انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأحد، 18 يوليو 2021

رواية جدار هش من 1 - 8

         جدار هش

 
- ها انا قادمة
قالت جوانا وهي تقوم بتثبيت هاتفها بكتفها وبنفس الوقت تمسك الاكياس العديدة التي تحملها بيَديها جيداً وتنظر الى الطريق وتهم بقطعها الى الجهة المقابلة مستمرة وهي تتفادى السيارات وتنسل من بينهم متجها نحو سيارتها
- لن اتأخر اكثر .. اطلب الطعام .. لا  تقلق انها عشر دقائق وأصل اليك
تابعت وهي تصعد بسيارتها متأملة الطريق قبل ان تنطلق شاردت بافكارها فمازال عليها انهاء بعض الامور لذا ستتناول الطعام سريعا برفقة روجر ومن ثم تتابع لا خيار اخر امامها فلا ترغب بالوصول الى دوراسون في وقت متاخر  .
ابتسمت لروجر وهي تقترب من الطاولة التي يجلس عليها بانتظارها ليتأملها برضا من شعرها البني الذي تتخله خصل شقراء والذي تركته على  حريته بينما رفعته من الامام بنظاراتها الشمسية الى ملابسها الرسمي المكون من جاكيت مخصرة تحتها قميص بيضاء وتنورة قصيرة مع الكعب العالي وقد اعتادت منذ بداية عملها على ارتداء هذه الازياء الرسمية توسعت شفتيه عن ابتسامة وهو يقف عند اقترابها محي اياها وطابعا قبلة على خدها وهو يقول
- لقد تاخرتي
جلست بجواره قائلة وعينيها معلقتين بطبق الطعام الموضوع امامها فهو يعرف ما تحب تناوله
- علي فعل الكثير بوقت قصير
- لم تنتهي بعد
- لا ولا اريد ان اتأخر في التوجه نحو دوراسون
- لما لا تقومين بتأجيل الامر للغد لا احبذ فكرة قيادتك ليلا
- وعدت والدتي ( اجابته وهي تبدأ بتناول ما بطبقها مستمرة ) ان اصل اليها اليوم .. كما ان الطريق الخارجية لن تستغرق معي اكثر من ساعتين .. ولاريس ترافقني لذا لا يوجد ما يقلق
اخذ بتناول الطعام بدوره قائلا
- رغم ذلك ما زلت افضل ان تذهبي غدا صباحا
- اعلم انك قلق من اجلي ولكن ليس عليك هذا
- انها المرة الاولى التي تقصدين بها تلك الطريق لما لا تذهبين بالطائرة
- احتاج لسيارتي
- كنت لأرافقك لولا التزامي بالعمل
- اعلم عزيزي ولكن لا تفوت نهاية الاسبوع مهما كنتَ منشغلاً
- وهل استطيع ذلك ستغضب مني ميلينا ان فعلت وحقا انا بغنى عن هذا
- انها تودك
- ليس كثيرا
- لقد خطفت قلب ابنتها الصغيرة فلا تلمها ولكن ااكد لك انكَ تروق لها حتى لو لم تظهر هذا تعتقد ان عليها التصرف بجدية معك حتى لا تجرؤ على اغضابي او التسبب بأذيتي
- وهل استطيع هذا
أجابها وهو ينظر اليها باهتمام لتتعلق عينيها به بمحبة فلقد فتنها باهتمامه وكلماته بالإضافة لسحره الخارجي فهو رجلا ملفت ويفرض وجوده اينما كان عينيه حادتان ماكرتان وتوحيان بالذكاء بالإضافة لتلاقته بالحديث وهو يجيد استغلال هذا لإقناع من امامه بما يريد
سحب نظره عنها ببطء نحو هاتفه الذي أخذ بالرنين لتخرج من سحر تلك اللحظة بينهما وتعود نحو طبقها بينما تناول هاتفه محدقاً باسم دنيز مساعدته في العمل والذي ظهر على الشاشة لتقول وهو يقوم بإعادته الى مكانه دون ان يجيب
- لن يدعوك وشانك حتى عندما تتناول الغداء
- ما الجديد بالأمر ( قال وعاد ليتابع تناول طعامه وهو يتسائل ) مازالا مصران على ان يكون الحفل عائلي
- اجل بالإضافة لبعض الاصدقاء المقربين ليس الا
- الا تشعرين انها تعجلت الامر ربما كان عليهما ان يؤجلا فكرة ارتبطهما قليلا
- انهما ناضجان تماما ويعلمان مايريدان ( اجابته وهي تتناول هاتفها الذي يرن بدوره لتجيب ) اجل لاريس
- اين انتِ لقد اصبحت الرابعة والنصف
- اتناول الغداء برفقة روجر
- الغداء الان ليكون متى ستحضرين
- لم انتهي بعد فمازال علي العروج على ميزون للشوكولا لإحضار ما اوصتني به امي واحضار ملابسي ومن ثم امر على المنزل لاتناول حقيبتي ثم اقصدك هل أعددت كل شيء
- اجل سأكون بانتظارك لا تتأخري اكثر واوصلي تحياتي لروجر
- سأفعل وداعا ... ترسل تحياتها لك ... و .. علي المغادرة
اضافت وهي تترك شوكتها فقال معترضا
- انهي طبقك
- لقد شبعت
- لا بل انتِ على عجلة من امرك
- اجل لا اريد ان أتأخر اكثر
- سأشتاق لك
ابتسمت لقوله فتناول يدها الموضوعة على الطاولة بيده ليقربها من فمه طابعا قبلة عليها وهو يهمس وعينيه لا تفارقان عينيها
- لنبقى على اتصال ولكن لا تنشغلي بالهاتف وانت تقودين دعي هذا للاريس
- سأفعل
اجابته وهي تعقص شفتها لتسحب يدها منه متناولة هاتفها وهي تستمر
- اراك بعد ثلاثة ايام اذا .. لا تتأخر سأنتظرك .. وداعا
تنهدت بعمق وهي تعود للجلوس بمقعد سيارتها لتنطلق بها من جديد ان افضل ما حدث لها هذا العام هو التقائها بروجر الذي سحرها منذ لقائهما الاول رغم عدم اعترافها له بهذا فلم تجعل امر موافقتها على مواعدته امرا سهلا له ابتسمت برضا ويتملكها شعور بانها قد وجدت ضالتها اخيرا .
اوقفت سيارتها في السادسة والنصف امام منزل خالتها انغريد لتتحرك لاريس ذات الشعر الاسود المرفوع الى اعلا على شكل كعكة في منتصف راسها لتبرز ملامح وجهها النحيف وعينيها الواسعتين والتي ارتدت حذاء عالي مع ثوبا صيفي ذا الوان زاهية قصير باتجاهها فور توقفها لتفتح صندوق السيارة الخلفي وتضع حقيبتها به وتندس بجوارها واضعة جهازها اللوحي في الدرج الامامي للسيارة لتنطلق جوانا من جديد ولاريس تقول
- هل احضرتي كل ما اوصتك عليه خالتي
- اجل
- تبدوا والدتي متحمسة للأمر كما اعلمتني ان دوراسون تروق لها ... الا تشعرين بالحزن لابتعاد والدتك الى هناك وارتباطها
- انا سعيدة من اجلها لقد مضى على وفاة والدي زمن طويل الا تذكرين كنتُ حينها بالعاشرة
- افعل .. كيف تجدين غرنت اعني لم يمضي على تعارفهما الكثير حتى قرارا الارتباط
- انهما بعمر مناسب لاتخاذ قرار كهذا لقد توفيت زوجته منذ خمس اعوام لابد وانه يشعر بالوحدة
- مازلتُ اشعر بالحيرة فقد حدث الامر بسرعة كما اني لا استطيع تخيل منزلكما فارغ
- انا موجودة به وليس فارغا ( تأملتها لاريس قبل ان تقول )
- الا اعرفك جيدا ولكنك تخفين حزنك جيدا
- لا لا اخفيه انا سعيدة من اجلها لقد قمت بتشجيعها للقيام بهذه الخطوة عندما اعلمتني بهذا انها تستحق الحصول على حياة جديدة آن لها التفكير بنفسها وتركي وجورجيا لنمضي لم نعد صغيرتان
- اعتقد انها ستجد صعوبة بالتأقلم بدايتا هناك فهي معتادة على ضجيج المدينة
- لم يمضي على وجودها هناك يومان وتستمر باعلامي انها سعيدة والمكان يروق لها جدا هادئ وهوائه نظيف ويشعر المرء بانه عاد للحياة من جديد .. حان لها الحصول على الراحة
انشغلت بمتابعة الحديث مع لاريس ليمضي الوقت سريعا دون ان تشعرا به وقد عملت لاريس على وضع بعض الاغاني المرحة لتغنيا بمرح وتتضاحكان باستمتاع فلطالما كانت لاريس ابنت خالتها المقربة منها منذ صغرهما وكلا منهما تفهم الاخرى حتى دون ان تتحدثا مما جعل علاقتهما مميزة حل الظلام عليهما ومازالتا بالطريق لتقول جوانا بارتياح وهي ترى يافطة الطريق التي تشير الى دوراسون
- اخيرا ها نحن نقترب من الوصول ( وعادت نحو المرأة الجانبية تتأمل السيارة التي تسير خلفها والتي على ما يبدوا ان صاحبها على عجلة من امره مستمرة ) اتوقع ان نصل قبل العاشرة .. ما باله
اضافت بضيق وهي ترى اضواء السيارة خلفها تعلوا بقوة فنظرت لاريس للخلف قبل ان تقول
- انها فتاة
- وان كانت على عجلة من امرها الطريق لي .. تبا لا احب التواجد بقرب السائقين المتهورين الا ترى انه لا يمكنها التخطي عني
جلست لاريس جيدا في مقعدها قائلة
- لا تدعيها تمر مهما حاولت
وعادت لوضع بعض الأغاني مستمرة وهي تصغي باستمتعا
- سيقيمون حفلا غنائي قريبا سأحاول الحصول على تذاكر له
- افعلي لنقضي وقتا ممتعا .. ماذا الان
تابعت بضيق وبوق السيارة خلفها يعلوا بشدة ودون توقف فاشارت بيدها التي اخرجتها من النافذة هاتفه
- ماذا هناك الا ترين انكِ لا تستطيعين المرور
- ابتعدي عن الطريق قليلا وسامر
تمتمت جوانا مقاطعة لاريس من جديد والتي نظرت اليها ثم للخلف والسيارة الاخرى تحاول الاقتراب منهم لتتخطى عنهم بقوة مما جعلها تسرع بالابتعاد يمينا كي لا تصتدم بها لكن الاوان كان قد فات وقد دُفعت السيارة من الخلف لتفقد السيطرة عليها وتندفع مبتعدة عن الطريق نحو المنحدر الترابي المجاور لتحاول بكل طاقتها التوقف ولاريس تصيح وهي تتمسك جيدا بحافة النافذة بيد وبيدها الاخرى تمسك مقعدها وقد رفعت احد قدميها على تابلو السيارة لتثبت في جلستها لتندفعا للأمام بقوة لارتطام مقدمة السيارة بصخرة امامها لتتوقف في مكانها فاسرعت جوانا بتثبيت السيارة وايقاف محركها والذهول يتملكها لما حصل لتنظر نحو لاريس بعينين مذعورتان وهي عاجزة عن النطق لأول وهلة لتهمس لاريس دون تصديق
- لقد دفعتنا .. لقد فعلت .. سأريها
اضافت وهي تغادر السيارة لتسرع جوانا بفك حزام الامان ومغادرة السيارة خلفها بينما سارت لاريس بغضب متجاهلة اضواء السيارة الاخرى المسلطة عليهما والتي توقفت بعد ان دفعتهم لتترنح بسبب حذائها العالي وهي تقول بصوت غاضب وجوانا تسير بخطوات واسعة لتتبعها
- اجننتِ كدتِ تقتلينا ايتها الحمقاء ماذا دهاكِ الا ترين امامك
- ان كنتِ لا تجدين القيادة فلا تسيري بالطرقات والتزمي منزلك كدت تودين بحياتنا
هتفت جوانا وهما تتخطيان الضوء المسلط عليهما لتترجل فتاة ممشوقة القوام من خلف المقود وتغادر السيارة فتاتان من المقعد الخلفي وفتاة اخرى من جوار السائقة التي قالت
- الخطء عليكما لما لم تسمحا لنا بالمرور لو فعلتما لما وقفنا الان هنا
- لأنه لا يحق لك المرور الم تتعلمي قواعد المرور ام تعتقدين ان الطريق يخصك وحدك
اجابتها جوانا فاسرعت سيلا بالقول بتذمر
- انظروا لهذا انتِ السبب لما الت اليه الامور لو سمحتي لي بالمرور منذ البداية لما كنا الان واقفين نتحدث لذا ليست مشكلتي انك عنيدة بغباء ما كان ليحدث لك لو سمحتي لي بتخطيكِ ام ان الامر مجرد عناد
- ايتهال
اسرعت جوانا بإمساك لاريس من ذراعها والتي قالت ذلك وهي تهم بالاندفاع نحو سيلا لتقول وهي تمنع لاريس من الحراك
- لقد قمتي بدفع سيارتنا عمدا اتدركين خطورة ما فعلتي كدت تودين بحياتنا
- بل فقدت السيطرة ولم تستجب لي سيارتي ماذا افعل كان عليك السماح لي بالمرور لتفادي كل هذا ولكنك لم تفعلي اتعتقدين انك تملكين الطريق انه خطئك منذ البداية
اجابتها دون مبالاة وهي ترفع كتفيها لها برقة مما جعل جوانا تستشيط غيظا لتهم بتحرك بدورها نحوها وهي تهتف مما جعل لاريس تسرع بإمساك ذراعها هذه المرة
- كدنا نموت هناك وانت غير مكترثة .. اريد الشرطة اين هي اين هاتفي
توقفت عن المتابعة ومحاولت الافلات من لاريس لتحدق كما فعلن الفتيات نحو الجيب الذي اقترب منهم ليتوقف بقربهم فأسرعت سيلا بالقول بقلق وهي تحدق بسرعة خلفها
- من اتصلت به ( اجابتها ماريانا )
- تعلمين انه كان علي هذا
- سأقتلك
تمتمت لها دون صوت بينما تعلقت عيني جوانا ولاريس بالرجل الذي ترجل من الجيب الاسود وتحرك نحوهم وهو يجول بنظره بهم وقد امسك مصباحا بيده رغم ان أضاءت الشارع منارة فأسرعت سيلا بالقول بصوت يملائه الدلال
- لقد تعرضت لحادثا جديد
- هل اصبتي ( قال باهتمام وهو يتأملها ونظر نحو الفتيات الاخريات مستمرا بصوت قلق ) انتن بخير
- اجل ( اجابته ماريانا )
- نحنا هنا لسنا بخير وقد تعمدت الاصطدام بنا لنرسو اخيرا هناك
قالت لاريس بتذمر غاضبة فابتعد عن سيلا وتوجه نحوهما مسلطا الضوء عليهما متأملا اياهما وهو يتخطاهما نحو السيارة ليلتف حولها متفقدا اضرارها
- يجب ان اتصل على الشرطة هي ستتدبر الأمر
قالت جوانا بإصرار وعدم رضا وهي تعود بأدراجها نحو السيارة لتفتح بابها وتهم بتناول هاتفها
ليسرع ناثان بفتح الباب المقابل لها ويمد يده متناولا هاتفها وهاتف لاريس قبل ان تفعل قائلا
- ليس علينا ادخال الشرطة بالأمر
تعلقت عينيها بالعينين العسليتين ذوات الرموش الكثيفة القريبتين منها ومازالت يدها ممدودة الى حيث كان هاتفها لتقول بحذر والصدمة بادية عليها لتصرفه
- ارجوا المعذرة .. ليس علينا الاتصال بالشرطة ( هز راسه لها بالإيجاب لتهتف مستنكرة ) اعد هاتفي لي الان
- سيبقى معي الى ان نحل هذه المشكلة فانا ساقوم بإيصالكما الى حيث تريدان الى حينها اعيده
- ارجوا المعذرة
- سأتكفل بكل شيء ليس عليك ان تقلقي
- وكيف هذا وانت تأخذ هاتفي كيف تسمح لنفسك بهذا حتى
- اعلمتك اني سأتكفل بكل شيء
- وانا لا اريد منك شيء اريد حضور الشرطة الى هنا في الحال
- لن يحدث هذا ( اجابها رافضا الامر وتابع ) ساتكفل بكل الاضرار الناجمة عن الحادث وهذا كل مايهمك بالامر
اجابها وعينيه لا تفارقان عينيها قبل ان يستقيم بوقفته خارجا من السيارة لتسرع بسحب نفسها ايضا خارجا محدقة به دون استيعاب
- انتَ جاد ( قالت وهي تتحرك ملتفة حول السيارة بصعوبة مع كعبها العالي والارض الترابية التي تسير بها مستمرة ) باي حق تجرؤ على تناول هواتفنا من السيارة هذه تعد سرقة ولما ليس علي اعلام الشرطة اليس هذا حادث سير اذا يجب ان يعلموا ام تحاول حمايتها واخفاء انها تعمدت فعل هذا لاستهتارها بأرواح الناس
- هدئي من روعك كل ما ه
- ماذا تعني انه تناول هواتفنا كيف تجرؤ على هذا اعد هاتفي بسرعة
قالت لاريس وهي تعود باتجاهه ايضا
- هذا التصرف غير مقبولا ابدا ( اكدت جوانا وهي تمد يدها له وترفع راسها جيدا مستمرة بجدية تامة وعينيها ثابتتان على عينيه ) هاتفي بسرعة
حرك عينيه عنها ببطء نحو لاريس التي وقفت بجوارهما وهي تسرع بالتمسك بذراع جوانا كي لا تقع وهي الاخرى تجد صعوبة بالسير قائلة
- هاتفي ايضا الان وعلى الفور
- اكنتما تشربان لما تترنحان
حدجته جوانا بنظرة بينما اخذت ضحكات الفتيات خلفها تتصاعد مما جعل وجه لاريس يحمر وهي تقول
- ان لم نحصل على هاتفينا الان ستندم
- اتهدديني ( قال بهدوء فأسرعت جوانا بالقول بتأكيد )
- اجل نفعل فلا يحق لك اخذهما
- حسنا ان وعدتماني بعدم الاتصال بالشرطة سأفعل
همت لاريس بالتحدث فأسرعت جوانا بالقول وهي تضغط على يدها التي تمسك ذراعها قائلة وعينيها لا تفارقانه
- سَنَعدُك هيا اعدهم
تعلقت عينيه بها لتظهر ابتسامة ببطء على حافة شفته وهو يقول
- وانا لا اصدقك
- ناثان هيا بنا ( هتفت سيلا بتذمر فأجابها دون ان تفارق عينيه الفتاتان التين امامه )
- تستطيعين المغادرة انا سأتدبر الامر هنا
- لستَ جادا لا تتحركِ من هنا فلقد تسببتِ بكل هذا وعلينا التبليغ عن الحادث وعليكِ التواجد هنا
قالت جوانا مستنكرة فاسرع ناثان بالقول مقاطعا اياها
- بل غادري وسيري بحذر هذه المرة وانتما ( اسرع بالإضافة وقد همتا بمهاجمته من جديد ) سأقوم بإيصالكم الى اين تريدون لا تقاطعيني انتظري وسأعمل على ان تسحب السيارة وتقتيد الى الكراج لإصلاحها واعادتها لكما جديدة أهذا يناسبكما
- لا ( قالت جوانا وهي تسمع صوت سيارة الفتيات تبتعد فأسرع بالقول )
- ولما لا اتحتجن الى علاج نفسي ايضا هل سبب لكم الحادث صدمة ما
- كيف تجرؤ على السخرية منا ( قالت لاريس مستنكرة تصرفه لتقول جوانا )
- تعتقد انك فوق القانون ستحاسب انت وهم على هذا
- اعلمتكما اني ساقدم لكم كل ماتحتاجان اليه من ايصالكما الى حيث تريدون واصلاح السيارة ام تراك تسعين للحصول على بعض المال ايضا
- اريد الشرطة الان هنا ( قالت جوانا رافضة كل ما يتحدث به فقال وهو يضع يديه على خصره بنفاذ صبر )
- انتما لاتصدقان اني ساقدم لكم يد المساعدة اليس كذلك
- لن اثق باي كلمة تقولها فلقد سمحت للتو بمغادرة من تسببت لنا بهذا دون ان تتحمل مسؤولية أفعالها ( قالت جوانا واستمرت وهي تشير بيدها حيث اختفت سيارة الفتيات ) لقد تعمدت الاصطدام بنا انت لا ترى ان الامر بحد ذاته كارثة
- انها ليست ماهرة بالقيادة فقط اعترف بهذا ولكن ان تتعمد تعريض حياتكما للخطر لا اعتقد انها قد تفعل ولننظر للأمر بطريقة أخرى انتِ بحال جيدة وهي كذلك لا اصابات والسيارة كما قلت لكما سأطلب سحبها الى الكراج لصيانتها واعادتها كما كانت اليس هذا ما تريدونه في النهاية
- بل نريد ان لا تتعرض حياة الناس الى الخطر بسببها ( قالت لاريس )
- اعلمتكما اني سأتدبر الامر
- ولما علينا تصديقك ( قالت جوانا واستمرت بتأكيد ) لم يبدر منك الى الان ما يجعلنا نفعل
نقل نظره بينهما بصمت ليتحرك وهو ينفض يديه على جنبه متخطي عنهما لتسرعا بلحاقه بنظرهما وقد دب الذعر بهما اينوي المغادرة ايضا وتركهما هنا اسرعت جوانا تهم بإيقافه الى انها عادت للقول بقلق وهي تتحرك نحوه لرؤيته يفتح صندوق سيارتهم
- ماذا تعتقد نفسك تفعل
- اساعدكما للوصول الى حيث تريدان فهيا ( اجابها وهو يتناول حقيبة لاريس ويبتعد متجها نحو سيارت )
- لن نصعد معك
- ان كان لديك اي خيارات اخرى اني اصغي
- اعطنا هواتفنا ونحن سنتدير الامر
- عندما اوصلكما الى وجهتكما سافعل اما الان فلا
نقلت جوانا نظرها نحو لاريس ليتبادلا النظرات بقلق قبل ان تهمس لاريس وهي تقترب منها
- وما الخيارات الاخرى التي لدينا
- قد يكون مجرم هل جننا لنصعد معه الم تريه كيف جعل الفتيات يتملصن من فعلتهم دون اكتراث ويرفض جعلنا نتصل بالشرطة
- قد يكون
- اذا كيف نصعد معه ( تسألت جوانا بقلق )
- الدنيا اي خيار اخر
- لابد وان هناك خيارا اخر فلم نجن لنصعد مع رجلا لا نعرفه ولا اشعر بالراحة له سننتظر مرور السيارات من هنا ونطلب المساعدة من احداها
- الوقت متاخر جدا لست واثقة من اننا سنكون بخير أن بقينا هنا اوحتى صادفنا اناس اخرين كيف سنستطيع التأكدي من انهم افضل منه .. اننا فتاتان بمفردنا بهذا المكان الخالي و .. المعتم
توقفت عن المتابعة ونظرت كما فعلت جوانا نحو ناثان الذي عاد بأدراجه نحوهما ليلمحهما بنظرة وهو يعود ليتناول حقيبة جوانا ويتجه نحو سيارته قائلا
- ليس عليكما القلق فأنتما بأمان ( عادتا لتبادل النظرات لتقول جوانا )
- لا اشعر بالراحة له فلو كان ينوي خيرا لأعاد لنا هواتفنا
- علينا ان نفعل كالتالي انا اجلس بالمقعد الخلفي خلفه مباشرة وانت بجواره وان صدر منه ما يقلك سأعمل على مهاجمته من الخلف وانت احصلي على الهواتف منه باي طريقة حتى نستطيع طلب النجدة
- ما هذه الليلة الجنونية
- الدينا خيار اخر الديك اقتراح اخر انظري حولك نحنا منعزلون هنا .. كما قلت لك سأنقض عليه من الخلف ان اظهر اي سوء نية لديه
رغم عدم اقتناعها بقول لاريس فعضلات الرجل الذي يرتدي تيشرت سوداء وبنطال من الجينز الازرق بارزة وتناسق جسده الممشوق يجعلها واثق من انه من الرجال الذين يهتمون بممارسة الرياضة فالقوة تظهر عليه ولن تستطيعا شيئا معه الا انها اجابتها محاولة ان تبدوا الثقة بصوتها
- لنفعل لن يستطيع شيئا معنا كما اننا اقتربنا على ما اعتقد من وجهتنا وعندما نصل نتصل بالشرطة لأعلامهم عما تعرضنا له ولكن الان لنصل الى مزرعة برايدن اولا
هزت لاريس رأسها بالإيجاب لتتحرك نحو السيارة لتتناول حقيبة يدها وحقيبة جوانا التي بدورها فتحت الباب الموئدي للمقعد الخلفي لتتناول منه الصندوق الذي احضرته لوالدتها لتسيرا نحو الجيب الاسود لتتنفس الصعداء وقدميها تستقران على الطريق اخيرا بينما جلس ناثان بانتظارهما خلف مقوده عادتا لتبادل النظرات ولاريس تفتح الباب الخلفي لها لتضع الصندوق من يدها قبل ان تتحرك للأمام بينما صعدت لاريس لتجلس خلف ناثان الذي ثبت راسه نحو الطريق لتصعد جوانا للجلوس بجواره قائلة
- اتصل على الكراج ليحضروا لسحب السيارة الان
- الا ينتظر الامر للصباح فالوقت متأخر
- لا لا ينتظر عليك فعل هذا الان وامامنا والا اعتقدنا انك تحاول خداعنا
رفع حاجبه ببطء وعينيه معلقتان بعينيها فقالت بتأكيد
- عليك فعل هذا الان
حرك يده ليتناول هاتفه من جيب بنطاله مما جعلها تتلفت تبحث عن الهواتف لتراهم بجيب الباب المجاور له
- ارفع الصوت ( اضافت بتأكيد وهي تسمح صوت رنين هاتفه مضيفة ) اريد ان اسمع المحادثة
- انتين فتيات المدينة لا تثقن بأحد
- ولما علينا ان نفعل فما بدر منك الى الان ليس مطمئنا
مع توقف الرنين عاد من جديد للاتصال ليجيب صوت رجلا وهو يقول
- اجل
- نويل احضر لسحب احدى السيارات من مدخل دوراسون
- الان
- اجل انها على يمين الشارع اصطدمت بأحد الصخور
- فليعمل على اصلاح مؤخرتها ايضا فلقد تعرضت للدفع ام تراك نسيت
قاطعته جوانا قائلة بثقة فاستمر دون ان يعيرها اي اهتمام
- اعمل فحصا شامل عليها واصلح جميع اعطالها حتى التي لا علاقة لها بالحادث متى تستطيع الانتهاء منها
- الى ان اقوم بفحصها اعلمك لمن هي
- انا سأقوم باستلامها منك لا تتأخر بالحضور لسحبها عليك ان تضعها بالكراج الليلة
- اراك بعد نصف ساعه اذا
- سأغادر المكان لن تجدني بجوارها غدا نتحدث
- حسنا وداعا ( اغلق الهاتف ونظر اليها مستمرا ) أهذا جيد
- وان كنتَ وصديقك محتالان والامر مجرد ادعاء
جلس جيدا ليحرك سيارته وينطلق بها وهو يقول
- اذا انتما في مشكلة .. كبيرة
حركت جوانا نظرها نحو لاريس التي بادلتها النظرات قبل ان تقول دون صوت
- لا تقلقي
واشارت بيديها نحوه بأنها ستنقض عليه بهم ان فكر بفعل شيئا
عادت جوانا ببطء الى ما امامها تتمنى لو كان لديها ثقة لاريس بانهما تستطيعان النيل منه لو حاول شيئا ولقد شعرت بالندم لعدم حملها للبخاخ في حقيبتها لطالما اوصتها والدتها بان تفعل لان المرء لا يعلم ما قد يواجهه
- الى اين انتما متجهتان
- منزل غرنت برايدن ( اجابته جوانا لتتوقف مقلتيه تماما عن الحراك ومازال نظره ثابتا على الطريق امامه مستمرة ) ان موقعه على هاتفي هاته لأريك الطريق
لمحها بنظرة جانبية قائلا
- محاولة جيدة
- اتعتقد انه يحق لك الاحتفاظ بهم هذا امرا مرفوض تماما انت تخالف القانون هنا وتجبرنا على مرافقتك وتحتجز هواتفنا وهذا بحد ذاته جريمة يحاسب عليها القانون
- صعدتما برغبتكما
- فعلنا هذا لأننا واثقات من اننا نستطيع تدبر امورنا في اي ظرف واي موقف قد نتعرض له لذا ( اضافت لاريس بتحذير وتابعت ) عليك التركيز على الطريق امامك والحرص على إيصالنا الى منزل غرنت برايدن بأمان تام ودون ان تراودك اي افكار اخرى فنحن نستطيع الدفاع عن انفسنا بشكل جيد بل جيد جدا
- اتعلم اين يقع ام ارشدك ( قالت جوانا بثقة مستمرة ) ان كنت تجد صعوبة بهذا فلتدعني اقود
حدج لاريس الجالسة خلفه بنظرة من خلال المراة قبل ان ينظر نحو جوانا وكلتاهما تنظران اليه بتعالي ليقول وهو يعود نحو الطريق امامه
- انا من تم اختطافه هنا .. لا عليكما هناك يافطة كبيرة ستطل علينا بعد قليلا وهي تؤدي الى مزرعة برايدن
- كنت اعلم اننا قريبتان منها
قالت جوانا وهي تنظر الى لاريس لتشعر الاخيرة ببعض الراحة لتقول بحماس مفاجئ وهي تتنبه لليافطة التي تشير الى مزرعة برايدن
- ها هيا اتبع السهم انه يشير الى اليمين
فعل ناثان ودخل الى طريقها لتحاول جوانا تأمل ما يحيط بها بهذا الليل بينما تسألت لاريس
- اين هي ( وعادت للإضافة لسيرهم دون ظهور اي منازل امامهم ) المنزل بعيدا عن هنا
- اعلمتني والدتي انه يطل على المراعي بأجمعها لذا اعتقد اجل انه بعيد
ولكن الاستمرار بالسير جعل القلق ينسل اليها فنظرت نحو الرجل الجالس بجوارها والمنشغل بالقيادة لتتأمله من شعره الطويل قليلا من الامام لتتابع نحو عينيه ثم انفه وشفتيه المتناسقتان الى ذقنه البارزة
- تحاولين حفظ كيف ابدوا ( قال دون النظر نحوها وقد شعر بتأملها له فقالت بتأكيد )
- اجل افعل ففي وقتنا نسمع عن الكثير من الحوادث ايزعجك الامر
ابتسم بسخرية قائلا
- سأتخلص منكِ سريعا بحيث لا تستطيعين حتى اعلام احد بهيئتي .. في حال كنت انوي سوء ( تابع بخبث وكانه يتسلى بإفزاعهما وامام عينيها الثابتتان عليه دون ان ترمش نظر نحوها ليغزها بعينه بمرح وقد سره افزاعها وهو يقول ) لستُ انوي سوء
رغم قوله هذا الا انها لا تشعر بالراحة له فسحبت نظرها عنه ببطء نحو لاريس لتتبادل واياها النظرات من جديد قبل ان تعود الى ما امامها وقد اخذَ القلق يزداد بداخلها لتتوقف عينيها على الاضاءة الصادرة من المنزل الخشبي ذا الطابقين وقد اخذوا يقتربون منه الا ان توقفوا امامه ليترجل ناثان فور ايقافه للسيارة مما جعلها تسرع بالنظر الى لاريس والقلق يدب بها قائلة
- لا يبدوا الامر مطمئنا
- لا اعتقد انه احضرنا الى مزرعة برايدن حتى
اجابتها لاريس وهي تتلفت حولها وتوقفت عن المتابعة محدقة به مع انفتاح صندوق السيارة خلفها ليتناول منها الحقائب فأسرعت جوانا بالانحناء نحو مقعده لتتناول هاتفها وهاتف لاريس من جيب باب السيارة لتسرع بإعطاء لاريس هاتفها وهي تقول
- سأتصل بالشرط
توقفت عن المتابعة وهي تتابعه يتخطى السيارة وقد حمل حقيبتيهم كل واحدا بيد ليقترب من باب المنزل المفتوح قليلا ليدفعه بقدمه فهتفت لاريس لتحثها على اجراء المكالمة
- انه منزله هيا اسرعي بالاتصال ب
توقفت عن المتابعة وعينيهما تتوقفان على ميلينا التي اقتربت من ناثان الذي دخل ووضع الحقيبتين ارضا لتسرع جوانا بمغادرة السيارة وهي تهتف مع اقتراب والدتها من الباب
- امي ( واسرعت باحتضانها لتسرع لاريس خلفها وهي تقول )
- خالتي هذه انتِ حقا
لتحتضنهما معا فتراجعت ميلينا للخلف بدهشة من تصرفهما بينما اقتربت انغريد منهما بحيرة لتسرع لاريس بالتوجه نحوها واحتضانها وهي تهمس وقد ترقرقت الدموع بعينيها
- هذه انتِ حقا امي
- ولكن ما بكما لما تتصرفان بهذا الشكل ( قالت انغريد وتابعت ميلينا لجوانا )
- ما بكما لما تأخرتما
- لقد .. لقد ( اخذت تقول بتلعثم وهي تجول بنظرها بأرجاء المكان بقلق وعدم فهم لتتوقف على ناثان الذي جلس على الاريكة المزدوجة مسترخيا للخلف واضعا قدما فوق اخرى بتسلط رجولي بحيث لا يتسع ليجلس احد بجواره دون ان يصطدم به وانشغل بهاتفه متفقدا سيلا لتضيف وعينيها معلقتين به ) من هذا
- انه ناثان ابن غرنت
توقفت مقلتيها عليه بثبات ومازال منشغلا بالرسائل التي يتبادلها مع سيلا قبل ان تسحبهما نحو لاريس التي تنظر اليها بدورها لتعود نحو والدتها قائلة
- انتِ جادة .. لقد اعتقدنا لوهلة انه تم اختطافنا
تبادلت انغريد النظر مع شقيقتها حائرة بينما اطل غرنت من داخل احد الغرف قائلا بابتسامة لرؤيتها
- ها قد وصلتما اخيرا .. كيف كانت رحلتكما
- جيدة جدا الا ان التقينا ( اجابته جوانا واشارت الى ناثان مستمرة ) به وبتلك الفتاة التي كادت ان تودي بحياتنا
- عما تتحدثين
اسرعت ميلينا بالقول بقلق وهي تتفقدها باهتمام فقاطعهم صوت ناثان المازال منشغلا بهاتفه
- انهما تبالغان ( وامام الصمت التام الذي حل رفع نظره عما بيده ليجد الجميع ينظر اليه فأضاف بتذمر ) لقد اصطدمت بهما سيلا من الخلف
- ليس من جديد ( قال والده بتذمر واسرع بالإضافة لهما باهتمام ) هل اصبتما
- تلك الفتاة تعمدت الاصطدام بنا لأنني لم اسمح لها بتخطي عني فلا يحق لها تجاوزي هناك مما جعلنا ننحرف بالسيارة ولولا وجود صخرة كبيرة اوقفتا والا لاستمرينا بالانحدار لقد تضررت السيارة من المقدمة ومن الخلف ايضا ونجونا بأعجوبة اين المبالغة بهذا
قالت مستنكرة فأضافت لاريس وهي تشير اليه
- وحضر هو ومنعنا من الاتصال بالشرطة واخذ هواتفنا كي لا نفعل و
- اتصلت بنويل ليقوم بإحضار السيارة لإصلاحها من كل ما بها وقمت بإحضاركما الى هنا الم افعل
- لقد ارغمتنا لم يكن لدينا خيار اخر ( أجابته لاريس فقال )
- انتما من صعد بإرادتكما فلا تقولي ارغمتنا
- لما لم تعلمنا انك ناثان ابن غرنت اذا عندما اعلمتك اننا قادمون الى هنا ام كان يمتعك دب الخوف بقلوبنا
قالت جوانا مما جعل غرنت يتبادل النظرات القلقة مع ميلينا وناثان يقول
- وما اهمية هذا الامر
- ليس له اهمية بالنسبة لك ولكن لنا نحن فتاتان غريبتان نحضر لاول مرة الى هنا له اهمية كبيرة ولكن اتعلم لم يعد شيء يفاجئني بعد سماحك لتلك الفتاة بالمغادرة دون ان تحاسب
اضافت جوانا حانقة فأسرعت ميلينا بإمساكها من ذراعها وهي تقول
- انا سعيدة انكما بخير وهذا كل ما يهمنا الان كنا بانتظاركما لتناول العشاء هلا .. هلا فعلنا هذا الان
نظرت نحو والدتها تهم بالتحدث الى انها عادت واطبقت شفتيها جيدا كي لا تسترسل بكل ما ملاء فمها من كلمات من اجل والدتها التي تنظر اليها برجاء بينما قال ناثان
- اخيرا
وتحرك ناهضا ومتخطي عنهم لينظر اليه والده معاتبا بينما همت لاريس بالتحدث فأسرعت انغريد بنهرها بعينيها قائلة
- لقد اعددنا عشاء لذيذ بمناسبة قدومكما وكنا بانتظاركم لتناوله فهيا بنا
عليها ان تهدأ ليس من المناسب افساد امور والداتها اجل ليس من المناسب هذا ولكن هذا الرجل الجالس بجوار لاريس التي جلست امامها لتناول الطعام قد استفزها بلا مبالاته لقد سمعت غرنت يتحدث عن ابنائه في الزيارة الوحيدة التي حضر بها لمنزلهم لتناول العشاء برفقتهم ولقد علمت حينها ان امرا ما يجري بينهما والا لما كانت والدتها لتدعوه لتفاجئها بعد يومان فقط باعلامها بانها وغرنت سيرتبطان قريبا لم يمضي على هذا الحدث اسبوعان ولم يسعفها الوقت للالتقاء به من جديد فالقد حدث الامر بسرعة لم تعترض عليها فكل ما كان يهمها بالأمر هو سعادة والدتها وان كانت بالارتباط بغرنت الأرمل والمتقاعد وقد علمت انه أستاذا جامعي وهو اب لاثنان فتاة الان بسنتها الاولى بالجامعة وبشاب يعمل بالتجارة نظرت نحو غرنت وهي تمضغ لقمتها ببطء فقد التقت والدتها به باحد امسيات تناول العشاء التي يقمنها هي واصدقائها بشكل دوري وعلى ما يبدوا انها قد نالت استحسانه فمنذ اول لقاء بينهما وهو يسعى للتواصل معها ومراسلتها فوالدتها قد تقاعدت من عملها ايضا حيث كانت تعمل مدرسة للغات لتكتفي الان بالعمل على ترجمة الكتب عادت نحو طبقها كل ما يهمها هو سعادة والدتها فمنذ وفات والدها وهي لم تنشغل عنها وعن جورجيا التي انشات اسرة منذ بضع سنوات وغادرت البلاد للانضمام الى زوجها تابعت تناول الطعام محاولة الخروج من شرودها والإصغاء للحديث الدائر حول الطاولة وقد اخذت كل من والدتها وخالتها بالإضافة لغرنت بالتحدث بحماس محاولين جذبهم لحديثهم لتكتفي بالابتسامة لهم بينما انشغل ناثان بتناول هاتفه كلما وصلته رسالة جديدة لينظر الى ما اتاه ليعود ليتابع تناول طعامه بصمت قبل ان يتحرك ليعود للجلوس على الأريكة فتابعته ميلينا قائلة
- الن تتابع تناول طعامك
- لقد فعلت شكرا لكِ كان لذيذ
اجابها باقتضاب وهو يعود لتركيز بهاتفه بينما تعلقت عيني جوانا بلاريس التي سحبتهما عنها ببطء لتعود نحو طعامها تبادلت ميلينا النظرات مع غرنت والقلق باديا عليها مما جعله يحرك يده لتحيط اصابع يدها وهو يقول
- كنت اتحدث وميلينا انه ربما كان علينا من قبل جمع العائلتان معا لتعارف ( توقف ناثان عن متابعة ما كان يقرأ وكل تركيزه منصب على والده الذي استمر بينما حدقت بهما جوانا وهو يتابع ) لم يسعفنا الوقت سابقا لذا فالأيام هذه التي تسبق الزفاف ستكون بالتأكيد كافية لتعارف بشكل جيد فنحن بالنهاية الامر سنصبح اسرة واحدة .. لقد اصبح لديكِ المزيد من الاشقاء الان وليس واحدة وتستطيعين الاستناد عليهم عند الحاجة
اضاف لجوانا بود فاصطنعت ابتسامة لتظهر ببطء على شفتيها مجبرة اياها على الظهور ففكرت انها تحتاج الى المزيد من الاشقاء تبدوا سخيفة جدا جدا بنظرها ربما عليها قول شيء همست لنفسها امام السعادة البادية على والدتها لقوله فقالت ببطء
- اجل بالتأكيد .. هذا .. امرا .. جيد .. و .. اصبحتُ املك المزيد من الاشقاء الان .. يسرني هذا .. بالتأكيد اجل افعل
رفع ناثان حاجبيه ببطء الى أعلى دون ان تغادر عينيه ما امامه بينما قالت ميلينا بمحبة لغرنت الذي اختلط شعره الاسود بخصلات بيضاء زادته جاذبية امام ملامح وجهه التي لا تظهر عمره الحقيقي والذي قارب على الثامنة والخمسين وهو يكبر والدتها بخمس اعوام ولكن أيا منهما لا يظهر عمره الحقيقي عليه فلقد حرصت والدتها على المحافظة على رشاقتها والعناية ببشرتها بشكل مناسب جعل من الصعب على الاخرين تقدير عمرها الحقيقي
- من الجميل اجتماع افراد العائلة بهذا الشكل علينا دائما احضارهم الى هنا ( قال غرنت فأجابته ميلينا برضا )
- سنفعل بالتأكيد
- وانتما ايضا عليكما دائما الانضمام الينا ( اضاف لانغريد ولاريس التين ابتسمتا له )
- يسعدنا هذا
عادوا للجلوس على الارائك بغرفة الجلوس التي تطل على المطبخ لتجول بنظرها بأرجاء المكان والذي يبدوا فاخرا رغم بساطته بالتأكيد لوالدتها يد بالأمر فهي سبقتهما الى هنا لتعد كل شيء كما تريده هي فتسألت
- هل انتهيتما من اعداد كل شيء
- اجل لم يبقى شيء يذكر
قالت ميلينا الجالسة بجوار غرنت واستمرت بالحديث ولكن جوانا شردت عن حديثهم وهي تنقل عينيها بينهما فالمحبة والاهتمام ظاهرة بنظراتهما لبعض حديثهم وحتى حركاتهم تظهران هذا استحظى بهكذا علاقة مع روجر يوما ما يتخللها النضوج والمحبة ان رؤيتهما بهذا الشكل لهو امرا ساحر لها تأمل ان تكون هي وروجر بهذا التفاهم والمحبة عندما يصبحا بهذا العمر وحولهما احفادهم ابتسمت للفكرة قبل ان تتناول هاتفها لتجد عدة رسائل من روجر يطالبها بها بطمأنته عنها ففعلت لتعلمه بوصولها وانها تناولت العشاء برفقتهم وانها تفتقده بشدة
- اجل هل اصبحت بالكراج ( قول ناثان ذلك وهو يتحرك مغادرا بعد تلقيه لمكالمة شدها لتتابعه وهو يغلق الباب خلفه فقال غرنت وقد تنبها لها
- لا تقلقي ستعود سيارتك كما كانت
ابتسمت له قبل ان تعتذر وتنهض ترغب بالحصول على الراحة فصعدت برفقت خالتها ولاريس لطابق الثاني وهي تحمل حقيبتها لتقول انغريد للاريس
- ستنضمين لي هنا بينما جوانا تنضم لوالدتها ها هيها غرفتها
- اراكما صباحا إذا عمتما مساء
قالت لهما وهي تفتح باب الغرفة وتنسل الى داخلها محدقة بالسريران المتقابلان لتضع حقيبتها على احدهم بينما اطلت والدتها بابتسامة لتقترب منها وتحتضنها وهي تهمس
- اشتقت لك يا طفلتي
- لم اعد طفلة امي
ضحكت ميلينا وجلست على السرير فقالت جوانا
- احقا لا ترغبين بالحصول على منزل في مكان اقرب
ربتت ميلينا على السرير بجوارها فتحركت لتجلس بقربها وهي تجيبها
- اعلم ان التغير الذي يحدث كبير وحدث بوقت قصير ولكننا تحدثنا بهذا من قبل واعددنا انفسنا له
- اعلم وانا سعيدة من اجلك كلما رأيتك برفقت غرنت أملت ان احظي بما حظيتي به عندما اكبر ايضا انتما متلأمان تماما
اضافت بتأكيد فابتسمت ميلينا واحاتط كتفها لتجذبها اليها وتلامس راسها براسها قائلة بمحبة
- تعلمين انك ستجديني متى احتجتِ الي
- اعلم امي .. و .. ابناء غرنت
- انهم لطفاء يتعاملون معي برسمية حتى الان ولكن يبدوا انهم يتقبلون الفكرة .. انهم في عمر مناسب لإدراك ان لوالدهم الحق بالارتباط فلقد توفيت والدتهم منذ زمن كما ان كلا منهم منشغلا بحياته فناثان منشغلا بعمله وسيلينا في الجامعة ولا تعود للمنزل الا في الاجازات ( واضافت وهي تنظر الى جوانا التي تتأملها لتتابع ) ماذا
- بدأت اشتاق لك منذ الان ( اجابتها ضاحكة مخفية في داخلها حزنها لفراق والدتها وهي تعود لاحتضانها )
- هيا هيا الى النوم الان فغدا لدينا يوما حافل
فقالت جوانا بمحبة
- هل أعددت كل شيء كما تريدين ( هزت ميلينا راسها لها بالإيجاب فاستمرت ) لقد تركت صندوق الشكولا بسيارة ناثان غدا نحضره .. ماذا سنفعل بالغد
- سأتوجه برفقت غرنت الى البلدة لإحضار بعض الحاجيات التي تنقصنا قد ترافقيننا
- سأفعل .. تحدثت مع جورجيا ستصل مساء الجمعة
- اعلمتني انها متحمسة جدا للحضور .. اشتقت كثيرا للصغيرين
- سترينهم قريبا
اجابتها بابتسامة لتستمرا بالتحدث قبل ان تخلدا للنوم .

مع تسلل اشعة شمس صباح اليوم التالي فتحت عينيها ببطء محدقة بسقف الغرفة الغير مألوف لها لتحتاج الى ثواني لتدرك اين هي فنظرت نحو والدتها الممددة على السرير امامها قبل ان تجول براسها في ارجاء الغرفة وهي تجلس لتنهض مغادرة السرير نحو النافذة لتلامس وجهها نسمات هواء الصباح المنعشة جالت بنظرها بأرجاء المكان وقد امتدت المراعي الخضراء امامها لتبتسم انه بالتأكيد يروق لوالدتها تحركت بهدوء لتغادر وهي تحرص على اغلاق الباب خلفها بروية جالت بنظرها بين المطبخ الفارغ وغرفة الجلوس المقابلة له قبل ان تتجه نحوه الثلاجة لتتناول منها قارورة ماء وتغادر المنزل وقفت بجوار الباب الذي اغلقته خلفها مستمتعة بتنشق الهواء والسكون الذي يحيط بها لتسير حول المكان قبل ان تتوقف عينيها على ناثان الذي غادر المنزل فتابعت سيرها ببطء متأملة الحديقة الخلفية وبركة السباحة لتعود الى الامام من جديد لتجد ناثان جالسا داخل سيارته منشغلا بهاتفه وما ان شاهدها حتى ترجل منها ليفتح بابها الخلفي متناولا الصندوق الذي يخص والدتها ليقترب منها قائلا
- تستيقظين باكرا
- لم اعتد النوم بغير سريري لذا
وحركت كتفيها دون متابعة فتحرك متخطي عنها ليضع ما بيده بجوار الباب وهو يقول
- هذا يخصك اليس كذلك
- اجل .. متى سأستلم السيارة
- مساء اليوم ( اجابها وهو يعود نحوها ليستمر ) ليس عليك ان تقلقي بشأنها
- وكيف لا
- اتضح بالنهاية انك ابنة ميلينا لذا ..
- اجل كلي اذان صاغيه لذا ..
- ليس عليك القلق بشأنها فستعود لك كما اعلمتك من قبل
- وتعتقد الان بعد ان علمتُ انك ابن غرنت ان على الاطمئنان والثقة بك
- اليس هذا ما عليكِ فعله
- لا .. فلا يختلف الامر بالنسبة لي كثيرا ففي النهاية قمت بالتغطية على صديقتك تلك دون الاكتراث بأفعالها وبالضرر الذي لحق بنا
- صديقتي تلك ( كرر قولها بتفكير وهو يرفع حاجبيه قبل ان يتابع ) لقد حصلت سيلا مؤخراً على اكثر من مخالفة وان تكرر الامر ستسحب منها رخصتها بالإضافة لمعاقبتها ببعض الاعمال التي لا تليق بها لذا كل ما في الامر اني حاولت حمايتها من التعرض لهذا
- والذي جعلك تعتقد انها لن تكرر ما فعلته معنا هو
- تم سحب السيارة منها ولن تقودها
- ارى انه يجب سحب رخصتها تماما فهي لا تصلح للقيادة
- انها متهورة اعترف بهذا ولكنها كجميع من بسنها لا تختلف كثيرا
- استمر بوضع المبررات لها ( قالت واستمرت بتذمر ) لتعلم ان نتائج هذا ستكون وخيمة عليها
- لا اعتقد انك قلقة حقا من اجلها
- ولما قد اكون وقد هددت حياتنا بالأمس رباه لم يمضي على وجودي هنا شيء وبدأت اشتاق الى كايدن والهدوء الذي احظى به هناك كما ان القانون يسري على الجميع به
- لا يروق لك المكان هنا اذا
- اجل لا يروقني ولا اعلم كيف يروق لوالدتي
- هذا جيد ( قال بصوت منخفض وقد بدا الرضا عليه ليستمر وهو يقترب منها ) تستطيعين اقناع والدتك بهذا
- والذي هو
- ان هذا المكان ليس كما تتخيل وعليهما العودة نحو المدينة للاستقرار هناك
- و .. لما قد افعل هذا
- لأنه لو صدر مني سأبدو فظا ولكن منك ... انتِ ابنتها وقد تصغي لك ولا يبدوا الامر فظا
- تعني .. انك لا ترغب بوجود امي هنا
- ليس الامر هكذا بل فقط انني ترعرعت هنا وهذا منزلي واجد .. وجودها .. تعلمين ما اعني كما ان من السهل توفير بديل لهما منزل مريح جدا وبه كل انواع الرفاهية وافضل بكثير من هنا واقرب اليك حتى
- الم تستطع اقناع والدك بهذا
- لم احدثه بالأمر
- لم تفعل وتريد مني ان افعل لا لن افعل بدوري فانا رغم رئي الشخصي الا اني احترم قرارات والدتي ولن اتدخل بها واحذرك من ان تتسبب بإزعاجها
- تحذريني
قال ساخرا وهو يشير الى نفسه فقالت بتأكيد وهي ترفع راسها جيدا نحوه
- اجل افعل فلا اسمح لاحد ابدا بتسبب باي اذى لها حتى لو كان نفسي فان كانت تريد ان تقيم هنا فهذا ما سيحصل ويمكنك من الان البدأ بالتغير والبحث لك عن منزلا جديد فان قالت والدتي هذا المنزل يروق لها فهو كذلك ( ولمحته بنظرة بطيئة من راسه الى اخمص قدميه قبل ان تعود للالتقاء بعينيه الثابتتان عليها وقد اغمقتا مضيفة ) الست كبيرا كفاية للاستقرار بمفردك ما الذي تفعله برفقت والدك هنا
نقل عينيه بثبات بعينيها ليميل براسه نحوها متمتا امام وجهها بتأكيد
- لا شأن لك وهذا المنزل هو منزلي بالنهاية هل هذا واضح كفاية لك
- بوضوح ما قلته بشان عدم ازعاجك لها لأنه ان حصل ستجدني امامك وحقا لا ترغب بهذا
- من تعتقدين نفسكِ
- بل من تعتقد نفسك فلا يغرنك هدوئي فانا استطيع ان اكون مزعجة لدرجة لا ترغب بها حقا
- تتحدثين بصفتك ماذا فانا حتى لا اعرفك الا البارحة
- وكانت كافيه بالنسبة لي فلا اعلم فكيف خيل اليك حجز هواتفنا والتعامل معنا بهذه الطريقة المرفوضة بشكل كامل رغم علمك اننا ضيوف والدك لذا انا احذرك من محاولت ازعاج امي او مضايقتها باي شكل كان فلا اعلم حقا كيف هو الامر هنا وما تنوي
ضاقت عينيه بها هامسا من بين شفتيه
- اغربي عن وجهي فاكثر ما يزعجني هو ان ابدأ صباحي بهذا الشكل
ولمحها بنظره ثابته غير مصدق ما تتحدث به قبل ان يستدير مبتعدا ومتجها نحو سيارته ليصعد اليها ويحركها مبتعدا لتتابعه قبل ان تعود الى داخل المنزل لتسكب لنفسها كوبا من القهوة  وتأخذ برشفه وهي تجلس على المقعد في المطبخ من بين الجميع تلتقي بابن غرنت صباحا لا تشعر بالراحة حقا له دون حديثه عن والدتها مما زاد شعورها بعدم الراحة نحوه اخذت تتأمل ما حولها بشرود قبل ان تنضم لها والدتها لتتبادلا الحديث لتتحرك ميلينا نحو باب جانبي فتحته مشيرة لها بالاقتراب وهي تقول
- انها تخصني وغرنت ( حدقت بالغرفة التي تم طلائها حديثا ووضعت ستائر جميلا على نافذتها وتوسطها سرير بالاضافة لمكتب جانبي وخزانة و مكتبة صغيرة علقت على الحائط تابعت ميلينا )
لقد احضرت معي جميع الكتب فان احتجتي الى احداها يوما ستجدينها هنا
ابتسمت وتوسعت ابتسامتها ببطء ووالدتها تستمر مما جعلها تقول
- ماذا
- لا شيء انا سعيدة من اجلك
- دعينا اذا نوقظ غرنت وناثان بالإضافة لانغرد ولاريس لينضموا لنا لشرب القهوة
- ناثان غادر منذ قليل سأذهب لإيقاظ خالتي ولاريس وانت ايقظي غرنت
قالت وهي تتوجه نحو الاعلى لتوقظهما وتنضما سريعا لهم لتنشغل جوانا بتفقد هاتفها وهي تقف مستندتا على الثلاجة خلفها وهم يحتسون القهوة حول طاولة المطبخ ويتبادلون الحديث معا قبل ان يقول غرنت
- ذهب ناثان لإحضار الافطار وشقيقته من منزل عمها .. متى ستصل جورجيا
- مساء الجمعة ( اجابته ميلينا فقال بود )
- من الجميل اجتماعنا جميعا
- اعلمتني والدتي انكم ستقيمون الحفل هنا ( قالت لاريس )
- سَيعُد ناثان كل شيء سيبدأ اليوم بإعداد المنصة وسيكون كل شيء جاهزا بالموعد المحدد .. ترغبون بالقيام بجولة حول المكان
- بالتأكيد ( أجابته لاريس بحماس فقال )
- لنفعل ذلك بعد الافطار ( ونظر نحو ميلينا مستمرا ) بعدها نقصد البلدة
هزت راسها موافقة بينما بقيت جوانا منشغلة بهاتفها وقد تلقت بعض الرسائل من روجر ومن العمل فتحركت ميلينا وهي تحمل كوب القهوة خاصتها قائلة
- من يرغب بشرب المزيد
- انا ( قالت انغريد وهي تتحرك بدورها مضيفة ) لنحتسيها خارجا
- استنضمين الينا
تسألت ميلينا وهي تراها مازالت على وقفتها منشغلة بالهاتف بينما غادر الجميع للجلوس خارجا فأجابتها
- سأتبعكم
ما ان غادرت والدتها حتى اطلت لاريس قائلة بتذمر وهي تعود للجلوس على المقعد بجوار طاولة المطبخ وتحدق بهاتفها
- وصلتني رسائل من العمل وانتِ
- من روجر
- اه اجل بالتأكيد لا اعلم متى ساجد الرجل الذي سيفتقدني عند غيابي .. لما لا يستطيعون ادراك اني بإجازة
- تجاهلي رسائلهم ليس عليهم فرض العمل عليك وانت في اجازة
- وهذا ما سأفعله ( قالت وهي تغلق هاتفها )
- عمتم صباحا
تناها لها صوت ناثان الذي دخل قائلا ذلك فتابعت قراءة رسائلها لتتوقف عند سماعها لصوت الانثوي الذي تبعه
- عمتم صباحا .. كيف انتم اليوم
رفعت راسها نحو صاحبت الصوت وقد كان ناثان يتخطى عنها وهو يحمل مجموعة من الاكياس ليضعها على الطاولة بينما تعلقت عينيها بمسببت حادث البارحة والتي اقتربت منهم بابتسامة واسعة وهي تقول بمرح
- اعلمني ناثان انكما هنا واني ( ونقلت نظرها بين جوانا التي تحدق بها دون ان ترمش وكذلك لاريس ) مدينة لكما بالاعتذار لما حدث البارحة .. كان علي ان اكون اكثر تعقلا لا اعلم ما الذي دهاني ارجوا ان لا اكون سببت لكما الاذى
توقفت عن المتابعة لتضم شفتيها اليها جيدا مخفية ابتسامتها وعينيها تبرقان بمرح وهي تعقد اصابع يديها معا خلف ظهرها وامام تحديق لاريس وجوانا بها بصمت اسرعت بالإضافة بمرح
- حسنا فعلت ما علي ( وتقدمت من ناثان الذي اخذ يفرغ ما بالأكياس بالاطباق وهي تستمر ) سَتُعيد لي السيارة اليس كذلك
بقيت جوانا تتابعها وهي تعقد حاجبيها متأملتا اياها من بنطالها القصير الى تيشرتها الزرقاء وشعرها المعقود كزيل فرس لتقول لاريس
- أهذا كل ما تستطيعين قوله
- ربما عليكِ محاولت ادراك ان تصرفك البارحة لا يحتاج الى اعتذار كاذب بل الى تصرفا حقيقي منك ووعد بعدم التصرف بتهور مرة اخرى
عقدت سيلا حاجبيها بانزعاج من قول جوانا بينما قال ناثان متذمرا
- لقد اعتذرت لكما وسيارتكما ستعود مساء اليوم ولا يشوبها شائبة
- لم اكن اعلم انكم ضيوف والدي
- ضيوف والدك ( كررت جوانا من خلفها قبل ان تقول بعينين ثابتتان ) تعنين انك
- سيلينا شقيقتي الصغرى ( قال ناثان مستمرا ) ولقد اعترفت بخطئها وأنتما بخير لذا لننهي هذا الامر هنا ولا نعود اليه هلا فعلنا
- اه هذا هو الامر اذا ( قالت لاريس ) انها شقيقتك و .. انتَ تحاول حمايتها
- افسادها فليس هذا بالحماية ( قالت جوانا مستمرة امام تمعن سيلا وناثان بها ) ستكررين فعلتك ما ان تنالي السيارة من جديد
- ومن انتِ
قالت سيلا باستخفاف بينما عاد ناثان لمتابعة افراغ محتوى الاكياس وهو يهز راسه بيأس وهي تجيبها بهدوء
- جوانا ميلون
- انتِ ابنة ميلينا اذا وتلك ابنة انغريد .. لقد سمعت عنكما ( اضافت بعدم رضا وعادت نحو ناثان لتتناول طبقين من امامه قائلة ) من الجيد ان الامر مجرد عدت ايام فقط
وتحركت من امامه وهي تلمحهما بعدم رضا لتغادر المنزل بتعالي لتتابعها جوانا دون ان ترمش فحقا هذه الفتاة تحتاج الى التهذيب عادت نحو ناثان الذي وضع المزيد من الاطباق على الطاولة ليقول قبل ان تتحدث
- اتستطيعان جعل نفسيكما مفيدتان وتضعون هذه خارجا
تحركت لاريس لتضع هاتفها بجيب بنطالها وتقترب منه قائلة بتعمد مكررة قول سيلا
- من الجيد ان الامر مجرد عدت ايام فقط
وتناولت الاطباق لتتحرك مغادرة فنظر نحو جوانا التي تحدق به رافعا سلة الخبز لها فتحركت من امام الثلاجة قائلة
- اطلب من شقيقتك المدلالة هذا
- اولستِ كذلك ( قال وهو يتابعها تغادر فأجابته وهي تخرج )
- في احلامك
انضمت للجالسين بالخارج مراقبة سيلا التي جلست بجوار والدها لتتأبط ذراعه بدلال فقال غرنت بود وعينيه معلقتين بابنته بينما جلس ناثان بجوار جوانا بالمقعد الوحيد الفارغ حول طاولت الطعام
- اعلم اني قمت بتدليل هذه الفتاة كثيرا .. هل قدمتي اعتذارك لهما
- فعلت .. ولقد تقبلتا الامر برحابة صدر انهما .. لطيفتان .. جدا
اضافت لميلينا وانغريد بابتسامة بينما تعلقت عينا جوانا ولاريس بها قبل ان تتبادلان النظرات وتعودان لمتابعة تناول افطارهما
- كيف هو عملك
تسال غرنت وهو ينظر نحو جوانا التي أجابته بعد ان ابتلعت لقمتها
- جيد
- اعلمتني ميلينا انه تم ترقيتك جديدا
- هذا صحيح مضى على عملي معهم عامان حاولت خلالهما اثبات وجودي وعلى ما يبدوا اني نجحت اخيرا  ( توقفت عن المتابعة وقد حركت يدها لتتناول قطعتا من الجبن لتتجمد ويدها ترتطم بكوب الماء ليسقط ما به على الطاولة وناثان الجالس بجوارها والذي اسرع بالتراجع للخلف دون فائدة فقد ابتل قميصه وبنطاله فأسرعت بالإضافة بحرج ) ارجوا المعذرة
تحرك واقفا وهو بنفض قميصه قائلا باقتضاب وبملامح جامدة
- لا باس
وتحرك مغادرا نحو المنزل فرفعت الكاس لتضعها جيدا على الطاولة وهي تقول
- لم اتنبه لها
- لا باس انها مجرد ماء
قال غرنت بود وقد عاد الجميع لمتابعة تناول الطعام بينما عاد ناثان وقد ارتدا ملابس جديدة ليجلس بعيدا مما دفع ميلينا للقول
- الن تتابع افطارك
- لقد شبعت ( ونظر نحو سيلا متابعا ) كيف ستذهبين الى بالتمور
- ستعرج علي ماريانا فهي ترغب بالتبضع من هناك ايضا .. لماذا
- كنت أتساءل فقط
- الن تعيد لي السيارة ( وامام هز راسه لها النفي نظرت نحو والدها برجاء مستمرة ) هل تحدثت معه
- عندما تحصلين على دروس اضافية ويعلمني فرون انه راضا عن قيادتك والتزامك قد افعل
- هذا ليس عدلا
قالت بتذمر وهي تنهي طعامها وتغادر المائدة لتنظم الى ناثان وتحاول اقناعه بإعادت سيارتها بينما انشغلت جوانا بنقل ما على المائدة الى الداخل برفقة لاريس وهما تتحدثان مع انغريد التي انشغلت بوضع الاطباق في مكانها لتتعلق عيني جوانا من خلال نافذة المطبخ الجانبية التي تطل على الجالسين بالخارج بالسيارة التي توقفت بجوار سيارة ناثان لتترجل منها فتاة ممشوقة القوام ترتدي تنورتا قصيرة من الجينز مع بلوزة انيقة ذات لون وردي اقتربت من سيلا وغرنت ملقية التحية قبل ان تتابع نحو ناثان الواقف يحدث والدتها لتلتصق به طابعتا قبلة على خده ليحيطها بيده وهو يحدثها باهتمام وابتسامة غيرت ملامح وجهه
- لابد وانها صديقته او ربما حبيبته وقد تكون خطيبته اهو مرتبط امي
قالت لاريس التي كانت تتابع ما يجري خارجا ايضا فنظرت انغريد الى ما ينظرون قبل ان تقول
- ليس بشكل رسمي بعد
- يبدوان على وفاق تام .. حسنا تخلصت والدتك من واحد بقيت الفتاة
- ماذا ( قالت جوانا ضاحكة لقول لاريس المفاجئ الا ان لاريس استمرت بتعمد )
- ما الذي ستفعله معها ستلعب دور زوجة الاب الشريرة ام الجيدة
هزت جوانا راسها بيأس دون ان تختفي ابتسامتها فوالدتها ابعد بكثير عن زوجة الاب الشريرة
- هيا اسرعي لارتداء ثيابك فسنغادر بعد قليل
قول ميلينا التي دخلت جعلها تتحرك نحو الادراج وهي تقول للاريس
- ماذا ستفعلين في غيابي
- اتجول اشبع فضولي ( وتبعتها نحو الاعلى لتطل من الباب مستمرة بصوت هامس وقد اخذت جوانا بتبديل ملابسها ) اتحتاجين معلومات عن احد ( رفعت حاجبيها لها فاستمرت بهمس ) حصلت الى الان على الرقم السري لهاتف ناثان وغر
- لم تفعلي
- هو من جلس بجواري مساء البارحة لتناول العشاء وطوال الوقت منشغلا بتلاقي الرسائل تعلمين اني سريعة الملاحظة والحفظ بهذه الامور لذا من اول مرة حفظت رقمه بالإضافة لرقم غرنت اصبح لدي ان احتجته
- لا اشكرك لا احتاج الى اين منهم الم تحضري الى هنا سعيا للراحة فهل فعلتي هذا وتركتي الناس وشانهم هنا
- سأحاول
وقفت لاريس تتأمل ابتعاد سيارة غرنت قبل ان تتبعهما سيلا وماريانا وهما تغادران ايضا ليتبعهما ناثان فأخذت تتأمل ما امامها وقد تناثرت المنازل هنا وهناك لتتناثر ايضا بعض الشجيرات كما المنازل لتغمض عينيها متنشقة الهواء لتملأ صدرها قبل ان تخرجه من جديد وتنظر نحو باب المنزل ووالدتها تطل منه قائلة
- تحدثت مع والدك سيصل برفقت لوجان مساء السبت
- هذا جيد سيلحقون مأدبة العشاء اذا
- اكدت عليهم ان يفعلا
- سأخذ سيارتك
- الى اين ستذهبين
- اقوم بجولة حول المكان ( اجابتها وهي تتحرك نحو سيارة والدتها التي قالت )
- العجل الخلفي يبدوا انه يفرغ الهواء هلا تأكدت من امره
- سأفعل
- قودي بحذر
هناك مشكلة بالتأكيد تمتمت لنفسها وهي تقود السيارة متبعة اليافطات التي تشير الى البلدة لتدخلها بتمهل مقتربة من اول كراج صادفها اوقفت سيارتها وترجلت منها باقتراب احد العمال منها فقالت وهي تشير له نحو العجل الخلفي
- اريد تبديله
اخذت تتأمل العامل الذي انشغل بفك عجل السيارة قبل ان تجول براسها بأرجاء المكان لتتوقف على سيارة جوانا المتوقفة جانيا وقد تم اصلاح مقدمتها فقط لتتحرك باتجاهها وتلتف حولها لتفتح الباب المجاور للسائق حيث كانت تجلس امس لتجلس وتفتح الدرج امامها متناولة التابلت اللوحي خاصتها
- ماذا لدينا هنا ( نظرت نحو الشاب الذي وضع ذراعيه على الباب واتكاء بذقنه عليهما متأملا اياها باهتمام ومستمرا ) هل انت معتادة على التسلل الى سيارات الغير
بقيت عينيها ثابتتان على عيني الشاب الخضراوتين لوهلة قبل ان تقول
- ماذا تعني بهذا
وهمت بالتحرك للخروج الى انه دفع الباب نحوها قليلا مانعا اياها من التحرك وهو يقول بجدية تامة
- ليس بعد اعيدي ما اخذته اولا ومن ثم
- ان هذه السيارة تخصني وهذا التابلت لي فابتعد من امامي
- ان كانت هذه السيارة تخصك لمن تلك اذا اليس هذا تصرفا سيء منك هيا قومي بإرجاع ما اخذته ام انك معتادة على هذا
- انظروا لهذا اقول لك انها تخصني هيا ابتعد ودعني اخرج
- وعلي تصديق ما تقولينه وادعك تخرجين حتى تسرعي نحو سيارتك وتغادري لتفلتي لا انت مخطئة تماما ستبقين هنا الى ان اتأكد من انك قمت بإرجاع كل ما اخذتِ منها
جالت بعينها المتوسعتان بوجه هذا الرجل الذي تلطخ بعضة بشحوم السيارات وقد تناثر شعره البني بفوضى اعلا راسه لتقول بحدة وهي تدفع الباب بقدمها ليستقيم بوقفته متفادي تحرك الباب تحت يديه لتسرع بالوقوف خارجا وهي تستمر
- انها سيارة ابنت خالتي وقد جئنا بها مساء الامس وما تحتويه يخصني ويخصها ) وضع ذراعيه على خصره وقد ارتدا الافرهول الازرق الخاص بالعمل متأملا اياها وهي تستمر ) لذا لا تجرؤ على اتهامي باني اقوم بسرقتها
- اابدو لك مغفلا
- اجل تبدوا كذلك فالقد خرجت من منزلك دون غسل وجهك او حتى تمشيط شعرك المشعث وتسألني ان كنت مغفلا اجا انت كذلك واتعلم لست بمزاج جيد لمحادثتك اكثر
وتحركت تهم بالعودة نحو سيارتها فاسرع بإمساك ذراعها وهو يقول
- ليس بعد لديك شيء عليك اعادته
- اعلمتك انه لي ( قالت وهي تحاول سحب ذراعها منه الى انه رفض تركها مستمرا )
- رغم ذلك علي تسليمه مع السيارة لصاحبها
سحبت ذراعها بقوة منه لتتناول هاتفها وتتصل بوالدتها بينما عقد يديه متابعا اياها
- ارسلي لي رقم ناثان الان
- ولكن لماذا احدث شيء
- احتاج الى رقمه امي هلا ارسلته فورا
- حسنا ( اجابتها بحيرة )
- استطيع الاتصال به بنفسي ( قال نويل وهو يضغط على هاتفه قبل ان يقول ) اجل اين انت ... ستبدأ اليوم هذا جيد ان استطعت عرجت عليك ( رفعت عينيها للسماء وهمت بالتحرك نحو سيارتها الى انه عاد لامساك ذراعها لمنعها مما جعلها تحدجه بنظرة غاضبة وهو يستمر ) اردت سؤالك عن السيارة التي سحبتها البارحة .. اجل .. لمن هي فهناك فتاة تقف امامي الان تدعي انها لها
- بل لابنة خالتي
- لابنة خالتها وقد اخذت بعض الحاجيات منها .. لاريس .. انتِ لاريس
- اجل انا هي ( قالت بتذمر وهي تسحب ذراعها منه من جديد فاستمر )
- اهي متوسط القامة سوداء الشعر .. نحيلة الجسد .. تنظر الي بتعالي ونفور ( حدجته بنظرة شاملة من راسه الى اخمص قدميه وهي تبتعد عائدة نحو سيارتها بينما ضحك قبل ان يقول ) لابد وانها هي حسنا اراك قريبا ( اغلق الهاتف وهتف لها ) بإمكانك الاحتفاظ به
تجاهلته وقدمت للعامل بطاقتها للدفع ليغيب قليل قبل ان يعود لتأخذ منه البطاقة وتنطلق مبتعدة بسيارتها ليتابعها نويل باهتمام قبل ان يعود لمتابعة عمله .

ترجلت جوانا من سيارة غرنت وهي تتأمل ما يحدث بعيدا وقد وضِعت مجموعة من الالواح والقضبان الحديدة ارضا لتشاهد ناثان منشغلا بها فقالت ميلينا وهي تترجل من السيارة بدورها
- ها قد بدأ ناثان باعداد المكان
- ساراه
قال غرنت وهو يتحرك نحوه بينما دخلت ووالدتها الى المنزل لتضع الاكياس التي تحملها على الأريكة وهي تقول
- اعلمني روجر انه حجز بفندق البلدة
- اعلميه ان عليه حضور عشاء الغد
- فعلت ما كان ليفوت هذا
- لم تعد سيلينا بعد ( قال غرنت الذي دخل لتو وهو يجول بالمكان ليتابع ) جوانا هل استطيع الطلب منك حمل كوبا من القهوة لناثان .. ان لم ترغبي افعل بنفسي
- ولما لا لا عليك سأقوم بإيصاله ( اسرعت بإجابته بود وهي تخفي عدم رغبتها بفعل هذا واضافت ) ااسكب لكما ايضا
- ارجوا ان تفعلي
قالت ميلينا وهي تجمع الاكياس لتضعهم جانبا بينما انشغلت بسكب القهوة لتقدمها لهم ولانغريد التي انضمت اليهم وحملت كوبين وغادرت المكان متجها نحو ناثان المنحني نحو احد الاعمدة الحديدة ليثبتها جيدا وقد ارتدا حزاما مملوء بقطع العدة التي يحتاج الى استعمالها لمحها بنظرة وهي تقترب منه ليعود لمتابعة عمله وما ان اصبحت بقربه حتى بادرها
- الم تعد سيلا بعد
- لا فلم ارها
استقام بوقفته وتأكد من ثبات العمود قبل ان يستدير متناولا الكوب منها فتحركت حول الالواح التي مدها ارضا بعد ان رفعها قليلا عن الارض وقام بتثبيت عمود عند كل زاوية لتتأمل ما يفعل قائلة
- الم يكن افضل لو جعلتها في ذلك الاتجاه ( نظر الى حيث تشير قبل ان يقول )
- لا
- اعتقد انها كانت ستكون أفضل
وامام تجاهله لإجابتها وهو يضع الكوب جانبا ويعود لمتابعة عمله عادت لتتابع سيرها متأملة ما يفعله ومستمرة
- هنا سيعقد القران اليس كذلك
- اجل
- وهنا سيجلس المدعوون
- هذا صحيح
- العدد كبير
- عشرون شخصا فقط 
اخذ يجيبها باقتضاب وهو يتابع عمله فاستمرت
- ستضع مقاعد بمفردها ام مقاعد مع طاولات منذ البداية
- مقاعد بمفردها
- لما فلتضعهم معا منذ البداية هذا افضل .. وهنا ستضع الزهور اليس كذلك عليك تثبيتها بشكل مناسب .. وهنا ليكون كالقوس سيبدو اجمل خاصة ان كان ملئ بالزهور .. ليكون لونها ابيض فهو الاجمل .. وهنا ضع ستائر بيضاء ايضا لتهدل بهذا الشكل المائل .. ولتكن لها عقدة من الورود هذا سيزيدها جمالا
انحنى ناثان نحو كوب القهوة ليتناوله ويرشفه منه القليل وعينيه تضيقان بها وهي تستمر 
- عشرن شخصا فقط اعتقدت ان العدد سيكون اكثر .. لديك مساحة كبيرة هنا يمكنك استغلالها جيدا لذا لتضع هنا ايضا أكاليل من الورود وهنا 
 اعاد كوب القهوة الى فمه ليرشفه جميعه دفعتا واحدة ويتقدم منها مقدما اياه لها متجاهلا استمرارها بالحديث وهو يقول
- لقد انهيته تستطيعين المغادرة الان
- لم اكن بانتظارك لتنهيه ( قالت ببطء وقد تنبهت انه منزعج من وجودها لتتجاهل هذا الشعور الذي انتابها وتستمر بتعمد وهي ترفع يدها لتشير بها ) الا ترى انه لو قمت بوضعه
- لا لا ارى
- ولكن انا لم انهي كلامي بعد فلا تتصرف بفظاظة
- لما تحشرين نفسك بهذا فانا يروقني ما انوي فعله ولا احتاج الى اي اقتراحات جديدة
- ماذا تعني بهذا
- ان لا تتدخلي بما اقوم بعمله ( وامام عينيها التين ثبتتا عليه دون حراك استمر بجدية ) هل اقولها بطريقة اخرى .. لا شان لك اهذه افضل .. لقد قدمت لهما هذا العمل هدية مني لذا سأنفذه على طريقتي الخاصة وبذوقي فهلا تنحيتي جانبا وتركتني وشأني حتى استطيع انهاء ما اقوم به بالطريقة التي اراها انا مناسبة هل اصبح كلامي الان واضحا بان لا تتدخلي بما اقوم به
مدت يدها التي تحمل بها كوبها ببطء نحوه لتحركه للأسفل لتنسل القهوة منه نحو حذائه لتقول بتصنع امام جحوظ عينيه بها غير مصدق تصرفها
- اوبس يبدوا اني لوثت حذاءك .. هل انا نادمة .. لا فلقد استحقيت هذا عن جداره لفظاظتك
وتحركت مستدير ومبتعدة من امامه عائدة نحو المنزل وهي تشعر بالغيظ الشديد من تصرفه ما هي واثقة منه الان ان كلا ابناء غرنت لا يطاقان نفض ناثان حذائه وهو يتابع ابتعادها وقد اغمقت عينيه بشدة وهو يطلب من نفسه التروي وعدم لحاقها لتلقينها درسا تستحقه لتصرفها ليجبر نفسه على العودة لمتابعة العمل وعينيه تعودان نحوها بين الحين والاخرى الى ان اختفت داخل المنزل
- انتِ هنا
بادرت لاريس وهي تجلس بجوارها بعد ان توجهت نحو الثلاجة لتحدق بمجموعة من علب المثلجات الصغيرة لتتناول لنفسها واحدة بنكهة المانجو لتأخذ بتناولها بينما اجابتها بكسل وقد انشغل الباقي بالحديث
- حصلت على قيلولة .. اتعلمين لقد تجولت بالبلدة اليوم هناك بعض الاماكن التي قد نقصدها ( تابعت لاريس وهي تمعن النظر بعينيها قبل ان تستمر بصوت خافت ) ما بك
- لا شيء
- الا اعرفك ان عيناك تشعان غضبا
- حقا ( قالت بابتسامة مصطنعة وهي تتناول لقمة جديدة قبل ان تضيف بهمس ) لا استطيع احتمال ذاك الرجل
- تعنين ( واشارت براسها للخارج فهزة جوانا راسها لها بالإيجاب فتابعت لاريس ) انها بضع ايام ونغادر لذا لا تعيريه اهتماما
- هذا ما انوي فعله .. اقمت بجولة حول المنزل
- ليس بعد 
- اذا هيا بنا لنلتقط بعض الصور
غادرتا المنزل بعد انتهائها من تناول المثلجات لتسيرا مبتعدات ولاريس تقول
- يملكون بركة للسباحة لنحضر غدا للسباحة بها
- امامنا يوم حافل غدا
- لذا نحضر باكرا لنستمتع قبل ان يعج المكان متى تصل طائرة جورجيا
- الواحدة ظهرا سأذهب لإحضارها
- وربنز
- قدم اعتذاره الشديد من والدتي لعدم تمكنه من الحضور لم يستطيع الحصول على اجازة من العمل ووالدك وشقيقك متى يصلون
- قبل مأدبة العشاء بقليل وروجر
- مثلهما
اخذتا تتحدثان وتجولان بالمكان لتأخذا بالتقاط العديد من الصور المرحة لهما لتضحك جوانا من قلبها على لاريس التي تحاول تسلق احدا الاشجار دون ان تنجح فالتقطت لها بعض الصور لمحاولاتها الفاشلة وهما تضحكان قبل ان تجلس جوانا متربعة ارضا لتفلت عقدت شعرها ليتطاير لتلتقط لها لاريس بعض الصور والمراعي تطل خلفها ليعودا لالتقاط مجموعة اخرى امام كوخ مهجور 
- انظري هناك انها خرفان ما الطفها ( قالت لاريس بحماس وهي تتحرك نحو قطيع الخراف ) سأقترب منهم وانت قومي بالتقاط العديد من الصورة وهم خلفي
اضافت وهي تقترب من الخراف بحماس لتقف وتنظر نحو جوانا بابتسامة والتي رفعت الهاتف لتلتقط لها الصورة لتتوسع عينيها وهي تهتف بذعر لرؤيتها لكلبا يخرج من القطيع متجها نحوهم بشراسة وقد بدأ بالنباح بقوة افزعتها
- هناك كلبا خلفك
واسرعت بالجري لتفعل لاريس ذلك ايضا وهي تتلفت خلفها بذعر وتجري ليجري الكلب خلفهما وهو ينبح بقوة لتستمرا بالجري محاولات الابتعاد قدر ما تستطعن وهن يصرخن
نظر ناثان اليهما من بعيد وقد جلس على المنصة التي اعدها ليستريح ويشرب كوب من العصير برفقة نويل الذي قدم لمساعدته منذ بعض الوقت ليتابعهم ايضا وهما تجريان بذعر امامهم بالحقل والكلب يتبعهم دون توقف قائلا
- ان فتيات المدينة كثيرات الضجيج
- عليك ان ترى كيف هو الوضع بالمنزل
اجابه ناثان وعينيه تتابعان جري جوانا ولاريس التين حاولتا الاستدارة لتخلص من الكلب دون فائدة فما زال يتبعهما وهو ينبح بشراسة فحاولتا التسلق على احد الشجيرات دون ان تفلحا لتسرعا بالجري من جديد واحداهما تسبق الاخرى
- كيف تستطيع احتمال هذا امازال هنالك الكثير مما سيحضر

جدار هش 2

- اجل ( بقيت عيني نويل تتابعهما بكسل وهو يستمر )
- يمكنك الحضور لمنزلي متى احتجت للهدوء انت تعلم انه مرحب بك
- اعلم .. ان ساء الأمر أكثر ستجدني امام باب منزلك دون شك
- اعتقد انه سيسوء انظر انهما اثنتين فقط وتسببان كل هذه الفوضى ما بالك عندما يزداد العدد
- لا اريد ان اتخيل حتى .. انها بضع ايام ستمضي ويعود الهدوء ليعم المكان
- هل ابنة ميلينا كوالدتها  
بدا التفكير عليه ومازالت عينيه تتابعان ما يجري امامه وهو يقول 
- لا .. انها على النقيض تماما .. ايكفيهما هذا ام ادعهما قليلا بعد
- لقد ارهقتا .. يكفيهما
اطلق ناثان صافرة قوية من بين شفتيه جعلت الكلب يتوقف عن الجري والنباح خلفهما قبل ان يتحرك باتجاهه وهو يمد لسانه خارج فمه لتتوقف لاريس لاهثة وكذلك جوانا لتلتقط انفاسها بصعوبة وهي تضع يديها على ركبتيها محدقتا بالكلب الذي تحرك نحو الرجلان بود ليمرر ناثان يده عليه ما ان وصل اليه وعينيه معلقتين بالفتاتين بسخرية فجلست جوانا ارضا ورمت بنفسها للخلف محاولة التقاط انفاسها المتسارعة بينما جلست لاريس ارضا وهي تقول بصعوبة
- تبا له كان بإمكانه فعل ذلك باكرا لقد قطعت انفاسي وغادرني قلبي من الذعر
- لا اصدق ان كان بإمكانه فعل هذا من البداية ولم يفعل .. انهم لا يطاقون حقا
اجابتها بأنفاس لاهثة لتبقى مستلقية الى ان هدأت انفاسها لتتحرك جالسة عند سماعها لصوت سيارة تقترب لتمر من امامهم ماريانا التي تقودها وبجوارها سيلا بالإضافة للفتيات بالخلف فجلست لاريس بدورها لتتابعهم وهي تقول
- ها هم من جديد
- دعينا نوسع جولتنا قليلا لستُ على عجل حقا للالتقاء بهم
قالت للاريس وهي تسير مبتعدة فتحركت لتتبعها وهي تقول
- اعتقد انهم افسدوا سيلا هذه بالدلال انظري لرفيقاتها لا تختلفن عنها
- بالتأكيد فعلوا ربما لأنها وحيدة بينهما
اجابتها وهي ترفع هاتفها لتلتقط لهما صورة جديدة لتسرع لاريس بالابتسامة خلفها ليمضوا وقتا ممتعا وهما تتنقلان هنا وهناك قبل ان تعودا بأدراجهما للمنزل لتقتربا من باحته الأمامية وهم يشاهدون الفتيات ينقلن الطعام الى الطاولة بالخارج بينما جلس ناثان على الاريكة وجلسة بجواره ماريانا لتميل بجلستها نحوه لتحدثه بصوت منخفض 
بدأت الفتيات بالتهامس لدا اقترابهما فألقتا التحية باقتضاب لتدخلا الى الداخل لتستمر جوانا نحو الثلاجة لتتناول علبة جديدة من المثلجات قبل ان تتحرك للأعلى بينما حاولت لاريس تخطي احد الشبان الذي وقف امامها وهو يحمل سلت الخبز وهي تتحرك الا ان تراجعه ليبقى امامها جعلها تتوقف وتنظر إليه ممعنة النظر به فقال
- الم تعرفيني .. لقد قمت بغسل وجهي وتمشيط شعري هذا الصباح لابد وان الامر مجدي حقا
اخفت ابتسامتها قائلة بتعمد فليس من السهل عليها نسيان هذا الوجه
- مازلتُ حائرة بأمري اشعر اني رأيتك سابقا
- حاولي ربما تتذكرين بعض الشحم هنا وشعرا مرفوع الى الاعلى على إعلامك ان سبب هذا كله اني كنت تحت احدى السيارات اقوم بإصلاحها
- انها ظروف العمل اذا ( هز راسه لها بالايجاب فأضافت ) هذا جيد متى ستحضر السيارة
- ستكون جاهزة مساء اليوم .. ان كنتِ بحاجة لسيارة لتنقل الى حينها استطيع اعارتك سيارتي
- لا اشكرك استطيع استعمال سيارة والدتي التي كانت معي صباحا ( أجابته وهي تهم بالتحرك فأسرع بالإضافة )
- الن تشاركينا تناول الغداء
- لا اشعر بالجوع بعد ارجوا ان تعذرني
اجابته وهي تتخطى عنه ليتابعها وهي تصعد الادراج الى اعلى قبل ان يتحرك خارجا
- يا فتيات ( اطلت انغريد من باب الغرفة قائلة وهي ترى ابنتها الممددة على السرير تتصفح هاتفها بينما جلست جوانا على السرير المقابل منشغلة بتناول المثلجات لتستمر ) الن تتناولن الغداء
هزت جوانا راسها بالنفي بينما قالت لاريس بصوتا هامس
- لا ارغب بمجالسة سيلينا ورفيقاتها
- هذا التصرف غير مقبولا منكما هيا اسرعا ( ونظرت نحو جوانا بعتاب موجها حديثها لها ) بالنهاية اصبحت هذه العائلة تخصك
- تخص والدتي ولا شأن لي ( قاطعتها هامسة واستمرت ) انهم لا يروقون لي ابدا
- انت لم تتعرفي عليهم الا مؤخرا
- ولم يروقوا لي تلك الفتاة مستهترة تماما وشقيقها لا يحتمل حقا انا ابذل جهدي هنا حتى لا اسبب الاحراج لوالدتي
عقدت انغريد ذراعيها بتجهم ونقلت نظرها عن جوانا نحو لاريس قائلة
- وانتِ ما مشكلتك
- اتضامن معها
- هيا انهضا حالا ولا باس من بذل المزيد من الجهد حتى لا تُسببي الحرج لوالدتك لا تنسي ان هذه العائلة هي عائلتها الان ويجب ان تعتادي على هذا فستجتمعون بعد اليوم بجميع المناسبات .. هيا تعقلي وانتِ اسرعي امامي ولا مزيد من التضامن معها
تبادلت الفتاتان النظرات قبل ان تتحركا لتدعوهما انغريد للسير امامها ففعلن لينضموا للأخرين بالخارج حول مائدة الطعام ليتساءل غرنت
- اين كنتما
- قمنا بجولة حول المكان مما ادى لشعورنا بالإنهاك فكنا نحصل على استراحة ليس الا
قالت جوانا بابتسامة له فضحكت ماريانا قائلة
- ما كان سيحصل لو كنتما تقطنان هنا لقد اعتدنا على السير طوال الوقت بل الامر مسلي نجتمع للسير تذكرون ( قالت لسيلا و بيرتا وهانا قبل ان تنظر نحو ناثان الجالس بجوارها يتناول طعامه ) بالتأكيد تذكر ان افضل الاوقات التي كنا نحصل عليها هي عندما تقوم بإيصالي سيرا على الاقدام الى منزلي ( وعادت نحو جوانا مستمرة ) اننا نعشق السير هنا ولا نعتمد على سيارتنا كثيرا كما تفعلون 
- لم ينهكنا السير ( اجابتها جوانا واستمرت بود مصطنع ) بل اضطرارنا للجري هربا من كلب احد الرعاة الذي تبعنا بإصرار لولا تدخل ناثان لإنقاذنا ( تعلقت عيني ناثان بها وهو يمضغ لقمته ببطء فاستمرت له بود مصطنع لم يفته ) كان لطفا منك فعل هذا والا كنا نجري حتى الان
- هل اصبتما ( اسرعت ميلينا بالقول بقلق فقال غرنت )
- هذا غريب ليس حولنا كلاب شرسة انها فقط تقوم على مرافقة القطيع
- على ما يبدوا انكما لم تروقا له كلب من ناثان
قالت سيلا ضاحكة فأجابها نويل قبل ان يفعل ناثان
- كلب ادمور ( تعلقت عيني لاريس به وهو يستمر ) كل ما هناك انه لا يسمح لاحد بالاقتراب من القطيع مما اشعره بالتهديد عندما فعلتما هذا وزاد حماسة على ما يبدوا بعدما جريتما امامه
- ان توقفنا ما كان ليؤذينا اذا ( تسألت لاريس فأجابها )
- ما كان ليفعل لم نسمع عنه بانه قام يوما بمهاجمة احد
- انتما تبالغان فقط لأنكما لم تعتادا على الحياة هنا اننا نحب الطبيعة وتربية الحيوانات ونعشق السير بالهواء الطلق بعكس سكان المدن
قالت ماريانا فأجابتها بيرتا
- ماذا ستفعلان ان التقيتا كلبكِ فهو كبير الحجم
ضحكت ماريانا قائلة
- انه ودود رغم كبر حجمه علي اصطحابه معي ربما افعل في المرة القادمة او قد لا افعل فلا اريد ان اسبب الذعر لكما تبدوان هشتان جدا
تعلقت عيني جوانا بالاريس هل هي وحدها تشعر ان الفتيات يقمن بالاستخفاف بهما
- لقد قام لوجان بتربية قردا صغير بالإضافة للاريس فهي تعشق القطط لذا تجدها بين فين واخرى تحضر قطة للبيت اننا نملك ثلاث الان ( قالت انغريد واستمرت ) كما انها حريصة على السير بشكل يومي .. اذا هل اصبحتن جاهزات للغد وكل شيء معد
اضافت انغريد مغيرة مجري الحديث فأسرعت سيلا بالقول بحماس لوالدها
- احضرت الثوب الذي رغبت بالحصول عليه اشكرك جدا لدفعك لثمنه
- وهل كنت لأستطيع الرفض ( قال ضاحكا فتدخلت بيرتا قائلة )
- ولكن مازال عليك شراء الحذاء
- الم تفعلي حتى الان ( قال والدها فهزت راسها بالنفي قائلة )
- سأغادر بعد قليل برفقة ماريانا والفتيات علي ايجاد شيء مناسب
- لقد ابتعنا اثوابا باهظت الثمن وعلينا ايجاد احذية تناسبها ( قالت هانا بحماس ولمحة لاريس وجوانا بنظرة مستمرة ) هل ابتعتن اثوابا تليق بالمناسبة
ما الذي تعنيه بهذا ولما تتحدث اليها بفوقية بهذا الشكل الا انها طلبت من نفسها الهدوء والتروي لتجيبها باقتضاب
- اجل فعلنا
- ما الذي ( همت لاريس بالقول بغيظ ولكن والدتها نكذتها بقدمها الا تفعل مما جعلها تبتلع باقي كلماتها الغاضبة لتستمر بهدوء لا تشعر به بالحقيقة ) ابتعنا ما يناسبنا
- ولطالما راقني ما ترتدينه ( قالت ميلينا للاريس بود مستمرة ) جوانا اشبينتي ولم تمانع ان اقوم انا باختيار ثوبها
- اه خالتي يروقني ما تبتعينه ( تمتمت سيلا بود لها مستمرة ) مازلت اذكر ذلك الثوب الذي ارسلته لي هدية مع والدي
- لقد أحبته جدا ( قال غرنت )
- اسعدني هذا
أجابته ميلينا بينما تعلقت عيني ناثان بنويل الذي بادله النظرات قبل ان يضحك بمتعة قائلا
- تشعر ان لا مكان لك بينهم ( وتابع ضحكه مستمرا وهو يهم بالتحرك ) انهن منشغلات بالأثواب والأحذية ونحنا علينا انهاء العمل اليوم قم قم نويل لننهي ما علينا .

- هل كانوا يتعاملون معنا بفوقية ام اني ابالغ
قالت لاريس بغيظ وهي تدخل الطعام الى المطبخ بينما غادرت الفتيات وبقي غرنت وميلينا وانغريد جالسين بالخارج لتتناول جوانا منها الاطباق لتضعهم بالثلاجة وهي تقول
- انهن مغرورات جدا لذا لن استغرب منهن شيئا
- من ترغب برفقتي اريد الذهاب للبلدة
قالت ميلينا التي اطلت من الخارج فهزت جوانا راسها بالنفي بينما اسرعت لاريس بالقول
- انا ارفقكم
- اذا هيا اسرعي وانتِ
- سأذهب للحصول على قيلولة ( ارسلت والدتها لها قبلة بالهواء قائلة )
- ارك عند عودتنا
هزت راسها موافقة لتتحرك للصعود نحو غرفتها لتحصل على قيلولة رغبت بها بشدة لتعود للاستيقاظ على الجلبة التي تحدثها الفتيات وهن يقتربون للدخول الى غرفة سيلا
- سأبقى برفقت سيلا الليلة وانتن ( قالت ماريانا )
- لا سنغادر وغدا نعود
رفعت الغطاء محاولة العودة للنوم دون ان تفلح فأبعدته بتذمر لتنهض وتغادر غرفتها متجها نحو غرفة خالتها لتجدها فارغة مازالوا بالخارج نزلت للأسفل وهي تجول براسها في المكان الفارغ لتتوجه نحو المطبخ لتتناول قنينة صغيرة من الماء وعينيها تتعلقان بعلب المثلجات لتجول بينهم باحثة عن نكهة المانجو وعند عدم ايجادها اغلقتها مبتعدة لتغادر المنزل وهي تتناول القليل من الماء وتسير نحو الباحة الخلفية لتقف شاردة امام بركة السباحة التي تلألأ مائها لانعكاس النجوم بها
- انتِ هنا كنت ابحث عنك ( سحبت نظرها عن بركت السباحة ونظرت من فوق كتفها نحو ناثان الذي يسير باتجاهها مستمرا ) لقد احضرت سيارتك وها هو المفتاح
استدارت نحوه لتاخذ المفتاح منه وتضعه بجيب بنطالها وهي تقول
- اعادت كما كانت
- بل افضل فلقد وجد مشكلة غير ظاهرة في محركها وعمل على اصلاحها ايضا كانت لتسبب لك المشاكل لو لم يتنبه لها 
هزت راسها بتفكير وامام عدم قولها لشيء اضاف 
- اليس عليك قول شيء على سبيل التغير ( وامام صمتها التام اضاف ) ولا حتى محاولت شكري على الاقل
- على ماذا
- ناكرت للجميل ايضا لا استغرب هذا
- شقيقتك من تسببت بهذه الاضرار لذا عليك انتَ شكري لعدم تقديم بلاغا بها
- وماذا كنت اتوقع منك غير ذلك 
- ارجوا المعذره
- لا اعلم هل تولدون بهذه العجرفة ام تحصلون عليها عند تنشئتكم
- ومن تكون حتى تحكم علي لا تعتقد ان ارتباط والدتي بوالدك يفرض علي التعامل معك حقا فان لم اريد لن افعل
- ويسرني ان لا تفعلي فلست اميل للتعامل مع فتيات يعتقدن انفسهم قادمات من عالم اخر
- اعتقد ان هذا الوصف يليق بشقيقتك ومجموعتها اكثر فهن متعاليات كفاية
- لسن من سكب القهوة على حذائي 
- لقد استحقيت هذا وان كررت فظاظتك سأفعل بالمثل دون ندم
- اتعلمين ( قال بصوت خافت وعينيه تلتمعان بتحدي ) بدأت ارى الامر ممتع فكوني الشقيق الأكبر يفرض علي تهذيبك علا هذا يأتي بفائدة
- تهذيبي ( تمتمت بدهشة وقد بدا الاستنكار بعينيها لقوله فتابعت وهي تفتح قنينة المياه الصغيرة التي بيدها ) ليس لي اشقاء ولا احتاج لواحد انت تحتاج الى ادراك هذا ( وامالت القنينة نحو حذاءه مستمرة بتحدي ) لنرى الان هل تدرك تماما ما تتفوه به فمن يحتاج الى التهذيب هنا هي شقيقتك تلك لذا فلتذهب لتنشغل بامرها 
تراجع بقدمه للخلف وقد بدا الضيق عليه ليعود ويتقدم نحوها قائلا ببطء غير مريح
- تصرين على اعادت الكرة ( اخذت تتراجع الى الخلف مقابل كل خطوة يتقدم بها منها وهو يستمر ) تجدين الامر ممتعا ولكني لا افعل 
- لقد استحقيت هذا فلا تبالغ
- قمت بالقاء القهوة اولا ثم الماء وبتعمد على حذائي واتهم انا بالمبالغة انت حقا تحتاجين لتهذيب
- شقيقتك من تحتاج الى هذا وبشكل ملح
- دعي شقيقتي جانبا فلم توحي لي حتى الان بانك تستحقين ان تكوني فردا منا 
- ومن قال اني اريد ذلك وان كانت تصرفاتي ومحادثتي لا تروق لك اذا لا تفعل بل تجاهل وجودي بكل بساطه لان هذا يسرني جدا وكنت دع اي احد غيرك يقوم بإيصال المفاتيح الي دون ان تشغل نفسك بالامر  واتعلم لن امانع اه
هتفت وهي تفقد توازنها وقد اصبحت على حافة البركة دون ان تدرك تعمده ايصالها الى هناك لتسقط بالماء وتأخذ بالتخبط
- هذا ما تستحقيه تماما انها عدالة السماء ( قال برضا تام )
- ايها ال
- لا لا تتلفظي بالفاظ خارجة
- لقد تعمدت ايصالي الى هنا 
- هذا ماسينالك كلما تصرفتي بقلت ذوق فلتذكري هذا جيدا ايضا جوانا ميلون
أجابها باستخفاف وتحرك مستديرا ليبتعد امام صياحها وتخبطها بالماء لم يستطع منع نفسه من الانتقام منها فهي تستحق هذا نظر من فوق كتفه نحوها وقد اختفت اصوات تحركاتها وهتافها وهو يتابع ابتعاده ليراها قد استرخت في مكانها ووجهها قد اختفى تحت الماء بينما تناثر شعرها على السطح لم تكن ثواني حتى اسرع نحوها ليقفز متناول كتفيها ليرفعها الى اعلا وقد نال منه القلق من ان تكون قد غرقت ليلتصق شعرها بوجهها المسترخي
- جوانا جوا
اخذ يهتف وهو يرفع وجهها المائل جانبا وقد بدا التوتر الشديد عليه لتبدأ الابتسامة بالظهور على شفتيها لتفتح عينيها امام تجمده التام وعينيه الثابتتان عليها قائلة
- تستحق هذا
ابعد يديه عنها كمن عقصه شيء بينما انسحبت متراجعة بعيدا عنه وهي تتابع بابتسامة
- ها قد بللت تماما الان 
تابعها وهي تستدير لتصعد على حافة البركة دون ان يرمش لاول وهله لقد استطاعت خداعه وافزاعه بكل مهارة فقال
- انت تعبثين مع الشخص الخطء هنا 
اشارت له بيدها قائلة باستخفاف وهي تتحرك مبتعدة 
- اراكَ قريبا ولا تطل بالبركة ولا اصابك دوار برد
رفع يده ليمسح وجهه المبتل وهو يراقب ابتعادها بينما اخذت ماريانا التي تقف بالقرب من النافذة بغرفة سيلا تراقب كل ما يجري بالأسفل والتجهم يسري الى وجهها لتصغي لخطوات جوانا التي اصبحت بالممر متجها نحو غرفتها فبقيت عينيها تتابعان ناثان الذي غادر البركة لتو .

- أهذا انت
نظر ناثان الى الخلف وقد كان يهم بالدخول الى غرفته محدقا بماريانا التي اطلت من غرفة سيلا ليستدير نحوها قائلا
- مازلتِ هنا
- سأبقى الليلة هنا .. لما انت مبتل
- كنت في البركة
- تسبح ( هز راسه لها بالإيجاب فاستمرت وهي تتدعي الحيرة ) بثيابك
ابتسم قائلا بتعمد وهو يدس يده بشعره من الامام ليعيده للخلف
- احتاج الى كوبا من القهوة هل استطيع طلب منك سكب واحد الى ان اتخلص من ثيابي المبتلة هذه لن أتأخر 
اضاف وهو يدخل الى غرفته لتعقد يديها معا وعينيها الثابتتان على باب غرفته تضيقان .

اخذت تتقلب في فراشها دون توقف وقد جافاها النوم ما كان عليها اخذ قيلولة انها لا تستطيع النوم الان نهضت اخيرا لتتأمل والدتها النائمة قبل ان تتناول هاتفها محدقة بالساعة التي تشير الى الثانية والنصف ليلا لتتحرك نحو النافذة لتقف بجوارها قليلا قبل ان تغادرها لتقصد المطبخ وتفتح الثلاجة متناولتا منها قنينة ماء لتتوقف عينيها على علب المثلجات وقد لمحت بينهما واحدة بنكهة المانجو اين كنتِ تختفين تمتمت وهي تتناولها لتتحرك نحو طاولت المطبخ خلفها لتقفز جالسة عليها وهي تمد يدها للخلف متناولة احد المعالق لتأخذ بتناولها وهي شاردة بأفكارها لتخرج منها على صوت الاقدام التي تنزل من اعلى لتتعلق عينيها بناثان الذي عقد حاجبيه بتجهم لرؤيتها قائلا
- ما الذي تفعلينه بهذا الوقت هنا ( عادت لتتابع تناول مثلجاتها وهي تقول دون اكتراث )
- ما تفعله
مر من امامها متجها نحو الثلاجة وهو يهز راسه بيأس ليفتحها محدقا بداخلها بتجهم قبل ان يغلقها وينظر نحوها وقد انشغلت بتناول المثلجات ليتحرك بتجاهها ويقف امامها محدقا بها وهو يعقد يديه مما جعلها تلاقي عينيه المغتاظتان وهي تخرج من افكارها لتبعد الملعقة عن فمها قائلة وهي تبتلع لقمتها ببطء
- ما بك
اقترب خطوة منها ثم خطوة اخرى وهو يحل يديه مما جعلها تتراجع في ظهرها للخلف وهي تراقبه لتنتفض وهو يضع يديه على الطاولة لتصبح محاصرتا بينهما لتتراجع بوجهها للخلف اكثر امام وجهه الذي اصبح قريبا منها وهو يقول
- استطول اقامتك هنا
- بعد .. الزفاف نغادر
- فورا
- لا .. في صباح اليوم التالي
- صباح اليوم التالي ... حسنا لنتفق هنا على بعض الامور .. انا لا اتناول المثلجات الا بنكهة المانجو لذا احضرها خصيصا لي ولقد احضرت نكهات اخرى متعددة للذي يرغب ورغم اني عدت لإحضار علبتين بعد اختفاء خاصتي من الثلاجة مازلت لا اجدهم
- تعني ( وحركت العلبة التي بيدها فهز راسه لها بالإيجاب قائلا )
- اجل اعني
- انا ( اضافت دون ان تفارق عينيها عينيه القريبتين منها ) افضلها بهذه النكهة ولم اكن اعلم انها لك
- الان تعلمين اليس كذلك ( هزت راسها له بالايجاب فاستمر ) جيد سأحضر المزيد منها تناولي منها ولكن لتتركي لي واحدا على الاقل هل تستطيعين هذا
هزت راسها له من جديد بالايجاب فنقل عينيه بعينيها قائلا
- لبعد الزفاف بيوم .. استطيع التحمل اجل استطيع .. ولما لا كل شيء يهون من اجله بتأكيد استطيع 
ووقف جيدا نافضا يديه بجواره وهو يهز راسه بيأس وتحرك مبتعدا لتلاحقه بعينيها وهو يجلس على الأريكة ويفتح حاسوبه الموضوع على الطاولة امامه لتسعل وتعود لتكرار سعالها فاسرعت بالترجل عن الطاولة لتسكب لنفسها كوبا من الماء لترشفه جميعه وتتنفس جيدا تبا له لقد افزعها من اجل ماذا هذه تمتمت لنفسها وهي تحدق بعلبة المثلجات التي تركتها على الطاولة فهزت راسها بضيق وتحركت نحو الادراج صاعدة الى غرفتها لتعود لتندس في فراشها لتجد صعوبة في النوم بدايتا الا انها سرعان ما غطت بالنوم لتستيقظ على رنين هاتفها امعنت النظر جيدا باسم والدتها وهي تجيب وبنفس الوقت تنظر نحو سرير والدتها الفارغ
- هل استيقظتِ
- اجل
- هيا اسرعي اذا انها العاشرة والنصف وطائرة شقيقتك ستصل المطار في الثانية
- مازال امامي الكثير من الوقت
- اليوم ليس مناسبا للكسل
- حسنا نهضت اني مستيقظة تماما اين انتِ
- الم اعلمك اني سأقوم بصباغة شعري سأعود قريبا هيا غادر الجميع للانتهاء من اعداد كل شيء وعليك بالمثل
- حسنا وداعا
اجابتها وهي تغلق الهاتف وتعود براسها نحو الوسادة محدقة بسقف الغرفة الجميع اوى للفراش باكرا ولكنها لم تفعل نهضت لتغتسل وترتدي ثيابها وتنزل الى الاسفل لتنشغل بإعداد طبقا من السلطة لها وهي تضع السماعات في كلتا أذنيها تستمع الى احدا الاغنيات لتهز راسها بانسجام مع نغمات الاغنية وهي تتحرك مع الانغام لتنهي صحن السلطة وتستدير وهي تحمل السكين بيدها لتتجمد في مكانها وهي تكاد ترتطم باناثان الذي كان يقترب ليسرع بإمساك ذراعيها وهو يبتعد بجسده للخلف لتبقى بعيدة عنه وهو يهتف
- الا ترين امامك ايضا
تعلقت عينيها بعينيه الغاضبتان فسحبت يدها التي تمسك بها السكين منه لتضعه جانبا وتسحب سماعة الاذن من احد اذنيها وهي تقول
- ماذا قلت
- ماذا قلت بل ماذا لم اقول اني اتحدث مع نفسي منذ بعض الوقت اليس كذلك
قال بتذمر وهو يتخطى عنها مما جعلها ترفع حاجبيها لتتابعه بحيرة يا له من متذمر همست لنفسها وهو يقوم بفتح الخزانة العلوية لتعود لوضع السماعة في اذنها وتعود لمتابعة عملها
- كنت اضع كيسا صغير هنا اين اجده الان .. الم تريه ... الا تصغين .. تبا اعدتِ لوضع تلك السماعة اللعينة .. اعلم انا اتحدث مع نفسي وان بقيتم اكثر هنا لن يقتصر الامر على ان اتحدث مع نفسي لا لن يقتصر على هذا
قال وهو يتخطى عنها بغيظ من جديد ليقف قرب ابريق القهوة ليسكب لنفسه فنظرت اليه لتقول وهي تبعد السماعة عن اذنها من جديد وقد شعرت به يتخطى عنها
- اقلت شيء
حدجها بنظرة حادة مما جعلها تعقد حاجبيها وتعود نحو ما امامها وتعيد السماعة بروية وهي تتمتم
- يبدوا انك لم تفعل
حرك يده الحرة فاتحا اصابعه وهو يصوبها نحو عنقها من الخلف بغيظ يرغب بدق عنقها بشدة هز راسه عليه بالتروي اجل وضبط نفسه انه فقط مجهد ولم يحصل على ساعات وافرة من النوم  كما انه يشعر بالضغط لانهاء كل شيء بوقته وليس عليه التعامل معها الان لانها بشكل ما تثير حنقه لذا تحرك مبتعدا ومغادرا المنزل ليعود لمتابعة عمله بالخارج بينما تناولت طبقها وغادرت المنزل لتجلس على المقعد خارجا لتتناوله وهي تنظر الى حيث يعمل لقد احسن صنعا بعكس ما تمنت تمتمت بخيبة امل ونظرت نحو ساعتها التي تشير الى الثانية عشر لتتخلص من سماعات الاذن وتسرع بإنهاء طبقها لتغادر بسيارتها نحو المطار وهي تحصل على إرشادات الطريق المؤدية له
فتحت ذراعيها لاستقبال دايان ذات الاربع سنوات والتي اسرعت نحوها لتجلس جوانا القرفصاء وتحتضنها بقوة قبل ان تقف معانقة جورجيا التي تحمل الصغير بحمالة لتطبع قبلتا على جبينه وهي تقول
- اشتقت لكما جدا جدا وكذلك انت ايها الصغير الكسول
- ونحن كذلك ( اجابتها جورجيا وهي تعانقها لتغادرا المطار ويعودوا بأدراجهم الى دوراسون )
- كيف هي الامور هناك هل التقيت الجميع
- اجل
- حسنا تابعي ( قالت جورجيا باهتمام مضيفة ) منذ ان وصلتي الى دوراسون وانت تجيبين باقتضاب على رسائلي
فأجابتها وتركيزها منصب على الطريق امامها
- والدتي تبدوا على وفاق مع الجميع وهذا هو المهم
- وانتِ
- ما شأني بالأمر فسأكون في كايدن اي بعيدة جدا عن دوراسون .. وهذا افضل مافي الامر .. غرنت ووالدتي متفاهمان جدا سترين هذا بنفسك واتعلمين هذا كل ما يهم
- اجل هذا هو المهم .. ماذا تعنين افضل مافي الامر 
- لقد نامت دايان ( قاطعتها قائلة بتعمد وهي تلمح ديان من خلال المرأة مستمرة بمحبة ) ما الطفهما
- عليك ان تريهما وهما مستيقظان وبقمت نشاطهما حين اذ حدثيني عن الطافة
ضحكت لقول جورجيا التي اخذت تقص عليها ما فعلانه بها بالطائرة لتأخذا بالضحك معا
- يبدوا المكان مكتظا
قالت جورجيا عندما توقفت السيارة امام المنزل حيث صفت مجموعة من السيارات ايضا لتترجل جوانا وتحمل ادم النائم بينما حملت جورجيا ديان لتتبعها الى الداخل بخروج بيرتا وهانا ليمروا من جوارهم لتتجه نحو الادراج لتصعدها وهي تقول
- اتبعيني لنضعهما بالسرير اولا
- ها قد وصلتي
قالت ميلينا وهي تتبعهما لتعانق جورجيا وتصعد برفقتهما الى الاعلى لتتخطى عنهم سيلا وماريانا تتمتم
- لا احب هذه الفتاة ولا استطيع حتى احتمال وجودها هنا
- تعنين جوانا
- اجل
- دعك منها بعد غد تغادر ونتخلص منها
اخذت الأمور تسير بسرعة ما بين انهاء العمل واعداد انفسهم لتناول العشاء العائلي الذي دعا اليه غرنت لتحدق بساعتها اكثر من مرة وهي تقف بالباحة الامامية للمنزل مرتدية ثوبا اسود طويل بفتحة جانبية يظهر نحافة خصرها وكتفيها شبه العاريين بجوار والدتها وغرنت الذي وقف بجواره ناثان ليستقبلوا الضيوف لتفعل بالمثل قبل ان تعود لتجول بنظرها بارجاء المكان متنقلة بين مجموعة من الفتيات والشبان الذين ارتدوا لباسا رسمي والمنتشرين حول الطاولة التي امتدت بشكل طولي ليجلس عليها الجميع لوضع الطعام وتلبية كل ما يحتاج اليه المدعون لتنقل نظرها من جديد بين الجميع ولم يفتها تأمل الفتيات لها بين الحين والاخر وهم يتمتمون فجالت بنظرها بأرجاء المكان من جديد فلقد تأخر روجر عادت نحو والدتها التي حدثتها لتبتسم لها وهي تهز راسها بالايجاب بينما تحركت لاريس التي ارتدت ثوبا خمري قصير لتقف بجوار والدتها ووالدها وشقيقها لوجان لتتبادل واياهم الحديث قبل ان ينضم لها نويل الذي كان يتأملها من بعيد لتنشغل معه
- ها هو
تمتمت جوانا لجورجيا الواقفة بجوارها بارتياح وهي تشاهد سيارة روجر تقترب من بعيد لتتوقف قرب السيارات العديدة المتوقفة فتحركت نحوه بسعادة غامرة لاستقباله لتحيط يده خصرها وهو يقبلها على خدها هامسا برقة
- اشتقت لك .. انت فاتنة جدا الليلة
- سعيدة بوصولك كنت بدأت اقلق
- اعتقدت اني سأتوه
- اعلم انك جيد بالاتجاهات دعني اقدمك لهم
اجابته وهي تسير ليسير بجوارها ليقتربوا من غرنت وميلينا وناثان ليحييهم ويتحدث معهم
- من هذا
تسألت ماريانا وهي تتابع جوانا وروجر باهتمام فقالت سيلا
- يبدوان مقربان
- لا تعلمين ان كانا مرتبطين اذا
- لا استطيع ان ااكد لك شيء فلا اعلم عنها شيء
اخذت ماريانا تتأمل روجر ببطء من راسه الى اخمص قدميه هامسة
- انهُ .. جذابا جدا
- لا تدعي ناثان يسمعك
- ليس عليه ان يعلم اني قلت هذا .. وانت تعرفين القوانين ان اخليت بها تخرجين خارج مجموعتنا اي لن تعودي رفيقتنا لنا
اضافت وهي تتلفت برأسها حولها لتراه يقف مع اقربائه يحدثهم فعادت نحو جوانا وروجر لتعود لتتأمل روجر وسيلا تقول بتذمر
- عليك التوقف عن تهديدي فهذا ليس لائقا حقا
- انا لا افعل انها شروط مجموعتنا وانت تعرفينها جيدا من يخل بها يغادرنا ولكن عزيزتي انا اعلم انك لن تفعلي لذا .. أنا فقط اداعبك 
اضافت وهي تتابع جوانا وروجر الذين توجها نحو لاريس وانغريد لتبادل الحديث معهما قبل ان يتجه الجميع نحو مائدة الطعام التي مدت بشكل طولي بحيث يجلس عليها جميع المدعوين لتبدأ اصناف الطعام تصف امامهم ليمضي العشاء بالحديث والتمنيات السعيدة للزوجين
- هل تستمتعان
نظر روجر الجالس بجوار جوانا على مائدة الطعام وقد وضعت اطباق الحلويات امامهم بعد انتهاء العشاء نحو غرنت وميلينا الذين اقتربا منهم وكذلك فعلت جوانا ليتحدث معهما همت جوانا بمحادثتهما ايضا الا ان عينيها ثبتتا على هاتف روجر الذي اضيء لوصول رساله له لتتعلق عينيها بالكلمات القليل التي وصلته
- هل وصلت دوراسون لا تتأخر بالعودة لي اشتقت لك منذ الان مع حبي دنيز لتتبعها رسالة اخرى انت تعلم اني لا استطيع النوم قبل ان تحدثني اني انتظر مكالمتك بشوق
بقيت عينيها ثابته على الهاتف وقد شعرت بالدماء تختفي من وجهها بشكل كامل وان عقلها قد توقف عن العمل للحظات ليغادرها قلبها لا تصدق ما رئته لتو رفعت نظرها عن الهاتف ببطء نحو روجر المازال منشغلا بالحديث لتعود بها الذاكرة الى دنيز رافضة تصديق ما قرأته الان انها تحلم وهذا لا يحصل حقا نظر اليها روجر بابتسامة فأظهرت ابتسامة على شفتيها بصعوبة بالغة مخفية ما يجول بداخلها لتعود براسها الى ما امامها بشكل ألي وهي تبتلع ريقها الذي جف تماما وهناك غصة في حلقها تمنعها من التنفس فنظرت نحو لاريس الجالسة امامها والتي ابتسمت لها عند الالتقاء بعينيها الى أنها هزت راسها لها لتتبعها وهي تهم بالابتعاد عن مقعدها قائلا
- اعذروني قليلا
وضعت لاريس شوكتها جانبا وغادرت هي الاخرى الطاولة لتتبعها لداخل المنزل فأسرعت جوانا بالنظر اليها قائلة بهمس وتوتر وهي تصبح بجوارها
- اشعر ان ساقاي ستخونانني
- ولكن مابك
- روجر ليس مخلصا لي
- ماذا ولكن كيف علمتي بهذا
- رأيت لتو رسالة من احدا موظفاته التي لا تتوقف عن الاتصال به بالعادة ولكنها ليس رسالة بريئة هناك امرا ما يجري لاريس وانا لا اعلم به عليك مساعدتي
- تريدين ان اتفقد هاتفه
- اجل عليك فعل هذا
- لا تتوتري ربما الامر ليس كما تعتقدين
- هذا ما ارجوه ان لا يكون ما افكر به صحيحا .. ستفعلين اليس كذلك
- بالتأكيد لا تقلقي سأفعل سأحاول الحصول على هاتفه وعليك اشغاله الى ان اعيده ( هزت راسها لها بالايجاب فأضافت ) ليس عليك استعجال الامور ربما فهمت الامر بشكل خاطئ لذا لا تتوتري قد يكون الامر مجرد سوء فهم
- هذا ما ارجوه ان يكون سوء فهم ولكن تلك الرسائل
- لا عليك منها الان اعيدي الابتسامة لوجهك ولا تجعلي احدا يشعر بك وخاصة والدتك تعلمين ان اليوم مميز لها وان شعرت ان بك خطب ما
- لا لا انا بخير لن اجعلها تشعر باي شيء ولكن عليك الحصول على هاتفه اريد ان اعلم ما يجري فانا ... لا اريد تصديق ما رئيته
- سأفعل ولا تقفزي الى اي استنتاجات الان ولا تفكري بالأمر .. اتفقنا
هزت راسها لها موافقة لتتنفس بعمق لتعيد الكرة مرتين قبل ان تقول للاريس التي تتابعها
- انا بخير
- انت واثقة
- لا و .. اجل هيا بنا
عادت للجلوس بجوار روجر الذي نظر اليها بابتسامته الجذابة فبادلته الابتسامة وهي تتابع المدعوين وهم يتمنوا الامنيات الطيبة للزوجين قبل ان يبدأ عددا قليل منهم بالمغادرة
- جوانا ان هاتفي يرفض الاستجابة لا اعلم ما به هل استطيع استعمال هاتفك علي اجراء مكالمة مستعجلة
اقتربت لاريس منها قائلة فقالت جوانا
- هاتفي ليس معي ولكن تستطيعين استعمال هاتف روجر بالتأكيد لا تمانع
اضافت له وهو ينظر اليها فهز راسه بالنفي وتناول هاتفه ليقوم بالضغط على بعض الارقام ويقدمه لها ابتسمت لاريس لجوانا وهي تضرب بعض الارقام لتقول
- اجل جو اين انت .. حسنا حسنا هلا تفقدت القطط وتاكدت من وضع الطعام والماء ارجوا ان تفعل لا لا لن نطيل وداعا اراك قريبا .. اشكرك روجر
قالت وهي تعيده له فحدق بساعة هاتفه وهو يتحرك واقفا 
- تأخر الوقت وعلي المغادرة
- الا تستطيع البقاء قليلا ( وضع هاتفه بجيبه الخلفي وهو يقول )
- علي اجراء بعض الاتصالات من اجل العمل تعلمين انه لا يتوقف حتى لو كنت بعيدا
تبادلت النظرات هي ولاريس لتقف جوانا متأبطت ذراعه وهي تقول وبنفس الوقت تشير للاريس نحو جيبه الخلفي بعينيها
- دعني اذا اصطحبك لتودع امي وغر .. انتبهي ما بك
اسرعت بالقول ولاريس تستضم بروجر من الخلف والذي هم بدوره بالاستدارة نحوها ولكن جوانا التي تتأبط ذراعه لم تسمح له وهي تحدق بلاريس قائلة
- هل انت بخير ما بك
- كسر كعب حذائي ارجوا ان تعذرني روجر ( اضافت وهي تبعد نفسها عنه مستمرة ) علي تبديله الان اعذروني
- لابأس أرجوا انك لم تلوي كاحلك ( اجابها وهو ينظر اليها )
- بشكل بسيط اعذروني
- لنذهب لوداع امي وغرانت
قالت وهي تحثه على السير برفقتها وبنفس الوقت تحاول اخفاء توترها فالقد سحبت لاريس هاتفه من جيبه دون ان يشعر وعليها الان أشغاله حتى عودتها لذا اخذت تتحدث مع والدتها وغرنت وكلما حاول روجر إعلامهم بنيته المغادرة تتدخل لتتحدث الى ان رأت لاريس تقترب منهم من جديد فاخذ قلبها المتوتر ينبض بحذر شديد بينما وقفت لاريس بجوار روجر وهي تقول
- يا لها من امسية جميلة تمنياتي الحارة لكما بحياة رائعة كما تتمنوها
- عزيزتي لاريس ( قالت ميلينا بود مستمرة ) انا بشوق لرؤيتك بالثوب الأبيض
- لستُ على عجلة من امري ( ووضعت يدها على ظهر روجر وهي تستمر ) لديك هنا من قد يرغبا بفعل هذا
ابتسم روجر وهو يهم بالتحدث الى انه لم يفعل وجوانا تلتصق به هامسة
- أشعر بالدوار هلا ساعدتني
تحركت يده لتحيط خصرها بينما اسرعت لاريس بدس هاتفه بجيبه من الخلف وهي تقول
- ما بها
- جوانا هل انت بخير ( قالت والدتها بقلق )
- دوار بسيط لا شيء يذكر
تناول غرانت كوب ماء قدمه لها فتناولته منه شاكرة لترشفه بينما قال روجر
- عليك الجلوس لابد وانك قد ارهقتي نفسك اليوم
- لا باس لقد اصبحت افضل ( أجابته وهي تبتعد عنه مستمرة امام تحديق والدتها بها بينما انسحبت لاريس مبتعدة عنهم ) اني بخير .. مجرد دوار بسيط .. وذهب
- انت واثقة
- اجل عزيزي ( اجابت روجر فنقل عينيه بعينيها باهتمام قائلا )
- الا تحتاجين لرؤية الطبيب سأقلك للبلدة
- لا لا لقد زال لا تقلق
- انت واثقة
هزت راسها له بالايجاب فعادت يده لتحيط خصرها ونظر نحو ميلينا وغرنت قائلا
- لقد كانت سهرة مميزة ولكن علي المغادرة الان
- لما لا تبقى هنا الليلة لدينا غرف اضافية
- هذا لطفا منكما ولكني قد حجزت بفندق بالبلدة وهو جيد جدا كما ان علي السهر على بعض الاوراق تخص العمل .. ااركما غدا
تحركت برفقته متجهين نحو سيارته وهي تقول
- يا لها من لليلة مميزة
- اجمل ما بها انت
همس لها وعينيه تغوصان بعينيها واصابع يده تحيط يدها مما جعل غصتا عميقة تعلق بحنجرتها انها مخطئة بالتأكيد هو لا يقوم بخيانتها ولكن ما قصت تلك الرسالة
- ما بك ( تسألت هانا وهي ترى ماريانا تحدق بجوانا وروجر باهتمام مستمرة لها ) يبدوان مغرمان
- وان كان الم تريه كيف كان ينظر الي منذ قليل كادت عينيه تخرجان من رأسه
ضحكت هانا قائلة
- تعتقدين انك قادرة على كل شيء
- اتراهنين اني استطيع جعله يفعل ما اريد ( والتمعت عينيها بتحد وهي تنظر الى هانا التي قالت )
- هذا ما تعتقدينه انت فقط
- ارغب بترك هدية صغير لتلك الجوانا
- ماذا تنوين
توسعت شفتيها عن ابتسامة واثقة وعادت بنظرها نحو جوانا وروجر الذين توقفا بجوار سيارته لتقف لمحادثته قليلا قبل ان يصعد اليها مغادرا لتتابع ابتعاده .

حرك ناثان الذي يقف بجوار نويل راسه بعيدا وقد كان يراقب ابتعادها وروجر قبل ان يعود نحوها من جديد متأملا اياها للمرة لم يعد يذكر الكم هذه الليلة وهي تعود بادراجها بخطوات قصيرة شاردة وكأن ابتعاد رفيقها قد سبب الحزن لها رفع كاسه ليرشف منه ويبتلع ما في فمه ببطء ماذا دهاه لما لا يستطيع ابعاد عينيه عنها الليلة انها .. فاتنه حسن وما الجديد لطالما احيط بالفاتنات انها .. مختلفه .. اجل انها كذلك ليس الا 
عادت بأدراجها تبحث عن لاريس بين الضيوف القليلين المتبقين لتسير باتجاهها ما ان راتها لتلمس ذراعها قائلة
- هل حصلت على شيء (  نظرت لاريس اليها بتفكير قبل ان تهزت راسها لها بالايجاب فاستمرت بتوتر ) اذا
- ان الوقت غير مناسب سنتحدث عندما يغادر الجميع ولكن لا تنشغلي بالأمر الان وابعديه عن تفكيرك لا تنسي ان اليوم هو يوم مميز عند والدتك ولا تريدين ان يفسد مزاجها وهذا ما سيحصل ان تنبهت بانك بمزاج سيء لذا ابتسمي واذهبي الان للانخراط مع الباقين
استمرت لاريس بالتحدث دون السماح لها بمقاطعتها وتحركت سريعا من امامها مبتعدة مما جعل غمامة سوداء تستقر على صدرها اذا ما راته صحيح فلاريس تحاول اخفاء الامر الان فقط
- اتستمتعين بالأمسية
- ارجوا المعذرة
قالت وقد اخرجها قول ناثان من شرودها وهو يتناول كاسا من العصير عن الطاولة التي تقف بجوارها لتنظر اليه وهي تقول دون تركيز
- اجل افعل
- بما انك الاشبينة عليك البقاء بجوار والدتك وليس الوقوف هنا كتائهة
- لما لست بجوار والدك اذا الست اشبينه ايضا
- انا اقوم بما علي ولكني تنبهت انك لا تفعلين
- لا تشغل نفسك بي ناثان حقا اذهب وتابع ما كنت تقوم به بعيدا عني بعيدا عني بقدر كبير
اجابته بضيق فاخر ما كان ينقصها الان هو وتحركت مبتعدة ليتابعها بغيظ يستحق هذا ما كان عليه محدثتها حتى .
عادت للوقوف بجوار والدتها الى ان غادر اخر الضيوف ليبدئوا بالتوجه نحو غرفهم للاستراحة
بينما تبعت لاريس نحو غرفتها فلم يعد لديها صبرا على الانتظار اكثر وما كادت تغلق الباب خلفها حتى فتح ودخلت انغريد فتعلقت عينيها بلاريس قائلة
- اراك بعد قليل في الحديقة الخلفية ( ونظرت نحو خالتها التي قالت وهي تخلع حذائها )
- يحب عليكما الا تطيلا السهر فأمامنا يوما حافل غدا
- لن نفعل .. عمتِ مساء خالتي
وغادرت متجها نحو الخارج فهو المكان الوحيد الخالي وقد عم الهدوء التام المكان لتأخذ بالسير بتوتر ذهابا وايابا امام الارجوحة لتتوقف ببطء ولاريس تقترب منها لتبادرها ما ان اصبحت امامها لرؤيتها لترددها بالحديث
- لا عليك استطيع احتمال اي شيء انت تعلمين هذا
- اجل و .. اعلم ايضا انك كنت تأخذين علاقتك بروجر على محمل الجد
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة
- اجل فعلت و .. يبدوا اني كنت على خطء اليس كذلك
وامام هز لاريس لراسها لها بالايجاب ترقرقت دموعها رغما عنها لا تريد ان تفعل هذا لما تخونها دموعها الان فتمتمت لاريس باهتمام وبصوت منخفض
- اسفة لإعلامك بهذا .. ولكن لا استطيع الا افعل انت مهمة لي ولن اسمح له بأذيتك انت تستحقين افضل منه افضل منه بكثير اقسم اني لم اتخيل انه بهذا الشكل لم يبدوا هذا عليه ولكنه ليس كما تعتقدين
رفعت يديها لتمسح خدها قبل ان تعقدهما الى صدرها قائلا بصوت حاولت اخراجه ثابتا
- انه على علاقة بدنيز
- اجل .. يبدوا الامر انهما منذ زمن كذلك اعني حتى قبل تعارفكما وهي تأخذ الامور بشكل طبيعي
- هل انت جادة ( تمتمت غير مصدقة ) فهزت لاريس راسها لها بالايجاب مستمرة
- حصلت على جميع محادثاتهما حتى القديم منها تستطيع فهم الكثير عند قرأتك لها سأرسلها لك الان ( تابعت وهي تتناول هاتفها لتضغط على بعض ازراره قبل ان يصدر هاتف جوانا صوت تلقيه لرسائل لتستمر لاريس ) اعلم ان ما بها لن يسرك ولكن عليك الاطلاع عليها حتى تدركي انك لن تندمي على اي قرار ستتخذينه ( وامام هز جوانا راسها لها بالايجاب ببطء وقد شحب وجهها استمرت ) اترغبين بان ابقى معك ( حركت راسها لها بالنفي فتابعت وهي تتراجع ) ان احتجتِ لي سأكون بالداخل
تابعتها جوانا وهي تبتعد لتتراجع بدورها للخلف جالسة على الارجوحة وهي تتخلص من حذائها العالي محاولة ان تتنفس بعمق وعينيها معلقتين بشاشة هاتفها ولكنها لم تفلح فالهواء يرفض الدخول ليملاء رئتيها عقصت شفتها وتناولت الهاتف لتفتح الرسائل التي وصلتها من لاريس التي التقطت مجموعة من صور محادثات روجر ودنيز .

- انتِ هنا ( توقفت لاريس وقد كانت تعود بأدراجها نحو باب المنزل لتتلفت حولها قبل ان تثبت على نويل المتكئ على سيارته والذي استمر ) اعتقدت انك ذهبتي كالجميع الى السرير
- سأذهب الان
- اتشعرين بالنعاس
- امامنا يوما حافل بالغد
- الا استطيع اغراءك بالقيام بجولة
- جولة ( قالت وقد شد اهتمامها لتتحرك نحوه متابعة ) اين
- ارجاء المكان
- بهذا الوقت
- اجل ليس متأخرا كثيرا كما ان البلدة مازالت مفتوحة وبها مطعما مميز
- المزيد من الطعام انت تمزح لا استطيع
- لما لا
- لن يدخل ثوبي بي غدا ان فعلت لا لا استطيع
- اذا لتكون مجرد جولة حول المكان
- برغم رغبتي بهذا ولكن .. لا اشكرك لعرضك
قالت وهمت بالتحرك فاسرع بالاستقامة بوقفته قائلا
- ولكن لما لا
- في الحقيقة .. لا ارافق الغرباء ولا اقوم بجولة معهم
- دعيني افهم ما قلته غرباء انا اعد غريبا كيف .. خالتك سترتبط بوالد صديقي لذا
- لذا
- اصبحنا بطريقة ما .. نعرف بعضنا
- هذا مقنع ( قالت بابتسامة واضافت بتفكير ) ولكن مازالت لا استطيع فعلى النهوض باكرا  في الغد .. ربما في يوما اخر .. عمتَ مساء
وتحركت من امامه لتعود بأدراجها الى المنزل ليتابعها بتفكير .

تتدحرجت دمعة ببطء على خدها لتنزلق الى الاسفل وهي تشعر بان الهواء لم يعد يدخل الى رئتيها ومازالت عينيها ثابتتان على شاشة هاتفها فلم تكن لتتخيل ان يحدث هذا لها قذفت هاتفها جانبا لترفع ساقيها وتضمها لها ليستقر جبينها على ركبتيها لقد كان طوال الوقت يقوم بخداعها كيف يستطيع فعل هذا بها كيف يجرؤ على التقرب منها وهو على علاقة بدنيز عادت الذاكرة بها الى فلورا التي اخذت تطرح عليها السؤال تلوا الاخر عندما علمت بعلاقاتها بروجر والان بدأت اسئلتها تبدوا واضحة لها لذا اسرعت نحو هاتفها لتتناوله من جديد وتقوم بإرسال رساله لها
- عمتي مساء .. هل كنت تعلمين بعلاقة روجر ودنيز
بقيت لعدت ثواني تتأمل رسالتها قبل ان يأتيها جواب فلورا
- هل علمتي بأمرهما
- اجل .. لما لم تعلميني
- حاولت ولكن لم استطع قول الامر لك بشكل مباشر ففي النهاية هو رب عملي ولم ارد ان اخسر وظيفتي
- لما يفعل هذا اعني انهم مازالوا معا كيف يتقرب مني لا استطيع الفهم
- لقد تعرضت دنيز لحادث سير منذ عدت اعوام مضت واجرت الكثير من العمليات الجراحية لتعود الى طبيعتها ولكن في حينها قام الاطباء بإزالت رحمها لإنقاذ حياتها فلم تعد قادرة على انجاب الاطفال لذا انفصلت عنه رغم تعلقه بها لمعرفتها بمدى رغبته بإنشاء اسرة وانجاب الاطفال لذا لا تمانع ارتباطه بأخرى ولكن لا اعتقد انهما سينفصلان يوما فبينهما علاقة غريبة حقا .
ارخت اصابع يدها ليقع الهاتف منها ويستقر بجوارها والدموع تعود لتجمع بعينيها وقد ملاء صدرها الالم وعقلها مازال يرفض تصديق ما يحدث منذ وقتا قصير كانت تعتبر نفسها محظوظة لالتقائها به .

نظر ناثان الذي يقترب من بركة السباحة نحو جوانا الجالسة بشرود على الارجوحة وقد اكفهر وجهها ليضع المنشفة بجوارها قبل ان يستمر نحو الجهة المقابلة لها من البركة وقد ارتدا شورت السباحة ليقفز بالماء بمهارة مما جعلها تخرج من شرودها لتثبت عينيها عليه وهو يسبح ليصل الى الطرف الذي امامها قبل ان يستدير عائدا بأدراجه لتتابعه دون رؤيته حقا فعقلها مازال شاردا بما حدثتها به فلورا ومارأته من رسائل بين روجر ودنيز توقف ناثان امامها من جديد ليضع يديه هذه المرة على حافة البركة وهو يلاقي عينيها الدامعتين التين تتابعانه قائلا
- ليس الامر سيئا لهذه الدرجة ( اخرجها قوله من شرودها فقالت بحيرة )
- ارجوا المعذرة
- اقول ان والدتك لن تبعد كثيرا وبإمكانك الحضور دائما لرؤيتها .. عليك ان تبدي على الاقل امامها متماسكة اكثر والا سائها الامر
رفعت يدها لتمسح خدها جيدا وهي ترطب شفتيها متمتمة بصعوبة
- اعتقد انك على صواب ليس عليها رؤيتي بهذا الشكل
- استبقين بمفردك بكايدن الان ( هزت راسها له بالايجاب فاستمر ) بالتأكيد ستشعرين بدايتا بالوحدة ولكن قد تجدين رفيقة تقطن معك الا تفعل ابنة خالتك
- لا اعاني من مشكلة لبقائي بمفردي
- اذا هو التغير رويدا رويدا تعتادين الامر
- اجل اعلم .. سأعتاد الامر و .. اتقبله وسأمضي قدما
قولها لأخر كلماتها بصعوبة جعله يمعن النظر بها قليلا بتفكير قبل ان يقول
- اترغبين بالسباحة ( هزة راسها له بالنفي فلا ترغب باي شيء الان فأضاف ) سيشعرك الامر بالراحة ويبعد التوتر الذي تشعرين به
عادت لتهز راسها له بالنفي فقال وهو يدفع نفسه للخلف بالماء ليعود للسباحة
- كما تريدين
تابعته قبل ان تعود بنظرها نحو هاتفها الذي اضيء لاستلامها رسالة فتناولته لتفتح الرسالة القادمة من روجر
- نوما هنيئا حبيبتي غدا اراك
شعرت بغصة في حنجرتها لمحاولتها التنفس بشكل طبيعي دون فائدة فوضعت الهاتف جانبا وارفعت راسها الى الاعلى وهي تسند نفسها الى الخلف وتغمض عينيها طالبة من نفسها التروي والهدوء اجل عليها التروي التروي جوانا امام ماذا خيبة املها ام شعورها بانها كانت حمقاء تماما لثقتها به ما كان عليها الثقة به ما كان عليها هذا
- ارجوا المعذرة ( قول ناثان جعلها تفتح عينيها محدقة بالسماء المليئة بالنجوم قبل ان تنظر اليه وهو يستمر ) هل بإمكانك اعطائي المنشفة
نظرت بروية الى حيث يشير لتحدق بالمنشفة الموضوعة على حافة الارجوحة لتنهض ببطء لتتناولها وتتحرك نحوه لتقدمها له ولكن لمفاجئتها التفت يده حول يدها وهو يقول
- انت بحاجة لهذا
- اه لا
هذا ما استطاعت قوله قبل ان تغتص بالماء وقد جذبها من ذراعها لتسرع بالسباحة صاعدة الى اعلا لتشهق وهي تتلفت براسها حوله محاولة ايجاده وهي تهم باتهامه لتعجز عن النطق وهي تشعر بشيء يسحبها من ساقها الى الاسفل مما جعلها تحاول الافلات منه بذعر دون فائدة لتنزل الى الاسفل وتراه وهو يتحرك مبتعدا فأسرعت بالسباحة من جديد الى الاعلى لتقول من بين انفاسها الاهثه وهي تراه يطل بدوره على بضع امتارا منها
- ما الذي تعتقد نفسك تفعله كدت تغرقني
- انت تجيدين السباحة لذا لن تغرقي ( اجابها دون اكتراث مما جعلها تقول بحنق )
- لا يحق لك هذا انا لم اكن ارغب بالنزول للماء
توقفت عن المتابعة واسرعت بالنظر نحوه جيدا قبل ان تتلفت حولها بقلق وهي تبعد شعرها عن وجهها الى الخلف لاختفائه وهي تستمر ببطء
- الامر ليس ممتعا بحق فلا اه لا
تابعت بصعوبة وهي تسحب من جديد الى الاسفل لتسرع بالتخبط لتفلت قدمها وتحاول الامساك به بينما ابتعد الى الخلف فحاولت لحاقه قبل ان تتوقف وتصعد الى الاعلى لتتنفس بعمق وهي تهمس
- سأريك
وعادت للأسفل تبحث عنه لتجده قد اصبح على حافة البركة فعادت للصعود والسباحة باتجاهه محاولة الوصول اليه الى انه سرعان ما اختفى من جديد
- ما الذي يشغلك ( قالت ماريانا لسيلا بعد ان ارتدت بيجامتها مستمرة وهي تقترب من سيلا الواقفة بجوار النافذة ) انا احدثك وانتِ .. ليس من جديد
اسرعت سيلا بالنظر نحو ماريانا لقولها لترى عينيها تتعلقان بضيق بما يجري ببركة السباحة لتتساءل
- ماذا تعنين بهذا
- اعني ان تلك الفتاة لا تروقني انها كذلك منذ البداية ولكن الان بدأتُ اشعر بالضيق منها فللمرة الثانية اجدها تلهوا هنا برفقة ناثان
- انتِ جادة .. ولكن لا اعتقد ان ناثان يودها فلقد تذمر منها اكثر من مرة لذا لا يشغلك الامر
- اعلم ولكني اشعر بالانزعاج منها وانت تعلمين عندما انزعج من احداهن لا استطيع ترك الامر علي افهامها حجمها الحقيقي وان ناثان يخصني انا وحدي 
ضحكت سيلا بمتعة قائلة
- بدأت الغيرة تنهشك اصبح الامر ممتع ( وابتعدت عن النافذة مستمرة بينما عقدت ماريانا ذراعيها الى صدرها وقد ملاء التجهم ملامحها ) ولكن انت تعلمين ان ناثان لا يحب هذه التصرفات
- ليس عليه ان يعلم
اجابتها وعينيها تضيقان وهي تتابع خروجه من الماء بينما قذفته جوانا بالمنشفة التي لم تصبه وهي تقول بأنفاس لاهثة
- انت مدين لي
- لا اعتقد فالبارحة كنتي تدعين بانك ستغرقين ولا تجدين السباحة اتذكرين جعلتني انزل بملابسي لإنقاذك ( ورفع يده لها وهو يتابع التراجع للخلف مستمرا ) عمتِ مساء
واستدار مبتعدا تابعته لوهله الى ان اختفى وهي تفكر ما الذي تفعله هنا الم تكن تجلس هناك تندب حظها على ما فعله بها روجر على الاقل السباحة شتت تفكيرها عنه قليلا عليها ان تستعيد رشدها والا شعرت بها والدتها وهذا ما لا تريده لتجعل الامور تسير بهدوء الى ان ينتهي الزفاف حينها عليها ان تنهي الامر مع روجر .

- مازلتِ مستيقظة
بادر ناثان ماريانا وهو يصعد على الطابق الثاني بينما غادرت غرفة سيلا لتو قائلة وهي تقترب منه
- لو كنت اعلم انك عند البركة لرافقتك
- اعتقدت انك تسعين للراحة والا لدعوتك لمرافقتي
اجابها بود فقالت بدلال وهي تضع يدها على صدره المبتل وعينيها لا تفارقان عينيه
- ارغب بشرب كوبا من العصير اترافقني
- دعيني اجفف نفسي وسأفعل كل ما تريدين ( تمتم لها بابتسامة وعينيه تلتمعان بمحبة )
فانسحبت من امامه ببطء وعينيها لا تفارقانه وهي تهمس بدلال
- انا بانتظارك .. لا تتأخر .

فتحت جوانا عينيها ببطء محدقة بالسماء وقد استقلت على ظهرها لتطفوا بالماء مسترخية لتتأمل النجوم المضيئة ليأخذ جسدها بالغوص ببطء الى الاسفل لتنسل معه بروية والمياه تغطي وجهها ببطء لتختفي لامسة قدميها بلاط المسبح قبل ان تندفع من جديد الى اعلا لتسبح نحو حافة البركة لتغادرها وهي تقوم بالضغط على شعرها وقد جذبته جانبا لينزل الماء منه وكذلك من ثوبها لتقف قليلا محاولة التخلص من اكبر قدر من الماء العالقة بها قبل ان تناول هاتفها عن الأرجوحة وتتحرك نحو المنزل لتدخل اليه وتتجه نحو الدرجات المؤدية نحو الطابق الثاني
- لقد ملائتي المكان بالماء ( قول ماريانا التي تقف في المطبخ وهي تتابعها جعلها تنظر اليها بلمحة غير مباليه وهي تستمر بالسير مما جعل ماريانا تتحرك نحوها لتسرع بالوقوف امامها وهي تتابع ) انا اتحدث معك
- وهل علي الاصغاء حقا ام ستطلبين مني ان اقوم بتجفيف الارض
- اولست من بللها
- كنت لأفعل بطيب خاطر ولكن بما انك تدخلت بالأمر فالتكن مبادرتك اشمل وتقومي بهذا بنفسك وان ابتعدت عن طريقي الان سيكون افضل فكلما اسرعت بالوصول الى غرفتي كان هذا لصالحك
- صالحي اذا اتعلمين ( قالت وهي تقرب وجهها منها اكثر مشددة على كلماتها والغيظ باديا عليها ) انا اعلم ما هو صالحي وجيدة جدا بالمحافظة عليه لذا ارجوا ان تلزمي حدودك منذ اليوم ولتعلمي جيدا ان ناثان يخصني واننا نخطط للارتباط منذ بعض الوقت وارتباط والده جعلنا نتريث قليلا حتى تستقر الامور
- و .. ما شأني بهذا
- كلما تلفت حولي اجدك ملتصقتا به الا يكفيك الاهتمام الذي تناليه من صديقك وتحتاجين للمزيد
فتحت شفتيها لتحدث لأول وهلة عاجزة عن النطق قبل ان تقول
- أانت حمقاء ام ان الغيرة تعمي بصيرتك عما تتحدثين وما شأني بناثان خاصتك ولم قد التصق به انه فقط عقلك ( واشارت بيدها الى راسها مستمرة بسخرية ) يعاني من بعض المشاكل على ما يبدوا لذا احذري مما تنطقين به
وهزت راسها بيأس ونفور وتخطت عنها فقالت ماريانا وهي تلتفت نحوها
- اجعليني اراك برفقته مرة اخرى وساريك عقلي الذي يعاني من المشاكل ماذا سيفعل
تابعت صعودها دون ان تلتفت اليها هذا ما كان ينقصها ان تتهم بالتصاقها .. به
اضافت لنفسها وناثان يطل من غرفته وقد ارتدا بنطالا يصل ركبتيه وتيشرت خفيفة ليقول وهو يهم بالتخطي عنها
- مازلت بالبركة حتى الان
- عليك شكر نفسك لهذا
اجابته وهي تدخل الى غرفتها لتسرع جورجيا برفع يدها نحو فمها طالبة منها ان لا تتحدث وهي تشير نحو ادم الذي بداء يغط بالنوم همت بهز راسها لها الى ان وقوف لاريس خلفها جعلها تنظر اليها لتراها تهم بالدخول فاستدارت نحوها لتطلب منها براسها التراجع لتفعل وتتبعها لتغلق الباب خلفها هامسة لها
- ادم على وشك ان يغفوا
- كيف انت
- بخير لا تقلقي
- انت واثقة ( هزة راسها لها بالايجاب فاستمرت ) اكنت تسبحين بملابسك
- انها قصة طويلة سأعلمك بها غدا
- للغد اذا .. جوانا .. ستذهبين للنوم امامنا يوما حافل غدا عديني انك لن تطيلي السهر ولن تفكري به هذه الليلة
- سأبذل جهدي الا افعل
- انه لايستحق أن تفكري به حتى لذا فلتكوني قوية وتتخطي الامر ( هزت راسها لها بالايجاب فعقصت لاريس شفتها تمنع نفسها من قول المزيد لتضيف باقتضاب واهتمام ) عمتي مساء 
- وانت ايضا
اجابتها بود قبل ان تتابعها لتعود لفتح باب غرفتها وتدخل بروية لكن كان من المستحيل عليها ان ترمي وراء ظهرها كل تلك الافكار والمشاعر التي تنتابها وتغفوا كما رغبت لذا تعمدت التزام فراشها في صباح اليوم التالي مخفية وجهها عن شقيقتها ووالدتها التين اخذتا تحثانها للنهوض قبل ان تغادرا لتناول الافطار لتنهض عند مغادرتهم لتستحم علها تمحي كل تلك الفوضى التي تجري من عقلها وتحرص على اخفاء تورم عينيها ببعض مستحضرات التجميل اخذت تتأمل الجميع بالأسفل وهي تنضم اليهم لتلقي التحية وتتوجه نحو ابريق القهوة لتسكب لنفسها كوبا وتستدير مستندة الى الخلف متأملة ما يجري امامها وقد جلست والدتها وغرنت على الأريكة يتحدثون برفقة خالتها وزوجها ولوجان بينما اخذت سيلا تتحدث بمرح مع ماريانا وناثان وقد وقفوا بمنتصف الغرفة لتتعلق عينيها بشقيقتها التي انشغلت ولاريس بأدم وهي تشير لها قائلة
- سنغادر بعض قليل هل انت مستعدة
- اجل
اجابتها وهي تضع كوبها جانبا وتنحني نحو دايان التي اقتربت منها لتحملها بين ذراعيها لتحدثها قليلا منشغلة معها لتتعمد الاستمرار بمحادثتها وهي تشعر بناثان الذي اقترب منها ليتخطاها نحو ابريق القهوة ليسكب لنفسه كوبا ويرشف منه وهو يستدير ليضعه على الطاولة برفقة مفاتيح سيارته قائلا للمجموعة التي امامه
- ايرغب احدا بان اسكب له
- انا ( اجابته ماريانا بابتسامة لم تصل الى عينيها وهما تتوقفان على جوانا المنشغلة بالحديث مع دايان بينما قال والده
- وانا احتاج الى كوبا اخر
حمل الاكواب بعد ان انها سكبها وتخطاها من جديد لتتعلق عينيها بمفاتيح سيارته التي تركت امامها رغم ادعائها الاصغاء لدايان التي تحدثها الا انها عادت بذاكرتها لمساء الامس فرفعت راسها تتابعه وهو يقدم لهم القهوة وينشغل بالحديث دون العودة باتجاهها فتحركت للأمام لتجلس دايان على الطاولة وتسحب مفاتيح سيارته بروية لتدسها بالدرج الثاني للطاولة التي فتحته قليلا لتعيد اغلاقه بهدوء وتعود لحمل دايان وتتحرك نحوهم لتنضم اليهم قبل ان يغادروا لتصعد والدتها برفقتها هي وجورجيا والاطفال بينما تبعتها لاريس بسيارة والدتها التي جلست بجوارها .

 - انه منتجع مشهور يقصده الزوار من جميع انحاء البلاد قرأت عنه صباحا ( قالت جورجيا بحماس ) ارغب بالحصول على جلست مساج قبل اي شيء
- افعلن ما تردن ولكن لنكن جاهزات في الموعد
( قالت والدتها وهي تستمر ) هل نسينا شيء
- لا كل ما نحتاج اليه معنا لا تتوتري كل شيء معد 
- لست متوترة .. سأحاول ان لا اكون ( اضافت ضاحكة ومستمرة ) لم ارغب بحفل زفاف منذ البداية 
- اه ولكنه عائلي ويقتصر على القليل 
اعترضت جورجيا بينما تناولت ميلينا هاتفها الذي يرن لتجيب 
- اجل ... لا لم اره ... هل رأت أحداكن مفاتيح الخاصة بسيارة ناثان لقد اضاعها وهو يبحث عنها ( اضافت وهي تنظر الى جوانا التي تقود ومن ثم الى جورجيا الجالسة بالخلف فهزت الاثنتين رأسيهما بالنفي بينما تابعت جوانا التركيز على القيادة وهي تنزل نظارتها الشمسية لتضعها على عينيها ووالدتها تقول لناثان ) لا لم ترياه ... دايان ( قالت بتفكير وهي تنظر اليها قبل ان تتساءل ) حبيبتي هل رأيتِ مفاتيح سيارة هل لعبتي بها او وضعتها في مكان ما 
هزت دايان راسها لها بالنفي وهي تقول
- لا 
انت واثقة قالت جورجيا لها فهزت رأسها لها بالايجاب فعادت ميلينا لتقول لناثان
- لا لا تعلم شيئا عنه ابحث جيدا علك وضعته هنا أو هناك .. حسنا وداعا 
- لا بد وانه وضعه في مكان ما ونسي ( قالت جورجيا فأجابتها ميلينا )
- انه منشغل بالإعداد للحفل لقد اعد المكان بشكل جميل 
نظرت جوانا نحو هاتفها الذي يضيء بين فترة وأخرى وقد تعمدت جعله صامتا لترا عدت مكالمات من روجر لتعيده الى مكانه لن تفسد يومها به لن تفعل وعادت لتركز على الطريق لتقترب من المنتجع الذي تم الحجز به لتوقف سيارتها وتتبعها السيارة التي تقودها لاريس ليمضي الوقت سريعا بهم قبل أن يعودوا للمنزل لتسرع بارتداء ثوبها الزهري ذو الشالات الرفيعة والذي يلتصق بجسدها حتى منتصفه ليتوسع بتنورة قصيرة ذات طبقات متعددة لتسرع لاريس بمرافقت جورجيا بعد انتهائهما من ارتداء ملابسهم ليغادروا وهم يحثوها على الإسراع فأسرعت جوانا بالتحرك لتناول حذائها وناثان يمر من امام باب غرفتها المفتوح وهو منشغلا بعقد ربطت عنقه ليتوقف عن السير ويرجع بضع خطوات للخلف ليطل عليها قائلا بتفكير وهو يتأملها
- كنت اتسأل هل شاهدتي مفاتيح سيارتي 
- الم تجدهم حتى الان 
أجابته وهي ترتدي حذائها الايمن فهز راسه بالنفي قبل ان يقول هو يقترب منها
- كلما حاولت ان اعود بذاكرتي اجد اني وضعته بالمطبخ 
- اذا انت تعرف مكانه
- لا .. ولكنك كنت انت هناك ايضا 
- تعتقد اني قمت بأخذه 
قالت وهي تمسك فردت حذائها الايسر لترتديها فقال وهو يضع يده بجيب بنطاله متابعا اياها
- بالنسبة لمعرفتي القصيرة بك والتي تأهلني للقول اجل انت تفعلينها
- اه هذا .. قول ليس لطيف من قبلك لما قد افعل هذا 
قالت بحيرة وهي تتحرك نحو المرأة لتتناول حلقها وتنشغل بارتدائه
- لأني .. قذفتك بالماء .. ربما 
- انت ذكي ( مد يده لها قائلا )
- ااستطيع الحصول على مفاتيح سيارتي الان بما اني علمت السبب الذي قد يدعوك لفعل هذا 
- ربما انتظر اعتذارك وليس اعترافك 
أجابته بابتسامة وهي تفتح احد العلب لتتناول عقدها منه فبدا الغيظ بعينيه ليقول بروية وهو يحاول ان يبقى على هدوئه
- تعترفين اذا انك اخذته وجعلتني طوال الوقت ابحث دون فائدة لاضطر لاستعارت سيارة نويل لأستطيع قضاء حاجيات لهذا اليوم والذي هو بالمناسبة يوم زفاف والدينا وبما انني الاشبين فتقع على مسؤوليتي الكثير من الامور وكان عدم استطاعتي استعمال سيارتي امرا كارثي اليوم هل انت سعيدة الى مائلت اليه اموري
نظرت نحوه وهي تعقد عقدها قائلة بينما مرت بيرتا من امام غرفتها 
- لا ابالي تفي بالغرض 
- مفاتيحي 
قال مشددا على كلماته لجوابها الغير مكترث فحركت كتفيها له برقة وهي تقول 
- لا اعلم اين هي 
وتحركت متخطية عنه لتغادر الغرفة لتضيق عينيه وهو يرفع يديه ليضعهما على خصره طالبا من نفسه الهدوء وعدم ايقافها كما يرغب وتلقينها درسا لن تنساه حتى تعترف اين هي مفاتيح سيارته 
همت ماريانا بتخطي غرفتها ايضا وهي تراها تسير امامها لتتوقف محدقة بناثان الذي رفع راسه الى اعلى ليتنفس بعمق لتقترب منه وهي تقول محاولة اخفاء ضيقها من وجوده هنا
- كنت ابحث عنك 
- ها انا 
وضعت يديها على ربطه عنقه تقوم بتحسين مظهرها وهي تقول 
- هكذا افضل ... ماذا تفعل هنا 
- كنت اسال جوانا ان كانت شاهدت مفاتيح سيارتي 
- الم تجدهم حتى الان 
هز راسه لها بالنفي وهو يدعوها للسير امامه ففعلت .

اخذت جوانا التي حملت باقة من الورود بين يديها تسير بالممر الذي فرش بالسجاد الابيض خلف والدتها التي تأبطت ذراع غرنت ليسير بجوارها ناثان ببذلته السوداء الانيقة ليقتربا من المذبح وقفت بجوار والدتها وقد بدأت مراسم الزفاف لتتعلق عينيها بروجر الذي يقف محدقا بها باهتمام فعادت بعينيها بروية الى ما امامها لتصدر الصيحات والهتاف ما ان انتهى الكاهن من عقد القران حتى تناثرت الورود فوق راس العروسان الذين يبتسما بسعادة قبل ان يتحركا للرقص لينضم لهم مجموعة من المدعوين
- عزيزتي ( قال روجر وهو يقترب منها محيط خصرها بيديه ليطبع قبلة على خدها مما جمدها فحركت راسها نحوه وهو يستمر بمحبة ) الوصول اليك اليوم كان شبه مستحيل الم تتفقدي هاتفك لقد اتصلت عدة مرات
-  تعلم اني منشغلة مع والدتي ( أجابته وهي تتعمد التحرك لتقف امامه متخلصة من يديه ومستمرة ) علي القيام بواجبي كإشبينه لذا .. اعذرني ان لم اكن متفرغة اليوم 
- أعذرك ولكن بتأكيد تستطيعين مرافقتي بهذه الرقصة
- لا
اختفت ملامح المرح التي كانت تعلوا وجهه لقولها الجاد قائلا بحيرة
- ما بك 
- ليس الوقت المناسب للحديث سنتحدث لاحقا اعذرني الان
أجابته وابتعدت من امامه ليتابعها بعدم فهم وقد اغمقت عينيه بتفكير وحيرة ليتأملها وهي تتحدث مع الجميع وترحب بهم بابتسامة قبل ان تتجه للرقص برفقة لوجان ثم تعود لاصطحاب دايان للرقص برفقتها بمرح دون ان يفتها متابعة روجر لها لتنهي الرقص مع ديان ضاحكة بمرح لتتنبه لسير روجر باتجاهها فتحركت مبتعدة بتعمد لتختفي من امامه لا تريد ان تفسد يومها وان حاول محادثتها قد لا تستطيع السيطرة على نفسها لذا تعمدت طوال الوقت الانشغال بعيدا عنه دون ان يفتها محاولته الوصول اليها فعاد لمتابعتها بعينيه وقد اكفهر وجهه تماما وهو يقف مع والدتها وغرنت متبادلا الحديث معهما لتراه بعد ذلك يقف مع لوجان ثم ماريانا وهانا عادت بنظرها نحوهم ممعنة النظر بهانا وماريانا المبتسمات والتين تتحدثان بمرح معه قبل ان تعود نحو جورجيا التي حدثتها وما ان انتهت حتى عادت لتنظر حولها وهي تبتعد ليتاملها ناثان وهي تسير باتجاهه ومازالت تتلفت حولها ليبادرها
- اتبحثين عني 
نظرت اليه وهي تتوقف امامه قائلة 
- ولما قد افعل هذا 
- لتعيدي لي مفاتيح سيارتي 
- مازلت تعتقد اني قمت بأخذها 
- لست اعتقد انا متأكدا من ذلك فلم يبقى مكان ابحث به 
- اسفة لتخيب املك فانا ( اجابته وهي ترى روجر يتحرك نحو مجموعة السيارات المتوقفة إذا قرر المغادرة هذا افضل ما يمكن ان يفعله الان عادت نحو ناثان مستمرة  ) لا اعلم شيء عنه
وتحركت تهم بالابتعاد فقال بشفتين مطبقتين بشدة 
- الن تنهي هذه اللعبة السخيفة 
لمحته بابتسامة وهي تبتعد دون اجابته وعادت لمراقصة العروسان قبل ان تتوقف بجوار لاريس وجورجيا تتأملان ما يجري حولهم
- جوانا 
تجمدت ابتسامتها لتنظر نحو روجر الذي وقف خلفها قائلا بجدية 
- لنتحدث ( التقت عينيها بعيني لاريس وهي تستدير ببطء نحوه فلقد اعتقدت انه غادر فأضاف قبل ان تتحدث ) اريد ان اعلم ما يجري ما بك لما تتصرفين بهذه الطريقة ولا تعلميني انك منشغلة فانا اعرفك جيدا وعلم انك تقومين بتجنبي
اشارت بيدها له ليسير وهي تقول 
- لنبتعد قليلا عن هنا 
فعل ليسيرا باتجاه السيارات من جديد لترا ماريانا وهانا تطلان عليهما من بين السيارات لتقتربا منهما وابتسامة خبيثة تطل على شفتي ماريانا جعلت روجر يرفع يده بتوتر ليرخي ربطت عنقه والفتاتان تتخطاهما لتبقى ملتزمة الصمت الى ان قال 
- اتعلمين لقد كنت مغادرا فلقد ضقت ذرعا من تجاهلك لي بهذا الشكل ولكني لم استطع المغادرة  دون ان اعلم ماذا جرى لك لما اشعر انك غاضبة مني وتتعمدين تجاهلي منذ حضوري بل منذ الصباح انت لا تجيبين على اتصالاتي حتى
- لقد علمت بأمر دنيز  
- دنيز .. لا افهم .. ماذا تعنين بهذا فكما تعلمين انها .. تعمل معي 
- لا اعني علاقة العمل بل بأمر علاقتكما الاخرى 
بدا التوتر عليه والاستنكار بعينيه وهو يقول 
- من أعلمك بهذا اراد الايقاع بيننا وإفساد الامور فمن قام بإعلامك بهذا الان وبهذا الوقت اراد ان تسوء علاقتنا لا تعلميني انك تصديقين هذا 
- تريد القول ان لا علاقة تجمعك بها 
- لقد ارتبط بها منذ سنوات خلت ولكن الامر لم ينجح اعترف بهذا كانت صفحة وانتهت من حياتي هل ستفسدين ما بيننا لأني لم اعلمك بهذا سابقا 
- لا فلا اكترث لماضيك حقا ولكن اكترث لوجودي معك وانت مازلت تتواصل معها طوال الوقت 
- من اعلمك بهذا 
- من تعتقد 
- انها لا تفعل لا تجرؤ على افساد علاقتي بك 
- ولما لا
- انظري مهما كان ما اعلمتك به فهو غير صحيح انها فقط تعلم اني مغرما بك حقا لذا تسعى لإفساد الامر فانا مغرما بك حقا جوانا لذا لا تصغي لما تقوله دنيز انها تشعر بالغيرة لذا 
- ولما عليها هذا الم تقل انها صفحة وطويتها ايصعب عليك الاعتراف بالحقيقة 
- لا جوانا ان 
- لقد انتهيت هنا روجر انا انسحب ( اسرع بالإمساك بكوع يدها وهي تهم بالتحرك من امامه قائلا )
- لن اسمح لك 
- لم يعد الخيار لك فحقا ليس بالشعور الجميل ان اعلم اني دخلت بعلاقة شائبة منذ البداية لن اكون خيارا ثانيا لن اكون لذا .. اسمح لي
اصرت وهي تسحب يدها منه وتتحرك مبتعدة وهي تبتلع ريقها وتصر على السير باستقامة فلا شيء لتأسف عليه هنا ان افضل ما حصل لها اكتشاف هذا باكرا قبل ان تتورط اكثر لاقتها لاريس وعينيها معلقتين بروجر الذي صعد الى سيارته قائلة
- انه يغادر