جدار هش
- ها انا قادمة
قالت جوانا وهي تقوم بتثبيت هاتفها بكتفها وبنفس الوقت تمسك الاكياس العديدة التي تحملها بيَديها جيداً وتنظر الى الطريق وتهم بقطعها الى الجهة المقابلة مستمرة وهي تتفادى السيارات وتنسل من بينهم متجها نحو سيارتها
- لن اتأخر اكثر .. اطلب الطعام .. لا تقلق انها عشر دقائق وأصل اليك
تابعت وهي تصعد بسيارتها متأملة الطريق قبل ان تنطلق شاردت بافكارها فمازال عليها انهاء بعض الامور لذا ستتناول الطعام سريعا برفقة روجر ومن ثم تتابع لا خيار اخر امامها فلا ترغب بالوصول الى دوراسون في وقت متاخر .
ابتسمت لروجر وهي تقترب من الطاولة التي يجلس عليها بانتظارها ليتأملها برضا من شعرها البني الذي تتخله خصل شقراء والذي تركته على حريته بينما رفعته من الامام بنظاراتها الشمسية الى ملابسها الرسمي المكون من جاكيت مخصرة تحتها قميص بيضاء وتنورة قصيرة مع الكعب العالي وقد اعتادت منذ بداية عملها على ارتداء هذه الازياء الرسمية توسعت شفتيه عن ابتسامة وهو يقف عند اقترابها محي اياها وطابعا قبلة على خدها وهو يقول
- لقد تاخرتي
جلست بجواره قائلة وعينيها معلقتين بطبق الطعام الموضوع امامها فهو يعرف ما تحب تناوله
- علي فعل الكثير بوقت قصير
- لم تنتهي بعد
- لا ولا اريد ان اتأخر في التوجه نحو دوراسون
- لما لا تقومين بتأجيل الامر للغد لا احبذ فكرة قيادتك ليلا
- وعدت والدتي ( اجابته وهي تبدأ بتناول ما بطبقها مستمرة ) ان اصل اليها اليوم .. كما ان الطريق الخارجية لن تستغرق معي اكثر من ساعتين .. ولاريس ترافقني لذا لا يوجد ما يقلق
اخذ بتناول الطعام بدوره قائلا
- رغم ذلك ما زلت افضل ان تذهبي غدا صباحا
- اعلم انك قلق من اجلي ولكن ليس عليك هذا
- انها المرة الاولى التي تقصدين بها تلك الطريق لما لا تذهبين بالطائرة
- احتاج لسيارتي
- كنت لأرافقك لولا التزامي بالعمل
- اعلم عزيزي ولكن لا تفوت نهاية الاسبوع مهما كنتَ منشغلاً
- وهل استطيع ذلك ستغضب مني ميلينا ان فعلت وحقا انا بغنى عن هذا
- انها تودك
- ليس كثيرا
- لقد خطفت قلب ابنتها الصغيرة فلا تلمها ولكن ااكد لك انكَ تروق لها حتى لو لم تظهر هذا تعتقد ان عليها التصرف بجدية معك حتى لا تجرؤ على اغضابي او التسبب بأذيتي
- وهل استطيع هذا
أجابها وهو ينظر اليها باهتمام لتتعلق عينيها به بمحبة فلقد فتنها باهتمامه وكلماته بالإضافة لسحره الخارجي فهو رجلا ملفت ويفرض وجوده اينما كان عينيه حادتان ماكرتان وتوحيان بالذكاء بالإضافة لتلاقته بالحديث وهو يجيد استغلال هذا لإقناع من امامه بما يريد
سحب نظره عنها ببطء نحو هاتفه الذي أخذ بالرنين لتخرج من سحر تلك اللحظة بينهما وتعود نحو طبقها بينما تناول هاتفه محدقاً باسم دنيز مساعدته في العمل والذي ظهر على الشاشة لتقول وهو يقوم بإعادته الى مكانه دون ان يجيب
- لن يدعوك وشانك حتى عندما تتناول الغداء
- ما الجديد بالأمر ( قال وعاد ليتابع تناول طعامه وهو يتسائل ) مازالا مصران على ان يكون الحفل عائلي
- اجل بالإضافة لبعض الاصدقاء المقربين ليس الا
- الا تشعرين انها تعجلت الامر ربما كان عليهما ان يؤجلا فكرة ارتبطهما قليلا
- انهما ناضجان تماما ويعلمان مايريدان ( اجابته وهي تتناول هاتفها الذي يرن بدوره لتجيب ) اجل لاريس
- اين انتِ لقد اصبحت الرابعة والنصف
- اتناول الغداء برفقة روجر
- الغداء الان ليكون متى ستحضرين
- لم انتهي بعد فمازال علي العروج على ميزون للشوكولا لإحضار ما اوصتني به امي واحضار ملابسي ومن ثم امر على المنزل لاتناول حقيبتي ثم اقصدك هل أعددت كل شيء
- اجل سأكون بانتظارك لا تتأخري اكثر واوصلي تحياتي لروجر
- سأفعل وداعا ... ترسل تحياتها لك ... و .. علي المغادرة
اضافت وهي تترك شوكتها فقال معترضا
- انهي طبقك
- لقد شبعت
- لا بل انتِ على عجلة من امرك
- اجل لا اريد ان أتأخر اكثر
- سأشتاق لك
ابتسمت لقوله فتناول يدها الموضوعة على الطاولة بيده ليقربها من فمه طابعا قبلة عليها وهو يهمس وعينيه لا تفارقان عينيها
- لنبقى على اتصال ولكن لا تنشغلي بالهاتف وانت تقودين دعي هذا للاريس
- سأفعل
اجابته وهي تعقص شفتها لتسحب يدها منه متناولة هاتفها وهي تستمر
- اراك بعد ثلاثة ايام اذا .. لا تتأخر سأنتظرك .. وداعا
تنهدت بعمق وهي تعود للجلوس بمقعد سيارتها لتنطلق بها من جديد ان افضل ما حدث لها هذا العام هو التقائها بروجر الذي سحرها منذ لقائهما الاول رغم عدم اعترافها له بهذا فلم تجعل امر موافقتها على مواعدته امرا سهلا له ابتسمت برضا ويتملكها شعور بانها قد وجدت ضالتها اخيرا .
اوقفت سيارتها في السادسة والنصف امام منزل خالتها انغريد لتتحرك لاريس ذات الشعر الاسود المرفوع الى اعلا على شكل كعكة في منتصف راسها لتبرز ملامح وجهها النحيف وعينيها الواسعتين والتي ارتدت حذاء عالي مع ثوبا صيفي ذا الوان زاهية قصير باتجاهها فور توقفها لتفتح صندوق السيارة الخلفي وتضع حقيبتها به وتندس بجوارها واضعة جهازها اللوحي في الدرج الامامي للسيارة لتنطلق جوانا من جديد ولاريس تقول
- هل احضرتي كل ما اوصتك عليه خالتي
- اجل
- تبدوا والدتي متحمسة للأمر كما اعلمتني ان دوراسون تروق لها ... الا تشعرين بالحزن لابتعاد والدتك الى هناك وارتباطها
- انا سعيدة من اجلها لقد مضى على وفاة والدي زمن طويل الا تذكرين كنتُ حينها بالعاشرة
- افعل .. كيف تجدين غرنت اعني لم يمضي على تعارفهما الكثير حتى قرارا الارتباط
- انهما بعمر مناسب لاتخاذ قرار كهذا لقد توفيت زوجته منذ خمس اعوام لابد وانه يشعر بالوحدة
- مازلتُ اشعر بالحيرة فقد حدث الامر بسرعة كما اني لا استطيع تخيل منزلكما فارغ
- انا موجودة به وليس فارغا ( تأملتها لاريس قبل ان تقول )
- الا اعرفك جيدا ولكنك تخفين حزنك جيدا
- لا لا اخفيه انا سعيدة من اجلها لقد قمت بتشجيعها للقيام بهذه الخطوة عندما اعلمتني بهذا انها تستحق الحصول على حياة جديدة آن لها التفكير بنفسها وتركي وجورجيا لنمضي لم نعد صغيرتان
- اعتقد انها ستجد صعوبة بالتأقلم بدايتا هناك فهي معتادة على ضجيج المدينة
- لم يمضي على وجودها هناك يومان وتستمر باعلامي انها سعيدة والمكان يروق لها جدا هادئ وهوائه نظيف ويشعر المرء بانه عاد للحياة من جديد .. حان لها الحصول على الراحة
انشغلت بمتابعة الحديث مع لاريس ليمضي الوقت سريعا دون ان تشعرا به وقد عملت لاريس على وضع بعض الاغاني المرحة لتغنيا بمرح وتتضاحكان باستمتاع فلطالما كانت لاريس ابنت خالتها المقربة منها منذ صغرهما وكلا منهما تفهم الاخرى حتى دون ان تتحدثا مما جعل علاقتهما مميزة حل الظلام عليهما ومازالتا بالطريق لتقول جوانا بارتياح وهي ترى يافطة الطريق التي تشير الى دوراسون
- اخيرا ها نحن نقترب من الوصول ( وعادت نحو المرأة الجانبية تتأمل السيارة التي تسير خلفها والتي على ما يبدوا ان صاحبها على عجلة من امره مستمرة ) اتوقع ان نصل قبل العاشرة .. ما باله
اضافت بضيق وهي ترى اضواء السيارة خلفها تعلوا بقوة فنظرت لاريس للخلف قبل ان تقول
- انها فتاة
- وان كانت على عجلة من امرها الطريق لي .. تبا لا احب التواجد بقرب السائقين المتهورين الا ترى انه لا يمكنها التخطي عني
جلست لاريس جيدا في مقعدها قائلة
- لا تدعيها تمر مهما حاولت
وعادت لوضع بعض الأغاني مستمرة وهي تصغي باستمتعا
- سيقيمون حفلا غنائي قريبا سأحاول الحصول على تذاكر له
- افعلي لنقضي وقتا ممتعا .. ماذا الان
تابعت بضيق وبوق السيارة خلفها يعلوا بشدة ودون توقف فاشارت بيدها التي اخرجتها من النافذة هاتفه
- ماذا هناك الا ترين انكِ لا تستطيعين المرور
- ابتعدي عن الطريق قليلا وسامر
تمتمت جوانا مقاطعة لاريس من جديد والتي نظرت اليها ثم للخلف والسيارة الاخرى تحاول الاقتراب منهم لتتخطى عنهم بقوة مما جعلها تسرع بالابتعاد يمينا كي لا تصتدم بها لكن الاوان كان قد فات وقد دُفعت السيارة من الخلف لتفقد السيطرة عليها وتندفع مبتعدة عن الطريق نحو المنحدر الترابي المجاور لتحاول بكل طاقتها التوقف ولاريس تصيح وهي تتمسك جيدا بحافة النافذة بيد وبيدها الاخرى تمسك مقعدها وقد رفعت احد قدميها على تابلو السيارة لتثبت في جلستها لتندفعا للأمام بقوة لارتطام مقدمة السيارة بصخرة امامها لتتوقف في مكانها فاسرعت جوانا بتثبيت السيارة وايقاف محركها والذهول يتملكها لما حصل لتنظر نحو لاريس بعينين مذعورتان وهي عاجزة عن النطق لأول وهلة لتهمس لاريس دون تصديق
- لقد دفعتنا .. لقد فعلت .. سأريها
اضافت وهي تغادر السيارة لتسرع جوانا بفك حزام الامان ومغادرة السيارة خلفها بينما سارت لاريس بغضب متجاهلة اضواء السيارة الاخرى المسلطة عليهما والتي توقفت بعد ان دفعتهم لتترنح بسبب حذائها العالي وهي تقول بصوت غاضب وجوانا تسير بخطوات واسعة لتتبعها
- اجننتِ كدتِ تقتلينا ايتها الحمقاء ماذا دهاكِ الا ترين امامك
- ان كنتِ لا تجدين القيادة فلا تسيري بالطرقات والتزمي منزلك كدت تودين بحياتنا
هتفت جوانا وهما تتخطيان الضوء المسلط عليهما لتترجل فتاة ممشوقة القوام من خلف المقود وتغادر السيارة فتاتان من المقعد الخلفي وفتاة اخرى من جوار السائقة التي قالت
- الخطء عليكما لما لم تسمحا لنا بالمرور لو فعلتما لما وقفنا الان هنا
- لأنه لا يحق لك المرور الم تتعلمي قواعد المرور ام تعتقدين ان الطريق يخصك وحدك
اجابتها جوانا فاسرعت سيلا بالقول بتذمر
- انظروا لهذا انتِ السبب لما الت اليه الامور لو سمحتي لي بالمرور منذ البداية لما كنا الان واقفين نتحدث لذا ليست مشكلتي انك عنيدة بغباء ما كان ليحدث لك لو سمحتي لي بتخطيكِ ام ان الامر مجرد عناد
- ايتهال
اسرعت جوانا بإمساك لاريس من ذراعها والتي قالت ذلك وهي تهم بالاندفاع نحو سيلا لتقول وهي تمنع لاريس من الحراك
- لقد قمتي بدفع سيارتنا عمدا اتدركين خطورة ما فعلتي كدت تودين بحياتنا
- بل فقدت السيطرة ولم تستجب لي سيارتي ماذا افعل كان عليك السماح لي بالمرور لتفادي كل هذا ولكنك لم تفعلي اتعتقدين انك تملكين الطريق انه خطئك منذ البداية
اجابتها دون مبالاة وهي ترفع كتفيها لها برقة مما جعل جوانا تستشيط غيظا لتهم بتحرك بدورها نحوها وهي تهتف مما جعل لاريس تسرع بإمساك ذراعها هذه المرة
- كدنا نموت هناك وانت غير مكترثة .. اريد الشرطة اين هي اين هاتفي
توقفت عن المتابعة ومحاولت الافلات من لاريس لتحدق كما فعلن الفتيات نحو الجيب الذي اقترب منهم ليتوقف بقربهم فأسرعت سيلا بالقول بقلق وهي تحدق بسرعة خلفها
- من اتصلت به ( اجابتها ماريانا )
- تعلمين انه كان علي هذا
- سأقتلك
تمتمت لها دون صوت بينما تعلقت عيني جوانا ولاريس بالرجل الذي ترجل من الجيب الاسود وتحرك نحوهم وهو يجول بنظره بهم وقد امسك مصباحا بيده رغم ان أضاءت الشارع منارة فأسرعت سيلا بالقول بصوت يملائه الدلال
- لقد تعرضت لحادثا جديد
- هل اصبتي ( قال باهتمام وهو يتأملها ونظر نحو الفتيات الاخريات مستمرا بصوت قلق ) انتن بخير
- اجل ( اجابته ماريانا )
- نحنا هنا لسنا بخير وقد تعمدت الاصطدام بنا لنرسو اخيرا هناك
قالت لاريس بتذمر غاضبة فابتعد عن سيلا وتوجه نحوهما مسلطا الضوء عليهما متأملا اياهما وهو يتخطاهما نحو السيارة ليلتف حولها متفقدا اضرارها
- يجب ان اتصل على الشرطة هي ستتدبر الأمر
قالت جوانا بإصرار وعدم رضا وهي تعود بأدراجها نحو السيارة لتفتح بابها وتهم بتناول هاتفها
ليسرع ناثان بفتح الباب المقابل لها ويمد يده متناولا هاتفها وهاتف لاريس قبل ان تفعل قائلا
- ليس علينا ادخال الشرطة بالأمر
تعلقت عينيها بالعينين العسليتين ذوات الرموش الكثيفة القريبتين منها ومازالت يدها ممدودة الى حيث كان هاتفها لتقول بحذر والصدمة بادية عليها لتصرفه
- ارجوا المعذرة .. ليس علينا الاتصال بالشرطة ( هز راسه لها بالإيجاب لتهتف مستنكرة ) اعد هاتفي لي الان
- سيبقى معي الى ان نحل هذه المشكلة فانا ساقوم بإيصالكما الى حيث تريدان الى حينها اعيده
- ارجوا المعذرة
- سأتكفل بكل شيء ليس عليك ان تقلقي
- وكيف هذا وانت تأخذ هاتفي كيف تسمح لنفسك بهذا حتى
- اعلمتك اني سأتكفل بكل شيء
- وانا لا اريد منك شيء اريد حضور الشرطة الى هنا في الحال
- لن يحدث هذا ( اجابها رافضا الامر وتابع ) ساتكفل بكل الاضرار الناجمة عن الحادث وهذا كل مايهمك بالامر
اجابها وعينيه لا تفارقان عينيها قبل ان يستقيم بوقفته خارجا من السيارة لتسرع بسحب نفسها ايضا خارجا محدقة به دون استيعاب
- انتَ جاد ( قالت وهي تتحرك ملتفة حول السيارة بصعوبة مع كعبها العالي والارض الترابية التي تسير بها مستمرة ) باي حق تجرؤ على تناول هواتفنا من السيارة هذه تعد سرقة ولما ليس علي اعلام الشرطة اليس هذا حادث سير اذا يجب ان يعلموا ام تحاول حمايتها واخفاء انها تعمدت فعل هذا لاستهتارها بأرواح الناس
- هدئي من روعك كل ما ه
- ماذا تعني انه تناول هواتفنا كيف تجرؤ على هذا اعد هاتفي بسرعة
قالت لاريس وهي تعود باتجاهه ايضا
- هذا التصرف غير مقبولا ابدا ( اكدت جوانا وهي تمد يدها له وترفع راسها جيدا مستمرة بجدية تامة وعينيها ثابتتان على عينيه ) هاتفي بسرعة
حرك عينيه عنها ببطء نحو لاريس التي وقفت بجوارهما وهي تسرع بالتمسك بذراع جوانا كي لا تقع وهي الاخرى تجد صعوبة بالسير قائلة
- هاتفي ايضا الان وعلى الفور
- اكنتما تشربان لما تترنحان
حدجته جوانا بنظرة بينما اخذت ضحكات الفتيات خلفها تتصاعد مما جعل وجه لاريس يحمر وهي تقول
- ان لم نحصل على هاتفينا الان ستندم
- اتهدديني ( قال بهدوء فأسرعت جوانا بالقول بتأكيد )
- اجل نفعل فلا يحق لك اخذهما
- حسنا ان وعدتماني بعدم الاتصال بالشرطة سأفعل
همت لاريس بالتحدث فأسرعت جوانا بالقول وهي تضغط على يدها التي تمسك ذراعها قائلة وعينيها لا تفارقانه
- سَنَعدُك هيا اعدهم
تعلقت عينيه بها لتظهر ابتسامة ببطء على حافة شفته وهو يقول
- وانا لا اصدقك
- ناثان هيا بنا ( هتفت سيلا بتذمر فأجابها دون ان تفارق عينيه الفتاتان التين امامه )
- تستطيعين المغادرة انا سأتدبر الامر هنا
- لستَ جادا لا تتحركِ من هنا فلقد تسببتِ بكل هذا وعلينا التبليغ عن الحادث وعليكِ التواجد هنا
قالت جوانا مستنكرة فاسرع ناثان بالقول مقاطعا اياها
- بل غادري وسيري بحذر هذه المرة وانتما ( اسرع بالإضافة وقد همتا بمهاجمته من جديد ) سأقوم بإيصالكم الى اين تريدون لا تقاطعيني انتظري وسأعمل على ان تسحب السيارة وتقتيد الى الكراج لإصلاحها واعادتها لكما جديدة أهذا يناسبكما
- لا ( قالت جوانا وهي تسمع صوت سيارة الفتيات تبتعد فأسرع بالقول )
- ولما لا اتحتجن الى علاج نفسي ايضا هل سبب لكم الحادث صدمة ما
- كيف تجرؤ على السخرية منا ( قالت لاريس مستنكرة تصرفه لتقول جوانا )
- تعتقد انك فوق القانون ستحاسب انت وهم على هذا
- اعلمتكما اني ساقدم لكم كل ماتحتاجان اليه من ايصالكما الى حيث تريدون واصلاح السيارة ام تراك تسعين للحصول على بعض المال ايضا
- اريد الشرطة الان هنا ( قالت جوانا رافضة كل ما يتحدث به فقال وهو يضع يديه على خصره بنفاذ صبر )
- انتما لاتصدقان اني ساقدم لكم يد المساعدة اليس كذلك
- لن اثق باي كلمة تقولها فلقد سمحت للتو بمغادرة من تسببت لنا بهذا دون ان تتحمل مسؤولية أفعالها ( قالت جوانا واستمرت وهي تشير بيدها حيث اختفت سيارة الفتيات ) لقد تعمدت الاصطدام بنا انت لا ترى ان الامر بحد ذاته كارثة
- انها ليست ماهرة بالقيادة فقط اعترف بهذا ولكن ان تتعمد تعريض حياتكما للخطر لا اعتقد انها قد تفعل ولننظر للأمر بطريقة أخرى انتِ بحال جيدة وهي كذلك لا اصابات والسيارة كما قلت لكما سأطلب سحبها الى الكراج لصيانتها واعادتها كما كانت اليس هذا ما تريدونه في النهاية
- بل نريد ان لا تتعرض حياة الناس الى الخطر بسببها ( قالت لاريس )
- اعلمتكما اني سأتدبر الامر
- ولما علينا تصديقك ( قالت جوانا واستمرت بتأكيد ) لم يبدر منك الى الان ما يجعلنا نفعل
نقل نظره بينهما بصمت ليتحرك وهو ينفض يديه على جنبه متخطي عنهما لتسرعا بلحاقه بنظرهما وقد دب الذعر بهما اينوي المغادرة ايضا وتركهما هنا اسرعت جوانا تهم بإيقافه الى انها عادت للقول بقلق وهي تتحرك نحوه لرؤيته يفتح صندوق سيارتهم
- ماذا تعتقد نفسك تفعل
- اساعدكما للوصول الى حيث تريدان فهيا ( اجابها وهو يتناول حقيبة لاريس ويبتعد متجها نحو سيارت )
- لن نصعد معك
- ان كان لديك اي خيارات اخرى اني اصغي
- اعطنا هواتفنا ونحن سنتدير الامر
- عندما اوصلكما الى وجهتكما سافعل اما الان فلا
نقلت جوانا نظرها نحو لاريس ليتبادلا النظرات بقلق قبل ان تهمس لاريس وهي تقترب منها
- وما الخيارات الاخرى التي لدينا
- قد يكون مجرم هل جننا لنصعد معه الم تريه كيف جعل الفتيات يتملصن من فعلتهم دون اكتراث ويرفض جعلنا نتصل بالشرطة
- قد يكون
- اذا كيف نصعد معه ( تسألت جوانا بقلق )
- الدنيا اي خيار اخر
- لابد وان هناك خيارا اخر فلم نجن لنصعد مع رجلا لا نعرفه ولا اشعر بالراحة له سننتظر مرور السيارات من هنا ونطلب المساعدة من احداها
- الوقت متاخر جدا لست واثقة من اننا سنكون بخير أن بقينا هنا اوحتى صادفنا اناس اخرين كيف سنستطيع التأكدي من انهم افضل منه .. اننا فتاتان بمفردنا بهذا المكان الخالي و .. المعتم
توقفت عن المتابعة ونظرت كما فعلت جوانا نحو ناثان الذي عاد بأدراجه نحوهما ليلمحهما بنظرة وهو يعود ليتناول حقيبة جوانا ويتجه نحو سيارته قائلا
- ليس عليكما القلق فأنتما بأمان ( عادتا لتبادل النظرات لتقول جوانا )
- لا اشعر بالراحة له فلو كان ينوي خيرا لأعاد لنا هواتفنا
- علينا ان نفعل كالتالي انا اجلس بالمقعد الخلفي خلفه مباشرة وانت بجواره وان صدر منه ما يقلك سأعمل على مهاجمته من الخلف وانت احصلي على الهواتف منه باي طريقة حتى نستطيع طلب النجدة
- ما هذه الليلة الجنونية
- الدينا خيار اخر الديك اقتراح اخر انظري حولك نحنا منعزلون هنا .. كما قلت لك سأنقض عليه من الخلف ان اظهر اي سوء نية لديه
رغم عدم اقتناعها بقول لاريس فعضلات الرجل الذي يرتدي تيشرت سوداء وبنطال من الجينز الازرق بارزة وتناسق جسده الممشوق يجعلها واثق من انه من الرجال الذين يهتمون بممارسة الرياضة فالقوة تظهر عليه ولن تستطيعا شيئا معه الا انها اجابتها محاولة ان تبدوا الثقة بصوتها
- لنفعل لن يستطيع شيئا معنا كما اننا اقتربنا على ما اعتقد من وجهتنا وعندما نصل نتصل بالشرطة لأعلامهم عما تعرضنا له ولكن الان لنصل الى مزرعة برايدن اولا
هزت لاريس رأسها بالإيجاب لتتحرك نحو السيارة لتتناول حقيبة يدها وحقيبة جوانا التي بدورها فتحت الباب الموئدي للمقعد الخلفي لتتناول منه الصندوق الذي احضرته لوالدتها لتسيرا نحو الجيب الاسود لتتنفس الصعداء وقدميها تستقران على الطريق اخيرا بينما جلس ناثان بانتظارهما خلف مقوده عادتا لتبادل النظرات ولاريس تفتح الباب الخلفي لها لتضع الصندوق من يدها قبل ان تتحرك للأمام بينما صعدت لاريس لتجلس خلف ناثان الذي ثبت راسه نحو الطريق لتصعد جوانا للجلوس بجواره قائلة
- اتصل على الكراج ليحضروا لسحب السيارة الان
- الا ينتظر الامر للصباح فالوقت متأخر
- لا لا ينتظر عليك فعل هذا الان وامامنا والا اعتقدنا انك تحاول خداعنا
رفع حاجبه ببطء وعينيه معلقتان بعينيها فقالت بتأكيد
- عليك فعل هذا الان
حرك يده ليتناول هاتفه من جيب بنطاله مما جعلها تتلفت تبحث عن الهواتف لتراهم بجيب الباب المجاور له
- ارفع الصوت ( اضافت بتأكيد وهي تسمح صوت رنين هاتفه مضيفة ) اريد ان اسمع المحادثة
- انتين فتيات المدينة لا تثقن بأحد
- ولما علينا ان نفعل فما بدر منك الى الان ليس مطمئنا
مع توقف الرنين عاد من جديد للاتصال ليجيب صوت رجلا وهو يقول
- اجل
- نويل احضر لسحب احدى السيارات من مدخل دوراسون
- الان
- اجل انها على يمين الشارع اصطدمت بأحد الصخور
- فليعمل على اصلاح مؤخرتها ايضا فلقد تعرضت للدفع ام تراك نسيت
قاطعته جوانا قائلة بثقة فاستمر دون ان يعيرها اي اهتمام
- اعمل فحصا شامل عليها واصلح جميع اعطالها حتى التي لا علاقة لها بالحادث متى تستطيع الانتهاء منها
- الى ان اقوم بفحصها اعلمك لمن هي
- انا سأقوم باستلامها منك لا تتأخر بالحضور لسحبها عليك ان تضعها بالكراج الليلة
- اراك بعد نصف ساعه اذا
- سأغادر المكان لن تجدني بجوارها غدا نتحدث
- حسنا وداعا ( اغلق الهاتف ونظر اليها مستمرا ) أهذا جيد
- وان كنتَ وصديقك محتالان والامر مجرد ادعاء
جلس جيدا ليحرك سيارته وينطلق بها وهو يقول
- اذا انتما في مشكلة .. كبيرة
حركت جوانا نظرها نحو لاريس التي بادلتها النظرات قبل ان تقول دون صوت
- لا تقلقي
واشارت بيديها نحوه بأنها ستنقض عليه بهم ان فكر بفعل شيئا
عادت جوانا ببطء الى ما امامها تتمنى لو كان لديها ثقة لاريس بانهما تستطيعان النيل منه لو حاول شيئا ولقد شعرت بالندم لعدم حملها للبخاخ في حقيبتها لطالما اوصتها والدتها بان تفعل لان المرء لا يعلم ما قد يواجهه
- الى اين انتما متجهتان
- منزل غرنت برايدن ( اجابته جوانا لتتوقف مقلتيه تماما عن الحراك ومازال نظره ثابتا على الطريق امامه مستمرة ) ان موقعه على هاتفي هاته لأريك الطريق
لمحها بنظرة جانبية قائلا
- محاولة جيدة
- اتعتقد انه يحق لك الاحتفاظ بهم هذا امرا مرفوض تماما انت تخالف القانون هنا وتجبرنا على مرافقتك وتحتجز هواتفنا وهذا بحد ذاته جريمة يحاسب عليها القانون
- صعدتما برغبتكما
- فعلنا هذا لأننا واثقات من اننا نستطيع تدبر امورنا في اي ظرف واي موقف قد نتعرض له لذا ( اضافت لاريس بتحذير وتابعت ) عليك التركيز على الطريق امامك والحرص على إيصالنا الى منزل غرنت برايدن بأمان تام ودون ان تراودك اي افكار اخرى فنحن نستطيع الدفاع عن انفسنا بشكل جيد بل جيد جدا
- اتعلم اين يقع ام ارشدك ( قالت جوانا بثقة مستمرة ) ان كنت تجد صعوبة بهذا فلتدعني اقود
حدج لاريس الجالسة خلفه بنظرة من خلال المراة قبل ان ينظر نحو جوانا وكلتاهما تنظران اليه بتعالي ليقول وهو يعود نحو الطريق امامه
- انا من تم اختطافه هنا .. لا عليكما هناك يافطة كبيرة ستطل علينا بعد قليلا وهي تؤدي الى مزرعة برايدن
- كنت اعلم اننا قريبتان منها
قالت جوانا وهي تنظر الى لاريس لتشعر الاخيرة ببعض الراحة لتقول بحماس مفاجئ وهي تتنبه لليافطة التي تشير الى مزرعة برايدن
- ها هيا اتبع السهم انه يشير الى اليمين
فعل ناثان ودخل الى طريقها لتحاول جوانا تأمل ما يحيط بها بهذا الليل بينما تسألت لاريس
- اين هي ( وعادت للإضافة لسيرهم دون ظهور اي منازل امامهم ) المنزل بعيدا عن هنا
- اعلمتني والدتي انه يطل على المراعي بأجمعها لذا اعتقد اجل انه بعيد
ولكن الاستمرار بالسير جعل القلق ينسل اليها فنظرت نحو الرجل الجالس بجوارها والمنشغل بالقيادة لتتأمله من شعره الطويل قليلا من الامام لتتابع نحو عينيه ثم انفه وشفتيه المتناسقتان الى ذقنه البارزة
- تحاولين حفظ كيف ابدوا ( قال دون النظر نحوها وقد شعر بتأملها له فقالت بتأكيد )
- اجل افعل ففي وقتنا نسمع عن الكثير من الحوادث ايزعجك الامر
ابتسم بسخرية قائلا
- سأتخلص منكِ سريعا بحيث لا تستطيعين حتى اعلام احد بهيئتي .. في حال كنت انوي سوء ( تابع بخبث وكانه يتسلى بإفزاعهما وامام عينيها الثابتتان عليه دون ان ترمش نظر نحوها ليغزها بعينه بمرح وقد سره افزاعها وهو يقول ) لستُ انوي سوء
رغم قوله هذا الا انها لا تشعر بالراحة له فسحبت نظرها عنه ببطء نحو لاريس لتتبادل واياها النظرات من جديد قبل ان تعود الى ما امامها وقد اخذَ القلق يزداد بداخلها لتتوقف عينيها على الاضاءة الصادرة من المنزل الخشبي ذا الطابقين وقد اخذوا يقتربون منه الا ان توقفوا امامه ليترجل ناثان فور ايقافه للسيارة مما جعلها تسرع بالنظر الى لاريس والقلق يدب بها قائلة
- لا يبدوا الامر مطمئنا
- لا اعتقد انه احضرنا الى مزرعة برايدن حتى
اجابتها لاريس وهي تتلفت حولها وتوقفت عن المتابعة محدقة به مع انفتاح صندوق السيارة خلفها ليتناول منها الحقائب فأسرعت جوانا بالانحناء نحو مقعده لتتناول هاتفها وهاتف لاريس من جيب باب السيارة لتسرع بإعطاء لاريس هاتفها وهي تقول
- سأتصل بالشرط
توقفت عن المتابعة وهي تتابعه يتخطى السيارة وقد حمل حقيبتيهم كل واحدا بيد ليقترب من باب المنزل المفتوح قليلا ليدفعه بقدمه فهتفت لاريس لتحثها على اجراء المكالمة
- انه منزله هيا اسرعي بالاتصال ب
توقفت عن المتابعة وعينيهما تتوقفان على ميلينا التي اقتربت من ناثان الذي دخل ووضع الحقيبتين ارضا لتسرع جوانا بمغادرة السيارة وهي تهتف مع اقتراب والدتها من الباب
- امي ( واسرعت باحتضانها لتسرع لاريس خلفها وهي تقول )
- خالتي هذه انتِ حقا
لتحتضنهما معا فتراجعت ميلينا للخلف بدهشة من تصرفهما بينما اقتربت انغريد منهما بحيرة لتسرع لاريس بالتوجه نحوها واحتضانها وهي تهمس وقد ترقرقت الدموع بعينيها
- هذه انتِ حقا امي
- ولكن ما بكما لما تتصرفان بهذا الشكل ( قالت انغريد وتابعت ميلينا لجوانا )
- ما بكما لما تأخرتما
- لقد .. لقد ( اخذت تقول بتلعثم وهي تجول بنظرها بأرجاء المكان بقلق وعدم فهم لتتوقف على ناثان الذي جلس على الاريكة المزدوجة مسترخيا للخلف واضعا قدما فوق اخرى بتسلط رجولي بحيث لا يتسع ليجلس احد بجواره دون ان يصطدم به وانشغل بهاتفه متفقدا سيلا لتضيف وعينيها معلقتين به ) من هذا
- انه ناثان ابن غرنت
توقفت مقلتيها عليه بثبات ومازال منشغلا بالرسائل التي يتبادلها مع سيلا قبل ان تسحبهما نحو لاريس التي تنظر اليها بدورها لتعود نحو والدتها قائلة
- انتِ جادة .. لقد اعتقدنا لوهلة انه تم اختطافنا
تبادلت انغريد النظر مع شقيقتها حائرة بينما اطل غرنت من داخل احد الغرف قائلا بابتسامة لرؤيتها
- ها قد وصلتما اخيرا .. كيف كانت رحلتكما
- جيدة جدا الا ان التقينا ( اجابته جوانا واشارت الى ناثان مستمرة ) به وبتلك الفتاة التي كادت ان تودي بحياتنا
- عما تتحدثين
اسرعت ميلينا بالقول بقلق وهي تتفقدها باهتمام فقاطعهم صوت ناثان المازال منشغلا بهاتفه
- انهما تبالغان ( وامام الصمت التام الذي حل رفع نظره عما بيده ليجد الجميع ينظر اليه فأضاف بتذمر ) لقد اصطدمت بهما سيلا من الخلف
- ليس من جديد ( قال والده بتذمر واسرع بالإضافة لهما باهتمام ) هل اصبتما
- تلك الفتاة تعمدت الاصطدام بنا لأنني لم اسمح لها بتخطي عني فلا يحق لها تجاوزي هناك مما جعلنا ننحرف بالسيارة ولولا وجود صخرة كبيرة اوقفتا والا لاستمرينا بالانحدار لقد تضررت السيارة من المقدمة ومن الخلف ايضا ونجونا بأعجوبة اين المبالغة بهذا
قالت مستنكرة فأضافت لاريس وهي تشير اليه
- وحضر هو ومنعنا من الاتصال بالشرطة واخذ هواتفنا كي لا نفعل و
- اتصلت بنويل ليقوم بإحضار السيارة لإصلاحها من كل ما بها وقمت بإحضاركما الى هنا الم افعل
- لقد ارغمتنا لم يكن لدينا خيار اخر ( أجابته لاريس فقال )
- انتما من صعد بإرادتكما فلا تقولي ارغمتنا
- لما لم تعلمنا انك ناثان ابن غرنت اذا عندما اعلمتك اننا قادمون الى هنا ام كان يمتعك دب الخوف بقلوبنا
قالت جوانا مما جعل غرنت يتبادل النظرات القلقة مع ميلينا وناثان يقول
- وما اهمية هذا الامر
- ليس له اهمية بالنسبة لك ولكن لنا نحن فتاتان غريبتان نحضر لاول مرة الى هنا له اهمية كبيرة ولكن اتعلم لم يعد شيء يفاجئني بعد سماحك لتلك الفتاة بالمغادرة دون ان تحاسب
اضافت جوانا حانقة فأسرعت ميلينا بإمساكها من ذراعها وهي تقول
- انا سعيدة انكما بخير وهذا كل ما يهمنا الان كنا بانتظاركما لتناول العشاء هلا .. هلا فعلنا هذا الان
نظرت نحو والدتها تهم بالتحدث الى انها عادت واطبقت شفتيها جيدا كي لا تسترسل بكل ما ملاء فمها من كلمات من اجل والدتها التي تنظر اليها برجاء بينما قال ناثان
- اخيرا
وتحرك ناهضا ومتخطي عنهم لينظر اليه والده معاتبا بينما همت لاريس بالتحدث فأسرعت انغريد بنهرها بعينيها قائلة
- لقد اعددنا عشاء لذيذ بمناسبة قدومكما وكنا بانتظاركم لتناوله فهيا بنا
عليها ان تهدأ ليس من المناسب افساد امور والداتها اجل ليس من المناسب هذا ولكن هذا الرجل الجالس بجوار لاريس التي جلست امامها لتناول الطعام قد استفزها بلا مبالاته لقد سمعت غرنت يتحدث عن ابنائه في الزيارة الوحيدة التي حضر بها لمنزلهم لتناول العشاء برفقتهم ولقد علمت حينها ان امرا ما يجري بينهما والا لما كانت والدتها لتدعوه لتفاجئها بعد يومان فقط باعلامها بانها وغرنت سيرتبطان قريبا لم يمضي على هذا الحدث اسبوعان ولم يسعفها الوقت للالتقاء به من جديد فالقد حدث الامر بسرعة لم تعترض عليها فكل ما كان يهمها بالأمر هو سعادة والدتها وان كانت بالارتباط بغرنت الأرمل والمتقاعد وقد علمت انه أستاذا جامعي وهو اب لاثنان فتاة الان بسنتها الاولى بالجامعة وبشاب يعمل بالتجارة نظرت نحو غرنت وهي تمضغ لقمتها ببطء فقد التقت والدتها به باحد امسيات تناول العشاء التي يقمنها هي واصدقائها بشكل دوري وعلى ما يبدوا انها قد نالت استحسانه فمنذ اول لقاء بينهما وهو يسعى للتواصل معها ومراسلتها فوالدتها قد تقاعدت من عملها ايضا حيث كانت تعمل مدرسة للغات لتكتفي الان بالعمل على ترجمة الكتب عادت نحو طبقها كل ما يهمها هو سعادة والدتها فمنذ وفات والدها وهي لم تنشغل عنها وعن جورجيا التي انشات اسرة منذ بضع سنوات وغادرت البلاد للانضمام الى زوجها تابعت تناول الطعام محاولة الخروج من شرودها والإصغاء للحديث الدائر حول الطاولة وقد اخذت كل من والدتها وخالتها بالإضافة لغرنت بالتحدث بحماس محاولين جذبهم لحديثهم لتكتفي بالابتسامة لهم بينما انشغل ناثان بتناول هاتفه كلما وصلته رسالة جديدة لينظر الى ما اتاه ليعود ليتابع تناول طعامه بصمت قبل ان يتحرك ليعود للجلوس على الأريكة فتابعته ميلينا قائلة
- الن تتابع تناول طعامك
- لقد فعلت شكرا لكِ كان لذيذ
اجابها باقتضاب وهو يعود لتركيز بهاتفه بينما تعلقت عيني جوانا بلاريس التي سحبتهما عنها ببطء لتعود نحو طعامها تبادلت ميلينا النظرات مع غرنت والقلق باديا عليها مما جعله يحرك يده لتحيط اصابع يدها وهو يقول
- كنت اتحدث وميلينا انه ربما كان علينا من قبل جمع العائلتان معا لتعارف ( توقف ناثان عن متابعة ما كان يقرأ وكل تركيزه منصب على والده الذي استمر بينما حدقت بهما جوانا وهو يتابع ) لم يسعفنا الوقت سابقا لذا فالأيام هذه التي تسبق الزفاف ستكون بالتأكيد كافية لتعارف بشكل جيد فنحن بالنهاية الامر سنصبح اسرة واحدة .. لقد اصبح لديكِ المزيد من الاشقاء الان وليس واحدة وتستطيعين الاستناد عليهم عند الحاجة
اضاف لجوانا بود فاصطنعت ابتسامة لتظهر ببطء على شفتيها مجبرة اياها على الظهور ففكرت انها تحتاج الى المزيد من الاشقاء تبدوا سخيفة جدا جدا بنظرها ربما عليها قول شيء همست لنفسها امام السعادة البادية على والدتها لقوله فقالت ببطء
- اجل بالتأكيد .. هذا .. امرا .. جيد .. و .. اصبحتُ املك المزيد من الاشقاء الان .. يسرني هذا .. بالتأكيد اجل افعل
رفع ناثان حاجبيه ببطء الى أعلى دون ان تغادر عينيه ما امامه بينما قالت ميلينا بمحبة لغرنت الذي اختلط شعره الاسود بخصلات بيضاء زادته جاذبية امام ملامح وجهه التي لا تظهر عمره الحقيقي والذي قارب على الثامنة والخمسين وهو يكبر والدتها بخمس اعوام ولكن أيا منهما لا يظهر عمره الحقيقي عليه فلقد حرصت والدتها على المحافظة على رشاقتها والعناية ببشرتها بشكل مناسب جعل من الصعب على الاخرين تقدير عمرها الحقيقي
- من الجميل اجتماع افراد العائلة بهذا الشكل علينا دائما احضارهم الى هنا ( قال غرنت فأجابته ميلينا برضا )
- سنفعل بالتأكيد
- وانتما ايضا عليكما دائما الانضمام الينا ( اضاف لانغريد ولاريس التين ابتسمتا له )
- يسعدنا هذا
عادوا للجلوس على الارائك بغرفة الجلوس التي تطل على المطبخ لتجول بنظرها بأرجاء المكان والذي يبدوا فاخرا رغم بساطته بالتأكيد لوالدتها يد بالأمر فهي سبقتهما الى هنا لتعد كل شيء كما تريده هي فتسألت
- هل انتهيتما من اعداد كل شيء
- اجل لم يبقى شيء يذكر
قالت ميلينا الجالسة بجوار غرنت واستمرت بالحديث ولكن جوانا شردت عن حديثهم وهي تنقل عينيها بينهما فالمحبة والاهتمام ظاهرة بنظراتهما لبعض حديثهم وحتى حركاتهم تظهران هذا استحظى بهكذا علاقة مع روجر يوما ما يتخللها النضوج والمحبة ان رؤيتهما بهذا الشكل لهو امرا ساحر لها تأمل ان تكون هي وروجر بهذا التفاهم والمحبة عندما يصبحا بهذا العمر وحولهما احفادهم ابتسمت للفكرة قبل ان تتناول هاتفها لتجد عدة رسائل من روجر يطالبها بها بطمأنته عنها ففعلت لتعلمه بوصولها وانها تناولت العشاء برفقتهم وانها تفتقده بشدة
- اجل هل اصبحت بالكراج ( قول ناثان ذلك وهو يتحرك مغادرا بعد تلقيه لمكالمة شدها لتتابعه وهو يغلق الباب خلفه فقال غرنت وقد تنبها لها
- لا تقلقي ستعود سيارتك كما كانت
ابتسمت له قبل ان تعتذر وتنهض ترغب بالحصول على الراحة فصعدت برفقت خالتها ولاريس لطابق الثاني وهي تحمل حقيبتها لتقول انغريد للاريس
- ستنضمين لي هنا بينما جوانا تنضم لوالدتها ها هيها غرفتها
- اراكما صباحا إذا عمتما مساء
قالت لهما وهي تفتح باب الغرفة وتنسل الى داخلها محدقة بالسريران المتقابلان لتضع حقيبتها على احدهم بينما اطلت والدتها بابتسامة لتقترب منها وتحتضنها وهي تهمس
- اشتقت لك يا طفلتي
- لم اعد طفلة امي
ضحكت ميلينا وجلست على السرير فقالت جوانا
- احقا لا ترغبين بالحصول على منزل في مكان اقرب
ربتت ميلينا على السرير بجوارها فتحركت لتجلس بقربها وهي تجيبها
- اعلم ان التغير الذي يحدث كبير وحدث بوقت قصير ولكننا تحدثنا بهذا من قبل واعددنا انفسنا له
- اعلم وانا سعيدة من اجلك كلما رأيتك برفقت غرنت أملت ان احظي بما حظيتي به عندما اكبر ايضا انتما متلأمان تماما
اضافت بتأكيد فابتسمت ميلينا واحاتط كتفها لتجذبها اليها وتلامس راسها براسها قائلة بمحبة
- تعلمين انك ستجديني متى احتجتِ الي
- اعلم امي .. و .. ابناء غرنت
- انهم لطفاء يتعاملون معي برسمية حتى الان ولكن يبدوا انهم يتقبلون الفكرة .. انهم في عمر مناسب لإدراك ان لوالدهم الحق بالارتباط فلقد توفيت والدتهم منذ زمن كما ان كلا منهم منشغلا بحياته فناثان منشغلا بعمله وسيلينا في الجامعة ولا تعود للمنزل الا في الاجازات ( واضافت وهي تنظر الى جوانا التي تتأملها لتتابع ) ماذا
- بدأت اشتاق لك منذ الان ( اجابتها ضاحكة مخفية في داخلها حزنها لفراق والدتها وهي تعود لاحتضانها )
- هيا هيا الى النوم الان فغدا لدينا يوما حافل
فقالت جوانا بمحبة
- هل أعددت كل شيء كما تريدين ( هزت ميلينا راسها لها بالإيجاب فاستمرت ) لقد تركت صندوق الشكولا بسيارة ناثان غدا نحضره .. ماذا سنفعل بالغد
- سأتوجه برفقت غرنت الى البلدة لإحضار بعض الحاجيات التي تنقصنا قد ترافقيننا
- سأفعل .. تحدثت مع جورجيا ستصل مساء الجمعة
- اعلمتني انها متحمسة جدا للحضور .. اشتقت كثيرا للصغيرين
- سترينهم قريبا
اجابتها بابتسامة لتستمرا بالتحدث قبل ان تخلدا للنوم .
مع تسلل اشعة شمس صباح اليوم التالي فتحت عينيها ببطء محدقة بسقف الغرفة الغير مألوف لها لتحتاج الى ثواني لتدرك اين هي فنظرت نحو والدتها الممددة على السرير امامها قبل ان تجول براسها في ارجاء الغرفة وهي تجلس لتنهض مغادرة السرير نحو النافذة لتلامس وجهها نسمات هواء الصباح المنعشة جالت بنظرها بأرجاء المكان وقد امتدت المراعي الخضراء امامها لتبتسم انه بالتأكيد يروق لوالدتها تحركت بهدوء لتغادر وهي تحرص على اغلاق الباب خلفها بروية جالت بنظرها بين المطبخ الفارغ وغرفة الجلوس المقابلة له قبل ان تتجه نحوه الثلاجة لتتناول منها قارورة ماء وتغادر المنزل وقفت بجوار الباب الذي اغلقته خلفها مستمتعة بتنشق الهواء والسكون الذي يحيط بها لتسير حول المكان قبل ان تتوقف عينيها على ناثان الذي غادر المنزل فتابعت سيرها ببطء متأملة الحديقة الخلفية وبركة السباحة لتعود الى الامام من جديد لتجد ناثان جالسا داخل سيارته منشغلا بهاتفه وما ان شاهدها حتى ترجل منها ليفتح بابها الخلفي متناولا الصندوق الذي يخص والدتها ليقترب منها قائلا
- تستيقظين باكرا
- لم اعتد النوم بغير سريري لذا
وحركت كتفيها دون متابعة فتحرك متخطي عنها ليضع ما بيده بجوار الباب وهو يقول
- هذا يخصك اليس كذلك
- اجل .. متى سأستلم السيارة
- مساء اليوم ( اجابها وهو يعود نحوها ليستمر ) ليس عليك ان تقلقي بشأنها
- وكيف لا
- اتضح بالنهاية انك ابنة ميلينا لذا ..
- اجل كلي اذان صاغيه لذا ..
- ليس عليك القلق بشأنها فستعود لك كما اعلمتك من قبل
- وتعتقد الان بعد ان علمتُ انك ابن غرنت ان على الاطمئنان والثقة بك
- اليس هذا ما عليكِ فعله
- لا .. فلا يختلف الامر بالنسبة لي كثيرا ففي النهاية قمت بالتغطية على صديقتك تلك دون الاكتراث بأفعالها وبالضرر الذي لحق بنا
- صديقتي تلك ( كرر قولها بتفكير وهو يرفع حاجبيه قبل ان يتابع ) لقد حصلت سيلا مؤخراً على اكثر من مخالفة وان تكرر الامر ستسحب منها رخصتها بالإضافة لمعاقبتها ببعض الاعمال التي لا تليق بها لذا كل ما في الامر اني حاولت حمايتها من التعرض لهذا
- والذي جعلك تعتقد انها لن تكرر ما فعلته معنا هو
- تم سحب السيارة منها ولن تقودها
- ارى انه يجب سحب رخصتها تماما فهي لا تصلح للقيادة
- انها متهورة اعترف بهذا ولكنها كجميع من بسنها لا تختلف كثيرا
- استمر بوضع المبررات لها ( قالت واستمرت بتذمر ) لتعلم ان نتائج هذا ستكون وخيمة عليها
- لا اعتقد انك قلقة حقا من اجلها
- ولما قد اكون وقد هددت حياتنا بالأمس رباه لم يمضي على وجودي هنا شيء وبدأت اشتاق الى كايدن والهدوء الذي احظى به هناك كما ان القانون يسري على الجميع به
- لا يروق لك المكان هنا اذا
- اجل لا يروقني ولا اعلم كيف يروق لوالدتي
- هذا جيد ( قال بصوت منخفض وقد بدا الرضا عليه ليستمر وهو يقترب منها ) تستطيعين اقناع والدتك بهذا
- والذي هو
- ان هذا المكان ليس كما تتخيل وعليهما العودة نحو المدينة للاستقرار هناك
- و .. لما قد افعل هذا
- لأنه لو صدر مني سأبدو فظا ولكن منك ... انتِ ابنتها وقد تصغي لك ولا يبدوا الامر فظا
- تعني .. انك لا ترغب بوجود امي هنا
- ليس الامر هكذا بل فقط انني ترعرعت هنا وهذا منزلي واجد .. وجودها .. تعلمين ما اعني كما ان من السهل توفير بديل لهما منزل مريح جدا وبه كل انواع الرفاهية وافضل بكثير من هنا واقرب اليك حتى
- الم تستطع اقناع والدك بهذا
- لم احدثه بالأمر
- لم تفعل وتريد مني ان افعل لا لن افعل بدوري فانا رغم رئي الشخصي الا اني احترم قرارات والدتي ولن اتدخل بها واحذرك من ان تتسبب بإزعاجها
- تحذريني
قال ساخرا وهو يشير الى نفسه فقالت بتأكيد وهي ترفع راسها جيدا نحوه
- اجل افعل فلا اسمح لاحد ابدا بتسبب باي اذى لها حتى لو كان نفسي فان كانت تريد ان تقيم هنا فهذا ما سيحصل ويمكنك من الان البدأ بالتغير والبحث لك عن منزلا جديد فان قالت والدتي هذا المنزل يروق لها فهو كذلك ( ولمحته بنظرة بطيئة من راسه الى اخمص قدميه قبل ان تعود للالتقاء بعينيه الثابتتان عليها وقد اغمقتا مضيفة ) الست كبيرا كفاية للاستقرار بمفردك ما الذي تفعله برفقت والدك هنا
نقل عينيه بثبات بعينيها ليميل براسه نحوها متمتا امام وجهها بتأكيد
- لا شأن لك وهذا المنزل هو منزلي بالنهاية هل هذا واضح كفاية لك
- بوضوح ما قلته بشان عدم ازعاجك لها لأنه ان حصل ستجدني امامك وحقا لا ترغب بهذا
- من تعتقدين نفسكِ
- بل من تعتقد نفسك فلا يغرنك هدوئي فانا استطيع ان اكون مزعجة لدرجة لا ترغب بها حقا
- تتحدثين بصفتك ماذا فانا حتى لا اعرفك الا البارحة
- وكانت كافيه بالنسبة لي فلا اعلم فكيف خيل اليك حجز هواتفنا والتعامل معنا بهذه الطريقة المرفوضة بشكل كامل رغم علمك اننا ضيوف والدك لذا انا احذرك من محاولت ازعاج امي او مضايقتها باي شكل كان فلا اعلم حقا كيف هو الامر هنا وما تنوي
ضاقت عينيه بها هامسا من بين شفتيه
- اغربي عن وجهي فاكثر ما يزعجني هو ان ابدأ صباحي بهذا الشكل
ولمحها بنظره ثابته غير مصدق ما تتحدث به قبل ان يستدير مبتعدا ومتجها نحو سيارته ليصعد اليها ويحركها مبتعدا لتتابعه قبل ان تعود الى داخل المنزل لتسكب لنفسها كوبا من القهوة وتأخذ برشفه وهي تجلس على المقعد في المطبخ من بين الجميع تلتقي بابن غرنت صباحا لا تشعر بالراحة حقا له دون حديثه عن والدتها مما زاد شعورها بعدم الراحة نحوه اخذت تتأمل ما حولها بشرود قبل ان تنضم لها والدتها لتتبادلا الحديث لتتحرك ميلينا نحو باب جانبي فتحته مشيرة لها بالاقتراب وهي تقول
- انها تخصني وغرنت ( حدقت بالغرفة التي تم طلائها حديثا ووضعت ستائر جميلا على نافذتها وتوسطها سرير بالاضافة لمكتب جانبي وخزانة و مكتبة صغيرة علقت على الحائط تابعت ميلينا )
لقد احضرت معي جميع الكتب فان احتجتي الى احداها يوما ستجدينها هنا
ابتسمت وتوسعت ابتسامتها ببطء ووالدتها تستمر مما جعلها تقول
- ماذا
- لا شيء انا سعيدة من اجلك
- دعينا اذا نوقظ غرنت وناثان بالإضافة لانغرد ولاريس لينضموا لنا لشرب القهوة
- ناثان غادر منذ قليل سأذهب لإيقاظ خالتي ولاريس وانت ايقظي غرنت
قالت وهي تتوجه نحو الاعلى لتوقظهما وتنضما سريعا لهم لتنشغل جوانا بتفقد هاتفها وهي تقف مستندتا على الثلاجة خلفها وهم يحتسون القهوة حول طاولة المطبخ ويتبادلون الحديث معا قبل ان يقول غرنت
- ذهب ناثان لإحضار الافطار وشقيقته من منزل عمها .. متى ستصل جورجيا
- مساء الجمعة ( اجابته ميلينا فقال بود )
- من الجميل اجتماعنا جميعا
- اعلمتني والدتي انكم ستقيمون الحفل هنا ( قالت لاريس )
- سَيعُد ناثان كل شيء سيبدأ اليوم بإعداد المنصة وسيكون كل شيء جاهزا بالموعد المحدد .. ترغبون بالقيام بجولة حول المكان
- بالتأكيد ( أجابته لاريس بحماس فقال )
- لنفعل ذلك بعد الافطار ( ونظر نحو ميلينا مستمرا ) بعدها نقصد البلدة
هزت راسها موافقة بينما بقيت جوانا منشغلة بهاتفها وقد تلقت بعض الرسائل من روجر ومن العمل فتحركت ميلينا وهي تحمل كوب القهوة خاصتها قائلة
- من يرغب بشرب المزيد
- انا ( قالت انغريد وهي تتحرك بدورها مضيفة ) لنحتسيها خارجا
- استنضمين الينا
تسألت ميلينا وهي تراها مازالت على وقفتها منشغلة بالهاتف بينما غادر الجميع للجلوس خارجا فأجابتها
- سأتبعكم
ما ان غادرت والدتها حتى اطلت لاريس قائلة بتذمر وهي تعود للجلوس على المقعد بجوار طاولة المطبخ وتحدق بهاتفها
- وصلتني رسائل من العمل وانتِ
- من روجر
- اه اجل بالتأكيد لا اعلم متى ساجد الرجل الذي سيفتقدني عند غيابي .. لما لا يستطيعون ادراك اني بإجازة
- تجاهلي رسائلهم ليس عليهم فرض العمل عليك وانت في اجازة
- وهذا ما سأفعله ( قالت وهي تغلق هاتفها )
- عمتم صباحا
تناها لها صوت ناثان الذي دخل قائلا ذلك فتابعت قراءة رسائلها لتتوقف عند سماعها لصوت الانثوي الذي تبعه
- عمتم صباحا .. كيف انتم اليوم
رفعت راسها نحو صاحبت الصوت وقد كان ناثان يتخطى عنها وهو يحمل مجموعة من الاكياس ليضعها على الطاولة بينما تعلقت عينيها بمسببت حادث البارحة والتي اقتربت منهم بابتسامة واسعة وهي تقول بمرح
- اعلمني ناثان انكما هنا واني ( ونقلت نظرها بين جوانا التي تحدق بها دون ان ترمش وكذلك لاريس ) مدينة لكما بالاعتذار لما حدث البارحة .. كان علي ان اكون اكثر تعقلا لا اعلم ما الذي دهاني ارجوا ان لا اكون سببت لكما الاذى
توقفت عن المتابعة لتضم شفتيها اليها جيدا مخفية ابتسامتها وعينيها تبرقان بمرح وهي تعقد اصابع يديها معا خلف ظهرها وامام تحديق لاريس وجوانا بها بصمت اسرعت بالإضافة بمرح
- حسنا فعلت ما علي ( وتقدمت من ناثان الذي اخذ يفرغ ما بالأكياس بالاطباق وهي تستمر ) سَتُعيد لي السيارة اليس كذلك
بقيت جوانا تتابعها وهي تعقد حاجبيها متأملتا اياها من بنطالها القصير الى تيشرتها الزرقاء وشعرها المعقود كزيل فرس لتقول لاريس
- أهذا كل ما تستطيعين قوله
- ربما عليكِ محاولت ادراك ان تصرفك البارحة لا يحتاج الى اعتذار كاذب بل الى تصرفا حقيقي منك ووعد بعدم التصرف بتهور مرة اخرى
عقدت سيلا حاجبيها بانزعاج من قول جوانا بينما قال ناثان متذمرا
- لقد اعتذرت لكما وسيارتكما ستعود مساء اليوم ولا يشوبها شائبة
- لم اكن اعلم انكم ضيوف والدي
- ضيوف والدك ( كررت جوانا من خلفها قبل ان تقول بعينين ثابتتان ) تعنين انك
- سيلينا شقيقتي الصغرى ( قال ناثان مستمرا ) ولقد اعترفت بخطئها وأنتما بخير لذا لننهي هذا الامر هنا ولا نعود اليه هلا فعلنا
- اه هذا هو الامر اذا ( قالت لاريس ) انها شقيقتك و .. انتَ تحاول حمايتها
- افسادها فليس هذا بالحماية ( قالت جوانا مستمرة امام تمعن سيلا وناثان بها ) ستكررين فعلتك ما ان تنالي السيارة من جديد
- ومن انتِ
قالت سيلا باستخفاف بينما عاد ناثان لمتابعة افراغ محتوى الاكياس وهو يهز راسه بيأس وهي تجيبها بهدوء
- جوانا ميلون
- انتِ ابنة ميلينا اذا وتلك ابنة انغريد .. لقد سمعت عنكما ( اضافت بعدم رضا وعادت نحو ناثان لتتناول طبقين من امامه قائلة ) من الجيد ان الامر مجرد عدت ايام فقط
وتحركت من امامه وهي تلمحهما بعدم رضا لتغادر المنزل بتعالي لتتابعها جوانا دون ان ترمش فحقا هذه الفتاة تحتاج الى التهذيب عادت نحو ناثان الذي وضع المزيد من الاطباق على الطاولة ليقول قبل ان تتحدث
- اتستطيعان جعل نفسيكما مفيدتان وتضعون هذه خارجا
تحركت لاريس لتضع هاتفها بجيب بنطالها وتقترب منه قائلة بتعمد مكررة قول سيلا
- من الجيد ان الامر مجرد عدت ايام فقط
وتناولت الاطباق لتتحرك مغادرة فنظر نحو جوانا التي تحدق به رافعا سلة الخبز لها فتحركت من امام الثلاجة قائلة
- اطلب من شقيقتك المدلالة هذا
- اولستِ كذلك ( قال وهو يتابعها تغادر فأجابته وهي تخرج )
- في احلامك
انضمت للجالسين بالخارج مراقبة سيلا التي جلست بجوار والدها لتتأبط ذراعه بدلال فقال غرنت بود وعينيه معلقتين بابنته بينما جلس ناثان بجوار جوانا بالمقعد الوحيد الفارغ حول طاولت الطعام
- اعلم اني قمت بتدليل هذه الفتاة كثيرا .. هل قدمتي اعتذارك لهما
- فعلت .. ولقد تقبلتا الامر برحابة صدر انهما .. لطيفتان .. جدا
اضافت لميلينا وانغريد بابتسامة بينما تعلقت عينا جوانا ولاريس بها قبل ان تتبادلان النظرات وتعودان لمتابعة تناول افطارهما
- كيف هو عملك
تسال غرنت وهو ينظر نحو جوانا التي أجابته بعد ان ابتلعت لقمتها
- جيد
- اعلمتني ميلينا انه تم ترقيتك جديدا
- هذا صحيح مضى على عملي معهم عامان حاولت خلالهما اثبات وجودي وعلى ما يبدوا اني نجحت اخيرا ( توقفت عن المتابعة وقد حركت يدها لتتناول قطعتا من الجبن لتتجمد ويدها ترتطم بكوب الماء ليسقط ما به على الطاولة وناثان الجالس بجوارها والذي اسرع بالتراجع للخلف دون فائدة فقد ابتل قميصه وبنطاله فأسرعت بالإضافة بحرج ) ارجوا المعذرة
تحرك واقفا وهو بنفض قميصه قائلا باقتضاب وبملامح جامدة
- لا باس
وتحرك مغادرا نحو المنزل فرفعت الكاس لتضعها جيدا على الطاولة وهي تقول
- لم اتنبه لها
- لا باس انها مجرد ماء
قال غرنت بود وقد عاد الجميع لمتابعة تناول الطعام بينما عاد ناثان وقد ارتدا ملابس جديدة ليجلس بعيدا مما دفع ميلينا للقول
- الن تتابع افطارك
- لقد شبعت ( ونظر نحو سيلا متابعا ) كيف ستذهبين الى بالتمور
- ستعرج علي ماريانا فهي ترغب بالتبضع من هناك ايضا .. لماذا
- كنت أتساءل فقط
- الن تعيد لي السيارة ( وامام هز راسه لها النفي نظرت نحو والدها برجاء مستمرة ) هل تحدثت معه
- عندما تحصلين على دروس اضافية ويعلمني فرون انه راضا عن قيادتك والتزامك قد افعل
- هذا ليس عدلا
قالت بتذمر وهي تنهي طعامها وتغادر المائدة لتنظم الى ناثان وتحاول اقناعه بإعادت سيارتها بينما انشغلت جوانا بنقل ما على المائدة الى الداخل برفقة لاريس وهما تتحدثان مع انغريد التي انشغلت بوضع الاطباق في مكانها لتتعلق عيني جوانا من خلال نافذة المطبخ الجانبية التي تطل على الجالسين بالخارج بالسيارة التي توقفت بجوار سيارة ناثان لتترجل منها فتاة ممشوقة القوام ترتدي تنورتا قصيرة من الجينز مع بلوزة انيقة ذات لون وردي اقتربت من سيلا وغرنت ملقية التحية قبل ان تتابع نحو ناثان الواقف يحدث والدتها لتلتصق به طابعتا قبلة على خده ليحيطها بيده وهو يحدثها باهتمام وابتسامة غيرت ملامح وجهه
- لابد وانها صديقته او ربما حبيبته وقد تكون خطيبته اهو مرتبط امي
قالت لاريس التي كانت تتابع ما يجري خارجا ايضا فنظرت انغريد الى ما ينظرون قبل ان تقول
- ليس بشكل رسمي بعد
- يبدوان على وفاق تام .. حسنا تخلصت والدتك من واحد بقيت الفتاة
- ماذا ( قالت جوانا ضاحكة لقول لاريس المفاجئ الا ان لاريس استمرت بتعمد )
- ما الذي ستفعله معها ستلعب دور زوجة الاب الشريرة ام الجيدة
هزت جوانا راسها بيأس دون ان تختفي ابتسامتها فوالدتها ابعد بكثير عن زوجة الاب الشريرة
- هيا اسرعي لارتداء ثيابك فسنغادر بعد قليل
قول ميلينا التي دخلت جعلها تتحرك نحو الادراج وهي تقول للاريس
- ماذا ستفعلين في غيابي
- اتجول اشبع فضولي ( وتبعتها نحو الاعلى لتطل من الباب مستمرة بصوت هامس وقد اخذت جوانا بتبديل ملابسها ) اتحتاجين معلومات عن احد ( رفعت حاجبيها لها فاستمرت بهمس ) حصلت الى الان على الرقم السري لهاتف ناثان وغر
- لم تفعلي
- هو من جلس بجواري مساء البارحة لتناول العشاء وطوال الوقت منشغلا بتلاقي الرسائل تعلمين اني سريعة الملاحظة والحفظ بهذه الامور لذا من اول مرة حفظت رقمه بالإضافة لرقم غرنت اصبح لدي ان احتجته
- لا اشكرك لا احتاج الى اين منهم الم تحضري الى هنا سعيا للراحة فهل فعلتي هذا وتركتي الناس وشانهم هنا
- سأحاول
وقفت لاريس تتأمل ابتعاد سيارة غرنت قبل ان تتبعهما سيلا وماريانا وهما تغادران ايضا ليتبعهما ناثان فأخذت تتأمل ما امامها وقد تناثرت المنازل هنا وهناك لتتناثر ايضا بعض الشجيرات كما المنازل لتغمض عينيها متنشقة الهواء لتملأ صدرها قبل ان تخرجه من جديد وتنظر نحو باب المنزل ووالدتها تطل منه قائلة
- تحدثت مع والدك سيصل برفقت لوجان مساء السبت
- هذا جيد سيلحقون مأدبة العشاء اذا
- اكدت عليهم ان يفعلا
- سأخذ سيارتك
- الى اين ستذهبين
- اقوم بجولة حول المكان ( اجابتها وهي تتحرك نحو سيارة والدتها التي قالت )
- العجل الخلفي يبدوا انه يفرغ الهواء هلا تأكدت من امره
- سأفعل
- قودي بحذر
هناك مشكلة بالتأكيد تمتمت لنفسها وهي تقود السيارة متبعة اليافطات التي تشير الى البلدة لتدخلها بتمهل مقتربة من اول كراج صادفها اوقفت سيارتها وترجلت منها باقتراب احد العمال منها فقالت وهي تشير له نحو العجل الخلفي
- اريد تبديله
اخذت تتأمل العامل الذي انشغل بفك عجل السيارة قبل ان تجول براسها بأرجاء المكان لتتوقف على سيارة جوانا المتوقفة جانيا وقد تم اصلاح مقدمتها فقط لتتحرك باتجاهها وتلتف حولها لتفتح الباب المجاور للسائق حيث كانت تجلس امس لتجلس وتفتح الدرج امامها متناولة التابلت اللوحي خاصتها
- ماذا لدينا هنا ( نظرت نحو الشاب الذي وضع ذراعيه على الباب واتكاء بذقنه عليهما متأملا اياها باهتمام ومستمرا ) هل انت معتادة على التسلل الى سيارات الغير
بقيت عينيها ثابتتان على عيني الشاب الخضراوتين لوهلة قبل ان تقول
- ماذا تعني بهذا
وهمت بالتحرك للخروج الى انه دفع الباب نحوها قليلا مانعا اياها من التحرك وهو يقول بجدية تامة
- ليس بعد اعيدي ما اخذته اولا ومن ثم
- ان هذه السيارة تخصني وهذا التابلت لي فابتعد من امامي
- ان كانت هذه السيارة تخصك لمن تلك اذا اليس هذا تصرفا سيء منك هيا قومي بإرجاع ما اخذته ام انك معتادة على هذا
- انظروا لهذا اقول لك انها تخصني هيا ابتعد ودعني اخرج
- وعلي تصديق ما تقولينه وادعك تخرجين حتى تسرعي نحو سيارتك وتغادري لتفلتي لا انت مخطئة تماما ستبقين هنا الى ان اتأكد من انك قمت بإرجاع كل ما اخذتِ منها
جالت بعينها المتوسعتان بوجه هذا الرجل الذي تلطخ بعضة بشحوم السيارات وقد تناثر شعره البني بفوضى اعلا راسه لتقول بحدة وهي تدفع الباب بقدمها ليستقيم بوقفته متفادي تحرك الباب تحت يديه لتسرع بالوقوف خارجا وهي تستمر
- انها سيارة ابنت خالتي وقد جئنا بها مساء الامس وما تحتويه يخصني ويخصها ) وضع ذراعيه على خصره وقد ارتدا الافرهول الازرق الخاص بالعمل متأملا اياها وهي تستمر ) لذا لا تجرؤ على اتهامي باني اقوم بسرقتها
- اابدو لك مغفلا
- اجل تبدوا كذلك فالقد خرجت من منزلك دون غسل وجهك او حتى تمشيط شعرك المشعث وتسألني ان كنت مغفلا اجا انت كذلك واتعلم لست بمزاج جيد لمحادثتك اكثر
وتحركت تهم بالعودة نحو سيارتها فاسرع بإمساك ذراعها وهو يقول
- ليس بعد لديك شيء عليك اعادته
- اعلمتك انه لي ( قالت وهي تحاول سحب ذراعها منه الى انه رفض تركها مستمرا )
- رغم ذلك علي تسليمه مع السيارة لصاحبها
سحبت ذراعها بقوة منه لتتناول هاتفها وتتصل بوالدتها بينما عقد يديه متابعا اياها
- ارسلي لي رقم ناثان الان
- ولكن لماذا احدث شيء
- احتاج الى رقمه امي هلا ارسلته فورا
- حسنا ( اجابتها بحيرة )
- استطيع الاتصال به بنفسي ( قال نويل وهو يضغط على هاتفه قبل ان يقول ) اجل اين انت ... ستبدأ اليوم هذا جيد ان استطعت عرجت عليك ( رفعت عينيها للسماء وهمت بالتحرك نحو سيارتها الى انه عاد لامساك ذراعها لمنعها مما جعلها تحدجه بنظرة غاضبة وهو يستمر ) اردت سؤالك عن السيارة التي سحبتها البارحة .. اجل .. لمن هي فهناك فتاة تقف امامي الان تدعي انها لها
- بل لابنة خالتي
- لابنة خالتها وقد اخذت بعض الحاجيات منها .. لاريس .. انتِ لاريس
- اجل انا هي ( قالت بتذمر وهي تسحب ذراعها منه من جديد فاستمر )
- اهي متوسط القامة سوداء الشعر .. نحيلة الجسد .. تنظر الي بتعالي ونفور ( حدجته بنظرة شاملة من راسه الى اخمص قدميه وهي تبتعد عائدة نحو سيارتها بينما ضحك قبل ان يقول ) لابد وانها هي حسنا اراك قريبا ( اغلق الهاتف وهتف لها ) بإمكانك الاحتفاظ به
تجاهلته وقدمت للعامل بطاقتها للدفع ليغيب قليل قبل ان يعود لتأخذ منه البطاقة وتنطلق مبتعدة بسيارتها ليتابعها نويل باهتمام قبل ان يعود لمتابعة عمله .
ترجلت جوانا من سيارة غرنت وهي تتأمل ما يحدث بعيدا وقد وضِعت مجموعة من الالواح والقضبان الحديدة ارضا لتشاهد ناثان منشغلا بها فقالت ميلينا وهي تترجل من السيارة بدورها
- ها قد بدأ ناثان باعداد المكان
- ساراه
قال غرنت وهو يتحرك نحوه بينما دخلت ووالدتها الى المنزل لتضع الاكياس التي تحملها على الأريكة وهي تقول
- اعلمني روجر انه حجز بفندق البلدة
- اعلميه ان عليه حضور عشاء الغد
- فعلت ما كان ليفوت هذا
- لم تعد سيلينا بعد ( قال غرنت الذي دخل لتو وهو يجول بالمكان ليتابع ) جوانا هل استطيع الطلب منك حمل كوبا من القهوة لناثان .. ان لم ترغبي افعل بنفسي
- ولما لا لا عليك سأقوم بإيصاله ( اسرعت بإجابته بود وهي تخفي عدم رغبتها بفعل هذا واضافت ) ااسكب لكما ايضا
- ارجوا ان تفعلي
قالت ميلينا وهي تجمع الاكياس لتضعهم جانبا بينما انشغلت بسكب القهوة لتقدمها لهم ولانغريد التي انضمت اليهم وحملت كوبين وغادرت المكان متجها نحو ناثان المنحني نحو احد الاعمدة الحديدة ليثبتها جيدا وقد ارتدا حزاما مملوء بقطع العدة التي يحتاج الى استعمالها لمحها بنظرة وهي تقترب منه ليعود لمتابعة عمله وما ان اصبحت بقربه حتى بادرها
- الم تعد سيلا بعد
- لا فلم ارها
استقام بوقفته وتأكد من ثبات العمود قبل ان يستدير متناولا الكوب منها فتحركت حول الالواح التي مدها ارضا بعد ان رفعها قليلا عن الارض وقام بتثبيت عمود عند كل زاوية لتتأمل ما يفعل قائلة
- الم يكن افضل لو جعلتها في ذلك الاتجاه ( نظر الى حيث تشير قبل ان يقول )
- لا
- اعتقد انها كانت ستكون أفضل
وامام تجاهله لإجابتها وهو يضع الكوب جانبا ويعود لمتابعة عمله عادت لتتابع سيرها متأملة ما يفعله ومستمرة
- هنا سيعقد القران اليس كذلك
- اجل
- وهنا سيجلس المدعوون
- هذا صحيح
- العدد كبير
- عشرون شخصا فقط
اخذ يجيبها باقتضاب وهو يتابع عمله فاستمرت
- ستضع مقاعد بمفردها ام مقاعد مع طاولات منذ البداية
- مقاعد بمفردها
- لما فلتضعهم معا منذ البداية هذا افضل .. وهنا ستضع الزهور اليس كذلك عليك تثبيتها بشكل مناسب .. وهنا ليكون كالقوس سيبدو اجمل خاصة ان كان ملئ بالزهور .. ليكون لونها ابيض فهو الاجمل .. وهنا ضع ستائر بيضاء ايضا لتهدل بهذا الشكل المائل .. ولتكن لها عقدة من الورود هذا سيزيدها جمالا
انحنى ناثان نحو كوب القهوة ليتناوله ويرشفه منه القليل وعينيه تضيقان بها وهي تستمر
- عشرن شخصا فقط اعتقدت ان العدد سيكون اكثر .. لديك مساحة كبيرة هنا يمكنك استغلالها جيدا لذا لتضع هنا ايضا أكاليل من الورود وهنا
اعاد كوب القهوة الى فمه ليرشفه جميعه دفعتا واحدة ويتقدم منها مقدما اياه لها متجاهلا استمرارها بالحديث وهو يقول
- لقد انهيته تستطيعين المغادرة الان
- لم اكن بانتظارك لتنهيه ( قالت ببطء وقد تنبهت انه منزعج من وجودها لتتجاهل هذا الشعور الذي انتابها وتستمر بتعمد وهي ترفع يدها لتشير بها ) الا ترى انه لو قمت بوضعه
- لا لا ارى
- ولكن انا لم انهي كلامي بعد فلا تتصرف بفظاظة
- لما تحشرين نفسك بهذا فانا يروقني ما انوي فعله ولا احتاج الى اي اقتراحات جديدة
- ماذا تعني بهذا
- ان لا تتدخلي بما اقوم بعمله ( وامام عينيها التين ثبتتا عليه دون حراك استمر بجدية ) هل اقولها بطريقة اخرى .. لا شان لك اهذه افضل .. لقد قدمت لهما هذا العمل هدية مني لذا سأنفذه على طريقتي الخاصة وبذوقي فهلا تنحيتي جانبا وتركتني وشأني حتى استطيع انهاء ما اقوم به بالطريقة التي اراها انا مناسبة هل اصبح كلامي الان واضحا بان لا تتدخلي بما اقوم به
مدت يدها التي تحمل بها كوبها ببطء نحوه لتحركه للأسفل لتنسل القهوة منه نحو حذائه لتقول بتصنع امام جحوظ عينيه بها غير مصدق تصرفها
- اوبس يبدوا اني لوثت حذاءك .. هل انا نادمة .. لا فلقد استحقيت هذا عن جداره لفظاظتك
وتحركت مستدير ومبتعدة من امامه عائدة نحو المنزل وهي تشعر بالغيظ الشديد من تصرفه ما هي واثقة منه الان ان كلا ابناء غرنت لا يطاقان نفض ناثان حذائه وهو يتابع ابتعادها وقد اغمقت عينيه بشدة وهو يطلب من نفسه التروي وعدم لحاقها لتلقينها درسا تستحقه لتصرفها ليجبر نفسه على العودة لمتابعة العمل وعينيه تعودان نحوها بين الحين والاخرى الى ان اختفت داخل المنزل
- انتِ هنا
بادرت لاريس وهي تجلس بجوارها بعد ان توجهت نحو الثلاجة لتحدق بمجموعة من علب المثلجات الصغيرة لتتناول لنفسها واحدة بنكهة المانجو لتأخذ بتناولها بينما اجابتها بكسل وقد انشغل الباقي بالحديث
- حصلت على قيلولة .. اتعلمين لقد تجولت بالبلدة اليوم هناك بعض الاماكن التي قد نقصدها ( تابعت لاريس وهي تمعن النظر بعينيها قبل ان تستمر بصوت خافت ) ما بك
- لا شيء
- الا اعرفك ان عيناك تشعان غضبا
- حقا ( قالت بابتسامة مصطنعة وهي تتناول لقمة جديدة قبل ان تضيف بهمس ) لا استطيع احتمال ذاك الرجل
- تعنين ( واشارت براسها للخارج فهزة جوانا راسها لها بالإيجاب فتابعت لاريس ) انها بضع ايام ونغادر لذا لا تعيريه اهتماما
- هذا ما انوي فعله .. اقمت بجولة حول المنزل
- ليس بعد
- اذا هيا بنا لنلتقط بعض الصور
غادرتا المنزل بعد انتهائها من تناول المثلجات لتسيرا مبتعدات ولاريس تقول
- يملكون بركة للسباحة لنحضر غدا للسباحة بها
- امامنا يوم حافل غدا
- لذا نحضر باكرا لنستمتع قبل ان يعج المكان متى تصل طائرة جورجيا
- الواحدة ظهرا سأذهب لإحضارها
- وربنز
- قدم اعتذاره الشديد من والدتي لعدم تمكنه من الحضور لم يستطيع الحصول على اجازة من العمل ووالدك وشقيقك متى يصلون
- قبل مأدبة العشاء بقليل وروجر
- مثلهما
اخذتا تتحدثان وتجولان بالمكان لتأخذا بالتقاط العديد من الصور المرحة لهما لتضحك جوانا من قلبها على لاريس التي تحاول تسلق احدا الاشجار دون ان تنجح فالتقطت لها بعض الصور لمحاولاتها الفاشلة وهما تضحكان قبل ان تجلس جوانا متربعة ارضا لتفلت عقدت شعرها ليتطاير لتلتقط لها لاريس بعض الصور والمراعي تطل خلفها ليعودا لالتقاط مجموعة اخرى امام كوخ مهجور
- انظري هناك انها خرفان ما الطفها ( قالت لاريس بحماس وهي تتحرك نحو قطيع الخراف ) سأقترب منهم وانت قومي بالتقاط العديد من الصورة وهم خلفي
اضافت وهي تقترب من الخراف بحماس لتقف وتنظر نحو جوانا بابتسامة والتي رفعت الهاتف لتلتقط لها الصورة لتتوسع عينيها وهي تهتف بذعر لرؤيتها لكلبا يخرج من القطيع متجها نحوهم بشراسة وقد بدأ بالنباح بقوة افزعتها
- هناك كلبا خلفك
واسرعت بالجري لتفعل لاريس ذلك ايضا وهي تتلفت خلفها بذعر وتجري ليجري الكلب خلفهما وهو ينبح بقوة لتستمرا بالجري محاولات الابتعاد قدر ما تستطعن وهن يصرخن
نظر ناثان اليهما من بعيد وقد جلس على المنصة التي اعدها ليستريح ويشرب كوب من العصير برفقة نويل الذي قدم لمساعدته منذ بعض الوقت ليتابعهم ايضا وهما تجريان بذعر امامهم بالحقل والكلب يتبعهم دون توقف قائلا
- ان فتيات المدينة كثيرات الضجيج
- عليك ان ترى كيف هو الوضع بالمنزل
اجابه ناثان وعينيه تتابعان جري جوانا ولاريس التين حاولتا الاستدارة لتخلص من الكلب دون فائدة فما زال يتبعهما وهو ينبح بشراسة فحاولتا التسلق على احد الشجيرات دون ان تفلحا لتسرعا بالجري من جديد واحداهما تسبق الاخرى
- كيف تستطيع احتمال هذا امازال هنالك الكثير مما سيحضر