انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


السبت، 7 سبتمبر 2019

آل ماردونز 7

- هذا ما يبدو عليه الامر 
- حقا 
- في الحقيقة لا اعلم فلا يبدو ذلك المتحمس لأمر الارتباط اعني انه لا يتحدث عنها ابدا وكأنها غير موجودة حتى اني انسى انه ينوي الارتباط بها 
- ستغادر الى العاصمة بعد غد 
- ربما هذا هو السبب فهي لا تبقى بماكسويل بقدر ما تغادرها للانضمام الى والدها هناك
- صدقا لا اراهما متناسبين فثيودور يستحق فتاتا افضل 
ابتسمت اندريا وهي تهمس لها
- امازلتِ
- توقفي تعلمين ان هذا ليس صحيحا 
- انتِ واثقة 
- اجل .. وانتِ امازلتِ 
- توقفي ( اسرعت اندريا بنهارها بدورها بحرج وهي تلمح هنريك الجالس بجوارها منسجما بما امامه لتعود نحوها وهي تهمس ) سأقتلك ان تفوهتِ بحرفا واحد 
ابتسمت الين وعادات الى ما امامها لتحاول جوزفين التركيز ايضا بما يحدث امامها على المسرح  .

غادر ثيودور مكتبه لينضم لعمته فيرا بعض ان امضى ساعة من الزمن غارقا بالعمل ليجلس على الأريكة محدقا باللوحات امامه بشرود وقد انشغلت فيرا بقراءة احد الكتب لتنظر اليه بعض مضي بعض الوقت لصمته لتجده قد استرخى بجلسته 
- تبدو مرهقا 
- وانا كذلك ( اجابها ومازال شاردا بما امامه قبل ان ينظر اليها متسائلا ) اين الجميع المكان هادئ جدا 
- غادرة اندريا وجوزفين برفقة الين وهنريك لحضور احدا العروض المسرحية ثلما ذهبت لنوم بعد العشاء وبرجيت تلتزم غرفتها اكثر مما تجلس برفقتنا هذه الايام 
بدا عليه التفكير قبل ان يقول 
- لقد ارسَلت توم للتحقق من امر كارل 
- برجيت ( هز راسه لها بالإيجاب قائلا )
- تعتقد اني لا اعلم لذا لا تحدثيها بالأمر لا اعلم لما تشك بما اعلمتها به اتعتقد حقا اني قد اختلق امرا كهذا ان اخلاقه غير سوية ابدا 
- اذا سيحضر لها توم الحقيقة 
- بالتأكيد لتسمعه منه ففي النهاية هي تملك عنادك 
- عنادي انا ( هز راسه بالإيجاب مؤكدا )
- لا تصغي لصوت العقل 
- وصوت العقل بالنسبة لك هو الاصغاء لكَ 
- انتِ لا تصغين الى الا ما تريدين فقط لتظهر لك في النهاية اني على حق ولكنك لن تعترفي بهذا اتريدين اعلامي ان احضارك ابنة فرانسوا الى هنا برغم علمكِ ان لا احد هنا سيرحب بها تصرف عقلاني 
- اتعلم ما الجيد بالأمر انك سترى في النهاية اني كنت على حق بإحضارها الى هنا .. انتَ لست هكذا لستَ من يترك فردا من العائلة هائما على وجهه بعد فقد والديه فما بالك بأمر انها فتاة وتحتاج الى الرعاية ايضا .. مازلت شاكرة موقفك امام جميع افراد العائلة في زفاف الفرد
- تعلمين لما فعلت هذا 
- اجل لذا انا اراهن على تعقلك وحسن تنشئتك
- لا تراهني كثيرا على هذا 
توقف عن المتابعة وباب المنزل يفتح للتدخل منه اندريا وخلفها جوزفين بقيت عيني ثيودور تتابعهما وهما تلقيان التحية لتجلسا برفقتهم وقد انهمكت اندريا بالحديث بحماس بينما التزمت جوزفين الصمت وهي تصغي لها فنظرت اليها فيرا متسائلة 
- الم تستمتعي بالعرض
- كان جميلا ( اجابتها باقتضاب فعادت للقول ) 
- غدا سيحضر روبرت الى المعمل ليقوم بجولة به واريد منك مرافقته وإرشاده .. لهم قريب يملك متجرا في صولان وقد يقوم بشراء كمية كبيرة من الاثواب وهذا سيسر الفتيات فحرصي على ان يخرج روبرت راضيا عن ما سيراه فكل دعم يأتي اليهن سيزيد دخلهم سأعتمد عليكِ ليحصل روبرت على المعاملة التي يستحقها 
تابعت فيرا الحديث بينما ارخى ثيودور عينيه قليلا محدقا بهما لن تتوانى فيرا عن فعل ما تخطط له لتفعل ما تريد لم يعد يأبه وتلك الورقة التي تحوي امضائها معه
- سأصعد للراحة ( قالت فيرا وهي تتحرك لتقف مستمرة لاستنادها على عصاها بقوة ) لقد بدأت اهرم 
ابتسمت اندريا وهي تقف لتساعدها قائلا
- انتِ فقط مجهدة عليكِ بالراحة وسترين كيف ستكونين غدا 
تابعتهما جوزفين بنظرها وهما تصعدان الى الاعلى لتتنهد وتسند ظهرها بظهر مقعدها لتعود الى ثيودور فوجدته يحدق بها بكسل وقد استرخى بجلسته فقالت  
- ان كان قريب روبرت من يملك المتجر لما لا يحضر هو بنفسه لرؤية عملهن 
- هذا ما كنت اتسأل بشأنه ايضا .. ولكن اتعلمين .. اشعر ان عمتي فيرا تخطط لأمرا ما .. قد يكون يختص بروبرت و .. بك ( عقدت حاجبيها لقوله فحرك حاجبيه الى اعلا مضيفا ببراءة ) وما الذي نعلمه نحن عن خطط عمتي التي لا تنتهي 
- اتعني انها 
- ربما .. 
- ربما ماذا 
- وما الذي اعلمه انا قد ترغبين انتِ ايضا بهذا ( رمشت ممعنه النظر به وهمت تريد التحرك فأضاف ) لا تحدثيها بالأمر 
- ولما لا اتعتقد ان بإمكانها التدخل بحياتي بهذا الشكل 
- ان كنتي تعلمين ما تخطط له اذا لا تقلقي فلتخطط لما تريد و .. لتفعلي ما تريدين ( امعنت النظر به وعادت للجلوس جيدا في مقعدها فقوله بدا منطقيا فاستمر ) ان علمت بانكِ كشفتي ما تنوي هل ستتوقف ام ستاتي بالجديد .. كلانا نعلم انها لن تتوقف لذا ادعي انك لا تعلمين شيئا وفعلي ما يحلو لك مكتفية بروبرت واحد 
- لأول مرة اسمع منك ما هو منطقي ولا لستُ محتارة من موقفك هذا فانا اعلم تماما بعدم رغبتك بتواجدي هنا 
- استطيع تحمل العام فلا تقلقي 
- ولكن انا لا استطيع اعلم جيدا هذا 
قالت مؤكدة على كلماتها وتحركت عن مقعدها مغادرة المكان لتصعد نحو غرفتها وهو يحدق امامه مخفي ابتسامة رضا كادت تطل على شفتيه .

- ما الذي يفعله هذا هنا الم تقل عمتي انه سيحضر الى المعمل 
تمتمت بتذمر وهي تنزل الادراج ببطء في صباح اليوم التالي وعينيها تتعلقان بروبرت الجالس برفقة عمتها في الاسفل 
- حضر لاصطحابك 
اجابها ثيودور الذي ينزل الادراج خلفها وقد سمع تمتمتها فنظرت اليه وهو يصبح بجوارها قائلة بصوت هامس وهي تذكر حديثهما البارحة
- خلصني منه 
- انتِ جادة 
- بكل تأكيد ( قالت واضافت ) ان عمتي فيرا لا تستسلم بسهولة 
- لا تعلميني بما اعلمه ... عمتم صباحا 
اضاف وهو ينهي الادراج مقتربا من الجالسين فالقت بدورها التحية بشكل مقتضب بينما اسرعت فيرا بالقول بحماس 
- لقد جاء روبرت باكرا ليرافقك الى معمل الحياكة 
حدقت بروبرت الذي توسعت ابتسامته وعينيه تلتمعان بإعجاب لتفتح شفتيها تهم بالتحدث 
- ليكن في يوما اخر .. 
توقفت عن التحدث وقد تناها لها قول ثيودور والذي لم تعتقد حقا انه قد يساعدها بهذا الامر بينما بدت الحيرة على فيرا وهي تتساءل 
- لما 
- اضطر فردريك للمغادرة مساء امس وكما تعلمين انا غارق حتى اذناي 
- ولما غادر 
- والدته متوعكة وقد وصله الامر فذهب لتفقدها لذا طلبتُ من جوزفين مساعدتي حتى عودته 
ثبتت مقلتي فيرا عليه ثم نقلت نظرها ببطء منه الى جوزفين التي تحدق بها والتي هزت راسها لعمتها بالإيجاب فبدت خيبة الامل على روبرت وعدم الاقتناع والتفكير على فيرا وهي تعود لنقل نظرها بينهما بشك بينما وقف روبرت وهو يقول 
- ليكن في يوما اخرا اذا 
- اجل بالتأكيد اعذرني لعدم تمكني من مرافقتك ولكن استطيع جعل احدا الفتيات تقوم بمساعدتك بهذا الشأن 
- لا لا باس سأنتظر اعني ان لدي بعض الامور علي انهائها بدايتا 
حركت راسها له موافقة بينما قال ثيودور
- اعذروني علي المغادرة فلا اريد ان أتأخر .. هيا بنا 
اشار لجوزفين لتسير امامه ففعلت وهي تودع روبرت وفيرا التي تتابعهما بعينيها بتفكير وعدم اقتناع صعدت الى العربة المتوقفة امام المنزل لتنطلق بهما وهي تقول 
- لقد فاجأتني فلم اتوقع مساعدتك حقا
- عليكِ ردُ الجميل 
- رد الجميل ( هز راسه لها بالإيجاب فقالت بشك )
- علمتُ ان وراء مساعدتك امرا ما 
- انت طلبتها 
- لمجرد الثرثرة فلا اثق بكَ كفاية 
- ولكني فعلت الم افعل 
- لا اشعر بالاطمئنان لك ( ابتسم لتتعلق عينيها بابتسامته فهي تجعل وجهه اقل قسوة برغم ذلك لا تثق به لذا عادت لتكرر ) اذا 
- اعلمتك ان فردريك غادر البارحة واحتاج الى من يحل مكانه 
- انتَ جاد ( هز راسه بالإيجاب )
- تريد مني ان اعمل مكانه 
- اجل 
- هل جننت ( رفع حاجبيه ممعنا النظر بها وهو يقول ببطء )
- لا اطلب منكِ نقل اكياس القمح فهذا عمل الرجال ولكن اريد من يحصي لي ما يخرج من المخازن ولا اسلم هذا الامر الا لمن اثق بهم 
رفعت يدها مشيرة الى نفسها وهي تقول 
- اافهم من هذا انك تثق بي .. لقد فاجأتني 
- في النهاية انت من ال ماردونز ومصلحة العائلة تهمك ام .. اني على خطأ 
ظهرت ابتسامة متهكمة على شفتيها وهي تقول
- ارغب بمساعدتك ولكني على عجلة من امري ليكن في يوما اخر 
حرك عينيه بعينيها ببطء وهو يقول 
- اعلم انكِ قد لا تصلحين للعمل ولكن عليكِ المحاولة لتدركي 
- اجد صعوبة بالعمل لديك او لنقل تحت امرتك لا استطيع مهما حاولت لذا انسى الامر 
- اشكر اعترافك هذا 
- ارجوا ان لا يزيدك هذا غرورا  
- غرور انها صفة بعيده عني 
- اه لم تكن تعلم اعتذر اذا لابد وانك صدمت لمعرفة ذلك 
رفع حاجبيه ببطء وهو يتمتم 
- كان علي تركك هناك برفقة روبرت 
- فات وقت الندم ( قالت بابتسامة سرعان ما اختفت عن شفتيها والعربة تتوقف فأسرعت بالإضافة ) لن انزل هنا 
ظهرت على حافة شفته ابتسامة ساخرة وهو يتحرك قائلا 
- اعيدي العربة متى انتهيتِ منها فلا تصدقي اني كنت لاحتاج مساعدتك
وترجل مبتعدا لتتابعه قبل ان يتساءل السائس 
- الى اين انستي 
- الى اي مكان يكون بعيدا عنه ( تمتمت وعينيها مازالتا تتأملانه من النافذة )
- ارجوا المعذرة 
قال السائس لتمتمتها فخرجت من شرودها وهي تنهر نفسها قائلة 
- اوصلني الى البلدة وعد الى سيدك .

اخذت تتنقل بالبلدة من متجرا الى اخر دون استمتاع حقيقي فكل تفكيرها منصب الان على ان لا تبعثر نقودها لذا غادرت المتاجر تنوي العودة بأدراجها 
- كم انا سعيد الحظ كيف انتِ 
توقفت محدقة خلفها لتنظر الى اريك الذي قال ذلك والذي تابع وهو يقف بجوارها 
- ارجوا ان جميع امورك بخير 
- انها كذلك وانت ( اجابته وهي تتابع سيرها فسار بجوارها وهو يقول )
- لن تكون افضل من ذلك كيف تشعرين وقد اصبحتي الان احد قاطني ماكسويل
- ارغب بان اعتبر نفسي ضيفتا هنا 
- الم تحضري للاستقرار 
- لا لا اخطط للبقاء هنا الا لفترة مؤقته 
- هذا مفاجئ اعتقدت انك عدت للانضمام للعائلة
- لتعرف على عائلتي 
- هل يمنع هذا من ان اكرر طلبي بان تلبي طلب رجلا مسن قد اجلسه الدهر على مقعدا لضعفا في جسده وقد الح علي لرؤيتك هل رؤيتك له ستسبب لك المشاكل اعني بالتأكيد تعلمين بأمر اختلافنا وعائلتك ولكن ما مضى قد مضى ورغبت والدي برؤيتك ليس الا انك ابنة صديقه القديم الذي حزن حزنا شديدا لسماعه عن وفاته لذا دعيني اكرر دعوتك لتناول طعام الغداء برفقتنا بعد غد تستطيعين هذا
- ليكن شرب كوبا من الشاي عند الرابعة  
- كما تريدين ان كان هذا يناسبك .. هل احضر لاصطحابك 
- تعلم ان هذا غير ممكن لذا دعني اتدبر امري 
- لك ذلك .. سعدت بمحادثتك 
- وانا ايضا ارسل تحياتي لوالديك 
ابتسم برضا وتوقف عن السير برفقتها وهو يحرك لها قبعته مودعا فتابعت سيرها نحو معمل الحياكة وهي تفكر ان كانت موافقتها ضربا من الجنون ام لا فبالتأكيد لن يوافق احد من افراد ال ماردونز على زيارتها هذه ليس عليهم ان يعلموا فهي ينتابها الفضول ايضا حول صديق والدها هذا .

- ما الذي يجري ( تسألت فيرا فورا دخولها الى مكتبها بمعمل الحياكة مستمرة ) منذ متى وانتِ تمدين يد العون لثيودور او هو يفعل فانتِ اخر شخص قد يطلب مساعدتها لذا ما الذي يجري 
- تريدين الحقيقة عمتي 
- اجل ..
- لقد رأيت روبرت وانا انزل الادراج وكنت اخطط لذهاب الى البلدة ولا نية لدي لقصد معمل الحياكة لذا اردتُ التخلص منه فقلت لثيودور ان يخلصني منه ولقد فاجئني انه فعل فلقد قلت هذا متذمرة ليس الا ولم اتوقع ان يقوم بمساعدتي حقا هذا غريب عمتي اليس كذلك فليس من عادته هذا لما فعل هذا يا ترى اتعلمين 
بدا الارتباك على فيرا التي اسرعت بالقول بجدية
- لا ولا تستغربي فلطالما فاجئني بتصرفاته 
اجابتها واسرعت بتغير مجرى الحديث لتقضيا ما بقي من اليوم في معمل الحياكة قبل ان تعودا للمنزل وما ان حل صباح اليوم التالي حتى اخذت عيني برجيت تراقبانها وهي تتناول افطارها وقد انشغلت فيرا وثلما وثيودور بالحديث عن مجموعة الرجال الذين سيحضرون الليلة لستلام مستحقاتهم والاجتماع مع ثيودور قبل ان تقول برجيت موجها حديثها لها 
- من التقيتِ البارحة بالبلدة 
توقفت عن مضغ لقمتها محدقة بتفكير ببرجيت التي تنظر اليها بانتظار اجابتها قبل ان تقول دون ان يفوتها توقف الحديث الدائر حول مائدة الطعام 
- ومنذ متى تهتمين بمن التقيت 
- ان كان اريك شادون فبتأكيد يهمني كما يهم اي واحد منا 
بدا الاستنكار على فيرا وثلما التين اسرعتا بالنظر اليها بينما توقفت عيني ثيودور عليها بثبات واندريا تقول
- حضرت الين البارحة مساء وقالت انها رأتك برفقته أهذا صحيح 
- أهذا صحيح ( تساءل ثيودور وهو يترك شوكته وسكينه بعدم تصديق مستمرا ) الم احذركِ من محادثته 
- ما الذي تعنيه بهذا ( اسرعت فيرا بالقول له واضافت لها ) هل التقيت به من قبل هل تعلمين من هو اتدريكين ما تفعلينه 
- بالتأكيد اعلم عمتي
- وعدت لمحادثته دون اكتراث ( سارع ثيودور بالقول بصوت غاضب فقالت بثقة وهي ترفع راسها بكبرياء
- لا شان لاحد بهذا ( ضاقت عينيه وهو يقول )
- ان اردتِ ان استمر بتركك وشانك عليكِ ان تعيشي كما نفعل فالا احد لا احد من ال ماردونز يتعامل مع ال شادون لن استمر بتكرار هذا الامر لك  
كرر كلماته الاخيرة ببطء وتهديد وعينيه ثابتتان عليها دون ان يرمش حتى مما جعلها تبتلع ريقها وهي تقول مدعية عدم الاكتراث 
- وما الامر المهم بأمر اريك شاردون هذا 
- ان والده من تسبب لنا بالعديد من المشاكل (قالت برجيت مستنكرة ) والسبب والدك بهذا لذا كوني حذرة بما تفعلينه وتتفوهين به هنا عن هذا الامر لان احتمالنا قد وصل حده
- لا تكرري هذا الامر ابدا وان حاول محادثتك من جديد لا تستجيبي له واعلميه برفضك للأمر فانتِ لا تختلفين عنا ونحن لا نحادثهم 
اسرعت فيرا بالقول مقاطعة برجيت فقال ثيودور الغاضب 
- انه التحذير الثاني لك حول هذا الامر ولا اعدك ان المرة الثالثة ستمر كما هذه 
تركت شوكتها وسكينها قائلة بتذمر 
- تتصرفون معي وكأني طفلة احتاج الي التهديد والوعيد والتهذيب 
- جوزفين ( نهرتها فيرا الى انها اضافت بحدة )
- لن اصمت جميعكم تتحدثون وتوجهون لي اصابع الاتهام كلما تنفست لذا لستم اهلا لنصح فلينظر كل منكم الى نفسه قبل ان يبدأ باتهامي 
وتحركت مغادرة مقعدها متجها نحو الباب لتغادر لتسمع هتاف فيرا التي نادت ثيودور لتوقفه وقد اسرع بالنهوض ليتبع جوزفين التي انتفضت واصابعه تحيط ذراعها ليجبرها على الاستدارة نحوه قائلا بشفتين مطبقتين بينما بدا القلق على الجميع وقد تحركت فيرا لتتبعه 
- انت تقطنين بمنزلي تدركين معنى هذا 
- لا امانع مغادرته 
- بل سأجعلك تعيشين هنا عاما من الجحيم ان عدت وتخطيت قوانين هذا المكان لك ان تختاري كيف تقضينهم اما بسلام واما لا يمنع منعا باتا هنا الاختلاط باي فرد من ال شادون كائن من يكون منعا باتا لما لا تدركين ما اقوله هل انت صعبت الفهم حقا ام انك تخفين امرا ما علينا معرفته  
- لا ارى ما يمنع رؤيتي لاريك فهو شخص ودود ووالده كان صديق والدي 
- هذا بالتحديد السبب فوالده ووالدك سببا لنا ما يكفينا من المشاكل لن ابقى اردد لك هذا اريد جوابا حاسما منكِ تلتزمين به امامي بعدم رؤيته مهما حاول
- مازلت ارفض اجباري على فعل هذا فلي حرية التصرف ورؤية من اريد 
- جوزفين ( عادت فيرا للقول معترضة على قولها الى انها تجاهلتها وثيودور يضيف )
- تعتقدين انكِ مازلتِ بجايدن انتِ هنا بماكسويل استيقظي ستلتزمين بعاداتنا بعد مغادرتك لا ابه ماذا ستفعلين ولكن ما دمتي هنا ستتصرفين كما نريد نحن 
- لا ابه بعاداتكم
- لا تجعليني اريكِ الوجه الاخر فانت بغنى عن هذا ( اجابها بغيظ من عنادها ونظر نحو عمته مستمرا وهو يترك ذراعها بنفور ) افهميها جيدا حدودها هنا لأني صبري قد نفذ منها تماما .. تماما
وعاد للمحها بنظرة حادة تعبر عن مدى غضبه وتخطاها مغادرا المكان لتبدأ برجيت وثلما واندريا بالحديث واتهامها فتراجعت الى الخلف قبل ان تستدير مغادرة وهي تهتف
- لا شان لكم بي 
- الى اين انتِ ذاهبة ( اسرعت فيرا بالقول وهي تتابعها فهتفت بحدة وهي تلمحهم بنظرة كره )
- الى أي مكان لا تتواجدوا به 
- تلك الفتاة تحتاج الى التهذيب الى متى سأستمر بقول هذا ( اسرعت ثلما بالقول واستمرت لفيرا التي تنظر بقلق الى الباب ) لا اعلم لما لا تدعينها وشانها وتجعليها تعود الى جايدن ستسبب لنا المشاكل اجلا ام عاجلا
تجاهلت فيرا قول ثلما وتحركت لتصعد الادراج وهي تهتف لصوفي ليعدوا العربة لتتجه الى المعمل بدورها وتترقب انضمام جوزفين اليها ولكن هذا مالم يحدث لتعود بأدراجها مساء الى المنزل لتعلمها صوفي بعدم رغبت جوزفين بالانضمام اليهم لتناول العشاء وامام استنفار باقي افراد العائلة ورفضهم لتصرفها فضلت عدم الالحاح عليها وما كان منها في صباح اليوم التالي الا التوجه نحو غرفتها لمحادثتها وقد جلست جوزفين على الاريكة في غرفتها عاقدة يديها بينما جلست فيرا امامها وقد حضرت بعد تناول الافطار لتسديها النصيحة تلو الاخرى دون توقف لتشرد بعيدا رغم نظرها الى فيرا التي لم تتوقف عن الحديث ولومها ومعاتبتها لتتنفس الصعداء وهي تغادر غرفتها لترفع عينيها الى اعلا بطول صبر بعد ان اغلقت الباب خلفها فلقد ضاق صدرها منهم لقد تعمدت البقاء خارجا البارحة ما بين التجول بالبلدة وقضاء بعض الوقت عند بحيرة الاوز فلا رغبة لديها برؤية أحدا منهم .

نزلت عصرا من غرفتها لتحدق بالسيدات الجالسات بالأسفل برفقتي عمتيها لتلقي التحية عليهما باقتضاب ومازالت تذكر اثنتين منهما قابلتهما من قبل لتتابع نحو المطبخ فأوقفتها فيرا قائلة 
- سيجتمع افراد العائلة وبعض الاصدقاء بعد قليل لما لا تنضمين الينا 
نظرت نحوهم وطالبت من نفسها التروي في حديثها لتقول بتصنع
- يسرني هذا سأعود بعد قليل ( وتابعت نحو المطبخ وعيني ثلما الغير مقتنعتين تتابعانها لتبادر صوفي فور دخولها ) ضعي بعض الشطائر والعصير في السلة فسأذهب لجلوس قرب البحيرة 
- الن تنضمي اليهم انسيتي سيحضر الكثير الليلة لرؤية السيد ثيودور
- لا لن انضم اليهم و .. لما يريدون رؤيته 
- من اجل التحدث عن ترشيح نفسه لراسة البلدة فالسيدة فيرا دعت الجميع
بدا التفكير عليها قبل تقول لصوفي 
- اسرعي بإعداد السلة فسأخرج من هنا وان سالت عمتي عني فلتعلميها اين انا ولا داعي لترسل خلفي فلن انضم اليهم .

اسندت ظهرها بساق الشجرة التي جلست بجوارها وتركت كتابها بحجرها محدقة بالسماء وقد بدأت الشمس بالمغيب لا ترغب بالعودة للمنزل فهو ممتلئ الان ولا رغبة لديها بالانضمام اليهم اخذت تراقب الشمس حتى غابت تماما فأعادت الكتاب الى سلتها وتحركت مغادرة المكان لا خيار امامها سوى العودة بأدراجها اخذت تقترب من الباب الرئيس تنوي تخطيه والتوجه نحو باب المطبخ ولكن اقتراب خيلا من بعيد راكبها لا يبدو متوازنا عليها جعلها تمعن النظر محاولة التعرف على صاحبها الذي اوقفها وترجل عنها بترنح واضح ليسند راسه على خيله وقد وقف بجوارها دون الابتعاد عنها مما جعلها تضع سلتها ارضا وتقترب من الفارس بحيرة وهي تقول 
- هل تحتاج الى مساعدة هل انتَ بخير .. اه أهذا انت .. ثيودور ( تمتمت باسمه وهي تصبح بجواره فرفع راسه عن خيله محركا اياها نحوها بتوهان فأضافت متفاجئة من هيئته وقد احمرت عينيه وبدا صوت انفاسه واضحا )  ما بك .. هل انت متوعك ما بك ( كررت قولها وهي تتأمله دون فهم وامام الابتسامة الملتوية التي ظهرت على شفتيه وعينيه التين تمعنان النظر بها دون تركيز والرائحة التي تفوح منه همست قبل ان يتحدث دون تصديق ) انت ثمل ثمل ثيودور 
- عما تتحدثين انا ... انا .. من انتِ
- رباه انتَ حقا ثمل ( اسرعت بالقول وهي تمسك بذراعه بقلق مستمرة ) انهم بانتظارك بالداخل اجننت لتحضر بهذا الشكل لرؤيتهم 
تابعها ممعن النظر بها بتفكير مشوش وهو يقول 
- من بانتظاري .. ها انا قادم 
- توقف لن تدخل لهم وانت بهذه الحال ( ابعد يديها عن ذراعه وهو يقول بانزعاج )
- الم تقولي انهم بانتظاري .. من بانتظاري ( تلفتت حولها بقلق لتعود نحوه وهي تراه يهم بتحرك لتمسك ذراعه بقوة وتسير بالاتجاه المعاكس لتدخل الى حديقة الورود وهو يحاول التوقف قائلا ) توقفي ما .. الذي تفعلينه اريد .. العودة ابتعدي .. انت لا تعلمين من اكون قلت توقفي انهم بانتظاري
- رغبتي بتركك تدخل لهم وانتَ بهذه الحال تفوق رغبتي بإنقاذ ماء وجهك لذا لا تختبر صبري .. توقف ( اضافت وهو يثبت في مكانه جاذبا اياها نحوه فبدا القلق بعينيها الناظرتان اليه وهي تتراجع براسها الى الخلف بسبب وجهه الذي يزداد اقترابا منها قائلة وهي تحاول ابعاد يده التي أحاطت خصرها 
- انتَ لا تدرك ما تفعله هيا دعني ليس من اللائق التصرف بهذا الشكل
لتتوقف عن المتابعة وهو يهمس وعينيه القريبتان تجولان بعمق عينيها 
- من انتِ .. هل .. اعرفكِ .. تبدين مألوفة لي ..انا واثق اني اعرفك .. اجل انا اعرفك .. ولكن اين رايتك من قبل .. رائحتك ذكيه 
اضاف بهيام وهو يميل براسه نحو شعرها ليلامس وجهه خدها فوضعت يدها اليمنى على صدره تبعده عنها وهي تراقبه بتوتر كبير وقلق وسحبت بيدها الاخرى يده التي تحيطها وتشدها نحوه لتبعدها وتتراجع عنه وهي تقول بصعوبة
- انت ثمل تماما ولا تدرك ما تتفوه به 
- لا لستُ كذلك ..انا لست .. لستُ .. انتِ .. اجل .. تذكرت انتِ تلك المزعجة اه اجل اجل انتِ هي ( وظهرت ابتسامة متهكمة وعينيه تلتمعان وهو يتركها متخطي عنها مستمر ) اجل انت تلك المتطفلة التي حضرت من .. من .. 
ادخلت كمية من الهواء الى صدرها دون ان تفتح شفتيها لتعود وتخرجهما طالبة من نفسها التحلي بالصبر ولا تبتعد عائدة نحو المنزل كما ترغب وتركهِ هنا ليتدبر اموره لتستدير نحوه من جديد وتمسكه من ذراعة جاذبة اياه لسير برفقتها وهي تقول 
- اتعلم من هو جيفري 
- جيفري ..  جيفري ... اجل انه .. انه .. الذي يعتني بالحديقة 
- من الجيد انك تذكره سنذهب لزيارته  
- و .. لما قد ازوره 
- لـ .. لأني اريده بأمر ما ها هو جيفري
نظر جيفري الذي كان يهم بالخروج من باب كوخه نحوهما ليتحرك مسرعا باتجاههما وهو يقول 
- ماذا هناك انستي سيدي ما بك 
اسرع بالإضافة وهو يمسك بذراعه بقلق فتركته بدورها قائلة له بهمس 
- انه ثمل 
بدت المفاجئة على جيفري بينما تحرك ثيودور متخطي عنهم ليدخل الى الكوخ بترنح وهو يقول 
- لمن هذا ... راسي يؤلمني 
اسرع جيفري وكذلك جوزفين خلفه وجيفري يقول 
- ان هذا غير ممكن فسيدي لم يفعل هذا يوما اعني ان يثمل لابد وان هناك خطء ما 
حدقت بثيودور الذي ارتمى على سرير جيفري وهو يستمر بترداد 
- راسي يؤلمني
الى ان اختفى صوته ببطء فتلمس جيفري جبينه قبل ان يتحرك نحو قدميه ليتخلص من حذائه وهو يقول 
- من الافضل ان يبقى هنا الى ان يستيقظ فليس من المناسب ان يراه احد بهذا الشكل فهو ليس هكذا 
- وما الذي تعرفه انت
- اني اعمل هنا منذ خمس وعشرين عاما انستي واعلم الكثير 
- رائحة الكحول الصادرة منه لا تعلمك حقا بانه ثمل 
- اعلم انه ثمل ولكني هذا ما يحيرني فسيدي لم يفعل هذا من قبل 
كان جيفري يتحدث معها وهو منشغل بتخليص ثيودور من سترته ليضع بعدها الغطاء عليه فقالت وهي تهم بالاستدارة نحو الباب 
- لا تعلم احدا بانه لديك فهم ينتظرونه بالمنزل وقد يبحثون عنه وتخلص من خيله فهي امام الباب 
هز راسه موافقا ليتحرك نحو الباب قائلا 
- سأذهب لإعادة الخيل الى الحضيرة هلا بقيت قليلا انستي لأعود 
نظرت نحو ثيودور بتجهم قبل ان تقول 
- حسنا ولكن لا تتأخر  
غادر جيفري مسرعا بينما تأملت ثيودور النائم بعمق لا تعلم لما فعلت هذا كان عليها تركة يدخل وما يهمها ان شاهدوه وهو على هذه الحال عاد جيفري بعد قليل قائلا وهو يغلق الباب خلفه تريد السيدة فيرا ارسال جون للبحث عنه فهي شديدة القلق لعدم عودته 
- اعلم جون بان يعلمها بانه اضطر لتأخر بالعمل فقد تصاب عمتي بسكتة قلبية ان ذهب وهو بهذه الحال انها تعقد عليه امالا كبيرة سأعود لداخل بينما تدبر امر جون ليطمئنهم ولا يبحثون عنه 
عادت بأدراجها نحو المنزل بينما ذهب جيفري نحو جون لتدخل بروية ملقيه التحية وهي تلمح مجموعة الرجال والنساء الجالسين وقد اتجهت جميع الانظار نحوها فتحركت للجلوس بجوار فيرا التي بادرتها بصوت هامس لا يخلو من الضيق
- اين كنت انت ايضا 
- عند بحيرة الاوز
- لقد تأخر الوقت وسنمضي نحن الان 
حدقت بالرجلان الكبيران والشاب وامرأتان تحركوا واقفين فأسرعت ثلما بالقول 
- لما لا تبقوا قليلا 
- لا يبدو ان ثيودور يقدر مجهودنا نحوه 
- انا واثقة ان ما اخره امرا مهم فانتم تعلمون بانه ملتزم وما كان ليتأخر ( اسرعت فيرا بالقول )
- لابد وان امرا ما جرى فهو يعلم بحضوركم ( اضافت ثلما )
- انا واثق من هذا ( اجابها رجلا اخر وهو يقف برفقت البقية مضيفا ) لابد وان امرا مهما جرى والا لما تأخر .. اوصلي له تحياتنا وسنراه في يوما اخر 
- ها هو جون اقترب
اسرعت فيرا بالقول وهي ترى جون يطل من الباب الرئيسي فاقترب قائلا
- يقدم سيدي اعتذاره الشديد لتأخره ولكن حدث ظرفا طارق ولن يستطيع العودة الليلة
- ما الذي حدث ( قالت ثلما بقلق )
- بعض المشاكل بالعمل وطلب ان اقدم اعتذاره للموجودين 
اخذ ينسحب الزوار واحدا تلو الاخر بينما بدا التوتر على فيرا لتهمس بعد ان غادر اخرهم 
- لا اشعر بالراحة لما حدث لقد تعمد فعل هذا اجل لقد تعمد احراجي بهذا الشكل 
- عمتي انت تعلمين موقفة من قصة الترشح الان وانت تصرين على هذا ولا تتوقفي
قالت برجيت بتذمر 
- كان عليهِ اعلامي 
- انه يفعل باستمرار ولكن انتِ لا تصغين 
- انه 
- ليس انتِ ايضا ما بالك لما لم تنضمي الينا الم اطلب منك ذلك ما الذي كنا نتحدث به صباحا متى ستدركين انك احد افراد هذه العائلة وعليك التزامات مثل الاخرين 
بقيت تحدق بعمتها التي قاطعتها قائلة ذلك بتجهم وعدم رضا لتعود للقول 
- ولكن كل ما اردت اعلامك به انهُ
- لا اريد سماع اي تبريرات جديدة كل واحدا منكم هنا مسؤول امامي وسيحاسب على تصرفاته وسأبدأ غدا بثيودور لأرى ما نهاية هذا الامر معه 
عادت فيرا لمقاطعتها بتذمر وهي تتحرك لتغادر المكان بضيق لتتبعها بنظرها قبل ان تعود نحو برجيت التي تعبث بخاتمها وبثلما التي ملاء التجهم وجهها وهي تتمتم 
- سأذهب لزيارة هيلين في الاسبوع القادم 
- سأرافقك فقد مللت من الجو المحيط بالمكان ( اجابتها برجيت )
- ليكن لنرى ان كانت اندريا ترغب برفقتنا ايضا
قالت ثلما برضا فتحركت جوزفين نحو الادراج متجها نحو غرفتها بضيق انها تشك احيانا ان سكان هذا المنزل يروونها حتى .

تناولت في صباح اليوم التالي كوب العصير الذي اعدته لها صوفي واستمرت نحو الخارج لتجلس على الادراج فلم يحن وقت الافطار بعد ولكن فضولها جعلها تغادر غرفتها باكرا محدقة بالحديقة امامها وندى الصباح مازال عابقا بأوراق الازهار لترشف من كوبها بروية لابد وانه مازال بكوخ جيفري كان عليها اعلام فيرا البارحة ولقد حاولت ولكنها لم تكن لتصغي اليها سمعت صوت الباب خلفها يفتح وبأقدام تقترب فتابعت الرشف من كوبها ولكن جلوس القادم على الادراج على بعد قليلا منها شد انتباهها فنظرت نحوه لتثبت عينيها على ثيودور الذي جلس محدقا امامه بشرود ومازال شعره المصفف بأناقة مبتلا لامعا ورائحة عطرة عبقت في المكان لتعود ببطء وتفكير نحو كوبها لينسل التوتر والفضول اليها فلقد اعتقدت انه مازال بكوخ جيفري كسر الصمت اخيرا وهو يقول 
- اعتقد اني مدينون لك بالشكر ( ابعدت الكوب عن شفتيها محدقة به من جديد  فاستمر دون ان ينظر اليها ) لو دخلت اليهم البارحة وانا بهذه الحال .. لكان الامر سيء جدا وما .. كنتُ لأسامح نفسي فلستُ ممن يتصرف بهذا الشكل .. اعلمني جيفري بما فعلتي ( ونظر نحوها محدقا بعينيها وهو يستمر ) ولكن لما فعلتي هذا .. كان بإمكانك تجاهل الامر فلما قد ترغبين بمساعدتي
- لم افكر بالأمر ربما لو فعلت لما ساعدتك كان الامر عفويا او لنقل انه ردا لمساعدتك لي بالتخلص من روبرت ذاك النهار 
وعادت لترتشف من كوبها مدعية اللامبالاة فلو اعطت نفسها مجالا لتفكير لتركته يدخل ، تأمل جانب وجهها قبل ان يعود لتحديق امامه فما سمعه البارحة كان يفوق احتماله وافقده صوابه تماما عادت به الذاكرة الى صديقة المحامي جيسون الذي قصده في العمل لإعلامه بنوايا عمته فيرا التي طلبت منه التكتم على الامر ولكن بسبب صداقته الوطيدة به لم يفعل فقد طلبت منه اعداد الاوراق الازمة لتتنازل عن ما لها من املاك لجوزفين فرانسوا دو ماردونز وقع عليه هذا الامر كصاعقة فهي تسعى منذ البداية لإعطاء جوزفين ارثها الذي كان يخص والدها وان قامت بإعطائها ما تملك هي ايضا هذا يعني انها ستملك حصة كبيرة مما سيجعل لها السيطرة على الكثير من الامور والقرارات كيف تفعل به هذا كيف تنسى تعب السنين الذي قضاه وهو يحاول الحفاظ على املاك وسمعت ومستوا هذه العائلة لتاتي هي بهذه السهول وتأخذ كل هذا منه اعتقد انه بحصوله على تنازلها عما يملكه والدها هنا أنها مشكلتها ولكن فيرا لن تدع الامور وشانها وها هي تخطط لما هو اكبر من مخيلته ما الذي تقصده بتصرفها هذا لقد افقدته صوابه واخرجته عن طوره لم يثمل يوما كما فعل البارحة فلقد تناول زجاجتا كاملة وهو جالسا بالحقل منفردا بنفسهِ لا يرغب حتى بالوصول الى المنزل انه حتى لا يعلم كيف عاد الى هنا بدا الضيق على ملامحه لن يبدأ الان بالاستسلام سيجد حلا سيجد اجل سيفعل وما يريده هو ما سيحصل
- اعدَ نفسك فعمتي غير مسرورة لعدم حضورك البارحة 
- وكأني لا اعلم ( اجابها وعينيه شاردتان امامه ليستمر ) عندما تضع امرا براسها لا تتزحزح عنه مهما حدث .. وهذا ما يقلقني انها لن تتراجع عما تريده 
تمتم محدثا نفسهُ فرفعت جوزفين حاجبيها وهي تعود لرشف من كوبها قائلة
- انتَ اعلم بها مني .. ولا لستُ سعيدة بسماع هذا اتدرك ما تعنيه اني لن استطيع مغادرة هذا المكان الى عندما اصبح في الواحدة والعشرين كما تريد هي 
نظر اليها عاقدا حاجبيه وهو يقول 
- امازال لديك شك بهذا 
- لا لن استسلم لن افعل 
- حظا موفقا اذا 
اجابها وهو يقف ليتنفس بعمق مدخلا كمية من هواء الصباح الى صدره قبل ان يستدير عائدا بأدراجه الى الداخل بينما شردت امامها وهي تذكر هيئته البارحة لتخفي ابتسامة ماكرة كادت تظهر على شفتيها كانت لتستطيع استغلال الامر بشكل جيد تحركت متنقله بين زهور الحديقة قبل ان تعود بأدراجها الى الداخل لتضع كاس العصير من يدها على رف المدفئة وعينيها تثبتان على غرفة المكتب وقد صدر منها صوت ثيودور الحاد وفيرا الغاضبة قبل ان تنظر الى الادراج وثلما تنزل قائلة 
- اما كان لهما تأجيل شجارهما لبعد الافطار 
- ان فعلا هذا كنتُ لاشك بان هناك خطاء ما ما بك هل نسيتِ انهما عمتي وثيودور 
قالت اندريا التي نزلت خلفها بينما تبعتهم برجيت بصمت وهي تصغي للأصوات الصادرة من غرفة المكتب فتحركت جوزفين لتجلس على الأريكة لتتناول الصحيفة الموضوعة بجوارها تتصفحها بينما قالت برجيت وهي تنضم لهم بالجلوس
- كيف سأعلمها برغبتي بزيارة هيلين الان 
- لنأجل الامر قليلا لتهدأ الامور ( قالت ثلما ) 
- هذا ما لدي وهذا ما سيحدث ( نظرت الى فيرا التي اطلت وهي تقول هذا والتي جالت بنظرها بهم مضيفة بحدة ) منذ البداية لا اسعى الا لمصلحة هذه العائلة ومن لديه شك بهذا فليعلمني وانتَ ( اضافت وهي تلمح ثيودور الذي وقف على الباب خلفها مستمرة له ) لن اغفر لك تغيبكَ البارحة 
- لم يكن الامر بيده فلقد كان ثملا ( حل الهدوء التام بالمكان وتوجهت جميع الاعين نحو جوزفين التي قالت ذلك وهي تتصفح الصحيفة لتتوقف محدقة بهم للهدوء التام الذي حدث بعد قولها بينما عقد ثيودور ذراعيه محدقا بها هو الاخر فأضافت بهدوء ) هذا ما حدث 
لمحتها فيرا بعدم رضا وعادت نحو ثيودور قائلة 
- سأعود لجمعهم مرة اخرى 
- ولكن هذا ما حدث لما المفاجئة ( عادت جوزفين للقول بإصرار )
- هلا توقفتِ عن ازعاجنا هلا فعلتي 
قاطعتها برجيت بضيق فنظرت نحو ثيودور الذي اظهر ابتسامة ساخرة على وجهه وعينيه تلتقيان بها ليعود نحو عمته امام مفاجئتها من ان احدا لا يصدقها قائلا
- ليكن لنجتمع ولكن لنكون يد واحد وندعم جميها البرتش فانا اراه مناسبا اكثر للمنصب 
- عدنا لهذا 
- عمتي لا وقت لدي الان ربما بعد بضع سنوات اما الان فلا هل ادركتِ هذا ارجوا ان تفعلي 
- اعلمهم انكَ كنت ثملا البارحة واني لا الفق هذا 
قاطعته جوزفين بغيظ من تجاهل الجميع لها وسخريتهم من حديثها فعاد بنظره نحوها قائلا بثبات 
- اليس لديكِ ما يشغلك 
- اه اتنكر هذا اتفعل ولكن هذا ما حدث ( قالت بغيظ وهي تقف فقالت برجيت بملل ) 
- هدئي من روعك هلا فعلتي 
لمحتهم بنظرة لتثبت على ثيودور اخيرا قبل ان تتمتم 
- بالتأكيد ومن اكون انا بينكم ... لم اعد املك شهية للإفطار برفقتكم حتى 
- وما الجديد بهذا 
اجابتها برجيت فتجاهلتها وتحركت نحو الادراج لتصعدها متجها نحو غرفتها والغيظ بتأكلها منهم انها تكرههم وذلك الثيودور كان عليها تركه وشانه البارحة كان عليها فعل هذا تحركت نحو خزانتها لتفتحها وتخرج منها ثوبا جديدا لترتديه وتسرح شعرها وتتناول حقيبتها وتنزل الادراج وهي تسمع صوتهم في غرفة الطعام توقف نظرها على كات التي دخلت من الباب الرئيسي وهي تحدق بالبريد الواصل وما ان لمحت جوزفين حتى اسرعت بإخفاء واحدة خلف ظهرها مما جعلها  تتنبه لها لتقول وهي تصل اخر الادراج وتتجه صوبها 
- ما الذي اخفيته عند رؤيتي
- انه .. انه 
مدت يدها لها بثبات فابتلعت كات ريقها وبدا التردد عليها وقد حدق الموجودون حول طاولت الطعام بهما بينما قالت جوزفين بإصرار
- ارني ما اخفيتي ( اخرجت كات رسالة من خلف ظهرها قدمتها لها لتتناولها محدقة بالكتابة التي عليها قبل ان تعود نحو كات بعينين متوسعتين قائلة ) انها لي لما فعلتي هذا 
- طُلِبَ مني ان لا اسلمها لك 
حركت راسها نحو الجالسين بغرفة الطعام دون تصديق لتقول ونظرها لا يفارقهم 
- اهناك غيرها هل اتاني غيرها 
- لا انها الاولى 
- انتِ واثقة مما تقولينه 
- اجل انستي 
تحركت بخطوات ثابته نحو باب غرفة الطعام وهي تحدق يفيرا قائلة وهي تشدد على كلماتها واصابعها تشتد على الرسالة بيدها
- توقفي عن حشر نفسك بأموري ولتحترمي خصوصيتي لقد ضقت صبرا بما يحدث هنا لا تتوقعي مني الصمت اكثر من هذا هذه الرسائل تصل لي فلا احد ابدا يمسُها لا احد 
واشاحت براسها عنهم بنفور وتحركت مغادرة لتبقى عيني فيرا معلقتين بها قبل ان تعود نحو الوجوه المحدقة بها وهي تقول 
- عما تتحدث انا لم ( توقفت عن المتابعة محدقة بثيودور الذي عاد لتناول طعامه قائلة ) انتَ من فعل هذا 
- لا يمر امر بمنزلي دون ان اعلم به راقها الامر ام لا 
- انها رسائل من صديقتها ليس الا
- وما الذي نعرفه نحن عن ابنة فرانسوا ( اجابها دون اكتراث )
- اجل قد تخطط لإيذائنا بشكل ما ( تدخلت برجيت قائلة ومستمرة ) الم تصغي اليها وهي تتهم ثيودور بانه كان ثملا هذا ما نعرف عنه على الاقل ولا نعلم ما تخبر الناس عنا ايضا 
- رغم ذلك لا يحق لك الاطلاع على رسائلها هناك أمورا شخصية لكل منا وعلينا احترام هذا 
قالت فيرا بإصرار وانزعاج .

جلست في غرفة المكتب الخاصة بفيرا في معمل الحياكة لتتناول من حقيبتها رسالة لورين وتفتحها ومازال الغضب يتملكها من تصرف عمتها انها لا تراعي ابدا خصوصياتها وتعتقد انه يحق لها هذا عليها ان تدرك ان هناك حدود ليس على احد تخطيها ، اخذت تقرأ رسالة لورين التي اعلمتها بها عن اخبارهم وتسالها عن احوالها في ماكسويل لتدمع عينيها انها بشوق لهم انها بشوق لنفسها القديمة وضعت الرسالة جانبا وتناولت ورقة بيضاء  لتبدأ بكتابة رسالة الى لورين تطمئنها بها عن نفسها دون قدرتها على الاسترسال بالحديث ورسالة اخرى لماتيلدا تطمئن بها عن احوالها .

حاولت الانشغال مع الفتيات بالمعمل طوال اليوم فلا رغبة لديها بالعودة الى المنزل لتودع العاملات قبل غروب الشمس وتتحرك مغادرة سيرا على الاقدام 
- انقُلك معنا انستي 
- اشكركم ارغب بالسير 
اجابت الفتيات وهن يمرون عنها بالعربة الخاصة بوالد احداهن وقد جلست اثنتان بجواره وثلاث في نهايتها بينما امتلأت بالصناديق المتراصة في وسطها لتتابع سيرها فليست على عجلة من امرها 
- يا لي من محظوظ ( نظرت الى العربة التي توقفت بجوارها وقد فتح بابها لتحدق باريك الذي أضاف ) اين تختفين لقد انتظرتك ولم تأتي 
- اما زالت الدعوة سارية 
- بالتأكيد متى أردتِ 
تحركت لتصعد الى عربته فأخفى مفاجئته وبدا الرضا عليه وهو يغلق الباب بعد ان جلست امامه قائلة 
- ارجوا ان يكون الوقت مناسبا لوالديك 
- ستسرهما رؤيتك جدا 
ابتسمت له والاصرار في ملامحها فلا شان لاحد بتصرفاتها وعلى ال ماردونز ادراك ذلك .

 جلست في غرفة الجلوس بانتظار والديه الذين سرعان ما ظهرها ليرحبا بها بحرارة وقد بدا الاعياء على والده مما جعله يبدو اكبر عمرا فقد خيل لها انه بعمر والدها ولكن هذا الرجل يبدوا اكبر بكثير فكيف يكون رفيق والدها , اخذت تجيب باقتضاب عن تساؤلاتهم الكثيرة حول والدها وما اصبح عليه في جايدين وظرف وفاته قبل ان يقول والد اريك
- عندما اراد والدك مغادرة ماكسويل رفض احد مساعدته ولكني لم اتخلى عنه وقدمت له يد المساعدة اعتقد انه قد اعلمك بهذا 
- في الحقيقة كان قليل الكلام عن ماضيه فلا اعلم عنه الكثير 
- ولكن بالتأكيد تعلمين اننا وعائلتك لسنا على وفاق 
- اجل هذا الامر لا يخفى على احد هنا 
- حل هذا الامر بيدك
- كيف هذا 
- تعلمين اين كان والدك يحتفظ بأوراقه الهامة بالتاكيد ( امعنت النظر به فاضاف ) عندما اشتريت منه الارض الواقعة بجوار ارضنا لضمها الينا قمنا بكتابة صكين واحدا لي وواحدا له ولقد فقدت نسختي فكنت أتساءل ان كان مازال يحتفظ بنسخته ان حصلت عليها ستنتهي خلافاتنا وسياخذ كل شخص حقه ففي النهاية قمت بشراء الارض منه 
ثبتت عينيها عليه بتفكير وهي تقول 
- بعد وفاته بعتُ المنزل الذي كنا نسكنه وكان علي اخلاءهُ من اغراضنا الشخصية وهذا ما فعلته ولا لم اجد اي اوراق كهذه انا واثقة 
- لا اعتقد انه تخلى عنها هل يفعل 
- ربما قد اتلفت فما اذكره ان منزلنا السابق قد تعرض للاحتراق وفقد والداي الكثير من امورهما الشخصية هناك قبل شرائهما المنزل الذي نشأت به 
مرت لحظة صمت بعد قولها وال شادون يتبادلون النظرات فنظرت نحو اريك وهي تقول 
- لقد تأخر الوقت وعلي المغادرة الان 
وتحركت لتقف مودعة والديه ليتحرك برفقتها الى الخارج وهو يقول 
- ارجوا ان لا تنزعجي من أسئلة والداي فهما لا يستطيعان نسيان ما حدث واعلم ان حضورك الى هنا يحتاج الى الشجاعة وانا معجب بشجاعتك وشاكراً لك لتلبية دعوة والدي فكما ترين اصبح متقدما بالعمر وليس من السهل عليه نسيان ماضية
- سررت برؤيتهما انها ودودان و .. اعتذر لعدم تمكني من مساعدته فوالدي لم يكن صريحا معي بشان ماضيه لذا اجهل الكثير من الامور كما اني ارفض ان اكون ضمن النزاع الجاري هنا لذا لبيت دعوتكم 
- وهذه شجاعة منك .. اسمحي لي ان اوصلك حتى منتصف الطريق فالوقت متأخر وليس من المناسب ان تذهبي بمفردك 
- سأكون شاكرة لك ان فعلت .

- انستي 
- اعلمتك اني لا اريد تناول الافطار 
قاطعة صوفي قائلة في صباح اليوم التالي وهي تعود لمتابعة رسم تصميما لثوب تنوي اعلام الفتيات ان يقوموا بإخاتطهِ من اجلها 
- السيد بالأسفل ويطلب رؤيتك ( نظرت نحو صوفي بحيرة قائلة )
- ولما يريد رؤيتي 
- لا اعلم انستي ولكن اصر على ان اعلمكِ بضرورة نزولك الان 
تحركت نحو الباب لتتخطى صوفي وتتحرك نحو الادراج لتنزلها بِتَمهل وهي تحدق بعمتها فيرا واندريا وثيودور الذي يحدق بها بغضب وقد وقفوا في منتصف الغرفة وفيرا تضع يدها على ذراع ثيودور الذي كان ينوي الصعود الى غرفتها ولكنها منعته قطبت جبينها لهيئته وهي تعود نحو عمتها حسنا لقد علموا بزيارتها لآل شادون دون شك 
- لِما ارسلتَ خلفي ( بادرت ثيودور وهي تنزل اخر الدرجات )
- اين كنتي مساء البارحة ( سألها بحدة فأجابته بثقة ) 
- وما شانك 
- جوزفين ( نهرتها فيرا فنظرت اليها قائلة )
- ماذا .. لا شان لاحد اين كنت واين اذهب ومع من اتحدث فلست سجينتا هنا 
- لقد كنتِ عند ال شادون اليس كذلك اليس كذلك 
- اجل كنتُ عند ال شادون 
اجابته دون اكتراث وهي ترفع راسها بترفع بينما صدرت شهقة من فيرا فأمسكت اندريا بذراع عمتها غير مصدقة ما سمعته فقال ثيودور وهو يستشيط غضبا
- الم احذركِ من رؤية اريك من جديد ما بال الامر بزيارة عائلته
- تُحذرني .. وكان الامر يعنيني توقف عن فرض اوامرك علي ما علي فعله وما ليس علي ارجو منك استيعاب اني لستُ طفلة صغيرة تنتظر أوامركم لتنفيذها ما هذا ان امركم لعجيب
قالت باستنكار فأسرعت فيرا بالقول قبل ان يفعل ثيودور الثائر
- قصدتي ال شادون حقا هل جننتِ لما لا تتعقلين 
- اجل فعلت لقد تلقيت دعوى لتناول العشاء برفقتهم فوافقت ولما لا افعل 
- تبا ( هتف بحنق محدقا بعمته دون تصديق وهو يضيف ) ارأيتِ ارأيتِ هذا ما تريدينه اليس كذلك ها هي تتصرف بحريتها دون اعتبار لأي امر اعلمتكِ بان الامور لن تسير كما تريدين ماذا الان هل علي تحمل هذا ايضا الى يكفي ما انا به بسببها
- لم يكن تصرفا حكيما ما كان عليكِ فعل هذا ( وجهت فيرا قولها لها )
- لن امانع ان دعوني مرة اخرى فلم ارى منهم ما يسئ
- هذه الفتاه لا تدرك ما تتفوه به 
اسرعت فيرا بالقول فقال ثيودور وعينيه تتعلقان بجوزفين بغضب 
- انها تعلم وتعلم جيدا ما تفعله ولكنها لا تأبه لا تهتم ( وخطى نحوها ببطء متابعا دون ان يرمش حتى ) لقد حاولت افهامك الامور باللين هنا ولكن كما يبدو ان الامر غير مجدي لذا من اليوم انتِ تحت مسؤوليتي انا وليس عمتي فهي لا تستطيع التعامل معك 
رمقته بنظرة تفكير قائلة 
- هل على تكرار قولي بان لا شان لاحدكم بي 
- انتِ تسكنين في منزلي 
- رغما عني اعلي تذكيرك بهذا دائما
- وستطيعين اوامري مهما كانت ( تجاهل قولها قائلا وقد اصبح امامها بينما تفاقم توتر فيرا واندريا التي ترى غضب شقيقها الذي استمر ) واي تصرف متهور ستفعلينه ستحاسبين عليه اما قبولك دعوة ال شادون هو امرا ستعاقبين عليه ولن اقول لك ان كررتها ماذا سيحصل لا لن افعل والان ستذهبين الى غرفتك فقد منع عليك مغادرتها حتى اسمح بهذا 
بقيت عينيها ثابته عليه قبل ان تقول 
- تتحدث بجدية اتعتقد اني سأُصغي لك 
- اجل ستفعلين فانتِ هنا وتحت سلطتي ومسؤوليتي مثلك مثل الجميع هنا 
- لستُ كالجميع 
اجابته بتأكيد وثقة وتعمدت اظهار ابتسامة خفيفة على شفتيها بينما تفاقم توتر فيرا واندريا التي تحدثت بتوتر قائلة 
- دعك منها ثيودور 
- اصغي لها 
تمتمت جوزفين له وهمت بتخطيه الى انها توقفت ويده تقبض على ذراعها مما جعلها تنظر اليه فعاد للقول وهو يشدد على كلماته 
- فلتصعدي الى غرفتك حالا ولن تغادريها الا بأمرا مني 
- لن افعل ( قالت ولم تتابع وقد صعد الادراج وهو يجذبها معه مجبرة لتقول وقد احكم اصابعه على ذراعها ) اجننت دعني توقف لن اصعد لن تجبرني
وحاولت الثبات في مكانها دون فائدة وهو يصعد جاذبا ايها خلفه دون اكتراث باعتراضها 
- عليك البدء بالإصغاء والا نالك ما لا يسرك 
- ثيودور دع الامر لي 
- لا عمتي لقد تخطى الامر الحدود
- تعتقد اني سأصغي لك بهذه الطريقة 
- لا يهمني ما تفكرين وما تنطقين به كل ما يهمني ان ما اقوله هو ما سيحدث 
- لن افعل دعني .. دعني .. توقف لن تستطيع حبسي هنا ( هتفت وهو يقترب من باب غرفتها ليفتحه ويدفعها الى داخل الغرفة تاركا ذراعها فأخذت تتلمس ذراعها وهي تحدق به بكره قائلة ) لن ابقى هنا اتسمع افعل ما تريد ولكنك لن تستطيع حبسي هنا 
- انتِ لا تعلمين على ما انا قادر على فعله فتعقلي 
- لن افعل 
هتفت وهي تسرع لمسك الباب الذي يهم بإغلاقه دون قدرتها على منعه لتهتف وهي تسمع صوت المفتاح الذي يغلق وهي تطرق على الباب
- لن تحبسني هنا لن تفعل اتعتقد انك قادرا على هذا انتَ مخطئ مخطئ تماما 
اضافت بأنفاس لاهثة وهي تتلفت حولها بعصبية لتسرع نحو النافذة وتطل منها ناظرة الى الاسفل بإصرار وعناد لتنظر نحو السرير وتسرع نحوه لتتناول الغطاء الابيض عنه ثم تتجه نحو الخزانة لتتناول منها مجموعة اغطية السرير وتعقدها ببعض وهي تتأكد من ثبات العقد التي تصنعها وتتوجه نحو ساق السرير لتربط طرف الغطاء به وتتأكد من متانته وتتوجه نحو النافذة لترميه من خلالها وهي تحدق به لتراه اقترب من الارض فتلفتت حولها ليتوقف نظرها على حقيبة يدها الصغيرة الموضوعة بجوار المرآة اسرعت نحوها لتتناولها وتضعها بجيب ثوبها وهي تعود نحو النافذة لن تسمح لاحد بحبسها هنا من يعتقدونها صعدت على النافذة وامسكت بالغطاء جيدا وبدأت بالنزول ببطء وحذر برغم الخوف والتوتر الذي انتابها ولكن الاصرار والعناد يتملكها فليست من يعامل بهذا الشكل المهين لا ليس هي من ستقبل بهذا وترضخ لهم .

- دعني اتحدث معها لقد تصرفتَ بقسوة معها
- انتِ السبب بها ( اجاب ثيودور عمته وقد اصبح بجوارها مستمرا ) انت من تدللينها ولا لن ادع الامر لك لقد فعلت منذ قدومها وماذا كانت النتيجة لقد اكتفيت منها 
- عليك بالتروي مازالت صغيرة 
- انها بعمر اندريا وليست صغيرة ابدا
- سيدي 
حدق ثيودور نحو الباب الرئيسي الذي اطل منه جيفري دون ان يطرق الباب قائلا بلهفة 
- الآنسة قفزت من النافذة 
غادرت الدماء وجه فيرا على الفور وبدأت تفقد توازنها فأسرعت اندريا بإمساكها بينما اسرع ثيودور بتخطي جيفري الى الخارج والصدمة تملأ ملامحه محدقا بجوزفين التي اوشكت على الاقتراب من الارض والتي ما ان رأته حتى اسرعت بالنظر الى الاسفل لترى المسافة ليست بالبعيدة فأسرعت بالقفز محاولة الهروب قبل ان يصل اليها وقد تحرك باتجاهها وهو يشتم لتسرع باستعادة توازنها وقد وصلت الارض لتجري نحو الباب الرئيسي لن تبقى هنا مهما حصل 
- توقفي توقفي 
- ابتعد دعني وشأني ( اسرعت بالهتاف بيأس وهو يمسكها من ذراعها وقد وصل اليها لتتخبط وتستمر بأنفاس لاهثة وهي تحاول الخلاص منه ) دعني وشأني لن اعود معك ابتعد ابتعد لن اعود معك مهما حصل سأغادر هذا المكان الى الابد ومهما كان توقف
اضافت وهي تدفع يده عنها فاحكم أصابعه على ذراعها وامسكها بيدها الاخرى ليجذبها نحوه بقوة قائلا بأنفاس لاهثة امام عينيها الفزعتين
- توقفي حالان حالان فلن تستطيعي شيءً 
- لا اريد العودة ابتعد ابتعد دعني لا اريد العودة 
- ستعودين وستبقين رغما عن انفك في غرفتك بما اني قلت هذا 
قال امام وجها بإصرار وبصوت حاد خافت 
- من تعتقد نفسك 
- اعلمتك ان تتوقفي عن تصرفاتك هذه ولكنك لا تصغين  
اجابها وهو يتحرك جاذبا اياها معه وقد غرزت أصابعه بقوة في ذراعها لكي لا تفلت منه
- لن اعود سأعود للهرب اتسمع لن تنال مرادك سأغادر مهما يكن ... تبا ... توقف ( اضافت وهي تتعثر من السير خلفة بعدم اتزان لجذبه اياها دون رحمة لتصعد الادراج خلفه وتدخل الى المنزل وهي تستمر ) افعل ما شات لن ابقى لن تستطيع اجباري ( ولكنه تجاهل كل اعتراضاتها ومحاولتها دفع يده عنها وهو يستمر نحو الادراج فلمحت عمتها فيرا التي جلست على المقعد واندريا تضع الماء على وجهها محاولتا إيقاظها لتقول وهي تحاول الافلات منه وتدفع بنفسها بكل قوتها بعيدا عنه ) اتركني لن تستطيع حبسي هنا ( وحاولت تثبيت قدميها بقوة بالأرض وهي تستمر ) لن ابقى هنا دقيقتا واحدا لن افعل دعني  
نظر اليها وقد فقد صبره تماما ليقول وهو يخطو نحوها 
- لنرا ( لم تفهم ما عناه الى عندما ترك ذراعها ليحملها على كتفه وهو يستمر ) اريني كيف ستغادرين رغما عني 
اخذت بالتخبط وقد تداركت مفاجئتها بينما صعد الادراج بها وهو يحاول منع تخبطها فكادت ان تقع الا انه اسرع بإحكام يديه التين امسكتا ساقيها بقوة ليدفع باب غرفتها ويدخل متوجها بها نحو السرير ليرميها عليه دون شفقة لتنظر الى نفسها بعدم تصديق وقد تدفقت الدماء بقوة الى وجهها لتحدق به وهي تصيح
- ايها المجنون كيف تجرؤ كدت تؤذيني
- ااذيكِ ومجنون ان ما تقولينه يصف حالتك تماما فانت من قفزت من النافذة منذ قليل ( همت بالاعتراض وهي تتخبط لتقف امامه الا انه قال ما ان اصبحت امامه ) طفلة ابيك المدللة هذا هناك في جايدن اما هنا انت لا تختلفين عن اي احد وبما اني المسؤول عن هذه العائلة فعليك اطاعتي 
- لن افعل 
- استمري بعنادك وستندمين ستندمين اشد الندم هذه الغرفة لن تغادريها الى بأمرا مني ارجوا ان يكون كلامي واضحا ويدخل الى هنا ليثبت
اضاف وهو يطرق على جانب راسها بيده
- ابتعد اياك ولمسي مرة اخرى ( اسرعت بالقول وهي تدفع يده بعيدا عنها مستمرة بعناد ) لا شان لك بي انتم مجرد عائلة ظهرت لي من العدم ولا ابالي بكم لذا احرص على ترك الباب مفتوحا والا اني
- ماذا هيا اسمعيني ما انت قادرة عليه ( ونقل عينيه بعينيها مستمرا بتأكيد ) زيارتك لآل شادون لن تمر مرور الكرام لن تفعل جوزفين فرانسوا اعدك بهذا ( اضاف بحدة وتأكيد وتحرك نحو الباب لينادي على صوفي التي اسرعت بالحضور فأشار بيده حوله قائلا ) اخرجي جميع الملأت واي شيء تستطيع استعماله كحبال من هنا وان خرجت من غرفتها دون علمي ستنالين انتِ عقابك على هذا ( واشار الى جوزفين التي احتقن وجهها تماما قائلا ) لن اقول لك تعقلي هذه المرة لن افعل فانت تدركين تماما ما تفعلينه
- لن ابقى هنا ( قالت بعناد وبصوت واهن حاولت إخراجه قوياً دون ان تفلح فبقيت عينيه معلقتين بعينيها لتهتف بإصرار)  لن افعل ولن تستطيع شيئا اسمعت لن تستطيع حبسي هنا 
- هيا اسرعي 
تجاهلها قائلا لصوفي يحثها على الاسراع فأسرعت بمغادرة الغرفة وهي تحمل مجموعة من الاغطية بينما حلت الذي ربطته جوزفين بساق السرير لينسل خارج النافذة راقبت عينيها الباب الذي اغلقه عليها ببطء وسمعت بكل وضوح صوت المفتاح الذي احكم أغلاقه لتتراجع بضع خطوات ببطء جالسة على السرير خلفها وقد نال منها الانهاك لتأخذ دموعها تقفز من عينيها على خديها لتسرع بالالتفاف لترتمي على السرير مخفيه وجهها به انها تكره هذا المكان وهذه العائلة تبا لهم جميعا ليدعوها وشأنها .

جلس ثيودور مساء في غرفة مكتبه شاردا بالورقة التي اعدها ليعود لقراءتها من جديد والتجهم يملأ ملامحه لا خيار اخر امامه عليه الحصول على امضاءها من اجل هذه أيضا لن يهدأ باله الى عندما يحصل على تنازلها عن أي شيء قد تتركه لها فيرا هنا وبهذا سيضمن ان لا تهتز أمور العائلة وستبقى مستقرة فبمجرد حصول جوزفين على ما يخص فيرا ستقلب الأمور راسا على عقب هنا فهي لا تهتم الا بنفسها ولا تهمها أمور العائلة بشيء لن يسمح بهذا لن يفعل عاد لتأمل الورقة من جديد قبل ان يفتح الملف الذي امامه ويضيفها الى الورقة التي كان قد حصل فيها على امضائها في وقتا سابقا ليغلق الملف ويعيده الى درجه ويحكم اغلاقه قبل ان يستند على ظهر مقعده شاردا .

- لا اريد تناول شيء هيا غادري 
قالت بعناد وقد استقلت في سريرها محدقة بالخزانة دون رؤيتها والم راسها ومعدتها يرفض مفارقتها ولكنها لن تستسلم ولن تتناول لقمة واحدا بما انهم يجبرنها على البقاء بغرفتها حبيسة وامام سماعها لوضع الصينية بجوار السرير استدارت براسها وهي تهتف 
- قلت لا اريد .. ( توقفت عن المتابعة وعينيها تلتقيان بوجه ثيودور الذي وقف عاقدا يديه بتجهم محدقا بها بينما تحركت صوفي التي وضعت صينية الطعام مغادرة فأسرعت بتدارك مفاجئتها وهي تقول بإصرار ) لن اتناوله مهما حاولت فهيا غادر فلم اسمح لك بالدخول الى هنا 
وعادت لتشيح براسها محدقة بالخزانة بجمود لتمر لحظة صمت وثيودور يحدق بظهر هذه الطفلة المزعجة الطفلة لو كانت كذلك لهان الامر 
- انتِ لم تتناولِ شيئا منذ يومان 
- ولن افعل اليوم ايضا 
- اتحاولين قتل نفسك 
- اجل ان كان خلاصي منكم بهذا 
- سأدفنك بساحة المنزل الأمامية لأذكرك بنا دائما أهذا يناسبكِ 
- ايها الشرير ( قالت ببطء وهي تستدير جالسة ومحدقة به وهي تستمر ) حتى بعد مماتي تريد ازعاجي 
- توقفي عن قول السخافات والتصرفات الصبيانية اذا وتناولي طعامك هيا 
قال امرا وهو يشير نحو الطعام فهزت راسها له بالنفي وهي تنزل قدميها عن السرير وعينيها لا تفارقانه قائلة بتأكيد 
- لن اتناول لقمة واحد 
- لا تجعليني اجبرك على تناول عشاءك فهيا 
- تستطيع حملي الى هنا مجبرة وتستطيع حبسي هنا ام اطعامي فلا لا تستطيع ولا تدعي اهتمامك بصحتي فانت اول من سيسعد بالتخلص مني وها انا احقق لك ما تريد 
- عندما تكونين في منزلي انتِ تحت مسؤوليتي واخر ما ارغب بسماعه هو تضورك جوعا هنا 
حركت كتفيها بخفة بقصد اغاضته قائلة
- لن افعل ( هم بإجابتها الى انه توقف وصوفي تتطل من الباب قائلة )
- السيدة تستعجلك لتناول العشاء 
- ليبدؤوا دون انتظاري فانا لدي امرا هنا على إنهائه 
- ولكنها 
- اجعليها تطمئن فانا لستُ هنا للهو .. هيا غادري
بدا التردد على صوفي وهي تخرج مغلقة الباب خلفها بينما عادت جوزفين لرفع عينيها نحوه وهي تقول 
- من غير اللائق وجودك هنا وانتَ تعلم هذا جيدا فهيا غادر ام ان تعديك على غرفة فتاة بمفردها امرا مقبول لديك
- انه منزلي ولي حرية التجول به 
اجابها وتحرك نحو المقعد الخشبي ليتناوله ويقربه من سريرها ليجلس عليه وهو يقول 
- هيا أبدئي بتناول طعامك فلن اغادر قبل حدوث هذا 
- لن افعل 
- ما الذي تريدين الوصول اليه بتصرفك هذا هيا اعلميني 
- ان تدعني وشأني 
- الم افعل هذا منذ وطأة قدماك هذا المكان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق