انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الاثنين، 31 يوليو 2023

انـا وغــريـمـي 6


اكثر ما يسبب لها القلق انها تفكر في حديثهم الذي يستمر ويستمر بالتكرار في عقلها دون توقف وكلما تذكرت حديث هايلي يشتعل صدرها غيظا ربما عليها الاصغاء لشقيقتيها لتنتقم لنفسها وتعلمها درسا لا تنساه لتجرؤها عليها بهذا الشكل وبالمقابل تتخلص من تسلط نايجل و .. تجعله يفعل ما تريد .. اه هل حقا تستطيع جعل نايجل لينن معها يبدوا الامر غريبا حقا .

- اين ليونور ( تسال نيكولا وهو ينضم لنايجل على الشرفة ويتلفت حوله مستمرا ) لا تمانع ان دعوتها للرقص
- امانع نيكولا وبشدة لذا توقف عن هذا لم يعد المزاح حول هذا الامر ممتعا لي
- اه ولكن انها قريبتي ولا يوجد مشكلة بالأمر
- انها خطيبتي ولا احب ان تراقصها انت او غيرك
- اه هل استشعر غيرة هنا
- ولما لا
- لا اصدق انك تقول ذلك أتذكر يوم خطبتك وكانه حدث البارحة كدت اقسم انك مستعدا للمغادرة هربا منها
- انتَ مخطئ
- ربما وما الذي اعرفه انا .. لا تمانع ان طلبت من ميرفا مراقصتي اليس كذلك
- اذهب للجحيم نيكولا ( اجابه وهو يشعل سيجارتا جديدة وعينيه تتعلقان بهايلي التي تقترب من بعيد ليستمر محاولا التخلص من نيكولا ) لقد غادرة ليونور وشقيقاتها منذ قليل لذا حاول اقناع فتاة جديدة بمراقصتك
- غادروا ( قال وهو يستدير نحو باب الشرفة مستمرا ) لذا لم اجد أي منهم .. حسنا .. هاهيا هايلي .. انت لا تمانع ان دعوتها
- لست بمزاج جيد لك
- مارئيك بان ترافقيني بهذه الرقصة
قال نيكولا ما ن أصبحت هايلي بجواره الا انها هزت راسها له بالنفي وتختط عنه متابعة نحو نايجل مما جعله يبتسم بسخرية قائلا وهو يعود لداخل
- بالتأكيد .. دعونا نرى ان ممفيس مليئة بالفتيات
- انتَ هنا
بادرة نايجل الذي هز راسه لها بالإيجاب وعينيه تغمقان فمحاولتها إخفاء غضبها تبدوا فاشلة لذا قال
- اكنت تبحثين عني
- اجل
- لا تفعلي لا تبحثي عني اعلمتك ان الامر انتهى .. منذ البداية وانت تعلمين اننا كنا نلهو فالقد جئت للارتباط بأخرى لذا تعقلي
- ولم اعترض ارتبط بها ولكن لنبقى معا
- لا
- لما لا
- ان كنت سأرتبط فعلي الالتزام
- لماذا انتَ حتى لا تحبها
- ان اردت ان لا اسبب الفوضى في حياتي علي ذلك علي الالتزام اعلم صعوبة الامر ولكن علي المحاولة والنجاح
- وان فشلت
- لن افشل
- لن أكون بانتظارك فالقد اكتفيت
- انت تعلمين
- اعلم ماذا اني فقط لتلهوا وتمضي بعض الوقت الممتع برفقتي
- منذ البداية تعلمين كيف ستسير الأمور لذا لا تدعي فانتِ من بدأ الامر وانت تعلمين جيدا اني قادم للارتباط باخرا
- اتعلم لقد أصبحت اكرهك
- انضمي اذا للباقي فلدي مجموعة جيدة
- تبا لك نايجل تبا لن اعطيك فرصة ثانيه ان عدت لن افعل
- لا تفعلي بل ارفضي ذلك لأنه لا يصب بمصلحتك
- اتعلم فلتذهب للجحيم تبا لي ان عدت لمحادثتك حتى
قالت بحنق وهي تبتعد ليتابعها وهو ينفث من دخان سيجارته فعليه التعقل فأموره في فوضى دون اكتشاف امر هايلي وان أراد ان يعيد ثقة جده به فعليه الحرص وان نجح بأبعاد ليونور من الأفضل ان تكون صفحته بيضاء هنا في منفيس حتى لا يخسر كل شيء بسبب تصرف ارعن هو بغنى عنه حقا .

انشغلت في الحديقة في اليوم التالي برفقة ايزابيل لتقوم بتقليم الازهار بينما جلست ايزابيل على المقعد تتبادل واياها الحديث لتقترب الخادمة منهما وهي تقول
- انستي وصلتك هذه
نظرت نحوها لتراها تضع صندوقا صغير على الطاولة لتميل ايزابيل نحوه متأملة الورقة الموضوعة عليه قائلة
- انهما كتابان للافيني بروا
- وصلا أخيرا
قالت ليونور بسعادة وهي تتحرك نحوهم لتمسك ايزابيل الصندوق قائلة
- سأختار ايهم اقرأ
- انهما لي لذا انا من ستختار
- بل انا ( اسرعت ايزابيل بالقول وهي تتحرك مبتعدة وعائدة نحو القصر لتسرع نحوها معترضة وهي تقول ) بل انا من ستختار
تابعت ايزابيل نحو نايجل الذي كان يهم بالمغادرة لتقف خلفه وتسرع بفتح الصندوق مما جعل ليونور تقول بجدية
- ايزابيل هاته
- ليس قبل ان اختار أولا
قالت ايزابيل بإصرار ونايجل ينقل نظره بينهما وقد وقف في مكانه لتقترب ليونور منهما اكثر قائلة
- يكفي هذا اعديه حالا
اخذت ايزابيل تفتح صفحات الكتاب واحتفظت بالثاني بيدها دون الاصغاء لها وهي تحرص على البقاء خلف نايجل الذي وقفت ليونور امامه قائلة
- ستعاقبين لهذا ( وتحركت تهم بتخطيه نحوها ليسير معها مانعا وصولها لايزابيل مما جعلها تهتف به ) توقف ولا تتدخل بيننا هيا ابتعد
- اني احاول ولكنها تمسك بقميصى
- ايزابيل
- لا تدعها تصل الي ( تمتمت ايزابيل فقال وهو يرفع كتفيه )
- لا استطيع ان ارفض لها طلبا
- لست جادا
- انها الصغرى
- وانا خطيبتك
وعادت لسير محاولة الالتفاف لتصلها دون فائدة مما جعلها تقول
- يا لك من خائن عليك الوقوف بجانبي هاته
- اشكرك ( تمتمت له ايزابيل وهي تتحرك من خلفه متجهة نحو الاعلى بسرعة وهي تستمر ) علي تفقدهما بروية حتى استطيع الاختيار
- لقد فقدت عقلها ( قالت ليونور وهي تتابعها واضافت للمحها نايجل المبتسم وهي تضع يدها على خصرها ) جعلتها تفعل ما تريد
- انها ودودة معي دائما لذا لا استطيع رفض طلبها
- وماذا سأنتظر منك
قالت بتذمر وتحركت مستديرة وهي تنفض يدها بجانها لتعود نحو الحديقة ليخرج نايجل بدوره متابعا إياها وهي تعود لتقليم الازهار وقطف بعضها ليتحرك نحو الاسطبلات ومازالت عينيه تتابعانها لتنهي عملها بالحديقة وتعود للداخل متجهة نحو المطبخ لتطلب من العاملات تنظيف ما تركته خلفها لتتوقف بحيرة وتنظر نحو الممر المؤدي الى غرف الخادمات لينتابها الفضول وقد تناها لها صوت طفل رضيع يبكي فتحركت نحو مصدر الصوت لتفتح باب الغرفة محدقة بالسرير الصغير قبل ان تقترب منه بروية وهي تتأمل الطفل الذي يرتدي الثوب الأبيض والذي يبكي والدهشة تملئها
- انتِ هنا انستي ( اطلت احد الخادمات التي قالت ذلك بارتباك قبل ان تسرع لحمل الطفل وتهدئته وهي تتابع بتوتر ) لقد تأخرت عليها ارجوا ان صوتها لم يزعجكِ
- انها طفلة ( هزت الخادمة راسها بالإيجاب وهي تجلس على السرير خلفها وتقوم بإرضاع الصغيرة فتابعت ليونور ) كم تبلغ
- الشهران .. على ما اعتقد
- على ما تعتقدين .. اليست طفلتك
- لا انستي فالقد .. خسرت صغيري عند انجابه لذا اختارني السيد لأقوم بالاعتناء بالصغيرة
- السيد .. من تقصدين
- السيد نايجل
- و .. من اين احضرها ( تمتمت بحذر وقد ملاء قلبها الذعر )
- انها ابنة العامل روجيز لقد توفي منذ بعض الوقت وقد توفيت زوجته قبله وهي تنجب هذه الصغيرة لديها شقيقان وشقيقة احضرهم السيد للمكوث هنا والعمل وطلب مني العناية بهذه الطفلة فلا تستطيع شقيقتها العناية بها كما يجب فهي في الثانية عشر ليس الا
أدخلت الهواء الى صدرها عند سماعها ما قالته الخادمة لتشعر ببعض الراحة وهي تقول
- شقيقيها الذين يلهوان عند الاسطبلات
- اجل طلب السيد منهما العمل هناك
- وشقيقتها الكبرى اين هي
- تقوم بالمساعدة بالغسيل ونقل المياه .. ليس لديهم أحد بمنفيس فالقد حضر والدهم للعمل هنا منذ عدة اعوام .. كان لطفا من السيد ان يقوم برعايتهم انه يتفقدهم باستمرار
كل هذا يحدث هنا وهي لا تعلم به اتعلم والدتها ياترى
- اجل اعلم ( اجابتها والدتها عندما سالتها واستمرت ) اعلمني نايجل بما قام به وقد نال ثنائي على تصرفه هذا .. ما بك
- اشعر بالحيرة فقط فلا يبدوا لي انه يكترث لأمور كهذه
- سأصدقك القول رغم كل شيء انا اوده منذ ان كان طفلا وحتى الان
- لما انا الوحيدة التي لا تشعر بهذا
ابتسمت ابريال ورفعت لها كتفيها بعدم علمها .

- الا ترغبين بالانتقام منها .. هذه هي الطريقة المناسبة لجعلها تدرك انها لا شيء
- توقفي عن العبث براسي
- انها الطريقة الوحيدة هيا لقد اقترب من الحضور
- رباه .. ليبعدها احدهم عني ( تمتمت في مساء اليوم وايزابيل وميرفا تصران وبعناد على اقناعها ولم تتركها رغم تهربها منهما معظم الوقت)
- فقد اجلسي بالأسفل بدايتا فقط لا اطلب منك فعل شيء اخر
- ميرفا ( قالت معترضة وايزابيل تجذبها لتغادر غرفتها لتقاطع استنجادها بميرفا مستمرة )
- ان ميرفا توافقني الرأي فمنذ عودته من دلبروك لم تجلسا معا عليك ان تخطي هذه الخطوة عليك التحرك
- نحن نتحدث عن نايجل لما تصمان اذنيكما لما تفعلا
- انت من تفعل هيا
تابعت ايزابيل وهي تسحبها معها الى خارج غرفتها لتسير معها مجبرة ومتسائلة
- وان جلست بالأسفل ماذا سأفعل
- تناولي هذه ( وضعت ميرفا بين يديها تارت التطريز وهي تقول )
- ادعي انك تقومين بحياكتها
- ثم ماذا
- لا شيء دعي الامر له هو دائما ما يحضر ويجلس بالأسفل قبل توجهه لغرفته
- وما شأني انا
- انه شانك
- لم احدثه يوما الا وتشاجرنا فبما سأحدثه الان
- وكيف اعلم هذا ( قالت ايزابيل مما جعلها تهتف )
- ومن سيعلم اذا انا
- هيا انزلي هيا
اجابتها وهي تدفعها نحو الادراج لتحدق بها بغيظ للحظة قبل ان تقول
- ليكن سأقوم بما تريدان .. ومن الأفضل لكما ان تكون هذه المحاولة ناجحة فان حدث عكس هذا لا تجعلاني اراكما
تمتمت وهي تنزل الادراج لتتوجه نحو المقعد وهي تحاول ان تنظم أنفاسها الغاضبة انها غاضبة منهما لما تعرضانها لهذا هل عليها حقا الاصغاء لهما لا تستطيع تصديق انها تفعل هذا حقا عادت كلمات هايلي لتكرر في عقلها مما جعلها تأخذ نفسا عميقا عليها المحاولة هل جنت اجل فعلت لتوافق على هذا اسرعت بتناول التارة من حجرها وهي تخرج من افكارها لتدعي انشغالها بها وقد تناهت لها صوت الباب الخارجي يفتح ليدخل منه نايجل الذي تأملها بتفكير وفضول وهو يخطو بتجاهها ليرتمي على المقعد امامها ومازال ينظر اليها لتتابع عملها دون الاكتراث بقدومه تحرك بجلسته وحرك يده نحو ذقنه الخشنة ليتلمسها بتفكير قبل ان يضعها على ساقة لتأخذ أصابعه بالطرق على ساقه وعينيه لا تفارقانها ليقول أخيرا قاطعا الصمت بينهما
- هل اصبحتي تحبين التطريز
- لطالما احببته
- لم ارك من قبل تفعلين
- ولم ترني افعل الكثير من الأمور اتعتقد انك تعرفني حقا
اجابته وهي تلمحه بنظرة قبل ان تعود الى ما بيدها فقال
- اعرف ما يكفيني .. هل انت بانتظار احدهم
- لا
- لم تجلسن هنا لما لا تجلسين بغرفتك كما تفعلين بالعادة الا وان .. كنتِ بانتظاري
ابتسمت قبل ان تجيبه
- ان كان هذا يرضي غرورك .. ولكن الحقيقة اني احتاج لتغير قليلا فكما ترى اني كثيرة التوتر مؤخرا لذا قررت ان اغير عاداتِ اليومية بشيء جديد كا .. الجلوس هنا مساء و .. تناول كوبا من الشاي ولا امانع انضمام أحدا لي
- تدعيني للانضمام لك ( قال بحيرة وشك فهزة راسها له بالنفي )
- والدتي منذ قليل تركتني لذا لا احتاج لرفقة
اجابته باقتضاب وامام الصمت الذي تلال ذلك عاد للقول
- هل نام الجميع
- اعتقد ذلك
- حسنا .. ماذا هناك
- ماذا .. لا اعلم عما تتحدث
- تريدين اعلامي بشيء ( وامام هز راسها له بالنفي تابع ) اهناك ما علي معرفته
عادت لتهز راسها بالنفي
- انضمام نيكولا لكم لتناول العشاء في غيابي على سبيل المثال
- وما الغريب بالامر انه ابن عمنا
- الذي طلبت منك الابتعاد عنه فماذا فعلتي قمت بدعوته في غيابي .. لن تسير الامور على مايرام ان استمريت بهذا العناد
همت بإجابته الا انها ضمت شفتيها وعادت نحو تارتها مما جعله يتاملها قائلا
- ليس لديك ما تقوليه .. لما دعوته
- لاثارت حنقك
- لم تنجحي بذلك
- اذا لندعوه من جديد
- تختبرين صبري
تعلقت عينيها بعينيه قبل ان تعود نحو ما بيدها ليتأملها قليلا بعدم رضا ثم يتحرك من مكانه قائلا
- عمتي مساء
تابعت عملها دون متابعته لتطل عليها احد الخادمات فبادرتها
- هلا احضرت لي كوبا من الشاي
فبقائها الان هنا هو افضل شيء تفعله فغيظها منه كبير ومن شقيقتيها اكثر وهن الان بانتظارها بغرفتها ولا تريد رؤيتهم في هذه اللحظة لان ما سيحدث لن يكون جميلا ابدا .
- دعوت ادمز لتناول الغداء برفقتنا
قال جدها في اليوم التالي وقد جلسوا يتحدثون بعد تناول الإفطار الذي لم يشاركهم به نايجل الذي غادر باكرا
- كيف هو الان
- انتقلت ابنته لفين لسكن برفقته هي وعائلتها
- هذا جيد فليس من المناسب ان يبقى بمفرده يحتاج الى رفقة بعد وفاة لورن
هز راسه موافقا وهو ينظر نحو ليونور الشاردة تعبث اصابعها بطيات ثوبها بينما انشغلت شقيقتيها باختيار احد رسمات الاثواب التي قد تقمن بإخاتطه ليتأملها قليلا قبل ان يتحرك عن مقعده قائلا وهو يتجه نحو غرفة المكتب
- اتبعيني ليونور
خرجت من شرودها لتتبادل النظرات مع والدتها متسائلة بحيرة وهمس
- ماذا هناك
- لا اعلم .. اذهبي لرؤيته
اضافت تحثها على لحاقه ففعلت لتجلس على المقعد امامه بينما جلس على المقعد خلف المكتب قائلا
- كيف هي امورك
- جيدة ( تاملها بتفكير مما جعلها تبتسم بارتباك قائلة ) حقا جيدة
- عندما ذهبنا الى دلبروك تسنى لي ولنايجل الجلوس وتبادل الحديث معا فكما تعلمين الطريق طويلة وتحدثنا بالكثير .. اعلم ان علاقتكما ليست كما ارغب ان تكون ولكن مازلتما في البداية وستتخطون الامر
- سنفعل
- لدى نايجل بعض .. الشكوك .. وارجح ان سببها هو علاقتكما القديمة .. يشعر انك لا ترغبين بهذا الزواج ( ضمت شفتيها معا مجبرة نفسها على عدم التحدث والانسياق بما تريد قوله ليتابع جدها ) اصبح يخيل له انك سبب كل الأمور التي تحدث له والتي لا تصب بصالحة كقصة الخادمان التي اعلمتني بها وقصة نقل الأموال يعتقد انك ربما قد تحدثتي امام احد بهذا ( وامام جمودها وعدم تحدثها تابع جدها بود ) اعلمته ان حفيديتي ما كانت لتفعل هذا ولا باي شكل من الاشكال وان عليه ان يتروى قبل التحدث حول هذا مرة أخرى ففي النهاية هذا المال هو لها ولعائلتها
- اترى جدي ما الذي اعانيه معه انه يستمر بتهامي بكل امر سيء يحدث له واقسم اني أحاول معه ان يدرك ان الامر ليس صحيحا وان مصلحة العائلة هي مصلحتي فكيف سأتسبب بهذا
- اعلم ما تعنينه لذا اريد منك ان تحاولي كسر ذاك الحاجز بينكما وان تكون اموركما على خير قبل الزواج
- انا احاول .. ولكن صدقا .. انه لا يكترث .. ولا يهتم بأمري ولا امر الزفاف للأسف .. انا احاول ولكن كما ترى هو غير متجاوبا ويستمر بصدي اشعر .. بان كرامتي قد اهينت .. اتتقبل ان تتعرض حفيدتك لهذا .. ارى ان عليك محادثته بشكل جدي ان كان يرغب بهذا الزواج او لا ( بقيت انظار جدها معلقتين بها فهو يراقب الأمور من بعيد وهذا ما سيستمر بفعله فهو يعلم انها ونايجل على خلاف دائم لعلهم يستطيعون حله بأنفسهم ) ان كان لا يرغب بي كزوجة اذا .. لا يفعل .. وهناك بالتأكيد بديلا له
- لندع الأمور كما هي الان .. لقد قمنا بنقل الأموال معنا عندما غادرنا نحو دلبروك
- افعلت ( هز راسه برضا قائلا )
- كانت فكرة نايجل وقد نقلنا مال الشقيقان أيضا معنا
- هذا جيد فالقد كان الامر مرعبا لم يحصل هذا من قبل
هز راسه بالإيجاب برضا قائلا
- داخل راس ذاك الشاب عقل يعمل بمهارة
- لو كان كذلك لما قطع أموال الارامل وقام بطرد بعض العمال
- اتضح ان هناك من توفيت منذ أعوام ومازال اقربائها يقبضون راتبها وهناك من يقوم بالحصول على مال ليس له بأسماء وهمية هناك بعض التلاعب الذي تنبه له نايجل وهو يقوم بمعالجة الامر بشكل سليم وبالنسبة للعامل فالقد استحقوا هذا لتهربهم من العمل لذا لا تصغي لشائعات التي تنتشر بالبلدة خاصة بما يختص بنايجل فهم الان ناقمين عليه رجل من خارج منفيس جاء ليستلم زمام الأمور ويفرض عليهم ما لا يرغبون بالتأكيد سيكون له أعداء لذا تنبهي ان تستغلي فلا يخفى على الكثير ان علاقتكما مازالت هشة .. اثق بك فانت اكبر احفادي واعلم ما انتِ عليه واثق ما ان تضعي يدك بيد نايجل سيتم المحافظة على اسم عائلتنا ووالدك وهذا امرا اسعى اليه فحتى لو لم ينجب ذكرا ولكنه انجب فتيات قويات ( همت بمقاطعته الى انه لم يسمح لها وهو يضيف بإصرار ) يحتجن لوجود رجلا معهم في هذا المجتمع الذي نعيش به ستنهشن لو كنتن بمفردكن .. لقد تزوجت جدتك ولم اكن على معرفة بها فقد التقيتها اول مرة عندما ذهبنا لزيارة عائلتها بقصد طلب الزواج رغم اننا كنا مختلفان الا انها كانت انسانه رائعة كنت ارى قلقها وخوفها وترددها ولكن اتعلمين انها قوية استطاعت نيل كل ما تريد بمثابرتها واصرارها لقد تربعت على قلبي واحتلت منزلي وأصبحت الكلمة الأولى والأخيرة لها هي هنا فعلت كل هذا بعزيمتها لذا فالتكوني مثل جدتك ولتسعي لتنالي ما تريدين لا تنتظري ان يقدم لك شيء بل اسعي اليه ( تسعى لماذا تسعى للحصول على نايجل ما قصتهم وقصة السعي اليه واحقا عليها ان تسعى لأقناعه بها كزوجة الا يكفيها ما تتعرض له من اهانات حتى تذل نفسها اكثر لا فائدة من الحديث فلجدها آرائه الخاصة والتي يرى انها الصواب ولن يغيرها شيء لا شيء ) اني موجود بينكما الان ولكن لا اعلم كم سأبقى ماذا سيحدث حينها عليك ادراك ان لا مجال امامك لترك نايجل بمفرده هنا عليكما ان تكونا يد واحدة
- انتَ تدرك اذا انه ليس قدر المسؤولية التي اوقعتها على عاتقه
- انتِ مخطئة لم يكن اختياري له عبثا انه الرجل المناسب انت تضعين على عيناك غشاوة ويتملكك العناد حاولي التخلص منها لتنعمي انت وشقيقاتك بالأمان والراحة لن ولن اتنازل عن الحفاظ على املاكنا قد اورثتها لوالدك وأريد ان تورثونها لأبنائكم الا يكفي عدم تمكني من ان اورثها لحفيد لي
- اننا حفيداتك
- تتزوج كل منكم رجل غريب وتتناثر الأملاك بين افراد العائلة اسمي واسم ابيك يمحى لما يحدث هذا لي لقد حرمت من انجاب الأولاد بعد والدك حسنا هذه هي مشيئة الله ولكن والدك يحرم أيضا من انجاب الذكور ثم يتوفى باكرا كان الدور لي وليس له لا يكفي هذا حتى اسمائنا تختفي بتدريج ماذا هيا اعلمين باي حلول أخرى انظري الي جيدا واعلميني .. اذا تعقلي واصلحي اموركما ولا يتناها لي ابدا انكي لم تنجحي ليس من اجلك فقط ولكن من اجل والدتك وشقيقاتك أيضا ..ان لم تنجحي لن اسمح لأي منهم بالارتباط الا من فرد من العائلة راقها الامر ام الا حتى لو كان رجلا يكبرهن بكثير علينا المحافظة على اسمنا وعائلتنا ولابد من التضحية
- لما انتَ قاسي بهذا الشكل
- هذا لصالحكم
- اجباري وشقيقاتي على هذا يكون لصالحنا كيف
- هذا يثبت اني على صواب فمازلتِ لاترين اين مصلحتك بهذا
- ولكن
- لا تعاندي لا تفعلي
- ولكن
- لا تفعلي
عاد لنهرها مما جعل الدموع تتجميع في مقلتيها قبل ان تتحرك مغادرة نحو غرفتها لترتمي على سريرها ودموعها تنساب بصمت على خديها .
التزمت في اليوم التالي غرفتها وهي تفكر وتفكر رافضة جميع محاولات شقيقتيها بمغادرة غرفتها حتى حل المساء حملت الكتب الذي تقرأ به مؤخرا وانضمت لهم بالأسفل لتتبادل اطراف الحديث معهم
- تأخر الوقت ( قال جدها وهو يحدق بساعته ثم يتحرك ليقف فقالت ابريال وهي تتحرك نحوه لتقدم له عصاه )
- هيا بنا يافتيات فامامنا يوما حافل بالغد
- سانتظر حضور نايجل فالقد تاخر
عم الصمت التام المكان بعد قولها وقد حدق بها الجميع فتناولت الكتاب الذي بحجرها لتفتحه بينما بدا الرضا التام على جدها الذي تحرك نحو الادراج لتتبعه وابريال بينما تبادلت ميرفا وايزابيل النظرات وامام تجاهلها لهما تحركتا لتتبعا والدتهما وهما تلتفتان نحوها بين الفينة والاخرى .
دخل نايجل الى المنزل وهو يحمل سترته ليقترب محدقا بليونور النائمة على المقعد ويكاد الكتاب يقع من يدها انه لا يشعر بالاطمئنان لها ما الذي يدور في خلدها ليته يعلم .. في الحقيقة لا يريد ان يعلم فلن ياتي منها اي شيء جيد لذا تابع سيره نحو الادراج ليتجه الى غرفته
- انستي .. انستي ( فتحت عينيها ببطء وهي تصغي لصوت الخادمة التي تحاول ايقاظها لتجلس جيدا بتشوش والخادمة تضيف ) لقد غلبك النعاس هنا
- لا باس ( قالت وهي تتناول الكتاب كي لا يقع مستمرة ) اعدي لي كوبا من الشاي
- الان ( حدقت بالخادمة لقولها فاسرعت بالاضافة ) ان الوقت متاخر و .. قد حضر السيد نايجل منذ قليل
- حضر واين هو
- صعد نحو غرفته
- حسنا .. اعدي .. لي كوبا من الشاي ارغب بشرب واحدا الان ومتابعة القراءة
قالت وهي تحاول اخفاء كبريائها المهان وتصر على الادعاء انها لم تكترث لتجاهله لها حسنا لنرى لن تستلم لا لن تفعل انها تنظر الى الامام وكم ستكون الحياة اسهل بهذه الطريقة حسنا اهدائي انت تعلمين انه ليس بالشخص السهل و عليها الصبر اجل عليها هذا رغم ان صدرها يضيق لمجرد الفكرة ولكن ايعتقد انها عاجزة عن ايقاعة لم تفكر بالامر بهذا الشكل من قبل ولكن الان اه حسنا انها مصرة على هذا وستسعى اليه وستجعله يقع في غرامها اجل ستفعل وستريه كيف يكون الامر رفعت ذقنها بكبرياء ونظرات التصميم في عينيها لن تعيش بذل لا هي من اختارت طريقها وهي من عليها تحمل تبيعات اختيارها وان كان عليها ايقاع نايجل لتفعل اجل ابتلعت ريقها ان مجرد الفكرة تصيبها بالجنون ولكن تمكنها من فعل هذا حقا يبدوا مغرية جد ستنال منه بهذه الطريقة فهي الطريقة الوحيدة التي لم تستعملها من قبل ابداء الاهتمام به .. اجل لما لا لذا حملت كتابها مساء اليوم التالي من جديد ونزلت لتجلس في الصالة تتصفحه بشرود الى ان سمعت صوت الباب يفتح ادعت انشغالها بالكتاب بينما تعلقت عينا نايجل بها بتفكير وتجهم وهو يقترب قائلة
- اين الجميع
- صعدوا لنوم فالقد كان اليوم حافلا للجميع .. انت تتاخر خارجا
اجابته دون ان ترفع عينيها عن الكتاب فتابع
- لطالما احببت السهر و .. انت امازلتِ تسعين لتغير روتين الحياة
- في الحقيقة ( قالت وهي تنظر اليه وتغلق الكتاب بروية ) كنت انتظر قدومك
رفع حاجبيه ببطء وهو يقول
- كلي اذا صاغية
- تقول امي ان علينا دعوة جميع العائلات المرموقة من القرى المجاورة
- دعوتهم ( قال متسأل بحيرة فاضافت )
- الى زفافنا
بدت المفاجأة على وجهه الى انه سرعان ما اخفائها قائلا
- الى ما تسعين
- ارجوا المعذرة
- منذ متى نتناقش بامور الزفاف
- انه زفافنا
- وان يكن
- اليس علينا مناقشة من سندعوا و
- الى اين تريدين ان تصلي ما الذي تحيكينه لي الان
- عما تتحدث
- انا لا اثق بك ولا بتصرفاتك ولا بحديثك لذا لتعلميني ما تسعين اليه وننهي هذا الامر فلا ترهقي نفسك بانتظاري من جديد و لتدعي والدتك تنشغل بهذا وتابعي حياتك فالزفاف لا يعنيك حقا
- انه زفافنا واتعلم ليس كل يوم ساتزوج لذا ساسعى ليكون الامر مميزا
- افعلي .. وكاني اكترث حقا
- لكني وعدت جدي
- ارجوا المعذرة
- اعلمني انك تذمرت من تصرفاتي وان علي ان اكون اكثر مرونة مع .. زوجي المستقبل
- تذمرت من تصرفاتك
- اجل عندما كنتما في طريقكما نحو دلبروك
- وهو طلب منك انتظاري مساء
- بالتاكيد لا ولكن كما تعلم هو يريد ان تتحسن علاقتنا وعلي ان اثبت له اني افعل وان كان هناك خلل فليس مني
- هكذا اذا اتعلمين انسي الامر
- امر ماذا علاقتنا
- لا تحاولي فتصرفاتك لا تتعدا تصرفات طفلة
- ارجوا ان تعذرني ولكن هذا ما استطيعه فكما تعلم لم اكن يوما متعددة العلاقات لذا ترى اني ابذل جهدي هنا
- لما تفعلين
- ل ..ارضي جدي ومحاولت تحسين الامر فيما بيننا .. الم نتفق على المتابعة
- رباه .. كيف افهمك هذا ..
- ماذا
لا اريد الارتباط بك هذا ماهم بقوله ولكنه لم يفعل وضم شفتيه بقوة وتحرك مبتعدا لتتابعه بغيظ وهي تقضم شفتيها حسنا اهدأي لن تستسلم لا لن تفعل ولكن بحق الله انها لا تستطيع تبادل حديثا طبيعي معه حتى .

- لا لا الامر لا يجدي نفعا ( قالت بتذمر وهي تعلم ميرفا ما جرى بينها وبين نايجل مساء البارحة مضيفة ) لا يثق بي لذا جميع محاولاتي ستبوء بالفشل
- لانك تفعلين هذا مرغمة ( قول ميرفا جعلها تحدق بها فاستمرت ) ترغمين نفسك على هذا
- اجل افعل
- لذا لا اعتقد ان هذا سينجح
تنفست بعمق وارتمت على سريرها محدقة بالحائط بشرود وكيف يتوقعون منها ان تفعل هذا انها تحاول جهدها هنا
- انتما هنا جدي يريدك بالاسفل ( استمرت ايزابيل التي دخلت الغرفة مضيفة لليونور التي حدقت بها ) يريد ان تلعبي معه الشطرنج
- ها انا قادمة ( اجابتها وعادت نحو ميرفا الجالسة على حافة النافذة قائلة ) لنعد لنزهة اشعر بالملل
- سأعلم امي بالأمر رغم انها غارقة في اعداد أمور الزفاف الى اني لا اعتقد انها ستمانع هذا .

- ايزابيل اقرئي بعض القصائد لنا
قالت ابريال لها وهي تراها تراقب ليونور التي تجلس امام جدها تلاعبه الشطرنج بينما جلست ميرفا تحيك بقربها ففعلت ايزابيل بسعادة لتقول ليونور بعد ان انتهت
- تزدادين مهارة
- اعلمني وينسلي انك متفوقة ومتميزة عن باقي فتيات العائلة
قال جدها برضا لها مما جعلها تبتسم بسعادة ليضيف وهو يرى نايجل الذي اطل من الباب الرئيس ملقي التحية
- انت تتاخر بالعودة
- ذهبت بعد العمل لرؤية بعض الأصدقاء بالنادي
- اكان روجر هناك ( تسأل هاريسون دون ان تفارق عينيه احجار الشطرنج )
- اجل وهو يرسل تحياته لك وتسال عن سبب غيابك عنهم
قال نايجل وهو يتحرك نحوه ليقف بجواره محدقا بما تقوم ليونور بفعله وقد كانت تنقل احد الاحجار بينما قال جده
- قد امر عليهم مساء الغد ( وتحرك ليقف مستمرا لنايجل ) تابع عني
هم بالاعتراض الا انه تدارك ذلك وتحرك للجلوس امام ليونور التي ثبتت لوهلة ثم تداركت ذلك قائلة
- هل لعبنا الشطرنج معا من قبل ( هز راس بالنفي وهو يفكر بينما قال جدها )
- ان لم تفعلا فها هيا الفرصة امامكم هيا ارني من منكما الامهر
- تعلم اني على وشك الفوز باللعبة
قالت معترضة لجدها الذي تحرك للجلوس بجوار والدتها وهو يجيبها
- دعينى نرى فوزك اذا على نايجل
التمعت عينيها التين نظرتا الى نايجل بتحدي بينما لم يبدوا مكترثا للامر برمته بعكس افعاله فقد كان مصرا على هزيمتها وقد فعل مما جعل التجهم يسري الى وجهها لتتحرك من مكانها هي تقول بتذمر
- لقد فقدت تركيزي
- سأعطيك فرصة أخرى
قال متحديا فنظرت نحوه لتعود للجلوس ليقوما بلعب من جديد تبادلت 
ايزابيل وميرفا النظرات فما يحدث بين نايجل وليونور ليس مجرد لعب بل هو تحدي بينهما كل منهما يبذل طاقته ويحاول بكل الطرق الفوز على الاخر لتجلس ميرفا وايزابيل بجوارها يتابعن بحماس بينما تحرك هاريسون ليقف بجوار نايجل متابعا وقد حل الصمت التام وامام ليونور حركة واحدة وتنهي الامر ولكنها لم تتنبه لها فما ان حركت يدها لتمسك احد الأحجار حتى قال جدها
- لا تتعجلي
نظرت اليه لقوله فأشار لها بعينيه نحو الحجر لتتنبه وتسرع بتحريكه للفوز مما جعلها وشقيقاتها يهتفن وهن تتقافزن بينما رفع نايجل راسه نحو جده معاتبا فقال هاريسون
- انظر لسعادتهن كان الامر يستحق
وتحرك نحو ابريال متابعا بينما عاد نايجل نحو ليونور وميرفا وايزابيل متأملا سعادتهم مما جعله يبتسم قائلا
- انتن مستحيلات
- لقد تعادلنا الان ( قالت ليونور بثقة وسعادة فأجابها )
- يقف خلفكم هاريسون كرانستون ما الذي استطيع فعله امامه .. لنعيد الكره لكن دون تدخل احد
تراجعت بخطواتها للخلف وهي تقول وابتسامة واسعة تنير شفتيها
- لا لا ساوي للفراش وانا اشعر بالنصر فالقد هزمتك .. عمتم مساء
تابعها وهو يرفع حاجبيه قبل ان ينظر نحو شقيقتيها متسائلا
- اي واحد منكن
- ساجرب حظي ولكني احذرك فانا ماهرة بها
قالت ايزابيل وهي تتحرك للجلوس امامه .

- من سيحضر لتناول العشاء هذا اليوم ( تساءلت في اليوم التالي وهي تقوم بمساعدة والدتها بوضع الزهور بالمزهريات الخاصة بها )
- جميع افراد العائلة
- لم يعتذر أيا منهم عن الحضور
- لا فجميعهم حريصون على ان لا يفوتوا هذا اليوم تعلمين اني تعمدت المحافظة على هذا التقليد الذي كان والدك يتبعه فهذا الامر يقرب افراد الاسرة من بعضهم
- ومعرفة احوالنا
- بالتاكيد
- لطالما كرهت فضول بعضهم
- انهم من الاسرة وعلينا احترام هذا حتى لو اختلفنا معهم ونستطيع الاحتفاظ بما لا نريد ان يعلمه احد فقط علينا بالكتمان وعدم الاسترسال بالحديث حوله .. دعيني اتفقد ما تم اعداده لهذه الأمسية
اضافت ابريال وهي تتحرك نحو المطبخ بينما توجه ليونور نحو غرفة شقيقتيها لتمضي الوقت برفقتهم قبل ان ينضموا لأفراد الاسرة الذين بدأوا بالوصول واحدا تلوا الاخر لتنشغل معهم وتحاول بقدر المستطاع تجاهل الأسئلة التي توجه لها عن امورها ونايجل وتكتفي بالإجابة بانها بأفضل حالاتها ليضحك بعضهم بينما يهز الاخر راسه بتفهم بينما انشغل نايجل بالجلوس مع الرجال الذين يتحدثون بأمور العمل
- احتاج مساعدتك بأمر ( نظرت الى الفريد الذي وقف بجوارها قائلا ذلك بعد تناولهم للعشاء وتوجههم لغرفة الجلوس ليحتسوا العصير مستمرا ) افكر بالارتباط
- تهاني الحارة من سعيدة الحظ
- هذا ما كنت اريد محادثتك بشأنه .. ارغب بالتقرب من كاترين واذكر انكما صديقتان مقربتان لذا فكرت بان اسالك عنها
- في الحقيقة كنا كذلك .. اعني منذ وقت مضى ولكني الان لا اعلم عنها شيء يذكر
- لاتعلمين اذا ان كانت مرتبطة
- لا .. لا اعلم
- انها فتاة جميلة ولا اعلم ان كانت متفرغة لا اريد ان اتعرض للاحراج
- لا عليك ليس من الصعب الوصول لهكذا معلومات فلو كان يتردد احدهم الى منزلها سأعلم بكل سهولة
- ستفعلين
- اجل لا تقلق ولكن امهلني بعض الوقت
- ليكن وليبقى هذا بيننا فلا اريد ان تتناثر الاقاويل حوله لذا لجئت اليك فلوا طلبت هذا من شقيقاتي ما كانتا لتحتفظ بالأمر
- لا تقلق
ليس عليه المبالغة فكلما وقفت مع أحدا لمحادثته يشعر بان عليه التدخل وابعادها ان الفريد حتى الان لم يبدي أي اهتمام ولا يرى انه يشكل أي تهديد لذا عليه ان يتروى ويوقف ذاك الشعور الذي ينتابه ولكنه ترك عمله وعاد بأدراجه الى منفيس بحجة ان ولده وشقيقاته قاموا بالضغط عليه للعودة والاستقرار هنا .. لذا ربما عليه مجارات شعوره ففي النهاية الفريد من ال كرانستون
اضاف نايجل لنفسه وهو يتحرك نحوهم لينضم اليهم ويده تسترخي حول خصرها كالعادة
- سيقام غدا سباقا للخيل استحضرونه ( قال الفريد فتساءلت ليونور )
- اين
- على اطراف البلدة ( اجابها نايجل وتابع ) دعيت للمشاركة به
- استفعل ( تسأل الفريد فأجابه )
- لا
- وانت
- ليس لدي خيل جاهزة ولكني سأذهب لحضور السباق
- وكذلك نحن
قال نايجل قبل ان ينضم لهما نيكولا وشقيقات الفريد لتتناوبا الحديث بينما كان الباقي يصغون لهم وما كاد يغادر اخر الضيوف حتى تنفست الصعداء وصعدت نحو غرفتها .

- الن ترافقنا ايا منكما
تسال نايجل في اليوم التالي وهو ينظر الى ميرفا المنشغلة بالحياكة وايزابيل الجالسة على 
البيانو فأجابته ايزابيل بينما اخذت ليونور بتثبيت قبعتها امام المرأة
- لدي درس بعد قليل
- وانا لا اشعر باني على مايرام
قالت ميرفا وهي ترفع يدها نحو راسها فتسأل
- اارسل خلف اطبيب
- لا مجرد صداعا سيزول سريعا
- انتِ واثقة
- اجل سأتناول كوبا من الأعشاب .. استمتعا ولا تقلقا بشأننا
- انت جاهزة
تسال وهي ينظر نحو ليونور التي هزت راسها بالايجاب وتحركت برفقته ليمتطي كل منهم خيله وينطلقا لطالما استمتعت بسباقات الخيل لقد كانت ترافق والدها باستمرار لحضورها شعرت بغصة في حلقها وهي تذكر والدها الى انها سرعان مانهرت نفسها وعادت لتركيز بالسباق وبالخيول التي تجري امامها بسرعة فائقة وقد عم الهتاف والصياح بالاضافة لترقب بين المتواجدين وقد اخذ المكان بالاكتظاظ اكثر واكثر لتجول بنظرها حولها قبل ان تعود نحو الخيول التي تجري محاولة التركيز معها ولكن سرعان ما عادت نحو هايلي التي تقف بالجهة المقابلة لهم وتحمل بيدها مروحة تقوم بتحريكها وهي ترفع راسها بكبرياء وعينيها ثابتتان على نايجل بكل وقاحة غير مكترثة ان رأها احد مما جعل ليونور تنظر اليه لتجده يراقب السباق لكن بحق لا تصدق انه لا يراها وهي تبذل مجهودا كبير ليتنبه لها فتعمدت الاقتراب منه اكثر لتضع يدها بذراعه قائلة وقد نظر اليها لتصرفها
- المكان يكتظ ولا اريد ان اتوه
رغم عدم اقتناعه بقولها الى انه عاد بروية نحو السباق ليتابعه دون محاولته سحب ذراعه منها اكثر ما يحيرها هو ما علمته من ورن الشاب الذي يعمل عند خالتها اوديل وقد طلبت منه مراقبة هايلي ونايجل واعلامهما ان كانا بتقابلان ليعلمها ان هذا لا يحدث رغم ذلك لا تستطيع الثقة التامة به فالقد وثقت من قبل بكايل وجيسي وغدرا بها لذا لا تعلم ان كان عليها تصديق ورن ام لا خاصة ماتراه من هايلي التي لا تكاد تبعد انظارها عنهم ليمضي الوقت سريعا ليهما بالمغادرة مع انتهاء السباقات وهما يتحدثان مع غوين وجونز الذين وقفا بجوارهما لينظم لهم الفريد وشقيقته ماتي ايضا لينشغلوا بالحديث قبل ان يغادرا وهم يعلمونهم بنيتهم الحضور لقضاء الامسية برفقتهم لتتوجه ليونور نحو خيلها بدورها وهي تودع غوين لتمتطيها وما ان فعلت حتى اخذت الخيل بالوقوف وتحرك قدميها الاماميان بعنف جعل الصبي الذي كان يمسك الجام يهرب من امامها بينما امسكت ليونور بشعر الخيل محاولة تفادي سقوطها وهي تحدثها محاولة تهدئتها لتتحرك الخيل وهي ترفس بشكل جنوني محاولة ايقاعها عن ظهرها ليسرع نايجل بالتحرك نحوها وهو يقول لعدم تمكنه من امساك لجام الخيل الهائجة
- اقفزي .. دعيها .. دعيها هيا اقفزي عنها
رغم ان كل تركيزها كان منصبا على الثبات على ظهر الخيل وقد انحنت بقوة نحو عنقه ويديها تتمسكان بقوة وذعر بشعره الا ان هتاف نايجل قد تناها لها فحركت راسها نحوه لتجده يحاول الاقتراب منها وهو يحثها على القفز وبنفس الوقت يحاول تفادي الفرس الثائرة وما ان همت بمحاولة سحب قدمها لتحاول التحرك عن الخيل واذا بالخيل ترفع نفسها بقوة الى اعلا مما جعل ليونور تسحب الى الخلف وتسقط فاسرع نايجل نحوها ليساعدها على الوقوف وهو يقف بينهما وبين الخيل التي تحاول توجيه الرفسات لهما قبل ان تنطلق سريعا مبتعدة لتقول بأنفاس لاهثة غير مصدقة ما جرى وهي تستند على ذراع نايجل المازال ممسكا بها
- مابها قد جنت
- هل تاذيتي
- لا انا بخير ولكن ما الذي جرى لها لم تفعل هذا من قبل
- انسة كرانستون هل اصبتي
اسرع نحوهما بير فونز منظم السباق عند رؤيته لما جرى بالاضافة لمجموعة كبيرة من الفضولين الذين وقفوا يتابعون فهزت راسها له بالنفي وهي تستقيم بوقفتها بينما تعلقت عيني نايجل بالخيل التي اختفت عن الانظار قبل ان يعود نحوهما وبير يقول
- لتعودا للداخل الى ان
- لا باس سنغادر ( قاطعة نايجل وتحرك نحو فونز مستمرا ) لقد كان سباق موفقا احسنت تنظيمه
- استشارك في المرة القادمة
- لما لا سافكر بالامر بشكل جدي
اجابه وهو يوقف خيله بجوار ليونور مستمرا
- دعيني اساعدك
وقدم يده لها لتصعد على خيله وتجلس بشكل مائل وقدميها مازالتا ترتجفان ليودع نايجل بير قبل ان يصعد خلفها ويحث خيله على السير مما جمدها فالقد اعتقدت انه سيسير فقالت محاولة كسر الصمت بينهما
- علينا الاسراع علنا نعلم اين ذهبت الخيل
- قد تكون سبقتنا للاسطبلات
- اتعتقد ذلك
هز راسه بتفكير قبل ان يقول
- اجل
همت بالطلب منه الاسراع اكثر الا انها عادت لتراجع فرغبتها بالابتعاد عنه وعن ذراعيه التين تحاصرانها كبيرة لذا ما ان أوقف امام الاسطبلات حتى اسرعت بالترجل لتتنفس بحرية وتتوجه الى داخل الاسطبلات متسائلة
- هل عادت خيلي
- لا انستي اليست معك
قول العامل جعلها تنظر نحو نايجل الذي دخل بعدها قائلة بلهفة
- ربما علينا ارساله للبحث عنها فلم تكن على طبيعتها اليوم لاول مرة تفعل ما فعلته
- لاباس ساننتظر قليلا ان لم تعد فالتذهب برفقة عدد من الرجال للبحث عنها
- فالتعلمني فور معرفتكم أي شيء عنها
قالت للعامل وهي تتحرك مغادرة الاسطبلات ليراقب نايجل ابتعادها قبل ان يعود نحو العامل قائلا بصوت منخفض
- فور عودتها او عثوركم عليها في حال لم تعد بمفردها فلتتخلص من زهرة الاشواك تحت سرجها قبل ان يمتطيها احدكم والا عادت لقذف راكبها
- زهرة الاشواك تحت سرجها ولكن كيف
- لا تسال ولا تتحدث بالامر مع احدا ابدا احذرك لتتخلص من اثار الزهرة دون ان يراك احد ولا تعلم سيدتك بشىء عن الامر
هز العامل راسه بحيرة بينما عاد نايجل لامتطاء خيلة والمغادرة وقد اغمقت عينيه بشدة .
- هذا غريب لم قد تفعل الخيل هذا
- قالت ميرفا بعد ان قصت ليونور ما جرى لوالدتها وشقيقتيها بالإضافة لجدها مستمرة
- لا اعلم لقد فقدت صوابها وجرت بعيدا
- ربما كانا هناك فار امامها ولم تتنبها له ( قالت ابريال ونظرت الى هاريسون مستمرة ) ايمكن حدوث هذا
- حيث كانوا لا اعتقد فالمكان يعج بالناس الذين حضروا لرؤية السباق لذا .. يبدوا الامر محيرا لابد وان لدى الطبيب تفسيرا لتصرفها سنحضره لرؤيتها ولا تعودي لامتطائها ( هزة راسها موفقة بينما استمر ) اين هو نايجل
- تركته خلفي بالاسطبل ..
- اين هو نايجل
تسأل الفريد مساء وقد انضم هو شقيقتيه ووالده اليهم
- غادر منذ عودتنا من السباق ولم يعد لابد وان هناك ما يشغله
اجابت الفريد قبل ان تعود للاصغاء لماتي وما ان هموا بالمغادرة حتى اوماء لها الفريد ان ترافقهم للخارج ففعلت ليتساءل بهمس وشقيقاته ووالده يصعدون الى العربة
- هل علمتي اي شيء بخصوص كاترين
- اجل ... على ما يبدوا انها متفرغة
- انتِ واثقة
- اجل
- هذا جيد ( قال بارتياح ورضا )
- عمتم مساء
بادرهم نايجل وهو يتقرب منهما ومستمرا
- لما انتم على عجل
- لقد تاخر الوقت وعلينا المغادرة .. نراك في يوم اخر
اجابه الفريد وهو يتوجه للعربة للصعود بها قبل ان تنطلق بينما نظرت ليونور الى نايجل قائلة
- كان عليك التواجد هنا بما انهم اعلمونا بقدومهم
- كان لدي بعض الاعمال الغير منتهيا
- و هل انهيتها الان
تسالت بعدم رضا وهي تتحرك لداخل فتبعها قائلا بشرود
- ارجوا هذا .. عمتى مساء
أضاف لجده وهو ينضم له بينما تابعت ليونور نحو الادراج لتصعد الى غرفتها فقال هاريسون
- جاء الفوني لرؤيتي اليوم
- هل من جديد
- لم يستطيعوا التعرف حتى الان على الشابان من هم ومن أي بلدة هما .. انهما غريبان تماما رجلان غريبان يعلمان بأمر موعد نقلنا للأموال الامر يثير الريبة اليس كذلك
- بالتأكيد من قام بإعطائهم المعلومات ليس ببعيد عنا
- كن حريصا جدا بعد الان
هز راسه بالايجاب له ليتبادلا الحديث قبل ان يصعدا نحو غرفهم ليهم بالجلوس على سريره بعد ان ارتدا تيشرته البيضاء ذات القبة الواسعة ليتوقف ويتحرك نحو الباب مغادرا غرفته متجها نحو غرفة ليونور ليطرق على بابها لتفتح له محدقة به بحيرة وهي منشغلة بتسريح شعرها وقد جذبته للأمام واخذت تقوم بتجديله ليبادرها
- كنت اتسال .. ما الذي اراده الفريد منك
- الفرد ( قالت بتفكير ومازالت يدها تتابع تجديل ما بقي من شعرها مستمرة ببطء ) لا افهم ما تعنيه
- رئيتكما تتحدثان وينتابني شعورا ان هناك امرا ما
- لا اذكر اي امرا مميز تحدثت به مع الفريد
ضاقت عينيه بها قائلا
- هل تحيكين شيء خلف ظهري اعدنا لهذا
- ولما قد افعل هذا ( بقيت عينيه معلقتين بها قبل ان يخطوا نحوها مما جعلها تتراجع للخلف فتخطى عنها ليدخل الى غرفتها مجيلن بنظره بها بينما استدارت نحوه قائلة ) لقد انتهينا من هذا متى ستتعلم الثقة بي
- الثقة بك ( قال وهو ينظر اليها من فوق كتفة قبل ان يستدير ويقترب منها اكثر مستمرا ) لا اعلم ان كنت سافعل يوما
- نحن في مشكلة كبيرة اذا
- كلي اذانا صاغية .. ماذا اراد الفريد .. لما لا تتحدثين الاتريدين حل عدم الثقة الموجود بيننا
- دعني احاول .. شكرني على الامسية وتسال عن سبب غيابك رغم علمك بانهم سيحضرون .. فاعلمته انك كثير المشاغل و ان عليه ان ياتي دائما ..
- هل انتِ جادة هل ابدوا لك غبيا
- بحق ماذا افعل لأنال رضاك
توقف عن الحديث وقد كان يهم بمقاطعتها قبل ان يهمس
- تنالين رضاي ( لم يتوقع ان يسمع يوما هذه الكلمة من .. ليونور .. وليكن صادقا مع نفسه انه يشعر بانها كاذبة ولا تقصد ما تقوله لذا تابع ) ماذا تعنيني بهذا
- اني اسعى جاهدة لتحسين الامور فيما بيننا
- و .. كيف تفعلين هذا
- اني احترم ارتباطنا
- و
- واحترم وجودك ولا اسمح لأي احد بالمساس بك امامي
- و
- ماذا تريد
- ان لا تحيكي اي مؤامرات جديدة فالقد ضقت ذرعا بهذا اريد ان اعطيك ظهري وانا مطمأن انك لن تطعنيني ليونور
- انت لا تثق بي مهما فعلت وتعدني تلك الطفلة التي نشأت معها
- ولكنك مازلتِ تلك الطفلة هل سنختلف على هذا الان
- احتاج للاستراحة بعد يوم حافل وانا بغنى عن التشاجر معك
- اريد ان اثق بك اريد ان اصدق ان هذا ما دار بينك وبين الفريد
- ولكن هذا ما دار بيننا
- سأحاول تصديق ذلك 
- الم تتساءل ان عادت خيلي ام لا ( قالت متعمدة تغير مجرى الحديث )
- فعلتُ وعلمت انها عادت
- قام جدي بالإرسال خلف الطبيب ليقوم بفحصها غدا لنرى ما سبب تصرفها هذا
- ربما ازعجها شي ليس الا
- ربما
- قد تكوني السبب
- وكيف هذا
مد يده نحو ظفيرتها ليشدها لتهم بالاعتراض الا انه قال
- الم تقومي بشد شعرها ربما ازعجتها
- لست جادا
اجابته وهي تسحب ظفيرتها من يده فرفع حاجبيه بحيرة وهو يتحرك نحو الباب قائلا
- وما الذي نعلمه نحن .. عمتي مساء ايتها الط
- لستوا طفلة مدللة ( اخفى ابتسامة كادت ان تظهر على شفتيه وهو يهم بإغلاق الباب خلفه بينما قالت بتأكيد ) لستُ كذلك .

كان يهم في صباح اليوم التالي بالتوجه نحو الغرفة التي وضِعت بها الطفلة الصغيرة ليتوقف في مكانه محدقا من خلال الباب الذي ترك مفتوحا بليونور الجالسة على المقعد الخشبي الهزاز تحتضن بين يدها الطفلة الصغيرة تتأملها بمحبة وهي تتمتم لها بضع كلمات ليشرد بها ويبتعد عن كل ما يحيط به لتسحره تلك اللحظة وكانه يسحب بعيدا جدا تلك الملاح التي تكسوا وجهها سلبته عقله وذكرته .. بوالدته وهي تحمل احد أطفال العائلة وتقوم بمداعبته بينما كان يقفز حولها ولم يكن تجاوز التاسعة رغم مرور زمن على وفاتها الا انها لم تفارق مخيلته يوما 
- ان الانسة تحضر بشكل يومي لرؤيتها
خرج من شروده على قول بتلين التي وقفت بجواره دون ان يشعر لينظر باتجاهها قبل ان يعود نحو ليونور التي لم تشعر بهم ليتحرك مبتعدا متوجها نحو عمله دون ان يفارق مخيلته هيئة ليونور وهي تحمل الطفلة الصغيرة بكل محبة بين ذراعيها .

- غادرة امي ( تسألت ليونور وقد حل العصر وهي تتحرك نحو الباب الخارجي )
- اجل انستي برفقتها الانسة الصغيرة ( اجابتها بتلين )
- ان سالت ميرفا عني فانا اتجول بالحديقة
قالت وهي تغادر نحو الحديقة لتفقد الزهور وتقطف احداها لتتركها بين اصابعها وهي تسير شاردة بأفكارها لتننطفض وتعود حواسها جميعها للعمل بشكل مفاجئ وقد وضع احدهم يده على فمها والاخر حول خصرها لتاخذ بالتخبط بذعر بينما جذبها معه للخلف وهو يحكم قبضته عليها ليسحبها الى داخل مخزن الحطب وتحاول جاهدة تخليص نفسها ومحاولت معرفة من يفعل هذا بها لتسحب نفسها بقوة وقد ارخ يديه لتبتعد بانفاس لاهثة وتستدير نحو نيكولا بعيني متوسعتين هاتفة من خلال انفاسها
- اجننت ما الذي تفعله
اغلق باب المخزن خلفة دون ان تفارقها عينيه القاتمتان قائلا
- لننهي هذا الامر ونحسمه فلقد ضقت ذرعا وانتها صبري فلا اجد طريقة لاصل اليك بها وذاك النايجل يحوم حولك
- ما الذي تتفوه به ( قالت وهي تتابعه لتتجمد وهو يتخلص من سترته ويبداء بفك ازرار قميصه الابيض لتتابع بحذر ) مالذي تفعله
- لننهي هذا الامر ( واقترب منها مستمرا بينما تراجعت للخلف امام كل خطوة خطاها نحوها ) عندما تصبحين لي لن يقف شي بطريقي لاجدك لا نايجل ولا والدتك فالقد اصبحتي لي وانتها الامر
- فقدت عقلك تماما
قالت وهي تتحرك متفادية الصندوق الذي خلفها والذي ارتطمت به لتجعله بينها وبين نيكولا الذي استمر وهو يتخطى الصندوق بدوره
- لنفعل ذلك عن تراضي ولا تجعليني ارغمك
- اتعتقد اني ساسمح لك بلمسي سيدق نايجل عنقك فور معرفته بهذا
- ولما تكترثين لامره ( قال وهو يسرع نحوها فحاولت الجري بعيدا الى انه امسك بها ليدفعها نحو جذوع الاخشاب الضخمة التي صفت متراصة فوق بعضها ليرتطم ظهرها وراسها بهم وهي تصيح ليسرع بوضع يده على فمها وقد التصق بها مستمرا بانفاس متسارعة ويده الاخرى يحاول بها فك ازرار ثوبها العليا بينما فتحت عينيها بذعر ) لم يكترث لك يوما حتى يبدأ الان هيا كوني مطيعة لننهي الامر تعلمين اني افضل منه وان العائق الوحيد بيننا هو اختيار جدي له ولكن ان .. تبا
هتف وهو يبعد يده عن فمها وقد قامت بقضمها لتسرع بالتحرك من امامه متناولت احد الواح الاخشاب الرفيعة لتمده نحوه وهي تقول
- اجروء على الاقتراب وسترا لقد فقدت عقلك تماما اتعتقد اني ساسمح لك بهذا فلو كنت اخر شخص ما نظرت اليك فما انت الا محتال اعلم انك من حاول نهب مالنا ايها الجشع
اقترب منها غير مكترث بتهديها وهناك ابتسامة شيطانيه تطل على شفتيه
- لقد افشل مخططي دائما ما يفعل ولكن الان لن يستطيع شيء اريد رؤية وجهه بالغد
واقترب منها اكثر مما جعلها توجه نحوه لوح الخشب وما ان هم بالاقتراب اكثر حتى اخذت توجه له الضربات بقوة ليستطيع تفادي بعض ضرباتها قبل ان يمسك الوح بيديه يثبته ويمنعها من الاستمرار وهو يقول
- مازلت اخيرك بين ان تجاريني وبين ان اجبرك على هذا فسأنال ما اريده في النهاية عليك فقط تحديد الطريقة
تركت لوح الخشب الثابت بين يديه لتسرع بالانحناء وتناول واحدا اخر لتوجه له ضربتا قوية على قدمه مما جعله يتعثر وهو يحاول تفاديها ليسقط الى الخلف وقبل ان يدرك ما حصل كانت اسرعت نحو الباب لتفتحه وتجري مسرعة وهي تتناول احد عصا عن الارض خوفا من ان يقوم بلحاقها لتتابع وهي تتلفت خلفها وصدرها يرتفع ويهبط بقوة لتقترب من المنزل بخطوات واسعة ومازالت تتلفت خلفها بذعر دون ان تتنبه لنايجل الذي يهم بالترجل عن خيله في الجهة المقابلة والذي تمعن بها قبل ان يتوجه نحوها بحيرة لهيئتها
- ما بك
بدات خطواتها تبطء وهي تنظر الى نايجل الذي يسير باتجاهها فاسرعت نحوه وهي تترك العصا تقع من يدها مما جعل القلق يدب به وهو يلمحها بنظرة شاملة من وجهها الذي اختفت منه الدماء الى ازرار قميصها العليا المفتوحة
- ما الذي جرى لك هدئي من روعك
اضاف وقد اصبحت امامه تحاول استرداد انفاسها لتتحدث بينما امسك ذراعيها ممعنا بها وهي تقول بتوتر
- لقد استطعت الهروب منه انه بمخزن الحطب
- عمن تتحدثين استطعتي الهروب من من
- نيكولا
- نيكولا .. اتعرض لك ليونور اجيبيني ( هتف بحدة فهزت راسها له بالايجاب قائلة )
- حاول ذلك ولكني استطعت الهروب منه يقول انه .. بهذه الطريقة .. سيحل في مكانك دون اعتراض .. اي احد .. انتظر
اسرعت بالقول وهو يتركها متخطي عنها الى انه لم يصغي وقد اسرع نحو مخزن الحطب ووجهه كالصوان الجامد وأنفاسه تخرج منه بقوة لتسرع خلفه وتتبعه لداخل المخزن لتجول بنظرها به كما يفعل لخلوه من احد فتمتمت
- لابد وانه غادر
الا ان نايجل كان قد عاد لتخطي عنها مغادرة المخزن لتتبعه وهي تهم بالتحدث الى انها توقفت وقد استمر مبتعدا لتبتلع ريقها بتوتر وتتحرك عائدة بادراجها نحو المنزل والقلق البالغ يتملكها ليمضي الوقت ببطء ونايجل لم يعد انضمت لها والدتها بعد ان اعلمتها بما حدث لتجلسن في الصالة بانتظاره وما ان اصبحت التاسعة مساء حتى اطل لتسرع نحوه بينما وقفت ابريال
- ها انت لما تاخرت لقد ارسلنا جون لتفقدك ولكنه لم يجدك
- هل وجدت نيكولا ( قاطعتها ابريال )
- بحثنا عنه في كل مكان بمنفيس ولكنه اختفى تماما
- غادر ( تسألت ليونور )
- هذا ما يبدوا عليه الامر ولكني ساجده ولن يفلت مني
- لا اعلم كيف تجرأ على هذا ( قالت ابريال واستمرت ) لم اعلم جدك حتى الان
- لا تفعلي انا ساحدثه بالامر عليه ان يعلم
- ولكن لا تتحدثوا حول هذا امام احد اخر ( قالت ابريال واستمرت ) الامر يمس سمعتنا ولا نريد ان تتناقل الاقاويل حول هذا
- لا يقلقك الامر فلا احد يعلم لما ابحث عنه لقد ارسلت بعض الرجال الى القرى المجاورة عله يكون قصد احداها للاختباء بها
- اعلم انك لن تترك الامر ( قالت ابريال برضا فأكد لها )
- لن افعل ( هزت راسها موافقة قبل ان تقول )
- لاصعد للراحة فالقد تاخر الوقت
وتحركت مغادرة بينما ضمت ليونور ذراعيها اليها وهي تتابع والدتها ليقترب نايجل منها ليضع يده على ظهرها وهو يهم بالتحدث الا ان انتفاضها وابتعادها عن يده وقد بدا الألم بوجهها جعله يقول
- ما بك
- بعض الرضوض ليس الا
- ماذا تعنين ( قال بإصرار وهو يعود للاقتراب منها وامام صمتها لامسة أصابعه ذقنها ليرفعه اليه محدقا بوجهها قائلا بتفكير وإصرار ) اعلميني بكل ما حدث
لم يكن من السهل عليها اعلامه بما حدث الا انها فعلت بتردد واضح ونظره ثابتا عليها وقد اخذت الدماء تغلي في عروقه ليحتقن وجهه متمتما
- سأدق عنقه ما ان يقع بين يدي لتجرؤه على هذا .. دعيني ارى
اضاف وهو يمد يده نحو راسها لتهم بالاعتراض الى انها انت وقد ظهر الالم على وجهها لملامسته الانتفاخ الصغير في راسها
لينزل بيده الى ظهرها لتحاول الابتعاد من امامه وهي تقول
- هذا مؤلم ( ابعد يده عنها قائلا )
- اصعدي الى غرفتك وسارسل لك بتلين لتساعدك وتتفقدك قد تحتاجين لرؤية الطبيب
- انها مجرد رضوض
- لاباس من التاكد هيا
تحركت نحو الادراج لتصعد ليتابعها قبل ان يتوجه نحو المطبخ ليحدث بتلين والتي سرعان ما توجهت نحو غرفت ليونور بينما نظر حوله وقد ضاق صدره اكثر مما كان ليقوم بدفع ما كان على طاولة المطبخ ليقع ليثبت راحت يديه على الطاولة سيدق عنقه سيفعل اسرعت الخادمتان المتواجدتان بالمطبخ بالانسحاب سريعا وقد انطفضتا لتصرفه بينما اخذ صدره يثور اكثر واكثر ليستقيم بوقفته ويتحرك مغادرا ان لم يستطيعوا الامساك به الليل سيرسل بعض الرجال نحو والده انهت بتلين مساعدة ليونور وغادرة غرفتها لتغلق الباب خلفها بروية لرؤيتها لنايجل الذي بادرها
- اذا
- انها بعض الرضوض وقد وضعت لها الدواء
- انتِ واثقة
- اجل سيدي
- اوت الى فراشها
- فعلت
- فلتحرصي على حصولها على كل ما يلزمها لتتعافى
هزت راسها بالإيجاب وغادرت ليتحرك بدورة نحو غرفته ليختفي بها .

- اين انت شاردةِ
تساءلت ميرفا الجالسة برفقتها في غرفتها في اليوم التالي مما جعلها تسحب نظرها عن النافذة نحوها قائلة
- لم يحضر نايجل بعد .. اعلمتني امي انه غادر منذ الصباح وهاهي الرابعة ولم يعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق