انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأحد، 2 أكتوبر 2011

لأخر العمر 2

- أنتِ من يقرر
- لن تقع
- ليس لديك قلب اليس كذلك
- لا
- هل أعرته لأحدهم
- لا
- ولما لا
حركت كتفيها واقتربت من حافة نافذتها لتجلس عليها وقد خفق قلبها بشكل لم تعهده وهي تقول
- لستُ على عجلة من أمري ( بدا التفكير عليه ثم حرك يده لها قائلا )
- التقطيها جيدا ( وقذف لها تفاحة حمراء تناولتها بين يديها بينما رفع تفاحته ليقضمها قبل أن يقول )
- ستذهبين غدا لمنزل آل رود
- أجل
- لنترافق إذا
- أنت مدعوا
- أجل ( رفعت حاجبيها للابتسامة التي أخفاها وهو يقضم تفاحته فقالت )
- لم تضع وقتك إذا .. إنها معجبة بك فلم يسبق أن طلبت أن تتعرف بأحدهم ( رفع كتفيه دون إجابتها مما جعلها تضيف ) إنها كذلك
- وأنتِ
- أنا آوه حسنا أيجب حقا أن أجيب على هذا
- سترافقينني غدا ( قال متجاهلا قولها فهزت رأسها بالنفي قائلة )
- لا لن أستطيع
- لما لا أسبقني أحدهم
- أجل
- لا تقولي لي أدي
- حسنا لن أفعل ( قالت باسمه فهز رأسه قائلا )
- انه هو اليس كذلك
- أجل ( أجابته وقضمت تفاحتها فتأملها بينما أدعت انشغالها بتفاحتها قبل أن يقول )
- سأغادر بعد غد
- ألن تعود
- بالتأكيد سأعود ولكن لا أعلم متى سأحصل على إجازة أخرى فالعمل كثير ويحتاج إلى متابعة
- كيف هو عملك لم تحدثني عنه
أخذ يحدثها ويحدثها باستمتاع وهي تصغي معلقه بمرح ولم تدرك أنهما أطالا السهر إلا عندما حضرت عمتها لإيقاظها بسبب عدم استيقاظها على صوت المنبه .
دخلت إلى منزل فانيسيا برفقة أدي وقد تعمدت أن تبدوا فاتنة فلم تستطيع مقاومة رغبتها الشديدة بارتداء أفضل ما لديها ووقع اختيارها على ثوبها الحريري ذا اللون الكريمي الذي يليق ببشرتها البيضاء وكتفيها اللذان لا يخفيهما سوى شيالات خفيفة ويهدل إلى الأسفل ليظهر تناسق جسدها وتركت شعرها يهدل بحرية بعد أن قامت بتصفيفه بعناية لتبدو مختلفة تماما ووضعت حلقاً ماسي طويل ليلمع بشكل جذاب بالإضافة لأحمر الشفاه الرقيق الامع على شفتيها
- تبدين مختلفة ( قال أدي وهي تجول بنظرها حولها )
 أولست كذلك دائما
- أجل بالتأكيد ولكن اليوم بشكل .. مختلف
توسعت ابتسامتها وتناولت كوبا من العصير لترفعه نحو شفتيها وهي تبحث بعينيها حولها فتحركت قليلا بحذائها العالي الكعبين الذي يتماشى مع ثوبها لتنظر بين المدعوين
- أوصلنا الجنة ( توقفت في مكانها لصوت الهامس قرب أذنها وحركت رأسها إلى الخلف ببطء لتلاقي العينين التين تبحث عنهما ليضيف برقة ) أم أن الملائكة نزلت إلينا
اخفت ابتسامة وهي تستدير إليه قائلة بجدية مصطنعة وهي تحاول تجاهل تسارع دقات قلبها
- أهو موضوع والدك الجديد بالكتابة
- إنه موضوعي أنا
- آه لم أعلم أنك تكتب ( قالت مدعية الجدية ولكن لم يبدو أن ذلك قد أثر به فمازالت عينيه المتلألئتان بوميض يخفق قلبها له تتأملانها باهتمام بالغ فحركت رأسها حولها قائلة كي تخفي ارتباكها ) أين هي فانيسا لم أرها بعد .. أعذرني علي تقديم التحية لها
وتحركت مبتعدة عنه لتتنفس بعمق تبا ما الذي يجري جويس أنه فاتن حسنا ليس الشخص الوحيد ولكنه جذاب جداً وساحر آه قاطعت أفكارها بسرعة وهي ترى فانيسا أمامها فأخذت تحدثها إلى أن أقترب منها أدي تحركت مبتعدة لتراقصه ثم تقف مع بعض من أصدقائها يتحدثون وهم يتناولون الحلوى ويتضاحكون بينما شردت عينيها وهي تراه يقف محادثا فانيسا التي تصغي له بابتسامة تنير وجهها فأعادت نظرها نحو المجموعة التي أمامها ولكنها لم تستطيع الإصغاء لهم فعادت بنظرها إلى حيث كانا لتراهما قد اختفيا فحركت رأسها تبحث عنهما ثم وببطء وخيبة أمل أعادت رأسها نحو مجموعتها لتحاول الإصغاء لهم
- أنت مدينة لي برقصة
رفعت رأسها نحو روسكين وقد وقف بجوارها قاطعا حبل أفكارها فحركت نظرها عنه وهي تقول
- يسرني هذا ( وتحركت معه مبتعدة عن مجموعتها وهو يهمس لها )
- يسرك أن تكوني مدينة لي
- بل مراقصتك روسكين .. هل أنا حقا مدينة لك لا اذكر ( أجابته وهي تلمحه بنظرة قبل أن يقتربا من الراقصين وأضافت بحرج وهي تضع يدها على كتفيه للموسيقى الهادئة التي حلت لتو ) توقيتنا لم يكن مناسبا
- لقد طلبت ذلك شخصيا
- طلبت ماذا آوه ( همست وهي تلمح فانيسا قد عقدت يديها معا ناظرة نحوهما بعدم رضا فعادت بعينيها نحو عينيه التين لم تفارقانها هامسة دون تصديق ) طلبت من فانيسا أن تضع هذه الموسيقى وجئت لمراقصتي إنها غاضبة ألان ولاشك
- لا بد وأنها فهمت الأمر بشكل خاطئ فأنا لم أعدها بشيء
- يالسماء .. أنت تتلاعب بالفتيات اليس كذلك
- أفعلت معك ( تململت لسؤاله وهي تبعد عينيها عنه فعاد للقول ) جويس ( عادت بنظرها إليه لترى أن قولها لم يرق له وهو يستمر ) لم تجيبي
- أنت تعتبرني طفلة في الرابعة عشرة لذا لن تفعل ولكن الأخريات ربما فعلت
- عليك أن تعلمي أن مجال عملي يجعلني ألتقي بالكثيرين ولست بحاجة لتلاعب بالفتيات فلقد كبرت على تصرفات المراهقين ولو أردت ذلك ما كنت لأعير أمراً لأعمارهن اليس كذلك .. وكما أرى أنت أثبتِ وبِجدارة أنك فتاة ناضجة تضج بالأنوثة ولستِ فتاة في الرابعة عشرة ( تعمدت تثبيت نظرها على عنقه رافضة رفع رأسها نحوه مما جعله يتأملها دون محاولته الحديث للحظات ثم عاد للقول ) أعلمتني عمتك أنك من تقومين بتصميم واجهت الكتب التي تعمل عليها
- هذا صحيح فهي التي تقرر إي من الكتب التي ستقوم دار النشر بطابعتها ونشرها وأنا اعد لها الواجهة
- أهذا ما جعلك تختبئين مني خلال اليومين الماضيين ( رفعت نظرها نحوه لتجول عينيها بعينيه )
- لم اختبئ منك ( قالت كاذبة وقد ساءها أن يكون قد علم هذا واستمرت ) كان لدي بعض الأمور التي علي إنهائها كما أني أنهيت منذ وقت صفا للرسم الحر وانوي المشاركة ببعض الوحات بالمعرض الذي ينون إقامته ما الذي جعلك تعتقد أني أختبئ منك
- اختفائك المفاجئ وكأنك لا تسكنين بالمنزل المجاور ( وأبتسم مستمرا ( لم أتوقع عند حضوري لقضاء إجازتي مع والدي أنها ستكون ممتعة بهذا الشكل .. إنها ذكرى جميلة سأحتفظ بها
هزت رأسها له وكلماته تتردد في ذهنها وما أن توقفت الموسيقى حتى ابتعدت عنه شاكرة وهامسة بابتسامة ناعمة
- أحرص من غضب الفتيات ( فغمزها بعينيه بثقة قائلا )
- لا تقلقي من أجلي ولكن أن اختفيت فجأة أذهبي للبحث عني
توسعت ابتسامتها لقوله وتحركت مبتعدة لتعود نحو رفاقها الذين بادروها فور وقوفها معهم
- أهو حقا أبن لارس
- اجل
- إنه جذاب كم تعتقدين أنه يبلغ
- السادسة والعشرون
- فانسيا تلتف حوله
همس أدي وهو يتابع ما يجري خلفه فأجبرت نفسها على الثبات في وقفتها كي لا تستدير لترى فأضافت أحداهن
- أراهن على أن الفتيات حوله كُثر أين يسكن يا ترى
ضاقت عينيها وابتعدت عنهم لا ترغب بسماع المزيد وحاولت تفاديه بقية الأمسية وَدعت فانسيا وخرجت برفقة أدي مغادرة وعينيها تجولان حولها فأين اختفى لم تره بالصالة ولم تره يغادر رفعت حاجبيها مفكرة ومن ثم نظرت نحو أدي وقد وصلت المنزل فشكرته وغادرت السيارة لتتوجه نحو غرفتها وتشعل ضوئها ومن ثم ترمي نفسها على فراشها كانت حفلة ممتعة ظهرت ابتسامة رقيقة على شفتيها وهي تذكره وعقصت حافة شفتها السفلى مفكرة قبل أن تحرك رأسها نحو نافذتها وقد طرق عليها ليقفز قلبها معها فأسرعت بالنهوض عن سريرها محدقة بالنافذة بارتباك قبل أن تتحرك نحوها لتبعد الستائر وقد تمالكت نفسها لتبادره
- ماذا تفعل هنا ألا تعلم أن الوقت متأخر
- ستكونين مضيافة هذا اليوم وتدعيني لدخول
- لا لن أفعل ( أجابته وهي تميل لتضع يديها على حافة نافذتها وتتأمله وقد جلس على غصن الشجرة )
- جئت لوداعك فأنا مغادر في الصباح ( وأضاف بمكر مغري ) وأحضرت لك هدية
حركت كتفيها مفكرة قبل أن تقول
- تفاحة
- أجمل ( حركت عينيها إلى الأعلى بتفكير ثم استقامت بوقفتها قائلة )
 - تستطيع الدخول ومن الأفضل أن لا تضبطك عمتي بغرفتي ( تحرك برشاقة ليدخل ويجول بعينيه باهتمام بأرجاء غرفتها فقالت ضاحكة ) لا تتفاجىء
- تحبين الدمى
قال وهو يتحرك نحو رف الدمى التي وضعت بجوار بعضها على الرفوف فتجاهلت قوله قائلة وهي تنظر نحو يده
- ماذا أحضرت لي ( مد يده المغلقة نحوها قائلاً )
- في الحقيقة هي مجرد عذر للدخول ( تعلقت عينيها بعينيه فاستمر باسما وهو يفتح أصابعه لتظهر وردة حمراء صغيرة كان يحيطها بأصابعه برقة ) لقد قطفتها من حديقتكم ( لم تستطع منع ابتسامتها من الظهور لقوله بينما قرب يده من شعرها مما جعلها ترمش بارتباك فثبت الوردة قرب أذنها هامسا ) لما حاولت تجاهلي الليلة لم أعتقد أني سببت لك الضيق أفعلت
- لا أعلم عما تتحدث ( أجابته بارتباك ثم تحركت مبتعدة عنه للخلف كي تستطيع السيطرة على ارتباكها مضيفة أمام نظره الذي يتابعها بصمت ) إذا .. متى تنوي العودة
- ليس بالقريب العاجل
- أجل رجل أعمال مشغول
- هذه هي الحقيقة ( ضمت يديها إليها مبتسمة وعينيها لا تفارقان عينيه فرفع يده إلى شعره ليعيده إلى الخلف قائلا ) علي الذهاب على ما أعتقد ( هزت رأسها بالإيجاب فأستمر ) سيكون الأمر سيءً أن ضبطتني عمتك هنا
- بكل تأكيد ( رفع حاجبيه وتحرك نحو النافذة فتحركت نحوه وهو يقول )
- أأعلمك سرا ( وقفت بجواره وهو يهم بالخروج ولكنه لم يفعل وعينيه معلقتين بعينيها فهزت رأسها بالإيجاب فأضاف ) لم أتسلق نافذة فتاة من قبل ( وجالت عينيه بوجهها وهو يستمر ) ولم أشعر يوما بكل هذا القلق وأنا أرغب بـ ( ولم يتم جملته وهو ينحني بوجهه إليها ليلامس شفتيها برقة متناهية وقد تجمدت ولم تجرؤ على الحراك وهو يبتعد قليلا هامسا وعينيه لا تفارقانها ) معرفتك كانت أمرا مميزا لم أستطيع منع نفسي من فعل هذا .. وداعا
وتحرك خارجا دون الالتفات إليها من جديد وقد بقيت جامدة في مكانها ثم أسرعت نحو النافذة لتحدق به وهو ينزل آخر الأغصان ليقفز أرضا وينفض يديه ويرفع رأسه نحو نافذتها فأسرعت بالاستقامة كي لا يراها وقلبها يرتجف بداخلها لم تتوقع أن يقبلها لم تتوقع هذا أبدا لم تستطيع إغماض عينيها تلك الليلة وقد بقيت جالسة على حافة نافذتها تنظر نحو منزل والده حتى ساعات الصباح الأولى لتراقبه وهو يبتعد بسيارته مغادرا وعقلها مشوش تماما .

جلست بملل أمام جهاز الكمبيوتر وأخذت تتأمل الشاشة دون تركيز والضجر الكبير يتملكها عليها القيام بزيارة والدتها هناك لن تشعر بكل هذا الضجر الذي تشعر به هنا حركت ساقيها لتمدهما أمامها على الطاولة بجوار الجهاز وتدفع مقعدها قليلا إلى الخلف لتهتز ببطء وهي تعود لمتابعة تصميم واجهت احد الكتب الجديدة التي تعمل عليه عمتها
- هل أشتقتي لي ( انتفضت وحركت رأسها بسرعة لهذا الصوت المألوف والهامس ولكن قبل أن تستطيع رؤيته تمايل مقعدها بها إلى الخلف لتخنق صرخة كادت تنسل من بين شفتيها وهي تسقط أرضا وتأن بألم ) أأنت بخير ( حدقت عينيها به وهو يسرع بالدخول من النافذة وما زالت مستلقية أرضا وقلبها يتسارع داخل صدرها فلم تتوقع رؤيته كم مضى شهران لا شهر واحد وتسعة وعشرون يوما جثى بجوارها ممعن النظر بها وهو يضيف ) أصبتي
رمشت بحرج وهي تعي العينين التين تحدقان بها باهتمام فرفعت نفسها على يديها وهي تتنهد قائلة
- تسلق الشجرة يروق لك بلاشك مما جعلك تنسى أن للمنزل باباً
استقام بوقفته مما جعلها ترفع رأسها لتنظر إليه فمد يده نحوها قائلا
- بدا لي الطرق على باب منزلك في الواحدة صباحا أمرا غريبا
أعطته يدها ليساعدها بالوقوف وهي تقول
- ولكن تسلق الشجرة في الواحدة صباحا أمرا عادي ( داعبت شفتيه ابتسامة وهو يجيبها )
- لم أستطيع منع نفسي وأنا أرى الضوء من نافذتك ماذا تفعلين حتى هذه الوقت
حركت كتفيها بارتباك كي تخفي الحرج الذي تشعر به وهي تقول
- أعمل فلا رغبة لي بالنوم .. ماذا تفعل هنا
- حضرت لإلقاء التحية
- أعني في ناربون أنت بإجازة ( تحرك بخطوات متمهلة نحو النافذة وهو يقول )
- أجل بعد غد أغادر ( وانحنى نحو الشجرة مما جعلها تحرك رأسها بفضول لترى ما يفعله ثم اقتربت منه لتراه يتناول كيسا قبل أن يستدير نحوها وهو يقول ) أحضرت لك هدية
- حقيقية
قالت وهي تتناول الكيس منه وتسحب ما به بفضول كبير لتحدق بالدب الصغير المحشو لتختفي ابتسامتها بالتدريج مما جعله يقول
- ألا يعجبك
- آوه لا إنه إنه جميل جدا ( أسرعت بالقول وهي تبتسم من جديد مضيفة ) سيسره الجلوس مع رفاقه
وأخذت تحركه بين يديها وهي تصطنع ابتسامة فقال وهو يجلس على حافة النافذة خلفه
- توقعت أن يعجبك
وجال بنظره بين المجموعة الكبيرة التي تملكها من الألعاب المحشوة فضمت لعبته إليها قبل أن تجيبه وهي تحرك حاجبيها
- أجل ( ثم تحركت نحو رف الدمى لتضع الدب بجوار الآخرين مضيفة ) كيف عملك
- يتقدم وهذا أمرا جيد فبعد انفصال شريكي توقعت تدهور الأمور ولكني تداركت الوضع ألان
نظرت إليه قائلة وهي تسير نحوه
- رجل أعمال ناجح دون شك
- أرجوا ذلك
- الحياة حيث تعمل صاخبة اليس كذلك
- أجل وهذا ما يدفعني للحضور لأطراف المدينة لقد أحسن والدي اختيار منزله .. ماذا تفعلين هذه الأيام
- أعمل على مجموعة لوحات سأشارك بثلاث لوحات ولا أستطيع الفصل أيها أفضل من الأخرى حتى ألان
- قد أساعدك ( لمحته بنظرة وهي تعقد يديها قائلة بمرح )
- الديكَ نظرة فنية
- هذه الصفة لا تنطبق علي أعترف بهذا ولكن بإمكاني كمشاهد وزائر لبعض المعارض أن أقول هذه تروق لي وهذه لا
رفعت حاجبيها إلى الأعلى قائلة
- يا لك من زائر للمعارض هذا هو ما أسميه زائر الفن السيئ
- لو علمت أني سألتقي بفنانة لكنت تدبرت الأمر سابقا وزدت ثقافتي الفنية
- لست مضطرا لذلك ( أجابته بابتسامة فتحرك مستقيما بوقفته وهو يقول )
- أين هي
- أنت جاد
- أجل أرغب برؤيتها أن كنت لا تمانعين
- لا بالتأكيد لا مانع لدي ولكن ( ونظرت نحو الباب ثم إليه لتضيف وهي تسير نحو الباب ) المرسم يقع في آخر الرواق فلا تصدر صوتا حتى لا تصحوا عمتي
وفتحت الباب لتخرج فتبعها أمسكت مقبض باب الغرفة الأخرى لتفتحه ببطء وهي تشد على أسنانها لعلمها أنه يصدر صوتا حاولت سحبه بهدوء شديد ودعته لدخول ففعل لتتوقف وهي تتبعه على صوت عمتها
- أهذه أنت عزيزتي
تعلقت عينيها بعينيه وقد نظر إليها فتراجعت بضع خطوات للخلف محاولة القول بصوت ثابت
- أجل عمتي هذه أنا
- أعدت للعمل بهذا الوقت
- لا أرغب بالنوم ألان .. لن أتأخر .. أسفه لإزعاجك ( وعادت لتدخل ببطء وتغلق الباب خلفها هامسة وهي تقوم بإشعال النور ) هذا هو مرسمي
جالت عينيه بين الوحات الموضوعة أرضا بجوار الحائط وباللوحة المعلقة بخشبه الرسم الخاصة ولم تنتهي منها بعد فتحرك نحوهم يتأمل ما رسمت بإمعان فراقبته باهتمام وهي تترقب وأسندت نفسها على الباب وعينيها تشردان به فالسعادة تغمرها لحضوره فلقد صعب عليها نسيان تلك الليلة التي غادر بها وقد ترك أثرا ما بنفسها فحرك رأسه نحوها لتلتقي أعينهما فأبتسم بود قائلا
- أنتِ ماهرة
سارت نحوه لتقف بجواره أمام احد الوحات التي يتأملها قبل أن يتحرك نحو لوحة أخرى ليتأملها باهتمام فقالت أخيرا متسائلة لعدم قوله شيئا
- حسنا ( حرك رأسه لها وهو ينظر إليها قائلا )
- لا أستطيع
- لا تستطيع ماذا
- لا أستطيع مساعدتك لديك سحرا خاص يخص كل لوحة عليك سؤال خبير فانا لن أكون بذو فائدة كبيرة لك فجميعها تروق لي
- ولكني لاحظت أن هذه أعجبتك
أشارت إلى لوحة لاحظت أنه أطال الوقوف أمامها لمنظر لرمال البحر الناعمة في ضوء النهار القوي وقد تناثرت بعض الأشجار ليطل من خلفها البحر الذي تنعكس أشعه الشمس القوية على سطحه مما جعله يتلألأ
- إنها تبعث على الاسترخاء أعجبتني جدا
وتوقف عن المتابعة وعينيه تتعلقان بشيء ما من خلال نافذة مرسمها لتنظر نحو منزلهم الذي أضيئت بعض نوافذه لتهز رأسها قائلة
- لابد وأنه يرغب بالكتابة ألان
- هذا ما اعتقده .. ماذا لديك غدا ( حركت عينيها مفكرة وقبل أن تجيبه أضاف ) ما رأيك بالقيام بجولة
- في الصباح لأني سأنشغل بالمرسم بعض الظهر
- ليكن ( ونظر إلى ساعته مستمرا ) أراك بعد عدة ساعات إذا
هزت رأسها بالإيجاب مبتسمة وهي تسير نحو الباب وأضافت بهمس وهي تخرج وهو خلفها
- ما رأيك بالمغادرة من الباب
- لا أمانع ( نزلا الإدراج بتمهل وهي تبتسم دون أن تقول شيئا مما دفعه للقول وهي تفتح الباب ) تستمتعين بلعبتنا هذه
- أنت تتحدث عن التسلل من المنزل وأكتشف أنك من تجيد أمور التسلل لابد وأنك ذو خبرة بهذه الأمور
داعبت شفتيه ابتسامة ماكرة وهي تسند رأسها على الباب الذي فتحته ناظرة إليه
- من الأفضل أن لا تقومي بتقليدي فأنا مثال سيء لفتاة مثلك
- آوه لابد وأن مغامراتك كثيرة
- يمكنني القول أني عقلت منذ زمن ولكن ألان بدأت أشك بهذا ( وأستمر مفكرا وهو يخرج ويلتفت إليها هامسا بصوتا خافت ) نوما هنيئا أريد أن تكوني مستيقظة ونشيطة بعد ساعات
- أطمئن لن أغفوا وأنا أرفقك .. سأحاول أن لا أفعل
أضافت باسمة فوضع يده بجيب بنطاله قائلا وعينيه تتأملانها
- لديك ابتسامة رائعة أنت بالتأكيد تعلمين هذا
- أجل فالشبان يقولون لي هذا باستمرار
قالت ساخرة من نفسها فرفع حاجبيه وظهرت ابتسامة مائلة على شفتيه وهو يهمس كمن يحدث نفسه
- بالتأكيد يفعلون .. عمتِ مساءً
تابعته وهو يبتعد بتمهل فأخذت تغلق الباب ببطء وهي ترغب بمتابعته ثم أغلقت الباب أخيرا  .
- صباح الخير ( بادر روسكين ميغ في صباح اليوم التالي وهي تفتح له الباب )
- صباح الخير هيا أدخل والدك على الشرفة
- هذا ما اعتقدته كيف أنتِ
- جيدة .. لا تعلمني أنك تناولت الإفطار
- في الحقيق ليس بعد
- هيا لتنضم إلينا ستسعدُ جويس عندما تعلم أنك هنا
- أهي مستيقظة ( تساءل وميغ تدخل المطبخ فتبعها وهي تقول )
- أيقظتها قبل قليل إنها تطيل السهر هلا أوصلت هذه إلى الطاولة
- بكل سرور ( تناول منها الصينية التي عليها بعض الأكواب وإبريق عصير )
- أهكذا تعاملين ضيوفك عمتي ( نظر إلى الخلف ليراها وهي تدخل المطبخ بابتسامة مستمرة ) صباح الخير كيف أنت
- بخير
أجابها وهو يغمزها ثم تحرك مبتعدا فابتسمت وهي تتمايل بوقفتها وتضع يديها بجيب بنطالها فلمحتها ميغ قائلة وهي ترى عينيها مازالتا معلقتين بالباب الذي خرج منه
- يروق لك روسكين اليس كذلك
- ماذا ( قالت وقد أخرجتها من شرودها فلمحتها ميغ بنظرة أخرى وهي تناولها سلة الخبز قائلة )
- أنه شاب جيد
- آه عمتي ما الذي تفكرين به
- أخذ الخبز إلى الخارج
أجابتها ميغ متجاهلة قولها فحركت كتفيها وخرجت لتبتسم لأرثر وتقوم بتحيته وهي تضع سلة الخبز ومن ثم تتحرك لتجلس على حافة الشرفة بينما أنشغل روسكين بسكب أكواب العصير فقال أرثر لميغ وهي تضع الإطباق الفارغة
- الفيلا الجديدة تروق لروسكين وأنا أحاول إقناعه بشراء واحدة له
- إنها فكرة رائعة استقوم بذلك
قالت ميغ وهي تنظر نحو روسكين الذي قدم كوبا لجويس ووضع واحدا أمام والده وميغ وتناول له واحدا ليقف بجوار جويس مسندا ظهره بحافة الشرفة ليبدو التفكير عليه للحظات قبل أن يقول
- مازال الوقت مبكرا على هذا
- على شراء منزل لك
- عندما أريد شراء منزل أرغب بأن يكون لدي من تقوم بتأثيثه ففكرت شراء فيلا هنا تروقني ولكني لن أستعملها بالوقت الحالي وأن فعلت لن أحضر سوى ليومين أو ثلاثة لهذا
ورفع حاجبيه دون أن يتابع فلمحته ميغ قبل أن تعود لتنشغل بوضع الملاعق قرب الإطباق قائلة
- أوليس هناك من ترغب بجعلها السيدة لارس
شعرت جويس بالدماء تصعد إلى وجهها لقول عمتها التي تتعمد الحديث حول هذا الأمر فرفعت كوبها إلى شفتيها لترتشف منه دون النظر إليه وهو يقول وقد بدا التفكير عليه
- لاشيء جدي حتى ألان
شعرت بالشراب يكاد يتوقف في حلقها ولكنها أجبرت نفسها على ابتلاعه ووالده يقول
- أن ولدي الوحيد كل ما يشغله هو عمله من الجيد أن رولاني تزوجت وأنجبت لي أحفاداً ولم اعتمد عليك بهذا
اكتفى بالابتسام على قول والده ثم حرك رأسه نحو جويس الجالسة بجواره متسائلا
- وأنت كيف هي أمورك
- جيدة .. سأقوم بعرض بعض اللوحات قريبا أرجو أن تستطيع حضور المعرض
فقال مداعبا وهو يراقبها
- عليك أن تَدَعيني أرى لوحاتك
- أنا لا أريها إلا لمن لديه نظرة فنيه أأنت كذلك
- إنه بعيد جدا عن ذلك
أجابها أرثر قبل أن يفعل روسكين الذي داعبت شفتيه ابتسامة فعاد لرفع كوبه نحو شفتيه قبل أن يهمس لها
- ما رأيك بتناول الإفطار بالخارج
- فكرة جيدة
- بماذا تتهامسان ( تساءلت ميغ وهي تجلس وتشير لهما بالجلوس فأجابها روسكين )
- كنت أدعوها لتناول الإفطار في الخارج أن كان هذا الأمر لا يزعجك
- لا.. ولما يزعجني تمتعا بوقتكما
قصدا مطعما في البداية ليتناولا الشيء الخفيف ثم أعلمها برغبته بشراء بعض الهدايا لشقيقته وطفليها فأخذت تريه المتاجر وتجولا بأنحاء البلدة وأخيرا أسرعت فور رؤيتها للمقعد الخشبي في الحديقة العامة لتجلس عليه قائلة بمرح
- لا أستطيع أكثر أنه وقت مستقطع
- أبقي حيث أنتِ ( طلب منها مما جعلها ترفع حاجبيها وتلاحقه لتراه يتجه نحو بائع البوظة فابتسمت ورفعت رأسها إلى الأعلى وهي تسترخي بجلستها تأملتها عيني روسكين الناظرتان إليها وهو يحمل قرنين من البوظة ويتجه نحوها ثم غير مساره نحو رجل يحمل آلة تصوير فوريه ويقوم بالتقاط الصور العائلية بينما أخذت عينيها تتأملان الغيوم ناصعة البياض التي صنعت أشكالا غريبة وجميلة وهي تتحرك ببطء ثم عادت بنظرها نحو روسكين الذي يقترب قدم لها البوظة وجلس بجوارها قائلا وهو يشير برأسه ) أنظري هناك
حركت رأسها إلى حيث أشار لترى رجلا يحمل آلة تصوير يتوجه نحوهما فضحكت وأمالت رأسها بطفولة ليهدا شعرها الذي تركته بحريه ليلتمع الفلاش
- تناولي
أمسكت بوظة روسكين وهو يقف متوجها نحو الرجل ليأخذ الصور وعاد نحوها وهو يتأمل ما بيده ليجلس بجوارها فمالت برأسها نحوه لتتأمل الصورة قبل أن تضحك ثم تشهق وهي تبعد قرن البوظة عنها وقد ذاب بعضه ليقع على قميصها فناولته قرنه لتتناول ما بيدها بسرعة
- لم أتوقع رؤيتكما هنا كيف أنتما ( نظرا معا لصوت المألوف الذي يقترب منهما لترى فانيسا التي تسير نحوهما مضيفة لروسكين ) متى حضرت لم أرك منذ زمن
- البارحة فقط .. كيف أنتِ
- بخير .. ما رأيكما بالقدوم لقضاء الأمسية بمنزلي اليوم
- أتعدين حفلا ( تساءلت جويس وهي مشغولة بتناول بوظتها )
- أجل حفلة شواء صغيرة لنتحدث ونستمتع
- هذا يناسبني ( قال روسكين فقالت فانيسيا برضا )
- أراكما إذا
-عليك أن تعذريني فلدي عمل ( قالت جويس مما جعل فانيسا تنظر إليها قائلة )
- ولكن أدي سيحضر
- ليكن ماذا أفعل ( لمحتها فانيسا بشك متعمد ثم رفعت كتفيها قائلة )
- كما تريدين رغم أني أعلم أن هذا سيخيب أمله إذا ستحضر .. سأنتظرك
- أنا بشوق لذلك
أجابها وعينيه تراقبانها باهتمام وهي تبتعد فسحبت جويس منديلا لتمسح فمها ببطء وهي تتابع ابتعاد فانيسا قائلة
- لا أعتقد أن السيدة لارس حتى لو كانت الأمور ليست جدية سيسرها مراقبتك لفانيسا بهذا الشكل
- إنها جميلة وليس من السهل تجاهل الجمال ( أجابها شارداً ثم حرك رأسه نحوها وهو يعقد حاجبيه قائلا ) ما قصة السيدة لارس هذه
توقف عن المتابعة وهو يرى عينيها تحدقان بشيء ما خلفه مما جعله يحرك رأسه إلى الخلف فأعادت نظرها نحوه قائلة
- ماذا كنت تقول ( تأمل الشاب والفتاة الواقفان بعيدا يتجادلان ثم عاد نحوها متسائلا )
- تعرفينهم
- إنهما هارولد وشيلي
أجابته باقتضاب وهي تقوم بطي منديلها جيدا منشغلة به فراقبها قبل أن يحني وجهه كي يحدق بوجهها جيدا قائلا
- هارولد وشيلي ( نظرت إليه لتحدق عينيها بعينيه فاستقام بجلسته ومازال منتظرا فقالت لنظراته )
- ماذا
- لا يبدو السرور عليك لرؤيتهما
- إنهما مزعجان ليس إلا كلما تصادف وجودي بمكان هما به يدب الشجار بينهما أترى ما أعني
عاد نحوهما ليشاهد الفتاه تبتعد غاضبة بينما وقف الشاب للحظات قبل أن يلحق بها موقفاً إياها فعاد بنظره نحوها قائلا
- وما شأنك أنت بهذا
- لا شأن لي ولكن أقنع شيلي بهذا .. إنهما مرتبطان ( أضافت وهي ترى علامات الاستفهام على وجهه واستمرت وهي ترفع حاجبيها بسخرية ) كان هارولد مغرما بي ولم يخفي الأمر عن أحد وعندما قرر أخيرا التوقف عن ملاحقتي والارتباط بشيلي كان الأوان قد فات على إسكات الألسن الكثيرة التي أعلمتها بمدى غرام هارولد بي مما جعلها تظن أن وجودي حيث هما غير طبيعي ويثير بها الغيرة
بدت الحيرة عليه والاهتمام معا قبل أن يقول
- وأنتِ أكنت معجبة به
- أتعتقد أني لو كنت كذلك لسمحت له بالارتباط بأخرى أنه من كان يلاحقني رغم أني أعلمته وأعلمته أني لا أميل إليه فلنكن مجرد صديقين ولكن الأمر لم يرق له مما سبب كل هذا
- أهناك أحد ما الديك صديق لا تُعلمين به أحدا
- ولما تعتقد ذلك
- أجد صعوبة بالتصديق أن لا أحد يشغل فتاه مثلك فأنت تضاهين فانيسا جمالا وجاذبية
أقترب حاجبيها من بعضهما ونظرت إليه قائلة وقد راقتها الفكرة
- أحقا هذا
- لا أعتقد أنك تحتاجين شهادتي لذلك وأن رغبت بالإفصاح والتحدث إلى أحدهم أريد أن تعتبريني صديقا
ابتسمت لقوله وهي تشعر بفضوله الذي يحاول إخفائه قائلة
- مازال أمامي الكثير من الأمور المهمة قبل أن أبدء بجلب الفوضى إلى حياتي
- أتعتبرين ارتباطك بشخص ما فوضى قد تعم حياتك
- أوليست كذلك لو لم يكن الأمر كذلك لمَ كنت حتى ألان تعتبر وجود السيدة لارس أمرا غير جدي
بقيت عينيه معلقتين بوجهها للحظات قبل أن ينظر إلى ما أمامه بشرود فتحركت واقفة وهي تحدق بساعتها وتقول
- علي العودة إلى المنزل ( فتبعها وهو يتساءل )
- ألن ترافقيني الليلة
- لا أستطيع لدي الكثير من العمل كما رأيت
- لا تستطيعين أو لا ترغبين أسيكون الثنائي هارولد وشيلي هناك
- بالتأكيد ( أجابته وهي تسير بجواره وأضافت ) إنهما لا يتركان حفلا تقيمه فانيسا دون أن يذهبا ولكني لا أتهرب منهما فإذا صادف وجودي حيث هما أكتفي بتجاهلهما
- وأن حاولت إقناعك بمرافقتي
هزت رأسها بالنفي فلم يعد للحديث حول الأمر وما أن وصلت المنزل حتى تركته برفقة عمتها معتذرة وصعدت لمرسمها لتدخله وتمر الساعة تلو الأخرى دون قدرتها على رسم شيء فهي مشوشة تماما وعقلها يتجه دائما إلي ما يفعله روسكين ألان .. سيغادر صباح الغد وقد .. يحضر الليلة لوداعها وقد .. يقبلها كما فعل من قبل عقدت حاجبيها لقد قال أنه يجدها جذابة وجميلة أكثر من فانيسا الفاتنة إنها تعلم أنها جميلة فوالداها كذلك وعمتها ميغ التي على ما يبدو سلبت عقل ارثر رمشت ثم وضعت فرشاتها جانبا لا ترغب برؤيته الليلة سيذهب ليستمتع بحفل فانيسا ثم يعود ليتسلق شجرتها ويودعها ما كان عليها السماح له بتسلق شجرتها سيعود للاختفاء من جديد ليعود ويقلب لها موازينها ماذا ينوي إنها حقا لا تفكر بالوقوع بغرامة لا لا تريد هذا تخلصت من مريولها بسرعة وغادرت مرسمها لتتوجه نحو غرفت عمتها
- أنت هنا عمتي
- أجل أدخلي ( دخلت لتجدها تجفف شعرها الأشقر وتبدأ بتسريحه )
- سأذهب للمبيت عند ديليا الليلة
- لقد مللت من الرسم اليس كذلك
- أجل أشعر بالاختناق
- حسنا أترغبين بأن أقلك إليها
- لا لا بأس سأستقل الحافلة
- أعتني بنفسك ( جاءها صوت عمتها وهي تخرج وأضافت ) أأنت واثقة أنك لا تريدين أن أقوم بإيصالك
- أجل
رغم محاولتها الشديدة وإجبار نفسها على إغماض عينيها تلك الليلة لم تفلح وعند دخولها لغرفتها عصرا بعد أن قضت النهار برفقة ديليا أغلقت الباب خلفها بهدوء شديد وعينيها ثابتتان على وسادتها التي وضع عليها وردة حمراء مما جعلها تعقص شفتها السفلى وتحركت نحو السرير لتتناولها عن الوسادة وتتأملها لقد حضر كما اعتقدت تحركت نحو النافذة لتختلس النظر إلى منزل والده للحظات لتتنهد وتتحرك نحو المكتب الموضوع عليه بعض الكتب لتسحب أحداها وتفتحه محدقة بالوردة التي قدمها لها سابقا وقد قامت بالاحتفاظ بها ففتحت صفحة جديدة لتضع الأخرى به وتغلقه وهي تشعر بالكآبة .
- أنتِ جادة
- أجل
- ولكن لم يمضي أسبوعا واحد على غيابه
انشغلت ميغ بإخراج صينية الدجاج من الفرن متأملة إياها وهي تقول
- كنت وأرثر نتناول الشاي البارحة في حديقته عليك رؤية الإزهار التي زرعها أنها تنموا بشكل جميل
- أحضر البارحة عصرا
تساءلت بحيرة وهي تقوم بتنشيف الإطباق وأعادتها إلى مكانها واهتمامها البالغ منصب على ما تقوله عمتها التي أجابتها
- أجل عندما كنتِ .. أين كنتِ البارحة .. آه أجل قصدتي النادي برفقة ديليا
- ولما لم تعلميني بذلك البارحة عند عودتي ( أعادت ميغ الصينية إلى الفرن قائلة )
- لم أعتقد أن الأمر يهمك أهو كذلك
- كـ .. كنا دعوناه للانضمام إلينا ليس إلا .. ستطول إقامته هذه المرة
- لم أسأله ولكن أرثر بدا في حيرة من أمره وأعلمني أن حضور روسكين إلى هنا ورائه أمرا ما فهو كان يتصل به هاتفيا ليطمئن عليه ولكن زياراته قليلة لانشغاله بأعماله بعكس ما يجري ألان ويقول أن وراء الأمر لا بد فتاة ما
كاد الصحن أن ينزلق من يدها إلا أنها أسرعت بتثبيته وهي تعيده إلى الخزانة قائلة
- أتعتقدين ذلك
- هذا ما يعتقده والده على الأقل وهذا ما بدأت أنا نفسي بالتفكير به فهو حضر وأستحم وجلس ليتبادل أطراف الحديث معنا ثم خرج قائلا أنه ينوي أن يستمتع بوقته لا بد وأنه ذهب لملاقاة إحداهن .. أتعرفين شيئا حول الأمر
هزت رأسها بالنفي وعادت لتكمل توضيب الأطباق , استلقت بسريرها ليلا وعينيها لا تفارقان النافذة التي يدخل منها الهواء ليحرك أطراف الستار وعقلها يعمل دون قدرتها على إيقافه فلقد قرر تركها وشأنها إذا .. هذا أفضل همست لنفسها وهي تنقلب بسريرها لتحدق بالاتجاه الأخر لتضم وسادتها الصغيرة إليها .
أهذا كل ما ستأخذينه
تساءلت لندسي وهي تقوم بحساب الأغراض التي اشترتها جويس والتي قدمت لها ورقة نقدية لتقوم بإرجاع الباقي لها وتضيف لارتداء جويس بلوزة بيضاء مع تنورة قصيرة وحذاء رياضي ) أكنت تلعبين التنس بالنادي
هزت رأسها بالإيجاب ورفعت يدها مثبته شعرها الذي رفعته كذنب الخيل فقالت ديليا مقاطعة إياهم وقد وقفت بانتظارها وحملت أغراضها بين يديها
- سأسبقك إلى السيارة
- سأكون خلفك لن أتأخر
- إنها منافسة قوية اليس كذلك لقد رأيتها تلعب أمام مارتن لقد هزمته شر هزيمة
- وهزمتني أيضا شر هزيمة ( أجابت لندسي مبتسمة وهي تحمل كيس أغراضها وتحركت مبتعدة وهي تمد يدها بداخل الكيس لتخرج تفاحة وهي تخرج من باب المتجر مع دخول روسكين إليه لتصدم به فأسرعت بالقول بارتباك لرؤيته أمامها وكيسها يميل ليقع ما به أرضا
- أرجوا المعذرة ( وانحنت تجمع ما وقع فانحنى أمامها ليتناول حبات التفاح التي تدحرجت مبتعدة وهو يقول )
- لا بأس
أعادت ما وقع إلى كيسها بحرج فوضع ما بيده بالكيس وهي تقف لتفاجئ بفانيسا تقف بجواره فقالت دون أن تنظر إليه وهي تتخطى عنهما
- مرحبا فانيسا كيف أنت
- بخير ( أجابتها فانيسا وهي تتابعها ثم عادت بنظرها إلى روسكين الذي يتابع جويس وهي تضع ما بيديها بسيارة ديليا وتصعد معها قبل أن تعود لتضيف ) ما الذي قلت أنك بحاجة إليه .
- أنتِ معجبة به
- لا ( أجابت ديليا التي جلست على المقعد بشكل معاكس وأسندت ذقنها على يديها التين استقرتا على ظهر المقعد الخشبي متأملة صديقتها التي ترسم فحركت جويس كتفيها مضيفة ) ربما لا أعلم ( ولمحت ديليا ذات الوجه الدائري والشعر الأسود الغزير والذي قامت بعقده إلى الخلف مضيفة وهي تعود نحو لوحتها بتنهيدة ) أنا كذلك
وعادت لترسم دون تركيز مما جعل ديليا ترفع حاجبيها بتفكير قبل أن تقول
- كان برفقة فانيسا اليوم
- أعلم
- ما رأيك بالحضور وقضاء يومين لدي
- لا علي ألانتهاء من كل هذا لقد أقترب الموعد ( نظرت ديليا نحو ساعتها قائلة )
- علي المغادرة لا أستطيع التأخر أكثر أنت واثقة من عدم رغبتك بالقدوم معي
هزت رأسها لها مؤكدة ووقفت شاردة وسيارة ديليا تبتعد ثم حركت عينيها نحو منزل أرثر لقد ذهبت عمتها لاحتساء الشاي ولم تعد عليها تنبيهها لتصرفاتها أخذت ميغ تضحك لقول جويس التي أضافت
- أنا جادة ميغ في النهاية أرثر رجلا أرمل يسكن بمفرده
- توقفي عن هذا جويس فلقد أصبتني بنوبة ضحك ولكن لا تقلقي لقد كنت وأرثر وجودي بالإضافة إلى ترانت جالسين وهذا ما أخرني فأنت تعلمين عندما يبدأ الحديث عن الكتاب والشعر كيف يصبح الأمر
- أجل أعلم ( أجابتها وهي تستند على باب غرفة عمتها مستمرة ) الأمر مضجر .. ألم ينضم روسكين إليكم
- لقد غادر
- غادر ( تساءلت وميغ تحكم روبها حولها فأجابتها )
- أجل حضر في الرابعة على ما أعتقد أن لم يكن قبلا وأخذ حقيبة عمله وقد كان أحضرها معه وغادر ( رمشت بضيق وخيبة أمل ثم تحركت مبتعدة عن غرفة ميغ التي تساءلت ) أذاهبة لنوم
- لا إلى مرسمي .

تشابكت أصابع يديها معا بحماس
- الوضع جيد ( همس أدي لها وهو لا يبدو أقل توترا منها فابتسمت وهي تقول )
- أجل إنها بداية موفقة فلقد أفتتح المعرض اليوم وأنظر لعدد القادمين
- أن لوحات ملتون تلاقي الإعجاب الشديد
- إنها ألمرة الخامسة التي يعرض بها لوحاته هنا ونحن مازلنا مبتدئين ليس من العدل أن نقارن به.. ديليا
همست وهي ترى صديقتها بالمعرض الكبير وقد علقت لوحاتها الثلاثة به فتحركت نحوها بتنورتها الرسمية السوداء التي تصل إلى ركبتيها مع القميص الحريرية الأنيقة وحذائها العالي وهي تحرك يدها نحو شعرها لتدفعه إلى الخلف وقد تركته يهدل بحريه حيتها ديليا قائلة بحماس
- اختيار موفق لوحاتك رائعة
- حقا
- اجل إنها مميزة سترين ذلك
- مازلنا في اليوم الأول فقط
- آوه ( همست ديليا وهي تحدق بشيء ما خلفها فحركة جويس رأسها تهم بالنظر إلى ما شد انتباه ديليا التي أضافت ) لا تنظري ( ولكنها كانت قد فعلت مما جعل ديليا تضيف ) هذا ما كنت أهم بإضافته من هي أتعرفينها
عادت برأسها إلى ديليا قائلة
- لا ( واصطنعت ابتسامة مضيفة ) لا يهمني الأمر ( نظرت إليها ديليا جيدا فأضافت مؤكدة ) أنا جادة .. دعيني أرحب بالضيوف
أضافت وهي تبتعد عنها لتتجه نحو رَجُلان أحدهما مدرسها والأخر صديقٌ لعمتها لترحب بهما وتتحدث معهما ولكن عينيها رغم أنها حاولت أن لا تنظر إلا أنهما ثبتتا على روسكين الذي حضرَ ببذلة رسميه سمراء جذابة وتتأبط ذراعه أمراة لا يمكن وصفها إلا بالجميلة فعادت بنظرها إلى الرجل الذي يحدثها
- لا أرى شخصا مناسبا ليحدثك عن هذه ألوحات سوى من قامت برسمها ( رمشت وهي تحاول الإصغاء إلى محدثها ولكن صوت روسكين الذي يقترب منها أكثر يشوشها وهو يضيف ) هلا ساعدتنا هنا
نظرت نحوهما بشكل آلي لتبتسم بتصنع قائلة وعينيها تلتقيان بعينيه
- أجل بكل تأكيد .. أرجوا المعذرة ( اعتذرت من محدثها وأشارت لهما نحو لوحاتها قائلة باقتضاب ) تفضلا
- كنت أتساءل عن شعورك وأنت تقومين برسم هذه اللوحة ( نظرت نحو لوحتها التي وقفوا أمامها بينما استمرت رفيقة روسكين ) فتداخل الخطوط بهذا الشكل وألوانها قوية جدا لا أستطيع فهمها فهي تبدو لي معقدة بعض الشيء
رفعت حاجبيها قائلة وهي تعود نحو المرأة متجاهلة نظرات روسكين الثابتة والتي تتأملها باهتمام
- إنها مجرد حالة من الفوضى واختلاط المشاعر بالإضافة إلى الهلوسة تصيب أي فنان وأنا عبرت عنها بهذا الشكل باستخدام الخطوط المائلة والألوان القوية ( بدا ألاستغراب في عيني مرافقته مما دفعها للابتسام وهي تضيف ) هذا هو السبب الحقيقي لرسمي لها
- هلوسة ( قال روسكين باهتمام )
- أجل
قالت وهي تثبت نظرها عليه متعمدة أن تكون جادة وثابتة رغم ارتجاف قلبها لرؤية نظرات الإعجاب التي تظهر في عينيه فرفعت مرافقته كتفيها برقة وهي تعود نحو جويس قائلة
- علي القول أن روسكين كان على حق بوصفك
- أرجو المعذرة
- أعني أنه قال أنك موهوبة وأنت كذلك فلقد أعجبتني لوحاتك الأخرى كثيرا
- هذا إطراء لي ( أجابتها باقتضاب ومازالت متمسكة بجمودها وأضافت ) أرجو المعذرة علي أن أرى ضيوفي .. أرجو أن تستمتعا ( وتحركت مبتعدة عنهم ) يالا جرأته ( همست بغيظ وهي تقف بجوار ديليا التي نظرت إليها فأضافت ) لقد أصطحب معه ناقدة ما لا أعلم من هي ولكني لم أشعر بالراحة لها وقد حدثها عني أتصدقين هذا
- السيد أرنولت يشير إليك
أجابتها ديليا فهزت رأسها لها وابتعدت لتتوجه نحوه وتحدثه ومن ثم تعتذر منه لتعود نحو عمتها التي أشارت لها بالاقتراب وهي تقف برفقة روسكين ورفيقته وتحدثهم لتبادرها ميغ عند وقوفها بجوارها
- سرني أعجاب الكثيرين بلوحاتك ( تعمدت تجاهل الاثنين الآخران وهي تقول )
- أنا أيضا سرني هذا هلا رافقتني قليلا
- قبل ذلك ( قاطعهما روسكين قائلا ومضيفا ) كنت أدعوا عمتك لمرافقتنا للعشاء والدعوى موجه لك أيضا
- لا أعتقد أني أستطيع ذلك ولكن شكرا على الدعوى
- ولكن لما لا فليس لديك ما تفعلينه لما لا ترافقين روسكين ورولاني فكما تعلمين أني مضطرة لذهاب إلى المنزل لاستقبال ضيوفي الذين تعتبرينهم مملين
- عمتي سأرىـ ( توقفت عن المتابعة محدقة بعمتها لثانيه ثم حركت رأسها بشكل آلي نحو رولاني لتقول ) رولاني لارس .. أرجو المعذرة أنا لم أعرفك فلم يسبق لي رؤيتك
ابتسمت رولاني قائلة
- اعتقدت هذا ولكن هذا خطأ روس فهو لم يقم بتقديمنا لبعض
- اعتقدت أنكما تقابلتما سابقا ( أجابها روسكين مما جعلهما تنظران إليه فتجاهل النظرة الماكرة التي لمحته بها شقيقته وهو يعود نحو جويس قائلا ) سترافقيننا لتناول العشاء إذا ولتتعرفي على شقيقتي ( وأستمر مضيفا لميغ ) لا تقلقي سأحرص على إيصالها إلى المنزل
- لا أعتقد ذلك ( قاطعته قائلة لتلاقي عينيه التين نظرتا إليها فأبعدت عينيها عنه نحو شقيقته مستمرة ) سرني جدا التعرف عليك وأرجوا أن نتقابل في القريب .. عمتي هلا رافقتني قليلا أعذروني
- أنت منزعجة اليس كذلك ( تساءلت ميغ وهي تسير بجوارها فقالت بحيرة )
- لما تعتقدين ذلك
- لأنك لا تناديني عمتي بهذا الشكل ألا أن كان هناك ما يزعجك
- لا أبدا.

- لن تصدقوا ذلك ( فالت بفرح لأرثر وميغ الجالسان على الشرفة فنظرا إليها باهتمام فأضافت ) بيعت لوحتان لي ولم يمضي على افتتاح المعرض خمس أيام .. لقد اتصلوا يريدون أن أملأ فراغ تلك اللوحات بلوحات جديدة
- تهانيه هذه خطوة جيدة
- أحسنت علمتُ أنكِ ستنجحين ( قالت ميغ بسعادة لسعادتها )
- علي الذهاب لإرسال لوحات جديدة
- أعلمت ما هي الوحات التي تم بيعها
- أجل قال لي الهلوسة ورمال الشاطئ هـ ( توقفت عن المتابعة ببطء )
- ما بك ( تساءل ارثر لتوقفها فرمشت وهزت رأسها قائلة )
- لا شيء مجرد أمر .. طرأ على ذهني حسنا علي الذهاب وداعاً سأستعير سيارتك عمتي
لا تعلم لما عند ذكرها لرمال الشاطئ تذكرت روسكين أيمكن أن يكون قد قام بشرائها ولكن لا بعد أن قامت بصد محاولته في ذلك اليوم لم تعد تراه أو تسمع عنه شيئا أوصلت اللوحات وتحدثت مع المسئول الذي أعلمها أن من قام بشراء لوحاتها امرأتان مما جعلها تشعر بخيبة الأمل .

- بما أنت شاردة ( تنهدت ونظرت إلى أدي الجالس بجوارها قائله )
- أفكر
- المعرض وحققتِ به النجاح وبيعت لك ثلاث لوحات بينما بقيت لوحاتي تزين الجدار
- أعطها المزيد من الوقت لا تتعجل
- أنت تقولين هذا بسهولة لأن لوحاتك قد تم شرائها
- أشعر بألم في رأسي أدي ولا أرغب بالتحدث عن هذا
أجابته وهي ترفع كوب القهوة لترشف منه وعينيها معلقتان بالراقصين الذين يملئون المكان المخصص لرقص فعادت بنظرها إلى كوبها وهي تضعه أمامها هامسة بشرود لتغير الموسيقى من الموسيقى الصاخبة إلى موسيقى هادئة تنسل إلى الأعماق برقة
- أحب هذه
- طلبتها خصيصا لك ( رفعت رأسها بشكل آلي نحو روسكين الذي أضاف وعينيه تلتقيان بعينيها المندهشتين ) أعلم أنك تحبينها
عادت برأسها إلى الإمام ببطء قائلة يرتباك
- و .. كيف علمت بهذا
- لا أذكر ربما عمتك ذكرت ذلك أمامي أو أنتِ ( وإمام صمتها قال بصوت خافت أنسل إلى أعماقها ) أرغب بمراقصتك .. ولن أقبل رفضك
أضاف وهي تحرك رأسها نحوه من جديد فعقصت شفتها وقد كانت تهم بالرفض ثم هزت كتفيها وتحركت عن مقعدها لتتوجه معه نحو الراقصين
- تبدين متعبة أتجهدين نفسك
تساءل وهو يتأمل وجهها باهتمام فأجابته وهي تتعمد تثبيت نظرها على أزرار قميصه
- إنها الثانية عشرة ومن الطبيعي أن أكون منهكة ( ثم رفعت نظرها إليه لتلاقي عينيه المحدقتان متسائلة ) ما الذي تفعله في هذا الوقت هنا
نقل عينيه بعينيها باهتمام متجاهلا سؤالها وهو يقول
- أتعلم عمتك أنك هنا
- لا
- لما لم تعلميها لم أرى أنها متشددة أو ما شابه لتتسللين خلسة دون أن تعلم
- لأنها تتقبل عودتي في التاسعة أو العاشرة وحتى الحادية عشرة على المنزل ولكنها لا تقبل أبدا أن أخرج من المنزل في هذا الوقت لأعود بعد ساعات لهذا أخرج دون علمها ليس أكثر
- ولما لا تكونين بفراشك بهذا الوقت
- أُعاني من الأرق روسكين
- ولما تعانيني من الأرق الست صغيرة بعد على هذا ( ابتسمت برقة وهزت رأسها بالنفي وعينيها تتلألأن دون أن تدرك أنهما تعبران عما يختلج بصدرها ألان مما جعله يهمس وجفونه تسترخي قليلا ) أتعلمين كم تبدين جميلة
أخفضت عينيها ببطء وحرج كي تهرب من عينيه وقلبها يرفض أطاعتها فاشتدت يديه التين استقرتا على خصرها مما جعلها تقول بأنفاس مقطوعة
- أعتقد أنك حضرت لشخص الخطأ فلست فانيسا
- لو رغبت بمراقصة فانيسا لقمت بدعوتها ( وتركت إحدى يديه خصرها لتحيط ذقنها ويرفع رأسها إليه لتجول عينيه بوجهها هامسا ) أمرك يحيرني لما لا ترغبين برؤيتي .. لا تُحاولِ إنكار هذا فانا أعلم أنك تعمدت الابتعاد عن منزلك ذلك اليوم ولكن ما لم أفهمه هو لما لم ترغبي برؤيتي وأنت تعلمين أني سأحضر
لم تجبه ماذا تقول أنها خائفة من نفسها ومن انجراف مشاعرها التي تشعر بأنها لا تستطيع السيطرة عليها بوجوده وهذا أمرا لم تعهده بنفسها فأغمضت عينيها ببطء هامسة ويده تترك ذقنها
- أنت مخطئ فالقد دعتني ديليا ولم استطع الرفض
تأملتها عينيه ثم جذبتها يده التي تحركت عن خصرها لتستقر خلف ظهرها لتقترب منه أكثر فلم تعترض وهي تتحرك معه على أنغام الموسيقى الهادئة وتشعر باطمئنان غريب لم تالفة تجاه شخص من قبل فاقترب رأسه منها أكثر ليلامس شعرها وهو يهمس قرب أذنها لاسترخائها التام بين ذراعيه
- تبدين مختلفة
- أنا منهكة تماما
- هذا ما يحصل لمن تسهر حتى هذا الوقت
- بل لمن لم تنم منذ وقت بشكل جيد
- أنت جادة ( تساءل وهو يعود برأسه للخلف ليحدق بوجهها الذي استرخى على كتفه وهي مغمضة العينين مما جعله يضيف ) أنت جادة إذا
حركت رأسها له بالإيجاب وهي تهمس
- علي إنهاء لوحة وأجد صعوبة بإتمامها وعلي العمل على ثلاث كتب ثم اني لا أشعر بالرغبة بالنوم لهذا قررت أن أرهق نفسي حتى أنام ملأ جفوني
- يا له من قرار تتخذينه ( قال وعينيه ثابتتان على وجهها فظهرت ابتسامه ناعمة على شفتها أخذ يتأملها ومازالا يتحركان ببطء قبل أن يعود للهمس برقة ) أنت مستعدة لذهاب للمنزل قبل أن تنامي بين ذراعي ألان
- حضرت بسيارتك
- أجل
- جيد وألا كنت ستضطر لحملي
- ما كنت لأمانع
همس بصوت خافت مليء بالمشاعر مما جعلها تفتح عينيها قليلا مرغمة جفونها الثقيلة على هذا لتلاقي عينيه التين تتأملانها بعاطفة كبيرة فأبعدت رأسها عن كتفه ببطء وهي تتوقف عن الحراك قائلة
- أظن أن علي المغادرة ألان
تحركت يديه بعيدا عنها ببطء لتنسل يده اليمنى نحو أصابع يدها وهو يهمس وعينيه لا تفارقان وجهها
- لنغادر ( تحركت لتسير برفقته مبتعدين عن الراقصين ومتجهين نحو الباب )
- لم يعد لديك فرصه ألان
تناهى لها صوت إحدى الفتيات التي مالت نحو فانيسا قائلة ذلك وهما يمران من قربهما مما جعلها تقول وهي تجلس بجواره بالسيارة
- أنا حقا لا أرغب بالتورط بقصة أخرى كقصة هارولد وشيلي
أشعل محرك سيارته وهو يقول
- أن صداقاتي لا تتعدى معنى الصداقة لذا لن تجدي شخصا كشيلي من ضمنهم ( ونظر إليها ليلاقي عينيها المحدقتان به وهو يضيف ) كما أني لست هارولد وعندما أنوي الارتباط لن أفكر بواحدة وأقوم بالارتباط بأخرى
التزمت الصمت قبل أن تقول وعينيها تتنقلان بعينيه
- كيف هي السيدة لارس ( رفع حاجبيه وعاد برأسه إلى الأمام ليحرك السيارة وهو يقول )
- ما الذي أيقظك ألان منذ ثواني كنت تجدين صعوبة بالحديث ( تأملت جانب وجهه وهو يركز على القيادة فلمحها بنظرة سريعة قبل أن يتساءل ) ألن تعلميني ما الذي يجعلك تبتعدين كلما حاولت الاقتراب
- لا اعلم عما تتحدث ( قالت بتعمد رافضة علمه بهذا إلى انه أصر )
- أنا جاد هل مررت بتجربة سيئة من قبل تجعلك بهذا الشكل
- مازلت لا اعلم عما تتحدث
قالت بإصرار وقد فاجئها قوله فالتزم الصمت بضيق قبل أن يعود للقول دون النظر إليها
- إذا فأنت فقط لا ترغبين برؤيتي
- لقد حضرت بعدها روسكين ولم تعرج لسؤال عني فلا تتهمني بأني لم أرغب برؤيتك
- إذا رغبتي
- ما الذي تريده ( همست بضعف وهي تبعد نظرها عنه نحو منزلها وسيارته تتوقف ببطء أمام الباب مستمرة ) لا اعتقد أن عليك أن تعير الأمر أي أهمية
- ولكني افعل ( تمتم مما جعل عينيها تتعلقان به وهو يهمس بتأكيد ) أنا كذلك ( نقلت عينيها بعينيه ويدها تبحث عن مقبض الباب وهي لا تريد الانسياق وراء مشاعرها إلا أنه امسك ذراعها مانعا إياها من التحرك وقد تنبها لمحاولتها فتح الباب ليهمس ) ستبتعدين من جديد
- لا أنا
- أنت ماذا
تساءل لعدم متابعتها وهو ينقل عينيه بعينيها قبل أن ينظر إلى شفتيها ثم أخذا بالاقتراب منها ببطء وعينيها تراقبانه وما كاد يلامس شفتيها حتى أغمضت عينيها ويده تنسل قرب عنقها لتغوص في عالم مليء بالمشاعر والأحاسيس التي لم يسبق لها أن اختبرتها فحاولت سحب نفسها بعيدا عنه بتوتر كبير وحرج مما يصيبها ولكن يده المحيطة بعنقها منعتها وهمس وشفتيه تلامسان خدها برقة
- ما الذي فعلته بي
حاولت التنفس بعميق وسحبت نفسها منه ويدها تفتح الباب لتغادر السيارة وهي تسرع خطواتها مبتعدة دون أن تجرؤ على النظر إليه مما جعله يفتح بابه ويخرج بدوره لينظر إليها يريد إيقافها ولكنه لم يفعل بل تنهد وأسند نفسه على ظهر سيارته متأملا إياها وهي تقترب من باب المنزل لتدخله وما أن أغلقت الباب خلفها حتى بقي لثواني متأملا بابها ثم هز رأسه ودخل سيارته ليتحرك بها مبتعدا .
- صباح الخير
- أخيرا أستيقظتي ( أجابتها ميغ وهي تقوم بقرائة كتابا على الشرفة واستمرت ) قاربت الساعة على الرابعة
جلست على المقعد المجاور لها قائلة وهي ترفع يديها إلى الأعلى بكسل لتتنشط
- لم أنم بهذا العمق منذ زمن .. ها هو أرثر
أضافت وهي ترى أرثر متجها نحوهما فتوسعت ابتسامة ميغ وأبعدت نظارتها الطبية التي تليق بوجهها الناعم متسائلة
- ماذا أحضرت
- كعكاً محلاً ( أجابها وهو يضع على الطاولة أمامها طبقا مليء بالكعك فتحركت جويس نحوه لتتناول قطعة بينما جلس أرثر متسائلا لرؤيتها بثياب النوم ) أكنت نائمة
- أجل
- عليك البدء بتنظيم حياتك
- سأفعل وأرجو أن انجح ( قالت وهي تمضغ قطعه الكعك وتشعر بوجنتيها تحمران لتفكيرها بروسكين فأضافت بتردد ) ألن .. تحضر رولاني
- ستعرج علي في الأسبوع القادم لقد حدثتني البارحة
- وروسكين كيف هو لم نعد نراه
قالت ميغ متسائلة وهي تنظر إلى أرثر الجالس بالمقعد المقابل لها فقال
- أنه مشغول بعمله كالعادة .. تحدث معي منذ يومين .. أن أمرا ما يجول بذهن هذا الشاب .. أرجوا أن لا يكون هناك مشاكل في عمله
ثبتت نظرها على أرثر وهي تحاول استيعاب قوله قبل أن تقول بتمهل وهي تفكر
- ألم .. ألم يحضر روسكين البارحة ( وأمام الحيرة التي بدت على وجه أرثر أسرعت بالإضافة ) شاهدت سيارة كسيارته تمر من هنا فاعتقدت أنه هو
- لا ليس هو
رفعت كعكتها لتقضمها انها لم تكن تحلم بالتأكيد كان هنا عقصت شفتها وهي تشعر بالاحمرار يصعد إلى وجنتيها لتذكرها لعناقه ولمشاعرها التي تخونها وهي برفقته رمشت وتناولت كوب القهوة عن الطاولة أمامها لتنشغل به مخفيه ما ينتابها بهذه اللحظة هل حضر لرؤيتها وغادر أهذا ما فعله .

- نحتاج الى أكوابا أخرى جويس
- سأحضرها
تحركت من أمام موقد الشواء نحو باب المطبخ الخلفي وقد تجمع رفاقها وبعض رفاق عمتها قرب الحديقة الخلفية للمنزل لتدخل إلى المطبخ فبادرتها ميغ التي تقوم بوضع السلطة بالإطباق
- ابدئي بنقل هذه فلقد انتهيت منها
- حالا
تناولت الأكواب وخرجت مناديه على ديليا وروب ليساعداها بنقلها وعادت نحو موقد الشواء لتبعد قطعة من الحم المشوي عن النار وتتذوقها فتساءل ديف وهو يقف بجوارها
- نضجت ( استمرت بمضغ لقمتها ثم هزت رأسها قائلة )
- ربما ( وتناولت قطعة أخرى لتتذوقها مما جعل ديف يضحك قائلا )
- ستتناولينها جميعها قبل أن تقرري
- لقد ضبطني إذا ( أجابته مبتسمة وقامت بتحريك الخضروات لتضع بعضها بالطبق وتقدمها له مضيفه ) قم بعملك
- أمراً وطاعة
- لم أعني تناولها ديف
هتفت ضاحكة وهو يرفع واحده ليقضمها فغمزها بعينه وهو يبتعد بمرح لتهز رأسها مبتسمة وتهم بالعودة إلى ما أمامها إلا أن عينيها توقفتا على روسكين الواقف بجوار والده الجالس برفقة ثلاث آخرين وأخذ يتبادل معهم الحديث فعادت ببطء إلى ما أمامها وقلبها يهوي ولكن لا ليس من جديد إنها حمقاء أن استمرت بالتصرف بهذا الشكل كلما ظهر لما حضر ألان أن الأسابيع الثلاثة التي مرت منذ رؤيته أخر مرة مضت بصعوبة بالغة عليها لا لا يجب أن تفكر به أكثر من هذا لا يجب أن تهتم لأمره أنهُ يظهر ليقلب حياتها ثم يختفي لقد أمضت عدت ليالي بعد ذلك اليوم مستيقظة تشعر بأنه سيحضر في أي لحظة حتى اكتشفت أنها تتصرف بحماقة تامة بتفكيرها به بينما هو لا يشغله شيء فهي مجرد إجازة يحضر بها إلى هنا ويرغب بقضائها برفقة فتاة ويبدو أنها تروق له
- أتسمحين لي بالتطفل على حفلتك بما أني لست مدعواً
قاطع صوته أفكارها فلم تحرك رأسها نحوه وقد شعرت به يقف بجوارها قبل أن يتحدث لتقول وهي تدعي انشغالها بما أمامها
- إنها مفتوحة لكل من يرغب بالقدوم
- ألا أحظى بدعوى خاصة إذا
- لستَ بحاجتها
- ولكن ذلك يشعرني بالتميز أكثر ( رفعت حاجبيها لتجيبه وهي مصرة على عدم النظر إليه )
- ولما قد تحتاج إلى ذلك
- لأشعر بأن وجودي مرغوبا به
- ومن قال عكس هذا
وأمام الصمت الذي طال بعد قولها لم تستطيع منع نفسها من النظر إليه لتلاقي عينيه المحدقتان بها وقد أغمقتا بشكل كبير فعادت بنظرها إلى ما أمامها وهي تحاول التنفس ثم حركت رأسها إلى الجهة الأخرى لتنظر إلى ديف الذي وقف قائلا
- الديك المزيد انتبهي تلك تحترق ( أسرعت بأبعادها عن النار لتضعها بالطبق بينما قام ديف بتحريك رأسه محي روسكين الواقف أمامه وأضاف لها ) أقوم بمراقبتهم عنك
- لا بأس ( تناول الطبق مبتعدا بينما تسأل روسكين بهدوء )
- كيف هي أمورك
- جيدة
- لا يبدو هذا ( لمحته بنظرة ثم قدمت له طبقا وضعت به قطع من الحم والخضار المشوية تناوله منها ووضعه جانبا وهو يقول ) لا تحاولي التخلص مني
- لا افعل هذا أنا فقط أحاول التركيز على ما افعله
- لا يبدو هذا لي ( تركت ما بيدها ونظرت نحوه فأضاف ) أنتِ مزاجيه بهذا الشكل دائما أم أن الأمر يحدث معي أنا فقط
حركت عينيها عنه نحو الأشخاص بأرجاء الحديقة ثم عادت نحوه وهي تقول
- أرجوا المعذرة لهذا لم أعني أن أكون فظة ولكن
توقفت عن المتابعة وهزت رأسها وعادت لتتابع أبعاد الحم والخضار عن النار وتضع قطعا جديدة فعقد يديه معا وهو يسند ظهره على حافة القرميد خلفه قائلا باقتضاب
- ولكن
- لاشيء .. أنا سعيدة بحضورك حقا وأرجوا أن تستمتع بحفلتنا الصغيرة
- لمَا لا أصدق هذا
- روسكين ( همست معترضة على جديته ولمحته بنظرة هامسة برقة ) أنت تعلم أنك شخصا مرحب به هنا ولا أعلم من أين أتتك هذه الفكرة الغريبة
- لنقل من تجهمك عند رؤيتي هو سبب شعوري هذا
- لم أعني هذا .. أأنا متجهمة حقا ( أضافت مبتسمة فلم يجبها وعينيه لم تفارقها فرفعت قطعة من الحم الذي وضعته بطبقه لتتناولها وهي تضيف ) لا أعتقد أني سأتناول العشاء فلقد امتلأت معدتي وأن لم تتناول طبقك لا أعدك أنك ستحظى بعشاء الليلة
حرك رأسه لها طالبا منها الابتعاد وهو يستقيم بوقفته قائلا
- لقد اختاروا الشخص الخطأ ليقوم بالشواء
تناول الشوكة الخاصة بالشواء منها لتتراجع خطوتين للخلف بينما أنشغل بإخراج القطع التي نضجت فتأملته للحظه ثم أخذت تملأ الأطباق وتضعها على الطاولات أمام المدعوين وتحدثهم بمرح ثم تسرع نحو روسكين وأخيرا اقتربت منه لترفع نفسها وتجلس على السور القرميدي المنخفض بجوار الموقد قائلة وهي تحرك ساقيها بمرح
- لقد انتهينا لم يبقى سواك ( لمحها بنظرة جعلتها تتوقف عن الحراك ببطء وهو يقول )
- تبدين كالطفلة أتعلمين هذا ( أسرعت بالقول بضيق لقولة )
- أنا امرأة ناضجة تماما ( التمعت عينيه بوميض جذاب وهو يعود ليتناول طبقا ويقول )
- ومن قال أني لا ألاحظ هذا ( وأستمر وهو يثبت عينيه على عينيها المحدقتان به ) أنت تعلمين أني منجذبٌ إليك
- لن تعود إلى هذا ( قاطعته بجدية وقلبها يفارقها وأمام الحيرة التي بدت عليه أضافت ) لن أسمح لك بالتلاعب بمشاعري بكلامك هذا
وقفزت عن السور لتسير مبتعدة عنه مما جعله يلاحقها وحاجبيه يقتربان من بعضهما
- أتعلمين ميغ ( قال وهو يضع طبقه على الطاولة ويجلس مستمرا بينما جلست جويس على بعد شخصين منه ) أنتِ تتميزين بالهدوء والرزانة بالإضافة لتعقل وهذا أمرٌ يفتقده المرء هذه الأيام
- لابد وأنك تعاني مشكلة ما ( أجابته ميغ مبتسمة على قوله فقال والده قبل أن يفعل )
- لا تقل أنك تجد صعوبة بالتعامل مع عملائك ولكن هذا هو الأمر يجب أن تكون صبوراً لأبعد الحدود والا لن تصل إلى مبتغاك أبدا
- ماذا تعمل ( تدخل ديف متسائلا )
- أبني إمبراطورية لارس ( رفع ديف حاجبيه لقوله فهز أرثر رأسه قائلا )
- خذ كلامه على محمل الجد فأنا أعرفه جيدا ما أن يضع أمرا في رأسه سينفذه
انشغلت جويس عن عمد بالحديث مع ديليا وثلاثة آخرون متعمدة تجاهل الحديث مع روسكين الذي بدوره لم يحادثها رغم انسجامه مع بقية المجموعة وتبادل الحديث معهم بسهولة
- أين أضع هذه ( تساءل وهو يحمل بين يديه أدوات الشواء فأشارت ميغ له نحو الطاولة )
- هناك أشكرك ( وعادت نحو أكواب القهوة التي تقوم بتعبئتها فنظر نحو ساعته قبل أن يقول )
- أأستطيع استعمال هاتفك
- لا تحتاج لطلب أنه بغرفة الجلوس
تحرك مغادراً المطبخ بينما دخلت جويس لتضع الأطباق المتسخة من يدها وهي تقول
- غادرت ديليا وديف أيضا
هزت ميغ رأسها وحملت كوبا قدمتها لها قائلة وهي تقوم بحمل الصينية
- حسنا قومي بإيصال هذا لروسكين أنه بغرفة الجلوس
- ماذا يفعل هناك
- يتحدث على الهاتف ( اقتربت من غرفة الجلوس لتدخلها وهي تسمعه يقول )
- يجب أن تتدبر الأمر .. أعلم ماذا قلت .. لا لا يمكن ( توقفت عينيه عليها وهي تدخل مقتربة منه وهو يصغي لمحدثه ثم يستمر ) أجل ليكن ليكن حاول المماطلة حتى عودتي ( وضعت الكوب من يدها بجوار الهاتف وهي تشير إليه فهز رأسه لها بالإيجاب فتحركت لتعود بأدراجها إلا أن يده أمسكت كوع يدها موقفا إياها وهو يستمر وهي تنظر إليه لإيقافها ) أنت تعلم أن لم يكن الأمر ضروريا لحضرت ( ضمت شفتيها وهي ترغب بالابتسام لحبسه ذراعها وهو مشغول بكل تركيز مع محدثه فحاولت سحبها إلا أنه نظر إليها معترضا واشتدت أصابعه على يدها مما جعلها ترفع حاجبيها وهو يقف ) ليكن .. حسنا فيما بعد .. أجل .. وداعا
وأعاد السماعة إلى مكانها وهي تراقبه وتقول
- هل أنا حبيسة ( تنهد وهو ينظر إليها قائلا )
- أجل حتى أشعارا آخر ( وجلس على يد المقعد خلفه مستمرا ويده تنسل ببطء من كوع يدها حتى أصابعها وعينيه مركزتان باهتمام على وجهها ) هلا أعلمتني ألان ما كان سبب كل هذا
حركت مقلتيها مدعيه وهي تقول
- عما تتحدث
- لا تدعي عدم فهم ما أقوله لم أنت غاضبه مني أنا أعلم أنك كذلك
حاولت أن لا تخرج عن جديتها ولكن أصابعه التي تتحرك مداعبة أصابع يدها تربكها
- لا لست كذلك ولم سأغضب
- جويس ( همس باسمها مداعبا برقة على إنكارها وأضاف ومازالت عينيه تصران على التركيز على عينيها ) ألا أعرفك
سحبت يدها منه وهي تقول
- تلك المرات القليلة التي صادف والتقينا بها لا تسمح لك بالقول أنك تعرفني
- أرايتِ انك غاضبة مني
- حسنا أنا كذلك ( قالت وهي تعقد يديها مخفية توترها فهز رأسه قائلا )
- لماذا
- أه بربك
- أنا جاد ( نقلت عينيها بعينيه قبل أن تشيح برأسها عنه فأمسكت يده كوع يدها ليجذبها نحوه مما جعلها تعود برأسها إليه وهو يهمس ) هل انجذابي إليك هو السبب
- بل تقربك مني بهذا الشكل ومعانقتك لي ثم اختفائك وكأن لا وجود لك
- لم ارغب بفرض نفسي عليك من جديد فكلما حاولت الاقتراب منك أراك تحاولين الابتعاد لا أعلم حقا أن كنت على صواب أم ماذا ولكن احضر إلى هنا لرؤيتك ولا يريحني قطع كل هذه المسافة لرؤيتك لأكتشف أنك غاضبة مني
- أحضرت لرؤيتي ( هز رأسه بالإيجاب وهو يستقيم بوقفته فتراجعت خطوه للخلف وهو يستمر )
- رغبت برؤيتك .. أنا مهتم بأمرك ولدي شعور قوي بأن هذا الأمر متبادل ولست على خطئ ( تعمدت إبعاد نظرها عنه وهي تشعر بالحرج من معرفته لهذا فاستمر بهمس واهتمام ) تلك الزيارة الأخيرة استقطعتها من وقت العمل لأتوجه بعدها نحو المطار لأغادر البلاد ولم أحضر إلا منذ يومين وها أنا هنا ألان أني أنتهز أي فرصة للحضور أتدركين ما اعني لا أعلم ما الذي جرى لي فلست هكذا ولقد تعرفت على فتيات في السابق وأعجبت ببعضهن ولكن الأمر معك مختلف مختلف تماما ( وأمام الارتباك الذي بدا عليها وهي تنقل عينيها بعينيه أضاف ) أعلم أنه لم يكن لدينا الوقت الكثير كي نلتقي ولكني .. معجبا بك بشدة ولن أستطيع التركيز على عملي أن لم أقل لك هذا ( فتحت شفتيها لتقول شيئا ولكن لا شيء لم تستطيع التفوه بكلمة فتحركت مبتعدة من إمامه وقد بداء وجهها بالتورد فلاحقها بنظره قبل أن يقول بضيق ) ليس عليك مراعاة شعوري أن كنت قلقة من قول شيء قد يؤذيني لأن تصرفك هذا يحيرني لأنه غير واضح بالنسبة لي فلا أعلم أن كنت تحاولين إعلامي بهذه الطريقة بعدم رغبتك بالتورط معي أم ماذا ( عقصت شفتها السفلى دون إجابته مما جعله يقول بإصرار ) من الأفضل مواجهة الأمر ألان
- لمـ .. لما أنت على عجلة ألا تدرك ما الذي سببته لي ( قالت وهي تستدير إليه مستمرة ) اعترف إني معجبة بك ولكنـ
وأمام صمتها اقترب منها قائلاً
- ولكن ماذا .. إلا تدركين ما الذي سببته أنت لي ( تعلقت عينيها بعينيه فأستمر مؤكدا ) لا أستطيع أبعادك عن ذهني لا أستطيع
- أليس .. أليس هناك حيث حيث تعمل
- لا لا يوجد
- حسنا
- حسنا !
- سأفكر بالأمر ( ضم شفتيه متفاجئا قبل أن تتحرك شفتيه عن ابتسامة غريبة وهو يقول )
- ومتى سأحصل على الرد
- لا أعلم .. لما تضحك ( تساءلت وهي ترى محاولته لإخفاء ابتسامته فحرك كتفيه دون إجابتها فأصرت ) أنا جادة ما بك
- لا شيء
أجابها وهو يحرك رأسه إلى الأعلى ويهزه قبل أن يعود إليها بعدم تصديق ثم يهز رأسه من جديد ويتحرك مغادرا الغرفة مما فاجئها وجعلها تتابعه ولكن أعليها التورط معه حقا أيريد منها إعلامه أنها مغرمة به ومن ثم ماذا لا لا تستطيع إعلامه بهذا لا تستطيع فبرغم كل شيء عليها التروي فهي بالكاد تعرفه رغم مشاعرها التي تنجرف نحوه بسرعة
- أين أختفيتِ ( تساءلت ميغ فور رؤيتها تدخل المطبخ واستمرت ) هلا ساعدتني بوضع هذه بغرفة الجلوس ( هزت رأسها بالإيجاب والإحباط يتملكها وتختط أرثر الذي يحمل بعض الأطباق لتضيف ميغ ) دع عنك أرثر ما رأيك بحضور الندوة التي سيعرضونها على التلفاز الليلة
انشغلت جويس بترتيب الأكواب والأطباق بالخزانة في غرفة الجلوس قبل أن تتحرك لتجلس على المقعد وعينيها تراقبان الباب الذي خرج منه روسكين
- أين روس
تساءلت ميغ بعد لحظات من دخولها إلى غرفة الجلوس مما أخرجها من شرودها فحدقة بارثر الذي قال
- في الخارج
تحركت ميغ لتخرج من الغرفة وقد تعلقت عيني أرثر بشاشة التلفاز بكل تركيز بينما شردت عيني جويس بعيدا ثم عادت للواقع بسرعة وميغ تقترب لتعود للجلوس وهي تقول
- أنت واثق أنه بالخارج
- اليس هناك ( تساءلت جويس )
- لا ( أجابتها ميغ فقال أرثر رغم تركيزه بما يجري أمامه على الشاشة )
- لا بأس هذا من عادته أن يختفي بشكل مفاجئ لا تقلقن من أجله
أجبرت نفسها على الجلوس لبضع لحظات ثم وقفت متوجهة بخطوات واسعة إلى الحديقة لتحدق بالخارج ثم تجول بنظرها بأرجاء المكان لتسند رأسها على حافة الباب وهي تتنهد قبل أن تتحرك لتعود للجلوس برفقة عمتها وأرثر وقد تهاوت على المقعد لا ترغب بالانفراد بنفسها ولم تكن عدت دقائق حتى تجمدت عينيها دون حراك على باب الغرفة وهي تراه يتقدم ليدخل فأسرعت ميغ بالقول بينما جلست جويس جيدا وقلبها يخفق
- أين كنت
- في الخارج
أجابها وهو يتقدم ليجلس باسترخاء وعينيه تستقران على شاشة التلفاز وقد تعلقت عينيها به إلا أنه لم ينظر إليها رغم جلوسه قربها مما جعلها تنظر نحو عمتها التي بادلتها النظرات ثم رفعت كتفيها لها وعادت نحو أرثر قائلة
- ما رأيكم بتناولـ
- لا شيء بعد ذلك العشاء ميغ
قاطعها أرثر وأخذ يتحدثان فالتزمت جويس الصمت للحظات قبل أن تتساءل بصوت هامس
- لقد خرجت ولم أجدك فاعتقدت أنك غادرت
حرك رأسه نحوها ليلتقي بنظرها قبل أن يقول بهدوء بعد لحظة صمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق