انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 أبريل 2011

غريمي 8

 وقذف ما بالمزهرية من ماء عليها فوضعت يديها أمام وجهها محاوله حمايته ولكنها ابتلت وانتفضت بفزع وهو يقذف المزهرية أرضا لتتحطم وأقترب منها ممسكا بذراعها لتنظر إليه بفزع وهو يقول بحده

- عليك البدء بضبط أعصابك فأنا لا أعدك بأن أتحمل هفواتك السخيفة برحابة صدر 
ودفعها تاركن ذراعها ومتوجها نحو الباب فأسرعت بالقول
- أنا أكرهك  
أغلق الباب بقوة خلفه مسكتا كلماتها التي علقت بحلقها وشعرت بالهواء لم يعد يدخل إلى رئتيها فتهاوت على الأرض وترقرقت الدموع بعينيها ما الذي يحدث لها مسحت الماء عن وجهها وهي تشعر بالمهانة كيف يجرؤ كيف مسحت دموعها بعنف بسرعة من يعتقدها ذلك المتشرد حتى يعاملها بهذا الشكل توجهت نحو الباب فتحته متجهة نحو الأدراج لتصيح مناديه على نورما التي أطلت وخلفها ميسي ومارينا
- أجل أجل آنستي أهناك شيء
- من سمح له بأخذ البريد الذي يصل إلى هنا
- أنه أنه ( قالت نورما متلعثمة ونظرت نحو ميسي التي ارتبكت ثم قالت )
- لقد طلب مني إيصال البريد له يوميا ولم أعلم أنك لا تعلمين
- وهل سألتني ( صاحت بغضب بها فهزت ميسي رأسها بتوتر قائلة )
- لا أعتذر فلقد اعتقدت أنك تعلمين
- لا تعتقدي مرة أخرى
- عليك بتناول دواء مهدأ فقد تعودين إلى رشدك وتكفين عن الصراخ ( حركت رأسها إلى الخلف محدقة بأليكسيس الذي حمل سترته بيده وقد غير ثيابه وتخطى عنها مستمراً وهو يصلح ربطة عنقه ويهبط الأدراج ) لا تتأخري كثيرا على العمل فوضعك كحفيدة روبرت لا يجعلك تمتازين عن الموظفين الآخرين
- أتمنى أن تتخلص منك أحدى الشاحنات الكبيرة بحيث لا تترك لك أملا واحدا بالعيش
حرك رأسه نحوها قائلا وهو يرفع حاجبيه قبل أن يعود لربطة عنقه 
- لا تتأخري كثيرا فأنا لا أحتمل عدم رؤيتك لوقت طويل
- أيها ايها
تلعثمت بحدة كيف يستطيع أن يتحكم بالأمور بهذا الشكل ولكنه غادر دون اكتراث فحدقت بالثلاثة الواقفين دون حراك ثم استدارت بفوضى عائدة نحو غرفتها ولكنها لم تدخلها بل استمرت نحو غرفته دفعت الباب ودخلت حسنا له كل ما يريد اقتربت من خزانته لتفتحها متمتمة
- أين تلك القمصان الجديدة ( حاولت فتحها ولكنها لم تستطع فحاولت بالجهة الأخرى دون فائدة أيضا فأضافت مستنكرة وهي تركل الخزانة بقدمها ) تبا لقد أغلقها تبا
وضعت يديها على خاصرتها وحركت رأسها حولها بغضب ثم تحركت نحو مكتبه لتحاول سحب الأدراج دون فائدة فقد أحكم إغلاقها أيضا فأمسكت المسطرة الهندسية وكسرتها وقذفت الأوراق التي على المكتب وتلفتت حولها ألا يوجد شيء آخر اقتربت من السرير بسرعة وسحبت الغطاء عنه ورمته أرضا يجب أن تحطم شيئا يجب اقتربت من إناء الزهور الموضوع على المكتب وقذفته أرضا ثم وقفت محدقة وقد بدأت أنفاسها المضطربة بالهدوء ثم رفعت يديها إلى أعلى وأنزلتهما وهي تتحرك خارج الغرفة لقد بدأت تجن أن ذلك الشخص يفقدها صوابها بشكل كبير توجهت نحو غرفتها بخطوات سريعة ولكنها توقفت محدقة بالقطة التي تسير بالممر صارخة
- أبتعدي من أمامي ألان وإلا قتلتك
أسرعت نورما التي وصلت الممر لتحمل القطه فأضافت شيفا وهي تشير نحو غرفة اليكسيس
- لا أحد يقترب منها .. أنا جادة
أصرت وهي تدخل غرفتها مغلقه الباب بقوة خلفها وأخذت تسير ذهابا وإيابا وهي تعقد يديها وتمتم بكلمات غير مفهومه ثم توقفت وهي تضم عينيها بعصبيه واضحة وتوجهت بسرعة نحو خزانتها لتخرج منها سروالا من الجينز الأزرق وقميصا قطنية ......
- أشعر بالراحة لتحسنه ولكن أتعتقد أني لو حاولت مخالفته ودخلت إليه عنوة سيزعجه الأمر أنه هنا بالمستشفى ولا يستطيع التصرف بهذا الشكل
بقي الدكتور ويكفورد صامتا لثواني معدودة وعينيه مركزتان عليها وقد جلست أمامه ثم حرك رأسه بالإيجاب قائلا
- أعتقد أن الأمر سيزعجه فهو بوضع حساس جدا ولا أحبذ فكرة تعرضه لأي شيء ولو كان صغيرا جدا أن حالته تحسنت ولكن لا تعتقدي بأنه عاد كما كان فليس بالتحسن الذي تعتقدين فهو مازال بحاجه ماسة إلى العناية ( ابتلعت ريقها وهزت رأسها هزة خفيفة بصمت فتأملها الدكتور لثواني أخرى وقد لاحظ شحوبها فعاد للقول وهو يتحرك بجلسته ) أعلمته أن عليه الحصول على فترة نقاهة طويلة
- أتعلم أين يرغب بقضائها ( تساءلت بسرعة مقاطعة إياه فهز رأسه بالنفي )
- لا أعلم بالتحديد
- متى سيخرج من المستشفى أنا لا أعلم عنه شيئا وهذا الأمر يقلقني باستمرار
- أنا لا أفضل أن يخرج الان ألا أذا كان ينوي ألانتقال لمستشفى أخر كي يبقى متابعا للعلاج
- غادر العناية المركزة
- أجل وهو ألان في أفضل جناح بالمستشفى ويحصل على عناية فائقة فلا داعي للقلق
- لا أعلم لم يرفض رؤيتي ( قالت بحرج ثم حركت رأسها ووقفة مستمرة ) أعذرني لتعطيلك عن عملك ( ومدت يدها مصافحة إياه وقد وقف بدوره مستمرة ) أشكرك  
غادرت المستشفى وقصدت متجرا لأحدث الأزياء وبدأت تختار أحدث الملابس والأحذية والحقائب وأخذت بقياس الثياب قطعة قطعة وتتأمل نفسها بالمرأة وقد ساعدتها ثلاث فتيات وبعد ساعتان ونصف قضتهما بالمتجر الكبير خرجت لتفتح باب سيارتها للعامل الذي حمل مجموعه من الأكياس ليضعها بالسيارة ويعود بأدراجه نحو المتجر ليعود وهو يحمل مجموعه أخرى من الأكياس وضعها مع الأكياس الأخرى فشكرته وصعدت سيارتها مغادرة
- ها أنت أخيرا ( فتحت عينيها وقد استلقت على السرير الأبيض الصغير باسترخاء وهي تلف جسدها بالمنشفة البيضاء وتخفي شعرها بمنشفه بيضاء أخرى وقد وضعت قناعا أخضر اللون مكون من مواد طبيعيه على بشرتها لتحدق بأليان التي وقفت بجوارها مستمرة ) أخر مرة رأيتك بها كنت أجمل
- أغربي من هنا
أجابتها ممازحة وجمدت يدها التي تقوم أحدى الأخصائيات بتقليم أظافرها فحركت أليان كتفيها مداعبة وحركت يدها لتبعد خصلات شعرها الذي يهدل على كتفيها قائلة
- هيا لم أترك عملي وآتي إلى هنا لتقولي لي هذا .. لِمَ بدوتي لي متعبة
- هل بدوت هكذا
- أجل صوتك أوحى لي كما أنك لا تحضرين إلى هنا إلا أذا كانت لديك رغبة كبيرة بالاسترخاء 
- لابد وأن أوتاري الصوتية تسوء .. ما الذي فعلته بشعرك لم لا تكفي عن العبث به
- ولكنه جميل أنظري ( وحركت شعرها إلى الأمام بيدها وقد صبغت أطرافه بالون الأحمر )
 - أنه جميل علي الاعتراف بأنه يليق بك خاصة مع عينيك الخضراوتين الغامقتان وأنت من الجنون بحيث أتوقع منك الكثير استصبغينه اخضرا في المرة القادمة
- أجل لم لا ( أجابتها اليان ضاحكة وغمزتها وهي تتحرك مبتعدة ومضيفة ) سأخلع ملابسي لأحصل على عناية خاصة أيضا .. لم أحضر إلى هنا منذ فتره أتدركين هذا
تابعتها شيفا بعينيها لترى ما ترتديه اليوم لتشاهدها ترتدي بنطالا ممزق في حاله يرثى لها ومعدد الألوان مع قميص حمراء ضيقه جدا وكأنها صنعت لمن هي أصغر حجما فحركت رأسها بيأس هاتفه كي تسمع اليان
- لا أعلم كيف تعدين نفسك عارضة أزياء أنت في وضعا يرثى له
- هذه قسوة فأنا أرتدي أفضل التصاميم أنها لأرم ما بك آه أنسي ألأمر ماذا تفهمين أنت بهذه ألأمور سأعود سريعا 
ابتسمت شيفا وهي تراقبها تبتعد أنها مهووسة بالموضة جمالها وقامتها الطويلة ونحالة جسدها ساعداها لتكون عارضة مميزة .........
- ميسي مارينا
نادت وهي تدخل المنزل في السابعة بعد أن أمضت الوقت برفقة اليان وهي تشعر أنها أفضل بكثير مما كانت عليه صباحا
- أجل آنستي ( أطلتا معا فتحركت نحوهما وهي تقدم مفتاح سيارتها لهم قائلة )
- أنزلا الأكياس من السيارة وقوما بترتيب محتوياتها في الخزانة
- ها أنت أخيرا لِمَا لم أرك اليوم
حركت رأسها نحو اليكسيس الذي ينزل الأدراج بتكاسل وقد ارتدى بنطالا أنيقا مع قميص قطنية وأخذ يمرر يده بشعره المبتل وهو يتابع نزوله فأشاحت بنظرها عنه وتقدمت من باب المطبخ متسائلة
- ماذا أعددت للعشاء نورما فأنا أشم رائحة شيء شهي
- أعددت قالب الحلوى التي تفضلينه آنستي هذا ما تشمي رائحته و
- هل لدينا أحد على العشاء
 قاطعتها وهي ترى مجموعه من الأكواب والأطباق المعدة حركت نورما رأسها نحوها بحذر قائلة بعد لحظة صمت
- هذا ما أعلمني به السيد اليكسيس
- السيد اليكسيس ( كررت خلف نورما ثم حركت رأسها إلى الخلف لتراه يتحدث بالهاتف فاستدارت متجهة نحوه لتتوقف وهي ترى مارينا تدخل حاملة كمية كبيرة من الأكياس فقالت ) كوني حذرة ولا توقعي شيئا
هزت مارينا التي تجد صعوبة في رؤية ما أمامها رأسها بالإيجاب فتابعها اليكسيس بنظره وهو يتحدث على الهاتف ( أجل أعلم عما تتحدث به ... لابد وأن الأمر كان رهيبا ..أسوء ( وضحك بمتعة ثم عاد بنظره نحو ميسي التي دخلت حاملة مجموعة لا تقل عن ما كنت مارينا تحمله ) أنا أرى ما تقوله لابد وأنه كان يوما ممتع ( أخذ يبتسم طوال الوقت وبدا المرح عليه وهو يتابع حديثه فعقدت يديها معا ) حسنا حسنا أشكرك لا لن أطلب المزيد وداعا ( وأعاد السماعة إلى مكانها وهو ينظر إلى شيفا قائلا ) لابد وأنه كان يوما حافلا ألم تتركي متجراً واحدا دون أن تقصديه هذا يعد تبذير أتعلمين هذا
- أنها نقودي وأتصرف بها كما يحلو لي 
- من الأفضل أن تكون كذلك لأني لست مستعدا لاستقبال أي شيكات تخص هذه المشتريات 
لمحته بنظرة بطيئة من رأسه حتى أخمص قدميه وبالعكس لتستقر عينيها على وجهه ولكن تصرفها لم يستفزه كما توقعت بل أجابها بهدوء
- أن ثيابي تعجبك بلا شك ( حلت يديها ببطء قائلة بجدية وهي تنظر إليه بترفع )
- لقد تناهى إلى مسامعي  وبالصدفة أنه لدينا ضيوف على العشاء فهل هذا الأمر صحيح
- أجل 
أجابها وهو يهز رأسه مؤكدا فحركت شفتيها بعدم رضا قبل أن تقول
- تحضر ضيوفا إلى منزلي دون علمي وبالتأكيد هؤلاء الضيوف هم أصدقائك المنفرين الستُ على حق يا ترى
اختفى ذلك الوميض المرح من عينيه وأجابها بهدوء غريب
- أصدقائي المنفرين سيكون لكِ شرف حضورهم إلى هنا كليبر ( وأضاف بصوتٍ خافت وقد تجمدت عينيه عليها دون أن يفتها التهديد المبطن ) أحذرك من افتعال أي مشكلة أمامهم 
- لا تهددني
- أفعلي عكس ما طلبته منك وسترين ما سيحدث ( توقف عن المتابعة وحرك رأسه نحو الباب الذي طرق ثم عاد بنظره إليها قائلاً ) ها قد وصلوا .. لا أريد تكرار قولي
وتحرك متوجها نحو الباب لتتابعه وهي تأخذ نفسا عميقا وتعقد يديها لن يستطيع إغضابها لن يستطيع أبدا همست لنفسها بحدة
- عمتَ مساءً حبيبي
 أطلت ديفي قائلة لأليكسيس الذي أنحنى نحوها ليطبع قبلة على خدها محيي ثم صافح روي الذي صافحه ثم حرك رأسه يبحث عن أحدهم ليتوقف نظره على شيفا وتظهر ابتسامة سريعة على شفتيه وهو يقول
- يا له من مساء كم أنا محفوظ
وتحرك نحوها بينما أغلق اليكسيس الباب وتبعه برفقة ديفي التي نظرت نحو شيفا قائلة بصوت رنان جذاب
- مساء الخير
حركت نظرها بتعالي من روي الذي يتقدم منها حاملا باقة من الورد بيده إلى ديفي دون إجابتها ثم عادت نحو روي الذي قدم لها الباقة قائلا بابتسامة رائعة
- كنت آمل وجودك هنا رغم أن اليكسيس أعلمني أن ظني قد يخيب .. تفضلي
حركت نظرها منه إلى باقة الورد الممدودة نحوها دون أن تحل يديها التي عقدتهما فأقترب اليكسيس منها قائلا وهو ينظر إليها  
- أنها شاكرة حقا .. أليس كذلك
حركت رأسها نحوه دون التفوه بأي كلمة من يظن نفسه أيعتقد أنه يستطيع أن يجعلها تفعل ما يريده .. ليكن ذلك .. ابتسمت بتكلف ونظرت إلى روي ومدت يدها بتصنع قائلة
- آوه كم هي جميلة أرجو أنها لم تكلفك الكثير ( وتناولتها منه مستمرة ) أنها ليست المفضلة لي ولكن ماذا أقول لا بأس بها
- وليست المفضلة لي أيضا ( أجابها روي بمرح ضاحكا مما جعل الابتسامة التي تتصنعها تختفي وهو يضيف ) في الحقيقة أنه ذوق اليكسيس ( وأخفض صوته قليلا وهو يشير بعينيه إلى اليكسيس الواقف أمامه مستمرا ) أنه يحضر هذه الزهور كثيرا لديفي فاعتقدت أنها الطريقة المناسبة
- هلا توقفت عن الثرثرة
 قاطعه اليكسيس فحركت نظرها نحوه وتوسعت شفتيها عن ابتسامة جديدة مصطنعة قائلة
- أنه ذوقك إذا ( وحركت يدها التي أمسكت بها الباقة نحوه لتصطدم يدها بصدره قائلة بفظاظة ) أحتفظ بها
أمسك الباقة التي استقرت على صدره فسحبت يدها وهو يحدجها بنظرات غيظ فتحدته بنظرها منتظرة تعليقا على تصرفها ولكنه لم يفعل بل تحرك قائلا
- سأعلم نورما لتبدأ بوضع العشاء وتضع هذه الزهور الجميلة في الإناء
نظرت نحو ديفي الواقفة في مكانها دون حراك تراقب وقد بدا الضيق عليها وهي تتأمل شيفا التي قالت وهي تشير بيدها
- تفضلا بالجلوس ويمكنكما التجول بمنزلي فيما بعد أنه يسـ
- عزيزتي هلا خرجنا ( قاطعها اليكسيس وهو يخرج من المطبخ متجها نحو ديفي وهو يلمح شيفا بنظرة ليستمر وهو يقف أمام صديقته ) أحتاج إلى ألانفراد بك
- أجل أجل أفعلا
أجابه روي وقد راقت له الفكرة فنظرت إليه شيفا بنفور بينما أمسك اليكسيس يد ديفي وهو يقول
- سنقوم بجولة في الحديقة إلى حين أن تُعد المائدة 
وسار نحو الباب ليفتحه داعيا ديفي للخروج قبله ثم لمح شيفا الواقفة تتأمل روي بعدم رضا فنقل نظره إلى روي قائلا
- أحرص على نفسك ( أطلق روي ضحكة ممتعةً وهو يقول )
- يا له من مرح ( حدجته بنظرة مشتعلة رغم أنها حاولت أن تحافظ على أعصابها ولكنها لا تستطيع هذا بسهولة ) أعلميني أتحبين الرياضة أنا أملك متجرا يحتوي على جميع الحاجيات التي تخص الرياضيين
- لم تعد في إجازة إذاً
أجابته وهي تتخطى عنه لتسير نحو الإبريق الذي يحتوي على عصير البرتقال والذي وضع على الطاولة لتسكب لنفسها كوبا فتبعها روي قائلا
- هم م م أنت مازلت تذكرين حسنا سأحصل على إجازة أخرى أن رافقتني ( نظرت إليه ثم تخطته نحو المقعد لتجلس عليه وترتشف من كوبها فتبعها ليجلس بجوارها على المقعد بعد أن سكب لنفسه كوبا قائلا ) سيقام استعراض على شاطئ البحر في الأسبوع القادم لم لا ترافقيني ستتعرفين على مجموعة ماهرة من الغواصين و
- لا أشكرك ( أجابته وهي تضع قدما فوق الأخرى فحرك كتفه بمتعة متسائلا )
- تصابين بدوار البحر
- عذرا
- لا تحبين البحر لا تتقنين السباحة أم تصابين بدوار البحر
توقفت عينيها عليه لثواني لتشرد ثم تظهر ابتسامة جذابة على شفتيها وهي تقول
- يبدو الأمر ممتعا سأفكر بالأمر ( توسعت ابتسامة روي ورفع كأسه ليرتشف منه ووميض الانتصار يلوح بوجهه فتساءلت ببراءة ) يبدو أن عملك ممتع
- أجل أنه ممتـ
- وكيف تعرفت بأليكسيس أم أنك لا تعرفه منذ زمن
- اليكسيس ( همس وقد قاطعته في حديثه فأستمر رافعا حاجبيه ) كان يحضر مجموعة من الأولاد لتعلم السباحة والغطس وتعرفت عليه
- وهكذا تعرف على ديفي
- أجل كانت تحضر لمساعدتي في إجازاتها الصيفية وهما على صداقة قوية منذ ذلك الوقت 
- هل تعرف جدي ( أبتسم روي من جديد ورشف من كوبه قبل أن ينظر إليها بمرح قائلا بخبث )
- أنت تقومين باستجوابي أليس كذلك
- استجوابك ! ولِما كُنت أحاول أن أكون مستضيفة لبقة ولكن أن كان الأمر يزعجك فأنا أعتذر
وهمت بالتحرك إلا أنه أسرع بالقول
- لا أبدا ولكن أيمكنني أن أطرح سؤالا ( ودون أن تجيبه أستمر ) لِما أنتقل اليكسيس إلى هنا ( حركت رأسها بيأس وقربت كوبها لترتشف منه لقد كانت تنوي طرح هذا السؤال عليه فأستمر ) أن انتقاله سبب الكثير من المشاكل بينه وبين ديفي  
أضاف وهو يتأملها فنظرت إليه بجدية قبل أن تقول
- حسنا لقد اتفقت معه على أن يكون واضحا مع ديفي وأنا متفهمة لما بينهما لهذا لستُ على عجلة من أمري ولكن ليس عليه أن يتأخر بأعلامها إن هذا سيء ألا ترى معي
- إعلامها ماذا
- آوه أنت لا تعلم يا السماء
- أعلمُ ماذا ( هزت رأسها وعقصت شفتها السفلى ونظرت نحو ميسي ومارينا التين تقومان بنقل الأطباق إلى الطاولة ثم عادت نحو روي الذي أستمر ) هلا أوضحتي ما عنيته فأنا لم أفهم شيئا
تحركت واقفة ومتجهة نحو الطاولة وهي تجيبه
- أنه أمرا خاص بيني وبينه
- والذي هو اليكسيس 
 نظرت نحو الباب الذي فتح دون إجابته وقد أطل منه الاثنان تعلقت عيني اليكسيس بوجه روي الذي فقد روحه المرحة متسائلا وهو يلمح شيفا بنظرة اهتمام
- هل فاتنا شيء
- على الإطلاق 
أجابه روي وهو يبتسم فرفعت عينيها إلى الأعلى بانزعاج يا له من مغفل على الإطلاق وتحركت متخطية عن اليكسيس وديفي لتقول لمارينا
- فلتحضري عشائي إلى غرفتي
- ألن تشاركينا الطعام ( نظرت إلى اليكسيس الذي تساءل باستخفاف قائلة )
- أفضل قرأت كتاباً ممل على هذا 
واستدارت صاعدة الأدراج بتمهل لتضيق عينيه وهو يتابعها فأمسكت ديفي ذراعه قائله
- لا أعلم ما الذي تريده ببقائك هنا أنظر إليها
- ديفي أرجوك
- عزيزي لن أعدك أني سأستطيع احتمال هذا الأمر كثيرا
- هل نسيتي ما كنا نتحدث عنه منذ قليل
- لا لم أنسى ولكن مجرد وجودك هنا برفقتها لا أستطيع احتماله
لا تستطيعين احتماله إذا تمتمت شيفا وهو تختفي عنهم وقد سمعت ما دار بينه وبين ديفي وابتسمت بمتعة وهي تدخل غرفتها يجب أن أفعل شيئا بخصوص هذا الأمر
- مازلت مستيقظة آنستي
نظرت نحو نورما التي سألتها وهي تراها تهم بفتح الباب بعد مغادرة ضيوف اليكسيس وقد ارتدت شورت قطني مع قميصه القطنية ونظرت نحو ساعتها قائلة
- أنها الثانية عشره فقط .. سأكون عند الأرجوحة
سارت ببطء نحو الساحة الخلفية للمنزل لتجلس على الأرجوحة باسترخاء وتعلق عينيها بمياه المسبح الصافية والتي عكست النجوم المتلألئة بالسماء رفعت ساقيها لتضمهما إليها وقد رفعت شعرها إلى أعلى وهي تشعر بالحر شردت بأفكارها أنها لا تكف عن التفكير مؤخرا حركت عينيها بتمهل إلى صوت الأقدام الخفيفة التي سمعتها وحدقت بالظل الذي يقترب بتكاسل فهمست ما أن أصبح أقرب وهي تتأمله وقد ارتدى سروالا يصل إلى ركبته مع تيشرت خفيفة وحمل بيده كوبين من العصير
- هيا أرحل
- استقبال رحب لم أكن لأفكر بأفضل منه
- لقد حضرتُ إلى هنا سعيا للعزلة لهذا دعني بمفردي
- كم أحب هذا وسأحققه بأسرع وقت ممكن  ( ووضع كوبين على الطاولة وأقترب ليجلس على الأرجوحة بجوارها مما جعلها تهتف معترضة وهي تنظر إليه ) جد لك مكانً آخر فهذه أرجوحتي
- أرجوحتك منزلك ومكتبك يوجد المزيد أجل أجل وبريدك وسأجد الكثير أن ركزت أكثر
- مضحك ( أجابته هازئة بسخرية )
- أنه أمرا مفروغا منه ( أجابها وعينيه تلتقيان بعينيها المحدقتان به وأمام صمتها رفع حاجبيه لها مستمرا برقة ) ماذا
- ماذا حسنا أنها كثيرة لهذا سأبدأ بي أولا تقتحم شركتي ومن ثم منزلي ثم عزلتي وماذا أراك تجلس هنا وكأننا أصدقاء لا نعاني من أي شيء ونتحدث بسخرية وكأن ما يجري أمر ممتع
 بقيت عينيه ثابتتان على عينيها وظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يتساءل
- أوليس ممتعا ( وأمام صمتها وعدم إجابته أضاف ) لِما ليس لديك الكثير من الأصدقاء
فاجئها بهذا السؤال الغير متوقع فحركت شفتيها ببطء قائلة
- من قال هذا ( حرك كتفيه ومازالت عينيه تراقبانها وهو يقول )
- لاحظت ذلك بنفسي
- لاحظت ذلك أذا .. أنت مخطئ
- لا أعتقد ( همس لها بثقة فحركت عينيها بانزعاج ونظرت إلى المسبح قائلة بجدية )
- لا تتدخل في شؤوني
- إذا أنا على حق
- لما لا تبتعد من هنا
- لما لا ننسى ما بيننا ونتحدث كصديقين ( نظرت إليه من جديد هاتفة )
- لابد وأنك تمزح
تحرك ليضع الوسادة الدائرية بينه وبينها وهو يسند نفسه عليها قائلا وعينيه تصران على متابعة تحركاتها
- لو التقينا بوضع مختلف مختلف كليا بالواقع أليس من الممكن أن نكون صديقين عاديين
- إنها الواحدة ليلا وأنت تحلم وأنت مستيقظ لما لا تعود لنوم فذلك يساعدك أكثر
- ألم ترغبي بالعيش ضمن عائلة ( تجاهل قولها قائلا ومستمرا  ) عائلة عادية مكونة من والدين وأشقاء
- أتتحدث عني أم عن نفسك
سألته ساخرة رغم الشعور الغريب الذي انتابها فالقد تمنت دائما أن تشعر بجو الأسرة أب وأم وأشقاء كثر كثر آوه
- عنا معا ولكن وضعي أفضل
- آوه أنظروا من يتحدث
- لقد عشت ضمن عائلة فلقد كان لدي الكثير من الوالدات وأشقاء كثر كثر .. ووالد مميز جدا
حركت عينيها بفضول متسائلة بصوت عادي مستغربة وقد شدها ما يتحدث به
- أكانوا يوفرون لك والداً ووالدة في الميتم
أخفى ابتسامة كادت تظهر على شفتيه وقد نجح في جعلها تنجذب لحديثه قائلا
- لا بتأكيد ولكن كان لدينا مشرفات وكانوا بمثابة الوالدة والمرشدة لكل واحدا منا ولكني كنت أكثر حظا فقد كان لدي من يعتني بي أكثر ويهتم بشؤوني بشكل كبير
- جدي ( همست فهز رأسه مستمرا )
- أجل لقد كان دخوله لحياتي لغزا كبيرا لي
توقف عن المتابعة وشرد  بأفكاره وقد تلألأت عينيه بهذا الليل فهمست وهي تمعن النظر بوجهه الذي كساه لمست حزن غريبة
- دخول جدي لحياتك لغزا كبيرا بالنسبة لي أيضا ولكني أعرف الإجابة لهذا الغز
حرك مقلتيه نحوها وكان بهما حزنٌ كبير فاجئها بينما قال
- إذا حلي لي لغزي
- لا تأخذ الأمور بهذا الشكل فأنت كنت أكثر حظا من الكثيرين لا أعلم ما الذي جذب جدي إليك بالتحديد ربما كنت وسيما وأنت صغير لا أعلم
رفع حاجبيه إلى الأعلى مداعباً ومتسائلاً على قولها
- ألستُ وسيما ألان ( لمحته بعدم رضا قائلة ) 
- لو شاهدك بما أنت عليه ألان لما كان سـ
- لا داعي للشرح أعتقد أني فهمت المغزى ولكن لم أعرف بعد لِما تعتقدين أن جدك ساعدني 
- بكل بساطه أنه كان يرغب بحفيد ولا تجعل الأمر يغريك فهو يحبني رغم كل شيء
- أنا لم أقل شيئا .. أذا هذا ما تعتقدينهُ أنه يرغب بحفيد رجل وليس فتاة 
- أجل أنه عجوز لا أعرف كيف يفكر لقد أرهقني معه جدا ( قالت ذلك وهي تفكر بجدها وعقدت حاجبيها وهي تسند ذقنها على ساقيها التين تحيطهم بيدها مفكرة للحظات فراقبها اليكسيس بصمت والتقت عينيه بعينيها عندما عادت برأسها نحوه متسائلة ) هل .. هل كانوا كثيرين الأطفال الذين معك يلتهمون طعامك ويتشاجرون وتعاقب لاقترافك أمرا ما
- لا ( أجابها بابتسامة ناعمة على شفتيه وأستمر وهو يرفع يديه ليثبتهما خلف عنقه ويحدق بالسماء مضيفا ) لقد كان الأمر جيدا ومنظما فلقد وضعت في أفضل ميتم موجود وقد كان الأمر روتيني به وهذا ما كان يزعج الكثيرين حاولنا مرارا كسر النظام والتسلل خارجا وعدم النوم في الثامنة وكان هناك دائما عقابا ولكن ليس بالضرب والحبس بل في العمل بالحديقة وطلي الجدار وأعمال أخرى
- ألم يشعر رفاقك بالغيرة منك وأنت تحظى بإجازات مع جدي وأمور أخرى كثيرة
- لقد حصلت بعض الأمور ولكننا تخطيناها .. لقد تمنيت أن يبعدني جَدُكِ عن الميتم حتى أني طلبت منه في أحدى اللحظات أن يتبناني ( تمعنت به مصغية وقد خفق قلبها لمجرد سماع هذه الكلمات بينما أسترسل بالحديث ) كنت على ما أذكر بالتاسعة من عمري ( ونظر إليها قائلا ) رفض الأمر بطريقة لطيفة غضبتُ منه جدا حينها وأعلمته أني لا أريد أن أراه بعد اليوم أبدا ولكنه عاد وتحسنت علاقتنا أكثر .. أن جدك رجل عظيم يا شيفا رغم أني أعلم ألان أنه يخفي أمرا ما عني وأعتقد أنها أمور كثيرة وليس أمرا واحدا ولكني لا أستطيع إلا أن أغفر له مهما كان الأمر
- ماذا تعني بأنه يخفي أمرا ما ( عاد برأسه نحو السماء وهو يقول )
- لم برأيك لم يعرفنا ببعض من قبل أنا أعرف أنه يهتم لأمري كثيرا وهو فخور بي جدا وأعلم أنه يحبك وبما أنك حفيدته وهو من قام بتربيتنا ما العائق إذا من أن يقوم بتعريفنا على بعض
- أنا لم أعرف عنك إلا بالصدفة البحتة ومنذ خمس سنوات فقط .. لم يكن بنيته إعلامي أبدا
- ربما ألان ولكن فيما بعد
 وحرك شفتيه دون متابعة وقد عادت به الذاكرة إلى تلك الأوراق الموجودة بالملف الأحمر فهي معدة كي تطلع عليها شيفا أن حدث لروبرت أي مكروه وهو يوضح بها الكثير من الأمور ويعلمها ما تملكه بشكل شخصي
- أنظر أن جدي .. لا أعلم كيف أصفه لك فهو رجل كتوم جدا وأنا لا أستطيع معه شيئا لقد قلبت حياتهُ إلى بؤس حتى يعرفني بك ولكنه لم يفعل
- لم أكن أعلم أنك متحمسة للقائي
- بل قل أني متحمسة لكشفك على حقيقتك أمامه ( أجابته بسرعة فهمس وهو ينظر إليها )
- وما هي حقيقتي
- دعك من هذا فكلانا يعلم بالأمر اليكسيس هل تعتقدني غبية أو ما شابه حسنا أنا أفاجئك فأنا لست كذلك وأعلم أنك من جعل جدي يقدم له توكيلا لجميع أملاكه
- وكيف استطعت إقناعه بهذا
قال وهو يجلس جيدا محدقا بها بإمعان فحركت رأسها مؤكدة وهي تنزل قدميها على الأرض قائلة
- لا أعلم فهو رجل لا يسهل خداعة ولكن عندما يكون الأمر يخصك لا أعلم ما الذي يحدث له لابد وانكَ ماهر فلقد احتلت عليه بسهولة
- أتريدين الحقيقة .. الحقيقة أني جذبت جدك منذُ أن كنت في السادسة من عمري فقرر مساعدتي .. يا لي من مخادع ألا ترين أن هذا الأمر غير مقبول .. تتسألين لما يقدم جدك مساعدته لطفل فقد والداه ويعيش بميتم  .. أتدركين لماذا لأنك مازلت ترين أن جدك يهتم لأمري أكثر ما يفعل معك وتفكرين بأكثر من هذا ولا أعلم ما تلك الأفكار الغريبة التي تحضر إلى ذهنك هذا ( وأشار إلى رأسه مستمرا ) أتعلمين ماذا كنت أعتقد بدوري ( وأمام صمتها أستمر وقد بدا صوته عميقا ومؤثرا ) لقد اعتقدت أنه لم يعرفني بحفيدته يوما لأني لست بالمستوى المطلوب لذلك .. لأني لا أليق بالتعرف بالآنسة كليبر المصونة لقد قمت بدعوتك لبعض المناسبات التي كان روبرت يحرص على حضورها ولكني لم أفهم الأمر جيدا في البداية فانا اذكر أني قمت بدعوتكما لحضور حفلاً نلت به جائزة لتفوقي الدراسي أتعلمين بماذا أجابني بأنك مشغولة بالدراسة ولا يعتقد أنه يستطيع إحضارك كانت تلك مجرد أعذار وقد عرفت هذا ومنذُ ذلك اليوم لم أحاول مجرد السؤال عنك لأني علمت أنه لا يرغب بالحديث عنك معي .. أتدركين ما كنت أشعر كنت أحسدك لأنه يعود دائما إلى المنزل فتجدينه دائما أما أنا فبعض الساعات والأيام
توقف فجأة وقد أتنبه أنه أسترسل في الكلام بينما ثبتت مقلتيها عليه
- أستمر
 همست وهي ترغب بمعرفة المزيد والمزيد إلا أنه هز رأسه بالنفي وهو يغلق عينيه قائلا بعد أن أطلق تنهيدة عميقة من صدره
- أعتقد أنك قرأتي ما يكفي عن قصة حياتي .. أهي مثيرة لم يسعفني الوقت للإطلاع عليها .. أم أنها مملة كما أنتِ ألان ( تجاهلت قوله رافضة أن تسمح له باستفزازها وبتغير الموضوع علهُ يعود للحديث عن حياته فقد كان الفضول يتملكها إلا أنه افتح عينيه مضيفا بضيق ما الذي أفعله هنا أما كنت ألان برفقة ديفي أستمتع برؤية النجوم معها
- يا لك من رومانسي ولم لا تفعل هيا أذهب إليها  
- كنت لا فعل ولكن منذُ أن دخلت حياتي وحياتي في فوضة عارمة
- أنظروا من يتحدث و
- ما الذي حدثت به روي ( قاطعها متسائلاً ومستمراً أمام رفضها الإجابة ) أنا أعرفه جيدا وأعرف أنه لم يكن على طبيعته هذه الليلة وحدث هذا بعد أن تركتك معه وهذا كان الخطأ الذي اقترفته
- لتعلم أن أصدقائك مزعجون جدا
- هذا لا يجيب عن سؤالي وأصدقائي جيدون شيفا
- ما الذي تعرفه أنت هل تعلم أن صديقك روي حاول التحرش بي لم يحاول بل تحرش بي
تحرك بجلسته لينظر إليها جيدا وهو يضع يده على ظهر الأرجوحة قائلا
- روي
- أجل روي
- بربك لم أتركِ معه سوى نصف ساعة
- ليس اليوم ( أمعن النظر بها ثم تحدث بتمهل وحيرة )
- تقصدين ذلك اليوم بالمستشفى أنه لم يفعل شيئا بربك .. آه انتظري لقد بدوتما على معرفة وعندما سألته قال أنه رآك صدفة على الطريق بحاجة إلى مساعدة في سيارتك
- بالتحديد كان ذلك اليوم أول مرة التقي به
- هل دعاك لمرافقته أن فعل فهو يفعل هذا دائما مع أي فتاة تعجبه أنه هكذا ليس إلا
- وهذه ليست وقاحة برأيك
- حسناً أنه جريء أعترف ولكنه ليس سيئاً
- أنه صديقك ماذا ستقول عنه غير هذا لا أعلم من أين تحضر هكذا أصدقاء أنظر إلى الآخر ذلك الذي يسكن معك
- توماس
- أجل
- وما به توماس لا تقولي لي أنه وقح
- لا بل خجول
- خجول ولا يعجبك أيضا أنها مشكلة كبيرة
- ألا تراه يحمر خجلا كلما رآني ويبدأ بتلعثم ( أخذ اليكسيس يضحك بمرح وهو يقول )
-  أعتقد أنه يراك جميلة وجذابة فيحدث له كل هذا ( رفعت عينيها إلى الأعلى فقال بنعومة فاجأتها وجعلتها تنظر إليه من جديد ) حسنا بما أن رفاقي بنظرك هكذا وعلى ما يبدو أنت ماهرة بتحليل الناس فكيف تجدين نفسك كيف تصفين نفسك كليبر ( بقيت تنظر إلى عينيه التين تلتمعان بمرح وقد ظهرت ابتسامة على طرف شفتيه أنه يهزأ بها أشاحت برأسها عنه بتعالي رافضة أجابته وأخذت تتأمل الأشجار التي تبعد عن المسبح كي لا تنظر إليه فعاد للقول باهتمام ) هل أعلمك أنا فأنا أيضا أجيد تحليل الناس
- آخر ما أريده هو سماع رأيك
- لما قد يكون جيدا
- هيا دعك من هذا
- لِما (تساءل بمتعة فقالت بجدية )
- لا أجد أن لدي القدرة لمشاجرتك الآن
- ومن قال أني أرغب بالشجار إننا على الأقل لأول مرة منذ أن التقينا جلسنا كشخصين عاقلان وتحدثنا ( توقف عن المتابعة واختفى الوميض المرح من عينيه لتصبحا داكنتان وهما تحدقان بشيء بين الأشجار قبل أن يهتف بصوت عالي قوي ) جويل أهذا أنت
نظرت إلى حيث ينظر لتشاهد البستاني الذي تحرك نحوهم وهو يقول
- أجل سيدي .. لم أعرف بوجود أحد هنا
- ماذا تفعل بهذه الوقت
- الجو حار ففكرت بالتجول بالحديقة .. تصبحون على خير  
وتراجع مبتعداً فتساءل اليكسيس وعينيه لا تبتعدان عن جويل
- منذ متى يعمل هنا
- منذُ زمن طويل ( أجابته ونظرت إليه مضيفة ) هيا أبتعد من هنا أريد أن أستلقي
رفع حاجبه الأيمن قائلاً
- ولما لا تستلقي في غرفتك فأنا على ثقة من أن سريرك مريح
- الجو هنا يروقني ولن أتخلى عن نسمات الهواء المنعشة فهيا أبتعد عن أرجوحتي
استقام بجلسته قائلا
- أتقولين لي أنك ستنامين هنا
- أجل
- لا أحب الفكرة
- وكأني أهتم ( أجابته وهي تأخذ الوسادة الدائرية وتضيف ) هيا أبتعد
تحرك واقفا وهو يقول
- ليس بعيدا بالتأكيد
وضعت الوسادة على طرف الأرجوحة ووضعت رأسها عليها وقد استلقت وهي تراقبه يحضر مقعدا ليضعه أمامها فتساءلت وهي ترفع رأسها   
- ماذا تفعل
- لا تعتقدي أني سأتخلى عن هذه النسمات أيضا وأصعد إلى غرفتي حتى أشعر بالحر الشديد
- هيا اليكسيس أشعل المكيف ولن تشعر بشيء ولكن أبتعد من هنا بربك
جلس على المقعد باسترخاء قائلا وهو يرفع يديه ليضعهما خلف عنقه
- وجهي هذه النصيحة لنفسك
حركت عينيها به وقد استرخى بجلسته وحدق أمامه بشرود قبل أن تهتف
- أنت جاد يا لسماء آخر وجه أريد أن أفيق وأراه أمامي هو أنت
- ليس عليك أن تنظري إلي
- يا لهدوء أعصابك ( قالت بغيظ واستمرت ) لم لا تدعني وشأني أنا أكره هذا
حرك عينيه نحوها دون أن يحرك رأسه قائلا بجدية
- لدينا عمل غدا إن كنت تذكرين لذا فأما أن تنامي وأما أن تبقي تتحدثين مع نفسك
- لم أقابل بحياتي إنسانً مزعجاً بقدرك
همست من بين أسنانها وهي تعيد رأسها للوسادة وتضم يديها لصدرها وهي تنظر إليه لتشتعل أكثر وهي تلاحظ ابتسامة تظهر على شفتيه فاستدارت بعصبية لتحدق بظهر الأرجوحة يحب إزعاجها إنها لا تتحمله رغم محاولتها أن تفعل , فتحت عينيها بكسل ونسمات الهواء الرطب تلمس وجنتيها وحدقت بقماش الأرجوحة غير مدركة أين هي لعدت ثواني ثم تذكرت أنها ممددة على الأرجوحة الخلفية فحركت رأسها إلى الخلف محدقة باليكسيس المغمض العينين ومازال على جلسته تحركت بكسل ومررت يدها على عينيها كم الساعة يا ترى تلفتت حولها بتشوش
- هاي أنت ( قالت وهي تضع يدها على فمها تخفي تثاؤبة أنسلت منها )
- أدعى اليكسيس
أبعدت يدها عن فمها وحدقت به لتجده على حاله فأنزلت قدميها إلى الأرض قائلة
- اعتقدتك نائماً هذا ما يبدو على الأقل .. هل قمت بحراستي جيدا أرجو أن تكون فعلت فلا أحب الموظفين المهملين في عملهم
فتح عينيه بروية ونظر إليها ورموشه تهدل بكسل فوق عينيه قائلا
- مزاجك رائع هذا الصباح
- أليس لديك عمل إذا هيا قم وأذهب
أجابته دون اكتراث وهي تحرك يدها إلى شعرها لتسحب المشبك منه ويهدل لتقوم بإعادة ترتيبه فقال وهو يراقبها
- بعد قضاء ليلة سيئة على المقعد كنت أتوقع على الأقل شكراً
- شكر ولما لإزعاجي ( تحرك جالسا بمقعده جيدا وهو يقول )
- إزعاجك إذا .. إنها السادسة صباحا وها أنت لم تتوقفي عن الحديث منذ أن فتحت عيناك وتتحدثين عن الإزعاج  ( ووقف متحركا ومستمرا ) أسوء ما قد يحدث للمرء هو أن يقابلك صباحا  
وسار مبتعدا فراقبته متمتمة وهي تستمر بعقد شعرها
- لم ترى شيئا بعد ......
- أيوجد المزيد ( تساءلت بضيق وجيسي تضع أمامها مجموعة من الأوراق )
- أجل فلقد تراكم العمل والسيد اليكسيس رفض أن أقوم بتحويله إلى مكتب السيد بروس وطلب مني أن أدعه هنا حتى تحضري
- أنه يوم واحد فقط
همست دون رضا وأخذت تطلع على الأوراق التي لم تنتهي منها إلى بعد وقت , رفعت نظرها عن الأوراق إلى اليكسيس الذي دخل متسائلا وهو يرفع مفاتيح جدها بيده مشغولا بتأملها وهو يقول
- هذه المفاتيح تحيرني ( ونظر إليها مضيفا ) هذه لغرفة المكتب وهذا للخزنة الموجودة به ( عقدت أصابع يدها معا على المكتب أمامها بينما أستمر وهو يعود للمفاتيح باهتمام ) وهذه لغرفة المكتب التي بالمنزل وهذه للمزرعة أما هذه فهي لغرفة ما لم أعرف بعد أين تقع وهذا لخزنة أيضا لم أعرف أين تقع ( وأنزل المفاتيح ناظرا إليها ومستمرا ) فهمتي ما أقصد
حركت كتفيها إلى الأعلى قليلا مدعية عدم الفهم وأسندت ظهرها إلى الخلف قائلة
- لا لا أفهم ما تقصد ( وضع المفاتيح في جيبه قائلا )
- أين أجد الغرفة والخزنة التي لم أصل لهما حتى ألان ( حركت شفتيها ببراءة وهي تقول )
- لا أعلم
- هيا كليبر أنا واثق من أنك تعلمين
- للأسف لا أستطيع مساعدتك
أجابته بثقة وعادت لتنحني نحو أوراقها فحرك عينيه للحظات مفكرا قبل أن يقول مما جعلها تعود لتنظر إليه  
- غرفة جدك التي بالمنزل مغلقة
لم تجبه فحرك حاجبيه لها منتظرا أجابتها فقالت بجفاء
- إلى ما تسعى
- إلى إيجاد ما يستعمل بهما هذان المفتاحان أهي غرفة جدك
- لا تحاول الاقتراب من تلك الغرفة أبدا وأنا جادة ( ضاقت عينيه قليلا وهو يتساءل )
- تحتوي على الخزنة
- أجل وهي خاصة بجدي ولن أسمح لك بالعبث بها
- ولكن جدك يرغب ولهذا السبب أوصل لي هذه المفاتيح
- أن جدي كما تلاحظ في السادسة والسبعين من عمره ولن ألومه على تصرفاته  
بقيت عينيه ثابتتان عليها دون استطاعتها قرأت ما يجول بفكره ليقول بعد لحظة صمت
- أتعلمين ما تحتوي تلك الخزنة
- ربما
- أرغب بإجابة محددة
- لا شأن لك هذا أكثر ما أستطيع أن أعطيك إياه
- المفاتيح التي بحوزتي هي لها ( وقبل أن تجيبه أستمر ) أريد أجابة صادقة لآني سأقوم بخلع الباب أن فعلت عكس ذلك
- لن تجرؤ
- المفاتيح التي معي هي لتلك الغرفة ( قاطعها قائلاً  بإصرار )
- كانت ( أجابته وهي ترفع رأسها بكبرياء فقال وهو يهز رأسه )
- كانت .. أذا فقد قمت بتغير القفل
- أجل ( وضع يده بجيب بنطاله متأملا إياها ومفكرا قبل أن يقول )
- بيننا حديث طويل سنجريه لاحقا وخارج العمل
- لا أحاديث بيننا  
- سنرى بهذا الشأن
أجابها وهو يرمقها بنظرة تكرهها واستدار مغادرا بقيت عينيها معلقتين بالباب بعد مغادرته قبل أن تعود نحو عملها بضيق أنه لا يدعها وشأنها أبدا لن يحلم بالوصول إلى تلك الخزنة خفق قلبها بشدة من مجرد تذكر ما تحتويه لا يجب أن يلمسها أحد لا أحد
- أتصل السيد راوين ويريد تحيد موعد له بعد ظهر اليوم
- لا أنا مغادرة فلتعطيه موعدا للغد
أجابت جيسي وهي تتخطاها مغادرة لتقصد المنزل صعدت إلى غرفتها فتحت الدرج الخاص بأغراضها الخاصة وتناولت المفتاح منه حركته براحة يدها ثم ضمته بقبضتها وسارت نحو غرفة جدها لتفتحها وتدخل مغلقة الباب خلفها بأحكام جالت بنظرها بأرجاء الغرفة التي أصبحت باردة لا يسكنها أحد أعتصر قلبها وهي تذكر جدها وحدقت بلوحة المعلقة لتقترب منها حركتها لتظهر خلفها خزنة حديدية ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تذكر ذلك اليوم الذي عرفت به الكثير مما حدث لوالديها أعادت ألوحة وأسندت نفسها على الحائط أن مفاتيح هذه الخزنة مع اليكسيس يجب أن لا يعبث بالأمور الخاصة بحياتها أبدا خرجت من الغرفة وأحكمت إغلاقها وتوجهت نحو غرفتها وهي تشعر بالإحباط واليأس نظرت إلى ساعة الحائط وهي تدخل غرفتها عليها أن تعد نفسها قد يصل أستون بأي لحظه ألان
- هل أعلمتك كم اشتقت لك ( ابتسمت لأستون الجالس أمامها قائلة )
- أجل فمنذُ أن وصلت وأنت تعلمني .. كيف كانت رحلتك هل وفقت بالعمل
 حرك يده ليمسك يدها المستقرة على الطاولة وهو يقول  
- لن أتحدث بالعمل اليوم غدا أعلمك بكل ما تريدينه  
سحبت يدها منه وهي تتناول لائحة الطعام قائلة
- حسنا إلى الغد أذا .. ماذا سأختار
- دعيني أفعل عنك أتسمحين ( نظرت إليه وهي تغلق لائحتها قائلة )
- من الأفضل أن تختار شيئا لذيذاً
- سأفعل يمكنك الاعتماد علي .. بحق الله
توقف مضيفا وعينيه تتعلق خلفها فهمست مداعبة وهي لا ترغب بالاستدارة
- هل ضبطتنا أحدى صديقاتك ( نظر إليها قائلا بضيق شديد )
- بل هو ذلك المفضل عند جدك هل أعلمته أني سأصطحبك إلى هنا   
- اليكسيس ( همست وهي ترغب بالاستدارة ولكنها منعت نفسها وهزت رأسها باستغراب مستمرة ) أنا لا أعلمه أي شيء لعلها صدفة رغم أني لا أصدق ذلك ولكني لن أسمح له بتعكير أمسيتي لن تسمح له بالجلوس معنا أن حاول 
أصرت على أستون الذي عاد بنظره نحو القائمة التي يحملها بامتعاض وهو يقول
- لا يبدو أنه سيفعل أنه يرافق أحداهن وقد جلس هناك
تأملت أستون المنشغل باللائحة مفكرة بقوله قبل أن تتساءل
- أهي سوداء الشعر نحيلة أقصر مني بقليل لا بأس بها جميلة 
نظر أستون بلمحة سريعة ثم عاد إليها قائلا
- أجل أنها هي ( ورفع نظره نحو النادل الذي أقترب منهم ليطلب الطعام ويضيف بعد مغادرة النادل وقد بدا أن أمرا ما يزعجه ) لا أشعر بالراحة له ألا تلاحظين أنه يدير الشركة وكأنه مالكها كيف هو الأمر في المنزل لابد وأنه سيء  
- لا
 أجابته وهي تقوم بطي المنديل الذي أمامها رافضة أن يعلم المصاعب التي تعانيها فهمس بحنان مما جعلها تنظر إليه
- متى ستتركين عالمك وترافقيني
- لن تعود إلى هذا
- سأعود أن قلبي لا يكف عن قول هذا لي
- جدي بالمستشفى عزيزي وأنا لا أفكر بطريقه منطقية هذهِ الأيام لذا لا تحاول الضغط علي
عاد ليمد يده ويتناول يدها المشغولة بالمنديل الورقي ويضمها بيده الأخرى قائلا باهتمام وعيناها تلتقيان بعينيه
- سأنتظرك العمر بأكمله فأن لم تكوني أنتِ فلا أحد غيرك
- آوه أستون ( همست بصوت خافت فرفع يدها ليطبع عليها قبلة قائلا )
- إلى آخر العمر شيفا
عادت لتسحب يدها منه وقد أربكها أنه يتصرف بشكل يشعرها بالخجل ولكن لا يتعدى الأمر أكثر من هذا أن قلبها لا يخفق له ماذا تفعل أشغلت نفسها بتناول الطعام الذي وضع أمامها وأخذت تصغي له وهو يعلمها عما فعله أثناء الرحلة وعن صحة والدته
- هل تسمحين ( قال وهو يقف ويتحرك نحوها فهمست وهي تقف )
- أيجب أن نكون أول الراقصين
- أجل لندع الجميع يشاهدونا ونشعل الغيرة في قلوبهم
 همس أستون بابتسامة فسارت معه إلى حيث بدأت الفرقة بعزف مقطوعة ناعمة قائلة  
- أنت تحاول إيقاعي ولكنك لم تنجح بعد
- أنا صبورٌ جدا
أجابها وهو يحيطها بذراعية فأخذت تتحرك مع خطواته الصغيرة والدقيقة أنه ماهر بكل شيء عمله حياته أفكاره أنه.. لا تتسرعي ابتسمت له وهي تنظر إليه فرفع حاجبيه قائلا
- ما سر هذه الابتسامة الجذابة
- أنه سر لن أعلمك إياه
أبتسم لها دون أن يعلق فبادلته ألابتسامة ليتوقف نظرها على اليكسيس وديفي الجالسان بعيدا عن طاولتها بأربع طاولات على الأقل وهما منشغلان بالحديث فأبعدت نظرها عنهما أن ديفي لا تفوقها أناقة
- هل حدث شيء في غيابي
- مثل ماذا
- لا أعلم ولكن أشعر أنك لست على ما يرام مؤخرا هل تخفين عني شيئا بالتأكيد تستطيعين أعلامي شيفا .. أنا دائما أشعر بالقلق عليك .. تستطيعين الثقة بي عزيزتي
- لا يوجد ما تقلق من أجله ( أجابته بثقة وهي تهز رأسها إلا أنه أصر برقة )
- هل أنت واثقة تستطيعين الاعتماد علي وأنت تدركين هذا
- أعلم أستون ولا تقلق أن حدث أي أمر مرعب سأعلمك
 قالت ضاحكة وممازحة فأبتسم بدوره ولكن عيناها  كانتا بعيدتين عنه وثابتتان على اليكسيس الذي يراقص ديفي لابد وأن علاقتهما قوية أنهما منسجمان جدا لو كنت مغرمة بأحدهم لتلك الدرجة لما سمحت له أبدا بالتواجد مع واحدة أخرى في منزلها أتثق به لتلك الدرجة يا ترى أتعلم أنه تبعها إلى هنا أم أنها لم تلاحظ وجودها
- أين شردتي ( عادت بنظرها إلى أستون بابتسامة وتحركت مبتعدة عنه وقائلة )
- هلا جلسنا
- شيفا ( هتف صوتا مألوفا لها بحماس وهي تهم بالصعود بسيارة أستون وقد غادرا المطعم توقفت متلفته حولها ثم ابتسمت وهي ترى بير يترجل من سيارة مكشوفة ملوحاً لها وهو يقترب منها ويقول ) لقد افتقدتك جدا كيف أنت
التفت يده حولها وانحنى طابعا قبلة على خدها قبل أن يتركها ملوحا بيده نحو أستون الجالس بالسيارة وقد تجهم وجهه فسألته بسعادة
- كانت رحله طويلة متى عدت
- صباح اليوم وقد أنجزت عملا رائعا سأريك الصور التي ألتقطها أنها رائعة بل مذهلة
- أنا واثقة من هذا
- بير هيا بنا ( صاح رفاقه الذين بانتظاره فقال لها وهو يشير لهم بالانتظار قليلا )
- ما رأيكِ بالحضور غدا لحضور حفلة صاخبة
- يبدو الأمر ممتعا في أي وقت
- في التاسعة في فندق ستار سأراك هناك اتفقنا ستكون ممتعة
- أجل سأحضر .. وداعا 
أشارت له بحماس وهو يبتعد جريا نحو السيارة ليركبها ملوحا ومبتعداً فجلست بجوار أستون الذي قال وهو يقود السيارة
- أنه غريب الأطوار
- من بير لابد وأنك تمزح انه أكثر إنسان عاقل قابلته بحياتي
 بدا الامتعاض عليه لقولها ولم يتحدث كثيرا شكرته لإيصالها ودعته لتناول القهوة ولكنه أعتذر وغادر فدخلت المنزل مع رنين الهاتف فتوجهت نحوه وميسي التي كانت تهم بسير نحوه تقول
- أنه هكذا منذ ساعتين على الأقل لا أحد يجيب عندما أرفع السماعة
 رفعت السماعة وهي تنظر إلى ميسي مفكرة وقائلة
- أجل
- ها أنتِ أخيرا أني أبحث عنك منذ زمن
- من يتحدث ( قالت بجفاء وقد تذكرت هذا الصوت المبحوح وعقدت حاجبيها )
- ألم تعرفيني .. سأغضب وغضبي ليس جيدا  ( أغلقت الخط قائلة دون رغبة بسماع المزيد )
- أن المزعجون يكثرون حولي هذه الأيام .. وأنت أولهم
أضافت وهي ترى اليكسيس يدخل من الباب فرفع حاجبيه لقولها وخطى نحوها وهو يحرك مفاتيحه بيده ثم نظر إلى ميسي قائلاً بلطف  
- كيف أنت
- بخير ( أجابته بابتسامة وقد أحمرت فعاد بنظره نحو شيفا وهو يستمر بالسير نحوها متسائلا )
- هل من الضروري أن أسأل أنا أول ماذا
- هل حقا ترغب بأن تعرف ( حرك شفتيه مفكرا ثم هز رأسه قائلا )
- لا لا أرغب ( تخطت عنه متجهة نحو الأدراج قائلة )
- كما تريد
- اعتقدت أنك كنت تقضين أمسية جيدة  
توقفت في مكانها عند قوله هذا وحركت رأسها نحوه ثم استدارت إليه قائلة
- وأنا التي اعتقدت أن الأمر مجرد صدفة أذا لم أكن مخطئة وأنت مازلت تتبعني
- لا لن أرهق نفسي بهذا العمل بعد ألان
- جيد بدأت تدرك الأمور ( وهمت بالتحرك إلا أن نظرها توقف على باقة الورود المألوفة فاستمرت وهي تسير نحوها وقد كانت قد نسيت أمر هذا المعجب السري ) أمازالت هذه الباقات تحضر
- أجل وبشكل يومي ( أجابتها ميسي التي مازالت بالغرفة فسحبت البطاقة الموضوعة لتفتحها وتحدق بنفس الوردة دون أن يحصل لها أي تغير فأضافت ميسي ) لاشيء جديد
- لا شيء جديد ( كرر اليكسيس الذي أصبح يقف بجوارها متأملا الوردة الموجودة على البطاقة فقذفتها لتستقر قرب الإناء قائلة )
- أصبحت مملة  ( تناولها اليكسيس بفضول متسائلا ) 
- ألا تحتوي على أسم مرسلها
- يكفي أنها تحتوي على الوردة ( قالت هازئة ونظرت نحو ميسي متسائلة ) لِما لم تغادري أتنوين البقاء هنا
- أجل هل أعد لك شيئا
- لا
وتحركت نحو الأدراج بينما بقي اليكسيس على وقفته متأملا البطاقة شاردا وما أن أصبحت في الممر حتى سمعت صوته خلفها وهو يتساءل
- منذُ متى تصلك هذهِ الباقات
نظرت إليه وهو يقترب وهي تهم بفتح باب غرفتها فهزت كتفها بخفه قائلة
- لا اعلم ربما شهر شهران لم أعد أذكر لماذا
- لا تعلمين ممن هي
- أنه معجب سري .. أتجد الأمر محيرا فأنت تبدو فضولي أن لدي الكثير من المعجبين فلا داعي لفضولك أتعلم من عليك أن تكون فضولين بأمره هو أمر صديقتك تلك
همست بخفة وكأنها تخبره سرا ما فقاطعها قائلا بجفاء   
- نحن نتحدث هنا عنك وليس عن ديفي
- آوه أرجوك أعذرني ( أجابته ساخرة ولمحته بنظرة من رأسه حتى أخمص قدميه قبل أن تعود لتنظر إليه مستمرة ) عمت مساءً
- لن تتغيري أبدا كليبر
قال بجفاء وهو يسير مبتعداً ويهز رأسه بيأس قبل أن يدخل غرفته فتابعته متأملة ظهره ثم دخلت غرفتها مغلقه الباب خلفها لترمي حقيبتها على السرير وتتجه نحو الشرفة فتحت بابها وأنسلت إلى الخارج لتنشق الهواء الذي شعرت أنها لا تستطيع الحصول على كميه كافيه منه عليها الاعتراف بأنها غير سعيدة أنها تنشغل طوال الوقت بالعمل وترى الكثير من الناس وقد أمضت سهرة جميلة مع أستون ورأت بير ولكنها لا تشعر بالسعادة الحقيقية أن مشاعرها مضطربة تشعر بحزن داخلي شديد لا تعلم سببه إن هذا الشعور يرافقها حتى قبل أن يتعرض جدها للحادث وقبل أن تعلم بحقيقة وفات والديها هناك ما ينقصها لو تعلم ما هو فقط , أخذت تتمتم ببعض الكلمات والعرق ينصب منها ونفسها يضطرب وصدرها يعلو ويهبط بقوى وعينيها مغمضتين ومرتجفتين أخذت تحرك رأسها يمينن وشمالا وهي تتحدث بتلعثم ففتحت عينيها بذعر محدقة بالغرفة ومازال صدرها يرتفع ويهبط رفعت يدها لتمسح بها جبينها ومازالت عينيها متوسعتين ثم أراحتهما ببطء هامسة بصعوبة
- أنه حلم مجرد حلم آخر مزعج ليس إلا ليس إلا
وأخذت كمية من الهواء وهي تحاول تنظيم أنفاسها أنها لن تجرؤ على النوم الآن تبا مدت يدها وأضاءت النور المجاور لسريرها أنها الثالثة فقط تنهدت بيأس .
حرك رأسه بحيرة واستغراب نحو الشرفة وقد كان مستلقي على سريره ويديه تحت رأسه متأملا السقف وشاردا بأفكاره وقد أنتها منذُ بعض الوقت من دراسة الملف الذي أحضره معه من الشركة أصغى جيدا ومازالت عينيه معلقتين بباب الشرفة المفتوح والذي يدخل نسمات الهواء الخفيفة ثم حرك يده لينظر نحو ساعته التي أشارت إلى الرابعة فتحرك بفضول نحو الشرفة ونظر إليها مستغربا ولكنه لم يرى أحدا فأصغى جيدا لذلك الصوت العذب الذي يدخل إلى الأعماق لنعومته وأقترب بتمهل من الحاجز أسند ذراعيه عليه ومال قليلا نحو الأمام ممعنً النظر بالحديقة التي أمامه ثم أغمض عينيه بهدوء أن هذا أجمل ما يمكن للمرء أن يسمعه عاد وفتحها جالت عينيه بفضول بالحديقة أنها مصدر الصوت عادت عينيه بسرعة نحو أحدى الشجيرات المتفرعة من أسفلها وقد بدا أن أحدهم يجلس على جذعها الضخم تحرك نحو الجانب قليلا كي يعرف صاحب هذا العزف لتتوقف عينيه باستغراب على شيفا التي أمسكت الناي وقد قربته من شفتيها وأخذت تبعث به الهواء مصدرة معزوفة ناعمة حزينة تعبر بها عما يدور في صدرها وقد لفت روبها الأبيض  الحريري الطويل حول جسدها وتركت شعرها يهدل بشكلٍ  جذاب أغمضت عينيها حالمة وهي تستمتع بالموسيقى التي تصدرها في هذهِ الليلة القمرية السحرية التي تشعر بها باسترخاء تحتاجه أسند ذراعيه على الحاجز وعينيه لا تفارقانها تبدو كملاك أخترق ظلمة هذه الليلة لتنشر ألحانها العذبة ما الذي يجعلها مستيقظة حتى هذا الوقت ولما تبدو حزينة أنها حزينة أرخى جفونه قليلا مصغي لتلك النغمات التي اخترقت قلبه بسرعة توقفت عن نفث الهواء من شفتيها وأبعدت الناي ناظرة إليه وهي تضعه بحجرها متلمسه إياه وشاردة به فلقد كان هدية من جدها في عيد ميلادها الثالث عشر وقد أغرمت بهذه الآلة الجذابة وأصبحت ماهرة بالعزف عليها ابتسمت برقة وهي ترفعه لشفتيها من جديد متمنية لو كان جدها هنا لسماعها فلقد كان يحب عزفها .....
- أنها السادسة لقد إستيقظتي باكرا اليوم
- أجل ( أجابتها وقد جلست على المقعد في المطبخ وأمسكت كوب القهوة الذي وضعته نورما أمامها بكلتا يديها لترتشف منه وهي تتساءل ) ألم يستيقظ اليكسيس بعد
- طلبت من ميسي إيقاظه حتى أعد الإفطار أنه يحب تناول طعاما خفيف قبل أن يغادر
عادت لترتشف من قهوتها شاردة ثم نظرت إلى نورما التي نظرت إليها صامته فقالت بحيرة
- أكنت تتحدثين معي
- سألتك أن كنت ترغبين بتناول الإفطار ( حركت كتفيها وهي تضع الكوب من يدها قائله )
- أجل .. سأرتدي ملابسي أولا
وتحركت مغادرة اقتربت من غرفتها ووضعت يدها على مقبض الباب لتفتحه ولكنها لم تفعل وقد تعلقت عينيها بباب غرفة اليكسيس المفتوح قليلا مفكرة ثم تركت بابها وسارت نحوه همت بدفع  الباب ولكنها توقفت وقد شاهدت ميسي من شقه المفتوح تجلس بجواره على طرف سريره فتحت عينيها جيدا غير مصدقة وأمعنت النظر بميسي المائلة نحوه قليلا ولم تستطيع رؤية وجهه لوجود ميسي أمامها تأملت صدره العاري وقد اكتفى بارتداء سروال بيجامته شعرت بالذهول ولم تعلم ماذا تفعل أيعبث مع خادمتها حركت يدها بشكل آلي نحو الباب ولكنها تراجعت وأعادتها إلى صدرها المشتعل بغضب وتراجعت خطوة إلى الخلف متحركة بشكلٍ آلي نحو غرفتها وقد بدت مضطربة ميسي بحق السماء أيجرؤ ويعبث معها فتحت فمها بذهول ثم أغلقته وهي تهز رأسها بالنفي دخلت غرفتها لابد وأن خطأً ما في الأمر ولكن لما لا أنه متشرد ما الذي يجعلها تعتقد أن أخلاقه لن تسمح له بالعبث مع فتاة مراهقة كميسي وهي التي ترفض تصديق ما رأته لِما تجمدت كان عليها الدخول عليهما وإفهامهما حجمهما الحقيقي إنهما أنهما إهدائي إنهما حتى لا يستحقان ذرة من الغضب ليسا سوى هزت رأسها من جديد باشمئزاز وتوجهت نحو الحمام لتأخذ دوشا تحاول به مسح ما رأته من ذاكرتها أن ميسي ليست سوى مراهقة بالثامنة عشرة أيجرؤ على ذلك ولِما لا ولكن ليس بمنزلها تبا ارتدت ملابسها بعصبيه وسرحت شعرها وقد ضمت شفتيها إلى بعض بقوة انتهت من شعرها لتنظر إلى نفسها بالمرأة قبل تغادر غرفتها وتنزل الأدراج لتدخل إلى المطبخ جلست وقد وضعت نورما بعض الطعام أمامها فأمسكت السكين بقوة مما دفع نورما للقول وهي تسكب لها العصير بالكأس
- لا تبدين على ما يرام مؤخرا أنت دائما عصبية وبمزاج سيء لم أرك بهذا الوضع سابقا
تناولت شوكتها ووضعتها بقطعة الجبن بغيظ قائلة
- أن الأمور من سيء إلى أسوء نورما ألا تلاحظين ( وحدقت بميسي التي دخلت المطبخ وقد توردت خدودها فأضافت ) ماذا عنك ميسي هل أمورك جيدة
هزت رأسها بالإيجاب وابتسامة سعيدة لا تفارق شفتيها وهي تقول   
- اجل أنها كذلك ( لمحتها باشمئزاز وعادت نحو طبقها )
- صباح الخير .. رائعة كالعادة نورما فأنا أتضور جوعا ( قال اليكسيس الذي دخل المطبخ وأستمر وهو يجلس أمام شيفا التي تجمدت شوكتها بطبقها دون أن ترفع نظرها عن طبقها وهي تحاول تهدئه أعصابها مانعة نفسها من قذفه بكل ما تحتويه الطاولة ) أراك مستيقظة باكرا
لم تجبه بل بقيت كما هي لثواني ثم أرخت أصابعها لتقع الشوكة منها بطبقها مصدرة صوت ارتطامها بالزجاج ووقفت ناظرة إليه بحدة وهي تقول بجفاء
- عندما تصل إلى الشركة أعلمني 
وتناولت حقيبتها لامحة نورما وميسي بنظرة غريبة وسارت مغادرة تابعها اليكسيس باستغراب وقد تجهم ثم عاد نحو نورما وميسي متسائلا
- تبدو عصبية هذا الصباح أجرى أمرا ما ( حركت رأسهما بالنفي فصمت مفكرا للحظات ثم عاد ليتساءل ) هل أحضر أحدكم البريد اليوم
- لا
- أنتن متأكدات أنها لم تطلع عليه
- لم يحضره أحد بعد والآنسة لا تفعل هذا بنفسها ( أجابته نورما باهتمام ثم أضافت ) هل يحتوي البريد على شيء سيزعجها
- لا .. اعتقدت أنها ربما تلقت خبرا ما ( أجابها مراوغاً وهو يتابع تناول طعامه مفكرا ) ........
- أوصَل هذهِ إلى أوجين
- أجل أنها جاهزة ( أجابت جيسي وهي تبحث بين الملفات بتجهم فتناولتها جيسي مستمرة ) أترغبين باستقبال أحد اليوم
- المستعجل فقط  دعيني أرآه غير هذا لا  
أجابتها ومازالت تبحث عن أحد الملفات ثم رفعت نظرها عن درج الملفات الذي وقفت بجواره نحو الأقدام التي وقفت على عتبة بابها لم تكن بحاجه لترفع نظرها لتعلم أنه اليكسيس الذي دخل ناظرا إليها ثم نحو جيسي ملقي التحية بود فأجابته جيسي وتخطت عنه لتخرج مغلقه الباب خلفها بقيت شيفا منشغلة بالبحث عن الملف وأغلقت الدرج بقوة وفتحت الذي يليه والتجهم لا يفارق وجهها تأملها اليكسيس وهو يضع يده بجيب سرواله وقد خلع سترته وبقي بقميصه الأبيض بقيت عينيه متوقفتان على وجهها وقد بدا وجهه جامدا وأخيرا قال كاسرا الصمت الذي طال
- لا تبدين على عجلة من أمرك .. في العادة عندما ترغبين بقول شيء ما لي لا أرى أي تردد من قبلك  
سحبت الملف الذي تريده ودفعت الدرج ليغلق ومازالت ترفض النظر إليه وتحركت نحو مكتبها قذفت الملف عليه ونظرت نحوه وعينيها مشتعلتان ليتأملها بفضول وهي تقول
- أني أتحمل كل شيء أن كنت تلاحظ تحملت دخولك عنوة إلى حياتي شركتي ومنزلي وتدخلك المستمر بكل أموري
تمعن النظر بها لغضبها وقد اشتدت ملامح وجهه قبل أن يقول بهدوء  
- حتى ألان لم أفهم المغزى
- المغزى ( كررت خلفه بغيظ فقاطعها بنفاذ صبر قائلاً )
- أن كنتِ تريدين أعلامي شيئا فافعلي فأنا لن أبقى طويلا
أجابها بجدية وهو ينظر إلى ساعته فلمحته بنظرة قائلة وهي تشدد على كلماتها
- عليك احترام المكان الذي تتواجد به فلا تنسى للحظة واحدة أن هذا منزل جدي الذي سمح لك بالبقاء به ظنن منه بحسن أخلاقك فأن كان لك أن تتصرف تصرفاتك الفاضحة فتصرفها خارجاً
تجمدت عينيه على عينيها قبل أن يتساءل
- عما تتحدثين
- أتحدث عن وقاحتك ولا تحاول نفي ذلك فلقد رأيتك ألا تشعر بالخجل من نفسك
- عما تتحدثين ( قاطعها بحدة رافضا حديثها ومصراً على أن تشرح فقالت وهي تلمحه )
- كم مرة دخلت بها ميسي غرفتك هيا أعلمني
- ميسي ( همس وهو يحرك عينيه بحيرة ثم تحرك نحوها قائلا ) ما الذي يجول بعقلك الصغير هذا شيفا وما شأن ميسي بحديثنا
- لا تدعي لقد رأيتك
- ما الذي رأيته ومتى ( عقدت يديها معا وعينيها لا تفارقان عينيه التين أغمقتا قائلة )
- اليوم وبطريق الصدف أما ما الذي رأيته فأنت تعلم ماذا رئيت أتدرك كم تبلغ ميسي ألا تشعر بأنك نذل لمحاولتك الإيقاع بها ولكن لاشيء أستغربه منك ( أغمقت عينيه أكثر ولم يصدر منه أي حركة حتى وجهه الذي أشتد بقي على حاله وكأن لا حياة فيه وأمام صمته وعينيه المعلقتين بها دون قول أي شيء هتفت ) عليك احترام المكان الذي أنت به غير هذا لن أقبل ولتترك أمورك الأخرى وتصرفاتك المشينة بعيداً عن منزلي وعن خادمتي أتفهم هذا
تحركت عينيه قليلا محدجاً إياها بنظرة غريبة وطويلة ثم استدار وتحرك نحو الباب رافضا التفوه بكلمة فتحه وخرج تابعته بذهول أهذا رده أيعتقد أنها هكذا أكتفت ضمت أصابعها بعصبيه وسارت بخطوات واسعة نحو الباب لتخرج وتتبعه قائلة وعينيها معلقتين بظهره
- أن اعتقدت أن الأمر أنتها فأنت تحلم
ولكنه لم يجبها بل أستمر بالسير بخطوات واسعة أمامها دون توقف وقفت داني فور مشاهدتهما وأخذت تجمع الأوراق التي أمامها لتقدمها إلى اليكسيس الذي أقترب من مكتبها وتناول علبة السجائر الموضوعة أمامها قائلا وهو يحمل ولاعتها دون أن يتوقف
- أتسمحين
وتابع نحو مكتبه دون سماع جوابها دخله وأغلق الباب بقوة خلفه وقفت شيفا بغيظ لإغلاقه الباب بوجهها وفتحته لتدخل وتغلقه خلفها قائلة
- لا تتوقع أني سأدعك تهرب
استدار إليها ووجهه ينبض بأكمله مشيرا نحو الباب وقائلاً بصوت خافت حاد لا يخلو من الغضب
- أخرجي من هنا
وتحرك نحو مكتبه ليسحب سيجارة من العلبة ويقذفها بقوة على المكتب ويشعل السيجارة متجاهلًا إياها فعقدت يديها متأملة إياه بنفور وهي تقول
- عليك مغادرة المنزل أنا لا أحتمل وجودك هناك ( سحب نفسا عميقا من السيجارة ورفع رأسه إلى الأعلى نافثاً الدخان بعصبية وأمام عدم أجابته استمرت بذات الأسلوب ) أن كان حصل بينك وبين ميسي أكثر مما أتخيل فأنت في ورطة كبيرة جدا
حرك رأسه نحوها بحدة وعينيه تلمعان وأشار من جديد نحو الباب قائلا وهو ما يزال يحاول ضبط نفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق