قلب لا يصغي
- ابقي بجواري ( قالت فيولا بجدية فتأملتها ليانا بعينين حزينتين وهي تقف بجوارها متمتمة )
- ما كان علي أعلامك ( تجاهلت قولها وهي تبتسم للسيدة فرانسيس التي حيتها من بعيد وحركت نظرها إلى حيث وقف شقيقها أليك مع بعض رفاقه في هذه القاعة الكبيرة التي امتلأت بالمدعوين الذين أوقفوا عرباتهم ذات الخيول بباحة المنزل وقد توافدوا من كل مكان بنيوترن مرتدين البدلات الرسمية بينما تنافست الفتيات بارتداء أفضل وأجمل الأثواب ليقف بعضهم في وسط الساحة وقد وقف أمامهم الرجال ليتشاركوا في الرقص فتابعت فيولا ابنة عمها كوني وهي تراقص البير وينستون وقد بدت في غاية الأناقة بثوبها المخملي الأخضر الذي يضيق عند صدرها ويهدل بشكل جميل إلى الأسفل بينما استمرت ليانا ) لو علمت انك لن تكوني عونا لي لما أعلمتك .. أرجوك خمس دقائق فقط .. احتاج الى خمس دقائق فقط
- لابد وأنك جننتي ( تمتمت فيولا بعدم تصديق مستمرة ) لو علمت والدتك بالذي يجري لما سمحت لك بمغادرة المنزل
- خمس دقائق فقط أعدك فيولا إنها خمس دقائق احتاج الى محادثته
تاملت ليانا ذات الوجه الطفولي التي تصغرها بعامان والمعرف عنها عنادها ونيلها كل ماتريده لكونها الفتاة الوحيدة بين ثلاث اشقاء لتهز رأسها بضيق بالنفي لها قبل ان تنظر إلى حيث وقفت مجموعة من شباب عائلة كريمر لتلمحهم بعدم رضا قبل أن تنظر إلى الراقصين هامسة
- لا أعلم ما الذي جعلك تتحدثين معه ألا تعلمين ما سيحدث إن علم أحد بهذا
- لن تعلمي أحدا أستفعلين
- أن وعدتني بأن تنسي أمره لن أقول شيء
- أه أرجوك
- أرجوك أنت هل نسيت انك من عائلة فيزل
- لا لم أنسى
تمتمت بهمس حزين وعينيها تتوقفان على براون الذي استند على أحد أعمدة القاعة المقابلة مدعي مراقبة الراقصين بينما كان في الحقيقة ينظر نحوها متسائلا فهزت رأسها له بالنفي دون أن تجرؤ على مخالفة فيولا التي قالت بجدية وهي تحدق بالراقصين
- إذا تعرفين ما عليك عمله أن الحفلة مليئة بالشبان الذين حضروا خصيصا للتعرف على الفتيات فلا ترفضين كل من يتقدم لمراقصتك تعرفي على غيره وانسي أمره
- ولكنني .. مغرمة به ( همست بتردد )
- أنت ماذا ( تمتمت فيولا بعدم تصديق وهي تنظر إليها )
- لم لم
- لم ماذا
- لم أكن صادقة معك تماما فأنا أعرفه منذ عدت شهور
- لقد فقدت عقلك ألا تعلمين أنه لا يمكنك هذا كيف التقيت به هلا أعلمتني
- في حفل زفاف رولان .. إنها فقط خمس دقائق فيولا أنا بحاجة لمحادثته
- لا إنسي الأمر لابد وأنك جننت أنت لست قلقه من وجود أشقائك هنا الم تفكري ما الذي سيفعلونه لو شاهدوك برفقته رباه لا أريد حتى أن أفكر بالأمر ومن جواري لا تتحركي ولا تفكري حتى بالمحاولة ( قالت بتأكيد واصطنعت ابتسامة وهي ترى كوني ابنة عمها وليم تقترب منهما بعد انتهاء الرقص لتضيف بهمس ) كوني قادمة نحونا لذا ابتسمي وإنسي أمر ذلك الشاب
- الم يحضر اندرو بعد ( تساءلت كوني وهي تقف بقربهما فهزت فيولا رأسها بالنفي بينما نظرت كوني نحو ليانا لتضيف ) ما بك لما أنت شاحبة ( تبادلت ليانا وفيولا النظرات دون أن تجيب أيا منهما فأضافت ) الا تستمتعان بالحفل
- إننا نفعل أين ذهبت أندي ( قالت فيولا )
- إنها على الشرفة برفقة روبير إنهما يليقان ببعضهما الست معي
- أجل إنهما مناسبان ( أجابتها وهي شاردة بجيرالد الذي يقترب فهمست كوني وهي تراقبه )
- ها هو جيرالد قادم لدعوتك
- هلا بقيت بجوار ليانا ( طلبت منها وهي تنظر نحو ليانا محذرة ومضيفة ) فهي تشعر بالتوعك
- آنساتي ( بادرهم جيرالد وهو يمد يده لفيولا مستمرا ) هلا شرفتني بهذه الرقصة ( تحركت معه لتقف أمامه وما أن بدأت الفرقة بالعزف حتى أخذت تتحرك بخطوات ثابتة هادئة وهي تبتسم لجيرالد الذي قال ) تبدين جميلة كالعادة ( شعرت بالحزن يلامس قلبها فجيرالد بهي الطلة لا يرتدي إلا البدلات الرسمية ولا يخرج عن حديثه بشكل رسمي مع أحد مما يجعله بعيدا عن قلبها فهو جاد جدا حتى أنها لا تذكر متى رأته يضحك آخر مرة وكلما شاهدها يحاول التقرب منها والجميع يشجعها على الارتباط به ولكن قلبها لا يفعل إنه مناسب ولائق وسيد مهذب هذا ما تثابر جدتها على قوله لها كما أنه يملك منزلا وعملا ولديه مزرعة خيول ورغم كل ذلك لا تعلم لما لا يهتف قلبها له , توقف الموسيقى اخرجها من افكارها فانخفضت قليلا شاكرة وهي تمسك بطرف ثوبها فحرك رأسه لها ومد ذراعه لتمسكها وتسير برفقته ) كيف حال جدك
- إنه بخير .. أعددت لنزهة ليوم غد أترغب بمرافقتنا
- يسرني ذلك ( اجابها وهما يعودان نحو بنات عمها لتختفي ابتسامتها ببطء وهي ترى كوني تقف بمفردها فبادرتها فور وصولها )
- أين ليانا
- بدت شاحبة فنصحتها أن تقصد الحديقة لتتنشق الهواء النقي علها تشعر بتحسن
- أعذروني
قالت وهي تتحرك مبتعدة لتتجه نحو الحديقة والقلق يتملكها تلفتت حولها وتحركت بأرجاء الحديقة علها تجدها وعندما لم تفلح بإيجادها أخذت تسير على أطراف الحديقة لتشاهدها قرب إحدى الشجيرات وهناك ظل يقف أمامها لم تستطيع تميزه بهذا الليل ولكنها على ثقة تامة من أنه براون كريمر فنادت عليها بصوت خافت لا يخلو من الجدية أسرعت ليانا بالنظر نحوها بتوتر بينما اختفى الشاب خلف جذع الشجرة فأشارت لها بيدها لتقترب مما جعل ليانا تتحرك نحوها بتوتر وما إن وصلت إليها حتى أسرعت بإمساكها من ذراعها جاذبة إياها معها وهي تسير عائدة بأدراجها قائلة بعدم رضا دون النظر إليها أو السماح لها بالحديث
- لو شاهدك أحد أشقائك ألان ماذا سيكون موقفك لما لا تستمعي لي رباه إنها المرة الأخيرة التي اصطحبك بها لا شأن لي بك بعد الان في المرة القادمة فلتحضري بصحبت والدتك الا اعلم انك لا تصغين عليك اتوقف عن عنادك هذا وتتعقلي ستتسببين بكارثة لما لا تدركين هذا
- لا تعلمي أحدا بهذا وأعدك أن الأمر لن يتكرر
- براون كريمر لما هو لما الم يعد هناك شبان غيره هنا
- إني مغرمة به
- لقد فقدت عقلك .. اجل فعلتي هيا ستبقين بجواري حتى انتهاء الحفلة ولا تعارضيني وإلا أقسم أن أعلم والدتك ولتتدبر أمرك هي
- لا لا تفعلي سأبقى بجوارك لن أتحرك أعدك بهذا
أجابتها بتوتر وهما تصعدان الأدراج القليلة للدخول إلى منزل آل دالمون ليتخطاهما خارجا من الباب الرئيسي نايل كريمر مما جعل فيولا تبطئ في خطواتها قبل أن تتوقف والتفكير باديا عليها وهي تتابع نايل نظرت إليها ليانا متسائلة ليزداد توترها وهي تتابع فيولا التي تنظر نحو نايل الذي نزل الأدراج مبتعدا لتهمس بقلق
- ما بك ( تجاهلت سؤالها قائلة وهي تترك ذراعها )
- ابقي بالداخل ولا تغادري لا تغادري اتصغين ليانا
- ماذا تنوين .. فيولا
همست بقلق شديد وهي تتابعها تبتعد دون أن تجرؤ على اللحاق بها .
نظرت فيولا حولها محاولة معرفة في أي اتجاه ذهب ولكنه كان قد اختفى فتحركت بأرجاء الحديقة محاولة العثور عليه لتتوقف وهي تراه يقف قرب إحدى الشجيرات منشغلا بإشعال سيجارته فتلفتت حولها تتأكد من خلو المكان وأن أحدا لا يراها قبل ان تقترب منه قائلة
- سيد كريمر ( توقف نايل الذي كان قد أحنا رأسه قليلا ليشعل سيجارته ليحرك عينيه بهدوء نحو الصوت الأنثوي الذي ناداه فاستمرت ) إن شقيقك يحوم حول ابنة عمي ولقد حاولت منعها من لقائه ولم أفلح بذلك وإن شاهدها أشقائها أو حتى وصلهم أن هذا يحصل فلا أعلم ماذا سيكون عواقب هذا الأمر ( ضاقت عينيه قليلا لقولها فعاد ليتابع إشعال سيجارته وعينيه لا تفارقانها فاستمرت بتأكيد ) إن هذا يحدث منذ وقت ولم اعلم به إلا الليلة وها قد أعلمتك فأنت اعلم كيف هو الأمر معنا نحن لذا يجب إنهاء هذا وبسرعة
- معكم انتم ؟ من انتم .. من أنت
فتحت شفتيها قليلا أيدعي أنه لا يعلم من تكون بالتأكيد يدعي فهي كل ثلاثاء ومنذ شهران تلتقي به وهو يقوم بفتح مكتب والده الذي غادر نحو العاصمة للعلاج بينما تجلس بالحديقة المقابلة له مع أولاد جيسون منتظرة مرور ماث لتعطيه أغراض شقيقها فهمست بتأكيد
- فيولا فيزل
- فيزل .. أنت واثقة من انه براون
- أجل وكما تعلم أن هذا الأمر مستحيل لذلك لندع الأمور على حالها ( هز رأسه هزة خفيفة وقد بدا التفكير عليه دون إجابتها فأضافت ) أرجو أن تفعل شيئا حيال هذا الأمر قبل فوات الأوان
- سأرى ما أستطيع آنسة فيزل ولكن أأنت واثقة من أن براون يحوم حول ابنة عمك
- أجل
- ألا يمكن أن يكون العكس هو ما يحصل
- أرجو المعذرة ( تمتمت بعدم تصديق فأضاف بثقة )
- إن براون على وشك الارتباط لذا أجد ما تقولينه غير منطقي
- ولكن لحاق ليانا له هو المنطقي ..آه لقد سمعت عن غروركم من قبل ولكن لأول مرة أفهم ماذا يقصد بهذا
التمعت عيني نايل الغامقتين لقولها قائلا بصوتا خافت غير مريح
- الا تقلقين من تواجدك هنا
- لا ( أسرعت بإجابته رافضه أن يعلم بمدى توترها ومضيفة بذات الجدية ) أن ليانا كشقيقتي الصغرى لذا لا ارغب بأن تتعرض للاستغلال فكلانا نعلم أن لقائها وشقيقك لن يكون بذو فائدة وهي ستكون الخاسرة في النهاية
- إذا عليك إبعادها
- هذا ما أنوي فعله ( تمتمت وهي تلمحه بنظرة متعالية مضيفة ) وعليك بالمثل فلن يسر أحد ما سيحصل لشقيقك أن تم ضبطه برفقتها
- ان تعرض شقيقي الى أي سوء فأنا اعلم الان من هو المسؤول لذا احذرك انسة .. فيزل
- انت تتحدث مع الشخص الخطء هنا من عليك محادثته وتحذيره هو شقيقك وإفهامه بخطورة تصرفه وما قد تؤول اليه الامور في حال تم اكتشاف امرهما وليس العكس
- مازلت اجد صعوبة بتصديق ما تقولينه ( اجابها بتفكير وعينيه تتأملانها من شعرها الذي رفعته باناقه الى ثوبها البيج هادئ التفاصيل والذي يليق ببشرتها وعينيها العسليتين الامعتان )
- لقد أوصلت لك ما الت اليه الامور بينهما ومنذ قليل ضبطهما يتحدثان هنا رامين بعرض الحائط وجود العائلتين بهذا الحفل وما كان سيحدث لو غيري من شاهدهما ورغم محاولاتي لمنع ابنة عمي لم انجح في ردعها لذا حضرت لإعلامك بالامر قبل فوات الاوان
قالت بتأكيد الا انه قاطعها متسائلا
- ابنة من منهم انت ( مرت لحظت صمت وعينيها تثبتان على عينيه قبل ان تقول بثقة )
- جئت لإيصال ما يحدث بينهما لك لذا اجعل شقيقك يبتعد عنها ويدعها وشأنها
واستدارت عائدة بأدراجها لتتنفس الصعداء ما ان وصلت الادراج فالقلق والتوتر من أن يراها أحد قد استنفذ طاقتها لم تكن لتصدق أن تتحدث مع أحد من عائلة كريمر وليس أي احد بل مع نايل بنفسه عادت لتأخذ نفسا عميقا أخر محاولة السيطرة على توترها قبل أن تتابع سيرها لتدخل الى الحفل وتتجه نحو يانا الواقفة برفقة كوني وأندي لتتابعها ليانا وهي تقضم شفتها بتوتر إلا أنها تجاهلتها ووقفت تتحدث مع أندي دون إعطائها أي فرصة لمحادثتها
- أحتاج الى مساعدتك ( نظرت إلى أبن عمها ديفيس الذي أصبح بجوارها هامسا ومستمرا وهو يشير بعينيه لها ) أريد أن تدعي مارك وشقيقته أيرين لنزهت الغد
توسعت شفتيها عن ابتسامة وهي تقول
- إنها تروق لك اليس كذلك
- أجل
- خيار جيد
- أتعتقدين ذلك
هزت رأسها بالإيجاب قبل أن تنظر إلى حيث وقف براند وجيسون أبناء عمها الآخران قبل أن تعود للمح ليانا بنظرة فلا يمكن وصف تصرفها إلا بالطيش التام فأن لديها ثلاث أشقاء لا يتحملون مجرد سماع أسم عائلة كريمر دون أن يذموا بهم فكيف لو علموا بأن شقيقتهم الصغرى والوحيدة واقعة بغرام أحدهم ناهيك عن باقي افراد ال فيزيل المنتشرين في الحفل .
نظر نايل وهو يعود للداخل نحو براون الذي وقف مع مجموعة من شبان عائلته يتحدثون متاملا اياه من بعيد بعينين مغمقتان فلقد كان واثقا من أن أمرا ما يشغله مؤخرا وان هناك فتاة ما وراء الامر ولكن لم يخيل له ابدا ان تكون من عائلة فيزل الان فقط فهم سبب تكتمه الشديد جال بنظره بالصالة ليتوقف نظره على فيولا فتابع نحو الفتاة المجاورة لها اتكون هي ام التي تليها عاد نحو براون بتفكير قبل ان يتحرك نحوه لينضم للمجموعة الواقفة وينشغل بالحديث معهم .
- هل أنت مستيقظة
تساءلت ليانا في صباح اليوم التالي وهي تقترب لتجلس على سرير فيولا التي استدارت محدقة بها ملاحظة تورم عينيها وشحوب وجهها وهي تقول
- أجل ماذا هناك
- انت تتهربين مني منذ البارحة ولا تريدين اعلامي ما الذي فعلته أمس هل .. تحدثت مع نايل كريمر .. هل فعلتي .. احقا فعلتي
أضافت بتردد وقلق فعادت فيولا برأسها نحو وسادتها لترخى رأسها عليها وهي تقول
- أجل لقد فعلت وهل أنا نادمة على ذلك .. أجل .. ولا ( وثبتت عينيها دون رؤية شيء حقيقي وهي تضيف وذاكرتها تعود بها الى نايل كريمر ) لست نادمة على إعلامي له فهو سيستطيع بالتأكيد منع شقيقه ولكني نادمة على اضطراري لمحادثته .. اعلم انك عنيدة وعندما تريدين شيئا لا تتوانين عن فعله فلست بالنهاية إلا فتاة مدللة بين ثلاث شبان
- يا إلهي ما كان لك فعل هذا لابد وأن براون في مشكلة الان
- ما كان عليك السماح له بمحادثتك منذ البداية ما الذي حدث لك وكأنك لا تعلمين أن لأحد سيوافق على ذلك هل نسيت أنه من عائلة كريمر وأن سمع جدك بالأمر ماذا سيحل بك أتريدين أن تلاقي ذات المصير الذي لاقته الجدة أميلي ما بالك فكري بها عند إذ لن تجرؤي على محادثته مرة أخرى وأن فعلتي وعلم أحد ستلاقين مصيرها فالا تنسي أنها قد ترملت وهي في الثامنة والعشرين
- لقد تغير الزمن
- لا لم يتغير شيء سيجبرونك على الزواج بعجوز آخر كما حدث معها
- لم يعد جدي قاسيا كالسابق
- لكنه زرع في أولاده القسوة وأجبر شقيقته على الزواج برجلا مسن على أن ترتبط بأحد من آل كريمر فهو لم ينسى يوما خلافه معهم
- أنت تحاولين تعقيد الأمر
- أنا أحاول مساعدتك فأنت تورطين نفسك بما لا تحمدين عقباه لما لم تفكري جيدا ربما براون يحاول إيقاعك بحبه هكذا لهوا فهو الآخر على دراية بحقيقة الأمور ويعلم أن والده لن يسمح له أبدا بالارتباط بفتاة من عائلة فيزيل كما أن نايل أعلمني أن براون على وشك الارتباط لذا وجد أن ما أقوله أمر غير منطقي
- هذا ليس صحيحا
- إنه كذلك
- لا أنت فقط لا تعلمين أن والدتهم ترغب بأن يرتبطا لذا هي دائما تعد الحفلات وتدعوا اليها كل من تراهم مناسبين ولكن براون مغرم بي أنا
- لقد جننت لا محال
- إنها الحقيقة فيولا
- خلال شهرا واحد اغرم بك أنت دون سواك
- حسنا إنه ليس ( توسعت عيني فيولا وحدقت بها جيدا لترددها في الحديث وهي تستمر ) شهرا واحد
- رباه منذ متى إذا ( تساءلت وهي تتحرك جالسة في سريرها )
- لم يكن الأمر هكذا بداية
- منذ متى وأنت على معرفة به ( قاطعتها بنفاذ صبر رافضة ما تتحدث عنه قبل أن تستمر ) آه .. أنت لم تكوني تذهبين لمساعدة السيدة باتريك
- بل كنت أفعل ولكن لم .. أكن أقضي معظم الوقت هناك ( هزت رأسها بعدم تصديق وهي تحدق أمامها فاستمرت ليانا ) لا تجعليني أندم لإعلامك بهذا فيكفي ما فعلته بالأمس لا أعلم ما سيفعله نايل الان قد يمنعه من رؤيتي
- ولما تعتقدين اني تحدثت معه بالامس ليفعل هذا ليمنعه
- لما أنت قاسية بهذا الشكل
- لأنك لا تعلمين ما الذي تفعلينه أنت توقعين نفسك بورطة كبيرة قد تتسبب بإحداث مشكلة كبيرة بين عائلتينا من جديد فلو كنتما أكثر إدراكا لما أغرمتما
تحركت ليانا عن السرير لتقف قرب النافذة بتجهم فتابعتها فيولا وقد ملأ صدرها الحزن عليها ولكن ما باليد حيلة فجدها لن بقبل أبدا وكذلك عائلة كريمر لن يكون موقفها أفضل
- رغم أن هذا الأمر ابتداء بخلاف بسيط بين شريكين ولكن أنظري إلى أين وصل الأمر ألا يمكنهم تناسي ما حصل كما أن شريك جدي قد توفي
قالت ليانا بحزن فهزت فيولا رأسها قائلة
- أولاده على قيد الحياة ولم ينسوا وتأكدي تماما أن والدهم قد زرع بهم ما زرعه جدي هيكمان بأولاده وهو كره تلك العائلة .. فلقد خسر الكثير من وراء غرانت
- أن هذا الأمر يعود الى زمن بحق الله فجدي لم يكن قد تزوج بعد فما ذنبنا نحن أن كان يكن كل ذلك الحقد نحوهم وليكن قد نافسه في عمله وليكن قد سرق منه خطيبته لقد رد له الصاع صاعين في حينها أما الان فنحن في زمن أخر براون ليس كجده كما أن جده وجدته قد توفيا منذ سنوات طويلة
تنهدت فيولا وهي تستلقي على ظهرها محدقة بالسقف قائلة
- أنت تصعبين الأمر على نفسك وأنا ليس بيدي مساعدتك أكثر فلقد تحدثت مع شقيقه الأكبر لأنهي الأمر بسرعة لأني أعرف عنادك وبصدق لو كان بإمكاني مساعدتك لن أفعل حتى لو استطعت فلا أثق بأحدا من عائلة كريمر أنهم لا يكنون الود لنا فكيف تثقين بهم إننا نلتقي بهم طوال الوقت فهل قام أحدهم بمحادثتك أو حتى بإلقاء التحية عليك
هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول
- لا .. لقد التقيت والدة براون وشقيقته عند آل وينسير ولقد تجاهلتا وجودي تماما وأنا لم أجرؤ بدوري على محادثتهم فانسحبت مع رون إلى غرفتها
- أرئيت هذا ما عنيته تماما .. أن نيوترن مليئة بالرجال المناسبين لك فدعك من براون ولا تحاولي لقائه من جديد وإن حاول هو تجاهليه هذه أفضل نصيحة قد أقدمها لك
مرت لحظة صمت طويلة قبل أن تعود ليانا للقول وعينيها الحزينتين لم تغادرا النافذة
- أتعتقدين أني رغبت بحدوث هذا .. لا أعلم كيف حدث لقد ..
نظرت إليها لصمتها قبل أن تهمس مشجعه إياها على الحديث
- لقد..
- أغرمت به .. ( تمتمت بصعوبة ثم ابتسمت بحزن ونظرت نحو فيولا مضيفة ) أن كان غرانت كريمر كما هو براون الان لما لمت خطيبة جدي على تركه
- ليانا
همست معترضة على قول ليانا التي حركت كتفيها دون اكتراث مستمرة بتأكيد وهي تتحرك مغادرة
- أن رجال آل كريمر جذابون
- لا تدعي أحدا يسمعك فلقد جننتِ
لقد فعلتِ عادت لتهمس لنفسها غير قادرة على استيعاب كيف استطاعت فعل هذا بنفسها فأخذت ترتدي ثيابها قبل أن يحين موعد الإفطار وهي تفكر بها عليها مساعدتها يجب أن تحاول جمعها بأحد الشبان علها تنسى براون لا حل أخر أمامها كما عليها مراقبتها جيدا وعدم السماح لها برؤيته من جديد .
- الى أين ستتجهون اليوم
نظرت نحو جدها هيكمان الذي يتناول افطاره بهدوئه المعهود وقد ترأس الطاولة لتجده ينظر إليها فقالت
- سنتوجه الى الجبال لتناول طعام الغداء هناك
- هل قمتي بدعوت جيرالد
هزت رأسها بالإيجاب له وهي تعود نحو طبقها فقالت جدتها غريس التي جلست على يمين جدها وهي تلمحها بنظرة رضا
- حضرت والدته لزيارتنا وعبرت لي عن مدى إعجاب جيرالد بفيولا
- إذا سنسمع اخبارا جيدة قريبا
تساءل هيكمان وهو ينظر نحوها باهتمام بينما تأملها أليك الجالس بجوارها وعندما لم تجب قال
- لا داعي للعجلة ( نظرت إلى شقيقها شاكرة فاستمر بتأكيد ) حتى أن كان يروق لك لا تتعجلي فهذا القرار مصيري وعليك التأني
- الا يوجد بهذه العائلة فتيات غير فيولا
قالت صوفيا زوجة عمها البرت بانزعاج مما جعل الجميع ينظرون اليها بينما همست ليانا معترضة ومحرجة من تصرف والدتها
- أمي ( نقلت غرايس عينيها بين ليانا وصوفيا قبل أن تقول موجها حديثها لحفيدتها )
- لا تقلقي عزيزتي ما أن تتزوج فيولا حتى يحين دورك ( تعلقت عيني ليانا بتوتر بفيولا التي بادلتها النظرات ثم عادت نحو طبقها مدعية انشغالها به فاستمرت صوفيا دون أن تخفي انزعاجها موجهة حديثها لفيولا ) لما لم تقومي بدعوت كارل ليرافقكم اليوم إنه شاب جيد
- لقد فعلت ولكنه اعتذر ( أجابتها ونظرت نحو جدها مستمرة ) طلب مني أعلامك بأنه سيعرج عليك مساء اليوم
هز رأسه بالإيجاب مفكرا بينما عادت جدتها لتقول وهي منشغلة بطعامها
- أفكر بالذهاب الى يوهانس للاطمئنان على فاليري
- هل من أخبار جديدة ( تساءل هيكمان )
- لا ولكني اشتقت لها لم اقم بزيارتها منذ زمن سأصطحب فيولا معي
ابتسمت فيولا بسعادة فجدتها تصحبها معها كلما غادرت نيوترن ولكن ابتسامتها اختفت بسرعة وهي تلاقي عيني زوجة عمها الممتعضة فعادت نحو طعامها مدعية انشغالها به فلم تودها صوفيا يوما ليزيد امتعاضها منها عند حضورها وشقيقها للعيش مع جديها لوفاة والدها وزواج والدتها بأخر بعد سنتين من وفاته فطالب جدها بأحفاده ولم تستطيع والدتها الرفض ومنذ ذلك الوقت وهي لا ترى والدتها إلا نادرا عندما تذهب برفقة جدتها لرؤية عمتها فاليري فتمضي معها بعض الوقت بعكس اليك الذي يعرج عليها أكثر , عادت لتلمح صوفيا المتجهمة قبل أن تعود نحو طبقها , فمودة جدها نحوها جعل من كلتا زوجتي عميها صوفيا وسيلين تمتعضان لشعورهما بأنه يفضلها على أحفاده الآخرين ولكن مع مرور الوقت أصبحن يستغلوا هذا الأمر بجعلها تطلب من جدها أمورا لمصلحتهم فمحبة جدها لأبيها الراحل وشعوره بتيتمهما المبكر جعلها هي وأليك مميزين لديه وهو يعتمد عليهما ويثق بهما كما لا يفعل مع باقي أحفاده .
اخذت تقلم اغصان الازهار في الحديقة الخلفية للمنزل في اليوم التالي وهي شاردة فرغم أنها استمتعت بالنزهة البارحة وتناول الغداء في الجو الطلق إلا أنها شعرت بخيبة أمل فرغبتها بالتعرف بجيرالد واختراق ذلك الجمود الذي يحيط نفسه به يجعلها تشعر بالإحباط منه خاصة وانه لا يقوم بأي مبادرة حتى أنها أصبحت تشك بأنه يرافقهم من اجلها نفضت يديها وقد انتهت من العمل وهمت بالدخول الى المنزل الا أنها توقفت وهي ترى ليانا تقترب ببطء وشرود لتهم بالدخول من البوابة الصغيرة الخارجية لتشاهد فيولا فأسرعت بشد وشاحها ودخلت وهي تقول
- ماذا تفعلين بالخارج
- هذا ما كنت انوي سؤالك اياه
- كنت أتفقد السيدة باتريك
أجابتها بسرعة وهي تتخطى عنها فأمسكتها من ذراعها لتمنعها من تخطيها وهي تهمس بضيق
- ذهبتِ لرؤيته ( بقيت ليانا ملتزمة الصمت وهي تنظر إليها فتمتمت بإصرار ) لقد فعلت اليس كذلك
- لا شأن لك
تمتمت وهي تتحرك متخطية عنها لتدخل الى المنزل مما جعلها تتابعها قبل أن تتحرك لتدخل خلفها ناقلة نظرها بين صوفيا وجدتها المنشغلات بالحياكة والحديث لتتابع صاعدة الأدراج نحو غرفة ليانا والضيق ينسل إليها لتبادرها ليانا
- هلا تركتني وشأني
- لن أفعل ولا أفهم حتى الان كيف يسمح له شقيقه بهذا
- لا يبدو أنه قد حدثه ( تمعنت النظر بها فأضافت لها مؤكدة ) لم أجرؤ على إخباره أنك قمت بأعلام شقيقه عندما لم يذكر لي ذلك على ما يبدو أن نايل لم يصدقك .. ذلك أفضل يكفي أن براون يكرهك الان كيف لو علم أنك وشيت به لشقيقه
- يكرهني ( تمتمت وهي تمعن النظر بها فهزت رأسها لها بالإيجاب مؤكدة )
- أجل فلقد أعلمته أنك طلبتي مني أن أنسى أمره وأتعرف على غيره
- عليه شكري على هذا وليس العكس وعليك البدء بالتعقل وإنهاء هذا الأمر وعلى الفور .. عليك ذلك
- لو كنت تعلمين ما أعانيه لما قلتي ذلك ولكن لن تفهمي ما أقوله أبدا فأنت لم تقعي في غرام شخص لا أمل لك معه لتعلمي ما يعني هذا الشعور صدقيني الأمر مؤلم مؤلم جدا ولكن لما ستهتمين كل ما يهمك هو أن لا أعارض جدي ما ذنب براون أن كان جده أخطئ بحق جدي
- ذنبه أنه حفيده
تجاهلت ليانا قولها قائلة وهي تتحرك نحو الخزانة لتعلق وشاحها
- متى ستغادرين أنت وجدتي
- أنت لن تتواني عن فعل ما تريدينه وستتابعين لقائه مهما حاولت وستستغلين مغادرتي نحو يوهانس لذا علي إعلام والدتك لتراقبك
قاطعتها قائلة باصرار فابتلعت ليانا ريقها لتنظر إليها قائلة
- لا لن أراه
- لا أصدقك
- إنه مغادر ( وبدا الحزن بصوتها وهي تستمر ) إنهم يعملون على صفقة لشراء بعض الخيول لذا كان علي رؤيته اليوم لو تركتني وشأني ذاك النهار لما ذهبت اليوم
- رباه أنت لا تصغين لما أقوله لك حقا .. انه يلهوا ليس الا لا تتركي نفسك ضحية له لا تفعلي البلدة مليئة بمن يرغب بالارتباط بك ويتشرف بهذا فنحن عائلة فيزل بالنهاية لذا تعقلي وأنهي هذا الأمر أنا جادة ولا تجبريني على اعلام والدتك فلن اتورط معك بهذا اكثر
تمتمت بضيق وهي تنقل عينيها بوجه ليانا بعدم تصديق وامام التزام ليانا الصمت نفضت ذراعيها بجوارها وهزت راسها بعجز قائلة بتأكيد
- لا لن افعل
وتحركت مغادرة الغرفة فلقد جنت بحق لإصرارها على متابعة لقائها ببراون كريمر وذلك الشقيق الأكبر ما قصته لما لم يحدث شقيقه لا يبدو وأن الأمر يثير اهتمامه الم يصدقها حقا ايعتقد انها قد تختلق امرا كهذا ام انه صدقها ولا يكترث ما الذي عليها فعله الان ان ارادت اعلام احد من العائلة له تأثير على ليانا من قد يكون اخذت تفكر وهي تعود الى الأسفل ناقلة نظرها بين جدتها وصوفيا لا لا تستطع نظرت نحو الباب الذي دخلت منه كوني ملقية التحية لا ايضا ماذا تفعل همست لنفسها بينما استمرت كوني
- سأقصد البلدة اترافقيني
هزت راسها لها بالإيجاب لتتخطى جدتها وصوفيا وهي تقول
- هل احضر لكما شيء معي
- لا ( قالت جدتها بينما قالت صوفيا )
- خيوط حمراء كهذه
اخذت تتبادل الحديث مع كوني وهما تسيران لتحضر كوني بعض الاقمشة قبل ان تتجها نحو محل الخيوط .
نظر نايل الواقف امام مكتب والده وقد اخذ على عاتقه أن يقوم بفتحه والعمل به حتى عودت والده من العاصمة التي قصدها للعلاج بفيولا وكوني التين تسيران على الجانب الاخر من الطريق ليعود بذاكرته إلى اول مرة شاهدها بها وقد أثارت فضوله بجلوسها على ذلك المقعد الخشبي في الحديقة المقابلة له ليراقبها يوم ثلاثاء الذي يليه وهي جالسة هناك منشغلة بتصفح احد الكتب حتى انه اخذ يفتقدها أن تأخرت عن موعدها مما جعله يسأل احد الرجال المتواجدين عمن تكون ليفاجئ وهو يسمع أنها ليست سوى حفيدة هيكمان ليلغي ذاك الفضول الذي انتابه بشأنها بشكل تام .. ان ثقتها الشديدة بنفسها عندما حدثته ذاك المساء جعلته يرغب بهزها قليلا لذا انكر معرفته بها لا يبدوا انه قد نجح تمتم لنفسه للمحها إياه بنظرة بطيئة وقد بدى عدم رضا عليها وهما تسيران نحوه لتتخطياه ويدخلا المحل الذي يليه مما جعل عينيه تضيقان لتصرفها قبل ان يحرك راسه للخلف مشيرا لتوم الجالس بداخل المكتب للقدوم وما ان وقف بجواره حتى بادره
- اريد ان اعلم كل شيء يخص فيولا فيزل ( بدت الحيرة على توم فأضاف ) بسرية تامة ( هز توم رأسه له بالإيجاب فاستمر له لبقائه بجواره ) الان
تابعه وهو يبتعد قبل ان يعود نحو فيولا وكوني التين غادرتا المتجر لتسيرا مبتعدات وهما تتحدثان لتعود بأدراجها الى البلدة في صباح اليوم التالي لتجلس على المقعد المعتاد منتظرة قدوم ماث الذي يحضر من البلدة المجاورة على دراجته الهوائية مغادرا نحو الجهة الشمالية حيث يقومون ببناء سكة الحديد التي يعمل أليك بها منذ ستة اشهر لتعطيه بعض الثياب النظيفة وبعض الطعام بينما أخذ أولاد جيسون الذين يرافقانها دائما بالقفز واللعب أمامها تعلقت عينيها بنايل الذي يقترب من بعيد متجها نحو مكتب والده ليقوم بفتحه لا تعلم كيف تجرئت على محادثته ولكن جلوسها هنا ورئيته جعله مالوفا لها رغم وجودها في نيوترن منذ عشر اعوام ورغم سماعها للقصص الكثيرة عما كان يجري بين ال فيزل وال كريمر الا انها كانت مجرد احاديث تسمعها ولم يتملكها الفضول يوما حولهم فكل عائلة تتجاهل الاخرى بشكل كامل عندما يلتقون في مناسبات البلدة هل هي نادمة لمحادثته اجل وجدا فلا تعلم لما اعتقدت انه سيعمل على ايقاف اخيه قبل ان يكشف امرهم ايعتقد حقا انها قد تختلق امرا كهذا عادت بنظرها نحو الكتاب الذي بحجرها لتفتحه وشعور بضيق يلازمها مدعية انشغالها به فهي تعلم انه ما ان يفتح المكتب حتى يتوجه نحو المكتبة ليأخذ الصحيفة ويتبادل الحديث مع روبرت ثم يقف قليلا مع سيدات آل ماندل صاحبات محل المخبوزات المجاور للمقعد الخشبي الذي تجلس عليه انها شديدة الغيظ منه لعدم اتخاذه أي تصرف يردع شقيقه عن رؤية ليانا التي مازالت على حالها وفي قمت سعادتها لا تعلم الكارثة التي قد تتسبب بها همست لنفسها وهي تحرك عينيها باتجاهه لتتشابك بنظراته وهو يتجه نحو سيدات ال ماندال ليتخطى عنها دون اكتراث وكذلك فعلت وهي تنظر نحو طفلي جيسون المتراكضين قبل ان تعود بروية نحو كتابها إلى أن وصل ماث لتعطيه أغراض أليك وتغادر عائدة بأدراجها الى المنزل لتغادر برفقة جدتها في اليوم التالي متجهين لزيارة عمتها فاليري .
أسندت ظهرها على المقعد محدقة بشرود في الباحة الخلفية للمنزل الفاخر الذي تسكن به والدتها التي جلست أمامها وقد وصلت مساء البارحة إلى سكوتلا بينما نزلت جدتها بيوهانس لزيارة ابنتها فاليري
- دعا روفن السيد كلاوس بالإضافة إلى بعض الأصدقاء للعشاء غدا أن رغبتي بالانضمام إلينا
أخرجها قول والدتها من شرودها فقالت
- يسرني هذا ( فاستمرت كاثرين وهي ترفع كوب العصير نحو شفتيها )
- ربما وجدتي ضالتك بينهم ( ابتسمت بود قائلة )
- لن يسر جدي أن فعلت
- لا لن يسر فمازال يحب التحكم بكل الأمور التي تخص أفراد عائلته
- إنه يحرص علينا ليس إلا
- بشكل مبالغ به لذا ابتعد والدك عن نيوترن ( تحركت لتتناول كوبها بدورها وهي تقول )
- في بعض الأمور لا مجال لمناقشته اعترف بهذا ولكن في النهاية هو يسعى لصالح الجميع ( تأملتها والدتها بحنان قبل أن تقول )
- لما لا تبقين أكثر من أسبوع هنا
- ارغب بذلك ولكن لا أستطيع فلقد وعدت جدتي أن الاقيها عند عمتي فاليري
- لا تطيلي الغياب من جديد فحقا عام كامل كثير ام تعتقدين ان رسائلك تغنيني عن رؤيتك ان لزم الامر ساحضر بنفسي لجدك
- لا تفعلي ليس هو السبب
- من اذا .. لولا جدتك وحضورها لرؤيتي فاليري لما استطعت رؤيتك رغم حضور اليك نحوي باستمرار اما انت فلا
- انه هكذا ولا احب اغضابه
- الى متى سيبقى غاضبا مني بهذا الشكل انه يحاول ايذائي بكم
- لا لايفعل انه فقط يريدنا حوله ليعتني بنا انه يعاملنا بشكل جيد ولا يسمح لاحد بالتدخل بنا
- وهذا ما يجعلني اصمت واتقبل الوضع فاليك يعلمني باستمرار انكم تشعرون بالراحة برفقتهم
- هذا صحيح .. كيف هي خالتي هانا
- بخير .. أنذهب لرؤيتها ستسر لرؤيتك كثيرا
- اجل أود ذلك أنا بشوق لرؤيتها
قالت بحماس وهي تتحرك لترافق والدتها إلى منزل خالتها التي استقبلتهما بابتسامة واسعة وهي تقول
- كم أنا سعيدة برؤيتك ( وعانقتها بمحبة بعد أن حيت شقيقتها مستمرة ) لما تطلين الغياب أن والدتك بشوق دائم لك
- وأنا كذلك ولكن ما باليد حيلة كيف أنت وعمي رولد وجيم
- جميعنا بخير
أضافت وهي تشير لهما بالتحرك لتمضيا بعض الوقت الممتع برفقتها لتغادر هانا الغرفة بينما تحركت فيولا لتتناول أحد الكتب وتنشغل بتصفحه وهي تسمع صوت خالتها التي عادت وهي تتحدث
- أرجوا أن لا تمانع انضمامك إلينا فجيم على وشك الوصول
- يسرني ذلك
ثبتت عينيها على السطور التي أمامها دون رؤيتها فكل تركيزها انصب على هذا الصوت العميق والهادئ والذي يبدو مألوفا لها بشكل ما
- وكذلك أنا فلم أرك منذ وقت
قول والدتها الودود جعلها تحرك رأسها نحو الضيف الذي تقدم بفضول ومازال عقلها يرفض تصديق ان هذا الصوت كصوت .. نايل كريمر لتتجمد والصدمة تلوح بعينيها دون استيعاب ماذا يفعل هنا قدم نايل التحية لكاثرين وحرك رأسه نحوها وقد أشارت خالتها إليها قائلة
- هذه فيولا ابنة شقيقتي لا اعتقد أنه سبق لك لقائها
توقفت نظرات نايل لوهلة عليها بجمود قبل أن يرمش متداركا مفاجئته وحرك رأسه من بعيد لها محي وقد تصلبت ملامح وجهه قبل أن يعود نحو والدتها التي قالت
- سيسعد روفن عندما يعلم انك هنا
نقلت عينيها بشكل آلي عن نايل إلى والدتها تحاول استيعاب ما يجري لتعود برأسها نحو الكتاب الذي بين يديها لتغلقه ببطء وهو يجلس قائلا
- سأراه مساء اليوم في منزل روبنز
ابتسمت كاثرين بود قائلة بينما أخذت هانا طاولة الشاي من الخادمة لتنشغل بسكب أكواب الشاي
- أتعدون لسباق جديد
- اجل بالإضافة إلى شراء عددا من الخيول الجديدة .. أشكرك
أضاف لهانا وهو يتناول منها كوب الشاي ، عليها المغادرة اجل هذا ماستفعله لا تستطيع البقاء همست لنفسها وهي تعيد الكتاب الى مكانه الا انها عادت لتتوقف فهي ليست بنيوترن لما هي قلقة من وجوده هنا على الاقل تستطيع هنا محادثته بحرية ومعرفة لما لم يتصرف بامر شقيقه قبل ان يكتشف امرهما وهذا ماسيحصل ان لم ينتهي هذا وستعود المشاكل لتدب من جديد بين العائلتان
نظرت كاثرين نحو فيولا قائلة وهي تراها تعيد الكتاب إلى مكان
- قد تستطيعين حضور السباق قبل مغادرتك
نظرت نحوهم قبل أن تسير باتجاههم لتعود للجلوس في مقعدها بينما انشغل نايل بشرب من كوبه لتهز رأسها شاكرة خالتها وهي تتناول منها كوب الشاي قائلة
- متى موعده
- في بداية الأسبوع القادم
اجابها نايل وهو يحدق بها فلقد علم ان والدتها قد تزوجت باخر وابتعدت لذا حضرت وشقيقها للبقاء بنيوترن ولكن لم يكن يعلم انها كاثرين ، بدت خيبة الأمل على كاثرين وهي تقول
- لن تستطيعي حضوره
سحبت فيولا نظرها عنه نحو والدتها قائلة
- لا ساكون غادرت سكوتلا حينها
- لم اكن اعلم ان لديك ابناء غير دكنز ( قال نايل موجها حديثة لكاترين التي اجابته )
- انه ابن روفن في الحقيقة انا لدي ابنان هما اليك وفيولا
- ماكنت لاحزر هذا فانت تبدين كشقيقتها
رفعت فيولا كوبها نحو شفتيها ويتملكها شعور بعدم الراحة له بينما ابتسمت كاثرين لقوله قائلة
- أشكرك على هذا الإطراء ولكني ارغب بالانتقال من مرحلة الأمومة ( ونظرت الى فيولا التي نظرت إليها مستمرة ) إلى مرحلة الجدة فأنا بشوق لأرى أحفادي
ابتسمت باقتضاب لوالدتها والفضول يتأكلها فاخر ما كانت تتخيله هو لقاء احد أفراد آل كريمر هنا فما بال الامر بلقاء نايل بنفسه ووالدتها هل تعلم من هو تبدوا على معرفة به ولكن اتعلم أنه من آل كريمر عادت بنظرها نحوه وهو منشغل بالحديث مع خالتها محدقة ببذلته الأنيقة ووجهه البارز وشعره المصفف بأناقة وجلسته الواثق من نفسه وحديثه الهادئ ولكن هذا كله لم يكن ليخدعها فلقد سمعت الكثير عنه فيما مضى وتعلم ان خلف هذا المظهر الهادئ الرأس المدبر لشؤون عائلته من بعد والده الذي استلم زمام أمورها من شقيقه الأكبر الذي توفي منذ مدة لا بأس بها , تنبهت كاثرين لشرود فيولا بنايل التي سرعان ما عادت نحو كوبها منشغلة به فحاولت جعلها تشارك بالحديث الدائر قائلة
- فيولا أيضا تستهوي الخيول ف ( هزت رأسها لوالدتها بالنفي وهي تنهرها بعينيها كي لا تسترسل بالحديث عنها فبدت الحيرة على كاثرين التي عادت بنظرها نحو شقيقتها متابعة ببطء وتفكير ) تذكرين في صغرها كم كانت متعلقة بخيلها
- أذكر أنكِ بحثت عنها في أرجاء المنزل وعندما لم تجديها قصدت الإسطبل لتجديها نائمة بجوار خيلها
قالت هانا ضاحكة بينما بدا الضيق على فيولا وقبل أن تستطيع قول شيء اضافت والدتها
- كان لديها مغامراتها المميزة دائما
- مازلت اذكر عندما احضرت لك الكلب المشرد تريد ان تقوم بتربيته اتذكرين
اضافت هانا ولكنها لم تكن بسعادتهما فهمت بتحدث الى ان والدتها قاطعتها من جديد قائلة
- بتاكيد تذكر لقد جعلتني اجلس فوق منضدة المطبخ حتى عودة والدها ليقوم باخراجه من المنزل
- امي
تمتمت بحرج وهي تحاول شد انتباه والدتها التي تابعت لنايل الذي يبدوا عليه الاستمتاع وهو يصغي لهما دون ان يفته محاولتها لمنعهما من الاسترسال
- لقد كانت تلتصق بشقيقها كيفما ذهب حتى
- امي ليس ب
- لا تكوني خجوله انها ذكريات اعتذو بها عزيزتي فطفولتك واليك لها ذكريات لا تنسى اتذكرين عندما تهتي
اغمضت عينيها ببطئ محاولة تمالك نفسها ووالدتها تسترسل وهي تعود نحو نايل
- بحثنا عنها في كل مكان وبالنهاية وجدناها تجلس على الشجرة تراقبنا ماذا نفعل
فتحت عينيها المغتاضتان لتلاقي عيني نايل الناظرتان اليها قبل ان تحركهما نحو والدتها التي ابتسمت لها بود قائلة
- اشتاق لتلك الايام وانتَ ( وعادت نحو نايل مضيفة ) لابد وانه لديك الكثير من مغامرات الطفولة
- لايخلوا لامر
اجابها باقتضاب ولم يتابع لدخول الخادمة التي قالت
- سيدة هانا هناك سيدة تحتاج لرؤيتك
- اعذروني قليلا
قالت هانا وهي تتحرك مغادرة فقالت كاثرين وهي تتبعها
- لارى ما هناك ( فتحت فيولا عينيها جيدا وهي تتابعهما وهمت بالتحرك وهي تضع كوبها جانبا إلا أن والدتها أسرعت بالقول وهي تشير لها بالبقاء في مكانها ) لن نتأخر
وغادرتا الغرفة بينما ثبتت عينيها على الباب وكذلك نايل الذي عاد بنظره نحوها متأملا دهشتها قبل أن يقول
- سرني لقائك من جديد آنسة فيزل .. أن لم تخني الذاكرة
عادت بنظرها ببطء نحوه قبل أن تقول بجدية
- بعكسي .. سيد كريمر .. أن لم تخني الذاكرة ( تجاهل امتعاضها قائلا )
- أنت ابنة كاثرين إذا إنها حقا لمفاجئة ( وضعت قدما فوق الآخرة وعقدت يديها معا وهي ترفع ذقنها بترفع فاستمر دون أن يفوته تصرفها ) ما كنت لاتوقع ان كاثرين كانت مرتبطة باحد افراد ال فيزل و .. انك ابنتها
- ما الذي تفعله هنا
- ارجوا المعذرة
- انه منزل خالتي
- وصديقي .. كيف هي أمور ابنة عمك
- بخير أرجو أن يكون شقيقك كذلك
- ولما لا يكون
- متى سيرتبط ( تمتمت بضيق )
- عما قريب
- رغم ذلك لم تحاول حتى نهره عن لقاء ابنة عمي
اسند ظهره بظهر المقعد خلفه وهو يلمحها بنظره قبل أن يقول دون الخروج عن جديته
- ولما قد أفعل
مرت لحظة صمت بعد قوله دون أن تفارق عينيه وجهها الذي احتقن قبل أن تقول بهدوء شديد
- أرى أن عليك البدء بأخذ الأمر بجدية أكثر
- شقيقي ليس المتضرر
- إنها ليانا كيف نسيت ذلك ولكنها لن تكون المتضررة الوحيدة أن علم أحد بهذا
- ستعلمين أحدا
- انت لا تاخذ الامر بجدية وانا في حيرة من امري فقد كدت اجن منذ معرفتي بعلاقتهما واحاول ثنيها بينما لا ارى اي تجاوبا منك امام ما يحصل احقا لا تكترث لما قد تؤول اليه الامور عودة الخلافات بينكم وتصادمكم من جديد امرا لا يستحق اهتمامك
ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يقول
- انت تبالغين فبراون مازال في سنن يافعة وهو مجرد شاب يلهوا هنا وهناك لذا الامر لا يستحق كل هذا
- اعجز عن التصديق انك من كنت اسمع عنه
- ارجوا المعذرة
- كيف تكون الرأس المدبر لامور عائلتك وانت تفكر بهذه الطريقة اتريد مني ان احدثك عن اشقائها وانت تعرفهم اكثر مني سيقومون بأيذاء شقيقك دون تردد ان علموا بالامر
- وكيف سيعلمون .. استعلمينهم
- سيعلمون بالنهاية ان استمر الامر بهذا الشكل فهي منذ عدة اشهر تلتقي به
- انهما يجيدان اخفاء امورهما ولابد فلم اتنبه له
- كما علمت بامرهما سيعلم غيري وحينها لن ينفع الندم
- اتعتقدين انهما اول من فعل هذا .. لا ومضى الامر لذا دعي هذا الامر عنك
- ماذا تعني بهذا
- دعيهما ينهيان مابدئاه
- وكيف سيفعلا هذا
- سيعلمان ان المتابعة بهذه الطريقة امرا مستحيل
- وان لم يفعلا
- سيفعلا في النهاية لا تقلقي هذا اذا ما تقولينه حقيقي
فتحت شفتيها عاجزة مازال لاياخذ كلامها على محمل الجد فقالت بغيظ
- اعلم الان ما كان يعنيه جدي بشأنكم ( وتحركت عن مقعدها مستمرة وهي تنظر اليه بترفع ) واتضح انه على حق تماما فهل انا نادمة على محادثتك ومجالستك اني كذلك ولا اعلم ما الذي افعله هنا حقا
وتحركت نحو الباب ليتابعها وهي تغادر الغرفة بكبرياء قبل ان يعود الى ما امامه شاردا بتفكير
- كم أنا سعيد بحضورك
بادرها جيم الذي التقت به فور خروجها وهو يهم بالدخول فحركت رأسها له قائلة باقتضاب
- وأنا أيضا اعذرني ( وتختط عنه متابعة سيرها نحو غرفة الجلوس لتبادرهما بضيق فور دخولها ) ما قصدكما من وراء هذا التصرف
تبادلت كاثرين وهانا النظرات قبل أن تقول والدتها
- مابك لما انت عاضبة
- لما تركتماني بمفردي هناك
- جاءت احد السيدات واضررت لرؤيتها ( قالت هانا بحيرة فتابعت والدتها باهتمام )
- لقد تعمدت تركك بمفردك لما لا أن رجلا كنايل مناسبا جدا ألا ترين هذا
- مناسبا لماذا ( قالت باستنكار فابتسمت كاثرين قائلة بود وتفهم )
- هذه الأمور تصيب الفتيات بالإحراج ولكن عليك تخطي ذلك
- والدتك على حق إنه غير مرتبط لقد سألته من قبل و
- توقفي بربك خالتي توقفي أنت لا تدركين ما تقولينه
اقتربت والدتها منها قائلة بحنان
- كل ما أريده هو سعادة ابنتي الوحيدة
- أمي أنت لا تدركين ما تقولينه من يروق لك ليس إلا نايل كريمر ألا تعلمين هذا
توقفت والدتها عن الاقتراب مرددة بحيرة
- نايل كريمر .. كريمر أه أتعنين آل كريمر من نيوترن
هزت رأسها لها بالإيجاب قائلة دون أن ترمش
- أجل هذا ما اقصده بالتحديد
بدت المفاجئة على وجه كاثرين مما جعل هانا تتساءل باهتمام
- هل فاتني شيء ما هنا ( نظرت كاثرين نحوها قائلة )
- هل هو حقا من نيوترن
- لا اعلم ولكنه صديقا مقرب من جيم ودائما ما يحضر إلى هنا وهو رجلا نبيل بحق
- قد تكونين على خطأ فيولا
- أنا أعلم ما أتحدث عنه وأعرف من يكون وهو من نيوترن
- آه .. ( تمتمت كاثرين وهي تعقص شفتها محدقة بهانا التي تهز رأسها متسائلة فأضافت ) أن عائلة فيزيل وكريمر في نيوترن ليس على وفاق لذا جدها لن يقبل بهذا
- لم أكن اعلم .. للأسف فعندما فهمت ما ترمي إليه والدتك أسعدني ذلك
هزت رأسها بضيق قائلة
- لما تعتقدون أني بحاجة لذلك حقا لا أعلم .. أن هناك رجلا في حياتي وأنا أفكر بالأمر
- بنيتي لم اقصد أن أسبب لك الإحراج ولكني لا اعتقد أنك منجذبة إلى جيرالد فهذا ما اعلمني به اليك لذا فكرت أن توسعي دائرة معارفك وخياراتك لا ضرر من ذلك وبدا نايل مناسبا ذلك قبل أن اعلم أنه من نيوترن بالتأكيد .. حسنا لننسى الأمر ما قولكما بالخروج لتبضع
- ليس قبل ان اعلم كيف تعرفون نايل كريمر
- كما اعلمتك انه صديق جيم .. حسنا دعونا منه الان وهيا سنذهب للتبضع .
دخلت إلى غرفة الطعام لتحي ضيوف والدتها وروفن في مساء اليوم التالي قبل أن تختفي الابتسامة عن وجهها ببطء وهي ترى نايل بالإضافة لجيم وأبن روفن دكنز ورجلا ثالثا جالسون حول طاولت الطعام يتبادلون الحديث فاقتربت لتجلس بجوار والدتها وهي تقول
- أرجوا المعذرة على تأخري ( هز روفن رأسه لها بود وقد بدأت الخادمة بفتح الأطباق امامهم قبل أن يعود نحو ضيوفه منشغلا بالحديث معهم فهمست لوالدتها ) لما لم تعلميني أنه مدعوا أيضا
- هو من سيقوم بشراء الخيول التي يعرضها روفن للبيع
أجابتها كاثرين قبل أن تحدق بجيم الذي قال
- كنت أفكر باصطحاب فيولا غدا في جولة أن كنت لا تمانعين
- لا بالتأكيد .. ما رأيك ( قالت كاثرين فاجابتها باقتضاب )
- أود ذلك
- غدا في العاشرة أعرج عليك إذا ( هزت رأسها موافقة قبل أن تتوقف عينيها على نايل الذي انشغل بالحديث مع روفن لتعود نحو جيم الذي أضاف ) ستطول إقامتك هنا
- عدة أيام ليس أكثر
اجابته باقتضاب واخذت تصغي للحديث الدائر بصمت فمجرد فكرة جلوسها على مائدة واحدة برفقة نايل كانت كافية لإفقادها شهيتها لن يكون جدها فخور بها لو شاهدها الان لذا ما أن انتهى العشاء حتى اعتذرت وغادرت نحو غرفتها لتغادر في اليوم التالي برفقة جيم الذي اصطحبها في جولة حول المدينة ثم قصدا إسطبلات الخيل لتتنقل بين الخيول قبل أن تمتطي أحداها بينما ابتعد جيم معتذرا وقد ناداه بعض رفاقه وهو يشير لها قائلا
- سأكون هناك عند عودتك
قامت بجولة قصيرة حول الإسطبلات قبل أن توقف خيلها قرب السياج لتنزل عنه وقد أسرع السائس نحوها فشكرته وهي تناوله لجام الخيل وتسير نحو المبنى الذي اختفى به جيم لتهم بالدخول من الباب وهي منشغلة بتأمل الفرس الصغيرة التي يقوم المدرب بتدريبها بالساحة من بعيد لتخنق شهقت كادت ان تنسل من بين شفتيها وهي تتراجع لاصطدامها بأحدهم وقد لامس القليل من الماء البارد ثيابها فحدقت بقميصها الأزرق المبتل قبل أن ترفع نظرها إلى نايل الذي تراجع بدوره محدقا بقميصه هو الأخر وقد ابتل أيضا لحمله كوبا من الماء بيده عند اصطدامها به ضاقت عينيه وهو ينظر إليها قائلا بنفاذ صبر
- ألا ترين أمامك
- فالتوجه هذا الكلام لنفسك ( أجابته بعدم تصديق لرؤيته وتحركت متخطية عنه فاستدار نحوها قائلا بغيظ )
- على الأقل اعتذري ( لمحته بنظرة مستنكرة وهي تقول )
- بالتأكيد لن افعل ( اغمقت عينيه لقولها قائلا )
- لا استغرب هذا التصرف منك فما أنت سوى فردا من آل فيزل
- أنا كذلك ( أجابته بإصرار وتابعت ابتعادها لما يظهر أمامها هو من دون الجميع ) أنت هنا ( بادرت جيم وهي تقف بجواره مستمرة ) ارغب بالمغادرة
- الان ( تسائل بحيرة فهزت رأسها له بالإيجاب فاستمر ) ولكني دعوت نايل للتو لتناول الغداء برفقتنا
- آه لا لقد اكتفيت حقا لقد اكتفيت ( تمعن جيم النظر بها بحيرة فاستمرت ) لا اعتقد بأني سأستطيع تناول الطعام لذا اسمح لي بالمغادرة
- ستغضب والدتي أن علمت بهذا إنها ساعة واحدة فقط ثم أعود بك ها هو نايل ( رفعت عينيها إلى السماء مستنجدة وجيم يضيف لنايل الذي وقف بجوارها قائلا ) ها أنت أنذهب ال
- عليك أن تعذرني فلقد جئت لأعتذر منك فلن أتمكن من تناول الغداء برفقتك
- لما لا ( تسائل جيم باهتمام فقال نايل )
- علي المغادرة الان للتخلص من هذه الملابس المبتلة
وأشار إلى قميصه ثم حرك رأسه له وهو يهم بالابتعاد فأضاف جيم بحيرة
- ولكن كيف حدث هذا
- أحمقا اصطدم بي ( أجابه نايل وهو يشدد على كلماته فاجبرت نفسها على أن لا تنظر إليه بينما استمر لجيم وهو يبتعد ) أراك فيما بعد
- منذ متى وأنت على معرفة به ( تساءلت مما جعل جيم يعود بنظره إليها قائلا بتفكير )
- من ثلاث إلى أربعة أعوام أن لم تخني الذاكرة
- وعمي روفن
- منذ بعض الوقت فكما تعلمين عمي لديه خيول للبيع ونايل كان يبحث عن خيول جيدة لذا ارشدته اليه انها المرة الثانية التي يقوم بها بشراء خيول عمي روفن لماذا هل يثير نايل اهتمامك
لمحته مستنكرا وهي تقول
- بل امتعاضي ( أبتسم جيم قائلا بتعمد )
- يسرني ذلك فلقد بدأت أشعر بالغيرة
- ليس عليك ذلك اذا كيف تعرفت به
قالت بارتياح لمغادرة نايل وهي تتأبط ذراعه لتسير برفقته
- عن طريق بعض الرفاق كما انه يكثر من التردد على النادي هنا عندما يتواجد بسكوتلا .
- لابد وأن نهار أمس كان شاقا هيا انهضي وأعلميني إلى أين اصطحبك جيم
نظرت إلى والدتها بعينين ناعستين قبل أن تقول
- لا ارغب بالنهوض ألان
- حسنا سأدعك ولكني خارجة لملاقاة خالتك في دوربرو حين تستعيدين نشاطك اتبعيني
- حسنا
تمتمت وهي تعود لإغماض عينيها لتعود للنوم بعمق ولم تمر ساعة ونصف حتى كانت تقف قرب واجهة أحدى المحال تتأمل الثوب المعروض في الواجهة قبل أن تتحرك متابعة سيرها لتتخطى المارة وتعود للوقوف أمام واجهة أخرى تعرض قبعات لتنظر إلى يمينها وقد تناهى لها صوت أحد الأطفال وهو يجري قبل أن تعود نحو القبعة التي أمامها ولكنها سرعان ما عادت للنظر إلى يمينها لترى نايل يسير باتجاهها فعادت برأسها ببطء إلى الواجهة دون رؤيتها حقا قبل أن تتحرك متابعة سيرها وقد اخذ الشارع بالاكتظاظ أكثر وأكثر بالناس لتتوقف سامحة لسيدة مسنة بالمرور وهي تلمح نايل يصبح خلفها قبل أن تتابع سيرها ولكن التفافها نحو اليمين وهي تشعر به خلفها جعلها تسرع في خطواتها قبل أن تعود للتوقف أمام مطعم دوربرو دون أن تصعد أدراجه لتستدير محدقة به وقد اصبح بقربها قائلة بجدية
- أتقوم بملاحقتي ( تجمد في وقفته وقد كان يهم بالتخطي عنها )
- أرجوا المعذرة
- لما تتبعني ( اشتد جبينه قائلا )
- ألا ترين أنك تبالغين
- أبالغ ( تمتمت وهي تنقل عينيها بعينيه قائلة بإصرار ) هل تتعمد الظهور حيث أكون
مال قليلا نحوها قائلا بصوت خافت جاد
- مازلت حتى ألان أحترم كونك فتاة لذا حقا لا تحاولي إجباري على تجاهل هذا الأمر
- أن كان لك غرض من الظهور أمامي كيفما تحرك
- ليست مشكلتي وجودك هنا في هذا الوقت ( قاطعها قائلا ومستمرا بحدة أقل ) لم يبقى سوى اتهامي بملاحقتك
- آه وما سبب ظهورك أمامي كيفما تحركت إذا
ملأ التجهم وجهه وتحرك متخطي عنها دون إجابتها فتابعته بعدم رضا قبل أن تظهر الحيرة على وجهها وهي تراه يصعد الأدراج نحو المطعم مما جعلها تتحرك ببطء لتصعد بدورها فتوقف قبل أن يدخل من الباب محدقا بها ليبادرها
- ماذا الان
- وما شأنك ( أسرعت بالقول بتفكير فقال )
- على ما يبدو أنك من يقوم بملاحقتي ( لمحته مستنكرة وتخطت عنه إلى الداخل وهي تتمتم )
- أنت تحلم
نظرت الى حيث تجلس والدتها وخالتها وتحركت نحوهم لتحيهما وتجلس وهي تترقب نايل الذي يتحرك باتجاههم ليمر من جوار طاولتهم وهو يحرك رأسه محي هانا وكاثرين ويتابع سيره مما جعلها تتنفس الصعداء فلقد اعتقدت لوهلة أنهم قد دعوه لمجالستهم هنا
- ما بك
- وما بي ( تساءلت وهي تنظر الى والدتها التي تبادلت النظرات مع شقيقتها قبل ان تقول )
- لنأخذ فيولا في جولة بالسوق بعد تناول الغداء فلا اعتقد ان نيوترن تحتوي الكثير بينما يمكنك التبضع هنا بكل حرية
هزت هانا راسها موافقة وقد بدات اطباق الطعام توضع امامهم لتنشغل بتناول طعامها وهي تتبادل الحديث مع والدتها وخالتها رفعت كوب الماء لترشف منه لتثبت عينيها على باب المطعم وسرعان ما عادت بهما نحو طعامها لتتابع تناوله وحواسها لا تفارق براون كريمر الذي دخل للتو إلى المطعم ليتخطى عنهما مقتربا من الطاولة التي يشغلها شقيقه الأكبر برفقة رجلان آخران بينما تساءلت هانا
- أنت مغادرة غدا إذا
- اجل أن جدتي تنتظرني عند عمتي فاليري ليس علي أن أتأخر أكثر من هذا
- إذا فلتقضوا الأمسية برفقتنا فلقد قام جيم بدعوة بعض رفاقه
نظرت كاثرين إلى فيولا التي كانت تهم بالتحدث قائلة
- لا اعتقد أن باستطاعتنا هذا فلقد دعا روفن بعض الضيوف للعشاء
نقلت نظرها بين خالتها ووالدتها وهي تفكر قبل أن تتنهد وتسترخي في جلستها مسنده ظهرها بظهر المقعد قائلة
- حسنا أين سيكون نايل كريمر في منزلك خالتي أم أن عمي روفن قد دعاه للعشاء
نظرتا إليها معا قبل أن تقول هانا
- أن رفاق جيم كثر لذا لا اعلم من سيحضر ومن لا ( حركت نظرها عن خالتها إلى والدتها التي قالت )
- أعلمني روفن قبل خروجه أنه قد دعا بعض الرجال للعشاء ولكني لم اسئله من هم
ضاقت عينيها بهما فتساءلت هانا محاولة تغير مجرى الحديث
- ألن يحضر دكنز
- غادر صباح اليوم وسيعود بالأسبوع القادم برفقت زوجته وابنتيه ليمضوا بعض الوقت لدينا ان روفن يشتاق لاحفاده لذا يصر عليه للحضور
أجابتها كاثرين قبل أن تشير لها نحو فيولا التي تتابعهما بتجهم فقالت هانا وهي تنظر إليها
- ليس عليك اخذ الأمر بهذه الجدية تجاهلي وجوده أن حدث والتقيت به .. أن سكان القرى متشددون نحو هذه الأمور ولكن لم اعتقد أن تتأثري بهم لهذه الدرجة ألا تشتاقين للعودة والعيش هنا
- لقد وجدت صعوبة بالتأقلم بدايتا أما ألان فلا لقد اعتدت على العيش هناك كما أن الأمور بنيوترن هادئة جدا وتروق لي
- وكيف هو الوضع مع عائلة كريمر
- منذ حضوري لنيوترن وانا اسمع عما كان يحدث سابقا وعن سبب هذه القطيعة وعن كميه كره كل من الطرفين للاخر وتجنب كلا منهما الاخر بشكل كامل فان صادف وتواجدوا في احد المناسبات يتجاهل كل منهما الطرف الاخر بشكل كامل كنت قد سمعت بعض الاحاديث عن نايل خاصه لانه يملك اكبر مزرعة للخيول في نيوترن ولكني لم التقيه حقا الى منذ بضع اشهر عندما بداء يتوجه نحو مكتب والده وربما التقيت به سابقا حاله كحال باقي افراد اسرته لا اعلم حقا فلم اكن على معرفة به فنحن دائما مانتجاهل وجودهم وهم بالمثل
- الماضي قد مضى
- قولي ذلك لجدي
أجابت والدتها وهي تعود لمتابعة تناول طعامها وما أن انتهوا حتى قاموا بجولة قبل عودتهم إلى المنزل .
- فيولا ( نظرت إلى والدتها التي دخلت إلى غرفتها محدقة بها باهتمام للتوتر الذي لمسته بصوتها وهي تستمر ) لقد تعرض شقيق روفن لحادث وعلي مرافقته لرؤيته هلا استقبلت الضيوف حتى موعد عودتنا في حال وصلوا قبلنا فروفن يصر على الذهاب للاطمئنان على أخيه
- بالتأكيد أمي اذهبا وارجوا أن يكون بخير
- ارجوا ذلك
قالت كاثرين وهي تسرع بالمغادرة بينما تحركت فيولا عن مقعدها لتتجه نحو النافذة لتتابع والدتها وروفن وهما يغادران ليمضي الوقت ببطء دون عودتهما مما جعلها تقف في الثامنة مساء قرب النافذة الكبيرة في غرفة الاستقبال المطلة على باحة المنزل الامامية تتأمل العربة التي وقفت قرب باب المنزل الرئيسي ليفتح بابها ويترجل منها نايل مما جعلها تتنفس بعمق وعينيها تغمقان فبقيت على وقفتها إلى أن دخلت الخادمة وهي تقول
- وصل ضيف السيد روفن
- أدخليه
أجابتها وهي تستدير نحوها وتراقب نايل الذي دخل ليتوقف نظره عليها قبل أن يقول وهو يحرك رأسه لها
- آنستي
- سيد كريمر ( أجابته ردا على تحيته مستمرة ) ارجوا أن تعذر عمي روفن فلقد اضطر هو ووالدتي للمغادرة بشكل مفاجئ ولكنهم لن يتأخرا لذا ارجوا منك انتظارهم ( وأشارت نحو المقعد وهمت بالتحرك نحو الباب وهي تضيف ) وأرجو أن تعذرني الان
- هل جميعكم هكذا ( توقفت في مكانها لقوله وحدقت به فأضاف ) لا يبدو أنك قد أخذت شيئا من طباع والدتك فمنذ معرفتي بها وأنا اعلم أنها سيدة راقية بمعنى الكلمة
- هل تحاول إهانتي ( قاطعته قائلة فبدت السخرية في عينيه وتحرك متخطي عنها ليقترب من النافذة فاستدارت نحوه ببطء وهي تقول ) أن كنتَ كذلك فأنا انتظر اعتذارك الان و للتو
بقيت عينيه ثابتتين على ما أمامه وهو يقول
- كان بإمكانك عدم استقبالي وليس ( واستدار إليها مضيفا ) إعلامي باني ضيف غير مرحب به ( وأمام جمود عينيها أضاف بثقة قبل أن تستطيع التحدث ) كان بإمكان الخادمة إعلامي بما أعلمتني به دون أن ترهقي نفسك
- أتعتقد أني كنت اعلم انك ضيف عمي
- لا اعلم شيئا ألا أنكِ كنت عند النافذة لذا تعلمين أني قد حضرت هل تشعرين برغبة لإهانتي لمجرد أني من آل كريمر
- أن هذا يكفيني
- ولكن لا يبرر سوء تربيتك
- كيف تجرؤ على قول هذا ( قالت مستنكرة فأجابها بهدوء شديد )
- أنت لم توحي لي بعكس هذا منذ معرفتي بك
- آه أنت حقا حقا ( تمتمت ثم قامت بضم شفتيها بقوة كي لا تتفوه بما ملأ فمها لتعود وتضيف برزانة ) لن أجيبك على قولك الخالي من الذوق فما أنت إلا من أل كريمر والذي لا استغرب منهم شيئا ولأكون قليلة الذوق لعدم رغبتي بمجالستك ولأكون سيئة التربية أن كان عكسها يعني استضافتي لك
- لم اطلب منك ان تفعلي ومازلت اجهل حتى الان السبب الذي يجعلك تظهرين امامي اولا في ذاك الحفل والان هنا وفي كلا الحالتين كان بامكانك تجاهل وجودي ولم تفعلي
- اتتحدث بجدية لقد اعتقدت انك انسان عاقل عندما حدثتك بامر ليانا وبراون .. لا اكاد اصدق انك لا تدرك تبعات هذا الامر
- الذي اختلقته انت
- ارجوا المعذرة
- لم ارى من براون ما تتحدثين عنه فهو منشغل بالعمل بالمزرعة وبالخيول مابين ترويضها واعدادها للسباق والعناية بها ونقلها لا وقت لديه حتى للمغادرة لرؤية ابنة عمك التي تزعمين انه على علاقة بها لذا توقفي عن ادعاء هذا لقد التزمت الصمت بالسابق حتى ارى الى اين تريدين الوصول
فتحت شفتيها عاجزة عن النطق لاول وهله وعينيها ثابته عليه دون ان ترمش قبل ان تتمتم بعدم تصديق
- اختلقت الامر .. ولما قد افعل هذا .. اه ربما رغبت بالتحدث معك ف .. وجدت هذا الامر سببا كي افعل .. يالاغرورك
- اتعتقدين انك اول من يسعى لهذا
اغلقت شفتيها جيدا وقد اكتظت بالاف الكلمات التي تتزاحم على اطرافهم ومازال عدم التصديق يلازمها لتتمتم
- انني بمنزل عمي روفن
- ارجوا المعذرة
- اقوم بتذكير نفسي حتى لايبدر مني مايعد قلت ذوق ناحيتهما
اجابته ومازالت تحاول جاهده عدم البوح بما ملاء صدرها لتلمحها بنظرت شاملة وتتحرك مغادرة الغرفة فهذا افضل ما تستطيع فعله وقد شعرت بالاهانة الشديدة وان لم تبتعد الان قد تخرج عن طورها لتتوقف وهي ترى عمها روفن ووالدتها يقتربان فحيتهما وهي تحاول ان تخفي مايحدث بداخلها متسائلة عن حال شقيقه فاجابها
- تعرض لبعض الكسور ولكنه سينجو ( وأشار برأسه نحو الباب مستمرا ) هل وصلوا
- نايل كريمر
- بمفردة ( تسأل روفن بحيرة )
- اجل ( أجابته باقتضاب وأضافت ) اسمحوا لي ألان واعذروني لعدم تمكني من مشاركتكم العشاء
وتحركت مبتعدة وهي تسمع صوت روفن وهو يقول
- ولكن لما أنت بمفردك أين شقيقك والآخرون
- لديهم بعض العمل الذي عليهم إنهائه لذا حضرت بمفردي
قال مدعي فالقد تعمد عدم احضارهم فلا يرغب بان يعلموا بأمر فيولا وكاثرين .