غادر ليفيا الشعور
بالراحة مع مغادرة كريستي فعلقت عينيها بالنار المدفئة وهي تشعر بادوارد الذي
يتأملها قبل أن يتحرك متخطى عنها نحو رف المدفئة ليسكب كأسا آخر من الشراب ويتحرك
نحوها ليقدمه لها فتناولته شاكرة فتخطى عنها من جديد ولكن هذه المرة للجلوس
بجوارها مسترخيا في جلسته وقائلا
- دُعينا لذهاب
لتناول العشاء في منزل غرانت ستراود مساء الغد فأعدي نفسك لذلك
نظرت إليه متسائلة
والتفكير باديا عليها
- الدعوة خاصة
- لا
- الدعوة موجهة لأكثر
من عائلة
- لجميع العائلات
البارزة في صوفيلان فهو رئيس البلدة ( بللت شفتها السفلى قبل أن تقول بهدوء )
- ألن تستطيع
الاعتذار وعدم الذهاب فلا أفضل الذهاب
- قلت منذ قليل إني
أفضل أن تكون زوجتي اجتماعية وعلاقاتها جيده بجميع سكان المنطقة
- ادوارد سيكون هنالك ..
إيفل وأنا لا أريد
- لا تجرئي على لفظ
اسم هذا اللعين مرة أخرى في منزلي ( قاطعها قائلا دون أن يفتها التحذير بصوته
الجامد وأمام صمتها أضاف ) لم يوقفني يوما عن فعل ما أريد فعله ولن يبدأ ألان بهذا
حركت يدها لتضع الكوب
جانبا وقد اشتدت أصابعها عليه لتعود وتدس أصابعها معا في حجرها وضيقها يزداد رغم
محاولتها إخفاء ذلك قائلة بصوتها الهادئ قدر ما أمكنها
- علينا التحدث بهذا
الأمر
- أيروقك إيفل
- ماذا
تمتمت بذهول محدقة به
لتثبت عينيها على عينيه دون حراك فأضاف وشفتيه الشيء الوحيد الذي تحرك به
- قلت أيروقك ( رمشت
ببطء وهي تقول )
- كيف تعتقد للحظة أن
هذا يمكن حدوثه كيف تطرح علي هكذا سؤال
- انه بسيط جدا
فأجيبي ليفيا
- لا لا يروقني ولن
يروقني ما الذي يدعوك لطرح هذا
أضافت دون تصديق فقرب
رأسه منها متمتما بحده خافته وعينيه ثابتتان على عينيها
- إذا ابقي كذلك وهذا
ما أريده منك أتفهمين ما أقوله عزيزتي ( حركت عينيها ببطء بين عينيه وهي تشعر
بأنها تغوص في رمال متحركة لا مفر منها فهز رأسه لهلا مضيفا ) فتاة عاقلة ( ومرر
يده على جانب وجهها مستمرا ) أن الفتاة التي لا تجادل تروقني جدا .. مع مرور الوقت
ستعتادين علي وتعرفين طباعي جيدا
أبعدت وجهها ببطء عن
يده قائلة وهي تشعر بضغط كبير قد جثم على صدرها
- ولكني لا ارغب بالذهاب
لقد ضقت ذرعا به
- هذا ما يرده ليفيا
ولن اجعله يناله ( تأملته بيأس قبل أن تقول )
- سيسعى لإحراجنـ
- قلت لا تهتمي فانا
قادر على تدبر أمره فانا اعرفه جيدا واعرف ما يفكر به
أغمضت عينيها بإعياء
فالقد اكتفت حقا مما يجري حولها لذا قالت وهي تعود لفتحهما
- كان نهاري مرهقا
جدا ( ضاقت عينيه الناظرتان إليها لقولها فاستمرت ) علي الحصول على الراحة الكافية
كي .. أكون غدا كما تريدني
- أنت تصديني دائما
ألا تفعل
- اشعر بالتعب (
إجابته وهي تتحرك واقفة فتأملها بغيظ قبل أن يقول )
- فلتذهبي فانا أيضا
لا ارغب بقضاء الأمسية .. هنا
وتحرك مبتعدا ومتوجها
نحو الباب ليغادر لتتأمل الباب الذي أغلق خلفه قبل أن تتحرك نحو الأدراج دون
الشعور بالندم .
- طلب منى السيد
مساعدتك بتحضير نفسك ( نظرت إلى مورلي التي دخلت إلى غرفتها قائلة ذلك ومستمرة وهي
تتوجه نحو الخزانة لتفتحها ) يريد أن تكوني بأبهى صورة اليوم فالسيد غرانت ستراود
هو مسئول البلدة كما انه يملك مصنعا لصباغة الأقمشة يدعوا جميع العائلات الراقية
بصوفيلان بالإضافة إلى العائلات المعروفة في القرى المجاورة لحضور حفلاته
- وبكل تأكيد سيكون
إيفل هناك
- في الحقيقة آنستي
لا احد يفوت دعوت السيد غرانت
عادت برأسها إلى ما
أمامها شاردة ورغم تنبيه نفسها بان عليها إلا تقلق إلا أنها لم تفلح ولم يفتها
نظرات الرضا التي لمحها بها ادوارد وهو يتأملها باهتمام من ثوبها ذو الطبقات
المتباعدة الأنيق إلى شعرها الذي رفعته إلى الأعلى ليبرز ملامح وجها بشكل جذاب وقد
حرصت على وضع القليل من أدوات التزين مما ابرز عينيها وجعل شفتيها تلتمعان لتدخل
منزل غرانت برفقة ادوارد وكريستي لتحي عائلة ستراود التي استقبلتهم قبل أن تتحرك
في الغرفة الواسعة والتي امتلاءات بالمدعوين لتجول بعينيها بينهم محي والداي رينار
الذين اقتربا منهما لتنضم لهما شيلي شقيقة رينار الصغرى قبل أن تبتعد وقد دعاها
احد الشباب للرقص فأخذت ليفيا تتابع ما يحدث حولها لتثبت عينيها على إيفل الذي وقف
في الجهة ألمقابله لهم يتأملها بجراءة فاشتدت يدها على ذراع ادوارد التي تتأبطها
دون شعورا منها وهي تهم بالنظر أمامها فنظر ادوارد إليها لتصرفها ليلمح إيفل لتضيق
عينيه وهو يضع يده الأخرى على يدها قائلا
- ما بك
- لاشيء ( أجابته
فأصر )
- مما أنت قلقه (
حاولت الابتسامة وهي تقول )
- لست كذلك .. هل
أبدو قلقه ( تمعن بها لرفضها الإفصاح ليقول وهو يعود إلى ما أمامه )
- أنت برفقتي ..
ومرافقتي ليس عليها القلق من أي شيء وأنا بجوارها ( أضاف لها ويده تترك يدها لتحيط
خصرها مستمرا وهو يرى فرانس ومادي يقتربان منهما ) هاهما فرانس ومادي
انشغلت بالتحدث مع
مادي قبل أن تنظر نحو ادوارد تهم بمحادثته ولكنها لم تفعل وهي ترى وجهه الذي امتقع
بالسواد وبكرستي تميل إليه متمته دون تصديق
- إنها اوديل أليس
كذلك إنها هي أنا واثقة .. ما الذي تفعله هنا و .. مع ذاك الرجل
تابعت ليفيا نظرهما
لتتوقفان على فتاه ممشوقة القوام ذات وجها جميل وشعرا طويل منسدل حتى وسط ظهرها
تراقص إيفل الذي يتحرك بمهارة وكأنه اعتاد على هذا كيف يستطيع أن يبدوا بهذه
الأناقة والرقي لو لم تعرفه من قبل لصدقت انه احد الرجال النبلاء ما الذي فعلة
ألان إنها تعلم انه لن يترك هذه الليلة تمضي دون أن يترك أثره بها تأملت الفتاه
التي تراقصه ببطء وهي تذكر حديث كرستي وشقيقتها عن اوديل وحديث السائس أيضا عنها
أهذه هي إذا عادت نحو ادوارد الذي يبذل مجهودا كبير ليبقى واقفا في مكانه وقد
اكفهر وجه بشكل لم تره سابقا فعادت إلى ما أمامها وغصة في حلقها انه واقع في غرام
فتاتا أخرى والغيرة تأكله لمجرد رقصها مع أخر يا لا حظك ليفيا عليها شكر إيفل لذلك
إيفل تمتمت باسمه في نفسها مستمرة أنت لن تهدأ قبل أن تفسد كل شيء
- ما بك ألا تستمتعين
بالحفل ( بادرتها رينار التي وقفت بجوارهم هي وبول )
- بلا انه .. ممتع (
أجابتها وهي تتصنع ابتسامة وتابعت بول الذي حدث ادوارد الذي اكتفى بإجابته بشكل
مقتضب مما جعله يتبادل النظرات ورينار قبل أن تقول ليفيا لها ) ثوبك جميل من أين
أحضرته
- لقد قامت ميرلاند
بحياكته لي
- إنها ماهرة
- اجل الجميع يستعين
بها هنا
- قد افعل أنا أيضا
- إلى أيـ
قالت كرستي بقلق ولم
تتابع وادوارد يتجاهل قولها ويبتعد بجمود عنهم فدعت ليفيا أنها منشغلة بالحديث مع رينار
ولكن كل حواسها كانت تتابع ادوارد الذي وقف بعيدا وعينية لا تفارقان إيفل وادويل
التي ما أن انتهت الرقصة حتى رافقت إيفل ليصطحبها إلى جوار شقيقتها الكبرى قبل أن
ينسحب مبتعدا بعد تبادل الحديث معهم
- الحفل مليء
بالغرباء ( قالت رينار وهي ترى ليفيا تنظر نحو اوديل مستمرة ) طلب إيفل من غرانت
دعوى عائلة سميث ( نظرت إليها ليفيا بحيرة فاستمرت بهمس ) لابد وان تلك الفتاه
تروقه وألا لما فعل هذا .. اعلم انه ارتبط منذ وقت قريب بعمل مع والدها .. جن جنون
لوريل انظري إليها
نظرت إلى لوريل التي
ترفع رأسها بكبرياء وهي تلمح اوديل قبل أن تشيح برأسها , ليست لوريل فقط من فقدت
صوابها لهذا وادوارد أيضا أين هو تعمدت البحث عنه لتتوقف وهي تراه يشير برأسه من
بعيد فتابعت نظره ليتوقف على اوديل التي مالت نحو شقيقتها لتحدثها قبل أن تتحرك
مبتعدة ليتبعها ادوارد بعد قليل فأشاحت برأسها بعيدا عنهم رغم أنها لا تكن المشاعر
لادوارد إلا أنها لا تستطيع احتمال هذا الوضع حقا وتشعر بالاختناق الشديد فقد كانت
على وشك الارتباط برجل لا تعني له شيئا غير أنها ابنة اللورد روتلان دعا بول رينار
للرقص مما جعلهما يبتعدان فنظرت بدورها إلى كرستي التي تبحث بعينيها بقلق بين
المدعوين عن ادوارد قائلة لها
- اشعر بالاختناق
سأخرج لتنشق بعض الهواء
- افعلي هذا أفضل
اعني اجل المكان مزدحم
ابتسمت بتصنع وابتعدت
لتخرج من الباب الرئيسي لتتحرك بالحديقة المليئة بالأشجار والهواء البارد يلامس
وجنتيها فسارت ببطء نحو احد المقاعد الخشبية الموضوع قرب احد الأشجار لتجلس عليه
وهي تسرع برفع يدها لتمسح دمعة انسلت من عينها رغما عنها فنهرت نفسها لما هي حزينة
اجل لم تتوقع أن ينتهي الأمر بها بهذا الشكل المهين منذ أن وطئت قدميها هذه الأرض
وأمورها في تدهور فتحت شفتيها لتتنفس جيدا وهي تدعوا أن تصل الرسالة إلى ليوندا
بأسرع وقت فهي أملها الوحيد
- أنت في المكان
الخطأ دون شك ( أخرجها قول إيفل من شرودها وهو يقترب من بين الأشجار ليطل عليها
مستمرا ) لما لست بالداخل فاتك الكثير بهذا الشكل
تعلقت عينيها به
أتضحك أم تبك لا تعلم بهذه اللحظة فمشاعرها مضطربة كفاية فأجابته بهدوء
- أنت مخطئ .. لا
اعتقد أن شيئا فآتني
اقترب ليجلس بجوارها
وهي تتابعه فمد ساقية متأملا ما أمامه وهو يسترخي بجلسته قائلا
- ألا تقلقي من ترك
خطيبك بالداخل بوجود كل تلك الفتيات الفاتنات
نظرت أمامها بغيظ
قائلة بهدوء شديد
- وهل علي أن اقلق لا
لا اعتقد أن ثقتي به لا محدودة
مد ذراعية لتستقرا
على ذراع المقعد مما جعلها تسحب بنفسها إلى طرفة متفادية أن تلامسها ذراعه وهو
يقول
- لو كنت مكانك لقلقت
لمحة ذراعه المسترخية
ووجه الثابت إلى الأمام بغيظ كبير لا لن تجعله ينال مراده لذا قالت بذات الهدوء
- بالتأكيد كنت لتفعل
فهو ملفت للنظر ويروق للفتيات الفاتنات وهذا بالتأكيد لا يصب بصالحك ( حرك رأسه
نحوها محدجا إياها بنظرة فاستمرت ) انه جذاب وساحر وهذا الأمر ليس بيده وأنا أتفهم
هذا ففي النهاية اختارني أنا
- جذاب وساحر ..
أنتحدث عن نفس الرجل هنا
- ادوارد ريفوري أفضل
من تعرفت عليهم لذا ارتبط به
- أنت واقعة في غرامة
( قال بسخرية وأضاف ) لذا لا ترين عيوبه
- عيوبه .. التي أنت
قررتها ( ضاقت عينيه قبل أن يقول )
- انه بغرفة المكتب
بابها الثالث على اليمن اذهبي إليها و .. ( ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتيه مستمرا )
لا احتاج لإعلامي ما ترين احتفظي به لنفسك
- اشكر اقتراحك ولكني
لن اعمل به
- ألا تشعرين بالفضول
لترى مع من هو ألان
سألها باهتمام وهو
يتحرك بجلسته نحوها فهزة رأسها له بالنفي قائلة
- أنا لا اصدق حرفا
واحد تنطق به
- ستخسرين الكثير إذا
- ليكن ( نقل عينيه
بعينها قائلا )
- انه أحمق لطالما
كان كذلك يتركك جالسة هنا وهو منشغلا عنك بأخرى انه لا يقدر قيمتك حق تقدير
- تسعى إلى أن أتوجه
إلى تلك الغرفة لاقتحمها فأجد ادوارد مجتمع مع بعض الرجال فلا ينالني إلا الحرج (
وأظهرت ابتسامة ساخرة وهي تضيف ) لن أجعلك تنال مبتغاك
- أنت مؤخرا تفشلين
ما أريد ألا تفعلين .. كان ليكون أسبوعا مميز .. كيف استطعت الخلاص والمغادرة الم
تتوهي
رفعت ذقها بكبرياء
قائلة وهي تتحرك لتقف ناظرة إليه بتعالي
- لم يكن الأمر صعبا
ولا لم أتوه وأتعلم أنا جدا سعيدة لإفساد مخططك
وتحركت لتبتعد
وينتابها شعور بالرضا لتصرفها لتخنق شهقة كادت تنسل من بين شفتيها وهي تشعر باليد
التي لامست ذراعها وقبل أن تدرك كانت أصبحت بين ذراعية ووجهه قرب وجهها لتشعر
بأنفاسه وهو يهمس أمام عينيها المذعورتين
- لو أردت لما سمحت
لك بإفساده ولنلت مرادي وما كنت لتستطيعين شيئا ( زادت من تجمدها وهي تشعر بيده
التي لامسة عنقها من الخلف ليجذب شعرها مجبرا إياها على رفع وجهها إليه أكثر وهو
يستمر أمام جمودها ) أنت اضعف من أن تقفي أمامي
ابتلعت ريقها بصعوبة
وقد أصبح توترها في أوجه فقالت محاولة إخراج صوتها ثابتا
- أتعلم ما الذي
سأفعله أن لم تبتعد خلال ثواني
- لا تعلميني فقط
افعليه
- لن أجعلك تنال
مرادك
- إذا لن ابتعد ..
هيا إبداء بالصراخ والاستنجاد
- لن افعل
تمتمت بإصرار فاشتدت
يده التي تحيط خصرها لتجذبها نحوه أكثر وهو يهمس
- وأنا لن ادعك
حاولت دفع صدره الذي
استقرت عليه راحتا يدها دون أن يتحرك أنشن واحدا وهي تقول بإصرار
- ابتعد هيا دعني (
وثبتت عينيها على عينيه وهي تضيف ) انك مدين لي فدعني لأنسى أمر ذلك الدين
- مدين لك
- اجل فلم اعلم ادوارد من
هو المتسلل للقصر رغم علمي بمن يكون وإخفائك لوجهك بهذه الطريقة ما كان ليمنعني من
معرفتك
- ما كان عليك إخفاء
الأمر فلقد كلف احد رجالي الكثير
- رغم ذلك أنت مدين
لي
- لا لست كذلك
فافتقارك للشجاعة وإعلامه لهو أمر محبط حقا .. أم أن قلقك علي هو ما منعك
- عليك أنت انتـ (
ابتلعت باقي كلماتها بغيظ لعدم قدرتها من تخليص نفسها ولهذا الموقف الذي وضعها به
فاحتجازها بهذا الشكل لهو أمرا مهين حقا فالتمعت عينيها بألم وهي تستمر بصوتا ضعيف
) لا يحق لك إهانتي بهذا الشكل فدعني
- بيدك الخلاص هيا
افعلي ما يحلوا لك .. لا أمانع بإحداث جلبه
أخذت عينيها تجولان
بعينيه والإصرار باديا فيهما لتغص في حلقها الكلمات والحزن يملأ قلبها على عجزها
فادوارد يستغلها ويدعي منذ ارتبط بها بأنه مهتما بأمرها وإيفل لا يتركها وشانها
وأبيها اختفى وشقيقتها لم ترسل ما يطمئنها ووجودها في صوفيلان أصبح أمرا صعبا
عليها التمعت الدموع في عينيها لتتجمع بكثافة لتشوش نظرها وملامح أيفل تتغير ببطء
لرؤية دموعها فرفعت يديها تخفي وجهها بهم وهي تسند جبينها على صدره لتنهمر دموعها
بكثافة وتتقطع أنفاسها مما فاجئه وجعله يرخي يديه ببطء عنها دون أن يدرك ما يفعل
ليمسك كفيها الذين تخفي بهما وجهها ويحاول إبعادهم وهو يقول
- هل تحاولين خداعي (
توقف عن المتابعة وعينيه تجولان بعينيها والدموع التي ملاءة وجهها لتتنفس بصعوبة
وهي تسحب راحة يديها منه لتمسح وجهها دون أن تجرؤ على النظر إليه فاخر ما كانت
تريده هو أن تنهار أمامه ) لا اعلم أن كنت سبب هذا أم أن معرفتك بعدم إخلاصه لك هو
السبب
رفعت راحت يدها له
طالبه صمته فلا مزيد لا تريد سماع المزيد منه وتحركت مستديرة وهي تحاول أن تتنفس
بشكل جيد وهي تبتعد عائدة بأدراجها ولكنها لم تدخل بل بقيت للحظات لتستعيد رباط
جأشها , لقد وقع في شر أعماله الم يفعل همس لنفسه وهو يراقب ابتعادها فقد تملكته
رغبة كبيرة باحتضانها والتخفيف عنها لقد ساءه رؤيتها بهذا الشكل وضع يده بجيب
بنطالة متابعا ابتعادها بتجهم , جالت بنظرها بين المدعوين عند دخولها لتتوقف على
باب الشرفة فتحركت نحوه لتخرج وتسند ظهرها بالحائط خلفها وهي ترفع يدها لتمسح
وجهها من جديد متأكدة من خلوه من دموعها ما الذي دهاها عليها أن تهدأ من نفسها
إهدائي ليفيا إهدائي ليست أول مرة تتصادمي مع إيفل كما انك لا ترغبين بالارتباط
بادوارد لذا لا تهتمي لقد افقدني إيفل صوابي لقد فعل اجل وهذا ما يريده إهدائي ولا
تجعليه ينال مراده لست طفلة أنت أمراه ناضجة ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تسند رأسها
إلى الخلف لا لا لن تفكر بالأمر حتى لن تفعل تحركت مقتربة من سور الشرفة ليلامس
الهواء البارد وجهها المحمر لتبقى على هذه الحال إلى أن شعرت بأنها قد أصبحت أفضل
حالا فتنفست بعمق لتعود لداخل وتبحث عن كرستي بين المدعوين لتقترب منها عند رؤيتها
لتبادرها كرستي
- أين كنتي
- أتجول انه منزل
جميل
- اجل .. هل صادفتي
ادوارد
- لا أليس برفقتك
- لا .. اعني لقد كان
برفقتي ولكن ابتعد قبل قليل
اكتفت باصطناع
ابتسامة لكرستي قبل أن تجول عينيها بين
المدعوين ليتوقف نظرها على الفتاه التي أطلت من الممر المؤدي إلى الغرف الداخلية
لتراقبها وهي تعود بتجهم إلى جوار بعض الفتيات وتأخذ بالتحدث معهم فعادت ليفيا
بنظرها نحو ادوارد الذي اطل من نفس المكان وأخذا يقترب منهما بوجه مكفهر وما أن
أصبح بجوارها حتى أحاطت يده خصرها قائلا
- لم ادعوك للرقص بعد
ابتسمت له بتصنع وهمت
بالرفض إلى انه لم ينتظر قولها وقد جذبها لترافقه إلى المكان المخصص للرقص والمليء
بالراقصين لتضع يدها براحة يده بينما استقرت يده الأخرى على خصرها لتتحرك برفقته
على أنغام الموسيقى التي تعزفها الفرقة فتابع الرقص معها بجمود مما جعلها تلمح
اوديل بنظرة لتراها تشيح بوجهها عنهم فعادت نحو ادوارد والضيق لا يفارقها هاهو
يحاول أثارت غيرت تلك الفتاة بواسطتها آلا يفعل لما لا يدعها وشانها ويرتبط بتلك
لما لا يفعل ما أن انتهت الرقصة حتى أعادها إلى جوار كرستي ليقول بعد أن جال بنظرة
في أرجاء الصالة لكرستي
- أليست تلك عائلة
سميث
نظرت كرستي إلى اوديل
وشقيقتها بالإضافة إلى والدتها ووالدها قائلة
- اجل أنها هي
- إنهم .. ( ونظر
إليها مستمرا بينما وقفت ليفيا تراقب ما يحدث ) جيرانك بماكفيلد أن لم تخني
الذاكرة ( هزت كرستي رأسها ببطء وتفكير بالإيجاب فاستمر ) قومي بدعوتهم إذا
لزيارتنا
- أنت واثق ( أسرعت
كرستي بالقول )
- اجل افعلي هذا
- ولكن قد لا
يملكون الوقت ألازم لـ ( حدق بها ادوارد مما جعلها تتوقف قبل أن تقول بعدم رضا )
ليكن سأقوم بدعوتهم و ( ونظرت نحو ليفيا مستمرة ) إنهم جيراني في ماكفيلد الفتاتان
ودودتان ستمضين وقتا ممتعا برفقتهم
اكتفت ليفيا بإظهار
ابتسامة مقتضبة وقد شعرت وكان ماء باردة قد سكبت عليها
- سـ ..سأذهب لدعوتهم
اعذروني
راقبت ابتعاد كرستي
وعينيها تلتمعان بكبرياء كبرياء مهان في هذه اللحظة
- كيف تجدين الحفل
وقفت بجوارها كاثرين
وابنها لوغان متسائلة فأخذت بتبادل الحديث معها بينما انشغل ادوارد بالحديث مع
لوغان دون أن يفت ليفيا نظرة الذي لم يتوقف عن التوجه نحو اوديل طوال الوقت فتعمدت
الانشغال مع كاثرين قبل أن تتعلق عينيها بإيفل الذي يقف بعيدا يتحدث مع مجموعة من
الرجال والنساء لتعود نحو كاثرين ولكن سرعان ما عادت نحوه دون أن تستطع منع نفسها
من هذا فأشاحت بنظرها بضيق لتقول لادوارد
- اشعر بالاختناق لما
لا نغادر ..المكان مكتظ
أضافت وقد نظر إليها
بحيرة قبل أن يقول
- ليكن أمهليني قليلا
واعتذر من كاثرين
ولوغان لينضم إلى كرستي التي تقف برفقة آل سميث فتابعتهم قبل أن تشيح بوجهها بغيظ
لتتجمدا على إيفل الذي ينظر إليها بابتسامة ساخرة فحركت شفتيها بنفور وأشاحت
برأسها عنه قائلة لكاثرين
- أين ذهبت لوريل لم
أرها
- أنها هناك مزاجها
لا يبدوا جيدا اليوم
- أهي متوعكة
- لا .. اعني اجل
إنها متوعكة .. سأذهب لتفقدها
أضافت كاثرين وهي
تبتعد بينما راقبت ليفيا عودة ادوارد وكرستي نحوها ليودعوا آل ستراود ويغادروا
- غدا سنستضيف عائلة
سميث على الغداء
قالت كرستي وهم
يدخلون إلى المنزل بعد أن أخذت تتحدث هي وادوارد في طريق العودة عن الحفل فأخذت
ليفيا تخلع قفازيها ببطء وهي تقول
- كان عليك دعوتهم
لتمضيه اليوم كاملا لما لم تفعلي ( ونظرت إليها مستمرة أمام تخطي ادوارد عنهما )
تعلمين أني ابقي بمفردي كثيرا ويسرني مرافقة بعض الفتيات
- لا تقلقي سأدعوهم
من جديدي إذا
- ليكن .. اعذروني
ألان فانا اشعر بالتعب .. عمتما مساء
قالت وهي تتوجه نحو
الأدراج لتصعدها بثبات وتدخل إلى غرفتها لتغلق الباب بهدوء خلفها وتستند عليه قبل
أن تهبط ببطء لتجلس أرضا ولا تعلم كيف مضت الليلة متقلبة ما يكاد جفنيها أن تغمضا
حتى تفيق إلى أن أنهكت لتفتح عينيها في الصباح محدقة بالوردة الموضوعة على الوسادة
المجاورة لها مما زاد من تجهمها فحركت يدها لتدفعها بعيدا لتسقط أرضا واستدارت في
سريرها إلى الجهة الأخرى ما الذي يفكر به حقا لما يضع لها هذه الورود وكان الأمر
يؤثر بها
- اجل آنستي
قالت مورلي التي
انشغلت بترتيب الغرفة بعد أن ارتدت ليفيا ثيابها مستعدة لاستقبال زوار اليوم
- أريد أن اعلم أين
سيكون ادوارد طوال اليوم
- ارجوا المعذرة
- سنقوم باستقبال بعض
الضيوف اليوم
- اجل اعلم عائلة
السيد سميث من ماكفيلد
- هذا صحيح أريد منك
أن تبقى عينيك على ادوارد
بدت الحيرة على مورلي
وأمام عدم متابعة ليفيا عادت لمتابعة عملها بحيرة
- أنتَ هنا ( بادرت
ادوارد الجالس بالصالة برفقة كرستي مستمرة ) اعتقدت انك ذهبت إلى العمل
- قام إيفل يعقد
اجتماع لذا فضلت عدم الذهاب فلا رغبة لي بإفساد مزاجي به اليوم
جلست أمامه متسائلة
- كيف تعملان معا أجد
من الصعب علي تصور الأمر
- لا نلتقي بالعمل
وهذا أفضل أمر قد وصلنا إلية بالتأكيد لأنه يصب بمصلحة عمال صوفيلان ولكن سيختلف
الأمر قريبا
- ماذا تعني
- أفكر بعرض مبلغ
كبير ومغري علي احصل على المصنع بمفردي فأتخلص منه
- هذا أفضل ما تفعله
.. لقد وصلوا
أضافت كرستي وهي تسمع
صوت توقف العربة في الخارج
فنهضت برفقتهم
ليستقبلوا عائلة سميث ويرحبوا بهم لتأخذ بتبادل الحديث مع والدة الفتاتان
الملتزمات الصمت دون أن يفتها عيني ادوارد التي سرعان ما تعود نحو اوديل المتجهمة
في وجهه طوال الوقت والتي أخذت تتأمل ليفيا من رأسها إلى أخمص قدميها دون رضا
فنظرت إليها ليفيا متسائلة
- هل راقت لك صوفيلان
- ليس كثيرا
- وصلنا البارحة ولم
يتسنى لنا رؤيتها جيدا بعد
قالت والدتها واستمرت
وهي تشير لابنتها الكبرى
- ارميني تحب المناطق
المنعزلة والهادئة بعكس اوديل فهي تحب حياة المدينة والحفلات
- اعشق الأماكن
الهادئة وصوفيلان حتى ألان تروقني ( قالت ارميني فابتسمت ليفيا بتكلف قائله )
- تعتقدينها منطقة
أمنه ( ونظرت نحو ادوارد مضيفة ) هذا ما يهيئ للمرء بدايتا
- أليست كذلك ( أسرعت
والدتهم بالقول بحيرة فقالت كرستي )
- بل هي كذلك عليكم
الحضور إلى هنا صيفا فالمكان رائع ويسهل التجول به
لمحت ليفيا كرستي
بنظرة قبل أن تتحرك لتقف قائلة ارجوا أن تعذروني سأتفقد أمور المطبخ وغادرت لتدخل
إلى المطبخ لتقف متأملة الفتيات المنشغلات بإعداد الطعام فاستمرت نحو باب المطبخ
الذي يؤدي للخارج لتقف عليه وتتنفس الهواء ليدخل إلى جسدها فإنها تحمل نفسها أكثر
مما تقدر على تحمله ولكن لا لن تستسلم لن تفعل نظرت إلى الفتيات متسائلة
- هل انتهيتم
- دقائق ونضع الطعام
على الطاولة
أجابتها مارغو فهزة
رأسها بالإيجاب وغادرت المطبخ لتتوقف وهي تهم بالدخول إلى غرفة الجوس لرؤيتها
فارغة فنظرت حولها بحيرة قبل أن تنظر إلى الممر ومورلي تقترب منها فهزة رأسها لها
متسائلة فقالت
- لقد خرجوا للقيام
بجول حول القصر
- جميعهم
- اجل و .. السيد
ادوارد قصد الإسطبلات ..
- تابعي
- برفقة إحداهم
- والباقي
- تابعوا مع السيدة
ديلماف نحو الحديقة الخلفية
بدا التفكير عليها
قبل أن تقول وهي تهم بالتحرك للخارج
- ابقي عينيك عليهم
عند عودتهم أريد أن اعرف كل ما يفعلونه
هزة مورلي رأسها لها
بالإيجاب وهي تتابعها تغادر وقفت ليفيا على الأدراج القلية قبل أن تنزلها بتمهل
إنها تفعل الصواب فإحراجهم لهو أمرا مرضي تمتمت لنفسها وهي تتحرك نحو الإسطبلات
ولكن ما أن همت للدخول حتى توقفت وقد تناهى لها صوت ادوارد وهو يقول
- تعلمين ما تعنيه لي
- رغم ذلك ارتبط بها
وتركتني
- أنت تدركين كيف تم
الأمر لم يكن بيدي فالـ
- لا تعود لذاك
فوالدتك توفيت ألان ولم يعد هناك سببا يمنعك من التقدم لي
- لا استطيع ألان
فليس بالوقت المناسب أريد أن تصبري قليلا
- لماذا
- لأني مغرما بك وأنت
تعلمين هذا جيدا
- توقف ألان لا أريد
سماعك ابتعد
- لا لن أتركك حتى
تصغي لي للنهاية منذ البارحة وأنا أعلمك إني لا أحبها ارغب بالتخلص منها بأي شكل
ولكن انظري للأمر من ناحية أخرى أترين صوفيلان أتستطيعين العيش بها أنا لا أريد أن
ادفن هنا أريد مغادرتها بأي شكل كان بعد أن توفيت والدتي لم تعد صوفيلان تعني لي
شيئا أن طموحي اكبر من هذا كثيرا أريد التواجد بجايدين وأنت تعرفين كيف هو الأمر
هناك أن كنت لا تملك لقبا ستكون من عامة الناس وهذا لا يناسبني أبدا فانا سيدا في
منطقتي لن اذهب إلى مكان يعتبروني اقل شانا منهم احتاج إلى لقبها عندما أكون زوج
ابنة اللورد روتلان تفتح أمامي كل الأبواب المغلقة استطيع بكل سهولة الوصول إلى من
أريد والعمل مع من أريد من الطبقات العليا فقط اصبري معي قليلا
- تريد أن تعيش حياتك
وتتزوج وتتقدم بعملك وإنا أقف انتظرك هل ابدوا لك غبية
- لا فقط طفلا واحد
منها حتى اثبت نفسي وبعدها سأتخلص منها
- وقد تقع في غرامها
وتنسى أمري
- لا لن افعل فأنت
تعنين لي الكثير أما هي فالقد دفعت ثمن لقبها ليس إلا
- لقد أعلمتني
البارحة انك ستتركها وألان انظر أين أصبحنا
- أنا أفكر بمستقبلنا
أتريدين أن تعيشي بين سيدات المجتمع الراقي أم لا سأجعلك أفضلهن .. فقط اصبري
قليلا
- وان أراد والدي
معرفة سبب رفضي لمن يتقدم لي ماذا أقول لهما إني انتظر ادوارد حتى ينهي أمر زواجه
- لا فقط تحججي بأختك
الكبرى بأنها لم ترتبط بعد واعدك أن الأمر لن يطول سيكون الزفاف في أخر هذا الشهر
وبعد عام من ألان سأنهي كل شي أعدك بذلك
- لا استطيع تخيلك
برفقتها أكاد اجن
- لا تفعلي وفكري
بمصلحتنا أنت لا تعرفين ما اقوم به من اجلنا أنا أضحي بكل شيئا هنا لنكون معا أني
أقوم بإغراء احدهم ليدفع لي مبالغ خياليه مقابل أملاكي لا أريد أن أبقى وادفن هنا
اكره صوفيلان بكل ما فيها ولكن عند مغادرتها علي أن أكون متمكنا لنستطيع العيش كما
نريد
- لن تستطيع الخلاص
منها أن تزوجتها ولن أكون العشيقة ادوارد لن افعل
- لا لا أنت ستكونين
زوجتي أنت فقط
- وهي
- سأتخلص منها
- ماذا تعني بهذا
- دعي الأمر لي ولا
تفكري به فقط أمهليني القليل انه عام واحد ليس أكثر
غادرت الدماء وجه
ليفيا تماما لتتراجع بخطواتها وتعود بأدراجها إلى القصر وجميع جسدها يرتجف وما
قاله ادوارد يتردد في عقلها دون توقف
- ها أنتِ لما لم
تنضمي إلينا
بادرتها كرستي وهم
يدخلون إلى غرفة الطعام وقد وقفت قرب النافذة محدقة بالخارج فحركت رأسها نحوهم وهم
يدخلون الواحد تلوا الأخر لتستدير قائلة وهي تحل يدها
- كنت بانتظاركم
تفضلوا فالطعام جاهز ( وتحركت لتجلس بجوار ادوارد الذي ترأس الطاولة وهي تقول ) ارجوا أن يكون المكان قد نال إعجابكم
- هو كذلك ( أجابها
سميث مضيفا ) الأرض شاسعة والمكان خلاب سأفكر جيدا عندما انوي الذهاب في إجازة من
العمل بصوفيلان
- تسرني استضافتك
دائما ( أجابه ادوارد فأضافت ليفيا )
- ويسرنا دعوتكم
لحضور زفافنا أيضا ( ونظرت نحو ادوارد الذي تجمدت عينيه عليها مستمرة بود ) أليس
كذلك عزيزي
هز رأسه بالإيجاب
مجبرا ليعود بنظره إلى الوجوه المحدقة به قائلا
- بالتأكيد يشرفنا
ذلك انه .. في نهاية هذا الشهر فكما تعلمون بسبب والدتي تم .. تأجيل الأمر
- اجل سمعنا بهذا (
أجابته مارثا بلطف قبل أن تتساءل وهي تحدق بليفيا ) لابد وان الأمر كان صعبا عليك
فحضورك واضطرارك البقاء حتى موعد الزفاف الجديد ..
- لقد رغبت بالعودة
إلى جايدن كي لا نتعرض لأي انتقادات ولكن ادوارد رفض ( وادعت الحياء وهي تقسم
الطعام بطبقها مضيفة ) انه لا يرغب بابتعادي ( ورفعت قطعة الطعام لتتناولها وهي
تنظر إليهم بابتسامة خجولة لتتوقف عينيها على اوديل التي علقت عينيها بطبقها ويدها
التي تمسك بها شوكتها ترتجف مما جعلها تضعها جانبا فقالت ليفيا دون أن يفتها تجمد
ادوارد واغمقاق بشرته ) أن القصر مليء بالغرفة الفارغة يسرنا استضافتكم في أي وقت
تحضرون به إلى صوفيلان فأصدقاء كرستي بالنهاية أصدقاءنا أليس كذلك عزيزي
- اجل بالتأكيد
أجابها ادوارد باقتضاب
بينما ابتسمت كرستي برضا قبل أن تقول موجه حديثها لسميث
- هل أنت على معرفة
بإيفل فالقد لاحظت تقربه منكم بالحفل
- لقد عرض على شريكي
شراء الحطب بأسعار لم يقدمها أي تاجر غيره وكما تعلمين أنا اعمل في كل شي مربح كان
عرضة مغري جدا وغير قابل للرفض
قاطعة ادوارد قائلا
- إننا نملك مصنع
الأخشاب الذي سيورد لك قطع الحطب
- عندما علمت انه
شريكك اطمئنيت لعرضه
ابتسم ادوارد برضا
قائلا وهو يلمح اوديل بنظرة سريعة
- سأحسن لك العرض
أكثر فانا أريد أن أنال شرف العمل معك
بدا الرضا على وجه
سميث لقول ادوارد وقال
- لقد أحسنت سلفيا تنشئتك
دون شك
تنفست ليفيا الصعداء
وهي تقف قرب ادوارد مودعين عائلة سميث الذين غادروا لتو لتراقب عربتهم التي تبتعد
قبل أن تنظر نحو ادوارد الشارد بالعربة فتحركت عائدة بأدراجها لداخل وما أن اختفت
العربة حتى دخل هو أيضا لينظر بأرجاء الغرفة قبل أن يسال كرستي
- أين ليفيا
- صعدت إلى غرفتها ..
أتعتقد أنها قد تنبهت لأمرك واوديل
( اقترب من النافذة
دون إجابتها فأضافت ) عليك أن تحسم الأمر فزفافك اقترب أن كنت ما تزال ترغب باوديل
فعليك تدبر أمرك ألان
- لن يتغير شي
- إذا لم قمت بدعوتهم
وكنت ستجن بحفل الأمس لرؤيتها
- لن يتغير شيء
قال بإصرار وحدة مما
جعل كرستي تلمحه بنظرة قبل أن تقول
- سأذهب للحصول على
بعض الراحة عمت مساء .......
- ادخلي ( قالت ليفيا
لدا سماعها الطرق على باب غرفتها بعد أن انتهت من ارتداء ثوب النوم الأبيض مستمرة
وهي ترتدي روبها اسميك ) لتتفقدي المدفئة
- تأوين للفراش باكرا
( نظرت نحو ادوارد الذي قال ذلك )
- اعتقدتك مورلي (
قالت بتوتر وهي تحكم عقدت روبها مستمرة ) هل هناك شيء
- أيجب أن يكون هناك
شيء حتى أقصدك
أجابها وهو يتوجه نحو
المقعد ليجلس عليه فتابعته وهي تقترب للجلوس بالمقعد المقابل له متسائلة لعدم
تحدثه
- أهناك ما يشغلك (
بقيت عينيه المحبَطَتان ثابتة عليها قبل أن يتحرك من مكانه لتتابعه وهي تلصق ظهرها
بالمقعد وعينيها لا تفارقانه ليقف أمامها واضعا يديه على يدي مقعدها وقد انحنى
نحوها فأخذت أصابع يديها تحكمان روبها حولها بتوتر لينقل عينيه بعينيها بينما اخذ
توترها بالتصاعد لتهمس لعدم إجابته ) ماذا هناك
- أفكر أن كنتي
تستحقين
- ارجوا المعذرة
بقيت عينيه ثابتة
عليها دون أن تتغير ملامح وجهه ليقف مستقيما ببطء وهو يقول
- لا تعلمين كم كلفني
هذا الارتباط
- ستعود لهذا ( تمتمت
وهي تقف مستمرة رغم علمها ما يقصده ) الم تقل انك لم تعني ما قلته سابقا
رفع يده ليقربها من
خدها لتثبت يده في مكانها للحظة وهو شاردا بها قبل أن ينزلها دون أن يلمسها قائلا
- يا لي من رجل (
وتحرك مبتعدا من أمامها محدقا بأرجاء غرفتها وهو يقول ) ما الذي افعله هنا
- لا اعلم
- لتقضي ألامسيه
برفقتي
- أن الوقت متأخرا (
ابتسم بسخرية لقولها ونظر إليها قائلا )
- إذا .. عمتي مساء
سأقضي أمسيتي بالخارج مع أشخاص يقدرون ما افعله من اجلهم
وتحرك نحو الباب
ليغادر لتجلس ببطء في مقعدها وعينيها لا تفارقان الباب ,أخذت تتأمل في صباح اليوم
التالي الوردة التي حملتها لتو عن الوسادة المجاورة لرأسها قبل أن تنظر إلى مورلي
التي دخلت إلى غرفتها وهي تحمل أبريق الماء لتضعه جانبا وهي تلمحها قائلة
- الم تحظي بليله
جيدة
- هل هذا بادا علي
- اجل .. ساعد لك
حماما ساخن مليء بالأعشاب العطرية هذا سيساعدك على استرتاد طاقتك
هزة رأسها لها موافقة
وعينيها لا تغادران الوردة في يدها مما دفع مورلي للقول
- أتحبين هذا النوع
هل احضر لك منها باقة أنها تكثر في الجانب الجنوبي للقصر
وضعتها بإهمال على
الرف القريب منها قائلة
- لا لا أريد منها إنها
حتى لا تروقني
أيعتقد أن قلبها
سيلين له بهذا التصرف انه يعتقدها غبية حقا ليفعل هذا , أبعدت الغطاء عنها لتنهض
من سريرها وتتوجه نحو باب الشرفة لتفتحه وتخرج إليها وهي تحيط جسدها بيديها للهواء
البارد الذي لامسها فقالت مورلي
- كنت على وشك إشعال
المدفئة اافعل
- اجل .. كيف هي أمور
دافني وجوديث
- إنهما بخير وجوديث
استردت صحتها وهي بخير ألان
( أجابتها مورلي
ونظرت نحو الباب الذي فتح وأطلت منه جوليا قائلة ) أرسلت السيدة رينار السائس تريد
أن تعلم أن كنت ترغبين بمرافقتها لمنزل كارولين
- اجل ارغب .. لتمر
علي لاصطحابي ….......
- كان لطفا منكَ إيصالي
قالت لوريل وهي تسير
بجوار إيفل الذي امسك بلجام خيله ورافقها سيرا
- لا أستطيع رفض طلب
والدتك
- اعتقدت انك تسر
برفقتي لذا وافقت على إيصالي
قالت معترضة على قوله
فابتسم وهو يسهل لجام خيله قائلا
- بالتأكيد اسر
برفقتك فأنت كشقيقتي الصغرى
- إيفل) قالت
معترضة مما جعله يخفي ابتسامته وهو يقول (
- اجل ( تزاحمت
الكلمات على شفتيها إلى أنها عادت وضمتهما بقوة قائلة )
- لاشي ( ونظرت إلى
الأدراج محدقة بباولا ابنة كارولين التي تهم بنزول قائلة ) هل نحن أول الواصلين
- لا رينار ووالدتها
واليدي روتلان بالإضافة إلى بيلار هنا
أسرعت لوريل بالنظر
نحو إيفل لتراه قد توقف عن الحراك ونظر نحوهما فأسرعت بالقول
- أشكرك لإيصالي
فلتذهب ألان ولابد واني قد أخرتك
ترك لجام خيله وتحرك
نحو الأدراج قائلا
- سألقي التحية ليس
من ألائق ذهابي دون ذلك
- لقد كنت على عجلة
من أمرك ( أصرت لوريل وهي تتبعه بغيظ )
- لم تحضري ثوب
الزفاف بعد إذا
- لا ليس بعد ( أجابت
ليفيا مارجريت وأضافت ) أفكر بالذهاب نحو رولاي
كنت في السابق قد تجولت بها واعتقد أني ساجد ما ابحث عنه هناك
- اجل فهي مكتظة
بالسكان وبها كل شيء نحنا أيضا نذهب إليها عندما نحتاج إلى التبضع
قالت كارولين فهزة
رينار رأسها بالموافقة قائله
- أنا أيضا أفكر
بالذهاب إليها
- هل قررتما أخيرا
تحديد موعد للزفاف
تساءلت كارولين فهزة مارجريت
رأسها بالإيجاب قائلة
- في بداية الربيع
- الم أعلمك من قبل
أنها ستتزوج بالربيع ( قالت بيلار ذات الخامسة والسبعين بابتسامة فأجابتها مارجريت
)
- اجل فعلتي
- حضر برفقة لوريل (
تمتمت كارولين لمارجريت الجالسة بجوارها مما جعل ليفيا تهم بالنظر إلى حيث تنظرا إلى
أن قول بيلار جعلها تعود للإصغاء إليها وهي تقول
- أن توقعاتي لا
تخطيء أبدا فقد أعلمتها من قبل أنها ستتزوج بالربيع ( وأضافت ونظرها ثابت على
ليفيا ) أأعلمك ما يخفيه لك المستقبل
- أتعرفين هذا
تساءلت بحيرة فتحركت
لتجلس بجوارها وتمسك بيدها متأمله راحت يدها بينما توقفت السيدات عن الحديث
محاولات الإصغاء إلى ما ستقوله وعندما عقدت حاجبيها تساءلت رينار
- هل فشلتي بهذا
بيلار
لم تجبها بيلار بل نظرت
إلى ليفيا التي رمشت لتمعن بيلار النظر بها قبل أن تقول بحيرة وهي ترغب بالضحك
- ماذا .. هل الأمر
سيء
- إن مستقبلك مشوش
جدا
- أهذا ما تقوله راحت
يدي
تساءلت وهي ترفع
حاجبيها مداعبة فعادت بيلار نحو راحت يدها دون أن تفارق وجهها الجدية وهي تتمتم
بصوت منخفض
- أرى انك ستحظين
بأربع أطفال
- لا اعتقد أن ادوارد
سيرغب بإنجاب أربع فقط بيلار
قالت مارجريت بينما
استمرت بيلار متجاهلة قولهم بجدية
- ستُرَهنينَ بالكثير
ولكن أن كان القمر غير مكتمل ستخسرين الكثير فالحظ يبتسم لك في ليلة قمرية مكتملة
وصافية عليك المثابرة فهي ما ستحدد مستقبلك ( أخذت ليفيا تحدق بيلار وقد جذبتها
لتصغي لها رغم عدم فهمها للكثير مما تقوله وهي تستمر بتمرير إصبعها على راحت يدها مستمرة
لها ) أمامك طريق طويلة جدا بإمكانك جعلها أسهل واقل مسافة ولكن هذا سيحتاج إلى
مجهود كبير وقد يكلفك الكثير سيستنفذ كل طاقتك ولكنك ستصلين في النهاية وهنالك هذا
الشيء الغريب والغير واضح ولكنه يقترب وسيزداد اقترابا
- إلى هذه المسافة أم
لأكثر بيلار عليك الإيضاح أكثر
انتفضت رغما عنها عند
سماعها لهذا الصوت مما جعل بيلار تمعن النظر بها وقد شعرت بها قبل أن ترفع نظرها
إلى إيفل الذي وقف خلف مقعد ليفيا مصغي للحديث الدائر فسحبت يدها وتوترها يزداد
بينما أجابته بيلار
- أن ما أراه غير
واضح تماما لذا لا أستطيع تحديد شيء وماذا عنك هل ما أعلمتك به سابقا كان صحيحا
- حتى ألان .. لا ..
هل هناك أمل بان يتحقق
- اعتقد انه تحقق
ولكنك لم تدرك
استقامت ليفيا في
جلستها محدقة بمارجريت التي تجلس أمامها متمنية أن يستمر بتجاهلها ولكن لخيبت
أملها قال موجها حديثه لها وقد شعرت بسخريته حتى دون النظر إليه
- لنرى ما هو رأيي
أليدي روتلان بهذا أتوافقين مع بيلار بان ما تراه سيحصل
توقفت الأعين عليها
فأجابته باقتضاب مرغمة وهي تصر على إن لا تلتفت إليه
- لستُ اعلم بهذه
الأمور
- عندما يتحقق ما
أقوله لكما فلتحضرا إلي وتعلماني وستطلبان مني أن أحدثكما بالمزيد حين إذ
قالت بيلار معترضة
على قولها فأجابتها بهدوء وهي تنظر إليها
- لم اعني إن أكون
فظة
رفع إيفل حاجبيه وهو
يصغي لقولها وهم بالتحدث إلى أن لوريل قالت مقاطعة إياه وهي تتحرك للجلوس
- كان لطفا منك
إيصالي لقد اعتقدت إني أول الواصلين
أضافت للعيون المحدقة
بها بابتسامة لتختفي ابتسامتها وعينيها تتوقفان على ليفيا بينما قال إيفل
- من الجيد انضمام
اليدي روتلان إليكم
- متى ستنتهي من بناء
منزلك
نظر باتجاه كارولين
التي قالت ذلك بتعمد ليتخطى عن مقعد ليفيا متحركا بخطوات متمهلة ليقف بجوار
كارولين قائلا
- حين يبدأ الطقس
بالتحسن ( ونظر نحو ليفيا مستمرا ) المطر كثير هذا العام وهو يعيق العمل قد اصطحب
اليدي روتلان لرؤيته في أحد الأيام ( حركت عينيها الرافضتين نحوه عند قوله هذا
لتتوقف عن ما كانت تريد قوله وعينيها تتوقفان على المنديل الذي رفعه نحو أنفة يشتم
رائحته بتعمد قبل أن يعيده نحو جيبه وهو يقول ) سيكون أفضل منزلا في صوفيلان فلن
أرضا بأقل من هذا .. اعتذر لتطفلي عليكم
أضاف بابتسامه
فأجابته رينار
- لقد اعتدنا على هذا
- اسمحن لي إذا ..
اعلمي بول باني ارغب برؤيته
أضاف لرينار وهو يهم
بالمغادرة فأسرعت ليفيا تهم بإيقافه إلى أنها عادت لتثبت في مكانها مجبرة نفسها
على هذا لا ليس عليها هذا ولكن ولكن .. لا .. يجب أن تأخذ منديلها منه كيف حصل
عليه أسرعت بالوقوف ونظرت نحو الباب الذي غادر منه قائله
- ارجوا أن تعذروني
قليلا
وأسرعت بالخروج خلفه
لتقول وهي تقترب منه بخطوات واسعة وقد وقف يهم بصعود خيله
- هذا منديلي أليس
كذلك .. انه هو أنا اعرفه جيدا كيف حصلت عليه
نظر إليها وهو يترك
لجام خيله قائلا
- إذا فهو لك
- الم تكن تعلم هذا
- لنقل أني شككت
بالأمر فراحت عطرك تفوح منه وأنا في الحقيقة أميزها بشكل كبير ( واقترب منها
مستمرا بينما أجبرت نفسها على الثبات في وقفتها ) إنها مميزة .. جدا
- أعده لي
- لا استطيع فكلما
شعرت بالشوق لرؤيتك أتلمسه وأتنشق عبيره
شعرت بالحرارة تخرج
من وجهها الذي احتقن قائلة بثبات لا تعلم من أين أحضرته
- أنا جادة أعدة لي
.. اعلم ما تريد فعلة به ( ابتسم لقولها قائلا )
- إذا لا تتعبي نفسك
فلن تحصلي عليه
- لن اسمح لك
باستغلال الأمر سأنكر انه منديلي حتى
تناول المنديل من
جيبه وتلمس شعار عائلتها المطبوع على حافته قائلا
- لنرى من سيصدق
ادوارد
- لا تفعل ( قاطعته
قائلة بجدية ومستمرة ) أنا لم أعطية لك أنا حتى لا اعرف كيف حصلت عليه
- كوخ جيف أيذكرك هذا
بشيء
تذكرت المنديل الذي
وقع منها عندما حاولت الابتعاد بعد أن رآها الصبي وأسرع ليخبر إيفل بهذا فقالت
بإصرار وهي تفتح يدها
- أعده لي ( أعادة
إلى جيبه قائلا )
- سأفعل بالوقت
المناسب
- توقف عن هذه
التصرفات ( قالت وغصة بحلقها مستمرة بألم ) آذيت الغير أمرا سهل لك أتعتقد انه
بهذه التصرفات سيتخلى عني
- سيفعل أجلا أم
عاجلا الم تدركي هذا بعد الم ترى اوديل سميث انه واقع في غرامها ماذا ألا تصدقيني
- لا لن افعل
- ولكنها الحقيقة
- أشكرك اهتمامك
ولكني خطيبته وليست هي هذا ما اعرفه وأتعلم تنشق عبير منديلي بقدر ما يحلوا لك فلا
أريده وافعل به ما شاءت
ظهرت ابتسامة على
شفتيه أغاظتها حتى العمق فهي لا تريد إسعاده بل إغاظته فلمحته بنظرة واستدارت
عائدة بأدراجها إلى الداخل فقال بصوت مرتفع لتسمعه قبل أن تدخل من الباب
- سأفعل بنصيحتك
أجبرت نفسها على عدم
الاستدارة إليه وتابعت دخولها لتعود للجلوس في مكانها ووجهها مكفهر بينما آخذت
السيدات بتبادل النظرات بصمت قبل أن تكسر الصمت لوريل قائلة
- اعتقد انك تعلمين
سبب اهتمامه
- لوريل ( نهرتها
كارولين فورا فنظرت إليها معترضة وهي تقول )
- ماذا لم اقل سوى
الحقيقة فكلنا نعلم مابين ادوارد وإيفل
- ارجوا أن تعذروني
- لا ليدي روتلان أنا
أصر على أن تعودي للجلوس
أسرعت كارولين بالقول
وهي تراها تقف إلى أنها أصرت قائلة
- اعتذر منك لمغادرتي
باكرا اسمحوا لي لا رينار ابقي سأغادر بمفردي
- أنت واثقة
- اجل ..احتاج إلى
السير قليلا
أصرت وهي تتحرك للمغادر
رغم اعتراض كارولين التي تابعتها قبل أن تعود نحو لرويل قائلة
- الم تستطيعي التزام الصمت
- لا
- تعلمين أن إيفل ليس
مهتما بها حقا ( قالت رينار واستمرت لها ) أن أخر شخص قد يفكر به هو خطيبة ادوارد
ما بالك لما تشعرين بالغيرة منها
عقدت لوريل يدها معا
بغيظ متمتمة
- علي أن اكرهه
لتصرفاته هذه
- على جميع فتيات
صوفيلان فعل ذلك
أجابتها رينار بينما
تبادلات السيدات الأكبر سناً النظرات فيما بينهم , تابعت سيرها ببطء وشعور
بالإحباط ينتابها ما الذي سيحصل سيزيد الأمور سوءا أكثر مما هي عليه توقفت ناظره
حولها وقد تنبهت إنها تسير منذ وقت بشرود لتحدق بالورود البنفسجية المتواجدة على
جنب الطريق الفرعية لتقترب منها متلمسة إياها لو لم يكن ادوارد من يضعها على
وسادتها ليلا لأحبتها فهي قوية ومتينة لقدرتها على تحمل هذا الجو العاصف إنها
مميزة لم ترى مثلها من قبل نظرت إلى داخل الطريق الفرعية لتشاهد كمية اكبر تنتشر
منها هناك فتحركت نحوها ناظرة بإعجاب إلى جانبي الطريق المليء منها لتظهر أمامها
ساحة كبيرة خالية في وسطها منزل كبير غير كامل البناء وقد وضع على بعد مسافة منه
كومة كبيرة من الحجارة المتناثرة فاقتربت منه ببطء وفضول قبل أن تتلفت حولها لتأكد
من خلوا المكان لتستمر بالسير حوله وهي تتأمله لتتوقف في مكانها وهي تلمح خيل إيفل
متوقفة على الجانب الأخر فأخذت أقدامها بالتراجع ببطء وحذر
- لا أحب الفضوليين (
أسرعت بالنظر خلفها محدقة به فلم تشعر به كيف أصبح خلفها بينما استمر ) اجئتي
للتجسس لصالح ادوارد بالعادة يرسل احد رجاله خفية ليرى أحوال الأمور
- لم اعلم انه يخصك
وإلا لما خطوت خطوة واحدة هنا
وهمت بالتحرك إلا انه
أوقفها وهو يقول
- الم اترك منذ قليل
برفقة سيدات صوفيلان أم فضلت التجول على رفقتهم
- الفضل يعود لك بهذا
.. أنت ماهر بإفساد أموري ( وتحركت لتخطية وهي تستمر بغيظ ) وأخر من ارغب برؤيته
- هل تسببن لك
بالإزعاج لا اصدق ذلك فهن لطيفات ( نظرت إليه قائلة )
- إنهن كذلك سأستثني
منهن الواقعة في غرامك
- تعنين لوريل
- اجل هلا أوضحت لها
في المرة القادمة انك لا تعني لي شيئا
- سأفعل بالتأكيد أجد
الأمر محير لما اعتقدت ذلك
- لما لا تسألها قد
يكون بسبب تصرفاتك الغير مقبولة اتجاهي أيكون هذا هو الأمر
- ربما ولكن هل حقا
تخطيت حدودي معك
- إذا كان أمر إجباري
على البقاء في منزلك عند وصولي لصوفيلان والتسبب بإحراجي أمام ادوارد وعائلته يوم
الجنازة وإطلاق شائعات حولنا لتفقد ادوارد صوابه بالإضافة لاختطافي في الغابة ذلك
النهار وعدم تركك لي في منزل ستراود لا يعدو تخطي للحدود فلا اعلم ما هو مفهومك
للأمر
ظهرت ابتسامة مائلة
على حافة شفته وهو يقول ببطء
- كل ما قلتهِ لا يعد
تخطي للحدود فأفكاري عن تخطي الحدود فمختلفة تماما .. تماما
عقصت شفتها من الداخل
لعينيه اللامعتان بوميض لا ينبئها بالخير لتتراجع في خطواتها إلى الخلف وهي تتمتم
- دعني وشاني
لتستدير مبتعدة بحذر
وهي تتلفت بين الحين والحين نحوه لتراه مازال على وقفته يراقب ابتعادها لتتنفس
الصعداء وهي تسير بالطريق المودية إلى القصر وما أن أغلقت باب غرفتها عليها حتى
تحركت نحو السرير لتجلس علية ببطء وهي ترفع يدها لتضعها على صدرها فلا تشعر أنها
على مايرام حقا
- آنستي
- لا ارغب بتناول
العشاء أعلميهم انـ
قاطعة مورلي التي
دخلت غرفتها قائله ذلك لتضيف قبل أن تتم ليفيا
- هناك شابا يريد
رؤيتك لذا طلب مني السيد ادوارد إعلامك للنزول
- من هو ( تساءلت
بحيرة وهي تتحرك عن المقعد واضعة التاره التي كانت تقوم بخياطتها جانبا )
- ليس من صوفيلان
آنستي
- حسنا قادمة
اقتربت بتمهل من غرفة
الجلوس لتلقي التحية وهي تتأمل الشاب ذا الشعر الأشقر المبعثر والرث الملابس لتخفي
توترها وتجبر ساقيها على متابعة السير وقد وقف أمام ادوارد الجالس في مقعدة بتجهم
لتقول كرستي لدا اقترابها
- هاهي اليدي روتلان
( ونظرت إليها مستمرة ) انه يحمل رسالة من شقيقتك ويرفض تسليمها إلا لك شخصيا
- هل أرسلتك ليوندا
تساءلت وهي تقف أمام
الشاب الذي يفوقها طولا وعينيه العسليتين ثابتتان عليها ليهز رأسه لها ويمد يده
نحو حقيبة من القماش يحملها ليسحب منها الرسالة ويقدمها لها قائلا
- طلبت مني أن أعطيك
هذه
مدت يدها المرتجفة
لتتناولها بقلق بالغ وهي تتمتم بصعوبة
- أشكرك ( إلا أن يد
ادوارد كانت السابقة ليتناولها وهو يقول
- نشكرك
توسعت عينيها به بذعر
وأخذت ضربات قلبها المتسارع تطن في أذنيها لتقول وهي تحاول تناولها منه
- إنها من شقيقتي (
إلى انه تجاهل قولها واخذ يفتحها بينما قال الشاب وهو يهم بالتحرك )
- ارجوا أن تعذروني
.. أأجد نزلا قريب استطيع قضاء الليلة به
- اجل أن وصلت إلى
البلدة سيرشدونك إليه
أجابه ادوارد وهو
منشغل بما تحتويه الرسالة ليغادر , لقد فضح أمرها زاد شحوب وجهها وشعرت بأنها على
وشك الإغماء بينما تمعن بما تحويه الرسالة قبل أن يعيدها إليها قائلا
- وما الجديد بالأمر
تجمدت عينيها عليه
دون فهم لتسرع بتناول الرسالة التي قدمها لها لتقرأ محتوياتها
(( عزيزتي ليفيا أن
الأمور في تدهور هنا ويصبح الوضع أصعب والدائنون قد نفذ صبرهم ومهما بحثت عن والدي
لا أجده أنت محظوظة لوجودك في صوفيلان بهذا الوقت كما أن ادوارد رجلا نبيل قدم ما
يستطيع عند حضوره أتمنى لكما حياتا هانئة وارجوا أن تغفري لي عدم تمكني من حضور
زفافك قد يستطيع جيمس الحضور ولكني غير واثقة من هذا بعد اعتني بنفسك .. شقيقتك
ليوندا )) الم تصلها رسالتها تمتمت بذعر لنفسها لتسرع بتدارك صدمتها لقد وصلتها لا
يوجد شك بهذا تمالك نفسك ليفيا
- أهي أخبار غير سارة
تساءلت كرستي لشحوبها
فهزة رأسها بالنفي وجلست على اقرب مقعدا لها وهي تقول
- إنها تعتذر عن عدم
تمكنها حضور الزفاف
- ولكن لماذا إنها
شقيقتك الوحيدة
- إنها على وشك
الإنجاب لذا يفضل ألا تغادر جايدن بهذا الوقت
نظر إليها ادوارد
بتهكم ليتحرك نحو معطفه ليرتديه وهو يقول
- لا تنتظروني على
العشاء
وتحرك مغادرا فتناولت
العشاء برفقة كرستي لتبقى برفقتها إلى أن صعدت إلى غرفتها لتفعل هي بالمثل وتطلب
من مورلي أن تتبعها لتبادرها
- استطيع الثقة بك
- بالتأكيد آنستي
- احضري لي إذا احد
معاطف الخادمات ( بدت المفاجئة على مورلي قبل أن تقول )
- لماذا آنستي ماذا
تنوين
- سترافقينني هيا
أسرعي
- إلى أين سنذهب
- احضري المعطف بعد
أن تتأكدي أن الجميع قد خلد للنوم لنخرج دون أن يشعروا بنا
- ولكن أنت تعلمين أن
السيد قد طلب تشديد الحراسة على القصر بعد حادثة التسلل
- لا تقلقي سنتدبر
الأمر
- سيقوم السيد بدق
عنقي أن تم كشفنا
- لن يكشف فلن نطيل
هيا أسرعي لتأكد من نوم الجميع
عادت مورلي بعد نصف
ساعة لتعطيها المعطف وهي تقول
- انه لجوليا
- هل تأكدتي من نوم
الجميع
- اجل آنستي
- هيا بنا
- ألن تعلميني إلى
أين
تمتمت مورلي بقلق وهي
تتبعها لترتدي المعطف وتضع قبعته على رأسه وتخرج برفقة مورلي من القصر
- امسك بي سأدعي أني
متوعكة
تمتمت لمورلي وهما
تشاهدان الحارس يقترب منهما متسائلا فانحنت ليفيا إلى الأمام مخفيه وجهها وهي تدعي
أن معدتها تؤلمها بينما أحاطتها يد مورلي لتسندها
- إلى أين
- سأصطحبها لرؤية
الطبيب فهي متوعكة
أجابته مورلي وهما
تستمران بالسير لتبتعدا وما أن ابتعدتا كفاية عن نظر الحراس حتى تمتمت مورلي
وليفيا تعود لسير جيدا
- لقد كدنا نكشف ..
إلى أين سنذهب
- أين تقع اقرب طريق
تصلنا بالقرية
- من هنا
أشارت مولي لها بين
الأشجار لتدخلا إليها وتطلا على البلدة بعد أن قطعا مسافة جيدة لتقول
- أين هو النزل
الموجود هنا
- النزل ولكن لماذا
آنستي
- أين هو
- هناك في أخر الطريق
همت بالخروج من بين
الأشجار لتطل على الطريق إلا أنها عادت لتتراجع وهي تقول لمورلي
- لن أجرؤ على الذهاب
بنفسي اقلق أن يكشف أمري هلا ذهبتي إلى النزل وطلبتي مقابلة الشاب الذي وصل من
جايدن قبل قليل لقد رايته أليس كذلك
- اجل آنستي
- اعلميه انك من طرفي
واني أريد رؤيته .. ولكن قد لا يثق بك لذا .. قولي له أني أعلمتك سبب العلامة التي
في راحت يده إنها من تكسر كاس زجاجي بيده ولكنه كان يعلم الجميع أن إحدى الأسماك
الكبيرة قد عضته وتركت أثارها بيده .. هل ستذكرين هذا
- اجل انستي
- أسرعي إذا
سأنتظركما هنا
تحركت مورلي مبتعدة
لتبتلع ريقها بتوتر وهي تخفي نفسها بساق شجره كبيره وتضم جسدها إليها فارتجاف
جسدها لم يتوقف منذ أن وقع نظرها على يبترز شقيق هاموند فلم تتوقع أبدا رؤيته هنا
وبهذا الشكل ولكن هذا طمئنها أن رسالتها قد وصلت تنبهت حواسها لظلان الذين يقتربان
منها إلى أن رأتهما لتتنفس الصعداء وتبتسم بتوتر وهي تهمس
- هل تنبه لكما احد
هز رأسه لها بالنفي
وهو يقترب منها ليتحدث إلى انه توقف وأشار لها بعينيه نحو مورلي فأسرعت بالقول
- مورلي احرصي على
مراقبة المكان جيدا وأعلميني إن اقترب احد هزة مورلي رأسها لها بالإيجاب لتتحرك
مبتعدة وهي وبيترز قائله بلهفة وهي تتأمله بنظرة سريعة لارتدائه الملابس الجيدة
وإبعاد شعرة بشكل أنيق إلى الخلف كما عهدته دائما
- آسفة لتوريطك بهذا
- لا عليك فالقد دب
القلق بشقيقتك وهاموند عند استلام رسالتك وعلما أن أي رسالة قد تصلك ستقع بين يدي
ادوارد لذا طلبا مني أن أوصلها شفهيا وبنفسي لأنك ستثقين بي
- اجل بالتأكيد أثق بك هل يعلمان أين والدي
- لا
- هل أعلمت جيمس
ليتدبر أمر المال لا عادته لادوارد
- إنها تحاول فالقد
غادر جيمس سكوتلا للعمل في مكان أخر ولم يترك عنوانه الجديد .. لا تقلقي سيحاول
هاموند جمع ما يقدر من المال للمساعدة ولكن يلزمه المزيد من الوقت تعلمين أن
أمواله جميعها مرهونة بعمله وليس من السهل جمعها
- اعلم ( تأمل بيترز
شحوب وجهها ونحافته قبل أن يقول )
- لتعودي برفقتي
وسنتدبر امـ
- لا استطيع
- لما لا ( لأنه قادر
على أذيت الجميع دون أن يشعر بالشفقة على احد هذا ما همست به لنفسها لتقول )
- لقد تورط والدي معه
ولا استطيع المغادرة قبل أن أرد له ما دفعة .. هذه هي الطريقة الوحيدة لإبعاده
وجعله يتركنا وشأننا
- لا أفضل بقاءك
سأغادر في الصباح البكر عائدا بأدراجي وأنا أصر على أن ترافقيني
أن رغبتها في فعل هذا
كبيره جدا ولكن بالمقابل قلقها على ما سيسببه ادوارد لجيمس وهانوند بالإضافة
لوالدها منعها وهي تعلم انه قادر على فعل الكثير فالقد لمسة القسوة التي تملأ قلبه
لذا هزة رأسها له بالنفي قائله
- علي رد ماله له أولا
فلن يتركني وشاني إلا بهذه الطريقة
- قد يحتاج الأمر إلى
بعض الوقت ستكونين بخير إلى حينها
- اجل لا باس ولكن ..
أن موعد الزفاف في نهاية الشهر لذا عليكم تدبر الأمر قبل ذلك
- سأعلمهم بهذا ..
ومازال عرضي قائما أنا جاد لن يستطيع فعل شيء أن أراد ماله عليه الانتظار ليحصل
عليها أما بقاءك هنا دون إرادتك لهو أمرا مرفوض
- لا باس اجعلهم
يحضرون المال وسأغادر
- أنت واثقة
- اجل
- سأغادر غدا صباحا
في حال غيرتي رأيك تجديني عند العربات حتى التاسعة
اخذ قول بيترز الأخير
يتردد في ذهنها في صباح اليوم التالي وفكرت مغادرة صوفيلان برفقته لهو أمرا مغري
لها وبه خلاصها وبالمقابل لا تستطيع تخيل ما قد يفعله ادوارد عليها بتروي وإقناعه
بتأجيل الزفاف بأي طريقة .
- اجل
أجابت مورلي دون أن
ترفع عينيها عن الكتاب الذي تقرأ به فاقتربت مورلي بتردد قائله بصوت منخفض
- لا اعلم أن كان من
الصائب إعلامك بهذا ( رفعت نظرها نحو مورلي قائله )
- من الصائب إخباري
أي شيء مورلي
- حتى حتى لو كان
الأمر بخصوص السيد إيفل ( أغلقت الكتاب الذي بحجرها قبل أن تقول بتروي وهي تحدق
بها )
- أن الصواب بعينه هو
إعلامي بأي أمر يخص السيد إيفل
- حسنا إذا أنت لن
تنزعجي مني أن أعلمتك فالقد أعلمت روندا أني لا أجرؤ على إعلامك
- إعلامي بماذا
- بان السيد إيفل
يريد رؤيتك ( فتحت ليفيا عينيها جيدا لقول مورلي التي أسرعت بالإضافة بتوتر ) روندا
أعلمتني بذلك فلقد أراد السيد إيفل أن
يوصل لك الدعوة فحدثتني وأعلمتها أن الأمر سيزعجك أروجوا أن تعذريني ولا تعلمي
السيد ادوارد أني قد قمت بإعلامك بـ
- يريد رؤيتي هل أنت
واثقة مورلي من أن إيفل أرسل الدعوة آم أنها مجرد دعابة من احدهم
- لا أبدا فاردين شقيق
روندا هو احد رجال السيد إيفل ويأتمنه على الكثير لذا أنا واثقة من أن الدعوى
موجهة من السيد استرخت في جلستها مفكره وقائله
- لما تعتقدين انه
قام بدعوتي
- لا اعلم حقا آنستي
ولكن ..
- ولكن ماذا
- أن علم السيد ادوارد
- ستعلمينه
- أبدا لن افعل أبدا
- ولن يعلم مني أيضا
وان كان إيفل يريد إعلامه بنفسه لن نقدم له ما يريد أليس كذلك
- اجل ... لن تذهبي
إذا
- بالتأكيد لا عودي
لعملك ولا تذكري الأمر أمام احد
تنهدت مورلي بارتياح بينما شردت ليفيا بإيفل أحقا يتجرأ على دعوتها هزة رأسها ترفض
مجرد التفكير بالأمر
- امازلتي مستيقظة
حركت رأسها نحو باب
غرفتها مساءً وادوارد يدخل لتغلق الكتاب الذي تقوم بقراءته قائلة
- اجل لم انم بعد
- أعلمتني عمتي أنها
لم ترك اليوم وانك تشعرين بالتوعك هل اصبحتي أفضل
- اجل
- اارسل خلف الطبيب
في صباح الغد
- لا لا أنا .. بخير
حقا .. اشكر اهتمامك .. ادوارد
أضافت وتوقفت مما
جعله يقول وهو يتحرك نحو النافذة
- اجل
- لما لا تقوم بتأجيل
موعد الزفاف
- مرة أخرى .. لماذا
- إنا قلقه على ..
والدي وارغب بان يكون حاضرا ( تأملت ظهره لصمته الذي طال بعض قولها فأضافت ) ليس
من المناسب عدم حضوره زفاف ابنته
- انه لا يأبه وإلا
لما اختفى بهذا الشكل أليس كذلك ( واستدار إليها مستمرا ) ولا لن أقوم بتاجية من
المناسب أن ننتهي من هذا الأمر
- ولكني لم احصل على
ثوب الزفاف بعد
- لا مشكلة سأصطحبك
إلى أين تريدين لتحضري واحدا وليكن اغلي وأفضل ما وقعت عينيك عليه ففي النهاية
ستكونين زوجتي .. بعد الزفاف سأصطحبك إلى جايدن لنقيم هناك قليلا وقد أقيم حفلا
لتدعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق