انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 أبريل 2011

غريمي 20

 أخذت عيناها تتابعان سلاحه بكل حركة يقوم بها وأجابته بصوت بالكاد استطاعت أخراجه 

- سأحدثه وأجعله يفعل كل ما تريده فقط دعني أذهب وسأعلمه  

توقفت عن المتابعة وقد صفعها بقوة أسقطتها أرضا رفعت يدها المرتجفة إلى خدها غير مصدقه ما يجري ورفعت نظرها نحو الرجل الواقف أمامها كالمارد وقد صوب مسدسه نحوها قائلا
- إياك واستغبائي قد أبدو غبيا ولكني لست كذلك ( وأستمر بصوتا مليء بالحقد ) لن تغادري هذا المكان فلقد أرهقتني أرهقتني جدا حاولت أن أبدو لطيفا معك وأرسلت لك الورود فماذا فعلت يا ناكرة الجميل رفضت استلامها رغم دفعي مبلغا من أجلها أنتن جميعكن هكذا متكبرات لا تستحققن الشفقة ( حركت رأسها حولها بتوتر فأضاف لتنتفض من جديد بحدة وهو ينحني نحوها ) إلى أين تعتقدين أنك ستهربين لا مفر لك
- أرفع يدك عاليا وإلا أطلقت النار
حركت رأسها بسرعة نحو مصدر الصوت وقد بدء الأمل يعود لها بالخلاص من هذه الورطة وهي ترى رجلان يرتديان البدلات الرسمية ويشهرون مسدساتهم نحوه وقد أطلا من الباب الذي دخلت منه سيارتها استقام الرجل بوقفته ومازال مسدسه مصوبا نحوها ولم ينظر إليهم بل أبتسم قائلا وهي تعيد نظرها الجاحظ إليه
- حاول ذلك وستموت على الفور
غاص قلبها أكثر وعادت بنظرها بحذر إلى الرجلان مستنجدة لترى رجلا ثالثا واليكسيس يدخلان من بابا آخر للمصنع المهجور بهدوء شديد
- لا تتحركي وإلا سأطلق النار   
قال من بين أسنانه لها وهو يرى عينينها المترقبتان فابتلعت ريقها وهي تشعر بالوقت لا يمر لم لا يتحركون لم لا يفعلون شيئا
- انتهى الأمر لذا أنصحك برفع يديك إلى الأعلى كي أراها ودعني أرى مسدسك جيدا
قال أحد الرجلان وتقدم بهدوء مما جعله يجيبه بحدة وغضب وهو يمسك مسدسه بكلتا يديه دون أن يبعده عنها وقد أصبحت كالحجر لا تجرؤ حتى على أبعاد عينيها عنه
- حركة أخرى وسأقضي عليها ليس لدي ما أخسره
تحرك الرجل الذي يرافق اليكسيس نحوهم بهدوء ولكن قدمه أصطدمت بقضيب حديدي شد انتباه الرجل الذي نظر نحوه بسرعة شاتما فحركت شيفا نظرها بسرعة عنه إلى ساقه وحركت قدميها بقوة لتسدد له ضربة قوية على قدمه مستغلة انشغاله عنها ليفقد توازنه ويقع أرضا شاتما فتراجعت بسرعة إلى الخلف وهي تحاول الهروب وعينيها لا تفارقانه وهي تقف متعثرة فجرى الرجال الأربعة نحوهما ليرتمي اثنان على الرجل المسلح أحدهما يمسك به بقوة والأخر يحاول إفلات المسدس من يده وأقترب الرجل الثالث منهما بينما أسرع اليكسيس نحوها فارتمت عليه برعب وجسدها يرتجف وهي تهمس باسمه ليضمها بقوة وهو يقول  
- لا بأس عليك نلنا منه أنت بخير دعيني أرى ( أضاف بأنفاس لاهثة وأمسك وجهها بين كفيه ناظرا إليها ) أنت بخير أليس كذلك
هزت رأسها المرتجف بالإيجاب ورطبت شفتيها الجافتان بصعوبة فاخرج تنهيدة عميقة ثم نظر إلى الرجل الذي أصبح ملقى على بطنه وأخذ أحد الرجال يضع القيود في يده فتساءل أحدهم وهو يقترب منهما
- ألآنسة بخير ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتعد عن اليكسيس وهمست بضعف )
- أشكركم ( أبتسم لها بود وأشار برأسه نحو الخارج قائلا ) عليكما مرافقتنا ألان حتى ننهي الإجراءات
أجابه اليكسيس ولكنها لم تعد تصغي لهما لانشغالها بالرجل الذي اقتيد إلى الخارج ثم حركت رأسها نحو اليكسيس والرجل الأخر قائلة ومازالت تشعر بأن ساقيها لا تحملانها
- كيف وصلتم إلى هنا اعتقدت أني وحيدة ولا أمل لي ( أبتسم الرجل يطمئنها قائلا )
- أننا نتبعك منذ أن تم الاعتداء الأول ولم تغيبي عنا حتى هذه اللحظة وكنا نتوقع أن يراقبك وعندما لاحظنا أنه يتبعك بعد مغادرتك مقر عملك حاولنا أن نكون بعيدين حتى لا يشعر بنا وما كان منا إلا لحاقك عندما غادر سيارته لينطلق برفقتك ومع ذلك بقينا بعيدا لم نرغب بأن يشعر بنا
هزت رأسها شاكرة ثم تبعته واليكسيس إلى الخارج لتهمس
- أنا حقا سعيدة برؤيتكم ( ضغطت يد اليكسيس على ذراعها برقة قائلا )
- كدت أفقد صوابي عندما لاحظت أنك تبتعدين بالسيارة فجريت إلى الخارج بسرعة ومن حسن حظي إني التقيت بهم
حاولت جاهدة منع دموعها من الظهور فليس من الائق أن تبدو ضعيفة رغم أنها تشعر بهذا ولكن ما مرت به يجعلها تريد الانفراد بنفسها أجل هذا ما تريده فرأسها يكاد ينفجر وتلك الليلة كانت من أصعب ما مر بها ولم تغادر غرفتها آلا في الساعة الواحدة ظهر اليوم التالي عندما استيقظت ونظرت نحو ساعتها دون تركيز لشعورها بثقل رأسها ثم تحركت مغادرة السرير بكسل شديد ونعاس غادرت غرفتها وهي تمسح وجهها من الماء لتنزل الأدراج ببطء وهي تجول بنظرها بأرجاء الصالة قبل أن تتوجه نحو المطبخ لتلقي التحية على نورما وهي تضع المنشفة على المقعد وجلست على المقعد الأخر فنظرت إليها نورما باهتمام قائلة
- كيف أنت
- أني على قيد الحياة ( أجابتها بتذمر فابتسمت نورما وأخذت تعد القهوة بينما تحركت بيث بأرجاء المطبخ ثم تناولت المنشفة وغادرت فوضعت نورما كوبا أمامها فسألتها وهي تحيط كوب القهوة بأصابعها ) أين اليكسيس
- غادر باكرا .. لم أحاول إيقاظك بدوت لي مستغرقة جدا بالنوم  
- أجل ( أجابتها وهي تتنهد مستمرة ) لم أنم ألا في ساعات الصباح الأولى
رنين جرس الباب جعلها تتوقف عن المتابعة فتساءلت نورما
- ماذا تحبين أن أعد لك على الغذاء
- أي شيء ( أجابتها بكسل ثم نظرت نحو بيث التي أطلت من باب المطبخ قائلة )
- يوجد سيد بالخارج يريد أن يعلم أن كان السيد اليكسيس هنا
- هل قال أسمه
- توماس آنستي
- توماس ( همست وابتسمت قائلة ) أدعيه لدخول واسأليه أن كان لا يمانع مشاركتي القهوة في المطبخ
- آنستي ( اعترضت نورما فحركت شيفا رأسها قائلة )
- أنه لطيف نورما سترين لن يمانع ( اختفت بيث فأخذت نورما تتمتم  باعتراض )
- هذا لا يجوز لا يجب أن تستقبلي الضيوف في المطبخ هذا غير لائق
- تفضل توماس  
قاطعت حديث نورما وهي ترى توماس الذي أقترب بتردد من باب المطبخ وعندما وقع نظره على شيفا قال بارتباك
- مرحبا .. كيف أنت كنت كنت أريد أن أعلم أين اليكسيس لقد أعارني سيارته وأريد أن أعيدها إليه ها هي مفاتيحه
- حسنا تفضل نورما هلا أعددتي كوبا آخر من القهوة ( وعادت بنظرها إلى توماس مضيفة ) أرجوا أنك لا تمانع انضمامك لي هنا
هز رأسه بالنفي وأقترب ليجلس بالمقعد المجاور لها قائلا
- لا أبدا .. هل سيعود اليكسيس بسرعة ( ابتسمت ونظرت إليه )
- ربما لا أعلم ( أبتسم بدوره رداً على ابتسامتها وبدا الحياء عليه مما جعلها تعود بنظرها إلى كوبها وترتشف منه محاولة أخفاء ابتسامتها أنه يروق لها عندما يحمر خجلا وضعت نورما كوبا من القهوة أمامه بينما تساءلت شيفا ) كيف هو العمل
- جيد ( أجابها باقتضاب ثم رفع الكوب ليرتشف منه ثم أعاده نحو الطاولة قائلا ) سيتأخر اليكسيس
- لا أعلم ولكن أنت على عجلة من أمرك أن اليوم هو الأحد ولا يوجد عمل إلا أذا كنت قد أعددت لبعض المختطات
- أنا لا لا .. في الحقيقة ( وتنهد ليسترخي وأضاف بثقة أكبر ) لستُ على عجلة من أمري
- جيد ( أجابته بابتسامة واستمرت ) ستتناول الإفطار معي فأنا حتى هذه الساعة لم أتناوله
- أنا فعلت أشكرك
أجابها وهو يختلس النظر إليها بين الحين والحين , توقف اليكسيس قرب باب المطبخ ونقل نظره بين شيفا وتوماس للحظات ثم دخل قائلا
- أن كنت نائما فأرجوا منكم إيقاظي ( نظرت الوجوه الثلاثة نحوه وهو يسير باتجاههم حتى وصل إلى الطاولة قربهم سحب لنفسه مقعدا وجلس عليه وهو يلمح الوجوه المحدقة به بابتسامه قبل أن يقول ) لست نائما إذا
وضعت نورما كوبا من القهوة أمامه قائلة
- للأسف لا فها أنت ترى أين نستقبل الضيوف ألان
- توماس ليس ضيفا نورما ( اعترضت شيفا واستمرت ) أنه صديق اليكسيس ( ونظرت نحو توماس مستمرة ) أليس كذلك
- بما أني تناولت الغذاء هنا وبرفقة آلآنـ ( وتوقف عن المتابعة لنظرات شيفا وقد نبهته من أن يناديها بالآنسة فأبتسم وأستمر ) شيفا وبما أن اليكسيس لا يمانع لا أعلم لم تشعرين بالحرج نورما
توسعت عينا اليكسيس وحرك نظره بين توماس الذي خلع سترته ووضعها خلف مقعده وبين شيفا قبل أن يتساءل باهتمام
- ما الذي يجري من خلف ظهري
- الكثير ( همست له شيفا بمكر فضاقت عينيه الناظرتان إليها مما جعلها تضحك ثم تتنهد قائلة ) من الجميل أن يكون الإنسان على قيد الحياة أليس كذلك ( رفع حاجبه فاستمرت ) هيا أعلمني ما الذي جرى
- هل خمنت أين كنت
- أجل أم تراني مخطئة
- لا لست كذلك
- حسنا أسمحوا لي ألان ها هي مفاتيح سيارتك
- ولكن لم العجلة توماس ( اعترضت شيفا فتناول سترته قائلا )
- لم أكن صادقا تماما فلدي بعض المختطات ( حركت كتفيها معلقة )
- ليكن ولكن أوصل لها تحياتي
- أوصل ( قال دون استيعاب ثم بدأت الحمرة تنسل إلى وجهه وقال بارتباك ) أنا لم أقل أنها ( وصمت ثم حرك حاجبيه بحرج ونظر نحو اليكسيس قائلا ) دعني أراك الليلة أن لم يكن لديك شيء
- حسنا هل أصلحت سيارتك أن لم تفعل فأنا لست بحاجة لسيارتي أني أستعمل سيارتها
وأشار برأسه إلى شيفا فهز توماس رأسه بالنفي
- لقد أصلحتها أسمحوا لي   
بعد مغادرة توماس عادت بنظرها إلى اليكسيس الذي يتأملها بصمت قائلة
- إذا
- لا يوجد الكثير أنهم غير مقتنعين أنه بمفرده
- ماذا تعني بهذا ( تساءلت وقد فاجئها قوله فانحنى نحو الطاولة قليلا قائلا باهتمام ) لقد فقد عمله مما جعله يفقد عقله وزاد الأمر بعد أن تركته زوجته واصطحبت معها طفليه بسبب تعاطيه للممنوعات وإدمانه على الكحول فصب نقمته على جدك وأراد الانتقام لأنه لو لم يفصل من العمل لما حدث له هذا والذي يثر شكوكهم هو أنه يملك حساب بنكي يحول له بين الحين والحين مبلغا من المال وبما انه لا يجد ما يأكله وهو لا يعمل فمن أين له أن يدفع لمتجر الورود سلفا كل شهر ليرسلوا لك تلك البطاقات .. وتلك الهدية ( أضاف باقتضاب فشردت عينيها باكتئاب على كوب العصير الموضوع أمامها لقد حاولت منذ الصباح أن تدعي أنها تشعر بالطمأنينة ولكن الآن غادرها هذا الشعور فأضاف محاولا جذب اهتمامها من جديد ) هناك من أستخدمه .. ذلك المال يشير إلى هذا
- هناك شخصا طليق إذا ولكن ألن أنتهي من هذا ( هتفت بغيرِ هدى واسندت ظهرها بيأس على المقعد محدقة بأليكسيس ومستمرة ) ماذا أفعل الآن
هز رأسه لها بالنفي وحرك يده لتستقر على الطاولة وفتح لها راحت يده قائلا
- لاشيء الشرطة تتولى الأمر ( نظرت نحو يده الممدودة نحوها وحركت يدها لتضع أصابعها براحة يده فضغطت أصابعه برقة على يدها وهو يقول ) لا تجعلي أي شيء يخيفك ( هزت رأسها بالإيجاب بصمت وابتلعت ريقها إنها ترغب بأعلامه أنها تستمد قوتها بوجوده بجوارها ولكنها لم تجرؤ حتى على ملاقاة عينيه المحدقتان بها فهمس بصوتا خافت ) شيفا ( نظرت إليه ببطء لتلاقي عينيه المحدقتان بها بحنان فضغط على يدها من جديد وهو يضيف ) أنا مضطر للمغادرة ألان ستعتنين بنفسك أليس كذلك
اصطنعت ابتسامة وقد شعرت بالحرج من نفسها أنها لا تريد أن يغادر سحبت يدها منه بحرج ورفعتها لتثبت شعرها وهي تعلق نظرها بالكوب قائلة
- بالتأكيد سأفعل .. لا تقلق
وحركت يدها نحو الكوب لتعبث به بصمت وعينيه تجولان بوجهها وقد توردت وجنتيها فأقترب منها ببطء ليطبع قبلة على خدها مما جمدها وجعلها تنظر إليه وهو يتحرك واقفا ومتفادياً نظراتها قائلا وهو يتخطى عنها متجها نحو الباب
- اعتني بها نورما ( بقيت عينيها تتابعانه إلى أن اختفى وقد شعرت بأن قلبها سيغادرها ) ....
- أنت هنا آنستي كنت أبحث عنك ( أطلت نورما قائلة من باب غرفة جدها فوضعت الصندوق الذي أغلقته للتو في الخزنة بينما استمرت ) وصلتك باقة كبيرة وجميلة جدا من الورود
- لا لا مزيد من باقات الورود
- أنها من السيد ماثيو غرانت وقد كتب على البطاقة كلاما لطيفا  
حركت حاجبيها إلى الأعلى ووضعت يدها على خصرها قائلة
- ماثيو أنه ولابد يأخذ الأمور بجدية ( وتحركت وهي تهز رأسها لتتخطى عن نورما وتقول ) عليه أن ينسى الأمر
 فتبعتها نورما قائلة
- وهناك ضيف في الأسفل يرغب برؤيتك
- أن كان ماثيو أعلميني ولا تجعليني أفاجئ بوجوده 
قالت بتذمر فهزت نورما رأسها بالنفي وهي تبتسم قائلة
- لا أنه صديق السيد اليكسيس
- توماس ولكـ
- لا ليس الذي حضر صباحا وعندما أخبرته بأن السيد اليكسيس ليس هنا بدا سعيدا بالأمر وطلب مقابلتك
- لا تقولي انه روي
- أنه هو
- أعلميه أني متوعكة ( وتوقفت لثواني ثم هزت رأسها بالنفي قائلة ) لا لا تقولي له شيئا سأراه
- عزيزي لم أرك منذ مدة 
قالت بلطف وهي تنزل الأدراج وتنظر إلى روي الواقف في وسط الصالة والذي تلفت حوله واستدار ليتأكد أنه الوحيد الموجود في الغرفة ثم أبتسم ابتسامة واسعة قائلا
- أنت فاتنة كالعادة
- أشكرك ( أجابته بابتسامة ثم أشارت نحو المقعد مضيفة ) سرني حضورك تفضل بالجلوس
بدت الحيرة واضحة على وجهه ولكنه جلس دون قول شيء وعندما جلست أمامه قال
- حضرت لرؤية اليكسيس كيف هو ألان أهو أفضل
- أجل أنه كذلك أنه رجل قوي حقا وعلى ديفي أن تحرص عليه جيدا
- ديفي ( كرر أسم شقيقته بتردد ثم جلس جيدا بمقعدة وهو ينظر إليها بمكر قائلا ) حسنا علمت أن وراء هذا الاستقبال الرحب أمرا ما
- أرجو المعذرة ( قالت مدعية عدم الفهم فلمعت عيناه بمكر وهو يقول )
- رغم كل شيء تروقين لي تبا لحظي ( نظرت إليه ومازالت تدعي الحيرة فأضاف )  أنت تريدين أن تعلمي كيف هي أمور ديفي واليكسيس أليس كذلك هيا ليس عليك المراوغة اسألي ما شئتِ مباشرة وسأجيبك حقا ولكن لِما الأمر يهمك أنه لا يستحق بجدية اهتمام الفتاتان التين اهتم بأمرهما أولا شقيقتي والآن أنتِ
جلست جيدا بمقعدها قائلة وهي تدعي عدم الاهتمام
- لا أعلم عما تتحدث ولكني سأكون صادقة معك فلقد تسببت بسوء فهم كبير بين ديفي واليكسيس وأعتقد أن ديفي قد تكون أعلمتك
- أجل فعلت
- كان الأمر مجرد سوء فهم وأنا لا أريد أن أكون السبب بخصامهم .. أنه .. معجب بها جدا   
بقيت عينيه تتفحصانها باهتمام وصمت قبل أن يقول
- كل ما أعلمه أنهم ما زالوا على خلاف
- أنت جاد ولكني اعتقدت أن الأمور بينهما عادت إلى ما كانت عليه
هز رأسه بالنفي فبدا الضيق عليها لما عليها التحدث بهذا أنها تؤذي نفسها ومشاعرها ولكنها عادت لتضيف بعناد
- أرغب حقا بإيضاح بعض الأمور لديفي هل تعتقد أنها ستتقبل تدخلي
- شقيقتي إنسانة ودودة ( اكتفى بهذا القول وغير مسار الحديث قائلا ) دعينا منهما وأعلميني ما هو سرك 
- سري
- أجل سر سحرك هذا
ابتسمت بتصنع كالعادة عندما تحدث روي ونظرت إلى نورما التي اقتربت حاملة صينيه بها أكواب العصير قائلة
- في الوقت المناسب فأنا أشعر بالظمأ
- أشكرك ( قال وهو يتناول الكوب شاكرا وأستمر وهو ينظر إلى شيفا ) لم لا ترافقيني الليلة لتناول العشاء ستكون أمسية مميزه دون شك
- أجل هذا ما اعتقده لكن لم لا تترك رقم هاتفك وسأؤكد لك حضوري أم لا حيث أني مشغولة قليلا ولكن أن استطعت التهرب ( قالت مبتسمة ومستمرة ) فسأعلمك
- فكرة جيدة ( قال وهو يسحب بطاقة من جيب سترته ويضعها أمامها على الطاولة وأستمر وهو يقرب الكوب إلى شفتيه ) أنها تحتوي رقمي بالعمل والأخر للمنزل أني أسكن بمفردي معظم الوقت ولكن ديفي في بعض الأوقات تشعر بأنها بحاجة إلى الانفراد بنفسها فتعرج لقضاء بضع أيام في منزلي بجوار البحر ( وأبتسم وهو يختلس نظره نحوها مستمرا ) كما هو الحال ألان
رفعت كوبها نحو شفتيها ببطء فهي لم تقدر روي حق التقدير فهو على ما يبدو أكثر خبثا منها لهذا ابتسمت قائلة وهي تدعي عدم اهتمامها
- وأنت أين تذهب عندما تشعر أنك متكدر
- لم أصب بهذه الحالة من قبل ( ابتسمت له من جديد بتصنع ثم نظرت إلى ساعتها بصمت فتساءل ) أرجوا أني لا أأخرك عن شيء ما
- في الحقيقة لدي موعد مهم ويجب أن أذهب إليه
- لا بأس ( قال وهو يضع كوبه على الطاولة ويقف مستمرا وهي تقف بدورها ) لن أواخرك ولكن أرجوا أن توصلي تحياتي لأليكسيس ثم لا تنسي الاتصال بي أم ستفعلين 
- سأحرص على أن أفعل ( أبتسم بمكر وسار ببطء نحو الباب قائلا )
- أنت مدينة لي بواحدة ( فتحت شفتيها لتجيبه ثم أغلقتهما وما أن وصل إلى الباب حتى استدار نحوها ليفتحه قائلا وهو يغمزها بعينيه ) وأنا سأطالب بديني
رمقته بنظرة وهو يختفي فلقد صدق نفسه لو لم تكن بحاجة لبعض المعلومات لما استقبلته حتى انحنت نحو البطاقة لتتناولها وتحركها بين أصابعها ثم سارت بخطوات ثابتة نحو غرفة جدها تناولت سماعة الهاتف دون أن ترفعها من مكانها وأخذت تستعد وتفكر للحظات ثم شجعت نفسها ولكنها لم تجرؤ على رفعها عليها هذا فهي من جعلت الأمور بينهما تسوء وأن أرادت أن تشكر اليكسيس عليها إصلاح ما أفسدته ولكنها لا تريد أنها .. أنه .. لقد قبلها حسنا لقد فعل لو لم يكن .. لما فعل هذا .. ربما أنه فعل ذلك انتقاما حسنا هذا مقنع أكثر ألم تقلب حياته رأسها على عقب لو أنه لا يتصرف بلطف أنها تأخذ تصرفاته هذه على محمل الجد لهذا عليه التوقف عنها أنها لا تستطيع أن تجعل مشاعرها تختفي وهو يعاملها بهذا الأسلوب أغمضت عينيها بشدة محاوله التركيز على ما عليها عمله وهو أعادته وديفي معا وعندما تراهما معا ستكرهه وينتهي الأمر أجل ورفعت سماعة الهاتف قبل تتراجع ضربت الأرقام التي تشير إليها البطاقة أنها لمنزل روي
- أجل
لم تستطيع التفوه بحرف عند سماع صوت ديفي فأعادت السماعة إلى مكانها بسرعة ثم ابتلعت ريقها عليها هذا عادت لترفعها وهي تضرب الأرقام هامسة بتوتر
- لا أصدق أني أفعل هذا لا أصدق
- أجل ( عادت ديفي لتقول فابتلعت ريقها قبل أن تهمس )
- ديفي
- أجل من يتحدث
- شيفا  
حلت لحظة صمت شعرتها دهرا فوضعت يدها على معدتها التي أخذت تتحرك ثم جاءها صوت ديفي أخيرا قائلة بهدوء
- بماذا يمكنني مساعدتك
- كنت أرغب بالتحدث معك قليلا أن كنت تملكين بعض الوقت
- لا أعلم عما تريدين الحديث به معي ولكن أن كان الأمر بشأن اليكسيس فأنا أعفيك من ذلك وأطمئنك أن ما بيننا قد انتهى
- لا لا أنا فقط أردت أن أوضح لك بعض الأمور ولا أعتقد أن الهاتف جيد
- لا أعتقد أنه هناك شيئا لنتحدث به
- لا أريد أن أكون متطفلة كل ما أريده هو أن أوضح لك ما حدث ذلك اليوم فلم يكن الأمر كما تصورته فلاشيء بيني وبين اليكسيس يتعدى العمل والزمالة لا أكثر
حلت لحظة صمت أخرى فلم تحاول شيفا مقاطعتها تاركة وقتا لديفي لتفكر وأخيرا جاءها صوتها ضعيفا بعض الشيء وهي تقول
- لِما تفعلين هذا أهو من طلب منك انـ
- لا أنا من تلقاء نفسي وفقط لأريح ضميري
- أريحي ضميرك إذا فليس ذلك الموقف هو السبب بما يحصل لي ولأليكسيس
- هل أستطيع طلب خدمه منك
- خدمة
- أجل هلا قابلتني في مقهى لوران بعد ساعة من ألان
- ولِما ( أخذت شيفا نفسا عميقا قائلة )
- بالتأكيد لا أستطيع إجبارك على القدوم ولكني أقدم لك دعوة لنلتقي ونتحدث هناك بعض الأمور آلتي أعتقد أنه من حقك معرفتها ( أغمضت عينيها وهي تحاول جمع أفكارها فعلى ما يبدو اليكسيس لم يقم بأعلام ديفي سبب انتقاله للعيش هنا ولا سبب ملاحقته لها وأضافت ) علي أعلامك بما أعرفه .. أرغب بالتحدث معك
وضعت يدها على السماعة وأخرجت نفسا عميقا لم تعتقد أن بإمكانها قول هذا حلت لحظة صمت جديدة ثم جاءها صوت ديفي منخفض قليلا وهي تقول
- بعد ساعة من ألان
- أراك هناك وداعا
أعادت السماعة إلى مكانها وهي تمضغ شفتها ها هي قد حصلت على موعد مع ديفي ونظرت نحو ساعتها ثم تحركت نحو الأدراج بسرعة لتتوجه نحو غرفة اليكسيس وأخذت تعبث بأوراقة المنتشرة على مكتبه والتي تخص شركة أليك وأخيرا وجدت ضالتها رقم هاتف توماس , أخذت تسير ذهابا وإيابا هل فعلت الصواب ارجوا ذلك على الأقل بعد أن مضى الوقت ببطء واقتربت ديفي من الوصول رفعت سماعة الهاتف من جديد لتضرب بعض الأرقام وبعد أن جاءها صوت توماس أسرعت بالقول
- كيف أنت توماس هل اليكسيس موجود لديك
- اجل ها هو
- من ( تساءل اليكسيس وهو يتناول السماعة من توماس الذي رفع كتفيه له فقالت شيفا )
- إنها أنا
- شيفا
- اجل أريد انـ
- ماذا حدث
- أصغي ألي فقط سأكون في مقهى لوران بعد قليل وأريدك هناك ألان
- ولكن لماذا ماذا يحصل أعلميني الـ
- اليكسيس بعد قليل أراك هناك هيا لا تتاخر وداعا ألان
وأعادت السماعة إلى مكانها وهي تسمع صوته وهو مازال يتحدث
فتنهدت وارتمت على المقعد ألان سيلتقيان وليتدبرا أمورهما لقد فعلت ما توجب عليها .....
جلست على مقعدها الهزاز في الشرفة وأخذت دون أن تشعر بقضم أظافرها وهي تشعر بفراغ غريب داخل جسدها أصبحت العاشرة واليكسيس لم يعد قد لا يعود الليلة سيسهران ويتبادلان الحديث ويتصافيان آه لم أكره هذا هزت رأسها رافضة الاستسلام للألم الذي يجتاحها وتناولت الكتاب الذي كانت تقوم بتصفحه لتحاول التركيز من جديد ولكن صوت انغلاق باب غرفتها جعلها تحرك رأسها نحو الباب المؤدي إلى الشرفة لترى اليكسيس الذي يقطع غرفتها بخطوات واسعة وما أن وصل إلى باب الشرفة حتى قال بحدة
- أنت لا تدركين كم من الوقت استهلكت حتى أتمالك نفسي ولا أحضر على الفور إلى هنا لقتلك ( وأستمر بالسير نحوها ليقف أمامها مستمرا ) فقط لو لم أكن أعلم أن حياتك غالية لروبرت لكنت تخلصت منك بالحال لتدخلك فيما لا يعنيك لا من قريب ولا من بعيد
- ما هذا الشكر الذي أتلقاه ( قالت مستنكرة تصرفه وأشارت نحوه مضيفة ) ما بك تتصرف وكأني ارتكبت جرما ما
وضع يده على يدي مقعدها مما جعلها تلتصق بظهره بينما أنحنى نحوها بوجه جامد وعينين لا ترمشان قائلا بتأكيد
- لقد فعلت لقد حشرت أنفك العين هذا بيني وبين ديفي ألم أنبهك بألا تفعلي ألم أنبهك بعدم التدخل بحياتي
شعرت بأن الهواء لا يدخل إلى رئتيها وعينيها لا تفارقان عينيه القريبتين فقالت محاوله أن يخرج صوتها ثابتا
- أرفض اتهاماتك هذه
- ليس لك الحق بهذا أنت لا تفعلين إلا
- إلا ماذا لقد كنت أحاول إصلاح ما حشرت أنفي به كما تدعي
- ومن طلب منك أن تفعلي
- لا أحد ولكني أردت أن أريح ضميري
- تبا لضميرك أنا حتى أشك أنك تملكين واحدا
- أنا بالتأكيد شاكرة لك حمايتك وعنايتك بي خلال الفترة الماضية ولكن لا تعتقد أني سأسمح لك بإهانتي أو حتى مجرد أن التفكر بهذا
استقام بوقفته ناظرا إليها وقائلا بعجرفة
- ها هي كليبر الحقيقية هيا أظهري غرورك لا تسمحين لي أذا
تحركت واقفة بعصبية لتصبح أمامه مباشرة لا يفصلها عنه شيء وقد وقع كتابها أرضا قائلة بتحدي  
- من الأفضل لك أن تصب غضبك على شخص غيري لأن مزاجي ليس جيدا اليوم
- أنظروا من يتحدث سأقتلك على فعلتك هذه
حركت يدها بقوة هاتفة وعينيها المتوسعتان لا تفارقانه
-  ولما لأني جمعتك مع ديفي حسنا عليك شكري
- ومن قال أني أريد الاجتماع بها أم يا ترى تعتقدي أني لا أستطيع تدبر أمري لو أردت
ضمت شفتيها عاجزة عن قول أي شيء وعينيها تجولان بوجهه بصدمة وأخيرا قالت وقد تغلبت الحيرة على غضبها
- ماذا جرى بحق الله لقد كانت نيتي سليمة وأردت إصلاح ما كنت قد أفسدته
- أنت لم تكوني سبب شيء فما حدث كان سيحدث عاجلا أم أجلا هل تشعرين بالرضا ألان عليك ذلك ( قال ذلك بإصرار وتحرك ليسير نحو الباب مبتعدا عنها ومضيفا ) أبقي بعيدة عن أموري  
- ولكن لماذا فلقد كانت علاقتكما جيدة
- كانت كليبر ( قال بنفاذ صبر ونظر إليها مستمرا ) كانت وانتهت ألان
- رباه هل جعلت الأمور تسوء أكثر ( رفع يديه مستنجدا قبل أن ينظر إليها محذرا )
- لا تحاولي شيئا أنت لم تفعلي شيئا أنا من فعل فأبقي خارج الموضوع .. أنا أحذرك
فتحت فمها بدهشة ثم عقدت يديها معا وهي تراقبه يغادر غرفتها قبل أن تتلفت حولها ماذا فعلت ألان تبا لذلك المتعجرف من يعتقد نفسه ليحضر ويصرخ بوجهها بهذا الشكل وليكن أبن دانيال هذا لا يعطيه أفضلية بشيء فمازال اليكسيس المتشرد ....
- ماذا تعنين بأنه لم يصل بعد أصبحت العاشرة أين هو ألان
- لم يتصل ولم يذكر شيئا عن نيته بالتأخر اليوم
- جديه لي جيسي هذا ما أعرفه أريده أمامي خلال دقائق
هزت جيسي رأسها بالإيجاب ووضعت البريد أمام مديرتها المتكدرة منذ حضورها وغادرت بسرعة بينما أخذت شيفا  تتمتم لتأخر أستون فأين يختفي عندما تحتاجه آه رمت الأوراق من يدها وانحنت لتضع رأسها بين يديها أنه يؤلمها بشده أنها لا تنام بشكل جيد مؤخرا أخرجت نفسا عميقا عله يريحها لقد غادرت غرفتها في السادسة صباحا ورغم ذلك كان اليكسيس قد غادر ما الذي بفعله بهذا الوقت المبكر هزت رأسها ورفعته نحو الأوراق من جديد محاولة التركيز في عملها فهي لا تفعل هذه الأيام سوى التفكير به فلقد أصبح له مكانة خاص في عقلها وقلبها يرفض مغادرته غرقت بالعمل محاولة تناسي كل مشاكلها وقد نجحت إلى أن شاهدته بعد الظهر في ممر الشركة وهي تضع بعض الأوراق على مكتب جيسي قائلة وعينيها تراقبان اليكسيس الذي يتحدث مع أحدى الموظفات
- أطبعي لي هذه ( ونظرت نحو جيسي مستمرة ) لا أحد يدخل لي ألان فأنا منهمكة ببعض الأوراق ولا أريد رؤية أحد
ودخلت مكتبها مغلقه الباب وجلست على مقعدها وعينيها معلقتين بصورة لجدها موضوعة على مكتبها شردت بها بحزن ثم حركت عينيها ببطء نحو الباب الذي فتح وأطل منه اليكسيس فحركت عينيها عنه إلى جيسي الواقفة خلفه والتي حركت كتفيها محاولة الاعتذار فعادت نحو اليكسيس الذي دخل وأغلق الباب خلفه قائلا بتجهم
- لا تبدين لي مشغولة
- ماذا تريد
سألته باقتضاب وهدوء فأقترب من مكتبها ووضع عليه بعض الأوراق وهو يدعي انشغاله بهم قبل أن ينظر إليها قائلا
- دققي لي هذه بما أن أستون لم يحضر اليوم وبما أني لا أذكر أني منحته أجازة وأن لم يخني ذكائي فأنت تعلمين سبب عدم حضوره اليوم
بقيت عينيها ثابتتان على عينيه المحدقتان بها بصمت قبل أن تتحدث بهدوء ورزانة قائلة
- لقد خانك ذكائك فأنا لا أعلم سبب عدم حضوره ولقد اتصلت بوالدته لأطمئن عليه ولكنها لا تعلم فهو خرج باكرا واعتقدت أنه متوجها للعمل
- أذا
- أذا ماذا
- أين هو ( قال بنفاذ صبر فوضعت أحدى الملفات أمامها قائلة )
- لو كنت أعلم لأخبرتك .. أرجو أن يكون بخير ( همست وهي تدعي اهتمامها بالملف فتأملها بغيظ قبل أن تقول ) هل أنهيت الأوراق الخاصة بشحنه الألماك إنها على مكتبك ولقد أجريت عليها بعض التعديلات
- سأراها ولكني لا أعد بالموافقة عليها  
أجابها وهو يستدير ليغادر فلاحقته بضيق ولكنها تمالكت نفسها إلى أن غادر وأغلق الباب خلفه فهمست من بين أسنانها
- مغرور
حاولت إنهاء العمل الذي أمامها وما أن أنهته حتى نظرت إلى ساعتها التي تشير إلى انتهاء دوام العمل فجمعت الملفات معا ووقفت وحملت حقيبتها والأوراق وغادرت مكتبها متسائلة وهي ترى جيسي تقوم بترتيب مكتبها
- لدي جدولا حافل للغد
- بعض الشيء
أجابتها جيسي بينما استمرت بالسير نحو مكتب جدها لترى داني واقفة خلف مكتبها تستعد لرحيل فوضعت الملفات التي تحملها أمامها قائلة
- أوصليها له
- سآخذها معي
أجابها اليكسيس الذي خرج من مكتبه وسار نحوها ليتناولهم فاستدارت دون اكتراث لتتابع سيرها نحو المصعد متجاهلة إياه فدخل خلفها وكذلك جيسي التي أخذت تستفسر عن بعض الأمور المتعلقة بالعمل معه بينما التزمت شيفا الصمت وأصغت للحديث الدائر إلى أن توقف المصعد في الطابق الأرضي تحركت خارجه منه ومتوجهة نحو سيارتها وما أن وضعت مفتاحها بها حتى جاءها صوت اليكسيس الذي تحرك ليصل إلى الباب المقابل لسيارتها قائلا
- أتصل ضابط الشرطة منذ لحظات وهو يريدنا في المركز
- هل من جديد ( تساءلت باهتمام وقد ثار فضولها فهز رأسه بالنفي قائلا )
- لا أعلم ولكننا سنكتشف ذلك قريبا .. سنستقل سيارة واحدة
حركت كتفيها دون اعتراض وفتحت باب سيارتها لتجلس انطلقت شاردة للحظات ثم لمحته خلسة لتجده شاردا بدوره هل كان فظا معها البارحة لأنها تدخلت بينه وبين ديفي أم لأن ديفي رفضت أن تعود إليه ........
 توقفت جامدة وقد تصلب كل عرق في جسدها وأخذ فكها يرتجف رغما عنها والدموع تغزوا عينيها فرفعت أحدى يديها تخفي بها فمها محاولة استيعاب ما يجري أمامها ألان وضع اليكسيس يده على كتفها وقد وقف خلفها محاولا إدخال بعض المواساة إلى نفسها إنها لا تصدق رغم أن أستون يجلس أمامها ألان برفقة المحقق في غرفه خاصة تفصلهم عنهم نافذة زجاجية تستطيع من خلالها رؤية ما يجري وسماع صوته وهو يجيب على أسئلة المحقق الذي أخذ يطرح عليه السؤال تلو الأخر
- ماذا تعني بأن الأمر لم يكن مقصودا
- لم أقصد حدوث هذا ( بدا أستون في حالة يرثى لها وهو يجيبه والعرق يتصبب عن جبينه والتوتر واضحا في صوته وهو يستمر ) علمت بطريق الصدفة بأمر الرسائل التي تصل لسيد كليبر وكنت على معرفة مسبقة بنارد وقد سمعته في أكثر من مرة يهدد بالانتقام لنفسه بعد أن طرد فذهبت إليه بعد الحادث الذي تعرض إليه السيد كليبر وهددته وأمام ضغطي عليه أعلمني أنه من كان يرسل تلك الرسائل ولكن لم يكن له يد بالحادث
- ولكنه قال أنك
- أنه سكير ويتعاطى الممنوعات ولا يستيقظ في اليوم ساعة واحدة
قاطعه أستون بغضب وتوتر فعاد المحقق ليقول بهدوء من جديد متجاهلا مقاطعة أستون الحادة له
- أعلمني أنك من طلب منه إرسال تلك الرسائل
- أنه يكذب لقد أعلمتك ما كان دوري ولا شأن لي بتلك الرسائل لقد أعلمتك ألم فعل منذ ساعات وأنا أعلمك
قال بصوت ضعيف مرهق
- هلا أعدت لي ما قلته سابقا
- ولِما أفعل ( هتف أستون بغضب وهو يضرب الطاولة بقبضته وأمام تحديق المحقق به دون أي تعليق عاد للقول ) عندما تأكدت أن لا شأن له بالحادث وأن كل ما كان يفعله هو إرسال تلك التهديدات ليدب الرعب في قلب روبرت طرأ لي أمر وطلبت منه إرسال رسائل تهديد لحفيدته فقط رسائل تشعرها أنها ليست بأمان وتحتاج إلى من يقف بجوارها ليس أكثر من هذا هذا ما طلبته منه ليس أكثر
عاد ليقول بإصرار فحرك المحقق الورقة التي أمامه ليتأملها بإمعان قبل أن يقول
- وهكذا قدمت له هذا المبلغ الضخم الذي وصل إلى حسابه في اليوم التالي للحادث
- أجل .. كانت الفكرة هي إرسال باقات من الورود وبطاقات تهديد لتشعر بعدم الأمان وان هناك معجبا مهوس قد يسبب لها الاذى
- لهذا دفعت له ليشتريها
- أجل ( هز أستون رأسه بالإيجاب وقد بدا الإنهاك جليا عليه فعاد المحقق للقول )
- والمبالغ الأخرى التي أودعت في حسابه بتواريخ متفاوتة هل هي أيضا ثمن تلك الباقات
- لا إنها ابتزاز ذلك الحقير أخذ يبتزني أن لم أدفع له سيفضح أمري وسيؤذيها وأنا لم أكن أريد أن تهتز مكانتي كما أني لم أكن أريد إيذائها أنا أنا فقط أردت أن تشعر بي أن تطلب مني حمايتها لا أريد إيذائها
- ولكن برنارد قال أنك دفعت له تلك المبالغ ليقوم بالتخلص من شيفا كليبر
- هذا غير صحيح أبدا واجهني بذلك الوغد وسترى أنه لن يجرؤ على قول ذلك في وجهي لقد دفعت له المال في البداية فقط أما المبالغ الأخرى فكانت تحت الضغط كان يتصل بي هاتفيا ويقول أن لم أعطه مبلغا من المال سيؤذيها وسيفضح أمري وفي اليوم التالي يتصل بي قائلا (هل رئيت صديقتك اليوم أنها ليست على ما يرام ) كان يبتزني أقسم بهذا أنظر إلى الأرقام التي لديك لقد حاول إيذائها لأني لم أقدم له المال وقد ثار غضبه مني معتقدا أني أحاول التهرب منه كان يتصل بالمنزل بشكل يومي ويترك لي الرسائل التي تحتوي على تهديد مبطن ولكني كنت مسافرا في عمل ولم أكن أتهرب أقسم أني كنت لأدفع له لكي لا يؤذيها ولكنه أعتقد أني أتهرب فثارت ثائرته وترك لي رسالة يعلمني بها أن لم أقم بإرسال المال فأنه سيتخلص منها لم أعلم بهذا إلى بعد عودتي من السفر فحاولت الوصول إليه لأوقفه ولكن .. كان الأوان قد فات
- أتريد مني تصديق ذلك
- أقسم أنها الحقيقة أقسم بهذا
- لو كانت الحقيقة لما هربت ألم تكن تحاول الهروب اليوم
- كنت مسافرا لزيارة قريب لي  
- وأنت تسافر دائما دون أن يعلم أحد
- أجل أنا أنا لم أكن أرغب بأعلام والدتي فهي مريضه و
- أريد أن أخرج من هنا أكاد أختنق اليكسيس
همست بصوت خافت بالكاد استطاعت إخراجه ولم تستطيع أن تصغي للمزيد لن تتحمل المزيد هل وصل الأمر بأستون إلى هذا الحد ما كانت لتصدق ذلك أبدا
- هيا بنا
همس لها وهو يشير برأسه لشرطي بأنهما خارجان التزم اليكسيس الصمت طوال الطريق وهو يقود السيارة ولم يحاول التحدث معها وقد شاهدها جالسه منهكة وقد أسندت رأسها على المقعد وعينيها لا تفارقان النافذة الجانبية تنظر من خلالها إلى الخارج دون رؤية شيء فما يدور أمامها و ما سمعته للتو أنها لا تكاد تصدق أن لديها ذكريات جميلة مع أستون لما فعل هذا , أوقف اليكسيس السيارة بهدوء وقد وصلوا المنزل فحركت يدها وفتحت الباب لتغادر السيارة دون قول شيء بينما أغلق السيارة بدوره وعينيه لا تفارقانها وهي تسير نحو الباحة الخلفية للمنزل لم يتبعها بل تحرك نحو المنزل ليدخله سامحا لها بالإنفراد بنفسها جلس في غرفة المكتب ورمى مجموعة الأوراق أمامه على الطاولة محاولا إنهائها عليه هذا أنحنى نحو أحدى الأوراق ليضطلع عليها ولكنه سرعان ما قذفها وضم وجهه ليحاول العودة إلى العمل عليه هذا تمتم بإصرار وهو يمسك تلك الورقة من جديد مجبرا نفسه على العمل
- اليكسيس ( حرك رأسه نحو الباب الذي فتح باهتمام بعد مناداة شيفا له وقد وقفت هناك بوجهها الشاحب قائلة ) سأذهب إلى المزرعة هل .. هل يمكنك إيصالي أنا .. لا أشعر بأني على ما يرام لهذا لا أريد القيادة
نظر إلى ساعته ليفاجئ بمرور ساعتان دون أن يشعر ثم وقف قائلا وهو يجمع أوراقه
- سآخذ معي هذه .. قد أسهر عليها الليلة
- لا ( همست مما جعله ينظر إليها ومن ثم يستقيم بوقفته فأضافت وهي تأخذ نفسا عميقا ) أحتاج للانفراد بنفسي لا أريدك هناك
تعلقت عينيه بعينها وقد أصابته بخيبة أمل كبيرة  شعرت بها إلا أنه هز كتفيه وهو يضع يده بجيب سترته قائلا
- لا بأس سأتصل بأليس لتبقى معك فلا تروق لي فكرت بقائك هناك بمفردك
- اتصلت بها نورما منذ دقائق
- جيد ( قال باقتضاب وبدا التجهم عليه وهو يتناول المفاتيح عن الطاولة وسار نحوها ليتخطاها قائلا لمشاهدتها تحمل حقيبة صغيرة ) كم ترغبين بالبقاء هناك
تبعته قائله باقتضاب شديد
- لا أعلم
لم يحاول محادثتها طوال الطريق مما جعلها تنظر إليه أهو غاضب منها أنها تشعر بهذا ولكنها لم تفعل شيئا إنها بحاجة للانفراد بنفسها ووجوده بقربها لن يفيدها بل سيشوشها إنها بحاجة للابتعاد عنه وعن كل ما يجري حولها مؤخراً لكي تعيد تنظيم حياتها من جديد
- بم تفكرين
تساءل دون أن ينظر إليها وقد شعر بتحديقها به فهزت رأسها بالنفي بصمت وحركت وجهها نحو النافذة الجانبية لتنظر إلى الخارج
- أشكرك  
قالت وهي تتناول حقيبتها من المقعد الخلفي ولكنه غادر السيارة وسار بجوارها قائلا
- أن أحتجتي إلى من يعيدك أعلميني مسبقا
- سأفعل
همست وهي تفتح الباب لتدخل فتبعها وأخذت عينيه تجولان بالمكان أطلت أليس فور دخولهما لتتأكد من القادم فهز اليكسيس رأسه وعاد بأدراجه نحو الباب قائلا
- أن احتجتما إلى شيء أتصلا عمتما مساءً ( تابعته حتى اختفى ثم عادت نحو أليس التي قالت )
- أترغبين بتناول الطعام
- فقط النوم هذا ما أحتاج إليه ألان
وتحركت نحو الأدراج لتتجه إلى الطابق الثاني .......
استندت بتكاسل على جذع أحدى الشجيرات وقد بدأت الشمس بالمغيب مما جعل السماء أمامها تتموج بألوان جميلة أخذت عينيها تتأمل ما حولها أنها تنعم بهذا الهدوء منذ أسبوعين كاملان لم تفارق بهما المزرعة ولم ترى بهما ألا جيسي التي حضرت مرتين لتطلعها على بعض الأعمال بالإضافة لضابط الشرطة انحنت لتلتقط عوداً صغيرا أخذت تعبث به بين أصابعها وهي تتحرك لتسير بين الأشجار هذا الأسبوعان جعلاها ترى أشيئا لم تكن تعيرها أي اهتمام وأن كانت تريد تنظيم حياتها بشكل صحيح فهي تحتاج إلى أكثر من أسبوعين ولكن ما لا تشك به هو شوقها لرؤيته ما كانت تجرؤ على ألاعتراف بهذا مسبقا ولكن يا ألاهي كم تفتقده ولكنه لم يحاول حتى السؤال عنها هاتفيا حركت شفتيها بانزعاج وقذفت العود من يدها ولم قد يفعل أنها بأمان ألان لا أحد يهددها وليست بحاجة لحمايته ولكنها حقا بحاجة له لم تشعر من قبل بأنها بحاجة لأي شخص .. لابد وأنه يكرهني همست بيأس وهي تتذكر ما جعلته يعانيه .. حان لها أن تعود لحياتها وأن تواجه ما عليها بشجاعة
- صباح الخير
- صباح الخير لم تعلميني برغبتك بالحضور اليوم
قالت جيسي وهي تقف وتراقبها وهي تسير نحو مكتبها فأجابتها
- أن كنت تعنين أنك لم تحددي لي مواعيد لهذا اليوم فجيد أني لم أعلمك هاتي ما لديك من العمل
- فورا .. ولكن يجب أن أعلمك
أضافت وهي تسير خلفها وبدا صوتها مترددا فوضعت شيفا حقيبتها على المكتب ونظرت نحوها مستفسرة
- ماذا هناك
- قام السيد اليكسيس بأجراء بعض التغيرات
لم تفارق عينيها جيسي التي توقفت عن المتابعة فهزت رأسها لها قائلة
- استمري
- لقد منح سِد صلاحيات أكثر وأوكل مارتين ليحل حيث كان أستون وأجرى بعض التعديلات بين الموظفين لقد أعددت لك قائمه بها ها هي منهم من أرتفع رواتبهم ومنهم من تغير مكان عمله و هكذا
أمسكت الورقة وتفحصتها وهي تسير لتجلس على مقعدها بقيت تتأمل ما تحتويه باهتمام ثم تساءلت بينما بقيت جيسي ترتب الأوراق التي أحضرتها على المكتب
- لا أجد أسمك بهذه القائمة
بدت المفاجئة والحذر على وجه جيسي وقد تعلقت عينيها بمديرتها ثم تحدثت بهدوء شديد قائلة
- هل تريدين نقلي ( ابتسمت شيفا وهزت رأسها )
- لا بل سأرفع راتبك ما رأيك
- آه .. أنا .. جيد .. هل تسأليني رأيي
- اجل أن كنت لا تريدين لن أفعل ( قالت مداعبة فهتفت جيسي بسرعة )
- بل أريد بالطبع .. لم أقصد
- أعلم ما تقصدين أنت تعملين هنا منذُ أن حضرت وأنا أخذ راتبا أكثر منك لا تقلقي سينزل أسمك مع الزيادة .. ماذا لديك أيضا
- هذه تحتاج إلى مراجعة السيد اليكسيس وموافقته عليها
- متى يحضر
- في الثالثة
- حسنا دعيني أراها
انشغلت بالعمل طوال الفترة الصباحية وقامت بجولة سريعة بالشركة ولم تفتها همسات الموظفين عند رؤيتهم لها فبالتأكيد لديهم تساؤلات كثيرة حول ما حدث من تغيرات ولكنها تجاهلت كل تلك النظرات وعند الغذاء ذهبت لتناول وجبة خفيفة ثم عادت لشركه وما أن شاهدت جيسي حتى تساءلت وهي تنظر إلى ساعتها
- أحضر اليكسيس
- منذ نصف ساعة
- أعلم بوجودي
- لم أعلمه أنه دائما على عجلة من أمره مؤخرا
هزت رأسها بالإيجاب وسارت بخطوات ثابتة نحو مكتبه وقلبها يخفق بشدة أنها برغم كل ما قالته لنفسها بشوق كبير لرؤيته لمحة مكتب داني الفارغ بلمحة سريعة واستمرت بالسير نحو باب مكتبه وضعت يدها على مقبضه تهم بفتحه ولكنها لم تفعل بل ابتسمت ورفعت يدها الأخرى لتطرق على الباب ثم فتحته ودخلت لتراه منشغل بالقرب من المكتبة وقد فتح أحد الملفات يقرأ به تأملت ظهره وهو يقول وعينيه لا تفارقان ما بيده
- أن أحضرت الأوراق دعيها هناك ( وأشار بيده نحو مكتبه مستمرا ) وخذي الملف الأزرق أوصليه لمارتن وأعلميه أني أريده جاهزا اليوم
ابتسمت وضمت شفتيها وسارت نحوه بصمت وما أن أصبحت خلفه حتى همت بالحديث ولكنه استدار بشكلا مفاجئ مما جعلها تتراجع كي لا تصتطدم به
- ألم تذهبـ .. شيفا ( توقف عن المتابعة وهو يراها أمامه ليهمس باسمها بحيرة ثم أستمر ) ماذا تفعلين هنا
رفعت حاجبيها معا إلى الأعلى حسنا ليس هذا السؤال الذي كانت تتوقعه فحركت عينيها حولها دون أن تحرك رأسها ثم عادت نحوه قائلة
- أنا أعمل أتذكر هذه الشركة لي وأنا أديرها .. حسنا لنا
أضافت بسرعة عندما هم لتحدث فأبتسم وهز رأسه وهو يتخطى عنها قائلا
- لم أرد قول هذا ( وضع الملف على الطاولة واستدار إليها متسائلا وعينيه تتفحصانها باهتمام ) كيف كانت إجازتك لم أتوقع حضورك اليوم
- جيدة ( أجابته دون اهتمام وأخذت تعبث بأصابعها بطرف المكتب ثم استدارت لتنظر إليه وهي تقول ) وأنت كيف كان العمل
هز رأسه ببطء قبل أن يقول
- جيد أيضا
تعلقت عينيها بعينيه البعيدتين عنها دون أن تستطيع دخولهما ومعرفة معنى تلك النظرة الغامضة التي كست ملامحه هل هو مسرور لرؤيتها أم لا هل أفتقدها يا ترى لا يبدوا هذا عليه إنها لا تستطيع أبدا معرفة ما يفكر به شعرت بخيبة أمل فحركت كتفيها بخفة قائلة
- هل .. هل ( بدا ألارتباك عليها فأبعدت نظرها عنه مستمرة قبل أن تتراجع ) الديك متسع من الوقت بعد العمل
- أجل
اكتفى بإجابتها وهو يعقد يديه ونظره لا يفارق أقل حركه تقوم بها فعادت لتدعي الابتسامة ونظرت إليه قائلة
- كنت أريد أن أتحدث معك بشأن بعض الأمور التي جرت أنا بحاجة لمعرفة بعض الأشياء وقد كنت أفكر بـ
- بشرط ( قاطعها فحركت عينيها بوجهه متسائلة فحل يديه ليستدير حول مكتبه ليجلس مستمرا ) لم أحصل على استراحة منذُ وقت ويحق لي اختيار المطعم الذي أريده
- آه بالتأكيد لا مانع لدي
- جيد
أجابها وهو يلمحها بنظرة سريعة قبل أن يمسك قلما وينظر إلى الأوراق التي أمامه فشعرت بالامتعاض وهي ترى تجاهله لها فتحركت نحو الباب قائلة
- سأدعك لعملك
ما أن أغلقت الباب خلفها حتى ترك القلم يقع من يده وحرك رأسه نحو الباب وهو يخرج نفسا عميقا ثم يرخي ظهره على ظهر المقعد وهو يخرج نفسا آخر ومازالت عينيه معلقتان بالباب
- تبدين هادئة جدا على غير العادة ( قال اليكسيس بعد ابتعاد النادل وقد طلبا ما يريدون تناوله وهو يتأملها باهتمام فأجابته بهزة خفيفة من كتفيها دون أجابته أو حتى النظر إليه وقد انشغلت بالشوكة التي أمامها فنقل نظره من وجهها إلى يدها ومن ثم عاد نحو وجهها قائلا ) هل عرج عليك ضابط الشرطة أعلمني أنه سيفعل
- أجل
- إذا أنت تعلمين أن الأمر انتهى
- أجل ( عقد حاجبيه لأجوبتها المقتضبة ثم أبتسم قائلا )
- هل أعلمتك كم تبدين جميلة اليوم (نظرت إليه لقوله لتتعلق عينيها بعينيه فتوسعت ابتسامته وهو يضيف ) علمت أني سأحظى باهتمامك أكثر هكذا
بقيت للحظات دون حراك ثم رفعت حاجبيها بحركة خفيفة وهي تقول
- كدت تخدعني ( وعادت نحو شوكتها لتتحدث من جديد لتكسر الصمت الذي طال وهو يتأمل حركاتها بصمت قائلة ) هل علمت شيئا عن جدي
- لا ولم أعد أبحث عنه منذ وقت فهو لن يعلمنا بمكان وجوده إلا عندما يريد هذا وصدقيني أنه ماهر بالاختفاء
هزت رأسها موافقة وتركت شوكتها والنادل يتوقف بجوار طاولتهم ليبدأ بوضع أطباق الطعام عليها
- أكنتَ تشك بأستون الهذا كنت تبعده دائما
تساءلت وهي تتناول طعامها وتنظر إليه فحرك رأسه بالنفي وهو يمضغ لقمته ثم تحدث قائلاً 
- لم أشعر بالارتياح لهُ لم يرقني منذ أن رأيته بالمستشفى ليس إلا
مضغت لقمتها ببطء وهي تحاول جاهدة تشجيع نفسها لتطرح ذلك السؤال وأخيرا قالت  
- لما أستمريت بمساعدتي وقد ( ونظرت إليه لتلاقي عينيه الناظرتان إليها فابتلعت ريقها محاولة ألاستمرار بذات الصوت الثابت ) وقد كنت سيئة معك باتهاماتي وما كنت أظنه بشأنك
عاد بنظره إلى طبقه وأخذ يقطع قطعة الحم وهو يجيبها باقتضاب
- أنا مدين لروبرت بالكثير
- كنت لأكون متعاونة أكثر لو أريتني رسائل التهديد ما كان عليك إخفائها
عاد ليجيبها وهو مشغولا بالتهام طعامه
- أنت على صواب ما كان علي ذلك ( وتوقف عن تناول طعامه ونظر نحو ساعته مضيفا وهو يسمح فمه بالمنديل ويلمحها بنظر سريعة ) اعتذر لدي موعدا الآن وأنا مضطرا للمغادرة .. وداعا
وتحرك مغادرا فلاحقت عينيها ظهره وهو يبتعد ليختفي فعادت بنظرها إلى طبقه الذي لم يتناول منه إلا القليل ثم نظرت إلى طبقها متفاجئه من تصرفه وقد فقدت شهيتها لقد قال أن لاشيء لديه أكان عليه تذكر ذلك الموعد أم أنه لم يعد يرغب برؤيتها لتلك الدرجة شعرت بدموعها تتجمع بعينيها وتحجب الرؤية أمامها أنها لم تشعر بالألم كما تشعر به الآن أكان عليها أن تقع بغرام اليكسيس ......
فتح اليكسيس باب المنزل  بهدوء والإرهاق الشديد يتملكه وقد خلع سترته وحملها على كتفه وحل ربطة عنقه تعدى الوقت منتصف الليل بكثير لكنه لم يستطيع العودة إلى هنا قبل ذلك كان بحاجة للابتعاد عليه مغادرة المنزل الآن أنها بأمان ولم تعد بحاجة لحمايته ولكن على روبرت الظهور حتى يكون مطمئنا أنها ستكون على ما يرام أغلق الباب خلفه وتحرك ثم تجمد في مكانه وهو يلمحها وقد أنعكس الضوء الصادر من التلفاز عليها وقد جلست على المقعد مغمضة العينين تأملها وقد رقت ملامحه أقترب منها بهدوء وأبتسم وهو يلاحظ طبق الطعام الذي تحمله بيدها ها هي قد عادت لتناول الطعام ومشاهدة التلفاز في ساعات الصباح وضع سترته جانبا وقام بإطفاء جهاز التلفاز ثم أقترب منها ليمسك الطبق من يدها ويضعه على الطاولة وعاد بنظره إليها متأملا وجهها المائل وقد تناثر شعرها على كتفيها بشكل ساحر أنها تسحره حتى وهي نائمة تستطيع هذا جلس بجوارها ووضع كوع يده على ظهر المقعد ليسند وجهه على راحة يده هامسا وعينيه لا تفارقان وجهها المائل نحوه
- أنها الرابعة صباحا ( بدأت تحرك رموشها ببطء فأستمر بهمس وعينيه لا تبتعدان عنها ) أجل أيتها الجميلة لقد حان وقت استيقاظك
- دعني بـ بربك
همست ببطء وهي نصف نائمة محاولة عدم ألاستيقاظ أنها لا تريد مفارقة ذلك الحلم الجميل الذي تحلم به ألان ولكن صوت اليكسيس يرن في أذنها طالبا استيقاظها
- عليك بالصعود إلى فراشك وإلا شعرت بأوجاع في الرقبة أنت في غنى عنها
قال بصوت خافت حنون أنسل إلى أعماقها فحركت رموشها من جديد أهي تحلم أم أنها مستيقظة فتحت عينيها قليلا لتشاهده يجلس بجوارها فابتسمت بسعادة وهي تهمس ببطء ومازالت نصف نائمة
- هل سأعاني من أوجاع في الرقبة حقا ( هز رأسه لها بالإيجاب )
- أجل عزيزتي أن بقيت هكذا
أغمضت عينيها باستمتاع أنها تحب أن يناديها بعزيزتي فأرخت رأسها ومالت نحوه لتسند رأسها على كتفه مما جمده في مكانه وهي تهمس
- هكذا لن أصاب بتلك الأوجاع
بقي للحظه دون حراك ثم أحنى رأسه نحوها ببطء ليجدها تغط في نوما عميق فحرك يده ببعض التردد ليلامس خدها قائلا
- عزيزتي عليك بالذهاب لغرفتك أم ستجعلينني أحملك إلى هناك .. شيفا (عاد ليهمس وهو يلامس أنفها مداعبا ومستمرا ) عليك بالصعود إلى غرفتك
فتحت عينيها قليلا محدقة بأصبعه الذي يطرق على أنفها مما جعلها لا ترى بشكل جيد فأغمضت عينيها هامسة بصعوبة وضيق للإزعاج الذي لا يتوقف
- أنا بغرفتي ألستُ بها ( أبتسم وهز رأسه بالنفي )
- لا بل أنت تنامين على كتفي
- لستُ .. كذ..لك  
تمتمت من جديد فحرك عينيه ببطء بوجهها ثم حرك يده من جديد ليلامس خدها برقة 
- أرى أن علي نقلك بنفسي منذ متى لم تنامي
- دعني .. أنا .. مـ .. مـ ... أنا يجب .. أن .. أنـ .. لدي عـ ..مل ..و...و يجب أنـ.. أذهب و
- آه علي أن أطمئنك فمازال الوقت باكرا لذهاب للعمل
- أذا دعـ .. وشأ..ني    
همست بانزعاج وتذمر وهي تحرك رأسها كي يستقر بشكل مريح أكثر على كتفه فرفع حاجبيه عاليا ثم حرك يده ليلامس شعرها برقة وأخذ يتأمل وجهها بصمت أن أراد حقا عدم التورط معها فعليه الابتعاد بأسرع وقت ولكن كيف سيستطيع التفكير بطريقة سليمة وهي تجلس بقربه وتنام على كتفه أنها تشوشه بشكل كبير وهو لا يرغب ألان ألا باحتضانها بشدة أنه يرغب بهذا منذُ أن وقعت عينيه عليها اليوم فلقد أفتقدها بشدة وكان الأسبوعان دهرا لم يكونا لينتهيا لم يكن ليصدق أنه سيفتقدها بهذا الشكل ولكنها تسري في عروقه دون أن يعلم كيف وصلت إلى هناك أنها تفقده صوابه ولكن هذا ما جعلك منجذباً إليها أنها تجعلك تفكر بها ليل نهار أخذ نفسا عميقا محاولا العودة إلى الواقع ولكنه لم يستطيع أمام هذا الوجه القريب منه فقرب رأسه ببطء منها ليلامس شفتيها برقة متناهية ومن ثم أبعد وجهه سنتيمترات قليله وهو يتأملها تحرك جفنيها فتحت عينيها قليلا وتلك المشاعر تعصف بها أن ما تشعر به يفوق أحلامها بكثير أنه واقعي لدرجه تشعر بأن قلبها سيتوقف عن الخفقان حدقت بتشويش بوجه اليكسيس القريب منها وهي تشعر بأنفاسه أنه أمامها حركت يدها ببطء لتضعها على خده وكأنها تتأكد من أنه حقيقي وعينيها لا تفارقان عينيه المليئتين بمشاعر لم يعد يستطيع إخفائها
- أهذا أنت اليكسيس
- أجل عزيزتي ( همس وهو يحرك رأسه نحو يدها التي استقرت على خده ليطبع قبلة رقيقه على راحت يدها مستمرا ) هذا أنا
نقلت عينيها بوجهه لابد وأنها تحلم أجل أنها كذلك فقالت
- لقد كنت بانتظارك و.. ولابد وأني غفوت
ظهرت ابتسامة صغيرة رائعة على شفتيه وهو ينظر إليها متسائلا بهمس رائع
- هل حقا كنت بانتظاري ( هزت رأسها بالإيجاب ثم همست بحيرة )
- أين أنا
توسعت ابتسامته ولم يجبها بل قرب شفتيه من شفتيها مما جعلها تنسى ما كان يدور حولها منذُ لحظات أنه هنا بجوارها يضمها إليه أن هذا ما حلمت به منذُ ليالي وليالي رفعت يدها ببطء لتلامس عنقه وتتأكد أنها لا تحلم أنها بكامل وعيها فتحت عينيها وقد أبتعد عنها بشكل مفاجئ هامسا شيئا ما لم تستطيع فهمه واستيعابه وعينيها تتعلقان به بعدم استيعاب فتحرك واقفا من جوارها ومستمرا وهو يتناول سترته
- أعتذر ( ونظر إليها وقد فتحت مقلتيها للمرة الثانية لهذا اليوم ناظرة إليه دون تركيز وهو يضيف باضطراب ) ما كان علي استغلال هذا هذه أنانية مني أقدم اعتذاري من جديد
وتحرك متجها نحو الباب بخطوات واسعة ثابتة فهتفت باسمه ما أن وصل الباب وقد أدركت ما يقوله الآن ولكنه لم يتوقف بل فتح الباب وغادر مسرعا فتحركت متجهة نحو الباب بذهول ما الذي جرى توقفت قبل أن تصل الباب وهي تسمع صوت سيارته تغادر فعادت بنظرها ببطء نحو المقعد وعقدت حاجبيها ماذا فعلت أنها لم تصده لم أعتذر بل لقد تجاوبت معه بكل ما تكنه له من مشاعر ألا يستطيع أن يدرك ذلك شعرت بغصة وألم يجتاح صدرها فرفعت يدها لتضعها على عنقها وهي تشعر بالاختناق هل أعتذر لأنه ظنها شخص آخر أكان ما فعله موجها لديفي أيجرؤ على ذلك جلست على أقرب مقعدا لها محاولة استيعاب ما جرى والحيرة لا تفارق وجهها
- أجلت موعد السيد بروس إلى الحادية عشره فقد كان موعده في الثامنة .. هل أطلب لك القهوة ( أضافت جيسي وقد جلست شيفا خلف مكتبها في اليوم التالي بعد أن وصلت متأخرة وبدا الإرهاق جليا على وجهها فحركت رأسها بالإيجاب لجيسي التي استمرت بفضول ) أن كنت تشعرين بأنك لست على ما يرام فسأقوم بتحويل بعض العمل إلى مارتن
- لا لا بأس أنا على ما يرام كل ما هنالك أني لا أحصل على قسطً وافر من النوم ماذا لدينا الان
انغمست بالعمل لدرجة لم تترك لنفسها دقيقة واحدة فارغة فقد أرهقت من كثرت التفكير وكلما فكرت كلما زاد غضبها أكثر من اليكسيس , ما أن أصبحت الثانية ونصف حتى وضعت مجموعة من الأوراق على مكتب جيسي وقد حملت حقيبتها قائلة
- أنا مغادرة الان أعدي لي جدول الغد واجعليه لا يتعدى الساعة الثانية فلدي ارتباطات خارج الشركة
- حسنا
غادرت الشركة فهي لا تريد رؤيته لقد عملت منذُ الصباح فليستلم عمله ألان فقد حان دوره أما هي فعليها الحصول على الراحة ولكن كيف يجب أن تجد طريقه ,  في اليوم التالي وصلت لشركه باكرا ولم تكن بأفضل حال من اليوم السابق وقد زاد امتعاضها منه أنه لم يعد إلى المنزل الليلة الفائتة مما جعل نورما صباحا تتساءل عنه ولم تكن تعلم أنه لم يحضر فلقد حبست نفسها في غرفتها كي لا تراه , أخذت جيسي تتصرف بحذر شديد وبمنتها الدقة وهي تشعر بمزاج مديرتها القابل للانفجار في أي لحظة أوصلت لها بعض الملفات التي طلبتها وهمت بالخروج عندما سألتها بصوت بارد وهي مشغولة ببعض الأوراق
- حضر اليكسيس البارحة
- أجل
- أطلبي لي فنجاناً من القهوة
دخل اليكسيس المنزل في السابعة وقد أضطر للبقاء بالشركة حتى هذا الوقت لينهي العمل بنفسه تنفس الصعداء وهو يرمي سترته على المقعد لقد بدء يتعلق بهذا المنزل فلقد أفتقده أمس حيث عرج على توماس ليعود إلى منزلة القديم الذي شعره باردا ولا حياة فيه تعلق نظره بنورما التي وقفت بجوار باب المطبخ تفرك يديها ببعض وهي تختلس النظر إلى المطبخ دون أن تشعر به فتساءل بحيرة وهو يسير نحوها
- ماذا هناك نورما ( انتفضت وحدقت به قبل أن تقول )
- سيد اليكسيس متى حضرت لم  أشعر بك
- للتو ( أجابها ونظر إلى باب المطبخ ثم إليها وهي تفرك أصابعها بتوتر ببعض قائلا ) ماذا هناك هل حدث شيء
- أنها الآنسة لا تبدو لي بخير
- ما بها ( تساءل باهتمام وبدا القلق على وجهه فتحرك نحو المطبخ ولكن نورما أوقفته بقولها )
- أنها لا تريد رؤية أحد لقد أجبرتني على الخروج من المطبخ وهي غارقة هناك لو تراها أنا لم أرها تفعل هذا أبدا
عاد بنظره نحو باب المطبخ وسار نحوه بخطوات ثابتة أنه لم يرها اليوم فقد أنشغل بالعمل وبالأمس تعمدت المغادرة قبل حضوره هل زاد غضبها عليه أكثر مما كان رغم أنها حاولت أن ترد له صنيعة بمحاولة حمايتها ولكنها في النهاية شيفا كليبر همس لنفسه وهو يقترب من الباب أستند على حافته متأملاً ما يجري أمامه هل دهش لا أنه يتوقع منها أي شيء وأي تصرف أنها غاضبة دون شك علق وهو يراها تخبط العجين بقوة بالوعاء الكبير الذي أمامها وقد وصل العجين إلى كوعيها لطريقتها الخاطئة والفوضوية بالعجن وقد رفعت شعرها إلى أعلى بمشبك ولكن بعضه تناثر على وجهها المليء بالدقيق والذي أنتشر حولها وعلى ثيابها ولكن كل تركيزها كان منصبا على ضرب العجين
- ماذا تفعلين
تجمدت يديها وبقيت عينيها تحدقان بالوعاء المنشغلة به عند سماعها هذا الصوت ثم عادت لتكمل رافضة رفع نظرها إليه وقد اغتاظت من قلبها الذي أخذ يطرق بقوة رافضا أطاعتها بالعودة إلى حالته الطبيعية وأجابته بلهجة غاضبة
- أعد الخبز ماذا تراني أعمل
- تنتقمين من الخبز تضربين العجين الذي لا شأن له ولاشك بسبب غضبك تقلبين المطبخ إلى فوضى عارمة لتشعري بأنك بخير بينما تقومين بالحقيقة بجمع العمل الكثير لنورما المسكينة التي ستضطر في النهاية إلى توضيب وأعادت كل شيء إلى مكانه الصحيح
- من تظن نفسك ( قالت ببطء مقاطعة إياه ونظرت إليه مستمرة ) أن هذا المنزل لي كما أذكر ونورما تعمل لدي وأنت لا شأن لك مطلقا ولم أسألك رأيك ولم أطلب منك الحضور إلى هنا كما أني لا أرغب برؤيتك
استقام بوقفته قائلا
- هذه بداية جيدة حسنا أنا المقصود بكل ذلك الغضب هيا أخرجي كل ما في صدرك
استفزتها برودة أعصابه كيف يجرؤ على معاملتها بهذا الشكل فتحركت ملتفة حول الطاولة حتى تقترب منه وهي تقول
- تريد أن تسمع كل ما في صدري حسنا لك ذلك أنا أكرهك لاستغلالك لي أنت إنسـ ..  أتريد أن تعلم ما أنت.. أنت أنت
واختفى صوتها بالتدريج وهي تشعر بالأسى على نفسها لأنها لا تؤذي سوى نفسها بمهاجمته ولكنه لم يتأثر بتلعثمها بل بقي واقفا في مكانه وتساءل
- أنا ماذا كليبر
أطبقت شفتيها المرتجفتين بقوة واستدارت معطيه ظهرها له بسرعة كي لا يرى الدموع التي التمعت في مقلتيها وقالت محاولة أن تبدو جادة
- أذهب من هنا اليكسيس فأنا لا أريد رؤيتك
بقي في مكانه للحظات دون حراك وهو يتأمل ظهرها ثم سار نحوها ببطء قائلا
- أتريدين الحقيقة كليبر أشعر ببعض الأوقات أنك حقا تتمنين أن أختفي عن وجه الكره الأرضية ولكن هناك أوقات أشعر بها
وحرك عينيه ليجد الكلمة المناسبة التي تعبر عن مشاعره فأغمضت عينيها ببطء قائلة قبل أن يتحدث من جديد
- أجبني على سؤال واحد وبصدق اليكسيس بصدق تام ..هـ .. هل قبلتني تلك الليلة لاعتقادك أني ديفي
أذهله قولها للوهلة الأولى وبدت المفاجئة على وجهه ثم خطى نحوها ليضع يده على كتفها قائلا
- ما الذي جعلك تفكرين هكذا ( حركت رأسها نحوه لتلاقي عينيه المحدقتان بها وهيَ تقول )
- أنت
حرك شفتيه ليتحدث ثم أغلقهما وعينيه لا تفارقانها فأشاحت بوجهها عنه وهي تعلم أنها تضعف أمام نظراته هذه فقال وهو يحركها لتصبح بمواجهته
- أنظري إلي شيفا
رفضت طلبه بإصرار وقد أخفضت نظرها وقالت بصوت هامس وهي تبعد يديها عنها كي لا تلوث ثيابها أكثر
- أبتعد عني اليكسيس
- أنظري إلي ( قال بإصرار وهو يرفع وجهها نحوه وقد استقرت يده على ذقنها ليتأمل عينيها الدامعتان قبل أن يهمس برقة ) أنظري في عيني شيفا وانظري إلى ما ستقولانه لك أنا لم يعد بيني وبين ديفي شيء حتى إنها ألان على بعد قارة من هنا لقد غادرت منذ وقت للعمل بعيدا علاقتي بها انتهت ولو كنت أريدها لما جعلتها تغادر ولكنتُ قدمت لها ذلك الخاتم ولكنت ارتبط بها دون تردد ولكني لم أكن مغرما بها بدرجة كافية لم أكن مغرما بها لتلك الدرجة التي تجعلني أقبلك وأنا أفكر بها لم أقبلك يوما وأنا أفكر بغيرك شئتِ تصديق ذلك أم لا قبلتك لأني رغبت بهذا ورغبت بشدة , قبلتك لأني معجبا بك لأني رغم كل شيء أنا حقا معجب بك لقد تصرفت برعونة تلك الليلة لهذا اعتذرت منك لأنك كنت نائمة وقد تصرفت بطيش ولم أستطيع مقاومة رغبتي بمعانقتك مع علمي أنك لا ترغبين بهذا ولكني لم أستطيع وها أنا أقول لك ما كنت لا أريد أبدا أعلامك به ( أحتاج منها الأمر لاستيعاب ما يقوله فترة فمن الصدمة لما يقوله إلى عدم التصديق إلى مشاعر جياشة إلى شعاع جميل بدء ينسل إليها ظهرت ابتسامة باهته على شفتيه وهو يرى صدمتها لقوله فأستمر بألم ) هذه هي الحياة فالقد أغرم بك ذلك المتشرد هل الأمر سيء لتلك الدرجة ( قفزت دمعه من عينيها لتهبط ببطء على خدها أنهُ مغرما بها أنه كذلك تراجع خطوة إلى الخلف وهو يرى دموعها وتركت يده ذقنها هامسا بألم ) ليس الأمر بالسوء الذي توحين به أننا بشر ولدينا مشاعر لا نستطيع التحكم بها وتـ
توقف عن المتابعة وهي تقترب ليستقر رأسها على صدره هذا ما أرادت أن تعلمه وها هو يعلمها أن مشاعرها لم تخطئ أنه مغرم بها أنه كذلك أخفت وجهها وهي لا تستطيع منع دموعها من ألانهمار ولكنها سعيدة أجل أنها كذلك أحاطتها يدي اليكسيس بتردد وببطء ثم اشتدتا حولها ومازال غير مدرك تماما ما الذي جرى ولكن بحق الله ماذا يريد أكثر ليدرك أنها تنهد بعمق وهو يحني وجهه نحوها ليخفيه بشعرها هامسا
- شيفا
- أجل أجل أنا أيضا مغرمة بك ألم تدرك مدى العذاب الذي كنت تسببه لي
أجابته وهي ترفع عينيها المتلألئتين إلى وجهه فاحتضنت يده وجهها وأخذت تمسح دموعها وعينيه تجولان بعينيها فأخذت نفسا متقطع ومازالت عينيها معلقتين به رافضه قطع تلك المشاعر التي تراها بعينيه أنه لها زادت يده من احتضانها ومال برأسه ليلامس أنفه أنفها هامسا
- أحبك .. لم أكن لأستطيع أخفاء هذا أكثر
- آه اليكسيس (همست بضعف شديد وهو يهم بمعانقتها فحركت يديها إلى عنقه ثم إلى أسفل شعره لتهتف بقوة قبل أن يلمسها ) يا ألاهي  
بقيت عينيه ثابتتان على عينيها التين تحركتا عنه إلى شعره قائلا
- هل الأمر سيء لتلك الدرجة ( عادت بعينين متوسعتين إلى وجهه قائلة )
- أعتقد أني لا أنا لا أعتقد بل أنا متأكدة أني جعلت شعرك من الخلف مليء بالعجين آه بالإضافة إلى قميصك وعنقك
وتحركت تريد الابتعاد عنه وقد أفاقت ألان إلى أن يديها ممتلئتان بالعجين ولكن يديه التي تحيطها منعتها وهو يهمس
- إلى أين ( رفعت يدها اليمنى لتمسح خدها وهي تقول وعينيها لا تفارقانه )
- أنظر الـ آه لا ( أضافت وقد علق الطحين بخدها فأبتسم وضحك برقة وهو يمسحه لها قائلا )
- عزيزتي أرجوك دعي يديك بعيدتين عن أي شيء أنهما كارثة ( ابتسمت بخجل وقد سرتها ضحكته فأستمر مداعبا ) هذا ما يحصل لمن يريد معانقة خبازه ( أنها تشعر بحياء شديد فرفعت يدها من جديد لتمسح خدها مخفية ارتباكها ولكنه لم يسمح لها وقد لامست يده خدها هامسا ) لو كنت أعلم أنك تبادليني مشاعري لما انتظرت حتى ألان
- أنا أنا لم .. أنا اعتقدت أنك تكرهني
همست بضعف وهي تذكر أفكارها تلك والتي كانت دائما تبرر تصرفاته بطريقة سيئة لمعت عينيه بوميض وهو يجيبها
- أنا بالتأكيد لا أكرهك رغم أني حاولت أقناع نفسي بالمحاولة
- أنت أيضا فعلت (همست بصوت خافت فرفع حاجبيه قائلا )
- لم أعلم أنك تكنين لي ولو القليل من الود وبررت تصرفاتك إلى أنك تحاولين رد الجميل بالإضافة إلى معاملتي كـ ( وأبتسم مستمرا ) كشقيق سأقتلك لهذا كيف تفكرين بهذا يا ألاهي وأنا أفكر أنها ستعتبرني كشقيق لها يا السماء لقد أردت هزك حتى تتناثر تلك الأفكار التي لا تروق لي من عقلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق