هتف روجيه بإصرار ودفع ادمونت من الخلف ليقع أرضاً فتحرك الأخير ليقف على قدميه وقد فقد آخر خيط من التعقل وتوجه نحو روجيه بغضب وقد فقد السيطرة على نفسه ليوجه له لكمة قوية جعلت روجيه يزداد غضبا ليقوما بالتشابك معا والعراك
- توقفا هذا غير لائق ( صاحت بتوتر وقلق بالغ وهي تقترب منهما محاولة جذب شقيقها الذي لا يستجيب ) ادمونت أرجوك ( هتفت علهُ يصغي ولكن دون جدوى ) كفا جنونا نحنُ على الطريق حاولت أن تفصل بينهما وهي تصيح بهما
- كفا أرجوكما قلت توقفا ألان ( حاولت تفادي أيديهما بصعوبة ) كفا .. ادمونت أرجوك
صاحت مستنجدة فتراجع خطوة الى الخلف وهو ينتفض فبقيت واقفة بينهما محاولة إبعاد شقيقها الثائر الذي صاح بادمونت
- لتعلم أن شقيقتي لن تعود للعمل في شركتك أنا لم أوافق على ذهابها منذ البداية
- ليس لرأيك أهمية لدي ولا يزال
- كفا قلت كفا ( قاطعتهما بحدة ولم تعد لديها قدرة على الاحتمال مستمرة وهي تحدق بادمونت ) سيد مورغان أرجوك أرحل
- لن تعود الى شركتك بعد ألان وأفعل ما تريد هيا أذهب وزج بي في السجن
عاد روجيه للقول بإصرار وهو يتخطى ليُنارس نحو ادمونت الذي أجابه
- ستدخله لأنك لست سوى لص
رفع روجيه قبضته محاولا لكمه من جديد فتفادا ادمونت ذلك وهو يهمس بغيظ
- سألقنك درساً لن تنساه
وعادا للعراك من جديد فحدقت بهما غير مصدقة لن تستطيع إبعادهما هذهِ المرة سيضربانها معهم حركت رأسها الى الطريق لاقتراب نور إحدى السيارات منهم فسارت لتقف على حافة الطريق وأشارت الى السيارة القادمة أوقفتها وصعدت
- ماذا يحدث هنا ( سألها الرجل بفضول وهي تصعد معه وقد رأى العراك الدائر فتمتمت )
- دعك منهم أنهم مجانين
- ما بك .. هل ضايقك مورغان ( بادرتها أوديل فور دخولها ورؤية وجهها المصفر وسيرها بعرج قليلاً فتابعت سيرها دون اجابتها وتوجهت نحو الحمام لغسل وجهها وهي منهكة فأطلت أوديل قائله بقلق ) بربك ماذا حدث ( تناولت المنشفة وسارت بعرج خارجة فتبعتها أوديل باهتمام وهي تراقبها تمسح وجهها وترتمي على المقعد وهي تخلع حذائهالتحرك قدمها بألم لقد التوى كاحلها عندما دفعها روجيه ) ما الذي حدث لما لا تجيبيني
عادت أوديل للقول بقلق واضح فقالت وهي تحاول تحمل الم ساقها
- غادرت وتركت خلفي ادمونت وروجيه يتعاركان
جلست أوديل على المقعد بجوارها ببطء قائلة بتروي
- روجيه زوجي ( هزت ليُنارس رأسها بالإيجاب قائلة )
- كان يعمل بالحفل الليلة وجن عندما شاهدني برفقة ادمونت وبدئوا بالعراك حاولت الفصل بينهما ولكني لم أستطيع ( بدأت أوديل بالارتخاء فصاحت ليُنارس ) ليس ألان أوديل ألا يمكنك سماع خبر دون أن يغمى عليك
حركت أوديل رأسها وجلست جيداً في مقعدها قبل أن تتمتم بذعر
- سـ .. سيدخله السجن .. لما لم تبقي معه يا ألاهي لما يتورط سيسجنه لديه معارف كثر سترين سيسجنه لن يرحمه هذهِ المرة لما لم يتجاهله لما
وضعت ليُنارس يديها على رأسها بألم لا يكفيها الم رأسها وذراعها وقدمها وهاهي أوديل تثرثر ألان ولا شيء سيسكتها حدقتا بالباب الذي طرق بشدة فجأة فهرعت أوديل لتفتحه قبل ان تتمتم
- يا ألاهي
دخل روجيه وهو في حالة يرثى لها بذلته مجعدة ومتسخة شعره مشعث اقترب وعينيه لا تبتعدان عن ليُنارس وجسده ينتفض فبادرته
- ماذا حدث لادمونت
- ادمونت أهذا كل ما يهمك لا يهمك ما حدث معي أنا شقيقك
- أيها الغبي لا يهمني ادمونت ولكن ما يهمني ما سيفعله بك
- فل يفعل ما يريده وأحذركِ من العودة الى شركته لن أسمح لك بهذا بعد ألان
أخذت تهتز بمكانها بتوتر وأصرت متجاهلة قوله
- ماذا فعلت به
- أعطيته ما يستحقه لقد أشفيت غليلي منه
- ألا ترى أن هذا تهور أنه تهور أن بيده الكثير
- لم يعد يهمني أنا لم آخذ شيئاً من شركته ومازلت لا أفهم كيف سمحت لنفسك بالخروج معه
- قلت لك لم أخرج معه أنا أعمل لديه أنا سكرتيرته
هتفت بحدة معترضة فأجابها بنفس الحدة
- لن تريه بعد ألان أهذا واضح أقسم أن رأيتك معه مرة أخرى سأقتله
- ماذا تقول هذا ما كان ينقص جريمة قتل هيا بنا عزيزي لنعد الى البيت أنا متعبة
- ليس قبل أن تعدني ليُنارس أنها لن تراه مرة أخرى
حدقت به بغضب دون أن ترمش حتى وهي تجيبه
- ليس هكذا تحل الأمور
- أنا هكذا أحلها أنا جاد لن تريه مجدداً
- روجيه أرجوك ( هتفت أوديل بنفاذ صبر واستمرت بغضب ) سألد ألان أن لم نغادر أنا جادة
أصرت وهي تمسك ذراعه ومازال يحدق بليُنارس التي سألته وهي تقف
- وأن رفع دعوى ضدك لاعتدائك عليه بالضرب
- فليفعل ما يريد
- هل شاهدكما أحد ( أسرعت اوديل بالقول فهزت ليُنارس رأسها بالنفي فأضافت ) جيد فليُنارس لن تتحدث بالأمر هيا بنا ألان .. هيا أرجوك
بقيت تحدق بالباب الذي أغلق وهي لا تكاد تصدق ما حدث هذه الليلة خلعت سترتها وقميصها ورمتها على المقعد لتتحرك نحو غرفتها لتقف امام المرآة محدقة بذراعها المزرقة لقد نالت ضربة من روجيه أو ادمونت لا تعلم ما تعلمه ألان أن ذراعها تؤلمها بشدة انتفضت على طرقات عنيفة على الباب فارتدت قميصها بسرعة وسارت نحوه بقلق من أن يكون روجيه قد عاد أو أن مكروها أصاب اوديل لتفتح الباب بسرعة
- أين هو ( بادرها ادمونت بحدة ودفع الباب بقوة ودخل مستمراً ) قلت لك أين هو
- ليس هنا
- لا تحاولي حمايته فالقد ذهبت الى منزله ولم أجده هناك فدعيه يخرج ذلك الجبان
أغلقت الباب بسرعة كي لا يسمع صوته الى الخارج وهي تقول
- ليس هنا غادر قبل قليل
استدار اليها وهو ينتفض من الغضب وقميصه الأبيض متسخ وشفته مازالت تنزف حدق بها بشكل مرعب قائلاً
- سأجعله يندم على فعلته سأجعله يأتيني راكعاً ويسترحمني لن اقبل اعتذاره سأقتله لتجرئه علي أقسم أني سأقتله
ابتلعت ريقها بتوتر قائلة
- أهدأ أرجوك
- لا لا تحاولي لن أهدأ أنت قلقة عليه ولكن لا لن أرحمه هذهِ المرة
تحركت نحوه ورفعت منديلاً من جيبها وضعته على شفته قائلة
- أنت تنزف ( أخذ المنديل منها وتراجع الى الخلف مستمراً بتأكيد )
- سأجعله يندم لمجرد التفكير برفع يده بوجهي ليس سوى حشرة ذلك الص القذر ( سارت وتخطت عنه وهي تسمعه يهدد ويتوعد ما سيفعله بشقيقها فتحت احد الأدراج وأخرجت منه قطن ومطهر ولاصقة جروح صغيرة وهو يستمر ) لو لم يهرب فجأة من بين يدي لكان ألان خلف القضبان نعم هذا هو مكانه الصحيح الجبان .. الجبان .. ماذا تفعلين
نظرت اليه وهي تضع ما بيدها على الطاولة وسارت نحوه وأشارت الى المقعد قائلة
- أجلس
- لا لن أجلس
- اجلس ادمونت ( أصرت بنفاذ صبر ) فأنا لن أقف وأتحدث معك وأنت مصاب
- بالتأكيد تحاولين إخفاء ما فعله شقيقك
- أنا لا أحاول شيء بربك أنت تنزف ( قالت بصوت خافت فأجابها بعصبية )
- وكأنك تهتمين
- لن أقف أجادلك وأنا أرى ما أنت عليه
- ما أنا عليه هذا بسبب شقيقك لم أهن بحياتي كما اليوم ومن قبل من محاسب صغير عينته بشركتي أجل أنا المخطئ
همت تريد الدفاع عن روجيه إلا أنها أطبقت شفتيها فالا يبدو أن مزاج ادمونت ألان سيسمح لها بالدفاع عن روجيه لهذا حاولت تهدئته من جديد قائلة وهي تشير الى المقعد
- لم لا تجلس وسأعد لك كوب من القهوة
- لا تحاولي خداعي فأنا أعلم الى ما تسعين ( ولمعت عينيه وهو يستمر ) أين ذهبتي لست بأفضل من شقيقك
- لقد كفاني ما نلته منكما أنظر ( ورفعت كم قميصها ليظهر الازرقاق على ذراعها مما أصمته لوهلة وهو يحدق بذراعها وأخذا تجهمه يخف بينما استمرت بتعمد ) روجيه دفعني فلتو كاحلي وأنا أعرج ألان وأنت أنظر ما فعلت لي أنه مؤلم .. مؤلم جداً
- لم .. لم أتعمد هذا لا أذكر
ابتعدت عنه وسارت نحو الطاولة وغصة في حلقها وقد ترقرقت دموعها فأقترب منها قائلا
- لم أقصدك أنتِ ما كان عليك الدخول بيننا شقيقك رجل وهو مسئول عن تصرفاته
- لم أرغب أن تؤذي نفسك وكذلك هو ( جلس على المقعد وهو يتنهد بعمق قائلاً )
- هو الذي بدء بالتأكيد تذكرين هذا لن أسامحه أبداً سأردها له ( وضعت بعض المطهر على القطن ووضعتها على شفته كي يصمت إلا أنه أستمر ) لقد كنت مخطئاً منذ البداية ما كان علي إعطائه أي فرصة فهو لا يستحق فالقد تهجم علي
- أنت مخطئ أيضاً
- وماذا سأتوقع غير هذا فهو شقيقك بالنهاية
- ما كان عليك استفزازه لقد جن جنونه عند رؤيتي برفقتك بالحفل ( وأبعدت القطنة لتضع له لاصقة صغيرة تحت شفته فحدق بنفسه بعدم رضا مما جعلها تضيف ) وهو ليس بحال أفضل منك
- يستحق هذا ( رفعت عينيها للسماء مستنجدة فوقف قائلاً )
- لقد كدت أُبلغ عنه ( حدقت به بسرعة فأستمر وهو ينظر اليها ) أكراماً لك لم أفعل
عادت بنظرها الى علبة المطهر التي تغلقها ببطء متمتمة
- هذا لطف منك
- لا ليس كذلك ( حدقت به من جديد فأضاف بتأكيد ) غداً تحضرين الى الشركة
- لا لا أستطيع لقد سمعت ما قاله سيجن أن عدت
- هذا ما عنيته أن لم تحضري غداً سأقوم بالإبلاغ عنه بالإضافة الى تسليم الملف الذي أملكه
- هذا ابتزاز
- هو كذلك أعرف ما طلبه منك جيداً وأنا أضع الخيار لكِ أنتِ لكِ كامل الحرية بالاختيار لن أضغط عليك أبداً هما هكذا إما أن تعودي الى الشركة وأما أن أقدم ما لدي لشرطة لا حل آخر اختاري أنت وأنا لن أعارض ( وهم بالتحرك نحو الباب مستمراً ) وأخبري شقيقك أني لا أريد رؤية وجهه وأن حصل سأهشمه له
أمسكت ذراعه مما أوقفه وجعله ينظر اليها بحيرة من تصرفها فنقلت عينيها بعينيه قائلة
- ما الذي تريده ما الذي تسعى اليه
نقل عينيه بهدوء الى يدها التي تمسك ذراعه قبل أن يعود ليلاقي عينيها وهو يبعد يدها عنه ويغادر دون إجابتها مما جمدها في مكانها وهي تتابعه لتضم جسدها بذراعيها وهي تشعر بالبرودة تسري اليها .
حيت بتي في صباح اليوم التالي واستمرت نحو مكتبها بتجهم لترتمي على المقعد محدقة أمامها
- ما بك لا تبدين على ما يرام ألم تكن إجازتك موفقة ( هزة رأسها موافقة على قول بتي التي اتكأت على الباب وهي تستمر ) بعكسي تماماً فالقد قصدت الصالون وقصصت شعري ما رأيك به أهو جميل
هزت رأسها لها بالإيجاب للمرة الثانية فرفعت بتي حاجبيها وحركت عينيها ثم وقفت جيداً وقد فتح المصعد ليتخطاها ادمونت ملقي التحية باقتضاب وأستمر نحو مكتبه تابعته ليُنارس فلا يبدو أفضل من البارحة
- ما به على ما يبدو أن الجميع قضى إجازة سيئة البارحة إلا أنا .. سأراه
دخلت بتي الى مكتبه بينما ركزت ليُنارس كوعيها على المكتب وضمت وجهها بيديها تشعر بالإنهاك ولكنها فعلت الصواب بقدومها كان روجيه غاضب البارحة ولم يعي ما قاله ولو فعل لن تكون السبب بتدهور أموره أكثر مما هي عليه فلا تعلم حقا ما قد يفعله مورغان أطلت بتي بعد قليل وهتفت بصوت منخفض وبحماس وهي تقترب من مكتبها
- أقسم أنه تشاجر مع أحدهم ( وضمت فمها كي لا تضحك مضيفة ) يضع لاصقة جروح قرب شفته وقد أزرق أسفل ذقنه لابد وأنه تعرض للكمة قوية أكاد أموت واعرف من فعلها .. قبل أن أنسى طلبك هيا أدخلي ولكن حسني مظهرك قليلاً تبدين كالأموات
- أجلسي ( بادرها عند دخولها وهو يشير الى المقعد الذي أمامه فجلست مثبته عينيها على حافظة الأقلام الموجودة على مكتبة لا تريد أن تنظر اليه فهي متعبة حقا حلت لحظة صمت ولم يتكلم فنظرت اليه لتعلم سبب هذا الصمت الذي طال لتلتقي عينيه التي تحملان وميض غريب ليقول ) هل كان الاختيار صعباً لهذه الدرجة
- جئت في النهاية
- يعلم شقيقك بقرارك هذا
- لا أعتقد أن لرأيه أهمية بالنسبة لك ( هز رأسه بالإيجاب قبل أن يعود للقول )
- كيف ذراعك
- أفضل
- في المرة المقبلة عندما ترين رجلان يتعاركان لا تحاولي الدخول بينهما كان جنوناً منك ( لم تجبه مما جعله يضم شفتيه كي لايستريل في الحديث قبل ان يضيف أمام صمتها بضيق ) تستطيعين العودة لمكتبك
غادرت مكتبه لتتناول كوبا من القهوة علها تسترد نشاطها دون فائدة فأرخت رأسها على ذراعيها التين عقدتهما على المكتب مسترخية بكسل فالا تشعر أنها على مايرام ولم تشعر بادمونت الذي خرج من مكتبه لينظر اليها قبل أن يتحرك نحوها متمتماً
- ليا
- لا تنادني هكذا ( قالت بهدوء وهي ترفع رأسها محدقة به وعينيها تعبران عن انزعاجها فتساءل )
- أنت متعبة ( هزت رأسها ببطء بالإيجاب فأبتسم قائلاً )
- ما رأيك أذاً أن تغادري ألان وتستريحي وأن كنت بخير غداً فلتأتي وأن وجدت نفسك متعبة لا تأتي حتى تصبحي بخير .. أهذا مناسب
أبعدت عينيها عنه بعد انتهائه ثم أعادتهما نحوه وهي تجلس جيداً قائلة
- قد أبقى متعبة شهر أو شهران .. لا بأس بهذا ( توسعت ابتسامته قبل أن يقول )
- حسناً يا قناصة الفرص خذي إجازة ومتى تجدين نفسك مستعدة للعودة .. تعالي
- أنت جاد ( سألته بلهفة )
- لا ( أجابها مبتسماً ومضيفاً ) لن أستغني عنك كل هذه المدة ( رفعت عينيها لسماء كان عليها أن تعلم انه يهزأ بها ) ولكني جاد بأمر مغادرتك ألان هيا تبدين متعبة .. احصلي على قسطا وافر من النوم وتناولي طعامك وستتحسنين بسرعة .. أن لم تسرعي سأضطر الى إيصالك
- لا داعي
أسرعت بالقول وهي تقف لقوله الأخير وتتخطى عنه مغادرة وهو يتابعها وبالفعل استحمت واندست في فراشها لتستيقظ على رنين المنبه ارتدت ملابسها بسرعة وذهبت الى المكتبة وقد شعرت ببعض الراحة .
أخذت تتصفح الصحيفة في صباح اليوم التالي وقد وصلت قبل بتي الى العمل نظرت بفضول الى أخبار المجتمع .. وكان بالحفل أيضاً ادمونت مورغان وريث الدوماك ومديرها حالياً برفقة الفاتنة اليس التي قدمت هذا العام فيلم ناجح جداً ونالت عليه جائزة أفضل ممثلة .. في كل مناسبة يظهر مع واحدة ويطلب من الصحفيون عدم التعليق فكرت واستمرت بالقراءة بفضول .. يحوم حول الثري الغموض هذا العام يا ترى ما الذي يخفيه آخر الأخبار كانت عن مشروع ارتباطه بابنة المليونير ولكننا نراه هذهِ الأيام مع غيرها فهل تركها يا ترى
- ماذا تقرئين ( أبعدت الصحيفة محدقة بادمونت الواقف أمامها مباشرة قائلة )
- أفزعتني
- هذا المقصود .. كيف أنت اليوم
- أفضل
- جيد .. الدي مواعيد غير موعد مورس
- لا ولكن لا تقلق .. أعتقد أنه سيأتيك زورا اليوم
- ما سبب هذه الثقة ( قدمت له الصحيفة فتناولها وأخذ يقرأ بابتسامة متمتماً )
- لن يستسلم .. اعتقد أني سأجعله يطرد من هذه الصحيفة أيضا .. لم أره بالحفل .. يوجد من ينقل له المعلومات .. سأقرئها
أضاف وهو يسير نحو مكتبه وهو منكب على قرأت الصحيفة .
أدخلت له ملف الرواتب كي يوقعه فوجدته منهمك بالبحث بالإدراج ليلمحها بنظرة متسائلاً
- ما معك
- أوراق تحتاج الى توقيعك ( وضع بعض الملفات أمامه وهو يجلس جيداً متسائلاً )
- كيف هو أخيك
أخذت تحرك الأوراق التي على مكتبه وترتبها محاولة تجاهل سؤاله ووضعت أمامه أحدى الأوراق قائلة
- أنت تعطي موظفيك رواتب جيدة ( تناول الورقة باهتمام ولم يفته تجاهلها لسؤاله قبل أن يقول )
- أفهم من هذا أنك تتمنين أن تكوني إحدى موظفي
- لا أعتقد أنك ستدفع لي ما تدفعه لهم ( وقع الورقة وهو يجيبها )
- أعامل موظفي بالتساوي والذي يعمل بجد يستحق ما يحصل عليه
وتناول الورقة الأخرى منها ليهم بتوقيعها
- لا لا هذه تحتاج الى تعديل
أسرعت بالقول وهي تقرأ أسمها مكتوب بالورقة الخاصة بالسكرتيرات فتناولها منها ليرى ما بها قبل أن يتساءل
- من أعدها
- بتي ( أبتسم وحذف أسم ليُنارس من القائمة ووقعها قائلاً )
- لا تجيبيها عن أسئلتها فهي فضولية بطبعها
- هذا ما أفعله
- أيوجد المزيد
- أجل هذه ( وضعتها أمامه فأخذ يقرأها متسائلاً )
- ماذا لديك اليوم على الغذاء
- أمور كثيرة ( أجابته بهدوء وترقب )
- للأسف ( قال وهو يمد الورقة لها وينظر اليها مستمراً ) ستطرين الى إلغاء أمورك الكثيرة هذه
- ولما أفعل
- لدي موعداً مع مندوبين من شركت براغت
- أثناء الاستراحة
- أجل الديك اعتراض
- لا ( وتناولت الأوراق متسائلة بتجهم ) أي شيء آخر
- توقفي عن ترداد هذه الجملة ( وأبتسم بمكر وهو يسترخي بمقعده مستمراً ) وأرتدي شيء غير هذا كم أتمنى أن تستمعي لما أقوله لكِ لما لا تفعلين أتجدين متعه بمخالفة ما أطلبه منكِ
- لا ( أجابته ببساطة فعقد ما بين حاجبيه متسائلاً )
- تبدين عاقلة اليوم لماذا
- أنا هكذا دائماً
- لست كذلك وأنا أشهد أن أحتاج الأمر ماذا هناك ( بدت الحيرة عليها وهي تقول بذات الهدوء )
- ماذا
رفع حاجبيه وعينيه الرماديتين تبرقان بوميض جذاب فكررت ومازالت تدعي الاستغراب
- ماذا
- لا بد أنك تناولت شيء هذا الصباح أو ربما مازلتي متوعكة
- لا أنا بخير تأكد تماماً .. عن أذنك
- بهذه السرعة
- لدي مكتب في الخارج ينتظرني لهذا أعذرني فلا أحب أن أوصف بالإهمال
- أنتي بلا شك غريبة الأطوار اليوم
قال لهدوئها ورقتها في الحديث معه .
وصل ضيفاه فعقد اجتماع حضره مندوبين من شركة براغت بالإضافة لماكس وبعد انتهاء الاجتماع ومغادرة الضيوف واحداً تلو الآخر وضعت ليُنارس الأوراق التي جمعتها على مكتبه وقد وقف قرب طاولة الاجتماعات يتفحص العقود قائلة
- هذه الأوراق سأطبعها عند عودتي ( ونظرت الى ساعة يدها مازالت تملك بعض الوقت لتناول غدائها فاستمرت ) وهذا الملف سأعيده الى مكانه وهذا سأضعه هنا لم يبقى شيء .. سأغادر ألان ( قالت وهي تتوجه نحو الباب فأمسكها من ذراعها مانعاً إياها مما جعلها تلتفت اليه قائلة وهي تسحب يدها منه ) أنهيت كل شيء
- الى أين
- كوليت بانتظاري سأذهب لتناول الغذاء معها
- ذات الشعر الأحمر
- أجل
- ألم تلغي موعدك معها
- لا
- وكيف علمتي أننا سننهي الاجتماع باكراً
- لم اعلم ولم يكن لديها مانعاً أن لم استطيع الحضور
- هيا ليُنارس
- ألا تريد أن أتناول غذائي
- بالتأكيد أريد
- سأتناوله أذاً
- وان كان لديك عمل ماذا تفعلين ( ابتسمت برقة قائلة )
- أطلب من مديري أن يؤجل العمل حتى عودتي وهو لطيف لدرجة لا يرفض لي هذا
- أنت واثقة
- في الحقيقة .. لا .. يجب أن أذهب وإلا لن أستطيع التركيز بعملي أن لم أتناول طعامي
قالت وهي تشير الى ساعة يدها وتنظر اليه وتسير نحو الباب قبل أن يتكلم فرفع ادمونت حاجبيه الى الأعلى وهو يتابعها .
- كيف كان الغذاء
- جيد ولذيذ
قالت مدعية لادمونت الذي خرج من مكتبه برغم من أنها تناولت وجبة سريعة وبمفردها
- وصديقتك
- أنها بخير .. أنت مغادر
- أجل وأن كان لدي مواعيد أجليها للغد فلن أعود
- ء ء ء ( هم ليغادر إلا أنه توقف ونظر اليها ليرى سبب ترددها ) كنت .. كنت أريد .. أريد أن
- أن ماذا ( قال ساخراً فوقفت عن مكتبها وسارت نحوه قائلة )
- كنت أقول بما أنك مغادر ولا يوجد زوار لديك وبما أن بتي موجودة هنا وأنا كما تعلم لا فائدة حقيقية ( عقد يديه معاً ووقف مصغي لها وهي تتابع ) من وجودي هنا كنت أفكر أن آخذ أذن بالمغادرة
بقيت عينيه معلقتين بها لثواني فحركت حاجبيها وعينيها تطالبانه برد فهز رأسه وهو يقول بذات الوقت
- لا
- آه ولكن أنا
- لا
- أسمع ما أريد قوله عـ
- لا
- بربك
- قلت لا ( وتحرك ليغادر فقالت بإصرار )
- سأغادر
حرك رأسه نحوها وقد وصل الى الباب ولمحها بنظرة أسرت القشعريرة بجسدها وشدد على كلماته قائلاً
- لا ستبقي حتى الرابعة
- يروق لك التحكم بأموري
- أنا راضي عن نفسي تماما
- ادمونت أنا بحاجة للمغادرة
همست بصوت خافت فأعاد رأسه للأمام كي لا تشاهد الابتسامة التي أطلت على شفتيه وحاول أعادت النظرة الجدية على وجهه قبل أن يستدير اليها متسائلاً
- ما حاجتك بها
- أحتاجها ولا تجعلني أتوسل فلن أفعل
- أذا لن تغادري
- آه هكذا أذاً
- أجل
- لا بأس ( وسارت نحو مكتبها بعصبية متمتمة ) لن أغادر ( فهز رأسه موافقاً )
- قرار صائب ( وتحرك من جديد نحو الباب ليقول قبل أن يختفي محذرا ) سأعلم أن غادرتي
فأخذت تتمتم بتذمر وهي تعقد يديها .
- مرحبا ( بادرها غاستون وهو يتوجه نحوها وقد وقفت على الرصيف تهم بقطع الطريق وأضاف ) مغادرة ( هزت رأسها بالإيجاب فاستمر ) ادمونت في مكتبه
- لا لقد غادر منذ وقت ( نظر الى ساعته متسائلاً )
- أنها الرابعة أين أجده ألان ألا تعلمين
- لا .. عن أذنك ( وهمت بقطع الطريق إلا أنه عاد للقول )
- ماذا لديك اليوم
- جدول أعمال ممتلئ لما
- كنت أفكر بعشاء لطيف
- هذا لطفاً منك ( قالت بتصنع وقد كرهت قوله لادمونت بأنها وعدته بالخروج برفقته واستمرت ) ولكن لا لا أستطيع
- لما ترفضين جميع عروضي ( تساءل مبتسماً ومخفي خيبة أمله ومستمراً ) هل تواعدين أحدا بجدية
ابتسمت بدورها وهزت رأسها بالإيجاب وهي تقول
- ليكن الأمر سراً بيننا .. وداعاً ( وابتعدت فلاحقها بنظراته والتفكير بادياً عليه ) .
- ليُنارس أين ملف مئة وثمانية لا أجده إبحثي عنه في أدراج مكتبك بينما أبحث هنا ( طلبت منها بتي وهي تبحث في أدراج الملفات وقد أصبحت التاسعة ولم يصل ادمونت بعد مستمرة ) ماكس يحتاجه هيا أسرعي أخذت تبحث بأدراج مكتبها بلا فائدة فقالت
- ليس هنا
- ولا هنا سأتأكد من مكتبي وأنت تأكدي ربما كان بمكتب مورغان
دخلت الى مكتبه تبحث بالإدراج المفتوحة وابتعدت عن المقفلة بحثت بين الملفات المصفوفة فوق بعضها على مكتبه دون فائدة تعلق نظرها بالملف الموضوع فوق المجلد الضخم في المكتبة فوضعت المقعد وصعدت عليه لتتناوله عن ظهر المجلد لتفتح أول أوراقه بارتياح أنه هو
- ماذا تفعلين
انتفضت في مكانها وشعرت بالمقعد يهتز فتطاير الملف من يدها لتتناثر أوراقه بينما أسرعت بوضع أحدى يديها على رف المكتبة مثبته نفسها في وقفتها ويدها الأخرى على قلبها وقد تعلقت عينيها بادمونت الذي صمت متفاجئ فقالت بصعوبة وقد استوعبت ما حدث
- ألا تستطيع أن تطرق الباب على سبيل التغير
تحرك نحو الأوراق المتناثرة في أرجاء مكتبه متجاهلاً قولها وقائلاً
- ماذا تفعلين في مكتبي وبأوراقي
- لا أسرقها بالتأكيد
- وكيف سأصدق هذا ( نزلت عن المقعد قائلة وهي تتنفس الصعداء لوقوفها على الأرض )
- طلبت بتي مني البحث عن هذا الملف ولم أجده سوى في آخر رف كنت أتأكد من رقمه عندما دخلت علي دون محاولة أن تلقي التحية بدل إفزاعي بهذا الشكل كدت أقع وأكسر عنقي هذا كان ليرضك
- كفى تذمراً
- لا أتذمر أنها الحقيقة تخيل أن وقعت ماذا كان ليحدث
- ولما أتخيل وأنت لم تقعي ( أجابها بنفاذ صبر فأصرت ومازالت ترتجف من الداخل )
- كدت أقع لقد شعرت بهذا ( رما حقيبته على مكتبه ونظر اليها قائلاً )
- أتريدين أن تعلمي ماذا كان سيحدث كنت أمسكت بك انتظري أن لدي خيال واسع كنت سأسرع نحوكِ وسأمسكك بك بذراعي ( وأستمر ساخراً ) وقد تشعرين بدوار فأحملك الى المقعد وبـ
- توقف لطفاً
قاطعته رافضة سماع المزيد وبدأت بجمع الأوراق المتناثرة ففتح ذراعيه قائلاً بسخرية
- لما أنت طلبتي مني أن أتخيل
- أنا أتراجع عن طلبي
راقبها مبتسماً ثم أنحنى ليجمع الأوراق معها قبل أن يقول وهو بقربها
- ألم أطلب منكِ ارتداء شيء رسمي بالعمل
- فعلت
أجابته وابتعدت لتحضر ورقة بعيدة عنها جمعت الأوراق وناولته مجموعتها فضمهم معاً قائلا
- سأتأكد أنها كاملة ساعديني بترتيبها
قاما بنشرها على الطاولة وأعادوا ترتيبها داخل الملف فأطلت بتي هاتفة
- هذا ما أبحث عنه ( ونظرة الى ادمونت مستمرة ) ماكس يريده ولم أجده ( قدمه لها قائلاً )
- أنه كامل ألان
- كامل .. لا أفهم ( تساءلت فقال متجاهلا قولها وهو يتوجه نحو مكتبه )
- دعي ماكس يعرج علي بعد أن ينتهي منه ( ونظر نحو ليُنارس متسائلاً ) لدي مواعيد اليوم
- أجل السيدة اليوت بعد نصف ساعة والسيد مارش في الثانية عشرة وبعد الظهر مع السيد أستون
- حسناً أحضري لي بريد اليوم ( انشغلت بقيت الفترة الصباحية بالعمل ) .
- أين تختفين ( بادرها ناند وهي تسير خارج الشركة فنظرت اليه بابتسامة بينما أستمر ) لما لم نعد نراك
- كنت منشغلة .. كيف أنت
- بخير لنتناول الغداء معاً
- هذا لطف منك ولكني لا أستطيع اليوم يجب أن أقصد بيت شقيقي
- يوم آخر أذاً
- بالتأكيد الى اللقاء .
وقفت امام منزل روجيه وهي تنظر الى ساعتها بعد أن طرقت عدة مرات دون ان يجيبها أحد لابد وأن أوديل ما زالت بالجامعة عليها رؤية روجيه فهو لم يعرج عليها منذ ذلك اليوم لم تكن دقائق حتى نزلت أوديل من سيارة الاجرة
- أنت هنا ساعديني ( طلبت منها وهي تحمل بعض الأكياس فحملت عنها بعضهم ) مستمرة
كان لدي محاضرة متأخرة وعرجت على السوق هل انتظرتني كثيراً ( هزت رأسها بالنفي ففتحت اوديل الباب مستمرة ) أدخلي سأعد بعض الطعام
- سأساعدك ( وقفتا في المطبخ فتسألت ليُنارس وهي تعد السلطة بينما انشغلت أوديل بشي الخضروات ) كيف روجيه
- علمَ أنك ذهبتي فغضب جداً وقال أنه لن يتحدث معكِ بعد ألان .. أنت تعرفينه هو هكذا عندما يغضب ولكني شاكرة لكِ فعلت الصواب لولاكِ لما علمت ماذا سأفعل أو كيف سنخرج من هذه الورطة
- جاء ادمونت بعد مغادرتكم ( حدقت بها أوديل فهزت رأسها مؤكدة ومستمرة ) كان بحالة يرثى لها بالنسبة لما أعتدت رؤيته .. وضعني أمام خيارين أعود للعمل بالشركة أو يرفع دعوى ضد روجيه لتهجمه عليه ويقدم الأوراق فما الخيار الذي كان أمامي
- فعلتي الصواب بذهابك .. ولكني بصدق لا اشعر بالراحة لادمونت هذا فهو يستمتع بإجبارك على العمل لديه لا تقلقي روجيه مصمم على تدبير المال مهما كان لا يريد أن تبقي هناك أنه على ثقة من أن مورغان لا يعاملك جيداً وأنت تخفين الأمر
- هذا ليس صحيحاً لا أقول أنه يعاملني بلطف ولكنه أحيانا يفعل أنه متقلب المزاج أحياناً أرى انه من السهل محادثته وتبادل الحديث معه وأحياناً أخرى لا يطاق أبداً .. بعد الذي جرى بينه وبين روجيه أعطاني إجازة والبارحة رفض أن أغادر قبل موعدي ادعي الغباء أحياناً فهو لا يسهل التعامل معه ( وتنهدت ) أنه يجعلني بحيرة من أمري .. وروجيه ماذا أفعل معه أنا على ثقة من أني فعلت الصواب
نظرت الى أوديل الصامتة فوجدتها منحنية قليلاً وتضع يدها فوق بطنها هامسة بذعر
- ليُنارس ( أسرعت نحوها لإمساكها وهي تتساءل بقلق )
- ما بك
- ألم .. سأ .. سأنجب .. ء .. ء
- ليس ألان .. ما زال أمامك وقت أنت تتوهمين ( هزت رأسها بتوتر وقد بدأت تتصبب عرقاً )
- سأنجب أسرعي ليا
- ماذا ماذا أفعل
- أتصلي بالإسعاف بسرعة
أسرعت للاتصال بالإسعاف الذي جاء ونقل أوديل للمستشفى فأخذت تسير بتوتر أمام غرفة العمليات وعند مشاهدتها الطبيب يقترب أسرعت نحوه قائلة
- انها في الشهر السابع
- لا تقلقي ستكون بخير
ماذا تفعل الان أين ستجد روجيه حدقت بساعتها بذعر ثم توجهت نحو الهاتف
- دوماك للعقارات
- بتي هلا حولتني لسيد مورغان
- انتظري قليلاً حتى أقوم بسؤاله ربما لا يريد مكالمتك فلقد سأل عنك منذُ قليل ولم يبدو راضياً لعدم عودتك .. لما لم تعودي بعد
- بربك بتي حوليني له الان
- انتظري قليلاً ( عادت بتي للقول قبل أن يتناهى له صوت ادمونت وهو يقول )
- من الأفضل أن يكون لديك عذراً مناسب لتأخرك
- أنا بالمشفى أوديـ
- لما ما بك
- أوديل ستنجب لا أستطيع تركها بمفردها لا أعلم أين روجيه وأنا قلقة ليس موعد إنجابها مازال أمامها شهران ( وأمام الصمت الذي حل دون سماعها شيء تمتمت ) هل تصغي أمازلت معي
أرخى ظهره على المقعد ورفع يده الأخرى ليدسها بشعره وقد بدا الضيق بعينيه قبل أن يقول
- أنا معك لا تعودي اليوم اليس هذا ما تريدين قوله
- أجل
- حسناً موافق
- أشكرك
أرادت أعادت السماعة ولكنها ترددت فهو لم يفعل لم تجرؤ على قول شيء ثم عادت تتمتم باسمه لتتأكد انه مازال على الخط فأجابها بهدوء
- أجل ( رمشت بحرج قائلة )
- لا بأس أن لم أحضر اليوم
- لا مشكلة
- جيد وداعاً
وأغلقت الخط بسرعة وقلبها يفارقها ما الذي يحدث لها هزت رأسها وتحركت مسرعة نحو غرفة الانتظار
- كم هو صغير ( تمتمت برقة وهي تنظر الى الطفل الصغير من خلال الزجاج الخارجي للغرفة وقد استلقى بالخداج ثم أوقفت ممرضة متسائلة ) هل سيبقى هنا لفترة طويلة
- بضع أيام فقط فهو بصحة جيدة لا تقلقي
- أوديل أنه رائع صغير جداً
- هل أعلمت روجيه
- لا لا أعلم عنوانه بالعمل
أخبرتها أوديل برقم الهاتف فاتصلت به وأعلمته بالأمر ليحضر مسرعاً الى المستشفى .
- صدقاً ما المميزات التي لديك لتجعلك تخرجين متى تريدين .. لم يجرؤ أي موظف على فعل هذا من قبل بعلم المدير طبعاً
- أنا لا أعمل هنا ( أجابت بتي المتكئة على الباب كالعادة والتي أضافت بفضول )
- وهذا أيضاً لا أستطيع أن فهمه لا ملف رسمي لكِ وشطب أسمك من سجل الرواتب .. الن تخبريني
- لا ( وحدقت بساعتها التي تشير الى التاسعة والنصف مستمرة ) ليس من عادته أن يتأخر حتى هذا الوقت
- تقصدين ( وأشارت برأسها الى باب ادمونت مضيفة ) الم يخبرك أنه مسافر اليوم
- لا ( ورفعت سماعة الهاتف الذي رن فقالت بتي )
- حولي المكالمات الى دنيز .. لا انتظري لقد جاء السيد مورغان
أطل ادمونت فبادرته ليُنارس وهي تنظر الى بتي بعدم رضا لادعائها
- مكالمة من يوهانس ( تناول السماعة وعندما أنتها سألته بتي بفضول )
- اعتقدت أنك غادرت ( وضع الحقيبة على المكتب مجيباً إياها )
- الملفات ليست كاملة
- لقد أعددتها البارحة بنفسي ( قالت بحيرة فنظر اليها وهو يفتح حقيبته قائلاً )
- هل أنهيت طباعة الأوراق الخاصة بالملتون
- لا
- ماذا تنتظرين إذاً ( نظرت بتي اليهما بانزعاج واستدارت مغادرة فأضاف لها ) أغلق الباب خلفك ( وبدء بإخراج الملفات من حقيبته متمتماً ) أعطيني مئة وخمس وعشرين وأربع عشرة
ناولته ما طلبه فتساءل
- كيف حال زوجة شقيقك
- إنها بخير وأنجبت صبياً رائع ( أجابته وأضافت عندما نظر اليها ) أصبحت عمة
- هل أستطاع تدبر تكاليف المشفى
- اجل
- جيد .. سأغادر الى برودو وكالعادة جميع مكالماتي يستلمها ماكس
وصمت ناظراً اليها بتفكير فتساءلت
- أي شيء آخر
- لا
قال باقتضاب وأغلق حقيبته وتحرك ليختفي في مكتبه قليلاً ثم غادر وهو يوصي بتي ببعض الأمور .
- مرحباً كيف أنت ِ
أطلت تولا من الباب بمرح وسارت نحوها بحماس بينما كانت ليُنارس تمسك حقيبتها وتنوي المغادرة فقالت بحيرة
- ادمونت لم يعد بعد
- أعلم حضرت لكي أراكِ أنظري ماذا أحمل
قالت بهمس وهي ترفع الكيس بيدها فانحنت ليُنارس ناظرة الى ما بداخلة وهي تعقد حاجبيها
- ما هذا .. ماذا ستفعلين بها
- سأطهوها أنا أدعوك للغذاء بمنزلك
- حقاً .. أنت ماهرة لهذه الدرجة
- ستساعدينني فلا أستطيع الطهي بمنزلي لا يسمحون لي بدخول المطبخ ( ابتسمت قائلة )
- ومن أين أحضرت هذا
- عرجت على البقالة القريبة من هنا
أرادت الرفض بلطف ولكنها لم تستطع وهي تشاهد حماسة تولا فعادت للقول
- حسناً هيا بنا لنعد غذاءً شهي .. هل تعلم والدتك انك برفقتي
- أجل .. كيف هو الطفل الذي أنجبته زوجة أخيك أهو صغير جداً
أكملت تقشير البصل وهي تتساءل
- انه كذلك .. كيف علمت بالأمر
- جئت لرؤيتك وادمونت فقال لي أن زوجة شقيقك في المشفى سترزق بطفل وأنتِ معها ألم يعلمكِ
- ربما فعل لا أذكر
- لقد أعلمته أن يوصل تحياتي لك ولكن لا يهم انه دائماً ما ينسى امري أنا متأكدة أنه لم يقل لك
- لقد فعل كما أنه يهتم بأمرك كثيراً هل أعجبتك الهداية التي أحضرها يوم عيد ميلادك
- عيد ميلادي لم يأتي بعد ( توقفت وحدقت بتولا وهي تقول ببطء )
- الم يهدك ادمونت محفظة معـ
- أجل مع أقلام وكتاب فعل أنه دائماً يحضر لي الهداية
- آه
- ماذا أفعل بهذا الان
سألتها وهي تمسك الوعاء وقد حضرتا السباغتي وعندما انتهتا جلستا على الطاولة لتتناولا الطعام
- اصطحبيني لأرى الطفل أحب رؤيته ( نظرت نحو ساعتها قائلة )
- لا أستطيع اليوم أنتِ تعلمين لدي عمل ووقت الاستراحة لا يكفي
- لا تعودي للعمل أتصلي ببتي وأعلميها أن تحل مكانك أن ادمونت يسمح لكِ بهذا
- أعلم ولكنه ليس هنا الان ومن غير المناسب تهربي من العمل سيزعجه الأمر
- لن يعلم
- قد يصل اليوم ويرى أني لم أذهب لا أحب الفكرة فالاصطدام مع أخيك ليس بالأمر السهل
- مضى على غيابه ثلاثة أيام فقط ولن يعود اليوم ( هزت ليُنارس رأسها بالنفي فتنهدت تولا )
- حسناً تريني إياه في المرة القادمة .. لقد أعلمت والدتي عن ذالك اليوم الذي خرجنا به وكم استمتعنا وأخبرتها أيضاً أنك أغضبتي ادمونت كثيراً عندما كان يريد اصطحابي إلى السينما وكنت السبب لعدم اصطحابه لي حينها .. لما فعلتي هذا
- أ .. أ أمر عادي أجل اختلفنا في أمر ولم يرق له ما قلته على ما يبدو وهكذا
نظرت اليها تولا بشك ثم أكملت طعامها مضيفة
- فوجئت والدتي عندما أعلمتها أنكِ تعملين بالشركة
- أتخبرين والدتك بكل شيء ( تمتمت بانزعاج ثم ابتسمت مضيفة ) دعيني أسكب لكِ المزيد
- سترافقينني الى الشركة ( تساءلت ليُنارس وهما تخرجان من البيت واستدارت لتغلق الباب بينما جرت تولا نحو الهاتف الذي على الطريق متجاهل سؤال ليُنارس التي عادت لتتساءل وهي تتابعها ) بمن تتصلين ( لكن تولا لم تجبها فأحكمت إغلاق الباب وسارت نحوها وهي تراقبها قبل أن تنظر نحو ساعتها قائله ) أسرعي لا أريد أن أتأخر
ابتسمت تولا وهي تنظر اليها طالبه منها الاقتراب ففعلت بحيرة أمام تقديم تولا سماعة الهاتف لها
- يريد محادثتك
- محادثتي أنا .. من ( قالت بحيرة وهي تلتقط السماعة )
- ادمونت ( وضعت يدها على السماعة وهي تنظر الى تولا بدهشة متمتمة )
- هل عاد
- لا أنا اتصلت به على رقمه الخاص .. هيا يريد محادثتك
ابتلعت ريقها وهي تضع السماعة على أذنها قائلة
- اجل سيد مورغان
- أعلمتني تولا أنك تصرين على الذهاب الى العمل ولا تريدين أخذ بقيت النهار إجازة
- هذا ما يجب فعله على ما اعتقد
- لا ترغبين بقضاء بعض الوقت برفقتها
- أنت تعلم أن علي الذهاب الى العمل .. لا أفضل التهرب
- حسناً ( قال ضاحكاً ) أنا أعفيك اليوم من هذا العمل
- لا بأس أذاً
- هل من جديد بالشركة
- لا ( وصمتت بتردد قبل أن تعود للقول ) متى تنوي العودة
- لدي بعض الأمور ما أن أنهيها حتى أعود .. أعتني بنفسك وبتولا
- سأفعل وداعاً ( وأعادت السماعة الى مكانها مستديرة الى تولا وهي تقول ) أيتها المشاكسة لما لم تخبريني أنك ستتصلين به
- ولما أنت محمرة هكذا ( سألتها ضاحكة وهي ترجع الى الخلف )
- سأريك ( تمتمت وجرت خلفها ) .
- لا أجد ماذا أقول ولكن هل جننتي تفي بالمطلوب إن حضر روجيه الان ماذا سأقول له أن هذه الفتاة شقيقة ذلك الرجل هكذا بكل بساطة
- لا تبالغي أنها مجرد طفلة ولا ذنب لها بما يفعله شقيقها
- ولكن روجيه ثائر عليه منذ تلك الليلة
- مازلت مصرة على أن روجيه هو المخطئ بتصادمهم .. حسناً هو أيضا بالغ بالأمر ولكن لم يكن من الضروري أن يصلوا الى القتال ( ونظرت نحو تولا الواقفة بجوار السرير وتداعب روني بأصابعها ) ولو لم يعطيه فرصة لكان روجيه الان بالسجن تذكري هذا
- أراك تدافعين عنه
- أنا أقول الحقيقة فقط
- الحقيقة عزيزتي انه أعطا روجيه فرصة بسببك أنت ليس إلا فشقيق هذه الفتاة لا يضمر لنا الخير لتعلمي هذا
التزمت ليُنارس الصمت فاوديل على حق فمن تخدع بإنكار هذا تنهدت أوديل المستلقية على المقعد أمامها وعادت للقول بعد فترة من الصمت والتفكير العميق
- أفكر بزيارة أمي ما رأيك
- فكرة جيدة وترى حفيدها الصغير ستقع في غرامه على الفور
- أتعتقدين هذا
- أنا واثقة
- أرجو ذلك .
- أين كنت البارحة لما لم تعودي الى العمل ماذا تعتقدين أن المدير ليس هنا تخرجين متى تريدين أنا مضطرة لأرفع الأمر الى الجهة المسئولة لن أغطي عليك
- أفعلي ما تريدين بتي ولكني أخذت أمر المغادرة من المدير بنفسه
- ولكنه لم يعد بعد وأنا لن أغطي عليك مهما حاولتي
صمتت وهي تسمع صوت المصعد يفتح نظرت الى القادم قبل أن تقول
- تفضل سيد فيتور
- مرحباً بتي كيف أنت
- جيدة ما هذا ( وتناولت منه بطاقة قدمها لها مستمرة ) أهي دعوى
- هي كذلك إنها لحضور حفل سنقيمها في فندق البرنج أنتِ مدعوة .. وكذلك أنتِ ( أضاف لليُنارس وهو ينظر إليها ويقدم لها بطاقة أخذتها منه شاكرة بينما أضاف ) ستأتي اليس كذلك
- سأفكر بالأمر
- أنا قادمة لن أفوتها أبداً ( تمتمت بتي بابتسامة فنظر اليها متسائلاً )
- لم يعد ادمونت بعد
- أسألها هي ( لمحت بتي بضيق ثم نظرت الى غاستون قائلة باقتضاب )
- لا لم يعد بعد ( وتحركت نحو مكتبها لتجلس خلفه فتبعها قائلاً )
- أجد صعوبة باختيار واحدة ترافقني في هذه الأمسية ( تجاهلته وادعت أنها مشغولة بترتيب مكتبها فأستمر ) وبما انك اصبحتي مدينة لي بالكثير فما رأيك
رفعت نظرها اليه قائلة
- كنت أرغب بهذا ولكني لا أستطيع ( وعادت نحو الأوراق أمامها لترتبهم )
- ليست الدعوة الأولى التي ترفضينها وفي الحقيقة لستُ معتاداً على الرفض
- الأمر ليس شخصي ولكني حقاً مشغولة أعتذر لا أستطيع
تأملها لثواني وقد تجهم وجهه ثم وضع يديه على مكتبها ومال قليلاً نحوها قائلاً بصوت خافت
- ماذا افعل لترافقيني كم سيكلفني الأمر
نقلت نظرها به وقد بدت المفاجئة على ملامحها قبل أن تتمتم
- كم ماذا
- كم ستكلفينني اليس هذا هو سبب رفضك المستمر لابد وانك تريدين شيئا وأنا مستعـ
- سيد فيتور ( قاطعته قائلة وهي ترفض سماع المزيد ومستمرة بجدية ) ارجوا منك المغادرة
بدا عدم الرضا عليه واستقام بوقفته لامحاً إياها بنظرة ليقول وهو يتحرك مغادرا
- كما تريدين .
- لما لا يحضر والد السيد موغان للاطمئنان على سير العمل بغيابه
تساءلت ليُنارس في اليوم التالي عندما كانت وبتي تعدان الأوراق التي طلبها ماكس فأجابتها
- لقد ترك الشركة ليديرها ادمونت منذ ثلاث سنوات وقد كان ادمونت قبل ذلك يعمل سكرتيراً له وخلالها كسب خبرة كبيرة وبعد تدهور صحته فضل أن يستلم ابنه أدارت الشركة وهو يستريح وله ثقة كبيرة بماكس وبعامليه لذا لا يقلق على أمور الشركة في غياب ادمونت .. أنه يعيش حياة رائعة الان دائم السفر والرحلات لا شيء يوتر أعصابه .. أتعلمين أنهم يملكون يختاً رائع ( توقفت عن المتابعة وقد كانت مسترسلة بالحديث وحدقت بليُنارس بشك قائلة ) ولما تسألين
- مجرد فضول .
- دوماك للعقارات ( رفعت سماعة الهاتف وأسندتها بكتفها لتستمر بالطباعة )
- كيف أنت ليُنارس ( توقفت عن الطباعة وأمسكت السماعة جيداً قائلة بتردد )
- بخير سيدة مورغان ( ضحكة هيلينا بنعومة قائلة )
- عرفتني بسرعة كيف هو العمل بغياب ادمونت
- جيد كل شيء يسير وكأنه موجود
- أنا واثقة من هذا .. لا أعلم كيف أقول هذا ولكن تولا مصرة على القدوم اليك
- لا بأس يسرني حضورها
- أعلم ولكن أنا ووالدها مغادران الى يروب الليلة وفي العادة تبقى برفقة ادمونت أذا لم ترغب بمرافقتنا وادمونت مسافر وهي ترفض بشدة البقاء عند خالتها وتصر أن تحضر اليك
- لا مانع لدي ستكون بخير اطمئني
- أنا واثقة من هذا أذاً لا بأس لا أريد إزعاجك
- لا إزعاج أبداً .. متى ستحضر
- ستعرج عليك بعد قليل
- أنا بانتظارها
حضرت تولا المتحمسة وجلست بهدوء تقرأ أحد الكتب حتى انتهاء ليُنارس من العمل فغادرتا وقد كانت تولا تثرثر طوال الوقت بفرح
- أحضرت كل ما يلزمني هنا ( وإشارات الى الحقيبة التي تحملها على ظهرها مستمرة ) الى أين سنذهب ألان
- لدي عمل آخر سترافقينني .. سيعجبك المكان كما أنه قريب من ساحة لتزلج
- رائع
عند وصولهم غادرت تولا لتزلج ثم عادت لتتفحص محتويات المكتبة بفضول وصلتا الى البيت وهما تتناولان الشطائر ولم يكن وقت حتى غطت بالنوم مستسلمة .
- الى متى ستبقى ( تساءلت اوديل التي حضرت في صباح اليوم التالي بضيق )
- لا أعلم بالتحديد أخبرتني أن شقيقها سيصل غداً الاثنين
- إنها تحب رفقتك بلا شك
- وتحب الصغير
قالت وهي تراها تداعب روني بسعادة فسارت نحوهما وحملته لتداعبه هي أيضاً
- أنا فزت
هتفت تولا وهي تقف بحماس فأسرعت ليُنارس بالقول وقد كانتا تلعبان الدومينو
- لا .. انتظري أنا فزت
- أنت تغشين .. لنعيدها وسنرى من سيفوز دون غش ليُنارس
أخذت ليُنارس تضحك بمرح وقد جلستا على الأرض ووضعتا طبقين من البوشار بجوارهما .
غطتها جيداً بعد ان نامت على السرير ثم سارت الى الصالة وأدارت التلفاز لتجلس على المقعد وتضع الوسادة بحجرها يا له من يوم حافل أنها تتصرف كالأطفال برفقة تولا .. أخرجها من شرودها طرقات خفيفة على الباب فنظرت نحو ساعة الحائط وهي تسير باتجاهه بحيرة
- من
- هذا أنا ( فتحت الباب وتعلقت عينيها بادمونت الوقف أمامها ) مساء الخير
- مساء الخير .. اعتقدت أنك ستصل غداً ( بادرته فأبتسم بكسل مجيباً إياها )
- انتهيت من عملي وعدت .. تولا هنا ( وأشار برأسه الى الداخل فهزت رأسها قائلة )
- إنها نائمة
- أتستطيعين إيقاظها
- لما .. لما لا تدعها وغداً أحضرها معي ( حرك كتفيه قائلاً )
- لا بأس ( ونظر حوله بأرجاء الحي وهو يضيف ) أرجو أن لا تكون قد سببت لكِ الإزعاج ( ثم أستقر نظره عليها مستمراً ) فوجئت عندما أعلمتني والدتي أنها تركتها برفقتك
- لم يزعجني حضورها .. هل كانت رحلتك جيدة
- أنا على استعداد للإجابة على جميع أسئلتك ولكن ليس وأنا أقف على عتبة المنزل بهذا الشكل سيثرثر جيرانك أكثر ( ووضع يده على الباب ليدفعه برفق كي يستطع المرور وهو يستمر ) وأنا على ثقة من أنكِ حريصة على أن لا يحدث هذا
تراجعت للخلف لتسمح له بالدخول لتقول وهي تغلق الباب وتتحرك نحو المطبخ
- سأعد القهوة
أعدت القهوة بسرعة ووضعت أكواب القهوة على طاولت المطبخ وهي تنظر اليه وقد جلس باسترخاء على أحد المقاعد في الصالة ورفع رأسه الى الأعلى مغمضاً عينيه فلمحته بنظرة شاملة مفكرة أن الثياب البسيطة تليق به أكثر من البذلات الرسمية التي يكثر من ارتدائها وتجعله يبدو جذاباً .. طبيعي .. لو كان غير ادمونت مورغان حركت رأسها تطرد تلك الأفكار وحملت الصينية الى الصالة وضعتها على الطاولة الصغيرة أمامه ففتح عينيه وجلس جيداً فنظرت الى وجهه وهي تسكب القهوة وقد احمرت عينيه قليلاً قائلة
- تبدو متعباً
- لم أحصل على الوقت الكافي للاستراحة والنوم ( وحرك يده بشعره الأسود المتناثر متسائلاً ) فكرت من كانت حضور تولا للمبيت هنا ( وضعت أمامه كوب القهوة ببطء وهي تفكر بقوله ثم تناولت لنفسها واحداً وجلست بالمقعد المقابل له فاستمر ) أنتِ عرضت على تولا الأمر
راقبته بصمت قبل أن تتساءل ببطء
- وأن فعلت ما الفرق
- الفرق كبير
واستقرت عينيه على عينيها بكسل بينما بدأت تشعر رغماً عنها بشيء يشتعل بداخلها ما كان عليها إدخاله من قال أنه متواضع بل هو متعجرف أناني تعرف الى ماذا يلمح فأجابته بجدية
- تأكد تماماً أنها لم تكن فكرتي ولتعلم أني أستلطف تولا لأنها تولا وليس لأنها تولا مورغان ولا لأنها تولا شقيقة ادمونت مورغان ولقد أعلمتك من قبل أني لن أرافقها كي لا تتهمني باني أحاول استمالتها وها أنت تفعل
- ولكنك رافقتها فها هي تبات هنا وهذا أمر لم أكن لأتخيل أن يحدث ومن قبل اتصلت تريد منك قضاء اليوم برفقتها
- والدتك من قامت بالاتصال بي وطلبت مني ذلك وما كنت لارفض
رشف من كوبه دون أن يرفع نظره تليها وهو يقول بتفكير
- علي توضيح بعض الأمور على ما يبدو لوالدتي
- ارجوا أن تفعل وأن كنت ترى أني لا أصلح لكي تتحدث شقيقتك العزيزة معي فأرجو منك إعلامها بهذا كي لا يتكرر هذا الأمر ( أضافت بضيق فرفع عينيه بهدوء ليلاقي عينيها فاستمرت دون أن ترمش حتى ) أصبح الوقت متأخراً سأوقظها لك
وضعت كوبها على الطاولة وهمت بالوقوف إلا أنه أوقفها قائلاً
- لا تحب أن يوقظها أحد وهي نائمة ستنزعج ولن تعود لنوم
تأملته بصمت بعد قوله هذا ثم عادت للجلوس في مقعدها قائلة بتاجهم
- سأحضرها معي غداً أذاً
هز رأسه بالإيجاب وجال بنظره بأرجاء الصالة ثم عاد بنظره اليها قائلاً
- هل تناولت طعاماً جيد
عقدت أصابع يديها معاً مانعاً نفسها من قذفه بالكوب الذي أمامها وأجابته محاولة أن تبدو لا مبالية وبابتسامة باردة
- ما تناولته أنا تناولته هي
- أرجو أن يكون طعاماً صحي
- آه حقاً
قالت بسخرية وهي تخفي ما يدور في داخلها ألان بينما اكتست ملامح وجهه بالغموض لو تستطيع أن تعرف ما الذي يفكر به تحرك للأمام ووضع كوبه على الطاولة متسائلاً
- أحدث شيء بالشركة أثناء غيابي
- لم ألاحظ أي شيء غير اعتيادي
هز رأسه هزة خفيفة ثم وقف وهو ينظر نحو ساعته مستمراً
- تأخر الوقت سأغادر ( وتحرك نحو الباب ليستدير نحوها ويده تمسك بمقبض الباب قائلاً ) أراكما صباحاً
وخرج مغلقاً الباب خلفه فبقيت تحدق بالباب المغلق وشعورها بالغيظ منه يتناما في داخلها .
منذُ وصولهما في صباح اليوم التالي دخلت تولا مكتبة لتقضي بعض الوقت برفقته قبل أن تغادر برفقة جاد الى منزله لتغرق هي وبتي بصباح حافلاً بالعمل والاجتماعات وبعد الغداء أطلت إيفا التي تذكرها جيداً
- آه أنتِ الست تلك الفتاة وحسبتك ( بادرتها إيفا فور دخولها فأخذت تستمع لها بملل بينما استمرت ) لست سوى سكرتيرته وأنا التي اعتقدت .. لا عليك أنه لسوء ظن ( واقتربت من مكتبها مضيفة ) أخبري ادمونت أني هنا
دعتها للجلوس وأعلمته بقدومها فصمت لثواني قبل أن يطلب منها إدخالها وبعد مضي بعض الوقت خرج مودعاً ضيفته ليعود نحوها قائلاً
- هل وصلت أي فاكسات
- لا
- أنتظر فاكس من شرمي بيترون عندما يصل أدخليه لي فوراً ( وتحرك ليدخل مكتبه الا أنه توقف واستدار اليها قائلاً ) أريد رؤية دنيس من قسم ثلاثة بالإضافة الى رئيسه الان
وسار عائداً الى مكتبه ففعلت ما طلبه منها .
دخل دنيس المكتب وبدء يتمتم ببعض الكلمات بتوتر مع بتي ثم اطل على ليُنارس ليقف فاتحاً فمه بدهشة
- أنتِ .. أنتِ تعملين هنا .. الهذا يريدني .. ولكن لما أخبرته أنا لم أغادر سوى مرتين فقط و .. وكنت مضطراً للمغادرة
- أنا لم أخبره بشيء ( صمت متأملاً إياها قبل أن يتساءل بتوتر واضح )
- ألا تعلمين أذاً لما يريد رؤيتي
- ليس من عادته أخباري
ورفعت السماعة لتعلمه بوصوله ثم دعته لدخول لم تمضي دقائق حتى أطل رئيس قسمه فأدخلته أيضاً .
خرج دنيس ورئيسه مكفهري الوجه نظر اليها دنيس وقد اشتعلت عينيه بضيق قائلا
- فعلتها إذاً .. لست سوى جاسوسة لمورغان سأتأكد أن يعلم جميع العاملين بهذا
- هيا دنيس
قال رئيسه بتجهم وسحبه خارج المكتب بينما تابعتهم بعينيها قبل أن تقوم بجمع الملفات التي أوصلتها لها دنيز لتدخل اليه وقد وقف قرب طاولت الاجتماعات مشغولا باعادت هيكلة نموذج المبنى التجاري الذي يقوم بالعمل عليه فبادرته وهي تضع ما بيدها على مكتبه
- هذهِ الملفات التي طلبتها
لمحتهُ لتراه منشغل بما أمامه فهمت بالمغادرة إلا انه أوقفها قائلاً دون النظر اليها
- لما لم تلبي دعوة غاستون فقد خاب أمله كثيراً ( تأملته بغيظ وهي تقول )
- لدي أمور أكثر أهمية من حفلته
- لن تذهبي الى الحفل أذاً
- لا
- حتى لو ( واستدار ناظرا اليها وهو يستمر ) قمتُ بدعوتك بنفسي وطلبت منكِ مرافقتي
تأملته بصمت قبل أن تقول
- حتى لو فعلت
- ما رأيك ليُنارس ( قال متجاهلاً قولها وهو يقترب منها فتابعته بحذر وهو يقف بجوارها مسنداً نفسه على مكتبه ومضيف ) أن تحصلي على راتب مقابل عملك هنا
- هذا كرم منك ولكني لا أحتاجه
أجابته بحذر وهي تشعر بأن أمراً ما يجول بذهنه كي يعرض هذا عليها
- ستأخذين كما تأخذ بتي بالإضافة
- أنا هنا لهدف سيد مورغان أتذكر شقيقي مختلس وأنا رهينة حتى يدفع لك كامل المبلغ
سارعت بالقول وهي لا تريد أن تسمع ما يرد قوله
- لستِ رهينة لكِ كامل الحرية وأن توقفتي عن معارضتي ستنالين ما تشائين .. ما رأيك
- بماذا ( سألته وهي تدعي الغباء فتمتم بهدوء لايبعث على الراحة )
- بما قلته لكِ
- لم أفهم شيء مما قلته ( ضاقت عينيه النظرتان اليها وقال بحدة خافته )
- أنا أدعوكِ لمرافقتي للمرة الثانية متجاهلاً رفضك الأول ما رأيك وفكري جيداً قبل الإجابة هذه المرة
إنه يهددها شعرت بازدياد خفقات قلبها كيف ستخلص نفسها منه ألان عقصت شفتها السفلى مفكرة بسرعة وقد ظهرت ملامح الارتباك على وجهها ثم رفعت نظرها اليه قائلة بحزن ورقة
- أنت تعلم أني أعمل مساءً والحفلة يوم الثلاثاء لقد كثرت إجازاتي وجوزيال لن تسمح لي بالتغيب لن يرضيك أن أفقد عملي من أجل حضور حفلة ضميرك لن يسامحك أبداً تعلم أني لن أرفض طلبك ولكن ظروفي لا تسمح لي كما أني لا أملك الأثواب المناسبة لهكذا حفلات وحقاً أنا أتوتر من المناسبات الضخمة ولا أحبها وقد أتصرف بغباء وأنت المميز دائماً بصحبة الفتيات ستسلط الأضواء عليك ولن أعرف كيف أتصرف أنا واثقة أني سأتصرف بتهور لن يروق لك أن تكون مرافقتك بهذه الصفات
توسعت عينا ادمونت المحدقتان بها وهي تتحدث بسرعة وعندما انتهت ونظرت اليه ببرائة بدأ يضم شفتيه محاولا إخفاء ابتسامة كادت تطل عليهما فأشاح بوجهه الى الجهة الأخرى ثم عاد ليحدق بها وهو يبتسم باستغراب
- ثلاث وثمانون كلمة في خمس ثوان
- أفعلت
- اجل ( وعقد يديه معاً مضيفاً ) إذا
- لم انجح على ما يبدو
- في إقناعي أم في محاولة تشتيتي ( حركت عينيها بحرج ثم هتفت )
- هاتفي يرن ( وتحركت نحو الباب تهم بالمغادرة )
- توقفي ( أمرها فتجمدت في مكانها واستدارت نحوه ببطء لن تتخلص منه بسهولة تأملها قليلاً بصمت ثم قال ) أحضري لي ملف بومك
هزت رأسها بارتياح وغادرت وهي تتنفس الصعداء عرجت مساءً على روجيه فلم تجده بالبيت تركت له ملاحظة دستها من تحت الباب فهي لا تعلم أي شي عنهُ منذُ سفر أوديل لرؤية والدتها .
أخذت تتصفح الصحيفة صباحاً بفضول فقد شاهدت مجموعة من الموظفين عند دخولها الشركة يحملون الصحيفة ومجتمعين حولها يثرثرون توقفت نظراتها على صورة لادمونت وسيسيل تغيرت ملامح وجهها وهي تقرأ ما تحت الصورة
( تمت المأدبة بنجاح وقد حضرها أبرز الشخصيات .. وادمونت مورغان برفقة خطيبته سيسل باترك بورن حضروا أيضاً وقد تمت خطبتهم في جولته الأخيرة الى بردناي حيث تم إعلانها في قصر الأب الثري بشكل غير علني اقتصر الأمر على أفراد العائلتين المقربين ..
- هل الأمر مهم لهذه الدرجة ( رفعت نظرها لتحدق بادمونت الذي اقترب منها مضيفاً ) ما الشيء الذي يجذبك بهذه الدرجة
تابع وهو يأخذ الصحيفة من بين يديها ناظراً الى الصورة وبدأ يقرأ لتشتد ملامحه بينما تمتمت
- تهانينا
- على ماذا .. كيف علم أنها رافقتني .. تباً ( وحدق بليُنارس مستمراً بسخرية ) هل سأرتبط دون علم والدي وشقيقتي
- يجب أن توقفه فلا يحق له ملاحقتك وتلفيق الأكاذيب حولك
أعاد الصحيفة على مكتبها مجيباً
- هذا ما يريده حتى يثب لنفسه أنه أستطاع استفزازي ولكن لا لا يهمني الأمر فل يقل ما يريده ( وتوقف عن المتابعة وتعلقت عينيه بها مستمراً ) هناك مشكلة واحدة الخبر أنتشر بالصحف لذا سأفصل هاتفي الشخصي ولا أريد أي اتصال شخصي أي أحد يطلبني بشؤون العمل فقط تحوليه لي ولا تدخلي أحد دون موعد مسبق لكِ كامل الصلاحيات بمنعهم من الدخول
ودخل الى مكتبه فحدقت ببابه ثم بالهاتف هو يكتب عنه وهي تتورط بالتخلص من المعجبين
- مرحباً ادمونت هنا
حركت رأسها الى الخلف لترى سيسل بورن التي ترافق ادمونت بالصورة تبدو في أبها صورة وتسرح شعرها الكاريه القصير بشكل جميل وترتدي ثوباً قصيراً جذاب ابتعدت عن آلة التصوير وتوجهت نحو الهاتف قائلة
- تفضلي سأعلمه بحضورك .. آلآنسة سيسل هنا
ضاقت عينيه وأخذ يطرق بالقلم على مكتبه مفكرا وهو يقول
- أدخليها
فعلت ما طلبه وبعد مضي بعض الوقت غادر هو وضيفته معاً ولم يظهر على سيسيل أي انزعاج من ما نشر بالصحف عاد في الثالثة والنصف وبدا عصبي وهو يتوجه نحو مكتبه قائلاً
- هل أصبحت الأوراق التي طلبت منك إعدادها صباحا جاهز
- اجل
- احضريها ( جمعتها وأدخلتها له تناولها متسائلاً وهو يجلس خلف مكتبه )
- لدي مواعيد
- لا السيد براون أتصل وأجل موعده الى الغد
- ما هذه ( سألها وهو يحدق بالأوراق التي أمامه )
- أنها التي طلبت مني أعداد نسخ عنها
- لا ليست هذه ليُنارس ( نظرت اليه بدهشة ومن ثم الى الأوراق مؤكدة )
- ولكني واثقة
- طلبت إعداد نسخ للعقود الخاصة بمشروع المالتران
- ولكني متأكدة أنكـ
- توقفي ( قال بضيق مستمراً ) ليست هي ما طلبت أتجيدين صعوبة بالقول أنك أخطأتي
- لم أخـ ( توقفت عن المتابعة فهو عصبي ويريد أن يتشاجر مع أي أحد لهذا جمعت الأوراق عن مكتبه قائلة ) أعتذر لم أنتبه سأعد العقود الخاصة بالمالتران على الفور
- فلتسرعي فانا احتاجها الان ولا أريد مزيداً من الإهمال ( تجاهلت قوله قائلة )
- ماكس طلب مقابلتك فور عودتك أعلمه بقدومك
- أجل أفعلي
جاء ماكس وغادر وهمت هي بالمغادرة وقد أصبحت الرابعة فأدخلت له الفاكس الذي وصل لتو قائلة
- وصل هذا الان ( وضعته أمامه مستمرة ) أتريد شيء قبل مغادرتي
- أجل ( أجابها وهو يقرأ الفاكس فبقيت واقفة الى أن وضعه جانباً ونظر اليها قائلاً بهدوء ) أعتقد أني خلطت بين الملفات لذا أنا اعتذر ( رمشت متفاجئة فهي لم تتوقع ذلك أبتسم بود وهو لا يبعد نظره عنها مضيفاً ) أنا عصبي هذه الأيام وسوء حظك جعلك تحضرين أمامي
أجابته بهدوء واقتضاب
- لا باس .
لم يكن اليوم التالي أفضل ولكن مغادرته باكراً جعلها تشعر ببعض السكون والهدوء يعم المكتب
- ليًنارس انتظري ( توقفت على الرصيف واستدارت برأسها لترى تولا تجري نحوها بسرعة وهي تحاول تثبيت حقيبتها على ظهرها وقفت أمامها لاهثة وقائلة ) جيد أني استطعت لحاقكِ كنت خائفة أن تغادري قبل أن أراك
- هل جئت لتناول طعام الغذاء معاً ( تسألت وهي تفكر بطريقة لتَهرب منها فلا نية لديها لسماع كلام شقيقها حول هذا الأمر من جديد هزت تولا رأسها بالإيجاب فأضافت ) أتصلي وأعلميني بقدومك في المرة المقبلة وسأنتظرك ولكن اليوم لا اعتقد أني استطيع أيعلم ادمونت أنك هنا ( هزت تولا رأسها بالإيجاب من جديد ولكنها لم تبدو على مايرام مما جعل ليُنارس تضيف باهتمام ) ما بك .. هل حدث شيء
- ليُنارس .. أنا .. لا لاشيء ( بدت مترددة فعادت لتتساءل وعينيها لا تفارقان تولا باهتمام )
- ماذا هناك ( أخفضت تولا نظرها ووضعت يديها بجيب الأفرهول قائلة )
- أنا لم أخبر ماتي أني سأعرج عليك وادمونت لا يعرف أني سآتي الى هنا و.. والسيارة تقف هناك بانتظاري
- لم تأتي لتناول الغذاء برفقتي ( هزت رأسها بالنفي وقالت وهي ترفع كتفيها معاً )
- جئت لأعلمك بشيء ( ونظرت اليها مستمرة ) أنا لا أقصد أن أكون واشية ولكن أن لم أفعل لن أسامح نفسي الأمر لا يروق لي
- ماذا هناك
- عديني بالا تعلمي ادمونت أني أخبرتك ولا تغضبي منه أيضاً لم يقصد هذا ولكن غاستون هو الذي بدأ الأمر وأستفزه
- توقفي أنا لا أفهمك ما شأن غاستون و .. تعالي سنجلس هناك وتشرحي لي كل شيء ( جلست بالمطعم والقلق يتملكها قائلة ) أخبريني الان
- لست واشية وهذا الأمر ليس من عادتي
- أعلم وأصدقك وأنا متأكدة أنك تهتمين لأمري فنحن صديقتان
- حسناً ولكن ستعدينني بالا يعلم أحد أني أخبرتك
- أعدك
- وأن لا تغضبي من ادمونت ( صمتت لثواني ثم تمتمت )
- أعدك لن أغضب منه
- سمعت حديثه مع غاستون بالصدفة وقد زاد فضولي عندما سمعتهما يتحدثان عنك ( صمتت وابتلعت ريقها بينما ليُنارس تستمع لها بكل حواسها فأضافت ) دعاك غاستون لمرافقته وأنتِ لم توافقي اليس كذلك ( هزت رأسها بالإيجاب فاستمرت تولا ) سأله ادمونت لما يصر على دعوتك فقال انك لستِ من النوع الذي يواعده بالعادة وانكِ مختلف و .. اعلمه ادمونت انه مهما فعل لن تخرجي برفقته فتحداه غاستون وأستفزه ببعض الكلمات لذا تراهنا على ذلك
- تراهنا ( تمتمت بذهول وقد شعرت بقشعريرة تسري بأرجاء جسدها هذا هو الأمر إذا )
- نعم أرجوك لا تغضبي منه قلت لكِ أستفزه وقد اتفقا أن أستطاع غاستون أقناعك بمرافقته سيحصل على السيارة التي يملكها ادمونت
- سيارته ( تمتمت وهي تفتح فمها عاجزة ومستمرة بصعوبة ) إنهما مجنونان
صمتت تولا بارتباك قبل أن تقول
- ماذا ستفعلين
- لن أفعل شيء أنا لن أرافق غاستون مهما حاول ( أجابتها بعصبية مستمرة ) لا يحق لهم هذا رباه
- لا شأن لادمونت بالأمر غاستون هو السبب ( حدقت بتولا بتفهم فهو شقيقها في النهاية )
- أشكرك لأعلامي بهذا ( تحركت تولا واقفة بخجل وهي تقول )
- سأذهب جاد مازال بانتظاري .. أراك قريباً
ابتسمت لها بصعوبة وسارت بالطريق على غير هدى هذا هو الأمر إذا ادمونت واثق أنها لن ترافق غاستون وغاستون يصر على دعوته لها رغبتاً بالفوز على ادمونت واخذ سيارته إنها تشعر بالأهانة الا يكفيها ما هي به لما لا يدعانها وشأنها لم تشعر بحياتها بهذا الذل الذي تشعر به الان إنهما يلهوان على حسابها هل يجب أن تتحمل هذا الأمر يا لهما من متطفلان أفسدهما الدلال لم تتناول غذائها وبقيت تسير على غير هدى وعندما أنتهى وقت الاستراحة عادت نحو الشركة كارهة توقفت منتظرة المصعد وعندما فتح دخلت ليأتي خلفها غاستون مسرعاً
- انتظري ( دخل بمرح مستمراً بابتسامة ) كيف أنتِ
كانت لا تستلطفه ولكنها الان تكرهه فأجابته باقتضاب
- بخير .. السيد مورغان ليس هنا لا داعي لصعودك
أبتسم وضغط على زر المصعد وهو يقول
- اتصلت به قبل قليل أنه فوق ( عقدت يديها معاً وأشاحت بوجهها عنه )
- أتعلمين ( نظرت اليه لتوقفه فأستمر وهو يقترب منها بهمس ) أنت تروقين لي جداً بك شيء مميز ( نقل عينيه بعينيها المحدقتان به مستمراً ) لكِ سحر خاص لا أعرف ما هو بالتحديد ولا
- لا بد أني أجمل من رأت عينيك من النظرة الأولى شعرت بانجذاب نحوي آه قد أكون مميزة عن غيري و و و ماذا تريد ( قالت بجدية مقاطعة إياه ومستمرة ) الى أين تريد الوصول
- هدئي من روعك لم أرى فتاة تغضب عندما يمدحها أحدهم
- لا تجهد نفسك لا أحتاج لكَ لكي تمدحني
- ثقة غريبة بالنفس
وقبل أن تجيبه فتح باب المصعد ليظهر أمامها دنيس الذي تجهم عند رؤيتها دخل المصعد ورفع ملفاً بيده قائلاً لها بعجرفة
- أنا صاعد للأعلى لإيصال هذا فالستُ مغادراً
رفعت عينيها الى الأعلى وأخذت نفساً عميقاً متمته
- وما شأني أنا
- كي لا تقومي بإيصال معلومة خاطئة .. عن أذنكما
أضاف والمصعد يتوقف فبادرها غاستون
- جو الشركة أصبح مملاً من الأفضل لكِ الترويح عن نفسك .. رافقيني الى الحفلة غداً وسترين كم سنستمتع وهذه فرصة كي نتعرف على بعض أكثر كما أني سأعرفك على والدي وهذهِ ميزة فأنا لا أقدم لوالدي تلا أصدقائي المميزين ( بقيت مصغية له بهدوء غريب وهو يتحدث وقبل أن ينتهي فتح باب المصعد فتحركت مغادرة دون أن تتفوه بكلمة فتبعها متفاجأً ) ولكن انتظري قليلاً .. أنا أحدثك .. مرحباً بتي ( دخل خلفها المكتب وأغلق الباب خلفه مضيفاً وهي تجلس خلف مكتبها ) لما فعلت هذا أنتِ غريبة الأطوار أتعلمين
تناولت سماعة الهاتف متجاهلة إياه
- السيد فيتور هنا ( أعادت السماعة مشيره بيدها الى مكتب ادمونت وهي تقول ) تفضل
حدق بها غاستون وقد شعت عينيه وبعد صمت اقترب قائلاً ً
- لما تفعلين هذا لما تعامليني بهذا الشكل هل صدر مني ما يبرر تصرفك أن حدث فأنا أعتذر رغم أني لا أذكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق