انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


السبت، 30 أبريل 2011

غريمي 4

 - فقط فقط حدثيني من هي ( حسنا لقد أصبحت تشعر بالفضول لتصرفه فأجابته )
- أنها صديقة والدتي وهي زوجة هذا الرجل ( وقربت صورة والدها ودانيال بجوار صورت والدتها وناتا متسائلة ) أتعرفهما
لم يجبها بل تمعن بالصورة الأولى ونقل نظره نحو الثانية وعاد من جديد إلى الأولى قائلا دون أن تفارق عينيه الصور
- والطفل الذي تحمله من هو
- أبنها بالتأكيد لم تستعره لالتقاط الصورة
ولكنه لم يأبه لسخريتها بل أمسكها من مرفقها بشكلاً مفاجئ وجذبها معه وهو يتجه نحو الرف الممتلئ  بالصور ليسحب عنه صورة ويمدها نحوها قائلا
- أهذا الطفل الذي هنا هو نفس الطفل الصغير الذي بين ذراعي تلك المرأة
- توقف عن هذا ما الذي يجري ( قالت بضيق رافضه النظر إلى الصورة مستمرة ) ما الذي يجعلك تقحم نفسك بهذا الشكل أن هذه الصور تخص جدي وهو لا يحب أن يعبث بها أحد حتى لو كان أنت
- سأعتذر له عن هذا ولكن أعلميني أهذا هو
- أجل هو ( أجابته وهي تعقد يديها وتهمس ) ماذا الان
- ما أسمه
تسأل وعينيه تتفحصان الصورة التي تقف بها شيفا ذات العامين بجوار والدتها وناتا بجوارها طفلا لا يتجاوز الست سنين فقالت شيفا هازئة وقد أغاظها عدم فهمها
- لم لا تسألني عن تلك الفتاه سأحدثك عنها فمعلوماتي بخصوصها أكثر
- أنها أنتي أعلم ولكن الصبي الصغير ما أسمه
- أليك دانيال ( أجابته بنفاذ صبر فعاد نحو الصورة بعينين واسعتين )
- أليك .. دا.. نيال ( قال بصوت مضطرب ثم حرك رأسه نحوها من جديد ) أين أستطيع إيجادهم
بقيت عينيها ثابتتان عليه محاوله أن تدرك ما الذي يجول بخاطره فحركت شفتيها قائله بجديه تامة
- اكتفيت أما أن تعلمني ما الذي يحدث الان ولتو وأما أن تغادر ليس هذا المكتب بل الشركة جميعها ولا تجعلني أطلب من الأمن رميك خارجا
نظر إليها لحديثها الحاد ثم حرك يده معيدا الصورة إلى مكانها قائلا
- ليس عليك ذلك سأغادر بمفردي ولكن عليك أولا أن تعلميني كيف أستطيع أيجاد هذه العائلة
- ليس بالأمر الصعب أبداً ما أن تخرج من الشركة حتى تقف في منتصف الطريق وعندما تدهسك أحدى السيارات تعلم أين ذهبوا ( وأمام عينيه المحمرتان المحدقتان بها  والتي بدأتا تشتعلان هتفت بقسوة )  لقد توفوا أنهم أموات
- جميعهم ( همس بحدة وهو يحاول ضبط أعصابه )
- أجل جميعهم ( وحركت يدها مشيرة إلى الرف المليء بالصور مضيفة بصوت مجروح هازئ ) جميعهم أموات كل هؤلاء أنها شجرت العائلة للأموات أتروق لك
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يقول بجديه تامة
- أنت متأكدة ( حركت رأسها قليلا ثم هتفت )
- أكنت تتناول المشروب قبل حضورك إلى هنا أم أنك تتعاطى شيئا ما
حرك فكه بتوتر وهو يقول
- أأنت قليلة الذوق دائما
- آه أنظروا من يتحدث أين تعتقد نفسك يا هذا أنت تقف بشركتي وبكلمة مني سترمى خارجا
- عليك البدء باحترام الآخرين كليبر 
همس بتأكيد ثم تحرك متخطي عنها نحو الباب فصاحت 
- إلى أين تعتقد نفسك ذاهبا حتى الان لم أفهم سبب حضورك وأحداث هذهِ الفوضى
توقفت يده على مقبض الباب وقال دون أن ينظر إليها ووميض غريب يشع من عينيه
- لن يطول غيابي فبيني وبينك حديث طويل علينا إنهائه ولكن أولا علي إنهاء حديث مع شخصا آخر أكثر أهميه ألان
وفتح الباب مغادرا بينما تجمدت في مكانها أنها تقسم أنها لم تفهم حرفا واحدا مما جرى هنا ما الذي يجري حولها هذه الأيام ما الحديث الذي بينها وبينه فصاحت رغم علمها أنه أبتعد
- ليس بيني وبينك أي حديث فإياك والعودة إلى هنا تبا ما كان علي إدخاله مكتب جدي
- ماذا يفعل اليكسيس هنا
بادرها أستون وهو يدخل المكتب وقد التقى اليكسيس بالممر فأخذت بإعادة الصور إلى ترتيبها السابق مجيبه إياه بغضب
- لا أعلم ماذا يفعل هنا .. ماذا حدث بالنسبة لدوماك
- أحضرت العقد ( سارت نحوه وتناولت الملف الذي معه تصفحته بسرعة بينما ضاقت عيني أستون وهو يتابع حركاتها العصبية قبل أن يقول ) أنت جدا متوترة عزيزتي لم لا تحصلين على بعض الراحة ما رأيك بتناول العشاء معي
- لا وقت لدي ( ونظرت إليه وهي تغلق الملف ) جيد أوصله إلى سِد حتى يباشر العمل
- حسنا ولكن ماذا عن العشاء لم نخرج معا منذ زمن
- لا وقت لدي ( أصرت وهي تعطيه الملف وتتخطى عنه مضيفة ) تأكد من إيصاله ألان إلى سِد
عادت نحو مكتبها لتقوم بإنهاء ما عليها اليوم ......
وضعت ما بيدها جانبا وضمت أصابع يديها معا وأسندت جبينها عليهم أن القلق المستمر على جدها يجعلها متوترة جدا رغم أنها أغرقت نفسها بالعمل محاوله نسيان أمره ولكن عليها ألاطمئنان عليه حتى لو رفض هو أنه عجوز عنيد ولا يهمها ما يقوله رغب أم لم يرغب برؤيتها حركت يدها مستسلمة لتتناول سماعة الهاتف وتتصل بالمستشفى لتطمئن على حالته وقد أراحها أن تسمع أنه يتحسن أعادت السماعة إلى مكانها بهدوء وهي تفكر به لما لم يقم بتعريفها بأليكسيس لقد تساءلت دوما عن هذا أنه يحبه بقدر محبتها لا بل يفوقها محبه هزت رأسها وقد أصيبت بصداع من كثرة التفكير دون فائدة عليها أن تصل إلى  أوراق جدها علها تكتشف شيئا وعليها التحري عن اليكسيس سلفاد فلم يعد الأمر صعبا الان بعد أن عرفته وعرفت أين يسكن ويعمل أمسكت قلمها وعادت لتركز على الأوراق التي أمامها ولكن صدور أصوات من خارج مكتبها شدت انتباهها وانفتاح الباب جعلها تنتفض ليدخل اليكسيس المتجهم وخلفه جيسي التي تقول
- حاولت جعله ينتظر ولكنه رفض ودخل رغم أني أعلمته بأنك لا تريدين أن يدخل عليك أحد ألان
حركت عينيها بهدوء من اليكسيس الذي لم يتغير منظره كثيرا عما رأته عليه صباحا إلى جيسي قائله بهدوء
- لا بأس .. أغلقي الباب خلفك ( خرجت جيسي فتحرك نحوها وهي تقول بهدوء شديد ) أننا هنا بشركه لا أعلم أن كنت تعلم هذا أم لا أي أننا بمكان عمل ولسنا في البيت ولا في الشارع وحتى في المنازل نستأذن قبل دخول الغرف الم يعلموك هذا وأنت في الميتم
وقف أمام مكتبها وقد كان مكفهر الوجه وقال ويده تشتد بقوة على الورقة التي معه
- لم أحضر إلى هنا لمناقشة كيفية نشأتي كليبر
- أن كان بإمكانك أعلامي سبب حضورك فسيسرني الأمر بصدق حيث أني أرى أنك تدخل وتخرج دون حتى أن أعرف السبب
- لما لم يستقبلني روبرت اليوم ( تساءل بحدة وعينيه المشتعلتان تلمعان بشكل غريب فتجمدت عينيها عليه دون أجابته فهي لا تعرف شيئا عن هذا الأمر ألا أنه أنحنى نحو مكتبها ضاربا إياه بكفيه بقوة قائلا بتوتر رغم محاولته السيطرة على غضبه وهو يحدق بها ) لما لم يستقبلني اليوم
تراجعت بمقعدها المتحرك قليلا إلى الخلف وقد شعرت بخوف غريب ينسل داخل أعماقها لتصرفه الغريب ومازال يحدق بها بكره واضح فحركت كتفيها دون اكتراث مجيبه إياه
- لا أعلم لما لم تسأله
- وكيف أفعل هذا وأنا أحاول منذُ الصباح رؤيته دون جدوى ما الذي يحاول فعله بالتحديد فأنا لا يضغط علي بهذا الشكل وأرفض تماما هذا الأمر وهو يعرف هذا
رمشت جيدا وهمست بحيرة
- ما الذي تتحدث عنه
- هذا ما أتحدث عنه ( وطرق بقوة يده أمامها وهو يترك الورقة تستقر تحت راحة يده  ومازالت عينيه تحدقان بها بعصبيه واضحة وهو يضيف ) عليك أعلام جدك أني أرفض هذا وأرفض عدم رؤيته لي والشرح عليه أن يشرح الكثير من الأمور فهو مدين لي بهذا لا أن يتركني معلقا بين السماء و الأرض بعد أن يعرضني لصدمات متتالية ما الذي يعتقد أنه يفعله بهذا
- هاي توقف قف لا تتابع فانا لا أفهم شيئا منك وما هذهِ ( قالت موقفه صراخه بها وسحبت الورقة من تحت يده مضيفة ) أرني ما بها ( لم يغير شيئا في وقفته بل زادت عينيه بالتحديق بها وقد شحب وجهها للوهلة ألأولى ثم عادت لتقرأ من جديد مستنكره ما قرأته وحركت عينيها وقد جحظتا بشكل غريب نحوه هامسة بصعوبة وعدم تصديق ) ما هذه ( ثم هتفت بقوة أكبر ) ما معنى هذا
- ألا تجيدين القراءة ( أجابها وهو يشدد على كلماته بلؤم واضح )
- من أين أحضرتها أنها غير صحيحة أنها مزوره بالتأكيد ( هتفت بحدة وهي تتحرك وتسير نحوه مستنكرة فاستقام بوقفته وهو يتابعها ) ستدخل السجن من أجلها أتعتقد أن الأمر لهواً ( ووقفت أمامه مستمرة ) لقد أوقعت نفسك بورطة كبيره ولن تخرج منها بسهولة
- حقاً أتجدينني مستمتعا بهذا ( وحرك يده نحو رأسه مشيرا هو يضيف ) ألا تستعملين هذا أبدا توقفي عن اتهامي وفكري بما بيدك
حركت الورقة بغضب في الهواء قائلة
- لا أعلم كيف حصلت عليها ولكنها بلا فائدة
- جدك أرسلها لي ( أجابها بذات أسلوبها فهتفت )
- هذا مستحيل
- أتعرفين هول مارتين
- اجل أنه محامي جدي 
- هو أوصلها لي بنفسي
- هذا ليس صحيحا هذا مستحيل أنتَ أنت تلفق هذا أنتَ تكذب ( أخذ صوتها القوي يختنق ويخرج بصعوبة بالغه من حلقها واستمرت وجسدها جميعه يرتجف ) لست سوى محتالا .. ماذا فعلت لجدي حتى يعطيك هذا بماذا وعدته
حرك اليكسيس ذراعيه عاليا وأنزلهما قائلا
- أنا لا شأن لي بما بهذه الورقة العينة أنا لا أريدها حتى أريد استعادت شركتي ولا حاجة لي بهذه الشركة أنا أتركها لك ولكن أعيدي لي شركتي 
- شـ شركتك عن أي شركه تتحدث عما تتحدث
- شركتي أليك للهندسة والذي سحبت مني اليوم بأمرً من جدك أتعرفين لماذا
رمشت غير مصدقه ثم حركت رأسها به بذهول ومازال وجهه مغمقا قائلة 
- أنت لديك شركة .. منذُ متى ولماذا ومن أين لك  .. يا الأهي أعطاك جدي شركة .. لابدَ وأنهُ أصيب بالجنون شركة
همست مستنكرة فقال بتهكم وغيظ عميق
- لم يعطني جدك شركة بل أنا صنعت شركة بمجهودي أنا
- ومال جدي
- أجل ومال جدك ولكن بمجهودي أنا أنا من صنعها وجعلها تقف على قدميها أنا وليس جدك ولا يحق له سحبها مني بربك كيف يفكر ما الذي جعله يفعل هذا لم سحب توكيلها مني ( ورفع يديه بعصبيه وهو يحرك رأسه أمامها مضيفا ) ما كنت لأصدق أن يفعل هذا بي فأن جعله رأس مال الشركة لا يعطيه الحق بطردي طردي أنا مديرها وإعطائها لذلك المحامي الفاشل الذي لا يفقه شيئا بأمورها
عند سماعها كلماته تلك شعرت بشيء غريب يسري فى أعماقها أنه نوعٌ من الفرحة لطرده ونبذه من قبل جدها ولكنها سرعان ما عادت إلى الواقع فمازالت تحمل تلك الورقة التي تجعل من اليكسيس المسئول عن شركة كليبري فتساءلت
- هول مارتين من أعطاك هذه
- أنه بعينه ذلك السمين
أجابها بضيق وهو يشدد على كلماته فتحركت بسرعة نحو سماعة الهاتف
- مكتب هول مارتين للمحاماة
- أرغب بمحادثة هول مارتين ألان معكِ شيفا كليبر
- لحظه من فضلك .. أنه معك
- آنسه كليبر
- هل ما سمعته صحيح ( سألته فورا فتحرك اليكسيس نحو النافذة وهو يضع يديه بجيب سرواله ويهز رأسه بيأس )
- ماذا سمعت بالتحديد آنسه كليبر
- توكيل اليكسيس سلفاد بإدارة الشركة  
- أجل أنه صحيح
- ولكن كيف ولماذا
- أنها أوامر السيد كليبر
- وأين رأيته أنه بالمستشفى ماذا تحـ
- لقد استدعاني بالأمس وهو من قام بالإمضاء على هذه ألأوراق وبرفقته شهود أيضا
- ولكن أنا .. أنا .. أنا أستطيع العمل بمفردي وهذا مـ
- عفو آنستي لقد .. لقد تم إلغاء توكيلك
- ماذا
هتفت بفزع وقلبها يهوي فجلست على المقعد خلفها ببطء ويدها ترتجف فحدق بها اليكسيس لصوتها المرتجف وضاقت عينيه لمظهرها فأقترب منها متسائلا
- ماذا أيضا ( حركت نظرها الجاحظ نحوه وفمها مفتوحا بذهول دون التفوه بكلمة واحدة )
- أنها أوامر السيد وأنا لا أستطيع فعل شيء حيال ذلك كما
وضعت السماعة من يدها ببطء دون أن ينهي حديثه لتغلق السماعة بوجهه ثم أبعدت نظرها عن اليكسيس ببطء
- ما الذي يجري أنا لم أعد أحتمل هذا ما الجديد هيا أعلميني فلم يعد شيئا يفاجئني
- أخرج من هنا ( همست بإعياء فقال معترضا )
- ماذا ( فنظرت إليه حانقة )
- قلت لك أخرج من هنا لا أريد رؤيتك
جمدت عينيه عليها لثواني وقد ضم قبضت يده بقوة قبل أن يقول
- كنت أفضل لو كنت رجلا عندها فقط كنت ستعلمين ما كان سيحدث
- اخرج من هنا ( أصرت بحدة غير عابئة بكلماته )
- سأفعل ( تمتم وتحرك نحو الباب وهو يسير للخلف دون أن تفارق عينيه عينيها وحرك يده نحوها مضيفا ) ستندمين كثيرا على هذا وعلى أشياء أخرى فلا أحب أبدا التعامل مع أناسا بشاكلتك ( وتوقف قرب الباب ليستدير ويفتحه مضيفا قبل مغادرته ) عمتي مساءً آنسه كليبر
رفعت يدها المرتجفة ببطء لتدسها بشعرها من الأمام وعينيها تتحركان دون هدف كيف أستطاع هذا لما يلغي توكيلها أي أنها لاشيء الان بهذه الشركة أنها لاشيء .. لاشيء شعرت بنفسها تتجه ببطء إلى قاعٍ عميق ما الذي يفكر به أستقر نظرها أخيرا على الباب ولم يستغرقها الأمر سوى ثواني معدودة لتتحرك واقفة ومغادرة بسرعة عليها أن تعرف ما الذي يحدث حولها ......
أخذت تتمتم بحنق وغضب عارم وهي تدخل سيارتها وتغلق الباب خلفها بقوة وتديرها بعد أن كانت أوقفتها أمام المستشفى ورغم محاولتها رؤية جدها إلى أنه يرفض لقد قال لها الممرض ذلك أنه يرفض رؤيتها رغم أنها طلبت منه أعلامه أنها تريده لأمر ضروري ولكنه رفض تبا لذلك ماذا تفعل الان ماذا أفعل صاحت وهي تضرب المقود بيدها ماذا أفعل تبا عادت لتتمتم ثم عقصت شفتها السفلى وهزت رأسها بلايجاب وأدارت السيارة لتنطلق بها بسرعة
- السيد هول مارتين موجود
- اجل الديك موعد
- لا أعلميه أن شيفا كليبر تريد رؤيته
- حسنا تفضلي بالجلوس وسأعلمه فور خروج ضيفه
جلست على المقعد الجلدي الأسود ووضعت قدما فوق الأخرى وهي ترفع رأسها بكبرياء أن كان جدها يتهرب منها فهول مارتين لن يستطيع ذلك على أحدهم الشرح لها أخذت تحرك نظرها بالغرفة دون تركيز أن عقلها لا يكف عن التفكير أن حياتها قلبت رأسا على عقب منذُ الحادث والمفاجئات تنهال على رأسها واحدة تلو الأخرى انفتاح الباب الخاص بمكتب هول جعلها تنظر نحوه لتتجمد عينيها التي تعلقت بأليكسيس الخارج من غرفه هول مكفهر الوجه أغلق الباب خلفه ولم يلاحظ وجودها إلا عندما تحرك تلاقى نظره بها فظهرت شبه ابتسامة على شفتيه إلا أنها لم تصل إلى عينيه البعيدتين جدا عن أي سعادة وهز رأسه بالنفي وتخطى من أمامها مغادرا فتابعته بعينيها حسنا ماذا أيضا أيوجد المزيد ما الذي جاء به إلى هنا
- تفضلي بالدخول
عادت برأسها بعدم تركيز نحو السكرتيرة ثم وقفت وتبعتها إلى داخل مكتب هول الذي وقف مرحبا
- سعيدا برؤيتك تفضلي بالجلوس
- أرجو أن تكون سعادتي بقدر سعادتك إلا أذا ما قلته لي على الهاتف صحيح
أجابته وهي تجلس بهدوء شديد فحرك حاجبيه لها وهو صاحب وجه مستدير وحاجبين كثيفين وجسدا ممتلئ وقال وهو يقدم نظاراته إلى الأمام قليلا محدقا بها
- أنه صحيح تماما وقد كنت أقول هذا لسيد سلفاد الذي كان هنا للتو فالقد اتصل بي السيد كليبر وطلب مني عقدا جديد وهذا ما فعلته
ابتلعت ريقها بصعوبة ولكنها متماسكة ولن تظهر غير هذا
- لما فعل هذا
- أنت تعلمين أني مجرد محامي وما يطلبه مني زبائني أقوم به ولا أسألهم عن السبب
- حسنا سيد هول ( أجابته وهي تضع قدما فوق الأخرى مدعية عدم اكتراثها وهي تضيف ) أنا أحدثك ليس كمحامي لجدي بل كصديقٍ مقربا له فأنا أعلم أنه يتعامل معك بصفه خاصة وشخصيه لذا أنا واثقة أنه قد أعلمك شيئا أو قال لك على الأقل سبب سحب توكيلي مني
- للأسف وضعه لم يكن يسمح له بالتحدث كثيرا
أجابها وهو يهز رأسه بذات الوقت فرطبت شفتيها وداعيه أن يطول صبرها وهي تقول
- لما أليكسيس سلفاد لما هو وليس أي شخص آخر
- لا أملك الجواب على هذا السؤال ولكن على ما يبدو أن علاقته بجدك قويه وفي الحقيقة قد فاجئني تصرف السيد سلفاد فقد بدا غير راضي عن الأجراء الذي حدث برغم أن شركة كليبري شركة مرموقة ولا تسلم إدارتها إلى أي كان  
حركت رأسها بعيدا عن هول فهي تعلم أنه ليس صادقا فأن كان أحدا يعلم بأمر اليكسيس فهو هول مارتين عادت للقول بعد لحظة من التفكير وهي تنظر إليه
- لا أريد أن يستلم أدارت الشركة لا أريد أن يكون له أي علاقة بكليبري فماذا أفعل أريد حلا لهذه المشكلة وأريد استعادت سلطتي ومكانتي بالشركة
جلس هول إلى الخلف وهو يفكر قليلا دون أن يبعد نظره عنها ثم قال وهو يحرك يده
- الأمر بسيط يمكنك الطعن بصحة العقد الجديد
- أيمكنني هذا
- أجل ( وعاد لينحني نحو مكتبه وهو يضيف ) ولكن علي إعلامك أولا أنه عليك الطعن بالصحة العقلية لجدك
- ماذا ( همست مستنكرة  قوله وقد أطفئ لها ذلك الشعاع الصغير الذي شعرت به )
- هذا هو الأجراء الوحيد
- اتهام جدي بالجنون
- بل بأنه لم يكن بكامل قواه العقلية عندما قام بتوقيع على العقد
- أتريد مني قتله
 همست بإعياء وهي تحرك رأسها بالنفي يا له من حل اخذ هول يحدثها  بالأمر ويتحدث ويتحدث وهي تنظر إليه دون سماع شيئا رغم رؤيتها لشفتيه التي تتحركان ويده التي يحركها بين لحظة وأخرى ولكنها لا تصغي لحرفا مما يقوله فما يقترحه هو القضاء على جدها لا لا يمكنها حتى التفكير بهذا ولو كلفها ألأمر خسارة كليبري جميعها ..........
- عمت مساء نورما .. شيفا هنا
- أجل تفضل أنها لا تبدو بخير حضرت منذُ ساعات ودخلت إلى غرفة المكتب ولم تخرج منها حتى ألان
- هلا أعلمتها بوجودي هنا ( قال استون باهتمام )
- أجل سأفعل ( تحركت نورما نحو غرفة المكتب لتطرق على الباب ومن ثم تفتحه وتحدق بظهر شيفا الواقفة ضامه ذراعيها إليها أمام الباب الزجاجي المؤدي إلى الشرفة قائله ) السيد أستون بالخارج .. أدخله
- أجل
أجابتها بصوت هادئ بعد ثواني من الصمت ودون أن تتحرك فدعته نورما لدخول وأغلقت الباب خلفه بهدوء تأمل أستون ظهرها بصمت وهو يضع يديه بجيب سترته مفكرا بعمق قبل أن يتساءل
- هل أنت بخير ( مرت بضع ثواني دون أن يسمع منها شيئا أو حتى تصدر منها أي حركه فسار نحوها باهتمام قائلا ) ما بك ما الذي حدث لما غادرت الشركة فجأة ولم تعودي ( وقف بجوارها مضيفا بصوت رقيق وهو يلاحظ وجهها ) ما الذي جرى ( حاولت أشاحت وجهها إلا انه امسكه ناظرا بعينيها الدامعتان وشفتيها المرتجفتين المحمرتان بشدة وقد فاجئه مظهرها فهمس من جديد ) لابد وأن أمرا ما حدث ( هزت رأسها له بالإيجاب وانهمرت دموعها من جديد بالرغم منها وشهقت بإعياء فجذبها أستون أليه ليضمها مضيفا ) لا عليك لا عليك عزيزتي ( اخفت رأسها بصدره والدموع تنهمر رغما عنها وشهقت من جديد وهي تحاول التنفس ) اهدئي .. بربك أخبريني ما الذي حدث لم أركِ هكذا من قبل .. هل حدث شيء لجدك ( حركت رأسها بالنفي فعادت عينيه تتجولان بحيرة قبل أن يعود ليهمس كاتما فضوله ) لا بأس أذا .. كل شيء بخير
رفعت نظرها نحوه وهي تسحب نفسها منه وتحرك يدها المرتجفة لتمسح دموعها هامسة بصوتا مبحوح
- لاشيء بخير أستون لاشيء لا شيء
- ماذا تعنين                                                 
- الشركة
- ما بها ( قاطعها وقد ظهر الخوف بصوته فأجابته وهي تحرك يديها بعصبيه )
- لم أعد المسئولة عنها لم اعد أستطيع أدارتها
- ماذا تعنين ( سألها ببطء )
- جدي سحب توكيلي ألغاه ( بقيت عينيه ثابتتان دون حراك وهو يهمس )
- ألغاه .. من .. من سيديرها ( لم تجبه بل اضطربت أنفاسها أكثر فزاغت عينيه المحدقتان بها غير مصدق ) لا تقولي لي لا أرجوك
- أنه هو
- أليكسيس سلفاد ( همس بصعوبة بالغه وقد انهارت كل أحلامه أمامه الان فهزت رأسها مؤكدة )
- أجل هو أتصدق ذلك .. أنا حتى الان لا أستطيع  تصديق هذا
حرك رأسه بأرجاء الغرفة بتوتر كبير وكأنه يبحث عن شيء عن شيء لا يجده ثم قال دون تركيز
- لم .. لما فعل هذا .. أنت .. أنت تديرينها بشكل جيد و.. وأنا أقوم بكل شيء على أكمل وجه لم أقصر يوما وأنت جيدة جدا .. لا أفهم لا أستطيع أن افهم لم ذلك الشخص أنه أنه حتى لا يمكنه أدارتها .. كيف أستطاع إقناعه بذلك .. يا ألاهي لم أتصور أنه يستطيع استغلال جدك لهذه الدرجة .. أتعلمين ما يعني هذا فأن كان أستطاع جعل جدك يسلمه مسؤولية كليبري أي أنه يستطيع أن يأخذ منه أي شيء .. أي شيء شيفا أتدركين ما أقوله .. ماذا أيضا أخذ أتعلمين
- ألا ترى أني اعلم هذا ولكن لاشيء بيدي أنت أعلم بجدي انه عنيد
- يجب أن تحدثيه
- أتعتقد أني لم أحاول ولكنه يرفض رؤيتي ويرفض محادثتي على الهاتف حتى لقد حاولت دون جدوى
ارتمى على المقعد عاجزا وغير مصدق ورفع يده ليفك ربطة عنقه قائلا
- لما يحدث هذا الان لقد كان يخفيه عنا لو أستمر الوضع كالسابق لكان الأمر أفضل ( وضم وجهه بكفيه مخفي إياه ومضيفا ) لا أشعر بالارتياح له شيفا قد يدمر الشركة ويؤدي بها إلى الإفلاس لو أعلم بما كان يفكر به جدك عندما فكر بإعطائه هذه الصلاحية أنه لا يصلح لها أبدا ( لم تجبه بل عادت عينيها لتتأملان الليل الذي ملأ الجو خارجا ومشاعر متضاربة تعصف بها فأضاف وهو ينظر إليها ) علينا منعه .. أتسمعين يجب أن نمنعه من التحكم بالشركة وألا خسرنا كل شيء ( وأمام صمتها الذي طال هتف ) شيفا أتصغين إلى ما أقوله
همست بهدوء مجيبه إياه دون أن تنظر إليه
- أجل ( وقف وتوجه نحوها لتستقر يده على كتفها قائلا )
- أعلم أنك تعرضت لضغوطات كثيرة مؤخرا ولكن عليك أن تبقي قويه كما عهدتك عزيزتي تعلمين أن بإمكانك الاعتماد علي ( ورق صوته أكثر وأصبح حنونا وهو يستمر ) شيفا .. أنا مستعد أن أفعل أي شيء من أجلك
 أضاف وهو يقرب يده من خدها مما جعلها تخرج من شرودها وتبتعد عنه قائلة   
- بربك أستون توقف ( إلى أنه أمسك يدها ورفعها إلى شفتيه متجاهلا امتعاضها وهامسا )
- أنا هنا وبجوارك متى أحتجتي لي تستطيعين الاعتماد علي
- أعلم ( أجابته وهي تسحب يدها منه وأضافت ) لن أسمح لذلك السلفاد بإدارة الشركة وعليك مساعدتي
- سأفعل .. سأفعل أي شيء تريدينه
- أشكرك
همست بإعياء له وهي تهز رأسها فهز رأسه لها بدوره مشجعا وقائلا وهو ينظر إلى ساعته 
- أن غادرت ألان أتعديني بأنك ستذهبين فورا إلى فراشك وتحصلين على الراحة
- لا اعتقد
- أرجوك عزيزتي أنت بحاجه لراحة واستعادت نشاطك فيوم غد سيكون يوما حافلا ويجب أن تستعدي له هيا فلو لم أكن مضطرا للمغادرة لبقيت
وسحبها معه نحو الباب ليخرجها ويودعها ويختفي .......
- آنستي
- ماذا ألان جيسي
هتفت بنفاذ صبر وهي تغلق الملف الذي أمامها في اليوم التالي وقد حصلت على ليلة مضطربة وأعصابا متوترة منذُ استيقاظها
- سِد يطلب رؤيتك
- سِد .. ماذا يريد ألان
- أن سمحتي لي بالدخول سأخبرك
أجابها سِد الذي أصبح أمام جيسي وقد تخطى عنها فنظرت نحو جيسي قائلة
- أغلقي الباب خلفك ( وعادت بنظرها إليه مضيفة ) ماذا ألان 
حرك يده إلى عنقه بتوتر وهو يقول بهدوء ورزانة
- أنا آسف جدا لما حصل لسيد كليبر وأعلم أن ما جئت من أجله ليس بالوقت المناسب ولكن ظروفي صعبه لهذا .. أريد أن
- أن ماذا ( قاطعته بنفاذ صبر وبدا التجهم على ملامحها )
- أحصل على إجازة لقد قدمت طلباً بهذا
- آه ليس من جديد بربك سِد أن آخر ما أريده اليوم هو التحدث بأجازتك
- أنا أحتاجها جـ
- لا لا أجازات الأن ( قالت بفظاظة ثم تمالكت نفسها وأضافت بصوت متعب )  أرجوك قدر ما أنا به لا أستطيع منحك إجازة ألان أنا أحتاجك في العمل لا أستطيع ألاستغناء عنك في هذا الوقت
- أجل ولكن
توقف عن المتابعة لانفتاح باب مكتبها بسرعة مما جعلها تحدق بداني التي هتفت بسرعة
- لقد حضر السيد الذي كان هنا البارحة ودخل غرفة السيد كليبر وطلب مني أعلامك بوجوده
شعرت بالكرسي الجالسة عليه يتحرك بها والأرض تلتف وهي تحدق بداني قبل أن تهمس
- اليكسيس هنا
رطبت شفتها السفلى بلسانها لما المفاجئة فهو ما كان ليدع هكذا فرصه تفوته فتحركت واقفة بشموخ وشدت جاكيتها وسارت بثقة متخطيه عن سِد الذي قال بإعياء
- ماذا عني
- فيما بعد سِد
أجابته وهي تتابع سيرها بينما تبعتها داني فوقفت أمام باب مكتب جدها المغلق وأخذت نفسا عميقا وشدت ظهرها جيدا وفتحت الباب وخطت إلى داخل المكتب وعينيها تتعلقان بأليكسيس الجالس على مقعد جدها ومنحني نحو المكتب يتأمل أحدى الصور الموضوعة أمامه حرك عينيه عن الصورة التي يحملها بيده اليمنى والتي كان يقارنها بالصورة الموضوعة أمامه إلى شيفا التي دخلت لمحته بتعالي قائلة بهدوء وهي تعقد يديها معا
- ما الذي تعتقد نفسك تفعله في هذا المكتب
عاد بنفسه إلى الوراء مسنداً ظهره باسترخاء بظهر المقعد وهو يسحب الصورة التي وضعها على المكتب بأصابعه برشاقة ويدسها بجيب سترته السوداء الأنيقة وقد بدا في أبها صوره له اليوم وقد رفع شعره إلى الأعلى عن جبينه وارتدى ربطة عنق سمراء مع قميص ناصع البياض فأجابها بهدوء شديد وعينيه تراقبانها
- الم تقصدي هول مارتين
- ما علاقة هذا بسؤالي ( رفع كتفيه وحرك شفتيه قائلا )
- أن له علاقة مباشرة ( وأمام صمتها وتحديقها به بحقد أضاف ) لم أعرف عنك الغباء أم أنك تدعين ( وتوسعت شفتيه عن ابتسامة وهو يراقبها مضيفا ) أنتِ لا تجيدينه كما أنك لا تجيدين ضبط أعصابك ( ومال بجلسته من جديد إلى الأمام مضيفا بمتعه وعينيه لا تفارقانها ) ما الذي تفكرين به ألان .. أأعلمك
- آوه أرجو أن تفعل فتوفر علي بذل مجهود في إفهامك بحجمك الحقيقي
 أجابته بهدوء مدعية ولكن الحدة لم تخلو من صوتها رغم أنها حاولت فنقل نظره عنها بابتسامة متهكمة إلى قلم أمامه تناوله وحركه بين أصابعه ثم نظر إليها من جديد ومازالت جامدة في مكانها فتحرك واقفا ومتخطيا المكتب وهو يقول
- للأسف حقا أنا أسف على هذا الوضع ( تابعته بعينيها برويه ) أن هذا أسوء وأسوء وضع وضعت فيه ( بقيت عينيها عليه دون حراك فأبتسم بتهكم من جديد وتحرك متخطي عنها مما فاجئها ونظرت إليه وهو يتجه نحو الباب مندهشة سيغادر ألا أنه أمسك مقبض الباب وأغلقه قائلا ) هذا المكتب هو لي منذُ ألان
- في أحلامك ( أسرعت بالقول رافضه فاستدار إليها ومازالت تلك ألابتسامه تداعب شفتيه قائلا )
- أن أحلامي تتحقق آنسه كليبر
- أبدا لا تحلم بالجلوس على هذا المقعد
قالت وهي تسير نحوه محذرة فوضع يديه بجيب بنطاله وأسند نفسه على الباب متأملا إياها قبل أن يقول
- لا تحاولي تهديدي فهذا الأمر لا يؤثر بي وليكن بمعلومك أني سأدير شؤون هذه الشركة منذُ اليوم أعجبك هذا أم لا .. آنسه كليبر
 نطق باسمها باستخفاف جعلها تقول والحسرة تملأها 
- لا تسعد كثيرا بهذا فالأمور ستعود إلى وضعها الصحيح سريعا وسترمى خارجاً صدقني
رفع كتفيه دون اكتراث قائلا
- لا يهم ما سيحدث المهم الذي حدث
- آه قل هذا أيها المحتال المستغل ( قالت بغيظ وهي تحاول تمالك نفسها فقال مدعي المفاجئة )
- لا يجوز أن تتلفظ  آنسه مثقفة بهذه الألفاظ ( وأضاف بصوت خافت ليغيظها أكثر ) أن هذا يسيء إلى سمعتك ( حركت شفتيها لتنطق بسيل من الكلمات تليق به إلى أنه هتف مانعا إياها وهو يحرك يده ) آه آه أنستي عليك ضبط نفسك فما الذي سيعتقده الموظفون أن سمعوك تتحدثين بكلام غير لائق
- أيها المخادع المتعجرف من تعتقد نفسك لست لست سوى ( صاحت به وقد فقدت صبرها منه ومن أسفزازه لها متابعة بتلعثم ) أنت لاشيء أتسمع لا شيء لولا جدي وعطفه عليك ما كنت لتجلس هنا ولا حتى لتحلم بدخول هذه الشركة
- أعلمتك أن أحلامي تتحقق
وتحرك مبتعدا عن الباب ليعود ليجلس خلف مكتب جدها فقالت وهي تتابعه وتتحرك نحوه
- صدقتك ولو لبعض الوقت بأنك لا تريد حقا العمل هنا وبأنها ورطة ولكن ما أراه من متعه واستمتاع بما يحيط حولك يجعلني أدرك كم أنت محتال
- ماذا أيضا هيا أخرجي كل ما في صدرك
- لن يسرك سماع كل ما أحمله لك
- احمل قلباً طيباً وسأعتبر أني لم أسمع شيئا هيا أخرجي كل ما تحملينه قد يساعدنا هذا على تحمل بعضنا لبعض
- ها .. نتحمل بعضنا ومن قال أني أرغب بهذا أصغي لما أريد قوله جيدا ( ومالت نحوه وقد وضعت راحت يديها على المكتب مستمرة ) أنا أدير هذه الشركة أنا ولا أحد غيري
- لا توكيل  لديك أنها لي أنا ألان
أجابها بثقة وهو يقرب وجهه منها فأحمر لون بشرتها من الغضب وأصبحت خدودها ورديه وقالت بإصرار
- هذا إجراء مؤقت وبما أنك لا تفهم شيئا بأمور عملنا ولمصلحة هذه الشركة ستكون مجرد صورة لا أكثر فأن مصلحة هذه الشركة تهمني أكثر من أي شيء أتفهم ما أقوله وعليك أن تبقى بعيدا هذا أفضل لأني سأحاربك ولن اسمح لك بهدم ما بنته عائلتي
بدت لامبالاة عليه وهو يسند نفسه إلى الخلف بمقعده وعينيه لا تفارقانها قائلا
- لا فائدة من قول هذا لي اذهبي وقوليه لجدك وأرجو لك التوفيق بإقناعه والى ذلك الوقت أنا باقي هنا أن من واجبي أن أحمي مصالح روبرت أنا أدين له بهذا
- أنت ماذا ( هتفت حانقة وهي تنظر إليه باشمئزاز مضيفة ) لست سوى استغلالي
- أجل أنا كذلك ولكن هذا لا يغير شيئا أم أنه يفعل
- اجل يغير ماذا تعتقدني حمقاء                                                         
- أنت كذلك
- لا أسمح لك يا هذا
- أدعى اليكسيس أم يا ترى ذاكرتك ضعيفة
- فلتدعى ما تشاء كل ما يهمني ألان هو مغادرتك هذا المكتب وعلى الفور
وأشارت بيدها نحو الباب فحرك عينيه عنها نحو الباب وعاد إليها قائلا بجمود وبرودة
- لم أتعرض لطرد بحياتي ولكن منذُ أن رأيتك وأنا أتعرض لهذا العمل الغير أخلاقي أتعرفين شيئا آنستي العظيمة ( وتحرك عن مقعده متجها نحوها وهو يضيف ) أنا المسئول عن هذه الشركة ألان ومعنى هذا أني أختار المكتب الذي أريده وأنا أريد هذا المكتب فهو يروق لي ( همت بمقاطعته إلى أنه أستمر مانعا إياها ) أعجبك هذا الأمر أم لا لا يهمني
- لا أسـ
- كفى فلقد سمعت ما يكفيني وصدقا أعلم أني أتعامل مع إنسانة مضطربة لهذا أسمحي لي بإيصالك إلى الباب
وأمسكها من كوع يدها جاذبا إياها معه فسحبت يدها منه بقوة هاتفة
- فقدت عقلك ولاشك سأعمل على
- على ماذا أنا من لديه السلطة هنا ( أجابها بنفاذ صبر وأضاف ) اقتنعي بهذا وستكون الأمور على خير ما يرام ( وأتجه نحو الباب ليفتحه مستمرا ) أنا مشغول ألان ( وأشار بيده نحو الخارج لتشعر بحلقها يجف وعينيها تتشوشان وقد امتقع وجهها احمرارا وهي تحدق به فالأمور تفلت من يدها بشكل سريع فأضاف وعينيه تنمان عن صبره الذي بدا ينفذ ) أن لم يكن لديك عمل فأنا لدي فلو سمحتي ألان
- ماذا يحدث هنا .. شيفا كنت أبحث عنك ( قال أستون الذي ظهر فجأة وتخطى اليكسيس إلى الداخل مضيفا وهو ينظر إليه ) ماذا يفعل هنا ( تجمدت عينا اليكسيس على أستون الذي أستمر ) في مكتبي السيد واين وعليك رؤيته ألان .. ما بك عزيزتي ( أضاف وهو يلاحظ وجهها وتوترها ثم نظر إلى اليكسيس قائلا ) الم يتوقف عن إزعاجك بعد .. ماذا تريد
ظهرت ابتسامة مائلة على شفتي أليكسيس الذي أجابه
- ومن تكون
- نائب السيد كليبر ويده اليمنى هنا
- أتعني نائبي
اختفى اللون من وجه أستون عندما قال اليكسيس ذلك فنقلت شيفا نظرها بين ألاثنين ثم تحركت متخطيه عنهم  متجهة إلى مكتبها دخلته وأغلقت الباب خلفها وأسندت ظهرها عليه وهي تأخذ نفسا عميقا محاوله الاسترخاء رفعت رأسها إلى الأعلى مسنده إياه على الباب وأغمضت عينيها بإعياء ما الذي عليها فعله ألان لم تعد تستطيع شيئا أمام ذلك المتعجرف وهو ليس بالسهل على ما يبدو هل عليها ألاستسلام فتحت عينيها وهزت رأسها بالنفي لا ليس أنا وأن كان لجدي هدف من جراء هذا الأمر عليها معرفته تحركت مغادره مكتبها من جديد ودخلت مكتب أستون لتحي السيد واين
- كيف أنت
- بخير تفضل ( دعته للعودة للجلوس وهي تتحرك لتجلس خلف مكتب أستون فقال واين )
- لقد ساءنا ما حصل لسيد روبرت ورئيسي يبعث له بتمنياته الحارة بالشفاء العاجل
- أشكرك .. هل ألأوراق جميعها جاهزة
- أنها كذلك ولكن ينقصها الحصول على موافقة السيد كليبر وأرجو أن تقومي بالنيابة عنه بإنهاء الإجراءات (  قال ذلك وهو يفتح الملف أمامها فتناولت القلم وأخذت تتصفح الأوراق واحدة تلو الأخرى وما أن وصلت إلى آخر ورقه بالملف حتى أضاف ) أنها كاملة
- أنها كذلك ( أجابته وهي تحدق بالمكان الخاص الذي يجب أن تضع به إمضائها ولكن يدها لم تتحرك فهي لم تعد مخولة بعد الان وإمضائها لن يعني شيئا فرفعت نظرها عن الأوراق إلى واين الجالس أمامها قائلة وهي تتحرك لتقف وتحمل الملف بيدها ) هلا عذرتني للحظات .. سأطلب لك القهوة في طريقي
خرجت من مكتب أستون يملئها الغيظ لهذا الموقف الذي وضعة به تبا تبا دخلت إلى مكتب جدها لتجد اليكسيس يجلس على مقعد جدها وأستون يقف أمامه بوجه متجهم نقلا نظرهما معا نحوها بينما دخلت دون إن تعير أي منهما أي اهتمام ووضعت الملف أمام اليكسيس وقد وقفت بجواره قائلة بجدية وهي تفتحه على الصفحة الأخيرة وتشير إلى حيث يجب أن يضع إمضائه
- وقع هنا
نظر إلى حيث أشارت ثم أنحنى جيدا نحو الملف متأملا الورقة بفضول ثم رفع نظره نحوها قائلا
- على ماذا
- على هذه الورقة ( أجابته بهدوء وهي تشدد على قولها فأبتسم اليكسيس وقد بدا أن أمرا ما يبهجه فقالت من جديد بنفاذ صبر ) يجب أن توقع على هذه الورقة
- هل أبدو لك أحمقا ( سألها ومازالت تلك ألابتسامة المرحة تداعب شفتيه ثم نظر نحو أستون مضيفا ) أن ألآنسة تستهزئ بي ( وعاد بنظره نحوها مضيفا ) ليس من عادتي أن أوقع على ما لا أعرف ما هو 
أخذت نفسا عميقا ثم قالت برويه 
- لا وقت لدي لكي تقوم بتصفحها
- من يقول هذا ( تسأل وهو يتناول الملف فهمست بحدة وعينيها لا تفارقانه )
- أنا أقول هذا
- وهل علي الوثوق بك ( فأجابه أستون قبل أن تفعل شيفا التي همت بإجابته )
- لقد اطلعت على هذه الأوراق بنفسي وهي جميعها كاملة لا ينقصها شيء
نظر إليه اليكسيس متسائلاً   
- لم تعتقد إني أثق بك ( ونقل نظره بينهما مضيفا ) أنا لا أثق بأي منكما ليكن هذا بمعلومكما وأنت ماذا تفعل حتى ألان هنا تسـ تسـ تسـ هذا غير جيد بالنسبة لي فعليك التحرك بسرعة وإلا أني سأعتبرك نائبا فاشل فأسرع ونفذ ما طلبته  منك ألان
حرك أستون عينيه بذهول نحو شيفا التي تحدق بأليكسيس وتتمنى أن تتناول أي شيء ثقيل كي تنزله على رأسه الذي بجوارها فتحرك أستون بجمود وقد بدا كمن تعرض إلى صفعه قويه وهو يقول
- حالا عن أذنكما
ما أن أغلق الباب خلفه حتى همست وهي تعقد يديها معا محدقة بأليكسيس المنشغل بقراءة الأوراق وهو يحرك مقعده بحركات خفيفة يمينً وشمالا وقد استرخى به
- لقد قابلت بحياتي أشكالا عديدة من الناس ولكن مثلك حتى هذا اليوم لم أرى ( حرك عينيه بهدوء عن الملف إليها فاستمرت وعينيها لا تبعدان عن عينيه بجرأة ) أن عجرفتك لا تطاق أبدا ولكن شخصا كان لا يملك شيئا وفجأة أصبح يدير شركه كهذه فبتأكيد سيفقد عقله ( أعاد بنظره بهدوء إلى الأوراق متجاهلا حديثها ولم يظهر عليه أي انزعاج فاشتدت أصابع يدها وهي تقول من جديد ) أن الرجل ينتظر ولا تعتقد أن لم يكن لديك عمل فجميع الناس هكذا كما أننا نعامل زبائننا معاملة جيدة ولا ندعهم ينتظرون دون فائدة ( وأمام عدم صدور أي حركه منه أو قول هتفت وقد بدء صبرها ينفذ ) أنا أتحدث معك فأرجو أن تؤجل مزاجك المتقلب ألان وتحدثني فأن كان لي صبر لمحادثتك الان فأنا لا أضمن لك أن صبري سيطول أكثر ( حرك يده ليقلب الصفحة بهدوء دون أن يعيرها أي اهتمام فازدادت عينيها اشتعال وهمست بحقد ) تجد متعة بهذا ولكن لا بأس فأنا متأكدة أن جدي سيأكل أصابعه ندما لوضعه ثقته بك ( ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتيه وقد حاول إخفائها دون أن ينجح فهتفت وهي ترخي يديها وتحركهما بتوتر ) ألا ترى أن الأمر جاد وكف عن محاولة الاستخفاف بي ( حرك نظره نحوها ووميض مرح يشع منهما مما أغاظها أنه يستمتع بإفقادها صوابها  فتساءلت ببرودة وجدية وقد جمدتها ابتسامته ) ما الممتع بالأمر
بلل شفتيه السفلى بحركة سريعة قبل أن يجيبها
- أنا أحاول قراءة ما تريدين مني التوقيع عليه وذلك كي أرضيك وتتوقفي عن إزعاجي وبالنتيجة أنت تمنعيني من تنفيذ ما تريدينه بوقوفك هنا والثرثرة دون توقف ( وتوسعت ابتسامته وهو يضيف ) أنت لا تدعينني أركز فلو حاولت الصمت لخمس دقائق ستوفرين مجهودا قد تكوني بذلتيه وأنت تقومين باتهامي ومهاجمتي وستوفرين علي سماع ما مللتُ سماعه ( وحرك يده نحو ساعته متابعا وعينيها تراقبانه ) هيا حاولي أقسم أنها خمس دقائق فقط ( حركت شفتيها المشدودتان لتقول شيئا إلا أنه حرك الملف بيده قائلا ) تحلي بالصبر خمس دقائق حتى أعطيك ما تريدينه
أخذت الكلمات تتزاحم عند شفتيها إلى أنها منعتها من الخروج بينما أنكب على الملف يقراء ما به ويقلب صفحاته بتركيز ورويه وقد راقبته بصمت أنها مجنونه بلا شك ولكن لا خيار آخر ولم يكن فظا بشكل كبير عندما طلب ذلك رغم سخريته يا ألاهي أنا اكره هذا الشخص حقا اكرهه ماذا افعل كيف تستطيع التحكم بأعصابها وهو يتحكم بكل شيء ولا يحق له هذا
- تملئ جميع المعلومات والبيانات الازمة في ملف خاص بالكمبيوتر
سألها فجأة وهو يحرك رأسه نحوها مخرجا إياها من شرودها فحركت رأسها بالإيجاب ببطء فاقترب بمقعده المتحرك من الجهاز الموضوع على مكتب جدها ليفتحه فقالت بضيق
- ماذا ألان
- أريد التأكيد من شيء قبل أن أوقع وارى أنك لو كنت مكاني لفعلت المثل فهذا أول يوم لي هنا ولا ادعي أني أعرف كل شيء ( ونظر إليها بعد أن فتح الجهاز مشيرا إليه ومضيفا )  أعتقد أنك تعرفين كيف أدخل إلى الملف الخاص بهذه الشركة ( أخذت تتأمله بصمت دون أن ترمش هل عليها حقا أعلامه بهذا قطع تفكيرها وهو يحرك يده مشيرا إلى الساعة ) الخمس دقائق شارفت على ألانتهاء ( وأمام صمتها وعدم استجابتها عاد ليقول ) أنت تعلمين أني سأدخل إليه عاجلا أم آجلا فأنا لا أجلس هنا للهو ( تحركت نحو الجهاز لتضرب على أرقامه بطريقه سريعة ليفتح الملف أمامه فحرك رأسه شاكرا وأخذ يتصفح بعض الأمور بسرعة ثم يدققها بما بالملف أمامه وهي تتابع دون أن تتفوه بكلمة وأخيرا فتح على آخر أوراق الملف ووقع وقدمه لها قائلا ) ها قد انتهيت منه تستطيعين الحصول عليه ألان
- وهل علي شكرك
- أعتقد ذلك
- في أحلامك ( أجابته وهي تغلق الباب خلفها أوصلت الملف إلى واين واعتذرت منه على ألتأخير ثم أخذت تبحث عن أستون فوجدته بالممر ) كنت أبحث عنك
- بربك شيفا ( قال وهو يتوقف معها ويرخي ربطة عنقه بضيق مضيفا ) أن استلم أدارت هذه الشركة بحق فانا سأغادر
- ماذا قال لك
- هو لم يقل عزيزتي بل اكتفى بالتلميح بأني أعمل لديه ألان وبما أني موظف فعلي وعلي وأشياء تافهة ومن ثم طلب أن ادعوا إلى اجتماع طارئ سيعقد ( ونظر إلى ساعته ) بعد نصف ساعة من ألان وأنت مدعوة لحضوره بالتأكيد
- آه هكذا إذا لقد بدأ يتحرك بسرعة أستون
- ألاحظ هذا وعليك فعل شيء
- توقف عن ترديد هذه الجملة لي لاشيء بيدي ألا تدرك هذا أنا أحاول المعاندة ولكن لاشيء بيدي ألان لو لم يسحب جدي توكيلي لكنت فعلت الكثير ولكن بسحبه قص جناحي بهذه الشركة  
- ماذا تعنين ستتركينه يحتل الشركة هكذا بكل بساطه
- أبدا بل سأنغص عليه بقدر ما أستطيع حتى يقدمها لي بنفسه
أجابت أستون وتخطته متوجهة نحو مكتبها والتجهم يملئ محياها ..
فتحت جيسي باب المكتب متسائلة
- ألن تحضري الاجتماع ( رفعت نظرها عن الأوراق التي أمامها وهي تتساءل )
- هل بدء
- أنه على وشك البدء ( تحركت واقفة ومتجه نحو الخارج وهي تتمتم )
- لن أفوته ( تبعتها جيسي وهي تقول )
- من هنا آنستي ( توقفت بالممر ونظرت إليها وقد أشارت إلى المصعد متسائلة بحيرة )
- أليس في غرفة الاجتماعات
- لا لقد طلب من جميع الموظفين النزول إلى الطابق ألأول ( اقتربت من جيسي بهدوء قائلة )
- جميع الموظفين
- أجل
- إذا الأمر لا يقتصر على رؤساء الأقسام
- لا ( ودخلتا المصعد وجيسي تضيف وهي تبدي نوعا من الحماس والفضول لمعرفة ما يجري ) إنه أكبر اجتماع حصل بهذه الشركة
فتح المصعد على الطابق ألأول فخرجت شيفا وهي تتأمل الحشود الموجودة أمامها وقد تجمعت قرب المكاتب المنتشرة في هذه الصالة الكبيرة أخذ بعض الموظفين يبتعدون من أمامها ولكنها لم تسر إلى الأمام بل توجهت نحو آلة القهوة سكبت لنفسها كوبا ولم تفتها الأعين الكثيرة التي تراقبها بصمت منهم من مال نحو رفيقه يهمس له شيئا فوقفت بجوار الحائط في الخلف وقد أسندت نفسها عليه بهدوء وهي تراقب بعينيها رؤساء الأقسام الذين تجمعوا في المقدمة وهم يتهامسون دون ملاحظة وجودها الهدوء الذي عم الصالة المليئة فجأة جعلها تنظر حيث تحركت الرؤوس لتشاهد اليكسيس الذي يشق طريقه بينهم وبرفقته أستون وما أن وصل إلى المقدمة حتى استدار إلى الحشد المجتمع وهو يقول ويجول بنظره بينهم
- آسف لجعلكم تنتظرون ولتعطيلكم عن عملكم لبعض الوقت ولكن أرجو انتباهكم ألان .. وأرجوا أن تسمحوا لي ( قال وهو يقفز برشاقة إلى طاولة المكتب التي خلفه حتى يستطيع الجميع رؤيته وحرك يده مستمراً بابتسامه ودوده ) أنتم مجموعة كبيرة ولكن بالتأكيد لولا مجهودكم جميعا لما وصلت هذه الشركة إلى هذا المستوى في السوق ( أخذت تراقبه بهدوء وهي تقرب كوبها إلى شفتيها وعينيها لا تفارقانه ) علي إعلامكم في البداية عن سبب هذا الاجتماع وأنا أعرف أنكم تتساءلون من أكون ولهذا سأتحدث بإيجاز حتى لا نضيع الكثير من الوقت أنا المسئول الجديد عن هذه الشركة وسأبقى كذلك إلى أن يستعيد روبرت كليبر عافيته والى حينها وخلال هذه الفترة التي سنعمل بها معا أرجوا من الجميع التعاون ( عند قوله هذا توقف نظره على شيفا التي شعرت بانتفاضه خفيفة بجسدها كيف رآها بين كل هذه الحشود إلا أنها أبقت ملامحها باردة ودون أن تظهر أي ردت فعل فأستمر وهو ينظر نحو الجميع ناقلا نظره بينهم ) لا تغير بسياسة الشركة فسنتابع ما بدأه السيد كليبر وأنا أتمنى من الجميع ممارسة عملهم على أكمل وجه كما كان يحصل وأن استطاعوا بذل جهداً أكثر سنكون شاكرين لذلك فعلى ما آمل أن نتخطى هذه المرحلة إلى مرحلة أفضل حتى نثبت بأننا أكفاء وأقوياء ونستحق الثقة التي وضعها السيد كليبر بنا  وألان سأدعكم لتعودوا إلى أعمالكم ولكني أريد من رؤساء الأقسام موافاتي إلى غرفة الاجتماعات .. وشكرا لإصغائكم 
نزل عن الطاولة بذات الرشاقة التي صعد بها بينما كان أستون متجمداً في وقفته وقد امتقع وجهه .. بدء الموظفون بالتحرك وهم يتمتمون ويهمسون
- من هذا
- أرائيتي كم هو جذاب
- لم أره من قبل من يكون  يا ترى
- لا يبدو مرتبطا لا يرتدي خاتما لقد لاحظت ذلك
- اهو من أقرباء السيد كليبر
- اعتقدت أن حفيدته من ستتولى الأمور
كانت شيفا تصغي لهم وهم يمرون بجوارها منسجمين وما أن يشاهدها أحدهم حتى يصمت أو ينتفض مبتعدا
- الأمور تسوء من سيء إلى أسوء
حركت عينيها بهدوء إلى أستون الذي وقف بجوارها هامسا دون النظر إليها فقالت ببروده  
- لقد كانت فكرة رائعة إحضار جمهور
- أنه مهرج لم يطلب هذا الاجتماع ألا ليضعنا نحن تحت الأمر الواقع وليحرجنا بهذا الشكل ( تمتم بضيق ثم نظر إليها متسائلا ) لم حضرتي  
- لما لا ( أكدت له بهدوء فهمس بحدة )
- لا أعلم كيف تستطيعين السيطرة على أعصابك بهذا الشكل أنا حقا أحسدك على قدرتك هذه
- أن الحياة تعلم الكثير
أجابته وهي تتحرك مبتعدة عنه فلا مزاج لها بسماع كلماته الغاضبة فهي تصرف طاقه كبير حتى تتجاهل ما يحدث وتخفي ما تشعر به جلست بغرفة الاجتماعات تحرك القلم بيدها شاردة ولكن لم يكن يفوتها أدنى حركه يقوم بها أحد الخمس عشره شخصا الجالسين حول الطاولة المستطيلة والتي جلست على رأسها بينما المقعد المقابل لها مازال فارغا لم يحاول أحدهم سؤالها شيئا أو التحدث معها برغم الفضول البادي عليهم دخل اليكسيس فحركت عينيها نحوه وهو يقترب ليجلس أمامها متسائلا
- هل الجميع هنا
- أجل ( أجابه أستون الجالس على يمينه مضيفا ) وهذه القائمة التي طلبتها
تناولها وجال بنظره بها ثم وضعها أمامه قائلا
- ألان وبما أني لا أعلم الكثير من الأمور بما يخص الشركة فعلي أعلامكم أني بحاجه إلى مساعدتكم وذلك بتامين ما أطلبه بأسرع وقت ممكن فأنا أحتاج إلى بعض المعلومات عن كل قسم بالإضافة
- أرجو المعذرة ( قاطعه سِد بفضول متسائلاً ) هل سبق لك وقمت بإدارة أحدى الشركات
نظرت شيقا إلى سِد وقد فعل الجميع هذا وعليها ألاعتراف أنها أعجبت بجرأته فهو على ألأقل حاول أرضاء فضوله بعكس الباقين فأجابه اليكسيس
- أنا أدير شركة هندسيه ولكن لا تتوقع مني أن أعرف ما يجري بهذه الشركة بين ليله وضحاها ولكن أؤكد لك أن لاشيء يصعب علي وتستطيع الثقة بي
- أننا كذلك ونحن على ثقة دائما بخيارات السيد كليبر
أجابه سِد بابتسامة فهز اليكسيس رأسه له موافقا ونظر نحو شيفا التي التقط نظراته بكل بروده وعدم اكتراث وهو يعود إلى الورقة التي أمامه قائلا
- أي أمر يجري في الشركة ومهما كان صغيرا فأنا أرغب بمعرفته ولا أحب أن أكون آخر من يعلم ليكن هذا بمعلوم الجميع وأريد أن أضيف أنه أن وجد تقصير في العمل من أي جهة كانت فأنا سأتخذ الإجراءات ألازمة لأبعاد هذه الجهة مهما كان الوقت الذي أمضاه بهذه الشركة ومهما كانت وظيفته ( كان يتكلم بهدوء تام ولكن التحذير المبطن في حديثه لم يخفى على أحد ) لهذا أرجوا من الجميع ألاستمرار بعملهم على أكمل وجه ( ونظر إليهم بلمحه سريعة ووجه جاد وهو يضيف ويعقد أصابع يديه أمامه ) لقد جمعت الموظفين في الأسفل لأعلامهم بأني سأدير هذه الشركة من اليوم حتى يعلموا إلى أين سيوجهون ولائهم وبهذا وفرت ساعات طويلة كانت ستذهب سدى ودون عمل وهم يثرثرون ويحاولون إملاء فضولهم لهذا فأني أطلب وأحمل مسؤولية أي تدخلات أو أحاديث قد تجري حول هذا الموضوع بالمستقبل لكم أنتم فهذه شركه للعمل ومن لديه الوقت لثرثرة وافتعال أي بلبله ليس له وجود بيننا .. أن كان لأحدكم أي سؤال أو استفسار فليتفضل به ( ونقل نظره بهدوء بينهم وتوقف نظره لثانيه على شيفا التي مازالت تحدق به بصمت فاستمر بنظره إلى الجالسين على يمينه وأمام صمتهم قال ) بهذه الحالة يكون هذا ألاجتماع قد انتهى وأن كان لأي منكم استفسار في المستقبل فأنا على استعداد لسماعه وسأقوم بعقد اجتماعً مصغر مع بعضكم أعلمكم به حين نقرره .. تستطيعون العودة إلى عملكم ألان
بدء الجميع بالتحرك فأمسك اليكسيس الأوراق الموضوعة أمامه محدقاً بشيفا التي لم تتحرك ومازالت على جلستها فبقي في جلسته وقد غادر الجميع ألا أستون الذي هم بالمغادرة وعند رؤيته لشيفا جالسه عاد ليجلس فقال اليكسيس وهو يراه يعود  
- تستطيع العودة إلى عملك
بدا الامتعاض الشديد على وجه أستون فعاد للوقوف ولم يكن قد أستطاع الجلوس وسار نحو الباب مغلقا إياه خلفه فحرك اليكسيس ألأوراق من جديد مدعي ترتيبها وقائلا دون النظر إليها
- أتعلمين .. أني أستغرب أمرا ( ونظر إليها متابعا ) لدي شعور قوي بمعرفتك رغم أننا لم نلتقي إلا منذ أيام ولكني أستطيع وبكل سهولة معرفة ما تنوين عمله أليس هذا غريباً ( عقدت يديها معا واسترخت بجلستها ومازالت تنظر إليه بصمت فظهرت ابتسامة باردة على شفتيه وهو يضيف ) هل أعلمك أحدا من قبل أنك متقلبة ومزاجيه ( أعاد الأوراق إلى الطاولة وتوقف عن العبث بها مضيفا ) عصبيه جدا لا تستطيعين السيطرة على نفسك هادئة جدا لا مبالية .. كثيرة الكلام  دون توقف وفجأة تصمتين دون التفوه بأي كلمة ( ورفع حاجبيه وهو يسند نفسه قليلا إلى الخلف متابعا وعينيه لا تفارقانها ) هلا أعلمتني كيف استطعت الجمع بين هذه الصفات ( وأمام صمتها التام تحرك عن المقعد وسار نحو المكتب ليضع عليه الأوراق مضيفا بسخرية ) ماذا هل التهمت الهرة لسانك أخيرا ولكن لا أعتقد أنك ستسمحين لها بالاقتراب منك
وضعت ساقا فوق الأخرى وهي تكسر الصمت أخيرا قائلة بجدية ومتجاهلة كل تعليقاته
- أن كنت انتهيت من سخريتك لربما يمكننا ألان أن نتحدث
 حرك رأسه نحوها ثم أبتسم وهو يستدير لها قائلا
- من الجميل سماع صوتك من جديد .. أنه رنان أن صح تعبيري لا يمكن للمرء أن ينساه
طالبت نفسها بالصبر وتجاهلت قوله قائلة
- ماذا تنوي ( أسند نفسه بالمكتب وحرك كتفيه وشفتيه مدعي ألاستغراب )
- بماذا ( أعادت مقعدها إلى الخلف ووقفت متجها نحوه وهي تقول )
- بالشركة
- آه أتتحدثين عن الشركة .. أنوي أدارتها
- كيف
- بالطريقة التي أراها مناسبة
- دعنا نكون صريحين ( قالت بثقة وهي تقف أمامه واستمرت ) أنت لا تجيد هذا الأمر وحتى تستطيع أن تدير هذه الشركة بشكل جيد سيلزمنا زمن وبما أننا لا نملك هذا الوقت فعليك ترك هذه المهمة لي أنا جداً ماهرة بإدارتها كما أني أعرف كل ما يجري بها
- أرجو أن تعذرينني ولكني لا أفهم ما تقصدينه
بقيت عينيها معلقتين به وقد أخذ شيء يشتعل عند رأس معدتها ولكنها هدأت نفسها من جديد قائلة
- لست بالغباء الذي تحاول أن تدعيه ( عقد يديه معا قائلا )
- أنت تطلبين أن أعطيك أدارت الشركة
- أجل وهذا لمصلحة الجميع
- ولكن ألا ترين أن لو كان روبرت يرغب بهذا لما قام بعمل توكيل لي وإلغاء التوكيل الخاص بك
- حسنا أنا حتى ألان لا أعرف سبب هذا التصرف الغريب ولقد فاجئني الأمر فأنا أعمل بهذه الشركة منذً خمس سنوات ويعلم جدي أني أستطيع أدارتها وكما أعلم منك أنك لم ترغب بإدارتها فحسنا أنا أعفيك من هذه المسؤولية
- بهذه السهولة ( سألها وعينيه تضيقان )
- أجل ألا إذا كنت تدعي عدم رغبتك بهذا ولم تكن صادقا وهذا عمل مشين بنظري
تأملته لصمته وهي تشعر بأن التعامل مع اليكسيس ليس بالأمر الهين هز رأسه أخيرا وحل يديه قائلا
- للأسف آنستي لم تستطيعي أقناعي
- أنا أحاول تخليصك من عبء لا ترغب به ( قالت بإصرار خافت وحدة )
- أجل أنه كما وصفته ولكن الذي تغير هو أني فكرت بالأمر أكثر
- ولكن بربك أنت لست جادا ولن تستطيع تحمل مسؤوليتها بمفردك
- أنت تستخفين بقدراتي ولكن علي أن أطمئنك أن الشركة ستكون بأفضل مما كانت عليه
حركت عينيها بوجهه لغروره وتمتمت مشددة على كلماتها
- أتعتقد أنك أفضل مني ومن جدي يا لكَ من مغرور يوم بعد يوم يتأكد لي بأني لم أكن مخطئه بشأنك ( ولمحته بنظرة سريعة من رأسه حتى قدميه مضيف بنفور ) تدعي أنك لا تريد هذا وأنك أجبرت عليه ولكن ها أنت على حقيقتك مجرد مستغل
- علي أعلامك من البداية أن العمل هنا لا يروقني شئتي أن تصدقي ذلك أم لا ولكني سأعمل وسأعمل بكل جهدي وسأتحمل مسؤولياتي جميعها
- لماذا
- لماذا .. ( كرر كلمتها وتابع ) لأني سأستعيد شركتي كيف هذا ( أضاف عندما همت بمقاطعته ) سأخبرك عند زيارتي لهول مارتين اكتشفت أشياء ومنها أني أستطيع استعادت شركتي خلال شهران من ألان أن استلمت العمل هنا وبما أني سأعمل هنا فأنا لا أنوي أبدا أن أكون صورة بل سأعمل واجباتي على أكمل وجه طبعا أرضاءً لروبرت
عقصت شفتها السفلى وهي تعيد بذاكرتها ما سمعته منه ألان وهزت رأسها بالنفي قبل أن تعود لتركز عينيها عليه لتلاحظ أنه يراقبها بصمت فقالت بصوت مكبوت
- أذا أنت مصر
- أجل ولا مجال لتغير الواقع  لهذا أرى
- أرجوك أن تترك ما تراه لنفسك فلا أرغب بسماع مقترحاتك ( قاطعته وتحركت بالمكتب حولها وهي تضيف ) ستبقى في هذا المكتب
- أنه يروق لي ( وأضاف بصوت أكثر رقه ) ألديكِ اعتراض
نظرت إليه بحدة ولكن النظرة المرحة التي بدت في عينيه جعلتها تقول بجديه تامة
- وهل سيكون رأيي بذو أهمية ( حرك كتفيه ببراءة مصطنعه قائلا )
- أنا أسمع دائما المقترحات ولا أمانع بذلك
- ما أقصده هو أنك تأخذه بهذه ألاقتراحات أم أنها مجرد هواية لديك  لسماعها فقط
أجابته بتذمر ونفاذ صبر واضح فتحرك ليتأمل الغرفة وهو يجيبها
- أنها تروق لي ولا أعتقد أني سأغيرها
- أنه مكتب جدي ( همست بصوت خافت لا يخلو من الحدة )
- لهذا السبب اخترته
- يمكنك اختيار أي واحدة أخرى
- لا سأبقى هنا .. أنا المسئول ألان ويحق لي كل شيء
حركت شفتيها مانعه خروج الكلمات التي وقفت عالقة بينهما ثم قالت
- هكذا إذا
- أجل ( وجالت عينيه بوجهها قبل أن يضيف ) لا أرغب بأن يبقى الأمر فيما بيننا بهذا الشكل حقا لا أرغب بهذا وأعتقد أن علينا التصرف بلطف أكثر معا ألا توافقيني 
- عفوا .. هل صدقت نفسك يا هذا ( بدت النظرة المرحة تختفي من عينيه وهو يجيبها )
- أعلمتك أني أدعى اليكسيس فأن كان عليك مخاطبتي فخاطبيني باسمي وليس بهذا وكأني قطعة أثاث وأنا حقا أعتذر لمحاولة تلطيف ألأجواء فيما بيننا فعلى ما يبدو أنك ترغبين بأن نبقى على هذه الحالة وأنا لا أمانع أبدا وبطبعي أحتمل سوء تصرف بعض الناس معي ولكن بصدق ليس لفترة طويلة فلا تلوميني بعد ألان على أي شيء لأني قد حذرتك
أظهرت ابتسامة باردة وتحركت متخطية عنه وعقلها يرفض فكرت احتلاله لمكتب جدها ووصلت إلى المكتب لترفع سماعة الهاتف قائله
- داني أحضري فورا ( أعادت السماعة إلى مكانها مضيفه وهي تنظر إليه وقد لمحت المكتب بنظرة سريعة ) أين مفاتيح جدي
حرك يده بجيب سترته وأخرج منها المفاتيح الخاصة بجدها وحركها بأصابعه قائلا
- اتعنين هذهِ ( تحركت نحوه لتأخذها )
- أجل من أين حصلت عليها ( ضم قبضته القوية على ما بيده مانعا إياها من الوصول إليها وهو يقول )
- أحضرها لي هول مارتين مع بعض الأوراق
تجمدت عينيها على يده وقد أطبقت أصابعه على المفاتيح جيدا ثم حركتهما ببطء إلى وجهه متمتمة
- هول مارتين ( هز رأسه لها ببطء فهمست دون أن ترمش حتى ) أعطني المفاتيح
أعاد يده إلى جيب سترته مجيبا إياها
- لو أراد أن تحصلي عليها لم أعطاني إياها
- أنها تخصني  
- بل هي لي
أكد لها وتخطى عنها ففتح الباب لتظهر منه داني نظرت إليها شيفا وهي تشير بيدها قائله بتجهم
- أجمعي معي هذه الصور  
تحركت داني نحو الرف المليء وهي تتساءل وقد كان اليكسيس ينظر إليهما وهو يفكر بعمق
- أين أضعها
- في مكتبي
رن جرس الهاتف ولكنها لم تتناوله بل استمرت بتناول الصور فاقترب اليكسيس ليرفع السماعة ودون أن يتفوه بكلمة بعد أن وضع السماعة على أذنه قدمها لها قائلا
- أنه لك ( تناولته منه قائلة )
- أجل
- اتصلت نورما مدبرة منزلك وترغب بمحادثتك
- حوليها لي جيسي  قالت برويه فمن الغريب أن تتصل بها نورما ألا أن حدث أمرا ما
- أجل نورما
- آنستي يا ألاهي أن المنزل يحترق
جاءها صوت نورما الهلع والمتوتر بشكلً كبير فهتفت وقد جحظت عينيها غير مصدقه
- ماذا
- سيارات ألإطفاء تعج بالمكان وهم يحاولون إطفاء النيران
- أنا قادمة
قاطعتها وأعادت السماعة إلى مكانها وأسرعت بوضع الصور التي كانت قد حملتها بسرعة وتحركت خارجا وقد اختفى اللون من بشرتها نظر اليكسيس باستغراب إلى داني التي بادرته النظرة ذاتها ثم تحرك خارجا من مكتبه بفضول ليشاهدها تجري بسرعة نحو مكتبها لتتناول مفاتيح سيارتها وتجري نحو المصعد بسرعة توقفت نظراته لثواني معدودة على المصعد الذي أغلق عليها وبسرعة تحرك نحو مكتبه ليتناول هو الأخر مفاتيحه ويجري نحو المصعد وعندما شاهد أن لا وقت لديه للانتظار تحرك نحو الأدراج اقتربت من الباب الحديدي الأسود الضخم وهي تشاهد مجموعه من الناس المجتمعين حوله وابتعدوا ليسمحوا لها بالدخول بسيارتها فدخلت ومازال قلبها يخفق بين ضلوعها بتوتر وهي تلمح منزلها المطل من بين ألأشجار الممتدة على جانبي الممر الطويل وما أن أطلت على الساحة الدائرية حتى أوقفت السيارة في أرضها وخرجت منها وعينيها معلقتين بلهيب النار الذي يطل عليها من الجهة الخلفية للمنزل فتحركت ببطء ثم أسرعت بخطواتها لتلتف حول المنزل لتشاهد سيارات الإطفاء بخراطيمهم الضخمة يحاولون إخماد النيران محاولين السيطرة عليها بقيت عينيها ثابتتان على ما أمامها ثم رفعت يدها لتخفي فمها بها لم يحدث لها هذا ألم يكفيها ما يجري أن ألأمور تزداد سوءا
- آنستي ( حركت رأسها نحو ميسي التي اقتربت بتوتر مضيفة ) أن لم يستطيعوا السيطرة على النيران سيحترق المنزل بأكملة
شعرت بدوار كبير فأغمضت عينيها ببطء وفتحتهما ويدها تستقر على صدرها
- كيف حدث هذا
- لا نعلم لقد لقد اشتعلت فجأة ولم لم نعلم كيف لا أعلم
بدء رجال ألإطفاء بالانتشار أكثر وأخذوا يدخلون المنزل ليقوموا بإطفائه من الداخل في محاولة لإخماد النيران فاقتربت نورما وثيابها مغبرة من الرماد ووجهها شاحب من شيفا التي تقف محملقة بما يحدث
- أنه الجانب الشرقي للمنزل لا أعلم كيف حد ث هذا
- هل .. هل وصلت النيران إلى الغرف المسكونة
- ليس بعد
- ولكن أن لم يستطيعوا فسيحصل
هتفت مارينا وهي تجلس على الحائط ألقرميدي الصغير المحيط بالحديقة وقد بدت في حاله يرثى لها ابتلعت شيفا ريقها بصعوبة وتحركت مبتعدة بخطى بطيئة وهي تتأمل ما يجري حولها
- أرجو أن تبتعدي من هنا
قال لها أحد الرجال وهو يتخطى عنها بسرعة ليدخل من الباب الأمامي للمنزل وبيده خرطوم ماء ضخم فتراجعت لتسمح للرجال الآخرين بالدخول خلفه وهي تحدق بهم دون أن تستطيع الرمش ثم نفضت يديها على جانبيها بإعياء وهي تحاول التنفس جيدا
- شيفا ( حركت رأسها نحو أستون الذي يسير نحوها بخطوات واسعة فتحركت نحوه ببطء وما أن وصل إليها حتى قال وعينيه معلقتين بما أمامه ) ما الذي حدث لم المنزل يحترق
- أعلمني أني أحلم أرجوك قل أني أحلم أرجوك أستون قل أني أحلم  
أصرت بصوت مخنوق وهي تغمض عينيها لا تريد أن تنظر فأحاطتها يده وهو يهمس
- لا بأس عزيزتي .. أعتقد أنهم يسيطرون عليها أنظري هناك لقد استطاعوا إخمادها
- أذا فهو يحترق ( همست بصعوبة وهي تفتح عيونها مستمر ) ألا أستحق أجازه من الكوارث المتتالية
- هاي اهدئي ( قال بسرعة وهو يلاحظ شحوب وجهها وجسدها الذي بدء بالاسترخاء فأضاف ) عليك بالجلوس
أغمضت عينيها ببطء وإعياء وهي تحاول جمع شجاعتها وأخذت نفسا عميقا قائلة
- لا تقلق لن يغمى علي ( وابتعدت عنه بإعياء هامسة ) مازلت أملك بعض القوة
 استدارت معطيه ظهرها له وهي تحدق بالمنزل فأمسكتها يداه وهو يقول بإصرار
- مازلتُ مصرا على أن تجلسي
حركت رأسها بيأس وعينيها معلقتان بما أمامها ثم نظرت إليه وسارت معه ببطء إلى حيث السور القرميدي وجلست عليه دون أن تفارق عينيها ما يجري حولها تحرك أستون مبتعدا ليتحدث مع بعض رجال ألإطفاء بينما أخذت تحرك رأسها ببطء تتابع ما يجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق