انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأحد، 18 يوليو 2021

جدار هش 7

- لا اريد ... لا اريد 
اخذت تتمتم وعينيها معلقتان بهاتفها مما جعل لاريس التي تتحرك نحوها للجلوس على الأريكة امامها تقول 
- لا تريدين ماذا 
رفعت نظرها اليها بشرود قبل ان تقول 
- هل رئيتي ناثان مؤخرا اهو هنا ام في دوراسون
- سمعت لوجان يتحدث عنه منذ بعض الوقت انه مغادر نحو ملتون لديه عمل هناك .. لماذا 
- كنت اتسأل فقط اتذهبين برفقتي نحو دوراسون فلقد غادرت جورجيا برفقة روبنز وتركت الاطفال عند والدتي وعلي الذهاب لمساعدتها 
- لا استطيع فكما تعلمين علي التوجه مع فريق العمل نحو
رغم متابعة لاريس الحديث الا انها عادت لتشرد بعيدا لا ترغب بالذهاب حتى لا تلتقي بناثان انها قلقة من نفسها فذلك الجدار الذي تحاول جعله يثبت بدأ بالتخلل ماذا تفعل لا تستطيع عدم الذهاب قد لا تلتقي به ربما يكون بكايدن او غادر نحو ملتون او يكون هناك اغمضت عينها ورفعت راسها لتسنده للخلف محدقة بلاريس المستمرة بالحديث .

- مرحبا ( قالت ضاحكة لاستقبال ادم وديان لها فور انفتاح الباب وارتمائهم في حجرها ) لقد اشتقت لكم ايضا
حملت ادم بينما حملت والدتها ديان لتقبلها جوانا وهي تقول
- لقد اتعباك اليس كذلك
- من الجيد انك حضرتي اخيرا 
- اعلمتك انني لا استطيع الحصول على اجازة بهذا الوقت وهانا لم انتظر لصباح الغد وانا اعلم ان الشقيان معك لذا حضرت من العمل مباشرة متى ستعود جورجيا
- بعد ثلاث ايام دعيني اضع العشاء لك
- لا اريد
- ولكنك حضرتي من العمل الى هنا لذا لا تعلميني انك لا تريدين انظري الى نفسك انت تزدادين نحولا
- هذا ليس صحيحا ( قالت معترضة وهي تتأمل نفسها )
- الست على حق غرنت
قالت ميلينا موجها حديثها لغرنت الذي اطل من غرفته لتحية جوانا بود بينما قال
- اجدها كما هي
- رائيتي انا كما انا .. كما اني تناولت شطيرة وانا في الطريق الى هنا وانت ايها الصغير ما الذي يجعلك مستيقظ الى الان
اضافت بمرح لادم وهي تقوم بدغدغته ليضحك وهو يحاول الابتعاد عنها
- ميلينا .. بما ان جوانا هنا نستطيع الذهاب الى منزل برون
نظرت ميلينا نحو جوانا بتفكير فأسرعت جوانا بالقول
- اذهبا اين تريدان سأعتني بالصغيرين وسينامان سريعا لا تقلقا من اجلهما
- ولكنك وصلتي لتو
- وان يكن فانا حضرت لمساعدتكما
- لقد دعونا لقضاء الامسية ولم نكن ننوي الذهاب ( اضافت والدتها فأسرعت بمقاطعتها قائلة )
- هيا افعلا دون تردد تعلمين اني استطيع السيطرة على هذان الصغيران
قالت بتأكيد لتقف على الباب بعد قليل وهي تحمل ادم وبجوارها دايان ليشيرا لجديهما وهما يبتعدان بسيارتهما لتدخلهما وتغلق الباب خلفها وهي تقول
- ماذا نفعل الان بما ان جدتكما اعلمتني انكما تناولتم عشاءكم لنقراء احد القصص أهذا يناسبكم
توقفت عن المتابعة وعينيها تتعلقان بناثان الذي ينزل الادراج وهو يمرر يده بشعره المبتل محدقا بها بتفكير وهو يقول 
- متى وصلتِ
- قبل قليل .. لم .. اعلم انكَ هنا .. اعني سيارتك ليست بالخارج .. لذا لم اتوقع وجودك .. هنا
اقترب ليمرر يده على راس ادم وهو يقول
- انها عند نويل يقوم بفحصا شامل لها .. اين والدي وميلينا
- غادرا لقضاء امسية برفقة ابن العم برون
- فعلا ( قال بتفكير وهو يتحرك نحو المطبخ مستمرا ) وتركا لك رعاية الطفلان
جلست القرفصاء بجوار ديان وادم الذي احاتطه بيدها قائلة وهي تلتقط لهما عدت صور 
- لطالما قمت برعايتهما لذا لا مشكلة بذلك .. هيا ابتسموا
اضافت لهما وهي تعود لألتقاط المزيد لترسلها الى جورجيا لتتحرك دايان نحو صندوق وضع جانبا لتحضره لجوار جوانا لتفتحة وتنشغل بالعابها فجلست جوانا ارضا بجوار ادم الذي اخذ يلهوا بالالعاب ايضا لتنشغل بدورها بمراسلت جورجيا سكب ناثان لنفسه كوب من القهوة وعاد للجلوس على الاريكة امامها ليفتح حاسوبه وهو يتامل ما يجري حوله قبل ان تتوقف عينيه عليها متاملا اياها ببطء  .

تاملت دايان وادم المنشغلان بالالعاب قبل ان تعود نحو هاتفها متعمدة تجاهل ناثان الجالس امامها لذا وضعت سماعات اذنيها لتدير هاتفها على احدى الاغنيات المفضلة لها وعينيها لا تفارقان الطفلان لتتابع بحواسها ناثان الذي تحرك من مكانه بعد قليل لتتجمد وهي تشعر به يقترب منها ليجلس القرفصاء بجوارها فحركت راسها ببطء عن الطفلان نحوه بحيرة وقبل أن تتحدث مال نحوها متناول احدى السماعات عن اذنها ليضعها باذنه مما جعل مقلتيها تثبتان على عينيه القريبتين منها دون ان ترمش وقد غادرها قلبها لتهمس 
- ماذا تفعل 
الى انه لم يجيبها على قولها بل شرد بكلمات الاغنية التي تسمعها وعينيه تغوصان باعماق روحها ( أدمنتك ولا أجد علاجا سوي قربك فأنا لا أنظر لأحد مثلما أنظر إليك فأنت أمتلكت عيني قبل أن تمتلك قلبي كيف لا أحبك أكثر  ) حركت يدها لتتناول السماعة من اذنه فاسرع بوضع يده فوق يدها مانعا اياها ومازال يصغي ( من نفسي وكل نبضة من نبضات قلبي تخفق بأسمك أحبك بعدد أنفاسي وأنفاسك ) 
سحبت يدها من تحت يده بتوتر لتبعد سماعتها عن اذنها وتتحرك نحو ديان لتجلس بجوارها متهربتا منه وهي تقول 
- لما لا تدعين شقيقك يلعب بهذا وقدمت لادم المكعب الكبير 
لتنشغل معه بينما جلس ناثان في مكانها متابعا سماع الأغنية لنهايتها وعينيه لا تفارقانها ليقول مع انتهائها وهو يبعد السماعة عن اذنه 
- اهي للمميزون
- اجل ( اجابته باقتضاب فنهض ليعود لمكانه وهو يقول ) 
- راقت لي  
- انهم ماهرون 
- وكل نبضة من نبضات قلبي تخفق بأسمك أحبك بعدد أنفاسي وأنفاسك ( تمتم بعض كلمات الاغنية وعينيه لا تفارقانها متابعا ) علي سماع المزيد لهم 
تعمدت الانشغال مع الطفلين دون اجابته لتنظر اليه بعد قليل لتراه منشغلا بشاشة حاسوبه فقالت وهي تنظر الى ساعتها 
- من يرغب بأن اقراء له قصة 
- انا ( هتفت دايان فتابعت جوانا ) 
- لنعيد الالعاب الى مكانها اولا هيا ساعديني 
فعلت بسعادة وما ان انتهوا حتى حملت ادم لتجلسه بحجرها بينما جلست دايان بجوارها على الأريكة لتقراء لهم قصة عن هاتفها ليصغي ادم لها بعكس ديان التي اخذت تتحرك بالمكان قبل ان تجلس بجوار ناثان الذي ابتسم لها وغمزها بعينه بود فابدت فضولها حول ما يقوم به على الحاسوب مما جعل ابتسامته تتوسع وينظر نحو جوانا التي عادت نحو هاتفها مدعية انها منشغلة به فسحب عينيه ببطء عنها ليعود نحو شاشة حاسوبه ليدعي انشغاله به أيضا فللحقيقة ان الفتاة التي تجلس امامه تشغل كل تفكيره الان فالقد حضر الى دوراسون متعمدا لعلمه انها ستكون هنا 
- انها تغفوا
تمتماتها اعادت عينيه نحوها فأشارت نحو دايان التي استندت على ذراعه وهي تغمض عينيها وتكاد تغفوا بين لحظة واخرى ليتأملها بود قبل انl يعود نحو جوانا متمتما
- اعتقدت انهم يحتاجون لجهد لنوم
- انهم كذلك ولكن يستمرون بمفاجئتك باستمرار ( اجابته ونظرت نحو ادم الجالس بحجرها والذي ينظر نحو هاتفها وهو الاخر يكاد يغمض عينيه لتقول بابتسامة سعيدة ) احلاما هنيئا صغيري 
وطبعت قبلة ناعمة على خده مما جعله يتحرك نحوها يريد الاستلقاء بين ذراعيها ففعلت لتحتضنه وهي تتأمله بمحبة مما جعل ناثان يقول
- انت تحبين هذان الطفلان كثيرا
- بالتأكيد افعل انهم ابناء شقيقتي الوحيدة عندما ترتبط سيلا وتنجب ستعلم عما اتحدث به
- لا اتخيل الامر حتى ولا اعتقد انها ستجيد هذا قد تترك اطفالها لدينا هنا
ضحكت لقوله قائلة
- ستفاجئك اذا .. لأحمله لسريره
اضافت وهي تتحرك عن الاريكة بأدم ليتحرك بدوره ويحمل ديان ليتبعها في صعود الادراج وهو يقول
- انت باقية هنا حتى مغادرتهم
- لا غدا مساء اغادر او بعد غد صباحا لم احصل على اجازة .. وانت
- ليس لدي وقتا محدد الا ان ظهر امرا غير متوقع بالعمل
دخلت الى الغرفة لتضع ادم على سريرها واشارت لناثان ليضع ديان على السرير المقابل لتحكم الغطاء عليهم وهي تقول بهمس
- كان لطفا منك احضارها
- انهم على الرحب والسعة
قال وهو يحدق بها يهم بالإضافة لتقاطعه قائلة وهي تتلمس جيبها الخلفي ثم الامامي
- لابد واني تركت هاتفي بالأسفل 
تحرك نحو الباب ليفتحه داعيا اياها للخروج قبله برضا ففعلت وهي تقول 
- اتطول امسيتهم بالعادة بمنزل اقربائك 
- اجل فجميعهم متقاعدين الان وليس عليهم الاستيقاظ باكرا للتوجه للعمل .. اين تركته
اضاف وهو ينظر الى الاريكة الخاليه وقد وقفا امامها قائلة 
- اعتقد اني تركته هنا
- انت واثقة
- اجل فلقد حملت ادم وتركت الهاتفي من يدي بجواري
انحنى نحو الاريكة ليدس يده بجانب المقعد ليسحب هاتفها وهو يقول
- لطالما دست اغراضي هنا وها هو هاتفك
بدت ملامح الرضا على وجهها وهي تحرك يدها نحو يده لتتناوله منه الا انها توقفت لابعاده يده مما جعلها تعقد حاجبيها وهي تقول لتصرفه والنظرة المرحة التي تطل في عينيه
- ماذا الان
- لقد وجدته لك
- اذا
- ماذا سأحصل مقابلا له
- لست جادا
- لنرى ( قال وهو يرفعه اكثر لرؤيته لها تهم بتناوله واستمر ) لن تحصلي عليه
- هل توقفت عن العبث واعدته لي ناثان غرنت
قالت بجدية وهي تقفز محاولة تناوله ليتراجع للخلف مبعدا اياه وهو يقول
- ليس دون مقابل ( عقدت يديها معا ممعنة به وهي تقول )
- والذي هو
- دعيني افكر
- لست جادا هيا احتاج الى اجراء اتصال ( قالت وهي تحل يديها وتعود للاقتراب منه فقال )
- تجرين اتصال ام انك تنتظرين واحدا
- ما الفرق
- اتسأل فقط
- ساجري اتصال
- بمن
- لا شأن لك
- إجابة خاطئة ( قال وهو يخفض يده ليضعها خلف ظهره فقالت )
- لاريس
- وما حاجتك بها بهذا الوقت
- حقا لا شأن لك انه امر .. خاص بالفتيات
- محاولة جيدة
- اتعلم ماذا ( قالت بود مفاجئ وهي تتحرك نحوه ) سأقايضك ببعض .. المثلجات
وهمت بتخطيه مدعية انها تريد التوجه نحو المطبخ لتسرع بمد يدها لتحاول تناول هاتفها من يده الى انه استدار نحوها مانعا اياها من الوصول اليه وهو يقول
- محاولة فاشلة اخرى ومن قد يتناول المثلجات بهذا الجو 
- انا افعل .. هيا ناثان لا اجد الامر مرحا
- بعكسي
- لن نعود لهذا ( وامام ابتسامته التي يحاول اخفائها قالت باستسلام ومازالت تحاول ان تبدوا جادة ) حسنا ماذا تريد
- دعيني افكر
- لا اشعر براحة لك
- احب صراحتك ولكن مازلت احتاج للتفكير ( قال وهو يتراجع للخلف ليجلس على يد الاريكة مستمرا ) ستقومين بمساعدتي غدا بمنزلي
- لم تنتهي منه بعد
- بقي القليل جدا
- لكني حضرت لمساعدة والدتي بالاعتناء بالطفلين لذا
- لذا
- انت لا تحتاج لي حقا ( اخذ يحرك هاتفها بين يديه دون ان تفارق عينيه عينيها فخطت نحوه وهي تقول ) اعلم انك تلهو فقط لذا
ومدت يدها نحوه طالبة هاتفها لينظر نحو يدها قبل ان يعود اليها فهمت بالتحدث الا انها لم تفعل وقد اختنقت الكلمات بحلقها لإمساكه ليدها وجذبها نحوه ببطء لتقول
- لا تعود لذلك
- والذي هو
تسأل بصوت عميق وعينيه ترفضان الابتعاد عن عينيها واصابعه تشتد على يدها ليسحب نظره عنها نحو راحت يدها ليمرر اصبعه عليها وهو يقول
- اثار الجرح مازال ظاهرا 
- ليس شيء يذكر فبالكاد اتنبه له 
تحركت اصابع يده لتلامس اصابع يدها مما جعل قلبها يهوي اكثر واكثر وهو يستمر  
- ان يدك رقيقة ( حاولت سحبها من جديد وهي تقول بينما عاد لضغط عليها برقة مانعا اياها )
- توقف عن هذا 
- لماذا 
- انت تعلم لماذا 
- لا لا اعلم جوانا اريد ان اسمع منك  
- اعطني هاتفي ناثان و .. دعني وشأني 
- الى متى ستستمرين بإنكار هذا
قال وعينيه تغوصان بأعماق عينيها فسحبت يدها منه وهي تقاطعه قائلة
- هناك هذا الجدار الذي ليس علينا تخطيه وانت تدرك تماما ان هذا لمصلحة الجميع 
- لم اعد اهتم 
- انا افعل
- انت بنيته وتصرين على وجوده 
- عليه ان يبقى 
قالت بتأكيد وهي تمد يدها نحوه من جديد لتمر بضع ثواني بينهما وعينيهما متشابكة بصمت ليكسره اخيرا قائلا
- سأهدمه
 حركت يدها نحو هاتفها لتتناوله من بين يديه وهمت بالاستدارة ليقول موقفا اياها 
- جوانا ( عادت بنظرها نحوه فأضاف لها بتأكيد ) سأهدمه .. ثقي اني سأفعل
عادت للاستدارة ببطء وتابعت سيرها لتصعد الى الاعلى ليعود للقول وعينيه مليئتان بالإصرار وهو يتابعها 
- سأفعل 
اندست بجوار ادم ومازالت كلمات ناثان تترد في اذنها ومازال اثرها حي بداخلها وكأنها تسمعها لأول مرة فقلبها يتسارع ويتسارع اغمضت عينيها طالبة من نفسها التعقل ومن اين لها هذا لتعقص شفتها مخفية ابتسامة كادت تظهر عليهما .

اخذت تضحك في صباح اليوم التالي وهي تجلس برفقة والدتها وغرنت تطعم ادم الذي يتناول طعامه مسببا فوضى لعدم رغبته بحبة الأفوكادو التي تحاول اطعامه اياها قبل ان تنظر الى دايان التي جرت نحو الادراج وهي تقول لناثان الذي ينزل نحوهم 
- لقد استيقظت قبلك ( توسعت ابتسامته ليحملها وهو يقول )
- اصابني الارق الليلة لذا استيقظت متأخرا اليوم هل مارست تمرينات الصباح دوني 
- لا لقد انتظرتك 
- امهليني قليلا وسأعود للانضمام لك سريعا 
قال بود وهو يطبع قبلة على خدها وينزلها ارضا ليقترب منهم ملقي تحية الصباح وهو يضيف لهيئة ادم 
- يا لا الفوضى 
- انها مفيدة وعليه ان يتناولها 
- لا تصغي لها لست مجبرا على تناول ما لا ترغب 
قال لادم بشكل جدي مما جعلها تلمحه بنظرة قائلة
- شكرا لتعاونك هيا اذهب ودع الطفل يتناول طعامه
- لا تصغي لها ( اصر ناثان لادم وهو يتخطى عنهم ليقول والده )
- استقصد البلدة 
- بعد قليل 
- اعلمني عندما تريد الذهاب 
هز راسه بالايجاب قبل ان يعود نحو جوانا التي اجلست ادم امامها على الطاولة ومازالت تقوم بدفع الملعقة بفمه ليتخلص من نصفها قبل ان يبتلع الباقي مجبرا ليبتسم 
- هاك قهوتك ( قول ميلينا جعله ينظر نحوها متناولا كوبه شاكرا )
- انها تمطر
هتفت ديان بسعادة وهي تقترب من الاريكة لتصعد اليها محدقة بالخارج من خلال النافذة بينما اقتربت ميلينا من جوانا لتتناول منها طبق ادم وهي تقول 
- دعيني اطعمه 
- خالتي خالتي لنخرج هيا 
اسرعت دايان بالعودة نحوها لتأخذ بشد ساقها التي أحاطتها بيديها الصغيرتين بينما كانت تمسح يديها بالمنديل لتقول 
- حسنا حسنا دعيني انظف يداي من طعام شقيقك اولا ( قالت قبل ان تضع المنديل جانبا وتجلس القرفصاء امامها مستمرة وهي تقوم بإغلاق ازرار سترتها ) ونغلق هذه جيدا ( وما ان انتهت حتى اضافت ) انت الان مستعدة 
اسرعت دايان نحو الباب لتتبعها جوانا وتخرجا نحو المطر لتركض دايان بمرح بينما جوانا تحاول امساكها وهما تضاحكان اخذ ناثان الذي يشرب قهوته الساخنة يراقبهما وقد اقتربت جوانا من دايان لتمسكها محتضنة اياها لترفعا وجههما للأعلى لتلامسهما قطرات الماء المتساقطة وهما تضحكان 
- ستصابان بالزكام دون شك 
قال غرنت وهو يسمع ضحكاتهما فقالت ميلينا المازالت منشغله مع ادم
- هذا ما اثابر على قوله لها فكلما هطل المطر تسرع للجري تحته وقد اخذتها ديان مثالا يحتذى به بهذا الامر .. هل طلبت منهما العودة للداخل 
استمرت لناثان فوضع كوبه جانبا وغادر نحوهما ليقف امام الباب وهو يقول 
- ستصابان بالزكام ان استمريتما بهذا 
- لا لن نصاب 
قالت جوانا بمرح فأسرعت دايان بتكرار قولها وهي تنزل من بين يدي جوانا لتجري من جديد بمرح 
- لا تجبريني على احضارك بنفسي
- لن تستطيع 
اجابته ضاحكة وهي تجري بعيدا فأسرعت جوانا بالقول لها بمرح وهي ترى ناثان يتحرك نحوها 
- لا تدعيه يمسك بك 
اخذت تجري وهي تضحك ليتبعها ناثان مدعي عدم قدرته على امساكها قبل ان يفعل ليرفعها بين يديه وهي تتخبط محاولة الافلات وضاحكة ليعود بها نحو المنزل وهو يقول 
- نلت منك بسهولة 
تابعتهم جوانا وهما يدخلان للمنزل قبل ان تعود الى ما امامها وترفع راسها نحو الاعلى وهي تغمض عينيها لطالما عشقت الوقوف تحت الامطار تلك القطرات التي تلامس وجهها تشعرها كأن الحياة عادت اليها من جديد خرجت من تلك السكينة التي تشعر بها لتهتف وهي تفتح عينيها بذعر وقد اصبحت بين يدي ناثان الذي رفعها عن الارض
- ما الذي تفعله
- اهم بالعودة بك للمنزل 
- لست جادا هيا انزلني بحق الله ناثان 
- والدتك طلبت مني احضارك للداخل 
تعلقت عينيها بعينيه القريبتين منها ومازال المطر يهطل لتقول بتلعثم 
-  قصدت دايان وليس انا هيا دعني 
توقفت ميلينا التي كانت تهم بتخليص دايان من سترتها وهي تنظر نحو جوانا وناثان بالخارج لتدب الحيرة بها 
-  لما لا تصغي لي ( اضافت بصوت هش ) ارجوك افعل
نقل عينيه بعينيها دون ان يأتي بحركة لتمضي بضع ثواني شعرتها دهرا وقد دب بها الاحراج قبل ان يقوم بانزالها لتتنفس الصعداء ولكن يده لم تترك خصرها لتهمس له
- لما تصعب الامور 
- الستِ من تفعل لقد كنت واضحا معك منذ البداية وانتِ م
أسرعت بوضع يدها على فمه مانعتا اياه من المتابعة
- لا تفعل ( همست وهي تعلم الى اين سيؤول هذا الحديث وقد غادرها قلبها لتلك النظرات والمشاعر التي تنتابها كلما اقترب منها مضيفة ) ليس علينا العودة الى هذا ( وسحبت يدها ببطء بعيدا عنه وهي تتابع ) علينا العودة 
وانسحبت ببطء لتسير امامه نحو الباب بخطوات ثابته لا تعكس حقيقة ما يحدث بداخلها وقد وقف يتابعها قبل ان يضع يديه على خصره ويرفع راسه الى اعلى وهو ويغمض عينيه لتلامسه قطرات الماء بينما بادرت والدتها المنشغلة بتخليص دايان من سترتها
- سأقوم بتغير ملابسها بنفسي امي ( واضافت لدايان وهي تحملها بين ذراعيها ) لقد تسببنا بالفوضى هنا 
- ولكني احب السير تحت المطر
- وانا كذلك .. لذا لن نستسلم وسنستمر بالسير تحت المطر 
- جوانا 
نهرتا ميلينا وقد تناها لها حديثها وهي تصعد الادراج الى اعلى مما جعل دايان تسرع بإخفاء ضحكاتها بأيديها الصغيرة بينما اسرعت جوانا الى الاعلى وهي تهمس لها 
- لقد سمعتنا
راقبها ناثان الذي اطل من الباب قبل ان يتحرك بدورة للصعود الى الاعلى لتتابعه ميلينا والتفكير باديا عليها فنظرت نحو غرنت المنشغل بهاتفه تهم بالتحدث الى انها عادت لالتزام الصمت .

- غادر غرنت وناثان قبل قليل ( قالت ميلينا عند عودت جوانا ودايان للانضمام لها بالأسفل وقد تنبهت لشرود جوانا الجالسة بجوارها والتي تنظر الى الادراج بين الفين والاخر فنظرت نحو والدتها التي استمرت ) ارغب بإحضار بعض الحاجيات من البلدة اترافقيني ( هزت راسها لها بالايجاب قبل ان تعود نحو ادم المنشغل بلعب بالصناديق الصغيرة امامه لتستمر والدتها ) اهناك ما علي معرفته 
عادت نحو والدتها بحيرة قائلة
- مثل ماذا 
- اتخفين امرا ما عني 
- بالتأكيد لا افعل .. ليس لدي ما اخفيه حقا
- هذا .. جيد .. ولكن تعلمين ان رغبتي بالتحدث او اعلامي بشيء سأكون متواجدة دائما من اجلك 
- اعلم امي 
اجابتها بود ثم اخذت تنهر دايان التي تناولت الصندوق من يد شقيقها الذي بداء بالبكاء .

- ماذا نفعل هنا 
تساءلت جوانا وهي ترى والدتها توقف السيارة قرب نادي ناثان فأجابتها 
- لقد احضرنا ما اردناه من البلدة ولسنا على عجلة من امرنا للعودة الى المنزل كما اني التقي دائما هنا نساء من دوراسون سيسرك التعرف عليهم 
ترجلت كما فعلت والدتها لتتحرك للخلف وتخرج ادم من مقعده لتدخل الى النادي برفقت والدتها والتي ما ان اصبحت بالداخل حتى نزلت دايان من بين يديها بسرعة لتجري بالمكان الذي تناثر به بالناس هنا وهناك لتسرع ميلينا بالإشارة لها وهي تقول 
- لا تحدثي ضوضاء كما اتفقنا ولا تذهبي نحو ذلك الباب فهناك صالة الرياضة .. لا ليس هناك ايضا فهو المسبح .. ها هيا اليز مرحبا كيف انت .. جوانا تنبهي لدايان فهي كثيرة الحركة اعطني ادم 
ناولتها ادم وتوجهت نحو دايان لتتبعها وهي تنهرها من الاقتراب من احد الابواب دون فائدة فأسرعت نحوها لتمنعها من الدخول وقد فتحت باب الصالة الرياضية واندست داخله لتسرع بلحاقها لتحملها وعينيها تتوقفان على ظهر ناثان وقد وقفت امامه .. صديقته .. كيف نسيت امرها .. انها لم تنسى امرها انها فقط لا ترغب بالتفكير فيها وتذكرها همست لنفسها وهي تخرج لتتوجه نحو والدتها انها تدرك ما تشعر به وتعلم انه يبادلها هذا ولكن بحق .. ماذا .. ماذا جوانا لقد اوضحت موقفك له اكثر من مرة فما الذي تريدينه ..تريد اهتمامه .. ونظراته انها تسبر اعماق روحها كلما نظر اليها .. وقر .. توقفي حالا هلا فعلتي وتعقلتي انت السبب الى مالت اليه الامور كما .. انه يقف مع صديقته 
- سأعود ودايان الى السيارة ( بادرت والدتها وهي تقف بجوارها )
- ولكننا وصلنا لتو 
- المكان غير مناسب للأطفال اعطني ادم ايضا وعندما تنتهين سنكون بانتظارك 
اضافت وهي تبتعد مما جعل والدتها تتبعها بحيرة قبل ان تعود نحو اليز التي تحدثها  .

- ماذا تفعلين هنا ( حدقت بناثان من نافذة السيارة المجاورة لها وقد كانت تنظر نحو الطفلان الجالسان بالخلف ليستمر ) منذ قليل رأيتك بالداخل 
- كنت احضر دايان ليس الا .. الم تحضر والدتي بعد 
قالت مدعية وهي تنظر نحو مدخل النادي فوضع يديه على النافذة وانحنا نحوها قائلا
- دعيني اقوم بواجب الضيافة فهيا ليس كل يوم تقومين بزيارة المكان 
- المكان غير ملائم للأطفال ( قالت بإصرار )
- ناثان ( حدق من خلف كتفه نحو الفتاة التي نادته ليستقيم بوقفته فزادت عينا جوانا اغمقاقا لرؤيتها لها بينما استمرت وهي تتوجه نحو سيارتها ) لا تنسى موعدنا 
- لن افعل ساتبعك سريعا ( اجابها وعاد نحو جوانا ليفتح بابها قائلا ) هيا 
- اعلمتك ان المكان غير ملائم للأطفال 
- انا صاحب المكان ولا يزعجني وجودهم 
- اليس لديك موعد فلتذهب اليه ولا تنشغل بنا ( التمعت عينيه بمرح الا انه قال بجدية )
- مازال امامي بعض الوقت 
- اليست صديقتك اذكر اني رئيتها في عيد ميلاد سيلا 
- انها هي 
- اه و .. لا يبدوا ان لديك اي مشكلة 
- بماذا 
تسأل ببراءة لتثبت عينيها عليه قبل ان تسحبهما لتتناول هاتفها وتتصل على والدتها التي اجابتها 
- نحنا بانتظارك لا تتأخري اكثر 
- ها انا قادمة 
اعادت هاتفها الى مكانه ونظرت نحو ادم الذي غط بالنوم ثم نحو دايان المنشغلة بالتابلت اللوحي بين يديها قبل ان تعود الى ما امامها وتعقد يديها معا متجاهلة ناثان الذي يراقبها قائلا
- انت شديدة العناد 
- ارجوا المعذرة انا شديدة العناد 
- اجل ( اجابها ونظر نحو ساعته مستمرا ) لو لم يكن لدي موعد مهم لكنت ..اتعلمين .. اراك فيما بعد 
وتحرك مبتعدا لتراقبه بغيظ شديد وهي تمسك بابها لتعيد اغلاقه وتشيح براسها بعيدا عنه انها ليست شديدة العناد انها فقط تشعر بالغيظ منه بشكل كبير انها تكره انجذابها له تكره تلك المشاعر التي تجعلها بهذا الشكل .

طرقات على باب غرفتها مساء جعلتها تفتح عينيها ولم تكن بعد قد نامت لتنهض من السرير متجهة نحو الباب لتفتحه محدقة بحيرة بناثان الذي بادرها 
- عدت لتو ووجدتكم جميعا نائمون
خرجت بهدوء نحوه لتغلق الباب خلفها كي لا يستيقظ الاطفال وهي تقول بهمس
- تكاد تكون الحادية عشر بالتأكيد سنكون نائمون ماذا هناك
- لم تسمحي بان اقوم بواجب الضيافة عند زيارتك اليوم للنادي لذا ... 
- لذا ..
- لما لا تنضمين لي الان فمازال الوقت باكرا ولا ارغب بالخلود للنوم
- تعلم ان علي المغادرة في الصباح الباكر نحو كايدن 
- الا استطيع اقناعك ( هزت راسها بالنفي وهي تبتلع ريقها لذلك الوميض الذي يلوح بعينيه ليستمر بهمس ) يليق بك هذا اللون .. انه يجعل وجنتيك تزدادا توردا
نظرت نحو بيجامتها الوردية قبل ان تعود اليه قائلة بحرج
- انهما ورديتين دائما
- لما لا تبقين اكثر هنا بالتاكيد يمكنك الحصول على اجازة
- لا استطيع 
- والدتك تحتاج الى المساعدة 
- لا استطيع 
عادت للهمس وهمت بالمتابعة ولكن كلماتها اختفت تماما وقد انحنى نحوها ليعانقها لتأخذها المفاجئة لأول وهلة وقبل ان تستطع التراجع فعل ليقول ومازال وجهه قريبا منها
- كان علي فعل هذا .. ليلة سعيدة .. جوانا
وسحب عينيه عنها ليتخطاها يهم بالتوجه نحو غرفته لتتابعه بعينين مفتوحتان جيدا دون تصديق قبل ان تهمس وهي تتبعه 
- اجننت ( وامام تجاهله لها امسكت ذراعه لإيقافه وهي تهمس ) لما فعلت هذا 
عادت الكلمات للاختفاء من حلقها وقد استدار نحوها جاذبا اياها اليه يهم بعناقها من جديد 
فأسرعت بالتراجع براسها للخلف وهي تقول دون تصديق 
- لقد جننت بالتأكيد 
- ان لم تعودي لغرفتك حالا سأثبت لك اني .. فعلت 
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تسحب نفسها بعيدا عنه لتقول بتلعثم ومازالت تتراجع في خطواتها للخلف
- انتَ لست بكامل قواك العقلية اليس كذلك .. لا تعد الكرة لا تفعل
اضافت وهي تراه يهم بالتحرك نحوها لتسرع نحو باب غرفتها لتدخلها مغلقة اياه خلفها بتوتر وقد استندت عليه ومازالت جميع حواسها تترقب اقل حركة تصدر من الخارج ما الذي جرى له كيف سمحت له بهذا وهو اليس لديه صديقة فليذهب لمعانقتها اذا ولا يحضر لها لقد تمادا اجل فعل من يعتقد نفسه ليعاملها بهذا الشكل ترغب بالتوجه نحوه ومحادثته بشكل جدي فالامر غير مقبولا ابدا ولكنها للحقيقة لا تجرؤ الان على مغادرة غرفتها لذا تأكدت من اغلاقها بالمفتاح جيدا قبل العودة الى السرير في محاولة يأسة منها للنوم دون فائدة لتغادر دوراسون في الصباح الباكر وقد بدا اثار ليلتها المضطربة على وجهها هي تعاني من الارهاق وعدم التركيز وهو يغط بالنوم بعمق ماذا افعل بك ناثان برايدن .

 تعلقت عينيها بالعلبة الموضوعة على الطاولة فور دخولها للمنزل بعد يوما مرهق بالعمل لتتخلص من سترتها وهي تقترب منها لتتناولها بحيرة قبل ان تقوم بفتحها محدقة بالبطاقة التي تحويها 
- لقد اشتقت لك 
تأملت هذه الكلمات القليلة لتعقص شفتها وهي تجلس على الاريكة خلفها ومازالت عينيها لا تفارقان تلك الكلمات القليلة التي كتبها بخط يده لا يريد تركها وشأنها انها تحاول ابعاده عن تفكيرها وها هو يعود لإقحام نفسه بقوة البارحة فقط غادرت دوراسون تركت الصندوق ليقع على حجرها واسندت راسها للخلف محدقة بالسقف بشرود لتغمض عينيها ببطء مازالت تشعر بحرارة عناقه اسرعت بفتح عينيها وجلست جيدا ليس عليها التفكير بالأمر بل فعل العكس وهو عدم التفكير به .

جلست في سيارتها قرب ناديه بكايدن في اليوم التالي تتأمل البطاقة التي بين يديها عليها استعادة مفاتيح منزلها منه ومنعه من الدخول اليه لن تستسلم له لن تفعل انها من التعقل بحيث تدرك هذا 
تَوقف سيارته امام النادي جعلها تضع البطاقة جانبا وتترجل من سيارتها متجها نحوه وهي تقول 
- اريد محادثتك ( اغلق باب سيارته ببطء متأملا ملامحها الجادة وهو يقول )
- مازلت مصره على استقبالي بهذا الشكل الرديء
- انا جادة 
- ومتى لم تكوني 
- اريد مفاتيح منزلي فلا يحق لك الدخول اليه متى رغبت 
- ولما لا مما انتِ قلقة 
- منك ( تمتمت وهمست باصرار ) اليس لديك صديقة لما ترسل لي هذه لما تعانقني لم
- انت تعلمين جيدا لما افعل هذا فما بيننا لا تستطيعين انكاره مهما حاولتِ
- لا انت مخطئ تماما ولتعلم امرا ... انت اخر رجلا اريد رؤيته في حياتي
خرجت اخر كلماتها بصعوبة مما جعله يقول
- ثابري بقول هذا لنفسك قد تصدقينه يوما 
- بل افعل انت هذا علك تصدق اني لا اهتم 
- اعلم انك تفعلين هذا لدفعي بعيدا وخوفا من هدم جدارك اللعين ولكنك لن تفلحي جوانا اعلمتك اني سأهدمه
- اننا بالطريق لذا لن اخوض معك بهذا والان اريد مفتاح منزلي 
- والدتك من اعطتني اياه لذا سأعيده لها حين تطلب هي فقط هذا لذا لا تحاولي 
- هكذا اذا 
- اجل هكذا 
- سأجعلها تفعل ناثان
تمتمت بتأكيد وتحركت مستديرة لتتجه نحو سيارتها لتجلس مغلقة الباب خلفها فسحب نظره عنها وتحرك نحو باب النادي يهم بالدخول ليستوقفه رجل الامن قائلة
- سيد برايدن
انتفض وكذلك رجل الامن لصدور صوت اصطدام قوي فنظر جانبا ليسرع باتجاه سيارة جوانا التي كانت تهم بالمغادرة لتصطدم بها سيارة حاولت العبور بقوة ليسرع بفتح بابها محدقا بها وقد استرخت للخلف دون حراك ليسرع بتناول وجهها 
- جوانا جوانا
- انها فاقدة الوعي ( قال رجل الامن الذي اصبح خلفه بينما تجمعت الناس حول السيارة الاخرى ايضا ) 
- اتصل بسرعة بالإسعاف اسرع .. جوانا هيا ابقي معي هيا عزيزتي هل تسمعيني
 ملأت الدماء التي تسيل من جانب راسها يده اليسرى ليحدق بالجرح وهو يهتف
- اين هم انها مصابة
 ضغط على جرحها الى ان وصلت سيارة الاسعاف حتى اسرع بالحاق بهم بسيارته ليسرع نحو الغرفة التي دخلت اليها الا ان الممرضة لم تسمح له بالدخول فوقف خارجا منتظرا بترقب وتوتر ليقوم بسؤال كل من يقوم بالدخول والخروج من الغرفة ان كانت قد استيقظت
- لقد استيقظت .. انها بخير ( بادره الطبيب اخيرا عند خروجه وهو يتخلص من قفازيه مستمرا )  جرحها ليس عميقا وهذا من حسن حظها
- انها بخير اذا
- يجب ان تبقى تحت المراقبة فلقد تعرضت لضربه قوية برأس وعلينا ان نتأكد من ان جميع امورها بخير
- ااستطيع رؤيتها
هز الطبيب راسه له بالايجاب قائلا قبل ان  يتخطى عنه
- لخمس دقائق فقط
اقترب من سريرها وقد امالت راسها الى الجهة الاخرى بينما انشغلت الممرضة بوضع المغذي لها ليقف امامها قائلة
- اانت بخبر
رفعت عينيها نحوه ببطء قبل ان تحرك راسها قليلا للأعلى وهي تقول بصوت واهن
- ماذا تفعل هنا .. هل اعلمت امي
تابعت بقلق قبل ان يستطع إجابتها فهز راسه بالنفي قائلا والممرضة تغادر
- لم اعلم احدا بعد سأفعل الان
- لا لا لا تعلمها
- انت واثقة
- اجل
- ولكن قد يغضبها اخفاءك لهذا
- لن تغضب لأنها لن تعلم
- ستغضب مني ان علمت اني اخفيت الامر ايضا
- ومنذ متى تهتم أن غضبت امي منك
- لقد تعرضت لحادث سيرا وليس بالأمر الذي يخفى
- لا اريدها ان تعلم ( قالت برجاء مما جعله يقول )
- لما لا تحاولين أن تكوني منطقية ما الخطأ بمعرفتها انك بالمشفى وانك بحاجة لمساعدتها
تنفست بعمق قبل ان تقول
- تعرضت لحادث سير من قبل لذا اعلم ما اقوله
- لك سابقة اذا
- اجل وذكراها ليست جيدة فقد كسرت ساقي وذراعي وكنت المخطئة بالحادث فقد قمت بأخذ سيارة والدتي دون علمها ولم اكن متمكنة حينها وتحت السن القانوني لذا عندما اعلمك بان لا تعلمها ارجوك تفهم الامر كما اني بخير قال الطبيب ان بقيت حالتي مستقرة غدا اغادر
- حسنا ولكن لتعلمي انك مدينة لي الان
- ليكن .. وجورجيا ايضا لا تعلمها لأنها سريعا ما ستعلم والدتي انا اعرفها جيدا
- كما تريدين
- ما حل بالسائق الاخر
- لا اعلم فلقد بقيت بجوارك الى ان حضر الاسعاف ... دعيني اتفقد امره
قال هو يهم بالتحرك الى انه توقف وعاد نحوها مما جعلها تهز راسها متسائلة فقال
- انها .. احدى قريباتي ليس الا .. رئيت من المناسب ان انشغل معها في عيد ميلاد سيلا ولستُ مسؤولا عن الاستنتاجات التي رافقت هذا ( حركت شفتيها دون ان تتحدث فالم تجد ما تقوله بينما استمر بابتسامة ) كما راقني ضيقك من الامر 
- عن اي ضيق تتحدث .. انا حتى لا اعلم عما تتحدث به
ابتسم واشار بيده قائلا وهو يتراجع 
- لأذهب لتفقد الرجل  
تابعته بشرود هذا .. جيد .. اجل جيد اخفت الابتسامة التي كادت تظهر على شفتيها بحرج اجل جيد جدا في الحقيقة .. اكان يقوم بخداعها اكان يفعل حقا .

فتحت عينيها ببطء لتصطدم بظلمت الغرفة ولكن سرعان ما عادت لتصغي لصوت الاقدام التي تسير فحركت يدها لتتناول هاتفها من جوارها محدقة بساعته التي تشير الى الواحدة ليلا من هنا
ازاحت غطائها وغادرت سريرها متجها نحو الباب بهدوء لتنظر من خلال حافة الباب المفتوح بالغرفة امامها لتجد ناثان يعود من المطبخ للجلوس على الاريكة لتتأمله من شعره الاسود المبلول الى بلوزته القطنية البيضاء الى البنطال الكحلي القطني لقد استحم وارتدا ملابس النوم وها هو يتناول عشائه يحدث كل هذا وهي لا تشعر بوجوده هنا ليس من عادتها هذا فهي بالعادة تشعر بوجوده في المكان دون ان تراه حتى قضم من شطيرته وعينيه معلقتين بشاشة الحاسوب امامه ماذا تفعل اتعلمه انها سعيدة بوجوده هنا بجوارها في هذا الوقت وأن اهتمامه يسرها ام .. ام .. ابتلعت ريقها وتنهدت بعمق لمرتين متتاليتين قبل ان تفتح باب غرفتها جيدا وتسير نحوه وهي تقول 
- ماذا تفعل هنا
نظر اليها وقد كان يهم بالقضم من شطيرته ليبعدها عن فمه قائلا
- انت مستيقظة
- ما الذي تفعله هنا 
- لما لم تعلميني بمغادرتك المشفى كنت لاصطحابك
- لا تشكو سيارات الاجرة من شيء ( عاد نحو شطيرته قائلا )
- لا لا تشكو من شيء وما كان ليضرك ان تعلميني فقد قصدت المشفى لاكتشف انك غادرتي
- قالوا اني بخير واستطيع المغادرة .. عليك اعطائي مفتاح المنزل ناثان 
اضافت وهي تتحرك للجلوس امامه فتابعها وهو يبتلع لقمته بروية دون اجابتها متأملا الشاش الذي يلف جبينها قبل ان يتسأل
- تناولت دواءك
- فعلت .. اتعاني غرفتك بالنادي من شيء ( هز راسه بالنفي فاستمرت ) لما انت هنا اذا لا تعلمني انك قلق من اجل اصابتي فانا بخير
- لما لم ترسلي خلف لاريس للمبيت هنا
- انها خارج البلاد مازال امامها عدة ايام للعودة .. اذا ماذا تفعل هنا
- تصرين على اعلامي ان وجودي غير مرحب به
- اجل افعل
- حاولي من جديد ولتكوني فظة اكثر ربما تنجحين
عقدت يديها معا دون ان تفارقه عينيها مما جعله يضيف
- هل يزعجك وجودي
- جدا
- لا امانع فلتنزعجي
- حقا اشعر بصداع والنعاس ولست في مزاجا جيد لمناكفتك الان
- من طلب منك ان تفعلي حتى اني لم ادعوك للانضمام لي تستطيعين التوجه نحو غرفتك
 اجابها وعاد لمتابعة تناول شطيرته غير مبالي مما جعلها تتامله قبل ان تنهض عن الأريكة تهم بالتوجه نحو غرفتها لتتوقف قبل ان تصلها وهي تشعر بان الارض تلتف وتلتف بسرعة كبيرة وبانها تتهاوى للأسفل وقبل ان تتحدث هوت نحو الارض ليسرع ناثان بإمساكها من كتفيها قبل ان تصلها
- هل فقدت توازنك ( تسأل هو يهم بحملها فقالت بإعياء )
- لا تفعل دعني اجلس ارضا .. هلا فعلت
قالت بصوت ضعيف فأجلسها ارضا ليجلس القرفصاء بجوارها ومازالت يده تحيط كتفها قائلا باهتمام
- ما كان عليك النهوض سريعا انك بحاجة لمن يبقى معك لما تتصرفين بعناد لا افهم اليس الارسال خلف والدتك افضل ما تفعلينه
- لا .. كما انك هنا الست كذلك
اجابته بابتسامة باهته مما جعله يرفع احد حاجبيه قائلا
- منذ دقائق كنت تعلميني بان وجودي غير مرحب به
- مازال الوضع على حاله ولكني بحاجة لمساعدتك الان
- لطالما راقتني صراحتك
تمتم مما جعلها تبتسم بوهن وهي تشعر بان قوتها قد فارقتها مستمرة بصوت هامس فرغم كل ما ينطق به لسانها الى ان قلبها يميل له وبقوة كبيرة 
- لا أشعر باني بخير .. ماذا تفعل
اسرعت بالإضافة لدسه يده تحت ساقيها ليرفعها وهو يقول
- اتوجه بك نحو السىرير ( ارخت راسها على كتفه وهي تقول )
- احتاج لهذا فانا اشعر بالتعب الشديد
- والدوار لذا عليك ملازمته
- ما كنت لأغادره لو لم أشعر بان احدهم هنا
- انا المخطئ اذا
هزت راسها له بالايجاب فتوقف قرب السرير دون انزالها مما جعلها تنظر الى وجهه القريب منها لتغوص بعمق عينيه وهو يقول بتأكيد
- اعليك ان تحمليني ذنب كل شيء
- هذا يشعرني بالراحة
- بعكسي
- هل .. استطيع النزول ( هز راسه بالنفي فتابعت ) اعلم اني وزني لا يشكل اي عائق لك ولكني لا أشعر بالراحة
- بسببي
هزت راسها له بالايجاب وتابعت محاولة ان تبدوا جادة
- ذهب الدوار انا افضل الان وسأغط بالنوم من جديد
بقيت عينيه معلقتين بعينيها انها تشعر بان روحها تفارقها وكيانها يهتز ما الذي يفعله بها ناثان غرنت انه يعلم مدا تأثيره عليها تحرك بهدوء لينزلها على سريرها فانشغلت بوضع الغطاء بينما كانت كل حواسها تتابعان الرجل الذي انحنى نحوها متناولا حافة الغطاء ليرفعه نحوها جيدا ليغطي كتفيها وهو يقول
- تزداد البرودة ليلا
هزت راسها بالايجاب بتوتر هامسة
- اشكرك .. عمت مساء
هز راسه لها بالايجاب هو يستقيم بوقفته ببطء ليتحرك مبتعدا ففتحت شفتيها قليلا لتدخل الهواء الذي كانت قد توقفت عن ادخاله دون ان تدرك وهي تراقبه
- ان احتجتي لشيء سأكون هنا
قال وهو يخطوا خارج غرفتها مغلقا الباب خلفه دون النظر اليها فبقيت عينيها معلقتين بالباب شاردة قبل ان تتنهد بعمق وترفع الغطاء لتخفي وجهها تحته .

غادرت غرفتها في صباح اليوم التالي محدقة بالأريكة الخالية وهي تتجه نحو المطبخ لتتوقف وتعود باتجاهها وهي ترى ورقة موضوعة على الطاولة المجاورة للاريكة لتتناولها
- اتصلي بي ان احتجتِ لشيء احضرت فطائر انها على طاولت المطبخ تناولي فطورك وعودي لسرير لتحصلي على اكبر قدر من الراحة .. لا تترددي بالاتصال بي مع حبي ناثان
ابتسمت برقة ونظرت نحو طاولت المطبخ لتتجه نحوها متناولة الكيس الورقي عنها لتخرج منه احدا الفطائر وتبدأ بتناولها وهي شاردة بناثان ولم تمر ساعة حتى وصلتها رسالة منه على هاتفها 
- هل استيقظتي
- منذ زمن
- تناولت افطارك
- اجل كان شهيا 
- ماذا تفعلين الان
- عدت للفراش
- هذا جيد احصلي على القدر الوافر من الراحة وستستعيدين صحتك سريعا
- سأفعل .. اشكرك
- على ماذا
- كل شيء
أجابته ووضعت هاتفها جانبا محدقة بمجموعة الاوراق التي انتشرت امامها على السرير لتعود لمتابعة عملها وما كاد يحل المساء حتى نظرت نحو باب منزلها الذي فتح وقد جلست تتناول عصيرا طبيعيا وتشاهد التلفاز ليطل منه ناثان ليبادرها وهو يغلقه خلفه
- انت بانتظاري ( اخفت ابتسامتها قائلة )
- انها الثامنة فقط
- كيف تشعرين
- بخير 
اجابته وهو يجلس بجوارها مسترخي في جلسته للخلف رافعا راسه الى الاعلى ليغمض عينيه قليلا 
- اكان اليوم مرهقا
تساءلت لرؤيتها لملامح وجهه المجهدة فهز راسه بالايجاب قائلا
- قمت ببيع بعض المعدات الرياضية والتي كان يجب ان تصل في نهاية الاسبوع ليحدث عطل بالباخرة وستتأخر بالوصول في موعدها مما يجعلني أتأخر بتنفيذ الاتفاق وقد كان اعد الشاري لافتتاح ناديه وقام بدعوة عدد لابأس به من الناس لذا احاول منذ الصباح تامين المعدات له في الوقت المناسب
- وهل نجحت
- ليس بعد .. ولكن مازال امامي بعض الوقت ( أجابها وهو ينظر إليها مستمرا ) لا شيء يأتي بسهولة كيف امضيت يومك
- من السرير الى الأريكة وهكذا
- تناولت دواءك
- في الموعد المحدد
- وطعامك
- ثلاث وجبات مع عصائر طبيعية أهذا جيد
أجابته ضاحكة فتعلقت عينيه بابتسامتها ليبتسم بدوره وعينيه تعودان للالتقاء بعينيها لتتوه تماما فسحب نظره عنها لينحني براسة نحو حجرها وهو يتمدد على الاريكة مما جعلها تسرع بالقول وقد فاجئها تصرفه
- ماذا تفعل
اخفى ابتسامته وعاد لإغماض عينيه وهو يعقد يديه دون إجابتها فعادت للقول معترضة
- ناثان .. هناك ارائك اخرى
الا انه لم يستجب لها لتشرد بجانب وجهه انها غارقة في غرام ناثان غرنت ولم تعد تستطيع منع نفسها من الانسياق معه لم تعد تستطيع ابقاء ذلك الجدار الهش بينهما والذي تحاول ان تجعله يثبت دون فائدة بينما بمهارة تامة يقوم بهدمه كلما حاولت رفعه انها تريده بحياتها حقا
- اعلم انك مستيقظ
عادت للقول بعد عدت دقائق هي تحاول الخروج من افكارها وامام عدم صدور اي ردت فعل منه حركت يدها ببطء نحو شعره لتهم بلمسه كما ترغب الى انها عادت لإبعاد يدها وقلبها يهودي فحدقت بشرود امامها لكن سرعان ما عادت نحو وجهه تتأمله لتهمس برقة
- الطقس يزداد برودة ( وامام اصراره على عدم الاستجابة لها اضافت ) اعلم انك مستيقظ ( ظهرت ابتسامة على طرف شفتيه دون ان يفتح عينيه فاستمرت ) علي الذهاب للخلود للنوم وانت عليك الحصول على الراحة ... افكر بالعودة للعمل غدا
- لكن اجازتك لم تنتهي بعد
- بدأت اشعر بالملل
- لا تتعجلي بالعودة انهما بضع ايام اضافيه ليس الا
- ماذا سأفعل بهما
- تقصدين الطبيب اولا لتخلص من ضمادتك غدا موعدك اليس كذلك ( اجابها وهو يفتح عينيه ويتحرك مستلقي على ظهرة محدقا بها جيدا فهزت راسها له بالايجاب فاستمر ) ونقضي اليوم معا فلا تشعرين بالملل
اخفت ابتسامتها متسائلة
- واليوم الذي يليه
- لنقضيه معا ايضا
- يا لها من اجازة حصلت عليها
- وماذا تتوقعين انها إجازة مرضية وليس ترفيهية لذا عليك الاكتفاء بي
لم تستطيع منع الابتسامة من الظهور على شفتيها لتقول من خلالها
- يبدوا الامر كارثي
- هذا ما لديك
- فقط للفت نظرك انا المتعبة هنا ( عقد حاجبيه يحيرة لقولها فأشارت له مستمرة ) انا من عليه التمدد على الاريكة
- انا من كنت اعمل طوال اليوم بينما كنت تتنقلين بين الاريكة والفراش وانا من عليه حل مشاكل العمل غدا راسي يصاب بالصداع من مجرد الفكرة
- لن تقضيه برفقتي اذا ( مرت لحظت صمت وعينيه لا تفارقانها قبل ان يتمتم بصوت مليء بالمشاعر )
- قد افعل ان دعوتني
- تحتاج الى دعوة ( اسرعت بالقول بابتسامة تخفي تحتها توترها وهي تضيف بمرح ) انت تحتل منزلي واريكتي وحجري ومازلت تحتاج الى دعودة عزيزي ناثان من الافضل ان تركز على عملك في الوقت الراهن لذا اعفيك من مرافقتي
- ان انتهيت باكرا سأعود سريعا الى هنا
- لا تفعل
- لما لا
- سأذهب لازالت الضمادات واقصد خالتي لقضاء الوقت برفقتها
- الم تقولي انك لا تريدين اعلام احد
- استطيع الثقة التامة بها وبلاريس انهن لا يفشين سري ... ماذا ( اضافت بابتسامة لتأمله لها فبادلها الابتسامة وهو يقول )
- لا شيء
- حسنا هيا انهض
- لماذا
- انها التاسعة
- اذا
- على الذهاب للنوم
- ليس لديك عمل غدا
- اعتدت على النهوض باكرا لذا لا اطيل بالسهر
- الا يوجد استثناء ستجعليني اقضي الامسية بمفردي
- ستنشغل على حاسوبك الن تفعل
- سأفعل ( اجابها بنهيدة قبل ان يضيف ومازالت عينيه لا تفارقانها ) ولكني ارغب بقضائها برفقتك
حركت يديها نحو كتفه لتدفعه بلطف وهي تقول
- لقد تأخر الوقت ( نقل عينيه بعينيها قبل ان يرفع نفسه قليلا لتنهض عن الاريكة مبتعدة عنه وهي تقول ) ليس عليك التأخر اي .. ضا والا لن تن .. هض غ ..دا ( تابعت بتلعثم وهو ينهض ليصبح امامها دون ان يتوقف فتراجعت للخلف الا ان اصابعه امسكت ذراعها ليوقفها فتابعت بتوتر ) لا تفعل
- حسنا .. لن افعل
اربكها صوته فتابعت بتوتر وهي تحاول سحب يدها منه ببطء
- اذا
لم يجبها بل احنى وجهه باتجاهها ليلامس خدها برقة مما جعلها تغمض عينيها وشعور بالتوهان يتملكها ليهمس وهو يعود للاستقامة امامها 
- ان لم تستطيعي النوم فالتعودي لانضمام لي .. ولاتنسي تناول دواءك
هزت راسها له بالايجاب وهي تشعر بان احمرار وجهها قد فضح مشاعرها لتتراجع وهي تقول بتوتر
- سأفعل
واستدارت نحو غرفتها لتدخل اليها وتغلق الباب خلفها لتستند عليه وترفع راسها الى اعلى متنشقة اكبر كميه من الهواء قبل ان تتحرك نحو علبة دوائها لتتناولها وتندس في فراشها محاولة تهدئة دقات قلبها المضطربة رنين هاتفها جعلها تخرج من افكارها فحركت يدها لتتناوله محدقة بالرسالة التي وصلتها دون ان تفتحها لعدت ثواني قبل ان تعود لتفعل
- هل تناولت دواءك
- فعلت
- جيد .. ان احتجتي لشيء ستجديني هنا فلن انام الان
- ولكن عليك بالراحة فلا تطل السهر
- لن افعل
- عمتَ مساء
اسرعت بإرسالها ووضع هاتفها بجوارها وهي تتنهد من جديد لتمضي عدت دقائق قبل ان يرن هاتفها معلنا وصلول رسالة جديدة فتناولته محدقة برسالة ناثان من جديد
- هل غفوتي
- كيف سأفعل هذا وانت لا تتوقف عن ارسال الرسائل
- انا السبب اذا بعدم تمكنك من النوم
- احقا لا تعلم 
- لما لا تعودي للانضمام لي
- عمتَ مساء ناثان غرنت ودعني اغفوا
- لا استطيع 
- بل ستفعل لأني متعبة .. عمت مساء 
اجابته ووضعت هاتفها جانبا رافضة النظر اليه من جديد رغم سماعها لوصول رساله تلوا الاخرى الى انها اجبرت نفسها على اغماض عينيها وعقدت يديها حتى لا تتناول هاتفها وفعلا استغرقت بالنوم بعدها لتصحوا في الثامنة بكسل لتتحرك بسريرها وهي تتثاءب لتبعد يدها عن فمها وقد تذكرت هاتفها لتسرع بتناوله وتفتح على رسائل ناثان لتبتسم وهي ترى انه قد ارسل لها مجموعة من القلوب لتترك الهاتف يقع من يدها على صدرها وهي تعقص شفتها قبل ان تحدق بباب غرفتها بتفكير لتتحرك عن السرير وهي تقوم بتسريح شعرها بيديها لتغادر غرفتها محدقة بالأريكة الفارغة ولكن حاسوبه مفتوحا على الطاولة تحركت بأرجاء المكان قبل ان تتوجه للحمام وتعود بأدراجها بخيبة امل لتتوقف محدقة بالحاسوب لو ذهب للعمل لاصطحبه ربما غادر للجري عادت لترفع يدها لتسريح شعرها جيدا وهي تتوجه نحو المطبخ لإعداد الافطار وما كادت تنتهي من اعداده حتى تناها لها انفتاح باب المنزل لتحدق بناثان الذي اطل مقتربا من طاولة المطبخ التي تفصل بينهما قائلا وهو يجلس على المقعد ويضع كيسا امامها
- اعتقدت انك مازلتِ نائمة
- استيقظت قبل قليلا
- هل تنتظرين احدا ( اضاف وهو يراها منشغلة بإعداد مجموعة من الاطباق فهزت راسها له بالايجاب مما جعله يقول ) اعادت لاريس
- لا انه .. لنا
بقيت عينيه تتابعانها ليرفع الكيس الذي وضعه على الطاولة ليضعه ارضا وملامح الرضا تملأ وجهه مما جعلها تقول وهي تتابعه
- ماذا احضرت
- لاشي ( قوله جعل عينيها تتعلقان به بحيرة فأضاف ) سأتناول الافطار الذي اعددته بنفسك
حاولت اخفاء ابتسامتها ولكنها لم تفلح فتعمدت الانشغال بوضع الاطباق أمامه على الطاولة  لتجلس في النهاية وهي تقول
- هل بدأت الثلوج بالتراكم في دوراسون ( هز راسه لها بالايجاب وهو يبدأ بتناول الطعام فأضافت ) سأنتظر عودة لاريس لنذهب معا للهو بالثلوج
هم بالتحدث الى انه لم يفعل وهاتفه يرن ليتناوله محدقا باسم والده ليجب
- اجل ...لما اليوم .. ولكن ... الا ينتظر الامر الى الغد .. حسنا ... سأفعل ... وداعا
بقيت عينيها معلقتين بعينيه الناظرتان اليها ليغلق الهاتف وهو يقول
- علي العودة نحو دوراسون مساء اليوم
- لا تبدوا مسرورا لهذا
- كنت افكر بالبقاء هنا
- لديك عمل 
- يريد والدي التوجه نحو سكوتلا ويرغب برؤيتي قبل ان يفعل
- استطول اقامته هناك
- لا اعلم
- سترافقه والدتي
- قد تفعل  .. وانتِ ( اشارت الى صدرها متسائلة فهز راسه لها قائلا ) لترافقيني لدوراسون
- لا هل نسيت أمر اصابتي
- حاولي اخفائها
- لن استطيع ذلك
- ستمضين النهار برفقة خالتك فالتبقي لديها اذا الى ان تتحسني
- انت تبالغ حقا فانا بخير تماما ( مضغ لقمته الجديدة ببطء وتفكير فقالت ) ماذا الا تراني بخير 
- ان لون وجهك الذي يحمر سريعا يجعلني اتوه قليلا فلم اعد اميز ان كنت بخير ام تشعرين بالإحراج ( تناولت لقمة جديدة وهي تلمحه بعتاب فأضاف ) لا تنظري الي بهذا الشكل والا اني لن اغادر الى عملي حتى
ما كاد ينهي كلماته حتى حدق بهاتفه الذي يرن ليرفع عينيه للسماء بتذمر قبل ان يجب 
- اجل ... لا تقلق وعدتك ان اتدبر الامر ... انا ملتزم بالعقد تماما ... حسنا اراك بعد قليل .. ماذا تعني انك بالنادي .. حسنا امهلني خمس دقائق
اغلق هاتفه ودفع به بعيدا وهو يهز راسه فقالت وهي تتابعه
- انه بانتظارك
- على ما يبدوا انه قضى الليلة امام النادي بحق الله ما الذي اتي به الان مازالت التاسعة
- عليك الذهاب ( اجابته بود )
- اعلم ( تمتم وهناك مئات الكلمات تتزاحم على شفتيه ليقف متناولا هاتفه ليضعه بجيب بنطاله وعينيه معلقتان بها ليصدر صوت رنين جرس الباب فتساءل ) تنتظرين احد
هزت راسها بالنفي قائلة
- لا يطرق بابي بهذا الوقت الكثيرين سأستثني منهم لاريس لذا قد يكون لوجان او سيلا
- سيلا الان
قال بحيرة وتحرك نحو الباب ليفتحه محدقا بشقيقته التي القت التحية بابتسامة وتخطت عنه للداخل ليتابعها بعينيه قبل ان يغلق الباب ويتبعها
- ها انت .. ولكن ما بك لما راسك معصوب
- جرحا بسيط لا شيء مقلق تناولت افطارك
- ليس بعد
اجابتها سيلا وهي تجلس امامها لتبدأ بتناول الافطار بينما عقد ناثان يديه وهو يقول
- ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت
- ماذا تفعل انت هنا
- انا من سأل اولا اليس لديك محاضرات
- لا ليس اليوم
- سأحاول تصديق ذلك
- انت واثقة ان اصابتك طفيفة
قالت سيلا وهي تتأملها فهزة راسها لها بالايجاب بتأكيد مما جعله يفك يديه قائلا وهو يتناول مفاتيح سيارته من جيبه
- لا تصدقيها .. الى متى انت باقية هنا
- لدي اليوم اجازة
- جيد فالتمضية برفقت جوانا اذا
- دع الفتاة وشأنها ( اجابته جوانا فابتسم وتحرك وهو يقول وعينيه لا تفارقانها )
- اعتنيا بنفسيكما
تابعته الى ان اختفى من امامها لتعود نحو سيلا التي تمضغ لقمتها بتفكير وعينيها معلقتين بها لتقول
- كيف هي دراستك
- انا بورطة كبيرة
- ليس من جديد
- لا هذه المرة ورطة مختلفة فلدي امتحان غدا وعلي النجاح به ... واحتاج للمساعدة
- جعلتي قلبي يهوي للاشيء
- لنرسل خلف لاريس لتساعدني بدراسته
- وانا التي اعتقدت انك تحتاجين لمساعدتي حسنا اتعلمين لن اساعدك ولتذهبي للاريس لتفعل اذا تريها افضل مني
- لا اقصد هذا فقط .. اجدها
- اذكى ... حسنا حسنا لن اتحدث حتى
- انا لم اقل هذا بل اقصد اني اجدها ماهرة ب
- ولست كذلك حسنا استمري استمري
- توقفي عن مقاطعتي انها ماهره بإيصال المعلومة وهذا ما احتاج اليه الان
اخذت قطعة من الخيار لتقضمها بروية وهي تقول
- للأسف هي خارج البلاد
- لست جادة
- بل انا كذلك
- اه لم يبقى سواك اذا
- لا تروقني نبرة صوتك
- توقفي وتحدثي معي بجدية علي النجاح بالامتحان لأخيار اخر امامي
- سأعطيك معلومة ولتحفظيها جيدا ويمكنك سؤال من تريدين حتى تتأكدي ( قالت وهي تتحرك عن الطاولة لتغادر المطبخ متجها نحو الاريكة مستمرة  ) انا من كنت اساعد لاريس بالدراسة وليس العكس
ضاقت عيني سيلا غير مقتنعة الا انها عادت لنظر اليها جيدا وهي تقول
- ستساعدينني اذا
- بالتأكيد افعل دعينا نبدأ
- لأسكب القهوة اولا
قالت وهي تنهض نحو المطبخ بينما تناول جوانا هاتفها لتتصل على عملها ثم تنشغل مع سيلا .

- مازلت بمفردك متى سيعود غرنت من سكوتلا
تسألت وهي تحدث والدتها بالهاتف بعد يومين من مغادرة ناثان والتي اجابتها 
- بعد اربع ايام ستكون حينها مرت العاصفة يقولون انها ستثلج بكثافة الليلة وقد تغلق الطرقات 
- وانت بمفردك هناك ( قالت بقلق ) ام ان ناثان مازال لديك
اضافت وهي تتذكر اعلامه اياها صباح اليوم بانه سيغادر نحو نيلان 
- لا غادر سيقصد نيلان لديه عمل هناك لست قلقة من مرور العاصفة الثلجية هنا معتادون على الامر 
- ولكن انت لا .. اتعلمين سأحضر برفقة لاريس لقضاء يومان لديك الى ان تمر العاصفة لا احبذ فكرة بقاءك بمفردك بهذا الطقس 
نظرت لاريس التي كانت منشغلة بهاتفها اليها قبل ان تهتف 
- لنلعب بالثلوج يالا الروعة
- هل عادت لاريس اعتقدت انها خارج البلاد 
- حضرت مساء البارحة لقد انهت ما عليها باكرا 
- ولكن جوانا ان حضرتما لن تستطيعي العودة للعمل قد تغلق الطرقات 
شردت بانعكاس وجهها بزجاج النافذة متأملة راسها وقد ازالت الضمادات التي كانت تلفه وهي تجيبها 
- سأحصل على اجازة 
- هذا جيد بل جيد جدا سأكون بانتظاركما وقودي بحذر لا تتعجلي فالعاصفة ستصل مساء
- سأفعل وداعا 
- لا احب فكرة بقاء والدتي بهذا الطقس الرديء بمفردها كان على ناثان البقاء بما انه يعلم ان والده لم يعد 
- ان لديه عمل ليديره هنا 
- انه ليس هنا فلقد قصد نيلان 
اجابتها وهي ترفع يدها نحو شعرها لتخفي جرحها ستعمل على اخفاءه بوضع مشبك لم يأخذ منها تجهيز نفسها الكثر قبل ان تغادرا المنزل لتنطلقا نحو دوراسون اخذت تتفقد هاتفها بين الحين والاخر لعدم وجود اشارة فالطقس يزداد برودة والغيوم تتكاثف بشكل كبير وبدأت الثلوج تظهر لها على جانبي الطريق التي جرفت لتقود بحرص وهي تتذمر 
- الم تحصلي على اشارة ايضا 
- لا استجابة الطقس سيء كما ترين 
- وكلما اقتربت من دوراسون كلما بداء الجو يسوء اكثر 
قالت لازدياد الضباب الذي يملأ المكان بالإضافة لهطول الثلوج من الجيد انها حضرت الان والا ما كانت لتستطيع العبور بسيارتها لو تأخرت اكثر بداء القلق ينتابها كلما اقتربت اكثر واكثر لتتنفس الصعداء وهي تدخل الى الطريق الفرعية التي تؤدي الى منزل غرنت وقد اخذت الثلوج تتراكم بها ايضا مما جعلها تخفض سرعتها لتتوقف اخيرا امام المنزل لتغادر سيارتها وهي تحكم سترتها البيضاء وتضع قبعتها على رأسها جيدا وكذلك لاريس لتجريا نحو الباب وتطرقاه عدت مرات وامام عدم استجابت احد دبت الحيرة بها وهي تنظر الى لاريس التي تحركت نحو نوافذ المنزل وهي تتناول هاتفها وتحاول الاتصال بخالتها ولكن دون فائدة فلا يوجد اشارة فعادت جوانا نحو الباب لتطرق عدت مرات دون اي استجابة فبدأ القلق يتملكها لتنادي على والدتها قبل ان تنظر نحو حوض الورود الجانبي وقد غطي تماما بالثلج لتتجه نحوه وهي تذكر انهم كان يضعون مفتاح اضافي هناك لسيلا لتزيل الثلج وتتنفس الصعداء عند ملامستها للمفتاح لتتوجه به نحو الباب وتقوم بفتحه والدخول لتتبعها لاريس بينما اخذت جوانا تنادي على والدتها وهي تتحرك بالأرجاء لتتجه نحو غرفة والدتها لتفتحها وتدخل اليها محدقة بها بحيرة قبل ان تغادرها لتصعد الادراج نحو الطابق الثاني لتتبعها لاريس وهي تنادي على خالتها دون فائدة فأخذن بتفقد الغرف قبل ان تعود نحو غرفة والدتها الى اين ذهبت انها تعلم بقدومهما 
- ان حقيبت يدها وهاتفها ليس هنا ( قالت للاريس بقلق ) 
- هذا يعني انها قد غادرت المنزل 
- ولكن سيارتها في الخارج
- الى اين قد تذهب بهذه العاصفة 
- لا اعلم 
اجابتها بتشوش وتحركت نحو الصالة وهي ترفع هاتفها تحاول البحث عن اشارة علا هاتفها يعمل دون فائدة فاقتربت من نافذة المطبخ لتطل من خلالها على منزل ناثان البعيد رغم الثلوج التي تهطل ولكن لو كان به احد لكان مضاء ولاستطاعت رؤيته بحق الله اين ذهبت 
- لنعد للأعلى
قالت لاريس وهي تعود للصعود الى اعلا لتفقد المنزل غرفة غرفة ففعلت بالمثل وهي تنادي على والدتها .

- ناثان اين انت مازلت في نيلان
- اجل ماذا هناك 
اضاف وقد لمس القلق بصوت ميلينا التي اسرعت بالقول 
- اعلمني غرنت بضرورة مغادرة المنزل والتوجه الى كايدن حتى تمر العاصفة لأنه سمع انها ستكون شديدة 
- ااحضر لإيصالك 
- لا لا لقد ارسل نويل لاصطحابي وكنت قد ارسلت لجوانا بالا تحضر فقد تحدثنا صباحا واعلمتني انها ولاريس ستحضران للبقاء برفقتي اتصلت بها قبل مغادرتي المنزل لأعلمها اني متجها اليها وثنيها عن الحضور ولكنها لم تكن تجيب على هاتفها لذا ارسلت لها رسالة تعلمها بعدم القدوم ولكني اكتشفت انها لم تشاهدها وعند وصولي الى هنا لم اجدها ولا استطيع الوصول اليها او للاريس
- انهما بدوراسون ( قال بقلق )
- اجل فلم تعلما باني غادرت وانا شديدة القلق عليهما ولا استطيع الوصول لهما مهما حاولت لا تجيبا
- سأتدبر الامر لا تقلقي 
- انت واثق من انك تستطيع الوصول اليهما انا قلقة من ان مكروها قد اصابهما بالطريق ما كان علي السماح لهما بالحضور 
- هدئي من روعك انا واثق انهما بخير فقط الاتصالات مقطوعة 
- ارجوا ذلك هلا طمأنتني عند وصلك اليهما
- سأفعل بالتأكيد 
اغلق الهاتف ليتناول سترته ويغادر الفندق ليعود بأدراجه نحو دوراسون وهو يستمر بالمحاولة الاتصال بهما .

- الم تقول والدتك ان العاصفة ستبدأ مساء ( قالت لاريس المتمددة على الاريكة وهي تتفقد هاتفها بتذمر مستمرة ) منذ قدومنا والطقس من سيء الى اسوء وتكاد تكون الخامسة فقط 
حركت جوانا راسها عن نار المدفئة الواقفة امامها والتي اشعلتها وقد نال منها البرد الشديد نحوها قائلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق