليسيرا عائدين نحو طاولتهما
- دانيال ( أوقفتهما احد السيدات المسنات وهي تضيف ) لم اعلم انك هنا ( حياها دانيال بود والقى التحية على حفيديها الذين يجلسان معها فاستمرت بفضول وهي تنظر نحو ايسي ) من صديقتك لا اعتقد أني رأيتها من قبل
حيتها ايسي بابتسامة بينما قال دانيال
- ايسي وندل حضرت برفقتي لنقضي الإجازة هنا
- سررت بمعرفتك
- وأنا أيضا
- لم لا تنضمان إلينا
- نحن برفقة ميراي وناثان سيسرنا ذلك في مرة أخرى
تنفست بعمق ما أن عادت للجلوس بينما بادرها دانيال وهو يشير الى النادل
- سأطلب ما نشربه ماذا تريدين
- بعض العصير
- كوبا من العصير وأخرا من القهوة ( قال للنادل الذي وقف بقرب طاولتهما ونظر نحو  ميراي وناثان الذين يقتربان للجلوس فقضوا بعد الوقت بالحديث قبل أن يخرج دانيال هاتفة من جيبه ليحدق بالمتصل دون أن يجيب ويعيد الهاتف الى جيبه بينما رمشت ايسي بحيرة قبل أن تنظر نحو الطاولة التي كانت تجلس عليها ليليا ورفاقها لتجدها فارغة لقد رأت اسمها على هاتفة إنها من تتصل به عادت لتنظر اليه وهو يعود لرفع هاتفه بضيق محدقا بالرسالة التي وصلته ليفتحها ويقوم بقرأتها فقالت ميراي
- العمل
- العمل لا ينتهي
- أنت في إجازة فلتترك أمر العمل لمن ورائك
- هذا ما سأفعله
أجابها وهو يغلق هاتفة تماما قبل أن يعيده الى جيبه ليقضوا ما بقي من الأمسية ويغادروا لتتنفس الصعداء عند إيقافه للسيارة أمام المنزل فاخفت تثاؤبه انسلت من شفتيها وهي تتجه لتدخل الى المنزل بينما قال دانيال وهو يتحرك نحو الأرجوحة المعلقة بين الأشجار ليتمدد عليها
- سأبقى قليلا فنسمات الهواء مغرية
- آما أنا فان الفراش يناديني .. تصبحون على خير
أضافت لناثان وميراي الذين تبعوها الى داخل المنزل لتتجه نحو غرفتها لترتدي ثياب النوم وتعقص شعرها الى أعلى قبل أن تندس في فراشها دون قدرتها على النوم لتغادره اخيرا
وتاخذ بالسير بغير هدا ذهابا وإيابا قبل أن تقرر مغادرة غرفتها متجها نحو الخارج لتنظر نحو دانيال الذي مازال مستلقي على الأرجوحة فاقتربت منه ليتابعها متسائلا
- أمازلت مستيقظة
- أنا منهكة ولكني لا أستطيع النوم
وأمام صمته وهو يحدق بالسماء وقد وضع أحدا يديه تحت رأسه أسندت نفسها بساق الشجرة التي ربطت بها الأرجوحة بصمت لثواني قبل أن تقول 
- الجميع يمر ببعض التجارب في حياته قد تكون صائبا وقد لا تكون ( نظر اليها جيدا محاولا إدراك ما تقوله فاستمرت ) الا تعتقد أن عليك منح نفسك وليليا فرصة ثانية
عقد حاجبيه قبل أن يقول بتجهم
- ما الذي أوحى لك بهذا
- أوليست من اتصل بك الليلة
- اجل .. ولكن هذا لا يعني أن علينا إعادة الأمور الى سابق عهدها
- على ما يبدو أنها ماتزال تهتم لأمرك لذا لا أفهم كيف تركتك كيف فعلت ذلك
- عليك سؤالها
- الم تسألها ( حدجها بنظرة قبل أن يشيح بوجهه رافضا الحديث بالأمر فأضافت ) يحتاج المرء الى فرصة ثانية وربما هي تسعى لنيل هذه الفرصة  
- وتعتقدين أني لا اعلم
- حسنا
- حسنا ماذا ( قال بنفاذ صبر واضح فأضافت )
- لم لا تعودا
- لاني لا أريد هذا
- آه كبريائك مجروح .. ولكن قد يكون لها أسبابها
- ليست من تخلى عني بل انا من فعلت .. اجل هذه هي الحقيقة التي تعلمها عائلتي وعائلتها فبعد ان يأست كان يجب ان ابتعد ( همت بسؤاله فقاطعها مضيفا وهو يجلس ) لم اكن على معرفة سابقة بها بل حدث الامر عند ارتباط شون وجيني لذا شعرت بانه تم خداعي عندما اكتشفت انها مدمنة اجل تتناول الممنوعات لم اعلم الا بعد خطبتنا فلم اعلم باي من هذا من قبل ووقفت بجوارها الى ان تعافت بشكل كامل لم اتخلى عنها بل ساندتها لاكتشف قبل زفافنا بانها عادت اليها ما الخيرات التي كنت املكها وقد قذفت بكل الجهد الذي بذلناه حتى تتعافا بعرض الحائط هل جننت لارتبط بمدمنة لما افعل بنفسي هذا حتى لو كنت مغرما بها لا لن افعل لن اجلب الدمار لنفسي فهي غير مناسبة ليس ما كنت اطمح اليه اريد من تساندني وتتدعمني وتكون الزوجة والام المناسبة لذا كان علي انهاء الامر والغاء كل شيء لاكتشف انها تشيع بالبلدة انها من تخلت عني لتحفظ ماء وجهها واتعلمين لم اهتم للامر فانا لا اريد ان اسيء اليها ولا تتملكني رغبة بتشويه صورتها بالبلدة .. تبا أني حتى لا أرغب بان أتذكر تلك الفترة 
تمتم كمن يحدث نفسه فقالت 
- لما اعلمتني انها من تخلت عنك 
- لقد تخلت عني بعودتها للادمان الم تفعل .. كنت اعلمتها ان عادت ماستؤول اليه الامور واني لن استمر بهذا الارتباط لقد كانت تعلم لقد خذلتني في لحظة لا تغفر ولكن بحق الله أنا مجبر على مواجهة عائلتي والبلدة بالإضافة إلى الأصدقاء وشركاء العمل وووو وبعد كل هذا تريد مني أن أسامحها .. لا اعتقد أني أستطيع لذا لا تطلبي منى اعطائها فرصة ثانية
- أنا لم اطلب منك هذا ( قالت أخيرا بصوت هادئ وفي الحقيقة قد ساءها ما سمعته لتضيف ) أن كل ما في الأمر أني قد لاحظت أنك مازلت تحمل لها بعض المشاعر فما كنت لتحتاج لإحضار شخص معك الى هنا للإدعاء كما أفعل لأكون حاجزا بينك وبينها هذا ما اعتقده على الأقل
نظر أمامه قبل أن يقول بضيق
-  أحضرتك لأ ريح والداي
- ليست عائلتك المشكلة بل أنت
- لا فكل ما أريده أن تتركني وشأني
- تتركك وشأنك ( تمتمت فتحرك واقفا ومتجها  نحوها قائلا وهي تتابعه ) لقد اكتشفت بعد أن فض كل شيء أنها اخطئت بحقي وترغب بالاستمرار الان بعد ان تعافت من ادمانها من جديد متحججة بانها لا تعلم ما الذي جرى لها حينها .. إنها مثابرة وقد ضقت صبرا
- الا تستطيع أن تناسي ما جرى و .. تعودا لفتح صفحة جديدة
- لا اعتقد أني أستطيع .. لا اعلم لم أخبرتك بهذا
- أن من السهل الحديث معي
- لاحظت ذلك ( نقلت عينيها بعينه للحظة قبل أن تقول )
- لقد رأتك والدتك ليلة أمس وأنت تحدث ليليا  ولم يسرها الأمر ( بدت المفاجئة عليه فأضافت ) خرجت لإحضار كوبا من الماء فوجدتها تنظر اليك والى ليليا وعندما رأتني أسرعت بالقول انك نائم لقد قلقت من أن اكتشف أنك تحادث خطيبتك السابقة
تغيرت ملامح وجهه ببطء قبل أن يقول باقتضاب
- أرادت سؤالي أن كنت في علاقة جادا أم أحضرتك لأثير غيرتها
- وهل أحضرتني لتثير غيرتها
- بل لإبعادها فتوقفي عن سؤالي عن هذا
- هو قرارا اتخذته إذا
- ليس أمامي أي خيار أخر
حركت يدها لتضعها على صدره لتشعر بقلبه الذي ينبض مما فاجئه بينما قالت
- وهذا الذي يخفق هنا ماذا تفعل به ( بقيت عينيه جامدتان عليها دون أن يتحدث فاستمرت بإصرار ) أنت ماتزال مغرما بخطيبتك ولكن كبرياءك هو الذي يمنعك من إصلاح الأمر
تراجع الى الخلف مبتعدا عن يدها وهو يقول بتجهم
- إنها أحدا صفحات حياتي التي لن أعود اليها أبدا .. لا أستطيع الثقة بامرأة خذلتني
- هل خذلت أحدا من قبل ( بقيت عينيه متوقفتان عليها دون إجابتها فاستمرت ) تأنيب الضمير بالإضافة الى الندم والشعور بالذنب هو ما يتملكك حينها
- تبدين على معرفة جيدة بهذا ( التزمت الصمت لثواني قبل أن تتحرك وهي تقول )
- اجل لقد خذلت وندمت كما أني قد خذلت وتألمت قد يكون بمواقف تختلف تماما عن موقفك ولكن يبقى الأمر سيان ( وابتسمت ابتسامة باهتة وهي تتخطى عنه مضيفة ) اعتقد أن عليك أعادت تنظيم حياتك والتصالح مع نفسك .. أشعر بالنعاس .. تصبح على خير
تابعها بعينيه والتفكير العميق باديا على ملامحه حتى اختفت قبل أن يتحرك بدوره ليدخل الى المنزل بخطوات متمهلة .

فتحت عينيها بكسل قبل أن ترفع نفسها محدقة بالنافذة لابد وأنها قد أطالت بالنوم كيف لا تفعل ولم تنم الا في ساعات الصباح عادت للاستلقاء بكسل محتضنة وسادتها ليمر بعض الوقت قبل أن تقرر النهوض لتقترب من المرأة بعد أن حصلت على حماما منعش وارتدت ملابسها محدقة بعينيها المنتفختين فأخذت تضع بعض الماكياج الخفيف عله يخفى إرهاق وجهها لتغادر غرفتها وتلقي التحية على برندا الجالسة بمفردها بالصالة والتي ردت عليها التحية مستمرة
- لقد أوصاني دانيال بعدم إيقاظك فهل حصلت على الراحة
- اجل اشكر اهتمامك
- أنتما تطيلان السهر الا تفعلا
- إننا في إجازة لذا
قالت دون أن تتابع وهي تحرك كتفيها بود وتنظر حولها فقالت برندا وهي تتابعها
- غادر دانيال وناثان باكرا بصحبة ستيفن لصيد بينما توجه شون وعائلته نحو منزل والدي جيني لقضاء اليوم هناك وميراي وفرانسيس قصدتا البلدة .. لم يبقى سوانا
أضافت بابتسامة فبادلتها الابتسامة وهي تجلس بجوارها لتتناول أبريق القهوة لتسكب لنفسها قائلة
- علينا إذا فعل شيء مميز
- ما هو ( حركت رأسها مفكرة قبل أن تقول )
- لا أعلم ماذا تقترحين
- أقوم بالعادة بالذهاب نحو دار للعجزة لا تبعد الكثير من هنا وأقوم بتقديم المساعدة هناك هذا ما أفعله في هذا اليوم ولكن لا اعتقد أن هذا الأمر يثير اهتمامك
- لم لا ( تأملتها برندا قبل أن تقول )
- سترافقينني
- اجل إلا أن لم تكوني ترغبي
 - أبدا ولكن لم يسبق لي عرض هذا الاقتراح على أحد أبنائي ووافق
ابتسمت وهي ترشف من كوبها وبالفعل توجهت برفقة برندا نحو دار ألعجزة وأخذت تتحدث مع بعضهم وقرأت لأحدهم الصحيفة كما ساعدت بتقديم طعام الغداء وطوال الوقت لم تفارقها الابتسامة الودودة ولكن عند رؤيتها لإحدى النزيلات وقد جلست بمقعد متحرك ووضع لها المغذي بيدها وقنينة الأكسجين حتى تستطيع التنفس شردت بها ليعتصر قلبها فأشاحت وجهها عنها وعادت بتشوش نحو الكتاب الذي بيدها محاولة القراءة به من جديد ولكن صوتها لأول وهلة لم يخرج فتنفست بعمق وابتسمت لسيدة التي كانت تقرء لها لتعود لمتابعة القراءة بثبات أكثر دون أن تدرك أن برندا كانت تراقبها .

- أشكرك ( قالت برندا وهي توقف السيارة أمام المنزل مستمرة عندما نظرت اليها بحيرة ) أنت مرهفة الحس وما كان عليك الذهاب اعلم أن البعض يلاقي صعوبة بتقبل الوضع فليس من السهل رؤية كيف ستؤول إليه الأمور عندما يتقدم الشخص بالعمر 
- لقد رغبت بالذهاب ول .. ( تنهدت مستمرة بشرود ) ليست المرة الأولى التي أشارك بها بأمر كهذا ولكن مازال الأمر يؤثر بي
نظرت برندا إليها بود قبل أن تقول
- أنت أفضل من رافق دانيال في الحقيقة .. وعند ذكرهم تجدهم
أضافت وسيارة دانيال تتوقف بقربهم فترجلت من السيارة وكذلك برندا وهي تبادرهم
- هل استمتعتم بالصيد
- اجل
أجابها دانيال باقتضاب وهو يتحرك نحو صندوق السيارة وعينيه معلقتين بايسي ليهز رأسه متسائلا فابتسمت قائلة
- وبدورنا قضينا وقتا مميزا
- جيد بنيتي ولكن ارجوا أن برندا لم تصطحبك لدار العجزة ( قال ستيفن وهو يحمل بندقيته وحقيبته ويمر من جوارها فرفعت حاجبيها دون إجابته فأضاف ) لقد فعلت ( ونظر نحو زوجته مستمرا ) جعلتي الفتاة ترافقك
- هي من رغبت بمرافقتي عزيزي وهيا أسرعا لأبدأ بإعداد طعام الغداء
- الن تري ما قد أحضرنا ( قال ناثان وهو يسحب كيسا كبيرا من صندوق السيارة مضيفا ) هذا غداء اليوم
- لا ارغب بالمشاهدة
أسرعت ايسي بالقول وعادت بأدراجها نحو المنزل لتذهب نحو غرفتها وترتمي على المقعد ما كان عليها مرافقة برندا إنها تشعر بالحزن يعود ليملأ صدرها رغم مرور عامان ونصف على وفات والدتها الا أنها تشعر وكان هذا حصل بالأمس فقط رفعت عينيها نحو الباب الذي فتح واطل منه دانيال متسائلا
- هل أنت بخير
- اجل ولما لا اكون ( أجابته باقتضاب فأغلق الباب خلفه قائلا )
- تعتقد والدتي انك تاثرتي بما رايته اليوم رغم رضاها التام عنك فالقد كنت مساعدة نشيطة 
- انا بخير ولكن رؤيتهم بهذا الشكل ولابد ان تسبب بعض الحزن .. هل تحتاج والدتك للمساعدة بالمطبخ
- لا اعتقد فالقد وصلت عمتي فرانسيس وميراي للتو ( أجابها وهو يتحرك نحو المقعد المقابل لها ليجلس عليه بينما قالت )