- حسنا بما أن الأمور توضحت بعض الشيء ألان أسمحوا لي بأعداد العشاء وألا لن نتناوله إلا بعد منتصف الليل ( ولمحتهما نورما بعدم رضا وهي تستمر وقد نظرا إليها معا متفاجئان لدخولها وتدخلها بشكل مفاجئ ) وأنت بحاجة بالتأكيد لغسل يديك أما أنت ( أضافت وهي تتخطى عنهما وتهز رأسها بعدم رضا بينما تابعاها بعيني واسعتان ) فعليك ألاستحمام أنت في وضع سيء
حركت شيفا عينيها عن نورما إلى اليكسيس الذي نظر بدوره إليها ثم أبتسم لتضحك بدورها وهي تبتعد عنه قائلة
- نورما منذ متى وأنت تسترقين السمع
- صوتكما كان مرتفع وأن استمريتما بأشغالي لن تتناولا الطعام الذي كنت أنوي أعداده
قالت نورما معترضة وهي تنهمك بإعادة كل شيء إلى مكانه بينما عادت شيفا بعينيها نحو اليكسيس قائلة
- أنسى في بعض ألأوقات من هو المسئول هنا
أمسكها من ذراعها جاذبا إياها معه إلى الخارج وهو يقول
- دون نقاش أنها نورما ( ونظر برأسه إلى الخلف مستمرا ) نورما أرجوا أن تعدي لنا العشاء في الحديقة الخلفية ( وعاد نحو شيفا التي نظرت إليه مستمرا ) هناك حديث طويل بيننا
- آه أهو طويل جدا
- حسنا ( قال مداعبا وهو يدع التفكير وهما يصعدان الأدراج نحو الطابق الثاني ) قد أدعك تذهبين لنوم في ساعات الصباح الباكر
- لابد وأنه حديث طويل إذا
- أنه كذلك ( أجابها هامسا فحركت كتفيها وهي تتأملة قائلة )
- فل يكن علينا في النهاية أن نتحدث ألا أستطيع المراوغة والتهرب
- تسـ تسـ ( هز رأسه بالنفي وأبتسم وهو يقف أمام غرفتها مستمرا ) من الأفضل أن أدعك ألان لتتخلصي من هذه الفوضى التي أحدثتها بنفسك رغم أني أجدك جذابة هكذا
- أجل وكيف لا الآنسة الخبازه كان عليك ألانتظار لتذوق ما كنت سأعده ( عقد حاجبيه قائلا )
- لا تبدين لي مقنعه كفاية حتى أتجرئ وأتناول ما ستعدينه
- هذا القول ليس منصفا ( حرك عينيه قليلا قائلا بمداعبة )
- حسنا أعدك بعد أن تأخذي دروسا في الطهي فأنا سأكون أول من سيضحي ويتذوق ما تعدينه
- هكذا أذا ( أبتسم مما جعل قلبها يطرق بجنون هامسا وعينيه تهيمان بوجهها )
- لا تتأخري
وأنسحب نحو غرفته فتابعته نصف حالمة لابد وأنها نائمة وستصحو بعد قليل أغمضت عينيها ببطء ثم فتحتهما فجأة على صوت انغلاق بابه
- أنا لا أحلم
همست لنفسها وهي تستدير لتدخل غرفتها أنها لا تحلم أنه مغرمٌ بها لقد قال ذلك آه ماذا أفعل ماذا أرتدي يا ترى هل أرفع شعري أم أدعه مسدولا حركت عينيها حولها ثم توجهت نحو الحمام بسرعة عليها ألاستحمام قبل أي شيء للتخلص من هذا الطحين العلق بها
- اليكسيس (همست بعض لحظة قصيرة من الصمت وقد جلست بجواره على الأرجوحة والتفت ذراعه حول كتفها لتجذبها نحوه بعد أن تناولا الطعام الشهي الذي أعدته نورما لهما وهما يتحدثان ورفعت وجهها نحوه لتراه يتأملها منتظرا أن تتابع فابتسمت له وهي تستمر ) لم أكن أعتقد أن بإمكاني أخبارك عما كان يجول بصدري ولكن بعد أن فعلت أشعر بالراحة
تحركت أصابع يده لتتغلغل بشعرها مجيبا إياها وعينيه لا تفارقانها
- جدك يتحمل مسؤولية كبيره لِما حصل فلو لم يجبرني بتلك الطريقة ووعدي له بعدم أخبارك لما كنا تصادمنا أبدا وبذات الوقت أنا سعيد أنه طلب مني فلو لم يفعل لما كنا التقينا إلا بعد وفاته وكنا سنتصادم أيضا لوجودي كوريث وشريك بممتلكاته والتي كنت ستعتبرينها حقا لك وحدك
- أجل كنت فعلت ذلك ( أجابته شاردة ثم نظرت إليه لتمعن النظر به بفضول قائلة ) لابد وأنك شعرت بالسعادة لكونك علمت حقيقة والديك ومن تكون
لم يجبها فورا بل التزم الصمت للحظات ثم هز رأسه قائلا
- شعرت ببعض الراحة كما إن والداي إنسانان رائعان
- أجل أتعلم شعرت سابقا أن وجهك مألوف لدي ولكني ما كنت لأربط بينك وبين صورة والدك ولكن الآن ( وحركت يدها إلى أنفه هامسة ) أنفك مثله تماما وكذلك طريقة فكك ( ابتسمت عندما رأت ابتسامته تتوسع فاستمرت ) أجل لقد تأملت صورته وأعتقد أن جدي لن يمانع أن حصلت على بعض الصور التي تخصك أنهما والديك في النهاية
- أنهما كذلك دون شك ( أجابها شاردا وهو ينظر إلى السماء فتساءلت وهي تتابعه )
- ألا تذكر أي شيء عن تلك الحادثة لقد كنت بالسادسة وأنا أذكر أشياء صغيرة عن طفولتي
هز رأسه بالنفي ومازلت عينيه معلقتان بالسماء وهمس بحزن
- لا عزيزتي ولا أعلم السبب فما أذكره عن طفولتي هو كوني في ذلك الميتم حتى أني اعتقدت أني ولدت هناك
تأملته بصمت فكل ما نعمت به بطفولتها كان يجب أن ينعم هو به أيضا لولا الظروف فقربت رأسها منه لتريحه على كتفه بصمت فاحتضنتها يده أكثر وحرك عينيه نحوها هامسا وهو يرفع وجهها إليه
- أتعلمين منذُ وقت طويل شعرت بأني أن لم أبتعد عنك فانا سأقع بورطة كبيرة
- متى ذلك ( تساءلت بابتسامة ناعمة فجابها بصوت أجش )
- أتذكرين تلك الليلة التي غفوت بها بين ذراعي لقد حطمت كل الدروع التي أضعها لقد أربكتني مشاعري وجعلتني أغوص إلى أعماق غريبة لم يسبق أن أحسست بها رغم أني كنت مرتبطا نوعا ما بديفي
أغمضت عينيها ببطء وكيف لها أن تنسى تلك الليلة فعادت لتفتحهما هامسة بصعوبة
- ولكن ديفي إنسانه رائعة
- أجل ولكن ليس لي أنا وقد كان كلانا يعرف هذا حتى قبل محاولتك ألإيقاع فيما بيننا .. كنت أتفهم سبب تصرفك هذا وردت فعلك الغاضب للانتقام مني أما محاولتك جمعنا فحتى هذه اللحظة لا أعلم سببها كدت أموت غيظا تلك الليلة لمحاولتك تلك
- أردت أن أبعد مشاعري عنك ولم أجد طريقه سوى برؤيتك مع من تحب
- أنت من أحب شيفا
- بالرغم من أنك تعتبرني فتاة مدللة
- أجل بالرغم من ذلك فأن ثقتك بنفسك تروق لي ولكن .. ينقصك بعض الحكمة والتفكير بروية في بعض الأوقات
- ها أنت تعود إلى ذلك
- أجل فأنت تعنين لي الكثير وهذا يجعلني أكون صادقا معك
- لا تكن قاسيا فأنا لا أتصرف بهذا الشكل ألا عندما يؤذيني أحدهم وقد تأذيت جدا لظهورك المفاجئ بحياتي وتأذيت أكثر من محبة جدي الكبيرة والتي أشعر حتى هذه ألحظه أنها تفوق محبتي
- أنت تتوهمين هذا ألا ترين لقد ضغط علي بقوة وسحب أليك مني كي أبقى بهذا المنزل من أجل ماذا من أجلك أنت
- أ .. أكنت تنوي حقا المغادرة تلك الليلة ( رفع حاجبيه مفكرا قبل أن يجيبها )
- أجل أعتقد أن صبري قد نفذ ولكن للحقيقة ليس منك فقط فلم تكوني السبب الوحيد فلقد كنت غاضبا من نفسي لترددي بتقديم الخاتم لديفي لم أعلمها أبدا بأني أرغب بالارتباط أردت تقديمة لها لأثبت لنفسي بأني لا أفكر بك ولكني لم أستطيع وبالإضافة إلى لعبة جدك معي وهي بإعطائي المعلومات بين الحين والحين وقد كنت عرفت من أكون ولكني أريد الدليل أريد الحقيقة لقد أرهقني الأمر جدا وأصبحت عصبي حيال بعض الأمور
- كنت عند توماس في الليلتين السابقتين ( هز رأسه بالإيجاب وهو يخرج نفسا من صدره )
- أنبت نفسي لمعانقتك وقد كنت عاهدت نفسي سابقا أن لا أفعل ولكن وأنت قربي أفقد رشدي وكان علي الابتعاد محاولا بناء حاجز فيما بيننا ومشاجرتك كانت أفضل الحلول ولكن لم تكن تنجح في أبعادي
- ألهذا .. قلت ما قلته لي في المخيم بعد أن قبلتني ( تساءلت ببطء فأبتسم قائلا برقة )
- أجل كنت أحاول ألابتعاد ولكن مشاعري أخذت تخونني
- لقد ألمتني ألمتني جدا حينها ( رفع يدها إليه هامسا بتفهم )
- أعلم عزيزتي ولكنك لا تتركين أحدا يؤذيك دون أن تردي له الأمر ( وقبل يدها مستمرا ) لم أقصد إيذائك يوما وما حصل ليدك لم أنساه أبدا فلم أفقد يوما أعصابي بهذا الشكل ولكن الضغط كان كثيرا حولي وأنت لم تعطني فرصه للراحة أبدا هلا سامحتني
- بشرط ( قالت وأصابعه تداعب يدها واستمرت ) أن غفرت لي كل ما سببته لك
تأمل عينيها القريبتين منه بحنان وقرب رأسه قليلا منها ليقبلها بشغف فتجاوبت معه كما لم تفعل يوما أخفضت وجهها تدسه بصدره بينما أخذت يده تتلمس شعرها برقة وصمت لم يحاولا كسره وقد استرخى بجلسته شاردا ويده تنسل بهدوء على شعرها أنها سعيدة أن ما تشعر به لم يكن وهما منذ ساعات فقط كانت غاضبة وأنهكت نفسها بالعجن محاولة نسيان ما يحيط بها أما ألان فأنها لا تريد أن تنسى بل تريد أن تحفر بذاكرتها كل شيء وبأدق التفاصيل
- أتعلم شيئا ( قالت قاطعة الصمت واستمرت ) منذ اليوم الذي أطلعت به على ما يحتويه الصندوق وتلك الكوابيس لم تعد تزوروني منذ عامان وأنا لا أستطيع النوم بشكل جيد لو أطلعت عليها في حينها لعلمت عنك ولكن لم يكن لدي الوقت ألا للاطلاع على الأوراق الأولى وبشكل سريع .. لا أعلم ما كانت ستكون ردت فعلي حين أطلع على تلك الأوراق
- أكنت تشعرين بالفضول لمعرفتي أم السبب كما أعلمتني سابقا هو مجرد كشفي على حقيقتي أمام جدك
لم تجبه فورا بل بقيت شاردة للحظات ثم تحدثت أخيرا قائلة
- لم يكن الأمر سهلا علي اليكسيس خاصة انك تحتل مكانة في قلب جدي الذي أعتبره ملكا خاصا لي ولم أكن أعرف عنك شيء سوى أنك تحصل على شيك كل آخر شهر وبمبلغ جيد جدا
- بل ممتاز عزيزتي ( قال كمن يحدث نفسه ثم أبتسم قائلا ) رئيت بعض الصور لك وقد نشرت في أحدى المجلات ولم تظهري كثيرا بالمجلات مما جعلني أعتقد أن روبرت كان محافظا جدا تجاهك وبالأحرى ماهر بإخفائك فقد كان ينتابني الفضول حول محاولته أبعادك عن جميع معارفه
- أجل أنه كذلك .. ولكني كنت جيدة بالتمرد عليه يا له من مسكين لقد جعلته يعاني كثيرا
- هذا قولا يدل على النضوج
- لا تكن قاسيا
قالت معترضة فتوسعت ابتسامته ويده تحيط ذقنها لتنظر إليه وهو يقول وعينيه تتنقلان بعينيها
- لم أكن لأحلم بأن ينتهي هذا اليوم بهذا الشكل ( غرقت عينيها بعينيه قبل أن تهمس )
- اليكسيس هل أنت حقا ( إلا أنه قاطعها هامسا )
- أنت أجيبي على هذا ولن أسمح لك أبدا بالتشكيك بمشاعري فأنا لا أذكر أني شعرت اتجاه أحد كما أشعر نحوك .. كما أني شعرت بميلك لي ولكن عنادك كان أكبر مما أستطيع تقبله وما كنت لأسمح لنفسي بالتعرض للاستغلال فقد كنت أشعر بأنك أن علمتِ بأني معجب بك ستستغلين هذا كما أستغليتي كل شيء لنيل مني
- تحاول إظهاري بصورة سيئة ولكن لو أخذت بالأسباب فستجد أني تصرفت كما كان ليتصرف أي شخص في مكاني
- رغم كل شيء أنت ساحرة ساحرة جدا وتستطيعين استفزازي كما لم يفعل أحد ( وأستمر وهو يرى الاحمرار يغزوا وجهها فرفع يده ليلامس خدها مداعبا برقة ) وتستطيعين بكل سهوله جعلي سعيدا كما أنا الآن بمجرد أن تنظري الي بهذا الشكل تجعليني أريد ضمك إلى الأبد
همس وهو يتنهد وعينيه لا تفارقان عينيها التين حملقتا في عينيه بصمت رائع
- أنها الثالثة واعتقدت أنكما لم تدركا الوقت لذا قررت أعلامكما ( قالت نورما واستمرت وهي تسير نحوهما وقد نظرا إليها معا فتحركت شيفا بإحراج مبتعدة عن اليكسيس بينما استمرت نورما ) لديك عمل في الغد أليس كذلك
- أجل ولا أعتقد أننا نطيل بالسهر لأول مرة
أجابها اليكسيس فاستمرت نحو الطاولة التي وضع عليها بقايا طعام العشاء لتحمل بعض الأطباق قائلة
- كان الوضع مختلفا عند إذ
- ما ألذي يجري لك
تساءلت شيفا وقد زاد احمرار خديها لقول نورما فأجابتها باقتضاب
- أنا معجبة جدا بالسيد اليكسيس ولكني أيضا أهتم بمصلحتك آنستي
- نورما
همست محذرة بينما ضاقت عينا اليكسيس وهو ينظر إلى نورما التي استمرت نحو المطبخ وهي تقول
- أن من واجبي العناية بك آنستي حتى عودت السيد
فتحت شفتيها مفاجئة ثم نظرت نحو اليكسيس لتجده يبتسم قبل أن ينظر إليها قائلا
- أتراهنين على أن نورما تعلم أين هو روبرت
- مستحيل فلقد أعلمتني أنها .. هل تعتقد أنها تعلم ( رفع حاجبيه وهز رأسه قائلا )
- بكل تأكيد
- آه حسنا سأجعلها تتحدث رغما عنها
- لا هدئي من روعك لن تعلمك فلا فائدة .. أنها تلعب دور الرقيب
- أنها تفعل ( إجابته وابتسمت بحيرة مستمرة ) لا أصدق كيف تفكر
مال برأسه نحوها هامسا برقة
- أعتقد أنها استمعت لحديثنا عندما كنت تقومين بدور الخبازه وقررت أن الأمر يحتاج إلى رقابه
- لا يروقني هذا فأنا لا أحتاج إلى من يراقبني لقد اكتفيت من ذلك
- ما الذي ترغبان بتناوله غدا صباحا أترغبان بأن أعد لكما شيئا خاصا أم تكتفون بالفطور العادي
حركا رأسيهما من جديد نحو نورما التي عادت لتحمل طبقا جديدا عن الطاولة وتستمر عائدة نحو المطبخ فهمت شيفا بإجابتها إلا أن اليكسيس قال مانعا محاولتها
- أي شيء ستعدينه نورما سنتناوله فأنت ماهرة بالاختيار أليست كذلك عزيزتي
- أجل أنها كذلك
أجابته بصوت عالي لتسمعها نورما ثم ضحكت على تصرفها وهزت رأسها بعدم تصديق فأبتسم بدوره وأشار لها برأسه نحو الطاولة قائلا
- أنها مليئة وأن بقينا هنا ستبقى تنقل ما عليها إلى المطبخ حتى الصباح
- لا أصدق ذلك ( همست بيأس ووقفت قائلة ) لن أتحمل ذلك أكثر وألا تشاجرتِ معها
تحرك اليكسيس من مكانه وهو يقول
- أمازلت تملكين تلك الرغبة في مشاجرة الآخرين ( نظرت إليه مدعية الاستغراب وهي تقول )
- وما الذي سيغيرني
- علي النجاة بنفسي منذ ألان
- ماذا ( تساءلت وهي تسير بجواره فهز رأسه بالنفي قائلا بمداعبةه ) أحدث نفسي ليس ألا
- ء ء ء أنا أحذرك لا حديث مع نفسك وألا وضعت بين قائمة المضطربين
حرك وجهه بشكل جدي قائلا
- سأحرص على تذكر ذلك .. عمتي مساء نورما وأرجوا أن توقظينا غدا كي لا نتأخر عن عملنا
- كم أحسدك
- على ماذا
- على قدرتك بأن تكون مسترخيا دائما كيف تفعل هذا
- سأعلمك سري يوما ما
- أتعد ( همست بدلال فأجابها بمكر وهو يعقد أصابعه بين أصابعها )
- آه أجل أعد وأعد و
- تصبح على خير
قاطعته بسرعة وهي تدرك أن نبضها لن يتوقف عن الخفقان بهذه السرعة إلا أن ابتعدت عنه لهذا أسرعت خطواتها مبتعدة عنه فأسرع خلفها وأمسكها قبل أن تدخل غرفتها قائلا
- توقفي ما الـ ( وتوقف عن المتابعة وهو يرى وجهها المحمر فظهرت ابتسامة بطيئة على شفتيه لتتوسع حتى تطال عينيه وهو يقول ) حسنا الن تقولي عمتَ مساءً
- لقد فعلت للتو
قالت وهي تنظر إليه محاولة أن تبدو متماسكة ولكن تبا أنها لا تريد الابتعاد عنه وهذا هو الجنون بعينه أقترب منها هامسا بينما تراجعت حتى التصقت بباب غرفتها
- أعلم أنك قلت ذلك ولكن ليست الطريقة التي توقعتها كيف لها أن تقاوم وكل خليه بجسدها تنبض وهو يقبلها بهذه الرقة التي أنستها أين هي .. أين هي ؟ فتحت عينيها ناظرة من بين رموشها إلى وجهه القريب منها وهو يهمس وعينيه لا تبتعدان عنها
- لا أشعر بالنعاس هل حقا علينا الذهاب إلى الفرش مازال الوقت باكرا
فتحت شفتيها لتتحدث ولكن أنفاسها لم تساعدها فأخذت نفسا عميقا وهي تضع يديها على صدره هامسة
- لا أعتقد أنها فكرة جيدة
- سأعد لك شرابا شهيا ونشاهد التلفاز ( قال مداعبا محاولا أغرائها فهزت رأسها بالنفي وهي تبتسم فتأملها لثواني بابتسامة وعينيها لم تفارقا عينيه وهو يهمس ) إذا تصبحين على خير إلى الغد
وأبتعد عنها متجها نحو غرفته ففتحت بابها بأصابع يديها دون أن تفارق اليكسيس وقد وصل غرفته فتح بابه ناظرا إليها وهامسا
- لليلة سعيدة
- ولك أيضا
وأنسلت إلى غرفتها يا ألاهي أن كنت أحلم فلأبقى نائمة إلى الأبد لا أريد ألاستيقاظ
- أهي العاشرة ( صاحت وقد فتحت عينيها بتشويش محدقة بالساعة وقد دخلت نورما غرفتها في صباح اليوم التالي وأمعنت النظر بالساعة لتتأكد أنها العاشرة وعادت بنظرها إلى نورما التي وضعت لها كوب القهوة بجانبها وهي تجلس مستمرة ) لِما لم توقظيني لقد أصبحت العاشرة
- طلب مني السيد اليكسيس ألا أفعل وأدعك لتنعمي بالراحة وبقسطً وافر من النوم
- آه هو قال لك ذلك
- أجل ( جلست تتناول كوبها الساخن بابتسامة حسنا لا بأس ببعض الدلال وتساءلت )
- متى ذهب
- في السابعة
- لم يحصل على الراحة إذا ( أخذت نورما تتحرك بأرجاء الغرفة لترتبها وهي تقول )
- منذُ أن حضر إلى هنا وهو يخرج باكرا لا أرى جديدا بالأمر
رشفت من كوبها وهي تتأملها فعدم الراحة بادا عليها لما حصل بينها وبين اليكسيس لهذا قالت مدعية الجدية
- نورما إن اليكسيس يروق لكِ أليس كذلك
- حسنا أنه يعجبني فهو شاب جيد وأنا أحبه
- جدي وأنا كذلك ( أجابتها بابتسامة بينما توجهت نورما نحو الباب قائلة بجدية واقتضاب )
- بيث تعد الإفطار
- سأنزل خلال دقائق
انغمست في العمل منذُ وصولها الشركة ولكنها يوما لم تكن بمزاج أفضل مما هي عليه رغم أنها لم تستطيع النوم فورا لا تدرك كم من الوقت بقيت تحلم أحلام اليقظة أنها تتصرف كالأطفال ولكن ما بيدها حيلة أنها تشعر بسعادة تسري بداخلها
- آنستي ( رفعت رأسها نحو جيسي التي دخلت عليها مستمرة ) أتصل السيد اليكسيس وأعلم داني أن تحضر لعقد اجتماع فور وصوله لمناقشة العقد الجديد وحضرت لأعلامك بأن ألاجتماع سيبدأ بعد نصف ساعة
- ماذا لديك أيضا
- وصل هذا الفاكس للتو وقد أتصل السيد ماثيو عدت مرات
- ألم يقل ما يريد
- يرغب بتحديد موعدا لرؤيتك ولكني أعلمته أن هذا مستحيل لانشغالك وفي النهاية ترك هذه الملاحظة
تناولت الورقة التي قدمتها لها جيسي والتي كتب عليها ( قابليني الليلة سأنتظرك .. غدا سأغادر ) تأملت الورقة للحظات ثم وضعتها جانبا وعادت لعملها , ما أن دخلت غرفة ألاجتماعات حتى وجدت أنها آخر الواصلين فألقت التحية ولمحت اليكسيس المنهمك بالحديث مع مارتن وقد رفع نظره نحوها لتلتقي أنظارهما حرك رأسه يحيها فابتسمت ومارتن أستمر بالحديث معه دون شعوره بشرود اليكسيس الذي لم تفارق عينيه عينيها إلا عندما سأله شيئا فعاد لتركيز معه أمضت الساعة التالية بالنقاش حول الشحنة الجديدة وما أن انتهى ألاجتماع وأخذ الجميع بالمغادرة تلكأت وهي تجمع أوراقها ثم وقفت بتمهل وقد وقف اليكسيس يتحدث مع براد وعندما شاهدها تسير نحوهم لتتخطاهم قال لها وهو يشير إلى مكتبه
- أريد أن تطلعي على تلك الأوراق ( وعاد ليستمع لبراد وهو يستمر فهز رأسه له )
- حسنا حسنا سأراه عندما تعده
- لن يستغرق الأمر كثيرا
- تعجبني الفكرة أبدء بها
- فورا
قال بحماس وهو يغادر بينما وقفت شيفا أمام المكتب وهي تطلع على الأوراق الموضوعة عليه بحيرة ثم نظرت إلى اليكسيس الذي سار نحوها بعد مغادرة براد قائلة
- ما بها لقد أطلعت عليها سابقا وقد .. آه .. ماذا تفعل
أضافت وهو يديرها إليه لتلتف يده حول خصرها ويمسك بيده الثانية الأوراق من يدها قائلا
- أنها مجرد عذر لاستبقائك هنا أكنت تنوين المغادرة هكذا دون إلقاء التحية
- لقد فعلت ألم أفعل عند دخولي
- كانت تلك تحية جماعية أنا أريد تحية خاصة
- آه
همست وأصابعها تداعب قبة قميصه الأبيض وتربت عليها لترتبها منشغلة بها فهمس وعينيه لا تفارقان عينيها المشغولتان عنه
- ألا تدركين كم اشتقت إليك
تبا لقلبها أعليه أن ينتفض هكذا رفعت نظرها ببطء لتلاقي عينيه وهي تهمس
- أحقا اشتقت لي
- أتريدين أثباتا ( همس بصوت خافت مليء بالعاطفة وهو يمسك فكها برقة وعينيه تفارقان عينيها لتستقرا على شفتيها ولكن رنين الهاتف جعله يرفع عينيه إلى الأعلى بتذمر هامسا ) لِما يحدث لي هذا دائما ( ثم نظر إليها وهو يحرك يده ليتناول السماعة ) أجل داني .. حسنا لينتظر قليلا .. ماذا ( أبعد نظره عنها وارتخت يده التي تحيط خصرها وهو يضيف ) لا لا بأس دعيه يدخل
أعاد السماعة إلى مكانها ونظر إليها وهي تتراجع قليلا متسائلة
- هل حدث شيء ( هز رأسه بالنفي وبدا التفكير عليه وهو يقول )
- لا ( ثم حرك رأسه نحو الباب الذي فتح وأطل منه روي قائلا )
- أخيرا وجدتك ما هذا الـ.. مرحبا عزيزتي ( أستمر وهو يلمح شيفا بسرعة ثم عاد بنظره نحو اليكسيس وقد بدا الضيق عليه بغير ما اعتادت على رؤيته وأستمر ) أنا أحتاج إلى التوضيح ألا ترى بعد الذي فعلته يحق لي بالتفسير كيف تفعل هذا اليكسيس بربك لم أتوقع منك هذا منذ إن توليت أدارت هذه الشركة وأنت لم تعد ذلك الرجل الذي أعرفه ( وعاد بنظره نحو شيفا التي تحدق به مستمرا ) اعذريني لا أقصد الأهانه ولا أي ضغينة ضدك
وعاد نحو اليكسيس الذي قاطعه قائلا
- هلا هدئت وجعلتني أفهم عما تتحدث ( بقي روي ينظر إليه بعدم رضا ثم قال وهو يحرك يده )
- أنت بالتأكيد تعلم عما أتحدث
- أسمحوا لي ( قاطعتهم وهي تشعر بألم بدء يتحرك عند رأس معدتها واستمرت وهي تنظر إلى اليكسيس ) أراك فيما بعد
- وكذلك أنا ( قال روي وهي تتخطاه وهو يغمزها مستمرا ) أنت تدينين لي ( رفعت عينيها إلى الأعلى وهي خارجة وأحكمت إغلاق الباب خلفها وهي تسمع صوت روي وهو يضيف ) لِما فعلت بها هذا أنها تستحق توضيحا لهذا ستحضر معي ألان لرؤيتها ولا تدعي أن لديك عمل إنها حساسة اليكسيس
شحب وجهها تماما عما يتحدث روي أهي ديفي لم تغادر إذا كما أعلمها ولكن لِما كذب عليها لِما لم تبقى لسماع حديثهما لم يبدوان منزعجا من وجودها ولكنها شعرت أنها تريد الخروج ولا تريد سماع ما سيقولانه لأنها تعلم أنه قد يجرحها ما ستسمعه حمقاء شيفا أنت حمقاء
- لا تبدين على ما يرام هل أنت كذلك
- بلى بير أنا بخير ولكني .. أجهدت نفسي بالعمل كثيرا مؤخرا
أجابته ببطء محاولة أيجاد حجه مقنعه لسبب تجهمها وعدم حماسها فتأملها للحظات ثم عاد ليتناول طعامه قائلا
- هل تسير أمورك بخير ( نظرت إليه وهزت رأسها بالنفي فأبتسم ابتسامة قصيرة وهو يتأمل وجهها ببطء وقد شردت عينيها بطبقها وكأنها في عالم آخر ) لابد وأنك تعانين من أمور عاطفية هل وقعت في غرام أحدهم هل التقيت ماثيو مؤخرا
- لا أنه آخر شخص قد أفكر به كما أنه أرسل لي ملاحظة يعلمني بها أنه ينتظرني الليلة بالتأكيد في مكاننا المعتاد
فتح عينيه جيدا قبل أن يبتسم
- المسكين ينتظرك هناك إذا ( حركت كتفيها بخفة قائلة دون اهتمام )
- لم يسألني أن كنت أرغب بمرافقته لا بل قرر أن ينتظرني هناك فل يفعل أن أراد لا شأن لي
ضحك بمرح وكأنها القت مداعبة فابتسمت لضحك بير الذي أستمر
- تخليت عن قضاء أمسية معه واتصلت بي يا لك من فتاة ( تنهدت وهي تقول )
- أنت أول شخص حضر إلى ذهني
- أعلم وأعلم أيضا أن هناك ما يدور في فكرك فهل ستخبرينني أم أحاول إيقاعك بالحديث ( ابتسمت لقوله بينما غمزها بعينيه متسائلا ) لا شأن لدخول أستون السجن
هزت رأسها بالنفي وهي تقول
- لا لقد انتهيت من تلك المرحلة لن أفكر بها
- حسنا ( قال وصمت دون متابعة وقد تعلقت عينيه بشيء خلفها وقد انشغلت بطبقها دون أن تتناوله ثم نظرت إليه وهو يضيف ) أعتقد أن هذا هو السبب
لمفاجئتها سمعت صوت اليكسيس وهو يضع مقعده بينها وبين بير قائلاً بصوت بارد محاولا بجهد أن لا يظهر غضبة
- أعتقد أنكما لا تمانعان انضمامي إليكم
حرك بير عينيه عن اليكسيس إلى شيفا المحدقة باليكسيس وهي تهمس
- ماذا تفعل هنا
- أشارككما العشاء الديك أي مشكلة بهذا
أضاف ناظرا إلى بير بتجهم ولكن لِما أنها من عليها الغضب منه وليس هو فأجابه بير
- أبدا يسرنا مشاركتك
- كيف وصلت إلى هنا أمازلت تتبعني
همست له بغيظ فنظر إليها قائلا بحدة خافتة محاولا أن لا يسمعه بير الذي نقل نظره بين ألاثنين
- لم يكن الأمر سهلا
- ماذا تعني ومن قال لك أن تتبعني ولِما تهتم لا تدعي أنك تهتم
- ماذا أفعل بك ( همس من بين أسنانه بغيظ وهو يقرب وجهة منها أكثر مستمرا ) لقد عرجت على نصف الأماكن التي ترتادينها حتى أصل إلى هنا
فتحت فمها دون التفوه بكلمة لقد عرج على نصف الأماكن التي ترتادها فهمست باستغراب
- هل فعلت
- أجل فعلت حتى أني ذهبت إلى حيث ينتظرك ماثيو
- آه فعلت هذا أيضا ( همست بضعف ولكن حدتها عادت وهي تضيف ) ولكن من أين علمت هل تراقبني
- بل دخلت مكتبك عند عودتي لشركة فلم أجدك ووجدت فقط ملاحظة غرانت
- ولما عدت ما كان عليك هذا كان عليك البقاء هناك
- البقاء أين
- إلى حيث ذهبت لتلاقي ديفي أتعتقد أني حمقاء لتلك الدرجة
هم بمقاطعتها ولكنه لم يفعل بل أمعن النظر بها قبل أن يهمس
- أكنت تعتقدين أني ذهبت لملاقاة ديفي
التمع الكبرياء بعينيها وهي تمد يدها لتمسك بيد بير الذي كان يتابع ما يجري قائلة
- أنا لم أعتقد بل أنا متأكدة أسمح لي هلا رقصنا
وقفت بينما تابعها اليكسيس بعينيه وقد ضاقتا فوقف بير بارتباك ومسح فمه قائلا وهو ينقل نظره بين الاثنين بارتباك
- لسنا مضطرين حقا لـ
- بير هيا ( قاطعته وهي تمسك ذراعه فسار معها قائلا )
- هل تحاولين توريطي مع ذلك الرجل شيفا عزيزتي أنا حقا شجاع وشخص لطيف وشهم ولدي الصفات الجيدة ولكن ليس عندما يتعلق الأمر مع رجل كهذا أنا لا أستطيع مساعدتك
- كفى ثرثرة
- ولكنه ينوي قتلي وأنا لم أتخلى عن حياتي بعد
- بير ( همست معترضة على ثرثرته وقد أصبحوا قرب الراقصين إلا أنه أستمر )
- لا تحاولي أنا أعلم ما الذي يخطط له ما أن تطالني يداه حتى أختفي عن وجه الأرض
- أنت تبالغ
- أبالغ أنظري إليه وأعلميني كم أبالغ ( رفضت طلبة وهي ترقص معه وظهرها للجهة التي يجلس عليها اليكسيس فرفع بير عينيه إلى أعلى هامسا ) ما الذي يورطني بهذه الأمور في المرة القادمة عندما تتشاجرين مع صديقك المقرب لا تتصلي بي
- أنه ليس صديقي المقرب ( اعترضت على قوله وهي تزم شفتيها بتكشيرة فأجابها )
- حاولي أقناعي
- بير
- أنا أرى شيفا أنه ليس صديقك المقرب أنه من تحبين أنت مغرمه به حتى الثمالة أليس كذلك
حدقت بعينيه وهو يقول هذا لتشعر بالألم من جديد بصدرها فأخفضت رأسها ببطء قائلة بهمس
- هل هذا واضح
- أجل كما بالنسبة له أقسم أنه سيقتلني أن أستمريتُ بمراقصتك
عاد ليضيف وهو ينظر إلى اليكسيس المحدق بهما بصمت وقد أرخى جفونه قليلا وعقد يديه معا ناظرا إليهما وقد تصلبت ملامح وجهه لتصبح كالصوان فاختلست نظرة نحوه وبير يستدير بالرقص لتلاقي عينيه المحدقتان بها ابتلعت ريقها بصعوبة و أخفضت نظرها وقلبها يهوي من جديد هل أخطئت بحقه من جديد هل فعلت ولكنها واثقة من شيء واحد وهو أنه غادر الشركة مع روي لرؤية ديفي وقد قال لها أنها قد سافرت لقد كذب عليها أنها ليست بالبداية الجيدة والتي تستطيع الاعتماد عليها رفعت نظرها نحوه من جديد لترى أنه مازال كما هو وعينيه لم تفارقانها فابتلعت ريقها وقربت خدها من خد بير أكثر مما جعل شريان ينبض من عنق اليكسيس بقوة رغم جموده في جلسته فقال بير لتصرفها محذرا
- ليس من المناسب استفزازه عزيزتي
- أنه يستحق هذا
قالت وهي تبعد نظرها عن اليكسيس وتنظر إليه فأجابها وقد رفع حاجبيه لها قائلا
- لست بقلق عليك بل على نفسي ( ثم أبتسم برقة مستمرا بجدية ) هل أنت متأكدة من مشاعرك نحوه ( هزت رأسها له بالإيجاب فأستمر ) وهل يستحق حبك أنا لا أعرفه جيدا ولكني كنت أعرف غرانت وهو لم يكن يستحق فتاة مثلك
- اليكسيس شيءٌ آخر أنه أنه لا أعلم كيف أقول هذا ولكنه يسكن بداخلي .. لم يكن لطيفا معي دائما ولكني أغرمت به دون أن أدرك كيف حصل ذلك .. استيقظت في يوما وأنا أدرك تماما أني مغرمة به
- وما المشكلة الآن
- أعتقد أنه ذهب اليوم لرؤية صديقته أنت تذكرها دون شك وقد أعلمني سابقا أنها أصبحت على بعد قارة لقد كذب علي
التزم بير الصمت للحظات قبل أن يتساءل بهدوء
- تحدثتما بالأمر
- لا لم أره منذ ذهابه لرؤيتها ( رفع حاجبة لقولها قائلا )
- سأقدم لك نصيحة وهي قبل افتعال أي مشكلة تأكدي من موقفك وتأكدي أكثر أنك تقفين على أرضً صلبة وبهذا تكونين في أمان من أي خطئ قد تندمين عليه
بقيت للحظات تفكر في قوله ثم نظرت إليه قائلة
- هل تعتقد ذلك
- بل أنا متأكد وألان دعينا نعود
لم ينتظر ردها بل أبتعد عنها وهو يمسك يدها ليسيرا نحو طاولتهما لم تكن ترى أحد من الحاضرين فنظرها منصب بتردد على اليكسيس الذي مازال كما هو وعينيه تتابعانها بهدوء شديد خطير ما أن وصلت حتى أبعد لها بير المقعد لتجلس عليه قائلا
- كانت أمسية جميلة
نظرت إليه بسرعة وهي تفتح عينيها جيدا رافضة انسحابه الآن لا تريد البقاء بمفردها مع هذا الذي يدعي الهدوء المصطنع فتمتمت له
- خائن ( أبتعد عنها مبتسما وقائلا )
- ستشكرني فيما بعد ( ونظر إلى اليكسيس الذي يتابعه بكل تركيز مستمرا ) حظً موفق وداعا
وأبتعد عنهما لاحقته بنظرها وهي تتحرك في مقعدها بتردد وارتباك لم تنظر إلى اليكسيس بل نظرت حولها محاولة ألانشغال بأي شيء وعندما لم يصدر عن اليكسيس الذي يتابع كل حركة تقوم بها أي شيء نظرت إليه لتلاقي نظراته فتحركت شفتيه قائلا بصوت خالي من أي تعبير
- هل أنهيت عشائك ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بصوتً منخفض بالكاد سمعه )
- أجل ( تحرك واقفا وأخرج من محفظته بعض النقود ووضعها على الطاولة قائلا باقتضاب )
- هيا بنا إذا
وتحرك مبتعدا تأملت ظهره ثم تحركت بدورها وحملت حقيبتها وتبعته أتستحق هذه المعاملة لا بالتأكيد أنه يحاول فقط قلب الأمر لصالحة ولكنها لن تسمح له بهذا تلفتت حولها وهي تسير لتقترب منه متسائلاً وهو يتأمل السيارات
- أين سيارتك
- لم أحضر بها جئت مع بير
تحرك مبتعدا عنها ومتجها نحو سيارته مما أغاظها أعليها الجري للحاقه سارت نحوه من جديد بغيظ وجلست بجواره وأغلقت الباب بقوة بينما لم يتفوه بكلمة وهو يدير محرك سيارته فوضعت حزام الأمان وعقدت يديها معا وأشاحت برأسها عنه ناظرة إلى النافذة الجانبية ولكن صمته المتواصل لم يفعل سوى جعل صبرها ينفذ حتى فاض بها الأمر فنظرت إليه هاتفة
- بحق السماء إلى متى ستبقى هكذا ( تحرك فكة بقوة ليظهر مدى غضبه وهو يقول )
- هكذا كيف كليبر
- هل تعتقد أن صمتك هذا يفيد أن أن هذا الجو يقتلني ويخنقني
- أذا أنت عاقلة كفاية لأدراك أن هناك حديثٌ يجب أن يدور فيما بيننا
- الوقت غير مناسب لسخريتك ألان
- ما هو المناسب إذا ( عاد ليقول بسخرية لاذعة وهو ينظر إليها فهتفت وهي تحرك يديها )
- أنت لا تحتمل كيف تعتقد أني أشعر هيا أخبرني تعلمني مساء أمس أنك مغرم بي واليوم أراك تجري خلف صديقتك السابقة لو لم يكن بالأمر شيء لأعلمتني أنك ذاهب لرؤيتها وليس المغادرة دون التفكير بي أو بكيف أشعر ولم قد تهتم
- من أعلمك أني ذهبت لمقابلة ديفي
- علمت ( أجابته بعناد وهي تنظر إلى جانب وجهه الذي بدء يحتقن فلمحها بنظرة سريعة قائلا )
- من أين علمت
- وما الذي يهمك بالأمر لقد سمعتك تتحدث مع روي ولا تحاول الإنكار لقد سمعته جيدا وهو يطلب منك مرافقته لرؤية ديفي
أغمض عينيه ببطء ثم فتحهما ليركز على الطريق دون أجابتها وقد اشتدت يديه على المقود فلتزمت الصمت وهي تحدق به لم لا ينفي لم لا يقول شيئا أنه يزيد ألمها بصمته تنبهت حواسها وهي تسمع صوته الجامد وهو يقول
- أنت لن تتعلمي الثقة بي أنت حتى لا تثقين بي بتاتا
- كيف تريدني أن أثق بك وأنت تخفي الأمور عني
قاد السيارة إلى داخل ممر المنزل وهو يقول بجمود
- ما هي الأمور التي أخفيها عنك أنا لا أذكر أني فعلت ثم أنا لم أكذب عليك ولكن عقلك
- آه لا تقل الصغير لأنه ليس كذلك
قاطعته بسرعة فنظر إليها قبل أن يوقف السيارة بجوار سيارتها قائلا
- أنه كذلك لأني لم أذهب لملاقاة فتاة تبعد عني قارة من هنا
- عدنا إلى هذا
همست وهي تعقد يديها فتحرك لينظر إليها وهو يحاول جاهدا ضبط أعصابه الثائرة وهو يقول
- لقد غادرت ديفي منذ وقت ولم يكن بالأمر أي صدفة فهي قدمت طلبا للعمل بالخارج منذ زمن وكان هذا أحد النقاط التي لم نتفق عليها ولم أذهب اليوم إلا إلى رؤية صديقة روي والتي توسط لها لتعمل بأليك فوضعتها تحت التجريب وبما أننا لا نحتاج لموظفين فلقد طلبت مغادرتها لأني لست بحاجة إلى موظفين مما جعل روي يستاء خاصة وأن الفتاة تعاني من حالة نفسيه وعدم ثقة كبيرة بالنفس وجعلت وضعها يسوء بتصرفي وإكراما لروي ذهبت لرؤيتها وأعلمتها أنها تجيد عملها ولكني لا أستطيع توظيفها لأني لا أحتاج إلى موظفين كانت مجرد خدمة قدمتها لروي بحق السماء
أخذ يتحدث بغيظ واضح بينما أصغت له وقد بدء الذنب يتملكها فقد بدا قوله معقولا لها فتعلقت عينيها به بعد لحظة تردد قبل أن تقول
- أنت صادق أليس كذلك ( ولكنه لم يجبها بل بدا الضيق ونفاذ الصبر واضحا عليه فاستمرت بسرعة ) حسنا أصدقك
ونظرت أمامها بتجهم فحرك يده ليمسك وجهها ويجعلها تنظر إليه قائلا
- أنا لا أريد أن تقولي لي أنك تصدقيني أنا أريد أن أشعر بهذا وأنا أريد ثقتك وليس كلاما شيفا أنا أحتاج إلى ثقتك وأن لم تستطيعي منحي إياها فلن تسير أمورنا جيدا
رمشت و أخفضت نظرها عنه ولكنه لم يسمح لها بل رفع ذقنها إلى الأعلى لتحدق به فتعلقت عينيها بعينيه معترفة بصوت منخفض
- أثق بك .. ولكني شعرت .. بالغيرة
لم تستطيع النظر إليه أكثر فعادت لتخفض نظرها فأخذت يده ترتخي بالتدريج عن فكها وعينيه لا تفارقان وجهها ثم حرك يده لتبعد خصلات شعرها التي تناثرت على جبينها قائلا بصوت اختفت منه الحدة التي كانت تملأه منذ قليل وقد بدأت أنفاسه تعود لطبيعتها
- لا تتحدثي عن الغيرة فلقد استهلكت طاقة تفوق تحملي حتى لا أنهض عن ذلك المقعد وأمسك بذلك الفرنسي الذي تراقصينه ( رفعت نظرها من جديد إليه فأستمر ) عليه التفكير مئة مرة قبل أن يفكر مرة أخرى بمراقصاك كما فعل الليلة
- أن أن بير
- أروع رجلا عرفته أعلمتني ذلك سابقا ( قاطعها قائلا فهزت رأسها بالنفي قائلة )
- أنه صديقي اليكسيس أنه صديق حقيقي
- أنه لا يروق لي
- لأنك لا تعرفه
- لا لأنك تحبينه ( فتحت شفتيها متفاجئه من قوله ثم تساءلت وهي تعقد حاجبيها )
- ماذا تعني بذلك أنا بالتأكيد أحب بير ولكن ليس أكثر من
- وأنا لم أفكر بأنه أكثر من ذلك أنها أنانيه مني ولكني أرغب بأن أكون من تحبينه فقط بل وأروع رجلا عرفته
- ولكنك كذلك ( همست وهي تحرك عينيها بوجهه واستمرت ) أنها الحقيقة أتشك بهذا
جالت عينيه بصمت بعينيها ثم أغمضهما ببطء وهو يخرج نفسا عميقا من صدره فحركت يدها لتحتضن خده مما جعله يفتح عينيه ويهمس
- أحبك ولا أريد أن تسوء الأمور بيننا
- وأنا أيضا ( همست له برقة فحرك يده لتحتضن يدها ويقبلها قبل أن ينظر إليها من جديد قائلا )
- وماثيو غرانت
- لم أكن أكثر من معجبة مؤقتة به وقد حدث هذا منذُ زمن
أبتسم برقة مما جعلها تنسى ما كان يجري حولها وتبتسم بدورها وقد شعرت بأن الراحة والهدوء ينسلون إليها فقرب وجهه منها قائلا
- عديني أن حدث أي شيء في المستقبل لن تقفزي إلى الاستنتاجات بل ستحضرين إلي فورا وتخبريني ( هزت رأسها له بالإيجاب فأستمر مداعبا ) ثم نقرر أن كنا سنتشاجر أم لا ( توسعت ابتسامتها لقوله فأضاف ) هل تناولت عشائك حقا هناك
هزت رأسها بالنفي وهي تقول
- في الحقيقة لم أتناول لقمة واحدة
- جيد سنتناول عشاء هادئ معا إذا
- فكرة جيدة ولكن ( ونظرت نحو المنزل المضاء مستمرة ) أتعتقد أن نورما ستدعنا وشأننا
- سأتخلص منها هذه الليلة
قال مداعبا فلمحته بمرح وابتسامة ناعمة على شفتيها وهي تفتح الباب لتغادر السيارة فتبعها قائلا
- تعلمين أن ماثيو كان بانتظارك في ذلك المطعم ( فتحت باب المنزل لتدخله وهي تقول )
- أجل ولكني لم أرغب برؤيته ( ونظرت إليه مستمرة ) أحقا بحثت عني في الأماكن التي أرتادها
- أجل فعندما لم أجدك برفقته أخذت أبحث عنك كالذي أضاع شيئا
- آه أنت بلا شك
- مغرم ( همس لها فهزت رأسها مداعبة لنظراته الرائعة وقائلة )
- كنت سأقول فقدت عقلك
- أنتما لا تتوقفان أبدا عن المناكفة ألا تملان
نظرا معا إلى صاحب هذا الصوت وقد فتحت شيفا مقلتيها جيدا قبل أن تهتف
- جدي ( وتحركت بخطوات واسعة وقد أطل من غرفة المكتب ناظرا إليهما وهو جالس على مقعدا متحرك ) متى حضرت كم اشتقت إليك
واحتضنته فربت على كتفها قائلا
- اعتقدت أنكما لم تتذكراني ( نظرت إليه بجدية وهي تستقيم بوقفتها قائلة )
- لم نتذكرك أذا سأدعي أني لم أسمع هذا
- روبرت ( قال اليكسيس وهو يقف أمامه محي وأضاف وهو يتأمله باهتمام ) كيف أنت ألان
- بأتم صحة لا تدعوا هذا المقعد المتحرك يخدعكم فهو نوع من زيادة الرفاهية
- حقا لا أصدق أنك أمامي هل تنوي ألاختفاء من جديد عليك أعلامنا هذه المرة فلم يعد بالأمر المسلي
لمحهما بنظرة سريعة ثم تحرك بمقعده مما جعل اليكسيس يساعده بدفع المقعد وروبرت يقول
- ولكني لم أختفي كنت بحاجة لراحة ليس ألا
- لقد بحثنا في جميع الاماكن التي قد تخطر على ذهننا والتي قد لا تخطر أيضا
أجابه اليكسيس فعاد لينقل نظره بينهما وقد تجهم وجهه وهو يقول بجدية
- ولكني لم أبتعد عنكما
- لم تفعل ماذا
- كنت هنا عزيزتي ( وأبتسم لها مستمراً ) أنه المكان الوحيد الذي لن تبحثا به .. منزل ستراي
فتحت عينيها بدهشة فنظر إليها اليكسيس مستفسرا فأشارت بيدها وهي تقول له
- أنه المنزل المجاور لنا ( وعادت نحو جدها قائلة بجدية ) كن جادا جدي فستراي مسافر وليس هنا
- وهذا مناسب أكثر أليس كذلك فأنا أحتاج للهدوء دون وجود أحد وكان ستراي كريما معي
- كيف لم يخطر لي هذا ( تمتمت بتذمر بينما رفع اليكسيس حاجبيه متسائلا )
- هل تخبرني أنك طوال الوقت لم تكن ألا في المنزل المجاور بينما قمنا نحن بالبحث عنك خارج البلاد
- ومن قال لكما أن تبحثا عني
- روبرت لقد وضعتني في وضعا نحتاجك به بشكل كبير
عقدت شيفا يديها وهي تجلس على المقعد أمام جدها قائلة
- أجل وأنا أحتاج ألان إلى توضيح
نظر روبرت إليها ثم حرك نظاراته ورفع نظره إلى اليكسيس الواقف بجواره قائلا
- اعتقدت أنك غيرتها قليلا ولكن حتى ألان لم الحظ أي تغير ( وقبل أن يجيبه اليكسيس عاد نحو شيفا مضيفا ) أطلبي من نورما أن تعد لنا القهوة أولا ومن ثم نتحدث ( وعندما همت بالاعتراض أستمر ) ولا أريد اعتراضات
ضمت شفتيها وهي تلمحه أنه أفضل مما رأته عليه سابقا وقد استعادت بشرته لونها الطبيعي فتنهدت وتحركت نحو المطبخ ......
تعلقت عينيها المتوسعتان بعيني اليكسيس الذي نظر إليها بدوره وقد بدت دهشته لا تقل عن دهشتها لموقف جدها الغريب والذي أخذ يتناول قهوته وهو يتحدث باقتضاب وعندما همت شيفا واليكسيس أكثر من مرة لمقاطعته أستمر دون أن يمنحهما وقت لذلك وأستمر بأعلامهم عما حدث معه بالمستشفى وكيف أمضى فترة النقاهة ووضع قهوته جانبا وهو يضيف
- لقد تأخر الوقت وأنا لم أعد أطيل السهر كالسابق ( عادت هي واليكسيس بنظرهم إليه وهو يتحرك ليقف عن المقعد المتحرك مستمرا ) علي ألاعتراف أني كبرت بالسن
- جدي ألا ترى أنه يحق لنا على الأقل معرفة سبب اختفائك
- لقد كنا نرغب بان تحدثنا عن مامضى فـ ( قال اليكسيس بحيرة فقاطعه )
- الم تقرأ الأوراق
- فعلنا ولكن هناك الكثير مما نرغب بمعرفته ( عاد اليكسيس للقول )
- لاشيء لدي أكثر لأعلامكما به
أجابه وهو يتوجه نحو الأدراج فتبعه اليكسيس بعد أن تبادل النظر مع شيفا من جديد وأمسكه من ذراعه مساعدا إياه في صعود الأدراج وهو يقول
- لتسترح اليوم إذا ( فتحركت شيفا لتقف أسفل الأدراج ناظرة إليهما وهي تقول )
- أنت مدينن لي
- أنا في السادسة والسبعين ولست مدينن لأحد
أجابها جدها مما جعلها تشعر بالإحباط فضربت الأرض بقدمها بغيظ ثم صعدت الأدراج بعد أن اختفوا من أمامها لتتوجه إلى غرفتها وأخذت تسير ذهابا وإيابا بها بغيظ وما أن فتح باب غرفتها حتى نظرت نحو اليكسيس هاتفة
- هل أعلمك شيئا
- مثل ماذا عزيزتي
- مثل ( أخذت تحرك رأسها مستمرة ) أي شيء
أغلق الباب خلفه وتقدم نحوها متسائلا
- ألا تعتقدين أننا نعلم كل ما نريده ولا يوجد ما يخفيه
- بصدق لم أعد أثق به
- عليه أن يسمعك تقولين هذا
قال وهو يتخطى عنها ليفتح باب الشرفة ويخرج إليها فاستدارت إليه وتبعته وهي تقول
- أتعتقد أني لن أعلمه بل سأفعل
- كليبر كليبر ( تمتم فاقتربت منه وهو ينحني واضعا ذراعيه على الدرابزين متسائلة فأبتسم ونظر إليها قائلا ) كنت أفكر أنك لا تختلفين كثيرا عن روبرت
استندت على الدرابزين بجواره متسائلة
- ماذا تعني
- أعني ( تمتم ثم أخذ لحظة من التفكير قبل أن ينظر إليها قائلا ) هل أعلمتك أنك تبدين فاتنة الليلة
نظرت إليه بريبه قبل أن تقول
- ما الذي يجول بذهنك
- الكثير ( همس بمكر وهو يقترب منها فتراجعت وهي تقول )
- لا تحاول أنا أتحدث بجدية ( عاد ليستند على الدرابزين قائلا )
- وأنا كذلك ولكني شعرت أن جدك متحفظ معي ويعاملني بطريقه رسميه لم أعتدها منه ألم تلاحظي هذا
- أجل أنه يفعل نفس الشيء معي أن ما يزعجني أنه دائما يتجاهل مشاعري كما ألان أنه لا يهتم أن غضبت أو حتى
- أنه يهتم صدقيني ولكنه لا يجيد التعبير عن نفسه
تنهدت ملتزمة الصمت فهي تعلم أنه يهتم بها ولكنه لا يظهر ذلك
- إني سعيدة بعودته أشعر أني استعدت شيئا كنت قد فقدته
هز رأسه لها دون أجابتها وقد شردت عينيه أمامه بصمت فأخذت تتأمل جانب وجهه وبدت عينيه شاردتان وكأنه في عالم آخر فاقتربت منه لتلامس كتفها كتفه هامسة
- أين أنت ( ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيه ونظر إليها قائلا )
- أفكر
- هل أستطيع مشاركتك أفكارك
- أفكر بروبرت علينا أن لا ندعه يعود إلى العمل رغم علمي أنه سيفعل هذا بالقريب العاجل
- أنا واثقة من أنه سيفعل
- عليه أن لا يجهد نفسه سأقدم له هدية رحلة استجمام ما رأيك
- فكرة جيدة
- أرجوا أن تعجبه ( قال فابتسمت قائلة )
- سيعتقد أننا نريد التخلص منه
- السنا كذلك ( أجابها ضاحكا ثم أضاف ) أن وجوده معنا أفضل من كل شيء
ابتسمت برقة وقد لمعت عينيها بسعادة وحب لأليكسيس الذي تعلقت عينيه بعينيها ثم حرك يده ليحيطها ويجذبها نحوه ليضمها إلى صدره فلم تعارض وأرخت رأسها على صدره فقبل رأسها هامسا
- سأعلم روبرت غدا أني أرغب بالزواج من حفيدته ( رفعت رأسها ببطء نحوه لتلاقي عينيه التين تخبرانها بالكثير الكثير فقرب شفتيه من جبينها ليطبع قبلة أخرى وهو يهمس ) هل توافقين على الزواج مني ( اختفت الكلمات وتلاشت في حلقها وعينيها لا تفارقانه فأبتسم برقة وسحب علبة من جيب سترته فحركت نظرها عنه إلى العلبة الحمراء المخملية لتشعر بالدموع تترقرق في عينيها ثم عادت بنظرها إليه بصعوبة وسعادة والارتباك يتملكها أنها ليست على طبيعتها هذا ما تعلمه فتراجعت قليلا ورفعت يدها لتمسح عينيها قبل أن تنزل دموعها ففتح العلبة قائلا ) سأكون أسعد رجل بالعالم إذا قبلتي ارتداء هذا ( تأملت عينيها الخاتم الذي يحتوي على ماسة رائعة الجمال تلمع بشكل جذاب وقد صممت على شكل قلب لتأخذ نفسا عميقا وهي ترمش محاوله أمساك دموعها فأمسك يدها مما جعلها تنظر إليه ثم عادت الكلمات لترفض الخروج من شفتيها وهي تراه يجثوا على أحدى ركبتيه أمامها وأحدى يديه تمسك بيدها الأخرى قائلا وعينيه لا تفارقان وجهها ) أعلم شيئا واحدا وهو أني منذ أن التقيت بك وأنا أعلم أن حياتي كان ينقصها شيء ولن تكتمل ألا أذا قبلتي الزواج بي أتوافقين على ألارتباط بي والى الأبد ) ابتسم برقة وهو يستمر وقد لاحظ دموعها التي لا تستطيع السيطرة عليها مما جعل عينيها متلألئتين ) علي تحذيرك بأني إنسانا غيور وقد أكون متسلطً وقد نتشاجر ولكني أعلم شيئا وهو أني أحبك ولا أستطيع أن أتصور حياتي دونك
عقصت شفتها السفلى وعينيها لم تفارقا عينيه وهمست بصعوبة
- أنت تجعل الأمر رومانسي جدا ( وأخذت نفسا عميقا وهزت رأسها بالإيجاب لتبتسم وهي تضيف ) أجل اليكسيس سلفاد أني أقبل
- أليك سلفادوري
- كائنن من كنت أقبل
فوقف محتضنن إياها بقوة ثم أبعدها عنه قليلا ليسحب الخاتم الماسي من العلبة ويتناول يدها المرتجفة بسعادة أن قلبها يرقص فرحا أبعدت أصابعها شعرها إلى الخلف ويده تضع الخاتم برقة بأصابعها تأملته وقلبها يخفق بشدة وتابعته وهو يرفع يدها ليقبلها برقة هامسا
- أجمل امرأة وقعت عيناي عليها ( ونظر إليها وهو يشعر بارتجافها هامسا بمداعبة ) أنت واثقة من أنك تريدين ألارتباط بذلك المتشـ
وضعت أصابعها على شفتيه مانعه إياه من ألاستمرار وعينيها تشعان بكل حب فأبتسم وهي تسحب يدها بعيدا عن شفتيه وعينيها لا تفارقانه وجذبها نحوه أكثر ليعانقها ببطء فأحاطت عنقه بيديها وهي تعلم أنها لن تندم أبدا على هذا
- آنستي أنت هنا ( ثبت جبينه على جبينها هامسا بصوتً خافت لسماعهما صوت نورما )
- أنها تتعمد هذا ( هزت رأسها له بالإيجاب فأستمر ) أتعتقدين أن لديها أوامر ما من جدك
- أنا .. لا أستبعد ذلك ( أجابته وعينيها تتنقلان بعينيه الساحرتان )
- آنستي .. سيد اليكسيس أنت هنا أيضا
جاءهما صوت نورما من جديد وهي تطل على الشرفة فأرخى اليكسيس يديه عن خصرها لتتراجع ببطء وعينيها لا تفارقان عينيه وهو يجيب نورما
- أكنت تبحثين عني
- لا ولكن كنت أتفقد المنزل أعتقد أنكما ستأويان إلى الفراش ألان فلديكما عمل في الغد
ابتسمت شيفا وضمت شفتيها وقد ضاقت عيني اليكسيس بغيظ لقول نورما ثم أبتسم ورفع حاجبيه لشيفا وهو يستدير لينظر إلى نورما قائلا
- من الجيد أنك ذكرتني بهذا ( وعاد بنظره إلى شيفا وهو يقرب وجهه منها ليطبع قبلة على خدها مستمراً ) لن تغادر إذا لم أفعل ( هزت رأسها بالإيجاب وعينيها تتابعانه فتابع ) هل علي المغادرة حقا (هزت رأسها بالإيجاب من جديد وهي تبتسم فنظر إلى الخلف ليرى نورما مازالت واقفة على باب الشرفة تختلس النظر إليهما فعاد بنظره إليها قائلا ) أعتقد أنه يجب أن أفعل (عادت لتهز رأسها بالإيجاب أنها لن تجرؤ على النطق فحرك يده ليلامس خدها برقة مستمرا ) أراك في الصباح .. لليلة سعيدة
وأبتعد عنها وتخطى نورما مغادرا غرفتها فضمت ذراعيها إليها وهي تعقص شفتها السفلى ثم أخذت نفسا عميقا واستدارت في مكانها بفرح فنظرت إليها نورما متسائلة
- هل تحتاجين شيئا آنستي
- لا لاشيء نورما
- حسنا تصبحين على خير
لم تنظر إلى نورما بل كانت منشغلة بتأمل ذلك الخاتم الماسي الرائع حتى أنه يفوق ما كان ينوي تقديمه لديفي أنها سعيدة به كالطفلة التي تلقت هديه نادرة أجل أجل أنه هكذا همست لنفسها وهي تضم يدها إلى صدرها وتغمض عينيها أنها لم تحب شخصا كما أحبت اليكسيس كما أنه يهتم بها جدا ولقد كان كذلك منذ أن التقت به وضعت رأسها على الوسادة ونظرها لا يفارق يدها تتأمل بإعجاب ذلك الخاتم ....
تحركت بكسل في سريرها ثم توقفت نظراتها على الشرفة وضوء الشمس ينسل منها فتحركت نحو الساعة تركتها نورما نائمة حتى الثامنة ما كانت لتستيقظ بمفردها خاصة أنها لا تدرك كم من الوقت الذي قضته مستيقظة في سريرها أبعدت الغطاء عنها وتحركت لتجلس ورفعت يدها إلى الأعلى محاوله تنشيط نفسها وهي تبتسم وقد تذكرت عودة جدها فنظرت إلى الخاتم من جديد وتوسعت ابتسامتها وهي تتنهد ارتدت تنورنها السوداء القصيرة وقميصها الحريري الأبيض وحملت سترتها على يدها بعد أن سرحت شعرها ورفعته إلى الأعلى بطريقه تظهر أنها سيدة أعمال حقيقية ابتسمت وهي تتأمل نفسها بالمرآة ثم غادرت غرفتها متجهة نحو غرفة جدها لتجدها فارغة فتحركت نحو الأسفل ووضعت سترتها وحقيبتها على المقعد و هي تهم بالتوجه إلى المطبخ ولكنها توقفت بفضول وهي ترى باب غرفة المكتب مفتوحا وأصوات خافته تصدر منه فاقتربت منه لتدخله ولكنها أبطئت خطواتها عند سماعها صوت جدها الجاف وصوت اليكسيس الغاضب فاقتربت بحذر وقد تنبهت كل حواسها
- طلبت منك خدمة ليس إلا ولكن لم أتوقع أن تستغل الأمر
- حتى هذه اللحظة لا أعرف سبب اعتراضك
- لا تتحاذق علي أنا لا أريدك زوجا لحفيدتي الوحيدة
شعرت بقلبها يتوقف وبأن كل كلمة نطق بها جدها وصلتها ببطء شديد فأسندت نفسها على الحائط قرب الباب
- لماذا ( جاءها صوت اليكسيس الهامس باستغراب )
- لماذا أستمع لي جيدا لقد قدمت لك ما استطعت حافظت لك على مالك ورعيتك بقدر الإمكان ومنعت وصول الذين يريدون إيذائك أليك والى هنا أتوقف لن أقدم لك حفيدتي
- حفيدتك ألا يهمك رئي حفيدتك بالأمر
- لا لأني أعلم أنها لن تعارض
فتحت عينيها جيدا بينما هتف اليكسيس وبدا التوتر جليا في صوته
- لا أفهمك روبرت بحق الله ما الذي يجري لم تفعل هذا
- كل ما أسعى إليه هو مصلحة حفيدتي لاشيء أكثر
- وليس من مصلحتها ألارتباط بي هل أنا سيء لتلك الدرجة بنظرك ولكن لا تنسى فأنت من قمت بتنشئتي فأن كنت لا أروق لك فلم أكن السبب بكل تأكيد
قال اليكسيس والاستياء واضح عليه
- عندما طلبت منك العناية بحفيدتي لم أكن أتوقع أن تحاول الإيقاع بها لقد حرصت على أبعادك عنها منذ الصغر لقد فقدتُ ولدي الوحيد بسبب عائلتك ولن أخاطر بفقدان حفيدتي فأنت خطر عليها بني وستتسبب لها بالأذى
- لا تدعوني بني وأنت لا تعني ذلك كما أني لا أعرض شيفا إلى أي مكروه
- هل تعتقد بابتعادي أني لا أدرك ما الذي يجري حولي ألم تقم بالحجز لسفر إلى إيطاليا في الشهر القادم فعلت أم لا
حلت لحظة صمت بينما جحظت عينا شيفا لما يفعله جدها ولما اليكسيس يريد زيارة إيطاليا عادت للإصغاء وهي تسمع صوت اليكسيس من جديد وقد تحدث بهدوء غريب قائلا
- أجل فعلت
- حسنا هل ستقول لي ألان أنها رحلة استجمام
- لا فهي ليست كذلك
- أرئيت أنك تشكل خطر وأنا لستُ على استعداد أن أعرض حفيدتي الوحيدة لأي خطر يكفي ما سببته عائلتك حتى ألان ولست مسروراً أبدا بتورط آخر فرد من عائلتي معك وأنت ذاهب إلى هناك لكي تنبش الماضي
- برغم كل ما قلته لي ألان فأنا مازلت أكن لك المودة ذاتها وأنا سأكون شاكرا لك حتى مماتي لما فعلته لي وأنا مراعي تماما لكل ما حصل وما سببه لك كل ذلك ولكني لن أبتعد عن شيفا حتى تقول لي هي هذا
- عليك بمغادرة منزلي ألان إذا ولا أريد رؤيتك به ولتعلم أني لن اسمح لك بتحدي ولا ترهق نفسك ستصلك أمتعتك إلى منزلك اليوم
تجمدت الدماء في جسدها من المفروض أن يكون هذا اليوم مختلفا لم تسمع صوت اليكسيس بعد قول جدها هذا ماذا يفعل تعلقت عينيها به وهو يخرج من مكتب جدها ويسير بخطوات واسعة نحو الباب دون ملاحظتها ليفتحه وقد احتقن وجهه فهمست باسمه بصعوبة ولكنه لم يسمعها بل خرج فجرت نحوه بسرعة وهي تهتف باسمه من جديد فتجمد على آخر الدرجات
- اليكسيس لا تذهب ( همست له فرفع رأسه ببطء إلى الأعلى وظهره يتحرك بتوتر واضح وقد ضم قبضتي يديه بقوة فعادت للقول بصوت خافت وقد تجمدت في مكانها ) أرجوك
أغمض عينيه بقوة ورفع كفيه هاتفا بغضب
- لقد اكتفيت منكم كليبر لقد اكتفيت فاض بي الأمر لن أقف هنا لأستمع للمزيد من أهاناتكم وأفكاركم المتعجرفة لن أفعل
عقصت شفتها بقوة وضمت ذراعيها المرتجفتين إليها وعينيها معلقتين بظهره فالألم الذي تشعر به ألان كبير أخذ نفسا عميقا ومازال متجمدا في مكانه ثم حرك رأسه ببطء إلى الخلف ليراها واقفة في مكانها تنظر إليه بألم وقد شحبت بشرتها فاستدار نحوها وقد بدت ملامحه أقل حدة وسار نحوها تابعته وقد عاد لها القليل من الأمل وشعرت بالدماء تجري من جديد بشرايينها احتضنتها يده ما أن أصبح بجوارها مما جعلها تأخذ نفسا عميقا كانت رئتيها ترفض إدخاله فضمها إليه بقوة وهو يحاول تهدئة غضبه فأمسكت أصابعها قميصه لن تسمح له بالابتعاد مهما قال جدها فهمس مما جعلها ترفع رأسها نحوه
- لم أقصد الصراخ بك لا شأن لك بما جرى بيننا أنا لا أستطيع فهمه
- لا أريد أن تبتعد ( همست مقاطعه إياه واستمرت ) أرجوك ( بقي صامتا للحظات وعينيه لا تفارقانها وهي تشعر بقلبه الذي ينبض بقوة تحت راحتها فعادت لتهمس من جديد ) أرجوك
هز رأسه ببطء بالنفي وبدا صوته بعيدا عنها وهو يقول
- يجب أن أذهب ولكن بالتأكيد لن أبتعد عنك
- ولكنك ستذهب إلى إيطاليا
- أجل وكان عليه محادثتي قبل إتهامي فأنا لا أنوي أبدا تعريض نفسي للأذى كيف وأن كنت مرتبطة بي
- لا أعلم لِما فعل ذلك أنه يحبك أقسم بهذا اليكسيس ولكنه ليس على طبيعته منذ عودته أنت لست غاضبا منه
ولكنه لم يجبها على قولها وقال وهو يحاول ألابتعاد عنها
- يجب أن أذهب ( ثم توقف وعينيه تجولان من جديد بوجهها هامسا ) ستعتنين بنفسك أليس كذلك
هزت رأسها بالإيجاب وهي تشعر بأن جسدها يرتجف بأكمله فتراجع مبتعدا وهو يحاول الابتسام دون أن يفلح فاستدار لينزل الأدراج ويركب سيارته وينطلق بها دون النظر إليها لتشعر بالوهن وهي ترى السيارة تبتعد حتى اختفت فنظرت إلى باب منزلها ودخلت ببطء محدقة بألم بغرفة جدها لما فعل هذا عليه أن يوضح عليه هذا سارت نحو الغرفة ودخلت لترى جدها جالسا خلف مكتبه منهمك ببعض الأوراق
- لما فعلت ذلك
تساءلت ببرودة هي تظهر مدى استيائها فلمحها بنظرة سريعة قبل أن يعود لأوراقه قائلا
- هل هذه تحية الصباح
- جدي لما فعلت ذلك
- فعلت ماذا بالتحديد ماذا أخبرك
- انه لم يخبرني شيئا فلقد سمعت كل شيء
- شيفا أعلمتك سابقا أن استراق السمع ليس بالعمل الجيد
- جدي بحق الله الـ
- لا يروق لي أيرضيك هذا الجواب
- لا
- أنا أسعى لما هو لمصلحتك
- لا أصدقك
- لست مستعدا لمجادلتك
- أنت مدين لي بالتوضيح فاليكسيس يعني لك الكثير أنا أعرف هذا وواثقة منه
- ما كان يجب أن يؤثر بكِ أن كنت أهتم لأمره ولستِ مضطرة لفعل المثل
- ولكني مغرمة به ( همست بحزن فتأملها وقد عقد حاجبيه قبل أن يقول )
- أنتِ حقا كذلك
- أجل أنا مغرمة به كما لم أغرم بأحد ولن أقف مكتوفة اليدين وأنا أراك تعامله بهذا الشكل
- شيفا لا أريد ارتباطك به وأنا أحذرك أن فعلت هذا دون موافقتي فأنا سأسحب كل شيء منكما فأنا من أملك كل شيء ألان أما بعد مماتي فلتفعلا ما تريدانه
اقتربت من مكتبه مستنكرة قوله
- ألا تستطيع أن تدرك ما أعنيه بقولي أني مغرمة به لن أهتم أن سحبت من يدي كل شيء لن أهتم هذا ما أعنيه
- أنت جادة
- أجل
- وهو ( تساءل فهزت رأسها قائلة )
- اعتقد أنه أعطاك جوابه بنفسه ( حرك كتفيه قائلا دون اكتراث وهو يعود لأوراقه )
- رغم ذلك لست موافقا
ضمت شفتيها المرتجفتين بغضب متأملة إياه ماذا تفعل أن احتدت وتصادمت معه لن تتحمل أن أصابه مكروه استدارت خارجة من الغرفة وتفادت الاصطدام بنورما التي حملت كوبا من العصير لتصعد نحو غرفتها عليها إيجاد حل لهذا اليوم المشوؤم تأملتها نورما وهي تصعد الأدراج بغضب وتمتم مع نفسها ثم دخلت غرفة المكتب لتضع كوب العصير قرب روبرت كليبر قائلة
- ألم تكن قاسيا معهما ( أستند على مقعده مفكرا بتجهم للحظات ثم تناول الكوب وهو يقول )
- ربما ولكن كان علي التأكد نورما فأنا لم أتوقع حدوث هذا أعترف بمهارة اليكسيس وكنت أعلم أني أستطيع ألاعتماد عليه في غيابي ولكني لم أتوقع أن يغرما توقعت تصادمهما فلكل منهما شخصية مختلفة عن الأخر ولا تنقص أيا منهما الجرأة
- إنهما مغرمان منذ فترة كنت أعلم هذا كما أن السيد اليكسيس كان لطيفا جدا رغم محاولاتها الكثيرة لاستفزازه
- أعلم أني لن أجد شخصا أفضل منه فالقد قمت بتربيته بنفسي انه بمثابة ابن لي ولكن ما يفاجئني هو تغير شيفا هل لاحظت ذلك
- أجل إنها مختلفة وللأفضل ألم أعلمك
- فعلت ولكن لم أتصور أن الأمر هكذا
- أرجوا أن لا يعلموا أني كنت أقوم بإيصال أخبارهم لك بشكل يومي
رشف من كوبه من جديد قبل أن يقول
- أنت ستهينين بأطفالي فأنا على ثقة من أنهم يعلمون ( وتابع وقد شرد بأفكاره ) لم يحدثني ذلك الفتى بهذه الطريقة من قبل لقد استفززته لأبعد الحدود
- أنه شاب سيدي ولمـ
- لست غاضبا منه
- والآنسة
- شيفا بالتأكيد لست كذلك فما الذي سيغضبني منها وقد أعتدت على أفعالها ستقول ألان أني دون مشاعر ولا أراعي مشاعرها ستجد مبررا لتكرهني به لا تقلقي عليها
ابتسمت نورما لقوله وأجابته
- أنها بالتأكيد لا تكرهك .. ألن تعلمها بأنك غير معترض على ارتباطهم
- ليس ألان ( وأبتسم مستمرا ) لن أجعل الأمر سهلا لهما وألا اعتقدت شيفا أني أفعل هذا لمحبتي لأليكسيس وبالمقابل سيعتقد اليكسيس أني أفعل هذا لأطمئن أن حفيدتي ستكون بأيدي أمنه لو أني أبديت فرحتي وقبولي لكان هذا أول ما خطر لهما ولكن عندما يجدان صعوبة بإقناعي سيجعلهما هذا الأمر مقربين أكثر وهذا يتوقف على أن تكون مشاعرهما حقيقية أو يكتشفا أن الأمر لا يستحق معارضتي
- أنت بالتأكيد تعرفهما جيدا
نظرت نحو ساعتها يا ألاهي أنها بالتأكيد لا تستطيع البقاء هنا وهي بهذه الحالة النفسية السيئة غادرت غرفتها وهبطت الأدراج بسرعة تناولت سترتها وحقيبتها واستمرت خارجة ومغلقة الباب خلفها بقوة لتقصد الشركة وتغرق بالعمل دون أي تركيز فحولت العمل إلى مارتن واستمرت تراقب الساعة إلى أن أشارت إلى الثالثة فطلبت من جيسي أعلامها متى يصل اليكسيس وجلست بانتظاره والدقائق تمر ببطء شديد وعندما أصبحت الثالثة والنصف ولم يظهر طلبت من جيسي ألاتصال بأليك للهندسة والسؤال عنه وعندما أعلمتها أنه غادر الشركة منذ وقت شعرت بأنها لم تعد تستطيع ألاحتمال أين هو أين أخذت تقضم أظافرها بتوتر وهي تقود سيارتها عليها محادثة جدها من جديد عليه أن يفهمها سبب رفضه أن ذهاب اليكسيس إلى ايطاليا ليس بالسبب المقنع لرفضه كلما شعرت أنها تعرفه اكتشفت أنها لا تعرفه جيدا وهو لا يتوقف عن مفاجئتها دخلت المنزل بتجهم ونظرت إلى نورما التي أطلت من المطبخ فتساءلت باقتضاب
- أين جدي
- في غرفته
وضعت حقيبتها على المقعد ورفعت الهاتف لتضرب بعض الأرقام التي حفظتها عن ظهر قلب ولكنها لم تتلقى شيئا كما كان يحدث معها منذ ساعات أعادت السماعة إلى مكانها أين سيكون إذا لا تجده في الشركة ولا في منزله مع توماس وتوماس لما ليس بالمنزل رباه أن صبرها ينفذ بسرعة صعدت الأدراج لتدخل غرفة جدها بهدوء وقد شاهدته في سريره اقتربت ببطء منه وعينيها لا تفارقان وجهه وهو يغط بنوم عميق رقت ملامحها وهي تتأمل وجهه المرهق فضمت شفتيها واستدارت ببطء مغادرة الغرفة استحمت ورفضت تناول العشاء وجلست على الشرفة وهي تحمل ملفا لقرأته ولكن عينيها كانتا شاردتان بالسماء دون رؤية شيء وأصابع يدها تتلمس الخاتم الماسي الذي بيدها ....
فتحت عينيها بكسل وهي تسمع صوت تحرك في غرفتها فنظرت نحو نورما ثم تحركت لتستدير إلى الجهة الأخرى من السرير توقفت عينيها دون تركيز على الوردة المخملية الحمراء ألموضوعة على الوسادة المجاورة لوسادتها فمدت يدها نحوها وهي تتساءل وعينيها تتوسعان
- نورما اليكسيس هنا
- لقد حضر البارحة
- متى
- في ساعة متأخرة وغادر
جلست وهي تمسك الوردة بأصابعها مستمرة وعينيها لا تفارقان نورما
- لما لم توقظيني
- كنت مستغرقة بالنوم وطلب مني أن لا أفعل
- تحدث مع جدي أليس كذلك
هزت نورما رأسها بالإيجاب وهي مشغولة بترتيب الغرفة فتابعتها شيفا قائلة
- تشاجرا
- يمكنك قول هذا ( ونظرت إليها مستمرة ) أن ذلك الشاب يحبك حقا
أخفضت نظرها لتتأمل الوردة المخملية وقلبها يخفق بشوق لرؤيته فتساءلت
- هل جاء لرؤيتي أم لتحدث مع جدي
- لقد وعده السيد بإرسال أمتعته وعندما لم يفي بوعده حضر لأخذها
- هل أخذ كل شيء
- لا ولكنه كان بحاجة لبعض الأوراق التي تركها هنا
عادت لتتأمل الوردة بصمت قبل أنه تهمس و نورما تهم بالمغادرة
- ألم يقل لك أعلامي شيئا
هزت رأسها لها بالنفي قبل أن تغادر فرفعت الوردة لتشم رائحتها العذبة وهي تأخذ نفسا عميقا ولم يستغرق الأمر أكثر من لحظات لتتحرك واقفة من سريرها وتغتسل بسرعة وترتدي ثيابها وتنزل الأدراج بسرعة
- ألن تتناولي الإفطار
- لا
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.