انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الخميس، 31 يناير 2013

قلب لا يصغي 4



إغمقت عيني ليانا لوهلة قبل أن تهتز شفتيها وهي تقول وعينيها لا تفارقان فيولا
- لما أنت قاسية بهذا الشكل أن كان براون سيتزوج فسأكون زوجته
- يا لك من طفلة أترين بما أوقعت نفسك أعلميني كيف سترتبطين به
بدت عيني ليانا تدمعان فرمشت وأشاحت بوجهها عن فيولا فتنهدت فيولا قائلة
- اعلم أن ما قلته قاسا عليك ولكن
- سأرى اليز
قاطعتها وتحركت مبتعدة وقد ساءها ما قالته فيولا التي تابعتها وقد شعرت بالضيق على حالها ليس بيدها حيلة عليها أعلامها بالحقيقة لن تجعلها تأمل شيئا لن يحدث اقترب منها كارل لتتحدث معه وقد كانت تلمح ليانا بين الفينة والفينة ثم رافقت مارتن بإحدى الرقصات لتعود بعدها وتراقص جيرالد ثم تتحرك نحو طاولة الطعام لتتناول عنها كوبا من الماء لترشف منه القليل وتهم بوضعه على الطاولة ونايل يقف بجوارها ليتناول الكوب المجاور لكوبها وهو يقول دون النظر إليها
- لاقيني غدا عند النهر
توقف قلبها تماما عن الخفقان وهي تسمع صوته الهامس وهو يقول ذلك دون أن تجرؤ على النظر إليه ليتناول كوب الماء ويتحرك مبتعدا بينما بقيت على وقفتها للحظة ثم تنفست وقد أدركت أنها لم تكن تفعل لتعود وتتناول كأس الماء وتشرب منها ببطء من جديد .
اصر جيرالد على إيصالها إلى المنزل عندما أبدت رغبتها بمغادرة الحفل فلم تعترض وقد شاهدت ليانا ترافق شقيقها ديفيس لتسير برفقة جيرالد الذي اخذ يحدثها عن خيوله قبل ان يتسأل لعدم تحدثها
- انت هادئة جدا اليوم
- متعبة قليلا وقد تأخر الوقت ( أجابته وهي تقف امام باب المنزل مستمرة بابتسامة ودودة ) لتنضم لنا لشرب الشاي لا بد وان جداي مستيقظان
- في يوما اخر .. اوصلي تحياتي لهما
هزت راسها له بالإيجاب لتراقبه وهو يبتعد قبل ان تدخل الى المنزل .


أخذت تتقلب في سريرها دون استطاعتها النوم ماذا يريد لما يريد رؤيتها منذ أن أنقذها وهي لا تستطيع إلا التفكير به وبما واجهاه معا بذلك النهر منذ البداية وهو يقدم لها المساعدة رغم عدم رغبتها بذلك ولكن منذ حادثة النهر وهناك شعور عميق بداخلها يجرفها نحوه عليها الاعتراف أن شيئا ما تغير بها وهز مشاعرها وان كانت من التعقل عليها تجاهل ذلك الشعور فبالنهاية هو من آل كريمر أمسكت وسادتها ووضعتها على رأسها علها تتوقف عن التفكير دون فائدة .


- فيولا ( نظرت نحو كارل الذي جرى ليصبح بجوارها متسائلا وقد كانت تهم بالدخول إلى المنزل بعد انتهائها من ترتيب الحديقة ) هل ما سمعته صحيح ( بدت الحيرة عليها لقوله فأضاف ) قيام جيفري ببيع أرضة وعرضه لمنتجاته بسعر زهيد
- لا اعلم لم أسمع شيئا عن هذا.. هل فعل
- سأذهب للتأكد
قال وهو يتابع سيره مسرعا راقبته وهي تضم وشاحها جيدا مفكرة بجدها قبل أن تدخل إلى المنزل قائلة لزوجتا عميها وجدتها وقد انشغلوا بإعداد المربى من حبات الفاكهة التي أوصلها لهم ديفيس
- أيرغب احد بمرافقتي سأذهب لأرى كيف أصبحت السيدة فرانسيس
- عرجت عليها بالأمس أصبحت أفضل حالا ( قالت سلين فأضافت جدتها )
- سأذهب غدا أنا وصوفيا أوصلي تحياتنا لها
- سأفعل وداعا
نقلت نظرها بين الطريق المليئة بالأشجار والتي تؤدي إلى منزل فرانسيس وبين الطريق التي تؤدي إلى المزارع لتتابع سيرها نحو المزارع الشاسعة لتقترب ببطء من العربة التي أخذ ديفيس بنقل صناديق الخضار إليها هو ومجموعة من العمال فتساءلت بحيرة
- لما مازلت هنا حتى هذا الوقت ( وضع ديفيس الصندوق الذي يحمله داخل العربة قائلا )
- هل سمعتي بما حدث
- إذا فالأمر صحيح ( هز رأسه لها بالإيجاب قائلا )
- جدي بالداخل هلا أقنعته بالذهاب معك إلى المنزل فهو مستاء منذ أن علم ببيع جيفري لمزرعته بسعر لم يكن يحلم به ولم يعلم أحدا بهذا بل قام بعرض جميع منتجاته بسعر زهيد جدا لا تكفي توفير أجور عماله حتى وبالتالي تهافت عليه التجار بينما خضارنا بقيت دون أن تمس
نظرت إلى الصناديق الكثيرة الموجودة وهي تهمس
- لابد وأن خسارتنا كبيرة
- سأخذها بنفسي إلى العاصمة لبيعها لا خيار أخر أمامنا
أجابها وهو يعود لتحميل الصناديق فتحركت نحو الكوخ الصغير لتدخله لترى جدها خلف مكتبه يتفقد أوراقه
- كيف أنت ( نظر إليها وعاد نحو أوراقه قائلا وهو يخرج تنهيدة عدم رضا قائلا )
- بخير .. ماذا تفعلين هنا
- جئت لتفقدك فلقد سمعت ببيع جيفري لمزرعته
- ذلك الأحمق قام بضرب بضاعتنا بالسوق لو علمت انه سيبيع مزرعته لأخذت احتياطي ولأختلف الأمر ولكنه لم يعلم أحدا بنيته هذه ولكن لا بأس سنرسل بضاعتنا إلى العاصمة بأنفسنا وألا فسدت لدينا وعندها ستكون خسارتنا فادحة
- لما لا تدع ديفيس والبقية يهتمون بهذا وتحصل على القليل من الراحة ( هز رأسه بالنفي بتجهم فأضافت ) تعلم أن ديفيس سيتدبر أموره
- اعلم ولكن لا أستطيع ترك العمل رغم أني أصبحت مسن هرم ولكن مازلت قادرا على استيعاب فكرت بيع جيفري الأحمق لمزرعته وضرب بضاعتنا بالسوق لذا لا تقلقي علي
تأملت وجه المغمق وقد بدت تجاعيد وجهه التي تظهر عمره الحقيقي ظاهرة بوضوح فلقد مر عليه الكثير في حياته وقد يكون أسوئها وفاة والدها وقد تخطى كل ما مر به لذا قالت
- سننتظرك على العشاء فلا تتأخر
هز رأسه لها وهو غارق بما أمامه فتحركت مغادرة لترفع يدها لديفيس لتعلمه أنها مغادرة وتعود من حيث أتت بخطوات متمهلة شاردة متجهة نحو منزل فرانسيس التي تعرضت لنزلة برد حادة أقعدتها الفراش لتجلس برفقتها وبرفقة حفيدتها رون قبل أن تتركاها لتستريح وتجلس برفقة رون التي اعتذرت مغادرة لإحضار الشاي بينما شردت فيولا وهي تنظر نحو النافذة وقد تناهى لها بعض الأصوات لتتحرك نحوها محدقة بالساحة الخارجية للمنزل ليتوقف نظرها على مجموعة من الرجال نقلت نظرها بينهم لتتوقف على من أرادت رؤيته وقد تناهى لها صوته اخذت تتأمله باهتمام وقد انشغلوا بالحديث وهم يجلسون حول الطاولة في الباحة الخارجية فيما مضى كانت لتلقي نظرة لترى مصدر الأصوات وتعود للجلوس في مكانها ولكنها ألان لا ترغب بهذا فتلك الخفقات الخفيفة التي تشعر بها تجتاح قلبها تقلقها وتجعلها في عالم أخر
- قام غاسون بدعوة عدد من أصدقائه فهو يريد أن يستشيرهم بأمر مزرعة الماشية التي ينوي إنشائها ( بادرتها رون وهي تدخل الغرفة وتقترب لتضع ما بيدها على الطاولة مستمرة ) انه ينوي التقدم لدالين
- سمعت هذا ( أجابتها ومازالت عينيها تراقبان نايل المنشغل بالحديث الدائر )
- تروقه كثيرا رغم أني اعتقدت لبعض الوقت انه سيرتبط بأخرى
- أخرى ( تساءلت وهي تتحرك لتعود للجلوس مضيفة ) تعنين روزي كريمر
- اجل فكما يعلم الجميع قد تواعدا لفترة يبدو الأمر غير صحيح أن يواعد من آل كريمر ثم يرتبط بفتاة من آل فيزل أليس كذلك
رفعت فيولا كتفيها وهي تقول
- لا اعتقد أن هناك ما يمنع ذلك بما انه ودالين على وفاق
أنهت كوبها وهمت بالمغادرة إلا أنها توقفت وهي تسمع بعض الأصوات تقترب مما جعل رون تقول
- لقد دخلوا إلى غرفة المكتب سأرى أن كانوا يحتاجون شيئا
- سأغادر بدوري
- لما لا تبقين
- وعدت جداي بقراءة كتاب جديد لهم اليوم ولم يقع اختياري بعد على واحد لذا سأذهب وارى .
حرك نايل رأسه نحو نافذة غرفة المكتب قبل أن يثبت نظره على فيولا من خلال الزجاج وهو يراها تسير مبتعدة مما جعل عينيه تشردان بها متابعا إياها حتى اختفت عن ناظريه فعاد نحو الرجال المنشغلين حول المكتب محاولا الإصغاء إلى ما يقولونه قبل أن يعود بنظره نحو النافذة فنهر نفسه وتناول سيجاره أشعلها وعاد للإصغاء لرفاقه دون فائدة فتمتم بضيق وهو يطفئ سيجارته
- تبا .. علي المغادرة ألان
- ولكننا لم ننتهي
- اعلم ( أجاب غاسون وهو يتحرك ليقف متناولا سترته ومستمرا ) سأعود
تابعه الرجال بحيرة وهو يغادر قبل أن يعودوا للمتابعة .
- أهي صدفة جديدة ( توقفت قدميها عن السير ببطء وهي تحدق بالأشجار التي تحيط بكلا جنبي الطريق الممتدة قبل أن تتحرك بتمهل نحو الأشجار التي على يمينها وهي تبحث بعينيها عن صاحب الصوت الذي استمر ) أم أن الأمر مدبر
اقتربت أكثر لتتوقف محدقة بنايل المستند على جذع أحدا الشجيرات دون النظر إليها وقد امسك بعود بين أصابعه منشغلا به ومستمرا وهو يرفع عينيه ليلاقي عينيها ) أهو كذلك
- أن لم أعلمك من قبل أن غرورك يكاد يخنقك فها أنا افعل ألان
ظهرت ابتسامة على شفتيه سرعان ما أخفاها وهو يستقيم بوقفته متجها نحوها قائلا
- تريدين مني التصديق أن وجودك عند آل وينسير هو صدفة
- السيدة فرانسيس متعبة ومن الطبيعي أن يكثر زوارها الذين يرغبون بالاطمئنان عليها فلا يذهب بك عقلك للبعيد فان كنت أريد رؤيتك لقصدت النهر ذلك النهار
- ولما لم تحضري
- ولما افعل
- كنت انوي إعلامك بما كان يحصل حول مزرعة جدك
- تعني بيع جيفري لمزرعته
- اجل
- ولكنه اخفى الامر عن الجميع ( قالت بشك فقال بصوت عميق وهو يقف امامها )
- لا يجري أمر بنيوترن لا اعلم عنه لذا كان عليك الحضور حينها كنت لعلمتي بذلك قبل بيعه للمزرعة
- لم اعتقد أن هناك ما يدعوا لذلك فلقد كنت مدينة لك لإنقاذي .. وسددت لك ديني هذا كل شيء
- وبفضل ذلك بيعت كل خيولي التي عرضتها للبيع .. إذا فعلت ذلك فقط لأني أخرجتك من النهر ( هزت رأسها له بالإيجاب فأضاف ) بدأت اندم على ذلك ألان
- من حسن حظي إذا انك لم تعلم أنها أنا في حينها ( اغمقت عينيه قبل أن يقول )
- لاقيني غدا عند النهر
- ولما قد أفعل هذا ان كان لديك ما تعلمني به فا فعل هنا
- ربما لا اريد التحدث
تمتم وعينيه تتأملان شفتيها مما جعلها عاجزة عن التحدث لأول وهله لتعود للقول معترضة على تصرفه وهي تحاول إخفاء التوتر الذي أصابها وجعل قلبها يغوص في اعماقها من نظراته وهو يعود للالتقاء بعينيها
- مازلت بانتظار اعتذارك عما بدر منك هناك
- لن أعتذر على ما لا اندم عليه
شدة وشاحها جيدا وهي تقول بصوت حاولت إخراجه ثابتا وهي تتراجع بضع خطوات للخلف
- وانا لن اتحدث معك حتى فلا يحق لك التصرف بهذا الشكل هل نسيت من تكون ومن أكون
- وهل هو امرا استطيع نسيانه
- اذا لا تعود لهذا لا تفعل .. هل .. أصبحت قدمك افضل
- شعرا خفيف وقد زال وانت هل اصبتي
هزت راسها بالنفي وهناك ما يدعوها للإسراع بالابتعاد فقالت
- لا انا بخير واعلم ان هذا بفضلك لذا اشكرك لهذا ( ونقلت عينيها بعينيه تريد المتابعة الا انها ضمت شفتيها لا يجب عليها الاسترسال فقالت باقتضاب ) على المغادرة
وتحركت تهم بالابتعاد فقال
- لا اعلم ما ورائك فيولا فيزيل ( توقفت عن السير وأجبرت نفسها على عدم النظر نحوه كما ترغب فأضاف مؤكدا على كلماته ) ولكني واثق انه أمر لا يروق لي
عقصت شفتها السفلى بقوة وعادت لمتابعة سيرها لا تريد النظر نحوه بدأت تشعر انها هشة امامه وانه يستطع اختراقها بسهولة وهذا ما لم تألفه فلطالما كانت تستطيع إخفاء ما يدور في خلدها وإظهار انها قوية لا تهز بسهولة ولكن نايل اخترق كل هذا عليها الابتعاد عنه بكل الطرق فبرغم كل شيء لا تستطيع الثقة به .


- ألن تحضر جدتي
- إنها قادمة مع عمتي صوفيا بعد قليل
أجابت كوني التي تساءلت عند رؤيتها وليانا تقتربان منهما وقد وصلتا إلى البلدة التي تعج بالناس مع وصول الفرق الاستعراضية مما جعل جميع سكان القرى المجاورة يقصدونها
- عليكما برؤية ذلك الساحر يا ألاهي كم هو ماهر ( بادرتهم أندي وهي تقف بقربهم مستمرة ) وهناك رجلان يقومان بشقلبات بهلوانيه لم أرى شيئا كهذا سابقا
- أين
قالت ليانا بحماس فتبعتهم فيولا أيضا ليمضوا وقتا ممتع وهم يتنقلون بين استعراض وآخر
- علي أن اعلم من تكون
تمتمت ليانا كمن تحدث نفسها وهي تحدق أمامها مما جعل فيولا تنظر إلي حيث نظرت لتشاهد الفتاة التي كانت تحدث براون في الحفل قد وقفت وهي في أفضل صورة برفقتها فتاة في العاشرة من عمرها وفتى في الثانية عشر وقد ارتدوا جميعهم الملابس الفاخرة لتشير لبراون من بعيد وقد وقف برفقة نايل وزوج شقيقتهم مات فتحركوا نحوها لينضموا إليها مما جعل وجه ليانا يزداد احمرارا فأمسكتها فيولا من ذراعها قائلة
- تعالي سأشتري لك من تلك الحلوى الست كشقيقتي الصغيرة ( وسحبتها معها كي تبعدها )
- أتعتقدين أنها قد .. تروق لبراون
تساءلت ليانا وهي تحمل الحلوى دون أن تتذوقها فتناولت فيولا قطعة لنفسها لتتذوقها وهي تقول
- مارأيك أنت
- علي الذهاب للتبضع من المدينة انظري إلى أثوابها أنا أريد أن احضر أثوابا جديدة
- لا أعتقد أن أثوابها أو حتى هيئتها ما يزعجك بل .. اهتمام براون بها
ظهرت تكشيرة على شفتيها دون أن تجيبها بينما لمحت فيولا نايل يتقدم نحوهم وبرفقته الفتاة والفتى الذين أسرعوا بحماس عند رؤيتهم لعربة الحلويات فتوقف نايل ليشتري لهم منها مما جعلها تتعمد النظر نحو رولان التي انضمت لهما لتقول وهي ترى نايل ومن معه يبتعدون
- ألا تعتقدون انه حان لنايل الزواج العام الماضي تزوج ابن عمه واعتقد انه هو من سيتزوج هذا العام ماذا عن ديفيس وبرند واليك هل سيرتبط احدهم
لم تجب ليانا التي انشغلت بتأمل ما بيدها وقد ساءها رؤية براون برفقة تلك الفتاة بينما أخذت فيولا تتناول الحلوى بصمت ثم حركت لها كتفيها مدعية عدم علمها أن كانا سيفعلان .
أخذت الشمس بالمغيب ومازال المكان يعج بالناس التي تتوافد بينما وقفت فيولا برفقة مايسي وطفليها يشاهدون الرجل الذي ينفث النار من فمه بمهارة وقد وقف جيرالد بجوارها منذ بعض الوقت قبل أن ينادي عليه احدهم فاعتذر منها وابتعد متجهة نحوه
- أين ليانا والدتي ستغادر وتريد اصطحابها معها
نظرت فيولا نحو ديفيس الذي اقترب منها متسائلا فهمت بالشارة له نحو الطريق الذي شاهدتها تتجه له قبل قليل لتتوقف وهي تلاحظ أن تلك الطريق تنتهي بزقة صغيرة مظلمة فنظرت في الاتجاه الأخر المعاكس وهي تحاول إخفاء ارتباكها قائلة
- من هنا رأيتها تتجه قبل قليل
راقبت ديفيس وهو يبتعد ثم تحركت نحو تلك الطريق بتوتر شاكرة عدم إفصاحها لديفيس عن مكان ليانا التي ولابد سيقبض عليها متلبسة أن استمرت بلقاء براون بهذا الشكل وما كادت تقترب من أخر العربات حتى شاهدت ليانا تقف بجوار براون يشاهدون العرض السحري الذي يقدم مما جعلها تتنفس الصعداء فوجودها هنا أفضل من أن تكون تلاقيه بتلك الزقة المعتمة فاقتربت منها متجاهلة براون الذي تابعها وهي تقترب لتهمس لليانا
- ديفيس يبحث عنك والدتك تريد المغادرة ( بدا الارتباك على ليانا التي تساءلت )
- وأنت أتريدين المغادرة
- لا
- سأعلمها أني سأبقى معك
- لا لا تفعلي أنا جادة
أجابتها وهي تلمح بروان الذي يدعي انشغاله بما يجري أمامه لتعود نحو ليانا محذرة فهزت ليانا رأسها بالإيجاب بعدم رضا وهي تتمتم
- حسنا سأذهب لرؤيتها
هزت فيولا رأسها وتحركت مبتعدة عنهم لتعود وتقف بفضول قرب مجموعة تشاهد رجلا يؤدي حركات بهلوانيه
- فيولا كنت أريد أن أسألك ( بادرتها فلورا زوجة صاحب النزل الوحيد بالبلدة وهي تقف بجوارها مستمرة وفيولا تنظر إليها ) هل تعلمين من يقوم بشراء الأراضي الزراعية فلقد بيعت مزرعتان إلى ألان
هزت فيولا رأسها بالنفي قائلة
- لا اعلم رغم رغبتي الشديدة بمعرفة من يقوم بشرائها فالمزرعتان اللتان بيعتا مجاورتان لأرض جدي وقد ساءه الأمر أن علمتي شيئا عليك إعلامي
هزت فلورا رأسها بالإيجاب وهي المعروفة بفضولها قائلة
- سأتحرى عن الأمر وان علمت سأخبرك
وتحركت مبتعدة فعادت فيولا إلى الانشغال بما أمامها بفضول
- أستطيع إعلامك من يقوم بشرائها ( تناهى لها هذا الصوت الخافت الذي جعلها تتجمد في مكانها فلم تعلم انه خلفها وهمت بتحريك رأسها نحوه مما جعله يتابع وهو يحدق بالرجل أمامه ) لا تنظري ( عادت لتحدق أمامها بتشوش فكل تركيزها منصب على الرجل الواقف خلفها والذي استمر ) قريبا سيعرض على جدك شراء أرضه أيضا
- من ( همست بعدم تصديق ) فمن المستحيل أن يوافق جدي على بيع أرضه
- غدا عند النهر أعلمك
قال بهدوء وتحرك مبتعدا بينما تجمدت أكثر قبل أن تحرك رأسها نحوه لتتعلق عينيها بظهره وهو يبتعد ليقف مع المجموعة المجاورة لها فعادت بشكل آلي للنظر أمامها لما يصر على مقابلتها هناك إنها بالتأكيد لن تفعل تمتمت لنفسها رافضة مجرد الفكرة وهي تنظر أمامها دون تركيز حقيقي قبل أن تبتسم لديف الذي وقف بجوارها متأملا ما يحدث بحماس لتأخذ ابتسامتها بالاختفاء بالتدريج وقد بدا القلق يدب في عينيها لتسرع بإشاحة رأسها للجهة الأخرى قبل أن تتنفس بعمق لا ربما أخطأت وليسا هما فعادت ببطء لتحدق بالرجل والمرأة الواقفان بعيدا وهما يتحدثان مع اثنين من نيوترن لتشحب تماما إنهما اميلي وجون عليها المغادرة قبل أن يرياها همت بالتحرك للجهة الأخرى ولكن خطواتها أخذت بالتوقف ببطء أن شاهدوا نايل رباه أين هو تمتمت لنفسها وهي تتلفت حولها علها تراه لتشاهده يقف برفقة رجلان من عائلته عليها التصرف بسرعة ما الذي ستفعله توقفت عينيها من جديد على اميلي وجون المنشغلان بالحديث قبل أن تعود بنظرها نحو نايل عليها إعلامه بوجودهما ليبتعد ايضا فلن يمر الأمر بسلام أن حدثاه باعتباره السيد كونر أو سألاه عن زوجته أمام احد يا إلاهي تمتمت وعادت بأدراجها نحو ديف قائلة له وهي تمسك بيده
- لما لا ترافقني للانضمام لوالدتك
وسحبته معها لتمر متعمدة من جوار نايل لتقف ما أن أصبحت خلفه قائلة
- آه انتظر دعني أتفقد حذائي .. لا اعلم مابه
اضافت لديف وهي تنحني للأسفل بتعمد لتمسك أخر سترت نايل وتشدها قليلا مما جمده فلم يفته أنها وقفت خلفه ولكن شدها لسترته جعله ينظر نحوها ليراها منحنية نحو حذائها فعاد برأسه إلى ما أمامه وهو يفكر بسبب تصرفها بينما اضافت لديف بصوت مسموع
- لابد لنا من المغادرة فأميلي وجون هنا ( توقفت مقلتي نايل على ابن عمه الواقف أمامه دون حراك بينما تابعت وهي تقف ) سأغادر بدوري بعد أن أوصلك لوالدتك أين هي
- من أميلي وجون عمه فيولا
- إنهما شخصان لا تعرفهما تعال
أجابت دايف وهي تتحرك نحو مايسي لتتركه برفقتها وتتحرك مبتعدة ومغادرة لتتنهد عند إغلاقها باب غرفتها عليها ورغم ذلك لم تشعر بالراحة فمجرد رؤيتها لهما جعل توترها في أوجه .
لقد حاولت ولكن فضولها قد تغلب عليها تريد معرفة من يشتري الأراضي ولما يتكتمون على الامر هل سيعلمها نايل بالحقيقة ام انه فقط يريد احضارها لملاقاته أنها لا تستطيع الثقة بآل كريمر برغم كل شيء أخذت تفكر باليوم التالي وهي تتخطي أشجار الغابة أمامها وصوت جريان النهر القوي يجعل قلبها يخفق بسرعته رغم ترددها الكبير في الحضور ألا أنها عادت لتفعل هذه المرة فحرصت على ارتداء معطفها الطويل الذي يحوي قبعة وضعتها على رأسها وهي تتحرك قرب النهر متجهة إلى المكان الذي أخرجها منه لتصبح خطواتها أبطء وهي تراه وقد وقف قرب حصانه يربت عليها دون رؤيتها للحظة قررت التراجع لذلك الشعور الذي ينتابها معلما إياها بأنها ترتكب خطأ كبيرا ألا أن التقاء عينيها بعينيه التين رفعهما نحوها وتلك النظرة الراضية التي بدت فيهما عند رؤيتها جعلتها تأخذ نفسا عميقا وتتابع سيرها باتجاهه ليبادرها
- لم يذهب انتظاري هباء
- ارجوا أن لا يكون حضوري كذلك فلقد قلت انك ستعلمني من يقوم بشراء الأراضي الزراعية
- أنت على عجلة من أمرك
- لما لا أكون ( قالت بتوتر والهواء يبعد قبعتها لتهدل على ظهرها ) أنت تعلم أن حضوري إلى هنا فيه مخاطرة كبيرة
- الجميع منشغل بالاستعراض المقام بالبلدة
- بالرغم من ذلك اعلم انه ما كان علي ملاقاتك هنا
- لم اعهدك جبانة
- أننا بنيوترن علي أن أكون كذلك
- على طمأنتك إذا فالمكان أمن هنا ونادرا جدا ما يقصده احدهم
أجابها وهو يعود للربت على حصانه مما جعلها تتأمله فلا يبدو على عجلة من أمره بعكسها لذا قالت
- من يقوم إذا بشراء الأرضي الزراعية
بدا التفكير عليه وهو ينشغل بأحكام سرج حصانه قبل أن يقول
- من أين علمتي بأمر إخفائهم آمر حضور سامرز إلى نيوترن عني
رفع عينيه عن سرج حصانه نحوها لعدم إجابتها فقالت
- هذا هو الأمر إذا ( وحركت شفتيها بضيق مستمرة ) أنت لا تعلم من يشتري الأراضي أنت فقط تريد أن تعلم كيف علمت بأمر سامرز
- سمعتي بعائلة برونز ( قاطعها قائلا فهزت رأسها له بالإيجاب والحيرة تتملكها لذكر تلك العائلة فأضاف وهو يلتف حول حصانه ليصبح قريبا منها ) إنهم من يقومون بشراء الأراضي المجاورة لأرضكم
- ما حاجتهم بها أنهم لا يعملون بالزراعة فهم يملكون مصنعا لصناعة الأقمشة
- يريدون إنشاء مصنعا أخر
- مصنع آخر على أرضنا الم يعد ببلدتهم أراضي تكفي لا أعتقد أن أحدا سيبيعهم لو علم أنهم سيدمرون الأرض الزراعية
- لهذا لم يظهروا بالصورة ووكلوا ذلك الرجل الذي يقوم بشرائها لحسابهم
نقلت عينيها بعينيه قبل أن تقول
- كيف علمت ذلك
- أنا اعلم بكل ما يجري بنيوترن .. ها أنت تعلمين من يقوم بشرائها وألان اعلميني كيف علمتي بأمر سامرز
- ولما أعلمك بهذا الست تعلم بكل ما يحدث هنا
أجابته بتعمد فظهرت ابتسامة على شفتيه وهو يقرب وجهه قليلا منها قائلا بجدية
- اعلم أن هانز وراء الأمر ولكني واثق أن هناك المزيد وارغب بأن استبعد منهم أفراد عائلتك فلا أجد أي مصلحة لهم بهذا فعملي بعيدا جدا عن عملهم لذا هل عادوا لمضايقتي لمجرد الإزعاج
- لو كان الأمر مدبرا من أفراد عائلتي لما أعلمتك به ( اسرعت بالقول باستنكار )
- يالك من ناكرة للجميل
- لقد فعلت ذلك ردا لإنقاذك لي وأنتهى الأمر ولن تحصل مني على أي معلومة أخرى فاستغلالك لهذا لن ينفعك
- إذا هم متورطون بالأمر
- لا شأن لأفراد عائلتي بك ( قالت بعدم تصديق واستمرت بتأكيد ) أنت أخر ما يشغلهم صدق ذلك أو لا لا يهم
- إذا هو كريس ( تجمدت مقلتيها عليه دون حراك فاستمر ) انه و جيسون أصدقاء وهو يعرج صباحا على جيسون قبل توجههما للعمل اهو وراء هذا
- كيف تعلم بهذا
أجابته وقد فاجئها معرفته بأمور تخص عائلتها
- أعلمتك بأني اعلم بكل ما يجري هنا .. ومنها انك لم تكوني هنا منذ عشر سنوات
- هذا أمر معروف للجميع ( أجابته على قوله فأضاف ومازالت عينيه ترفضان الابتعاد عن عينيها )
- وان جيرالد إيلمار يرغب بالارتباط بك
تصلب جسدها وهي تشعر بأن الحديث يتجه بها إلى حيث لا تريد فتمتمت
- وهذا أيضا ليس بالأمر المخفي
- لماذا
- ارجوا المعذرة
- ما الشيء المميز به والذي يجعلك ترغبين بالارتباط به
- لا شأن لك بهذا
- هل تعرفينه بشكل جيد
- قلت لا شان لك
- اذا لا تعرفينه بشكل جيد
- مازال الامر لا يعنيك فلن اتي لاتحدث عن اموري الشخصية معك
- أنه يتردد على احد المنازل في المدينة ( قال متجاهلا قولها ومستمرا ) وما اعلمه أنه منذ أكثر من عامان وهو كذلك لذا يحيرني الأمر فعندما ينوي الارتباط يفكر بك وبنفس الوقت لا يتوقف عن الذهاب إلى هناك فماذا تكونين إذا عند ارتباطك به أنت الزوجة اللائقة التي يقدمها لناس وهي
- أتعتقد أني أصدقك
قاطعته قائلة وقد اغمقت عينيها بشدة رافضة إظهار مدى مفاجئتها مما يقوله
- الخيار يعود لك بهذا
قال بتأكيد قبل أن تتوقف عينيه على شيئا ما خلفها لتشعر بجسدها يشتد بشكل مفاجئ وقد تناهى لها صوت خطوات حصان تقترب لتختفي الدماء من وجهها بشكل كامل وهي تقول دون تصديق
- لقد أوقعت بي ما كان علي الثقة بك
- لا تنظري خلفك ( قاطعها قائلا وهو يعود نحوها ويديه تتناولا قبعتها ليضعها على رأسها مستمرا ) ابتعدي إلى أن تشعرين أنك بأمان فدعيه سيحضر بنفسه ( لم تفهم ما قصده إلا عندما شعرت بيديه التين رفعتاها بسهولة ليضعها على حصانه ( مستمرا وهو يضرب حصانه ) تمسكي جيدا ولازمي المنزل حتى انتهاء اليوم الثالث من الاستعراض في البلدة فأميلي وجون ما زالا هنا
اشتدت يديها على لجام الحصان وهو يبتعد بها دون أن تجرؤ على الالتفات إلى الخلف وقلبها ينبض بتوتر وما أن شعرت أنها ابتعدت كفاية حتى ترجلت عن حصانه لتتركه يعود إليه قبل أن تتابع سيرها للحظة اعتقدت أنه أعد لها مكيدة ماذا قصد بأعلامها بأمر جيرالد هل ما قاله صحيح ربما أنها مجرد شائعات تحاك حوله لتردده الكثير على المدينة هزت رأسها بضيق فنايل كريمر اخطر مما تصورت يكفي أنه يشوشها ويجعلها لا تفكر بطريقة سليمة ما كان عليها ملاقاته ما كان عليها هذا .

- هل صحيح ما أعلمني به جدي بقيام عائلة برونز بشراء الأراضي الزراعية لبناء المصانع بها
تسأل أليك الذي وصل عصر اليوم وقد جلس باسترخاء على المقعد بجوار المدفئة وهي تضع كوبا من الشاي أمام جدتها لتقترب منه قائلة وهي تضع كوبه أمامه
- هذا ما سمعته وأنا في المكتبة فقد كان رجلان هناك يتحدثان عن هذا الأمر
- أتعرفين الرجلان
- لا البلدة مليئة بالغرباء بسبب الاستعراضات التي تقام بها حتى نزل البرت لم يعد به شاغر ستذهب لحضور بعضها
تساءلت فيولا ألا أنه لم يجبها والتفكير باديا عليه فالبلدة تعم بالغرباء وقد لاحظ هذا بنفسه عند قدومه شردت عينيه الخضرواتين التين ورثهما عن والدته بعكس فيولا التي حصلت على عينين عسليتين لامعتان كما هو الحال عند آل فيزل وظهرت شبه ابتسامة على شفتيه وهو يتذكر اقترابه من الغابة ومشاهدته شيئا يتحرك بين الأعشاب ليمعن النظر وهو على صهوة حصانه واخذ بالاقتراب أكثر ليلمح ذيل ثوبا يظهر من بين الأعشاب ليقترب أكثر وقد انتابه الفضول ليتوقف محدقا بفتاة اختفى نصفها بين الأعشاب المتشابكة وقد جثت على ركبتيها وهي تقول
- عليك بالاقتراب .. لا أستطيع مساعدتك وأنت هناك .. هيا كن عاقلا .. يا ألاهي .. هلا هدئت .. لقد جرحت يدي أه
- هل أستطيع المساعدة
انتفضت وأسرعت بالخروج من بين الأعشاب لتقف بارتباك وهي تنفض يديها قائلة وهي تنظر نحو صاحب الصوت وقد مال في جلسته للأمام
- ارجوا أن تفعل فلقد علق حيواني الأليف هنا ولا أستطيع إخراجه
ترجل إليك عن حصانه لينحني محدقا بين الأعشاب ليظهر له كلب صغير أخذى ينبح وهو يظهر أنيابه بشراسة فعاد برأسه نحو الفتاة التي لا تتجاوز التاسعة عشر وقد انحنت بجواره ناظرة إلى كلبها وهو يقول
- أنت واثقة انه حيوانك الأليف ( ابتسمت قائلة لنباح كلبها وإشهاره عن أنيابه )
- انه لا يؤذي فقط خائف لقد رأى حيوان بريا فجرى مبتعدا وهو يرفض الخروج
- دعينا نرى ( أجابها وهو يمد يده نحوه محاولا إمساكه دون أن يسمح الجرو له بذلك وقد لاحق يده ليعضها مما جعله يقول وهو يحاول أمساكة من جديد ) عليك بالهدوء حسنا ها هو
أضاف وهو يحمله من ظهره ليخرجه ويقف ليضعه بين يديه ويمرر يده على ظهره بهدوء مما جعل الجرو يهدأ ويتوقف عن النباح مستمتعا باليد التي تداعبه
- أشكرك ( تمتمت وهي تتأمل كلبها الذي هدأ فتسائل أليك دون أن تفارق عينيه الجرو )
- أليس من الخطر التجول هنا بمفردك قد تتوهين بسهولة
- أنا بصحبة عائلتي لقد تناولنا الغداء هنا فالمكان جميل جدا ( نظر إليها متأملا وجهها ذا الملامح الرقيقة وهي تتابع ) أول مرة أحضر إلى هنا ولن تكون الأخيرة
- جيد أن بلدتنا أعجبتك ( أجابها وهي تمد يديها لتتناول الجرو فأعطاها إياه وهو يقول ) أنت واثقة من أن عائلتك على مقربة من هنا
- أجل اعتقد ذلك انها ( حركت يدها لتشير له إلا أن الحيرة بدت عليها ثم تلفتت حولها مضيفة ) أعتقد أنها في هذا الاتجاه
تحرك نحو حصانة ليمسك بلجامه وهو يقول
- سأسير معك حتى تصلين إليهم
- هذا لطف منك ( قالت شاكرة وسارت بجواره وهي تبحث أمامها علها ترى الطريق التي أتت منها مضيفة ) ما كان علي لحاقه بمفردي من حسن حظي أني التقيت بك
- من حسن حظك أني معتاد على سلوك هذه الطريق في طريق العودة فهي مختصرة وألا في العادة القليل من يقصدها ( وحرك رأسه مشيرا لها وهو يتابع وقد شاهد بعض الأشخاص من بعيد ) تلك عائلتك
- اجل إنها هي علمت أني لم ابتعد كثيرا ( وسارعت بالإضافة وهي تراه يضع لجام حصانه جيدا ) أنت من سكان البلدة
- أجل .. أليك فيزيل وأنت ( تمتمت أسمه ببطء وهي تمعن النظر به قبل أن تقول )
- آن .. آن همبسون
- سعدت بلقائك ( قال وهو يمتطي حصانه فعادت لتقول )
- وأنا أيضا ( هم بالتحرك وهو يتسأل )
- هل شاهدت عروض الفرق الاستعراضية الموجودة بالبلدة
- أجل
- لم أشاهدها بعد هل هي جيدة
- لا تفوت مشاهدتها أنها رائعة سأذهب مساء لرؤيتها من جديد
- قد أراك هناك إذا
- يسرني هذا ( أجابته مبتسمة بحياء ثم حركت كتفيها بنعومة قائلة وهي تتراجع في خطواتها إلى الخلف قبل أن تستدير مبتعدة ) وداعا .

- بما أنت شارد ( حدق بفيولا التي تنظر إليه والتي أخرجته من شروده مضيفة ) أن جدتي تحدثك
نظر نحو جدته متسائلا فعادت للقول
- لما لا تصطحب فيولا وماي لرؤية الفرق الاستعراضية في البلدة
حرك يده نحو شعره وهو يقول
- لن أستطيع فلقد اتفقت مع بعض الأصدقاء على الالتقاء بالبلدة .. ولابد أني تأخرت
وتحرك مغادرا قبل أن يحاولا قول شيء مما جعل فيولا وغرايس تتبادلان النظرات فحركت فيولا كتفيها إلى الأعلى ردا على تساؤلات جدتها وهي تقول
- لم أكن ارغب بالذهاب
- لما لا لقد عدت باكرا الم تعجبك العروض أن ليانا ترفض العودة لقد أصابت والدتها بالإرهاق وصوفيا لا تتوقف عن تدليلها
بينما استمرت جدتها كانت قد شردت بلقائها بنايل اليوم وقد عادت بأدراجها إلى المنزل بعدها دون أن تجرؤ على التوجه إلى البلدة لا تتخيل ما الذي ستفعله في حال اقتربت منها أميلي
- هل أعلمك أليك كيف أصبحت كاثرين
خرجت من شرودها على سؤال جدتها فأجابتها بتنهيدة
- أعلمني أن صحتها لم تعد كسابق لذا أفكر بالطلب من جدي أن يسمح لي بمرافقت اليك غدا لزيارتها والبقاء لديها حتى تقصدي عمتي فاليري ارجوا أن لا يزعجك استعجالي في الذهاب وقد كنت أعددت أن نذهب في بداية الشهر
- لا باس سأحدث بالأمر برغم كل شيء هي والدتك
- أشكرك
أجابتها بارتياح لتغادر برفقة أليك في اليوم التالي ليقوم بإيصالها ويبقى برفقتهم لعدت ايام قبل أن يغادر نحو عمله .


- اعدي نفسك فسيحضر جيم بعد قليل لاصطحابك برفقته ( بادرتها خالتها هانا وهي تدخل مستمرة وهي تحيي شقيقتها ) أنه مدعو لحفل ويرغب بان ترافقيه
- هذا جيد فمنذ حضورها وأنا اطلب منها الخروج ولكنها ترفض
- أن رفقتك تسرني
أجابت والدتها المستلقية على الأريكة وهي منشغلة بتطريز طارة دائرية بينما حملت فيولا كتابا تتصفحه فجلست خالتها برفقتهم قبل أن تعود للقول
- هيا اذهبي لإعداد نفسك ( تحركت لتغادر وهي تقول بود )
- لن أوصيك بوالدتي
- لن اغادر قبل عودتك لا تقلقي .


تأبطت ذراع جيم وهي تدخل إلى المنزل الفخم متسائلة
- هل من أحدا أعرفه
- معظم أصدقائي الذين تعرفينهم هنا
أجابها وهو يحي رفاقه من بعيد ليقتربوا منهم فانشغلت بالحديث مع الشقيقان لوغان وايفا قبل أن تراقص جيم وتعود للانضمام لرفاقه بينما ذهب لمراقصة أخرى فاخذت تتبادل الحديث مع ايفا التي قالت
- أننا نعد للذهاب لتناول الغداء في الهواء الطلق غدا أن كنت ترغبين بمرافقتنا ( وتوقفت عن المتابعة وعينيها تثبتان على شيء خلف فيولا قبل أن تحرك رأسها نحو كلوي الواقفة بجوارها تراقب الراقصين قائلة ) لقد حضر ( نظرت كلوي إلى حيث تنظر ايفا قبل أن تقول
- أخيرا قبل إحدى دعواتنا وحضر
رفعت فيولا كوب العصير الذي بيدها نحو شفتيها منشغلة به بينما استمرت الفتاتان
- ارغب بمعرفة ما الذي جعله ينزل عن برجه العاجي وينضم إلينا أخيرا
- تعلمين أني استلطفه لذا لن أفوت هذه الفرصة
اخفت فيولا ابتسامتها لحديث الفتاتان وحركت رأسها لتنظر إلى حيث تنظران وقد انتابها الفضول لتشعر بانتفاضة خفيفة بجسدها وابتسامتها تتجمد وعينيها تتوقفان على نايل الذي وقف برفقة بعض الرجال لتعود نحو الفتاتان محدقة بهما من جديد وتعود نحو نايل وقد ثبتت عينيهما عليه وهما مازالتا تتحدثان فرمشت وعادت برأسها نحو الراقصين بجمود محاولة إخفاء مفاجئتها بينما استمرت الفتاتان
- اهو مرتبط
- لقد ساءلت جيم عنه
- وماذا اعلمك
- أن لا اشغل نفسي به وانه هو متوفر أن كنت بحاجة إلى صديق
داعبت ابتسامه شفتي كلوي قبل أن تقول موجهة حديثها لفيولا التي تدعي انشغالها بالراقصين
- فيولا الم يتحدث جيم أمامك عن نايل اهو مرتبط بإحداهن أم لا ألا تعلمين شيئا عنه
نظرت إليهما وهي تفكر بما تجيبهما وهزت رأسها بالنفي لهما قبل أن تقول
- اعتقدت أنكم على معرفة جيدة به
- رغم معرفتنا به منذ وقت ولكن لا نلتقيه بالعادة ألا في نادي الخيول انه شخصية غامضة بالنسبة لنا وهذا مايزيد فضولي نحوه
- كلوي (همست ايفا لها مستمرة ) توقفي انه قادم نحونا
اخذ قلبها يطرق ببطء شديد دون قدرتها على منع نفسها من الشعور باقترابه ليقف بجوارها قائلا
- آنساتي
حركت رأسها له كما فعلت الفتاتان بينما استمر وهو يمد يده نحو كلوي قائلا
- أتسمحين
- بالتأكيد
اجابته وابتسامة رضا على شفتيها قبل أن يتحركا مبتعدين فبقيت فيولا على وقفتها لتعود لرفع الكوب نحو شفتيها لترشف منه وهي تثبت نظرها أمامها
- آنستي
قال كلايد الذي وقف بجوارها وهو يقدم يده لها فابتسمت له بود ووضعت الكوب الذي بيدها على الطاولة خلفها قبل أن تضع يدها بيده وتسير برفقته وهو يقول
- لما تطيلين بالحضور إلى هنا فنادرا ما أراك
- أني كثيرة المشاغل
اجابته مبتسمة وقد اعتادت رؤيته برفقة والده عند حضورهم لرؤية عمها روفن وهو أحد أقربائه فوقف أمامها وقد وصلوا قرب الراقصين ليتحركا معا بخطوات ثابتة وهو يقول
- وما الذي يشغلك في نيوترن اسمع أنها بلدة زراعية وعدد سكانها قليل لذا يخيل لي أنها مكان هادئ يخلو من ضجيج المدينة التي نعيش بها
- إنها كذلك ورغم ذلك هناك ما يشغلنا
- أأستطيع زيارتك هناك ارغب بزيارتها
- يسرني هذا سيسعد جدي ولابد
أجابته كاذبة فهي اعلم الناس بأن جدها لن يسر برؤية احد من أقارب روفن توقفت عينيها على نايل الذي يراقص كلوي قبل أن تعود للتركيز مع محدثها لتحرك رأسها له قليلا شاكرة بعد انتهاء الموسيقى ولكنه عاد وقدم يده لها قائلا والموسيقى تبدأ من جديد
- ألن تشاركيني برقصة أخرى
عادت لوضع يدها بيده ليتحركا معا ويقف أمامها كما فعل الراقصون ليبدأ برقصة جديدة مشتركة تنقلت خلالها بين الراقصين لتتجمد لوهلة وقد أصبح نايل أمامها وسرعان ما تداركت ذلك متابعة الرقص لتراقصه وعينيها ثابتتان على كتفه بينما بقى وجهه خالي من أي تعبير وعينيه لا تفارقانها لتنتقل بعدها للراقص الذي يليه وما أن عاد بها الدور لمراقصته من جديد حتى تمتمت وعينيها تثبتان على عينيه
- لو علمت انك تشارك بهذه الرقصة لما شاركت بها فلا اعتقد أن جدي فخور بي ألان
- لو علمت انك بهذه الحفلة لما حضرت ( قال مدعي فالم يحضر الا لعلمه انها سترافق جيم الى هنا فتابع ) منذ متى وأنت بسكوتلا
- لا شأن لك
- لقد أصبح الأمر من شأني منذ مدة
أجابها وهو يبتعد عنها ليقف أمامها غيره لتبقى جامدة لوهلة لقوله فأجبرت نفسها على عدم ملاحقته بنظرها وهي تستمر بالرقص لتتنفس الصعداء وهي تشكر رفيقها وتعود للوقوف بجوار جيم مراقبة نايل وهو يقف للتحدث مع ايفا لتشيح وجهها الى الجهت الاخرى فلا تريد ان تراقبه ولكنها سرعان ما كانت تعود نحوه مما سبب لها الضيق وعدم الارتياح ليس عليها الاكتراث بامره لما تفعل هذا استيقظي فيولا همست لنفسها وهي تعود نحو جيم قائلة
- منذ متى نايل هنا بسكوتلا
- منذ بعض الوقت .. انترافق في رقصة جديدة
- عدت لتو
- اجد غيرك اذا ما رئيك أيها ادعو .. ذات الثوب الارجواني تبدوا جذابه .. سأعود قريبا
تابعته وهي تهز راسها بيأس قبل ان تبتسم لكلايد الذي انضم لها لتتبادل الحديث معه لينضم لهم نايل وايفا ليتسأل وقد وقف بجوارها
- كيف هي كاثرين هل امورها افضل
- اجل ( اجابته باقتضاب )
- و .. جدك ( نظرت اليه بغيظ ) اجميع اموره بخير
- اجل ولما لا يكون
- كنت اتسأل فقط هل من جديد بنيوترن
انه يتعمد مدايقتها الا يفعل همت باشاحت نظرها عنه وهي ترفع يدها نحو اذنها وقد شعرت بحليها ينزلق وما ان لمسته حتى سقط منها ارضا فانحت لتتناوله وكذلك فعل نايل لتلمس يدها يده وقد تناوله قبل ان تفعل لتتعلق عينيها بعينيه الناظرتان اليها وقلبها يهوي بعيدا عنها وهو يستقيم بوقفته وكذلك فعلت ليقدمه لها تناولته منه شاكره لتتعمد الانشغال باعادة الى اذنها مخفية حرجها بينما دعا كلايد ايفا للرقص ليبتعدا فقال نايل وهو ينظر نحو الراقصين
- انرقص
نظرت اليه ليفعل بالمثل لتتشابك اعينهم بصمت ويبتعدا عن كل هذا الصخب الذي يحيط بهما ما الذي يجري لك استيقظي سحبت نظرها عنه قائلة بتلعثم
- ارجوا ان تعذرني
وتحركت متخطيه عنه لتبتعد من جواره لا تريد ان تكون بجواره ولا ان تراه فتلك المشاعر التي يبثها فيها والتي تجعلها في عالم أخرى عالم ترغب به بتناسي نفسها من تكون ومن يكون تفزعها وقفت بجوار جيم الذي لم يوفق بدعوة الفتاة للرقص قائلة
- ارغب بالمغادرة جيم
- ألان
- اجل
- ولكن مازال الحفل في بدايته .. ألا تستمتعين به
- افعل ولكن .. حسنا لا باس .. لست على عجلة من أمري لنستمتع بالحفل
عادت للقول وهي تعلم بعدم رغبته بالمغادرة فبدا الرضا عليه قائلا وهو يتحرك مبتعدا
- لنفعل
تابعته وهو يقوم بدعوة إحدى الفتيات من جديد للرقص فتحركت مبتعدة عنهما لتخرج نحو شرفة المنزل ومنها تنزل الأدراج المؤدية إلى الحديقة بتمهل شاردة قبل أن تخرج من شرودها على يد لامست يدها لتتشابك أصابع يده بيدها وهو يستمر بالسير متخطي عنها جاذبا إياها معه مما فاجئها لتتبعه مرغمه في تخطي أخر الدرجات و هي تقول
- ما الذي تفعله ( تجاهل قولها مستمرا بالسير وهي تحاول سحب يدها منه دون فائدة مستمرة ) أجننت نايل كريمر .. نايل توقف قلت توق
اختفت كلماتها وتلاشت وهو يتوقف جاذبا إياها نحوه مانعا أي مقاومة لها وهو يعانقها أخذتها المفاجئة للوهلة الأولى قبل أن تدفع نفسها لتتراجع إلى الخلف وتتوقف لا اصطدامها بساق الشجرة خلفها وهي تقول بعدم تصديق وعينيها ثابتتان عليه باضطراب
- أجننت
خطى نحوها قائلا وهو يحنى وجهه نحو وجهها 
- اجل لقد فعلت
- هذا ما أراه
تمتمت ومازال الاستنكار بعينيها وهمت بالتحرك ألا انه وضع يده على جذع الشجرة مانعا إياها من التحرك وهو يقول بينما حركت رأسها ببطء عن يده التي منعتها من التحرك نحوه من جديد
- أنت مشكلة لم أكن أتوقعها ولم أفكر بها حقا فرغبتي بالاقتراب منك بهذا الشكل تزعجني ولكني لم استطع منع نفسي وان كنت أريد أن أثبت لنفسي شيئا من تصرفي فلقد خاب أملي اعتقدت أن فضولي سينتهي فور معانقتك ولكني ألان ارغب بالمزيد
للحظة شعرت نفسها كالبلهاء تحدق به دون استيعاب لتقول ببطء
- هل نسيت من أكون
- وهذا اشد ما يزعجني فمن بين جميع الفتيات لا أجد سواك حفيدة هيكمان فيزل بالتأكيد جننت اعلم
أشاحت برأسها بعيدا عنه وهي تقول مقاطعة إياه ورافضة أن تسمع المزيد
- ابتعد من أمامي أريد المغادرة
- ارغب بذلك حقا وبالمقابل لا أريد
- توقف ( تمتمت مستمرة وهي تعود للنظر إليه ) فأنا واثقة انك غدا ستندم اشد الندم على ما تقوله ألان
- اعلم ( تمتم بصوت بالكاد سمعته وعينيه ترفضان مفارقة عينيها مستمرا ) وهذا ما يزيد قلقي فلست ممن يتصرف بتهور
أغمضت عينيها ببطء وهي تهمس
- سأدعي أني لم اسمع شيئا وما حصل ألان لم يحدث ( وفتحتهما محدقة به ومستمرة ) لذا لننسى هذا
- أتستطيعين
- اجل
- لا اعتقد فان عيناك تعلماني بما ترفضين الاعتراف به
- عليك أن تعذرني ألان .. أنا جادة ( قالت بإصرار رافضة حديثه ومستمرة بثقة كاذبة ) مازلت اعلم حدودي وان كنت أنت تستطيع اللهو فانا لا وان كانت هناك غاية في نفسك من وراء تصرفك فاعلم أني غير مهتمة لذا اسمح لي
أضافت وهمت بالتحرك وهي تضع يدها على ذراعه لتبعدها لتتوقف وهو يميل برأسه نحوها هامسا قرب أذنها
- حاولي من جديد قد تكونين أكثر إقناعا
أبقت عينيها ثابتتان أمامها رافضة النظر إليه وأبعدت يده عائدة بأدراجها بجمود الى الداخل متجهة نحو الطاولة لتتناول عنها كوبا من الماء لترشف منه القليل وتعيده إلى الطاولة لارتجاف يدها وعدم ثباتها ولا تعلم هل قلبها أم يديها أكثر ارتجافا من الأخر فتعمدت أعطاء ظهرها نحو باب الشرفة فلا تريد رؤيته في هذه الحظة إنه يعلم أنه يهز كيانها ولكن ليس عليها الاعتراف بهذا فهي من التعقل بحيث لا تنجرف وراء مشاعرها رأت جيم من بعيد فتحركت نحوه لتبادره
- ارغب بالمغادرة ولا بأس سأغادر بمفردي أن
بدت الحيرة عليه وهو يقول
- اعتقدت انك تستمتعين بوقتك
- أنا كذلك ولكن أفكر بوالدتي ولا أريد أن أتأخر عليها لذا سأغادر ألان
- لا انتظري سأقلك ( أجابها جيم وعينيه تتوقفان على نايل الذي دخل من باب الشرفة مستمرا ) ولكن أنت مدينة لي بواحدة .


- ما الذي يشغلك ( تساءلت خالتها هانا وهي تدخل إلى الشرفة حيث تجلس شاردة مستمرة وهي تجلس بجوارها ) أن صحة كاثرين بتحسن
- اجل وهذا يسعدني
- ولما لا يبدو هذا عليك ( اصطنعت ابتسامة وهي تقول )
- بل أنا كذلك ( راقبتها هانا قبل أن تقول )
- طلب مني جيم إعلامك أنه سيعرج عليك مساء لاصطحابك لحضور مسرحية جديدة تعرض بالبلدة ( همت بالتحدث فأضافت خالتها قبل أن تفعل ) وقال أن أعلمك انك مدينة له بواحدة
- أفعل ( تساءلت وهي تبتسم فهزت خالتها لها رأسها بالإيجاب فأضافت ) لابد لي إذا من الذهاب فلقد أفسدت عليه أمسيته مؤخرا .
ترجلت من العربة محدقة أمامها بباب المسرح وقد اخذ الناس بالدخول منه بينما تبعها جيم ليقف بجوارها متلفتا برأسه حوله وهي تقول لاحتشاد الناس
- لابد وأنها مسرحية جيدة
- ما كنت لأحضر لو لم تكن .. ها هو
نظرت إلى جيم قبل أن تنظر إلى حيث ينظر وهو يشير بيده لتحدق بنايل الذي تحرك نحوهما وقد اغمقت عينيه لرؤيتها مما جعلها تحدق بجيم بعدم تصديق وهي تقول
- أدعوت نايل
هز رأسه لها بالإيجاب ليبادر نايل
- أرجوا أننا لم نتأخر
- وصلت قبل قليل ( أجابه وهو ينظر نحو فيولا بتفكير مستمرا ) لو أعلمتني انك ستصطحب رفيقة لكنت فعلت بدوري .. آنستي
أضاف وهو يهز رأسه لها فاكتفت بهز رأسها باقتضاب له بينما قال جيم وهو يحدق خلف نايل
- أهذا بروث إنه كذلك هلا عذرتموني
وتحرك نحو شاب يقف بعيدا بينما تابعته فيولا بضيق قبل أن تعود نحو نايل الذي لاقى نظراتها وهو يقول وأصابعه تعبث بالتذكرتان اللتان يحملهما
- علي قطع تذكرة جديدة 
- لن أعود لمرافقة جيم بعد اليوم فهو خالي من أي مسؤولية كان بإمكانه إعلامي أنه قام بدعوتك وعلى الأقل لبقي برفقتي بدل تركه لي بهذا الشكل
- هل أنت قلقة من رفقتي
همت باجابته الا انها لم تفعل وقد قاطعهما صوت جاء من الخلف
- إنهما هما مرحبا ( حركت رأسها كما فعل نايل نحو الثنائي الذي وقف بجوارهما قائلا ذلك لتختفي الدماء من وجهها بينما استدار نايل نحوهما ببطء وإيثان يستمر ) كيف أنتما
- بخير وأنتما
أجابهما نايل قبل أن ينظر نحو جيم الذي لازال واقفا برفقة صديقه بينما قالت باتي وهي تمعن بفيولا
- من الجميل لقائكما هنا لما لم تعودا لزيارتنا ( وأضافت قبل أن تستطيع فيولا إجابتها وهي تشير إلى بطنها ) مازلت نحيلة جدا عليك ارتداء أثوب أوسع والتغذية جيدا
تجمدت شفتيها التي همت بالتحدث بهما قبل أن تصطنع ابتسامة بصعوبة وهي تقول
- سأفعل
- عزيزتي لابد لنا من الدخول ( قاطعهما نايل قائلا وهو يضع يده على ظهرها مما جعلها تنظر إليه بود مصطنع وتهز رأسها موافقة بينما أضاف ) أجئتما لحضور المسرحية
- اجل وقد حجزنا التذاكر منذ قليل
أجابه إيثان فدعا نايل فيولا للسير أمامه قائلا لهم
- علينا الدخول ألان وألا فاتنا بداية العرض
- هذا صحيح ( تمتمت وهي تنظر نحو جيم الذي يهم بتوديع صديقه مستمرة وهي تتحرك ) اجل علينا بالإسراع هلا عذرتمونا
- دعونا نلتقي لتناول العشاء بعد العرض ( أضاف إيثان الذي تحرك وزوجته خلفهما لداخل ) فتبادلت هي ونايل النظرات بينما قالت باتي
- حضرت أميلي وجون منذ بضع أسابيع لزيارتنا وقد تحدثنا بشأنكما حقا يسرنا التقائنا بكما من جديد
- ونحن كذلك وسيسرنا زيارتكما من جديد أما بعد العرض فعليكما أن تعذرونا فقد دعينا لتناول العشاء برفقة بعض أفراد من العائلة ( أجابهما نايل واستمر عند رؤيته لإيثان يهم بالتحدث ) وسنغادر صباحا فقد وعدت فيولا باصطحابها لزيارة جديها قبل عودتنا
- إذا سننتظر زيارتكما لنا
قال إيثان وهم يقفون قرب مقاعد المسرح فأجابه نايل بالإيجاب مستمرا وهو يحدق بأرقام تذاكره
- مقاعدنا من هنا
- ونحن من هنا
أشار إلى الجهة الأخرى مما جعل فيولا تتنفس الصعداء وتحرك رأسها بود مودعة باتي لتراقبهما وهما يبتعدان لتتحرك بدورها أمام نايل الذي عاد ليشير لها للسير لتهمس وهي تجلس
- رباه أخر ما كنت أتوقعه رؤيتهما من جديد ( وتلفتت حولها محدقة بالناس التي تدخل من الباب بينما جلس نايل بجوارها مستمرة ) أين ذهب جيم
- أن استطاع الحصول على تذكرة سيحضر
- أتعني أن هناك احتمال أن لا يستطيع الدخول
تساءلت ببطء فهز رأسه لها بالإيجاب وهو يلمحها بنظره وابتسامة تطل على شفتيه قبل أن يعود نحو المسرح الذي فتحت ستائره مستمرا
- لو أعلمني بأنه سيصطحبك لأحضرت التذاكر الثلاث منذ البداية ولكن بما انه لم يفعل .. سنحضرها نحن
- تبدو راضيا عن الأمر
- ولما لا أكون
قال وهو يعود للنظر أمامه فنظرت بدورها إلى ما يحدث على المسرح وقد بدأ العرض محاولة تجاهل الرجل الجالس بجوارها والانسجام مع العرض الدائر دون أن تفلح فأقل حركة قد تصدر منه تشعر بها مما افقدها لصوابها فأغمضت عينيها وهي تتنفس بعمق قبل أن تفتحهما من جديد مطالبة نفسها بالتعقل
- لنتناول العشاء بعد انتهاء العرض ( حركت رأسها نحوه لقوله فاستمر ) أم مازلت تجدين صعوبة باعتباري احد الأصدقاء
- لست صديقا لي ولا لأسراتي
- إذا لكوني السيد كونر سيدة كونر ( بدا الغيظ بعينيها بينما لمعت عينيه بمتعة مضيفا ) أتحدث بجدية لما لا
- لما لا بماذا
- بتناولنا العشاء أنا ارغ
-لا أريد أن اعلم حقا ما تفكر به
- لا يأخذك عقلك للبعيد فقد عملت بنصيحتك ونسيت تماما ما حدث ذلك المساء ولكن هذا لا يمنع أن نكون جيدين معا أم كوننا من أل فيزل وال كريمر يجعل هذا الأمر مستحيل
- هو كذلك إنه مستحيل
- لا اعتقد فها أنا من آل كريمر وأتشرف بصدقتك فيولا فيزل
عادت لما أمامها متمتمة بضيق
- أنت تحاول العبث بعقلي وأنا لن أصغي لك
- تربطك صداقة بكارل فرون ( عادت نحوه لقوله فأضاف لصمتها ) اليس كذلك
- اجل وهذا الأمر مختلف
- أنت لست مدينة له بعكسي
- لست مدينة لك بالتأكيد ولا تحاول استغلال الأمر فلقد رددت لك دينك
- لا لم تفعلي لم اكتفي
- نايل كريمر
- اجل فيولا فيزل
- تعقل ف
توقفت عن المتابعة وقد اخذ الرجل الجالس خلفها بإصدار بعض السعال مبدي انزعاجه من تمتمتهما فتبادلت ونايل النظرات قبل أن تجلس جيدا في كرسيها محدقة أمامها لتلتزم الصمت وكذلك فعل نايل الذي اخذ يبتسم للحوار الدائر بين بطلي المسرحية بينما حاولت بدورها أن تبقي ملامحها الجادة على وجهها دون أن تفلح وقد كانت المسرحية تحوي عددا من اللحظات المضحكة فأخذت تضحك بدورها على بعضها وهي تحاول أن لا تفعل دون فائدة ليشرد نايل بها مما جعلها تنظر اليه وتنهره بعينيها طالبت منه النظر امامه ليفعل وابتسامة تداعب شفتيه لم يكن ليخيل له ان ينتهي امره بهذا الشكل انه يحب رفقتها ووجودها قربه .
- لقد راقت لك
قال وهما يغادران إلى الخارج فأخذت تجول بعينيها بين الناس قائلة
- اجل أنها ممتعة .. لا أرى جيم ( تلفت نايل برأسه حوله قبل أن يعود إليها قائلا )
- لابد وانه غادر .. ماذا بشأن العشاء
ثبتت عينيها على عينيه للحظة وقد اخذ قلبها يطرق ببطء قائلة
- تعلم أني لا أستطيع
- متى ستعودين إلى نيوترين
- بداية الأسبوع القادم ... وأنت
- غدا .. عليك العودة لتجاهلي قريبا ولكن ألان اسمحي لي بإيصالك إلي منزلك
- لا داعي لذلك ف
- علي رؤية روفن قبل مغادرتي
قاطعها قائلا وهو يشير لها للسير ففعلت بعد تردد قصير وهي تتساءل
- أهناك عمل جديد بينكما
- اجل ( اجابها وهو يدعوها لصعود الى العربة ففعلت وما أن انطلقت العربة بهما حتى تسائل )
- ألن تعلميني من أين علمت بأمر حضور سامرز إلى نيوترن
اخفت ابتسامة كادت تطل على شفتيها وهي تقول
- تعلم أني لن أفعل
- وان اعلمتك اني لا اضمر الشر
- لن افعل
قالت باصرار لتختفي باقي كلماتها وهو يتحرك من امامها ليجلس بجوارها واضعا كوع يده على ظهر المقعد ومسندا راسه براحت يده وقد جلس باتجاهها متأملا اياها مما جعلها تلتصق بالعربة قائلة بتوتر
- ما الذي تسعى اليه
- حالين معرفت من اعلمك بحضور سامرز الى نيوترون
- اعلمتك اني لن افعل فتوقف عن هذا
قالت باصرار لتبتلع ريقها امام الصمت الذي حل وقد بقيت عينيها معلقتين بعينيه قبل ان يقول
- أن عدنا وترافقنا من جديد سأصحبك لرؤية بعض المناطق الآثرية .. أعلم انك تحبين هذا
- وكيف علمت ذلك
- جلوسك كل ثلاثاء على مقعد الحديقة وأنت تتصفحين كتابا عن التاريخ القديم أوحى لي بذلك
- كنت تعلم من أنا عندما حدثتك عن ليانا وبراون ( داعبت عينيه ابتسامة دون إجابتها فأضافت ) ولما أدعيت عكس هذا
- ثقتك بنفسك وجراءتك راقت لي فرغبت بأن أهزك قليلا
- أنه بالتأكيد ليس إطراء
- ولما لا ( نقلت عينيها بعمق عينيه قبل أن تقول )
- لابد وأنني جننت ( واشاحت برأسها عنه وهي تضيف ) قبل أشهر كنت أعد نفسي أكثر فتاة تدرك كيف تسير الأمور خاصة بما يختص بموقفنا نحو آل كريمر وقد انهلت على رأس ليانا بالنصائح وألان ( وعادت نحوه مستمرة ) انظر إلي
- أنت حتى لم تنشئي في نيوترن فلما هذا التأثر الكبير لما حدث بالماضي
- أنا مخلصة لجدي .. كنت حتى ألان ( إضافة بتنهيدة واستمرت ) فوجودي هنا برفقتك لا يعد إخلاصا له ( توسعت شفتيه عن ابتسامة مما جعلها تضيف ) تبدو سعيدا بذلك
- أن طلبت منك عدم ذكر آل كريمر وآل فيزيل أستفعلين ( أخذت عينيها اللتين تتأملانه تغمقان قبل أن تهز رأسها بالنفي ليضيف ) ارغب حقا بتناسي هذا
- الى متى .. طوال الوقت وانا انهر ليانا واطلب منها الابتعاد عن بروان لانه من آل كريمر واعلمها انه .. لا تفعل
قاطعة نفسها هامسة وقد حرك يده التي كان يستند عليها نحوها ليبعد خصلة من شعرها الى الخلف وهو يهمس
- انت تروقين لي جدا
- الم تقل انك
- انسي ما قلته فلم اكن صادقا
- لا تجعلني اندم على صعودي معك لا تفعل ( عادت لتكرر وهي تشعر باقتراب وجهه منها مستمرة بضعف ) فلا امل من هذا نايل
لم يلمسها ولم يبتعد مما جعلها تغيب بعيدا بمشاعر لم تألفها ليهمس بصوت ملئ بالمشاعر
- انا مغرما ب
رفعت يدها لتضعها على فمه مانعتا اياه من المتابعة وهي تهمس بصعوبة وبعينين دامعتان والعربة تتوقف عن الحراك
- لا تستطيع ذلك وانا لا استطيع ايضا
تناول يدها بيده هامسا
- لست ممن يستسلمون بسهولة فلا تدفعيني بعيدا .. لا تحاولي
ابتلعت ريقها وهي تجد صعوبة بإبعاد عينيها عنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق