انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الاثنين، 2 سبتمبر 2019

آل ماردونز 12

- انتابني الفضول فقط حول علاقتكما فلا اراك تذكرها انها فتاتا 
- جذابة 
- انها كذلك ولكني كنت اريد القول انها 
- جميلة 
- انها كذلك ولكـ
- تناسبني .. ستكون زوجة مثاليه .. وستدعم مسيرتي عندما أتقدم لراسة ماكسويل .. هذا ما تثابر عمتي بقوله 
- انها .. محقة على ما اعتقد 
- وهذا ما اعتقده أيضا
عادت لترشف من كوبها وهي لا تعلم لما تشعر بتوتر بينما تابعها بعينيه التين اغمقتا قبل ان يقول 
- هل تسير أمور المعمل جيدا 
- اجل تتهافت علينا عروض الشراء دون توقف .. ذلك الإعلان كان له اثرا جيد تصلني رسائل باستمرار ممن يرغبون بالشراء منا   
- هذا جيد 
- اجل ويسعد الجميع فالقد ارتفع دخل المعمل بشكل ملحوظ
- والعرض متى سيقام 
- احتاج للمزيد من الوقت حتى تنهي الفتيات العمل على الاثواب يجب ان نكون بالمستوى المطلوب حتى نظهر تميزنا بعملنا ( هز راسه موافقا فابتسمت بكسل قائلة وهي تضع كوبها من يدها على الطاولة امامها ) استطيع الان النوم ملئ جفوني 
- لا يسرني انك تفعلين فانا مازلت اشعر بالأرق 
- اه ايها الشرير وما هو ذنبي ان كنت تشعر بالأرق فلتدعني وشأني 
- ذنبك انك الوحيدة المتواجدة في هذا المنزل برفقتي يا لها من مفارقه من بين الجميع تبقي انتِ برفقتي 
- لا تروقك رفقتي الان ليكن ( وتحركت مستمرة ) لا تلجئ الي من جديد عندما تحتاج الى كوبا من الاعشاب 
وهمت بمغادر المطبخ الى انها توقفت هي تنظر اليه وقد لاحظت انه وضع اصابعه بين عينيه وقد اشتدت ملامح وجهه فعادت نحوه متسائلة بقلق 
- ما بك ما لذي جرى 
- الما شديد .. سيزول فقط احتاج لبعض الوقت 
انحنت نحوه ممعنة النظر به وقد احتقن وجهه وهي تتساءل 
- هل تناولت دواءك  
- سافعل الان 
- هيا اذا فلن يزول المك ان لم تفعل 
رفع راسه الى اعلا منتفسا بعمق وعينيه مغمضتان فامسكت ذراعه تحثه على التحرك وهي تقول 
- هيا لابد ان تتناول دوائك
تحرك ليغادر المطبخ فتبعته وهي تقول 
- ما كان عليك اهمال هذا الم يعلمك هنريك بضرورت تناوله بالوقت المناسب 
- فعل 
- سانبه صوفي لتحرص على ان تتناوله بالوقت المناسب .. ثيودور ( اسرعت بالقول مقاطعه نفسها وقد ترنح وهو يصعد الادراج لتسرع بامساك ذراعه السليمة محاولة ان تسنده مستمرة ) انتَ شاحب تماما ما كان لك مغادرة السرير 
- لا باس انا بخير 
اصر وهو يبتعد عنها متابعا سيره الى الاعلى فتابعته بقلق لتعود لتمسك ذراعه من جديد وقد استند على حائط الممر المودي الى غرفته 
- انا بخير ( قال بعناد ) 
- اعلم ( تمتمت متجاهلة النظر اليه وهي تحثه على السير نحو غرفته ففعل ليقتربا من السرير فلم تترك ذراعة الى حينما جلس فتحركت نحو ابريق الماء لتسكب كاسا منه وتعود نحوه لتناول دوائه وتقدمه له فتناوله قبل ان يتناول كوب الماء ويعيده اليها فقالت 
- دعني اساعدك على الاستلقاء سيزول الالم قريبا ( ثبت له الوسادة خلف ظهره بينما تعلقت بها عينيه المشدودتان وقد بدا انه يعاني من الالم الشديد الذي يحاول كبته فاضافت ) هل ارسل خلف هنريك 
- لا سيزول الام قريبا .. ماذا تفعلين 
اضاف عند رؤيتها تجلس على المقعد المجاور لسريره فقالت باصرار 
- لن اغادر قبل ان اطمئن انك اصبحت بخير 
عاد لرفع اصابعه بين عينيه متمتما بالم 
- انا كذلك هذا الدواء سيخفف المي ويجعلني انام الان لذا تستطيعين المغادرة ( تجاهلت قوله والتزمت الصمت وهي تتامله فلن تفعل الا عندما تتاكد انه حقا بخير امام الصمت التام ابعد يديه عن وجهه ونظر نحوها فوجدها تحدق به بصمت فاضاف ) مازلتي هنا 
- لن اغادر الى حينما ارى انك اصبحت افضل والا اني سارسل خلف هنريك 
- كما تريدين 
اجابها وهو يعود لرفع راسه مسندا اياه بالوسادة خلفه ليغمض عينيه باعياء ليمر الوقت ببطء قبل ان تشعر بان ملامح وجهه بدات تسترخي وانفاسه بدات تصبح منتظمة فهمست باسمه وهي تتحرك لتجلس على حافة سريره وتقترب من وجهه جيدا دون ان تحصل على اي استجابه ما كان ليستطيع النوم الا اذا اختفى المه اشعرها هذا بالراحة فاسندت وجهها بالقرب منه متاملتا انفاسه  المنتظمة براحة وشاردة بافكارها قبل ان تهم بالتحرك لتعود لتوقف قد يعود للاستيقاظ والالم يلازمه عليها بالتروي قليلا عادت لشرود بوجهه انها تهتم بامره كثيرا لم تكن لتفكر بان تفعل ولا تعلم كيف حصل هذا كما ان هناك ارينا اي انها قصة فاشلة اخرى لابد وانها سيئة الحظ حقا .
فتح ثيودور عينيه بارهاق لتتوقفا على وجه جوزافين الذي امامه ليسرع بفتحهما جيدا دون ادراك اين هو لاول وهلة ليحدق خلفها انها غرفته عاد نحوها وقد استلقت بجواره ملتصقتا بحافة السرير ليعود ببطء ليسترخي وذكرى ليلة امس تعود لذاكرته فاخذت عينيه تتأملان وجهها النائم امامه متنقلا بين ملامح وجهها ببطء وشعور بسعادة غريبه تنتابه لتتوقف عينيه على شفتيها ليتوه تماما فنهر نفسه وحاول ان يبتعد بنظره نحو عينيها المغمضتين لكن سرعان ما عاد نحو شفتيها ورغبة ملحة تدفعه ليقرب راسه منها ليفعل هذا ببطء وبالكاد تلامس شفتيه شفتيها قبل ان يعود براسه الى مكانه وعينيه ثابتتا عليها وقلبه يخفق بجنون بداخله حركت رموشها ببطئ وشعور غريب يطلب منها الاستيقاظ لتفتح عينيها ببطء محدقة بالوجه النائم امامها قبل ان تنطفض لادراكها ان وجه ثيودور امامها فاسرعت بالتحرك بفوضى وهي تتعثر في وقفتها لتبتعد عن السرير ما الذي تفعله هنا كيف غفت ومتى حدث هذا كل ما ارادته الاطمئنان عليه ثم المغادرة رباه كم الساعة اسرعت بالنظر نحو النافذة بقلق لترى الشمس على وشك الشروق فاسرعت بالتحرك نحو الباب وهي تحاول ان لاتصدر اي صوت قد يتسبب بايقاظه لتسرع بمغادرة غرفته نحو غرفتها ما بالها اجنت من الجيد انها استيقظت قبل ان يفعل ما الذي سيعتقده بها ان راها تغظ بالنوم بجواره تبا عليها بالتعقل كان عليها مغادرت غرفته وليس النوم هناك و.. بجواره  .
اقترب ثيودور براسه الى حيث كانت تغفوا ليشتم رائحتها التي علقت بوسادته وابتسامة جميلة تداعب شفتيه وهو يعود لاغماض عينيه انه دون شك واقع في غرامها ما كانت لتفعل لو علمت انه مستيقظ ولقد قبلها ايضا .
ودعت الفتيات في المعمل في ساعات العصر وغادرت سيرا على الاقدام ان اكثر ما يسرها هو السير الى المنزل رغم بعد المسافة والهواء البارد الذي يعبق في المكان الا انها تجد متعتا بهذا وعلى هذا ينسيها ويشتت فكرها الذي لا يتوقف عن العمل فكلما تذكرت وجه ثيودور النائم امامها كلما احمرت وجنتيها خجلا احكمت وشاحها على كتفيها قبل ان تتعلق عينيها بالشاب الذي يسير من منتصف الحقول متجها نحوها لتعيد نظرها الى ما امامها متجاهلة رؤيته ومتابعة سيرها 
- كم تسرني رؤيتك لم ارك منذ وقت 
اخفت انتفاضة صغيرة عند سماعها صوت اريك ونظرت خلفها عاقدة حاجبيها وقد ابتعدت عن طريقة منذ وقت بعد ان راته يقطع الحقول قائلة
- ماذا تفعل هنا هل تبعتني ( ابتسم وهز راسه لها بالإيجاب لتضيف ) ارجوا ان لا تعود لهذا 
- لا استطيع لقد حاولت ولكن كلما رايتك شيء ما يجبرني على الحضور كما اني علمت بما اصاب ثيودور لذا .. 
- لذا 
- خطر لي انك قد تعتقدين اننا من فعل هذا 
- ولما يهمك ما اعتقده 
- لـ .. انك مختلفة عنهم 
همت بإجابته ولكن توقف عربة ال ماردونز بجوارهم جعلها تحدق بباب العربة الذي فتح واطل منه ثيودور الذي لمحها بعدم رضا وتجهم وهو يترجل منها لتبادره بحيرة
- لما انت هنا الم يقل هنريك ان لا
- اعلم ما قاله هنريك ( قاطعها وهو يحدق باريك الذي تململ بوقفته مضيفا ) ولكن لا اعلم ما الذي تفعله انتَ هنا 
- اني عائدا نحو منزلي ( اجابه اريك دون اكتراث وحدق بجوزفين قائلا ) اراكِ فيما بعد 
- لا انتَ لن ترها مرتا اخرى 
- لستَ من يقرر هذا 
- من اذا 
- هي من تفعل و .. ( ونظر نحو كتف ثيودور اليمنى مستمرا ) علمت انك مصاب ارجوا ان تكون اصابتك طفيفة 
ابتلعت ريقها وقد اخذ التوتر ينسل اليها وهي ترا عيني ثيودور التين بداتا بالاشتعال بينما بقي اريك مسترخيا وساخرا وهم بالتحرك فهمت بالتحدث الى ان ثيودور مد يده اليسرى ممسكا بذراع اريك بقوة وهو يقول 
- كيف علمت انها كتفي اليمنى وليس الاخرى فانا اضع معطفي على اكتافي ولا يظهر لك إياها المصابة  
بدت المفاجئة على وجهها واقتربت من اريك بحيرة محاولة ان لا يصطدم الرجلان وهي تقول 
- بحق ثيودور دعه 
- ليس قبل ان اعلم كيف علم اين اصبت الا ان كنتَ من فعل هذا 
حرك اريك فمه بسخرية وهو يقول وبنفس الوقت يحسب ذراعه من ثيودور الذي احكم قبضته عليها مانعا اياه
- ليس من الصعب معرفة هذا والان لتذهب وتبحث عمن يريد التخلص منك 
وسحب ذراعه  بقوة اكبر هذه المرة وهو يرفعها مجبرا ثيودور على تركه والذي تركه دون مقاومة لتشهق جوزفين وهي تسرع برفع يديها مخفية انفها وقد ارتطم كوع يد اريك بقوة بأنفها فاسرع بالنظر اليها كما فعل ثيودور الذي تخطاه نحوها مسرعا وقد شعرت بدوار شديد والم غير محتمل بوجهها وضع ثيودور يده فوق يديها التين اخفت بهما انفها محاولا ابعادهما بقلق وهو يقول
- ما بك 
- لم اقصد حدوث هذا هل انت بخير لم اتنبه لوجودك قربي
اسرع اريك بالقول وهو يقترب منها بدوره 
- ما الذي تعتقد نفسك تفعله ( اجابه ثيودور وهو يرى يد أريك تمسك ذراعها بينما اخذا راسها يلتف بها وشعورا يلازمها بانها على وشك الاغماء ) ابعد يديك عنها 
استمر ثيودور وهو يدفع بيد اريك بعيدا عنها وهم بالاستمرار ليتوقف محدقا بالدماء التي تسيل من بين اصابعها فاسرع بإبعاد يديها عن وجهها محدقا بأنفها الذي ينزف  ليسرع بتناول منديلا من جيبه ليقربه من انفها لتمسكه بدورها منه وهو يقول دون ان يستطع تجاهل وجود اريك
- ان عدت ورايتك تتجول حول المكان لن امرر الامر لك وان عدت لمحادثتها من جديد ستتحمل نتائج افعالك 
- ثيودور 
تمتمت باسمه ليصغي ولكنه كان منشغلا فجلست ارضا وهي تخفي انفها بالمنديل بالم 
- ماذا الان 
- لا استطيع اشعر بالدوار الشديد والالم
جلس القرفصاء امامها مبعدا يدها عن وجهها من جديد ومحدقا بأنفها الذي انتفخ بينما قالت بعينين دامعتان وبألم شديد
- اتعتقد انه قد كسر 
سحب منديلا اخر من جيبه ليقدمه لها فتناولته لتضعه على انفها ببطء شديد والالم الشديد يزداد
- هنريك سيقرر بهذا الشأن ( قال وهو يمسكها من ذراعها لتقف مستمرا ) سأصحبك اليه 
هزة راسها بالإيجاب وتحركت لتركب العربة بينما راقبهما اريك قبل ان يتابع طريقة بتجهم 
- ارفعي راسك قليلا لتتوقف الدماء
طلب منها ثيودور وهو يجلس بجوارها والعربة تنطلق 
فقالت وعينيها الدامعتان شبه مغلقتان
- اشعر بالدوار الشديد حتى اني اراك اثنان في هذه اللحظة
- اضغطي المنديل جيدا .. الم اطلب منك عدم رؤيته مرتا اخرى لما لا تصغين لما اقوله انت تعلمين الان ما يسعون اليه وتعلمين انهم قد يكونوا من سبب لي هذا 
- لقد التقيته صدفة فتوقف عن لومي ( اجابته بحدة ونفاذ صبر فدوارها والمها يزداد فهتفت ) مازلنا بعيدين 
- لا ها قد وصلنا 
اجابها بتجهم والعربة تقترب من عيادة هنريك ليترجل منها ويساعدها بالترجل 
- ما الذي حدث 
بادرهما هنريك الجالس خلف مكتبة فور رؤيتهما وهما يدخلان وقد تناثرت بعض الدماء على ثوبها فأبعدت يدها عن انفها بينما قال ثيودور 
- اصابها اريك على انفها 
- هذا غير صحيح لقد كان الامر مجرد حادث لقد كنت اقف خلفه وارتطمت يده بوجهي
- وتدافعين عنه 
اسرع ثيودور بالقول مستنكرا مما جعل هنريك الذي كان يهم بالتحرك عن مقعده يتوقف محدقا بهما وهي تقول بعناد وصوتا بدا غير صوتها 
- انا اقول ما حصل فقط بينما انت تريد ان تبالغ بالأمر لمجرد انه يختص باريك شادون 
- الذي يسعى الى استغلالك وانتِ تعلمين هذا جيدا فتوقفي عن التصرف بحمق 
- لا احد يتصرف بحمقا هنا الا انت
سعال هنريك جعلهما يتوقفان فتحرك عن مقعده وهو يخفي ابتسامته قائلا بجدية 
- نستطيع تأجيل الحديث ولكن الان علي ان ارى ما قصت انفك 
استمر وقد تخطى ثيودور ليصبح امامها متأملا انفها بينما تحرك ثيودور بتوتر قائلا 
- انها لا تصغي لا تفعل ( همت بالحديث فاسرع هنريك بالضغط على انفها مما جعلها تان وتبتعد من امامه فنظر اليها ثيودور متسائلا ) اهو مكسور 
- لا اعتقد ولكنها ستحصل على تورم لبعض الوقت 
- تبا لحظي كنت انوي حضور حفل ال مارتين والان لن افعل 
قالت بتذمر مما جعل هنريك وثيودور ينظران الى بعضهما قبل ان يخفيا ابتسامتهما ويتحرك ثيودور نحو الخزانة مدعي تأملها بينما تناول هنريك عن مكتبة علبة قائلا وهو يفتحها 
- هلا جلستي هنا حتى استطيع ان اقوم بتنظيف كل الدماء حتى لا تجف بداخله 
نظرت نحوه بياس وتوجهت الى المقعد لتجلس مجبرة وهي تقول بصوتا غريب 
- انه يؤلمني جدل لذا لا تضغط عليه 
- سأكون حريصا  
- تحتاج الى المساعدة ( قال ثيودور ساخرا فأسرعت بالقول )
- لا تحاول حتى فانا اعلم الى ما تسعى 
اخفى هنريك ابتسامته من جديد وهو يرفع ذقنها اليه جيدا ليقوم بتنظيف انفها من بين دموعها التي لم تتوقف وهو يتسال 
- هل تحسنت اصابتك 
- ان نسيت تناول الدواء افقد صوابي من الالم كما يلازمني صداعا قوي 
- عليك بالحصول على الراحة 
- كان عليه التواجد بالمنزل والحصول على الراحة الازمه ليشفى وليس التنقل بالعربة
قالت متذمرة  فاجابها
- ما كنت حينها رئيتك برفقة اريك الم اعلمك بان لا تحدثيه 
- لم اكن افعل ولكن بما انك لا تستطيع تحمل سماع اسمه تقفز لستنتاجاتك الشخصية وتصدقها 
- لما تتحدث بصوتا غريب 
تساءل وهو يقترب ليرى ما يفعله هنريك الذي اجابه 
- ستعود الى طبيعتها قريبا لا تقلق فالامر مؤقت 
التقت عينيه بعينيها الدامعتان قائلا بتعمد 
- انت في وضعا كارثي
- لن احادثك
قالت بغيظ وهي تتعمد تجاهل وجوده مما جعل هنريك يخفي ابتسامته لينهي عمله معها ليغادرا وثيودور يتساءل لصمتها فقالت
- لما غادرت المنزل تعلم ان عليك الحصول على الراحة لتستعيد عافيتك وانت لا تفعل
- كان علي تفقد العمل وهذا مالم يحصل بسبب رؤيتك برفقة اريك هذا ( رفعت عينيها الى اعلى طالبة ان يطول صبرها بينما اضاف ) كانو يعلمون بامر صك البيع الموجود مع والدك وارادوا الحصول عليه ليعودوا للمطالبة بالارض بانها لهم ارادوا استغلالك للوصول الى هذا 
- وهل سمحت لهم هل فعلت ( اجابته معترضة وهي تمعن به مستمرة بصوت حاد بعيدا عن صوتها الحقيقي ) لا لم افعل لاني رغم كل شيء لا اتمنى الاذى لكـ .. لكم واعطيتك اياه لذا توقف عن لومي 
مرت لحظت صمت بينهما بعد قولها وقد تشابكت اعينهم ليقول بعدها 
- توقف سانزل هنا ( توقف السائس امام المخازن بينما اضاف لها قبل ان يهم بالتحرك ليفتح الباب ) 
- ساثق بك 
- الم تفعل حتى الان 
اجابته على قوله فتوقفت يده التي امتدت نحو الباب لوهلة قبل ان يعود ليفتحه مغادرا دون اجابتها لتتابعه بعينها وهو يتوجه للمخازن قبل ان تتحرك العربة بها نحو المنزل وهي تشعر بالضيق لتلتزم غرفتها بتعمد فلا رغبت لديها برؤيته او التحدث معه الان .
التزمت المنزل في اليوم التالي فلم تستطيع الخروج وانفها متورم بهذا الشكل لذا امضت فترة الصباح في غرفتها قبل ان تغادرها لتتجول بالحديقة لتعود للجلوس بالداخل لتحتسي الشاي وهي تراقب نزول ثيودور الادراج فبادرته
- الم تذهب للعمل اليوم 
- لا لستُ على عجلة من امري ( اجابها وهو يقترب للجلوس امامها متاملا اياها باهتمام وهو يستمر ) اطلت السهر البارحة لذا لم استيقظ الى منذ قليل .. كيف انتِ اليوم 
اضاف وهو يضم شفتيه جيدا كي لا يبتسم 
- بخير 
هز راسه موافقا ونظر نحو صوفي التي تقترب لتضع امامه كوب الشاي وبعض قطع الحلوى فتناول احدها وهو يعود لنظر نحوها ليخفي ابتسامته من جديد وهو يمضغ ما في فمه فقالت  
- ما المضحك بالأمر ( توسعت شفتيه عن ابتسامه لم يستطع اخفائها فاستمرت ) انت سعيد لاضطراري الجلوس بالمنزل اليوم وعدم مغادرته اجل بالتأكيد وجدت تسليتا لك ولكن لا تقلق سيزول الانتفاخ سريعا ( اضافت وهي تتلمس انفها المتضخم مستمرة بثقة ) قال هنريك ان التزم بوضع ذلك المرهم وسيزول سريعا اما انت فعليك التزام المنزل وعدم مغادرته الى ان تشفى 
- لقد شفيت وقصدت البارحة المخازن
- ليس هذا ما يقوله هنريك كما انك سرعان ما عدت منها 
- هنريك صديق طفولتي بالتأكيد سيبالغ في حمايتي و ... لا تقلقي فمازلتِ جميلة ( قالها من بين ضحكاته وهو يجد بالأمر تسليه فأمسكت الوسادة الدائرية المجاورة لها لتقذفه بها ليتناولها ويضعها بجواره قائلا ) تستحقين هذا لملاقاتك اريك شادون 
- التقيته صدفة الن تتوقف عن هذا
- ما كان عليكِ محادثته حتى لو التقيته صدفة 
- كلما التقيته كلما وقع لي امرا سيء هل هي مصادفة ام انه يجلب سوء الحظ 
- انه يجلب سوء الحظ فلا ترينه من جديد 
- هذا ما ترجوه اليس كذلك ولكن ما ذنبه انه ليس الا ضحية ثانيه
- لا تعلميني انك الضحية الاولى 
- انا كذلك 
- انتِ تبالغين يا ذات الانف الكبير 
- بل انتَ تفعل يا ذا الكتف المصابة 
- لا تستطيعين الاحتمال .. عليك ان تردي ما اقوله لك على الفور 
- ولما قد افعل انت تغيظني بحيث اني لا استطيع منع شفتاي من التحدث 
- شَفتاكِ المختفيتان الان بسبب تورم انفك ( قالها وهو يسخرُ منها ضاحكا )
- لن اجلس معك 
قالت وهي تتحرك عن الاريكة فاسرع بالوقوف امامها قائلا 
- لن اسخر من جديد اعدك فقط لا تغادري 
فتحت عينيها بغيظ وهي ترى لمعان عينيه فأسرعت بالقول 
- لن توفي بوعدك انا ارى هذا انت تجد بالأمر متعة 
- في الحقيقة اجل افعل فلا اذكر اخر مرة ضحكت بها بهذا الشكل وانا لا اسخر الان ( اسرع بالإضافة وهو يتحرك امامها مانعا اياها من تخطيه وقد همت بذلك مستمرا وهو يمعن النظر بها ) فقد اني منذ زمن لم اكن بهذا الاسترخاء .. احب رفقتك .. لذا لا تغادري 
تمتم اخر كلماته بصوت عميق منخفض بقيت عينيها ثابتتان على عينيه هل يلهو بها ان قلبها الاحمق يخفق بجنون فابتلعت ريقها ورفعة يدها نحو جبينه محاولة ان لا تعطي لكلماته الاثر الذي تشعر به بالحقيقة 
- لابد وانك تعاني من ارتفاع في الحرارة او ان تلك الاصابة قد اثرت على دماغك بطريقة ما وبما انك لا تعاني من الحرارة ( اضافت وهي تبعد يدها ) فلابد وان اصابت كتِفك قد اثرت على عقلك 
تمعن النظر بها قائلا باقتناع تام 
- لا اعلم كيف استعان هنريك بك لمساعدته انتِ كارثة 
- احمق 
تمتمت بغيظ وتحركت متخطيتا عنه فاسرع بالاستدارة نحوها وأحاط خصرها بيده اليسرى جاذبا اياها نحوه لترتطم كتفها من الخلف بصدره وهو يقول 
- متى ستتوقفين عن قول تلك الالفاظ الغير لائقة ( حركت راسها ببطء نحو كتفها التي التصقت بصدره لترفع راسها نحو وجهه القريب منها بينما استمر بعتاب ) فتياتنا لا تقول هذه الالفاظ 
- ارجالكم يتصرفون كما تفعل 
قالت بصوت حاولت اخراجه ثابتا دون ان تفلح وعينيه تثبتان على شفتيها لتتوه امام نظراته طالبت نفسها بالتعقل وهمت بالتحرك الى ان يده التي تحيطها اشتدت برقة مانعتا اياها من ذلك لتتوه بعينيه التين عادتا نحو عينيها لتمر لحظة لم تعد تشعر بها باي شيء يحيطها فقط به هو وكأنها ابتعدت عن واقعها لتغوص بعمق تلك النظرات وتلك المشاعر التي تعصف بها لقربه منها لتتشتت افكارها 
انتفضت ليشعر بها هو الاخر خارجا من سحر تلك الحظة التي اسرته عند سماعهما صوت الباب الذي طرق فابتعدت عنه بينما لم يحاول منعها وهو يرخي يده لتطل صوفي متجها نحو الباب بينما وقفت كتائهة للحظه ثم تحركت نحو الادراج 
- لا تغادري 
اوقفها صوته فتجمدت قدميها في مكانهما واستدارت نصف استدارة نحوه لتتوقف وعينيها تتعلقان بالباب وقد تناها لها صوت ارينا التي اطلت برفقة والديها فابتسمت ساخرتا من نفسها وعادت لتتابع سيرها الى اعلى ليسحب عينيه عنها مجبرا ويتقدم مرحبا بضيوفه .
تناول الاوراق المتناثرة امامه واخذا بترتيبها وقد جلس خلف مكتبه بعد مغادرة ثلاث من رجال العائلة الذين حضروا لاطلاعه على سير العمل في غيابه ليشرد وهو يعود بذاكرته الى جوزفين التي غادرت نحو غرفتها عند قدوم ارينا وعائلتها لتفقده وتناول الغداء برفقته لم يرها بعدها ربما بسبب انفها لا ترغب بان يرها احد ام بسببه ابتلع ريقه وهو يذكر مشاعره المتضاربة من مجرد تواجدها بقربه ارتمى في مقعده الى الخلف محدقا بسقف الغرفة قبل ان يغمض عينيه لم يعش هذه المشاعر وبهذه القوة من قبل برغم من انه قد وقع في غرام تاليا او انه اعتقد هذا فالقد انها علاقته بها دون ان يندم على هذا وبرغم وجود ارينا في حياته الان ولكن علاقتهم سطحية تماما ربما لان عمته من فرضت عليه امرها لم يحاول منذ البداية التقدم في علاقته معها رغم شعوره بفضول ارينا عن سبب ابتعاده وجديته معها فتح عينيه خارجا من شروده على الطرق على الباب ثم انفتاحه فحدق بصوفي التي اقتربت لتأخذ اكواب الشاي وهو يجلس جيدا متسائلا وهو يتابع اعادت الاوراق الى الادراج 
- ماذا تفعل سيدتك 
- غادرة منذ بعض الوقت نحو بحيرة البط .. انها تقضي الكثير من الوقت هناك  
- هل تناولت غدائها فلم تنظم الينا 
- اخذت سلة بها بعض الشطائر معها .. هكذا تفعل بالعادة .
اخذت تتأمل الثوب الجديد الذي تقوم برسمه وعادت لمتابعة تحديده قبل ان يشد انتباهها اقتراب احدهم منها حركت عينيها دون ان تحرك راسها وقد ارتدت قبعتها التي غطت وجهها نحو ثيودور الذي يقترب من بعيد باتجاهها فعادت لمتابعة ما ترسم 
- انتِ هنا اذا ( بادرها وهو يقترب ولكنها تعمدت تجاهله واستمرت بعملها فتابع وهو ينقل عينيه عنها نحو رسمتها قائلا ) لا باس بها ( وتحرك ليجلس بجوارها على الغطاء الذي فرشته تحت الشجرة ليتمدد واضعا يده اليسرى تحت عنقه محدقا بأغصان الشجرة المتشابكة فوقه وقد ملاء تزقزق العصافير المكان ليضيف ) المكان يبعث على الاسترخاء .. علمت الان لما تحضرين الى هنا ( ونظر الى جانب وجهها ومازالت منهمكة بما امامها متابعا ) المكان رائع وهادئ ويبعث السرور في النفس 
- الى ان حضرت الى هنا ( ونظرت نحوه بابتسامة مصطنعة مضيفة ) لم يعد كذلك فلم يعد هادئ وانت تتحدث مشتتا افكاري ولم يعد يبعث السرور في نفسي لأني لم اعد اجد التركيز الضروري للانتهاء من ما افعل 
- تستطيعين المغادرة لا احد يمنعك 
فتحت عينيها جيدا تهم بإجابته بما ملاء فمها الا انها عادت لتمالك نفسها ونظرت نحو رسمتها قائلة 
- لن اتحدث معك ( اخفى ابتسامته قائلا باهتمام )
- تستطيعين ذلك 
عادت يدها لمتابعة رسمتها ستتجاهل وجوده اجل وما الصعوبة بهذا ابتلعت ريقها وتابعت بعناد ما تفعله ولكن لو يتوقف عن تأملها حتى وان لم تنظر اليه فهي تشعر بعينيه التين تتأملانها دون ان تفارقاها 
- اكانت والدتك جميلتا كذلك ( ثبتت يدها عما تفعله الى انها عادت للمتابعة فأضاف ) لم تحدثيني عنها يوما كيف كانت هل تملك عائلة كبيرة اتنسجمين مع افرادها اكثر مما تفعلين هنا ( عاد ليتأمل اغصان الشجرة فوقة مستمرا ) كانت والدتي غريبتا عن ماكسويل واحتاجت بعض الوقت للتأقلم وقد فعلت بالنهاية واصبحت كأنها ترعرعت كل حياتها هنا .. فارقت الحياة بعد ان افقدها المرض كل قواها حينما كنت في الثالثة عشر ( توقفت يدها عن الحراك وهي تشعر بتأثير الامر بصوته وهو يتابع ) جن جنوني وغادرت المنزل بل .. هربت بعيدا .. لم اعلم اني زدت هم والدي فقد فقد زوجته لتو وأختفى اثر ابنه الكبير بنفس اليوم لم يتركوا إنشن واحدا بماكسويل لم يبحثوا به ولم يخطر لهم اني اجلس هنا تحت هذه الشجرة عند بحيرة البط ( حركت راسها نحوه عند قوله هذا فاستمر بشرود ومازالت عينيه تحدقان بأغصان الشجرة ) اكفكف دموعي لا اريد من احد ان يرى مدى ضعفي فلم اعتد ان ابدوا ضعيفا رغم صغر سني حينها .. كانت والدتي تحضر الى هنا دائما كانت تجمعنا وتحضرنا لتناول الطعام هنا ولنلهو قليلا قبل العودة الى المنزل لذا عندما هربت هربت الى هنا الى مكان يحمل الكثير من الذكريات السارة معها .. اشكرك 
بدا الحيرة في عينيها وهي تتمتم 
- على ماذا ( نظر اليها ليلاقي عينيها وهو يقول )
- لجعلي اعود الى هنا فلم افعل منذ زمن طويل جدا 
- لابد وانها كانت سيدة مميزة حتى يقع اختيار والدك عليها برغم من انها ليست من ماكسويل 
- تعلق قلبه بها ولا يهم من اي مكان كانت 
ابتسمت وعقلها يعود بها نحو والدها قائلة 
- هذا ما كان يردده والدي ان قلبه تعلق بأُمي ولم يأبه لأي شيء اخر فالقد اختارها ليمضي باقي حياته معها هي فقط من استطاعت اسر قلبه اذكرهما سعيدين مرحين حتى بعد وفاتها بقي مخلصا لها وعندما يحدثني عنها يتحدث بكل حب عنها 
- كم كنتي تبلغين عندما وفاتها 
- العاشرة فقط وقد كان الامر .. صعبا صعبا جدا .. بفضل والدي استطعت تخطيه كان نعم الاب انه مثالي الاعلى ( شعرت بغصة تملأ حنجرتها الى انها استمرت ) كان رجلا رائعا ملتزما تجاه اسرته وعمله ومحيطه .. ربما تصرف بطيش بصغره ولكن سيبقى في نظري الرجل الافضل الذي عرفته بحياتي 
مرت لحظت صمت بينهما فأشاحت براسها الى الجهة الاخرى محدقة بالبعيد فلا شيء مما فعله والدها هنا قد يهز حبها او نظرتها له تحرك ثيودور ليجلس بدوره متأملا البعيد بشرود قبل ان يقول 
- ستعدين لي كاسا من الاعشاب مساء ( نظرت اليه بحيرة من قوله فابتسم قائلا ) الم تعلميني انك لن تحدثيني وها انت فعلتي ( اضاف وهو يتحرك ليقف ومد يده نحوها مستمرا ) اقتربت الشمس من المغيب 
اعطته يدها ليساعدها بالوقوف قائلة 
- كان الامر لتجبرني على  محادثتك اذا ( ووقفت امامه مستمرة )  هل ما قلته صحيح ام كان من نسيج خيالك
وهمت بالاستدارة لتجمع اغراضها الى انه بقي محتفظا بيدها مما جعلها تحدق به فقال 
- ماذا تعتقدين 
ابتلعت ريقها فنبرة صوته وتأثره عندما حدثها عن والدته تعلمها انه كان يقول الصدق فقالت 
- اعلم ان ما اعلمتني به هو الحقيقة .. هل استطيع ان اجمع حاجياتي 
اضافت وهي تشير الى يدها فتركها قائلا 
- بالتأكيد ( حملت سلتها بعد ان وضعت بها اوراقها فقام ثيودور بتناول الغطاء عن الارض ليقدمه لها فوضعته داخل سلتها وهو يقول ) علينا تكرار هذا ( وعندما نظرت اليه متسائلة اضاف ) العودة الى هنا 
ابتسمت ساخرة وهي تسير ليسير بجوارها قائلة 
- ثيودور دو ماردونز انتَ ليس بكامل قوام العقلية .. اقسم على هذا ( اضافت ضاحكة عندما لمحها بنظر متجهما مستمرة  ) ام ان رفقتي تسرك 
- اعلمتكِ ان رفقتك تسرني والا ما كنت لأكون هنا فانت بطريقتا ما تسللتِ لداخل العائلة رغما عن انوفنا 
- عليكَ شكر عمتي فيرا على هذا وانا بجد بدأت افكر بان اعترف بكم عائلة لي ما الخيارات الاخرى امامي لا استطيع الاستمرار بإنكاركم ففي النهاية اتضح ان اسمي ينتهي بدو ماردونز ولكن لا تقلق لستم ملزمون اتجاهي باي شيء ولن اكون فردا ثقيلا على العائلة فما ان اغادر الى جايدن حتى ينتهي كل هذا 
اصغى لها بانتباه قبل ان يقول 
- الم تتساءلي لما فعل والدك هذا لما أراد منك الحضور الى هنا
- بل فعلت واعتقد انه اراد ان اتعرف على عائلته وهو يعرفني جيدا لذا ترك لي الخيار بعد انتهاء العام لطالما كان يثق بخياراتي لذا فاجأني اجباره لي بالحضور الى هنا ولكن الان اعتقد اني ادرك ما اراده .. اعلامي اني بالنهاية امتلك عائلة ولستُ وحيدة كما كنت اعتقد .. قد اعود لزيارتكم .. ان دعوتموني بالطبع لا اعتقد ان برجيت قد ترغب بدعوتي لحضور زفافها ام انتَ واندريا قد تفعلا اليس كذلك 
اضافت وهي تحدق به بحماس مفاجئ جعله يلتزم الصمت قليلا قبل ان يقول 
- بالتأكيد سنفعل .. هل هناك احدا بجايدن ينتظرك
عند قوله هذا بادر الى ذهنها ايفنت وابتسمت ابتسامة رقيقة ساخرة من نفسها انه من كانت معجبتا به من قبل ولكن الان تعلم ان هذا لا شيء فهي تحمل للرجل الذي يسير بجوارها شيئا يفوق بكثير ما كانت تكنه لايفنت انها سيئة الحظ حقا فذاك يعدها كشقيقته ليس الا وهذا مرتبط 
- هل هم بهذه الكثرة 
- ارجوا المعذرة اه لا بالتأكيد لقد شردت فقط كل ما هناك اني افكر بما علي فعله عند العودة 
- بقي امامك عدت اشهر 
- اجل سأعود لشراء منزل صفير 
- ستبقين به بمفردك لا احبذ الفكرة 
- لا سأعيد ماتيلدا انها مربيتي انا أراسلها باستمرار وهي بانتظار عودتي ستبقى برفقتي 
- قد ترغب عمتي فيرا بمرافقتك 
- لا اعتقد .. لا .. لا اعتقد انها قد تفعل انها متمسكة بماكسويل جدا ولا تفضل البقاء بجايدن .. كما اني .. ارغب بطي هذا الامر والبداء بالعودة لحياتي السابقة التي سلبت مني و .. انت ماذا ستفعل .. ستتقدم بشكل رسمي لارينا قبل مغادرتي  
- ليس انتِ ايضا 
- هذا ما تثابر عمتاي بالتحدث عنه ولن يدعنك وشأنك عند عودتهن لقد سمعتهن وهن يقلن ما ان ينتهوا من بيرت حتى يعودوا اليك فلتستعد اذا 
- شكرا لتحذيري بما اعلمه مسبقا 
- اذا 
- اذا ماذا هن هكذا الم يدفعن روبرت امامك لربما اعجبك وبقيتِ هنا 
- اجل فطموحاتهم عالية كما ترى .. اذا 
- اذا ( عاد ليكرر مدعي عدم فهم ما ترمي فأضافت وهي تلاقي عينيه بخبث ) 
- لا تريد ان اعلم لذا تغير مجرى الحديث حسنا 
- عم تتحدثين 
اجابها مبتسما فتحركت في سيرها لتصبح امامه متابعة السير للخلف وعينيها معلقتين به وهي تقول
-  ارينا
- ما بها 
- اه السيد هنا لا يريد الاعتراف حسنا سيد دو ماردونز لا تعلمني 
اجابته وهي تهم بالاستدارة فقال موقفا اياها وقد اصبح المنزل خلفها 
- هل أغرمتِ بروبرت 
- لا و ماشان هذا بي .. انتظر اتريد اعلامي انك لست مغرما بإرينا
ابتسم واقترب منها وقد ثبتت في وقفتها ليقرب أصبعه من انفها وهي ترجع راسها الى الخلف حتى لا يلمسها قائلا
- لا تحشري انفك المتضخم هذا 
وتخطى عنها بينما بقيت ثابته في مكانها للحظة قبل ان تستدير نحوه مراقبة ابتعاده وتوجهه نحو المنزل ليدخله قبل ان تبدأ بسير نحوه ايضا وهناك الكثير من الامور التي تحدث في داخلها الان هل هو صادق ام تعمد تشتيتها نظرت نحو غرفة المكتب فور دخولها وهي تسمع اصواتا صادرة منها فتحركت نحو المطبخ لتتساءل 
- هل لدينا زوار 
- السيدا دون وايماويل كانا بانتظار السيد 
- فالتعدي لي كوبا من الشاي سأشربه في غرفتي 
اضافت وهي تضع السلة من يدها على طاولة المطبخ وتغادر نحو غرفتها .
دخل الى المنزل بشرود في اليوم التالي وقد قاربت الساعة ما بعد منتصف الليل بقليل وهو يحمل سترته على يده واستمر نحو الادراج ليتوقف في منتصف الغرفة محدقا بالأريكة التي تجلس عليها جوزفين وهي تغط بنوم عميق وقد اسندت راسها بيد الاريكة واسترخت قدميها بجوارها ووقع الكتاب الذي كانت تتصفحه ارضا اقترب ببط منها متأملا اياها ليضع سترته على المقعد المجاور ويقترب ليجلس القرفصاء متناولا الكتاب عن الارض محدقا به قبل ان يحرك راسه ببطء نحو وجهها وشعور غريب يحتل كيانه ان هذه الفتاه هي كل ما يفكر به مؤخرا مهما حاول تجاهل الامر ولكنه لا يستطيع لقد تغلغلت الى اعماق روحه واستقرت هناك عاد بذكرته الى مساء اليوم عندما كان يجلس برفقة هنريك في نادي الخيول وهو هائما بتفكيره بها ليتساءل هنريك وهو يراه شاردا وهناك ابتسامة خفيفة تطل على وجهه
- ما بك ... تبدوا في عالما اخر 
- هل شعرت بنفسك مسحورا من قبل ( بدت الحيرة على هنريك بينما استمر بشرود هامسا ) كيفما كنت تذكر ابتسامتها .. لمستها هيئتها يرافق ذلك شعورا بالشوق لرؤيتها 
- اعتقد اني اعلم عمن تتحدث ولحسن حظك ها هيا 
اخرجه قول هنريك من شروده ليحدق الى حيث ينظر ليرى ارينا تقترب منهم في تلك اللحظة غادره ذلك الشعور بالسكينة التي كانت تنتابه وهو يعود لأرض الواقع ، حرك يده ببطء ليمررها على جانب وجهها وهو يهمس 
- جوزفين .. لما تنامين هنا 
فتحت عينيها بهدوء وهي تشعر بلمسته محدقتا بوجهه وهي تخرج نفسها من نومها لتبتسم وقد تأكدت ان وجه ثيودور هو الذي امامها لتقول بتكاسل 
- كنت بانتظارك 
حرك الكتاب بيده قائلا وهو يخفي ابتسامة رضا ظهرت على شفتيه
- بانتظاري ام كنت تلتهمين هذا الكتاب ونسيتِ نفسك 
تحركت بكسل لتنزل قدميها فتحرك واقفا بدوره متابعا اياها وهي تقول 
- لا لقد تأخرت كثيرا وقد قال هنريك ان عليك الحصول على الراحة وليس الاكثار من السهر 
- لقد شفيت حقا 
قال معترضا على قولها فتحركت واقفة لتصبح امامه قائلتا وعينيها متعلقتان بعينيه القريبتان منها وهي تقوم بترتيب شعرها
- رغم ذلك هناك من اراد اذيتك ومازال طليقا وقد يكرر الامر مرة اخرى لذا عليك ان لا تتاخر خارجا وان يبقى احد الرجال برفقتك انت حتى لم تصطحب احدهم معك لقد تأكدت من الامر وان .. اه .. لا تعود لشرب ( اضافت بيأس وقد وصلتها رائحة انفاسه لتستمر مقاطعتا اياه بينما كان يهم بالتحدث ) قلت انك لستَ كذلك لما تعود لهذا اذا الا ترى ان الوقت غير مناسب لتفقد عقلك من جديد عليك ان تكون مستيقظا وانت خارج المنزل رباه ساعد لك كوبا من القهوة لتستيقظ 
وتخطت عنه بينما بقيت عينيه جامدتان امامه لوهله قبل ان يتبعها بخطوات واسعة وهو يقول 
- لا احتاج الى القهوة .. بل الى هذا 
اضاف بهمس ويديه تحيطانها من الخلف موقفا اياها ووجه يختفي في طيات شعرها متنشقا عبيره بشوق بينما توقفت عن التنفس وقد دب بها الرعب لقربه منها بهذا الشكل متمتمتا بهمس قلق وهي تحاول التحرك من بين ذراعيه
- ثيودور انت لا تدرك ما تفعله فلست بكامل وعيك ارجوك ابتعد دعني اعد لك القهوة وستصبح افضل 
وسحبت نفسها من بين ذراعيه لتستدير نحوه وقد كسى الاحمرار وجهها بقوة مستمرة وهي تحاول ان تبدو متماسكه امام نظراته 
- عد للجلوس وو .. ساعد لك القهوة 
- لا احتاجها فلم اتناول شيئا يذكر 
تمتم لها وهو يعود للاقتراب منها فتراجعت بخطواتها بدورها بحذر وعينيها لا تفارقانه قائلة 
- لا اعتقد انك بكامل قواك العقلية واعتقد ان الامر قد اختلطت عليك لذا نتحدث صباحا اما الان فـ .. عمتَ مساء 
قالت واسرعت بالتحرك نحو الادراج قبل ان يستطع ايقافها الذي لم يحاوله بل تابعها وهو يضع يديه على خاصرتيه انها تعتقد انه ثمل لم يرشف سوى رشفتين من الكوب ولابد انها علقت بأنفاسه رفع راسه الى اعلا محاولا ضبط انفاسه التي تخونه ليتنهد بعمق يا لك من احمق لقد افزعتها عاد براسه نحو الادراج قبل ان ينفض يديه الى جانبه ويصعدها وهو يزفر بغيظ من نفسه بينما اغلقت باب غرفتها خلفها وبقيت مستندتا اليه بقلق وهي تترقب دون ان تجرؤ على الرمش عند وصوله لراس الادراج حرك نظره نحو باب غرفتها ورغبة ملحة تدعوه للحاق بها شاردا بافكاره قبل ان ياخذ نفسا عميقا ويتحرك متجها نحو غرفته وهو ينهر نفسه بينما كانت كل حواسها تصغي لصوت خطواته تبتعد وتبتعد اجل تمتمت لنفسها وقد تناها لها صوت باب احد الغرف يفتح ويغلق لتسترخي وهي تسند راسها بالباب خلفها لتتنفس بعمق ويدها تستقر قرب صدرها لما يستمر بالاقتراب منها بهذا الشكل لا لن تصدق انه منجذبا اليها اهو كذلك .
تعمدت في اليوم لتالي النهوض باكر لتغادر قبل استيقاظه ولكن قدميها اخذتا تبطأن وهي تتجه نحو الباب الرئيسي عندما سمعت صوته يناديها وهو يطل من غرفة المكتب لتتجمد قدميها لوهلة قبل ان تستدير اليه ببطء وقد وقف قرب باب غرفة المكتب ليبادرها 
- انتِ على عجلة 
- اجل .. لدي الكثير .. من العمل فكما تعلم لم اذهب منذ وقت 
اجابته وهي تشير الى الخلف فهز راسه وعينيه لا تفارقانها وهم بقول شيء ثم توقف ثم قال بصوتا عميق
- اريد محادثتك بأمر 
- ليكن مساء فلا اريد التأخر ان الفتيات بانتظاري ولقد تأخرت 
قاطعته وهي تتحرك مغادرة في نفس الوقت ليقف محدقا بالباب بتجهم لقد تعمدت الابتعاد اليوم وغدا ما ستفعل .
- لا رغبت لي بتناول الافطار صوفي .
بادرتها في صباح اليوم التالي وهي تفكر بكيفية قضاء اليوم لو لم يكون يوم الاجازة لكان افضل 
- انتِ ايضا لا ترغبين بتناوله 
توقفت عن تمشيط شعرها وابقت عينيها ثابتتان على المرآه امامها وهي تقول 
- لا يريد ثيودور تناول افطاره 
- لقد غادر باكرا لركوب الخيل واعلمني ان السيد هنريك وشقيقته سينضمان اليكما على الغداء 
- حقا .. هذا  جيد .. هل غادر بمفرده 
- رافقه جون انستي 
- حسنا .. سأكتفي ببعض التفاح الان اذا 
- سأحضره حالا انستي 
استقبلت هنريك والين الذين وصلا ولم يكن ثيودور قد عاد بعد ليصل بعدها بنصف ساعة ملقي التحية على الجميع ومعتذرا عن تأخره  
لا تعلم لما اخذ قلبها ينبض بشكل متوتر منذ حضوره عليها تجاهل هذا عليها تناسي ما حدث ما بالها انه ثيودور ولم يكن بكامل وعيه تعمدت الانشغال بالحديث مع الين وهنريك وهي تتناول الطعام واخذت تحدث الين عن العمل بالمعمل بعد انتقالهم من غرفة الطعام بينما انهمك ثيودور بالحديث مع هنريك الذي قاطع حديثهما متسائلا 
- علمت انكم بدأتم بصبغ الاقمشة 
- اجل كان فولد عوننا لنا وقام بتعليم بعض الفتيات الطريقة السليمة وبذلك اصبحنا نحضر القماش ونتحكم بالألوان التي نريدها من خلال صبغها بما نريد 
- سمعت ايضا انك ترسلين بعض العمل لسيدات البلدة 
تسال ثيودور باهتمام فهزة راسها له بالإيجاب قائلة 
- هناك سيدات ماهرات بالتطريز ولا يستطعن الانضمام لنا بالمعمل ولا مانع لديهن بالعمل بالمنزل لذا كان خيارا جيد ارسال العمل لهم واستلامه منهن 
شردت عيني الين بثيودور الذي يصغي الى جوزفين بكل اهتمام وهي تستعيد حديث الامس بينها وبين هنريك الذي قال (( - عليكِ التفكير جيدا فيوهان شاب لا يعوض 
نظرت اليه بعينين تائهتان وهي تقول 
- ولكني .. انت واثق ان ثيودور لا يهتم بأمر ارينا ولن يستمر معها .. انا بحق معجبتا به
- اعلم ولكن هل .. هو كذلك (اجابها هنريك بتفهم مستمرا ) هل ابدا لك ما يوحي انه كذلك ( همت بالتحدث فقاطعها مستمرا ) اننا اصدقاء منذ الصغر إلين ولطالما علمت انك معجبتا به ولكن هل هو كذلك ايبادلك هذا اصدر منه ما يوحي بهذا اتحدث معك بالأمر 
- لا .. انه لا يتخطى حدود الصداقة معي 
- هل .. هل فقد تعقله معك من قبل ( هزة راسها له بالنفي وهي تقول ) 
- لا افهم ما تريد قوله 
شردت عينيه وهو يذكر هيئة ثيودور كلما تواجد برفقة جوزفين وعندما اصطحابها الى عيادته وقد اصيب انفها فاستمر 
- هل اتهمته من قبل بانه احمقا ومر على الامر مرور الكرام 
- بالتأكيد ما كنت لأجرؤ على قول هذا له ما بالك انه ثيودور 
- هل تصرف معك بطريقة سخيفة لمجرد استفزازك
- انه ليس من هذا النوع من الرجال  
- هل يتقبل ان تعارضيه بأمر 
- اجل انه متفهم ولا يمانع سماع راي الاخر ولكن الى ما تسعى انا لا افهم الى ما تريد الوصول 
- الى انه ليس مغرما بك ( بدت المفاجئة على وجهها فأضاف ) انت شقيقتي ويهمني امرك جدا ولا اريد ان تؤذي نفسك ان ثيودور يعدك كإحدى شقيقاته فالقد نشئنا معا ولو كان مغرما بك لكان اوحى لك بهذا 
- انت صديقه المقرب ولا بد تعلم اهو مغرما بأخرى هل اعلمك .. هناك غير ارينا بحياته
- ان كان هو لا يعلم 
- ما الذي تعنيه بهذا 
- اقبلي دعوة يوهان وانسي امر ثيودور )) 
خرجت من شرودها وهي تعود نحو جوزفين مصغية لها قبل ان تقول  
- افراد العائلة مسرورين من نجاح العمل بالمعمل فهو بداء يدر مبلغا لابأس به من الارباح لهم .. السيدات راضين جدا عن عمله ويتسألن من سيستلم زمام أموره بعد مغادرتك 
توقفت الاعين على الين بعد قولها هذا لتمر لحظة صمت قبل ان تقول جوزفين 
- اعمل على ان تكون مايسي قدر المسؤولية فهي يدي اليمني بالمعمل و .. سيسرها بالتأكيد المتابعة ( ونظرت الى الرجلان اللذان ينظران اليها باهتمام مستمرة بثقة ) وقد ترغب اندريا او برجيت بالمتابعة والاشراف على المعمل  
- مازلتِ ستغادرين ( تسال هنريك واضاف ) .. اعني ان امورك بخير هنا .. اليس كذلك 
اضاف وهو يحدق بثيودور ويعود نحوها بتردد وقد بقيت عيني ثيودور ثابته عليها وهي تقول 
- مازلت املك حياتا في جايدن وعلي العودة اليها 
قالت ذلك دون تردد ولكن لما تشعر بأنها كاذبة لما تشعر بانها كاذبه 
- متى سيعودون الم يطيلوا لقد اشتقت لمجالستهم ( قالت ايلين متسائلة فأجابها ثيودور )
- بعد غد ستصل عمتاي وبرجيت واندريا اما فردريك للأسبوع القادم فسيعرج على عائلته ثم يعود 
- هذا جيد فالقد اشتقت لهم حقا ( اجابته الين برضا بينما شردت جوزفين بعيدا )
- علينا المغادرة (قال هنريك لألين يحثها على النهوض فأسرعت بالقول لثيودور )
- مازلت تملك مجموعة الكتب الخاصة بقصة حياة ادولف ( هز ثيودور راسه بالإيجاب لها فأضافت ) استطيع استعارتها 
- بالتأكيد ولكن احرصي عليها
اضاف وهو يتحرك متجها نحو غرفة المكتب لتتبعه فتساءل هنريك 
- اتعتقدين ان اندريا قد تعود لمساعدتي بالعيادة ان عرضت عليها الامر
نظرت اليه مفكرة وهي تقول 
- اين ذهبت مساعدتك 
- افكر بإعطائها اجازة ( ابتسمت قائلة )
- غادرة اندريا وهي غاضبه منك لذا لا اعلم 
- اعلمتك بهذا 
- اجل .. اعتقد ان عليك اصلاح الامر عند عودتها 
- هذا ما افكر به .. لكنها عنيدة جدا 
توقف عن المتابعة وشقيقته وثيودور يعودون لانضمام اليهم قبل ان يغادروا لتنسحب نحو غرفتها قبل ان يدرك ثيودور الذي تلفت حوله وهو يعود لداخل بعد ان اوصلهم للعربة 
- اين ذهبت سيدتك 
تساءل وهو يرى صوفي التي تجمع الاكواب عن الطاولة 
- صعدت نحو غرفتها قالت انها تحتاج للراحة ( صعدت للراحة ام انها تبتعد عن طريقه )
- انستي السيد يدعوكِ لشرب كوبا من الشاي برفقته ( توقفت عن متابعة الرسالة التي تكتبها متسائلة بتفكير )
- اهو بالأسفل 
- اجل 
- سأنزل بعض قليل لأنهي ما بيدي اولا 
غادرت صوفي لتتابع اعلام لورين عن احوالها لتختم رسالتها وتضعها جانبا لتستند في جلستها الى الخلف فالقد تعمدت المغادرة فور مغادرة ايلين وهنريك وها هو المساء قد حل اعليها النزول حقا ام تلتزم غرفتها انها واثقه انه كان ثملا ولا يدرك ما يفعل وحتى انه قد لا يذكر ما حصل حسنا .. هل ترغب بالانضمام اليه لشرب الشاي .. أجل ليكن هذا اذا غادرت غرفتها لتجول بنظرها بأرجاء الصالة الفارغة وهي تنزل الادراج ليتوقف نظرها على باب غرفة المكتب فاقتربت منه لتطل من الباب محدقة بأرجاء المكتب وقد جلس ثيودور على الاريكة المزدوجة مغمضا عينيه ورافعا راسه الى اعلى مسترخيا في جلسته وقد وضع اسطوانة تصدر عزفا جميلا فعقصت شفتها بخبث واقتربت منه بروية وما ان اصبحت بجواره حتى اسرعت بالجلوس بقربه وهي تهتف بجوار اذنه متعمدت ازعاجه
- تدعوني لشرب الشاي وانت نائم 
فتح عينيه برويه ليحرك مقلتيه نحوها دون ان يحرك راسه قائلا 
- ان رائحة عطرك تفوح بالمكان 
- اه لم افزعك اذا لا اصدقك دعني ارى ( اجابته باعتراض وهي تضع يدها على صدره مما جمده لتتابع بتذمر وهي تجلس جيدا ) نبضك طبيعي لا لم افزعك 
- لقد تعلمت شيئا اذا من مساعدتك لهنريك 
- لا احتاج لمساعدة هنريك لادرك ان قلب المرء يتسارع عندما يفاجئ .. اذا تملك اذنا موسيقية  
- لنقل انها شفيت من الضرر الذي تسببت لها به 
- لن اكترث فلتقل ما تريد ( اجابته وهي تضع قدما فوق الاخرى وتهزها وهي تعقد يديها مستمرة ) متى سيصلون غدا 
- عصرا او قد يتأخرون قليلا لا اعلم بالتحديد .. سأفتقد هذا عند حضورهم 
نظرت اليه لتلاقي عينيه المحدقتان بها متسائلة لتتهوه في عمق عينيه التين تصران على اسرها لتمر لحظة قبل ان تهم بسحب نظرها عنه وهي تبحث عن اي شيء لتقوله فاسرع بالقول ويده تحيط خدها ليعيده نحوه 
- لا تفعلي هذا
- لا اعتقـ
- ششش ( همس لها مقاطعا اعتراضها ويده تترك خدها بروية ليتناول يدها ويضعها على صدره مستمرا ) كيف هو الان ماذا يعلمكِ 
ابتلعت ريقها بصعوبة وقد تاهت تماما بين قلبه وعينيه فاستمر وهو يمنع محاولتها بإبعاد يدها ) لديه اسبابا اخرى لينبض بهذا الشكل غير مفاجئته 
- ثيودور 
- اجل 
- انت لا تدرك ما تفعله ( اجابت وهي تسحب يدها منه بإصرار  )
- لما تتهميني دائما بهذا 
- لأنك تتصرف بشكل .. بشكل 
- اجل تابعي بشكل .. ( وامام صمتها اضاف ) كشخص مهتما بامرك ( بقيت عينيها ثابتتان عليه فاستمر بتأكيد ) انا كذلك وهذا ما احاول اعلامك به اني .. اهتم بأمرك .. انتظري 
اسرع بالإضافة وهي تتحرك من جواره متجها نحو الباب ليسرع خلفها ممسكا بها من ذراعها لتستدير اليه قائلة
- دعني 
- ليس قبل ان تعديني ان لا تغادري .. حسنا لن تفعلي 
- لا 
- وانا لن اتركك 
اضاف ويده الاخرى تحيط خصرها وهو يقترب منها اكثر فأسرعت بالقول 
- لا تفعل 
- لما لا .. انتِ تروقين لي جدا 
- وارينا هل نسيت امرها 
- لا لم انسى ولكن ما اشعر به تجاهك مختلف تماما .. انتظري ( اضاف وهو يشعر بها تهم بالابتعاد لتشتد يديه مانعا اياها وهو يضيف ) انظري الي .. هلا فعلتي ( عادت بنظرها اليه فاستمر بتأكيد وهو يمعن بعينيها ) لم اعني ما فهمته بل اني لم اقع بغرامها حتى اني لم احاول التقرب منها يوما بينما انتِ اعلم وجودك بالغرفة دون ان ارك اشعر بوجودك استمتع بسماع صوتك تسرني رفقتك افتقدك بشدة حين لا اراكي ( اغمضت عينيها وهي تبتلع ريقها بصعوبة لتشعر به يقترب اكثر همت بالاعتراض ولكنها لم تفعل وهي تشعر بجبينه الذي لامس جبينها متابعا بهمس )  لا تعلميني ان هذه الاحاسيس فقط انا من اشعر بها لقد انكرتها لفترة ولكني لا استطيع اكثر .. جوزفين 
- لا مازلتَ مرتبطا بها ( تمتمت بعناد وهي تبعد راسها للخلف محدقتا بعينيه القريبتان منها مستمرة بألم وإصرار ) انت لم تنهي الامر معها الجميع يعلم انك مرتبط بها لذا لا تحدثني بايا من هذا لا تفعل .. صوفي قادمة 
اضافت له وهي تسمع صوت خطوات تقترب فتحركت مبتعدة عنه ليتركها وعينيه التين تحملان مئات الكلمات لا تفارقانها لتدخل صوفي وهي تجر عربة الشاي فقال 
- دعيها سنسكب بأنفسنا 
هزت راسها بالإيجاب وغادرة فتلمست ذراعها بيدها الاخرى قائلة 
- علي المغـ
- لا لا تفعلي 
- انت مرتبط بحق الله
- بشكل غير رسمي 
- وان يكن مازلت كذلك ( اخرج تنهدتا عميقة من صدرة قائلا )
- انت محقة .. لن اعود لهذا الا بعد ان انهي الامر مع ارينا أهذا يناسبك ( لم تجبه على قولة فهي تعلم انه يملك مشاعرها ولكن ليس عليها الاعتراف له بهذا فأضاف ) لقد وعدتك بان لا اعود لهذا الان .. فلنتناول الشاي 
وتحرك نحو الابريق ليسكب الشاي بالأكواب امام نظراتها التي تتابعه والتوهان الذي تشعر به يفقدها تركيزها فرغبتها بالبقاء تفوق رغبتها بالمغادرة تشعر بنفسها تائها غير قادرة على اخذ القرار السليم في هذه اللحظة حمل كوبها واقترب منها مقدما اياه لها وهو يقول 
- انا رجل يلتزم بكلمته ( تناولت الكوب منه وعينيها تراقبانه وهو يعود ليتناول كوبه قائلا ) الن تعودي للجلوس 
وعاد للجلوس في مكانه مدعي انشغاله بكوبه فاقتربت لتعيد كوبها الى الطاولة وهي تقول 
- لقد تأخر الوقت وعـ ( تجمدت عينيه على كوبه وهو يقول )
- اعلمتك اني سانهي الامر معها لذا لا تفعلي هذا .. الا تثقين بي 
تسال وهو ينظر اليها لتتشابك نظراتهم وتمر لحظة صمت بينهما لتقطعها وهي تتناول كوبها وتعود للجلوس بجواره وتنشغل برشف شايها بينما بدا الارتياح يسرى اليه وقد كان توتره في اوجه فتسال ونظره معلق بكوبه
- متى ستقدمون اول عرضا لكم
- في بداية الاسبوع القادم 
- اتم تحضير كل شيء 
- انتهت الفتيات من تجهيز معظم الاثواب التي ستعرض والعمال على وشك الانتهاء من بناء ممر العرض 
- اتوقع ان يلاقي الامر نجاحا 
- ارجوا ذلك 
- لقد بذلتي به مجهودا جيدا ( نظرت اليه لتلاقي عينيه وقد نظر اليها ايضا قائلة )
- لقد فعلت و .. اعلم عن الدعم الذي قدمته لذا اشكرك لثقتك باني استطيع انجاح الامر 
ابتسم وقد بدت المفاجئة عليه وهو يقول 
- كيف علمتي بهذا 
- سمعت جون وهو يحدث العمال دون ان يتنبه لي فقد حرص على اعلامهم بان يفعلوا كل ما اريده دون اي اعتراض وان لا يطالبوا بمبلغ اكثر مما اتفقنا عليه وانك ستغطي ما يحتاجون اليه من مال .. وهذا جعلني اطلب ما اريد بكل راحة ( اضافة بابتسامة ) هل بالغت بالأمر اعتقد انك ستدفع مبلغا جيدا 
- اكنت تحاولين النيل مني 
- لا بل ما طلبته كنا بحاجة له ولكن الميزانية لا تسمح به لذا .. 
- لذا .. استغليتي الامر بمهارة 
- تعلم ان نجح العرض فانه سيدر مبلغا كبيرا من المال وسيغطي جميع التكاليف
- لتضعيها بميزانية المعمل 
- انت واثق 
- اجل اتعتقدين ان دعم معرضك قد يؤثر على ثروتي ( اجابها وهو يضع كوبه جانبا ويسترخى بجلسته ناظرا اليها ومستمر ) انها اكثر مما تتخيلين ( شردت عينيه بجانب وجهها وهي تنهي رشف كوبها بدورها وتضعه جانبا مستمرا ) هل ما تركه لك والدك يكفي لتعيشي حياة جيدة
- اجل يمكنني من شراء منزل و
- وما حاجتك بشراء منزل 
- احتاجه في جايدن وارغب ان اجد واحدا في نفس الحي الذي كنت اقطنه 
جلس بتجاهها ويده تمتد على راس المقعد قائلا باهتمام 
- لقد اعدتُ شراء منزلك 
- منـ .. منزلي ماذا تعني 
- المنزل الذي كنتِ تقطنيه ووالدك بجايدن ( ونقل عينيه بعينيها وقد بدت المفاجئة عليها مستمرا ) عندما اعلمتني عمتي انها قامت ببيع منزلك ارسلت لشرائه من جديد خاصة وانا ارى اصرارك على العودة لجايدن فما كنتُ لأدعك تعودين الى هناك دون ان أتأكد من ان امورك بخير 
- تعني انك عدت لشرائه لتعيده لي منذُ البداية ( وامام هز راسه لها بالإيجاب اضافت ) انت لم تكن تودني فلما قد تفعل هذا 
- لأنك فردا من العائلة رغم كل شيء وعلي الحرص على ان لا تتعرضي لأي سوء فعودتك الى منزلك هي امن لك فانت تقطنينهُ منذ زمن وتعرفين تلك البلدة جيدا واصدقائك حولك انه مكان امن لك 
- تحاول اثارت اعجابي لهذا تعلمني بهذا الان ( تمتمت بعدم تصديق وعينيها تغوصان بعمق عينيه المليئتان بالمشاعر وهو يقول )
- اعلم انه يعني لك الكثير و .. انتِ تعنين لي الكثير واجل احاول اثارت اعجابك 
مرت لحظة صمت لا يكسرها الى صوت ضربات قلبها الذي فقد صوابه بهذه اللحظة ( أخفضت عينيها ببطء متهربتا منه فنحنى نحوها هامس بصوت مليء بالمشاعر ) انظري الي 
- لا ثيودور ( وتحركت واقفه ومبتعدة قائلة بتوتر كبير وهي تستدير نحوه )  
- على المغادرة وو .. وسأعود لشراء المنزل منك كنت سأقوم بشراء واحدا لاعتقادي ان من اشتروه قد قطنوه ولكن بما انك تملكه فسأشتريه منك 
- ولمل قد تفعلين هذا وانا اقدمة لك 
- لا استطيع القبول بهذا 
- توقفي انت تشتتيني فانا هنا اتحدث عنـ
- لا استطيع الاصغاء الى اي امر جديد قد يدخل الى حياتك قبل ان تنهي ما انت به حقا فحياتي في فوضى دون ان تزيدها انت 
- جوزفيـ
- لا استطيع  .. عمتَ مساء 
اضافت وهي تتحرك نحو الباب مغادرة دون ان تسمح له بإجابتها فمازالت تملك من التعقل بان ترفض هذا فاسم ارينا لايتوقف ترداده في هذا المنزل ان كان صادقا عليه ان يرتب اموره قبل اي شي حينها فقط لن تمانع تابعها قبل ان يرفع راسه الى الاعلى لقد افقدته صوابه تماما لا يستطيع السيطرة على نفسه بوجودها بجواره ما الذي جرى له .
طرقات على باب غرفتها في صباح اليوم التالي جعلتها ترفع راسها عن الوسادة محدقة به بتشوش قبل ان تنهض وتتناول روبها لترتديه وهي تتجه نحوه لتفتحه قائلة بكسل 
- ماذا تريد 
- كيف علمتي انه انا 
بادرهاودور المتكئ على حافة الباب بانتظار ان تفتح الباب فقالت بتوتر مفاجئ وهي ترفع يدها لترتب شعرها المتناثر 
- صوفي لا تنتظر ان انهض لا فتح لها الباب 
- انتِ متأخرة في النوم 
- اصبت بالأرق ولم انم الا في ساعات الصباح 
- اكنت سبب هذا الارق  
- لا لم تكن سببه انت هو الارق بنفسه 
ابتسم لقولها قائلا بهمس وعينيه تلتمعان بخبث
- ليس عليك التفكير بي كثيرا كما اني هنا ليس علـ
- توقف ولا تبدأ مازلنا في الصباح وانا حتى لم استيقظ جيدا بعد
توقفت عن المتابعة وقد غصت الكلمات في حلقها وهو ينحني ملامس خدها بقبلة هامسا قرب اذنها
- حتى في الصباح تبدين جميلة 
تراجعت براسها عنه والاحمرار يكسو وجهها وهي تقول بتلعثم 
- عليك التوقف عن هذه التصرفات ايضا والا اني لن اعود لمحادثتك 
- اتستطيعين 
- اجل ( قالت بثبات فابتسم هامسا ) 
- لا اصدقك ( وغمزها بعينه وهو يهم بتحرك متابعا ) اراكي فيما بعد 
تابعته وهو يبتعد ليعود ويلمحها بنظر مبتسما وهو ينزل الادراج ليختفي من امامها لقد افقدها صوابها اجل لقد فقدت صوابها تماما وهو كذلك ولكن لا لا ليست بالتهور حتى تتورط معه قبل ان ينهي امر ارتباطه بارينا عادت لداخل غرفتها شارده هل تعي ما تفعله ام انها منساقة خلف ثيودور دون ادراك رباه ان قلبها يصاب بالجنون كلما وقع نظرها عليه لقد فقدت صوابها لاشك بهذا .
- صوفي اين وضعتي الاوراق التي تركتها بالسلة عند عودتي من بحيرة البط فلا اجدها بغرفتي 
- اطلت على المطبخ متسائلة فتوقفت صوفي عن عملها محدقة بها بتفكير قبل ان تقول 
- لابد واني وضعتها مع الكتاب في غرفة المكتب اعتذر انستي لم اتنبه انها أوراقك فوضعتها برفقة الكتاب الذي كان بالسلة هناك سأحضرها  
- لا باس سأحضرها بنفسي ستعدون ما تحب عمتاي تناوله اليس كذلك
- اجل انستي سنعد ما يفضلون تناوله 
- هذا جيد 
اجابتها وهي تغادر متجها نحو غرفة المكتب لتدخلها محدقة بالرف الجانبي قبل ان تتحرك نحو المكتب محدقة بما يحوي لتلتف حوله وتجلس على مقعد ثيودور وهي تمسك بعض الاوراق التي صفت لتتصفحها بسرعه علها تحتوي اوراقها اين ستذهب ان احضرتها صوفي الى هنا فستكون هنا على المكتب او انها وضعت بطريق الخط في الادراج حركت يدها لأول الادراج المكتب والذي فتح معها محدقة بساعة ثيودور الدائرية وبعلبة مخملية بجوارها فأغلقته وفتحت الذي يليه لترى مجموعة ملفات به تصفحتها سريعا قبل ان تعيدها وتنظر الى الجهة اليسرى وتحرك المفتاح المتروك في اول الادراج ليفتح فحدقت بالملف الموجود به لتتناوله محدقة اسفله قبل ان تهم بفتحه لتنزلق أوراقه ارضا فانحنت لتلتقطها وتستقيم بجلستها ببطء وعينيها تثبتان على امضائها وهل ستتوه عنه انه امضائها ما الذي يفعله هنا نظرت الى الورقة جيدا وبدأت تقرأ ما كتب فيها بحيرة ليأخذ وجهها بالشحوب بالتدريج وعدم الاستيعاب باديا عليها متى حدث هذا وكيف وصل امضائها الى هنا اه ولكن ايكون ماذا حقا فعل هذا فتحت فمها غير مصدقة ما يقوله عقلها لتتناول الورقة التي تليها محدقة بأسفلها الفارغ قبل ان تعود الى اولها لتقرأ ما تحويه ليزداد شحوبها ( انا جوزفين فرانسوا دو ماردونز اتنازل عن كل ما سأحصل عليه من فيرا دو ماردونز لثيودور ادمز دو ماردونز من ممتلكات في ماكسويل انزلقت دمعتا خارج عينها وتوقفت انفاسها دون استطاعتها متابعة القراءة لتفتح عينيها جيدا رافضه هذا الحزن الذي ملئ قلبها وذلك الجليد الذي كسا صدرها دون ان تستطع متابعة القراءة وعينيها تتعلقان بالمكان الفارغ الذي سيحوي امضاءها .. لقد اعلمته من قبل انها لا تبالي بكل هذا ولن تبقى يوما واحدا عند انتهاء العام ما كان عليه سوى الطلب منها الامضاء على هذه الاوراق وكانت لتفعل هذا دون ان يطر الى خداعها لقد .. جعلها تثق به .. وتعتقد انه يهتم بأمرها شعرت بغصة بحلقها وقلبها يعتصر وكان احدهم قد ضم قبضته عليه بقوة لتقف متناولة القلم عن المكتب لتغط بالحبر قبل ان تعيده الى الورقة لتضع امضائها في المكان الفارغ ها انت تحصل على ما تريد ان كانت سعادتك تتوقف على هذا فها هو امضائي لن ابخل به عليك فانا اعلم بنفسي واعلم اني اهتم بأمرك بأكثر مما ارغب ولكن ليس باليد حيله فلا استطيع التحكم بمشاعري ولكني استطيع دون شك عدم الانسياق ورائها اعادت الاوراق الى الملف واعادته الى مكانه لتحكم اغلاق الدرج وتجلس شاردة تماما وعقلها يعود بها اليه وهي تذكر كلماته البارحة لقد اسرها تماما وجعلها في عالم اخر اعتقدت ان ان ماذا جوزفين تمتمت لنفسها واسرعت برفع يدها تمسح دمعتا اخرى قفزت قفزا من مقلتيها لتسحب نفسا بصعوبة بالغة لا عليها الابتعاد لن تنهار هنا اسرعت بالتحرك مغادرة المكتب ومتجها نحو الباب الرئيسي للمنزل لتغادره على غير هدا فقط تريد الابتعاد والابتعاد لتتنفس تريد ان يدخل الهواء الى صدرها وكأن حائطا وضع عليه اخذت خطواتها تصبح اكبر واكبر لتجري ولا تتوقف الى وهي تسند نفسها بساق الشجرة قرب بحيرة الاواز لتنسل جالسة تحتها ودموعها ترفض التوقف فضمت ساقيها اليها لتخفي وجهها يا لك من حمقاء انه لا يهتم بأمرك حقا انه يلهو بك فقط ، لا تعلم كم مضى عليها جالسة هناك محدقة بشرود بما امامها ومازال راسها مستندا على ركبتيها التين احتضنتهما عليها تخطي هذا زادت غصتها فقد عادها الشعور بانها وحيدة ولا احد فقط هي من عليها ان تتدبر امورها بنفسها دون الاعتماد على احد ودون الوثوق بأحد من جديد هل يتصرف من تلقاء نفسه ام ان الجميع يعلم ما يخطط له عمتها فيرا لا تعلم من المستحيل ان تشارك بأمر كهذا ولما يعتقد انها ستترك لها حصتها بماكسويل اتكون قد .. فكرت بهذا او انها اعلمتهم بانها ستفعل فلا مبرر لوجود تلك الورقة الا هذا اغمضت عينيها محاولة تهدئة نفسها وقد فقدت شيء من روحها للتو لقد تصرف بذكاء شديد ودهاء لقد صدقته عادت لتنسل دمعه من بين رموشها المغمضة لتتنفس من انفها ناهرة نفسها وهي تجلس جيدا لتمسح خدها رافضة ضعفها ما عليها سوى العودة الى المنزل وحزم حقائبها والمغادرة اجل هذا ما عليها فعله لن تبقى دقيقتا واحدا هنا تحركت واقفة تهم بالتحرك لتثبت في مكانها واموال والدها ارثها استعطيها اياهم ام ام ان فيرا عنيدتا كفاية حتى ترفض اعطائها اياهم لم يتبقى سوى ثلاث اشهر فقط تستطيع التحمل اجل بالتأكيد تستطيع لن تكون اسوء من الشهور الاولى لحضورها وقد استطاعت تخطي الامر لا لا تستطيع كيف ستفعل هذا انها تدمر نفسها ببقائها هنا ولكن متى كان سيعرض عليها التوقيع على تلك الاوراق ما الحيلة التي كان سيستخدمها هذه المرة ربما اخطئت بالتوقيع عليها وكان عليها ان تتركها لترى كيف سيحصل على امضائها ما بين هذه الافكار المحبطة لها عادت بأدراجها الى المنزل لتسرع صوفي بالظهور فور دخولها لتبادرها ببعض الخيبة 
- اعتقدت انهم وصلوا 
- متى سيصلون هل اعلمك .. ثيودور اهو هنا 
- لم يعد بعد ) تابعت سيرها ببطء نحو الادراج لتتابعها صوفي وهي تقول ) هل اعلمك عند عودته انستي 
هزة راسها بالنفي وهي تصعد الادراج ثم تنبهت لنفسها قائلة 
- لا لا تعلميني ولا يزعجني احد ولتحضري لي الأوراق التي وضعتها في غرفة المكتبة لأني لم اجدها 
- حالا انستي 
جلست في الخامسة في الصالة تقلب التصاميم التي اعدتها سابقا دون اي تركيز وقد نال منها الاحباط فلم تشعر بالغباء من قبل كما الان حصلت على حمام ساخن وحاولت الاسترخاء دون فائدة ولولا بعض مساحيق التجميل التي استعملتها لبدا واضحا بكائها وتورم عينيها , اصوات تقترب من الباب الرئيسي اخرجتها من شرودها لتحدق به لتطل عمتيها منه ثم ثيودور وشقيقتيه وهم بتحدثون بمرح لتهتف فيرا فور رؤيتها 
- عزيزتي كان عليكِ مرافقتنا كم اشتقت لك 
نهضت لتحي عمتها ومن ثم ثلما وبعدها اندريا التي احتضنتها وهي تقول 
- كان عليكِ مرافقتنا كان الامر رائعا 
- ليس رائعا كثيرا ( قاطعتها برجيت مستمرة وهي تتخطى عنهم ) اخيرا عدنا الى المنزل 
تحركت اندريا نحو برجيت بينما اقتربت عمتيها من الأريكة للجلوس 
- من الجيد انك لم تذهبي برفقتهم 
رفعت راسها نحو ثيودور الذي همس بهذا وهو يقف بجوارها فغمز لها بود وابتسامة جذابة تطل على شفتيه لتشعر بالألم يعود بقوة الى صدرها لا تماسكي همست لنفسها وهي تسحب عينيها عنه وتعود براسها الى عمتها فيرا بينما عقد حاجبيه بحيرة
- كيف كانت الاقامة هنا بدوننا الم تشعري بالوحدة 
- بالتأكيد فعلت ( اجابتها وهي تتحرك لتجلس بجوارها مستمرة ) كان المنزل مملا دونكم 
ربتت فيرا على يدها بحنان قائلة 
- عليكِ التروي قبل العودة الى جايدن والبقاء وحيدتا هناك 
- لندع الحديث بهذا الامر جانبا الان ( قالت بغصة وهي الان واثقة اكثر من قبل ان عودتها الى جايدن لابد منها مستمرة  ) سأطلب من صوفي اعداد مائدة الطعام 
راقبتها برجيت وهي تتحرك نحو المطبخ قائلة  
- تتصرف وكان المنزل منزلها ونحن ضيوفا لديها 
- لا تبدئي الان ( نهرتها فيرا واستمرت لثيودور ) هل من جديد في ماكسويل 
اخذا يتحدث ثيودور عما جرى في  غيابهم دون ان يتطرق لإصابته بعيار ناري ليتناولوا العشاء وهم يتحدثون عن رحلتهم اعتذرت جوزفين عن متابعة السهرة برفقتهم وانسحبت نحو غرفتها متعذرة بالإرهاق بعد مضي القليل من الوقت ليتابعها ثيودور بتفكير وقد تنبه انها تحاول تجاهل وجوده طوال الوقت حتى انها تجنبة النظر اليه اكثر من مرة .
استيقظت مع بداية بزوغ الشمس وهي لا تدري حتى كيف استطاعت النوم وقفت شاردة قرب النافذة تراقب الشمس وهي تصعد ببطء لتعتلي السماء عينيها شاردتان وقد بدت هالة شاحبة تكسو وجهها وينتابها شعورا غريب بانها فقدت جزء كبيرا من روحها كيف ستتخطى اعتصار قلبها هذا انها تشعر به ينزف بداخلها اغمضت عينيها ببطء لم تكن يوما ضعيفة لا ولن تبدأ الان وكما تخطت ما مضى ستتخطى هذا ايضا فتحت عينيها من جديد وهي تهمس لنفسها محاولة رفع معنوياتها التي اصبحت بالحضيض ستتخطين هذا اجل ستفعلين كان خطء منك اعتقاد ان اي فرد من ال ماردونز قد يهتم بأمرك انت مجرد حجر تعثروا به سيتخطونه بسرعة وباي طريقة باي طريقة لقد صدقت انه يهتم بأمرها تبا ان نظراته صوته اهتمامه لمسته توقفي توقفي نهرت نفسها مستمرة لن تعودي لهذا وانت اعتصر بقدر ما تريد لن ابه تمتمت وهي تتلمس صدرها والدموع تترقرق في عينيها كان يلهو بها ليس الا 
- انستي الافطار جاهز 
دخلت صوفي الى غرفتها قائلة ذلك لتخرجها من شرودها فتمتمت لها دون ان تفارق عينيها النافذة 
- ها انا قادمة 
نظرت نحو الباب الذي اغلق وصوفي تغادر لتتحرك نحو المرأة متأكدة من محوها لأثار دموعها وتنفست بعمق محاولة استعادة رباط جأشها قبل ان تنزل الى اسفل وتدخل الى غرفة الطعام وهي تلقي التحية باقتضاب وتجلس في مقعدها لتتناول طعامها الذي لا شهيت لها به ولكن لا لن تسمح لنفسها ولو للحظة واحدة ان يأثر بها ما حصل انها مجرد صفعة لتستيقظ لا لتسقط ، توقفت يدها التي كانت تهم بتحريكها لتتناول لقمة اخرى وهي ترى العيون المحدقة بها فحركت نظرها بشكل الي بهم 
- عمتي فيرا تحدثك وانت شاردة بعيدا 
قالت اندريا مما جعلها تحرك نظرها نحو عمتها وهي تتعمد منذ دخولها الغرفة عدم الالتقاء بعيني ثيودور الذي يتابع ما يجري 
- كنت اعلمك اني سأقصد كارولين بعد الافطار ان كنتي ترغبين برققتي 
- لا استطيع لدي الكثير من العمل فالتوصيلي لها تحياتي 
اجابتها وعادت لتناول طعامها بينما تعلقت عيني ثيودور بها وقد زاد فضوله فهي ليست على مايرام ما الذي جرى  عاد ببطء وتفكير لمتابعة طعامه بينما تعمدت المغادرة فور انتهائهم من الافطار لتعود مساء لتنضم اليهم في شرب الشاي وهي منشغلة بتأمل التصميمات التي احضرتها لها املي اليوم بينما اخذت عمتيها وبرجيت واندريا بالتحدث لتصغي لهم تارة وتعود نحو التصميمات تارتا اخرى لتتناول كوب الشاي الذي قدمته لها صوفي لترتشف منه وتعيده الى الطاولة امامها متأملتا بإعجاب هذا الثوب ان املي موهوبتا حقا 
- سنذهب بوقتا قريب ( قالت فيرا بتأكيد لثلما التي ابتسمت بسعادة قائلة )
- ايتها الفتيات اسمعن هذا واخيرا سيرتبط ثيودور 
- حقا تقولين 
اسرعت اندريا بالقول بحماس بينما تجمدت عيني جوزفين تماما على عمتها ثلما التي اضافت بسعادة 
- سنقصد ال ميغل خلال هذا الاسبوع لتقدم بشكل رسمي الى ارينا 
- حان له هذا لقد اطال الامر ( قالت برجيت فتابعت ثلما بحماس )
- عليه اقامة حفل زفافه قبل بيرت لذا لا داعي ليطول الامر اكثر  
وكأنها سحبت من العالم الذي هي به لتتوقف حواسها عن العمل وتصبح وحدها منعزلة تماما عمن يحيط بها حتى اعلامه اياها بانه سينهي علاقته بارينا كذبة اخرى ستضيفها الى قائمته ولكن الم يتعجل الامر ام انه شاهدا مضائها على الورقة وحصل على ما اراد لم يعد هناك داعا للادعاء .. لقد غدر بها لو كان يكن لها لو القليل من المشاعر لما فعل هذا كل ما اراده هو ان لا تحصل على شيء من عمتها او حتى ارثها هنا لقد نال مبتغاه انه ماهر جدا .. ايتها الحمقاء انت ابنة فرانسوا دو ماردونز لو كنت اخر فتاة على هذا الكوكب لما فكر بك
- جوزفين انظري اريد ثوبا رائعا لأرتديه بحفل الخطبة ( قالت اندريا الجالسة بجوارها بحماس مستمرة وهي تعود نحو عمتيها بينما عادت جوزفين بجمود نحو الاوراق امامها دون رؤيتها حقيقتا وهي تحاول اخفاء ما يختلج في صدرها فتركت الاوراق لتستقر بحجرها حتى لا يفضحها ارتجاف يدها واندريا تستمر ) متى سيكون الحفل لا تجعلوه قريبا بعد اسبوعان من الان حتى احصل على ثوبا مميز لم ترتدي فتات مثلة في ماكسويل .. بالتأكيد تستطيعين توفير واحدا لي ( عادت لتضيف لجوزفين التي نظرت اليها وهي تحاول تمالك نفسها ومازالت اندريا تستمر ) هنا تصميمات رائعة علي اختار من بينها 
حركت الاوراق بجمود لتتناولهم أندريا وهي تقول لها
- قد يعجبك احداها 
ونهضت مغادرة لتغلق باب غرفتها عليها وتنسل جالسة ارضا وهي تضع يدها على فمها مانعتا شهقات كادت نتسل منه وعينيها تلتمعان بألم والدموع تشوش رؤيتها  .
تعلق نظره في صباح اليوم التالي بمقعد جوزفين الفارغ فأخذا يمضغ طعامه ببطء فالقد عاد البارحة في ساعة متأخر ولم يتسنى له الوقت لرؤيتها فقال وهو يهم بتناول لقمة جديدة 
- هل غادرت جوزفين باكرا الى المعمل 
- اجل .. ولكني تنبهت انها لا تبدوا على مايرام 
قالت اندريا فتابعت فيرا 
- لقد ارهقت نفسها من اجل نجاح العرض ارجوا ان تنال ما تصبو اليه 
- متى سيقام 
تساءلت برجيت وهي تدعي عدم الاهتمام فقالت فيرا 
- بعد غد 
- طلبت من جوزفين البارحة ان تعد لي ثوبا مميزا لحفل اعلان ارتباطك بإرينا فليكن بعد اسبوعان حتى ينتهي 
قالت له اندريا بحماس ليتوقف عن مضغ لقمته وعينيه تثبتان عليها ليتدارك مفاجئته وهو يعود بنظرة لعمته قائلا بعدم تصديق 
- ما قصت اعلان ارتباطي بارينا  
- كنت سأعلمك اليوم برغبتنا بالتوجه نحو ال لتقدم بشكل رسمي لها 
- كنت تريدين اعلامي اليوم وتقررين هذا عني منذ البارحة ولو لم تتحدث به اندريا ما كنت سأعلم ما تنوين 
تبادلت الفتيات النظرات بحيره بسبب غضبه بينما قالت فيرا 
- لقد ارتبط بيرت وهو شقيقك الاصغر لذا عليك ان تبدأ بتأسيس عائلة انت ايضا 
- هذا الامر يخصني وحدي فقط لا احد يتدخل به 
- ولكن ثيودور ( قالت فيرا وهي تتابعه ينهض مستمرة ) ما بك ما الذي حصل لتغضب بهذا الشكل 
- اننا غير منسجمان معا اشكرك لمحاولتك جمعي بها ولكننا غير متوافقين لقد انهيت الامر معها ولن اتقدم لها وارجوا ان تحترمي قراراتي وتدعي حياتي الشخصية بعيدا عن مخططاتك
- ما الذي تعنيه بانك انهيت الامر معها ( قالت فيرا بدهشة فاكد لها )
- ما سمعته تماما 
وتحرك مغادرا وجميع الاعين تتبعه دون فهم قبل ان يتبادلوا لنظرات متساءلين .
حركت راسها نحو الممر وقد تناها لها صوت ثيودور وهو يتحدث مع اميليا لكن ما الذي يفعله هنا اسرعت بالعودة براسها الى مايسي التي تابعت وهي تحضر قماشا اخر 
- سنستخدم هذا الون ايضا اهو مناسب 
- اجل انه مناسب ( اجابتها وهي تعود بعينيها نحو الباب محدقة بثيودور الذي وقف قربه مصغي الى اميليا فعادت مرة اخرى نحو مايسي قائلة ) هل انتهيتم من اعداد الثوب الارجواني 
- اجل سأحضره الان لتريه 
تعلقت عيني ثيودور بها وهي تحدث احد الفتيات قبل ان يعود دون تركيز حقيقي نحو اميليا وهو يقول
- حسنا سأرى ما يحتاج اليه الامر فالقد اصبح لهذا المكان شانن كما ترين داخل ماكسويل وخارجها 
ابتسمت اميليا برضا قائلة 
- علينا شكر الانسة دو ماردونز على هذا ( ابتسم لها وعاد نحو جوزفين قائلا )
- ساراها .. عمتِ مساء الم تنتهي هنا بعد ( نظرت نحو ثيودور الذي قال ذلك وهو يتجه نحوها )
- ماذا تفعل هنا ( تساءلت وهي تحدق به )
- جئت لاصطحابك 
- ما كان عليك ذلك فالعربات متوفرة 
عقد يديه واستند على الطاولة خلفه محدقا بها بإمعان وهو يقول 
- لا شان لي بما اعلمته عمتي لكم البارحة فعلت هذا دون علمي 
- انا منشغله كما ترى ولا وقت لدي للحديث حول هذا كما انك لست مضطرا حقا لتبرر لي الامر فهذه حياتك وانت حرا بها 
بقيت عينيه معلقتين بعينيها عند قولها هذا لتسحبهما امام صمته لتدعي انشغالها بما امامها 
- صدقتي عمتي عندما قالت ذلك ولا تصدقيني عندما اقول اني أنهيتُ علاقتي معها لقد خيبتي املي جين 
اشتدت يدها التي تمسك بها قماش الثوب الذي تتفقده فطالبت نفسها بالهدوء وهي تقول 
- ادعى جوزفين اولا ثاني انا اعمل هنا لذا الوقت والمكان غير مناسبان لهذا الحديث 
بقيت عينيه ثابته عليها وينتابه شعور غريب جراء تلك النظرة التي تلوح بعينيها فقال بإصرار 
- امامك خمس دقائق لأنهاء ما تقومين به والمغادرة برفقتي او تجبريني على جعل العاملات جميعهم يغادرون ليكون المكان مناسبا للحديث 
- هل جننت 
- ليس بعد .. هل انتهيتِ ( لمحته بتجهم واستدارت مبتعدة لتتحدث مع امليا وتعود نحو رون قبل ان تعود نحو ثيودور الذي ما زال على حاله عاقدا يديه بتجهم يراقب اقترابها فعاد ليكرر ) انتهيتِ الان 
- ليس بعد 
اجابته بعناد وسحبت الاقمشة من جواره وغادرة الغرفة بقي لعدت دقائق في مكانه قبل ان يتحرك باحثا عنها تنبهت اميليا له وهو يتفقد الغرف لتقول 
- تبحث عن الانسة جوزفين 
- اجل 
- غادرت منذ قليل 
تحرك مغادرا عند قول اميليا ذلك ليصعد بالعربة طالبا من جون السير نحو المنزل ليترجل من العربة وقد توقفت عربة امام المنزل لتغادرها جوزفين التي حدقت به وهو يقترب منها قائلا 
- ما الذي تعنيه بتصرفك هذا 
- ان تدعني وشأني 
- لقد اعلمتك اني انهيت علاقتي بها فتوقفي عن التصرف بهذا الشكل 
- لا استطيع فلا استطيع تجاهل انه تم خداعي ان الالم الذي اشعر به كبيرا جدا 
- انه مجرد سوء فهم قد حصل ولم اخدعك فلا شان لي بأفكار عمتي فلا تلوميني على امر لا شان لي به 
حدقت به وهي تعقص شفتها بألم لتهز راسها بياس وتتحرك صاعدة الأدراج الى المنزل تأملها بغيظ لما تفعل هذا تحرك ليتبعها الى الداخل ليتوقف وقد اسرعت شقيقتيه بالإضافة لعمته بالتحرك نحوه متخطين جوزفين التي القت التحية على الين وهنريك 
- كيف يحدث هذا دون ان نعلم 
- هل اصاباتك بالغة 
- اتشعر بالألم 
- من قد يفعل هذا 
- لابد وانهم ال شادون ومن غيرهم سيريد اذيتنا 
ابتسمت جوزفين بصعوبة لهنريك والين قائلة 
- اعذروني لعدم انضمامي اليكم فالقد كان نهاري شاقا
وانسحبت لتصعد الادراج الى اعلا ليتابعها ثيودور بعينيه قبل ان ينظر نحو شقيقتيه وعمتيه قائلا 
- انا بخير حقا 
- ولكن كيف يحدث هذا ولا يعلمنا بهذا احد 
اوت الى فراشها باكرا دون ان تستطع النوم الا بعد وقتا طويل لتستيقظ متعبة وفكرت الابتعاد تصر على العودة الى تفكيرها ولكنها اجبرت نفسها على النهوض متجاهله مايجول بفكرها فعليها الانتهاء من العمل في المعمل الكثير يقع على مسؤليتها والفتيات يضعن املا كبيرا عليها ليس عليها ان تخذلهم بسبب ماتمر به نزلت الادراج بتروي وهي تحدق بالجالسين بالاسفل بينما تعلقت عيني ثيودور بها ليعود ببطء نحو فيرا التي عادت لتستمر بغضب 
- كان عليك اعلامي بما تنوي وليس فعل هذا دون علمي 
- وما الفرق
- كثير 
- عمتي لم نتناول الفطار بعد وانت منذ حضورك لا تتوقفين عن التحدث بهذا الامر 
قالت اندريا معترضه فاجابتها 
- عليه ان يقدم توضيحا استطيع فهمه فالقد كانت علاقتهما جيدا 
رفع عينيه للسماء وهو يجلس للخلف بمقعده وعينيه تعودان نحو جوزفين التي تقدمت منهم لتلقي تحية الصباح باقتضاب وتتابع سيرها فقال وهو يتابعها
- لم تتناولي افطارك بعد 
- اجل بنيتي لما العجلة ( اسرعت فيرا بالقول فقالت ثلما ) كما انكِ شاحبة 
 - غدا سيقام العرض ومازال لدينا بعض العمل الذي علينا نهائه
- اهذا يمنع ان تتناولي افطارك 
- لا ولكني اتفقت مع الفتيات ان نتناول الافطار معا 
 - ساصحبك فلن اتناول طعامي ايضا
قال ثيودور فهمت بالاعتراض الى ان اندريا قالت قبل ان تفعل 
- خذاني معكما فممرضت هنريك حصلت على اجازة مرضيه وهو يحتاج الى مساعدتي في العيادة
- انت ايضا 
قالت ثلما معترضه فتحركت اندريا نحو جوزفين لتتابط ذراعها وهي تقول
- اننا على عجلة ( واستمرت لجوزفين وهما 
تسيران الى الخارج ) لم احدثك عن حفل بيرت كان رائعا 
تحرك ثيودور ليتبعهما وثلما تقول بامتعاض
- لقد عمت الفوضى في هذا المنزل كلون يسير على هواه 
لم تكن فيرا تصغي لها وهي تتابع ثيودور الذي غادر بتفكير قائلة  
- انه لايتوقف عن مفاجئتي ( ونظرت نحو برجيت مستمرة ) ستعلمين ما الذي جرى بينهما ولما انتهى الامر بهذا الشكل لا اريد ان اسمع اي اعتراض ولا اهتم كيف ستعلمين كل ما اريده منك هو ان تعرفي ما جرى   
- وكيف سافعل هذا 
- لا اعلم .. ستجدين طريقة ما  
جلست جوزفين مصغيه لاندريا التي لم تتوقف عن الحديث عن حفل بيرت وثيودور ينظم اليهم لتتحرك العربة بهم فتعمدت النظر خارجا لتهم اندريا بمحادثتها من جديد لتتوقف وعينيها تتعلقان بثيودور الجالس امامها والذي ينظر الى جوزفين بشرود لتسحب عينيها عنه نحو جوزفين التي تنظر خارجا قبل ان تعود نحوه بحيرة قائلة لكسر الصمت 
- الا تحتاج كتفك الى الراحة لتسترد عافيتك تماما
- انها بخير( اجابها وهو ينظر اليها مستمرا ) لا اجهد نفسي بالعمل بها .. الى متى ستساعدين هنريك 
- الى ان تتعافا ممرضته 
- اعلميه اني ارغب برؤيته 
- سافعل 
قالت والعربة تتوقف بهم امام المخازن ليغادرها مبتعدا بينما عادت اندريا لتامل جوزفين قبل ان تقول 
- لاتبدين على مايرام هل انت متوعكه 
- مجهدة العمل على قدما وساق في المعمل ( وابتسمت مستمرة ) غدا يوما حافل 
- لن افوته على هنريك تدبر اموره بمفرده غدا
اجابتها بحماس لتتوقف عربتها امام المعمل وتتابع اندريا بمفردا لتنشغل طوال الوقت وتعود مساء لتغط بالنوم سريعا لتغادرة في اليوم التالي منذ الصباح الباكر لترافقها اندريا لتنشغلا بالإعداد لاستقبال سيدات ماكسويل بالإضافة لعدد من السيدات القادمات من البلدات المجاورة بينما كانت العاملات تتحركن بارجاء المكان وقد اخذت الفتيات بالاستعداد لعرض الاثواب في الممر الخشبي الذي اقيم بجوار المعمل خصيصا بينما تناثرت المقاعد والطاولات في ساحة المعمل لتحضر عمتيها وبرجيت والين لينضموا الى السيدات الذين بدأوا بالحضور ليمر الوقت بطريقة جنونيه ما بين المحافظة على سير الامور كما هو مخططا لها وبين ان تقوم بدور المضيفة التي اخذت ترحب بالقادمات بكل ثقه .
جلست في صباح اليوم التالي على الادراج الخارجية ترشف كوب العصير ببطء رغم التعب والانهاك الذي كانت تشعر به البارحة الى انها استيقظت اليوم مع شروق الشمس وابتسامة رضا تنير وجهها لقد سرها نجاح المعرض سرها جدا تحقيقها لهذا الانجاز بفترة قليلة والفتيات العاملات كنا شديدات السرور بعد انتهاء العرض رغم تعبهم ولكن شعورهن بان عملهن نال رضا الجميع وقد تهافتت عليهم الطلبات جعلهم في قمة سعادتهم 
- بعد يوما حافل لم اتوقع رؤيتك مستيقظة في هذا الوقت الباكر 
تناها لها صوت ثيودور الذي اقترب للجلوس على الادراج وهو يحمل كوبه بيده ليرشف منه ايضا فاحتضنت كوبها بكلتا يديها قائلة ومازالت عينيها معلقتان امامها بسكينه فالقد عادت البارحة في وقتا متاخر ولم تره هل رغبت برؤيته اجل فبرغم كل شيء قلبها لايطيعها ولكنها لن تستسلم لمشاعرها من الجنون ان تفعل فقد كان يلهو بها  
- ان المكان هنا ساحر بالصباح قد يكون هذا احد الاشياء التي سأفقدها عند عودتي لجايدن 
اشتدت عظام فكة عند قولها هذا فتابع رفع كوبه الى شفتيه ليرشف منه قبل ان يقول وما زال ينظر امامه  
- بدت عمتاي متحمستان البارحة وهما تعلماني عن المعرض ومجموعة السيدات الكبيرة التي جاءت من خارج البلدة والرضا الذي رافق هذا 
- امام الفتيات تحدي كبير فكميت الطلبات كبيرة اعتقد اننا قد نزيد عدد العاملات .. كان الامر جنونيا البارحة سعادتي بنجاح العرض لا استطيع ان اصفها بالكلمات 
- وستتخلين عن هذا بكل سهولة ( تعلقت عينيها به فنظر اليها بدوره لتشعر بالألم ينسل ببطء الى صدرها فأسرعت بالنظر امامها فاستمر ) بمجرد انك سمعتي ما تقوله عمتي وكانك لا تعرفينها حقا انا غاضبا منك فثقتكي بي معدومة 
وضعت كوبها جانبا وتحركت نحو الازهار لتسير بينها متجاهلة اجابته فتابعها بنظره بصمت منذ اعلان عمته عن نيته بالارتباط بارينا امامها وهي تبدو مختلفه لما لا تثق به كفاية عليه بصبر قليلا انه واثق انها تهتم بأمره بقدر ما يهتم بأمرها ولكنها تصر بعناد على ان تعلمه بانها ستغادر وان توقف محاولاته بالتقرب منها اقتربت من وردتا حمراء تشمها فرائحتها زكيه قد تقوم بذراعة بعضها في المستقبل اطلقت صرخة الم خفيف وهي تضم يدها اليها ثبت نظره عليها قبل ان يتحرك نحوها متسائلا 
- ما بك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق