دنيا رواياتي, رواية غريمي لدنيا رواياتي,رواية ابحث عنك لدنيا رواياتي,رواية لاخر العمر لدنيا رواياتي,رواية في طريق المجهول لدنيا رواياتي, رواية قلب لا يصغي لدنيا رواياتي,رواية إدعاءات زائفة لدنيا رواياتي,رواية الاخذ بالثأر لدنيا رواياتي,رواية ال ماردزنز لدنيا رواياتي,رواية نبضات قلب لدنيا رواياتي,رواية جدار هش لدنيا رواياتي,رواية انا وعريمي ,الرومانسية,روايات عاطفية, خيالية،جيب,روايات طويلة,افضل رواية قرائتها,قصة رومانسية طويلة,روايات الكاتبه دنيا,اجاثا كريستي,عبير,احلام ,غدير,اسماء رواية دنيا,
انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي
تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها
الصفحات
الأربعاء، 7 مارس 2012
في طريق المجهول 10
- ضعيه هناك ( وأشارت نحو الطاولة وقد وقفت قرب النافذة تنظر إليها باهتمام فوضعت ما بيدها على الطاولة واستقامت بوقفتها تريد المغادرة إلا أن جوزين قالت ) انتظري قليلا ( نظرت يوليانا اليها متسائلة فتأملتها ببطء شديد من رأسها حتى أخمص قدميها وبالعكس وعقدت يديها ونظرها يتوقف أخيرا على وجهها وهي تقول ) ماذا تعملين هنا
- اعمل
- اعلم انك تعملين ولكن ماذا في المطبخ في ترتيب المنزل بـ ماذا بالتحديد
أخذت أصابع يدها تعبث بقماش ثوبها الخمري القديم وقد ندمت ألان لارتدائه وهي تقول
- بكل شيء تقريبا ( بدا عدم الرضا على وجه جوزين قبل أن تقول )
- ومن ضمن هذا الترفيه عن سيدك
ثبتت عيني يوليانا على جوزين محاولة قدر الإمكان تقبل حديثها برحابة الصدر الممكنة قبل أن تقول
- لا اعتقد انك تعنين ما قلته
- كيف لا اليس أنت من رأيتها برفقته بالمكتب ذاك المساء
- لا اعلم عما تتحدثين ولا اعتقد أني سابقي لأسمع المزيد
- توقفي ( أسرعت جوزين بالقول بتوتر وهي تراها تهم بالتحرك فتوقفت بنفاذ صبر ونظرت إليها فأضافت ) هل هذا صحيح أهناك أمر بينك وبينه
- من يقول ذلك
- لقد رأيتك معه
- أأنت واثقة انك رأيتني أنا لأني لا أذكر شيئا مما قلته قد حدث معي
- لقد رأيته يحدثك قبل قليل أم تراني أيضا لم افعل
- لقد حصل فانا اعمل هنا وبالتأكيد سيحدثني السيد أن كان يحتاج إلى شيء
- ولكن الفتيات هنا يقلن انكِ
- أرجو المعذرة ولكن ألا تعتقدين انك تبالغين فالقد استغلتك الفتيات لنيل مني حيث انهم لا يستطيعوا ذلك وذلك لأني مقربة من السيدة مارغريت والتي تفضلني عليهن وألان اعذريني فلدي الكثير من الأمور التي علي الانتهاء منها
وتحركت بكبرياء لتخرج مغلقة الباب خلفها لتبتعد بضيق متوجهة نحو غرفة سترانس الذي ابتسم عند رؤيتها ثم اخذ يسعل بقوة وقد جلس في سريره فأسرعت الممرضة بإحضار كوباً من الماء له ليتناوله منها وهو يطلب منها المغادرة ليقول بعد خروجها
- وصلت برقيه من ثورب ( تحرك قلبها لدى سماعها ذلك وأسرعت بالقول )
- أهناك أخبار جديدة
- ظهرت بعض الصعوبات فاللورد يضع بعض العوائق البرقية مختصرة ولكنه سيحضر خلال وقت قصير وسنعلم ما يجري بالتحديد
التزمت الصمت لثواني قبل أن تقول
- ارجوا أن ينتهي هذا الأمر بدأت اشعر انه لن ينتهي أبدا .. تحدثت معي منذُ قليل جوزين إنها تشعر بالضيق مني لسماعها ثرثرة الفتيات حولي وحول أونيل
- انها فتاه طيبة ولا تقصد السوء فقط لو كان الكسندر على قيد الحياة ما كنت لأرى فتاة مناسبة له أكثر منها ( عند قول سترانس هذا تذكرت ما حدثها أونيل به بينما أضاف ) غادر أونيل أم انه مازال هنا
- رأيته في الأسفل ولا اعلم أن غادر أم لا
- ارجوا أن تستدعيه أريد محادثته
- سأعلمه برغبتك رؤيته ومن ثم سأغادر فارجوا أن تعذرني أن لم استطع الحضور بشكل يومي إلى هنا
بدا التفكير عليه وهو يقول
- ولما لا تحضرين بشكل يومي
- ارغب بالابتعاد قليلا
- أونيل السبب أقام بإيذائك مـ
- لا لا شأن له بالأمر ( قالت باقتضاب فبقي يحدق بها بصمت وتفكير فأضافت ) ارجوا أن تعذرني
وتحركت مغادرة لتقول لرؤيتها ميريال تخرج من إحدى الغرف
- أين أجد السيد أونيل
- رأيته يتجه نحو غرفته منذُ قليل
طرقت على باب غرفته وفتحته عند سماعها لصوته يطلب منها الدخول حدقة به وقد نظر إليها بدوره وعاد نحو جذمته العالية ليرتديها وقد جلس على المقعد متسائلا
- ماذا هناك
- والدك يريد رؤيتك
- أيوجد لديه احد
- لا
- رؤيتي بمفردي أم معك
- بمفردك ( هز رأسه وهو يقف متمتما )
- حسنا سأراه
وتحرك نحو سترته ليتناولها وهي تعقص شفتها السفلى كي لا تطرح عليه السؤال الذي يجول بفكرها فهيئته تدل على انه مغادر فهل قرر التوجه نحو مناجم الفحم تراجعت لتخرج من الغرفة وهو يسير نحوها ليتخطى عنها متجهاً نحو غرفة والده وهي تتابعه بعينيها..........
- ما الذي حدث لما تصرخين
تساءلت وهي تدخل المنزل وتمسح يديها بالمريول الذي يحيط خصرها وقد كانت تقوم بغسل الملابس فحدقت جينا بها وأشارت نحو جاك الواقف أمامها قائلة بعصبية
- عندما تسمعين ما يتحدث عنه ستدركين لما اصرخ
- ما الأمر جاك
تساءلت باهتمام وحيرة من التوتر البادي على جينا فأجابها رافضا تدخلها
- لا شأن لك
- لها كل الشأن بما أني طلبت منها هذا وأنت لن تذهب إلى إي مكان بما أني غير موافقة
- بل سأذهب
- ستذهب إلى أين ( تساءلت يوليانا فهتفت جينا )
- يريد الذهاب للعمل بمناجم السيد منذُ أن علم عن الإعلان الذي وضع صباح اليوم بالبلدة وهو ينوي الذهاب
- المناجم ( تمتمت ثم أمعنت النظر بهم متسائلة ) ولما تريد الذهاب للعمل هناك
- لأنه عمل جيد ويدفعون النقود بالمقابل ولقد عمل والدي من قبل فلم لا افعل
- لأني قلت هذا ( قالت جينا وأضافت ) انه مكانٌ غير ملائم لمن هم بسنك
- أنا رجل ألان واعلم ما أفعله
- جاك .. جاك انتظر
صاحت جينا وهو يتخطى عنها نحو الباب ليخرج فسارعت يوليانا بالوقوف أمامه وهي تقول
- من وضع ذلك الإعلان
- السيد أونيل ومن غيره
- اهو هنا متى عاد
- كل ما اعرفه انه سينطلق مع الرجال صباح الغد وسأكون معهم
- أنا بحاجتك هنا ولن أستطيع تدبر أموري دونك
أسرعت جينا بالقول فنظر إليها قائلا
- أن روي هنا
- لا تكن عنيدا فلن تذهب إلى أي مكان
إلا انه تجاهل قول والدته وتخطى يوليانا التي أسرعت بالقول
- عليك بالإصغاء لوالدتك فهي لن تسامح نفسها أن حدث لك مكروه
ولكنه ابتعد دون الإصغاء لهما مما جعل جينا تتنهد بيأس وهي تقول
- هذا الصبي عنيد جدا لا اعرف كيف أتعامل معه لن اسمح له بالعمل بتلك المناجم لن أفعل
- لا اعتقد أنهم سيوافقون على اصطحابه فهو مايزال صغيرا على ذلك العمل
- ارجوا ذلك
تمتمت جينا وتنفست الصعداء مساءً عند عودته وتساءلت لرؤية تجهمه
- لم يوافقوا على اصطحابك
- دعيني وشائني أمي
قال وهو يستلقي ويرفع الغطاء حتى وجهه فتبادلت ويوليانا النظرات قبل أن تهمس وهي تقترب منها
- على ما يبدو أنهم لم يوافقوا
وتنهدت بارتياح بينما شردت يوليانا فقد مضى أسبوعان كاملان منذُ مغادرة أونيل ذهبت خلالها لزيارة سترانس مرتين وقد بدأ بالتحسن
- فيوليت .. جيسي روى استيقظ يا ألاهي ( أسرعت يوليانا بالنهوض من فراشها بتشوش بينما هتفت جينا ) لقد ذهب هل رأيتموه أين هو ( نظرت يوليانا إلى فراش جاك الخالي ثم عادت نحو جينا التي وضعت يدها على فمها وقد ترقرقت الدموع بعينيها وهي تهمس ) لقد ذهب
- لا تقلقي سأذهب لإحضاره ( تمتمت يوليانا وأسرعت نحو ثوبها لارتدائه والمغادرة وهي تضيف ) سأعيده قبل أن يأخذوه معهم
- سآتي معك ( أسرع روي بالحاق بها فضمت ذراعيها لبرودة الجو وأسرعت بخطواتها ومازالت الظلمة تعم المكان فسارع روي لجوارها قائلا ) لا اعلم متى غادر لم استيقظ حتى
- ارجوا أن لا يغادروا قبل وصولنا ( وما أن وصلت إلى ساحة البلدة الخالية حتى تلفتت حولها بقلق ثم تحركت نحو منزل مضاء لتطرق عليه فاطل رجلٌ عجوز متسائلا فقالت ) أين أجد الرجال الذاهبين إلى المناجم
- غادروا منذُ بعض الوقت ولقد غادر ابني معهم .. لماذا
تساءل عندما رأى القلق عليها فهمست بخيبة أمل
- أشكرك ( وحدقت بروي بعجز قبل أن تقول ) لا أجرؤ على مواجهة والدتك ألان .........
- أنت تنهكين نفسك بهذا الشكل ( اعترضت لعمل جينا المتواصل منذُ مغادرة جاك وأضافت ) ما زلت غاضبه منه رغم انه مضى أسبوع على رحيله أتعتقدين أن هذا سيحل شيئا توقفي ( طلبت منها وهي تراها تضع قطعة أخرى من الحطب وتقوم بقطعها إلى نصفين بالفأس واستمرت لعدم استجابة جينا لها ) قاربت الساعة على العاشرة وتحتاجين إلى الراحة فنحن نعمل منذُ الصباح بالأرض هيا
رمت الفأس من يدها ونظرت إليها قائلة
- سألقنه درسا لن ينساه لمعارضتي ( وتختط عنها إلى الداخل فتبعتها وجينا تضيف وهي تجلس على المقعد ) لا اعلم ما الذي يفعله ألان قد يكون نائما دون تناول الطعام ربما لم يتناول شيئا منذُ أيام قد لا يكون على مايرام فالعمل هناك منهك و
- اشربي هذا ( قاطعتها يوليانا وهي تضع كوبا أمامها فتناولته متسائلة )
- ما هذا
- الشراب الذي وصفته لي كريستي
- ولما قد احتاج إليه
قالت معترضة بينما تحرك ويل نحو الباب ليفتحه ويوليانا تقول بجدية
- صدقيني أنت بحاجته .. من ويل
- جويل
تحركت نحو الباب وحواسها جميعها تعود للعمل بشكل سريع فأطلت من الباب ليبادرها جويل
- يريدونك بالقصر
- أمهلني قليلا لأغير ثيابي ( أغلقت الباب عند ابتعاده فتعلقت عيني جينا بها قائلة )
- منذُ مدة لم يحضر هل عادت السيدة لتوعك
- اعتقد ذلك
أجابتها بتفكير وهي تتجه نحو الغرفة الأخرى لتغير ملابسها الباليه قبل أن تغادر لتتسائل وهي تصعد بالعربة المتوقفة بانتظارها
- أصحة السيد سترانس جيدة
- اجل انه في تحسن مستمر
- أعاد أونيل
- ليس بعد ولكن السيد ثورب قد وصل اليوم ( جلست جيدا وعينيها تحدقان بجويل لتقول )
- إذا أسرع فانا في شوق لرؤيته
- سأنتظرك هنا لأقوم بإعادتك فالوقت متأخر
قال جويل وهو يساعدها بالترجل من العربة عند توقفها أمام القصر فشكرته وصعدت الأدراج القليلة المؤدية إلى الباب الرئيسي الذي ترك مفتوحا وما أن خطت إلى الداخل حتى تعلقت عينيها بثورب الواقف قرب باب المكتب المفتوح والذي ابتسم عند رؤيتها وهز رأسه لها محي فسارعت بخطواتها نحوه وما أن أصبحت بجواره حتى بادرته
- ارجوا أنك تحمل لي أخبارا طيبه ( أشار بيده إلى داخل المكتب وهو يقول )
- أنت على عجلة من أمرك ولا شك ( استدارت إليه وهو يغلق الباب خلفه قائلة )
- لو كنت مكاني لفعلت بالمثل
- بالتأكيد فانا اعلم انك لست بوضع تحسدين عليه ( وأشار نحو المقاعد وهو يضيف ) تحدثت مع السيد سترانس وأعلمته ما حصل وطلب مني أعلامك بكل ما تريدين معرفته فاعذريني لإرسالي خلفك بهذا الوقت ولكني مغادر في الصباح الباكر
جلست على المقعد قائلة وهو يجلس أمامها
- ستعود إلى جرترود
- اجل ( واخرج سيجارة ليشعلها قبل أن يحدق بها باهتمام قائلا ) أصبحت القضية بالمحكمة وتم منع إعلان وفاتك من قبل عائلتك فهذا ما كانوا ينون عمله وحتى هذه اللحظة يرفض عمك تدخل المحامي خاصتنا واتهمه أمام القاضي بالاحتيال والكذب ويطالب برؤيتك شخصيا وهو يرفض كل الاتهامات الموجهة إليه ويدعي انك أصبت بالجنون أن كنت حقا على قيد الحياة وتتهمينه بهذه التهم الغير صحيحة وبالتأكيد أثار هذا الأمر الأقاويل حولك وحول عائلتك ويحاول اللورد ألان وبكل طاقته البحث عنك وإيجادك حتى لو ادعى عكس هذا فانا أراقبه باستمرار وقد استفزه ما حدث حتى العمق
- و.. اندرو
- لا يختلف موقفه عن موقف اللورد كما أنهم يتمتعون بأملاكك ألان وكما لاحظت أنهم يراقبون جميع معارفك فما زالوا يعتقدون انك تختبئين لدى احدهم كما أن اندرو قام باقتحام منزل جيمس وهو من أوكلته ليستلم القضية وقام بتفتيشه معتقدا انك تختبئين لديه
- لن يستسلموا بسهولة أنا اعرفهم والمحامي جيمس اهو كفؤ
- اجل أستطيع الاعتماد عليه بشكل تام
- وما الذي سيجري ألان اعلي الانتظار من جديد
- في النهاية عليك الظهور لذا كوني مستعدة للأمر
- أنا مستعدة حقا
- لا أفضل في الوقت الراهن فانا اجمع بعض الأدلة التي تدين اللورد واندرو في بعض العمليات ليكون موقفنا قويا ولكن القاضي سيطلب حضورك حتى يتأكد فعمك يدعي وفاتك وان الأمر مجرد احتيال بذلك نستطيع أن نثبت أقوالنا .. رغبت بإعلامك بهذا منذُ ألان لأني اعلم أن مواجهة اللورد لن تكون سهلة
- لا يقلقك الأمر ( أجابته بمرارة مستمرة ) أن مواجهة عمي العزيز هي ابسط الأمور بالمقارنة بما أواجهه هنا
- أمازلت تعانين الصعوبات
- أنت تعرف آل دلبروك أكثر مني ( التزم ثورب الصمت لقولها وعينيه لا تفارقانها فأضافت وهي ترفض رؤية الشفقة في عينيه ) ماذا بإمكانك أن تخبرني أيضا
- صديقتك اماندا ستضع مولودا عما قريب ( بدت ابتسامة صغيرة على شفتيها عند ذكره لاماندا فأضاف ) علمت أنها صديقتك المقربة لذا حرصت على أن احضر لك بعضا من أخبارها
- وزوجها
- مازال مقربا من اندرو ( حركت رأسها بيأس وهي تتسائل )
- متى سينتهي كل هذا
- اعلم انك كنت تتوقعين أكثر ولكني أتحرك بتروي من اجل أن نكون على الطريق الصحيح ( هزت رأسها بالإيجاب بينما أضاف ) أرجوا أن تعذريني فما زال علي زيارة والدي قبل أن أغادر
تحركت واقفة فوقف بدوره وهي تقول بخيبة أمل وهما يتجهان نحو الباب
- أتمنى حقا سماع أخباراً جيدة في زيارتك القادمة
- ارجوا ذلك ( وأضاف بود بعد أن تبعها إلى خارج المكتب ) ارجوا أني لم اخذ من وقتك الكثير
- لا أبدا ( قالت وهي تنظر إليه مستمرة ) أشكرك على كل شيء ( واستمرت بعينين بدا الحزن بهما ) ارجوا أن ينتهي هذا الأمر بالقريب العاجل ورغم كل شيء سرني التحدث معك فالقد اطلعت على الأقل على ما يجري
مد ثورب يده نحوها ليتناول يدها ويرفعها نحو شفتيه قائلا
- أنا أكثر سعادة بلقائك وارجوا أن تعتني بنفسك جيدا
انحنت في وقفتها له قليلا محي إياها وهي تقول بود
- عمت مساءً
وقبل أن تستطع سحب يدها منه تجمدت بوقفتها لدى سماعها تصفيقاً فحركت رأسها وكذلك ثورب نحو الباب الرئيسي وقد استند عليه أونيل وهو يصفق بسخرية وقد تناثر شعره بشكل عشوائي حول جبينه وبدت عينيه كأنهما تلتمعان وتلك الابتسامة الساخرة التي أضائت شفتيه بدت مصطنعة بشكل واضح فتحرك نحوهما وهو يخلع معطفه لتظهر قميصه الرمادية مع بنطاله ذا الشيالات والجزمة السوداء العالية وهو يقول
- مازلتَ طليق اللسان ولكن ما لا شك به انك أصبحت متدني الذوق ( سحبت يدها ببطء من ثورب وهو يلمحها بنظرة مزرية قبل أن يقول لها بوقاحة ) أكنت تلهين قليلا
ارتجفت شفتيها من الإهانة التي وجهها لها وقبل أن تستطيع أجابته قال ثورب وقد امتقع وجهه
- ألا تشرف على المناجم فما الذي تفعله هنا إذا
- بما انك تذكر هذا فأنت بالتأكيد تذكر انك تعمل هناك أيضا وبما أني لا افهم سبب وجودك في جرترود حتى ألان فعليك العودة إلى عملك ( ونظر نحو يوليانا مستمرا له ) ويكفيك لهواً
- بالتأكيد لم أكن الهو فانا لدي عمل في جرترود وعلي إنهائه لذا عليك أن تعذرني ألان لان لدي بعض الأمور التي علي إنهائها والعودة إلى جرترود
ونظر إلى يوليانا وهز رأسه لها باحترام وتخطى عنهم فتابعه أونيل قائلا
- ما الذي تفعله بجرترود بالتحديد
- عليك سؤال والدك
أجابه ثورب قبل أن يخرج فعاد بنظره نحوها وقد التمعت عينيه بغضب عند تلاقي نظراتهم وقد بدا الكره بعينيها وهو يقول
- ما الذي تنتظرينه ( بقيت جامدة بوقفتها وعينيها ثابتتان عليه قبل أن تهز رأسها رافضة محادثته وتحركت تريد تخطيه للخروج فلا أمل منه أبدا إلا أن أصابعه أطبقت على ذراعها ما أن أصبحت بجواره ومال برأسه نحوها قليلا ونظراته الحادة لا تفارقها وهو يقول ) عندما أحدثك لا تدعي عدم سماعي ( حركت رأسها نحوه بغيظ كبير فحرك عينيه بعينيها قبل أن يقترب رأسه منها أكثر وأكثر فأجبرت نفسها على الثبات في مكانها فتوقف وجهه على بعد سنتمترات قليلة عنها وهو يضيف ) لا أريد رؤيتك تتحدثين مع ثورب مرة أخرى انه يعتقد انكِ فردا من العائلة ويعاملك على هذا الأساس وأنا لا أريد أن تختلط عليه الأمور .. أو حتى عليك
- أتزعجك معاملته الجيدة لي
- تزعجني ! أنا مهتم فقط فعيناه تكادان تخرجان من رأسه كلما وقع نظره على جوزين ولا أريد أن تختلط عليه الأمور ( حركت عينيها بعينيه دون أجابته وقد احتارت لما سمعته منه لما يعلمها باهتمام ثورب بجوزين أيعتقد أنها قد تهتم بثورب ولكن لا ليس أونيل الذي يفكر بهذا الشكل استقام ببطء في وقفته والضيق يعتليه لنظراتها التي تبحثان عن شيء بداخله وتحاولان الوصول إلى أعماقه فأرخى أصابعه عنها وقد بدت ملامحه غريبة ليقول وهو يرمقها بتعالي ) اعدي لي العشاء فسأتناوله في غرفتي
- سأوقظ إحدى الفتيات لأني مغادرة ألان ( توقف وقد كان يهم بالتحرك ونظر إليها قائلا بتحذير )
- طلبت منك إعداد العشاء ولا أريد نقاشا بهذا الأمر أو أي أمر أخر
ولمحها بنظرة سريعة مستنكراً ثم تحرك نحو الأدراج ليصعدها بتجهم فوقفت تحدق به وهي تشعر بالغضب منه ومن نفسها ثم حركت يديها بعصبية وتوجهت نحو المطبخ لتعد له العشاء وتصعد نحو غرفته لتجول بنظرها بأرجائها قبل أن تنظر إلى الباب الذي دخل منه أونيل وأغلقه خلفه متسائلا وهو يتجه نحوها
- أيحضر الطبيب بشكل يومي لرؤيته
- اجل واعتقد انه نائم فالطبيب يصر على إعطائه حقنة مساءً لينام طوال الليل
- والممرضة التي لديه أهي كفوئة أم لا
- لا اعلم عليك سؤال عمتك بهذا الشأن
- سأفعل ( أجابها وهو يتخطى عنها ويرفع أكمام قميصه ليغسل يديه ثم وجهه فتحركت لتخرج إلا أنها تراجعت وبقيت في مكانها منتظرة فمسح وجهه ونظر إليها متسائلا ) الم تكوني على عجلة من أمرك
- هل أستطيع طلب خدمة منك
بدا التفكير عليه فوضع المنشفة من يده وهو يتجه نحو المقعد ليجلس أمام الطعام وهو يقول
- ذلك يتوقف على نوع الخدمة التي تريدينها
- ذهب جاك للعمل في المناجم بعد الإعلان الذي وضعته بالبلدة ووالدته شديدة القلق عليه وارغب بان اعلم كيف هو لأطمئنها عليه
أمعن النظر بها دون أن يرمش أو يتناول طعامه ثم أرخى ظهره على المقعد خلفه قبل أن يقول
- ومن يكون جاك هذا حتى تهتمين بأمره بهذا الشكل
- انه جاك مارش قريبي
- أنت تعنين ذاك الصبي ( وتحرك بجلسته ليبدأ بتناول الطعام وهي تقول )
- اجل هل هو على مايرام
- لستِ جادة ( وأمام تحديقها به بجدية أضاف بسخرية ) لدي أكثر من مائتي عامل لا تتوقعين مني معرفة أحوالهم جميعهم
- لا تعلم إذ كان بخير أم لا
- ولما لا يكون كذلك
- لأنه مازال طفلا وما كان عليك الموافقة على اصطحابه معكم
- انه رجلٌ وليس طفلاً ويستطيع تدبر أموره بمفرده
- ولكنه اكبر أشقائه ووالدته تعتمد عليه كثيرا بعد وفاة زوجها وتحتاجه إلى جوارها
- لتدعه وشأنه وسيكون بخير ( بدا الرفض بعينيها لقوله الفظ قبل أن تقول معترضة )
- كيف تستطيع قول ذلك ألا مشاعر لديك لا تريد إعلامي كيف هو ولا تهتم لقلق والدته انـ
توقفت عن المتابعة وهي تسمع صوتا من خارج الغرفة
- أونيل أنتَ هنا
حرك أونيل عينيه عنها إلى الباب قبل أن يعود نحوها قائلا بحيرة
- عمتي غلوريا مازالت هنا
غلوريا تمتمت قبل أن تفتح عينيها جيدا وهي تسمع صوت مقبض الباب يتحرك فأسرعت بالنظر حولها قبل أن تسرع نحو الستار الخشبي المجهز لارتداء الثياب لتختفي خلفه مما جعل أونيل يتابعها دون استيعاب قبل أن يعود برأسه نحو الباب الذي فتح ومازال عدم الاستيعاب باد عليه
- هذا أنت حقا ( بادرته وهي تدخل فتحرك وافقا وهو يتساءل )
- لم اعلم انك مازلت هنا ( اقتربت منه لتحتضنه بمودة وهو يضيف ) كيف أنت عمتي
- بخير أيها الشقي لقد افتقدتك حقا متى حضرت
- للتو .. ما الذي أيقظك ألان
- شعرت بالقلق ولم استطع النوم فتوجهت لغرفة والدك لأطمئن عليه وأثناء عودتي تناهى لي صوت من غرفتك مما أثار حيرتي ( ونظرت حولها مستمرة ) مع من كنت تتحدث
- أتحدث .. مع .. نفسي ( وابتسم لنظرات الاستغراب في عينيها فأضاف ) اردد أبياتاً من الشعر كنت قد سمعتها وراقت لي
- الشعر ( قالت عمته وهي تنظر إليه بفخر بينما رفعت يوليانا حاجبيها لقوله فهو ابعد ما يكون عن ذلك ما الذي ستقوله له لان لما اختبأت من غلوريا ) لقد كنت أقول دائما انك تخفي مواهب كثيرة أتتناول عشاءك اجلس بني وأعلمني كيف هو عملك
نظر إلى حيث اختبأت يوليانا ثم عاد نحو عمته قائلا
- لما لا تحصلين على قسطٍ وافر من النوم وغدا أحدثك بكل شيء
- لا اشعر بالرغبة بالنوم فانا أصاب بالأرق ليلاً ( وتحركت جالسة وهي تستمر وتشير له نحو المقعد المقابل لها ) تناول طعامك فالقد أصبحت هزيلا ألا يقدمون لك الطعام الجيد حيث كنت
- يفعلون ( أجابها باقتضاب وهو يجلس وأضاف ) لكني لا احصل على الوقت الكافي لنوم لهذا تريني اشعر بالإرهاق بسرعة وما أن احضر إلى هنا حتى لا أفكر سوى بالحصول على الراحة والنوم حتى أن جفوني تغمض من تلقاء نفسها كما أنا ألان
- أحسدك على هذا ( تجهم وجهه لعدم تمكنه من إفهامها انه يشعر بالنعاس ألان وهي تستمر ) حدثني كيف أنت أن كاثرين ترسل تحياتها لك وكذلك فريد ( جلست يوليانا أرضاً وهي تشعر بالصداع الذي بدأ يسري إلى رأسها ببطء ليشتد وعمته لا تتوقف عن الحديث رغم وضع أونيل يده على يد المقعد وإسناد رأسه براحة يده بملل وهو يحدق بها ويهز رأسه لها بين الحين والحين وهو على وشك الإغفاء فضمت يوليانا يديها إليها وأسندت رأسها على الحائط وغلوريا تستمر ) لم أعلمك بزيارتي لصوفيلان لم افعل اليس كذلك لقد فاتك الكثير فالقد كانت رحلة موفقه جدا أرى أنها المكان المناسب لتصطحب إليه عروسك عند الزواج اسيطول أمر زواجك عليك بالبدء بتكوين أسرة ما الذي تنتظره أنت شاب وسيم ومن الصعب مقاومتك هيا اخبرني من هي التي تشغلك ألان
- في هذه اللحظة بالذات ( أجابها وعينيه تتحركان ببطء حيث اختبأت يوليانا ثم عاد نحو عمته مضيفا ) آنت عمتي ولا احد سواك
ضحكت غلوريا وكأنه القى دعابة وقالت
- لقد كنت دائما ماهرا بالحديث لا تريد أن تحدثني عن فتاتك إذا ليكن ولكن أتعلم ممن تزوج دوين فيلانت لن تصدق ذلك
رفعت يوليانا عينيها إلى السماء مستنجدة فهي لا تنوي قضاء الليلة حبيسة هنا لما لا يتصرف
- مارأيك أن تعلميني بالغد بمن تزوج فأنا اشعر بـ
- لن تصدق ماذا فعل بزفافه ما كنت لأفوته
- عمتي أنا أتفهم انك
- لا تقل ذلك فأنت لا تعلم ماذا فعل انه أمرا مخجل ولكن انتم شباب اليوم أكثر جرائة مما كان عليه حالنا هل أعلمتك كيف تقدم برون لطلب يدي لقد كانت أيامنا أكثر احتراما وتقديرا من هذه الأيام......
- بالتأكيد أنت على حق تماما
قال أونيل وهو يفتح الباب لعمته التي همت بالخروج بعد ساعة ونصف كاملة وهي تستمر
- هذا ما أقوله دائما لفريد ولكنه لا يصغي أتعلم أُفكر بإحضاره لقضاء بعض الوقت هنا ستسره رفقتك
- وكذلك يسرني أنا
أجابها وقد أصبحت بالخارج وهو يمسك بالباب يريد إغلاقه فقالت
- أنت ولدٌ بار حقا لقد قام سترانس بتربيتك بالشكلِ الصحيح ( هز رأسه لها بالإيجاب بابتسامة مصطنعة فأضافت ) لقد أطلت عليك السهر دعني أقبلك أيها الصبي اللطيف ( وقبلته على وجنته وعقصتها وهي تستمر ) نم جيدا ولا تنسى أن تدفئ نفسك فلا تريد أن تصاب بالزكام
- سأفعل تصبحين على خير ( وأغلق الباب بسرعة واستند عليه وهو يرفع عينيه إلى الأعلى ويملأ رئتيه بالهواء قبل أن ينظر نحو الستار الخشبي ليبتعد عن الباب متجهاً نحوها وهو يقول بصوت منخفض ) هل أعلمتني لما اختبئتي من عمتي هل حصل أمرا ما في غيابـ ( توقف عن المتابعة لدى رؤيتها منكمشة على نفسها وقد أسندت رأسها على الحائط وتغط بالنوم فابعد الستار قائلا ) من الأفضل أن تستيقظي فليس بالوقت المناسب لتنامي به ( انحنى نحوها مستمرا ) أن حديث عمتي ليس بالممتع وكذلك فكرة بقائك هنا فهيا عليك المغادرة ( وأمام عدم استجابتها جثا بجوارها مستمراً وهو يطرق على خدها بإصبعه ) عليك بالاستيقاظ منذُ متى لم تنامي هيا
حركت رأسها بضيق ورفعت يدها لتمررها على خدها بانزعاج وهي تتحرك بجلستها هامسة
- توقف
لامست كتفها صدره لتشعر بالدفء فتحركت بجلستها لتستند عليه
- لحظة من فضلك ( تمتم بحذر وقد تجمدت عينيه محدقا بوجهها الذي استند على كتفه ولامس شعرها عنقه ) ما الذي تسعين إليه ( أضاف وعينيه لا تفارقان وجهها وأمام أنفاسها المنتظمة وعدم استجابتها وضع يديه على كتفها وحاول دفعها برفق بعيدا عنه وهو يقول ) هيا مارش استيقظـ
توقف عن المتابعة وهي تتحرك بانزعاج وترخي رأسها براحة على صدره هامسة
- توقف ويل دعني وشأني
- لستُ ويل بالتأكيد فيوليت استيقظي
- لستُ فيوليـ ـت لما لا تدعـ وني وشـ أني
بدا الضيق عليه وهو يشعر بقلبها الذي يخفق بشكل منتظم قريبا منه فحرك يده لتحيط فكها ويرفع وجهها إليه وهو يقول
- لقد سمعت ما قلته أن عليك الاسـ تيقا ظ .. فا .. أنا .. لا .. أريد .. أن .. أحدث .. جلبة هنا ( اخذ يتحدث دون استيعاب ما يقوله وعينيه تتأملان وجهها فاستمر ) لا باس بك فأنت رغم كل شيء .. حسنا أنت .. اعلم ولكن هذا لا يقلل من ..كونك ..جميلة .. وجذابة ( حرك يده ببطء عن ذقنها ليلامس خدها فتململت في جلستها بينما بقيت عينيه تراقبانها وقد جذبته دون أن يشعر كيف انجرف نحوها فلديه رغبه بالبقاء هكذا دون حراك أحنى رأسه نحوها دون تفكير أو حتى شعور بالواقع وقد تاهت حواسه وعينيه ثابتتان على شفتيها ليشعر بأنفاسها وشفتيه تلامسان شفتيها برقة متناهية ثم ابعد رأسه سنتمترات قليلة محدقا بها بصمت وقد أذهلته فعلته , فتحت عينيها دون تركيز وعادت لإغماضهم وهي تشعر بالدفء التام فلم تنم على وسادة مريحة منذُ مدة ولكن هناك شيئا ما تحت راحت يدها التي استقرت على صدره تطلب منها العودة إلى الواقع فعادت لفتحهما لتلاقي العينين التين تنظران إليها برقة غريبة رمشت للوهلة الأولى قبل أن تدرك أين هي فارتجفت بشكلٍ مفاجئ وانتفضت كل خلية بجسدها وهي تكبت صرخة كادت تنسل منها وابتعدت بسرعة عنه ملتصقة بالحائط خلفها وهي تضع يدها على فمها كي لا تصرخ وقلبها يخفق بجنون فحرك أونيل يديه هامسا بسرعة وقد شعر بارتجافها بين يديه
- لا تصرخي لم يحصل شيء ( زادت التصاقاً بالحائط كي لا يلمسها وعينيها الجاحظتان لا تفارقانه فاستمر مؤكدا ) لا تصرخي وألا جمعتي حولنا من في القصر أتذكرين أنت في غرفتي
حركت مقلتيها حولها وبدأت تقف ومازال ظهرها ملتصقا بالحائط أبعدت يدها المرتجفة عنها وهي تهمس
- عـ عمتك غادرت
- اجل فعلت
- لا تقترب ( أسرعت بالقول وهو يقف بدوره )
- لن أفعل
أجابها وهو يرى الذعر بعينيها فلمحت الباب بنظرة وجرت نحوه بسرعة إلا أنها لم تصله وقد امسكَ ذراعها موقفا إياها فخنقت صرخة أخرى كادت تخرجها وابتعدت قدر ما أمكنها عنه ويدها حبيسة فأسرع بالقول
- لا تقلقي فانا لن أؤذيك
- دعني إذا
- سأفعل ولكن عليك أن تعديني بأنك لن تجري ( هزت رأسها موافقة فتركتها أصابعه ببطء وهو يقول ) أرئيتي ها أنا ادعك
- ابتعد إذا
- سأتراجع ولكن لا تجري وإلا استيقظ احدهم
قال محذرا وعينيه لا تفارقانها فأشارت نحو الباب قائلة بصوت غير ثابت
- سأغادر
- ببطء فيوليت لا أريد أن يشعر احد بوجودك هنا
عادت لتهز رأسها له بالإيجاب وتحركت نحو الباب وعينيها لا تفارقانه فأكد
- ببطء لا تجري على الدرج
فتحت الباب وتحركت خارجة وما أن أغلقته خلفها حتى تلفتت حولها وأسرعت نحو الأسفل ولم تستطع إيقاف ارتجافها وهي تصعد بالعربة وتطلب من جويل المنتظر وهو على وشك الإغفاء إيصالها , جلست في فراشها وعينيها ترفضان مجرد فكرة النوم ما الذي حدث لها ما الذي جعلها بين ذراعيه كيف حصل هذا ما كان لها أن تغفوا فالعمل طوال اليوم بالأرض أنهكها أن ذلك الشعور الذي يضغط على صدرها يقلقها لما تشعر بأنها قامت بارتكاب خطأً كبير........
- ما الذي يشغلك
نظرت إلى جينا التي حدثتها في صباح اليوم التالي وهي تجلس أمامها فأجابتها بعد لحظة تفكير
- أن قام احدهم بخداعك يوما ليس بنية الخداع ولكن الأمر حصل ما الذي تفعلينه عندما تكتشفين ذلك
- هل قام بالاعتراف بخداعه أو انه استمر به
- استمر به
- لا اعتقد أن أي شخص تم خداعه سيكون على ما يرام اليس كذلك
هزت رأسها لها بالإيجاب قبل أن تعود للقول
- أن حصل الأمر لك أيمكنك الغفران
- يتوقف هذا على مدى الأذى الذي تعرضت له لما تسألين هذا
- أمرٌ خطر لي
- أقام احدهم بخداعك فيوليت
- أه لا .. بالتأكيد لا
قالت قبل أن تشرد بأونيل وشعرت بالاحمرار ينسل نحو خديها رغما عنها وهي تذكر ليلة أمس
- ستذهبين للقصر اليوم
- لا .. أفكر بالذهاب إلى البلدة ارغب بإحضار بعض الصوف أريد صنع أوشحة للأولاد لأقدمها لهم
- سيسرهم هذا كثيرا..........
لمحت روني ورولان التين تتحركان بأرجاء المتجر دون توقف وهي تقوم باختيار الوان الصوف التي تحتاج لها وضعة مجموعة أمام صاحب المتجر الذي يقوم ببيع امرأة أخرى وتحركت نحو قطع الحلوى لتأخذ منها وروني تقول
- تبدو لذيذه
- إنها كذلك
أجابتها رولان فابتسمت لسعادتهما ثم نظرت إلى روني التي التصقت بساقها وهي تنظر إلى شيء خلفها فحركت رأسها إلى الخلف لتشاهد أونيل وكريس يدخلون المتجر فعادت إلى ما أمامها وخفقات قلبها تتسارع لتحدق برولاني التي تنظر إلى التفاح قائلة
- أتريدين منها
- اجل
تناولت بضع حبات لتضعهم بجوار أغراضها بينما تحرك صاحب المتجر نحو أونيل وكريس وترك المرأة التي كان يقوم ببيعها قائلا
- تفضل سيدي بماذا أستطيع مساعدتك
- علمت أن لديك حبالا قوية
- اجل هاهي ( تناول أونيل احد الحبال الملفوفة وشده ليتأكد من قوته قبل أن يقول )
- إنها جيده كم الكمية التي لديك
- لدي الكثير على ما اعتقد ( وتحرك نحو زاوية المتجر فتبعه أونيل بنظره ولكن عينيه توقفتا على يوليانا التي تقوم باختيار قطعة من القماش فعاد نحو صاحب المتجر وهو يضيف ) خمس وعشرين أتكفي هذه
- اجل سآخذها جميعها
- انظر من هنا ( تمتم كريس وهو يرى يوليانا فتجاهله أونيل قائلا )
- لما لا تنادي على جون ليضعها بالعربة ( تحرك كريس نحو الباب لينادي على الشاب بالخارج بينما انشغل أونيل بتفحص مجرفة جديدة وهو يتساءل ) كم لديك من هذه
تعمدت عدم النظر نحوه وانشغلت بالحديث مع الفتاتان بينما زادت روني التصاقا بها وهي تراقب كريس الذي يقترب منهما واتكاء على الرف المجاور لها متسائلا بابتسامة
- كيف هي ذات العينين الزرقاوات ( حركت عينيها نحوه ثم عادت إلى قطعة القماش التي تتفحصها دون إجابته فأضاف ) ليس من اللائق تجاهلي عندما أحدثك
- املك أسماً أن لم تجد استعماله فانا لا أجيد الإصغاء
أطلق صافرة مرحة ونظر إلى أونيل المنشغل مع صاحب المتجر ثم عاد نحوها متسائلا
- أمازلت تترددين على الكوخ
- لا شأن لك
تمتمت وأشارت بيدها إلى صاحب المتجر الذي نظر إليها وقال لأونيل
- لحظة واحدة سيدي
وتحرك نحوها ناولته القطع النقدية وحملت أغراضها بمساعدة الفتاتان وتحركت مغادرة , دخلت الكوخ والفتاتان مازالتا تثرثران بمرح ولكن عينيها توقفتا على الرجل الذي يجلس أمام جينا التي شحب وجهها بشكل كبير ونظرت إليها بعينين تائهتان فهزت رأسها لها متسائلة بصمت وهي تضع ما بيدها جانبا بينما نظر الرجل إليها فتأملته يوليانا بنظرة سريعة الوجه الدائري والعينين السوداويتين والشعر الأسود الغامق لشاب لا يتجاوز الثانية والعشرين وهو غير مألوفا لها فاقتربت رولان من والدتها لتجلس بجوارها وهي تنظر بفضول إلى الضيف فربتت جينا على رأسها قائلة
- لما لا تذهبين للعب مع جيسي بالخارج
الا أنها زادت التصاقا بوالدتها فتحركت يوليانا نحوها لتمسكها من ذراعها قائلة وهي تشعر بان أمرا ما يجري فجينا لا تبدو على مايرام
- لنخرج لتفقد أشقائك
سارت مبتعدة وجذبت روني أيضا معها إلى الخارج وتوجهت نحو جيسي متسائلة
- من هو الرجل الذي بداخل
- لا اعلم
- منذُ متى حضر
- بعد أن غادرتم
أجابتها وهي مشغولة بدميتها فحركت رأسها نحو باب المنزل لخروج جينا برفقة الرجل وأخذت تشير له نحو الطريق فأخذت بالسير نحوها بعد أن ابتعد متسائلة
- ماذا هناك من هذا ( أشارت لها جينا لتتبعها إلى الداخل ففعلت بقلق لتضيف وهي ترى جينا تتهاوى على المقعد قرب الطاولة ) من هذا الرجل أتعرفينه فلم أره من قبل ماذا يريد
- انه شقيقي
- شـ شقيقك أنت ( خرجت الكلمات رغما عنها فأسرعت بإطباق شفتيها فهي لا تعلم شيئا عن جينا ولكن فيوليت الحقيقية قد تعلم فعادت للقول وعينيها لا تفارقان جينا ) هل حمل لك إخبارا سيئة فلا تبدين سعيدة لرؤيته
- انه شقيقي من والدي فقط .. بعد وفات والدتي تزوج من جديد ولم .. أن علاقتي به ليست جيدة أبدا .. وأنا لم أره منذ تزوجت
- انها فترة طويلة
- لم ارغب برؤيته حتى أني لم أفكر بزيارتهم .. لم يكن رحيما بوالدتي وبعد زواجه من جديد كان علي تحمل الكثير وعند التقائي بدوناند رفض السماح لي برؤيته ولكني فعلت وتزوجته وغادرت ولم اعد أبدا ( أجابتها بحزن عميق وترقرقت الدموع بعينيها وهي تحدق بها هامسة بصوت مخنوق ) انه يحتضر ويريد رؤيتي
مدت يدها لتمسك يد جينا قائلة
- لا اعلم ما علي قوله في مثل هذا الوقت ولكني اعلم ما هو شعورك لفقدان شخص حتى لو لم تريه منذُ مدة وحتى لو كنت على خلاف معه ولكنه والدك
رمشت جينا كي لا تدمع وهزت رأسها قائلة
- انه يطلب رؤيتي أتعتقدين انه حقا يرغب بذلك
- اجل انه يفكر بك والا لما أرسل شقيقك اليس كذلك
هزت جينا رأسها لها بالإيجاب وهي تعقص شفتها متسائلة
- علي الذهاب
- اجل
- ولكني اشعر بالخوف من مجرد الفكرة فيوليت فالقد مضى زمنٌ طويل كما أني لا أستطيع ترك الأطفال
- أنا هنا لا تقلقي سأعتني بهم حتى عودتك هل غادر شقيقك
- ذهب إلى البلدة غدا سيغادر ويرغب بان أرافقه
- افعلي ذلك دون قلق أنا سأتدبر الأمر هنا وأنت عليك التواجد قرب والدك بهذا الوقت........
- من ( تساءلت وهي تتجه نحو الباب الذي طرق واستمرت عندما جرت جيسي لتفتحه ) انتظري قليلا من الطارق
- أنا جويل ( فتحت الباب لتبادره )
- لا تعلمني أنهم بحاجتي بالقصر أرجوك لا تفعل ( ابتسم جويل قائلا )
- حسنا ولكن هذا ما جئت من اجله
- أه لقد مضى هذا الأسبوع وأنا اشعر بالراحة هل السيد سترانس في تحسن
- اجل ولقد غادر دلبروك
- أفعل .. من يطلبني إذا لا تقل لي انه أونيل
- لقد قام بإيصال السيدة مارغريت والسيد لإجراء فحوصات في مشفى العاصمة وعاد اليوم
- أيجب أن اذهب أن الوقت متأخر ألان سأذهب في الغد فلا اعتقد بأنه يريدني بأمر مهم
- لا اعتقد أن الأمر سيروق لسيد ( هزت رأسها قائلة بتنهيدة )
- انتظرني قليلا .
- انه بغرفة المكتب
بادرها جويل وهي تترجل من العربة فدخلت من الباب الرئيسي متجهة نحوه لتطرق عليه
- ادخلي
فتحته ودخلت وهي تراه يجلس خلف المكتب ومنشغل بكتابة شيئا دون رفع نظره نحوها فأغلقت الباب خلفها قائلة
- أرسلت في طلبي
- اجل
أجابها وهو يبعد الورقة من أمامه ويضع غيرها دون النظر إليها وينشغل بها فوقفت في مكانها محدقة به قبل أن تعقص شفتها السفلى لتجاهله لها قائلة من جديد
- لقد أرسلت في طلبي الم تفعل ( توقفت يده عن الكتابة ورفع رأسه نحوها قبل أن يقول )
- الم اقل أني فعلت
- اعتقدت انك نسيت وجودي
- لم افعل ( وعاد نحو الورقة التي أمامه أن كان لديه الوقت الكثير فهي لا فعادت للقول )
- لقد غادرت جينا دلبروك وأنا اعتني بأطفالها وهم ألان بمفردهم ولا أريد أن أتأخر بالعودة
- منذُ متى لم تعرجي على الكوخ ( تسأل ومازال مشغولا بما أمامه فتمتمت )
- الكوخ .. منذُ زمن
- هذا ما لاحظته فقد عرجت عليه قبل حضوري إلى هنا ( قال هذا وهو ينظر إليها ويترك ما بيده مستمرا ) وكان في وضع لا يروق لي اعتقد انه من واجبك أن تهتمي به وليكن دائما في وضع مناسب فالقد دعوت بعض الأصدقاء إلى العشاء غدا فحرصي على أن يكون كل شيء معدا .. ولتعد ميغي الطعام
- ولكني لا أستطيع فالتطلب من أية فتاة أخرى
- اشكر اقتراحك ولكني مازلت مصرا أن تذهبي بنفسك ( تمتم وعينيه تضيقان بها فأضافت )
- لا أستطيع ترك المنزل وجينا ليست به فهم مجرد أطفال ولن اتركهم بمفردهم
- ليست مشكلتي
- لما لا تدعوهم للقصر هنا
- هذا ليس من شأنك ( بدا الانزعاج عليها إلا أنها حركت كتفيها وهي تقول )
- كما تشاء ( واستدارت مغادرة بينما تابعها بعينيه بتجهم )......
- تأخر روي الم اطلب منه ألا يفعل هيا إلى الداخل لتناول الطعام ( طلبت من الأطفال المنتشرين حولها وهي تقوم بنشر الملابس وأضافت عندما شاهدت ويل يتباطأ في لحاق أشقائه ) هيا أسرع وألا برد الطعام
نفضت البنطال الذي تهم بتعليقه على الحبال لتعلقه بتمهل وعينيها تتعلقان بأونيل الذي ترجل عن فرسه وقد احتقن وجهه ليقترب متخطي سور المزرعة متوجها نحوها بخطوات واسعة وقد أحكمت يده على الصوت الأسود مما جعلها تبتلع ريقها وهو يقترب قائلا
- أنت تستمتعين بمعارضتي ألا تفعلين
- أعلمتك أني لن أستطيع الذهاب وأنت الذي رفض الأمر
اقترب منها بعينين مشتعلتان وهو يتمتم
- لو لم أعرج على الكوخ ألان لكانت مفاجئه لي أهذا ما أردته اصطحب رفاقي إلى هناك لتكون النتيجة مذهلة
- أتعلم .. ليست مشكلتي
- أتتحديني ( تمتم لتكرارها مقولته بمتعة ) أتجرئين على ذلك
عقدت يديها ممعنة به وهي تقول
- لستَ شخصا فوق الجميع
- بل أنا كذلك
أجابها بهمس وغرورً حاد لا يحتمل فلمحته بنظرة لا مبالية متعمدة استفزازه قبل أن تقول
- بما انك كذلك فتدبر أمر دعوتك ( تجمدت الكلمات في حلقها عند رفعه لصوت ليثبت رأسه تحت ذقنها فلتمعت عينيها رغما عنها وهي تقول
- ابعد صوتك عني ( فمال برأسه نحوها قائلا بهمس شرير )
- بل سأقوم بجلدك به حتى تتعلمي إطاعتي
حركت عينيها بعينيه لتصرفاته وقد اشتد سوطه أكثر مجبرا إياها على رفع رأسها نحوه وقد التمع وميض بعينيه
- أنت تستمتع بإيذائي اليس كذلك
- أنا استمتع بكل تأكيد
حركت يدها لتدفع السوط بعيدا عنها وقد نجحت إلا أن يده أمسكت بكوع يدها وهو يقول
- ليس بعد فذلك الكوخ مازال على حاله
- أن لم تجد من تقوم بتنظيفه لك افعل ذلك بنفسك ( وحاولت سحب يدها منه دون فائدة مستمرة أمام نظرات عدم التصديق المطلة بعينيه ) وان لم تستطع أستطيع تعليمك رغم علمي انك لا تصلح لشيء
- لقد فقدتي صوابك دون شك
- لم ترى شيئا بعد
وحركت قدمها لتركله على ساقه بكل قوة وسحبت يدها منه وهي تتراجع بينما تراجع بدوره رافضا إظهار آلمه وحدق بها بعينين ازدادتا اغمقاقا حتى خيل إليها أن لونهما قد تغير وهو يقول بتهديد واضح
- تعديت كل حدودك
أخذت تتراجع إلى الخلف وعينيها لا تفارقانه وهي تقول بإصرار
- لن ولن اذهب إلى كوخك ذلك فتدبر أمرك بدوني ( واستدارت متجهة نحو المنزل بخطوات واسعة وسحبت ويل الواقف قرب الباب يراقب ما يجري إلى الداخل لتغلق الباب وتستند عليه هامسة بغضب ) لنرى ألان .. لما لا تذهب لتناول طعامك
طلبت من ويل الذي يحدق بها بعينين مفتوحتان فتحرك بسرعة ليجلس بجوار أشقائه .. لقد جنت بالتأكيد إنها كذلك ولكنه يفقدها صوابها لم تكن تتصرف هكذا انها ليست هكذا ولكنه يخرجها عن طورها ولم تعد تملك صبرا له فهي منهكة من كل شيء منه ومن العمل ومن نفسها أخذت تتقلب في فراشها وصوت الأمطار لا تتوقف في الخارج ورغم رغبتها الشديدة بالنوم ألا أنها لم تستطع.......
- ولكن أين اختفى ألان ( تساءلت بحيرة لاختفاء روي من جديد )
- انه يذهب لصيد الطيور عندما يكون المطر متوقفا ( قال ويل فتمتمت بقلق )
- لا يبدو لي ماهرا كما أن السماء تمطر ألان فلما لم يعد ليس من عاداته أن يتأخر بهذا الشكل
- فيوليت لما ركلت السيد أمس
عادت بنظرها إلى ويل الذي تسائل قبل أن تقول ببطء وهي تفكر
- لقد كان شقيا فركلته لهذا كن ولدا عاقلا وألا أغضبت الجميع حولك
- لن أكون شقيا أبدا
- هذا جيد........
- سأذهب معك
- لا لا تغادر المنزل ليبقى الجميع هنا وسأذهب لأرى أين هو فالقد أوشكت الشمس على المغيب ولم يعد بعد
طلبت يوليانا من ويل ونظرت نحو جيسي مستمرة وقد تملكها القلق الكبير فرفعت وشاحها إلى رأسها لتحمي نفسها من المطر وتحركت مبتعدة وهي تتلفت حولها فالقد بدء الخوف ينسل إليها لتأخره لا تعلم إلى أين تتجه اخذت تسير على غير هدى ثم أسرعت نحو منزل ماك الذي عرج عليها ثلاث مرات بعد مغادرة جينا للاطمئنان وليرى أن كانت بحاجة إلى مساعدة طرقت على بابه ليفتحه محدقا بها قبل أن يقول
- ماذا تفعلين هنا أحدث شيء
- لا اعرف أين ذهب روي غادر صباحا ولم يعد بعد وأخشى أن يكون مكروها أصابه
- انتظري ( قال وهو يتناول معطفه ليرتدي ويخرج برفقتها متسائلا ) ألا تعلمين أين قد يكون
هزت رأسها بالنفي ثم أسرعت بالقول
- قال ويل انه يذهب لصيد الطيور عندما يتوقف المطر
- اعتقد أني اعرف أين يقصد اتبعيني ( سارت بخطوات واسعة لتجاريه وهي تضع يدها على قلبها وتصلي كي يكون بخير أخذوا يتخطون الأشجار وماك يقول بصوت مرتفع لتستطيع سماعه ) يوجد مكان معروف هنا تتجمع به الطيور ولكن لا احد يقصده ألان فالأمطار تتسبب بانجراف التربة .. لا تقلقي ( أسرع بالإضافة لرؤية شحوبها واستمر ) سنذهب إلى هناك لنتأكد فقط ولكني اعتقد انه غادر المكان فهو يعرف خطورته عند هطول الأمطار
- ببطء فيوليت .. لا لا تتبعيني دعيني أتأكد
طلب منها ماك وهو يقترب ببطء من منحدر شديد وعاد ليشير لها بيده أن تبقى في مكانها وهي تتابعه بعينيها بكل حذر فسار على طرف المنحدر وهو يحاول النظر إلى أسفل ليتوقف في مكانه للحظة فصاحت بقلق باسمه فقال
- اعتقد .. اعتقد انه بالأسفل
- ماذا
هتفت وهي تتحرك نحوه فأسرع بإمساكها كي لا تقترب من الحافة وقد توسعت عينيها الناظرتان الى أسفل لتحدق بتشوش بروي الممد أرضا تحت الأمطار وقد امتلاء بالوحل شعرت بالدوار وعدم الاتزان لرؤيته فقال ماك
- سأحاول النزول وإحضاره لابد وانه سقط
- فل يكن بخير أرجوك
- أرجو ذلك .. لا تقتربي
وتحرك مبتعدا ليجد مكاناً مناسباً ليبدأ منه بالنزول إلى أسفل ولكن قدمه زلت ما أن بداء بالنزول فصاحت بذعر بينما تدحرج بشكل قوي حتى استقر بجوار روي فأخذت تنادي عليه وهي تجري إلى الجهة التي نزل منها إلا أن صوته أوقفها وهو يقول
- ابقي حيث أنت المكان خطر هنا
- أنت بخير
- اجل فقط بعض الأوحال علقت بي ليس إلا
- وروي ( تحرك ماك بصعوبة نحوه وأخذا يتفحصه قبل أن يقول بصوت مرتفع )
- انه فاقد الوعي
- أتستطيع إحضاره لا اعلم منذُ متى وهو هناك
تحرك ماك حاملا روي بين ذراعيه ومحدقا بالمنحدر القوي قبل أن يقول
- لا لا فيوليت لا أستطيع .. احضري مساعدة لا أستطيع إخراجه بمفردي قد نتعرض لسقوط مرة أخرى أن حاولت التسلق به فالتربة لزجة
- مساعدة مساعدة حسنا حسنا لا تتحرك ابقي حيث أنت وسأذهب لإحضار المساعدة
وتحركت بشكل تائه وهي تنظر حولها ثم جرت تريد الوصول إلى الطريق توقفت متلفته حولها وتحركت إلى الجهة اليمنى ولكنها توقفت ونظرت إلى الجهة المقابلة وهي تسمع أصوات من بعيد فجرت نحوها ووميض أمل لرؤية احد قد يساعدها توقفت لاهثة وبشكل مفاجئ أمام ثلاث خيول توقفت لدى رؤيتها تقترب منهم بسرعة قائلة من بين أنفاسها المتسارعة
- نحتاج إلى المساعدة فالقد انجرفت التربة وسقط اثنـ
توقفت كلماتها وهي ترى مع من تتحدث ليقول روب باهتمام
- انظروا من لدينا
أسرعت بالنظر إلى الفارس الثاني لترى كريس الذي ابتسم وهو يميل بجلسته إلى الأمام ثم بأونيل فحركت رأسها بيأس لما هم من بين الجميع فعادت لتقول متجاهلة ما تشعر به
- احتاج إلى المساعدة فالقد سقط روي وماك بالمنحدر وهما عالقان ولا يستطيعان الخروج بمفردهم
وتوقفت عينيها على أونيل الذي ينظر إليها بدوره
- عليك أن تعذريني فانا على عجلة من أمري
قال روب وهو يحث فرسه على السير ليتخطى عنها فتبعة كريس وهو يقول
- كنت أود هذا حقا ولكني لا أستطيع التأخر أكثر من هذا فهناك من ينتظرني
تابعتهما بعدم تصديق ولكن أونيل مازال هنا فأسرعت بالنظر إليه مستنجدة فحرك فرسه وتخطى عنها كما فعل رفيقاه فتراجعت مبتعدة وهي تراقبه وقد تجمعت الدموع بعينيها وتحركت إلى الجهة المعاكسة لهم عليها إيجاد احد لمساعدتهم ثم توقفت وقد اختلطت دموعها بمياه الأمطار وهي تحدق بكوخ أونيل ثم إلى الطريق التي ستوصلها إلى البلدة فاسرعت بالتحركت نحو الكوخ لتدخله وتسرع نحو المطبخ وهي تمسح وجهها بكم ثوبها إنها تستطيع مساعدتهم دون التوسل للآخرين أحضرت حبلا كانت قد رأته في احد خزائن المطبخ وتحركت بسرعة لتخرج وتهم بالإسراع لتعود نحوهم إلا أن خطواتها أبطئت لتناهى لها صوت خيل تسير بشكل سريع مما جعلها تنظر حولها لتحدق بالقادم أوقف أونيل خيله بجوارها فالتقت عينيها به دون أن تستطع الثقة بسبب عودته إلا انه مد يده نحوها قائلا
- الستِ على عجلة من أمرك
هزت رأسها بالإيجاب بسرعة وهي تعطيه يدها ليرفعها بخفة وتجلس خلفه قائلة
- إنهم بالقرب من مكان صيد الطيور روي فاقد الوعي وقد تدحرج ماك إلى الأسفل وهو يحاول مساعدته
وما أن وصلوا حتى أسرعت بالترجل والتوجه نحو المنحدر فترجل أونيل بدوره وهو يتابعها قائلا
- لا تقتربي وألا تبعتهم
وخلع معطفه وقبعته ووضعهم على خيله وأسرع نحوها بينما أخذت تنادي على ماك
- هنا أنا هنا
أجابها ماك وهو يحرك يده لهم فتناول أونيل الحبل منها وهو يمعن النظر حيث ماك وبداء يربطه بجذع الشجرة ثم تحرك ببطء نحو المنحدر ونظر إليها قائلا قبل أن يبدأ بالنزول
- لا نحتاج إلى شخصاً أخر في الأسفل فلا تقتربي من هنا .. ارجوا أن تصغي لما أقوله
أشاحت بنظرها عنه إلى حيث ماك وضمت ذراعيها إليها وجسدها يرتجف بأكمله وهي تراقب من بعيد وصول أونيل إلى الأسفل ليتناول روي بين ذراعيه ويطلب من ماك أن يبدأ التسلق أمامه بمساعدة الحبل ومن ثم تبعه هو بدوره فوقفت في مكانها دون استطاعتها الثبات تخطوا للأمام خطوة ثم للخلف خطوة وما أن اطل ماك حتى تنفست الصعداء وهي تهمس باسم روي
- انه بخير ( أسرع ماك بالقول وهو يلتفت للخلف ويتناوله من أونيل مضيفا ) وهو مستيقظ أيضا
تعلقت عينيها به ثم بقدمه وقد ملئت الدماء بنطاله فرفعت يدها إلى فمها وهي على وشك الإغماء بينما همس روي بألم
- إنها تؤلم
- تعرضت ساقه للإصابة سآخذه لطبيب حالا
قال ماك فقال أونيل وهو يتأمل قدم روي باهتمام
- خذ خيلي ستصل بوقت أسرع
هز ماك رأسه بالإيجاب وأسرع نحو خيل أونيل الذي تبعه ليتناول معطفه وقبعته ليرتديهم بينما صعد ماك وروي لينطلق بالفرس مبتعدا تابعهم ثم نظر بحيرة نحو يوليانا التي ماتزال تقف في مكانها دون حراك وعينيها تنظران بشرود أمامها وقبل أن يستطيع قول شيء تهاوت أرضا لتسقط على ظهرها وسط المياه والأوحال فأسرع نحوها بخطوات واسعة ليحدق بها متفاجئاً
- مارش ( تمتم وهو ينحني نحوها قبل أن يجذبها نحوه ليحملها بين ذراعيه وهو يقول ) لديك توقيتٌ رائع ولاشك ( جذب رأسها نحو كتفه أكثر محاولا إخفاء وجهها عن المطر الكثيف الذي يهطل وتحرك وعينيه تنظران إليها من تحت قبعته التي تنزلق المياه عن حوافها دفع باب الكوخ بقدمه ودخل متوجها نحو غرفة النوم وضعها على السرير فأخذت تحرك رأسها بقوة واضطراب فرمى قبعته جانبا وتخلص من معطفه وهو يقول ) كان عليك الاستيقاظ قبل ألان
توقف عن المتابعة وهي تهمس بصوتٍ غير مفهوم والتوتر الكبير بادٍ عليها فأمعن النظر بها وهي تضيف
- لا .. لا اندرو .. لا اندرو ساعدني ..اندرو
أخذت تهتف وهي ترى اندرو يدفعها إلى تلك الهاوية العميقة لتستقر بقاعها منكمشة على نفسها والدماء تسيل منها وهي تتوسل له أن يساعدها ولكنه ابتسم ابتسامة واسعة واستدار مبتعدا فصاحت وفتحت عينيها بذعر وأنفاسها تتسارع لتصطدم بسقف الغرفة أمامها فرفعت نفسها ببطء محدقة بتشوش بالغرفة ليتوقف نظرها على أونيل الواقف يحدق بها بصمت وقد عقد يديه معا فتمتمت دون استيعاب
- ماذا أفعـ ( توقفت عن المتابعة وتنفست بعمق وهي تتهاوى على السرير مضيفة ) أفقدت الوعي
تحرك أونيل نحو الخزانة وهو يقول ببروده
- عندما تحتاجين للمساعدة مرة أخرى لا تحضري إلي ( وتناول معطفا جديد جاف ليرتديه وهو يحدق بها بتجهم فرفعت نفسها من جديد لتنظر إليه بحيرة وهو يضيف ) فلتذهبي لذلك المدعو .. اندرو ليساعدك
وتحرك خارجا بينما تعلقت عينيها بالباب وهي تهمس
- اندرو
أكانت تهذي عادت لتتهاوى على الفراش أن سقوط روي عاد لذاكرتها ما كان ينوي اندرو فعله بها تنفست بعمق أن حظها كبير لأنه تراجع ما كانت لتنجوا من تلك السقطة نهضت لتسرع بالمغادرة وفور دخولها إلى الغرفة التي يقوم الطبيب بها بفحص روي حتى تساءلت بقلق وهي تراه ينهي لف ساقه من الأسفل
- أهي مكسورة
- لا جرح سطحي وبعض الرضوض سيكون بخير انه فتى محظوظ
نظرت إلى روي الذي يحدق بساقه فاقتربت منه تتلمس شعره وهي تقول
- كدت أموتُ من الخوف لا تكرر فعلتك هذه
- لم اقصد حدوث هذا
- من الأفضل أن تعرج علي بعد يومين لأتفقد قدمك
قال الطبيب له فساعدته على النهوض وهو يقول
- أستطيع السير........
- أشكرك جدا كان لطفا منك اصطحابه اليوم إلى الطبيب .. ولكن أين ويل
بادرت ماك عند عودته وروي من عند الطبيب بعد يومين وقد أصر على اصطحاب روي بنفسه فقال وهو يجلس على المقعد قرب الطاولة
- رفض العودة برفقتنا يريد العب مع بعض الأطفال المجتمعين
جلست أمامه قائله بيأس
- لا اعرف كيف تستطيع جينا السيطرة عليهم ( ابتسم لقولها قائلا )
- متى ستعود
- لا اعلم ( ورفعت يدها إلى فمها مخفيه عطسة قبل أن تقول ) يا له من زكام
- كان المطر غزيرا ذاك النهار وكان السيد أونيل كريما بمساعدته لنا ( تعمدت الانشغال بسكب الشاي قبل أن تضع كوبا أمامه وقد احمر انفها وتوردت خديها من الزكام فاستمر ماك والتفكير بادٍ عليه ) يبدوا أن أمرا ما يجول بخاطره ( نظرت إليه وهي ترفع كوبها لترشف منه لقوله فاستمر ) أعلمني جون الذي يعمل لديه انه طلب منه إحضار كل شخص يدعى أندرو إليه
أبعدت الكوب بسرعة عن شفتيها وقد كادت تختنق لدى سماعها لقوله وأمعنت النظر به قائلة
- ماذا قلت
- هذا ما أعلمني به جون ولكن ما الذي يحتاجه السيد منهما
- منهما
- اجل بحسب معرفتي بسكان دلبروك هناك اثنان يحملان هذا الاسم
- لقد أصابه الجنون دون شك
- لا تدعي احد يسمعك تقولين هذا كما أن جون يحب المبالغة لذا اعتقد انه يتعمد قول الأشياء الغريبة عن السيد أونيل فما حاجته لرجل كهل في السبعين من عمره أو من حفيده الذي لا يتجاوز التاسعة من عمره
- أهذان هما المدعوان اندرو ( هز رأسه لها بالإيجاب مما جعلها تشعر بالراحة وهي تضيف ) أنت واثق من عدم وجود غيرهما
- هذا ما اذكره .. لما
حركت كتفيها دون إجابته ورفعت كوبها لترشف منه وهي تفكر بتصرف أونيل ما الذي يريده أيعتقد أنها ؟ رفعت حاجبيها وهزت رأسها بالنفي مما جعل ماك يقول
- أتتحدثين مع نفسك
- كنت أفكر .. كيف هي جيني ( وقبل أن يجيبها استمرت وهي تقف عند رؤيتها لويل يدخل المنزل بسرعة وهو يلهث ) ما بك ( هز رأسه بالنفي وهو يحاول استعادة أنفاسه ) ماذا هناك لما تجري بهذا الشكل
- لا شيء فقد جئت من البلدة جريا
قال وتحرك نحو أشقائه فتابعته بعينيها ثم عادت نحو ماك وهي تهز رأسها قائلة
- أعلمت ماذا اعني ..............
- أهذا صحيح
نظرت إلى حيث أشارت جيسي وقد قامت بكتابة الحرف الأول من اسمها بالحجارة الصغيرة فهزت رأسها لها بالإيجاب فقالت رولاني
- وأنا
- لا اخطئتي هنا انظري بهذا الشكل .. أنت تجيد هذا
أضافت لروي قبل أن تنظر إلى الباب الذي طرق فنهضت نحوه لتفتحه وتتجمد وهي تحدق بأونيل المتجهم ثم تتوسع عينيها عند رؤيتها لويل الذي أحاطه أونيل بذراعه بينما اخذ ويل يتخبط عند رؤيتها وهو يقول
- فيوليت ساعديني
- مـ ماذا يحدث لما تمسك به بهذا الشكل
أسرعت بالقول وهي تمد يديها نحو ويل لتخلصه إلا انه أوقفها وهو يشير بيده الأخرى نحو ويل قائلا
- تعرفين هذا الصبي إذا
- بالتأكيد فهو ابن جينا دعه لما لا تدعه
- ادعه بل كان علي تلقينه درسا فكلما راني وللمرة الثالثة يقوم بركلي والجري بعيدا ولكن هذه المرة لم يستطع الإفلات اليس كذلك أيها الشقي
- لست شقيا فيوليت
ضمت يوليانا شفتيها لاستنجاده وسحبته بقوة من تحت ذراع أونيل الذي لم يقم بالمقاومة وقال
- كان علي أن اعلم فهو لن يفعل هذا من تلقاء نفسه
- لم اطلب منه فعل ذلك ( أسرعت بالقول وحدقت بويل وهي تضعه أرضا فأسرع بالاختفاء خلفها فتساءلت بجدية وهي تتابعه ) لما فعلت هذا
حرك رأسه قليلا لينظر إلى أونيل ثم عاد للاختفاء خلفها وهو يقول
- لأنه يقوم بإغضابك دائما
- ويل
همست متفاجئة لقوله ثم نظرت إلى أونيل وحركت له يديها عاجزة عن قول شيء فقال ساخرا
- أهذا كل شيء
- لا تغضبني وهو لن يقوم بركلك ( تمتمت ببطء وأمام ازدياد تجهمه قالت بجدية ) هيا ويل اعتذر لسيد
- ولكنه شقي أنتِ قلت هذا
- ويل ( أسرعت بنهره وأضافت بسرعة وارتباك وهي تحدق به متهربة من أونيل الذي رفع حاجبيه ببطء ) قم بتقديم اعتذارك لسيد وعلى الفور
اطل ويل برأسه نحو أونيل قائلا
- لن افعل هذا مرة أخرى
- عليك أن تكون جادا بهذا أيها الصبي ( قال له بتجهم متعمد وعاد بنظره نحوها مضيفا ) الم تعد والدتهم بعد
- لا ( أجابته وهي تهز رأسها بنفس الوقت فنظر إلى الداخل وخطى نحوها مما جعلها تتراجع متفاجئة من تصرفه فتخطى عنها ليجول بنظره بأرجاء الغرفة فتبعته بقلق وهي تقول ليخرج ) أنا لا استقبل احد هنا بغياب جينا
- ولكني سمعت بعكس هذا
وتوقف نظره على النافذة التي وضعت عليها قطعة من القماش ثبتت جيدا لتمنع دخول الهواء القارص إلى المنزل وعاد يحرك نظره بأرجاء الغرفة ليرى الأطفال الذين علقت عيونهم به والأحجار التي أمامهم وباب الغرفة الأخرى ثم عاد برأسه نحو الأحجار وقد شده أمر فأسرعت يوليانا بالقول وهي تسرع نحو الأحجار وتجثو بجوارها لتجمعهم معا
- المنزل في فوضى ولا يليق بك
حرك عينيه ببطء عن الأحجار التي جمعتها نحوها لتتوقف عينيه عليها وهو يقول بتفكير وحيرة
- أكانت تلك أحرف
- أرجو المعذرة
- تلك التي رسمت بالأحجار
- بالتأكيد لا
أسرعت بالقول بثقة كاذبة وهي تنهر روي بعينيها وقد هم بالحديث فأطبق شفتيه لدى قولها ذلك ألا أن أونيل قال بإصرار وهو يشير بيده
- اعلم ما رأيته ولقد كانت حروفا ( نهضت وهي تنفض يديها وتحاول إيجاد أي شيء تقوله )
- قد تكون فـ روي يجيد كتابة اسمه وكان يري أشقائه
نقل نظره عنها ببطء ليحدق بروي ثم جلس القرفصاء بجواره قائلا بفضول واهتمام
- ارني ما تكتب
نظر روى إليها ثم تحرك بجلسته قليلا ليمسك الحجارة ويبدأ بكتابة اسمه وما أن أنتها حتى نظر إلى أونيل بقلق فرفع أونيل نظره بلمحة سريعة نحو يوليانا قبل أن يعود لروي قائلا
- ارني ماذا تجيد أيضا
- هذا فقط
- ومن علمك كتابة اسمك ( همت يوليانا بالإجابة ألا أن روي قال )
- ذلك السيد الذي كان يحضر لإعطاء الدروس لأولاد عائلة ستراند
- الم يعلمك شيئا أخر
- لا ( حرك رأسه مفكرا نحو الفتيات الجالسات بصمت قبل أن يقول )
- وانتن ماذا تجدن
- لا شيئ أنهن لا يجدن شيئا
أسرع روي بالقول فحرك أونيل رأسه بينهم بصمت ثم وقف فأسرعت يوليانا بالقول
- لابد وانك على عجلة من أمرك وأأكد لك أن ويل لن يكرر فعلته مرة أخرى
نظر إليها وعينيه تلتمعان بسخرية قبل أن يقول
- لما تريدين مغادرتي .. ماذا تخفين
- لا اخفي شيئا ولكن من غير المناسب أن استقبل أحدا هنا بعدم وجود جينا
- وماذا يفعل ماك هنا وبشكل يومي تقريبا ( تعلقت عينيها به دون حراك قبل أن تقول )
- كيف علمت بهذا
- لاشيء يخفى هنا ( وخطى نحوها وعينيه المحذرتان لا تفارقانها وهو يستمر ) خاصة تردد رجل أعزب على فتاة
رفعت رأسها بكبرياء متحدية نظراته وهي تقول
- ماك مهذب لأبعد الحدود وهو مرحب بوجده دائما
- إذا لتجعليه غير مرحب بوجوده
- لا اعتقد أن لك شأن بهذا
- مارش ( تمتم محذرا وهو يستمر بهمس وقد أصبح بقربها ) من الأفضل لك فعل ما أقوله فانا لي شأن بكل ما يجري بدلبروك
ونقل عينيه بعينيها مؤكدا قوله قبل أن يتحرك متخطي عنها نحو الباب ليغادر ومازالت عينيه تجولان ببطء بما حوله فراقبته قبل أن تتجه نحو الباب لتغلقه خلفه وتستند عليه لتهمس وهي تتنهد
- كنتم رائعين وأنت روي تستحق مكافئة كبيرة
- لما لم ترغبي بان يعلم انك تجيدين الكتابة فلا احد بدلبروك يجيدها إلا النبلاء
- لهذا السبب بتحديد
همست محدثه نفسها , تنفست بضيق وهي تنهض من فراشها متجهة نحو الباب الذي طرق عليها إعلام جويل أن لا يحضر ليلا فهي لن تذهب إلى إي مكان في هذا الوقت مهما كان الأمر ضروريا فتحت الباب وهي تهم بالحديث إلى أنها توقفت محدقة بأونيل الواقف أمامها وأمام صمتها وعينيها المتوقفتان عليه قال بحيرة
- تبدين كمن رأت شبحا
- الستَ كذلك ( التمعت عينيه بسخرية من قولها فأضافت ) لم أفكر يوما بإمكانية حضورك إلى منزلي مرتين في نفس اليوم فبالتأكيد لست حقيقيا وأنا مازلت نائمة احلم .. أنا لا احلم اليس كذلك حسنا أنا مستيقظة تماما ماذا تريد فحقا لا أستطيع أن اعلـ
- أن توقفت عن الحديث واصغيتي قد تتيحين الفرصة لي لأعلمك سبب حضوري
- آه ( همست وهي تقف جيدا وتعقد يديها معا بارتباك فاخرج يده من جيب معطفه وقدم لها كيسا صغير فتأملته وهي تحل يديها ببطء قائلة بحيرة ) ما هذا
- تناوليه ( فعلت ما طلبه لتشعر بالقطع النقدية فنظرت إليه وهي تقول بحيرة )
- ولكن لماذا أنا لا احتاجها ولم اطلب منك
- ليست لك إنها ( وأشار برأسه لداخل مستمرا وهو يهم بالمغادرة ) لهم فاحرصي غدا على التوجه نحو النجار ليقوم بتجهيز نافذة للمنزل لتوضع بدل قطعة القماش تلك
وتحرك مبتعدا مما جعلها تتابعه قبل أن تخطو نحوه وهي تقول
- لما تفعل هذا فأنت لست مضطرا
حرك رأسه نحوها ليلمحها بنظرة قبل أن يقول بابتسامة ساخرة وهو يستدير إليها
- لست مضطرا بما أني إنسان بلا شعور وشقي مستهتر وابن عاق اليس هذا ما اردتي قوله
- ما كنت لأجرؤ على قول هذا ولكني لم أتوقع اعترافك بهذا أعني حضورك إلى هنا بنفسك
أسرعت بالقول بينما ضاقت عينيه قليلا قبل أن يقول وهو يعود لتوجه نحو خيله
- أنا مغادر إلى جرترود وكنت مارا من هنا
- ستعود بوالدك ( ربت على خيله وهو يقول )
- اجل ( ضمت كيس النقود بين يديها وهي تقول )
- حظاً موفق
توقفت يده عن الحراك ثم عاد ليربت على خيله قبل أن ينظر إليها ثم يتحرك نحوها ليقف أمامها قائلا وهو ينظر إلى شيء ما خلفها رافضا النظر إليها
- لما تفعلين هذا ( تململت في وقفتها وهي تقول )
- أفعل ماذا ( عادت عينيه لتتعلقان بعينيها الناظرتان إليه وهو يقول )
- كل شيء كل شيء .. عدم استغلالك لي لما لا تفعلين آنت تستطيعين ذلك لما لا تطلبين المال آنت بحاجته لما لا تطلبين شيئا لما أنت بهذا الشكل لما تملكين هذا الكبرياء الذي يستفزني ويقودني إلى الجنون
أمعنت النظر به وهي لا تعلم سبب انزعاجه من تصرفاتها التي يجب أن تشعره براحة منها قبل أن تقول بحيرة
- أتطلب مني أن أقوم باستغلالك
- اجل أفعلي
رمشت عاجزة أمام قوله ثم حركت يدها بارتباك لتبعد خصلاً من شعرها إلى خلف أذنها محاولة التفكير بشيءٍ ولكنها عجزت وقد علقت نظرها بصدره ثم رفعتهما ببطء نحوه قائلة وهي تحرك كتفيها
- حسنا .. هلا .. أحضرت لي مظلة فأنا لا أملك واحدة ( تجمدت مقلتيه ولم تتحركا ولم تعد تشعر بتنفسه حتى فأسرعت بالإضافة ) المطر غزير وأثوابي خفيفة وسريعة البلل والمظلة ستحـ ( توقفت ببطء عن المتابعة ورمشت وهي تشعر بوجهه يحتقن فأضافت ) حسنا لا أريد شيئا أنسى الأمر انـ
توقفت عن المتابعة وقد رفع يده بشكلٍ آلي طالبا صمتها وتراجع للخلف قبل أن يطبق أصابعه بقوة ويستدير نحو خيله ليصعد عليه ويبتعد فتابعته حتى اختفى بحيرة قبل أن تضم كيس النقود إلى صدرها لما يفعل هذا لما يعطيها النقود هل حقا اهتم لأمر الأطفال أهناك وجه أخر لأونيل لا تعلمه كل ما سمعته عنه منذ البداية وتصرفاته الغير محتملة اتجاهها جعلتها ترسم صوره له في مخيلتها ولكن على ما يبدو أن هناك شخصا أخر لم تره بعد أتستطيع اختراق جداره القاسي والتوغل إلى أعماقه يا ترى تحركت بشرود لتعود إلى المنزل وعلقها يفكر بأونيل الذي ابتعد.......
- فيوليت ( نظرت إلى جيسي التي دخلت إلى المنزل مستمرة ) شاهدتني السيدة آدمز وأنا قادمة وطلبت مني إعلام والدتي أنها تحتاج إليها
- الم تعلميها أنها ليست هنا ( حركت جيسي رأسها بالنفي وهي تستمر )
- بدت متوعكة ( تركت ما بيدها لتخرج وهي تقول )
- لا تغادروا المكان حتى عودتي .. جيسي احرصي على إدخالهم إلى المنزل أن أمطرت
انهمكت خلال اليومين التالين بالاعتناء بمارجو وقد أصابها الزكام الشديد وقد قامت بنقل العدوى لزوجها فأخذت تعرج عليهما بشكل يومي لتفقدهما
- قادمة ( تمتمت وهي تفتح الباب مضيفة ) لما لا تحضر بالنهار أيجب أن يكون الأمر دائما عندما أكون نائمة
- اعتذر ولكن السيدة مارغريت
- عادت
- اجل وطلبت مني
- والسيد سترانس
- عاد أيضا وطلبت مني السيدة
- أتحسنت صحته
- اجل فيوليت ( أجابها مبتسما لمقاطعتها المستمرة له فأسندت رأسها على طرف الباب قائلة )
- حسنا هيا أعلمني
- تريد أن تتوجهي غدا للقصر
- ليس الليلة إذا هذا خبرا جيد
- اجل ولكن .. ليس لرؤيتها
- لرؤية أونيل إذا الم يغادر إلى المناجم
- لا ليس بعد ولكن ليس لرؤيته أيضا بل للعمل
- عمل ماذا ( أسرعت بالقول وقد استيقظت تماما واستقامت بوقفتها جيدا فقال )
- حضر عدد كبير من الزوار للاطمئنان على السيد والسيدة مارغريت تريد منك التواجد بالقصر هذا ما أعلمتني إياه
هزت رأسها له بالإيجاب ليتحرك مغادرا بينما بدا التفكير عليها وهي تعود للفراش وقصدت في اليوم التالي غرفة مارغريت ما أن وصلت القصر متعمدة عدم الحضور باكرا لتطرق على باب غرفتها وتفتحه متوقفة في مكانها للوجوه المحدق بها قبل أن يعودوا لتحدث معا بينما تسألت مارغريت التي جلست برفقتها أربع سيدات
- أجل أهناك شيء
- حضرت لأرى أن كنتم بحاجة إلى شيء
- لا أشكرك
أجابتها مارغريت باقتضاب قبل أن تعود للمرأة التي حدثتها فأغلقت يوليانا الباب خلفها ببطء وقد أربكها رؤية النساء فهي بحاجة لمحادثة مارغريت ولكنها في النهاية من آل دلبروك تتعمد تجاهلها كما يفعل سترانس وأونيل عندما لا يحتاجون إليها توجهت نحو المطبخ وهي تنظر إلى الفتيات المنشغلات بإعداد الصالة
- لقد حضرت فيوليت
أسرعت أحدى الفتيات بالهمس لميغي فلمحتها ميغي بنظرة قبل أن تعود لتتابع عملها بينما تحركت يوليانا لتعد لنفسها كوبا من الشاي
- الجميع يأخذ قيلولة بعد الغداء ألا السيدات المجتمعات بغرفة السيدة فهل تعدي الشاي لهن
- بل أعده لنفسي
أجابت كاتي باقتضاب وحملت كوبها وهي تجول بعينيها بين الفتيات بينما تحركت كاتي نحو ميغي قائلة
- انظري إليها ألن تفعلي شيئا
- دعيها وشأنها
- لما
- هذا ما أمرني به السيد
- ولكن لماذا
- لما لا تسألينه بنفسك
حركت كاتي رأسها بغيظ وهي تحدق بيوليانا التي تحركت نحو ميريال لتقف بجوارها وهي تقول
- أحضر الكثير من الضيوف
- اجل
- هل سمعتن ( قالت ساندرا وهي تدخل إلى المطبخ مما جذب الأنظار إليها وهي تضيف بابتسامة خبيثة ) ستصل السيدة أولندا بعد قليل
بدأت الفتيات بالتهامس مما جعل يوليانا تعود إلى ميريال وهي تقول
- من هي اولندا فالقد سمعتكن تتحدثن عنها من قبل
- إنها صديقة السيد السابقة
- السيد .. أونيل ( تمتمت ببطء )
- اجل لا بد وأنها قد علمت بأنه قد تخلا عن صديقته الجديدة فحضرت كي تحاول من جديد
- و.. من قال انه تخلا عن صديقته
- الفتيات يقلن الكثير بسبب عدم ذهابه إلى براغ ولا تصدقي شيئا مما يقال أم ( توقفت ميريال عن المتابعة ونظرت إليها قبل أن تضيف بتفكير ) علينا التصديق
عادت يوليانا إلى ما أمامها وهي تقول
- لك حرية الاختيار
ومضى الوقت ببطء بالنسبة إليها فبينما انشغل الجميع أخذت هي تقوم بجولة حول القصر فلا رغبة لديها بخدمة احد لتعود بالنهاية لتجلس على أدراج المطبخ مفكرة بمارغريت والسبب الذي دعاها للإرسال خلفها فهي برغم علمها أنها هنا لم ترسل في طلبها لرؤيتها أتكون أرسلت خلفها من اجل صديقته القديمة هزت رأسها وما بيدها لتفعله حتى لو كان هذا صحيحا أن مارغريت تعقد أمالا كثيرة ولابد راقبت الشمس وهي تغيب لتتحرك بعدها إلى داخل المطبخ وتجلس بشرود متأملة الفتيات قبل أن تتساءل وهي ترى ليزا تدخل إلى المطبخ وقد جمعت الكؤوس الفارغة
- السيد أونيل بالداخل
- لما
- أسال فقط
- عندما تعلميني لما تسألين سأعلمك أين هو
أجابتها ليزا بابتسامة ساخرة وهي تتحرك مبتعدة فتابعتها قبل ان يتوقف نظرها على ميريال التي حملت دلو الماء وهي تهم بالخروج ثم
Posted by
دنيا رواياتي https://rewaeate.blogspot.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق