انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 يوليو 2011

أبحث عنكِ 11

 - لم ترغبي بمراقصتي
- لا ولكني أثقلت بالطعام ( أجابته ويديها تستقران على أكتافه )
- حسناً هذا الادعاء والان هاتي الحقيقة ( ابتسمت لقوله قائلة )
- يجب أن أحذر منكَ بعد الان
- تحذري أكثر لا لا تحاولي .. تبدين مختلفة الليلة
ابتسمت لقولة وقالت محاولة إخفاء ارتباكها
- كانت فكرة إقامة العشاء رائعة
- أنا أكنُ لباتريك احتراما خاص وأقدره .. وألان أعلميني ما الذي فعلتهِ بنفسك
- هل أبدو سيئة
- تسعين للمديح ( توسعت ابتسامتها لقوله وأجابته )
- الا استحق المديح
- مزاجك هذا يخيفني ( همس بصوت معبر أسرى قشعريرة بجسدها وأضاف ) وعواقبه وخيمة
لم تستطع إخفاء ابتسامتها رغم انها حاولت فقالت
- التعامل مع سيسيل ليس بالأمر السهل فهل تفعل هذا إكراما لوالدها
- لا ( أجابها باقتضاب فنقلت عينيها بعينيه بعدم ارتياح وهي تتساءل )
- إذا فهي تعني لك شيئاً
- بصفتكِ ماذا تسالين هذا السؤال
- بصفتي ماذا ( همست وهي تفتح عينيها جيداً ثمَ أضافت بانزعاج واضح ) لا شيء انسى الآمر كنتُ أحاول الحديث ليس الا
- ء ء ء سريعة الاشتعال كالعادة
- لا لستُ كذلك أني هادئة وهادئة جداً
- أتراهنين
- لا ( تأملها بصمت لثواني وقد أشاحت بنظرها عنهُ ثمَ همس قرب أذنها برقة )
- أن كنتِ تسألين كصديقة فلن أجيب أما بصفتك رفيقه لي فسأفعل
- لستَ مضطراً لإجابتي سيد مورغان
- لا تفعلي هذا
- لم أفعل شيءً
- بلا ( أجابها وهو يعيد رأسها نحوه كي تنظر اليه وأضاف برقة ) أحبُ رؤية عيناك وهما بهذا الشكل
- تتعمد مضايقتي إذا
- اجل ( غرقت بعينيه القريبتين منها ومشاعر جياشة تعصف بها )
- هاي أنتما لما لا تنضمان لنا لتناول الحلوى
هتفت سيسيل لتخرجهما من شرودهما وتعيدهما لأرض الواقع فتمتمت
- أشكرك كانت رقصة جميلة ( فهمس وهو يرافقها لمقعدها )
- وهل رقصنا لا أذكر .

- دعيني احمل هذا عنكِ عزيزتي
قال ماكس لرينيه وهو يحمل حقيبة ملابسهم وينزل الى الرصيف وقد رسوا في الصباح الباكر تبعته سيسيل قائلة
- سأرى أين هو براند ليأتي ويحمل الحقائب
بينما وقفت ليُنارس مستندة الى الحاجز وهي تتأمل المراكب المجاورة والناس المنتشرين على الرصيف الميناء وأستقر نظرها على ادمونت الذي نزل بدوره وساعد رينيه بالنزول وأخذ يتحدث مع ماكس ثم تابعت رينيه التي ابتعدت عنهم وسارت بتردد واضح وفضول نحو فتاة تدير ظهرها لهم وتمسك يدها بيد طفل لا يتجاوز الثلاث سنوات
- جين .. جين أهذهِ أنتِ ( تساءلت رينيه فلتف رأس الشابة نحوها بينما تجمد وجه ادمونت وماكس على تلكَ الفتاة التي استدارت الى رينيه ) يا ألاهي هذهِ أنتِ حقاً ولكن من هذا .. أبنك
- إنهُ طفلي .. ماذا تفعلين هنا لم أتوقع رؤيتك هنا
أجابتها جين بترحاب ثم بدأت الابتسامة تختفي بالتدريج عن شفتيها وقد رأت ادمونت وماكس أخذت ليُنارس تنقل نظرها بفضول بين الفتاة ذات الشعر الأشقر القصير وبين ماكس وادمونت من تراه منهما الذي جمدها بهذا الشكل
- أنا برفقة ماكس أننا زوجان الان .. و ادمونت
تعلقت نظرات جين بهما ثم تحركت نحوهما وهي تسير ببطء تماشياً مع خطوات ابنها وقفت أمامها قائلة
- تسعدني رؤيتكم من جديد ( وتعلقت عينيها بادمونت مستمرة ) كيف أنت
- بخير ( أجابها ثم أبتسم وهو ينظر الى الطفل متسائلاً ) إنه يشبهك كثيراً كم يبلغ من العمر
- ثلاث سنوات ونصف وربتت على شعر طفلها بحنان ثم حولت نظرها الى ماكس مضيفة ) تهاني لك .. لم أعلم بزواجكم الا الان
- أنتِ المخطئة فقد أختفيتي دون أي خبر
حركت حاجبيها بإحراج دون أجابته فسألتها رينيه
- أنتِ في إجازة هنا
- أجل .. ها هو زوجي ( أشارت الى رجل اقترب منهم فتوسعت عينا ليُنارس ولم تبدو المندهشة الوحيدة فزوجها رجل بضعف عمرها غزا الشيب شعره والتجاعيد واضحة عليه أحاطت يده ظهر زوجته التي قالت ) أندرو هؤلاء أصدقائي منذُ الدراسة .. ماكس .. ادمونت .. رينيه
- سعدتُ بمعرفتكم
- هل ستطول أقامتكم هنا ( سألتهم جين )
- بضع أيام ليس الا ( أجابتها رينيه فأضافت جين )
- يختنا هناك ذلك المخطط بالون القرمزي اعرجوا علينا لتناول العشاء
- سنفعل أن تمكنا
- أذاً أسمحوا لنا الان
تمتمت جين وهي تتحرك مبتعدة برفقة زوجها الذي قام برفع طفله عن الأرض ووضعه على أكتافه بينما تابعهم ادمونت برأسه وهما يبتعدان ولم يتفوه أحد بكلمة حتى ابتعدوا مسافة هتفت عندها رينيه بغيظ
- أتصدقون .. يا الاهي ( وحدقت بادمونت مضيفة ) تركتكَ من أجل هذا
لم يجبها ادمونت على قولها بينما قال باتريك الذي لم يفته ما يحدث أمامه لليُنارس وهو يهم بالنزول
- لا تصدقي كل ما تسمعينه .. دعيني أساعدكِ بالنزول
شعرت بالتشوش والحيرة من قول باتريك ولكن صدمتها كانت كبيرة عندما سمعت رينيه وهي تقول لادمونت أنها تركته هل تخلت هذهِ المرأة عنه لما تجد هذا غريباً , افترقوا عند الميناء حيث ذهب ماكس ورينيه الى فندقهم بينما أقلت سيارة فاخرة البقية الى منزل باتريك , تأملت عند وصولهم الفيلا الضخمة المستقرة قرب الشاطئ وأخذت تجول بنظرها بأرجاء الصالة الفاخرة التي توحي بالثراء الفاحش فالأرض تحتوي على أفضل وأفخر أنواع الرخام والمقاعد الضخمة المنتشرة توحي بجو ملوكي والتحف واللوحات تعج بالمكان بالإضافة الى شتلات الورود المنتشرة بشكل أنيق وجذاب أعطتهُ جواً مشرقاً للمنزل رحبت بهم باري زوجة باتريك وقد سرت جداً لرؤية ادمونت وبعد أن جلس باتريك معهم قليلاً أعتذر ودخل مكتبه فطلبت سيسيل من ادمونت مرافقتها لأنها تريد أن تريه شيئاً فبقيت ليُنارس برفقة باري التي أخذت تحدثها كمضيفة لبقة تهتم بضيوفها وعندما عاد ادمونت وسيسيل لحقت باري بزوجها بينما أخذت ليُنارس ترتشف قهوتها بهدوء فقال ادمونت وهو ينظر اليها
- سأرافق باتريك الى الشركة بعد قليل  لهذا أرى أن تترافقا في جولة حول المنطقة وتكونان هنا في الرابعة لأننا سنغادر
- لا مانع لدي
قالت سيسيل وهي تضع قدماً فوق الأخرى بينما أكتفت ليُنارس بالتزام الصمت خرج باتريك وزوجته من غرفة المكتب ليقول
- زوجتي أعدت حفلاً مساء الغد لما لا تحضرونه معنا
- هذا رائع أمي لما لا ادمونت
قبل أن يجيب نقل نظره الى ليُنارس مفكراً وتمنت من كلِ قلبها أن يرفض وعينيها تلتقيان بعينيه الا انه قال
-  لما لا
رفعت كوب القهوة لترتشف منه وتخفي غيظها ستتأخر يوماً اضافياً كان عليها أن تتوقع هذا منه لا يفي بوعده أبداً غادر ادمونت برفقة باتريك بعد لحظات بينما جلست باري برفقتهم لتتساءل عن بعض الأمور وكانت سيسيل تجيبها باقتضاب فشعرت بالغربة بينهم حتى أنهما لم تحدثانها وتجاهلتا وجودها تماماً وأخيراً وقفت سيسيل قائلة
- لنذهب الان ( وأضافت لوالدتها التي كانت تحدثها عن وصول تشكيلة جديدة من أحدث الأزياء ) علي رؤيتهم ( ثم نظرت الى ليُنارس مستمرة ) يجب أن أرفق والدتي ولا وقت لدي لأضيعهُ معكِ ستتدبرين أمورك وأن لم ترغبي بالخروج يمكنك الصعود الى فوق فيوجد غرفة لكِ استريحي فأنا مشغولة الان .. وداعاً ( وسارت مبتعدة الا أنها توقفت واستدارت اليها من جديد قائلة ) والداي يحبان الشيء المميز والجيد لهذا يجب أن تكوني حريصة جداً وانتبهي للأغراض التي بغرفتك ومن الأفضل أن لا ينقص منها شيء ولا تكسري شيئاً وأنتِ تسيرين فكما ترين أغراض المنزل باهظة
شحب وجه ليُنارس تماما واغمقت عينيها وشعرت بالدماء تتجمد في عروقها بينما هتفت باري
- سيسيل ما بك
وقفت ليُنارس وهي ترفع رأسها بكبرياء وتشعر بجسدها يرتجف قائلة بصوت ثابت
- أشكرك على النصائح كنتُ أحتاجها .. الى اللقاء
وتحركت مغادرة منزلهم وهي تشد يديها على حقيبتها انها تتعمد اهانتها انها ليست سوى فتاة وضيعة متكبرة أخذت نفساً عميقاً وما يهمها منهم لن تراهم بعد رجوعها ابداً وحتى أن رأتهم ستدعي أنها لا تعرفهم حسناً سيسيل فقط فوالدها لطيف ولا بأس بوالدتها .

 أوقفت سيارة الأجرة وطلبت منه ايصالها الى السوق أخذت تتجول بالمتاجر تدخل متاجر الثياب وتشاهد ما يعرض به ثم تخرج لتعرج على محل الأحذية ومن بعده التحف وهكذا حتى تمضي الوقت لتشدها لعبة على هيئة قرد يملك ذراعان طويلتان لابد وأنهُ سيعجب روني فدخلت المتجر واشترته ثم جلست في الحديقة العامة التي تعج بالناس وأخذت تتناول شطيرتها بروية وهي تنقل نظرها بين المارة قبل أن تنظر الى ساعتها التي تشير إلى الرابعة والنصف أن الوقت يمر بسرعة دون أن تشعر وقفت وأخذت تسير من جديد ثم توقفت قرب مجموعة من الناس تلتف حول رجل يقدم الألعاب السحرية فأخذت تشاهده ولم تشعر بالوقت يمر الا عندما بدأت الشمس بالمغيب فأوقفت سيارة أجرة لتصعد به
- الى أين ( سألها السائق وهو ينطلق فحركة عينيها بحيرة لا رغبة لها بالعودة الى منزل باتريك ولكن الى أين ستذهب حتى لو قصدت الميناء لن تجد ادمونت هناك ) الى أين آنستي
- الى ( أنها لا تعرف العنوان حتى فقالت محاولة التذكر ) انها بجوار الشاطئ .. يا الاهي ما أسم المكان لقد قرأت الاسم على ألآفته ولكني لا أذكره الان
- قرب الشاطئ .. أتقصدين ميلار ( هزت رأسها بالنفي فالاسم غير مألوف لها ) ربما تعنين الالز انها تقع قرب الشاطئ الغربي
هزت رأسها مرة أخرى ثم قالت
- انها ملك السيد باتريك بورن .. صاحب شركات المالتران
- انها تقع على الشاطئ الشمالي
توقفت السيارة أمام المنزل وقد حل الظلام التام لتغادرها وتطرق على الباب وانتظرت قليلاً لو جاء الأمر لها لما عادت الى هنا أبداً ولكن أين ستذهب فتحت لها الباب مدبرة المنزل ودعتها لدخول وما أن خطت أول خطوة الى الداخل حتى قفز ادمونت واقفاً ومتجهاً نحوها قائلاً بحدة
- أين كنتِ حتى الان ( نقلت نظرها منه الى سيسيل المسترخية بمقعدها ثم عادت نحوه قائلة )
- أتسوق
- تتسوقين ( وأشار إلى ساعته مضيفاً ) حتى هذا الوقت
- مر الوقت بسرعة دون أن أشعر بهِ
- أكان عليك المغادرة بمفردك .. لو تأخرتي دقيقة أخرى كنتُ ذهبت للبحث عنكِ كيف تتجولين دون رفقة أحدهم لما لم تنتظري سيسيل لتذهب معكِ
- ارجوا المعذرة ( قالت مستنكرة قوله وحدقت بسيسيل التي تبتسم بهدوء ثم أعادت نظرها الى ادمونت وسارت نحوه وهمست لهُ بحدة ما أن أصبحت أمامه وهي تشدد على كل كلمة ) صديقتك أسمعتني كلاماً لائق جداً وما كان عليها سوى طردي من هنا وهي التي رفضت مرافقتي ولو جاء الأمر لي لما عدتُ الى هنا أبداً لأسلوبها الفظ معي ولكني اضطررت لأني لا أعرف أحد آخر هنا
تمعن النظر بها بعد قولها وحرك رأسه الى الأعلى بانزعاج ثم حرك نظره الى سيسيل وهز رأسه بيأس فوقفت سيسيل بدورها قائلة
- سكرتيرتك وعادت أنذهب الان
بقي يحدق بسيسيل بصمت ولكن ليُنارس شعرت بعصبيته التي يحاول إخفائها ثم عاد برأسه نحوها قائلاً
- غيري ملابسك سترافقيننا
- مهلاً .. مهلاً ما هذا ( قالت سيسيل معترضة ) لم أنتظر كل هذا الوقت حتى ترافقنا في النهاية دعها تستريح انها متعبة اليس كذلك ليُنارس
- لا أعتقد أنها ستمانع
أجابها ادمونت قبل أن تفعل ليُنارس فضمت سيسيل شفتيها بغيظ قبل أن تقول
- حسناً كما تريد .. الغي الموعد لن أذهب سأذهب لنوم فقد مللتُ من هذا الجو الممل .. أنتم مملين
وغادرت غاضبة فهمست ليُنارس بصدق عند اختفائها
- لا أقصد أن أسبب أي مشكلة ولكن لأعلم ما الذي جرى لها
- لستِ السبب .. انها هكذا ( أجابها ادمونت بإعياء وهو يضع يده بين عينيه ثم نظر اليها مضيف ) لا تخرجي مرة أخرى دون ترك خبر أين أنتِ كدت افقد أعصابي فأنتِ لا تعرفين المكان
- ارجوا أن تعذرني فلم تكن لي رغبة بالعودة الى هنا لقد تعمدت أهانني بشكلِ جارح ولو كنت اعلم أين تكون لذهبت اليك
أخرج تنهيدة عميقة من صدره وهو يجيبها
- دعكِ منها .. أين ذهبتي
- تجولتُ بالسوق وجلستُ في الساحة الكبيرة
- ماذا أشتريتِ ( سألها وهو يحدق بالكيس الذي تحمله )
- إنهُ هدية لروني قرد
أجابته وهي تسحبه من الكيس وتريه إياه فارتخت ملامحه وأبتسم بدوره
- سيعجبه ولا شك .. ما رأيك بالعودة الى السوق غداً سنحضر حفلاً ولا أعتقد أنكِ أحضرتِ ثوباً .. أم فعلتِ
أضاف وابتسامتها تتوسع فرفت كتفيها
- أوديل أصرت على أن تضع لي واحداً بالحقيقة رغم اعتراضاتي
- أذاً فلقد أحسنت .. أنتِ متعبة
- قليلاً
- أتتحملين نزهة أخرى الان
- آه حسناً لن أفوت الفرصة فلستُ كل يوم هنا
- أذاً ضعي أغراضك فوق لنخرج
- لن اتأخر ( قالت وهي تتخطاه ثم توقفت واستدارت اليه مضيفة ) لا أعرف أين هي غرفتي
- سأرشدكِ اليها ( صعدت الى الطابق الثاني برفقته وهي تتساءل )
- أين السيد باتريك وزوجته
- لديه عشاء عمل
- إنه كثير العمل منذُ وصولنا ولم يسترح
- إنها عادته .. هذهِ غرفتك
فتح لها الباب لتنسل الى الداخل بهدوء اقتربت من السرير وهي تجول بعينيها بهذهِ الغرفة ذات السرير الكبير الذي يتوسطها مع أبواب الخزانة المنقشة بشكل يلفت النظر وضعت الكيس على السرير وخرجت برفقته
- لا سنذهب من هنا
أمسك ادمونت ذراعها جاذباً إياها الى الطريق المعاكس للتي قدموا منها سارت معه  ليخرجا من الباب الخلفي للمنزل ليقوم بوضع عصى عند مقبض الباب تفصله وتمنعه من الانغلاق بشكل جيد فأطلت ابتسامة حائرة على شفتيها وهي تتساءل
- ماذا تفعل لمَا نخرج خلسة .. تبدو معتاداً على هذا الأمر
- أنا كذلك .. وهكذا لن نضطر لطرق على الباب الرئيسي عند عودتنا وإزعاج احدهم ليفتح لنا الباب ..  هيا بنا
وقفا على الطريق الرئيسي وأوقفا إحدى السيارات المارة تحدث ادمونت مع الرجل المسن الذي يقودها قليلاً ثم فتح لها الباب قائلاً
- وافق على أن يقلنا معه
صعدت وشعورٌ غريب يتملكها انها تقوم الان بمغامرة غريبة مع ادمونت لم تكن لتفكر بها يخرجان خلسة ويوقفان سيارة لتقلهما .

شكرا الرجل عند نزولهما في السوق وأوقفا سيارة أجرة ليستقلاها فهمست لادمونت وهي تجلس بجواره
- الى اين نحنُ ذاهبون
- سترين ( أجابها باقتضاب وعينية تلمعان بمتعة ) .

- لا توقف لن العب المزيد
- انها الأخيرة هيا
- ولكني أخاف المرتفعات
- ليست مرتفعات ليُنارس
- كما أن سابقتها لم تكن مخيفة لا لا انظر أنه يلتف بنا رأس على عقب .. لا أحب الفكرة
- أنتِ جبانة حقاً
- حسناً فل يكن أنا جبانة لن أصعد به ( قالت بطفولية وهي ترفض فكرت الصعود الى القطار المعلق فأخذ ادمونت يشجعها بمرح الى أنها أصرت ) قدماي لا تتحركان .. لما علي أن أفعل ما تطلبه دائماً
- لأن الأمر ممتع ثقي بي
- حسناً حسناً سأصعد ( قالت وهي تتخطى الحارس لتدخل وتضيف لادمونت ) ولا أريد أن اسمع صراخك ها
- لا تقلقي من اجلي المهم أن تحافظي على أعصابك ولا تخافي
- أنا محافظة عليها جيداً ( ثم أمسكت ذراعه متوسلة ) لمَا لا نعود لا أريد الصعود
- هيا تشجعي .. ستكونين بأمان
وبالفعل كان الأمر في البداية مرعبً وأخذ قلبها يخفق بشدة والقطار يتحرك وقد جلس ادمونت بجوارها وثبت الأحزمة الضخمة بإحكام ثم بدء الأمر يصبح ممتعاً جداً وأخذت تصرخ بمرح وفزع معاً والهواء يلفح وجهها بقوة .
 أخذت تتأمل مجموعة الدببة المعروضة على الرفوف بفضول ثم أشارت الى واحد ذا لون بني متوسط الحجم
- ذلك إنه يذكرني ببوبي
- حسناً أن استطعت إسقاطها سأحصل على البني
قال ادمونت للعامل وهو يصوب بندقيته نحو مجموعة من البطاقات الصغيرة المصطفة بجوار بعضها وبها علامة في الوسط أصاب أول بطاقة فسقطت الى الخلف ثم أصاب التي تليها بمهارة وهكذا حتى أسقطها جميعها
- أنت ماهر ( قال العامل وهو يناوله الدب فشكره وناوله لليُنارس قائلاً )
- مع أني أجد بوبي أجمل ( حملت الدب بمرح قائلة )
- إنه لا يؤذي على الأقل
- لنجلس هناك
سارا معاً نحو مطعم صغير يضع موائد على الطريق جلست بينما غاب ادمونت في داخله قليلاً وعاد وهو يحمل كوبان من العصير ولم تمضي عدت دقائق حتى وضِع الطعام أمامهما فأخذت تأكل بشهية قبل أن تتساءل
- متى سنغادر ( فأجابها بعد أن أبتلع لقمته )
- أعتقد أني سببتُ لكِ مشكلة بالعمل بسبب التأخير
- فعلت .. سأحضر هديه لروبير كتعويض له
- ستستمرين بالعمل لديهم
- ولما لا ( توقف عن تناول طعامه ونظر اليها بجدية قائلاً )
- أن عرضت عليك العمل بشركتي .. بشكل جدي في قسم الشؤون القانونية أتفعلين
صمتت قليلاً دون اجابته ثم عادت بنظرها نحو طبقها وأخذت تحرك شوكتها بهِ ببطء قبل أن تقول
- لا ( هز رأسه ببطء وعينيه مستقرتان عليها ثم عاد ليتناول طعامه بصمت )
- أنتما هنا أيضاً
نظرا معاً الى ماكس ورينيه الذين يقتربان منهما بحماس لرؤيتهم وجلسا برفقتهم
- لم أتوقع رؤيتكم هنا أين سيسيل
سألت رينيه فأجابها ادمونت ولم يبدو عليه الحماس لرؤيتهم
- انها متعبة وأنتما كيف أمضيتما نهاركم
- كان رائع ( أجابته رينيه وأخذت بإعلامهم كيف امضوا الوقت قبل أن يقول ماكس )
- لن نعود برفقتكم ( نظر اليه ادمونت فاستمر ) قررت ورينيه أن نمضي إجازتنا جميعها هنا ثم نعود ( آه همست ليُنارس لنفسها إذا ستعود برفقة ادمونت وسيسيل لابد وان الأمر سيكون كارثة بينما استمر ماكس ) أمازلت تنوي المغادرة الليلة
- لا فقد دُعينا لحضور حفل عند آل بورن مساء الغد
- سيكون هذا ممتعاً ( قالت رينة قبل أن تنظر نحو ساعتها قائلة لماكس ) هيا بنا عزيزي نراكما فيما بعد استمتعا
أضافت وهما يغادران فتابعتهما قبل أن تنظر نحو ادمونت الذي عاد نحو طعامه شارداً .
- لقد استمتعت حقاً .. إنه يوم مميز ( قالت باسترخاء وهي ترفع رأسها الى الخلف ليستقر على ظهر المقعد في السيارة التي تقلهما الى المنزل ونظرت الى ادمونت الجالس بجوارها يتأملها مضيفة ) أشكرك ( أبتسم لها فجلست جيداً وعينيها لا تبتعدان عنه قائلة باهتمام ) لا تبدو سعيداً لماذا ( لم يجبها بل أظهر ابتسامة على شفتيه من جديد فحركت الدب الذي تحمله مقلدة صوت الأطفال ) انظر اليه إنه عابس رغم محاولته
- هلا توقفتي
قال ضاحكاً لتصرفها وهو يرفع حاجبيه الا أنها رفعت الدب اليه مضيفة بذات الأسلوب
- يحب رفقة بوبي على رؤيتي .. ولكني سأثبتُ لهُ إني الأفضل فأنا أجلس مكاني دون حراك ولا
أخذ الدب من يديها مقاطعاً إياها ومعلقاً بمرح
- سيظن السائق أننا شربنا كثيراً
- ألم نفعل ( سألته مداعبة وهي تدعي المفاجئة )
- لا أذكر
- آه وماذا كانت تلك ولكن أتعلم جيداً إنك لم تشرب كثيرا  فالسلاح الذي تحمله معك خطير ولو شربت كوباً على السبع أكواب لكنتَ سَكرت
حرك السائق نظره نحوهم ببطء وقد بدا الفزع واضحاً بعينيه لقولها فأبتسم ادمونت وتوسعت ابتسامته وهو يقول
- لا تستمع لها انها تحاول اخافتك
- اجل لا تستمع لي أنا لم أرى سلاحاً على جنبه الأيمن ولا أعرف أنه مسروق
- ليُنارس ( هتف ادمونت دون أن يستطيع أخفاء ابتسامته فأضافت )
- ولم تشرب الليلة ثلاث زجاجات أبدا أبداً لم تفعل أنا بكامل وعي وأنتَ كذلك
أوقف السائق السيارة فجأة مما حركهما للأمام بقوة , رفع ادمونت يديه للسماء قائلاً والسيارة تبتعد عنهما بعد أن أصر السائق على أنزالهما
- أيروق لكِ الأمر ها نحن قد رمينا بالطريق ( أخذت تضحك وهي تتراجع وتقول )
- ولما لا لتجرب الرمي بالطريق
- أيتها ( قال وهو يسير نحوها مهدداً الا أنها استمرت بالتراجع ضاحكة ) سأقتلك
صاح بها دون استطاعته أخفاء رنة المرح من صوته فاستدارت جارية قبل أن يصلها وأخيراً توقفت لاهثة وهامسة
- أستسلم ( أحاطها بذراعيه وهو يصل اليها وقد كانا مقطوعي الأنفاس فوضعت يديها على صدره لتستند به وهي تحاول تنظيم أنفاسها قائلة ) سرت كثيراً اليوم
وارتخت بهدوء لتجلس متربعة على الطريق فجلس ادمونت القرفصاء أمامها قائلاً
- ماذا تفعلين
- أحاول التقاط أنفاسي
- آه ذكريني أذاً هاجمنا أحد أن أستعمل سلاحي الذي على جنبي الأيسر لأني لم أحشو الذي على جنبي الأيمن
- حسناً
هزت رأسها لهُ بمرح فجلس بجوارها وهو يهز رأسه بيأس وأخذ يحدق بالطريق الخالية قائلاً
- لا أثر لأي سيارة
- كم الساعة الان
- الثانية والنصف
- مر الوقت بطريقة غريبة
- المشكلة أننا سنعود سيراً على الإقدام الان
- آه لا ادمونت أنا متعبة بحق لا أستطيع السير
- أنتِ من ورطنا بهذا الم تجدي قصة أفضل من حملي لسلاح
- كان بإمكانك اقناع السائق بالعدول عن رأيه ولكنك لم تفعل .. هناك ضوء
أشارت بيدها الى ضوء بعيد عنهم يقترب بالتدريج فنهضا وأخذ ادمونت يشير لسائق السيارة الذي توقف لهم فصعدا معه , شكرا الشاب الذي قام بإيصالهم وتوجها نحو الباب الخلفي لتهمس بصوت منخفض
- انها ليلة غريبة الا تلاحظ ذلك (  ونظرت الى السماء مضيفة ) السماء صافية لا أثر لنجوم بها
ولكنه لم يجبها بل شرد بالباب قبل أن يقول
- قام أحدهم بإغلاق الباب
- ضبطنا أذاً
- أجل أعتقد ذلك
- ماذا سنفعل الان
- سندخل من الباب طبعاً ( قال وهو يضع يده على ظهرها لتسير فتوجها نحو الباب الرئيسي وأضاف عندما رأى الضوء المشع من الداخل ) أحدهم بانتظارنا
ما أن طرق على الباب حتى فتح ودعتهما الخادمة فهمست
- جيد أنها هي المستيقـ
توقف عن المتابعة وقد رأت سيسيل جالسة على المقعد وتحمل بيدها كأساً وتحدق بهم فقام ادمونت بإلقاء التحية
- مساء الخير
- تقصد صباح الخير
- لن نختلف على بضع ساعات
- آه حقاً ( أجابته بسخرية واضحة ونقلت نظرها منه الى ليُنارس ثم عادت نحوه وهي تقف مضيفة ) أنتَ لا تغير عاداتك أبداً .. لم أتصور أن تخرج بعد أن جعلتني أنتظر عدت ساعات حتى تأتي هي لتدعني وتخرج برفقتها
- أنتِ من لم يرد الخروج شعرت بالملل
أجابها ادمونت دون اكتراث ضمت شفتيها بعصبية وحدقت بليُنارس قائلة
- الا ترين أننا نتحدث ماذا تنتظرين
- أُحذرك من تكرار ذلك
قال ادمونت ببطء وحدة وامسك ليُنارس من ذراعها كي لا تسير الا انها نظرت اليه قائلة
- سأذهب لنوم .. أنا متعبة حقاً ( وتحركت مبتعدة عنه وهي تنظر الى سيسيل مضيفة ) تصبحين على خير
- أراكِ غداً
قال ادمونت وهو يتابعها بنظره فهزت رأسها بالإيجاب وهي تصعد الأدراج لتختفي بالممر وتبتعد الى أنها توقفت مسندة ظهرها على الحائط خلفها بإعياء دون قدرتها على الابتعاد وهي تسمع أصواتهما تريد أن تعلم عن ماذا يتحدثون
- أين المشكلة سيسيل حتى هذهِ اللحظة لا أعرف
- بربك ادمونت الى متى ستستمر بهذهِ التصرفات قلتُ لا بأس فل يلهو من اليسا الى والى والى وفي النهاية أراكَ مع هذهِ هذهِ ادمونت
قالت سيسيل بثورة غضب فأجابها ادمونت بحدة
- من الأفضل أن تصعدي الان الى غرفتك لأنكِ أسرفت في الشراب وما تتحدثين به لامعنا له
- لا سأتحدث وستسمعني أنا آسفة أنا أعتذر الى متى سأقول لكَ هذا لم أقصد جرحك ادمونت الى متى ستعاقبني ( شعرت ليُنارس بالدماء تصعد الى وجهها لحديث سيسيل التي استمرت ) أمرا ومضى عزيزي وقد نلتُ عقابي فأرجوك لا تستمر بهذهِ التصرفات انها تجرحني
- هلا توقفتي عن هذا فأنتِ تتوهمين أنا لا أعاقبكِ على شيء ولا أريد أن تعتذري وأنتِ لا تدركين ما الذي تقولينه
- بل أنا مدركة
- ليس وأنتِ محتسية زجاجة ونصف لمَا عُدتِ لشرب الم تنتهي منه
- ادمونت ( قالت بصوت متوسل ومستمرة ) نجحت بإغاظتي بسكرتيرتك اهتمامك بها سيقتلني أقسم أني لن أتصرف برعونة بعد اليوم لهذا توقف عن هذهِ التصرفات
- كيف أفهمك أن كان بيننا شيء وأنا أقول أن كان فقد أنتهى منذُ سنين سنين طويلة سيسيل وأنا لا أحتاج لأغاظتك كما أني لا أتصرف كما أفعل كردة فعل لما فعلتهِ صدقي هذا
- بل أنا اعلم أنت لا تريد أن تعترف بذلك
أخذ ادمونت نفساً عميقاً وحدق بالفتاة الغير متزنة أمامه ثم قال
- اصعدي الى غرفتك
- لا .. اريد أن أبقى معك ( أجابته وهي تقترب منهُ فتراجع قائلاً )
- من الأفضل أن تصعدي الى غرفتك فأنتِ لستِ بكامل وعيك
- بل أنا بكامل وعيي وأنا أعلم أني مغرمة بك
- توقفي ( قال بنفاذ صبر فضمت سيسيل شفتيها بغضب قبل أن تنفجر به )
- انها تلك الفتاة لم أراك تتصرف بهذا الغباء سوى معها استطاعت ايقاعك اليس كذلك ولكن تأكد ما أن تغدقها بالمال حتى تنال ما تريده منها وعندما تمل ستعود لي أنا .. أنا ادمونت
- بدأتي تجنين أيضاً
- تباً أنا أعقل منك
- أنا سأصعد لأرتاح
- قف انه منزلي ولن تبقى بهِ أخرج
صاحت بهِ وهي تشير بيدها الى الباب فلمحها ادمونت بنظرة من رأسها حتى أخمص قدميها قبل أن يتحرك صاعداً الإدراج وهو يقول
- لو لم تكوني ابنة باتريك لكان تصرفي مختلفاً معك
أسرعت ليُنارس نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها بروية شعرت بخطواته التي توقفت أمام غرفتها فتجمدت في وقفتها سيدخل الا أنهُ وقف قليلاً ثمَ تحرك ليستمر نحو غرفته فتنفست الصعداء متجهة نحو السرير دون ان يفارقها حديثهم تلك الليلة .
 طرقات خفيفة على باب غرفتها في صباح اليوم التالي جعلتها تفتح عينيها ببطء ثم فتحتهما جيداً وهي ترى ادمونت يدخل فتحركت لتجلس بارتباك
- آسف لإزعاجك 
قال وأغلق الباب خلفه وأقترب من سريرها وهي تجلس جيداً فجال بنظره بأرجاء الغرفة قبل أن يقول وهو يسير نحو النافذة
- لم أستطيع النوم وأنا أفكر
- بماذا ( تساءلت فصمت لثواني دون اجابتها وقد شردت عينيه بالخارج فتحركت من سريرها وتناولت روبها ارتدته وهي تضيف وقد لمحت الساعة التي تشير الى السابعة صباحاً ) ماذا هناك
اقتربت منه ووقفت بجواره متأملة وجهه المرهق فهمس دون أن يغير وقفته أو حتى النظر اليها
- لنغادر اليوم
- اليوم .. بعد الحفل ( تساءلت وهي تلاحقه بنظراتها فهز رأسه بالنفي قائلاً )
- لا بعد قليل ( رفعت كتفيها بتردد قائلة )
- كما تريد .. لا مانع لدي
- سيسيل لن ترافقنا
قال بصوت هادئ وهو ينظر اليها فتوسعت شفتيها تريد الاعتراض الا انها عادت لضمهما بسرعة وقد تذكرت ما جرى بينه وبين سيسيل البارحة فقالت بهدوء
- لا بأس ( وعندما شاهدت عينيه تتأملانها قالت بحرج ) سمعت .. ما ..
وحركت يدها دون أن تكمل فبقي يتمعن النظر بها ثم قال أخيراً
- سمعتِ ما جرى بيننا البارحة
هزت رأسها له بالإيجاب فادخل يده بشعره وهو يبتسم ابتسامة باردة قائلا
- إنها تُجن وتفقد السيطرة على أعصابها
- إنها مغرمة بك ( حدجها بنظرة مستنكرا عندما قالت ذلك ثم هز رأسه بالنفي قائلا )
- لا ذلك الكلام الذي قالته كانت ستقوله لأي شخص يقف أمامها البارحة .. أنتِ لا تعلمين أنها كانت مرتبطة
- لا لم أكن اعلم
- قصة طويلة .. باتريك بالأسفل برفقة زوجته سنعتذر منهم ثم نغادر .. موافقة
- حسناً
أجابته بالإيجاب فرقت ملامحه وغاصة عينيه بعينيها وهمس وهو يتحرك 
- لا تتأخري
هزت رأسها لهُ بالإيجاب فانسحب بهدوء وغادر غرفتها اغتسلت وارتدت ملابسها ولم تستطيع أن تتجاهل هذا الشعور الذي ينتابها منذُ أخبرها بمغادرتها معاً لم تخطط للعودة معه بمفردها
- أنتِ مستعدة ( جاءها صوت ادمونت من خارج الغرفة ففتحت لهُ الباب وقد حملت حقيبتها )
- أجل
نزلا سوياً ليجدا باتريك وزوجته يجلسان على الشرفة المطلة على البحر فانضما اليهما وأعلمهما ادمونت برغبته بالمغادرة وهم يتناولون القهوة فأعترض باتريك الا أن ادمونت أعلمه بأن أمراً طارئ حدث في العمل ويجب أن يعود
- ولكن سيسيل الم تكن تريد مرافقتكم
- لا عزيزي انها متعبة ( أجابته زوجته بغموض وحرج معاً فسألها بحيرة )
- ما بها
- تعاني من صداع
- عادت لشرب ( هزت رأسها بالإيجاب لهُ فحرك باتريك رأسه الى ادمونت وقد شحب وجهه )
- رايتها البارحة ( تردد ادمونت في الإجابة الى أنهُ قال أخيراً )
- أجل .. قليلاً .. وعلى ما يبدو أنها أسرفت بالشرب .. الم تكمل علاجها
- إنها ترفض وتصر بعناد على الرفض
جلست ليُنارس تستمع للحديث الدائر بفضول فلم تبدو أنها تعاني من شيء حتى ليلة أمس على الأقل ولم تستطع إخفاء فضولها أكثر فما أن أصبحوا بالسيارة التي تقلهم الى الميناء حتى اقتربت من ادمونت هامسة
- ما بها سيسيل مما تعاني ( أبتسم لفضولها وأجابها مقلداً إياها هامساً )
- تعاني من اكتئاب حاد أصابها بعد فشل زواجها
- بدت لي على ما يرام من كان ليعلم .. مسكينة
- هي من جلب هذا لنفسها
- ولكنها تقول أنك تعاقبها ( قاطعها ادمونت قائلاً باسترخاء )
- عندما بدأت الدراسة قضيت عاماً هنا أخبرتك ذلك من قبل ( هزت رأسها بالإيجاب وهي مصغية لهُ تماما فأستمر وقد أسعده عدم إخفائها لفضولها حوله ) وبما أني في منزل واحد معها فقد كنت ادعوها للحفلات وبعض الرحلات كانت مرافقة جيدة وممتعة الى أن تعرفت بآل فأخذت تواعده دون أن يعلم أحد وبعد فترة قدمتهُ لعائلتها بأنهُ زوجها تزوجا سراً كان يريد نقودها فأوهمها بحبه وأستطاع الإيقاع بها كان يعمل بأحد الفنادق وأوهما أنه يملكه وصدقته وبعد فترة أفلس فأستقبلهما باتريك من أجل أبنته ثم لم يعد يحتمله فطلب منهُ المغادرة وتأمين حياة لهُ ولزوجته .. وبعد فترة تخلى عنها تعرضت لصدمة كبيرة جراء هذا وأخذت تسرف بالشرب .. والديها يحاولان مساعدتها بكل الطرق وادخلها والدها بمشروع الدومل لكي تشغل نفسها بالعمل ليس الا
- ولكن ما كانت لتقول لكَ ما قالتهُ البارحة ( قالت بإصرار لادمونت الذي تعمد عدم أجابتها عن سؤالها ) الا اذا .. اذا كان يوجد أمر ما بينكما
توسعت ابتسامته وأجابها
- بعد زواجها غادرتُ منزلهم لأسباب غير التي اعتقدتها فأنا كنتُ أريد استقلاليتي ولم أكن أحظى بها بمنزلهم لهذا غادرت ولكنها اعتقدت أنها بزواجها من آل آذتني لأني مغرم بها لذا غادرت .. وهي نادمة على هذا الان
- وأنتَ لم تكن كذلك
- لو حدث ذلك لما سمحت لها بمجرد التفكير بمقابلة غيري .. لما تسألين
- آه .. أنا .. إنهُ مجرد حديث حتى نصل الى الميناء .. ليس تلا
أجابته وهي تجلس جيداً في مكانها حسناً الان يمكنها أن تحذف سيسيل من القائمة ولكن يوجد الكثير غيرها .

- بوبي في الأسفل
قال ادمونت وهي تهم بالنزول الى داخل اليخت فتراجعت الى الخلف قائلة
- من الأفضل أن تنزل قبلي إذاً
- لم يشاهد أحد هذا الكلب الا أحبه الا أنتِ
قال لها وهو يدخل أمامها وما أن أصبح بالغرفة حتى جرى بوبي نحوه وقفز عليه فداعبه ادمونت بينما ابتعدت ليُنارس من خلفه بحذر وهي تقول
- أنتَ تستطيع سنده عندما يقفز عليك بهذا الشكل أما أنا فأتهاوى على الأرض لقد جربت الأمر
ربت ادمونت على كلبه بمودة قائلاً
- سأحرك اليخت .. هيا بنا
قال لبوبي الذي صعد خلفه فقصدت ليُنارس غرفتها ووضعت حقيبتها بها ثم أخذت تعد القهوة تشعر باضطراب حقيقي لمجرد بقائها بمفردها معه
- أشكرك
قال وهو يتناول كوب القهوة من يدها وعاد ليركز على القيادة فأسندت نفسها على الباب وأخذت ترتشف من كوبها وهي تتأمل بوبي المستلقي باسترخاء قرب أقدامه ثم حركت نظرها نحو الميناء الذي يبتعد شيئاً فشيء
- والدتي تدعوكِ لحفل
- تحدثت معها
- هاتفتهم قبل مغادرتنا ( أجابها دون أن يبعد نظره عما أمامه فقالت بتفكير )
- لا أعتقد أني استطيع
- ولما لا إنهُ بعد غد وسأعمل على أن نصل غداً
- سأفكر بالأمر
أجابته بصوت حائر يعبر عما يدور في داخلها فأمر هذهِ الدعوة أربكها انها تنوي أعطائه المال بعد هذهِ الرحلة ولا تريد رؤيته بعد الان
- أين شردتي
- أفكر
- أأستطيع أن اعلم بماذا
- بالكثير .. وبتشويش .. لا شيء محدد .. رأيت مجموعة من الكتب في الأسفل أأستطيع قرأت أحداها
- اختاري منها ما تريدين
- أشكرك
أجابته باقتضاب وهي تتحرك لتنزل الى الأسفل أمضت الوقت مسترخية على المقعد وهي تقرأ بأحد الكتب وأستمر ادمونت يقود اليخت دون توقف فأعدت بعض الشطائر وصعدت اليه من جديد بدا مسترخياً وهو يتابعها بعينيه وهي متجهة نحوه
- الم تشعر بالجوع بعد
- كنتُ أتساءل متى ستتذكرينني
- أأستطيع أن لا افعل ( قالت ممازحة واستمرت عندما رفع حاجبيه لقولها ) ومن سيقلني الى بلدتي أن فعلت
- آه نسيتُ أني السائق لديك
- لا بل أنتَ أفضل رجل لهذا ستقوم بإيصالي
- وقد أرميكِ بالطريق
- ولكنك ستعود ( أجابته بمرح فلتمعت عينيه باستمتاع وهو ينظر اليها ويقول )
- أصبحت لديكِ ثقة غريبة بي .. مارأيك بأن تقودي قليلاً
لم تمانع فتحرك ليقف بجوارها ويسند ظهره متأملا إياها وهو ويتناول شطيرته فقالت معترضة على وقفته
- أفضل أن تنظر الى هذهِ والا خرجت عن المسار دون أن أعلم
- ولكن أنا أتناول طعامي ولهذا أريد أن أرى وجهاً جميلاً يفتح لي شهيتي
وبالمقابل نضيع ونضل طريقنا
- لن نضيع
أجابها مبتسماً ثم أخذ يتناول طعامه بهدوء بينما حاولت التركيز على القيادة أخذ يتأملها مفكراً فنظرت اليه متسائلة ومبتسمة
- ماذا
- أحقا لم تفكري يوماً بلأرتباط
تصلبت رغماً عنها وحاولت جاهدة أن يخرج صوتها ثابتا وهي تقول
- لم يكن لدي الوقت الكافي حتى أفكر بهذا في الحقيقة لم يكن لدي الوقت لعمل الكثير من الأمور فمن العمل الى الدراسة ولو تركت أو سهوت عن أي منهما لما كنتُ ما أنا عليه الان
- فكرتي أين ستعملين
- لا ليس بعد ( قضم من شطيرته قبل أن يعود ويقول لها وعينيه لا تفارقانها )
- ما أن تتخلصي مني حتى تذهبي للعمل تحت رأست غيري .. لما لا تحصلين على مكتب خاص بكِ .. الأمر يستحق التفكير اليس كذلك
- لا .. أفهم ماذا تعني
- عرض عليك باتريك العمل لديه وهذا سيؤمن لكِ دخلاً جيد جداً .. صدقاً لما لا تقبلي عرضه لن أنزعج فأنتِ لكِ الحرية بالعمل أينما تريدين
صمتت لثواني قبل أن تجيبه
- لا لن أفكر بالأمر
- لماذا
- انه يعتقد أني ملمة بادرت الأعمال ولست كذلك
- ولكنك بحاجة الى عمل يعطيكِ دخلاً
- أحاول الاكتفاء بعملي في المكتبة كما أن روجيه يساعدني كلما أستطاع
حلت لحظة صمت بعد قولها وقد شرد ادمونت ونظراته معلقة بها بينما أخذت تنظر الى بوبي بحذر وهو يتحرك بالغرفة قبل أن تقول
- الطقس مغبر اليس كذلك
- اجل ستمطر
- آه
- لهذا علينا السير قدر المستطاع
- أيوجد خطر
- لا .. لا شيء مقلق
- لم تكن الرحلة كما توقعت اليس كذلك
- حققت بعض أهدافها على الأقل فقد تم توقيع عقدين مع باتريك بالإضافة لمشروع منزله الجديد واستمتعنا برفقة ماكس ورينيه .. وسيسيل .. ولم يعودوا برفقتنا وهذا أمر جيد .. ولا ليس جيداً بالإضافة تلى هدف آخر ( نظرت اليه لصمته فأضاف ) أعتقد أني حققته .. أرجوا ذلك على الأقل ( أكمل تناول شطيرته قبل أن يعود للقول ) أمامنا عمل كثير عند عودتنا ( وعقد يديه مضيف ) سأباشر بالإشراف على مشروع الدومل شخصياً .. وسأحتاج الى مساعدتك فلا اعتقد أن سيسيل ستستمر بالمساعدة
أستمر بالحديث بينما أصبحت بعيدة عنه لا تعي ما يقوله تشعر أنها جبانة لعدم أبلاغه بنيتها الرحيل بعد هذهِ الرحلة ولكن لا لن تخبره ليس الان على الأقل
- ليُنارس ..ليا .. آنسة ريمونت ( رمشت وهي تنظر اليه وتراه يحدق بها )
- شردت قليلاً ماذا كنتَ تقول
- أنت كثيرة الشرود
- أمور كثيرة ( أجابته وهي تحرك أكتافها ) تدور في عقلي
- لما لا تشاركيني بها ( صمتت دون اجابته فقال بصوت خافت وعينيه مستقرتان عليها )
- مازلتِ لا تثقين بي
- لو لم أكن أثق بك لما كنت هنا
- إذاً لما هذا التردد ( غرزت أسنانها بشفتها السفلى ثم رفعت كتفيها وهي تلتقي عينيه )
- إنها أشياء أفكر بها .. ليست بذو أهمية ..
ولكنه علم أنها ليست صادقة فذلك الوميض الحزين الذي يشع من عينيها يقول لهُ ذلك فتحركت يده لتحتضن خدها وهو يقرب وجهه منها
- ما بكِ ما الذي يجري
أخذت تحرك عينيها بعينيه القريبتين منها وهي تشعر بملمس أصابعه على خدها وهزت رأسها هزة خفيفة بالنفي وهي تهمس
- لا شيء
ظهرت ابتسامة حنونة على شفتيه دون أن يبعد عينيه عن عينيها فرمشت محاولة طرد تلك المشاعر التي تجتاحها في هذهِ اللحظة وحركت رأسها بعيداً عنه مدعية أنها تريد التأكد من مسارهم قائلة بصوت متلعثم
- أظن أننا ابتعدنا عن مسارنا ( بقيت عينيه تراقبانها وهو يقول بصوت عميق )
- لا أننا بالطريق الصحيح
زاد اضطرابها فحاولت عدم النظر اليه نقل نظره بهدوء من وجهها الى يدها الممسكة بالمقود وحرك يده ليمسكها الا أنها سحبتها فلا تريد أن يلمسها الان شعرت بوجنتيها تحمران لتحديقه بها بصمت قبل أن تتحرك يده الى مفتاح المركب ليوقفه فحركت نظرها نحوه بتردد كبير وهي تهمس
- لا تريد أن أقود
- بل أريد أن أفعل هذا
وجذبها اليه ليحتضنها أرادت أن تقاوم وحاولت الرفض الا أن يديه التي احتضنتها أسرتها بقوة فأغمضت عينيها وهي تشعر بصدره الذي ينبض إنها لا تستطيع التفكير بشكل سليم وكل تلك المشاعر تعصف بها والتي لم تألفها من قبل ارتفعت يده على ظهرها مما جمدها وهمست بصعوبة
- توقف
الا أن يده استقرت على شعرها وأخذ يتلمسه بنعومة لا لن ترفع رأسها له لن تفعل أن نظرت اليه لن تستطيع مقاومته أحنى رأسه نحوها وهمس قرب أذنها بصوت رقيق جياش
- من الأفضل أن تعودي الى داخل اليخت بينما أقود أنا
هزت رأسها بالإيجاب فأرخى يده ببطء لتسرع بمغادرة غرفة القيادة دون أن تنظر اليه دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها وأسندت نفسها عليه وهي تحاول أن تأخذ نفساً عميقاً عله يهدأ من اضطرابها ومما يجري بداخلها أن أراد أن يثبت لنفسه أنهُ أستطاع جذبها فقد أنتصر عليها كانت مرافقته حماقة حماقة كبيرة متى ستتعلمين الاستماع للآخرين الم تحذرك أوديل الم تفعل .
 بدأت الساعات تمر ببطء وهي لا تجرؤ على الخروج من غرفتها فاستلقت على السرير وأخذت تقرأ احد الكتب دون تركيز الا ان شعرت باليخت يتوقف عن الحراك ليتناهى لها بعد قليلا صوت تحرك ادمونت بالصالة ولم تمر بضع دقائق حتى طرق باب غرفتها وأطل بينما كانت تجلس بارتباك
- الن تتناولي العشاء .. هيا لقد أعددته ( تبعته لتجده قد أعد كل شيء فجلست أمامه قائلة )
- أصبح الجو بارداً اليس كذلك
- بعض الشيء .. أتشعرين بالبرد
- لا لا شيء غير محتمل
- الم تحضري معك ثياباً دافئة
- لم أعلم أن الطقس سيتغير .. ولا اعتقد أن الطقس سيسوء أكثر
أجابته وهي تبتسم وتتناول طعامها فقال وهو يبدأ تناول طعامه
- لدي بعض الثياب القطنية في غرفتي يمكنك استعمليها
- هذا لطف منك .. أين بوبي
- وضعت له الطعام على ظهر اليخت
أخذت تتناول طعامها بروية وسكون وعادت لتتساءل وقد لاحظت أنه يتناول طعامه بهدوء وصمت
- سنستمر بالسير
- لا ( اجابها وهو يهز رأسه بذات الوقت ) من الأفضل أن نتوقف الليلة وغداً صباحاً نتابع طريقنا
عادت لتتناول طعامها وقد شعرت بهِ هادئ فلتزمت الصمت بدورها  نظر ادمونت فجأة الى الأدراج المؤدية الى ظهر اليخت وأصغى لثواني ثم تحرك واقفاً وبوبي ينزل الأدراج بسرعة
- إنها تمطر
وتحرك نحو الأدراج ليتخطى بوبي الذي أخذ يهز جسده ليتطاير الماء في كل اتجاه بينما صعد ادمونت بسرعة راقبت عينيها بوبي بحذر وهو يسير نحوها ليستلقي على الأرض بجوارها فتحركت ببطء الى الخلف ثم وقفت بتردد وسارت نحو الأدراج لتلحق بادمونت لتتساقط قطرات المطر الكثيفة على وجهها عندما أطلت وهذا أسعدها فأخذت تسير تحت المطر وهي وتنظر الى أين ذهب ادمونت فشاهدته يغطي بعض الاغراض الموضوعة خلف غرفة القيادة بغطاء يحميها بهِ من المياه المتساقطة
- ماذا تفعلين هنا ( هتف وقد شاهدها فقالت بسعادة )
- انها تمطر بغزارة
- حقاً ( أجابها ووميض جذاب يلمع بعينيه وأضاف ) وأنتِ مبتلة تماماً
رفعت كتفيها لا مبالية ورفعت وجهها باسترخاء لتطرق قطرات المطر به وأغمضت عينيها لسكون هذا الليل الذي يكسره سقوط قطرات المياه بغزاره انتفضت عندما احتضنتها يد ادمونت ففتحت عينيها وهي تحرك رأسها نحوه فهمس لها وهو لا يبدو بحالة أفضل منها وقد أبتل تماماً
- ستصابين بالزكام
- لا بأس أحب الوقوف تحت المطر
- وأنا أيضاً أحبه .. وأجدك جذابة جداً هكذا .. لهذا عليك الدخول الان وتبديل ملابسك قبل أن يحصل الأسوء ولا أعدك أني أستطيع العناية بكِ بشكل جيد اذا أصبتي بنزلة حادة
- حسناً أقنعتني
أجابته باسمة وهي تتحرك لتدخل جففت نفسها وارتدت بنطال قطني أسود قبل أن يتناهى لها صوت ادمونت القادم من خارج غرفتها
- هل أرتديتي ملابسك
- ليس بعد
- سأضع لكِ بلوزة على مقبض الباب
قال وعاد بأدراجه نحو غرفته ففتحة الباب وهي تقف خلفه وسحبتها عن المقبض نظرت الى نفسها بالمرآة ضاحكة أن بلوزته البيضاء تكاد تصل الى ركبتيها غادرت غرفتها لتنشغل باعداد القهوة ببعض التوتر وهي تشعر باليخت يهتز أكثر من العادة أطل ادمونت وقد غير ثيابه نظر اليها باسماً وتوسعت ابتسامته وهي تناوله كوب القهوة فسألته بمرح لنظراته
- الم تجد أصغر منها
- ولكنها الأصغر ( قال ضاحكاً ) وقد حرصتُ على ذلك تبدو كثوب عليكِ
تحركت لتجلس على المقعد وهي ترفع كتفيها
- أنها دافئة هذا هو المهم .. اليخت يهتز كثيراً
- لا شيء مقلق
أجابها وهو يجلس القرفصاء بجوار بوبي ويدس يده بشعره مداعباً وبدا بوبي مسترخياً وراضياً من عبث ادمونت بشعره فضمت ساقيها اليها وهي تتأمله ثم انتفضت بذعر على حركة قوية لليخت فهتفت
- أنتَ متأكد أنهُ لا خطر ( نظر اليها وهو يقف ويتجه نحوها مؤكداً بصوت واثق )
- تنها موجة قوية ليس الا
- لا أنوي الغرق هنا ( ضحك وهو يجلس بجوارها قائلاً )
- لن نغرق هنا لدي طوف نجاة كما أني حريص على حمل قارب احتياطي ( جحظت مقلتيها بهِ بفزع فأستمر ضاحكاً ) ايتها الجبانة هذا اليخت يحتاج الى أكثر من موجة قوية لإغراقه هيا اطمئني .. لا تتوتري كنتُ أداعبك ليس الا ( ونقل نظره الى بلوزته البيضاء ليضيف ) لم أكن أعلم أني ضخم الجثة الا الان ( ولكنها لم تستطع أن تكون بمرحه فتركيزها منصب على حركات اليخت الذي يهتز بهم فاقترب منها مضيف ) اننا بأمان تام .. أنتِ ترتجفين ( قال وهو يحيط كتفيها بذراعه فانكمشت على نفسها مبتعدة عن يده فأرخاها على ظهر المقعد وهو يقول ) خلال ساعات قليلة يتوقف المطر ويهدأ البحر وغداً لن تري سوى سماء صافية وجو منعش لا تنسي أني معتاد على هذا فلا شيء مقلق ( بدأت تشعر بالاطمئنان يسير اليها من خلال كلماته المشجعة ) هاهو اللون عاد الى وجهك .. أنتِ أفضل ( هزت رأسها بالإيجاب فظهرت ابتسامة رقيقة على شفتيه وعينيه تلاقيان عينيها لتعود يده نحوها متلمسا اطراف شعرها وهو يهمس ) لقد افتقدتك اليوم وشعرتُ أن الدقائق لا تمر
أحست بقلبها يخفق فنقلت عينيها بعينيه قائلة بارتباك
- القهوة ( ضاقت عينيه لوهلة دون استيعاب فأضافت ) لم تشرب قهوتك
- القهوة اجل صحيح ( تمتم دون تركيز وهو يبعد يده عنها ليضعها بين عينيه قبل أن يضحك وهو يتمتم من جديد ) لم اشرب قهوتي إذا ( هزت رأسها له فأضاف ضاحكاً ) وأنت كذلك لم تشربي قهوتك
- سأحضرها
تمتمت هي تتحرك من جواره ولكن تحرك اليخت مع الأمواج جعلها تفقد توازنها وتتراجع متعثرة لتسرع بالنظر نحوه لتضع يديها أمامها متفاديه ارتطامها به لتلتصق بذراعه التي أمسكتها لتجلسها بجواره من جديد ليلامس رأسها كتفه وتستقر احدى يديها على صدره لترفع عينيها الفزعتين اليه قائلة
- ماذا حدث
- ان الأمواج تعمل لصالحي ( أجابها مبتسما قبل أن يضيف ) هل أنت بخير
حاولت الابتعاد عنه وهي تقول
- اعتقد ذلك .. هل استطيع النهوض ( أضافت وقد اشتدت يده التي تحيطها مانعة إياها من التحرك فهز رأسه بالنفي مما جعلها تضيف ) لستَ جادا
- لم أكن جادا كما ألان ( نقلت عينيها بعينيه قبل أن تنظر أمامها بتعمد فلا تريد أن تغرق بعينيه فقال يحثها على النظر اليه من جديد ) أريد اعلامك بأمر ( أصغت له دون أن تنظر إليه وقد لامس خدها قميصه القطنية لتشعر بالدفيء يسري اليها وهو يضيف ) لم اعلم به أحدا بعد ليس لأني لستُ متأكداً بل أنا لم أكن متأكداً من شيء كما أنا متأكد ألان .. ولكني لا أعرف ماذا .. يجري لي كلما أردتُ محادثتكِ .. ( حسنا لقد تملكها الفضول فرفعت رأسها اليه عن ماذا يتحدث جالت في عينيه التين تتأملانها بصمت وقد أصابتها تلك النظرات بالصميم فهمس من جديد ويده تتحرك برقة على شعرها ) بالرغم من أن الشائعات التفت حوله ولكني نفيتها فالقد اشتريت منزلاً في الريف منذ مدة .. إنهُ جميل يعود بنائه تلى الزمن القديم ولكن كل أسباب الراحة متوفرة به تحيط به غابة صنوبرية ( أعادت رأسها الى صدره وهي تشعر بسحر غريب يلفهما أنها تتذكر هذهِ الإشاعة وتذكر أيضاً أنهُ أشتراه لنيته بالارتباط هكذا قيل لا تريد أن تفكر بأي شيء بهذهِ اللحظة التي تشعر بها أنه ملكها وعادت لتصغي لهُ حالمة وهو يضيف ) قربه يجري نهر صغير ولديه إسطبلات للخيول وبه قاعة كبيرة بعض الشيء ( أرخت جفونها وهي مصغية لهُ وهو يتحدث بصوت يعبر كم يعني هذا المنزل له ) أصبح ملك لي الان فلقد اختلفت في بادئ الأمر مع الورثة ولكني أردتُه أحب العيش بالأماكن الهادئة بعيداً عن الضجيج وعن ثرثرة الناس وعن الادعاءات الزائفة .. لم تكن فكرة الارتباط جدية آنذاك ولكني أردتُ أن أحتفظ به .. ستحبينه عندما ترينه أنا على ثقة من أنه سيروق لك لقد سحرني ذلك المنزل منذُ رأيته لهذا .. لم أعد صغيراً وعلي البدء بتكوين أسرة .. لم تكن هناك واحدة معينة ولم أشعر بانجذاب حقيقي نحو أي فتاة من قبل .. فتاة تجعلني أفقد أعصابي وعدم مقدرتي على السيطرة على نفسي وتجعلني أفكر وأفكر .. أفكر بزوجة ومنزل وأسرة وأطفال أريد الاستقرار .. أجل .. أريد ذلك .. هذا ما فعلته بي ( قال ويده تداعب شعرها بنعومة ثم توقف لعدم إجابتها فأحنى وجهه نحوها لتظهر المفاجئة عليه )  ليس الان .. ليُنارس .. أنتِ جادة أم تدعين .. دائماً تصعبين الأمور علي ( ولكنها لم تستجب فقد كانت تغط بنوم عميق فرقت ملامحه وهو يتأملها ويهمس برقة وعدم تصديق ) أنتِ تدهشيني ( وقرب شفتيه من جبينها ليطبع قبلة وهو يهمس ) من السهل الحديث معكِ وأنتِ نائمة
فتحت عينيها بكسل وتجمد نظرها على صدر ادمونت الذي يعلوا ويهبط بانتظام فظهرت على وجهها ابتسامة استغراب وهي ترفع رأسها نحوه لقد نامت على صدره وذراعه تحيطها وبأمان تام أخذت تتأمل وجهه المائل نحوها وهو مستغرق في النوم العميق ثم عادت تسند رأسها على صدره بتنهيدة لتتجمد فجأة ثم ترمش بسرعة وتحرك رأسها بشكل آلي الى الجهة اليمنى لتنتفض تحرك ادمونت لانتفاضها
- ما بكِ .. بربكِ ليُنارس ( قال معاتباً وهو يراها تحدق ببوبي المسترخي على المقعد بجوارها ويديه تلامسان قدميها ثم رفع يده ليدسها بشعره وهو يخرج تنهيدة من صدره مضيفا ) متى ستعتادين عليه
- لا اعلم ( همست بخجل فهز رأسه بيأس واسترخى في جلسته فأضافت وهي تتحرك مبتعدة ) سأعد القهوة ( سارت وهي تحرك رأسها الى الخلف وتهمس بتوتر ) أوقفه .. لما يتبعني
- يريد أن ينال صداقتك فلا ترفضي أم أنكِ تتمتعين بجرح مشاعره
أجابها وهو يبتسم بكسل فتوقفت في مكانها فقام بوبي بالالتفاف حول ساقيها فنظرت نحو ادمونت
- ماذا أفعل الان
- ضعي له بعض الطعام
أخذت تتحرك بحذر وبوبي يلاحقها الى أن وضعت لهُ طبقه المليء بالطعام على الأرض فنشغل بالتهام محتوياته فتنهدت بارتياح وأعدت القهوة قدمت لادمونت كوباً وجلست على المقعد المجاور له تحتسي قهوتها بهدوء وهي تحدق ببوبي الذي يتناول طعامه شاردة فأخذ ادمونت يتأملها بصمت ملاحظا خدودها المتوردة قبل أن يقول
- أستغرقتي بالنوم سريعاً البارحة
- كنتُ متعبة لم أحصل على الراحة الكافية فقد سرتُ كثيراً في البلدة ثم سهرنا ( كانت تتحدث دون النظر اليه واستمرت ) كان عليك إيقاظي
تأملها لثواني قبل أن يجيبها بابتسامة رقيقة
- كيف ذلك وأنا نفسي غفوت ( وأضاف وهو ينهض ويحمل كوب القهوة معه ) ما رأيكِ بأعداد شطائر لنا بينما أقوم أنا بتحرك اليخت .

- الشطائر جاهزة أشعر أني سألتهمها جميعها
- دعي لي بعضاً منها ( قال وهي تدخل الى غرفة القيادة وبيدها طبق مليء بالشطائر وكوبان من العصير أوقف اليخت وأقترب منها وهي تضع الطعام من يدها وهمس وهو يقف بجوارها ) رائحتها زكية  أمذاقها كرائحتها
رفعت لهُ أحدى الشطائر بابتسامة
- إنها كذلك تذوقها .. لمَا أوقفت اليخت
- ولمَ لا .. أنتِ على عجلة من أمرك أيجب أن نصل اليوم
- أجل يجب أن نصل اليوم
ففكرت قضاء لليلة أخرى على اليخت غير مستحبة الان
- كنت أفكر باصطحابك بجولة
- أنتَ لستَ جاداً أتذكر يوجد لديك شركة عليك أدارتها
- قولي موافقة وسترين أن كنت جاداً أم لا
تأملت عينيه المحدقتان بها بصمت ثم هزت رأسها ببطء وهي تتناول شطيرة لنفسها
- لا .. أشكرك على العرض
- سأمهلك ساعة بعد ذلك لا مجال سوى الذهاب الى الديار .. فكري بالأمر أنا جاد
أخذت تتناول شطيرتها ببطء متجاهلة قوله انها حتى لا تستطيع التفكير بهذا .

- ليُنارس
همس ادمونت باسمها دون أن يترك دفة القيادة أو ينظر اليها فرفعت رأسها عن المجلة التي تحملها ونظرت إليه
- اجل ( ولكنهُ لم يقل شيئاً فتأملت ظهره بحيرة ثم تحركت عن المقعد الذي تجلس عليه وتوجهت نحوه ) أجل
قالت من جديد وهي تسند ظهرها أمامه وتنظر اليه فأبتسم ونظر اليها قائلاً
- أنغير مسارنا
- مازلتُ أعتقد أنَك لستَ جاداً
- كما تريدين
أجابها باقتضاب وهو يعود ليركز بما أمامه فجالت عينيها بوجهه يبدو متوتراً أم أنها تشعر بهذا فتساءلت
- لم نفقد مسارنا اليس كذلك
- نفقد مسارنا
- أجل
- لا أننا بالمسار الصحيح ولا داعي للقلق فأنا بحار ماهر
- أرجو ذلك ( همست وهي تعود بأدراجها إلى مقعدها وتحمل مجلتها فقال وقد سمعها )
- بل أنا كذلك
أخذت تحدق بظهره مفكرة قبل أن تقول كاسرة الصمت الذي طال بينهما
- سمعت رينيه تقول أن تلك الفتاه جين
- قد تخلت عني ( تابع عنها بهدوء فهزت رأسها بالإيجاب بالرغم من انه لم يكن ينظر اليها فأضاف ) لم تقصد ذلك بالمعنى الحرفي فجني كانت زميلتها في الجامعة وقد تعرفت بها عن طريقها فكنا نخرج معا واعتقدت رينه أننا سنستمر معا كما حصل معها هي وماكس ولكن جين قامت بالتخلي عني عند أول أشارة اعجاب أبداها لها شاب ثري
- لم تكن تعلم انك ايـ
- لا لذا رأت انه من المناسب لها مصادقة شاب ثري على شاب بوضعي
- آه لابد وان الأمر فاجئها اذا عندما ظهر انك ثري أيضا
- وأثرى من صديقها الجديد لذا لم ترى مشكلة بتركة ومحاولة العودة لي
- أنت جاد
- اجل الم تري زوجها أنا واثق أن ثرائه قد جذبها بشكل كبير
أمضت معظم النهار برفقته في غرفة القيادة وهما يتحدثان تمنت لو يستمر الأمر بهذا الشكل وينسى كل منهم من يكون .

تأملت ببعض الحزن الميناء الذي يقتربون منه ببطء ويغمرها شعور غريب أنها لا تريد أن تصله تريد أن تبقى محاطة بهذهِ المياه وعلى ظهر اليخت وبرفقته , أستقر اليخت قرب أحدى الأرصفة المخصصة لذلك فبادرها بعد أن غادراه
- انتظريني هنا سأحضر السيارة
تأملته وهو يبتعد وشعرت بغصة كبيرة لقد حان لها الابتعاد منذ أن وطئت قدمها رصيف الميناء وهي تشعر بهذا عما قريب ستعود لحياتها السابقة ولكن أتريد العودة لها حقاً حركت رأسها بتعب لا تريد أن تفكر لم يمضي على غيابه شيء حتى أوقف السيارة أمامها فوضعت حقيبتها بالمقعد الخلفي وأنسلت بهدوء لتجلس بجواره
- هل استمتعي بهذهِ الرحلة
- أجل ولا أعتقد أنهُ بإمكاني نسيانها
- وأنا كذلك ( قال بصوت خافت كمن يكلم نفسه ثم قال باهتمام ) غداً في السابعة أرسل لكِ جاد لاصطحابك إلى منزل والداي
- لم أفكر بعد بهذا الشأن ( نظر اليها بحيرة )
- وهل يحتاج الأمر إلى التفكير الكثير هل لديك ما تفعلينه .. لا أعتقد فقد كنا سنمضي هذا اليوم على اليخت لو أستمر البرنامج كما هو اليس كذلك
- اجل
- أذاً لا يحتاج الأمر الى التفكير ستحضرين غداً
- أترغب حقا بان احضر
تساءلت وهي تنظر اليه مما جعله ينظر اليها بحيرة قبل أن يعود الى ما أمامه قائلاً
- اجل ( صمتت لثواني دون اجابته ثم ابتسمت وهزت رأسها وهي تقول )
- أجل سأحضر
- وكيف ستمضين نهار الغد
- سأعرج على أوديل وروجيه في البداية ( نظر اليها مبتسماً وهو يقول )
- أوصلي تحياتي لشقيقك
بدأت ملامحها بالتغير وأمعنت النظر بهِ أيستهزئ عاد ليحدق بالطريق وتلك الابتسامة لا تفارق شفتيه فالتزمت الصمت ولم تتحدث بدورها الى أن أوقف السيارة أمام منزلها
- أشكرك على إيصالي وعلى تلك النزهة
- أنتِ على الرحب السعى
أجابها وهو يتأملها وهناك وميض جذاب يطل من عينيه فحملت حقيبتها وهي تفتح باب السيارة وتخرج قائلة
- وداعاً .

كانت العودة الى المنزل والاسترخاء في سريرها متعة رغم كل ما يدور في عقلها
- لم أتوقع حضورك اليوم ( بادرتها أوديل وهي تدعوها لدخول فدخلت قائلة )
- وصلنا البارحة كيف أنتِ وروجيه وروني أين هو
- جميعنا بخير وروني نائم .. ساعد القهوة
- لا لا تعدي شيئا
- اذاً اخبريني كيف كانت الرحلة
حركت عينيها قبل أن تجيب اوديل الجالسة بفضول أمامها
- رائعة .. أجل كانت رائعة بحق لقد استمتعت جداً
- ومورغان
- أنه .. مختلف تعلمين ما أعني مختلف عما كنت أتصوره حسنا ليست الرحلة فقط هي السبب بقولي ولكنها جعلتني انظر اليه بطريقة أخرى
- لم يزعجك
- انه يُحب ملاطفتي وإغاظتي ولكنه .. لم يخرج عن الحدود
- أنا سعيدة أن الرحلة مضت بخير وصلت النقود في اليوم التالي لمغادرتك سأعطيكِ اياها لتوصليها له وننتهي من هذهِ المسألة .. موافقة
- أجل وهل لدي خيار أخر
- آوه ليُنارس وهل كنتِ تأملين حلا أخر
- لم أقل شيئاً فمنذُ البداية وأنا أعرف حدودي
- ماذا سيقول عندما تعطيه المال
- سيكون سعيدا باسترداد ماله
- أتظنين ذلك
- أنا واثقة فلم تمضي مناسبة والا ذكرني بها بأن أخي أختلس منه ويريد استرجاع ماله
- وحتى في هذهِ الرحلة فعل
- لا ولا أعتقد أنه كان يرغب بالتذكر فقد أراد تناسي كل عمله والاستمتاع بهذهِ النزهة .. أين روجيه
- خرج صباحاً .. ابقي معنا الليلة فسيحضر كولين برفقة مارت
- لن أستطيع
- ولكن استريحي فجوزيال لا تعلم بأمر عودتكِ البارحة
ترددت بأعلام أوديل بأمر ذهابها الى منزل والداي ا     دمونت لهذا هتفت محاولة تغير الموضوع وهي تقف
- لابد وان روني استيقظ وان لم يفعل سأوقظه بنفسي .

ترجلت من السيارة وقد فتح لها جاد الباب وعينيها معلقتان بما أمامها شكرته وسارت نحو الحديقة الممتلئة بجوار البناء الضخم بدأت تقترب بهدوء وهي تخفي اضطرابها وأخذت تتأمل تلك الفيلا الكبيرة التي تفوق منزل ادمونت حجماً وجمالاً نقلت نظراتها بين المدعوين المنتشرين في الحديقة الأمامية والتي زينت اطرافها بالأشجار التي قصت بشكل دائري وفرشت الأرض بالإنجيل الأخضر بدأت تتخطى المدعوين علها ترى أحداً تعرفه .
 توقفت عيني ادمونت الواقف في آخر الحديقة عليها فاعتذر من المجموعة التي يقف معها وأتجه نحوها 
- ماذا فعلتِ بنفسك
- ناند ( قالت وهي تلتف اليه ) هذا أنت
- هذا انا ( ابتسمت للفتاة التي تقف بجواره فتنبه وقال وهو يجذب الفتاة نحوه ) وهذهِ أماندا
- مرحباً تشرفت بمعرفتك
- وأنا أيضاً
- حدثني ناند الكثير عنكِ ( أضافت لاماندا التي ابتسمت لها بود ثم أشارت الى هيلينا وقد لمحتها تقف مع مجموعة ) سألقي التحية على السيدة مورغان .. أعذراني
توجهت بخطوات ثابتة نحو هيلينا
- كيف أنت ( توقفت عن متابعة سيرها وغاستون يقف أمامها قائلاً ذلك فأجابته باقتضاب )
- بخير شكراً لسؤالك
- أرى أن الشمس لوحت بشرتكِ .. هذا غريب أكنتِ على البحر
- وما الغريب بالأمر
- الغريب أني أعرف شخصاً أمضى عدت أيام على يخته وقد لوحت الشمس بشرته أيضاً اليست مصادفة غريبة
رفعت كتفيها ببراءة مصطنعة وهي تقول
- مازلتُ لا أعلم ما الغريب بالأمر .. أعذرني سأرى السيدة مورغان
وتخطت عنه الا أنهُ سار معها قائلاً
- لن أدعك تبتعدين قبل أن أحجز لنفسي رقصة
- حسناً
- موافقة
- ولمَا لا لمَا أنت متفاجىء ( سألتهُ ضاحكة )
- اعتقدتُ أني سأحارب قليلاً فلم تكوني من النوع السهل
- ومازلتُ كذلك .. أعذرني الان
انفرجت شفتاه هيلينا عن ابتسامة لطيفة وهي ترى ليُنارس تقترب منها بلباسها الأسود الطويل وقد تركت شعرها منسدلا بحرية بعد أن قامت بتصفيفه القت التحية على هيلينا بمودة
- كم أنا سعيدة برؤيتك اليوم أرجوا أن تكوني استرحت من الرحلة واستمتعت بها
- أجل وقد كانت ممتعة جداً
- هذا ما يقوله ادمونت أيضاً ( ونظرت اليه وهي تراه يقترب منها مضيفة ) كنا نتحدث عنك لتو
هز رأسه بترحاب لها ثم نظر الى والدته محدثاً إياها بينما التقطت أنفاسها وقلبها بدء يخونها
- حسناً سأراهم بنفسي ( قالت هيلينا وتابعت ) ولكن عليك الاعتناء باليُنارس في غيابي
- لا تقلقي أنها بأيدي أمينة وسنذهب لرقص الان
وقدم ذراعه نحوها فحيت هيلينا وسارت برفقته
- ما مناسبة الحفل فأنا أرى مجموعة كبيرة من الموظفين موجودين
سألته بفضول وقد لاحظت الكثير من الوجوه التي تعرفها
- في كل عام يقيم والدي بدعوة جميع معارفه وبالتأكيد موظفيه فهو يعطيهم الأولوية كي يعملوا بإخلاص له
حركت حقيبتها السوداء الصغيرة التي بحجم راحت يدها وهي تقول
- كان علي التخلص منها ( تناولها منها ليضعها بجيب سترته قائلاً )
- لن تغادري خلسة دون أن اعلم وهي معي
- ليس عليك الاحتفاظ بها
قالت وقلبها يخفق وهي ترخي يديها على أكتافه لا تريد أن تفكر بما تحويه تلك الحقيبة الان
- قد افعل ( همس وعينيه تطلبان منها النظر اليه فعادت للقول للخروج مما هي به )
- الا يقلق والدك من اختلاط موظفيه بهؤلاء الناس .. قد يصعدوا على أكتافه و .. أنت تعرف البقية
ظهرت ابتسامة مائلة على شفتيه ووميض جذاب في عينيه
- لا تستطعين الاحتمال أكثر حسناً آنسة ريمونت والدي لا يدعوا سوى موظفيه المخلصين وذو الثقة التامة
- آه .. وأنا أعد من ذو الثقة التامة
سألته بجرأة وهي تحدق بهِ فهمس برقة أسرت قشعريرة بجسدها
- الى ما تسعين
- من الجميل أن أسمع أنكَ تثق بي على الأقل ( حرك شفتيه ليقول شيئاً فقاطعته قائلة ) أنا سيد مورغان وليس أخي
بقيت الابتسامة الجذابة تداعب شفتيه وهو يقول
- ايهمكِ ما أفكر به ( نقلت عينيها بعينيه هامسة )
- لا ( تجمدت عينيه ثم همس مستنكراً قولها )
- ولمَا تسألين اذاً
حركت كتفيها وأشاحت بوجهها عنه انها تخوض في أمر يسبب لها الألم ولن تجرؤ على المخاطرة
- أنتِ غريبة الأطوار مؤخراً ( توقف عن المتابعة وقد لمع ضوء في عينيه فشتم بصوت خافت فأرادت أن تحرك رأسها للخلف لترى من يلتقط الصور الا انه همس لها ) لا تنظري
وعندما ظهر النور مرة أخرى حرك ادمونت يده لشاب جرى نحوه
- نعم سيدي
- أخبر ذلك الشاب أن أخذ صورة أخرى سيرمى خارجاً وتخلص من الفيلم
فهمست بانزعاج
- لا تعلمني أنه صحفي
- لا غير مسموح لهم بالدخول ولكنه بالتأكيد شاب مدعو طلب منه أحد الصحفيين التقاط الصور .. ماذا أراد غاستون شاهدته يحدثك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق