انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الخميس، 12 سبتمبر 2019

آل ماردونز 2

- انا كذلك فلا قدرت لي على محادثتك الان ولولا عزفك المزعج لكنت غفوت 
اجابتها فيرا وهي تصعد خلفها الادراج فقالت بتذمر وهي تلمح فردريك الذي يتابع ما يحدث باهتمام واستمتاع
- ليس لديكم حس موسيقي هنا 
- لا نحتاج اليه .. وانتَ ما الذي تفعله هنا 
استقام فردريك بوقفته قائلا لقول فيرا المتجهم 
- عمتم مساء 
وتحرك مبتعدا فأضافت فيرا لها وهي تراها تتوجه نحو غرفتها
- اريد ان تمضي هذه الليلة بهدوء جوزفين اتدركين ما اقوله بهدوء 
نظرت نحوها وهي تفتح باب غرفتها قائلة 
- وكأني من اسبب الضيق هنا .. عمتِ مساء
اضافت امام تحديق فيرا بها بتجهم وثبات لتدخل الى غرفتها مغلقة الباب خلفها لتستند عليه هل بالغت لا لم تفعل لقد استحقوا هذا لاستقبالهم الرديء لها وهي بالحقيقة تشعر ببعض التحسن الان لذا ابتسمت برضا .

- انستي ( استيقظت في صباح اليوم التالي محدقة بتشوش بصوفي التي استمرت ) الفطور جاهز 
اعادت راسها الى الوسادة وهي تعود لتغمض عينيها قائلة 
- لا اريد تناول الافطار 
غادرت صوفي لتعود بعد ساعة لإيقاظها من جديد وهي تقول 
- السيدة فيرا تريدك في الاسفل ( تحركت لتنقلب على ظهرها قائلة وهي تتثاءب )
- اعلميها اني مازلت نائمة
- ولكن انستي 
- لا اريد ( قاطعتها بعناد فهي لا ترغب بسماع ثرثرة فيرا الان واستمرت ) احضري لي الفطور الى هنا ولا تعلميها اني استيقظت
غادرت صوفي فنهضت من فراشها لتستحم وتأخذ بتسريح شعرها وفيرا تدخل الى غرفتها قائلة
- جعلت صوفي تعيد افطارك الى المطبخ 
- ولما فلم اتناول افطاري بعد 
- لهذا السبب بالتحديد عليكِ ان تعلمي ان هذا المنزل يسير بقوانين ولا يسمح لاحد بتاتا بخرقها 
عادت نحو المرأة لتتابع تمشيط شعرها وهي تقول بحيرة
- وهل تناولي الافطار بغرفتي يعد خرقا لقوانين المنزل 
- اجل فلا عذر لك لستِ متوعكة وموعد الافطار يكون في التاسعة ومن يفوته ينتظر للغداء 
- لستِ جادة  
- بل انا كذلك ما يطبق هنا يطبق على الجميع دون استثناء ومهما كانت الظروف 
تركت فرشاتها جانبا ووقفت محدقة بفيرا وهي تقول 
- لن اتناول الغداء برفقتهم لن افعل سأتناوله هنا ان لم يرق لك هذا سأذهب للبلدة لتناول الغداء بها فطعامهم هنا لا يروق لي لا اعلم حتى كيف يعد لا اشعر بالراحة لتناوله 
- من تعده تعد افضل طاهية بماكسويل لذا لا تدعي بانه غير جيد 
- انا اصر على تناول طعامي بغرفتي
- وانا قلت لك ان هذا الامر مرفوض
- عمتي بحق لا رغبة لدي بسماع المزيد من حديث افراد عائلتي المصونة ( قاطعتها قائلة بإصرار وهي ترفع ذقنها بثقة فضاقت عيني فيرا بها وهي تضيف ) او اذهب الى البلدة لتناوله
- لن تتناوليه هنا ولن تذهبي الى البلدة ايضا انتِ حتى لن تغادري غرفتك الا باذنا مني
امعنت النظر بها دون فهم قبل ان تتوسع مقلتيها وهي تراها تهم بالخروج وهي تسحب من جيب ثوبها مجموعة من المفاتيح فأسرعت نحو الباب الذي اغلقته فيرا خلفها وهي تسمع صوت المفاتيح التي وضعت بالباب لتهتف
- لن تحبسيني هنا لستِ جادة 
- ها انا افعل ولن تغادري غرفتك الى ان تتعقلي 
- افتحي هذا الباب في الحال هيا لن ابقى هنا لن افعل تبا لا شيء يعطيكِ الحق بحبسي هنا لا شيئ
زادت من هتافها وهي تطرق على الباب ثم تركله دون ان تأتيها اي استجابة ما الذي تعتقد نفسها تفعله بحبسها هنا توجهت نحو النافذة لتحدق من خلالها الى الخارج متأملة علو غرفتها من المستحيل النزول من هنا تبا هتفت وهي ترفع يديها وتنزلهما بتوتر لتضعهما على خصرها قبل ان تسير بغرفتها بفوضى وتعود ثائرة نحو الباب لتركله من جديد دون ان تحصل على اي استجابة فتوجهت نحو الرف وتناولت مزهرية الورود لتقذفها نحوه لترتطم به وتتكسر لتجلس اخيرا على سريرها لن تجعلها تنال مرادها لن تفعل فعادت للاستلقاء بسريرها ليمر الوقت ببطء شديد شديد جدا ما الذي تفعله لورين وايفنت الان دمعت عينيها وهي تذكر والدها فأخذت نفسا عميقا ورفعت راسها جيدا محدقة بسقف الغرفة قبل ان تضع يدها على بطنها التي تطالبها بتناول الطعام ها هو موعد الغداء قد مر ولا يبدوا ان احدا يكترث بأمرها ولما سيفعلون يا لهم من عائلة لو كان الامر بيدها لما بقيت ساعة واحدة هنا 
- توقفي 
تمتمت مطالبة معدتها بالتوقف عن التلوي وهي تغادر سريرها لتسير ذهابا وايابا بالغرفة ليحل المساء ببطء شديد ما كان والدها ليرغب ان تتواجد هنا لو علم بعدم رغبتهم بانضمامها اليهم ما كان ليفعل لو علم ان فيرا ستتصرف معها بهذا الشكل المتسلط لا رحمة لديها انها حتى لم تكلف نفسها بالعودة والاطمئنان عليها او حتى ارسال الطعام لها وتدعي ان امرها يهمها .

- انستي ... انستي ( حدقت بصوفي التي فتحت باب غرفتها واطلت منه دون الابتعاد عنه مستمرة ) سيكون العشاء جاهزا بعد نصف ساعة اترغبين بالانضمام اليهم ( واضافت بهمس واهتمام ) اعلمتني السيدة ان قمت بالرفض بان اعود لإغلاق الباب 
همت بالاعتراض وقول الكثير مما ملاء فمها الى انها تمالكت نفسها لتقول بهدوء وهي تضع الكتاب من يدها جانبا
- سأغير ملابسي اولا
فلا فائدة من معاندة فيرا بهذا الامر فمجرد فكرت انها ممنوعة من مغادرة هذه الغرفة جعلتها على وشك ان تفقد رشدها وهذا ما لا تنوي حدوثه وستنال مبتغاها مهما حدث ما كادت النصف ساعة تمر حتى كانت تنزل الادراج ببطء لتقترب من غرفة الطعام وهي تستقيم بظهرها جيدا لتدخل متجها نحو مقعدها متجاهلة النظرات التي تتابعها وقد جلسوا جميعهم وبدأوا بتناول الطعام فقالت فيرا وهي تراها تجلس دون القاء التحية 
- مساء الخير لك ايضا ( تجاهلت قولها وعينيها ثابتتان على طبق السلطة الموضوع امامها بينما اخفت برجيت واندريا ابتسامتهما وهما تراقبانها فنهرتهما ثلما بينما تجاهل ثيودور ما يحدث متابعا تناول طعامه فأضافت فيرا لها ) لاحظت ان السلطة هي ما يروق لك من طعامنا لذا طلبت اعدادها خصيصا لك ولا امانع ان لم تتناولي غيرها 
بداء الغيظ والاحمرار يملأ وجهها وشعرت بانها على وشك الانفجار ولكن لا لن تجعلها تنال مرادها فتناولت شوكتها واخذت تسكب في طبقها من الاطباق التي تملأ الطاولة ووضعت القليل من السلطة واخذت تتناول طعامها متجاهلة الجميع لن تابه لهم لن تفعل 
- لابد وان طعام العشاء جيد علينا تقديم الشكر للطاهية 
قالت برجيت بمتعة فستمرت بتجاهل ما يحدث حولها بينما قالت فيرا لثيودور
- يريد ستيفن جوابا منك بالقريب العاجل 
- سأفكر بالأمر 
- امازلت تفكر الم تتخذ قرارا حتى الان 
- لا ( تنهدت وهي تحدق به بيأس قائلة ) 
- لا وقت لدينا 
- لا تضغطي علي 
- حسنا لن افعل عندما تتخذ قرارك اعلمني به ... سأقصد دورثي من ترغب منكن بمرافقتي 
- سأفعل ( قالت ثلما بينما هزت الفتاتان راسهما بالنفي فحدقة بجوزفين التي تتناول طعامها متجاهلة الجميع فأضافت ثلما ) لابد ان الضجيج الذي سببته بعزفها المزعج قد صم اذنيها .. لا تعاودي العزف على البيانو بنيتي فانت لستِ ماهرة ابدا اعتذر لقولي الصريح والذي يبدوا فظا ولكنها الحقيقة فالصداع الذي سببته لي بسبب عزفك مازال يرافقني حتى الان 
توقفت عيني ثيودور على جوزفين عند قول ثلما ذلك دون ان يبدوا ان قول ثلما قد اثر بها وهي تصر على متابعة تناول طعامها متجاهلة ما حاولها فمضغ لقمته ببطء وتفكير فان كان واثقا من شيء فهو قدرتها الكبيرة على العزف وبمهارة بالغة على البيانو اما تصرفها ذلك كان فقط لإزعاجهم ام انها تحاول لفت الانظار اليها اجل ولما لا فهي ابنة وحيدة ومدللة بالتأكيد قد افسدها بدلاله عاد لمتابعة تناول طعامه وذاكرته تعود به الى خمس سنين مضت حيث كان عائدا سيرا على الاقدام وقد امسك لجام خيله ليسر بجواره في وقت متأخر بعد نهار شاق امضاه برفقة العمال ببناء الحظائر الجديدة ليتوقف وهو يلاحظ وقوف رجلا غريب على التلة المطلة على المنزل ليقترب منه بحيرة وحذر قائلا لعدم تنبه الرجل له 
- ما الذي تفعله هنا .. كيف وصلت الى هنا من انت ( اضاف بحيرة وفرانسوا ينظر اليه فهو يعرف معظم سكان ماكسويل وهذا الرجل ليس من هنا فاسرع بالإضافة ) انك تتعدى على املاك الغير فليس مسموحا لاحد بالدخول فكيف استطعت الوصول الى هنا 
تأمل فرانسوا الوجه الذي امامه وهو يقول بتفكير
- كنت اسير على غير هدا فوجدت نفسي هنا اعتذر على التطفل لقد ضللت الطريق ليس الا .. هل .. تعمل هنا 
اضاف وهو يعود بنظره نحو المنزل مما جعله يتجاهل سؤاله وهو يقول بحذر 
- هل تنزل عند احدا في ماكسويل ام انك قصدت النزل سأقوم بإيصالك 
هز فرانسوا رأسه بالنفي وهو يعود نحو ثيودور والفضول الكبير يتملكه ليساله عن اسمه فهو واثق انه احد ابناء ادمز الى انه لم يجرؤ بينما اضاف 
- من غير المسموح للغرباء بالدخول دون اذن الى هنا 
- اني مجرد عابر سبيل قادتني قدماي الى هنا وان كان هذا يزعج ارباب عملك اوصل لهم اعتذاري ( أجابه وهو يرفع قبعته التي كانت بين يديه ليضعها على رأسه وقد بدأت ملامحه حزينة قبل أن يضيف بابتسامة مصطنعة ) لقد شد انتباهي هذا المنزل ليس الا فوقفت اتامله .. أنتَ عامل مخلص أحسنت بالمحافظة على أملاك من تعمل لديهم .. وداعا 
وتحرك مبتعدا ليتابعه ثيودور وشعور بعدم الراحة يرافقه فعاد بأدراجه نحو المنزل ليقترب روبين متناولا لجام الخيل منه فبادره
- هناك رجل يرتدي بذلة سوداء وقبعة ليس من ماكسويل غادر التل الشمالي المطل على المنزل لتو أتبعه ولا تدعه يغيب عن ناظريك أريد أن اعلم ما الذي يفعله هنا ولماذا .
خرج من شروده لامحا جوزفين بنظرة جديدة وهو يذكر الصدمة التي انتابته عند عودة روبين ليعلمه بأنه فرانسوا دو ماردونز
- انتَ واثق مما تقوله 
- اجل فلقد تبعته حتى المحطة وعندما رايته يصعد القطار توجهت مسرعا لقطع تذكرة وتبعته حتى منزله ها هو العنوان
لم يأخذ الامر منه الكثير من التفكير وما كاد صباح اليوم التالي ان يبزغ حتى كان متوجها بالقطار الى ماكسويل لينزل في الفندق المقابل لمنزل عمه وتعمد الحصول على غرفة تطل شرفتها على الشارع الذي يفصله عن منزله ليجلس عليها مراقبا فرانسوا الذي خرج وبرفقته فتاتان وشاب ليسيروا على الرصيف فاسرع بمغادرة غرفته ليتبعهم ويسير خلفهم وهم يتحدثون بحماس متأملا اياهم واحدا واحدا فاخر ما توقعه ان يكون عمه فرانسوا يقطن بجايدن وقد انشئ عائلة هل لديه ثلاث ابناء ام اكثر يا ترى اخذا يتأمل الفتاتان اليافعتان التين لا تتجاوزا الخامسة عشر قبل ان ينظر الى الشاب ومن ثم عمه لِما عاد الان الى ماكسويل ما الذي يريده توقف وهو يراهم يقطعون الطريق الى الجهة المقابلة ليدخلوا الى احد المباني فتبعهم ليتوقف امام الباب ليقرأ ما كتب عليه ( مسرح دوربي ) تخطى عنه رجلا وامرأة ليدخلوا فتبعهم بفضول وهو يحدق بالصالة الكبيرة في نهايتها مسرح تابع احد الفتيات التي كانت ترافق عمه وهي تتابع سيرها لتختفي بجانب المسرح بينما جلس عمه والفتاة الاخرى والشاب على المقاعد المتراصة خلف بعضها فاقترب منهم ليجلس خلفهم على بعد صفا واحد منهم مراقبا اياهم وقد كانت الفتاة والشاب يتحدثان بحماس بينما بقيت عيني عمه تراقب ستار المسرح المغلقة بصمت نظر ثيودور بدوره الى الستار الذي فتح لتقدم السيدة شابا بداء بالعزف على المزمار امام الجنة وما ان انتهى حتى جاءت فتاة قدمت عزفا على الكمال ومن ثم قدمت جوزفين فرانسوا التي تقدمت للعزف على البيانو لتعزف بمهارة فائقة حصلت من خلالها على الجائزة الاولى .
خرج من شروده لامحا اياها من جديد بنظرة من شعرها الأسود الى ملامح وجهها البارزة متأملا إياها لا تختلف عن أخر مرة شاهدها بها الا انها تبدوا .. اكبر وانضج عاد لمتابعة تناول طعامه لقد اعتقد بدايتا ان عمه لديه اسرة كبيرة ولكن بعد ان قاما بإيصال الفتاة والشاب الى منزلهم وعادوا بمفردهما الى المنزل ادرك ان الامر ليس كذلك وتأكد من ذلك بنفسه باليومين التالين الذين قضاهما بجايدن وكان هناك امر عودة عمه لماكسويل يشغله ولكن لم يستطع الحصول على اجابة ترضيه في حينها فعمه لم يعد الى ماكسويل كما كان يعتقد انه سيفعل ولكنه ارسل ابنته بعد وفاته ما الذي يقصده بهذا التصرف بالتأكيد انه خطط لهذا وليس الامر عفويا خرج من افكاره وعمته فيرا تقول 
- لما لم ينضم الينا فريدريك ( أجابتها برجيت )
- اعلمني انه سيأوي الى الفراش باكرا فلقد غادر صباحا لتفقد احوال العمل وجاء متعبا 
نظرت فيرا نحو ثيودور قائلة 
- سأقصد غدا منزل فانزيل اتريد ان اعلمه باي امر 
- لا لقد رايته البارحة لما ستقصدينهم 
- لتفقد حال ابنتهم 
- لقد تدبرت امر نقلها الى العاصمة 
- فعلت ( قالت فيرا برضا قبل ان تستمر ) هذا الامر سيدعم موقفك عند تقدمك لتصبح رئيس بلدية ماكسويل  
هم بإجابتها ولكنه لم يفعل وصوفي تتقدم نحوهم وهي تقول 
- الطبيب هنريك وشقيقته الأنسة إلين هنا 
- سأستقبلهما ( اسرعت اندريا بالقول وهي تضع منديلها جانبا وتغادر )
- هل ارسلت خلفهما 
تساءله فيرا وهي تحدق بثيودور الذي يتابع تناول طعامه فهز راسه لها بالنفي فنهضت برجيت وتبعتها ثلما وهي تقول 
- من الجيد حضوره فانا لا اشعر باني على مايرام عله يرى مابي  
تابعت جوزفين تناول طعامها بصمت تام متجاهلة كل ما يحدث حولها ولكنها رمشت وهي تشعر بفيرا تغادر ايضا وهي تقول 
- عندما تنتهين انضمي الينا   
وتابعت سيرها مغادرة الغرفة فتابعت بدورها تناول طعامها لا لن تنهض وستتناول طعامها بما انها جائعة لاشي سيمنعها من فعل هذا تمتمت لنفسها وهي تتناول لقمة جديدة لتمضغها بروية وهي تنظر نحو ثيودور لتشعر باللقمة قد علقت بحلقها عند التقاء عينيها بعينيه الناظرتان اليها لتسحب نظرها ببطء عنه نحو المقاعد الفارغة لم يبقى سواهما ابتلعت لقمتها مرغمة لتتناول التي تليها وهي تثبت نظرها على طبقها مستعيدة بذاكرتها حديثه مع عمتها لقد هيئ لها انه ليس الا رجلا متقدما في السن سمين يضع نظارات الم تقل عمتها انه يريد الترشح لراسة بلدية ماكسويل حسنا يبدوا صغيرا على تولي هكذا منصب لا تشعر بالراحة له كابوسها الجديد اذا هل يدرك ما يقوله لم تتوقع هذا الاستقبال الرديئ انها حتى لم تتوقع شيئ مما راته هنا حتى الان عادت لتبتلع لقمتها بصعوبة وهي تشعر بانه يحدق بها يا لا وقاحته ولكن لا لن يمنعها شيء عن تناول طعامها لا شيء .

انهُ واثق ان عمه لم يرسلها الى هنا الا من اجل ميراثه وهذا لن يحصل ابدا ليس بعد المجهود الكبير الذي بذله لاستعادة الارض التي باعها ليس بعد تلك السنين التي افناها والده في المشاحنات مع عائلته ومع عائلة شادون لقد فقد حقة باي شيء له هنا لقد خذل عائلته وتخلى عنها .

عادت لتتناول لقمة جديدة لتبتلعها بصعوبة وهي تشعر بانه مازال يحدق بها فتركت شوكتها ورفعت منديلها تمسح فمها وتحركت لتغادر الغرفة فبقاءه ليس بالمريح لما لم يغادر كما فعل الجميع 
- لتنضمي الينا جوزفين ( بادرتها فيرا فورا مغادرتها غرفة الطعام فحدقة بالرجل والفتاة الذين يجلسون برفقتهم وهي تقترب منهم ملقية التحية قبل ان تجلس وفيرا تستمر ) إنها ابنت شقيقي فرانسوا ( واشارت نحو الرجل مستمرة ) الطبيب هنريك وشقيقته إلين والدتهم هي مارثا دو ماردونز
هزت راسها لهم بابتسامة مصطنعة بينما قال هنريك موجها حديثة لها 
- ارجوا ان تكون اقامتك هنا مريحة فلقد قصدت جايدن واعلم ان ماكسويل مختلفة عنها كثيرا ( عادت لتهز راسها له باقتضاب بينما اخذت شقيقته تتأملها باهتمام قبل ان يحدقا بثيودور الذي اطل ملقي التحية لينضم اليهم وهنريك يقول ) اعلم ان الوقت غير مناسب ولكني كنت اتفقد حال مايك واصرت إلين على مرافقتي والعروج الى هنا 
- مرحبا بكما في اي وقت ( اجابه بود فقالت إلين وهي تنظر اليه بعتب )
- لما لم تحضر البارحة 
- اعلمت بول بان يقدم اعتذاري لعدم تمكني من الحضور الم يفعل 
تسأل بحيرة فأجابه هنريك
- لقد فعل  
اخذت جوزفين تنقل نظرها بينهم وهم يتابعون الحديث قبل ان تنظر نحو اللوحات بملل ثم بالثريا التي تتدلى من سقف المنزل قبل ان تعود نحوهم لترا إلين تنظر اليها بابتسامة قائلة
- سأقصد البلدة في صباح الغد هل ترغبين بالانضمام الي
-  اجل .. سافعل ( فانا احتاج الى مغادرة هذه القلعة تمتمت لنفسها قبل ان تستمر ) الا اذا كانت عمتي تمانع ( اضافت بابتسامة مصطنعة تخفي تحتها غيضها لفيرا التي تحدق بها )
- لابأس فلتذهبي ( اجابتها واستمرت لإلين ) اهناك من سينضم اليكِ
- انا سأفعل ( قالت اندريا ببعض الحماس فقال هنريك مبتسماً وهو يحدق بها )
- عندما يختص الامر بالتبضع لا تستطعن المقاومة 
- وعندما يتعلق الامر بالخيول انت لا تستطيع المقاومة لكل منا هواياته 
اجابته اندريا بمرح فأضاف 
- اسمحن لي اذا ان ادعوكم لتناول الغداء بعد ان تنتهوا من التبضع ( بدا التفكير على ثيودور الذي يصغي ليحدق بهنريك الذي اضاف موجها حديثه له ) احتاجك بأمر على انفراد 
- لندخل الى المكتب 
اجابه وهو يقف بدوره فتبعه هنريك ليدخلا الى غرفة المكتب بينما اخذت الفتيات بتبادل النظرات قبل ان تتحدث ثلما متسائلة عن حال والدة الين والتي اجابتها  ليعود الصمت ليحل في المكان فتحركت جوزفين عن مقعدها قائلة 
- عمتم مساء
- مازال الوقت باكرا 
اسرعت فيرا بالقول فأجابتها وهي تتحرك نحو الادراج 
- ارغب بالاستيقاظ باكرا غدا 
بقي الصمت يحيط بالجالسين في الاسفل الى ان اغلقت باب غرفتها عليها .

عرجت الين عليهم في صباح اليوم التالي لينضموا لها بالعربة ويغادروا نحو البلدة فاخذت اندريا وإلين تتبادلان النظرات بصمت فتعمدت بدرها بالانشغال بالنظر خارج العربة لتقول إلين اخيرا 
- انها زيارتك الاولى هل ستكررينها  .. اعني .. ستطول اقامتك هنا ( هزت راسها لها بالإيجاب  ) .. هذا امرا مفاجئ 
اضافت وهي تحدق بأندريا التي اجابتها باقتضاب
- انه مفاجأ لنا جميعا
عاد الصمت ليحيط بهم وقد بدا عدم الراحة على مرافقتيها فتنفست الصعداء والعربة تتوقف بهم في وسط البلدة لتترجل منها وهي تجول بنظرها حولها فماكسويل ليست بلدة صغيرة كما كان يخيل لها 
- سنقصد ذلك المتجر لقد ابتعت منه ثوبا منذ بعض الوقت وطلبتُ منهم إجراء بعض التعديلات عليه
قالت إلين وهي تشير نحو احد المتاجر وتتحرك نحوه فتبعتها اندريا وكذلك فعلت جوزفين لتنشغل إلين بارتداء الثوب والوقوف امامهم متسائلة بحماس
- كيف يبدوا 
- انه جميلا جدا ( اجابتها اندريا وهي تتأملها فحدقت بجوزفين متسائلة فقالت )
- مازال بحاجة لبعض التعديلات ( بدت ابتسامة إلين بالاختفاء بينما قالت اندريا )
- لا يحتاج الى اي تعديل انه مناسب تماما لك 
- بل هو غير مناسب ابدا ( قالت جوزفين بإصرار وتابعت ) تبدين في بداية العشرين وهذا الثوب صنع لمن هم بضعف عمرك كما ان لونه لا يناسب بشرتك
- يا لا فظاظتك .. لا تصغي اليها ( قالت اندريا لإلين مستنكرة قول جوزفين واضافت ) انه يناسبك 
- لا انه لمن يكبرنك كما ( وتأملت تصميمه متابعة ) يبدوا قديم الطراز 
- هلا توقفتِ عن هذا يا فتات المدينة ( قاطعتها اندريا بغيظ مستمرة ) كونك نشأتي بجايدن لا يعطيك الحق بانتقاد ما نرتدي 
- فتات المدينة اذا .. ليكن ( اجابتها وحدقت بإلين التي تنقل نظرها بينهما وقد بدا الاحمرار الشديد على وجهها مستمرة لها ) انه لا يليق بك راقك الامر ام لا ( وعادت نحو اندريا مستمرة وهي تتحرك ) لا تنتظروني سأعود بمفردي 
وغادرت المتجر لتنظر حولها بتذمر قبل ان تتابع سيرها على الرصيف المرصوف بالحجارة الصغيرة لتتأمل واجهت المحلات التي تمر بها قبل ان يستوقفها محل للقبعات دخلت اليه لتنتقي قبعة تناسب ثوبها الازرق الذي ترتديه قبل ان تغادره وتدخل للمتجر الذي يليه وتبتاع حذائا راق لها لتعود لمغادرته 
- اليست من كانت برفقة إلين واندريا منذ قليل 
تساءل اريك وقد وقف بجوار متجر قريبه ميغوري منذ بعض الوقت وقد رأى الفتيات وهن يترجلن من العربة الخاصة بال ماردونز نظر ميغوري الى حيث ينظر اريك ليقول وهو يراها تقطع الطريق متجها نحوهما 
- اجل انها الفتاة الجديدة ولا بد 
- اتعني .. انها ابنة فرانسوا .. حقا 
قال بفضول وهو يتابعها تقترب منهما لتتخطاهما لداخل المتجر ليتبعها ميغوري قائلا
- تفضلي انستي 
جالت بنظرها بأرجاء المتجر الذي يحتوي المنحوتات الخشبية قائلة 
- احتاج الى صندوق لحفظ الحلي
اخذ ميغوري يريها الصناديق الصغيرة الخاصة بحفظ المجوهرات بينما انشغل اريك بتأملها ببطء من شعرها الى ثوبها المسترسل قبل ان يعود نحو وجهها وعينيها العسليتين الامعتان ذوات الرموش الطويلة ليسرع بالنظر الى الرف مدعي تأمله وهي تحرك راسها نحوه قبل ان تعود نحو صاحب المتجر وقد شعرت بتأمل الرجل ذا البذلة الانيقة لها لتعود وتلمحه من جديد قبل ان تبتاع صندوقا متوسط الحجم منقوش بشكل جميل وتهم بمغادرة المتجر لتتوقف وهي تنظر نحو ميغوري قائلة
- اين اجد موقف العربات 
- انه قرب ساحة البلدة ( اجابها اريك قبل ان يفعل ميغوري واضاف وهو يرى الحيرة عليها وهي تهم بسؤاله ) انا ذاهب باتجاهها استطيع ان ارشدك اليها 
- هذا لطفا منك 
اجابته وهي تغادر المتجر فتبعها وهو يغمز ميغوري الذي اخذا يهز راسه له معترضا على تصرفه
- انه في هذا الاتجاه ( اشار لها ناحية اليمين وقد اصبح بجوارها فتوجهت الى حيث اشار وكذلك فعل ليعود للقول ) لستِ من هنا فلم ارك سابقا 
- وهل تعرف جميع سكان ماكسويل 
-  اجل  
عادت للمحه بنظرة لا باس به حسنا يتخطى الامر لا باس به قليلا فهو بهي الطلة ويبدوا واثقا جدا من نفسه 
- هل اقنعتك 
- بماذا 
- باني اعرف جميع سكان ماكسويل 
- وان يكون 
- اذا لستُ مخطئا بانك لستِ من هنا .. من تقصدين بماكسويل 
همت بإجابته ولكنها لم تفعل وهي ترى العربات المتوقفات على جانب الطريقة فقالت 
- ها هيا .. اشكرك ( وتحركت متابعة سيرها ليعقد حاجبيه وهو يتابعها )
- اتريد الصعود .. اريك 
نظر الى صديقه الذي اوقف عربته بجواره قائلا ذلك لتظهر ابتسامة على شفتيه وهو يقترب منه متمتما
- اترى تلك الفتاة ذات الرداء الازرق ( نظر الى حيث اشار له بعينيه ليهز راسه له بالإيجاب فأضاف ) اخفها قليلا اقترب بالعربة منها ( بدت الحيرة عليه وقبل ان يسأل اضاف اريك بابتسامة ) هيا افعل هذا اريد ان امد يد المساعدة لها 
ابتسم صديقة بسخرية وهو يجلس جيدا ويهم بحث خيوله على السير قائلا
- انتَ مدين لي بواحدة
همت بقطع الطريق نحو العربات المتوقفة لتسرع بإرجاع قدمها للخلف واحدا العربات تمر من امامها بسرعة كبيرة لتصطدم عجلاتها بذراعها بقوة قبل ان تستطع التراجع بشكل كامل وتدفعها لتقع ارضا لتتناثر الاكياس التي تحملها بجوارها 
- ايها الاحمق الا ترى امامك ( هتف اريك وقد اصبح بجوارها ليمسكها من ذراعها وهي تحاول النهوض وقد شحب وجهها تماما فاستمر بقلق حقيقي ) هل انتِ بخير  
هزت راسها بالنفي وهي تتمالك نفسها وقد جف حلقها لتسرع بسحب ذراعها منه لتضمها اليها وقد بدا الالم بملامحها فأسرعت احدا السيدات التي رات ما حدث نحوهما لتسرع بإمساكها وهي تقول 
- اتحتاجين الى مساعدة 
انحنا اريك ليتناول الاكياس المتناثرة بينما شعرت جوزفين بالدوار الشديد وهي تحدق بذراعها التي ضمتها الى صدرها وقد امتلأت اصابعها بالدماء مما جعل السيدة تقول 
- لقد اصبتي عليك برؤية الطبيب 
اسرع اريك بالنظر نحوها عند قول السيدة ذلك لتتجمد عينيه على الدماء الاحمق ما باله كاد يقتلها كل ما طلبه منه اخافتها وليس هذا اقترب منها قائلا
- دعيني اساعدك يجب ان يراك الطبيب 
- اننا بجواره هنا 
اسرعت السيدة بالقول وهي تشير خلفها فهم بالاعتراض وقد تنبه انها تشير نحو عيادة هنريك الا انه ضم شفتيه بقوة وجوزفين تقول 
- اجل علي رؤيته فانا اشعر بألم شديد بها .. اشكر مساعدتك 
اضافت له وهي تمد يدها لتتناول الاكياس منه فاسرع بمدهم نحو السيدة التي تقف بجوارها قائلا 
- هلا بقيتي برفقتها سيدة مارث حتى تصل الطبيب 
- بالتأكيد .. تعالي بنيتي ( اضافت وهي تضع يدها خلف ظهرها لتسير ففعلت وشعور بانها تبتعد يلازمها ليتابعهم اريك بعدم رضا لقد سار الامر بعكس ما كان يرجوا ) ها قد وصلنا ستكونين بخير  
حاولت الابتسامة بصعوبة للسيدة التي دخلت امامها وامسكت الباب حتى دخلت جوزفين خلفها لتبادر الفتاة الموجودة بالغرفة 
- الطبيب هنا 
اجابتها بالإيجاب وطلبت منهما الدخول الى الغرفة المجاورة لينظر هنريك نحوهما قبل ان يتحرك باتجاهها متفاجئا هو يقول 
- ما الذي حدث ( حدقت بهنريك وقد اسرع بالانشغال بيدها ليجذبها لتجلس وهو يتساءل ) ما الذي حدث اين إلين واندريا 
- لقد اصطدمت بها احدا العربات اعتقد انه ابن توم فهو متهورا جدا يجب على احدهم التحدث معه بجدية 
قالت مرافقتها وهي تضع الاكياس من يدها جانبا
- انتبه  
اسرعت بالقول وقد انتابها الما شديد وهو يحاول فحص ذراعها فقام بقص كم ثوبها ليرى مصدر الدماء وهو يقول 
- من الجيد انه ليس غائرا دعيني انظفه لك 
بداء بتنظيف جرحها فنظرت بدورها نحو السيدة الواقفة بجوارها قائلة بامتنان 
- اشكرك كان لطفا منك مساعدتي 
- السيدة مارث من افضل سيدات ماكسويل ( قال هنريك واضاف ) هل تتناولين دواءك بانتظام 
- اجل افعل .. انت تعرف هذه الفتاة اذا 
- اجل ( اجابها ونظر الى جوزفين قائلا ) جوزافين فرانسوا دو ماردونز
- انا شاكرة لك مساعدتك سيدتي
- هذا لم يكن شيئا سرني معرفتك .. ستكون بخير اذا 
- بالتأكيد ( اجابها هنريك وهو يضمد جرحها )
- اذا اسمحوا لي فابنتي بانتظاري وقد تأخرت عليها 
ما ان غادرت حتى عاد هنريك للقول وهو يحكم عقد ذراعها 
- اين الفتيات لما لسن برفقتك 
- لقد افترقنا 
اجابته باقتضاب فنظر اليها بتفكير قبل ان يتحرك من جوارها قائلا
- ستعيشين ولكن ابن توم لا اعتقد هل جن ليسير بالطرقات دون اي مسؤولية بالمارة علي محادثة والده 
- اشكرك .. علي العودة بأدراجي فاسمح لي 
- الى اين 
- الى المنزل 
- الم تنسي شيئا ( هزت راسها له بالنفي وهي تتحرك من مقعدها فأضاف ) الستِ مدعوا لتناول الغداء 
- اه اجل ارجوا ان تعذرني لعدم قدرتي على مرافقتكم 
- لما لا
- كما ترى ( واشارت الى يدها المصابة وثوبها الذي شق كمه الى نصفين  ) لست بوضع مناسب لهذا 
- لا تقلقي فانا بالعادة لا اغادر عيادتي 
وقبل ان تستطع سؤاله ما الذي يعنيه اطلت إلين واندريا وهما تتحدثان وتضحكان لتتجمدا وهما تريان جوزفين بينما نقل هنريك نظره بينهما بتفكير قبل ان يقول 
- لقد وصلتما بالوقت المناسب فالطعام على وشك الوصول 
- ما الذي تفعلهُ هنا كيف وصلت الى هنا 
- لا اعلم 
اخذت اندريا وإلين تتهامسان فنقلت جوزفين عينيها عنهما نحو الاكياس الخاصة بها لتتناولها وهي تقول 
- سأتناول الطعام بالمنزل لذا اعذروني 
- ولكن 
اسرع هنريك بالقول فقاطعته اندريا وهي تقترب منه وتلمح ذراع جوزفين المصابة 
- انها تشعر بتوعك .. ما بال يدها .. من الافضل ان تعود للمنزل 
- ولكن ( عاد ليقول فقاطعته جوزفين بابتسامة وهي تقول )
- اشكرك ( واستدارت مغادرة فاسرع يهم بلحاقها وهو يقول )
- عليك التغير على الجرح غدا 
ولكنها كانت قد ابتعدت وإلين تقف امامه مانعة اياه من المتابعة وهي تقول 
- ماذا سنتناول على الغداء ( توقف ناقلا نظرة بينها وبين اندريا قبل ان يقول )
- ما قصتكما
نظرت نحو مقعد الممرضة التي تساعد هنريك بالعيادة ما ان خرجت من غرفته وقد رات وشاحا موضوع على ظهر المقعد فحدقت بالممرضة التي تساعد احدا المسنات على الدخول لتقول وهي تشير اليه
- اريد استعارته سأعيده لك قريبا ارجوا ان لا تمانعي ( ابتسمت لها بود قائلا )
- لا باس 
وضعته على كتفها محاولة اخفاء يدها المصابة وغادرت لتتوجه من جديد نحو العربات لتستقل احداها وتعود بأدراجها الى المنزل وهي شاردة 
لتخرج من شرودها على دخول العربية الى ساحة القلعة لتتعلق عينيها ببرجيت وثلما الواقفات بجوار عربة ال ماردونز المتوقفة امام الباب الرئيسي لينظروا نحوها وهي تترجل من العربة لتحكم الوشاح حول كتفيها ويدها وتحمل اعراضها باليد الاخرى 
- لما عادت الان ( تساءلت برجيت قبل ان تقول وهي تراها تتجاهلهم وتتجه نحو الادراج لتصعدها ) لما عدت بمفردك اين اندريا 
- لا اعلم ( اجابتها باقتضاب ) 
- كيف لا تعلمين الم تغادروا سويا ( وامام تجاهل جوزفين لها ودخولها الى المنزل تابعت برجيت بغيظ ) تلك المتعجرفة هل حقا علينا احتمالها 
- انها تحتاج الى التهذيب دعينا منها هيا لنذهب 
وضعت حاجياتها على السرير وصوفي تدخل خلفها متسائلة 
- اتحتاجين مساعده انستي 
- اجل رتبي ما بالأكياس .. من بقي بالمنزل 
- لا احد غادر الجميع .. ما بها ذراعك انستي 
- لا شيء يذكر 
قالت وهي تضع الوشاح جانبا لتغير ثوبها وتنشغل بقراءة اخر الصفحات من الكتاب الذي بحوزتها قبل ان تغادر غرفتها لتنزل الى الطابق السفلي لتبادر صوفي ما ان راتها 
- احضري لي كوبا من الشاي سأكون بالمكتبة 
دخلت الى المكتبة لتجول بين الكتب وتتناول عددا منها لتحملهم وتتوجه للمقعد المزدوج لتجلس عليه وهي تضع الكتب بجوارها مع دخول صوفي لتقدم لها كوب الشاي وهي تتساءل
- ماذا ترغبين ان تتناولي على الغداء 
- اي شيء يفي بالغرض .. ال .. الن يتناول احد الغداء هنا 
- لا فقط انت انستي 
- هذا خبرا جيد 
انشغلت بتفقد الكتاب تلو الاخر بعد مغادرت صوفي عليها الاعتراف ان هذه المكتبة قيمة جدا رفعت كوبها لترشف منه وهي تتصفح احد الكتب بتركيز عندما فتح باب المكتبة ودخل ثيودور متجها نحو مكتبه لتأخذ خطواته بالتمهل وهو يراها ليتابع نحو مكتبه بينما تابعته بنظرها وهو يجلس على مقعده ويحرك يده ليخرج مفتاحه من جيبه ليفتح درج المكتب وعينيه تتوقفان عليها من جديد فعادت نحو الكتاب الذي بيدها ليسحب نظره عنها بتجهم عائدا نحو الدرج متناولا منه بعض الاوراق ليضعها امامه وينشغل بتصفحها وهو يقول بجدية تامة
- لا احب من يعبث بحاجياتي ما بالك دون طلب اذن ايضا 
- هناك كتب عمرها اكثر من مئة عام .. اذا هي ليست حاجياتك هي خاصه بالعائلة ( اجابته وهي تعود لنظر اليه دون اكتراث مستمرة ) وبما اني فردا من العائلة فهي تخصني ايضا 
ظهرت ابتسامة ساخرة على حافة شفته سرعان ما اخفاها وهو يقول بلؤم
- لستِ فردا من العائلة انتِ مجرد متطفلة علينا احتمل وجودها هنا اكراما لعمتي ام ان جاء الامر لي لما سمحتُ بتواجدك هنا ابدا
- لن تستطيع تغير ما هو واقع وهو اني من ال ماردونز رغما عنك وعن الجميع واتعلم لاول مرة اشعر بالاستمتاع لكوني كذلك 
اجابته بقصد اغاظته وقد نجحت رغم ان ملامحه لم تتغير الا ان عينيه اغمقتا بشدة ليقول وهو يتناول بعض الاوراق ويضعها بحقيبته 
- ماهو واقع اذا .. هذا ما سأكتشفه اعدك ان اكتشفه فمظهر الفتاه البريئة الذي تلبسينه لا يقنعني جوزفين فرانسوا لا يقنعني ابدا وما ختطي له انت ووالدك ساعلمه اجلا ام عاجلا
- ما خطت له انا ووالدي 
- قد تستطيعون خداع عمتي ولكن ليس انا استمتعي بحمايتها لك ولكن اعدك ان الامر لن يدوم طويلا فسرعان ما ستستعيد رشدها وتدرك ما يحصل حولها 
- استكون كابوسي من الان ام بعد ان تدرك عمتي ما يحصل حولها
- اتهزئين 
- فقط احاول ان افهم الامور جيدا 
بقيت عينيه ثابتت عليها بجمود تام قبل ان يتحرك مغادرا لتتابعه بعينيها وهي ترفع حاجبيها ما خططت له هي ووالدها .. ان كان بعتقد انها ستمر على حديثه مرور الكرام فهو مخطئ تماما عادت لرفع كوبها الى شفتيها بتجهم يعتقد بها وبوالدها السوء لو عرف والدها لعلم كم هو انسان نبيل بحق حركت راسها بغيظ لتضع كوبها جانبا وتتحرك مغادرة دون اخذ اي كتابا لتتناول القليل من طعامها بشرود فذلك الرجل وكلماته افقدتها شهيتها تماما ولم تستطع اخذ قيلول فنهضت بيأس وقد اصابها الصداع لتتوجه للجلوس على ادراج المنزل الخارجية بملل متأملة ما حولها لتلمح فردريك وهو يقترب على خيله ليترجل عنه ويقترب منها مبادرا اياها 
- ماذا تفعلين هنا 
- هذا ما كنت أفكر به فلا اعلم حقا ما لذي افعله بماكسويل ( اقترب ليجلس على الدرج الذي امامها ناظرا نحوها وهو يميل بجلسته باتجاهها قائلا بابتسامة  )
- لم اعني ماكسويل بل الأدراج
- أفكر ( أجابته وهي تعود للنظر أمامها بشرود قبل أن تعود إليه قائلة ) أنت فردريك ران
- راندل 
- لستَ من ( وأشارت بعينيها إلى الداخل مستمرة ) ال ماردونز إذا 
- لا لستُ ( وأشار بعينيه الى الداخل مقلدا إياها ومستمرا ) منهم 
- إذا 
- أنا ابن خالتهم 
- تعني 
- اجل اعني .. لقد كنت احضر برفقة والدتي لزيارتي خالتي باستمرار وعندما كبرت أصبحت احضر بمفردي لقضاء بعض الوقت هنا والان بسبب تغيب بيرت احضر لمساعدة ثيودور بالعمل .. كيف تجدين الاقامة هنا 
- سيئة ( ابتسم لقولها قائلا )
- لقد عبرت عن ذلك بشكل متقن بعزفك ذاك النهار 
- اكنتُ واضحة بهذا الشكل 
- اكنتِ ترغبين بأحداث فوضى ام ازعاجنا فقط 
تسأل وهو يرفع حاجبيه وعينيه تتابعانها بتسلية فأخفت ابتسامة كادت تصل على شفتيها قائلة
- لا اعلم عما تتحدث ( وتحركت لتقف وتنزل باقي الادراج فتساءل )
- الى اين 
- سأقوم بجولة ( تحرك بدوره ليتبعها متسائلا ) 
- الم تفعلي حتى الان 
- لا
- اسمحي لي اذا ان اكون مرشدك ( لم تعترض وهو يسير بجوارها ليصحبها نحو إسطبلات الخيول بالإضافة الى حظائر الأبقار ومن ثم الى بحيرة الإوزات كما اخذ يشير لها نحو ارض ال ماردونز الممتدة أمامهم دون نهاية قبل أن يريها حقول القمح لتعود بأدراجها برفقته الى المنزل وهو يستمر ) لن تشعري بالملل هنا 
- أيوجد المزيد 
- اجل قد اصطحبك غدا الى البلدة 
- ولما قد تفعل هذا 
- ولما لا 
- اشعر بالحيرة من وجود احدا هنا يبدوا متعاوننا
- لا دخل لي بمشاكلكم هل نسيتي انا من ال راندل
اجابها وهم يدخلون للمنزل لترى اندريا وبرجيت الجالستان تتأملانهم فعادت نحو فردريك الذي دخل خلفها قائلة 
- اعذرني علي تبديل ملابسي قبل العشاء 
وتحركت نحو الأدراج لتصعدها وبرجيت تنهض متوجها نحو فردريك وهي تتمتم له بعدم رضا
- ماذا كنت تفعل برفقتها 
- هدئي من روعك لقد اصطحبتها بجولة ليس الا 
- سأعلم اماندا بهذا 
- لما قد تفعلين هذا 
- أن لم تريد أن يصلها هذا الأمر فابتعد عن ابنة فرانسوا 
ظهرت ابتسامة متهكمة على شفتيها وهي تختفي عن الأدراج وقد تناها لها حديث برجيت لتجلس في غرفتها حتى موعد العشاء لتنضم لهم بالأسفل وقد حل الصمت التام عند دخولها وما زال مستمرا ليكسره اخيرا فردريك الجالس امامها وهو يقول 
- هل وصلتكم دعوت حفل زفاف انجل 
- اجل ( اجابته ثلما واستمرت وهي تحدق بفيرا ) علمت ان والده سيرشح نفسه لراسة البلدة 
- هل علمتَ بهذا ( قالت فيرا موجها حديثها الى ثيودور الذي اجابها بالإيجاب وهو يتابع تناول طعامه دون اكتراث مما جعلها تضيف بضيق ) سيكون منافسا قويا لك عليك اعلان ترشحك منذ الان والا اصبحت المنافسة قوية 
- اعلمتك اني غير متفرغ لهذا الامر 
- لستَ جاد ( حدجها بنظرة ثابته قبل ان يعود لمتابعة تناول طعامه مما جعلها تتبادل النظرات هي وثلما قبل ان تقول بضيق شديد ) مازلنا نملك بعد الوقت في حال غيرت رأيك
توقفت يديه عن الحراك قبل ان يصر على تجاهل قولها ويتابع تناول طعامه بينما استمرت جوزفين بمضغ طعامها بروية وهي تصغي للحديث الدائر قبل ان تتعلق عينيها بفردريك الجالس امامها ليبتسم لها وهو يغمزها بعينه فتجهمت له وهي تعقد حاجبيها وتابعت تناول طعامها  فقالت برجيت التي كانت تتابع ما يجري 
- لم تعلمني كيف هي اماندا ( ولمحة جوزفين بتفكير مستمرة لها ) اماندا هي خطيبته ( وتابعت بابتسامة خبيثة ) ولا يسرها ان يختلط فردريك كثيرا بالفتيات فهي شديدة الغيرة 
 - هلا توقفتِ ( نهرها فردريك )
 - لما ما اقوله هو الحقيقة 
توسعت شفتي جوزفين عن ابتسامة ونظرت نحو فردريك قائلة 
- هل تحضر الى هنا 
سحب نظره عن برجيت نحوها ليلاقي ابتسامتها فخف تجهمه بينما ضاقت عيني ثيودور الذي يراقب ما يجري رغم ادعائه الانشغال بطعامه ليقول فردريك وهو يعود بدوره لتناول طعامه 
- اجل ستحضر قريبا برفقة والدتي .. فهما لا تستطيعان الاستغناء عني وسرعان ما ستتبعانني الى هنا
- بل لأنها شديدة الغيرة تتبعك الى هنا 
- برجيت توقفي ( نهرتها ثلما قبل ان تضيف وهي تحدق بثيودور ) سيحضر ال برون لقضاء يومان برفقتنا 
تعلقت عينيه بعمته بتفكير قبل ان ينظر الى برجيت التي تحاول اخفاء ابتسامتها لذكر عمتها ذلك ليقول 
- هل هي زيارة رسمية ام 
- لا اعلم بعد 
هز راسه بتفكير ليعود لتناول طعامه شاردا بأمر حضور ال برون فلا يعيب كارل برون شيئا ان عائلته لها مكانتها الاجتماعية كما انه رجلا مسؤول ويدير اعمال والده بمهارة وتربطهم علاقة صداقة قديمة بين العائلتان مما يجعله لا يقلق من ناحيته بالإضافة الى ان وحدق ببرجيت شقيقته معجبتا به ويبدوا انها لن تمانع ان تقدم لخطبتها 
بينما كان الحديث دائرا حول مائدة الطعام انهت جوزفين تناول طعامها وهمت بالمغادرة فأسرعت فيرا بالقول 
- لما لا تنتظريني في غرفة الجلوس فسنجتمع هناك بعد انتهائنا
- اشعر بالإرهاق واحتاج الى الراحة فعذريني اليوم 
اجابتها وغادرة الغرفة لتقول برجيت 
- ان فتاتك لن تتأقلم ولا اعتقد انها ستفعل بالقريب العاجل ( وكمن تذكر نظرت الى اندريا مستمرة ) لما لم تعودوا معا من البلدة 
- لا تروق لها رفقتنا كما انها عاملت إلين بفظاظة 
- تبدوا كمن اجبرت على الحضور الى هنا ( قالت ثلما وهي تحدق بفيرا التي توقفت عن مضغ لقمتها وهي ترى الاعين الموجهة نحوها فأضافت ) هل اجبرت ابنة فرانسوا على الحضور الى هنا 
- لا فهذه رغبة والدها كمان انه من الطبيعي ان تتواجد بين افراد اسرتها عند وفاة والدها ولن نعود للحديث حول هذا الامر فلقد انتهيت منه 
قالت بعدم رضا ومسحت فمها بالمنديل وتحركت مغادرة لتتابعها اعين الجالسين قبل ان تهمس برجيت
- هل هناك ما تخفيه عمتي فتصرفاتها مؤخرا غير واضحة اتعتقدون انها تنوي على شيء 
- اجل لم تكن يوما لتتصرف دون هدف ( تعلقت الاعين بثيودور الذي قال ذلك فأضاف ) قد تريد جعلها تبقى هنا بشكل دائما ولا يقتصر الامر على العام
- هذا مستحيل لا اعلم حتى كيف ستمضي العام هنا 
اسرعت اندريا بالقول فتحدثت برجيت ايضا معترضة ورغم استمرارها بالحديث الى انه قد شرد وعينيه تضيقان فلا يستبعد ابدا ان عمته ترغب باعطائها ارث والدها وهذا المستحيل بعينه فلن يتنازل عن بنسا واحدا لها .

مر اليومان التاليان بهدوء تام مع مغادرة الجميع فاخذت تسير بغير هدا حول المنزل قبل ان تعود الى غرفتها لتعود لنزول منها مساء لتتناول العشاء برفقتهم بصمت لتغادر نحو غرفتها من جديد عند انتهائها لتتابعها فيرا دون ان يفتها تصرفها .

خرجت من شرودها على بعض الاصوات الصادرة من اسفل لتتحرك بحيرة نحو النافذة وقد تناها لها توقف العربة تلوا الأخرى لتتفاجئي بعدد لا باس به من العربات تتوقف خلف بعضها قبل ان يغادرها اصحابها بعتمة الليل ليدخلوا الى المنزل بدت الحيرة عليها وانتابها الفضول فالساعة تكاد تكون الحادية عشر تحركت لتغادر غرفتها مغلقة الباب خلفها بهدوء وقد تناها لها اصوات متعددة تصدر من الاسفل وما كادت تهم بالابتعاد عن بابها حتى اطلت صوفي امامها فبادرتها 
- ماذا يحدث هنا 
- اجتماع عائلي انستي 
- اجتماع في هذا الوقت المتاخر 
- ارجو المعذرة انستي ولكن السيدة فيرا طلبت مني اعلامك بعدم النزول الى الاسفل ( تعلقت عينيها بها فاستمرت باصرار ) ارجو ان تعودي لغرفتك انستي 
- ان افراد العائلة بالأسفل ولا تريد عمتي ان انضم اليهم لا اعتقد اني سأستجيب لها صوفي 
اجابتها وهي تهم بتخطيها فأسرعت صوفي للوقوف امامها هامسة 
- لقد حضروا بسبب عودتك الى هنا انستي 
- ماذا تعنين بهذا 
- انهم يريدون رؤية السيد ثيودور والسيدة فيرا بسبب .. انت تعلمين انستي 
- لا لا اعلم ستعلمينني ام أتخطاكِ نحوهم 
- غير مرحب بوجودك هنا انهم غاضبين من السيد فرانسوا لذا السيدة فيرا كانت تعلم ان هذا سيحدث لذا هي مستعدة لهم لا تقلقي انستي 
- تعنين انهم حضروا للبت بأمر حضوري الى هنا ( هزت صوفي راسها لها بالإيجاب فاستمرت ببطء ) وهم غاضبين من والدي اذا لا يردون وجودي اتعلمين هذا جيد سأعود لغرفتي لأُعد حقيبتي فربما استطاعوا اقناع عمتي بما لم استطيع .. يروق لي الامر 
قالت برضا هي تعود لفتح غرفتها لتدخلها امام عيني صوفي الثابتتان عليها بدهشة .

 لم تمضي ساعة ونصف حتى شعرت بالعربات التي اخذت تبتعد عن المنزل فتحركت لتقف بجوار نافذتها مراقبة مغادرة اخرها لتتابعها قبل ان تتحرك مغادرة غرفتها وتقترب من الادراج وهي تصغي للأصوات الدائر في الاسفل
- وماذا توقعتِ اعلمتكِ ان هذا سيحدث وانك ستفتحين باباً قمت بإغلاقه منذ زمن الم يكن من الافضل بقائها بعيدا اسرك ما سمعته منهم الان ( اطلت جوزفين على راس الادراج وتابعت سيرها لتنزل وثيودور يستمر لفيرا ) لم يكن الوقت مناسبا لهذا لم يكن ولكن لمن اتحدث انتِ حتى لا تصغين لي 
- بل افعل واشكرك رغم كل شيء على موقفك 
- تعلمين انه لم يكن لدي اي خيار ( اجابها بحدة وعصبية وعينيه تتوقفان على جوزفين وقد انهت الدرجات متجها نحوهم مستمرا ) لم يكن لدي اي خيار 
- رغم ذلك انهم يعلمون موقفك الحقيقي وانك تصرفت اليوم بهذا الشكل من اجلي ارجوا ان تنجح في المرة القادمة بإقناعهم بشكل افضل
- اقناعهم بماذا ( قالت جوزفين وهي تجلس على يد الاريكة مستمرة ) انا لا امانع رفضهم لوجودي هنا حتى اني لا اكترث بما يفكرون به ( وتوقفت نظراتها على ثيودور الذي احتقن وجهه مضيفة له ) اقنع عمتي بتركي وشأني ولن انتظر لصباح الغد للمغادرة بل سأفعل الان فقط اقنعها بان تتركني اذهب 
- تعقلي ( نهرتها فيرا مستمرة ) لن ادعك وشانك الى بعد انتهاء العام سأنفذ وصيت والدك وإلا لن يرتاح في قبره 
عادت عينيها نحو ثيودور قائلة 
- اقنعها هلا فعلت فلقد ضقت ذرعا من وجودي هنا 
حدجها بنظرة بطيئة تظهر عدم رضاه وتكتم غضبه وتحرك متخطي عنها صاعدا الى اعلى مما جعلها تهتف 
- بحق الا يستطيع احد اقناعك بتركي اعود الى جايدن 
- تعقلي 
عادت لتجيبها وهي تتحرك بدورها مغادرة لتبقى جالسة هناك شاردة قبل ان تقف وهي تهدل ذراعيها بياس وتعود نحو غرفتها .

- الطبيب بالأسفل ويرغب برؤيتك انستي
بادرتها صوفي في صباح اليوم التالي وهي تدخل الى غرفتها فتحركت مغادرة لترى هنريك ينتظرها بالأسفل وبجواره اندريا ذات الوجه المكفهر والتي تراقب اقترابها فالقت التحية عليهم ليبادرها 
- عرجت للاطمئنان عليك كيف اصبحت ذراعك ( رفعت يدها تتلمس ذراعها وهي تقول )
- هذا لطفا منك ولكنها ليس بشيء يذكر 
- انت واثقة 
- اجل انها كذلك ما كان عليك القلق بشأنها ( اجابته اندريا واستمرت ) لما لا تشاركنا تناول الطعام 
- لا استطيع على التوجه للعيادة فلدي مرضا بانتظاري ( ونظر نحو جوزفين مستمرا ) ان احتاجتِ الى اي شيء تعلمين اين هي عيادتي 
حركت راسها له شاكرة بينما بدا الغيظ على اندريا التي عادت للقول 
- قد اعرج على إلين اليوم اهي بالمنزل 
- اجل .. اسمحوا لي الان ( قال وغادر لتتابعه جوزفين وهي تقول )
- يا له من رجل لطيف 
- ما الذي تعنينه بهذا ( امعنت النظر بأندريا قائلة )
- انه رجل لطيف لا يكفي انه قام بعلاجي بل وحضر الى هنا للاطمأنان علي و ... ما الذي يزعجك بالأمر .. اهناك ما علي معرفته 
- لا تتدخلي بما لا يعنيكِ ايتها المتطفلة 
- انا المتطفلة ايتها المزعجة لقد افسدتي صباحي بمزاجك السيء هذا 
- وكأني اهتم واجل متطفلة تجلسين في منزلنا بعدم رغبتنا وتسببين الفوضى حولنا ماذا تكونين اذا غير هذا 
تمعنت جوزفين بها قبل ان تقول بعدم اكتراث وهي تتحرك نحو الادراج 
- كل هذا لأنه جاء للاطمئنان علي 
- لأنك مريضته ليس اكثر فلا يأخذك عقلك للبعيد 
- انه لا يفعل بل انتِ من تفعلين ..لم يعد لدي شهية للإفطار حتى 
 قالت وهي تصعد الادراج فهتفت اندريا 
- اخيرا سنتناول افطارنا بهدوء 
تجاهلتها وعادت نحو غرفتها ان الغيرة تأكلها وكأنها تهتم بالطبيب ما بالها قد جنت عملت على تغير ملابسها رفعت شعرها مخفية اياها تحت قبعتها لتصغي للأصوات الصادرة من غرفة الطعام وهي تنزل الادراج واستمرت بالسير نحو الباب الرئيسي وهي تمر من امام باب غرفة الطعام المفتوح ليتوقف الحديث الدائر والاعين تتابعها فأسرعت فيرا بالقول 
- الن تتناولي افطارك 
- لا شهية لي سأخرج لركوب الخيل 
وتابعت سيرها مغادرة دون اعطاء فيرا التي همت بالاعتراض فرصة بينما قالت برجيت بتذمر
- انها لا تحترم عاداتنا وتتصرف على سجيتها
- انها وحيدة لوالديها لم تعتد على وجود اسرة كبيرة لها لذا لا تقصد بتصرفها شيء فلقد اعتادت على ذلك 
اجابتها فيرا فسحب ثيودور عينيه التين كانتا متوقفتا حيث كانت جوزفين وعاد لتناول طعامه بتجهم بينما قالت ثلما
- ولكن عليها الالتزام بتقاليدنا فاجتماعنا على طاولت الطعام شيء مهم لنرى بعضا ونبقى على تواصل والا عاش كلا منا على هواه
- بل عليها المغادرة من هنا 
قالت اندريا وهي تذكر اهتمام هنريك وحضوره شخصيا للاطمئنان عليها 
- هي بحاجة للتنبيه ليس الا (  قالت فيرا )
- بل هي بحاجة لإعادة التهذيب الم تري كيف قامت بالعزف على البيانو ذلك النهار ( قالت برجيت مضيفة ) ربما علينا محادثتها قد 
- دعنها وشأنها انا احذركن ( قالت فيرا بجدية واستمرت وهي تحدق بثلما ) عليك تقع مسؤولية اي فوضى ستتسببن بها 
- ولما اليسوا ابناء شقيقك ايضا ( لمحتهم بنظرة قبل ان تعود نحوها قائلة )
- لكنهم يصغين اليكِ 
- الا نفعل معك ايضا عمتي
تساءلت برجيت وهي تدعي الحيرة فلمحتها بنظرة قائلة ببط وبجديتها المعهودة
- حاولي مخالفة ما اقوله وانت تعلمين عواقب فعلتك انا اعطيكن فرصة باللجوء الى ثلما ولكن انتِ تدركين تماما ان وصل الامر لي ماذا سأفعل 
- لقد كبرتُ على تنظيف الاسطبلات ولن تسـ
- برجيت 
قاطعها ثيودور قائلا وهو ينظر اليها بحدة طالبا صمتها فنظرت اليه بغيظ وهي تجبر نفسها على عدم التحدث فأسرعت اندريا بالقول 
- لنذهب بجولة بعد الافطار 
- ليكن ( اجابتها برجيت بتجهم  ) . 

اخذت جوزافين تربت على الخيل البيضاء باعجاب ليقترب منها العامل وهو يقول 
- تريدين ان اعدها لك انستي
- اجل افعل 
ما ان وضع السرج عليها وثبته حتى امتطتها وتحركت برفقة السائس الذي امسك لجام خيلها الى خارج الاسطبلات قائلا 
- تحيط في نهاية ارض ال ماردونز سياج لا تتخطيها انستي وبهذا لن تتوهي فالأرض كبيرة وقد تتوهين ان لم تكوني حذرة
حركت قدمها تحث الخيل على الانطلاق لتتجول حول المكان متنقلة بالأرض الواسعة لتحث الخيل على الجري قبل ان تطلب منها السير بروية لتترجل عنها اخيرا سامحة لها بالانشغال بتناول الاعشاب بينما استندت على السور الخشبي خلفها تتأمل ما حولها لتتعلق عينيها بالرجل الذي يمتطي خيله والذي اخذ يقترب منها من بعيد فاستدارت نحوه فهو يبدوا مألوفا لها ولكن لا تذكر اين راته سابقا 
- عمتِ صباحا .. كيف اصبحت ذراعك 
قال اريك وهو يحث خيله على الاقتراب فتمعنت النظر به وهي تقول 
- انتَ من التقيت به بالبلدة ذاك النهار 
ترجل عن خيله واقترب من السور الخشبي الذي يفصل بينهما قائلا
- اجل لم يتسنى لي تقديم نفسي حينها اريك شادون 
- جوزفين فرانسوا 
- هذا صحيح اذا لقد انضممت لعائلتك مؤخرا
- الا يخفى امرا هنا 
استند على السور الذي يفصل بينهما وهو يهز راسه بالنفي قائلا
- ليس امرا كعودتك الى هنا .. علمت ان والدك توفي 
هزت راسها بالإيجاب واستدارت بوقفتها لتعود لسند ظهرها بالسور محدقة بخيلها بشرود فاستمر اريك 
- لقد كان هو ووالدي اصدقاء ويمكنك القول من اقرب الاصدقاء لقد حزن كثير عند سماعة بوفاته 
- لقد انهكه المرض .. لترقد روحة بسلام
اضافت وهي تتنهد وذكرى والدها تضغط على صدرها سحب اريك نفسه ليقترب منها وهو يرى الحزن الذي ملاء ملامح وجهها مما جعلها تحرك راسها نحوه فقال 
- اذا كيف تجدين الاقامة هنا ( حركت كتفيها قائلا )
- لم يمضي على وجودي الكثير لذا لا استطيع ان أقرر بعد .. هل غادرت ماكسويل من قبل 
- اجل ان والدي لديه اعمال خارجية واقوم بمرافقته 
- اذا انتَ تعلم ان ماكسويل تختلف عن جايدن بالكثير من الامور 
- اجل ولكني ترعرعت هنا لذا لا احب فراقها او الاقامة في مكان اخر 
- حقا ( هز راسه بالإيجاب وتساءل )
- ان كنت تفضلين الاقامة بجايدن ما الذي اتى بك الى هنا 
ابتسمت وهي تحدق امامها قائلة
- لا يوجد بجايدن طبيعة خلابة كهنا .. وما الذي تفعله انت بهذا الوقت الا تعمل 
- رايتك من بعيد فأحببت الانضمام اليكِ ارجوا ان لا تمانعي
قال وهو يتحرك ليقفز من فوق السور الخشبي لينضم اليها فما كاد يقفز عنه حتى تحركت الاخشاب المتأكلة للسور القديم ليتفتت وتكاد جوزفين التي كانت تستند عليه بالسقوط لفقدها لتوازنها فأسرعت بالابتعاد وهي تحاول ان لا تسقط لتقف محدقة بالأخشاب التي قسمت نصفين قبل ان تنظر نحو اريك الذي تفادى سقوطه بصعوبة ليقف بجوارها محدقا هو الاخرى بالأخشاب والدهشة تملأ ملامحه 
- انه قديما جدا ولكن لم يخيل لي انه ضعيف لهذه الدرجة 
- لن يسر اصحاب المكان ما حدث 
- ليس علينا ابلاغهم ( حدقت به وهي تقول بعدم رضا )
- عليك اصلاحه والا اعلمتهم فقد تقوم الماشية بالتسلل من خلاله
- دعي الامر لي .. انتِ بخير هل اصابك مكروه
- لا لقد استطعت الابتعاد سريعا 
وتحركت نحو خيلها لتربت عليه فراقبها قبل ان يتحرك نحوها وهو يقول
- ارغب بدعوتك لتناول طعام الغداء ( تناولت لجام خيلها لتحركه وتسير وهي تقول )
- هذا لطفا منك ولكن 
- ولكن اهناك لكن لقد قلت لتو انه امرا لطيف 
قال معترضا وهو يسير بجوارها فابتسمت وهي تنظر اليه قائلة 
- لا اقبل بالعادة دعوة شخص قابلته لتو
- انها المرة الثانية فلقد التقينا في البلدة 
- لا اكاد اذكر ذلك .. حقا لطفا منك دعوتي ولكن لا استطيع ارجوا ان تعذرني 
- هل قام احد بتحذيرك مني 
- هل ... على احدهم فعل هذا ( تساءلت بتفكير وهي تمعن النظر به فهز راسه بالنفي قائلا )
- ربما يفعلون بما اني في النهاية من عائلة شادون كما ان والدي كان صديقا مقربا من والدك وهذا الامر لن يسر بعضهم فصداقتهما كانت عميقة جدا لابد وانه اعلمكِ بهذا
- لم يحدثني والدي عن حياته هنا لذا لا اعلم عنها الكثير 
- الم يفعل
- لا
- ولكن هذا لن يمنع قبولك دعوتي
- بالتأكيد لا ربما في يوما اخر ( اجابته وصعدت خيلها فرفع راسه نحوها مستمرا )
- سأعتبر هذا وعدا منك
- ليكن ارسل تحياتي لوالدك 
اجابته وهي تحث خيلها على التحرك لتبتعد فراقبها وهو يعود بأدراجه بينما اخذت تتجول ببطء مستمتعة بما يحيط بها قبل ان تعود نحو الاسطبلات لتترجل عن الخيل وتمسك لجامه لتدخل به نحو الاسطبل محدقة بالسائس الذي يهم بوضع السرج على احد الخيول لتقترب منه محدقة بالخيل السمراء الرشيقة باهتمام من ساقيها الى ظهرها وراسها لتقول بإعجاب
- انها جميلة جدا 
- انها من خيولنا فالسيد يحرص على ان تبقى حظائرنا عامرة بالخيول الاصيلة 
- هل انتهيت من اعدادها ( قاطع ثيودور العامل وقد دخل الى الحضيرة لتو متجها نحوهما ليتخطى عنها متناولا لجام خيله وهو يضيف ) تفقدت الخيل المريضة
- اجل فعلت انها افضل حالا الان ( صعد على خيله وهو يضيف )
- تفقدها بين الحين والاخر وان احتاج الامر ارسل خلف جوهانز لا نريد ان نخسرها
تراجعت لتستدير مغادرة الاسطبلات لقد بدأت تشعر بالانزعاج من هذا الرجل الذي ادعى عدم رؤيتها توقفت قدميها ببطء عن السير وهو يتخطى عنها بخيله مغادرا لتتابعه وهي تعود لمتابعة سيرها .

 دخلت الى المنزل لتراقب الخادمات المنتشرات بأرجاء المكان لتصعد نحو غرفتها وهي تسمع صوت فيرا وهي تقترب من الطابق الثاني
- ليكن كل شيء معد لا اريد اي تقصير كات 
- لا تقلقي سيدتي سيكون كل شيء كما ترغبين
تحركت نحو غرفتها وهي تحدق ببعض العاملات الخارجات من الغرف المجاورة لغرفتها قبل ان تنظر الى فيرا التي تسير نحوها وهي تتابع لكات
- لتكن غرفهم في اخر الممر 
- الا ترغبين بان نعد لهم نفس الغرف 
- لا لتكن في اخر الممر وانت اتبعيني ( اضافت لجوزفين وهي تتخطى عنها فتابعتها جوزفين بنظرها وهي تشير الى نفسها فوقفت فيرا على راس الادراج محدقة بها وهي تضيف ) اجل انت هيا اسرعي 
تبعتها لتنزل الادراج خلفها وهي تتساءل 
- هل لديكم زوار
- عائلة برون 
- الى اين انت ذاهبه ( تساءلت ومازالت تتبعها نحو الباب الخارجي لتجيبها وهي تخرج )
- الى البلدة هيا اسرعي 
- ولماذا اسرع ( قالت بتذمر وهي تتبعها الى الخارج لتصعد الى العربة خلفها مستمرة ) كنت عائدة لأخذ قيلولة 
- ستصبحين كسولة ان استمريتِ على هذا الشكل 
- يعتقد المرء عند سماعك ان هناك ما يفعله هنا 
- لا باس ببطء ستعتادين 
- اعتادوا على ماذا ( قالت بتذمر والعربة ) تتحرك بهم 
- على كل شيء هنا 
- لا اعتقد 
اجابتها وهي تتأمل ما يمرون به بشرود لتراقبها قليلا قبل ان تقول
- ستصل عائلة برون مساء اليوم الى هنا .. سيعمل حضورهم على تغير اجواء المنزل ولابد
نظرت نحوها قائلة 
- لا يعنيني امرهم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق