انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 يوليو 2011

أبحث عنكِ 10

 - سأقوم بتوزيع الحلوى عند مغادرتك فلم يزعجني أحد بقدرك
- أرجوا أن تكون من النوع الفاخر
تأملتها بتي بعدم رضا واستدارت مغادرة نحو مكتبها وما أن أصبحت الثامنة حتى أطل ادمونت ليبادرها عند دخوله بابتسامة سحرتها فابتسمت له وقد خفق قلبها عندما تراه تنسى كل ما كانت تفكره بهِ نحوه
- كيف أنتِ آنسة ريمونت
- بخير سيد مورغان
- والإجازة كيف كانت ( أضاف وهو يخطو نحوها )
- جيدة جداً ( أجابته باسمة فتوقف أمام مكتبها قائلاً برضا )
- أرى أن روجيه لم يستطيع التأثير عليكِ وهذا شيء يسعدني
- أخبرتك أني سأذهب
- حسناً دعينى نتخلص من عمل اليوم حددي لي موعداً مع التراس لبعد الظهر وأريد رؤية ماكس لا لا سأراه فيما بعد ( وأتجه نحو مكتبه مضيفاً ) تأكدي من مواعيد اليوم من بتي وأحضري لي البريد بالإضافة إلى الصحف
فعلت ما طلبه منها ثم طلبت لنفسها كوب قهوة وفتحت جهاز الحاسوب أمامها ولم يمضي وقت حتى أطل ادمونت من مكتبه وبدا التجهم على ملامحه وهو يقول
- أتصلي لي بهذا الرقم أنا أحاول منذُ مدة وهو مشغول أريد التحدث معهُ ألان فحوليه لي
تناولت الورقة وطلبت الرقم المكتوب بها قائلة
- تريد محادثة من
- أدمز كروم .. أجابك احد
هزت رأسها بالنفي قبل أن يدخل الى مكتبه وعينيها تتابعانه بقلق لم تقرأ الصحيفة ما الذي بها يا ترى ليجعله على ما هو عليه ما أن أجابها ادمز حتى حولت له المكالمة ونهضت متجهة نحو بتي متسائلة
- هل قرأتي صحف اليوم
- لا لم يكن لدي الوقت لما
- أتساءل فقط
قالت وعادت نحو مكتبها كان دائماً يهمل ما يقوله آدمز عنه ولا يهتم ما الذي تغير انتفضت على انفتاح بابه وخروجه كان يرتدي سترته بعصبية واضحة فهمست
- مغادر
- أجل
أجابها باقتضاب وهو يتاع سيره  وما أن أغلق المصعد خلفه حتى أسرعت نحو مكتبه تناولت الصحيفة المفتوحة على صفحة أخبار المجتمع وأخذت تقرأ بفضول لتتوسع عينيها وهي تقرأ " يتردد هذهِ الأيام مورغان الشاب على منزل في حي متواضع وقد شوهدت سيارته تقف هناك أكثير من مرة مؤخراً على ما يبدو أن الفتى الثري قد قرر تجربة حظه مع فتاة مختلفة ويقال أنها تعيش بمفردها هناك كما أنها حصلت على وظيفة في شركته حتى ألان لم نلاحظ أنه قام باصطحابها لأي من المناسبات لابدَ أنهُ يفضل إخفاء علاقته بها خاصة وأن يكون لديه من هذهِ العلاقة طفل غير شرعي حسب أقوال شهود العيان الذين رأوه برفقة الفتاة والطفل على أحد الشواطئ .. تابعوا معنا العدد القادم وستعرفون المزيد عن رفيقة مورغان الجديدة بقلم آدمز كروم "
فتحت فمها عاجزة وقد شحبت تماما انه يتحدث عنها تهاوت على المقعد الذي خلفها أنها هي هي من يقصدها عادت تقرأ من جديد وبإمعان وهي تشعر بالعجز والغضب .

- أين ذهب مورغان لديه مواعيد بعد قليل ( تساءلت بتي وهي تدخل مكتبها بعد قليل )
- لا أعلم ( أجابتها بتوتر فتأملتها بتي وهي تستند على الباب )
- وما بكِ أنتِ
- لا شيء ودعيني بمفردك
- آه .. ومن قال لك أني أريد رفقتك
واستدرت لتدخل مكتبها بينما غرقت ليُنارس بأفكارها , نظرت نحو ساعتها قبل أن تحتضن وجهها بين يديها أين هو تشعر أن رأسها يكاد ينفجر , أبعدت يديها عن وجهها وحدقت بادمونت الذي دخل لتوه فبادرها وهو يشير الى مكتبه
- اتبعيني
تبعتهُ وهو لا يبدو بحالة أفضل أرخى ربطة عنقه وهو يجلس خلف مكتبه وقد بدا مكفهر الوجه واشتدت عظام فكه حرك يده يريد قول شيء ثمَ صمت للحظة وعاد ليقول
- اجلسي هلا جلستي لا تبدين على ما يرام
فعلت ما طلبه وهي تشعر بالاختناق بهذهِ اللحظة وتريد الخروج من هنا ومن شركته فهذا ما نالها في النهاية من معرفته
- أرى .. أنكِ قرأتي ما جاء بالصحيفة ( هزت رأسها هذه خفيفة بالإيجاب وقد زاد اخضرار عينيها لتعبران عما يحدث بداخلها فأستمر وهو يميل نحوها متأملاً وجهها ) أنه يتحدث عنك لا أعلم كيف أحضر هذه المعلومات ولا من هو مصدرها آخر ما كانتُ أرجوه أن يتعرض لحياتي بهذا الشكل لم اهتم بما كان يقوله سابقاً لأن معظمه أكاذيب و
- وهذهِ كذبة أيضاً ( قاطعته قائلة بإصرار وهي تشدد على كلماتها )
- اعلم إنها كذبة وكذبة حقيرة ووضيعة .. لم أكن أعير اهتماما لما كان يقوله ولكني ألان افعل ولن أسمح لهُ بالمزيد
- أن لم توقفه سيكون أسمي بالعدد القادم أتعرف معنى هذا
- لقد حرصت على أن لا يتفوه بأي كلمة بعد اليوم ( ووقف عن مقعده متجهاً نحوها ومستمراً ) جعلت محامي يتحدث معهم لن يكون هناك عدد قادم فالحديث مع ادمز لا فائدة منه كما اني حرصت على افهام المسئولين أن حدث وعاد للمساس بي بأي شكل سيتم رفع دعوى ضدهم والمطالبة بتعويض لذا لن يجرؤ على تكرار هذا
- أنتَ واثق من هذا
- أجل كل الثقة ( أجابها وهو يجلس على الطاولة أمامها مضيفاَ ) تعدى حدوده هذهِ المرة ولكن ما نالهُ اليوم سيجعله يفكر ألف مرة قبلَ أن يكتب حرف واحد من جديد
أخذت نفساً عميقاً علها تهدأ وهي تحدق به قائلة
- سأثق بما تقوله ( خف التجهم الذي كان يملأ وجهه لقولها قائلاً )
- يسرني ذلك ( هزت رأسها هزة خفيفة وهي تقول )
- من الأفضل أن اعود الى مكتبي سيبدأ زوارك بالوصول
وتحركت واقفة فوقف بدوره ممسكاً ذراعها مانعاً إياها من التحرك فرفعت رأسها اليه لتلتقي عينيه وهو يقول
- سيكون لما حدث تأثير بحضورك غدا
هزت رأسها بالنفي وتحركت لتتابع سيرها لتتركها يده ببطء .

- ادمونت هنا ( رفعت رأسها نحو كلير قبل أن تقول )
- تفضلي سأعلمه بوجودك ( جلست متسائلة وهي تضع حقيبة يدها في حجرها )
- لديه احد
- أجل .. سأعلمه بحضورك بعد مغادرتهم
- لا بأس .. هلا طلبتي لي فنجان من القهوة
طلبت القهوة بينما أطلت بتي ووضعت ملفاً على مكتبها قائلة
- نحتاج الى نسخة أخرى منه
تناولته ونهضت لتقوم بتصوير الأوراق وهي تلمح كلير التي تراقبها وأخيراً قالت وهي تشعل سيجارة
- لستِ مرتبطة
- لا ( أجابتها باقتضاب )
- و .. وليس لكِ أطفال بالتأكيد ( حدجتها ليُنارس بنظرة عدم رضا ثم عادت لتفتح آلة التصوير وتضع ورقة جديدة متجاهلة إياها فعادت كلير للقول ) أنتِ لا تعملين هنا منذُ زمن اليس كذلك
- وكذلك عشر من الموظفين غيري الا تعتقدين أن شركة كهذهِ تحتاج الى موظفين باستمرار وكلما توسعت كلما زاد الأمر
توقفت عن المتابعة بصدور صوت أنثوي رقيق من مكتب بتي تعلقت نظرات كلير بمن دخل مكتب بتي لثواني ثم أشاحت بنظرها ولم تكن لحظات حتى أطلت سيسيل كعادتها بكامل أناقتها
- مرحباً ( قالت سيسيل وهي تجلس بجوار كلير مستمرة ) أراكِ هنا
وضعت كلير قدماً فوق الأخرى قائلة
- ولمَا لا أكون .. أفكر بالذهاب وادمونت للغذاء فقد تأخر علي في موعدنا الأخير ووعدني بتعويض عن هذا الخطأ .. وأنتِ ماذا تفعلين هنا
أخذت ليُنارس تراقب ما يجري بهدوء غريب رغم أن معدتها تعتصر من الداخل كُل واحدة تتحدث عنهُ وكأنهُ ملك لها
- أنا في مهمة رسمية
- عمل
- أجل سيدخل ادمونت شريك في مشروع الدومل كما أن شركته من ستنفذ بناء مشروعنا الجديد
- تعنين مع والدك
- أجل ومعي أيضاً فأنا شريكة
- آه
- قمتُ وادمونت بدراسة المشروع بشكل جيد وأنا واثقة أنهُ سيكون بداية لأمور متتابعة في المستقبل
- لو كنتُ مكانك لما تحمست للأمر فعلا ما يبدو أنكِ لا تقرئين الصحف ولا تعرفين شيء
أجابتها كلير بغيظ واضح فردة سيسيل بحيرة
- بلا أقرأها أنتِ تعنين ما يقال حوله .. إنها تفاهات فذوق ادمونت أرفع من هذا وكنتُ أظنك تعرفينه كلير فهو ليس بالشخص الذي يرزق بطفل غير شرعي
- وبما تفسرين أقوال آدمز ولديه المزيد
- كالعادة يجذب الناس للقراءة ليس الا
- لا اتفق معكِ ( أجابتها بامتعاض وهي تنفث من سيجارتها بقوة ثم تحدق بليُنارس الجالسة خلف مكتبها وترتب الأوراق بالملف متسائلة ) ما رأيك أنتِ
- ارجوا المعذرة .. تتحدثن معي
- أجل ما رأيك بما كنا نقوله
- لم أكُن مصغية لحديثكما
أخذت تتأملها من خلال الدخان المتصاعد دون تعليق فتحركت سيسيل نحوها قائلة
- هلا أحضرتي لي ملف الدومل بالإضافة الى الرسوم الهندسية الأخيرة للبناء
- بكل تأكيد ولكن علي أن أسلمها لسيد مورغان أولاً
- لا بأس .. سيتأخر ضيوفه
- ليس لدي أدنى فكرة ( استدارت سيسيل عائدة نحو مقعدها وهي تقول )
- أنا على عجلة في الحقيقة .. لا بأس أن دخلتُ قبلك كلير
- حسناً بشرط أن لا تدعيه الى الغذاء
- لن أفعل اطمئني .. كما أننا سنمضي عدة أيام معاً هل تعلمين هذا
تأملتها كلير بصمت قبل أن تقول
- الى أين تنويان الذهاب
- دعاني الى رحلة بحرية ولم أستطيع الرفض فالأمر مغري ( ضمت ليُنارس  شفتيها كي لا تضحك من تعمد سيسيل إغاظة كلير ) سنقصد بعض الجزر ونصطاد السمك إنهُ يحب ذلك كثيراً .. وفي النهاية سيكون لدى آدمز شيء ليكتب عنهُ ولكن بصدق هذهِ المرة
توقفت عيني ليُنارس على سيسيل وكذلك كلير التي تساءلت مدعية عدم الاكتراث
- وما هو هذا الشيء
- سأدعكِ تقرئينه .. أعلم سيكون الأمر مفاجئة وسيخيب آمال الكثيرات
عادت الى ما أمامها ببطء وهي تحاول التركيز دون فائدة الى ماذا تلمح أنها وادمونت شعرت بامتعاض كبير في معدتها لا سيسيل تختلق الأمور فقط لتغيظ كلير اجل أجل لو ما قالته صحيح لما أراد مرافقتي انفتاح باب مكتبه أعادها الى الواقع خرج ضيفاه فقامت برفع سماعة الهاتف
- الآنستين كلير و سيسل هنا
- أدخليهما وأحضري لي الرسوم الهندسية الخاصة بالدومل
طلبت منهما الدخول فلم تبدوان راضيتان كلٍ منهما تريد رؤيته على انفراد فتبعتهما وهي تحمل الرسوم الهندسية فقامت كلير بالالتفاف حول مكتبه لتصل اليه وتعانقه
- عزيزي .. لقد افتقدتك حقاً ( تراجع في مقعده الى الخلف قائلاً بابتسامة )
- لو لم تريني منذُ يومين لصدقت الأمر
- كيف أنتَ ادمونت ( قاطعتهما سيسيل لتشد انتباهه لها فوقف مرحباً بها )
- بخير تفضلي سيسيل ( وضعت ليُنارس الرسوم على مكتبه قائلة )
- هذهِ الرسوم التي طلبتها أي شيء آخر
- لا أشكرك
أغلقت الباب خلفها وهي ترفع عينيها لسماء " افتقدتك حقاً " وسارت بانزعاج نحو مكتبها , بعد نصف ساعة غادرت كلير ولم تبدو بمثل السعادة التي دخلت بها ولم يمضي وقت حتى غادرت سيسيل أيضاً تابعتها ليُنارس مفكرة أتعلم بذهابها معهم أم لا يا ترى
- هلا أستدعيتي ماكس ( نظرت نحو ادمونت الذي أخرجها من شرودها وهو يسير نحوها ويحمل مجموعة من الأوراق بيده ) وأريد جميع الأوراق الخاصة بـ .. أنتِ على ما يرام
- أجل .. أجل
- بمشروع الدومل أريدها جميعها لدي في المكتب قبل حضور ماكس أنتِ متأكدة أنكِ بخير
- أجل لماذا
- تبدين متوردة
- آه حسناً هذا ليس مرضاً
- أذاً أبدئي بتحضير الأوراق
أجابها مبتسماً وهو يستدير عائداً الى مكتبه , كانت تهم بدخول مكتبه عند وصول ماكس فتبعها وهو يسألها عن أحوالها
- كاملة ( تساءل ادمونت وهو يتناول منها الأوراق )
- أجل
- حسناً ساعدينا هنا قليلاً
أخذا وماكس يعدان عقدان بينما أخذت ليُنارس تكتبهما ثم قامت بطباعتهم وأدخلتهما لهما من جديد , تناولها ماكس منها وأخذ يتفحص الأوراق باهتمام بينما انهمك ادمونت بما أمامه
- أشكركِ آنسة ريمونت انها جيدة
- أي شيء آخر
- تدعى ليُنارس وأن أردت معرفتها أكثر فنادها ليا ( فتحت ليُنارس عينيها باندهاش وحدقت بادمونت الذي أستمر ) وهو يدعى ماكس ولا يوجد لهُ تصغير أم أنتظر سمعت رينيه تناديك مرة .. ماذا .. لا أذكر ذكرني
- لا شأن لكَ بما تناديني بهِ زوجتي
- لا تقلق سأذكره في النهاية ليُنارس سترافقنا غداً
- هذا جيد .. ستسر رينيه بهذا
- وأنا كذلك .. عن أذنكما
ما أن أصبحت الواحدة حتى خرج ادمونت وماكس من مكتبه يهمان بالمغادرة فاقترب ادمونت من مكتبها قائلاً
- لن أعود بعد الظهر لهذا أن شئتي غادري أيضاً .. سأبعث لكِ جاد صباح الغد وهو سيصطحبك حتى الميناء كوني جاهزة في الثامنة
هزت رأسها موافقة فقال ماكس
- ستكون رحلة مميزة بلا شك .

- لا أعلم ما هي الطريقة المناسبة لإقناعك تحدثت مع أمي قبل الحضور اليك لقد قامت بإرسال المال غدا سأتوجه إلى البنك لإحضاره
- ما من مشكلة ( أجابتها وهي ترفع ثوباً ربيعي وتضيف ) يليق بلون المياه الزرقاء
- ليُنارس أنتِ لا  تصغين لما أقوله لكِ
- سآخذ هذا أيضاً
- أتعلمين أمرا أذهبي أنا المخطئة بقلقي عليك لقد فعلت ما أستطيع لأغفر لي ولزوجي توريطكِ مع مورغان ولكن أنتِ تريدين الاستمرار وهنا أنا لا أستطيع منعك
جلست ليُنارس بجوار حقيبتها الصغيرة وقالت بصوت يائس
- انها بضع أيام فقط .. أهي كثيرة علي
- لا ولكني لا اعرفك هكذا ماذا فعل بكِ الم تخبريني من قبل بأنه يغيظك ومـ
- عندما بدأت العمل معه كنتُ جدا واثقة أنه يريد أن يهينني وينتقم لنفسه ولكن فيما بعد .. أعلمني أنه يهتم لأمري .. حتى أنه أعلمني أنه ليس بحاجة الى سكرتيرة في هذهِ الرحلة ولكنه يريد أن أرافقه يرغب بمرافقتي أوديل
- ولكن عزيزتي هذا لا يعني شيئاً إنها الأساسيات للإيقاع بالفتاة مهتم بها معجب بها يميل اليها وكلام جميل منسق وعندما ينالون ما يريدون يتركونها ويبحثون عن واحدة غيرها
- قد أكون احمل له الكثير من المشاعر ولكني لن أتورط معه فأنا بالنهاية أعرف من أكون بنظره شقيقة روجيه الذي تجرأ وأختلس مال من شركته
- لو كانت لي شقيقة لعاملتها ونصحتها كما أفعل معك ولخفت عليها أنتِ تعرفين هذا
- أجل
- أذاً ستذهبين ولن أستطيع أقناعك
- لا وأنا آسفة
أخذت أوديل تحدق بها بيأس قبل أن ترق ملامح وجهها وهي ترى الحزن البادي على ليُنارس فتوجهت نحو الخزانة المفتوحة قائلة
- لم لا تأخذين هذا أيضاً (نظرت نحو الثوب الأسود الطويل الذي أخرجته أوديل قائلة )
- لا لا أظن
- أنتِ لا تعلمين ما قد يحدث وقد تفاجئي بإقامة حفلة على اليخت وتحتاجي الى شيء كهذا
- لا أعتقد أن يحدث هذا
- لا بأس الحقيبة لن تصبح ثقيلة بهِ خذيه معكِ
ووضعته داخل الحقيبة فتابعة ترتيب ثيابها بها وأغلقتها لتضعها جانباً لتحمل روني عن السرير وتخرج من الغرفة لتجد أوديل قد أعدت القهوة فاسترخت على المقعد ووضعت روني في حجرها لتداعبه وعندما جلست أوديل أمامها بادرتها
- بعد عودتي .. أريد أن أجد منزلاً آخر
- منزل آخر .. ولكن لما أنتِ تقطنين بهِ منذُ زمن
- أصبح كبيراً علي بعد مغادرة روجيه
- كوني صادقة فأن أعتقدتي أن ادمونت لن يعلم مكانك فأنتِ مخطئة فسيعلم بسهولة
- لا أظن أنه سيبحث عني كما أني أسعى للتغير وعلمتُ أن مالار ليس لديه أحد لهذا سأقوم بتقديم طلب لديه وسأجد منزلا قريباً من مكتبه
- أن سمعت عن منزل سأعلمك .

- من الأفضل أن ننطلق الان .. كم أحبُ البحر
قالت سيسيل بتكاسل وهي تقف بجوار ادمونت على ظهر اليخت وقد ارتدت شورت قصير مع تيشرت بدون أكمام فتجاهل ادمونت طلبها ووجه حديثه لوالدها بينما اخذ ماكس يتحدث مع زوجته
- ماذا تنتظر الم تقل أننا سننطلق في الثامنة ( عادت سيسيل للقول )
- اجل ولكننا لم نكتمل بعد
- أو .. أيوجد المزيد ( سألتهُ بينما قال ماكس )
- لقد وصلت
اتجهت الرؤوس جميعها الى ليُنارس التي تقترب منهم برفقة جاد الذي أصر على حمل الحقيبة لها ولم تلحظ الرؤوس المحدقة بها لتحدثها معه أسند ادمونت يديه على حاجز اليخت متأملاً إياها بابتسامة أشرقت وجهه تستطيع أن تكون مميزة باستمرار ارتدت تنوره بيضاء ضيقة وطويلة مفتوحة من كلا الجانبين وارتدت صندلا أبيض عالي مع بلوزة بدون أكمام ملونة قصيرة ورفعت شعرها من الإمام بنظاراتها الشمسية التي استقرت على رأسها توقفت أمام اليخت مبتسمة لرؤية المحدقين بها وقالت
- يبدو أني الأخيرة
- أنتِ كذلك
أجابها ادمونت وهو يمد يده نحوها ليساعدها في الصعود ثم تناول الحقيبة من جاد فألقت التحية على الموجودين فور صعودها بينما تابعتها عيني سيسيل غير مصدقة وتابعها باتريك بابتسامة ثم حدق بادمونت وغمزه بعينيه متسائلاً
- من هذهِ
- سكرتيرتي
- سكرتيرتك آه أيها الشاب أنتَ تنوي العمل إذا ولكن مع وجود سكرتيرة كهذهِ لا أظن أنهُ يمكنني التركيز ( ابتسم ادمونت على قول باتريك وتحرك قائلاُ )
- سننطلق الان
وتوجه نحو غرفة القيادة بينما اقتربت منها رينيه ذات الوجه الدائري والعينين الكبيرتين الزرقاوات كلون مياه البحر والشعر البني الذي يهدل على ظهرها قائلة
- سأريك غرفتك حتى تضعين حقيبتك بها ( تبعتها لتنزل الأدراج خلف رينيه التي أضافت ) أنا سعيدة برفقتك ( وتوسعت ابتسامتها مضيفة ) أنا وسيسيل لا نتفق كثيراً وسرني قدومك قد نصبح صديقتين فأصدقاء ادمونت دائماً مرحب بهم ( وفتحت الباب المجاور لغرفة ادمونت مضيفة ) هذهِ غرفتك ( دخلتها ووضعت حقيبتها على السرير بينما استمرت رينيه ) إننا بالغرفة التي تليك مباشرة ثم غرفة باتريك وسيسيل من بعده وتأملتها رينيه باسمة قبل أن تقول ) أراكِ في الأعلى
جلست على السرير وأخرجت نفساً عميقاً من صدرها لقد شعرت بالاضطراب عند وصولها ولكنها استطاعت أخفاء ذلك بمهارة أخذت نفساً عميقاً آخر ووقفت تنوي المغادرة إلا أنها ما أن وصلت الى باب غرفتها حتى تراجعت للخلف بسرعة وقلبها يخفق بشدة وعينيها لا تبتعدان عن بوبي الذي يسير بتكاسل في الممر وتوقف أمام باب غرفتها المفتوح رمشت عدت مرات ماذا يفعل هذا هنا تراجعت للخلف حتى اصطدمت بالسرير فجلست عليه وعينيها لا تفارقان بوبي المحدق بها قائلة
- أذهب من هنا هيا أنت كلب لطيف .

- ادمونت لما هي هنا
نظر نحو سيسيل التي دخلت غرفة القيادة قائلة ذلك بحيرة وعاد ليحدق أمامه وهو يقود المركب بعيداً عن الميناء متسائلاً
- من تقصدين
- سكرتيرتك ما حاجتك بها
- ولماَ أنتِ منزعجة دعوتها ووافقت ما المشكلة
ضمت شفتيها وعقدت يديها وهي تقول
- ليس من عادتك اصطحاب سكرتيرتك معك حتى لو كان لديك الكثير من العمل
- لا تقلقي عزيزتي فهذه الرحلة هي للاستجمام أكثر من العمل كما أن ليُنارس إنسانة رقيقة جداً وغير مزعجة ( أجابها وجال بنظره بأرجاء المركب قبل أن يرفع حاجبيه مفكراً ثم نادى على ماكس الذي أقترب من غرفة القيادة متسائلاً فقال ) بوبي في الأسفل
لمح ماكس المركب بنظرة سريعة
- أجل على ما يبدو
- حسناً تعال وأستلم القيادة عني .

- أتعلم شيئاً أنتَ كلب شرير وإلا لما حبستني هنا أنتَ تستغل خوفي منك وهذا ليس عدلاً أنظر الى حجمك وأنظر الي .. غير متكافئ أبداً
توقفت وقد أطل ادمونت ووقف بوبي المستلقي باسترخاء على الباب أرتكز ادمونت على طرف الباب مبتسماً بينما اخذ بوبي يشتم يده تأملته ليُنارس دون تعليق ومازالت على جلستها فسألها
- ماذا تفعلين هنا
- كلبُكَ الشرير حبسني هنا لم يجد مكانا آخر ليستلقي بهِ سوى أمام هذهِ الغرفة
توسعت ابتسامته قائلاً وهي تقف
- أنتِ مستحيلة
- كان عليكَ إعلامي أنه موجود هنا
- لمَا لم تطلبي منهُ الابتعاد
- فعلت وعدت مرات ولكنه رفض
- لأنهُ يحبُ الثرثرة وأنتِ لا تكفين عن التحدث معه
- حسناً أبعده كي أخرج أرجوك ( همست لهُ برقة فربت على كلبه قائلاً )
- أصعد الى فوق هيا ايها الكسول .. تحب الفتيات الجميلات اذاً
صعدا الى ظهر المركب لتلفح وجهها الشمس الساطعة ونسمات الهواء الرقيقة أتجه ادمونت من جديد الى غرفة القيادة بينما وقفت أمام طاولة مستديرة وضع عليها مجموعة من أكواب العصير فتناولت لنفسها واحداً واقتربت من حاجز اليخت أسندت ظهرها عليه وأخذت تتأمل ما يجري حولها بهدوء سيسيل بغرفة القيادة برفقة ادمونت وماكس يقترب من زوجته وباتريك الواقفان بجوار غرفة القيادة يثرثرون حركت رأسها نحو صوت من الخلف لترى يختاً يقترب ويهم بدخول الميناء
- لمَا أنتِ بعيدة ( حركت نظرها نحو رينيه التي اقتربت منها وابتسمت قائلة )
- أردت الاستمتاع بمنظر الميناء من هنا
- انه منظر جميل ( تمتمت وهي تحدق أمامها قبل أن تضيف وهي تنظر نحو ليُنارس ) أعلمني ادمونت أنكِ محامية
- هذا صحيح
- اعتقدتُ أنه يمزح ( وأضافت وهي تسند ظهرها قربها بفضول ) حسناً لم أصدقه لأن ماكس أعلمني أنكِ السكرتيرة الخاصة لمكتبه ( أذاً ادمونت أخفى الأمر حتى عن ماكس صديقه المقرب معرفة هذا الأمر أشعرها بارتياح غريب بينما استمرت رينيه ) كان عليه توظيفك بالشؤون القانونية
- لم أنهي دراستي بعد
اقتراب ماكس وباتريك منهما أشعرها بالارتياح حتى لا تستمر رينية بأسئلتها .

أوقف ادمونت اليخت وقد اختفت أي ملامح لأرض قريبة المياه الزرقاء تحيط بهم من كل الجوانب وتمتد الى ما لانهاية اختفى قليلاً داخل اليخت بينما انضمت سيسيل اليهم خرج بعد قليل وهو يحمل ثلاث صنارات لصيد بيده ناول باتريك واحدة
- لنرى من سيحضر غذاء اليوم
- بالتأكيد ليس أنت ( قال ماكس وهو يتناول واحدة وأستمر ) أنا من أحضر الغذاء في آخر مرة
- سمكة بحجم يدي ماكس لو كنا جائعين بحق لكان الأمر كارثة اليس كذلك رينيه
سأل ادمونت رينيه وهو يغمزها بعينه فأجابته وهي تتجه نحو الباب المؤدي للأسفل
- أنا لا شأن لي بما تفعلونه سأذهب لأرتدي شيء خفيف ولن أمس السمك من يصطاد ينظف تعالوا يا فتيات الرجال الان سينسون وجودنا
- لا عزيزتي هذا الأمر صعب
أجاب ماكس زوجته مداعبا قبل اختفائها عادت ليُنارس لصعود بعد أن ارتدت مايوه من قطعة واحدة بالإضافة الى شورت قصير لتجدهم منسجمين بعملهم وكلا منهم وجد لنفسه مكاناً ووقف ينتظر بهدوء وترقب بينما تمددت سيسيل على أحد المقاعد وقد ارتدت مايوهاً زهري من قطعتين وتمددت رينيه بالمقعد المجاور وهي ترتدي شورت قصير مع بلوزة دون أكمام فجلست ليٌنارس على المقعد المجاور لها وهي تحمل مجلة في يدها وقد رفعت شعرها الى الأعلى ورفعت نظارتها الشمسية لتنشغل بتصفح المجلة .. مضى وقت قبل أن تتحدث إحداهن بينما كان الرجال من وقت لآخر يتبادلون الحديث ويتضاحكون تحركت سيسيل جالسة وأخذت تضع واقي الشمس على جسدها وهي تقول
- لابد وأن لديكم عمل كثير
نظرت اليها ليُنارس وقد لاحظت تجاهل سيسيل لها منذُ الصباح وهي تقول
- ارجوا المعذرةً
- لديكم عمل كثير حتى يصطحبكِ ادمونت معه اليس كذلك
- أعتقد ذلك
- اعتقدت أن ماكس يكفي
- زوجي في إجازة
أجابتها رينيه المتمددة وهي تتحرك لتستقر على بطنها وتغمز ليُنارس بعينها فأضافت سيسيل
- ليس من الصعب على ادمونت تدبر أموره بمفرده
عادت ليُنارس نحو المجلة متعمدة عدم إجابة سيسيل
- إنها جيدة ( قال ماكس وباتريك يسحب سمكة متوسطة الحجم فتمتم ادمونت )
- موفق
- أن توقفتما عن الثرثرة قد تصطادان شيئاً ( قال باتريك لهما وهو يتجه نحو الفتيات بسمكته رافعاً إياها وهو يقول ) هذا غذاء اليوم
- لا شأن لي
همست رينيه ضاحكة فقال ادمونت وهو يلمح الفتيات بنظرة قبل أن تستقر عينيه على ليُنارس المنشغلة بقراءة المجلة
- ساعد الطعام ولكني بحاجة الى مساعدة اليس كذلك ليُنارس
رفعت رأسها عن المجلة محدقة بادمونت وهي تشير بيدها الى نفسها فقال
- اجل ( جالت بنظرها بين الأعين المحدقة بها فرفعت كتفيها قائلة )
- حسناً ولكني لا أعد أن أكون مساعدة جيدة ( لمَ تشعر بالحرج كلما تحدث معها )
- نحتاج الى المزيد من السمك  
قال وهو يعود ليرمي صنارته بالمياه محاولاً الصيد من جديد ولم يكن وقت حتى شد ادمونت صنارته ورفع سمكة صغيرة الحجم فتناولها بيده وأطلق سراحها وعاد ليرمي صنارته من جديد فقال ماكس بتذمر وهو يثبت صنارته ويتقدم نحوهم ليرتمي على المقعد
- لا يرضى بالصغيرة .. مللت
- لأنكَ لم تحصل على أي واحدة بعد ( أجابته سيسيل بعدم اكتراث )
- سيصطاد ماكس أكبر سمكة لهذا اليوم أنا أثق بك فلا تحرجني
قالت زوجته ضاحكة فأشارت ليُنارس له وهي تشعر بصنارته التي ثبتها بالأرض تتحرك
- لقد اصطدت شيئا ( أسرع ماكس نحوها وأخذ يشدها بقوة وتركيز وهو يقول )
- لابد وأنها كبيرة  ( وأخذ يسحب ببطء ومهارة بينما جلست الفتيات تراقبنه وأخذ ادمونت وباتريك يتبادلان النظرات ثم يضحكان بمرح قبل أن يقترب ادمونت منه وهو يمسك شبكة كبيرة وما أن أصبحت السمكة الكبيرة قرب اليخت حتى سحبها بالشبكة بينما صرخ ماكس بحماس ) أنها الأكبر
- حظ المبتدئ ( قال ادمونت )
- حظ لا شأن للحظ أنها مهارتي
- قل حظ السمكة السيئ فأنتَ كنتَ تجلس هناك ولم تكن تصطاد
قال باتريك وهو يتأمل السمكة التي تنتفض
- هيا أنتما تتمنون لو كنتم من اصطادها .. أعد لنا الغذاء ادمونت
- ليس قبل أن أحصل على السمكة الأخيرة
- بربك كلما حصلت على واحدة تعيدها
- انها صغيرة .. الان سأحصل على واحدة جديدة لا تقلق
وبالفعل لم يمضي وقت قصير حتى أصطاد ادمونت سمكة فجمع السمكات الثلاث وأشار لليُنارس لتسير أمامه
- من الأفضل أن نجعلهم يتضورون جوعا حتى يستلذوا مهما كانت
قال ضاحكاً وهم يطلبون منه الإسراع بإعداد الغذاء
- المركب يتحرك ( قالت وهي تشعر بهِ يهتز فأجابها وهو يقوم بتنظيف الأسماك )
- ماكس يقوده
- حسناً ماذا أفعل أيضاً ( نظر الى الحشوة التي أعدتها قائلاً )
- أن أردتي تحضير المقبلات فابدئي وسأساعدك بعدما أنتهي من الأسماك
أخذت تعد السلطة وهي تختلس النظر اليه وهو يقوم بإعداد الأسماك بمهارة
- أنتَ معتاد على هذا
- أجل لا أحضر طاقم الخدمة معي افعل كل شيء بمفردي
- أين أجد الملح
سألته وهي تستدير الى الرفوف التي خلفها فاستدار بدوره ليريها وكاد يصطدم بها
- لم تقولي أنكِ خلفي
ابتعدت فتناول الملح عن الرف العلوي ووضعه على الطاولة المستديرة التي تحيط بهم فعادت لتعد السلطة بهدوء دون معاودة الحديث معه ثم انشغلت بقلي البطاطا بينما قام بوضع السمك بالفرن ثم تناول الاطباق التي أعدتها وساعدها بنقلها الى الطاولة
- تبدو شهية
قالت عندما اخرج السمك من الفرن فقطع قسماً صغيراً من إحدى السمكات وقدمها لها حركت يدها تريد تناولها منه الا أنهُ أبعدها عن يدها ورفع حاجبيه
- ليست الطريقة الصحيحة ( همس وهو يقربها من فمها فتناولتها منه متمتمة )
- لذيذة جداً
- ليست الذ
- ليس من جديد ( قالت معترضة وهي تحاول أشاحت وجهها الا أن يده التي أحاطت فكها منعتها ليحرك أصبعه على شفتها السفلى ويرفع رأسها اليه لينحني نحوها فهمست ) أنتَ وعدت
- بألا أزعجك
- أولا تفعل الان ( تمتمت وهي تنقل عينيها بعينيه القريبتين منها فهمس )
- لا
- توقف ( أضافت معترضة ويده الأخرى تلتف حولها ليجذبها اليه أكثر ) توقف ادمونت لن تفعل شيء لا أريده أتذكر
- جلستُ عاقلاً كفاية الا ترين هذا .. ألا أستحق شيئاً .. شكر على الأقل أنتِ مدينة لي بالشكر أتذكرين
- لا لا أذكر
- لأنكِ لا تريدين أن تذكري ولا تطلبي مني الجلوس عاقلاً وأنتِ بجواري
- احدهم قادم ( همست بقلق ) احدهم قادم
أصرت فأرخى يده لتبتعد عنهُ بسرعة وتدعي أنها تقوم بترتيب الطاولة
- بدأت أتضور جوعاً هل أصبح الطعام جاهزاً
قالت رينيه وهي تنزل آخر الدرجات لتنقل نظرها بين ألاثنين فأجابها ادمونت
- إنهُ جاهز سأنادي على البقية
وتخطى عنها صاعداً فاستمرت وهي تحدق بليُنارس المنشغلة بترتيب الطاولة
- ما بكِ ( رفعت ليُنارس كتفيها قائلة )
- لا شيء
- هل تشاجرتما
- من آه أتقصدين أنا وادمونت لا ولمَ نتشاجر
- وما سبب توتركما
- لا أفهمك ( فجلست رينيه على المقعد وهي تلاحقها بنظرها قبل أن تقول )
- ماكس محقا إذا
لم تجبها ولم ترغب بسؤالها حتى ولم يمضي وقت حتى جاء الجميع جلسوا حول المائدة وهي تسمع كلمات الإعجاب من ماكس على رائحة الطعام الشهية وتسمع حديث ادمونت مع باتريك أخذت تتناول طعامها بهدوء مكتفية بالإصغاء الى الأحاديث الدائرة شد انتباهها حديث باتريك عن بناء منزل جديد لهُ فكانت مصغية لهُ باهتمام وهي تمضغ طعمها بروية قبل أن تنقل نظرها من باتريك الى ادمونت الجالس أمامها والذي ينظر اليها ووميض خبيث يلتمع بعينيه فأشاحت بنظرها عنهُ لما لا يتوقف عن التحديق بها بهذا الشكل إنه يوترها عادت لتختلس نظرة اليه ولم تعد تستطيع التركيز على الحديث الدائر ولكنهُ لم يبدو منزعجاً فحركت حاجبيها لهُ كي يتوقف إلا أنه رفع قطعة من البطاطا ليتناولها دون أن تبتعد عينيه عنها
- اليس كذلك ادمونت ( تساءلت سيسيل وهي تنظر اليه فنظر نحوها قائلا ً)
- ماذا
- بالنسبة لتصميم المنزل .. ما بك الم تكن معنا
- لا كان هناك أمر ما يدور في عقلي
- المهندس الذي قام بتصميم مكاتب الشركة الجديدة أعجبني وراقني عملة لهذا أريده أن يقوم بتصميم المنزل
قال باتريك فأجابه
- لا مشكلة وكنتُ أفكر بتقديم عرض لك .. سأريك إياه بعد الانتهاء من الطعام
- الم تدعوني لترفيه أم أنك تستغل هذا ايها الشاب .. لقد غيرتك الأيام بحق اليس كذلك ماكس
- أنا أعرفه هكذا أما قبل فلا
- لم يكن بالفتى العاقل ولكنهُ اثبت لي ولوالده أنه قدر المسؤولية فتهانيه لك
- هذا يسعدني ولندع الحديث عني فليس بالموضوع المحبب لي
- أفكر بالنزول الى الماء والاستمتاع بالسباحة من يرغب بمشاركتي
قال ماكس وهو يقف فأجابته سيسيل
- أنا أفعل .. وكذلك رينيه
أضافت مبتسمة وقد وقفت رينيه بجوار زوجها فاحتضنها ماكس مداعباً وقرب وجهه منها سارقاً قبلة وهو يهمس
- لا زوجتي ستستريح انها في شهرها الثاني
بدا السرور على الجميع وقاموا بتهنئتهم فعاد ماكس ضاحكاً ليتبادل وزوجته العناق فصاح بهم ادمونت متذمراً ومداعباً
- كفا عن هذا
- لا تأبهي بهِ عزيزتي فهو يشعر بالغيرة فحتى هذا اليوم لم يستطيع إقناع واحدة بالارتباط به لابد وأنك سيء حقاً
- لمَا لا تقول أني لم أستطع الاقتناع بواحدة كي أرتبط بها حتى الان
- أنت السبب بما يحصل لك ولا حاجة بي لأقول لكَ هذا
قالت له سيسيل بدلال متعمد فتحركت ليُنارس واقفة وهي تحمل الاطباق عن الطاولة محاولة أخفاء ما يدور في عقلها وما يختلج في صدرها في هذهِ اللحظة
- دعي عنكِ ليُنارس أنا وسيسيل سنهتم بالأمر فأنتِ سَعادتي بأعداد الطعام
قالت رينيه معترضة على عملها فأجابتها وهي تحاول اصطناع الابتسامة
- لكما ذلك
ووضعت الاطباق جانباً وصعدت الأدراج نحو السطح دون التفوه بكلمة أخرى وقفت قرب السياج وأخذت نفساً عميقاً جداً .. لمَ انزعجتي هكذا .. أنتِ تعلمين ما يفكر بهِ .. هل كنتِ بحاجة لتسمعيها منه كي تصدقي ولا تأملي تأمل بلا شك جننتي , مضت نصف ساعة وهي على وقفتها وعينها سارحتان بالمياه الزرقاء الصافية التي تعكس أشعة الشمس البراقة أخرجها من شرودها صدور أصوات تقترب ثم تطل رينيه وسيسيل
- هنا اختفيتي إذا أنتِ مطلوبة في الأسفل .. العمل لا ينتهي
نزلت لترى ادمونت وماكس وباتريك بدأ بالنقاش حول العقود فاتخذت لنفسها مقعداً بجوار ماكس وأخذت تدون الملاحظات ولم يبدو باتريك مقتنع بالعقد الثاني فقاموا بالمناقشة والتعديل عليه ثمَ انتهوا بالحصول على إمضاءه على العقدين واتفق مع ادمونت على أن تستلم شركته بناء المنزل الجديد والذي سيكلف ثروة , جمع ادمونت الأوراق ورتبها معاً ثم قدمها لها وهو ينظر اليها لأول مرة منذُ جلوسها إنه مختلف تماماً عندما يتعلق الأمر بالعمل يصبح جاداً ورجل إعمال بمعنى الكلمة تناولت الأوراق منه بينما قال
- هلا وضعتها بالحقيبة الرصاصية إنها بغرفتي
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقف لا تشعر بالرغبة بالحديث معهُ حتى , جالت بنظرها بأرجاء غرفته وتأكدت من المكتب والمكتبة لا توجد حقيبة رصاصية .

- سأصعد لسباحة
- خذني معك ( قال ماكس بينما وقف ادمونت بدوره قائلاً )
- وضعت الحقيبة بالخزانة لن تجدها .. أتبعكما بعد قليل
كانت تهم بالخروج عندما دخل ادمونت مانعاً إياها وأغلق الباب خلفه فحركت الأوراق بيدها قائلة
- لا أجد الحقيبة لأضعها بها ( تناولهم منها قائلاً )
- لا املك حقيبة رصاصية
- آه ماذا هناك أذاً
- هذا ما أريد أن أسألك إياه
- لا أفهمك
- أتعتقدين أني لم ألاحظ ماذا بكِ لمَا أنتِ منزعجة هل ضايقكِ احد
- ولما يضايقني احدهم
- أنا أسألك ( لم تجبه لثواني فهو مصدر ضيقها ثم هزت رأسها بنفاذ صبر قائلة )
- لا لم يضايقني أحد
- ماذا بك إذا .. لا لا تحاولي أبعاد وجهك فانا أعلم أن هناك ما يزعجك ( ضمت يديها جسدها دون أجابته وقد غرزت أسنانها البيضاء بشفتها السفلى وهي تحرك رأسها بعيداً عنهُ رافضة الاستجابة لطلبه فحرك يده نحو ذقنها إلا أنها تراجعت إلى الخلف مانعة إياه من لمسها وهي تلمحه بنظرة ضيق بالغ فرفع يده وهمس بحدة ) حسناً أنا السبب إذا
- لم أقل ذلك
- إذاً ما بكِ
- لاشيء لا شيء ( أجابته بنفاذ صبر ثم سيطرت على نفسها وأضافت ) كل ما هناك أني افتقد روجيه وأوديل ليس إلا
- حقاً وتريدين مني تصديق ذلك
- لا أريد شيء منك
- أرايتِ .. أن كان الأمر حول ما حصل أثناء أعداد الطعـ
- أنتما هنا ( أطلت سيسيل من الباب قائلة وهي تنقل نظرها بينهما مستمرة وهي تقترب من ادمونت ) لقد افتقدتك الن تصعد
بدى الضيق بعينيها فتحركت متخطية عنهم فسيسيل لا تحتمل قصدت غرفتها لترتمي على سريرها لبعض الوقت قبل أن تتحرك مغادرة لتجد رينيه على سطح اليخت تضحك بمفردها على زوجها وسيسيل الذين يتراشقان بالماء بينما باتريك يسبح بعيداً عنهم وادمونت يقوم بخلع تيشرته ليقفز برشاقة الى الماء فتابعته وهو يبتعد بمهارة إنه ماهر وجذاب ولم يجد حتى الان من تقنعه بالارتباط هلا توقفتي عن التفكير بهِ
- أنتِ شاردة ( رمشت وهي تنظر الى رينيه التي تتأملها مبتسمة واستمرت ) كنت أتحدث معكِ
- شردت قليلاً ماذا كنتِ تقولين
- انك وادمونت لا تبدوان .. كمدير وسكرتيرته
- أجل هذا صحيح فنحن صديقين خارج العمل ليس الا
- بحسب معرفتي بادمونت فهو لا يحب أن يخرج عن العلاقة الرسمية مع موظفيه
فأجابتها ليُنارس مبتسمة
- لا بد واني مميزة
- وهذا ما أقوله أنا أيضاً ( ضحكة ليُنارس بمتعة وهي تقول )
- أذا قابلتكِ مرة أخرى سأقص عليك الحقيقة
تأملتها رينيه بعد قولها هذا ثم هتفت وهي تحدق بزوجها
- أنتبه ماكس خلفك انه خلفك
أضافت وهي ترى ادمونت يقترب بهدوء من ماكس الذي أخذ ينظر حوله دون رؤية أحد ثم سُحب الى أسفل
- أنهما مقربين من بعضهم ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول )
- بعد أن تخرج ماكس قام بالتقدم للعمل لدى عدت شركات وحصل على وظيفة في أحداها الا أن ادمونت طلب منهُ العمل في الدوماك وبعد تردد وافق ماكس وأثبت جدارته فالعمل تحت رأسه روبرت مورغان ليس بالعمل السهل
- أنتما منسجمان جداً
عادت لتضيف وهي ترى رينيه التي لا تبعد عينيها عن ماكس الذي يسبح بالمياه
- اجل .. عملنا معاً بجد واستمتعنا بخطوبة طويلة وتزوجنا .. لا يخلو الأمر من بعض المشاكل والخصام ونحن أحياناً لا نطاق معاً
- أنتِ جادة
- جادة جدا عليك رؤيتنا حينها ولكن في النهاية نحن متفاهمان وهو بصدق يعرف كيف يجعلني أنسى غضبي منه
استمتعت بالحديث مع رينيه فهي صريحة وعفوية واستمرتا بالتحدث ينما انشغل البقية بالسباحة وتعمدت عدم ذكر أي شيء عنها رغم محاولة رينيه العديدة وبعد الاستمتاع بالسباحة تمددوا على المقاعد باسترخاء وأخذ الراديو يطلق أغاني وموسيقى هادئة تبعث على الاسترخاء فأغمضت ليُنارس عينيها وقد بدأت تشعر بالنعاس لتعود لفتحهم بكسل على صوت المحرك فنهضت جالسة وهي تتلفت حولها ولم تكن الوحيدة التي نهضت كذلك رينيه التي كانت مستلقية بالمقعد المجاور لها وسيسيل بينما باتريك وماكس مقاعدهما فارغة توقفت نظرها على ادمونت المستلقي على بطنه ولم يبدي أي حركة تنم على استيقاظه نظرت ناحية غرفة القيادة لتجد ماكس وباتريك بها فعادت رينيه للاستلقاء هامسة
- كنتُ نائمة
- وأنا أيضاً
أجابتها بكسل بينما نهضت سيسيل وابتسامة جذابة على شفتيها لتقترب من ادمونت وتجلس على حافة مقعده راقبتها ليُنارس بامتعاض بينما تابعت رينيه نظراتها وأخفت ابتسامة انسلت من شفتيها عندما رأت سيسيل تدس يدها بنعومة بشعره وهي تهمس له ببعض الكلمات مما جعله يحرك جفونه وقد بدء يستيقظ فأشاحت برأسها عنهما وعادت لتستلقي بغيظ لا تريد أن ترى المزيد أن كان الأمر سيستمر بهذا الشكل فالأمر سيكون كارثة بلا شك أجبرت عينيها على أن تغمضا وهي تسمع ضحكات سيسيل
- ما رأيك بأن نعد القهوة
جاءها صوت رينيه المستمتع وهي تقف فاستجابة لها وسارت برفقتها دون أن تنظر باتجاه تلك الضحكات التي تجعل معدتها تشتد بينما تابعها ادمونت بنظره حتى اختفت
- سأوصل القهوة لزوجي وباتريك
قالت رينيه وهي تحمل ثلاث أكواب وتصعد الى الأعلى وخلفها ليُنارس التي اضطرت بدورها لتقديم القهوة لادمونت الذي أصبح يجلس بمقعده ومازالت سيسيل على جلستها تناول كوب القهوة شاكراً وكذلك سيسيل فحملت كوبها وتبعت رينيه ثم توقفت تتحدث مع باتريك الذي يسهل التعامل معه بعكس روبرت مورغان .

- لكِ ليُنارس فانا متعب وأفضل الاستراحة
قال باتريك وهو يقف ويشير الى مكانه لليُنارس كي تجلس وتشارك في لعبة الورق وقد كان ادمونت وسيسيل متشاركان وماكس وباتريك بينما جلست هي ورينيه تراقبانهم وتتحدثان
- اجلسي لنريهم أننا الأفضل ( قال ماكس بحماس وهي تجلس أمامه )
- لن أزيد راتبك أن تفوقتي علينا
قال ادمونت بمكر فرفعت لهُ حاجبيها وهي تلمحه بنظرة ساخرة
- هذا ابتزاز ( قال ماكس معترضاً ومضيفاً ) لا تصغي إليه فسنتفوق عليهم
فنظر ادمونت نحو ماكس وهو يقول
- أن استمرت رفيقتك بلمحي بتلك النظرات فسنخسر بالتأكيد
- وأن أستمريتم بالحديث لن نلعب اليوم ( قالت سيسيل مقاطعة إياهم ) .

- أنه الحظ فقط ( تمتم ادمونت فقال ماكس بسعادة )
- إنها مهارتي أولا في صيد السمك وثانيا في العب
ابتسمت ليُنارس وقد سرها أن يتفوقوا عليهم وهي تعود للخلف بمقعدها ثم تخفي تثائبة أنسلت من شفتيها لتتحرك وهي تقول
- ساوي للفراش والا نمت هنا .. تصبحون على خير
- خذيني معكِ ( قالت رينيه وهي تتبعها فقال ماكس وهو يتحرك )
- لا تنسني خلفك عزيزتي
أخذت تتحرك في فراشها وعقلها يرفض الرضوخ لها والنوم فكل تفكيرها منصب على ادمونت وسيسيل انفتاح باب غرفته وانغلاقه أخرجها مما هي به وكأنه يتحرك بغرفتها أخذت نفساً عميقاً وهي تسمع صوت أقدامه تتحرك ثم صوت باب الخزانة أكان يجب أن تكون غرفتها مجاورة لهُ توقفت الحركة بعد لحظات ولم يعد هناك أي صوت هل أندس في فراشه .

انقلبت الى الجهة الأخرى بكسل وهي تنظر نحو ساعة يدها التي تشير الى الخامسة صباحاً فأخذت تتحرك بتململ لا تستطيع العودة لنوم أبعدت الغطاء وتوجهت نحو حقيبتها تناولت المايوه الأسود ذا القطعة الواحدة وارتدته وارتدت فوقه روباً حريرياً لا يغطي سوى القليل من قدميها وخرجت بهدوء من غرفتها لتمر من جوار بوبي النائم بحذر شديد وتقصد سطح اليخت لتلامس بشرتها ندى الصباح وتستنشق الهواء البارد بعض الشيء أن الضباب المحيط حولهم يعطيها شعوراً بالسكينة خلعت روبها واقتربت من السلم الذي يوصل الى المياه لامست أصابع قدمها الماء أنها بارد إلا أنها شجعت نفسها وأنسلت بهدوء ورشاقة لتسبح بعيداً عن اليخت أخذت تغوص ثم تخرج لتحصل على كمية من الهواء وتسبح برشاقة وخفة نظرت الى اليخت لا تفكر بالابتعاد عنه خاصة أن الضباب يملأ المكان أخذت تسبح عائدة نحوه لامست يديها السلم ورفعت رأسها لتصعد الا أنها تجمدت في مكانها لرؤيتها ادمونت الواقف بجوار السلم يسند نفسه على الدرابزين وينظر اليها بعينين لامعتان أخفضت نظرها وصعدت وهي تهمس
- لم اعتقد أن احد مستيقظ
وتوجهت نحو روبها وارتدته وقد التصق شعرها المبتل بوجنتيها فأمسكت المنشفة وأخذت تجففه بينما اجابها وهو يتجه نحو الطاولة الموضوع عليها كوبان من القهوة
- استيقظت على صوت تحركك بالغرفة
- آه حاولت الا اصدر أي صوت
قدم لها كوب القهوة فتناولته شاكرة بينما قرب كوبه الى شفتيه التين تظهران ابتسامة عابثة وهو يقول وعينيه لا تفارقانها
- اللون الأسود يروق لي كثيراً
نظرت اليه ساخرة دون أن تجيبه وأخذت ترتشف من كوبها بهدوء فأسند ظهرها على الحاجز وهو يتأملها فهمست وقد زادت ضربات قلبها
- توقف عن ذلك
- لا أستطيع
- حسناً جرب الأمر مع واحدة غيري سيسيل لا تمانع
أشرق وجهه بابتسامة عذبة وهو يجيبها
- ولكن سيسيل لا تروق لي
- لديك مشكلة أذاً أو أنكَ ماهر بالتلاعب بالناس
كانت تتحدث بهدوء فاجئها هي نفسها فأمسكت كوبها بكلتا يديها وأخذت ترتشف منه فأجابها وهو يتأملها
- أنا ماهر بالتلاعب بالناس ( نظرت اليه متفاجئة من اعترافه هذا فرفع حاجبيه مضيف ) أن أردتِ ذلك
- أنا لا أريد
- ماذا تريدين إذاً ليُنارس
سألها هامساً ويده ترتفع لتبعد خصلة من شعرها المبتل والملتصقة بوجهها فأجابته وهي تراقب يده
- أن تتوقف عن هذا
- وأن كنتُ لا أستطيع ( قال وهو يتناول كوب القهوة من يدها فاعترضت )
- لم انهه بعد
- ستنهينه فيما بعد
- ولكن لمـ آه ادمونت لا تقترب ( أسرعت بالقول وهي تراه يقترب منها فأخذت بتراجع وهي تصر ) لن أقبل أي اعتذار منك أن فعلت
- ولكن لما اعتذار الن تسبحي برفقتي
- لا ولا أفكر بهذا فقد صعدتُ لتو من الماء
- السباحة بمفردك غير ممتعة
- بلى ( أصرت وقد أصبحت تقف عند الحاجز المفتوح وهو مازال يقترب منها ) لن أنزل للماء ألان .. أنا .. لا تقترب أكثر سأقع
أصرت إلا أن الابتسامة المرحة لم تفارق وجهه وهو يقول
- لا تخافي سأمسكك
- بربك ادمونت ( قالت متوسلة تجاهل طلبها ووقف أمامها بينما هي لم تستطع التراجع أكثر وإلا وقعت بالماء فهمست وهي تنظر اليه معاتبة ) هذا ليس عدلاً ( تجاهل قولها وحرك يده ليمسك حزام روبها فهتفت معترضة وهي تمنعه ) ماذا تظن نفسك فاعلاً
- أساعدك بخلعه
- لا أحتاج الى مساعدتك وأنا .. لن أنزل معك
- أنت تستمتعين بالتحدي وأنا أقبل
- أنا لا أتحداك ( أجابته بسرعة إنها تخاف من نفسها وهي معه عاد لتجاهل قولها من جديد وأقترب أكثر منها لتتراجع بدورها الى الخلف بحذر هامسة لهُ ) سأقع 
فتوسعت ابتسامته وهو يقول
- لن اسمح لكٍ بالسقوط
- ولكنك يا ألاهي
أسرعت بالقول بتوتر وهي تتمسك بالتيشرت التي يرتديها وقد فقدت توازنها فلتفت يده حولها
- ارأيتِ لم تسقطي
- تباً لكَ ادمونت
همست وهي تضربه برقة على صدره فأطلق ضحكة ممتعة أسرت قشعريرة بجسدها
- أمازلتي مصرة على عدم مشاركتي السباحة
- اجل ( أجابته بإصرار وهي ترفع نظرها اليه لتلاقي عينيه )
- أنتِ التي تجبريني على التصرف معك بهذهِ الطريقة
لم تدرك ما يقصده الا عندما دفعها عنهُ برقة لتسقط بالماء
- ايها المجنون
صاحت بهِ وهي تمسح الماء عن وجهها وخلعت روبها المبتل وقذفته نحوه ليلتقطه بيده ضاحكاً ثم يخلع تيشرته فاستدارت لتسبح بعيداً قبل أن ينزل الى الماء , توقفت بعد أن ابتعدت مسافة وأخذت تتلفت حولها أين هو نظرت نحو اليخت لا أحد على متنه نظرت مرة أخرى حولها لا أثر لهُ كبتت صرخة فزع كادت تنسل من شفتيها عندما أمسكها من الخلف فاستدارت اليه بسرعة
- إنكَ لسريع
- وأنتِ ماهرة في الهرب
- لم ترى شيء بعد
أجابته مبتسمة وهي تتحرك مبتعدة عنه وأخذا يلهوان ويستمتعان حاولت طوال الوقت أن تبقى بعيدة عنهُ قدر الإمكان الى أن حاصرها بيديه وهو يتنفس بصعوبة
- لن تهربي هذه ِالمرة ( فأجابته بأنفاس متقطعة وهي تهز رأسها )
- لن أفعل ( وأرخت يديها على كتفيه وأخذت نفساً عميقاً فقد استنفذت قواها بينما نقل نظره بأرجاء وجهها المبتل وشعرها الملتصق بأكتافها بعشوائية ورموشها المبتلة وعينيها وزاد من ضغط يديه التي تحيطها فتجمدت وهي تنظر اليه لتغوص بعينيه المثبتتين على شفتيها وشعرت بوجهه يقترب نحوها فهمست محاولة أن تتعقل ) أدمـ
- شـ شـ شـ
همس وهو يعانقها بحرارة أفقدتها أي مقاومة تكنها وتجاوبت معه دون تفكير ليغيبا معاً أرعبتها تلكَ المشاعر التي تعصف بها وهي بين يديه ولكن عقلها لم يكن ليستجيب لها في هذهِ الدقائق انها تتجاوب معهُ بجنون وهو لا يكف عن طلب المزيد ابتعدت عنهُ بصعوبة وصدرها يرتفع بقوة فرفع يديه المبتلتين لتحتضنا وجهها وهو يهمس 
- ستفقدينني صوابي
رفعت يدها لتبعد خصلاً من شعرها بتوتر عن جبينها ولتبعد يديه عنها وعينيها مستقرتان على عينيه وتقول محاولة تبرير ما حصل لها
- أنا أيضا استطيع ان الهو
أغمقت عينيه لقولها وتمعن النظر بها ثمَ ظهرت على أطراف شفتيه ابتسامة مائلة وهو يقول
- عيناكِ تخبراني غير هذا
- آه ( قالت وهي تتراجع للخلف ومضيفة ) أرجوا أن لا تصدق هذا .. لغة العيون .. لا أظن أنكَ تعرف قراءتها حتى
- أعترف أنكِ ماهرة فلم تتجاوبي معي سوى هنا وسط هذا الماء كله فتوقفيني متى أردتِ
- لما لا
قالت محاولة أن يبدو صوتها طبيعياً ولكنهُ شعر بارتجاف صوتها فأطلق ضحكة ممتعة وحدق بها مستمتعاً وهو يقول
- لن تستطيعي ايقافي أن لم أرد
- أنت تحلم ( أجابته بثقة واستدارت لتسبح نحو اليخت وهي تشعر بجسدها يرتجف من الداخل صعدت الدرج دون أن تتلفت اليه لتفاجئ برؤية سيسيل الجالسة على أحد المقاعد في وسط اليخت وبجوارها بوبي فتداركت تجمدها ونجحت بإخفاء ارتباكها وقالت ) أستيقظتي باكراً
- وأنتِ أيضاً
أجابتها سيسيل وهي تدس يدها بشعر بوبي دون النظر اليها فتناولت روبها المبتل عن الأرض ودخلت الى اليخت وما أن أغلقت باب غرفتها على نفسها حتى شعرت برغبة كبيرة بالبكاء فأسندت ظهرها على باب الغرفة قبل أن تنسل لتجلس بهدوء قربه انها تشعر بحرارة قبلته حتى الان رفعت يدها لتخفي وجهها كيف سمحت لنفسها بالتجاوب معه بهذا الشكل المخزي كيف كيف ستريه وجهها بعد الان .

 بقيت مستلقية حتى طرق باب غرفتها فانتفضت وتناولت قميصها القطني لترتاديه قبل أن تقول
- اجل ( فتح الباب وأطل رأس رينيه المبتسمة وهي تقول )
- صباح الخير نحنُ بانتظارك هيا سأعد القهوة والقاكي في الأعلى
- حسناً
أجابتها وهي تحاول الابتسامة وأخرجت نفساً عميقاً لن تحبس نفسها هنا لما عليها أن تتوتر حاولت أقناع نفسها جاهدة فقصدت الحمام واستحمت بسرعة ثمَ صعدت لسطح اليخت بعد أن ارتدت بلوزه دون أكمام وشورت أبيض وسرحت شعرها المبتل وتركتهُ يهدل بحرية لتلقي التحية بحذر وهي تنقل نظرها بالموجودين ولكنها لم تره بينهم فاقتربت من الطاولة لتحصل لنفسها على كوب قهوة ولم تكن ثواني حتى أطل ماكس وأقترب من زوجته التي جلست تحتسي قهوتها بهدوء مقبلاً إياها على جبينها ومتلفتاً حوله قبل أن يتساءل
- الم يستيقظ ادمونت بعد
رفع باتريك كتفيه علامة عدم معرفته بينما ابتسمت سيسيل بخبث قائلة وهي تشير نحو البحر
- إنهُ هناك
تجهم وجه ليُنارس بينما أقترب ماكس من الحاجز ليحدق بشكل جيد قبل أن يتساءل بحذر
- منذُ متى وهو هناك
- منذُ أن استيقظت ( أجابته سيسيل وهي تلمح ليُنارس بنظرة ) إنهُ مستلقي على ظهره باسترخاء منذُ مدة
حرك ماكس شفتيه باستغراب ثم قال وهو يتخلص من قميصه
- سأنزل وأشاركه هذا الاسترخاء الغريب
- الن تشرب قهوتك عزيزي قبل نزولك
- عندما أعود أحتسيها
وقفز في الماء راقبته ليُنارس وخفقات قلبها تزداد وهو يقترب بهدوء من ادمونت المستلقي على ظهره باسترخاء وهو مغمض العينين ووقف بجواره دون أن يبدي ادمونت أي حركة فأخذ يثرثر قليلاً بمرح ثم أخذ يهمس شيئاً أغاظ ادمونت الذي فتح عينيه وأخذ يرتشفه بالماء فأبتعد ماكس ضاحكاً ولم تمضي دقائق حتى اقتربا معاً من اليخت صعد ادمونت أولاً وكانت المياه تنزلق من شعره وجسده على الأرض وهو يقترب منهم مبتسماً وقائلاً
- يا لكم من مجموعة نشيطة
قدمت لهم رينيه المناشف فأخذ ادمونت يجفف نفسه بينما وقف ماكس خلفه ووضع يده على كتف ادمونت قائلاً
- صديقي هذا يدعي أنهُ أمضى ساعة كاملة وهو على هذا الوضع
نظر اليه ادمونت قائلاً
- أتريد شهوداً ( شحب وجه ليُنارس التي لم ترفع نظرها عن كوب القهوة منذُ صعوده فأستمر ) يمكنك سؤال سيسيل ( ونظر اليها مضيفا ) كم مضى على وجودكِ هنا
- حوالي الساعة ربما
- وكنتُ بالماء آنذاك
- أجل
- أرأيت
- حسناً يا صديقي جهز نفسك لنزلة برد حادة
ابتسم ادمونت لقول ماكس ونظر الى ليُنارس لتتوسع ابتسامته وهو يقول
- هلا تكرمت ألآنسة ريمونت بإحضار كوباً من القهوة لي فأنا مجبر على البقاء في مكاني حتى أجف
شعرت بانقباض في معدتها ورغم شعورها هذا حملت لهُ القهوة تناولها منها مبتسماً وشاكر ردت لهُ الشكر وعادت لتقف مكانها وتستمع لباتريك الذي أبدى رغبته بالسير الان الى الميناء فقام ادمونت بتحريك اليخت بينما انشغلت مع رينيه بتحضير الشطائر للإفطار وبعد أن انتهوا من أعدادهم قامت رينيه بتوزيع الشطائر بينما أخذت تعد الشراب تناول ادمونت شطيرة من رينيه التي دخلت غرفة القيادة وأخذت تتبادل معهُ الحديث وعندما همت بالمغادرة أوقفها بقوله
- هلا طلبتي من ليُنارس إحضار شطيرة أخرى لي ( نظرت اليه رينيه بمكر قائلة )
- أحضرها أنا
- لا ( أجابها باسماً فعلقت ضاحكة وهي تغادر )
- إذاً ليست الشطائر هي المطلوبة
- دعيني أحملها عنكِ ( قالت رينيه وهي تتناول صينية الشراب منها وقد كانت تهم بالصعود واستمرت ) تناولي كوباً وشطيرة أخرى ان الرجال لا تكفيهم شطيرة واحدة
تناولت ما طلبته رينيه قائلة وهي تصعد الأدراج خلفها
- لمن هذهِ
- لادمونت إنه في غرفة القيادة
توقفت في مكانها لثواني محدقة برينيه التي ابتعدت قبل أن تعود لمتابعة سيرها باتجاه غرفة القيادة
- ها هي شطيرتك ( بادرته فور دخولها واستمرت وهي تقترب لتضعها أمامه وقد لاحظت أنهُ لم ينهي شطيرته بعد ) لابد وأنكَ جائع جدا
- أنا كذلك امسكي هذا قليلاً ( طلب منها وهو يترك المقود مما فاجئها وجعلها تقول بتلعثم )
- لما آه لا لا أجرؤ أنا
- قيادته أسهل من السيارة
أصر وهو يتناول الشطيرة من يدها وكوب الشراب ففتحت فمها
- أنا لم أقد يختاً من قبل
- وأنا أريد تناول طعامي ( أجابها وهو يقضم من شطيرته فتناولت المقود بتردد وهتفت وهي تراه يبتعد ) الى أين أنتَ ذاهب أبقى هنا
توسعت ابتسامته وهو يعود ليقف بجوارها قائلاً
- لا داعي لتتوتري .. انظري الى هذا سنبقى بهذا المسار
وبدء بالشرح لها شعرت بالضياع رغم محاولتها التركيز على ما يقوله واخذ يعطيها إرشادات عن كيفية قيادته
- أتعلم ما الجيد بالأمر ( قالت بابتسامة متوترة وعندما هز رأسه بالنفي استمرت ) لا يوجد يخت آخر في هذهِ المياه والا اصطدمت بهِ
- لستِ سيئة لتلك الدرجة ( وفتح خريطة أمامها مضيفاً ) أنظري نحنُ هنا .. و سنستمر بالسير في هذا الاتجاه حتى نصل الى هنا ويمكننا سلك تلـ
رفعت نظرها عن الخريطة الى محدثها المنشغل بالخريطة التي أمامه دون توقف عن الشرح رقت ملامحها وهي تتأمل وجهه عادت للنظر الى الخريطة والى حيث يشير محاولة التركيز بما يقوله وهي تخرج تنهيدة من صدرها فنظر اليها متسائلاً
- تعبتِ
- لا .. أستمر ( فلمحها بنظرة عميقة وهو يعود ليكمل وعندما انتها من الخريطة سألته ) سنصل اليوم اذاً
- اجل ولكني أفكر بإقامة عشاء لهذا لن نرسوا الليلة في الميناء غداً صباحاً نرسوا ونتجول قليلاً ثم نعود بأدراجنا مناسب اليس كذلك
- أجل
- هل أقاطعكما ( نظرا معاً إلى سيسل التي دخلت واستمرت ) تقودين اذاً
- انها المرة الأولى
- لا تقلقي فادمونت معلم ماهر ( واستقرت يدها على كتفه مضيفة ) أتذكر ( ثم نظرت الى ليُنارس مضيفة ) هو من علمني قيادة اليخت كيفَ كنت تلميذة جيدة أم أن ليُنارس أفضل مني
- لم يسبق لليُنارس قيادة واحد من قبل بينما أنت كنت تدعين انك لم تفعلي
أجابها ادمونت وهو ينظر اليها ففتحت شفتيها بدهشة قبل أن تقول بابتسامة
- كنت تعلم واعتقدت أني أجدت الادعاء وانطونيا كيف كانت لا أعتقد أنها جيدة وأظُن أن ليليان تفوقت عليها .. لابد وأن جي كانت أفضلنا
اشتدت ملامح ادمونت وهو ينظر الى سيسيل دون التفوه بكلمة ثم أشاح برأسه نحو ليُنارس التي تدعي انها منشغلة بالقيادة
- أنتِ تنحرفين عن المسار
قال وهو يشير الى البوصلة أمامها فعادت الى المسار الصحيح بينما رفعت رينيه يدها مشيرة الى سيسيل لتحضر اليها فتمتمت سيسيل بعدم رضا
- سأرى ما بها وأدعكما لدروس القيادة
حلت بعد خروجها لحظات صمت مشحونة بالتوتر فلم تحاول كسرها اذا هناك أنطونيا وليليا وجي ولابد أن هناك المزيد أيضاً رفعت يدها الى جبينها
- اشعر بالتعب .. لا أريد الاستمرار
- لا أنت لا تشعرين بالتعب ( نظرت اليه لتلاقي عينيه وهو يضيف ) أنتِ تعانين من معلم سيء السمعة
- لم تعد لي رغبة بالقيادة ( أصرت وهي تبتعد عن المقود فمنعها وهو يقف امامها قائلا )
- أشعر بالندم لصمتي عما كان يقال عني ويؤلمني أكثر موقفكِ هذا ( وأمام صمتها أضاف ) جميع من ذكرت سيسيل هن رفيقاتها قمت باصطحابهم في رحلة وكن جميعهم الفتيات بالإضافة الى الشبان يرغبن بتعلم القيادة لذا لم يكن الأمر كما حاولت ايهامك
- ولما أرادت إيهامي
- لديها اسبابها ( أخذت كمية من الهواء قبل أن تقول )
- أريد أن تصدقني القول ولن أنزعج أبداً اريد أن اعرف فقط هل أحضرتني لتثير غيرتها
- من غير المنطقي أن تسأليني هذا وقد أوضحتُ لكِ أني أريد رفقتكِ ولو رغبت برفقة سيسيل لما دعوتك
- ولكن رفقتي ليست مسلية بالقدر الذي تتخيله
- انها تروق لي ( تمعنت النظر بهِ تبحث في عينيه عما يجول في فكره ثم قالت )
- أتعلم شيء أعتقد أنكَ تعاني من النقص في الصراحة من قبل أصدقائك
- لابد وأنهُ مرض جديد فلم أسمع بهِ بعد ( أجابها مبتسماً فتأملته قليلاً ثم ابتسمت بدورها ان غضبها منهُ يتلاشى بسرعة فأضاف وهو يسير مبتعداً عن المقود ) هلا عدنا لدروس القيادة وأثبتنا أنك أفضل من جي وليليان و و القائمة طويلة ولن أستطيع ذكرها جميعها
هزت رأسها بيأس وعادت لتستمع لإرشاداته كان نهاراً ممتعاً وقد شعرت بالسعادة لمرافقة ادمونت لها طوال الفترة الصباحية .

- كل شيء جاهز ألان لم يبقى سوى نقلها الى فوق
قالت ليُنارس لرينيه التي خرجت من الحمام وهي تقوم بتنشيف شعرها  فنظرت رينيه حولها
- اين سيسيل لا تعلميني أنها لم تساعد
- حسنا لن افعل ( أجابتها مبتسمة فأضافت رينه )
- وهل جهزت المائدة فوق أم سأضطر الى فعل ذلك بنفسي
- لا جهزها ادمونت
- جيد
- حان دوري سأستحم بسرعة
أخذت حماماً سريعاً وارتدت ثوبا وردي قصير والذي يغطي القليل من كتفيها وقامت بتجفيف شعرها بسرعة وجعدتهُ باستعمال أنبوب خاص ثم صعدت الى سطح المركب
- أرجوا أني لم اتأخر
بادرتهم وهي تقترب من المائدة المستديرة التي وضع عليها شرشف أحمر ورتبت فوقها الأطباق بأناقة وأشعل شمعدانين بها أربع شموع مما أضفى رونقاً ساحراً لهذهِ الجلسة وأعطى صوت الموسيقى الهادئة جواً رومانسياً أطلق ماكس صافرة أعجاب عند رؤيتها فوضعه زوجته يديها على عينيه مداعبة
ستبقى خارج الغرفة أن أستمريت
جلست قرب باتريك بابتسامة ليبدأ بتناول العشاء
- عندما تقررين ترك العمل بالدوماك أعلميني ( قال باتريك موجهاً حديثه لها ونظر الى ادمونت الجالس بجوار أبنته مضيفاً ) كيف تختار موظفيك أعلمني
- المصادفة تلعب دوراً كبيراً بهذا
أجابه ثم نظر نحوها ليلمحها بنظرة عميقة فأخذت تسكب الطعام بطبقها مدعية عدم رؤيته ليمضوا سهرة جميلة وكان الجميع يتحدثون فأخرج باتريك محفظته وسحب منها بطاقة قدمها لها قائلا
- آنا جاد بأمر العمل ( تناولت البطاقة منه بفضول )
- أتحاول أغراء موظفتي
تسال ادمونت مستنكراً هذا التصرف وهو يراها تتناول البطاقة
- أنا أقدم لها عرضاً
- لستَ بحاجة لها أبي فلديك مجموعة كبيرة من الموظفين كما أنك لا تعلم ان كانت ماهرة أم لا
قالت سيسيل بفظاظة واضحة فأجابها والدها بهدوء
- لو لم تكُن ماهرة لما عملت سكرتيرة خاصة لمكتب مورغان
- ارجوا المعذرة فأنا لا أنوي الاستمـ ( وتوقفت عن المتابعة وهي ترى نظرات ادمونت المصوبة اليها فتابعت باقتضاب ) لا أفكر حالياً بترك العمل
- أنا لستُ على عجلة من أمري وأنتَ ايها الشاب كف عن التحديق بها بغضب أنا من عرض عليها العمل ويحق لها أن تختار وأن كان عرضي جيد فلا مشكلة
- لا ترى أي مشكلة بأخذ موظفي
- أنا لا اسرقها ادمونت أنا اقدم لها عرضاً مغري فقط وان كنتَ تريد الأفضل لها والتقدم فعليها الموافقة .. إلا أذا قدمت لها أنتَ عرضاَ يفوق عرضي وأنا استبعد ان تفعل
- ولمَا تستبعد أتعتقد اني أفرط بموظفي بسهولة
- لا ولكن لن تستطيع منافستي
- اذاً أنت مازلت تجهلني
أجابه ادمونت وقد اشتعلت عينيه واشتدت ملامح وجهه فنظر باتريك نحو ليُنارس وهو يضع يده خلف مقعدها قائلاً
- ما رأيك بهذا
- في الحقيقة أنا لا أنوي ترك عملي
قالت وهي تشعر بنظرات ادمونت المصوبة نحوها
- دعكِ منه أنه مدير صعب المراس بطاقتي لديكِ وعندما تـ
- باتريك لتترك هذا الأمر
قال ادمونت بهدوء ولكن بصوت بارد قبل أن تستطيع ليُنارس الإجابة فقال باتريك
- ولما الاعتراض
- ما لا تعرفه أن ادمونت يثق بموظفيه ثقة عمياء ( تدخل ماكس قائلاً وضيفاً ) وهو يختار الأفضل للعمل لديه لهذا أظن أن لهُ الحق بأن يعترض
بقي ادمونت ينقل عينيه بين باتريك وليُنارس فضحك باتريك وقال
- وأنا أقبل ( وجلس جيداً ورفع كأسه لادمونت مضيفاً ) لم يصعب الإيقاع بك كنتُ أريد أن اتأكد فقط ( توقفت عيني ادمونت على باتريك للحظة ثمَ بدأت ملامح وجهه بالارتخاء لتظهر ابتسامة مائلة على شفتيه ويكسو الغموض وجهه فهز باتريك رأسه مضيف ) كنت صيداً سهلاً
- ماذا تقصد أبي
- لاشيء
فرفعت رينيه حاجبيها متسائلة لليُنارس التي ردت عليها برفع كتفيها بينما رفع ادمونت كأسه ليرتشف منهُ وقد شعر بالاسترخاء يسري اليه
- ستسمح لي الآنسة بهذهِ الرقصة ( دعاها باتريك فلم ترفض وأنضم اليهم ماكس ورينيه )
- ادمونت شاب رائع بحق ويستحق الأفضل كنتُ أتمنى أن يرتبط .. بواحدة اعرفها ولكن الأمور تتغير ( لما يحدثها عن ادمونت وهل يقصد ابنته لم تجبه واكتفت بالإصغاء وهو يضيف ) كنتُ أرغب بإنجاب صبي ولكني لم ارزق سوى بفتاة واحدة .. أنتِ وحيدة
- لا لدي شقيق
- هذا جيد من الجميل أن يكون للمرء عائلة
تابعت ادمونت الذي دعا سيسيل للرقص ثم عادت بنظرها الى باتريك المستمر بالحديث معها وبعد رقصة لطيفة عادا للجلوس على المائدة بينما أستمر ماكس ورينيه بالرقص وكذلك ادمونت وسيسيل ، سرحت عينيها بالميناء المطل عليهم وبالأنوار التي تنير المدينة بهذا الليل المعتم نقلت نظرها الى سيسيل التي أطلقت ضحكة ممتعة واستمرت تتحدث مع ادمونت بحماس وهما يرقصان .. ماذا قصد باتريك بكلامه .. انه لا يميل لابنة باتريك أنه حتى يهتم بي أكثر منها .. ولكن من ينظر اليهما الان يقول العكس
- الطقس رائع الليلة ( قالت رينيه وهي تجلس من جديد فأجابها ماكس )
- سمعت أن الأمر سيسوء وستمطر
- آه عزيزي لقد جئنا لنقضي أجازة لطيفة ولا حاجة بنا للأمطار الان
- لا اعتقد أنها ستمطر رغم ما سمعته
- ستفعل ( أجابه باتريك مضيفا ) فبهذهِ الأشهر نحنُ معتادون على هكذا طقس مازلتما مصران على عدم مرافقتنا
- ننوي التجول وإحضار بعض الهدايا والاستمتاع ( قال ماكس وأضافت رينيه )
- يوجد أماكن كثيرة لنقصدها  
تقدم ادمونت وسيسيل أبعد لها المقعد لتجلس ثم التف حول المائدة لتستقر يده على المقعد الذي تجلس عليه ليُنارس لينحني نحوها هامساً
- لنرقص
رفعت رأسها نحوه تريد الرفض الا أنه مد يده نحوها منتظراً إياها فتحركت لتقف دون قدرتها على الرفض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق