انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأحد، 8 سبتمبر 2019

آل ماردونز 6

ارجع راسه الى الخلف من جديد وهو يقول بيأس واحباط 
- لن يستطيع شيء تغير رايك الا اعرفك لقد أوقعكِ بفخه عمتي وهو ينال ما يرده حتى بعد موته فما لم يستطع نيله وهو على قيد الحياة سيناله الان بسبب وجود ابنته بيننا 
- انا اكثر من يعلم ما مررنا به وعانيناه في الماضي ورغم ذلك تبقى من ال ماردونز شئتَ ام ابيت ولن اخذل اخي لقد اوصاني بها .. ربما علي شكرك فلو لم يرك لما فكر بالإرسال خلفي 
ظهرت ابتسامة ساخرة قاسية على شفتيه اذا هو السبب في النهاية يا لا قدره المشؤوم 
- و .. هي تعلم بهذا 
- لا انها لا تعلم شيء فرانسوا لم يعلمها باي شيء 
توقفت عن المتابعة وهنريك ينزل الادراج نحوهم وخلفه صوفي ليبادرهم ما اصبح امامهم
- لا شيء مقلق وذلك الورم سيختفي خلال ايام 
- اعذرني للإرسال خلفك بهذا الوقت 
- لا باس من الجيد انك فعلت ولا تردد في هذا  .. اعذروني الان 
تحرك ثيودور برفقت هنريك للخارج بينما بقيت عيني فيرا تتأملان الادراج بتفكير قبل ان تسند ذقنها على راس عصاها لقد نالت منها السنين وتشعر بالضعف ولم تعد قادرة مثل السابق على تحمل كل ما يجري رغم ذلك لن تستسلم فجوزفين مازالت بعمر صغيرة ولا تدرك كيف تسير الامور هنا وعليها ان تحرص عليها ولن تيأس ان هذه الكلمة لم تكن يوما بقاموسها ولن تبدا الان وثيودور ماذا تفعل به انها تدرك تماما كيف يفكر ولن يهدئ قبل ان تسير الامور كما يريدها هو تنهدت انها تعلم ما يشعر به فلقد فارق طفولته ليقف بجوار والده ويصبح يده اليمنى بكل شيء عندما كان الفتية يجتمعون من اجل اللهو كان هو غارقا حتى اذنيه بالعمل لقد رأى والده وهو يعاني من الصراع مع ال شادون لن تستطيع الطلب منه تناسي كل هذا والمضي قدما ان اكثر ما يقلقها الان ان اصابها مكروه ما الذي سيحدث لجوزفين هل هو قادر على احتوائها هنا بماكسويل ام انه لن يأبه بأمرها وسيدعها تذهب حتى ثلما لا تقدم لها العون المطلوب بالأمر وكذلك الفتيات لا يفعلن ولكنهم لا يقلقونها كثيودور .

راقب عربة هنريك وهي تبتعد ليعود نحو الادراج ويجلس عليها شاردا بما امامه وهو يستعيد حديث عمته ويعود بذاكرته الى ذلك اليوم الذي قصد به جايدن ليتبع عمه لا يستهان به لقد علم عنه ولم يجعله يشك بهذا ورغم قلقه منه ارسل ابنته اليه ويريدون منه تصديق ذلك لم يفاجئ بعمته فهو يعلم انها تنوي اعطائها حصة والدها ولكنها تعلم ايضا انه لن يسمح لها بهذا فلقد فقد عمه حقه به منذ زمن طويل طويل جدا ولن يقف مكتوف اليدين امام رغبات عمته لن يفعل ان هيئة والده وقد ارهقه الجدال مع ال شادون ومع أفراد العائلة لا تفارق ذاكرته .

- انستي .. انستي السيدة فيرا تتساءل ان كنت تستطيعين الانضمام لها انها في الحديقة الخلفية 
- كم الوقت صوفي ( تساءلت بكسل وهي تتثاءب في صباح اليوم التالي )
- انها العاشرة انستي 
- ذهب موعد الافطار ( تمتمت بتذمر وهي تحتضن وسادتها فقالت صوفي )
- لقد طلبت السيدة ان اعد لك الافطار لتتناوليه برفقتها بالحديقة الخلفية ( حركت عينيها نحو صوفي التي اضافت ) ان كات تقوم بنقله الى هناك 
ابعدت الغطاء عنها وهي تقول 
- هل علي القلق فلقد تم كسر احد قوانين هذا المنزل المبالغ بها .. هل علي 
كررت لصوفي وهي تقف وترفع يديها الى اعلى لتستيقظ جيدا 
- لا انستي 
رغم قول صوفي ذلك الى انها لم تطمئن لذا اسرعت بالاستحمام وارتداء ملابسها والتوجه نحو الخارج لتقترب من عمتها الجالسة على المقعد وامامها طاولة مليئة بأشهى انواع الطعام وهي منشغلة بقراءة الصحيفة لتلق التحية وتجلس امامها قائلة وعينيها تجولان بالأطباق على الطاولة 
- هل فاتك الافطار ايضا 
- تعمدت جعله يفوت لأتناوله برفقتك 
تمعنت بعمتها التي جلست جيدا وبدأت بتناول الطعام ففعلت بالمثل وهي تقول
- تشعرين بتأنيب الضمير لما حدث البارحة 
- اجل ( توقفت عن مضغ لمقتها فلقد كانت تقصد مناكفتها وليس اعترافها ) تعتقدين اني كنت لأسامح نفسي ان حدث لك مكروه لقد اوصاني والدك بك وانت لا تعلمين كم هذا الامر يؤرقني حتى اكون عند حسن ظنه بي كان علي ان أتأكد من مرور صوفي عليك لإعلامك بان العشاء جاهز لا ان افكر بانك لا تريدن كالعادة تناوله حينها كنا علمنا انك لم تعودي اني حتى لا اريد ان فكر ما كان ليحدث لو كانت اصابتك بالغة ولم تستطيعي العودة ( اعادت عينيها نحو الطبق الذي امامها وقد لامس حديث فيرا قلبها فهي تشعر بصدق مشاعرها وحديثها وانها تهتم بأمرها حقا ) ما كنت لأسامح نفسي هذا ما اعرفه بنيتي .. أيا منا ما كان ليفعل ( نظرت اليها فاستمرت بتأكيد ) لقد رايتِ بنفسك حضور اندريا للاطمئنان عنك وحرص ثيودور على التأكد من انه لم يصبك سوء اعلم انك ترعرعتِ كفتاة وحيدة وهذا الامر يجعلك لا تدركين ما يعني جو العائلة رغم كل خلافاتنا نضعها جانبا عندما يحتاج احدنا للأخر اجل فلسنا متفقين دائما وهناك الخلافات والآراء المختلفة التي لا تنتهي ولكن كل ذلك يختفي ان تعرض احدنا لسوء او احتاج دعم العائلة له فهو يحصل عليه دون شروط 
- تجعلين الامر يبدو جميلا ولكن في الحقيقة هو ليس كذلك 
- هو كذلك وما حصل البارحة اكبر دليلا على كلامي من ارسل خلف هنريك من لم يغادر نحو غرفته الا بعد ان اطمئن انك بخير ولا تعانين سوءً 
- حتى لا يتهمه احد باني تعرضت للإهمال وانا بمنزلكم او ربما خوفا على مركزه القادم كمسؤول عن ماكسويل  
- او لأنه انسان اولا واخرا ولديه شقيقات يخاف عليهم وعدك مثلهم ... جوزفين تناولي هذا ( حركت يدها لتتناول المظروف الذي قدمته لها عمتها والتي اضافت وجوزفين تسحب النقود التي به ) انه لك اعلم انه قليل ولكن ستحصلين الشهر القادم على ضعف هذا المبلغ ( اعادت المال الى الظرف ونظرت اليها بحيرة فاستمرت ) لا اريد ان استغل ان اموالكِ معي لإجبارك على التأقلم وما الا ذلك ففي النهاية انتِ بحاجة الى المال وانا لن احرمكِ منه كل ما أريدهُ فقط هو ان تصبري وتُحاولي اعلم ان ما تلاقينهُ هنا من رفضاً لوجودك هو امرا صعب عليكِ ويشعرك بالسوء وما يتحدثون به عن والدك يسبب لك الضيق ولكن اليس والدك من اراد ان تحضري الى هنا كيف تطلبين مني عدم تنفيذ رغبته الاخيرة لقد كنت برفقتي عندما اعلمك بهذا انها وصيته الأخيرة كل ما اراده ان تبقي برفقتي شقيقي الذي غاب عني سنوات وسنوات وقد اخذ بغيابه جزء من قلبي فلقد كنت شديدة الحب له فهو شقيقي الاصغر يطلب مني الاعتناء ببنتهِ وان احرص على امواله حتى يشتد عودك اكثر هذا كل ما اريده وكما ترين اني امراة عجوز قد لا استيقظ غدا فهلا مددتي يدك لي لأستطيع تنفيذ وصيت اخي الاخيرة .. هلا فعلتي
ابتلعت ريقها بصعوبة وعينيها لا تفارقان عيني عمتها وقد مست كلماتها قلبها لتهز راسها ببطء بالايجاب وهي تهمس 
- اسف ان صعبت الامر عليكِ .. و .. اعدك ان .. احاول 
- انتِ فتاة جيدة واعلم ان والديكي احسنا تنشئتك ولن تخذليني .

تأمل ثيودور من نافذة غرفتهِ المطلة على الحديقة الخلفية ما يحدث هناك بتجهم وتفكير عميق وقد كست عينيه نظرة قاتمة .

- الدينا زوار 
تسألت جوزفين وقد غادرت الحديقة الخلفية بعد تناول الافطار هناك برفقت عمتها التي تأبطت ذراعها لتعودا نحو المنزل لتقول فيرا وعينيها معلقتين بالعربات الثلاثة الذين توقفوا ونزل منها مجموعة من الرجال توجهوا لداخل المنزل
- انهم افراد العائلة جاءوا من اجل اجتماع اليوم فغدا سيبدأ الحصد وبعدها هناك الانتخابات وعليهم ان يجتمعوا ليقرروا ما سيفعلونه هذا العام 
تأملت الرجال الذين يدخلون واحدا واحدا وقد توقفت هي وعمتها قرب اشتال الزهور قائلا
- كيف يتركون الامر لثيودور اعني ان معظمهم متقدما بالعمر و
- ليس بإرادتهم فمنهم من يتمنى ازاحته فورا كهذا ( اشارت لها بعينها نحو احد الرجال الذي غادر العربة لتو مستمرة ) يرى انه احق بإدارة امور العائلة من ثيودور وهو ينتظر اي فرصة لنيل منه ولكن كون ادمز من كان يملك السلطة بهذا الامر وفي اخر ايامه كان شديد المرض واستلم ثيودور جميع المسؤوليات عنه واثبت جدارته المطلقة مما جعل اغلبهم يثقون به خاصة انه يزيد من دخلهم وهذا الامر بحد ذاته اغراء لهم ليبقى .. الامر يحتاج الى شخص يملك بعد نظر وفي الحقيقة ثيودور يملك العقل المناسب لهكذا امور لذا اصر عليه ان يتقدم للانتخابات ارجوا ان يفعل هذا العام .. اترافقيني 
- الى اين 
- علي تفقد معمل الحياكة هيا لنذهب الان لأرى ان قامت الفتيات بتجهيز الطلبيات 
انشغلت برفقة فيرا بِمعمل الحياكة في اليومين التالين محاولة ان تشغل نفسها وتبتعد عن المنزل لتعود ما ان يحل العصر .

 صعدت نحو غرفتها لتبتسم بتكلف لكارل الذي غادر غرفته متجها نحوها ملقي التحية لتجيبه باقتضاب وهي تفتح باب غرفتها بينما قال 
- اين تختفين لانكاد نراك هنا 
 - اساعد عمتي .. المعذرة علي الحصول على الراحة الان 
اجابته وهي تدخل الى غرفتها لتمضي بعض الوقت بها قبل ان تغادرها  الى اسفل نحو الصالة الفارغة لتتوجه نحو المطبخ لتسال صوفي عن عمتها التي غادرة المعمل باكرا اليوم الى انها توقف وحدقت بباب غرفة مكتب ثيودور وقد تناها لها صوته فتحركت نحوه اتكون فيرا برفقته الا ان قدميها توقفتا وقد تناها لها صوت رجل خشن وهو يقول 
- لقد اجتمعت العائلة وجئنا لإعلامك بما نريد  
- كان معظمهم هنا قبل بضع ايام واعلموني بالجديد
- الامر مختلف فلقد اجتمعنا صباح اليوم 
- كلي اذانا صاغية لمعرفة سبب هذا الاجتماع الذي استُثنيت منه 
- انتَ تعلم انه بخصوص عمك 
همت بالتحرك لتعود لثبات في مكانها وعينيها لا تغادران باب غرفة المكتب بتركيز وفضول بعد قوله فاجابه ثيودور
- عمي قد توفي 
- ابنته مازالت هنا وهي تستطيع اعلامنا بما نريد 
- هل ستعودون لهذا اعلمتكم انها لا تعلم شيئا 
- هل تأكدت منها بنفسك 
- انها لم تكن تعلم عن وجود عائلة لها الى من فترة قريبة فلقد حرص عمي على اخفاء ماضيه عنها لذا لا تقحموها بالموضوع 
- رغم ذلك علينا رؤيتها والتحدث معها 
- لا ليس عليكم هذا فلقد دفع والدي لكم ثمن حصصكم من الارض لذا يصبح الامر عائلي يخصني انا وافراد هذا المنزل اما انتم فلقد اخذتم مالكم وبرضاكم دون ان يجبركم احد على هذا 
- لم يكن الرقم الصحيح فما علمناه انه قد باعها بضعف السعر الذي قيل لنا 
- هذا كذب وانت تعرف هذا فما كان والدي ليفعل هذا هناك من يحاول افتعال المشاكل وانتم تصغون له 
- الم تأخذ الصك من ال شادون ارنا اياه حينها نصدق ان ما تقوله هو الصحيح 
- تعلم جيدا اني تخلصت منه بحق الله كنت في قمت سعادتي وانا اضعه في نار المدفأة ليحترق امام ناظري فلقد كنت من يهمه امر ذلك الصك اما انتم فلم يكن لكم شئا به ولو علمت ان هناك من سيبعث الشك في نفوسكم حول المبلغ المالي لما فعلت هذا ولكن هذا ما حدث 
- اذا دعنا نحادث ابنة فرانسوا 
- ولما قد افعل فانتم ستحدثونها عن والدها ووالدها وتوفي وهي لا شأن لها بهذا 
- موقفك هذا سيضر بمصلحتك وفي الحقيقة قد بدا بعضهم بالتحدث عن تنحيتك عن منصبك بإدارة شؤون العائلة بسبب اخفاءك لحقيقة المبلغ المالي الذي حصل عليه عمك 
- لم اخفيه ولكن انتم من تشككون به 
- تعلم انك لا تستطيع منعنا من محادثتها بالأمر 
- بل استطيع انها تحت مسؤوليتي ولن اسمح لاحد منكم بالتعرض لها 
- كل ما في الامر اننا نريد ان نطرح عليها بعض الاسئلة لا ارى في الامر اي مشكلة فلا تبالغ في حمايتها 
- بما اني اعلم ما يدور في خلدكم فلن اسمح بهذا 
- الا ترى انك تبالغ في الامر 
شعرت بأحدهم يقترب من باب المنزل الرئيسي فتحركت نحو المطبخ بسرعة لتختفي به وقد شحب وجهها نظرت كات نحوها قائلة 
- تحتاجين الى شيء انستي 
- كوبا من الماء 
اجابتها وهي تحاول اخفاء توترها لتجلس على المقعد وتحتسي كوب الماء ومازال الحديث الذي سمعته يتردد في ذهنها نظرت نحو باب المطبخ وهي تسمع صوت عمتها فيرا واندريا التين دخلتا الى المنزل لتو قبل ان تسمع صوت ثيودور وضيفه وقد تحركا مغادرين غرفة المكتب ليلقيا التحية على فيرا واندريا قبل ان يرافق ضيفه نحو الخارج ويعود بأدراجه الى داخل المنزل ليجلس على الاريكة شاردا 
- اعدو لي كوبا من القهوة 
هتف وهو يرخي راسه الى اعلى فتابعت جوزفين شرب كوب الماء قبل ان تغادر المطبخ وفيرا تتساءل وهي تجلس على الاريكة امام ثيودور 
-  ماذا كان يفعل برونز هنا 
- وما الذي يريده كالعادة عمتي يجد اي امر جديد ليحضر ويسبب لي الصداع .. تلو الاخر 
اضاف وعينيه تتابعان جوزفين التي انضمت لهم ملقية التحية باقتضاب فرفع راسه ليسنده على ظهر مقعده وهو يرفع يده ليضعها بين عينيه وقد اغمضهما فتحركت جوزفين للجلوس على طرف الاريكة التي جلست عليها اندريا متعمدة عدم المغادرة وفيرا تقول بتذمر 
- لن يهدأ قبل ان يسبب المشاكل من جديد 
- ماذا هناك عمتي هل لديه امر جديد ( تسألت اندريا )
- لا اعلم بعد ولكن اشعر بان هناك امرا ما يجري 
ابعد ثيودور يده عن وجهه وهو يجلس جيدا متناولا من صوفي كوب القهوة بينما تابعته جوزفين منتظرة منه التحدث ولكنه لم يفعل بل انشغل بشرب كوبه وهو شاردا به وقد اكفهر وجهه 
- لقد كانوا هنا منذ يومان لذا لابد وان امرا مهم قد حدث ليعود الان 
اضافت فيرا بتفكير وعينيها لا تفارقان ثيودور الذي حرك نظره الحاد نحو جوزفين التي ابتلعت ريقها بثبات وهي تلاقي عينيه ليسحب نظره عنها ببطء نحو فيرا قائلا 
- ستجدين ان لديهم امرا مهم دائما الا تعرفينهم كفاية 
- وهذا ما اقلقني انني اعرفهم جيدا ( اجابته وهي تراقبه ) هل عرض عليك الابتعاد عن طريق ستيف لانه سيرشح نفسه 
- لا لم يتحدث بالامر 
اجابها وهو ينهي كوبه ويتحرك نحو الباب الرئيسي فأسرعت بالإضافة 
- الى اين انتَ ذاهب 
- لدي بعص العمل علي انهائه ( تعلقت عينيها بظهره وهو يغادر قبل ان تتسائل وهي تنظر الى جوزفين بتفكير )
- جوزفين هل .. حدث امرا ما بغيابنا 
- مثل ماذا ( تسألت بشرود ومازالت عينيها ثابتتان على الباب الذي غادر منه فاستمرت فيرا ) 
- لا اعلم ولكن تلك النظرة التي رمقك إياها منذ قليلا 
- هل تنبهت انت أيضا لقد بدا انه يكبت غضبه هل اغضبته من جديد 
اسرعت اندريا بالقول مما جعلها تنقل نظرها بينهما وهي تتحرك لتقف قائلا 
- لستما جادتين لقد نزلت لتو ولا اعلم عما تتحدثان 
وتحركت مغادرة نحو غرفتها دون ان تستطع ابعاد ما جرى عن عقلها ومازال الحديث الذي سمعته يتكرر ويتكرر الى ان انهكت  .

نظرت في صباح اليوم التالي من فوق كتفها الى كارل الذي دخل الى غرفة المكتبة وقد غادر الجميع الى اشغاله بعد تناول الافطار بينما اعلمت فيرا بعدم رغبتها بالتوجه الى المعمل اليوم لتقول وهي تعود الى الكتب امامها 
- الم تغادر ايضا 
- انتظر برجيت حتى تنتهي من اعداد نفسها .. هذه المكتبة قيمة ( اضاف لانشغالها بها فحركت راسها بالإيجاب دون النظر اليه فأضاف ) وجدت بها مجموعة من الكتب النادرة لابد وان ال ماردونز منذ سنوات طويلة وهم يحرصون على ان تكون هذه المكتبة مميزة بهذا الشكل .. تهوين القراءة ولابد 
توقفت مقلتيها عن الحراك لشعورها ان صوته اصبح قريبا جدا منها مما جعل حواسها تتنبه فحركت راسها نحوه لتجده يقف خلفها تماما متأملا الكتب بالرفوف العليا فتحركت من امامه الى الجهة اليمني لتتناول احد الكتب وتفتحها دون تركيز حقيقي ليقترب بدوره من جديد ليقف بجوارها ويتناول احد الكتب قائلا 
- الاحظ انك تقضين الكثير من الوقت بمفردك الا تشعرين بالملل ( وامام ادعائها بالانشغال بما بين يديها دون اجابته اضاف ) لابد وانك تشعرين به ما الذي ستفعلينه اليوم .. اعني الديك ما يشغلك 
- لما 
قالت ومازالت تدعي تركيزها بالكتاب الذي تتفقد صفحاته اعاد الكتاب الذي بين يديه قائلا باهتمام 
- انا متفرغ بعد الظهر وبما انك متفرغة ايضا  .. 
قال ولم يتابع وعينيه تتأملانها فاظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيها وأعادت الكتاب الذي بيدها الى مكانه وهي تقول 
- وان كنتُ متفرغةً ما الذي يعنيك بالأمر 
- كنتُ اتساءل ان كنتِ بالمثل فكلانا غريب عن ماكسويل ( واستمر باهتمام وهو ينحني بوقفته نحوها رغم اصرارها على عدم النظر نحوه فاستمر بهمس ) حينها قد نقضيها معا سيكون الامر ممتعا جدا  
- معا انا وانت ( قالت وهي تنظر اليه فهز راسه لها بالايجاب وهو يزداد قربا مما جعلها تتراجع ببطء وعينيها لا تفارقان عينيه  وهي تقول ) لا اعتقد ان هذا سيروق لبرجيت هل انتما على وشك الارتباط ام يخيل لي الامر 
- اننا كذلك وما في ذلك ( استمرت بالتراجع لاستمراره بالاقتراب ببطء وقد بدا الحذر عليها فهي لم تكن تشعر بالراحة له ولكن الان لا تشعر بالطمأنينة فتصرفاته والنظرات التي تطل من عينيه لا تبدو حسنة النية ) ان ارتباطي بتأكيد لا يعيقني عن عيش حياتي ام ترين ان علي ان اكتفي بواحدة هل علي لا اعتقد وفي الحقيقة انت تثيرين اهتمامي كثيرا لا تعلميني ان الامر غير متبادل فانا قد تنبهت لك مُنذ البداية 
- كنتُ اغيظ برجيت ليس الا فلا يذهب عقلك للبعيد انتَ حتى لا تروقني ( تمتمت وهي تنظر نحو الباب وتحاول اخفاء توترها الذي يتفاقم لتتجمد وظهرها يرتطم بالمقعد خلفها فأسرعت بالعودة بنظرها اليه وهي تقول بهدوء دون اظهار قلقها منه ) لا اعتقد ان برجيت سيروقها سماع ما تتحدث به 
- ليس عليها ان تعلم ( اضاف وهو يلمحها بنظرة دبت القلق بقلبها وقد ثبت على شفتيها لينزل ببطء نحوها وهو يستمر بصوت هامس ) اننا وحيدان هنا لما لا نقضي الوقت معا انتِ منذ البداية أظهرت اهتمامك بي لذا لا تبدئي بالانكار الان  وادعاء اني لا اروق لك
- هل تصدق هذا حقا ( اسرعت بالقول مستنكرة وتحركت جانبا لتتخطى عن المقعد الذي سد عليها الطريق وعينيها لا تفارقانه وهي تضيف ) لست مهتمة ولتعلم ما كنت لاختارك لأقضي الوقت برفقتك لذا فالتوقف احلامك وتوهماتك هذه واعذرني الان 
وتخطته تريد التوجه نحو الباب الا انه اسرع بالالتفاف نحوها واحتضانها من الخلف ليهمس قرب اذنها امام الشهقةِ التي صدرة منها 
- انتِ جذابة جدا وتثيرين اهتمامي 
- ابتعد على الفور 
اسرعت بالقول وهي تضع يديها فوق يديه التين حاصرتاها لتحاول ابعادهما الا انهما اشتدتا حولها اكثر جاذبا إياها نحوه ليدب الرغب بها لقربه منها بهذا الشكل وهو يستمر بصوت هامس
- اطلبي ما تريدين وستنالينه لن ابخل عليك بشيء .. تبا توقفي 
اسرع بالاضافة وقد قضمت يده اليمنى بأسنانها بقوة ليتركها ففعل لتسرع بالاستدارة نحوه لتصفعه بكل ما تملك من قوة وهي تقول 
- سأعلمهم بتصرفاتك ايها المنحرف 
نفض يده التي تألمه قائلا بحدة دون اكتراث بتهديدها 
- افعلي لنرى من سيصدقك 
- تجرأ على الاقتراب مني مرة اخرى وساريك ما انا قادرة على فعله 
اجابته بنفور وتحركت مغادرة لتصعد الادراج بنزول برجيت التي تختطها قائلة وهي ترى ملامحها الغاضبة 
- مازلنا بالصباح وانتِ في مزاج سيء لا اعلم كيف ستقضين باقي اليوم ... صوفي .. اين كارل 
اضافت وهي تنظر الى صوفي التي اطلت من المطبخ بينما تجاهلتها جوزفين وتابعت نحو غرفتها لتسند ظهرها بالباب الذي اغلقته وهي تحتضن جسدها بيديها لتشعر بالقشعريرة تسري بجسدها فأسرعت الى الحمام لتغسل وجهها وتسكب الماء على عنقها وتعود لتكرار وتكرار ذلك وهي تشعر بأنفاسه التي لامستها والاشمئزاز والنفور مما حدث يا له من سيء الخلق عليها اعلام عمتها بشأنه .

- علي القول ان مفاجئتي لا توصف بحضورك فانت تتهربين بالعادة من القدوم معي ولا تتبعيني ( بادرتها فيرا المتواجدة في معمل الحياكة عند اقترابها منها وقد جلست في المكتب المستقل تتفقد التصميمات الجديدة التي ستنفذ فجلست جوزفين على المقعد امامها بينما تابعت فيرا وهي تعود لتحديق بالتصميمات التي امامها على المكتب ) حسنا ماذا جرى مع من تشاجرتِ 
وامام صمتها وعدم اجابتها عادت فيرا لتنظر اليها فقالت بتأكيد 
- ان كارل يتحرش بي ( بقيت عيني فيرا ثابتتان عليها دون اي ردت فعل فأضافت بغيظ ) بدايتا كان يكتفي بالنظر الي وتأملي بـ .. بطريقة وقحة اما الان فلقد تمادى و
- اذا فلقد تشاجرتِ مع برجيت من جديد 
توقفت عن المتابعة وقد قاطعتها فيرا قائلة ذلك لتمعن النظر بها بعدم تصديق قائلة 
- ماذا تعنين بهذا اني اختلقت هذا الامر لأني تشاجرت مع برجيت 
- اليس هذا ما حصل 
بدت الصدمة على وجهها لتقول ببطء وهي تشير الى نفسها 
- ترين اني اختلقت هذا الامر لانتقم من برجيت كيف تعتقدين هذا 
اضافت مستنكرة فاسترخت فيرا الى الخلف بجلستها قائلة 
- من الافضل ان تركزي على امور اخرى ودعك من هذه التصرفات الجنونية والتي لن تؤدي الا الى المشاكل وان ما تتحدثين عنه شيء مستحيل حدوثه لذا توقفي عن اختلاق هذا فان شاع الامر ستحل كارثة بين افراد الاسرة انا بغنى عنها احاول منذ حضورك ان احمي ظهرك لا تجعليهم ينالون مني اعلمتك ومازلت اعلمك واكرر فلتبدئي بعمل شيء ما لتمضي وقت فراغك امضيتي يومين هنا لما رفضتي مرافقتي اليوم الم يكن افضل من الجلوس بالمنزل عليك ان تشغلي نفسك بنيتي والا انك سـ
وقفت رافعة يديها بعدم تصديق امامها وقد عجز لسانها عن الحديث لتتراجع ومازالت فيرا مستمرة بالحديث لتستدير مغادرة المكان لتتوقف فيرا وهي تتابعها قبل ان تهز راسها بيأس وعدم رضا وتعود الى ما امامها بينما غادرت جوزفين المكان سيرا على الاقدام وشعور بالقهر بملاء كيانها انها لا تصدقها تعتقد انها قد تختلق امرا كهذا هل جنت لتعتقد هذا هل تعتقد ان من السهل عليها التحدث بهذا ما بال الامر باختلاقه ابتلعت ريقها بغصة كبيرة وماذا كانت تتوقع فهي بالنهاية ابنة فرانسوا التمعت الدموع بعينيها عند ذكرها لوالدها لتنهر نفسها وتتابع سيرها بشرود لتمر بحقول القمح وقد بدا العمال بحصدها لتتأمل سنابل القمح الذهبية وهي تجمع دون رؤيتها حقا وقد جثت غمامة سوداء على صدرها وقفت عربة بجوارها مما جعلها تحدق ببابها الذي فتح واطل منه هنريك قائلا بود 
- تحتاجين الى من يقلك 
- لا اشكرك ارغب بالسير
اجابته بود ولكن الحزن الذي ملاء صوتها وبدا في ملامحها اثار فضوله فتحرك مترجلا من العربة وهو يقول لسائس 
- تستطيع المغادرة ( بدت الحيرة عليها لقوله فنظر نحوها قائلا بابتسامة وهو يشير لها لتسير ) تريدين ان تتمتعي بمفردك بالمكان ام لا ترغبين برفقتي 
- تسرني رفقتك ايها الطبيب 
اجابته وهي تسير ليسير بجوارها متأملا جانبي الطريق وقد امتلاء بالعمال الذين لا يتوقفون عن الحصد قائلا
- لن ترى مشهدا كهذا في جايدن ( ابتسمت وحركت راسها بالموافقة وهي تقول )
- كل شيء مختلف الناس المعيشة الطرقات البيوت و ...
استرسلت بالحديث مع هنريك كما لم تفعل منذُ وصولها الى ماكسويل وكان مصغي بابتسامة ويطرح عليها التساؤل تلو الاخرى دون ان يقترب من الحديث حول افراد اسرتها لتدخل من الباب الخارجي نحو المنزل وهي تقول 
- لقد وصلنا ولم اشعر بالوقت يمضي كان من الطف منك السير برفقتي الى هنا 
- لقد سرني هذا فقد كنت بحاجة ايضا لهذا السير فمؤخرا من العمل الى المنزل وقد فقد المرءُ حيويته للسير اما الان فعلي استعارت احدا عرباتكم 
- عليك الدخول لتناول كوبا من الشاي اولا فعمتي ثلما واندريا الان بالتأكيد جالسات لإحتسائه 
- يسرني ذلك 
بدت المفاجئة على وجه اندريا عند دخولها برفقت هنريك ولكن سرعان ما تداركت ذلك مخفية ما يجول بنفسها وقد زاد شعورها بعدم الراحة لجوزفين التي اخذت تسير ليلا بغرفتها ذهابا وايابا وتوترها يزداد وكلما تذكرت اقوال عمتها فيرا تكاد تصاب بالجنون لتستسلم اخيرا وتجلس في سريرها شاردة دون اي تركيز يذكر .
- جوزفين .. سترافقيني اليس كذلك ( بادرتها فيرا وهي تنهي طعامها في صباح اليوم التالي فتعلقت عينيها بها لتهم بإعادت نظرها الى طبقها الى انهما توقفتا على كارل وبرجيت اللذان ينظران اليها بنفس الوقت فسحبت نظرها عنهم لتتابع تناول طعامها وفيرا تضيف ) سأنتظرك لا تتأخري
عادت لتتابع تناول طعامها بتمهل وعينيها تنظران نحو ثيودور المنشغل بطعامه ومن ثم ثلما قبل ان تعود نحو طبقها بتفكير فان عقلها مشوش تماما وكرهها لكارل هذا يتنامى ولكن موقف فيرا منها احبطها فتعمدت المغادرة نحو غرفتها بعد انتهاء الإفطار وهي تقول لصوفي 
- اعلمي عمتي باني لن ارافقها الى المعمل
اخذت تتنقل من السرير الى المقعد الى النافذة قبل ان تجلس أخيرا مستسلمة ومحدقة بالورقة البيضاء الموضوعة على الطاولة لتتناولها وتأخذ برسم ثوب جميل متمهلة في وضع تفاصليه لتحدق أخيرا في تصميمها ويبدو الرضا على وجهها فنظرت حولها بحماس ولما لا لترسم واحد اخر ولكنها لم تجد أوراقا فارغة فتحركت نحو الباب لتغادر غرفتها وتنزل الادراج ببطء وهي ترى كارل الذي يصعد نحوها والذي ابتسم ما ان رآها فتجاهلته وتابعت نزولها وهي تخفي توترها عند اقترابها من تخطيه ليميل نحوها هامسا 
- ان رائحة عطرك لا تفارق مخيلتي وتقودني لتفكير بك دون توقف ( حدجته بنظرة متجهمة فلم تستطع تجاهله كما رغبت بينما أضاف وهي تبتعد خطوة للخلف وقد مال نحوها اكثر مستمرا ) لنلتقي الليلة فالجميع ذاهب الى زفاف انجل ماردونز سأتملص من برجيت وكذلك افعلي ولنمضي الوقت معا 
بقيت عينيها ثابتتان عليه قبل ان تحركهما ببطء لتلمحه بنظرتا شاملة وقد ظهر النفور على ملامح وجهها وتحركت متابعة نزولها دون اجابته حتى انه لا يستحق ان تجيبه ذلك المنحرف ليتابعها بعينيه وابتسامة خبيثة تداعب شفتيه .

سمحت لفيرا بإقناعها بمرافقتها لحضور حفل زفاف انجل ماردونز لعدم رغبتها بالبقاء بالمنزل بمفردها وقد يهيئ لذاك الكارل انها بقيت من اجله رغم ذلك شعرت بالندم لحضورها فها هي تقف بكامل اناقتها تحاول تجاهل كل تلك الاعين التي ترمقها لتتوقف عينيها على كارل وبرجيت التي تراقصه لتشعر بغمامة تجثو على صدرها ما ستقوله برجيت لو علمت بالعرض الذي قدمه لها بشان الليلة وعمتها كيف تعتقد انها قد تختلق امرا كهذا بخصوصه كيف تنفست بعمق واشاحت براسها بعيدا عنهم لتتجمد مقلتيها على ثيودور الذي وقف امامها ومد يده لها يدعوها لمراقصته لترمش مخرجة نفسها من مفاجئتها وفكرة سريعة تمر بعقلها بانه بالتأكيد لا يقصدها هي ولكن بدا التساؤل في عينيه لجمودها فتداركت ذلك وهي تشعر بالعيون الكثيرة التي تراقبهم لتضع يدها بتردد بيده لترافقه نحو ساحة الرقص ومازالت تعاني من المفاجئة فحاولت إخفاء ما يدور في صدرها وهي تقف امامه وتنحني قليلا في وقفتها ليقدم هو ايضا لها التحية قبل ان يعود لامساك بيدها ويده الاخرى تحيط خصرها لتتحرك برفقته ما الذي يدور في خلده يا ترى لما طلب مراقصتها تساءلت وعينيها لا تفارقان عينيه بثبات لا تشعر به بالحقيقة فكلما كان الامر يختص به كلما شعرت بتوهان تابعت خطواته برشاقة وهي مستقيمة الظهر وعينيها تصران على الثبات على عينيه محاولة سبر اعماقه ولكن تلك النظرة الجادة الباردة لم تفارق ملامحه فمحاولتها معرفة ما يجول بخلده بات بالفشل خاصة انه لم يخرج عن جموده ولم يحاول محادثتها بل اكتفى بقيادتها بمهارة وعينيه لا تفارقانها لتترك يده خصرها سامحا لها بالالتفاف قبل ان تعود نحوه من جديد لتعود لتتعلق عينيها بعينيه وتهم بسؤاله ولكن ملامحه الجادة عقدت لسانها لتبتلع ريقها وتتابع بصمت وما ان انتهت المعزوفة حتى انحنت له شاكرة وتحركت برفقته الى حيث كانت تقف ليتركها هناك ويعود بأدراجه نحو هنريك لتتابعه بنظرها ومازالت غير مدركة ما الذي جرى قبل ان تجبر نفسها على النظر الى الراقصين فاخر ما كانت تتخيله ان يطلب مراقصتها وامام الجميع 
- انا سعيدة بما الت اليه الامور 
حدقت بعمتها فيرا التي اصبحت بجوارها والرضا التام قد ملاء ملامحها والتمعت عينيها بسعادة فتساءلت  
- عما تتحدثين 
- ارى ان ثيودور كان واضحا كفاية بتصرفه حيث اعلم الجميع هنا بانك اصبحتي فردا رسمي من ال ماردونز ان هذا اعتراف رسمي منه بقبولك فردا من العائلة الستِ سعيدة بهذا 
- اولم اكن فردا من العائلة قبل هذه اللحظة 
- اننا نحاول اخفاء بعض الامور ولكن وضعك عزيزتي هنا حساس بعض الشيء ومهما حاولنا اخفاء ما يجري الا انه ليس من الصعب عليهم ادراك هذا
- و ... علي تهنئة نفسي فلقد قبل بوجودي اخيرا 
بدا التفكير على فيرا بعد قول جوزفين ذلك بعدم رضا لتقول 
- يكفي انه اظهر للجميع بانك تحت حمايته 
عادت عينيها ببطء نحوه وقد انشغل بالحديث مع هنريك لتتأملهُ بلباسة الأسود الرسمي الفاخر وذاكرتها تعود بها الى ذلك الحديث الذي سمعته صادرا من مكتبه بخصوصها وكيف لم يسمح لهم بان يقابلوها اهو يقوم بحمايتها بحق ولكن لما لا تستطيع تصديق ذلك ان كل ما فعله الان ليس الا توجيه رسالة لأفراد عائلته وافهامهم انه المسيطر على الأمور وما يرده هو ما سيحدث اخرجها من شرودها اقتراب هنريك نحوها فابتسمت له وهو يدعوها لمراقصته لتفعل برضا لتعود برفقته للوقوف بعد انتهاء الرقص وتبادل الحديث معه دون ان يفوتها تجهم اندريا التي تراقبهم من بعيد وتعمدها اشاحة وجهها عنها في طريق العودة للمنزل .

تعمدت في اليوم التالي المغادرة برفقة فيرا منذ الصباح والتي بادرتها 
- سأذهب لدار الايتام لقضاء فترة الصباح هناك ترغبين برفقتي ام اجعل جويل يوصلك للمعمل 
- لا باس سأذهب برفقتك 
اجابتها ومازالت عينها شاردة بالنافذة فأخذت فيرا تتأملها بتفكير قبل ان تقرر عدم سؤالها عما بها فهي بالتأكيد ستعلمها عن شوقها لجايدن عليها ان تتأقلم هنا اجل عليها هذا وما حدث البارحة من قبل ثيودور قد اسرها جدا وفاجئها .. انها تراهن على هذا على التزامه مع افراد اسرته .

وقف كارل مساء بجوار النافذة محدقا بشرود بالخارج ليخرجه من شروده مرور شهاب سريع بالسماء فاخرج راسه من النافذة يتابعه قبل ان ثميتوقف نظرة على الضوء الصادر من احدى النوافذ ليس الوحيد المستيقظ حتى هذا الوقت .

غادر ثيودور غرفة المكتب وقد نال منه التعب ليتوجه نحو ابريق الماء الموضوع فوق المدفأة الحجرية ليسكب لنفسه كأس ماء ليشربه قبل ان يتحرك نحو الادراج ليتابع صعوده ببطء وحيرة وقد عادت حواسه المتعبة الى العمل بشكل سريع وقد تناها له طرقا على باب احد الغرف .

نظرت بحيرة نحو باب غرفتها قبل ان تقول 
- من ... من ( وامام عدم سماعها لصوت احدا وضعت الاوراق من يدها جانبا وغادرت سريرها متجها نحو الباب وهي ترتدي روبها مستمر بحيرة ) من هناك 
امسكت مقبض الباب وفتحته لتطل خارجا لعدم وجود احد امام الباب لتنتفض وهي ترى كارل يقف مستندا على الحائط بجوار الباب وقد أسند احدى قدميه على الحائط ليحرك راسه نحوها بابتسامه قائلا
- ماذا تفعلين حتى هذه الساعة 
بدى الاستنكار بعينيها وهي تحكم يدها على مقبض الباب قائلة 
- لا شان لك ( وهمت بإغلاق الباب الى انه منعها بإمساكه لطرفه وهو يتحرك نحوه قائلا )
- لما العجلة 
- ابتعد واياك ان تجرؤ على تكرار هذا 
- اشعر بالأرق  يبدوا انك كذلك لما 
- لا ابتعد 
-  ولكن لم تسمعي ما اود محادثتك بشأنه 
- ابتعد عن الباب والا 
- الا ماذا .. ماذا ( اضاف بمتعة وعينيه تمعنان بها ) ستعلمين الجميع باني قصدت غرفتك ليلا .. من سيصدقك 
- ابتعد 
قاطعته رافضه الاصغاء اليه وهي تضع يدها على صدره لتدفعه بعيدا عن الباب لتستطيع اغلاقه الا انه اسرع بوضع يده فوق يدها قائلا بهمس 
- انت تجذبيني بشكل غريب لا استطيع ابعادك عن عقلي
- وانا اكرهك جدا ابتعد
قالت بكره وهي تسحب يدها منه بسرعة وتدفع الباب بكل قوتها لتغلقه بوجهه وتستند عليه وانفاسها تتسارع ولم تهدأ تلك الليلة التي ما ان استطاعت ان تغفو بها حتى افاقت بفزع لتجلس اخيرا في سريرها مستسلمة لا تريد النوم رفعت يدها لترفع شعرها من الامام بإنهاك وقد انتفخت عينيها عليها التخلص منه باي طريقة .

اخذت بالصباح تفكر بعدم مشاركتهم الافطار ولكن لا شخصا ككارل هذا لن يجعلها تحبس نفسها لعدم رؤيته بل عليه ان يعلم انها لا تابه لذا كانت حريصة على ان لا تفوت موعد الافطار لتجلس بجوار عمتها تتناوله بصمت قبل ان تتعلق عينيها بكارل الذي جلس بجوار برجيت والذي ابتسم مان التقت عينيه بعينيها ليخفي ابتسامته وهو يدعي مضغ الطعام فعادت نحو طبقها وهي تشعر بالاختناق دون ان يفوت ثيودور ذلك وقد تعمد مراقبت كلا منهما 
- عليكَ الحصول على بعض الراحة ( نظر نحو عمته ثلما التي قالت ذلك فأضافت باهتمام بينما قولها جذب نظر الجميع نحوه ) يبدوا انك لم تحصل على لليلة جيدة تبدوا مرهقا
- نمت ملئ جفوني 
ادعى قائلا ذلك رغم انه بعد ما سمعهُ البارحة بين جوزفين وكارل لم يقترب حتى من سريره للنوم فعلى ما يبدو انها ليست اول مرة يتصرف بها بهذا الشكل فردت فعل جوزفين البارحة اوحت له ان امرا ما كان يجري بمنزله دون ان يتنبه له تعلقت عينيه ببرجيت التي تنظر اليه باهتمام ليبتسم لها قائلا
- لستُ ممن يعانون من الارق
- ولكنك لا تتوقف عن العمل وتتأخر بالسهر حتى تنهي ما عليك لن يهرب العمل لذا عليك ان ترتاح قليلا اليس كذلك فيرا 
حثت ثلما فيرا للحديث فهزت فيرا راسها بالإيجاب قائلة
- حسنا لنحصل على اجازة حقيقة ولنذهب في نزهة اخر الاسبوع 
- هذا مشوق الى اين 
قالت اندريا بحماس بينما اسرعت برجيت بالنظر الى كارل قائلة بخيبة امل 
- الا تستطيع البقاء حتى اخر الاسبوع 
- لا علي المغادرة بعد غد ( ونظر الى ثيودور مستمرا ) علي التوجه الى ملتون لاطلاع والدي على المستجدات ثم العودة لأبقى اسبوعان اخران ارجوا ان لا اكون اثقل عليكم 
- ما الذي تقوله انتَ مرحبا بك 
اسرعت برجيت بالقول قبل ان يفعل ثيودور الذي اكتفي بتأملها هي وكارل الذي اجابها بابتسامة
- سيحضر والداي برفقتي ( ونظر نحو ثيودور مستمرا ) ارغب بان احصل على الموافقة الرسمية منكم لإعلان ارتباطنا ( وعاد نحو برجيت بمحبة بينما تعلقت عيني جوزفين به وهي تشعر بالغثيان الكاذب المنافق رغم عدم ودها لبرجيت ولكنها لا تتمنى لها التورط مع شخصا كريه ككارل رفعت منديلها ومسحت فمها وتحركت عن مقعدها وهي تقول 
- ارجوا ان تعذروني 
وغادرت المكان بينما تبعتها عيني ثيودور بتفكير قبل ان يعود نحو الحديث الدائر حول المائدة لتتعمد مرافقت فيرا الى معمل الحياكة وتقديم العون للفتيات ليمضي اليوم دون ان تشعر به ولا تعود الى المنزل الا مساء لتتناول العشاء برفقتهم والمغادرة بعدها نحو غرفتها لتحاول تجاهل ما يحدث داخل صدرها ولكنها لا تستطيع كلما شاهدت كارل برفقت برجيت تعلم ان عليها فعل شيء وعدم تجاهل هذا الامر اتعلم ثيودور سيصدقها يا ترى ام تعلم ثلما ولكن فيرا اعتقدت انها تعمدت قول ذلك لخلافها المستمر مع برجيت وقد تفكر ثلما مثلها ربما اعلام فردريك هو افضل حل جلست على المقعد خلفها باستلام لا تعلم حقا ما عليها فعله .. ايكون ثيودور بالأسفل الان ااعلمه .

خرج ثيودور من المطبخ بعد ان قام بغسل وجهه لتو عله يستيقظ جيدا فما زال امامه انهاء بعض الاوراق الازمة قبل صباح الغد وقد غلبه النعاس بما انه لم يحصل على النوم الكافي ليلة امس ليتوقف محدقا بجوزفين التي تقف امام باب غرفة المكتبة تحرك يدها نحو مقبض الباب لتفتحه ثم تبعدها بتردد وقد بدا التوتر عليها لتعود لتكرار هذا لتنزل يدها اخيرا الى جوارها وتستدير تهم بالابتعاد لتتجمد محدقة بثيودور الذي ينظر اليها لترفع يدها الى قلبها الذي اخذ يطرق بشدة وهي تقول 
- لقد افزعتني ( اقترب بخطوات متمهلة منها وهو يقول بتفكير )
- تحتاجين شيئا 
- اه لا انا .. انا .. كنتُ .. لا شيء عمتَ مساء ( اسرعت بالقول وهمت بالتحرك فقال )
- اتحتاجين الى كتابا اخر 
- اجل اجل كنت اريد هذا ولكن .. 
اضافت وهي تبتلع ريقها بتوتر وتنقل عينيها بعينيه وهي تفكر هل سيصدقها ان اعلمته ام سيتصرف كعمتها فيرا ليست قادرة على الصمت بشان كارل تساءل ثيودور من جديد باهتمام 
- ولكن ... 
- اعني اني ... اني اشعر بالنعاس الان ولم تعد لي رغبة بالقراءة عمتَ مساء
اضافت بسرعة وتخطت عنه لتصعد الادراج تابعها بنظره ليتوقف على عقدت شعرها التي انسابت من شعرها لتقع على الادراج دون ان تشعر بها وهي تسرع بالعودة الى غرفتها فتحرك نحو الادراج ليصعدها ويتناول عقدت شعرها متأملا اياها ليجلس على الدرج وهو يحدق بعقدت شعرها بتفكير وشرود مستعيدا من جديد بذاكرته احداث الليلة الماضية اكانت تنوي اعلامه هذا ما بدا عليه الامر ولكن لما لم تجرؤ رفع عينيه عما بيده محدقا امامه وأصابعه تتلمس عقدت شعرها قبل ان يتحرك صاعدا نحو غرفتها ليطرق على بابها توقفت عن السير ذهابا وايابا وهي تلوم نفسها بغضب كان عليها إعلامه اجل كان عليها هذا وامام الطرق مرة اخرى على بابها تحركت نحوه بخطوات واسعة عليها افهام كارل هذا حجمه الحقيقي فتحت الباب بغضب وهي تقول 
- اياك والعود الى هنا او الطرق على باب غرفتي والا اني سـ
ابتلعت باقي كلماتها امام وجه ثيودور الدهش والذي رفع يديه قائلا لهتافها به
- ما بك 
رمشت وهي تستعيد اتزانها ودست يدها بشعرها الذي تناثر حولها لتبعده عن وجهها الثائر الى الخلف وهي تقول بارتباك وهدوء 
- لا شيء 
- لا شيء .. انتِ واثقة ( هزت راسها بالإيجاب فأضاف ) تستقبلين الناس هكذا بالعادة 
- الذي يطرق باب غرفتي في الليل اجل افعل اهناك شيء 
بقيت عينيه ثابتتان عليها للحظة قبل ان يرفع يده لها وهو يقول 
- سقطت منكِ هذه 
توقفت عينيها على عقدت شعرها فارتخت ملامحها وهي تمد يدها لتتناولها منه قائلة 
- هناك فقدتها اذا 
توقفت عن المتابعة وهي تحاول سحبها منه ولكنه لم يفلتها مما جعلها تعود بعينيها نحو وجهه فقال 
- اترغبين بالتحدث 
- بماذا ( تساءلت فعاد لنقل عينيه بعينيها مما اربكها بينما قال ) 
- لا اشعر برغبتا بالنوم وانت مستيقظة .. انشرب الشاي 
- لا انا .. هلا تركت عقدت شعري ( قاطعت نفسها لمحاولتها سحبها من بين اصابعه دون ان تفلح فارخ أصابعه عنها لتسحبها وتجمع شعرها لتعقده بها وهي تضيف ) اشعر بالنعاس فالم احظى بليلة جيدة البارحة 
راقبها بصمت قبل ان يقول 
- تعلمين اين تجديني ان احتجتي الى التحدث مع احد فانا اطيل السهر بالعادة و دعيه كما كان فلقد كان افضل
وامام عقدها لحاجبيها دون فهم عما يتحدث به مد يده نحوها ليسحب عقدت شعرها من الخلف ليعود ليتناثر حول وجهها وامام جمودها وثبات عينيها عليه وقد فارقها قلبها لمجرد اقترابه منها بهذا الشكل اضاف دون اكتراث وهو يحرك عقدت شعرها بين اصابعه
- تملكين شعرها جميلا لا تخفيه 
وتحرك مبتعدا لتتابع ابتعاده بجمود ومازال محتفظا بعقدة شعرها بين اصابعه ما الذي يسعى اليه الان ما كان ليحدثها بهذا الطف الا ان كان هناك ما يدور في عقله كانت تفضل تجاهلها لها على هذا ولكن بعد تلك الحفلة وهناك شعورا غريب ينتابها نحوه رفعت يديها لتجمع شعرها بغيظ وتعود بأدراجها لداخل غرفتها لتتناول عقدت شعر جديدة وتعقده وهي تتمتم 
- بل هكذا افضل .

عادت بعد يوم مرهق امضته برفقت فيرا بمعمل الحياكة لتنشغل مع الفتيات وقد تعمدت فيرا تركها والمغادرة ولم تعد الا منذ ساعات قليلة لتغادرا سويتا وقد بدا الرضا التام على فيرا لمرافقتها ونشاطها بالمعمل بينما كانت قد اتخذت قرارها بإعلام ثيودور بالأمر دون تردد هذه المرة فلقد فكرت طوال النهار بترك الامر وشانه ولكنها لا تستطيع هذا قد يتهمها بانها تدعي هذا ليفعل كما فعلت فيرا ولكن في حينها تكون قد اعلمته بأمر كارل ولهم حرية التصديق ام لا وان عاد لطرق على باب غرفتها مرة اخرى ستوقظ سكان هذا المكان همست لنفسها وقد دخلت خلف فيرا التي القت التحية على ثيودور المستند على المدفأة بوقفته شاردا بكوب العصير الذي يحمله ليرد عليها باقتضاب فتابعت فيرا لتصعد للأعلى وهي تقول 
- سأصعد لارتاح فلقد كان اليوم حافل 
بينما خففت جوزفين من خطواتها وهي تراقب صعود عمتها الى ان اختفت فنظرت الى ثيودور الذي كان ينظر اليها بنفس الوقت متنبها لتصرفها لتقول بصوت منخفض وهي تتحرك باتجاهه لتصبح امامه
- اريد التحدث معك ( توقفت عن المتابعة وصوفي تطل لتصعد الادراج فرفع كوبه ليرتشف منه ومازال يتأملها فقالت وهي تحاول اخفاء توترها ) ليكن على انفراد ( وتابعت صوفي الى ان اختفت فعادت نحوه وهي تضيف ) هناك ما كان علي اعلامك به البارحة ولكني لم اكن واثقة ان كنتَ .. اعني كان علي البارحة اعلامك ولكني لم لم 
- ما الذي تعنيه بتصرفك هذا ( رفع نظره كما فعلت نحو فيرا التي قالت ذلك وهي تعود لنزول نحوهم مستمرة باستنكار لثيودور ) اعلمتني ثلما ما فعلته اليوم لما فعلت هذا 
- الا تثقين بي 
نقلت جوزفين نظرها بينهم بضيق انها تجد صعوبتنا بالحديث دون ان يقاطعوها باستمرار  
- اثق بك بالتأكيد ولكن لا اعلم لما تصرفت بهذا الشكل فلا اجد مبررا لهذا لقد جن جنون برجيت وها هي تحبس نفسها بغرفتها 
- لأنه غير مناسبا لها وما كنت لأدع الامر يستمر انها تستحق افضل من هذا 
شد قولهم حواس جوزفين التي اخذت تصغي باهتمام امام متابعت عمتها 
- ولكن ما الذي حدث لقد كان كل شيء على مايرام
- ارسلت احد رجالي منذ بعض الوقت لتأكد من بعض الامور وقد انتابني بعد الشكوك حوله خاصة اخفاءه لخسارته الفادحة في اخر عمل له وقد تسبب بخسارة والده للكثير من المال بسبب المراهنة بالإضافة لتعدد علاقاته النسائية والتي يحرص على اخفائها لذا لم يكن من السهل معرفة ذلك وهذا ما اكده الرجل الذي ارسلته لتحقق من امره  
- هل انتَ واثق مما تقول اننا نعرفه منذ وقت ولم نرى ما يشير الى سوء اخلاقه كما ان عائلته من العائلات المعروفة ( تساءلت فيرا بروية وقد هالها ما سمعت واستمرت ) لم الاحظ سوء خلقه لا يبدو كذلك هل انتَ واثق مما تقوله 
- هل علمتي عني التسرع بهذه الامور انه سيء الخلق ولا يصلح لها 
- ان كان هذا صحيحا فخير ما فعلت يا الاهي متى تدهور وضعهم بهذا الشكل سأصعد لتحدث مع برجيت علها تهدأ
- ستتقبل الامر في النهاية فلا اريد الا صالحها وكارل ليس مناسبا لها ( تحركت فيرا لتعود لصعود الادراج فتابعها قبل ان يعود بنظره نحو جوزفين التي تهم للحاقها قائلا ) ما الذي كنت تريدين اعلامي به 
- انا ( قالت وهي تدعي الاستغراب مشيرة الى نفسها فأضاف ) 
- الم تكوني بحاجة للانفراد 
- لا بد وان الامر اختلط عليك فلا اعلم عما تتحدث وما حاجتي للانفراد بك لقد فهمت الامر بشكل خاطئ ( اضافت وهي تحرك كتفيها بعدم علمها عما يتحدث به وتحركت نحو الادراج لتصعد وهي تتمتم ) لقد كان نهاري شاقا 
تابعها وهو يرفع احد حاجبيه قبل ان يعود لنظر امامه ليرفع كوبه ويرشف منه من جديد .

غفت ملئ جفونها وقد شعرت براحة كبيرة لمغادرة كارل المكان ليمضي الاسبوع بشكل سريع لم تشعر به وقد فضلت مرافقت عمتها دون ان تظهر لها اهتمامها الحقيقي او حتى حماستها بمرافقتها الى معمل الحياكة بل استمرت بالتذمر بينما استمرت فيرا بإعلامها وتشجيعها على انها ستعطيها ضعف ما اخذت هذا الشهر ان تعقلت .

- لابد وان الامر مهم والا لما طلب رؤيتنا جميعا 
اخذت جوزفين تفكر وهي تنقل نظرها بجميع افراد الاسرة الجالسين منتظرين ثيودور لتتوقف على برجيت التي لا تحدث احدا منذ مغادرت كارل الى ان وجها احد لها حديثا عادت بنظرها الى ثيودور الذي اطل من غرفة مكتبه مقتربا منهم ليعم الهدوء بينما تابعته وهو يقف امامهم قائلا 
- علينا البدء بتوزيع المؤنة 
- كنتُ على وشك تذكيرك بهذا ( قالت فيرا فأجابها )
- ما كنت لأنسى امرها سنعمل على نفس الطريقة السابقة كل واحدا يستلم حياً بماكسويل ولكن اريد احصاء عدد الاسر المحتاجة فاخر مرة قمنا بهذا كانت منذ عامان .. فردريك ستكون المسؤول عما يخرج من المخازن عمتي فيرا وثلما انتما من ستقومان بدعوة سيدات ماكسويل القادراتِ على تقديم التبرعات اندريا برجيت وجوزفين ستتوجهن برفقة العربات لتسليم المؤنة واحصاء عدد افراد الاسر
- العودة من جديد الى تلك الاحياء الفقيرة الا يستطيع غيرنا فعل هذا ..انتَ تملك من العمال الكثير وتستطيع توظيف من تريد ليفعل هذا
قالت برجيت بتذمر فأجابها 
- ان اسرتنا تفعل هذا منذ سنوات طويلة ولن نكون الجيل المتخاذل الذي سيتوقف عن هذا .. عندما نقوم بأنفسنا بتقديم المؤنة فان هذا يقربنا من سكان ماكسويل وهذا ما علينا فعله
- ويدعم موقفنا عندما يتقدم ثيودور لترشيح لراسةِ البلدة 
توقفت عينيه على عمته فيرا التي قالت ذلك بثقة قبل ان يتابع 
- اعلم ان الامر شاق ولكن علينا فعله فهناك الكثير من الاسر التي تعتمد عـ
- لا اعتقد اني سأشارك 
قاطعته جوزفين وهي تتحرك عن مقعدها وتهم بتخطيه فأمساك ذراعها مانعا اياها من تخطيه وهو يستمر 
- تعتمد علينا وهي تنتظر هذه البادرة منا ( توقفت محدقة به وهو يتابع حديثه قبل ان تنظر نحو ذراعها التي يحيطها بأصابعه ) لذا ليس علينا التذمر من الامر ففي النهاية نحن نتحمل جزء من المسؤولية كعائلة مقتدرة في ماكسويل لن نخذل سكانها ذو الدخل المحدود والذين ينتظرون مبادرتنا هذه كل عام 
- هل بدأت الانتخابات بماكسويل 
قالت ساخرة منه فتجاهل قولها واشتدت اصابعه على ذراعها وهو يشعر بها تهم بالتحرك فقال فردريك وهو يقف 
- سأقصد المخازن لتفقد ما تحويه استعدادا للغد اذا 
- لما لا اساعد فردريك بالمخازن لا امانع ( اسرعت بالقول له فتعلقت عينيه بها قائلا )
- لا تستطيعين الجلوس عاقلة اليس كذلك 
سحبت عينيها عنه نحو عمتها فيرا قائلة باستنجاد 
- عمتي اجعليه يدعني وشأني ارجوك ( تحركت فيرا وهي تقول )
- انتِ من لا يصغي .. سأتوجه الى البلدة لاجتمع مع سيدات ماكسويل اترافقيني
- اجل اجل افعل 
اسرعت بالقول لعمتها وهي تضع يدها الاخرى فوق يده محاولة تخليص نفسها فنظرت اليها فيرا قائلا 
- كنتُ اعنى ثلما وليس انتِ
تحركت ثلما لترافق فيرا وفردريك فعادت بنظرها اليه قائلة دون ان يفتها اخفاء برجيت واندريا استمتاعهما بما يجري 
- ماذا الان ( اشار برأسه لها نحو المقاعد قائلا وعينيه لا تفارقانها )
- ستجلسين وتستمعين بهدوء لما اريد قوله .. استفعلين 
-  وهل املكُ خيارا اخر 
- فتاة عاقلة اخيرا ( قال وهو يترك ذراعها فتحركت بتذمر لترتمي على المقعد واضعتا قدما فوق الاخرى وعاقدة يديها ومحدقة به بتجهم وهو يقول ) كل واحدة منكم ستستلم حي سترافقها عربة مليئة بكل ما قد تحتاج اليه الاسرة من قمح وحبوب واقمشة ونقود وما الى ذلك ستقدم لكل اسرة ما يكفيها وخلال ذلك ستقومن بتعبئة اسماء العائلات وعدد افرادها ومن يعمل منهم واعمارهم جميعا حتى نستطيع احصاء عدد المسنين والاطفال بالإضافة لأوضاعهم الصحية وامراضهم حتى نستطيع ان نؤمن الازم لهم في السنوات المقبلة
- سنبدأ في صباح الغد اذا
تساءلت اندريا فهز راسه لها بالإيجاب قبل ان ينظر الى جوزفين التي رفعت يدها له فقال
- الديكي اي سؤال  
- هل انا مجبرة على فعل هذا 
- تعتقدين نفسك افضل منا ( اسرعت برجيت بالقول وهي تحدق بها مستمرة ) في كل عام نشارك بهذا 
- أهذا يعني اني مجبرتنا على المشاركة ( اجابتها دون رضا وعادت نحو ثيودور قائلة ) احقا علي هذا 
- ينتهي اسمك بال ماردونز 
- اجل ( اجابته بتجهم فقال )
- اذا فعليك المشاركة والان اين وصلنا 
- رغم انتهاء اسمي بال ماردونز ولكني ابنة فرانسوا ابنت عمك الذي تكرهه والذي يعد عارا على هذه العائلة هل نسيت الامر انتَ لا تريد مساعدتي حقا ( حدجها بنظرة جعلتها تبتلع ريقها ولكنها لا لن تستسلم لذا عادت لتضيف بلطف ) استطيع الانسحاب اليس كذلك 
- انتِ تجلسين في منزلنا وتأكلين من طعامنا 
- رغما عني اقنع عمتي فيرا بان تتركني وشأني ولن اعترض 
نقل عينيه الثابتتان عنها ببطء وقد شعرت بغضبه رغم انه اخفاه متجاهلا كل ما قالته ومتابعا من حيث توقف
- علينا الانتهاء من الامر خلال يوما واحد ومساء تسلموني الاحصاءات لذا في السادسة من صباح الغد نتناول الافطار لأننا سننطلق بعدها 
- اتشارك بهذا ( تساءلت جوزفين باهتمام فضاقت عينيه بها قائلا )
- لا اجلس على عرشي مكتفيا بإعطاء التوجيهات 
اخذت كل من برجيت واندريا بالضحك بينما رفعت جوزفين حاجبيها قائلة ببطء
- هذا ما توقعته .. اهناك المزيد ام استطيع المغادرة 
- بل غادري أرجوكِ افعلي ولتكوني جاهزة غدا صباحا للانطلاق برفقت الفتيات ( اجابها بغيظ فتحركت متوجها نحو الادراج وهو يضيف لشقيقتيه التين تضحكان ) لا اعتقد انها بالغباء الذي تحاول اظهاره . 

بقيت تحدق في طبق الطعام في صباح اليوم التالي دون استطاعتها تذوق شيء منه مما جعل فيرا تقول 
- تناولن طعامكن سريعا فسننطلق بعد قليل 
- انها السادسة صباحا ( تمتمت بتذمر فقال فردريك ) 
- لن تستطيعي المتابعة ان لم تتناولي طعامك 
نظرت الى فردريك ثم الى برجيت وفيرا التين تجلسا بجواره ومن ثم ثيودور واندريا وثلما لا احد منهم يبدوا نشيطا وجميعهم يتناولون طعامهم بروية حسنا ليسوا افضل منها ولكن أيا منهم لا يتذمر اجبرت نفسها على تناول القليل من الطعام قبل ان يتحركوا مغادرين نحو المخازن ليقوم العمال بتحميل العربات لتجلس برجيت بجوار السائق قائلة 
- سأغادر اولا علي انتهي اولا ( غادرت بعدها اندريا لتنطلق العربة بها مبتعدة )
- العربة جاهزة انستي 
نظرت نحو العامل الذي قال ذلك وهو يقف بجوارها فتحركت برفقته للصعود بجواره لينطلق بها فنظرت خلفها متأملة حمولة العربة التي قد مُلئت وهي تقول 
- كم منزلا سنقصد
- سبعة عشر منزلا
- ماذا ( اسرعت بالنظر اليه فأضاف ) 
- يسكن الحي الذي سنقصده عشر اسر يحتاجون الى المساعدات الدائمة والسبعة الباقون علينا احصاءهم لتأكد من امرهم وتقديم المساعدة لهم ان لزم الامر 
عادت براسها ببطء الى الطريق امامها اذا فيومها سيكون طويلا طويلا جدا .

بدأت العربة تدخل الى طريق وعرة واخذت المنازل الرثة تظهر لها ليتوقف قرب اول منزل لتترجل من العربة محدقة بالمنزل ذا الاخشاب المهترئة قبل ان تخطو نحوه وتطرق على بابه والعامل يبدأ بإنزال كيسا من القمح من العربة ليقترب منها وامرأة مسنه تفتح لهما الباب بحيره قبل ان يشرق وجهها وهي تلمح العامل فابتعدت من امام الباب سامحتا له بالدخول فتبعه جوزفين وهي تقول 
- ارجوا اننا لم نوقظك 
- تفضلا نفضلا لا اننا نستيقظ باكرا فالقد غادر ابني لتو متجها لعمله لقد اعددت الشاي 
اضافت السيدة وهي تسرع لسكب كوبين من الشاي بينما انشغل العامل بنقل بعض المون للداخل فجلست على المقعد الخشبي بجوار طاولة صغيرة لتخرج من حقيبتها ورقة وعلبة الحبر والقلم لتأخذ بسؤال السيدة عن اسمها وعدد افراد عائلتها ومن يعمل منهم وما ان انتهت حتى شكرت السيدة وغادرت لتتوقف عينيها على الخيل التي تقترب منهم ليترجل ثيودور عنها متسائلا وهو يقترب منها 
- هل تتدبرين امرك 
- اجل .. اكنت تشك باني لن افعل 
اجابته وهو يتناول من يدها الورقة التي عبأتها متأملا ما تحويه قبل ان ينظر اليها قائلا 
- لا باس بك 
واعاد الورقة اليها وهو يتخطى عنها مما جعلها تتابعه وهي تقول 
- عليك ان تكون شاكرا
تجاهلها متأملا المنزل قبل ان يعود بأدراجه نحو مات قائلا
- المنزل لن يصمد في فصل الشتاء فالترسل بالغد من يقوم بإصلاحه وكذلك افعل بالباقي ( ونظر نحو جوزفين التي صعدت العربة مستمرا لها ) فالتكوني حريصة بتسجيل الاعداد لان اي خطاء سيكلف الاسرة 
تجاهلته وانشغلت بإعادة الورقة الى حقيبتها وعند انتهائها نظرت نحوه فوجدته يحدق بها فقالت بعدم اكتراث 
- انتَ مدينون لي 
واشاحت براسها بتعالي الى الجهة المقابلة فظهرت على اطراف شفتيه ابتسامة ساخرة لن يضره القليل من الصبر فعاد نحو مات محدثا اياه قبل ان يغادر .

تنفست الصعداء عند توقف العربة امام المنزل وقد غابت الشمس لتترجل منها شاكرة مات لتدخل بإنهاك محدقة باندريا وبرجيت وعمتيها لتقول بدهشة 
- هل انا اخر الواصلين 
- هذا ما يبدوا علية الامر 
اجابتها برجيت التي ارتمت على المقعد بإنهاك فقالت فيرا 
- هل انهيتي جميع الحي 
- اجل ( اجابتها وهي ترتمي بقرب اندريا مستمرة ) الامر منهك 
- انه كذلك ولكن ان لم نفعل نحنا هذا ونحن مقتدرون من سيفعل من سينظر الى تلك الاسر
اجابتها فيرا 
هزت راسها لها بالإيجاب وهي تقول 
- الامر كارثي عند بعضهم فلا يوجد معيل نهائيا 
- بالإضافة الى المرضى ( قالت اندريا ) هناك حالات لا تقصد الطبيب رغم حاجتها الماسة لذلك ربما علي اعلام هنريك بأمرهم 
- لتفعلي 
حدقن بثيودور الذي قال ذلك وقد دخل دون ان يشعرن به وخلفه فردريك الذي اسرع بالارتماء على المقعد المجاور لجوزفين وهو يقول 
- لقد انتهينا اخيرا ( اطلت صوفي لتقول )
- سيكون العشاء جاهزا بعد نصف ساعة ( تحركت فيرا لتقف وهي تقول )
- هيا احصلوا على حماما سريع لتستعيدوا نشاطكم 
تبعتها ثلما وقبل ان تهم الفتيات بالتحرك بادرهم ثيودور وهو يتوجه نحو المكتبة
- لتسلمني كلا منكم اوراقها قبل ذلك
- بعد العشاء ثيودور 
قالت اندريا بتذمر فهز راسه لها بالنفي وهو يفتح الباب مشيرا لهم بالدخول وهو يقول 
- بل الان لننتهي من الامر 
تحركت برجيت فتبعتها جوزفين واندريا بينما غادر فردريك الى الاعلى , وضعت برجيت اوراقها على مكتبه وكذلك فعلت جوزفين وتبعتها اندريا فهمت جوزفين بالمغادرة وهي تقول 
- اعتقد اننا انتهينا الان
- لا انتظري قليلا ( نظرت نحوه ثم بشقيقتيه التين قد جلستا لتقول )
- ماذا الان ( استند على مكتبه متناولا اوراق برجيت وهو يقول )
- انتم من تستطيعوا اعلامي بما قد رأيتم 
- الا ينتظر الامر الى الغد ففي الوقت الحاضر لا اذكر شيئا 
قالت برجيت بتذمر فاستدار في وقفته معطي ظهره لهن وهو يعيد اوراق برجيت ويتناول أوراق جوزفين ليضيف لها احد الاوراق الموضوعة تحت الملف الموجود على المكتب دون ان يتنبه له احد قبل ان يعود نحوهم قائلا لها وهو يتأمل اوراقها
- هل كنتِ دقيقة بتسجيل الاعداد 
- اجل ( قالت بتذمر فأضافت برجيت  ) 
- بحق اننا منهكات الا يؤجل الامر الى الغد 
نقل نظرة بينهم قبل ان يهز راسة بالإيجاب قائلا 
- ليكن للغد ( اسرعت برجيت واندريا بالنهوض بارتياح فأضاف ) لكن فلتوقعن هنا حتى لا يحصل ما حصل العام الماضي فكل منكم مسؤولة عن المعلومات التي قدمتها لي فلتضع كلا منكم امضاءها على اوراقها لاستطيع التميز بينها في المستقبل دون ان تنكر أيا منكما انها لها
- لستَ جادا
اسرعت اندريا بالقول بينما تمعنت جوزفين النظر به وهي تقول 
- اعليك ان تكون جادا بكل شيء انها مجرد معلومات عن اسر تحتاج الى المساعدة ما الضرر ان حصل خطء
- تركنا في العام الماضي اسرة توفي احد افرادها بسبب اهمالنا لها وكلاً منكما ( ونظر الى اندريا وبرجيت مستمرا باتهام ) انكرت انه كان من واجبها متابعة حالة تلك الاسرةِ واخذت كل منكما تلقي الوم على الاخرى وتنكر ان هذا خطؤها او حتى اوراقها لذا فلتتحمل كلن منكم مسؤولية المعلومات التي تقدمها فهناك ارواحا على المحك هنا 
- اهو مجنون 
تمتمت جوزفين فقالت برجيت بتذمر وهي تقترب منه 
- فليكن وماذا ستفعل ان حصل خطء ستدخلني السجن 
قالت واخذت تضع امضائها على الورقة تلوا الاخرى وهو يقوم بفتح الحافة السفلى للورقة تلوا لأخرى لها حتى تنتهي فقال وهي تبتعد 
- عليكن تعلم الحرص وتحمل المسؤولية 
اقتربت اندريا منه ليفتح لها الورقة تلوا الاخرى كما فعل لبرجيت لتنتهي وهي تقول بتذمر 
- انتَ تحتاج الى الراحة فكثرت العمل قد اضر بك 
وابتعدت لتغادر فاقتربت جوزفين منه لتضع امضائها هي الاخرى على الورقة تلوا الاخرى وهو يفتحها لها قائلا 
- ستشاركيننا بهذا العام القادم 
- انتَ تحلم 
- مازال امامكِ الكثير من الوقت
- ومن قال اني سأكون هنا ( اجابته وقد انهت اخر ورقة ورفعت نظرها اليه قائلة بتأكيد ) ومن الان اعلمك اني لن افعل العام القادم في حال كنت مازلتُ هنا رغم يقيني ان ذلك مستحيل 
وتحركت متخطية عنه مغادرة راقب الباب الذي اغلق بخروجها لتلتمع عينيه وتظهر ابتسامة انتصار على شفتيه وهو يتناول اوراقها عن المكتب ليسحب الورقة التي دسها بينهم برضا لقد كان الامر اسهل بكثير مما يتخيل ها هو قد حصل على تنازلها عن كل ما كان والدها يملكه هنا لن تستطيع المطالبة بشيء لا شيء قام بطي الورقة ببطء ورضا تام ان اعتقدت فيرا انها تستطيع فرض الامور عليه فهي مخطئة تماما .

- من 
تساءلت جوزفين وهي تقوم بإغلاق باب خزانتها لتحدق بالباب الذي فتح واطلت منه اندريا لتدخل قائلة
- هل انتِ متفرغة 
- اجل عدتُ منذ قليل .. كنت اتنزه عند البحيرة 
اجابتها بحيرة وهي تتابعها تتنقل بغرفتها لتقول بروية وهي تتأمل الغرفة 
- الن ترافقي عمتي اليوم 
- اعلمتها اني سأتبعها الى معمل الحياكة وهذا ما افعله مؤخرا كما تعلمين ( وابتسمت وهي تتابع ) ولكن مساء البارحة رافقتها لشرب الشاي برفقت صديقاتها وحقا هن اكبر مني سنن ويستمرون بطرح الكثير من الاسئلة الفضولية وهم ينون الحضور الى المعمل اليوم لذا افكر بقضاء هذا اليوم دون اي التزامات وانتِ
- لقد دُعينا لحضور مسرح مساء
- دُعينا أهذا .. يشملني انا ايضا ( تسائلة فهزت اندريا راسها بالإيجاب قائلة )
- اجل دعانا هنريك انا وانت وبرجيت ولكنها لا ترغب وسترافقنا الين ايضا .. ستذهبين اذا 
- ولما لا ( اجابتها بتفكير )
- اعتقدتُ انك ربما لن تفعلي واعلمته انك قد لا ترغبين بهذا 
- تفويت حضور مسرحا هنا في ماكسويل تصرفا غبيا فلا يوجد الكثير من الأماكن التي قد يقصدها المرء .. ما كنت لأفوته حضوره متى سنذهب 
بدى عدم الرضا على اندريا التي اجابتها وهي تغادر
- عند الغروب
تابعتها وهي تغلق الباب خلفها لتبتسم ان غيرتها على هنريك لا توصف . 

اسعدها التوجه الى مسرح البلدة لكسر روتين الحياة التي تقضيها هنا لتجلس وبجوارها الين ثم اندريا ثم هنريك لتضحك بمتعة على العرض القائم امامهم وقد اخذت فرقة مسرحية توئدي ادوارا مضحكة
- كان علينا دعوة ثيودور 
شد انتباها الحديث الهامس بين الين واندريا رغم محاولتها الا تصغي اليهم الى انها لم تفلح واندريا تجيبها 
- انه منشغلا جدا لم يكن ليحضر 
- رأيته البارحة برفقة أرينا في نادي الخيول هل .. امورهما على مايرام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق