- هذا لأننا لم نفعل ( قالت بحيرة لإصراره على ذلك إلا انه قال )
- ولكني واثق من هذا ( حركت كتفيها قائلة )
- لابد وأنك مخطئ أو ربما اختلط الأمر عليك ( بدا عليه التفكير قبل أن يتمتم )
- يمكنك الانصراف
يمكنك الانصراف من يعتقد نفسه تباً وما هذه الأوراق أخذت تتمتم بتذمر وهي ترميها على مكتبها وتفتح الجهاز أمامها ثم توقفت وقد أطلت فتاة ممشوقة القوام ترتدي تنورة سوداء رسمية وبلوزة بيضاء جذابة ورفعت شعرها الأسود إلى الأعلى ليظهر ملامح وجهها المتناسقة
- ادمونت موجود
- تفصلي ( أشارت لها نحو المقعد واستمرت ) من أعلمه
- اليانور يعلم بقدومي
أعلمته بوصول زائرته ثم دعتها لدخول وهي تتابعها أنها سبب عودته إذا هزت رأسها وعادت لعملها أنهت الطباعة وجمعت الأوراق وطرقت بابه ترددت في فتحه إلى أن سمعت صوته يطلب منها الدخول فنقلت نظرها بينه وبين ضيفتة وقد جلسا على المقعد المزدوج وهي تقدم له الأوراق قائلة
- قد ترغب بإلقاء نظرة عليها ( نظر إلى ساعته وهو يتناولهم منها قائلاً )
- لديك مواهب خفيه علي اكتشافها
- أهي جديدة ( تساءلت اليانور وهي تراقبها بينما أجابها وكل تركيز على الأوراق التي بيده )
- أنها تحت التجربة ( ورفع نظره إلى ليُنارس مستمراً ) هذه تحتاج إلى إعادة معك قلم ( ناولته القلم الذي تحمله فحذف جملة من الورقة وأعاد كتابتها وقدمها لها قائلاً ) فقط هذه أعيديها وضعي الباقي على مكتبي
فعلت ما طلبه وأخذت تقرأ ما كتبه وهي تهم بالمغادرة قبل أن تتوقف وتلتفت إليه متسائلة
- اليست الجملة التي حذفتها من قبل وأعدت طباعتها
وضع يده على ظهر المقعد باسترخاء وابتسامة وهو يجيبها
- إننا بشر
رفعت حاجبيها ببطء وتحركت مغادرة قامت بتصحيح الجملة وسحبت نسخة جديدة أمسكت الورقة بين أصابعها وهي تحدق بباب مكتبه قبل أن تتحرك نحوه وتطرق عليه وعندما لم تصلها أي أجابة عادت لتطرق من جديد
- لا تزعجيه ( قالت بتي التي دخلت إلى المكتب وأخذت تتناول بعض الأوراق عن الرف فتجاهلتها وعادت لتطرق من جديد مما جعل بتي تضيف بابتسامة خبيثة ) لا اعتقد أنه على عجلة من أمره
- أدخلي آنسه ريمونت
تناهى لها صوت ادمونت وهي تطرق من جديد ففتحت الباب ودخلت قائلة
- أصبحت جاهزة
- ضعيها مع رفيقاتها إذاً
قال بنفاذ صبر وهو يراقبها بانزعاج واضح بينما ضمت ضيفته نفسها كي لا تضحك فسارت بهدوء نحو مكتبه ووضعت الورقة فوق الأوراق الأخرى ثم أمسكتهم معاً ورتبتهم جيدا وأعادتهم إلى مكانهم ثم أمسكت قلم حبر موضوع بإهمال على المكتب أعادته إلى مكانه الخاص واستدارت ببطء وضمت أصابعها إلى بعض قائلة
- أي شيء آخر سيد مورغان
- أريد بعض الهدوء لهذا تفضلي ولا تحولي لي أي مكالمة أستطيع الاعتماد عليك
- بالتأكيد .. عن أذنكم
جلست خلف مكتبها وأخذت تهز قدمها بالأرض ليس من الصعب إغضابه قد يكون هذا لصالحها حدقت بالرجل الذي دخل ملقي التحية قبل أن يقوم بفتح حقيبته ويخرج منها بعض الأوراق وهو يقول
- هذه هي الأوراق التي طلبها السيد مورغان
- أترغب بمقابلته ( أسرعت بالقول وابتسامة ماكرة تداعب شفتيها )
- أعلمني أنه لن يتواجد بعد الظهر
- أنتَ من شركة بليك
- أجل
- كان لديه مواعيد وتم إلغائها تفضل بالجلوس وسأعلمه بوصولك
- أستطيع الدخول ألان فمازال أمامي بعض العمل
- سأسأله تفضل ( سارت بثقة نحو بابه وطرقت عليه وعندما لم يجب حاولت مرة أخرى ثم نظرت إلى الرجل قائلة ) لديه ضيوف لابد أنه مشغول
وعادت لتطرق من جديد
- أعود غداً أذا
- لا لا أنتظر ( قالت لرجل وفتحت الباب لتفتح شفتيها متفاجئة قبل أن تقول بتلعثم ) آسفة آسفة جدا طرقت على الباب
تجمدت عيني ادمونت عليها وقد كان منحني قليلاً نحو ضيفته فاستقام بجلسته قائلا من بين أسنانه
- الم أطلب منك بعض الهدوء أتجدين صعوبة بتنفيذ هذا
- أرجو المعذرة ( قالت ببرائة وهي تدعي المفاجئة مستمرة ) يوجد لديك ضيف في الخارج وهو على عجلة من أمره أحضر لك الأوراق التي طلبتها من شركة بليك
- استلميها أنتِ ولا تزعجيني أكثر
- حسنا
استلمت الأوراق من الرجل واعتذرت منه عن انشغال مديرها وأوصلته حتى المصعد
- أرى انك تسعين للمشاكل ( قالت بتي وهي تراقبها )
- لا أفهم ما تعنين
- عزيزتي أن أردتِ العمل هنا عليك تنفيذ أوامر المدير وهذا ما لا تفعلينه أتستطيعين إفهامي ما يجري
- لا اعلم عما تتحدثين ( توقفت عن المتابعة وهي تسمع رنين هاتفها فتحركت نحو مكتبها لترفع السماعة قائلة ) دوماك للعقارات
- هلا حولتني الى ادمونت
- ارجوا المعذرة من معي
- داني هيومن
- هل الأمر مستعجل
- يمكنك تسميته هكذا
- حسناً أنتظر قليلاً
قربت يدها من الزر الذي يحول المكالمات له إلا أنها توقفت فرنين الهاتف ليس مزعجاً بالقدر المطلوب لذا تحركت نحو بابه وطرقت عليه وعندما لم يجب همت بالطرق للمرة الثانية ليفتح الباب بقوة ويطل منه ادمونت قائلاً بعدم تصديق
- ماذا تريدين ألان
- ء ء ء الهاتف مكالمة مهمة لك أفزعتني ما بك
- ما بي ( أمسكها من كوع يدها وسحبها بعيداً عن الباب قائلاً بصوت خافت حاد ) أعلمتك أن لا تحولي لي أي مكالمة ألا تفهمين أم تتعمدين إزعاجي
- لم اقصد أنا أنفذ ما طلبته مني فقط ( ونظرت إليه بدهشة كاذبة مستمرة ) لم أرد أن أحول لك المكالمة ولكنه أصر قال أن الأمر مهم جداً
- مهم جداً ( قال بغيظ وأتجه نحو الهاتف رفع السماعة وتحدث لثواني ثم أغلقه ونظر إليها قائلاً ) مهم جداً آنستي ( وسار نحوها مضيفاً بحدة ) لا إزعاج بعد ألان لا مكالمات ولا زوار لا أريد رؤية أحد خاصة أنتِ هل تفهمين لغتي آنسة ريمونت
- أنتَ تقسوا علي ( همست بصوت خافت وحرج فتأملها لثواني قبل أن يتخطاها ليدخل مكتبه وهو يتمتم ) لا أعتقد فلستِ بالغباء الذي تدعينه
عليك بالتعقل ما الفائدة أن نفذ صبره دعك من التهور أخذت تحدث نفسها قبل أن تقوم بالجلوس خلف المكتب من جديد .
نظرت إلى ساعتها التي تشير إلى الرابعة قبل أن تنظر نحو باب مكتبه المغلق ماذا يفعلان بالداخل أنها شركة للعمل وليس للهو لن تبقى أكثر وإلا تأخرت على جوزيال أمسكت الهاتف وهي تتمتم
- فل يغضب
- اجل ( جاءها صوته بشكل هادئ لم تتوقعه فقالت )
- أصبحت الرابعة وسأغادر ألان
- جيد بل ممتاز غادري
- حسنا
أعادت السماعة إلى مكانها وهي ترفع حاجبيها توقعت صراخاً في وجهها وليس هذا .
- أتصل روجية أكثر من مرة يسأل عنك ( بادرتها جوزيال فور دخولها وأضافت باهتمام ) لابد وأن الأمر مهـ ( توقفت عن المتابعة وقد رن الهاتف فحركت كرسيها المتحرك باتجاهه مستمرة ) لابد وأنه هو
- لا تعلميه بوصولي ( تمعنت جوزيل بها فأضافت ) قولي أني لست هنا
بدت الحيرة على وجه جوزيال التي رفعت السماعة
- لا لم تصل بعد .. أتريد إعلامها بشيء يبدوا الأمر مهم .. حسنا .. تحياتي لأوديل إلى اللقاء ( وأغلقت الهاتف وعينيها لا تفارقان ليُنارس مستمرة ) ماذا هناك
- لاشيء
- لاشيء أتخفين أمراً ما عني
- لا الأمر فقط أننا تشاجرنا قليلاً تعلمين نختلف بين الحين والحين ليس إلا
لمحتها جوزيال بتفكير دون تعليق فتحركت وأخذت ترتب الكتب المبعثرة متعمدة الانشغال بها وما أن وصلت بيتها في الحادية عشرة حتى كان الإنهاك قد نال منها فالعمل في الدوماك جعلها في قمت التوتر حصلت على حمام ساخن علها تستطيع الاسترخاء وأخذت تسرح شعرها عندما سمعت طرقات على باب منزلها وضعت الفرشاة على الطاولة دون أن تتحرك من مكانها لاشك لديها بأنه روجيه عادت الطرقات من جديد فأغمضت عينيها بإعياء لن تستطيع أن تتحمل الشجار معه ألان بعد كل المعانة التي عاشتها طوال اليوم لا قدرت لها على هذا فتحت عينيها وهي تصغي جيداً لتوقف الطرق انتظرت عشر دقائق أخرى ثم خرجت من غرفتها اقتربت من الباب وانحنت لتتناول الورقة الصغيرة التي دسها من تحت الباب محدقة بالخط المألوف ( لا تذهبي غداً إلى الدوماك سآتي صباحاً لرؤيتك روجيه ) ضمت أصابعها الورقة أن كان أمر نجاته من هذه التهمة بيدها فلا شيء سيمنعها لهذا غادرت منزلها في صباح اليوم التالي باكراً .
أخرجت مجموعة من الملفات من أحد الأدراج وقامت بترتيبها حسب الأحرف الأبجدية وكانت تهم بإعادتها عندما أطل ادمونت ملقي التحية باقتضاب وهو يسير نحو مكتبه فتح بابه وهم بالدخول إلا انه توقف ونظر إليها متأملاً قبل أن يتحرك نحوها قائلاً
- ما رأيك بالآنسة ستيل .. بتي ( أغلقت الدرج ببطء وحركت عينيها نحوه قائلة )
- أنها جيدة وتجيد عملها على ما أظن
- لا أقصد عملها بل مظهرها هيئتها الخارجية
- هيئتها الخارجية ( تمتمت مكررة قوله )
- أجل ( أجابها بجدية وهو يعقد يديه معا خلف ظهره فحركت كتفيها وهي تقول ببطء وتفكير )
- انها .. جيدة
- وجذابة ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تمعن النظر به فأستمر ) وأنيقة اليس كذلك
- أجل
- أذاً تعلمي منها فهذا الذي ترتدينه لا يليق بمن يعملون في شركتي
نظرت نحو بنطالها الجينز الأسود وقميصها الزرقاء الحريرية الناعمة قبل أن تعود إليه قائلة
- يروقني ما أرتديه
- أنا لا
- لا يوجد لدي مشكلة أذا
- ارجوا المعذرة .. أنا صاحب هذه الشركة وأنا لا يروقني ما ترتدينه
- ولكني لا أعمل لديك أأفعل
- لا تتحاذقي فلا مزاج لي لأسلوبك الملتوي هذا الصباح ( وعاد ليلمحها بنظرة سريعة من رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يهز رأسه متمتاً ) سيظنون أني وظفتُ طالبة مدرسة للعمل لدي
عقدت يديها معاً وقد شعرت بالاهانة من كلماته قائلة
- أن كنت لستُ بالمواصفات ألائقة لأجلس هنا فهذا الأمر يعود لك ولستُ آسفة صدقاً لأني خيبت أملك
التمعت عينيه وبدا انه يهم بقول شيء الى انه عاد ولمحها بنظرة شاملة وببطء أغاظها قبل أن يقول بجدية
- من الأفضل أن تحسني مظهرك ( واستدار ليختفي داخل مكتبه بينما تابعته بعينيها بانزعاج )
- هذه الأوراق تحتاج إلى توقيعك
بادرته فور دخولها إلى مكتبه فتناول الأوراق وهو يتساءل وقد انشغل بمراجعة أحدى الملفات
- أيوجد أحد بالخارج
- لا
- لم تتصل اليانور
- لا
أخذ يقرأ إحدى الأوراق باهتمام قبل أن يوقعها ثم أشار بيده نحو المكتبة الضخمة قائلاً وهو يمعن النظر بما كتب أمامه
- أحضري لي ذلك المجلد الأسود
اقتربت من المكتبة وحاولت رفع نفسها ولكن بالكاد لامست أصابعها المجلد الأسود الموجود في الرفوف لعليا فنظرت حولها واقتربت من أحد المقاعد المنتشرة حول طاولة الاجتماعات لتتناوله وتضعه قرب المكتبة لتصعد عليه فأسند ادمونت خده على راحة يده متأملاً إياها بينما تناولته ونزلت عن المقعد أعادته إلى مكانه ووضعت المجلد أمامه وحاولت تجاهل نظراته التي تراقبها بصمت إلا أنها حركت عينيها بتوتر أمام الصمت المستمر قائلة
- ماذا ( استقام بجلسته وهو يحرك كتفيه دون إجابتها وفتح المجلد ثم أغلقه قائلاً )
- ليس هذا ( ونظر إلى المكتبة مستمراً ) أريد الذي بجواره ( نظرت بانزعاج إلى المجلد الآخر فوقف ادمونت مبتسماً قبل أن تتحرك قائلاً ) سأحضره ( تناوله و قرء به قليلاً قبل أن يعود نحو الأوراق التي أمامه ويقوم بتوقيعها وبعد أن أنهاها قدمها لها قائلاً ) أن أتصل روبرت حوليه لي على الفور
- أي شيء آخر
- لا .
خرج ادمونت من مكتبه وهو يرتدي سترته متسائلاً
- لدي مواعيد اليوم ( حدقت بالدفتر أمامها قبل أن تقول )
- اجل مع السيدة لوريل
وضع يده في جيب بنطاله ورفع رأسه إلى الأعلى مفكراً قبل أن يتساءل
- متى اتصلت
- البارحة
قالت وهي تحدق بدفتر المواعيد فعاد بنظرة نحوها قبل أن ينظر إلى ساعة يده ثم يسير نحوها متسائلاً
- ماذا ستتناولين على الغذاء ( أغلقت الدفتر ببطء قائلة وهي تنظر اليه )
- لم أفكر بعد ( بدا التفكير عليه قبل أن يعود للقول ) أتقصدين مطعم المأكولات البحرية الموجود بنهاية الطريق ( نقلت عينيها بعينيه وهي تهز رأسها بالنفي فأضاف بتفكير ) لم أرك هناك إذاً ( فتحت عينيها جيداً إلى انه أضاف ) هل عملت نادلة به إذا
- حقاً لا اعتقد أننا تقابلنا من قبل
- لا أنا واثق والغريب بالأمر أني لا أنسى بسهولة
- لو رأيتك سابقاً لما كنتُ سأنسى هذا بسرعة
عادت لتقول دون اكتراث فضاقت عينيه التين لا تفارقانها قليلاً قبل أن يقول بتفكير
- مازال ذلك الشعور بعدم الارتياح لكِ ينتابني وألان هو يزداد
- أن كان هذا هو شعورك فيجب أن تستجيب له
- ماذا تقترحين
- نقلي إلى أي مكان أخر ( ظهرت ابتسامة مائلة على شفته قبل أن يتحرك مغادراً وهو يقول )
- ليس قبل أن استعيد ما هو لي
تابعته حتى اختفى قبل أن تنظر حولها إنها على ثقة من أنها لم تقابله من قبل لم يصر على هذا وكأنها كانت لتنسى ذلك فهو يترك لدى المرء انطباعاً ليس من السهل تجاهله أو حتى نسيانه .
حملت صينية الطعام وأخذت تسير بين المقاعد الممتلئة الا ان شاهدت طاولة فارغة من بعيد فاقتربت منها وصوت الضجيج يعم المكان وضعت ما بيدها وجلست وقد لمحت أثناء سيرها ثلاث شبان يجلسون على الطاولة خلفها يتهامسون وهم يلاحقونها بنظرهم وما أن جلست حتى وقف أحدهم وحمل طعامه معه وجلس أمامها وهو يقول
- أتسمحين
أكتفت بهز رأسها هزة خفيفة وانشغلت بتناول شطيرتها بينما أخذ يتناول طعامه هو أيضا قبل أن يقول
- أنتِ جديدة لم أرك هنا من قبل
- أجل ( أمام جوابها المقتضب أضاف )
- ادعى ناند وأنا موظف في شركة دوماك
- ليُنارس ( قالت بابتسامة ودودة وتابعت تناول طعامها فعاد للقول بعد قليل )
- أين تعملين ( أجابته وهي تنظر إليه حيث يبدو فضولياً بشأنها وصيحات رفاقه تعلوا بالتعليق )
- نعمل بنفس الشركة
- هذا جيد في أي قسم ( أضاف وهو يمسك بشطيرته الثانية ويقضم منها )
- أنا سكرتيرة السيد مورغان
توقف ناند عند سماعها ونقل نظره اليها وهو يسعل وقد علق الطعام في فمه وبدا أنه يعاني من مشكلة فقد أحمر وجهه بشكل كبير فوقفت بسرعة وأخذت تطرق على ظهره وهرع أصدقائه للمساعدة ناولته كوب الماء بسرعة وهي تتساءل
- أنت بخير ( تناوله وأبتلع ما كان عالقاً في فمه وحدق بزملائه قائلاً بصوت مبحوح )
- بخير أنا بخير هيا انتشروا ( وعاد بنظره اليها وهي تجلس على مقعدها مضيفاً ) نكتة سيئة
- عفواً
- سكرتيرة مورغان ( أضاف بتهكم وأمسك كوب العصير ليشرب منه وأمام تحديقها به حائرة أضاف ) منذ قليل لمحت الآنسة ستيل مغادرة بتي ستيل سكرتيرة المدير وكما هو معروف ليس من عادت سكرتيرة المدير الجلوس معنا هنا في هذا المكان المتواضع
- ما تقوله صحيح ولكني السكرتيرة الخاصة بمكتب مورغان وأن كنت تجد صعوبة بتصديق هذا فهي مشكلتك
وعادت لتناول طعامها بينما نظر اليها وبعد فترة من الصمت تحدث من جديد
- ليس من عادته استخدام سكرتيرة خاصة هل بدأت بتي بإهمال عملها ( تجاهلت سؤاله قائلة )
- في أي قسم تعمل
- الهندسة
- مهندس
- هذا ما يقال ( أجابها بمرح ) .
وضعت حقيبتها جانباً وهي تتأمل مجموعة الأوراق الموضوعة على مكتبها لتحملها وهي تسمع باب المصعد يفتح فتحركت نحوه لتبادر بتي قائلة
- ماذا افعل بهذه ( جلست بتي خلف مكتبها قائلة )
- أحضرتها دنيز قبل مغادرتي فالقد انتهوا منها أعيديها إلى ملفاتها .. تجدينها بمكتب موغان
أضافت هي ترفع سماعة الهاتف لتطلب إحضار القهوة فتحركت ليُنارس لتدخل الى مكتبه وهي تتفقد مجموعة الأوراق التي بيدها رفع ادمونت عينيه عن الهيكل المصغر للبناء الذي أمامه والموضوع على طاولت الاجتماعات وقد جلس على المقعد بشكل معاكس وأرخى ذقنه على ذراعيه المستقرتان على المقعد اليها متابعاً إياها وهي تقف قرب المكتب لتضع الأوراق عليه قبل أن تتحرك نحو درج الملفات لتخرج مجموعة منها وتستدير عائدة نحو الأوراق لتتجمد وهي تلاقي عينيه لتهمس بارتباك
- لم اعلم انك هنا
نقل عينيه عنها نحو الهيكل إمامه دون إجابتها فتحركت نحو الأوراق بامتعاض لتتعمد الوقوف معطية ظهرها له وتبدأ بإعادة كل مجموعة من الأوراق إلى الملف الخاص بها فعاد بنظره نحوها متابعاً إياها قبل أن يقول كاسراً الصمت
- لم أجد لأخيك ملفاً بالأمن ( تجمدت لوهلة قبل أن تعود لمتابعة ما تقوم به وقد بداء توترها يزداد فاستمر ) هل هو ماهر بحيث لم يتم الإمساك به من قبل
- عليك سؤال من عمل لديهم وهم سيتكفلون بإجابتك
تعمدت عدم النظر إليه وهي تقول ذلك متابعة ما تقوم به فظهرت ابتسامة متهكمة على شفتيه قائلاً
- حضور فرد جديد للعائلة وازدياد الضغوط هو ما جعله يتهور ويكشف أمره بسهولة
- أن ما تقول عنه ازدياد الضغط هو لاشيء مما عاناه شقيقي في السابق ورغم ذلك لم يمد يده على مال احد ولم يفعل معك أيضا
أضافت محدقة بة قبل أن تعود لحمل الملفات لأعادتها إلى مكانها وعدم الرضا بادياً عليها فأغلقت الدرج وهمت بالتحرك ليتابعها قائلاً
- أن وجودك هنا هو جواباً كافي لي ( توقفت في مكانها ثم نظرت نحوه بكره لتتعلق عينيها بعينيه التين تتابعانها بهدوء وهو يضيف ) لا تنظري لي وكأني السبب بهذا فشقيقك من جعلك هنا
- لا اعتقد انه من اقترح عملي هنا حتى سداد المال
- لا هذهِ فكرتي أنا وإنها تثبت انه يريد التخلص من فعلته الـ
- أنت مخطئ تماماً أن اعتقدت أن روجية موافق على عملي هنا
قاطعته قائلة وراقبته وهو يتحرك عن مقعدة بكسل ليستدير حول الطاولة وهو يقول
- اوليس كذلك
- لا انه يرفض تماماً هذا
- يرفض تماماً هذا ( كرر قولها وهو يقف أمامها مسنداً ظهره بالطاولة الاجتماعات خلفه مستمراً وهو يعقد يديه ) لا اعتقد
نقلت عينيها بعينيه الساخرتان قبل أن تتحرك متجة نحو الباب تهم بالمغادرة رافضة متابعة الحديث معه فلا فائدة ترجى من إفهام شخص مثله الحقيقة ولكنها لم تستطع لذا حدقت به قبل أن تفتح الباب قائلة
- لقد حضرت إلى هنا دون علم روجيه وعندما علم جن جنونه وبسببك أنا لا أحادثه ألان
- ولما حضرتي أن لم يكن موافقاً
- لما اقترحت ذلك بدايتا
حرك كتفيه قائلاً دون أن يفتها وميض الاستمتاع في نظراته مما جعل ضيقها يزداد
- لهدف في نفسي ( بدا الامتعاض عليها وأشاحت برأسها تهم بفتح الباب فأوقفها قائلاً بتعمد وهو يراقبها ) أعطيني الملف الموضوع على المكتب
توقفت يدها على الباب إلا أنها عادت لفتحه محدقة به وهي تقول بابتسامة مصطنعة
- تستطيع إحضاره بنفسك
وخرجت مغلقة الباب خلفها وهي تحاول جاهدة أن تخفي عصبيتها التي تتزايد لتشاهد ضيفته تدخل فدعتها للجلوس وتناولت الهاتف لتعلمه بوصولها قبل أن تدعوها للدخول وتجلس مخفية وجهها بيديها .
- أصبحت جاهزة ( بادرت بيتي وهي تدخل الى مكتبها )
- ضعيها بهذا الملف ولتكن كل نسخة على حدا ( قالت بتي واستمرت وهي ترى ضيفته بصوت منخفض ) ها هي تغادر أخيراً
رافقها ادمونت حتى المصعد وهي تثرثر بمرح وهو يستمع لها بود وما أن أغلق باب المصعد حتى التفت إليهم قائلاً
- أن سألت عني مرة أخرى فأنا لستُ موجوداً
وسار عائداً بأدراجه لتنتهي بدورها من توضيب الأوراق وتعود الى مكتبها تناولت الفاكس الذي وصل منذُ قليل ودخلت إلى مكتبه قائلة وهي تقدمه له وقد وقف قرب طاولة الاجتماعات يتفقد بعض الأوراق
- وصل هذا منذ قليل ( تناوله منها وقد رن هاتفه الخاص به فحدق به لثواني قبل أن يقول )
- أجيبي أنتِ ( تقدمت من المكتب لتتناوله قائلة ) دوماك للعقارات
- من أنتِ
تناهى لها صوت أنثوي ناعم فاستدارت لتنظر إليه وهي تسند ظهرها على مكتبه قائلة
- من معي
- أين ادمونت
- ادمونت ( تمتمت وهي تنظر إليه فهز رأسه متسائلاً عن المتحدث فقالت ) من يريده
- ايفا ليكور ومن تكوني أنت
- آنسه ليكور ( فرفع حاجبيه الى الأعلى وعاد ليحدق بالورقة التي امامه فاستمرت ) أنه ليس موجود الآن أترغبين بترك رسالة له
- رسالة .. أخبرية أني أعلم أنه موجود ومن الأفضل له أن لا يستمر بالتهرب مني
وأغلقت الخط فأبعدته عن أذنها بانزعاج وأعادتها إلى المكتب قائلة
- أنتَ في ورطة كبيرة
- ماذا ( تسأل دون اهتمام فأجابته وابتسامة تداعب شفتيها )
- من الأفضل ألا تستمر بالتهرب منها
- يعجبك الأمر ( قال وهو يلمحها بنظرة سريعة وأضاف هو يسير نحو مكتبه ) أنكن مزعجات بقدر كبير .. أعطي هذه الأوراق لبتي وهذه أريد ( وتوقف عن المتابعة وهو يتناول سماعة الهاتف الداخلي الذي رن قائلاً ) أجل أدخليها ( وأعاد السماعة وتابع ) وهذه أريد نسخه منها وهذه تخلصي منها ( ونظر إلى ساعة يده التي تشير إلى الرابعة مستمراً ) وتستطيعين المغادرة
فُتِح الباب وأطلت منه تولا بحماس ثم توقفت محدقة بليُنارس قبل أن تهتف
- لا لا ليس من جديد يا إلاهي ما هذا
- ما بك ( تساءل ادمونت بحيرة )
- لن أقبل بأي رفض اليوم لا لن أقبل أبداً وعدتني بأن تصحبني ألان فهيا ولا تقل لي لديك موعد وأنتِ كفي عن إغضابه ماذا تريدين منه ( نقلت ليُنارس عينيها المتوسعتان لهذا الهجوم نحو ادمونت الذي بادلها النظرات قبل أن تتوسع ابتسامته بينما عقدت تولا يديها معاً بانزعاج وهي تتأملهما بعدم رضا قائلة بجدية ) هيا بنا سيبدأ الفيلم بعد قليل
- لم يبقى سوى أنت ( قال مداعباً شقيقته الصغيرة ثم أضاف ) لا حاجة أن تقلقي منها فأنا لا أروق لها
- حقاً ( قالت وهي تتأملها فأسرعت ليُنارس بالقول وهي تتحرك مغادرة )
- عن أذنكما .
- اتعنين انك لن تبدئي بالعمل عند أحد المحامين لقد اعتقدت انك سرعان ما تفعلين هذا
- لا لا أملك الوقت لذلك ألان ( أخذت جوزيال تكمل طباعة الأوراق التي معها قبل أن تضيف )
- أستغرب تصرفك كنت أعتقد أنك ما أن تنهي الدراسة حتى تبدئي بالتدرب عند احدهم وها أنا أراك تبحثين عن عمل آخر إلا يكفيك راتبك هنا
- سأعمل لفترة قصيرة فقط كما أن العمل في شركة كشركة الدوماك لا يفوت
- أيعطونك راتب جيد
- لا بأس به أين أضع هذه
قالت وهي تبتعد لتنشغل بترتيب الكتب محاولة الابتعاد عن جوزيال كي لا تستمر بطرح الأسئلة عليها ,
أرخت رأسها على زجاج الحافلة تشعر بالإنهاك فمأ أن وصلت اليوم إلى المكتبة حتى قامت بتنظيفها وترتيب الكتب والأوراق و و أن جوزيال مقعدة وتعتمد عليها عملت لديها منذ زمن في الصباح يساعدها روبير أبن شقيقتها وفي المساء تعمل هي صعدت الأدراج القليلة المؤدية إلى باب منزلها بكسل فتحته ودخلت لتفاجئ بروجيه الجالس بانتظارها فأغلقت الباب بهدوء خلفها قائلة
- أنتَ هنا .. كيف دخلت ( رفع لها يده التي تحوي مفتاح منزلها وهو يقول )
- نسخة أوديل كان علي إحضارها معي البارحة لما لم تنتظريني صباحاً لما لم تعلميني بذهابك للعمل في الدوماك
- لا تبدأ أرجوك أنا متعبة ولست في وضع جيد للشجار
- طلبتُ منك عدم الذهاب ما كان علي منذ البداية ذكر الأمر أمامك لمَ لا تصغين لما أقوله
- وضعني سكرتيرة خاصة لمكتبه
قالت معترضة على هجومه ودخلت إلى مطبخها فتبعها قائلاً
- هذا ما كان ينقص أنه لا يحتاج إلى سكرتيرة أنه يحتاج إلى من يلهو معها
حدقت بشقيقها بعدم رضا قائلة
- وهل أبدو لك من هذا النوع ( تنهد بعمق وأخذ يحرك يده قائلاً )
- أنت لا تفهمين ما أعنيه
- أهدأ وأصغي لي أنا لستُ نادمة لذهابي للعمل هناك وتأكد تماما أني سأعرف من ورطك بهذا الأمر
- أنا الأخ الأكبر وأنا من عليه الاعتناء بك وليس العكس
جلست على الطاولة وهي تضع صحن طعام أمامها وتجيبه
- أنتَ دائما تعتني بي دعني أعتني بك مرة واحدة على الأقل
- أنت حتما لا تعنين ما تقولينه لستُ مطمئن أبدا لا أستطيع أن أدعك هناك لا تعودي إلى الشركة وليفعل ما يريده لم أعد أهتم فأنا لم أخذ شيئاً وسيظهر هذا في النهاية لا لا تحاولي ( قال وهو يراها تهم بالاعتراض مضيفاً ) أنا أعلم بالشركة التي كنت أعمل بها وهو لا يحتاج إلى سكرتيرة صدقيني
- بربك فكر بالأمر أين سيضعني وهو بالحقيقة يعلم أني لا استطيع العمل بشركته لكن ان كنت سكرتيرته التي لا حاجت له بها فسأكون تحت ناظريه ان كل ما يريده إعادة المال دون إحداث جلبة .. حتى أني لا أعمل شيء أرد على مكالماته وأصور بعض الأوراق والباقي تقوم به بتي سمح لي بالمغادرة الساعة الرابعة ولم يصدر منه أي شيء يجعلني أتخوف من نواياه حتى إني لا أراه
- لا اشعر بالطمأنينة فان اغرب ما سمعت هو اضطرارك العمل لديه حتى يعطيني مهلة لإعادة المال أن لدية نواية مخفية والأمر لا يحتاج إلى عبقري ليدرك ذلك
- قد يريد إبقائي إلى أن تحضر المال ليس إلا
جلس أمامها وتحدث بصوت منخفض وهو يمعن النظر بها مما شد انتباهها
- أستطيع تدبر المال اليوم ( تعلقت عينيها به فأستمر وغصة في حلقه ) شاهدة مالدو عند أحد الرفاق وعلم بحاجتي للمال وعرض علي المال ليُنارس المبلغ الذي أريده
- لا لا توقف لست بالغباء حتى تقبل منه المال أنت تعرفه جيداً
قالت مستنكرة قوله فقال بعصبية واضحة
- أُفضل أن أخذ المال منه على أن تعملي مع مورغان
- أنه يتاجر بالمواد الممنوعة ورجل عصابات ما بك أين ذهب عقلك ماذا يريد مقابل المال لا شيء بالمجان
- لم يطلب شيء
- ألان ولكن فيما بعد أنت أعلم به مني
- تباً أعلم نعم أعلم هذا
- أذا لا تطورت إلا أذا كنت تريد الاستغناء عن حياتك وحياة عائلتك التورط مع مورغان أفضل بكثير من التورط مع غيره
- لا تحاولي أقناعي فلست مطمئنان
- أنا أتحمل تبيعات تصرفي هذا وسأستمر به ولكي تشعر بالاطمئنان أعدك أن قام مديرك بإزعاجي ساترك العمل
- أهو وعد صادق
- أجل وأنا أجد وجودي في الشركة بهذه الفترة مناسب أتعلم أنهم أحضروا محاسباً ليحل مكانك والغريب بالأمر أنه خريج جديد أيضا توقعت أنهم بعد الذي حدث لن يوظفوا سوى ذو الخبرة
- بهذه السرعة ( تساءل فهزت رأسها بالإيجاب وهي تقول )
- أحضروا ملفه للمدير ليطلع عليه بالمناسبة من هو تود
- أنه شقيق موريس هو الذي قام بالتوصية بي حتى أتوظف لما
- هو من طلب من السيد مورغان إعطائك مهلة حتى تعيد المال قد أطلب مساعدته
صمت للحظات مفكراً ثم قال
- لا أميل له فهو غامض ولا يتكلم كثيراَ لا أحبذ فكرة تقصيك للأمر
- هل يوجد أفضل مني لتثق به
- مازلت مقتنع بضرورة مغادرتك لتلك الشركة
- الا تيأس .. هل وجدت عملاً
- قدمت في عدد من الشركات الصغيرة وسأعمل نادلاً في الحفلات ليلاً
- هذا مرهق
- أنا معتاد على هذا المهم أن تكون النقود معي بأسرع وقت ليس بالمبلغ الصغير عزيزتي لا أستطيع التركيز بالعمل وأنا أعلم أني السبب بوضعك هناك
- لا تقلق أني حتى لا أعامله بلطف وهو صدقاً فظ جداً
- أن حاول إزعاجك أو مضايقتك ستعلمينني اليس كذلك
- بربك أنه يريد نقوده ليس إلا
- سيحصل عليها رغم أنها ليست من حقه تباً لحظي المشئوم
- سأتقصى عن الأمر يجب أن أستغل وجودي داخل الشركة لا تعارض سأكون حذرة
صمت لعدة ثواني ثم قال بصوت مخنوق خافت
- الأمر ليس سهلاً ولكن لن يطول أعدك بهذا فرغم كل ما تقولينه مازلت واثقاً أن وراء مورغان أمر ما لذا لا استطيع تحمل أمر وجودك هناك
- لن نعود لهذا
- سأحاول تدبر المال بأي شكل تبا ( ونظر إليها بيأس مستمرا ) لا اعلم كيف وضعتك بهذا الموقف
- آه روجيه وتوقف وكأني فعلت لك الشيء الكثير أيها الأحمق أنا افعل هذا برحابة صدر فمن لدي غيرك أنت عائلتي الوحيدة التي أعرفها ولقد فعلت لي الكثير دون مقابل لذا دعني أساعدك بهذا ولا تقلق
أجابته بحنان وهي تربت على يده فالقد فتحت عينيها على هذه الحياة لتجده يعتني بها ولا تذكر الكثير عن والديها بينما تذكره هو في جميع مراحل حياتها .
لمحت مكتب بتي الفارغ وهي تدخل نحو مكتبها في صباح اليوم التالي لتصبح خطواتها أبطء وهي ترى الباب الذي أمامها مفتوحاً قليلاً فوضعت حقيبتها على المكتب وهي تحدق بساعتها فمازال الوقت باكراً لحضوره تحركت نحو الباب لفتحة أكثر محدقة بالداخل لتتوقف على ادمونت الذي استلقى على المقعد المزدوج وهو يغط بنوم عميق وقد تخلص من سترته وترك أزرار قميصه الأولى مفتوحة وتناثرت مجموعة من الملفات على الطاولة امامه وقد وقع بعضها على الأرض أعادت إغلاق الباب بهدوء إلا أنها لم تتركه وهي تحدق بساعتها التي تشير إلى الثامنة فعادت لفتحه ودخلت بهدوء لتقترب من الطاولة التي أمامه وتتناول عنها الملفات لتجمعها وتضعها على مكتبه وتعيد ترتيب ما على المكتب ثم تعود نحوه وهي تتعمد التحرك بروية كي لا توقظه انحنت بجواره تلتقط الأوراق التي بعثرت على الأرض ليفتح عينيه بكسل ويعود لإغماضهما إلا انه سرعان ما عاد ليفتحهما محدقاً بها وقد عبق عطرها بالمكان قبل أن يحرك عينيه حوله ليدرك أين هو ثم يعود نحوها مراقباً إياها وهي تهم بالوقوف لتنتفض رغماً عنها وهي تلاقي عينيه قائلة بارتباك
- لم اقصد إيقاظك
وتحركت نحو المكتب من جديد لتضع ما بيدها عليه محاولة تجاهل ارتباكها بينما قال وهو يتحرك جالساً وواضعاً أصابعه بين عينيه وقد بدا الإرهاق عليه
- اطلبي من بتي الحضور
وَجدت بتي خلف مكتبها فأعلمتها بطلب مورغان لها وعادت بأدراجها نحو مكتبها ليتناهى لها صوت ادمونت وهو يقول
- ادعي إلى اجتماع ألان أريد مجلس الإدارة بالإضافة إلى توم ومايك وبقيت المجموعة الفاشلة هذهِ أريدهم خلال دقائق ولتعدوا هذه الأوراق أريد ثلاث نسخ من كل واحدة منها لدي مواعيد ألان
- في الحادية عشر السيـ
- قومي بتأجيله لا أريد أي مواعيد صباحاً بعد الظهر سأستقبل
خرجت بتي وهي تقدم لها الأوراق متمتمة بضيق واضح
- اعتقدت أن هذا عملك وليس عملي
تجاهلتها متناولة الأوراق وقامت بتأجيل مواعيده وأخذت تصور ما طلب وبعد ساعة ونصف من الاجتماع المغلق رن الجرس الداخلي طالباً منها إحضار الأوراق
أدخلتها إليه ليتناولها ولا يبدو بمزاج أفضل من الصباح انسحبت وأغلقت الباب خلفها ولم يمضي وقت حتى بدء الرجال بالخروج منهم من كان مكفهر الوجه ومنهم من يتذمر من عصبية المدير الشاب
- ما الذي يحدث
تساءلت وهي تسند نفسها على الباب الفاصل بين مكتبها ومكتب بتي التي أجابتها
- مشكلة لن تفهمي بها فأنت تجهلين عملنا
لمحة بتي بعدم رضا وهي تدرك تعمدها قول ذلك قبل أن تتحرك نحو الهاتف الذي رن
- أحضري ملف مئه وخمس وعشرون
بدأت تبحث بأدراج الملفات وعندما وجدته تناولته لتدخله اليه لتجده جلسا خلف مكتبه وهو منكب بعدم رضا على ما أمامه
- أريد نسخة عن هذه ودعي بتي توصل هذه الأوراق يد بيد إلى ماكس
تناولت الأوراق وغادرت
- قال لك أن أقوم بإيصالها بنفسي ( سألتها بتي باستغراب وهي تتناولها منها ثم ترفع كتفيها ) حسنا ( تمتمت قبل أن تنظر نحو المصعد الذي فتح وأطلت منه فتاه شقراء تحمل وجهاً طفولياً طريقة سيرها وتأملها لهما من فوق يعطي انطباع بأنها متعالية سارت بتي نحو المصعد مرحبة ) كيف حالك
هزت رأسها هزة خفيفة لبتي التي دخلت المصعد مغادرة
وتابعت سيرها متخطية ليُنارس إلى مكتبها فسارعت خلفها وهي تقول
- ارجوا المعذرة آنستي هل أستطيع مساعدتك بشيء
وجهة نظرها نحوها وهي تنظر إليها من الأعلى واشتدت أصابعها على حقيبتها قائلة بجدية تامة
- من أنت
- سكرتيرة السيد مورغان ( تأملتها ببطء ثم تساءلت وهي تعود لمتابعة سيرها )
- ادمونت هنا
- لن يستقبل أحد ألان فهو مشغول ( تجاهلت قولها واستمرت بالسير نحو مكتبه فتخطتها ليُنارس بسرعة لتقف بينها وبين الباب مستمرة ) عذراً آنستي فهو مشغول أن رغبتي أحدد لكِ موعد بعد الظهر
حركت كلير شفتيها بانزعاج وهي تتمتم بنفاذ صبر
- أبتعدي عن طريقي
- معي أوامر من السيد مورغان أن لا أدخل له أحد
أبعدت كلير رأسها لثواني وبدا أن صبرها ينفذ ثم عادت لتحدق بها وعينيها تعبران عن انزعاج مكبوت وقالت ببطء
- لستُ أي أحد أبتعدي عن طريقي
- حسناً لم لا تجلسين هنا وسأعلم السيد مورغان بوجودك
- من معه بالداخل
- ارجوا المعذرة
- من هي من معه
- لا أحد أنه بمفرده
- دعيني أدخل أذا أبتعدي عن طريقي .. من هي
وحاولت دفع ليُنارس التي تجمدت لوهلة في مكانها متفاجئه قبل أن تقول
- لا يجوز هذا ولا أحد بالداخل
- أبتعدي إذا ( أضافت بعصبية ودفعتها بقوة لتفتح الباب وتدخل فتبعتها بسرعة إلا أن كلير أغلقت الباب بوجهها بذات العصبية وهي تقول ) بيني وبين مديرك حديث
حدقت بالباب المغلق ما هذا الجنون لم تكن ثواني حتى بدء يتناهى على مسامعها أصوات تصدر من الداخل فجلست على مقعدها وما هي إلا دقائق حتى نظرت إلى الباب الذي فتح وأطلت منه كلير بعصبية مغلقة إياه خلفها بقوة وقطعت الغرفة بخطوات واسعة وهي تتمتم ببعض الكلام الغير مفهوم ولم تمضي عدة دقائق حتى تناهى لها صوت مديرها الحاد عبر الخط الداخلي والذي يطلب منها الحضور
- ألم أطلب منك عدم إدخال أحد لي
- حاولت منعها
- حاولتِ حاولتِ بربك ما هو العمل الذي تجدينه لستِ بأفضل من شقيقك عندما أطلب منك عدم إدخال أحد لي فستعملين على هذا لأنك مسئولة أمامي ( عقدت يديها وضمت شفتيها كي لا تتفوه بالكلمات التي ملأت فمها بينما أستمر ) أن كنت غير قادرة على تنفيذ هذا فما الفائدة منك إذا
- لا فائدة مني أأغادر
- لن تغادري هذا المكان حتى أستعيد ما سرقتموه وستعملين شئتي أم أبيتي وأن كنت تتعمدين الإهمال بعملك عليك إعادة التفكير بهذا
- لم اعلم أن علي تعلم الدفاع عن النفس كي أمنع زائريك من الدخول
- أتستهزئين ( قال بحدة مستنكراً قولها مما جعلها تحل يديها عن بعضهم قائلة بنفاذ صبر )
- وماذا تنتظر مني وهي تدفعني بقوة عن الباب كي تدخل إليك هل علي التصدي لها أم مشاجرتها
- أعطيتك أمراً هذا ما أفهمه وعليك تنفيذه
- لا تلمني وكأني المذنبة بهذا فالست مجبرة على تحملك وتحمل زائراتك أن كان لديك مشكلة معهن فليكن خارج العمل ( واستمرت وكأنها تكلم نفسها ) أن كان صاحب الشركة هكذا فما بال بقيت الموظفين
أشار بيده نحوها وهو يقول بعدم تصديق
- هل تدركين ما تتفوهين به ( رمقته بنظرة مستنكرة وهي تقول بجدية )
- لن أسمح بأن تصب جام غضبك علي
- سأدخل شقيقك السجن
- هذا ما تجيد عمله
- أخرجي من هنا على الفور أخرجي
قال بحدة وهو يشير إلى الباب وقد أغمقت بشرته فنظرت إليه بتعالي وخرجت صافعة الباب خلفها لا شيء يعطيه الحق بالصراخ بها جلست خلف مكتبها بعصبية وأخذت تهز قدمها بتوتر فتح باب مكتبه وسار نحوها والتجهم يملأ وجهه وضع ورقة بقوة على مكتبها قائلاً بصوته الحاد
- أنت منقولة لا تصلحي أن تكوني حتى سكرتيرة
واستدار عائداً إلى مكتبه بقيت تحدق بالورقة التي تركها على مكتبها .. منقولة .. أهو مجنون هل صدق أنها تعمل هنا تناولت الورقة بفضول وبدأت تظهر ابتسامة على شفتيها لقد نقلها إلى أرشيف الشركة هل ينوي معاقبتها وجعلها تغرق بالأوراق والملفات ولما لا أي مكان المهم أن تبتعد من هنا نهضت عن المقعد وتناولت حقيبتها وسارت نحو بتي التي دخلت لتوها ناولتها الورقة قائلة
- ماذا أفعل بهذه
قرأت بتي ما بالورقة ثم رفعت نظرها نحوها قبل أن تعود لتقرأ الورقة من جديد متسائلة
- ما هذه
- أمر نقلي
- أعلم فهذا مكتوب هنا ولكن لما الأرشيف
- لا أعلم شيء فلا تسأليني ( أعادة بتي لها الورقة قائلة )
- يجب أن توضع بملفك وملفك لم يصلني لأنه عند مورغان الى الان
- أذاً أذهب للأرشيف وفيما بعد توضع بملفي
- رئيس الأرشيف لن يستقبلك أن لم يصله ملفك معها
- هلا أدخلتها له أذاً
- لا أنا لا شأن لي بما يجري ولا أفعل شيء دون أن أفهم أدخليها أنت
بدت الحيرة عليها ماذا تفعل ألان ثم حركت كتفيها قائلة
- لا بأس سأدخلها ( وتحركت تريد الدخول إلا أنها توقفت نظرة إلى بتي وهي تقول ) هلا أعلمته أني أريد رؤيته ( تجهم وجه بتي وهي تنظر إليها فأضافت ) سيتهمك بعدم أجادت عملك أن لم تفعلي فأنا لم أعد سكرتيرته
رفعت بتي السماعة وهي تنظر إليها بريبة لتقول
- الآنسة ريمونت تريد رؤيتك ( أبعدت السماعة عن أذنها فور قولها هذا وتناهى إليها صوت ادمونت الحاد يثرثر ثم توقف فأعادت السماعة إلى مكانها قائلة بحيرة ) لقد أغلق ( ونظرت نحو ليُنارس مستمرة ) ماذا فعلت حتى يغضب بهذا الشكل ( وقبل أن تجيبها رن الجرس الداخلي فرفعت السماعة من جديد ثم أعادتها قائلة ) أدخلي
اقتربت من مكتبه بهدوء وهي تمسك الورقة بيدها فبادرها وهو يتابعها بعينيه
- أن عدتي لتعتذري فاعتذارك مرفوض
- لم أخطئ لأعتذر ( تمتمت ورفعت الورقة تريد أن تكمل فقاطعها قائلاً بغيظ )
- أذا جئت لتسترحمي كي لا أنقلكِ فهذا أيضا لن أقبل به ستنفذين ما أطلبه منكِ
تجاهلت قوله وقدمت له الورقة قائلة
- جئت كي أوصل هذهِ لك حيثُ أنها من المفروض أن توضع بملفي بحيث لا يعترض مسئول الأرشيف عندما أنزل إليه
أسند ظهره إلى الخلف وحرك فكه بعصبية وهو يقول
- سأعطيك فرصة أخيرة لكي تعتذري بها عن تصرفك قبل قليل
أبقت عينيها ثابتتان عليه لقوله قبل أن تقول
- سأعطيك الأولوية بالبدء حتى يكون الأمر عادلاً
- ماذا
تمتم غير مصدق ونقل عينيه بعينيها جيداً وكأنها تطلب منه الشيء الكثير ثم تحرك ليقف ويتناول الورقة منها ويمزقها وعينيه لا تفارقانها قائلاً بهدوء لا يطمئن
- لن تذهبي إلى أي مكان بل ستبقين هنا تحت ناظري
- لم أعترض على الأرشيف ( سارعت بالقول وقد ساءها تمزيقه للورقة )
- بل ستبقين هنا وستكونين أكثر إخلاصا لعملك
- أن اعتذرت لك أتعيدني للأرشيف ( فتح مقلتيه جيداً قبل أن يقول )
- لا وابتعدي من أمامي الان
هزت رأسها بعدم رضا والامتعاض بادياً عليها وهي تستدير خارجة
- ما كان علي الدخول إليه تباً لحظي أنا المخطئة
- ماذا حدث ( تسائلت بتي وهي تطل عليها لتحدثها مع نفسها فقالت بضيق واضح )
- لقد أعادني إلى هنا ما هذا الا يستطيع أن يأخذ قراراً دون التراجع عنه
- أعادك
- أجل أتصدقين كنت مستعدة للاعتذار منه كي يبقيني بالأرشيف لا أنـ
- كفى ثرثرة آنسة ريمونت وأحضري لي ملف شركة ستانفورد ( انتفضتا معاً ونظرتا الى ادمونت الواقف على باب مكتبه مضيفاً لبتي ) اليس لديك ما تفعلينه
هزت رأسها بالإيجاب وأسرعت بالمغادرة بينما أخذت ليُنارس تفتح أدراج المكتب تبحث عن الملف الذي طلبه وعندما وجدته قدمته له فأخذه منها بتجهم وعاد نحو مكتبه .
- تعالي إلى هنا فوراً
جاءها صوت ادمونت المازال على حاله عبر الهاتف فزادت خفقات قلبها مضى على وجوده ساعة بالداخل دون أن يطلبها
- هلا أعلمته بوجودي
- سأفعل سيد مارس ولكني لا أعدك أنه سيستقبلك ألان لما لا تعود بعد الاستراحة
- أسأليه على كل الأحوال
- كما تريد
عند دخولها وجدته يقف خلف مكتبه وهو منحني نحو حقيبته يخرج منها بعض الملفات ولا يبدوا بأفضل من الصباح رمى مجموعة من الأوراق على مكتبه قائلاً
- ضعيها بملف مائة وسبعة ( تناولتهم قائلة بحذر )
- في الخارج السيد مارس أترغب بمقابلته
- ألم أعلمك أني لا أريد مقابلة أحد ( أجابها بفظاظة واضحة فقالت بانزعاج )
- فعلت ( واستدارت مغادرة فعلت ما طلبه منها ولم يمضي وقت حتى استدعاها من جديد )
- ستأخذين هذه الملفات إلى شركة ستانفورد وتسلميها باليد إلى مارك هامبسون نائب المدير
فتحت فمها باندهاش قائلة
- ولكن هذا ليس من ضمن عملي
- أنا الذي أحدد ما هو عملك
- لا أعلم أين تقع شركة ستانفورد لم أسمع بها قط
- سيوصلك جاد سائقي إليها وسيسلمك مارك ملف احضريه لي
خرجت بضيق ونظرت إلى ساعتها انها الواحدة لما لا يؤجل عمله إلى ما بعد الغذاء تباً .
دخلت المصعد وضغطت على الزر العاشر وأسندت ظهرها على الحائط بإعياء أبعدت شعرها عن وجهها وحدقت بالملف الأحمر أحتاج أمر إحضاره وتسليم الأوراق أكثر مما توقعت فما أن تسلم مارك الملفات حتى طلب منها مرافقته إلى عدة أقسام ليتأكد من بعض الأمور ثم قام بتفقد الأوراق وجمعها أجبرت على الجلوس ساعة كاملة حتى أصبح كل شيء جاهز نظرت إلى مكتب بتي الفارغ أنها محظوظة أشعر بالجوع دخلت إلى مكتبها ثم طرقت باب مكتبه
- ادخلي
نظرت إليه عند دخولها لتجده منهمك بتناول بعض الشطائر الموضوعة على الطاولة أمامه وببعض الملفات المتناثرة فبادرها
- أهي كاملة
- أظن ذلك ( تناول الملف منها وبدء يطلع عليه )
- أستطيع الذهاب ألان
- ليس بعد
- أيوجد المزيد من العمل خارج الشركة
قالت بغيظ فلمحها بنظرة دون أي تعليق ثم قدم لها ورقة كان يضعها جانباً قائلاً
- أطبعي هذه بينما أكون أعددت ما تبقى
- ما تبقى ( تمتمت متفاجئة وهي تتناولها الن تحصل على استراحة لتتناول غدائها فقال )
- الديك مشكلة بهذا
- لا أعتقد أن لرئي أي أهمية
- جيد بدأت تفهمين سير الأمور أسرعي فليس لدي النهار بطوله
خرجت من مكتبه وهي ترغب بصفعه برشقه بأي شيء تطاله بيديها أخذت نفساً عميقاً وأخرجته مهدئه من نفسها ووضعت الورقة على مكتبها وبدأت بطباعتها خرج بعد قليل وأقترب منها وهو يحمل مجموعة أخرى قائلاً
- إنها جاهزة لطباعة
استطاعت أظهار ابتسامة عذبة ونجحت بإخفاء ما يدور في داخلها قائلة
- دقائق وتكون جميعها جاهزة ( بقيت عينيه معلقتان بها بينما عادت لتكمل الطباعة فعاد للقول )
- وجدتي صعوبة في ستانفورد
- لا
- ولما تأخرتي ( نظرت إليه قائلة )
- أفعلت لم أشعر بالوقت
- لم أنتبه للأمر ولكن مارك أتصل يعتذر عن التأخير
سحبت الورقة من الطابعة وقدمتها له قائلة
- أصبحت جاهزة ( تناولها وبقي على وقفته بينما أخذت تطبع الورقة الأخرى قبل أن يتساءل )
- هل يمكنني الاعتماد عليك بما يكفي حتى أوكلك ببعض المهام المهمة خارج الشركة
حركت الفكرة بسرعة في رأسها لا تريد المزيد من العمل فقالت
- أنا في الحقيقة أحب ذلك وسأستفيد من الأمر فالخبرة ضرورية وبما أني دون خبرة ستتحمل أخطائي .. أننا بشر
هز رأسه موافقاً وقائلاً
- أقنعتني ومع ذلك ستقومين بالمهمة
- أكانت بتي تقوم بالمهام الخارجية
- لا
- ولما أفعل أنا
- لأنك لا تقارني مع بتي أمامك نهار حافل لهذا أنهي ما بيدك بسرعة
واستدار متجهاً نحو مكتبه ليختفي به بينما تمتمت بغيظ وهي تتابعه
- تحب هذا بلا شك ( أكملت طباعة ما بيدها ببطء شديد فليست على عجلة من أمرها )
- أخيراً أنهيتها ( بادرها وهو يتناولها منها وأضافها إلى ملف ضخم متابعاً ) ستسلمين هذا إلى أستون دافدسون لا يجب إن يطلع عليها أحد غيره
- وهل يعمل أستون هذا هنا
- أنتِ تتمنين ذلك ولكن للأسف آنستي ( ونظر نحو ساعته مضيفاً ) عليك أن تذهبي ألان أن أردتِ العودة في الوقت المناسب لعملك الآخر
شعرت بالامتعاض الشديد لإدراكها انه يستمتع بهذا فتحركت متناولة الملف وهي تقول
- جاد يعلم أين يوجد أستون هذا
- أجل ( أجابها وهو يبتسم بتصنع )
- جيد فلا وقت لدي كي أضيعه ( وأضافت بسخرية متعمدة ) أترغب بأن أحضر لك شيء معي
- يكفي أن تأتي أنت فلا أتصور أن أدخل إلى المكتب ولا أراكي
- كم أنت لطيف
قالت حانقة قبل أن تغادر بينما توسعت ابتسامته عند خروجها أن الأمر يروق له دون شك
- لما تأخرتِ ( بادرها روبير فور دخولها فقالت معتذرة )
- آسفة كان الأمر خارج عن يدي
- تبدين متعبة
- أنا كذلك أين جوزيال
- في الداخل
ارتمت على المقعد وفتحت كيس الشطائر الذي تحمله لتتناول واحدة منه وتنظر إلى روبير وهو يصعد السلم ليتناول أحد الكتب عن الرفوف العليا وهو يقول
- ستصلنا عما قريب شحنة جديدة لهذا أستعدي للعمل
- أشكرك لأعلامي بهذا ( قالت بإنهاك بينما نزل عن السلم قائلاً )
- سأغادر ألان ( وستمر بصوت منخفض ) لدي موعد مهم
- صديقة جديدة
- أجل .. سأعرفك بها يوماً
- أفعل
- إلى اللقاء أعلمي خالتي أني غادرت
- ولما لا تفعل أنت
- ستجد لي عملاً جديد كي تؤخرني .. وداعا
لم يكن اليوم التالي مختلفاً فمنذُ وصولها وهي تقوم بتصوير الأوراق وترتيبها ولم يبدو المدير بمزاج افضل
- ألم تتصل أليانور بعد
- لا أترغب بأن أتصل بها
- لا وأن اتصلت لا تحولي لي المكالمة فوراُ اجعليها تنتظر قليلاً
أعادت سماعة الهاتف إلى مكانها وهي ترفع أحد حاجبيها لا يتوقف عن السؤال عنها وعندما تتصل لا أحولها له وأدعها تنتظر
- مرحباً لدي موعد مع السيد مورغان
قالت فتاة أطلت لتو وهي ترتدي لباساً رسمي وتحمل حقيبة عمل بيدها
- الآنسة كونر
- أجل
- تفضلي .. سأعلمه بوصولك ( وتناولت سماعة الهاتف لتعلمه بوصولها فتساءل )
- ودانيال
- ليس بعد
- دعيها تنتظر إذا ربع ساعة ثم أدخليها أن لم يصل دانيال وعند وصوله أدخليه على الفور
فعلت ما طلبه منها ولم يمضي على دخول ضيفته عدت دقائق حتى أطل رجل في نهاية الثلاثين من عمره فدعته لدخول لم تمضي عدة دقائق أخرى على دخوله حتى ثبتت نظرها على باب غرفته التي تعالت الأصوات منها ثم نقلت نظرها نحو الهاتف الذي رن قبل أن تتناوله لتسمع صوت ادمونت عبره يطلب منها الحضور أخذت نفساً عميقاً ودخلت إلى مكتبه لتجد الرجل والفتاة كل منهم يقوم باتهام الأخر بينما ادمونت مسترخياً في مقعده مراقباً ومصغياً للذي يدور حوله نظر نحوها عند دخولها وأشار إلى ضيفاه قائلاً
- نحتاج إلى بعض القهوة هنا فالضيوف متوترون وقد نحتـ
- لست متوتراً ولكني لم أتوقع الغدر منك أنت بذات جاكي
- كان بيننا أتفاق ونفذته أنتهى الأمر لذا أبتعد عن طريقي دانيال
- هذا يسمـ ( توقف دانيال عن المتابعة ونظر ببطء نحو ادمونت قبل أن يقول ) ماذا تحاول ( ثم كمن فهم ما يجري حوله أضاف ) أنها لعبة قذرة منك مورغان
- أتتهمني
- أجل أتهمك بالتحايل
- أشهدي على هذا آنسة ريمونت
توسعت عيني ليُنارس وهي تحدق به بينما زاد احمرار وجه دانيال الذي ضرب المكتب بيده محدقاً بادمونت وقائلاً
- أنت تتلاعب بنا لتعلم أن هذا الأمر لن يرضي رؤسائي عندما يعلمون ما تحاول
- من الأفضل أن تهدأ وإلا أتهمتك بمحاولة التهجم علي ( ونقل نظره دون اكتراث من الرجل الثائر نحو الفتاة التي فتحت فمها بدهشة وهي تراقب ليقول ) وأنت آنسة كونر ألديك ما تقولينه
- أجل لدي الكثير ولكن تأكد أني سأرفع الأمر لرؤسائي الذين سيلجئون إلى كل السبل لنيل مرادهم حتى لو احتاج الأمر للقضاء وأنت تعلم هذا
- عليكم إيجاد محامي ماهر أذاً آنستي
- سأدلك على واحد جيد
تمتمت ليُنارس لها فنظر إليها ادمونت متفاجئاً ثم عاد ليحدق بضيفاه وهو يقف عن مقعده ويتحرك نحوهم قائلاً
- لدي معلومات من شخص موثوق به بأمر حقيقة هذا المشروع ومحاولتكما الاحتيال وإيهامي بأن المشروع يخصك وأنت اعلم بالصحيح آنسة كونر بالإضافة إلى عرض أوراق غير صحيحة ومحاولة كسب مبالغ نقدية ويمكنكما أضافت أثارة الفوضى في مكتبي واتهامي بالتحايل ولدي الكثير الكثير
- هذا غير صحيح المشروع يخصني
- لا أنت من قمتِ بسرقته مني ( قال دانيال ونظر إلى ادمونت مستمراً ) أنت من أثار الفوضى هنا
- أنت من اتهمني بالتحايل
- أنا اكتفيت
قالت جاكي وتحركت مغادرة بتجهم فتبعها دانيال بعد أن لمح ادمونت بنظرة نفور قائلاً
- سنلتقي من جديد ( نقل ادمونت نظره من دانيال الذي غادر لليُنارس قائلاً )
- من الأفضل لك أن تخرجي ألان خاصة بعد أسلوبك الفظ والوقح رغم كل شيء كنت أتمنى أن تكوني مخلصة لشركة التي تعملين بها
- ولكني لا اعمل بهـ
- إلى مكتبك آنستي
قاطعها مشددا على كلماته مما جعلها تلمحه بنظرة وهي تتحرك مغادرة لتطل أليانور من الباب قبل أن تصل إليه ليُنارس قائلة
- لم أجد سكرتيرتك في الخارج فدخلت ( واقتربت منه مضيفة بينما ليُناس تتخطى عنها مغادرة ) كيف أنت
- أصبحت بخير
متعجرف أناني فظ وقح ماذا أيضاً يوجد المزيد من الصفات التي تليق به أجل أجل متسلط أنه متسلط ما أن أصبحت الواحدة حتى دخلت إلى المصعد مغادرة وهي تتنفس الصعداء لتقوم بفتح حقيبتها لتتناول منها نظاراتها الشمسية والمصعد يتوقف خرجت منه ومازالت تبحث بحقيبتها لتصتدم بالرجل الذي كان يهم بالدخول فأسرعت بالقول وهي تحدق به
- ارجوا المعذرة
- لا باس
أجابها فتختط عنه وهي تسحب نظارتها لتضعها على رأسها قبل أن تتوقف محدقة بالرجل الذي عاد ليصبح أمامها قائلا
- أوقعتِ هذه ( نظرت إلى يده التي تحمل دفترا صغير يخصها لتقول )
- أشكرك لم ألاحظ أني أوقعته شكرا لك
عادت لتضيف بابتسامة وهي تتناوله منه لتعيده إلى حقيبتها وتتابع سيرها قاصدة المطعم الممتلئ لتحضر طعامها وتتحرك لتبحث عن طاولة فارغة تعلقت عينيها بيد تلوح لها فابتسمت لناند الذي قال
- حجزت لك مقعداً
هزت رأسها له بالإيجاب واقتربت منه ألقت التحية عليه وعلى رفاقه وجلست بجوار ناند الذي عرفها على زملائه اثنان منهم يعملون في شركة مجاورة واثنان منهم يعملون في الدوماك
عند عودتها لم تكن بتي قد عادت من الاستراحة ولم يكن ادمونت قد غادر فحدقة بالفاكس الموضوع على مكتبها لتتناوله وهي ترفع سماعة الهاتف
- وصل فاكس من شركت هيبورن
- أحضريه
دخلت إلى مكتبة لتفاجئ بالرجل الذي اصطدمت بهِ عند المصعد يجلس برفقة ادمونت فابتسم وهو يراها قائلاً
- تعملين هنا إذا
هزت رأسها بالإيجاب له وهي تقدم الفاكس لادمونت الذي تناوله منها ببطء وهو ينقل نظره بينهما قائلاً بحيرة
- تعرفان بعضكما
- اصطدمتُ به عند مغادرتي منذُ قليل
أجابت باقتضاب وهي تهم بالمغادرة بينما اخذ ادمونت يقرأ الفاكس قبل أن ينظر نحو غاستون الذي قال
- هل بدأت بتي تهمل عملها
- لا ولكن العمل كثير
- هيا اعترف من قام بتوظيفها ( وأمام نقل ادمونت عينيه من الفاكس إليه دون إجابة أضاف ) والدتك من فعل أم صديقة جديدة تشعر بالغيرة
ابتسم ادمونت وهو يجيبه
- ولما لا أكون من فعل
- ولما لا أكون من فعل
- ليس أسلوبك فلو كنت من فعل لرأيت إحدى عارضات الأزياء أومن تشبههم جالسة هنا
- ومما تعاني سكرتيرتي الجديدة
- تشبه معلمات الروضة أكثر رغم جاذبيتها
توسعت ابتسامته قائلاً بتعمد وهو يعود نحو الفاكس الذي بيده
- متى ستفتتحون مكاتبكم الجديدة .
سرعان ما أطل رجلان ذو بذات رسمية أعلمته بوصولهم ولم يمضي وقت حتى غادر غاستون وهو يهز رأسه لها فأدخلت ضيفاه وتناولت سماعة الهاتف الذي رن
- هلا حولتني إلى السيد مورغان
- من المتكلم
- رئيس قسم المحاسبة ( خفق قلبها وهي تسمعه وقالت )
- أنتظر قليلاً
حولت له المكالمة وهي تفكر بأنه متورط لن يجرؤ أحد على العبث بالدفاتر إلا أذا كان متأكداً أنه لن يكشف انه من المتهمين الأساسين وبالأحرى المتهم الأول
- ادمونت موجود
- نعم تفضلي ( أجابت الفتاة التي دخلت مستمرة ) من أعلمه
اقتربت منها قائلة
- أرغب بالدخول اليه دون أن يعلم أريد مفاجئته
- لا أستطيع أن أدخلك دون إعلامه
- لن ينزعج فأنا معتادة على هذا
- علي الاعتذار منك فالقد أصر على عدم إدخال أحد له دون علمه أن رغبتي بمقابلته سأعلمه أنك هنا
- لديه أحد ألان
- لا ( نظرت الفتاة نحو باب مكتبه بينما قالت ليُنارس ) تفضلي آنستي بالجلوس وسأعلمه أنك هنا .. من أخبره ( سألتها وهي ترفع السماعة فحدقت الفتاه بها وهي تعقص شفتها السفلى بمكر قبل أن تبتسم بمرح وتسير نحو الباب فتركت ليُنارس ما بيدها وأسرعت لتقف أمامها قائلة بحدة ) لا ستطيع السماح لكِ بالدخول إليه بهذا الشكل علي إعلامه بقدومك فتفضلي بالجلوس
- لا أقصد أن أسبب لك مشكلة ولكن على ما يبدو أنك جديدة هنا أنا صديقة مقربة له أحب مفاجئته فقط فهو لا يعلم برجوعي من السفر
- لا أستطيع السماح لك بالدخول
قالت بإصرار فهي لا ترغب بالتعرض لمزاجه الحاد مرة أخرى
- ولكن
- آنستي أن رغبتي برؤيته اليوم فتفضلي بالجلوس حتى اعلمه وألا لن أسمح لك بالدخول
صمتت الفتاه لثواني ثم تنهدت
- حسناً أنا لوسيا ستنغسون
- تفضلي بالجلوس
قالت وهي تشير إلى المقعد فسارت لوسيا لتجلس عليه وعندما فعلت توجهت بشك نحو الهاتف فصديقاته على ما يبدو لا يوثق بهن
- ألآنسة لوسيا ستنغسون ترغب بمقابلتك
- لوسيا ( هتف بمرح ) أدخليها بسرعة
دعتها لدخول وتنهدت بعمق وهي تعود للجلوس على مقعدها هذا ما كان ينقصها هي تدخل لمفاجئته وأنا أنال التوبيخ
- احتاج توقيع مورغان على هذه
تناولت الأوراق من بتي التي عادت نحو مكتبها وتحركت لتطرق على باب مكتبه قبل أن تدخل لتجدهم يضحكون بمرح ناولته الأوراق فأخذ يقرأها باهتمام بينما قالت لوسيا
- رغبت بمفاجئتك عند قدومي ولكنها لم تسمح لي بالدخول
عقد ما بين حاجبيه ونظر إلى ليُنارس قائلاً
- لما لم تسمحي للآنسة بالدخول ( توقفت مقلتيها عليه قبل أن تقول )
- ارجوا المعذرة .. أذكر أنك طلبت مني عدم إدخال أحد لك دون أن أعلمك
- عندما تأتي الآنسة ستنغسون مرة أخرى أدخليها فوراً فآنسة رقيقة وجميلة مثلها لا يجب أن تنتظر
قال مبتسم للوسيا ثم وقع الأوراق وناولها إياهم
غادرة مكتبة غير مصدقة تصرفاته هل عليها حقا احتماله لا تعلم إلى متى تستطيع الاحتمال .
- هذا بريد اليوم
بادرتها بتي في صباح اليوم التالي وهي تضع مجموعة من الأوراق أمامها فحملتهم لتضعهم على مكتبه وتهم بالخروج إلا أن عينيها تعلقتا بالخزنة المجاورة لمكتبه لو تستطيع الوصول الى الملف الخاص بروجيه لو تستطيع الاطلاع عليه
- لن يحصل هذا أبداً
انتفضت وحركت عينيها نحو ادمونت الواقف عند الباب يحرك المفاتيح بيده فتحركت لا مبالية وسارت نحوه لتغادر مكتبه قائلة
- لا أحتاجها
- لديك أساليب في فتح الخزائن أيضاً
وقف أمامها وقد سد عليها طريق الخروج فعقدت يديها وهي تقول
- لست بحاجة إلى فتحها
- وماذا كنت تفعلين أمامها تتأملين نوعية صنعها أأكد لك أنه متين
- أنا أعرف هذا جيداً ( أجابته بتهكم فقال )
- بصفتك شقيقة لص
زادت أنفاسها إلى أنها حاولت جاهدة تمالك نفسها أمامه وقالت بهدوء لا تعلم من أين أحضرته
- ارجوا أن تسمح لي
إلا انه لم يتحرك وقال متجاهلاً طلبها وهو يميل برأسه نحوها وبصوت هامس مزعج
- ألا تجدين الأمر محرجاً أنت محامية وشقيقك .. أنت تعرفين .. الوضع محرج اليس كذلك
ثبتت نظرها على ربطت عنقه كي لا تنظر إليه وتريه مدا رغبتها بإسكاته فلن تحتمل أسلوبه هذا أكثر لذا أشارت نحو مكتبه قائلة
- وضعت لك البريد على المكتب فأسمح لي ( حاولت الحرك إلا أنه بقي على وقفته مما جعلها تقول بانزعاج واضح وهي تحدق به ) لن أستطيع الخروج وأنت تسد الطريق أمامي
- انه مالبون ( قال متجاهلاً قولها وهو يتأملها فهمست وقد عقدت حاجبيها )
- أرجو المعذرة
- عطرك إنه يروق لي رغم أني على ثقة
من انك لا تستعملين الأصلي فهو باهظ الثمن
رمشت وقد
تعلقت عينيها به قبل أن تقول
- لم أعرف
أنك خبير بهذه الأمور
- أنت لا
تعرفيني جيدا
- أكتفي بما
أعرفه وأسمح لي تركت بعض الأوراق المهمة على مكتبي علي طباعتها
- هي أهم مني
حركت رأسها
بعيداً عنه وهي تضم شفتيها مخفية ابتسامة كادت تنسل منها أهو مجنون ثم عادت نحوه
وهي تأخذ نفساً وتقول باستخفاف
- لا شيء أهم
منك سيد مورغان أستطيع المرور ألان
- سأفكر
بالأمر ( أجابها وهو يحرك يده إلى الخلف مغلقاً باب مكتبه مما جعل نبضات قلبها
تتسارع بينما تحرك مبتعداً من أمامها نحو مكتبه قائلاً ) تفضلي بالجلوس ( بقيت
للحظة ثابتة في مكانها ثم تحركت بهدوء نحو المقعد وجلست عليه بينما جلس خلف مكتبه
متأملاً إياها قبل أن يقول ) أنا بحاجة إلى المساعدة
- مساعدتي (
قالت بصوت متسائل حائر )
- أجل أنت
سكرتيرتي وأنا متأكد أنك ستكوني قدر المسؤولية وستفعلين ما أطلبه وأنا أرغب أن
تكوني أنت وليس غيرك وتـ
قاطعته قائلة
- ما الذي
تريد مساعدتي به بالتحديد
لمعت عينيه
بوميض جعل قلبها يتسارع إلا أنها حافظت على مظهرها الهادئ وهو يقول
- لدي مجالات
كثيرة قد تفيديني بها ( بقيت تحدق به وعدم الطمأنينة له يجتاح صدرها فأضاف ) كيف
حال شقيقك أهو بخير
- سيكون بخير
بعدما تنتهي مشكلته مع شركتك
- وزوجته أهي
بصحة جيدة
- إنها كذلك
- جيد أرجو
أن يستمر الأمر هكذا ( وأسند نفسه على ظهر كرسيه مستمرا ) لم تجيبني
- على ماذا (
قالت مدعية الغباء فرفع حاجبيه وابتسامة متهكمة تظهر على إطراف شفته فأضافت ) أن
عنيت بمساعدتك فانا لا مانع لدي أذا أعلمتني بالتحديد ما المطلوب مني وإذا كان
بمقدوري فعله فلن أبخل عليك بمساعدتي سيد مورغان
- جيد أذاً
أرسل لك جاد غداً ليحضرك إلى منزلي في الساعة الثانية أيناسبك هذا
شعرت وكأن
ماء باردة قد سكبت عليها لقوله وقالت بصعوبة
- في أثناء
العمل
- بالتأكيد
لا أقصد الثانية صباحاً وكما أذكر فأنت تعملين ما بعد الرابعة هذا أفضل وقت
- وما .. ما
العمل المطلوب مني
- عندما
تحضرين أعلمك .. يمكنك الذهاب إلى أوراقك المهمة ألان
فتحت فمها
بدهشة لإنهائه الحديث بهذا الشكل ولكن لا أن قلبها ليس مطمئنا له أبداً لهذا وقفت
وهي تقول
- أرجو أن
تتقبل اعتذاري فلا أعتقد أني أستطيع مساعدتك غداً
- وما السبب
وأرجو أن يكون مقنعاً
- أنه مقنع
كفاية بالنسبة لي ( ضاقت عينيه الناظرتان إليها فأسرعت بالقول ) هل مازلت تسكن مع
والديك
أغمقت عينيه
قبل أن يقول باستهزاء
- في أي قرن
تعيشين
لم ترد على
استهزائه وقد أحمر لون بشرتها تحت نظراته التي تتأملها فحركت يدها بشكل آلي
نحو الباب وهي تقول
- سأكون
بمكتبي أذا احتجت شيئاً
وسارت خارجة
وهي تشتم الساعة التي وافقت بها على العمل بهذه الشركة وتحت أمرة ذلك المتعجرف .
انشغلت بقية الصباح بمواعيده وضيوفه وما أن همت
بالمغادرة لتتناول غذائها حتى طلبها فدخلت إليه ليبادرها
- متى موعد
أليانور
- في الخامسة
- إتصلي بها
وأعلميها بتأجيل موعدها إلى الغد ثم أحضري ورقة وقلم
خرجت بتذمر
وفعلت ما طلبه منها وأحضرت دفتر الملاحظات وقلم لا يبدو أنه سيغادر ولكن ما ذنبها
هي , جلست أمامه فبدأ يملي عليها بعض الردود اخذ يتحدث بهدوء وتروي ويفكر قليلاً
ثم يتوقف وقف عن مكتبه وأخذ يسير بينما نظرت إلى ساعتها لا أمل بأن تلحق فترة
الغذاء لم يفته تصرفها فعاد يملي عليها وهو يتوجه من جديد نحو مكتبه جلس خلفه وهو
يرفع سماعة الهاتف متسائلاً
- ماذا
تتناولين على الغداء ( رفعت نظرها عن الورقة إليه فأستمر ) سأطلب الطعام إلى هنا
فأنا لم أتناول غذائي بعد
- لا شيء
شكراً لسؤلك
أجابته باقتضاب
وهي تعود إلى دفتر الملاحظات بينما تجمدت عينيه لثواني ثم أعاد السماعة دون أن
يطلب شيء وعاد يملي عليها ولكن بصوت حاد هذه المرة توقف قليلاً فكتبت آخر ما أملاه
عليها ونظرت إليه لتوقفه المفاجئ لتجده ينظر إليها فتساءلت
- انتهينا
- لا (
أجابها بصوت خافت وهو يهز رأسه بذات الوقت ودون أن تغادرها عينيه ثم ظهرت ابتسامة
على طرف شفته أصبحت معتادة عليها وهو يضيف ) مازال أمامنا بعض الوقت أين وصلنا
أنه يتعمد
أضاعت فترة الغذاء عليها ولكنها لن تهتم لهذا أخبرته أين وصلت فعاد ليكمل ببطء
شديد وعاد ليقف متجهاً نحو المكتبة أخرج منها ملفاً وأخذ يقرأ به ثم يملي عليها ,
فتح باب مكتبه فجأة لتظهر أليانور منه قائلة بانزعاج
- أنت هنا (
فسألها ادمونت متجاهلاً سؤالها )
- كيف وصلتي إلى
هنا انها فترة الاستراحة ولا يسمح لزوار بالدخول
- لدي طرقي (
قالت بضيق وهي تقترب ) أم تراك لا تريد رؤيتي فلا تبدو سعيداً
أغلق الملف
قائلاً بانزعاج
- أنا أعمل
أليانور وأظن أنك علمتي بتأجيل موعدنا إلى الغد
- أجل وهذا
ما جاء بي اليوم تؤجل والبارحة لم تحضر رغم أني انتظرتك ومن قبلها تلغي موعدك لأنك
مشغول ما الذي يحدث كنت تبحث عني وألان بعد أن حصلت على ما تريد بدأت بالتهرب
- أنت التي
حضرتي لي وأنا لم أبحث عنك تذكري هذا
حركت أليانور
نظرها بعصبية نحو ليُنارس وكأنها لمحتها لتو فقالت
- لتخرج
سكرتيرتك أريد محادثتك على انفراد ( أغلقت ليُنارس الدفتر وهمت بالوقوف إلا أن
ادمونت قال )
- لا ستبقى
هنا مكان عمل لهذا أنـ
- حقاً (
قاطعته قائلة ومتابعة ) لم يكن كذلك منذ وقت أم كانت تلك الدعوات وكلمات الإطراء
مجرد خدعة حتى تصل إلى ما تريده أليس كذلك تباَ لقد حذروني منك وكان علي أن أصغي
لكلامهم يا لا غبائي
- لا تهذي أنا
لم أستغلك أنت من قدم إلي وعرضت خدماتك
- لولاي لما
عرفت ما كان يخطط له اندرو ودانيال
- أليانور (
أجابها ببرود وعدم اكتراث ) من الأفضل أن تغادري
رااااااائعة جداااااااا
ردحذفهههه ليس لدي وقت اريدانهاء الاجزاء بسرعة
دنيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ردحذفدنيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ردحذف