انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 6 سبتمبر 2019

آل ماردونز 8

- انتَ لا تدرك اذا ما معنا دعني وشأني لا تفعل انت تحشر انفك بكل شيء 
- عندما تتخطين حدودك افعل اجل معك ومع اي فردا اخر من العائلة اترين ان زيارتك لال شادون بعد كل التنبيهات حول هذا الامر امرا مقبول لا ليس مقبول وستعاقبين عليه ولن اتنازل عن هذا حتى تعلمي حدودك هنا فالأمر ليس بتلك السهولة التي تعتقدينها 
تمعنت النظر به قبل ان تحرك يدها مشيرة نحو الباب وهي تقول 
- غادر غرفتي على الفور 
- ان استطعتِ اخراجي فافعلي لأني لن اخرج اليوم والا قد حصلت على ما اريد 
- تبا تبا تبا 
- من غير اللائق ان تتلفظ فتاة بهذه الالفاظ الم يعلمك والداكِ هذا 
فتحت فمها وقد ملاء بالكلمات وعينيها لا تفارقان عينيه فعادت لتغلقه طالبة من نفسها التعقل لتقول مشددة على كلماتها التي اخرجتها ببطء 
- اذا ابقى جالسا هنا وتحدث مع نفسك 
وعادت لتستلقي وهو تضع الغطاء عليها وتعود لنظر الى الخزانة مشيحة عنه فتأمل ظهرها وعينيه تضيقان بها ولكن لا لن يستسلم ليكن نظر حوله ليمد يده نحو الكتاب الموضوع على الطاولة بجوار الطعام ليفتحه مما جعلها تصغي لسماعها صفحات الكتاب الذي اخذ يتصفحه والغيظ يأكلها منه لتمر الدقيقة تلو الاخرى كأنها دهر فتحركت جالسة في مكانها محدقة به لتراه منشغلا بالكتاب الذي بحجره حرك عينيه عن الكتاب نحوها فعقدت يديها والتجهم يملأ ملامحها لتلاقي عينيه بثبات فعاد بهدوء نحو الكتاب ليتابع قراءته ابتلعت ريقها بغيظ عميق انها ترغب برمي هذا الراس بكل ما تطاله يديها هدئ من روعك جوزفين تعقلي تعقلي لا تدعيه يفقدك صوابك لا تفعلي اخذت تتمتم لنفسها وقد فاض بها الامر 
- سيطول امر بقائك هنا 
- الى ان تتناولِ عشاءك وتعلميني ما الذي اراده ال شادون منك 
اجابها دون ان تغادر عينيه الكتاب فقالت وهي تشدد على كلماتها 
- الان احتاج الى بعض الخصوصية بغرفتي انا بحاجة الى بعض الخصوصية ( عادت لتكرر بإصرار فنظر اليها فتابعت كاذبة ) احتاج الى استعمال ( واشارة بعينيها نحو باب الحمام بغرفتها فعقد حاجبيه معا وعاد نحو الكتاب مما جعلها تهتف ) قلت اني احتاج الى 
- ومن يمنعك 
- انت فانا بالتأكيد لن لن هيا غادر ( عاد للنظر اليها بابتسامة ساخرة وهو يقول )
- تناولي عشاءك واعلميني لما ارسلوا خلفك الى حينها لن ابرح مكاني
اخذت وجنتيها بالاحمرار وقد ضاق صدرها منه ولكن لن تستسلم لن تفعل ابعدت الغطاء وتحركت عن سريرها ليراقبها وهي تتخطى عنه قبل ان يسرع بالتحرك نحوها وهو يترك الكتاب الذي يحمله يقع ارضا ليسرع بسندها قبل ان تقع ارضا وقد ترنحت في سيرها فنظرت اليه بوهن وهي ترفع يدها نحو جبينها بتوهان لفقدها قوتها بشكل مفاجىء بينما قال
- هذه نتيجة جلوسك دون طعام ( رغبتها الكبيرة في اجابته تلاشت تماما وكل ما يهمها الان استعادة توازنها ) تستطيعين السير
هزت راسها له بالايجاب وقد بدات حبات من العرق تظهر على جبينها فتحرك بها نحو السرير وهو يسندها بذراعيه لتجلس على السرير وهي تتنفس بعمق ومان شعرت بنفسها افضل حتى تراجعت في جلستها مسندة ظهرها بالوسادة خلفها لترفع يدها تتلمس جبينها الذي شعرته باردا وهي تغمض عينيها لتنتفض وقد وضع صينية الطعام في حجرها قائلا وعينيها تحدقان به
- تعقلي 
نظرت الى الطعام بكره ترغب بقذفه بعيدا ولكن الضعف الذي شعرت به بجسدها جعلها تبعد هذه الفكرة لتحرك يدها بروية لتتناول ملعقتها وتبدأ بتناول ما بالأطباق دون ان تفارق عينيها ما امامها لتبتلع طعامها بروية والرؤية تتشوش امامها لتجمع الدموع بعينيها تابعت تناول طعامها بصعوبة بينما لم تفارقها عيني ثيودور الذي عاد للجلوس دون ان يفته احتقان وجهها والدموع التي تلتمع بعينيها ليقول بعض لحظة صمت
- ما كان عليك ايصال الامر الى هنا .. ان كنت تريدين مني تفهم وضعك واختلاف الحياة هنا وعدم اندماجك الى الان عليك بالمقابل ان تضعي بالحسبان انك قدمت للانضمام الى عائلة لديها عاداتها وتقاليدها بالإضافة لقوانينها التي وضعت لما هو في صالح افراد هذه العائلة ومنها ان لا نتصل باي فرد من ال شادون ولقد حذرتك من قبل واعلمتك اني لن اتغاضى عنه ان تكرر وما كانت النتيجة انك قبلتي دعوتهم وذهبتي لرؤيتهم دون اكتراث
- كان صديقا لوالدي لذا مازلت لا ارى بزيارتي لهم اي مشكلة
- والدك اجل والدك والدو شادون هم سبب ما نحن به الان عندما قام والدك بتنازل عن قطعة الارض المجاورة لآل شادون لم يفكر كثيرا بتبعيات تصرفه كان انانيا بحيث لم يفكر سوى بنفسه 
- انت تتحدث عن والدي هنا ولو كان والدك متفهما لما وصل الامر الى هنا اليس كذلك فلا تضع الوم على والدي وتعتبر والدك الضحية هنا فالعكس هو الصحيح
تأملها للاحظة بعد قولها ليعود للقول
- ما الذي ارادوه منك 
- لا شيء لاشيء فقط رؤيتي يرغب بالتعرف على ابنة صديقه القديم فقط
- وعلي تصديق هذا 
- ليست مشكلتي صدقت ام لا فانا بنهاية لم اعلم بوجودكم الا حديثا فوالدي لم يكن يتحدث عنكم او عن ماضيه لذا لن يحصل ايا منكم كال ماردونز او شادون مني على شيئ مفيد 
اخذ يتأملها دون اقتناع فتابعت تناول طعامها وبقيت عينيه تتابعانها بتفكير قبل ان يقول 
- ما الذي تريدينه حقا لما تتصرفين بهذا الشكل فانت لا يهمك ال شادون بشيء لذا لم تكوني مضظرتا لقبول دعوتهم
- اتعلم ما اريده .. اريد مغادرة ماكسويل باي شكل لا اريد البقاء هنا هذا ما اريده ولا اكترث لاي امرا اخر 
- نحن متفقان على امرا ما هنا ( نظرت اليه لقوله فأضاف ) لنعقد اتفاقا انتِ لا تريدين البقاء هنا سأساعدك لتغادري أهذا يناسبك 
- تساعدني و ... كيف ستفعل هذا استقنع عمتي فيرا بتركي وشاني
- لا لا فائدة من هذا كما تعلمين
- اذا 
- ما الذي يمنعك من المغادرة دون رضاها 
- انها تتحكم بجميع اموالي ولن تعطيني اياها قبل اتمامي الواحد والعشرين وانتَ ترى عنادها لن تتنازل عن هذا 
- اذا عليكِ اقناعها 
- اقناعها .. كيف 
- كل ماتريده هو ان تراكي تستطيعن تحمل مسؤولية نفسك وانكِ تستطيعين مجابهت الحياة بعد وفاة والدك
- لا افهم الى ما ترمي اليه فانا كذلك من قبل وفاته  
- هذا ما لا تدركه هي لذا ان استطعتِ اقناعها بانك تقبلتِ وضعك هنا بدايتا وانك اصبحتِ تنتمين الى ماكسويل بشكلا ما ويهمك افراد عائلتك وانكِ شخص مسؤول لن تبقى على عنادها فانا اعرفها جيدا وستسمح لك بالمغادرة ان شعرت بانكِ لن تترددي بالعودة الى هنا فكل ما تسعى اليه هو ان تنضمي الى عائلتك وان تتعرفي عليهم وتصبحين فردا من افراد العائلة باقتناع تلجأين اليهم متى احتجتي اليهم هذا كل ماتريده فلا تريد ان تبقي بمفردك دون سند لك 
بدا التفكير عليها لما يقوله لتقول بتروي وقد شدها بحديثة للإصغاء اليه بتركيز
- وكم يحتاج الامر حتى تقتنع بهذا قد يمر العام دون ان تفعل 
- اعتقد انكِ قادرة على اقناعها بهذا قبل مرور العام
- ان ثقتك بي تفاجئني 
- اعلم مدى رغبتك بالعودة لجايدن 
- رغبتكَ شديدة بالتخلص مني 
- لم يعد الامر يشكل فرقا بالنسبة لي فلستِ اول فرد يحضر للإقامة معنا ولكن اراكي تتخبطين وتتعمدين ازعاج الاخرين واعلم انك لن تستسلمي بسهولة 
- وان فعلت كل هذا ولم تقتنع عمتي فيرا 
- سامد يد العون لك وسأقنعها 
- لم تستطع من قبل اقناعها 
- الامر مختلف ان كانت على قناعة انك تشعرين بالراحة هنا انها متقدمة بالعمر ووجدت ابنة شقيقها الذي .. كانت بشوق لرؤيته على ما يبدوا رغم عدم افصاحها بذلك من قبل والذي قام بالطلب منها الاعتناء بابنته لا شيء لا شيء ابدا سيقنعها بتركك وشأنك الا انتِ انت فقط وذلك بجعلها سعيدة برؤيتك تعيشين حياتك براحة انها تسعى الان لجعلك تغرمين باي شاب بماكسويل على ذلك يجعلك تشعرين بالراحة هنا 
حدقت به وهي تقول 
- انها جادة اذا بأمر روبرت 
- جادة جدا وان لم يرق لك ستجد غيره لن تتوقف  
- وما المطلوب مني عمله ان اتقبل هذا برحابة صدر لترى اني اشعر بالسعادة هنا 
- لا ولكن بإمكانك ان تريها انك بدأتي بالتأقلم وتقبل الوضع هنا وان جايدن ليس كل ما تفكرين به هل فعل هذا صعب
- .. لا 
- اعلم انك قادرة على اقناعها بانك تستطيعين ادارة امور حياتك دون مساعدتها  
مضغط لقمتها ببطء وهي تحدق به مضيفة 
- هل ستعيد البيانو الى مكانه ان فعلت هذا
- هذا الذي هو 
- محاولة اقناع عمتي اني قدر المسؤولية واستطيع الاعتناء بنفسي رغم اني استطيع ذلك ولكن علي اقناعها بهذا رباه
- ورؤيتك لآل شادون من جديد 
- .. حسنا .. لن اكررها بما انها لا تروق لها
- نحن متفقان اذا ( قال برضا وعينيها معلقتين به بتفكير عميق قبل ان تهز راسها موافقة فتحرك واقفا ومستمرا وقد رفعت راسها نحوه وهو يضيف ) اريد ان اثق بك فهل استطيع هذا 
- لما لا بما .. انك ستقدم يد العون لي ولكن ان اخلفت وعدك وانكرت هذا الامر كما فعلت بأمر حضورك ثملا فلا لن التزم امامك بشيء 
ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يقول 
- سرعان ما طعنتني بظهري وانا الذي اعتقدت انك تكتمين سرا ( تجاهلت قوله متعمدة وهي تعود لتناول لقمة اخرى فأضاف ) سأعلم عمتي بالأسفل انك لن تعاودي الاتصال بال شادون هل نحن متفقان اريد ان تأكدي لي هذا ( هزت راسها له بالإيجاب من جديد فأضاف ) ولن اعيد البيانو الى مكانه فمازال صوت الكوارث التي احدثتها يتردد في عقلي للان 
- لكنك ستدع باب الغرفة مفتوح
- وسأدع باب الغرفة مفتوح
- اذا اجل نحن متفقان ( هز راسه برضا وتحرك نحو الباب قائلا )
- عمتي مساء انستي وارجوا ان تذكري صباحا اتفاقنا هذا ولا يمحو ما قلناه بمجرد نومك 
- لا تقلق ولكن احذرك ان لم توفي بوعدك لي لن التزم امامك بشئ 
- ليكن .. عمتي مساء 
تابعته وهو يغادر لتتابع مضغ لقمتها وعينيها معلقتين بالباب الذي غادر منه ان رغبته بمغادرتها تفوق رغبتها منذ لحظات كانت تشعر ان الامور لا حل لها والان فقد ببضع لحظات اختلف الامر انه على حق بأمر عمتها عليها اقناعها انها تستطيع تدبر امورها وحينها قد تتركها وشانها وقد .. لا تفعل اه رباه لا يجب ان تفعل .

تعلقت عيني ثيودور في صباح اليوم التالي بمقعدها الفارغ وهم يتناولون الطعام فقالت ثلما موجها حديثها لفيرا
- لما لم تنضم الينا جوزفين الم تكوني برفقتها صباحا ام انها مازالت على عنادها ( وتابعت لثيودور ) الم تقل انها وعدتكَ بعدم تكرار هذا وانها اصبحت تدرك كيف تسير الامور هنا 
هز راسه هزت خفيفة محدقا بفيرا بتفكير فقالت
- عرجتُ عليها صباحا وتحدثنا قليلا وجعلت صوفي ترسل لها الافطار باكر فقد بدت لي انها انحل من قبل 
- لا تدللينها ( قالت ثلما بعدم رضا ) 
- لقد بدأت اشكُ انك تفضليها علينا اتصدقون هذا 
قالت برجيت بعدم رضا فأجابتها فيرا
- توقفي عن التذمر الفتاة فقدت والدها حديثا وقُلبت حياتها راسا على عقب قد لا اعترف لها اني ادرك ما تعانيه ولكني اعلم انها تمر بظروف صعبه وهذا الامر يحتاج الى وقت لتتخطاه والصبر منا ( ونظرت نحو ثيودور مستمرة ) لقد احترمت رغبتك بعدم محادثتها في اليومين الماضيان وارى انكَ استطعت اقناعها فكيف فعلت هذا 
- تحدثت معها انها عنيدة جدا ولكن في النهاية ابدت اقتناعها بما تحدثت به اجل فعلت ولكن هل هي صادقه لا اعلم فلقد حذرتُها من قبل من ال شادون وما النتيجة انها ذهبت لزيارتهم دون اكتراث لاسم عائلتها انت تثقين بها اما انا لا لا استطيع
- لم تنشئ بيننا لذا لا اعتقد انها تهتم حقا باسم عائلتها ( قالت اندريا واستمرت وهي تحدق بثلما وفيرا ) قبل ان انسى اعلمتني ايلين انها ستحضر وهنريك ووالديها لقضاء الأمسية هنا لذا لدينا ضيوف هذا المساء
حركت فيرا راسها لها بالإيجاب والتفكير بديا عليها بينما تساءلت ثلما وهي تراه ينهي طعامه ويهم بالتحرك 
- على ماذا اثمر الاجتماع مع الرجال اول امس 
- على ان يقدم البرتش نفسه باسم عائلتنا وسندعمه جميعا .. على المغادرة الان وداعا 
اجابها وتحرك مغادرا لتتعلق اعينهم بفيرا التي قالت لنظراتهم 
- لقد اعلمني الى ما الا اليه الاجتماع في نفس اليوم ولم يفتني تعمده ان يجمع رجال العائلة في النادي لمناقشتهم حول هذا الامر لقد ابعدني بمهارة عن طريقه وكأني اسعى لغير مصلحته ومصلحة هذه العائلة 
- يهمه رايكِ بالتأكيد ولكن عمتي انت تكثرين بالضغط عليه 
قالت اندريا فأضافت برجيت 
- ان عمله كثير ويجهد نفسه اعلمني ان بعد بضع سنوات قد يقدم نفسه لذلك المنصب اما الان فهو غير متفرغا له 
- حسنا كما يريد ( قالت بخيبة امل لتعود للإضافة ) سادعوا ال ميغل لقضاء الأمسية هنا ايضا ( وعادت لتناول طعامها وامام العيون التي بقيت ثابتة عليها اضافت بتأكيد ) ان كنتُ لم انجح بجعله يقدم نفسه لراسة بلدية ماكسويل فسأنجح بجعله يرتبط ممن تناسبهُ وستكون عونن له بالمستقبل فعليه البداء بتكوين اسرة لم يعد صغيرا 
- ان إرينا تناسبه جدا هل تعلم ايا منكما ان كان مهتما بأمرها بشكل جدي 
قالت ثلما متسائلة وهي تحدق باندريا وبرجيت فحركت اندريا كتفيها بعدم علمها بينما قالت برجيت 
- انتِ تعلمين ان ثيودور لا يسمح لاحد بتدخل بحياته الشخصية
- لكني سمعت انه يمضى بعض الوقت برفقتها بنادي الخيول  
تبادلت برجيت واندريا النظرات من جديد قبل ان تعود برجيت للقول 
- لا علم لي بهذا الامر .

جلست امام المرأة ترتدي حلقها الماسي الامع لتعود لتفقد شعرها الذي رفعته قليلا من الامام وتركته يهدل بحرية على ظهرها لتتناول مساحيق التجميل وتضع القليل منها قبل ان تقف محدقة بثوبها ذا القبة الواسعة والذي اظهر القليل من كتفيها لتبتسم برضا وهي تتأمل نفسها بالمرأة فالقد اعلمتها عمتها ان تعد نفسها لأمسية مميزة وهذا ما تنوي فعله .

- لقد جعلتهم ينهون العمل به اليوم 
قال فردريك الجالس بكسل على الاريكة وقد عاد من العمل لتو مستمرا لثيودور الذي يرتدي الملابس الرسمية وقد وقف قرب المدفئة 
- هذا جيد غدا ابداء بالمستودع التالي 
توقف عن المتابعة لصفير الذي اطلقه فردريك فنظر اليه قبل ان يتابع نظره الذي تعلق براس الادراج ليحدق بدوره بجوزفين التي تنزل نحوهم ليجلس فردريك جيدا قائلا 
- علمتُ من ستكون مرافقتي لهذه الامسية 
ابتسمت بود له وهي تتابع نزولها وتنظر نحو ثيودور الذي ينظر بدوره نحوها ليعود براسه الى ما امامه 
- اين الجميع 
- يعدون انفسهم وانا ايضا ( تحرك فردريك واقفا وهو يضف ) سأسرع لتغير ملابس العمل هذه ولكن عزيزتي انت مرافقتي الليلة هل هذا واضح ولا لا احتمل اي اعتراض ( قاطعها قائلا وهو يراها تهم بالتحدث وتخطى عنها مستمرا ) دقائق واعود 
حركت راسها تتابعه بابتسامة قبل ان تعود لنظر نحو ثيودور وهي تقول 
- هل انتم واثقون انه قريبا لكم ( وامام عيني ثيودور الغير مكترثتين اضافت ) انه يبتسم على الاقل 
- لو كان لديه من قفزت من نافذة غرفتها بجنون منذ يومين لكنتِ رايتي حاله غير هذا 
اقتربت منه لتقف امامه قائلة بصوت خافت 
- هل اطلب منك امرا ( وامام ثبات عينيه على عينيها استمرت بصوت خافت ) لا اتصرف بجنون عادتنا لذا لا تذكر هذه الحادثة لاحد لأني حقا لست فخورة بها واعلم انك تشعر بما اشعر فهي نفس رغبتك بعدم علم احد بانك ثملت تماما 
- وهي نفس رغبتك بان لا يعلم احد انكِ سقطت بأحضاني عندما كسرت عجل العربة ذاك النهار 
فتحت شفتيها بغيظ قائلة لقوله
- ولن يسرك ان يعلم احد انكَ دخلت الى غُرفتي دون استئذان وانا بملابس غير محتشمة 
- ولكنكِ اقتحمتِ غرفتي وانا لم اكن افضل حالا 
- ماذا عن محاولتك ايذائي ذاك النهار على السطح
- لتحركك كالصوص ليلا ولا تنسي اني انقذتك عندما كدت تقعين عن الادراج وتدقين عنقك 
- بسبب دفع شقيقتك لي ( ابتسم بسخرية قائلا )
- بل بسبب تصرفاتك وانا امل بعد حديث امس ان لا يتكرر اي من هذه الامور 
حركت كتفيها وتحركت من امامه لتسير نحو المقعد قائلة 
- ذلك يتوقف علىـ 
- ستنضمين الينا هذه الليلة هذا غريب هل نويتي النزول من برجك العاجي اقصد غرفتك للاختلاط بنا اخيرا 
قالت برجيت ساخرة وهي تنزل نحوهم عند رؤيتها لجوزفين التي سحبت عينيها عن برجيت نحو ثيودور قائلة 
- هذا ما اعنيه بالتحديد 
اقتربت برجيت للجلوس وهي تقول بثقة ومنشغلة بترتيب ثوبها 
- انا جادة يا فتات المدينة هل انتِ افضل الان وتستطيعين الانضمام الينا فلن نمانع ان لم تفعلي
- ما الذي ايقظك الم تكوني تتجاهلين وجودي مؤخرا لا امانع عودي لذلك 
ووضعت قدما فوق الاخر مشيحة بنظرها عنها الى الجهة الاخرى لتلاقي عيني ثيودور الذي يتابعهما قائلا بهدوء لا يبعث على الطمأنينة
- ان لن تجعلا الليلة تمضي بهدوء ستكونان بالصباح الباكر عند الحظائر
ثبتت عيني جوزفين عليه دون حراك لقوله وامام ملامحه الجادة سحبت عينيها عنه لتجلس جيدا وهي تنظر نحو برجيت التي نظرت اليها ايضا قائلة 
- سأعود لتجاهلك 
- وسأفعل بالمثل 
اجابتها جوزفين على قولها فنقل ثيودور نظرة بينهما قائلا وهو يتحرك نحوهما ليجلس على الاريكة المجاورة لبرجيت 
- جيد اخيرا فتاتان عاقلتان
- علمتَ بدعوة عمتي لال ميغل 
هز راسه لبريجيت بالإيجاب والتفكير باديا عليه ولم تكن لحظات حتى انضم لهم فردريك وعمتيها واندريا التي اسرعت لاستقبال هنريك وعائلته وقد كانوا اول الواصلين لتنشغل جوزفين بالحديث مع فردريك الجالس بجوارها 
- ها قد وصلوا ( همس فردريك وهو يراقب إرينا التي اقتربت برفقة والديها للانضمام اليهم وهي تلقي التحية برقة لتتأملها جوزفين بفضول من قوامها الممشوق والنحيل الى ثوبها الباهظ الثمن والحلي الماسي الامع الى عينيها واسعتين ذوات الرموش الكثيفة نقلت نظرها عنها نحو والدتها التي لا تقل اناقة عن ابنتها ) انها .. فاتنه جدا 
نظرت نحو فردريك الذي تمتم بهذا وعينيه لا تفارقان إرينا لترفع حاجبيها وهو تتمتم له  
- على اميلي ان تسمعك وانتَ تقول هذا 
- ليس انتِ ايضا يكفيني برجيت واندريا .. انها حقا فاتنه ما كنت لأدعها وشانها لو .. لم اكن مرتبطا بالتأكيد 
- كُنت لتخسر امام ثيودور ( قالت جوزفين وهي تتابع نظره الثابت على ارينا فعاد نحوها عاقدا حاجبيه وهو يقول )
- وماشان .. اه .. اهو .. اعني انهما ( حركت كتفيها بعدم علمها وهي تقول )
- سمعتُ بعض الاحاديث المتناثرة هنا وهناك 
- حقا وكيف لم اعلم بهذا الا الان ( قال وهو ينقل نظره بين ثيودور وإرينا قبل ان يتوقف فجأة وعاد نحوها قائلا بعدم رضا ) ما الذي تقصدينه بقولك اني سأخسر امامه مما اشكو حتى اني افوقه جاذبية
ابتسمت قائلة 
- انتَ مرتبط اما هو فلا 
- انتِ واثقة ان هذا ما قصدته 
- اجل بالتأكيد 
- انتِ واثقة مما تقولينه ام انك اصبحتِ احدا معجبيه 
- من ثيودور هل جننت ( همست له مستنكرة ومستمرة ) لم اجن بعد ليحدث هذا رباه حتى ان سماعك تقول ذلك ازعجني 
اخذ فردريك يضحك بمتعة مما جعلها تتوقف وقد تنبهت انه قد لفت انظار الجالسين اليهم فأسندت ظهرها جيدا على ظهر مقعدها وهي تضع قدما فوق الاخرى متجاهلة فردريك الذي توقف والمتعة لا تفارق عينيه ليتعلق نظرها بالباب الرئيسي الذي فتحته صوفي واطل منه روبرت ووالديه لتثبت عينيها عليهم دون ان ترمش وقد فهمت الان سبب اصرار عمتها عليها ان تشاركهم الليلة وان تكون بأبها صورة لها حركت راسها تبحث عن عمتها الى ان عينيها تشابكتا بعيني ثيودور الناظر اليها بنفس الوقت لتمر لحظة بينهما قبل ان  تسحب عينيها عنه كما فعل هو ليقفوا مرحبين بهم .

ابتسمت لفيكتوريا التي اخذت تلمحها بإعجاب شديد ورضا طوال الوقت وهي لا تكاد تبعد عينيها عنها وهي تتحدث مع فيرا الجالسة بجوارها فعادت نحو فردريك قائلة 
- بدأتُ اشعر بالاختناق 
- مازالت الأمسية بأولها وما بال روبرت لا يبعد عينيه عنك 
نظرت نحو روبرت الجالس بجوار والد إرينا ليبتسم لها ويهز راسه فابتسمت له باقتضاب وهي تعود نحو فردريك متمتمة بهمس
- يبدو انه معجبا بي
- حقا 
قال فردريك باهتمام وهو يعود بنظره نحو روبرت متأملا اياه بتفكير بينما اضافت 
- بالتأكيد لا انه فقط .. لا ادري ولكن لعمتي يد بالأمر 
- اه .. فهمت .. ولكن قد يكون غير ماتفكرين 
- ربما 
- انه رجلا جيد هذا ما اعرفه عنه على الاقل 
تمتم فردريك قبل ان يتحرك واقفا كما فعل الجميع وقد دعتهم فيرا لتوجه نحو غرفة الطعام التي اصبحت جاهزة 
- انستي 
بادرها روبرت وهو يبعد لها المقعد فور دخولها غرفة الطعام مما اشعرها بالحرج من الرفض فجلست شاكرة ليجلس هو بجوارها فقام فردريك بالجلوس بجوارها من الجهة الاخرى 
- متى تكونين متفرغة فمازالت رغبتي بزيارات معمل الحياكة قائمة 
بدا التفكير عليها وهو تجيبه
- بعد غدا .. اهو مناسبا 
- بالتأكيد 
جالت بنظرها بالطاولة الممتلئة امامها وقد جلست إيرينا على يمين ثيودور بجوارها والدتها ووالدها بينما جلس هنريك والين ووالديها امام عمتيها واندريا وبرجيت بجوارهما والدا روبرت وقد انشغل الجميع بالحديث فانشغلت بدورها بالحديث مع روبرت الذي تعمد عدم اعطاء فردريك فرصة لمحادثتها 
ابتسم هنريك متسائلا وقد عادوا بأدراجهم الى غرفة الجلوس بعد الانتهاء من العشاء 
- هل انتِ متفرغة 
ابتسمت قائلة بود وقد توقفت الين واندريا وروبرت عن الحديث مع فردريك مصغيين الى هنريك وقد شد قوله انتباههما 
- انا دائما متفرغة
- تقدمين لي يد العون اذا 
- بكل تأكيد ولكن بما استطيع مساعدتك انا لا استطيع ان افكر حتى 
- غادرة ممرضتي ماكسويل في امرا طارئ ولم استطع ان احضر بديلتا لها احتاج الى من تغطي مكانها لبعض الوقت حتى عودتها 
بدا التجهم يسري سريعا على ملامح اندريا والتي نظرت اليها الين لتتبادلا النظرات بعدم رضا بينما هم روبرت بالتحدث الى انها قالت قبل ان يفعل 
- اتعلم يسرني هذا 
- ولكن الم تكوني سترافقيني فـ
- فيما بعد روبرت كما ترى الطبيب يحتاج الى مساعدتي الان ( قاطعته قائلة وعادت نحو هنريك مستمرة امام تجمد روبرت بغيظ ) هل يتعدا الامر تنظيم امور العيادة 
- لا فقط هذا 
- انتَ واثق فلا استطيع مساعدتك الا في هذا 
- وسأكون شاكرا جدا لذلك 
هزت راسها برضا لتتوقف عينيها على اندريا التي تحركت مغادرة وقد احتقن وجهها لتتابعها شاردة بينما استمر الحديث بين الجالسين فعادت نحوهم محاولة التركيز بحديثهم وهي تشعر بروبرت الذي تحرك مبتعدا ايضا لينضم الى المجموعة الأخرى قبل ان يعود نحوها من جديد دون ان يفارق التجهم والجدية ملامحه مظهرا عدم رضاه عن تصرفها فتجاهلته مدعية عدم التنبه لتصرفه لتتنفس الصعداء ما ان انتهت الأمسية .

انضمت لباقي افراد الاسرة في صباح اليوم التالي الجالسين في غرفة الجلوس وقد بدأت الخادمات بنقل الطعام الى غرفة الطعام لتبادرها فيرا بابتسامة 
- هل استمتعتِ بأمسية الامس لقد صعدتي نحو غرفتك فور مغادرتهم ولم يسمح لي الوقت بسؤالك ( حركت راسها بالإيجاب فتابعة برضا ) ستقابلين روبرت اليوم 
- الم تعلمي انها ستقدم يد المساعدة لهنريك حتى عودت ممرضته 
قالت اندريا قبل ان تفعل هي مما جعل ثيودور المنشغل بالصحيفة التي بين يده ينجذب لحديثهم رغم ادعاءه التركيز بما امامه 
- احقا هذا ( تسألت فيرا )
- لقد طلب مني هذا ولم ارى ما يمنع من تقديم المساعدة له حتى عودت مساعدته 
- جيد ( قالت باقتضاب واضافت ) ارجوا ان لا يؤثر هذا على مشاركتك بمأدبة التي نعدها لدار الايتام  
- ومن قال اني سأشارك 
- ولما لا تفعلين ان فتيات ال ماردونز يعدون في هذا اليوم اطباقا من الحلوى والطعام بأنفسهم ويقدم كل ذلك بالمجان للدار انه يوما مميز ويسعد به الاطفال
- و .. هل تعاني الطاهية من شيء .. اعني لما علينا اعدادها بأنفسنا 
- سيكون الامر ممتعا اكثر عندما تعدينها بنفسك وتقدميها انه شعورا جميل وانتِ ترين انك تسببين السعادة كما انه يظهر حسن تنشأت فتياتنا وقدرتهم على تحمل المسؤولية وادارت شؤون منازلهن
- لا تتعبي نفسك معها ( قالت برجيت ) لن تفهم الامر مهما حاولتِ انها فتات المدينة ام نسيتِ هذا 
- ان الامر ممتع ويبعث على السرور ( قالت اندريا ) سيكون يوما مميز افكر بإعداد فطيرة التفاح في كل عام يتهافت عليها الجميع 
- وانتِ ما ستعدين ( تسألت فيرا وهي تحدق ببرجيت فأجابتها )
- قطع الدجاج لطالما احبها الجميع 
- و .. جوزفين ( نظرت نحو فيرا بتفكير لتقول وهي ترفع كتفيها )
- لا اعلم بعد 
- اتجيدين الطهي هذا ما عليكِ سؤالها اياه وليس ما ستعد 
تدخل ثيودور قائلا وهو يقلب صفحة الصحيفة وتركيزه منصب على ما هو مكتوبا بها لتنظر اليه تهم بالاعتراض الى ان فيرا اسرعت بالقول 
- انها ماهرة لقد تذوقت بعض ما اعدته عند زيارتهم برغم انهم يقطنون بجايدن ولكن لم يكن بالمنزل الا سيدة واحدة تساعدها بإدارة شؤون المنزل وهذا جعلها تعتمد على نفسها بالكثير من الامور 
حرك نظره عن الصحيفة اليها لامحا اياها بغير اقتناع ليعود نحو الصحيفة ببطء وهو يقول 
- اشك بذلك 
- ومن قال اني ابالي ان فعلت ام لا 
- ليس عليك حقا اجابته 
اسرعت ثلما بالقول معترضة على اجابتها بينما تعلقت عينيه بها وهي تحدق بثلما قائلة
- ان لم يرغب بسماع اجابتي فلا يحدثني اذا ( ونظرت اليه لامحة اياه بغرور قبل ان تشيح بوجهها عنه ومحدقة بثلما وهي تضيف ) ان لي حرية التعبير هنا ومن لم يعجبه هذا فهي مشكلته 
- علمت انكِ لن تستطيع ضبط نفسك 
تمتم لها دون اكتراث وهو يعود لقلب الصحيفة منشغل بها بينما اخذت شفتاي ثلما بالتحرك بتوتر وهي تقول 
- لك حرية التحدث بالمقابل عليك احترام الاكبر منك عندما يحدثوكِ
اسرعت فيرا بالربت على ذراعها ثلما وهي تقول 
- اعلمتني برجيت انكما ترغبان بالذهاب لتتفقد هيلين 
نظرت اليها بعدم رضا لتتنفس بشكل جيد قائلا
- اجل افكر بالمغادرة نحوها في الاسبوع القادم اترغبين بمرافقتنا 
- اجل على رؤيتها 
- ليكن في نهاية الاسبوع القادم ليس قبل ( اجابها ثيودور واستمر لاندريا ) الن ترافقيهم 
- لا قد اذهب في نهاية الخريف الى هناك اما الان لا استطيع ترك دار الايتام 
هز راسه موافقا قبل ان يتوقف نظره على جوزفين ليقول 
- اترغبين بمرافقتهم فلا امانع ابدا تعلمين المنزل سيعدو شبه خالي بمغادرتهم 
ثبتت عينيها عليه بغيظ اخفته وهي تقول قبل ان تهم ثلما بالاعتراض
- لدي عمل مع هنريك وقد وعدته ليس من المناسب ان اخلف بوعدي له 
- لا اعتقد انه سيمانع 
- توقف عن ازعاجها ( نهرته فيرا مستمرة لها )
- ساترك لك الاشراف على معمل الحياكة اعلم انك تستطيعين تدبر امورك هنا 
- ولكني سأكون منشغلة
- ستجدين الوقت لفعل هذا انا واثقه 
-  الافطار جاهز 
اعلنت الخادمة مما جعلهم يتحركون نحو غرفة الطعام ليتناول كل منهم طعامه ويغادر فاتجهت جوزفين بدورها نحو عيادة هنريك لتقضي النهار هناك قبل ان تعود عصرا الى المنزل فالقد مر اليوم سريعا دون ان تشعر به .

نزل ثيودور الادراج في صباح اليوم التالي بينما انشغل الجميع بالحديث ليقترب منهم وصوفي تهم بالتحرك عائدة الى المطبخ بطبق الحلو فتناول قطعتا منها ليضعها في فمه وهو يهم بالتحدث اليهم 
- سأغادر الان ( قال وتوقف متراجعا بضع خطوات ليصل الى صوفي من جديد ويتناول قطعتا اخرى يضعها في فمه وهو يقول ) هذه شهية من اعد
توقف عن المتابعة وعينيه تلتقيان بابتسامة جوزفين الواسعة وقد رفعت ظهرها بغرور محدقة به ليشعر بان الحلوى قد علقت في حلقة فاخذ يسعل وتحرك نحو ابريق الماء ليسكب لنفسه كاسا بينما قالت فيرا برضا
- اعلمتكِ سيحبها الجميع 
لمح عمته بتجهم قبل ان يتحرك نحو الباب مغادرا وهو يقول 
- سأعود ظهرا فلا تنتظروني 
- ولكن الن تتناول الافطار بعد ( اسرعت فيرا بالقول فأجابها )
- لدي عملا مهم .. وداعا 
- لقد احبها انها لذيذة هذا ما ستعدينه اذا غدا ( تساءلت فيرا برضا )
- اجل 
- كيف كان عملك البارحة ( تساءلت اندريا وهي تكتم فضولها الشديد فأجابتها )
- جيد ليس علي سوى تنظم دخول المرضى له 
- ان هنريك طبيبا ماهر وكذلك كان والده من قبله 
قالت فيرا بتفكير بينما بدا الضيق على اندريا التي تتابعهما قبل ان تقول 
- متى ستعود ممرضته 
- لا اعلم  
- احضر العديد من المرضى ام .. شعرتي بالملل
- لا مكان للملل هناك .. كما ان من السهل التعامل مع هنريك كما تعلمين 
حاولت اندريا إخفاء امتعاضها ونظرت امامها وهي تمنع نفسها من طرح المزيد من الأسئلة . 

- هل علي حقا الوقوف هنا الى ان ينتهوا 
تمتمت بتذمر لأندريا التي تقف على يمينها بينما وقفت برجيت على شمالها وقد أخذن كل من كات وصوفي يملئون اطباق الاطفال الذين اقتربوا منهم ليحصلوا على ما يرغبون ويتنقلون من طاولة الى اخرى وهم بقمة سعادتهم 
- توقفي عن التذمر يا فتات المدينة مازلنا بالبداية فقط ( اجابتها برجبت مضيفة ) انظرن الى آنا واناليا انهن لا تتغيرن اخفت اندريا ابتسامتها وهي تقول 
- لم يمر علي بغرورهن ( وامام عيني جوزفين التين تتابعان الفتاتان التين وقفتا بجوار ما اعدوه من طعام مستمرة ) انهما ابنتي جيلبر ماردونز وتعتقدن انفسهن شيئا كثيرا .. سأذهب لتفقد الاطفال 
اضافت وهي تبتعد لتفقد الاطفال الذين اخذوا بالجلوس على الموائد الممتدة بالحديقة الأمامية للدار لتفعل جوزفين نفس الشيء ليمر الوقت سريعا بعد الانتهاء من الطعام وقد قامت جميع الفتيات المتواجدات باللعب مع الاطفال ليمضوا وقتا ممتعا قبل مغادرتهم  .

اخذت اندريا في صباح اليوم التالي تتحدث عن حماسة الاطفال وكم سرت لسرورهم وكان الجميع يصغي لها برضا فهمست فيرا لجوزفين المنشغلة بتناول طعامها وهي تصغي لاندريا 
- رايتي كم كان الامر ممتع ( حركت راسها لها باقتضاب ) الا يبعث سرورهم الرضا بنفسك 
عادت لتهز راسها لها بالإيجاب 
- بماذا تتهامسان 
تساءل ثيودور بفضول رغم ادعائه الانشغال بتناول طعامه فنظرت فيرا اليه قائلة وهي تتجاهل سؤاله
- ما اخبار ارينا سمعت انك تقضي بعض الوقت برفقتها بنادي الخيول 
مرت لحظة صمت قبل ان يقول ببطء
- ترسل لك تحياتها ( ولمح شقيقتيه التين تخفيان ابتسامة كادت تطل على شفتيهما مستمرا لفيرا وهو يعود نحوها ) هل ستطول اقامتكم عند هلين 
- اسبوعان او ثلاث .. ما قولكما ( اضافت لثلما وبرجيت فاجابتها ثلما  
- جيد وسأتوجه بعدها نحو فورنا لرؤية ادولف وعائلته
- اوصلي له تحياتنا ( اجابها ثيودور وأضاف لاندريا وجوزفين ) مازال معكم وقت ان غيرتما رأيكما ونويتما مرافقتهم ( هزت اندريا راسها بالنفي فنظر نحو جوزفين التي تتابع تناول طعامها مضيفا ) مازال امامك بعض الوقت ان قمتي بتغير رايك 
تعلقت عينيها بعينيه وهي تمضغ لقمتها بروية مخفية غيظها منه قبل ان تقول وهو يرفع حاجبيه يحثها على اجابته 
- لن تتخلص مني بهذه السهولة 
بدت المفاجئة عليه لقولها بينما اخذت اندريا وبرجيت بالضحك فقالت فيرا معاتبتا إياه
- توقف عن مضايقة الفتاة ان لديها عمل مع هنريك 
- ولقد تأخرت عنه 
قاطعت فيرا وهي تمسح فمها بمنديلها وتتحرك مغادرة ليتابعها ثيودور بعينيه لتعود فيرا للقول 
- دعها وشانها الا ترى كم تغيرت وأصبحت اكثر اندماجا معنا فلا تفسد الامر الان 
- وتصدقين هذا .. ان أي امر يختص بها يتحول لأمر إيجابي معك 
- بعكسك فانتَ دائم التشكك بها 
بدا التذمر عليه وعاد لمتابعة تناول طعامه بشرود .

خرجت من غرفة هنريك ظهرا بعد ان ساعدت مريضة مسنة بالدخول اليه لتتعلق عينيها بثيودور الجالس بالمقعد المقابل لطاولتها والذي ينظر اليها بنفس الوقت وأصابعه تطرق على طاولتها بملل لتعود نحو مقعدها للجلوس عليه وهي تقول
- تركتك صباحا في اتم عافيه هل من جديد 
- لا جئت لرؤية هنريك في امر اخر ( اجابها ونظر نحو الرجل والصبي الجالسان مضيفا ) ايوجد المزيد
- لا هما فقط الان 
هز راسه بالإيجاب قبل ان يراقبها وهي تفتح دفترا كبيرا امامها وتبدأ بالكتابة به فقال 
- يروقك العمل هنا اذا 
- إني اساعد هنريك فقط حتى عودة ممرضته ام ان كنت تقصد ان هذا العمل يستهويني فلا انه لمجرد إضاعة الوقت فلستُ من محبي رؤية الدماء ومعانات الناس كثيرا
- ان هذا خطوة جيدة لك فعمتي فيرا تشعر بالرضا تماما لوضعك الجديد  
- وهذا ما اريده الم نتفق على ان نعطيها ما تريد ( ورفعت نظرها عن الدفتر اليه مستمرة ) حسنا انا اعمل ما علي حان دورك بإقناعها الان بتركي وشأني
- مازال الوقت باكرا لتدخلي انها تشك باي قول أقوله 
- وهل تلومها حاول إخفاء رغبتك بالتخلص مني حينها قد تصدقك 
- ساحاول .. هل رايتي روبرت من جديد
- لا انه غاضب لقبولي العمل هنا 
توقفت عن المتابعة ونظرت كما فعل نحو هنريك الذي غادر غرفته برفقة المرأة المسنة التي اسرع الصبي بالتقدم منها لمساعدتها بينما القى هنريك التحية على ثيودور ودعا الرجل للدخول وهو يقول لثيودور
- كنت سأعرج عليك من الجيد انك حضرت .. سانتهي سريعا 
عادت لتنشغل بالدفتر بينما اخذت عيني ثيودور تراقبانها بتفكير متنقلا بملامح وجهها ببطء وذاكرته تعود به الى اول مرة شاهدها بها لتظهر ابتسامة ساخرة على شفتيه لقد اخفى امرها خمس أعوام واعتقد ان هذا الامر لن يظهر ولن يعلم احد بمكان عمه فرانسوا وها هو اليوم يجلس امامها وقد احتلت منزله وعقل عمته وتعمل عند صديقه واجبر على الاعتراف بها امام جميع افراد العائلة من اجل حفظ ماء وجه اسرته وعدم السماح لاحد بالتدخل بأمورهم الخاصة خرج من شروده وعينيها تلتقيان بعينيه وقد شعرت بتأمله لها فقال 
- ماذا تسجلين 
- المرضى الذين حضروا اليوم .. هنريك منظم جدا 
- انه كذلك .. اذا روبرت غاضب من عملك هنا 
- لا اكترث للامر حقا 
- كيف كنت تقضين الوقت بجايدن 
- كان لدي الكثير مما يشغلني 
- والذي هو 
- امور ارغب بالاحتفاظ بها لنفسي 
ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يقول 
- بالتاكيد لديكي الكثير مما ترغبين بالاحتفاظ به لنفسك
- اليس لدينا جميعا
اجابته وهي تعود نحو دفترها بينما بقيت عينيه تتأملانها ولم تكن دقائق حتى اطل هنريك من جديد ليدعوه للدخول ليختفيا داخل مكتبه قبل ان يغادر وهو يقول 
- اراكِ في المنزل .

تأملت العربتين المتوقفتان امام باب المنزل وهي تقترب من الادراج لتصعدها لتدخل بروية ملقية التحية باقتضاب لرؤيتها لبعض افراد العائلة الجالسين برفقت عمتيها وثيودور فتحركت نحو الادراج لتصعدها متجاهلة عمتها فيرا التي اشارت براسها لها بالاقتراب ومجالستهم فرغبتها بتعميق علاقتها مع أي فردا إضافي من هذه العائلة امر مرفوض تماما .

عادت في اليوم التالي من عيادة هنريك لتترجل من العربة محدقة بباب المنزل امامها قبل ان تتحرك مبتعدة نحو حديقة الورود لتجلس على السور الصغير قرب الازهار شاردة مهما اشغلت نفسها لا يغادرها شعور بانها ليست سعيدة وان شيئا ما ينقصها لديها فراغ عميق استقر بصدرها خرجت من شرودها وعينيها تتعلقان بظهر ثيودور الذي يسير بعيدا فتأملته للحظة قبل ان تتحرك من مكانها نحوه لتتخطى الحديقة وهي تراه مازال يبتعد الى اين هو ذاهب الاسطبلات بهذا الاتجاه وهو يسير بالاتجاه الاخر حسنا الديه مكانا سري اخر يقضي به الوقت انه بتأكيد يختار أماكن مميزه لنفسه اه همست لنفسها وهي تسرع بالتوقف والالتصاق بساق احد الأشجار القليلة المنتشرة هنا والمجاورة لها عندما توقف ثيودور عن السير ونظر خلفه بحيرة ليجول بنظره حوله قبل ان يعود لمتابعة السير فاختلست نظرة جديدة نحوه لتراه عاد ليتابع سيره فتحركت بروية وهي تضغط على شفتها السفلى لتقوم بتخطي الشجرة التي اختبأت خلفها لتقترب من التي تليها وتخفي نفسها بها بسرعة من جديد وهو يتوقف مرة أخرى في مكانه فأسرعت بضم شفتيها جيدا مانعة نفسها حتى من التنفس بينما اقترب حاجبية ببطء من بعضهما وهو يلمح طرف ثوبها الظاهر من خلف الشجرة ليتحرك ببطء نحوها اصغت جيدا قبل ان تحرك راسها بهدوء وتطل من خلف الشجرة لتدب الحيرة بها لاختفائه اين ذهب لقد كان لتو هنا ولكن اين اختفى همست لنفسها وهي تهم بالتحرك 
- اتبحثين عن احد 
- رباه ( اسرعت بالهتاف وهي تحدق بالجهة الأخرى وقد وقف عاقدا يديه ومحدقا بها بتجهم لتستدير نحوه مستمرة ويدها على قلبها الخافق ) كيف وصلت الى هنا لقد افزعتني 
- هذا ما علي سؤالك إياه كيف وصلتي الى هنا و .. ما الذي تفعلينه بالتحديد بمراقبتي  
- مـ .. مراقبتك ومن قال اني افعل انا .. فقط كنت اتجول بالمكان 
قالت بثقة كاذبة فتمعن النظر بها قائلا 
- وما حاجتك للاختباء اذا 
- لم اكن اختبئ لقد .. شعرت بالتعب وكنت استريح قليلا هنا اسند نفسي على الشجرة كما ترى هل هذا يعد امرا مخالفا هنا 
قالت بثقة وهي تعود لتسند نفسها بساق الشجرة فنقل عينيه بعينيها قائلا
- اقسم اني لا اعلم ما الذي يدور في عقلك 
وهز راسه بيأس وتحرك مبتعدا ليتابع سيره فأسرعت بلحاقه قائلة 
- الى اين انتَ ذاهب 
- لا شان لك عودي نحو الشجرة واستندي عليها للراحة 
- لقد استرحت ولم اعد متعبة .. ماذا يوجد هنا .. لقد تجولت من قبل هنا ولا يوجد شيئا مميز 
اجابته وهي تتلفت براسها حولها وتعود لمجارات خطواته فقال 
- ومن قال اني ابحث عن شيء مميز 
- اذا 
- اتجول بارضي أتفقد أمورها
- فقط 
- اجل فقط 
- لا يبدو الامر مشوقا اعتقدتُ ..
- ماذا 
- لا شيء .. فقط اشعر بالملل ليس الا
- ملل وانتِ مُنذ الصباح بالعيادة 
- اجل روتين الحياة هنا ممل اريد العودة الى جايدن ماذا فعل لأحقق هذا 
- وماذا كنت تفعلين بجايدن حتى لا تشعري بالملل
- أقوم باستقبال بعض الفتية والفتيات لتعليمهم على الـ ( ابتلعت كلماتها وقد تنبهت انها استرسلت بالحديث فنظر نحوها متسائلا فأسرعت بالإضافة ) اساعد والدي بالأعداد لمقالاته واقوم بطباعة ما يريد (ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه فاستمرت بثقة متجاهلة سخريته ) اذهب لتجول برفقة صديقتي المقربة واحيانا كثيرا يرافقنا شقيقها 
- هذا ما حاولتِ اخفاءه المرة الماضية .. وهل هذا امرا حماسي ها انتِ تتجولين في ماكسويل أيضا 
- الامر مختلف كما اني اعرف الكثير من سكان المكان هناك لذا ترى ان التجول يستغرق وقتا لكثرة الوقوف ومحادثة الأصدقاء والجيران  
- انتِ من تتصرف بعناد الم تدعوك عمتي للانضمام الينا مساء امس لما لم تفعلي كان يوجد فتيات متقاربات بالسن منك كنت لتقضي وقتا جيدا معهم وكانت لتكون عمتي في قمت سعادتها لفعلك هذا 
- لستَ جادا ولستَ من يقول هذا لا اريد ان تربطني أي علاقة مع احد هنا .. والان بعد قول هذا أرى انه ربما لو فعلت لوثقت عمتي بي اكثر رباه متى سينتهي هذا  
- انتبهي 
قال مقاطعا إياها ويده تسرع بإحاتط خصرها وهو يشعر بها تترنح لتثبت بوقفتها بارتباك قائلة بتوتر مفاجئ وحرج وهي ترفع وجهها نحو وجهه القريب منها 
- لقد دست على حجر ليس الا
- انتِ واثقة .. تستطيعين السير 
- اجل ( اجابته وهي تنسحب ببطء بعيدا عن يده مستمرة ) ليس شيئا يذكر .. ماذا نفعل هنا 
اضافت وهي ترى انهم يقتربون من السور الذي سبق وان تهدم عندما جاء اريك لرؤيتها 
- لقد تأكل السور منذ بعض الوقت والغريب بالأمر ان اريك شادون هو من اعلم فردريك بهذا وعرض عليه ان يقوم بإصلاحه وبما انهم من يمتلكون الجهة المقابلة لنا اشعر بعدم الراحة لهذا لابد وانهم يدبرون لأمر ما 
- ولكن السور متواجد ويبدو على مارام 
- لقد أعاد فردريك بنائه فلم احبذ فكرة قيام اريك بهذا انهم يدبرون لأمرا ما 
أضاف بتفكير وهو يقترب من السور متأكدا من متانته فابتلعت ريقها مخفيه توترها وهي تقول
- قد يكون الامر مجرد صدفة ولا يوجد ما يخططون له 
- انتِ لا تعرفين ال شادون لا يصدر امرا منهم الا وكان ورائه امرا ما ومنه السعي لرؤيتك .. هل حاول اريك رؤيتك من جديد
- لا 
- انتِ واثقة 
- ان كنتَ لا تصدق فهذه مشكلتك وليس مشكلتي 
اقترب منها بخطوات متمهلة لتتابعه وهي تصر على بقاء وجهها مرفوعا بثقة لينقل عينيه بعينيها قائلا بتفكير
- انا اثق باتفاقنا ان خالفته فلن امد يد المساعدة لك 
وثبت مقلتيه عليها ليظهر جديته ثم تحرك متخطي عنها لتظهر تكشيرة على وجهها قبل ان تستدير نحوه قائلة 
- لم اخالفه لذا عليك التوقف عن اتهامي 
- ارجوا ذلك 
اجابها وهو يتابع ابتعاده فتحركت نحوه بتذمر وهي تقول 
- لا اعلم لما حضرت برفقتك انت مرافق سيء 
- اشكرك 
- على الرحب والسعة 
- فالترافقي فردريك فعلى الأقل يوقف تذمرك المستمر 
- انه مسلي .. بعكسك ( لمحها بنظرة قائلا بثقة )
- ليس على الترفيه عنك انستي انا حتى لم ادعوك لمرافقتي انت من تسللتِ خلفي كالصوص
- علمت اني سأندم علمت هذا انت انت انت 
- اجل كلي اذنا صاغية
اجابها وهو يتوقف ممعنا بها فأخذت شفتيها ترتجفان بغيظ قائلة 
- لا تحتمل 
ونفضت يديها بجانبها بغيظ وتحركت متابعة سيرها بخطوات واسعة لتبتعد عائدة بأدراجها نحو المنزل ليتابعها قبل ان يتحرك بدوره عائدا الى المنزل أيضا ليدخل اليه وهي تختفي عن الادراج متجها نحو غرفتها مما جعل ثلما الجالسة بالصالة تبادره وهو يقترب للانضمام اليها 
- لا استطيع مهما حاولت فهم تلك الفتاه انها مزاجية بشكل كبير 
- اكثر والدها من تدليلها 
- وهذا ما أقوله انا أيضا .

اخفى ثيودور في اليوم التالي ابتسامة كادت تطل على شفتيه عند رؤيته لجوزفين في صباح اليوم التالي وهي تنضم لهم لتناول طعام الإفطار ولا يعلم لما بدأت مناكفتها ونظرات الغيظ التي تلمحه بها تسره ان اغاظتها تسعده 
- جوزفين لا تغادري دوني فسألاقي ايلين عند هنريك ( بادرتها اندريا وهي تجلس امامها لتناول الإفطار مستمرة ) سنقوم بالتجول بالبلدة ونعرج على فال 
- سأرافقكما ايضا ( قالت برجيت واضافت لعمتها ثلما ) سأحضر بعض الهدايا لهلين من البلدة
- لنغادر اذا جميعا في عربتا واحدة اصل للمخازن وتابعن طريقكم ( قال ثيودور الذي انها طعامه مضيفا ) سأنتظركم خارجا 
وتحرك مغادرا الغرفة لتتابعه فيرا بعينيها حتى ابتعد قائلة بصوت هامس وهي تحدق بأندريا وبرجيت
- هل علمتن شيئا بأمره وامر إرينا 
- في الحقيقة عمتي ( قالت برجيت وهي تخفي ابتسامة لتنظر الى اندريا التي ابتسمت هي ايضا لتعود نحو عمتها قائلا ) اعلمني عندما سالته بأمرها ان اقول لكِ دعيه وشانه ولا تحشري انفك يأموره 
فتحت فيرا فمها دهشة فأضافت برجيت 
- انا حتى لم اعلمه لما سالت ولكن هكذا اجابني على سؤالي فور طرحه 
- هكذا اذا 
- دعيهِ وشأنه عمتي حقا فهو .. يستطيع تدبر اموره الا تعتقدين هذا 
- لو كان كذلك لتقدم لراسة البلدية هذا العام ولكنه لم يفعل لذا لا هو لا يستطيع تدبر اموره 
قالت وهي تتحرك بضيق مغادرة المكان وهي ترفع راسها بكبرياء لتأخذ كل من اندريا وبرجيت بكبت ضحكة اطلت على شفتيهما لتنهرهما ثلما قائلة
- انها لا تريد الى صالحه 
- نعلم وهو يعلم هذا ولكن انها 
- ملحاحة جدا وعنيدة ولا تتراجع عما تريده ( نظروا نحو جوزفين التي قالت ذلك وامام نظراتهم تابعت ) وجودي هنا اكبر دليلا على هذا ام تعتقدن اني مستمتعة بسجني هنا 
- ان كان هذا هو السجن فانا ارحب به ( اجابتها برجيت بثقة فقالت )
- اجل تفعلين لأنك لم تغادريه يوما ولكن لو فعلتي علمتي ما يوجد خارج اسوار ماكسويل ولن ترغبي بالعودة اليها 
- مشكلتك انك تعتقدين اننا منعزلين عما حولنا استيقظي عزيزتي فلقد قصدت يوهانس وجيرترود والكثير من المناطق الاخرى من قبل وهل تعلمين ماذا لم تروق لي ولن اجد مكانا افضل من ماكسويل للعيش بها 
- اذا انا احسدك على قناعتك .. وعلي احترم هذا .. لقد انتهيت .. سأنتظركما خارجا ولا تتأخرا 
تابعت وهي تتحرك مغادرة بدورها لتقف امام العربة المتوقفة امام الباب الرئيسي وهي تلمح ثيودور يتحدث مع جيفري فصعدت للجلوس بها ولم تكن دقائق حتى انضمت لها  برجيت واندريا ثم صعد ثيودور ليجلس امامها لتنطلق العربة بهم وهو يقول 
- سيكون هناك اجتماع لأفراد العائلة مساء فلتعلمن عمتي بهذا .. وبالتأكيد لا نمانع عدم مشاركتك 
أبقت عينيها ثابتتان عليه لقوله الموجه نحوها قبل ان تشيح براسها نحو النافذة متجاهلة إياه فما زال اليوم بأوله ولن تعكر صفوها به فقالت اندريا 
- من سيحضر .. اسيتناولون العشاء برفقتنا 
- اجل 
- اهناك غير افراد العائلة اعني إرينا وعائلتها 
- لا فقط يقتصر الامر على افراد العائلة 
- لن يسر عمتي هذا وقد تقوم بدعوة بعض العائلات الأخرى 
- لذا لم اعلمها والى ان تعودوا وتعلمونها لن يكون امامها الكثير من الوقت لتفعل هذا فإننا نحتاج لمناقشة بعض الأمور العائلية 
- اهناك ما علينا معرفته ( تساءلت برجيت فهز راسه بالنفي قائلا )
- إنها الأمور المعتادة ليس الا 
اجابها والعربة تتوقف ليترجل منها مودعا لتنشغل برجيت واندريا  بالحديث حول ما ستحضر من هدايا لهلين وجوزفين مازالت شاردة بالنافذة لتخرج من شرودها على توقف العربة فترجلت منها لتتبعنها وتبتعد برجيت عنهما بينما تحركت اندريا برفقتها ليهموا بالدخول الى العيادة 
- لن يدعها وشانها 
حركت نظرها عن اندريا التي قالت ذلك الى حيث تنظر ليتوقف نظرها على كارل الذي وقف امام برجيت مانعا اياها من تخطيه ليحدثها فتساءلت جوزفين بقلق وهي تعود نحو اندريا 
- متى عاد 
- منذ بعض الوقت ولكنه لا يفوت فرصة دون محادثتها ومحاولت ثنيها عن قرارها   
- و .. هل .. ستفعل 
- لا ارجوا ذلك فانا اثق بقرارات ثيودور ولو رأى انه مناسب لما فعل هذا
- وانا ارجوا ذلك ( امعنت اندريا النظر بها فأضافت ) قد لا اكون على وفاقا معها ولكن لا اتمنى لها رجلا ككارل ف .. انا ايضا اثق بقرارات أخيكِ ( وامام نظرات عدم التصديق التي اطلت بعيني اندريا اضافت بتذمر ) حسنا لا افعل ولكن برجيت تستحق رجلا افضل 
- هل تعلمين ما لا اعلمه 
مرت لحظت صمت وهي تفكر بان كان اعلام اندريا بأمر كارل ضربا من الجنون ام لا لتخرج من شرودها وترفع كتفيها قائلة وهي تدخل الى العيادة
- لا وما الذي اعلمه انا عن سكان ماكسويل
دخلت الى العيادة لتتوجه نحو غرفة هنريك لتلقي عليه التحية ليبتسم عند رؤيتها ويتحرك حول مكتبه عند رؤيته لأندريا ليتوجه نحوهما بينما تحركت جوزفين نحو المكتب تهم بوضع حقيبتها عليه وعينيها تتعلقان بهنريك الذي وقف امام اندريا يرحب بها بابتسامة واسعة وهو يضيف 
- طلبت الين ان اقدم اعتذارها لكِ لعدم قدرتها على الحضور لملاقاتك فلقد استيقظت اليوم وهي تشعر بالتوعك 
- لا باس ليكن في يوما اخر اذا  
هز رأسه موافقا ليقول عند رؤيتها تهم بالاستدارة لتغادر
- هل انتِ على عجلة 
وبدا انه يريد إضافة شيء الى انه توقف وابتسم فبادلته الابتسامة بحياء فنقلت جوزفين عينيها بين الاثنين فهي لم ترى التماع عيني هنريك بهذا الشكل الا عند رؤيته لأندريا التي تتورد خدودها الان فتناولت حقيبتها واقتربت منهما وهي تقول 
- اندريا هل استطيع ان اطلب منك معروفا لدي عمل بمعمل الحياكة ولا اعتقد اني سأستطيع مساعدة هنريك اليوم ارجوا ان تعذرني لهذا وارجوا ان لا تمانع مساعدة اندريا لك 
اضافت لهنريك الذي بدت المفاجئة عليه وهو يسرع بالقول 
- بالتأكيد لا افعل كما انَ .. هذا لطفا منها ان فعلت 
تابع وهو يعود نحو اندريا التي اجابته 
- لا بأس يسرني هذا 
- انتِ واثقة 
- بالتأكيد ما كنت لأتركك بمفردك بما انك تحتاج الى المساعدة وجوزفين مضطرة لذهاب 
- اجل فالمعمل يحتاجني وعمتي كما تعلمين تصر علي لتفقده .. وداعا واسفة لخذلك هنريك 
- اه لا لا باس كان لطفا منكِ مساعدتي 
اخفت ابتسامتها وهي تطل على الطريق لتتحرك على الرصيف مبتعدة برضا لتعود بأدراجها نحو معمل الحياكة لتتعمد في صباح اليوم التالي اعلام اندريا ان لديها عمل مهم في المعمل لم تنتهي منه وان كانت تستطيع مساعدة هنريك بنفسها فلم تمانع وبدا الارتياح عليها .

اقتربت المشرفة على دار الايتام من ثيودور الواقف قرب النافذة محدقا بالخارج بشرود منذ بعض الوقت لتنظر الى جوزفين التي حضرت صباحا لتقضي بعض الوقت برفقت الاطفال وتقوم بملاعبتهم بمرح بالساحة حيث كانت تجري بعيدا عنهم وهم يقومون بلحاقها للامساك بها والضحكة لا تفارق شفتيها لتقول
- حضرت الانسة البارحة وقد سر الأطفال بها والحوا عليها بالحضور اليوم وها قد فعلت 
بقي ملتزم الصمت على قول المشرفة وعينيه مازالتا تراقبان اقل حركة تقوم بها قبل ان يستدير نحو المشرفة قائلا 
- هل تحتاج الدار الى أي إصلاحات أخرى غير التشققات في الطابق العلوي 
- لا سيدي فانت حريص على ان تبقى الدار في افضل حال ان رونز يحضر دائما لتفقدها 
- سأرسله اليوم لإصلاح هذه المشكلة قبل ان يبدأ الشتاء .. اتقومون بتوزيع الحلوى التي احضرتها للاطفال 
- في الحال سنفعل سيدي .

- حسنا حسنا استسلم 
قالت جوزفين ضاحكة وهي تحاول ان تتوازن ولا تقع ارضا وقد امسكت بها مجموعة من الفتيات والفتيان الذين احاطوها حتى لا تستطيع الهروب منهم من جديد لتحل الحيرة عليها وهي تشعر بالهدوء المفاجئ الذي حل مخفي كل الضجيج الذي كان يحدث منذ لحظات فنظرت نحو الأطفال الذين اخذو بالابتعاد عنها وهم يتهامسون 
- حضر السيد الكبير حضر السيد 
تلفتت حولها بحيرة وهي تستقيم جيدا في وقفتها لتتعلق عينيها بثيودور الذي يقترب باتجاههم وخلفه مجموعة من عاملات الميتم حملنا علبا مليئة بالحلوى ليسرع الأطفال الى الوقوف خلف بعضهم البعض بشكل منظم ليقدموا التحية لثيودور الذي هز راسه لهم فتحركت بدورها بفضول لتستند على السور الصغير المحيط بنفورة الماء الدائرية خلفها متابعة ما يجري بفضول لتتأمل الأطفال المتهامسين والذين بدا القلق عليهم لوجود ثيودور والسعادة بنفس الوقت لرؤيتهم للحلويات لتعود نحو ثيودور ذو الملامح الجادة والذي اخذا يطرح عليهم بعض الاسئلة عن احوالهم ليجيبوا بانضباط اثار اعجابها فمذ لحظات كانت تعاني من الفوضى معهم بينما الان لا يجرؤون حتى على التحرك من مكانهم هز ثيودور راسه برضا لهم وأشار نحو الحلوى طالبا منهم الحصول على ما يردون منها ليفعلوا ذلك بنظام بينما تحرك نحوها لتتابعه وهي تبتسم قائلة 
- اثرت اعجابي بحق ( لم يبدوا ان قولها قد اثر به بينما استمرت وهو يقف بجوارها محدقا بالأطفال بجدية ) جعلت المكان هادئا بمجرد ظهورك انهم يتهامسون بقلق جاء السيد الكبير جاء السيد الكبير حتى كدت اقلق بنفسي 
- ما الذي تفعلينه هنا ( قاطعها قائلا فرفعت كتفيها بخفة قائلة )
- الهو قليلا مع الأطفال ان هذا يبعث على السرور اعود لأيام الطفولة وذكرياتها 
- تعنين ايام الطفولة التي لم تغادريها بعد 
- توقف أيها المتشائم فانا امرأة ناضجة تماما الان ( نظر اليها رافعا احد حاجبيه لتلاقي عينيه قائلة بمرح فلن تسمح له بإفساد مزاجها ) انا كذلك قد لا أشبه شقرائك ولكن هذا هو الجيد بالأمر
- شقرائي ( تساءل بحيرة فأضافت )
- إرينا 
- شقرائي اذا .. ما الذي تفعلينه هنا الم تعلمي عمتي انك ستستلمين المعمل بما ان اندريا ستقدم يد المساعدة لهنريك ام تريدين اغضابها
- سأذهب بعد قليل كنت وعدت الأطفال بالعودة اليوم وها قد فعلت وانت ماذا تفعل هنا 
- احضر في كل شهر مثل هذا اليوم لرؤيتهم وتقديم الحلوى لهم وتفقد المكان 
- بنفسك ( تساءلت وهي تفتح مقلتيها مدعية المفاجئة وامام عينيه التين ضاقتا بها اخذت تضحك بمتعة وتحركت مبتعدة وهي تقول ) وداعا ورائي عمل علي الحاق به 
تابعها وهو يعقد يديه قبل ان يعود نحو الأطفال وسرعان ما عاد لمتابعتها حتى اختفت .

بدأت تشعر بالهدوء الذي يحيط بالمكان منذ اليوم الأول لمغادرة عمتيها وبرجيت حتى ان النوم قد جافها فتحركت عن سريرها بعد محاولات عدة للنوم دون فائدة نحو ابريق الماء لتسكب ما بقي من ماء بالكوب لترشفه قبل ان تتحرك لتتناول روبها وترتديه وهي تغادر غرفتها متجها نحو المطبخ لتشرب المزيد من الماء اعادت الكوب الى الطاولة بعد ان انتهت وهمت بالتحرك الا انها توقفت وهي ترى شيئا يتحرك قرب ساق الطاولة فأحنت ظهرها لتقترب اكثر منه لترى ما هو 
 تعلقت عيني ثيودور بباب المطبخ وهو يهم بصعود الادراج بعد ان غادر غرفة المكتب محتارا لضوء الصادر منه فمن مستيقظ بهذا الوقت المتأخر تحرك باتجاهه ليدخل اليه وهو يحدق بظهر جوزفين المنحنية وقبل ان يتساءل وقد اصبح خلفها صاحت بذعر و اسرعت بالاستدارة لترتطم به بقوة مما جعلها تستمر بالصياح بذعر وهي ترفع راسها نحوه وهو يهتف لهتافها المفاجئ ويديه تثبتان على ذراعيها 
- توقفي ( رفعت يديها نحو فمها تخنق صرخة اخرى كادت تخرج منها متمتمة بصوت مرتجف وعينين جاحظتان )
- كيف وصلت الى هنا متى حضرت 
- لمَ تصرخين بهذا الشكل 
- هناك عنكبوت سام قرب الطاولة 
- عنكبوت سام ( كرر قولها فهزت راسها له بالإيجاب وعينيها لا ترمشان امال راسه لينظر من فوق كتفها نحو ساق الطاولة ليرى عنكبوتا اسود غير سام يصعد عليها ليعود بنظره ببطء اليها قائلا بروية ) تعنين هذا الموجود اسفل ثوبك 
ما ان نطق ذلك حتى اخذت تصرخ من جديد وهي تقفز في مكانها لتبتعد وهي تتلفت اسفل ثوبها بذعر قبل ان تتوقف عن الحراك محدقة بابتسامته التي يحاول اخفائها لتشعر بان اخر خيط من التعقل قد فارقها لتحمل كوب الماء الذي على الطاولة وتقذف ما به عليه قبل ان يستطع ادراك ما تنوي وهي تقول 
- ارجوا ان يكون هذا ممتعا بقدر ما فعلت بي 
تجمد في مكانه قبل ان يرفع يده ليمسح وجهه وهو يقول ببطء
- انت لا تتوانين عن فعل اي شيء ( وتحرك نحو الطاولة بينما انشغلت بتفقد اسفل ثوبها ليقوم بحمل قدر صغير من على الطاولة ليبعد غطاءها وهو يقترب منها قائلا ) قد يساعدك بعض الحساء على التفكير قبل التصرف مرة اخرى 
- اه لا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق