انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 يوليو 2011

أبحث عنكِ 9

 - أنتِ لا تعلمين أن روني توعك وحضور ادمونت ساعدني بأخذه الى الطبيب بسرعة
- يا الاهي ماذا تقولي ما به روني
- قال الطبيب انه مجرد مغص وأعطاني هذا الدواء
- لقد بكى كثيراً ولكنهُ الان بخير ( قالت تولا فاستمرت ليُنارس )
- على الأقل أقدم لهُ شكري على مساعدته فلو لم يحضُر لما علمتُ كيف سأتصرف ( ونظرت نحو الباب بقلق مستمرة ) أتعتقدين أن علي الانضمام لهما فلا يوجد صوت لابد أنهما صامتان أو يتحدثان كعاقلين لأول مرة
لم تكد تنهي قولها حتى تناهى لها صوت ادمونت الذي نادي على تولا فخرجت من الغرفة وتبعتها تولا لتنظر نحو ادمونت وقد وقف منتظراً تولا وعينيه مغمقتان بغضب وروجيه جالس على المقعد وقد امتعض وجهه وضاقت عينيه
- هيا بنا سنغادر ( بادر ادمونت تولا وهو يشير لها فقالت تولا وهي تتخطى عنها )
- أراكِ يوم الخميس لا تنسي
هزت رأسها بالإيجاب فقال ادمونت باقتضاب موجهاً حديثه لها
- أراك غداً
وتحرك مغادرا فتبعتهم بنظرها قبل أن تعود نحو شقيقها الذي قال وهو يقف عن المقعد
- أنه ليس سوى نزل حقير مستغل إنه يستغلك ليا أرجوكِ افهمي ما أقوله إنه يستغلك أرجوا أن تدركي ذلك
- يستغلني ما الذي يستغلني من أجله
- يلهوا قليلاً ويمضي أوقات جميلة مع فتاة مثلـ
- توقف عن هذا الحديث الان لأنك تهينني أنا به وأخبرني ماذا جرى بينكما
فأجابها روجيه بغيظ كبير
- لم يجري شيء فهو يرى انه من غير المناسب أن يتشاجر معي في منزل الآنسة ريمونت وإنه احتراما لكِ سيتجاهلني وعلي شكركِ لمساعدتي وإخراجي من الورطة التي أوقعتُ نفسي بها
- لن يقول لكَ هذا الا أذا تفوهت بالحماقات كعادتك
- أنا لا أتفوه بالحماقات
- بربك روجيه ما لا تعرفه أن في يده الكثير لقد أطلعت على ملفك إن كل شيء يشير اليك بالإضافة الى سجل حياتك المضاف اليه
- سمح لكِ بالاطلاع عليه ( سألها متفاجىء )
- لا أطلعت عليه خلسة
- خلسة كيف
- فتحت الخزنة الخاصة بأوراقه وأطلعت عليه
- أنتِ جادة ولكن لمَا لم تحضريه ربما لو عدت للاطلاع عليه لوجـ
- وما الفائدة من ذلك لقد أنتهى الأمر وأنت اعترفت بأنك قمت بأخذ المال
- لا لم افعل
- فعلت بإعادته لقد فعلت وفعلت أنا بالموافقة على العمل لديه هل تعتقدني سعيدة بوضعي هذا إنكَ تعرف جيداً أني بذلت الكثير من المجهود حتى أنهي دراستي وما أنا به الان بسببك فيكفيني لا أريد المزيد
- أنتِ تُصادقين ذلك الشاب فلا تحاولي لومي لِما يأتي لزيارتك أن كان كلامي غير صحيح
حركت يديها معاً قائلة بعصبية
- كلامك صحيح أصادقه وليس أكثر
- ادمونت مورغان .. تصادقينه .. أهو أهلُ لهذا
- أجل
- أنتِ تتوهمين ( وأقترب منها متوسلاً ) فكري جيداً ولا تنسي من يكون سمعته تسبقه وهو ليس أهلاً لصداقتك
- ما أن تحضر لي باقي المال حتى أجعله يختفي من حياتي روجيه
- سأحقق لكِ هذا بأسرع وقت ممكن ( ووضع يديه على أكتافها طالباً تجاوبها وهو يستمر ) فلا أستطيع مسامحة نفسي على ما أنتِ بهِ بسببي أنا قلق عليكِ حتى الموت وكلما رأيتُ ذلكَ الشخص يثور غضبي وأفقد أعصابي هذا تهور وأنا اعلم وأعلم انه يمكنه إيذائي ولكن ليؤذني ويدعُكِ وشأنك أنا أخاف عليك منه
قال متوسلاً فتجمعت الدموع في عينيها رغماً عنها وهمست بصعوبة وغصة بحلقها
- روجيه أنا ( لم يدعها تكمل بل ضمها اليه بحنان قائلاً )
- أنا آسف أنا سبب ما تعانيه أقسم لو علمتُ أن هذا ما سيحدث لتركته يقدم الأوراق ومن أين لي أن أعلم انه يفكر بهذهِ الطريقة .. ليُنارس أعلم أن ما سأقوله سيكون قاسي عليكِ ولكن يجب أن أفعل .. ما كنت لتسمحي له بالتواجد هنا لو لم تكوني تهتمين بأمره ( أضاف وهي تحدق به بعينيها الدامعتان مستمراً ) ولكن لا أمل حتى لو فكر فيكِ لن يفكر بطريقة سليمة ولن يفكر بالارتباط بواحدة قام شقيقها بختلاس المال من شركته انه مقتنع تماما بهذا أنتِ تعرفين هذا ولا داعي لأقوله لكِ أنا أثق بكِ وبتفكيرك وسأبقى كذلك لذا فكري جيدا ولا تنساقي وراء مشاعر قد تكون غير حقيقية
أبتعدت عن روجيه ماسحة عينيها وقائلة بصوت مخنوق
- أعلم انكَ على صواب .. ولكن الأمر خارج من يدي .. أنا أنا لا أعلم كيف حدث هذا .. لم أقصد أن يحدث
- آه ليا ( جاءها صوت أوديل الوقفة منذُ مدة دون التفوه بكلمة وقد ساءها حال ليُنارس واستمرت ) من بين كل الذين ينتظرون كلمة منكِ
- أرجوك اوديل
- ولكنها الحقيقة عزيزتي أن مولين يسأل عنكِ كلما رأى روجيه
استدارت معطية ظهرها للاثنين كيف تفهمها انها ولأول مرة في حياتها تشعر بهذا الإحساس أخرجت تنهيدة عميقة من صدرها فهذا جنون وروجيه على حق
- سنبقى هنا هذهِ الليلة
قال روجيه لأوديل وهو يراقب شحوب وجه لُيُنارس .

كانت هذهِ الليلة من أسوء اليالي التي مرت عليها نامت نوم متقطع وبقيت مستيقظة معظم الليل أنه يميل اليها أجل انه كذلك فليس بمفردها من تشعر بهذا كما انه قال أنهُ معجب بها وروجيه قال انه لن يفكر بها بطريقة سليمة ولن يفكر بالارتباط بها رفعت الوسادة ووضعتها على رأسها لو تستطيع أن تتوقف عن التفكير .

وصلت الشركة في اليوم التالي متأخرة ورغم ذلك لم يكن ادمونت قد وصل بعد أخذت تتناول قهوتها وهي تتصفح الصحيفة قبل أن ترفع رأسها وتصغي جيداً والحيرة في عينيها فاطل ادمونت وبرفقته كوليت فوقفت بدهشة لرؤية كوليت
- انظري من أحضرتُ معي
اقتربت من كوليت مرحبة ومازالت بحيرة فضحكت كوليت بمرح قائلة وهي تنظر الى ادمونت
- لدى مديرك ذاكرة قوية فالقد تذكرني بسرعة عند التقائنا بالمصعد .. ولكن كيفَ أنتِ عزيزتي أنتِ بخير
عندما قالت كوليت ذلك كان ادمونت يتأملها وقد تغيرت ملامح وجهه فنظر نحو كوليت قائلا
- سُعدتُ بالتعرف بكِ سأدعكما بمفردكما ( ودخل الى مكتبه فبادرتها كوليت بقلق )
- لا تبدين بخير
- لا أنا بخير
- ولكن هذا لا يبدو عليكِ هل تطيلين السهر
- ماذا تفعلين هنا لقد فاجأتني ( فتحت كوليت حقيبة يدها قائلة )
- حضرتُ لأدعوكِ لزفافي .. هاهي الدعوة
- متى
- الأحد القادم وسنسافر بعدها بيومين
- أنا سعيدة من أجلك حقاً
- والان ماذا لديكِ على الغذاء
- لا شيء
- جيد نلتقي إذا في المطعم الذي قصدناه سابقاً
- حسناً
- لأترككِ لعملك .. الى اللقاء
- وداعاً
أوصلتها الى المصعد وعادت نحو مكتبها لترفع السماعة لترد على ادمونت بعد نصف ساعة وقد رن الجرس الداخلي
- مازالت كوليت هنا
- لا غادرت
- هلا حضرتي اذاً ( وقف عن مكتبه وسار نحوها وهي تدخل تليه متسائلاً )
- ما بكِ
- لا شيء
- وهذا ( وضع يدُه على وجهها محتضن خدها ومشيراً الى الانتفاخ تحت عينيها بأصبعه )
- إنه لا شيء ( قالت وهي تبتعد عن يده )
- أتعتقدين أني لا أعلم ماذا حدث بعد مغادرتي أنا على ثقة من أن شقيقك انتهز الفرصة ليملأ راسك بكل ما سمع به وهو يعمل هنا
- لم يفعل وفي النهاية هو تهمه مصلحتي
- أبدو لكِ ضاراً لمصلحتك
- أرجوك ادمونت
- أجيبيني
- ولكن لما الأمر ليس مهماً
- بل هو كذلك بالنسبة لي أخبرتك أني مهتمُ بكِ
- ولكني لا وهنا ينتهي كل شيء
- أتريدين أن أصدق هذا ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تنظر اليه محاولة أن تبدو جادة فحرك عينيه بعينيها قبل أن يقول وفكه يتحرك بقوة ) حسناً .. سأصدق هذا .. يمكنكِ الانصراف .

- هذا ما يحدث معي
- وكيف يعاملك بعد الذي قُلتهِ لهُ
تساءلت كوليت الجالسة أمامها التزمت الصمت قليلاً متذكرة ما حدث معها بعد حديثهما وأجابتها
- إنه عصبي بخصوص العمل وعقد اجتماعا طارئ وقد كان حاد التصرف لا يحب الأخطاء في العمل وتجاهل وجودي كعادته عندما يغضب مني
- ولكن مما تقولينه فهو يهتم بامرك
- وماذا أفعل بهذا بربك أنا غارقة حتى أذناي ولا أريد أن الهو لم الهو من قبل حتى ابدأ الان
- ربما لا يلهو وهو جاد
- لو قلتي أي شخص آخر لوافقتك ولكن ليس ادمونت مورغان ليس هو بالإضافة أنا شقيقة روجيه أنتِ لا تعرفين ماذا يحدث لهُ عندما يراه إنه يكرهه لاعتقاده أنه أختلس مالاً من شركته .. أرجوكِ دعينى نتحدث بشيء أخر عن تجهيزات العرس وعن ديفيد .

لم يتغير في معاملته معها في اليوم التالي ولكنه كان أقل حدة فكان يطلب منها أتمام العمل بهدوء حتى انها أخطئت وأحضرت لهُ ملفاً غير الذي طلبه فقام بتنبيهها للأمر دون أي انتقاد , لو يستمر هكذا فستهون الأيام القادمة فكرت شاردة .

- ما بكِ لمَ لا تأكلين
- لا شهية لي .. أتعلم شيئاً ناند ( وحدقت بناند الجالس أمامها يتناول طعامه بهدوء مستمرة ) أنا محامية فاشلة فاشلة جداً في أول قضية لي وتخص شقيقي أخسرها .. لم أجد شيء مفيد حتى الان وكل جلساتي مع هانس ذهبت سدى فهو خبيث جداً ولا يعطيني شيء مما أريده وتود من المستحيل التقرب لهُ اذ هو لا يحبني فمجرد ذكر أسمي يقول أني أعبث بأوراقه وسيزار لا فائدة منه ومارتن يرفض التحدث بالأمر مهما حاولت الإيقاع بهِ وديريك لا شأن لهُ بما يجري .. ماذا أفعل أنا غير مسموح لي بدخول قسم المحاسبة وقد حرص ادمونت على تنفيذ هذا
- ادمونت
لفظت أسمه عفوياً وهي تتحدث وعندما أعاد ناند قولها تنبهت الى ذلك وقد حمرت وجنتيها رغماً عنها فثبتت نظرها على طبقها رافضة الشرح فرفع ناند حاجبه الى الأعلى وأكمل تناول طعامه وهو ينظر اليها وأخيراً قال
- اعتقدت انه يريد أن تحلي مشكلة أخيك لما يحرص على أن لا تدخلي قسم المحاسبة ( وأمام صمتها أضاف ) خسارة قضية واحدة لا تعني انكِ محامية فاشلة
- بل أنا كذلك كما أني لن أصبح محامية في حياتي أن استمرت الأمور بهذا الشكل
أجابته بتذمر فعاد ناند ليأكل مانعاً نفسه من الضحك .

- أرجوك روبير انها المرة الأخيرة أعدُك لن يتكرر الأمر فقط غداً .. وفي المستقبل سأعوضك سأعمل عنك في الصباح ولكن ليس بهذهِ الفترة أرجوك أرجوك
- لا تحاولي ليُنارس لا أستطيع
- بل تستطيع أنت لطيف جداً ولن ترفض طلبي ( نظر اليها بيأس قائلاً )
- حسناً ولكنها المرة الأخيرة التي أسمح بها باستغلالي
- كُنتُ اعلم أنك ستوافق أنت رائع
- هذا ما أسمعهُ دائماً ( قال معلقاً فضحكت بمرح قائلة )
- حسناً أنا أدعوك لتناول العشاء ما رأيك
- آه هكذا الأمور مختلفة متى
- مساء السبت سأحضر وليمة شهية
- في منزلك
- أجل وسأدعوا روجيه وأوديل
- هذا رائع فانا لم أرهم منذُ مدة
- وأنا الن تقومي بدعوتي
- بالتأكيد جوزيال أنتِ أولهم .. وافق روبير على أن يعمل مكاني غداً
- أحذر أيها الشاب فهذهِ الآنسة تكثر من استغلالك
- أعلم خالتي أوتظنين أني لا أعلم هذا ( وعاد بنظره الى ليُنارس مبتسماً وقائلاً ) أستطيع إحضار صديقتي
- بالتأكيد تستطيع إحضار من تريد معك لا مشكلة .

حضر ادمونت الى الشركة منذُ الصباح وقام بإنهاء العمل جميعه بالإضافة إلى مقابلة بعض العملاء
- أريد توقيع مورغان على هذه
تناولت الأوراق من بتي وأدخلتها لادمونت المنهمك بالأوراق أمامه وقد خلع سترته وفتح أزرار قميصه العليا وأرخى ربطة عنقه رفع نظره نحوها عند دخولها وعاد الى ما أمامه
- هذهِ تحتاج الى توقيعك ( تناولها منها متسائلاً وهو يقوم بالاطلاع عليها )
- أمازال لدي مواعيد
- لا
- حسناً لا تحددي أي مواعيد لبعد الظهر والشيء الضروري تحوليه لماكس
- سأفعل
أخذ يوقع الأوراق بعد أن أطلع عليها وناولها إياها أوصلتها لبتي بدورها إنه يعاملها كمدير حقيقي لا يختلط بموظفيه ولا يخرج حديثه معهم عن حدود العمل لما لا تشعر بالسرور والارتياح إذا .

قصدت بيتها فور انتهاء العمل في الدوماك وكانت قد أحضرت بعض القصص الخاصة للأطفال بالإضافة الى مجوعة من الأقلام وحقيبة مميزة كهدية لتولا , فكرت في عدم الذهاب ولكن لما لا تذهب فقد وعدها روجيه بتدبير النقود بالقريب العاجل وعندها عليها أن تبتعد نهائياً أما الان هي تريد رؤيته أيعلم يا ترى أن تولا قامت بدعوتها .. لو علم لقال شيئاً اليوم لابد أنه سمعها عندما أكدت عليها أن لا أتنسى الحضور يوم الخميس ربما يعتقد أنها لن تذهب أن كانت تفكر بشكل منطقي لن تذهب .

 أرادت التراجع عند وقوفها أمام منزله الا أنها عادت وأخذت نفساً عميقاً وطرقت على الباب وهي تسمع صوت جلبة في الداخل نظرت الى نفسها إنها أنيقة لا أحد يستطيع قول عكس هذا فقد ارتدت بلوزة بدون أكمام ضيقة ذات لون أبيض صافي وتنوره زيتية قصيرة تهدل بشكل جميل وتركت شعرها المدرج منسدل على أكتافها بحرية
- تفضلي آنستي ( قال فرانس الذي فتح الباب بابتسامة )
- مرحباً كيف أنت
سألته بود وهي تدخل وحركت رأسها بالصالة بفضول وهي تسمع كل هذا الضجيج فأشار لها فرانس قائلاً
- بخير آنستي شكرا لسؤالك .. تفضلي
تبعته وهي تفكر انه لابد لديها مدعون كُثر فالضحك والصراخ الذين يملئ المكان يوحي بهذا فتح لها الباب لتخطوا الى الداخل وتتوقف متفاجئة حركت رأسها بأرجاء الغرفة الكبيرة والمليئة بالزينة وبجميع الرؤوس الصغيرة الموجودة ليتوقف نظرها على تولا التي جرت نحوها عند رؤيتها هاتفة باسمها فانحنت لتقبلها وتقدم لها هديتها متسائلة ومازالت غير قادرة على استيعاب ذلك
- هل أنا أكبر المدعوين ( هزت تولا رأسها بالإيجاب قائلة )
- لم ادعوا الا أصدقائي وأنت كذلك ( وأمسكتها من يدها مستمرة بمرح ) تعالي لأعرفك يبعضهم ( تحركت معها ليقتربوا من ثلاث فتيات وصبيين ) هذهِ روني وليندا وألما وهذا جاك ومايك
- سعدت بالتعرف بكم .. في أي صف أنتم
أخذت تصغي لهم وابتسامة تنير وجهها فرغبتها بالضحك الان كبيرة لو علمت أن هذا ما سيكون عليه الأمر لما بقيت أمام المرآة ساعات تتأكد أن كان مظهرها لائقاً سرعان ما ابتعدت تولا مع رفاقها متقافزين فحركت رأسها محي ماتي من بعيد وهي تجول برأسها حولها
- لا تدعي بعد الان بأنك لا تهتمين
تجمدت في مكانها وقد سرت قشعريرة في جسدها لهمس ادمونت ذلك قرب أذنها ليغادرها قلبها وهي تحرك رأسها نحوه ولكنه تخطى عنها دون النظر اليها مما جعلها تتابعه قبل ترمش وتنظر الى الجهة الأخرى وقلبها يرفض إطاعتها ليتكرر قوله الهامس في عقلها مما جعلها تعود نحوه لتراه يحدث ماتي فعادت الى ما أمامها بينما اقتربت تولا منه وماتي تبتعد قائلة
- أين هديتي
- أنتِ على عجلة
- الم أنفذ لكَ ما طلبته ليُنارس وجاءت أين علبة مساحيق التجميل خاصتي
- لو علمت والدتي بالأمر ستقتلني
- ادمونت أن لم تحضرها سأقوم بإعلام ليُنارس بأنكَ من طلب مني دعوتها وعدم دعوة غيرها
- أحضرتها انها تلكَ العلبة الحمراء ( نظرت تولا بفرح الى حيثُ أشار وقفزت بسعادة وقبلته وهو يقول مؤكداً ) ستقتلني والدتي أعلم ذلك
- سأريها للفتيات أنا حصلتً على علبة مساحيق التجميل أشكرك أشكرك جداً
تابعها بابتسامة لفرحتها قبل أن يعود نحو ليُنارس التي أخذت تحدث بعض الأطفال بمحبة
- وأنت في أي صف الستَ صغيراً
- إنه ليس بالمدرسة بعد .. إنه شقيقي الصغير
انحنت لتحمل ذلك الصغير الذي لا يتجاوز السنتين والنصف ضاحكة وهي تطبع قبلة عل خده
دخلت ماتي وطلبت منهم التجمع حول المائدة وقد أحضرت معها أبنتيها لمساعدتها بالسيطرة على الأطفال بينما وقفت ليُنارس تراقب ما يجري دون أن تفارق حواسها ادمونت الذي بقى بعيداً عنها ولم يحاول محادثتها من جديد أشعلت ماتي الشموع في قالب الحلوى الكبير وجمعوا الأطفال حول المائدة وأطفئت الأضواء لينشدوا لتولا وعندما أطفئت الشموع صفقوا بمرح أضيئت الأنوار من جديد وأخذت ماتي بتقطيع الحلوى وتوزيعها ضمت يديها معاً بابتسامة لم تفارق وجهها لتتجمد ابتسامتها وعينيها تلتقيان بعيني ادمونت الواقف في الجهة المقابلة لها أرادت أشاحت رأسها ولكنها لم تستطيع وكأن هناك شيء خفي يجذبها اليه بقوة لتلتقي عينيه المحدقتان بها لما يعودان لهذا مرت الأيام القليلة الأخيرة بهدوء صدور صوت موسيقى صاخبة جعلها تخرج مما هي به وتسرع بالنظر نحو ابنة ماتي التي أخذت تراقص الأطفال طالبة منهم جميعا مشاركتها فأسرعت تولا نحوها لتمسكها من يدها لتسحبها معها قائلة
- هيا ليُنارس لنرقص
تجاوبت مع تولا التي سرعان ما ابتعدت لتدعو صديقة أخرى للرقص بينما راقصة ليُنارس فتي لا يكبر تولا كثيراً قبل ان تشعر بيد تستقر على خصرها فتوقفت ورفعت رأسها الى ادمونت الذي أصبح بجوارها ومال نحو ماث قائلاً
- أترى تلكَ الفتاة هناك ( تابع ماث يد ادمونت الذي أشار إلى فتاة تجلس بمفردها ) إنها بانتظارك لتقوم بدعوتها لرقص هيا أسرع فلا يجوز أن تتجاهلها طوال الوقت لا تقلق بشأن ليُنارس سادعوها للرقص بدور ( تابعت ماث الذي ابتعد وكل تركيزها منصب على اليد التي انسلت ببط عن خصرها لتلامس يدها لتضم يده راحت يدها وهو يتحرك ليصبح أمامها قائلا وعينيه تلاقيان عينيها ) لنرقص ( تجاوبت معه وأخذا يرقصان ويدها متشابكة بيده فسحبها نحوه لتلتف برشاقة وتستقر بين يديه قائلاً ) لم أعلم إنكِ ماهرة
وسحبها من يدها لتلتف مبتعدة عنه فقالت ضاحكة
- سأصاب بالدوار أن كررت هذهِ ( فعاد لجذبها نحوه ليحتضنها هامساً )
- تبدين فاتنة اليوم
عليها الابتعاد هذا ما فكرت به ويديها تستقران على صدره وقدميها تتحركان معه متماشية مع رقصه الهادئ ولكنها غرقت بعينيه القريبتين منها أنها تهوي الى مالا نهاية لتلك النظرات أصبحت الأصوات والضجيج الذي يعم المكان بعيداً عنهما ومازالت تبتعد شيئاً فشيء إنها لا تفكر بشكلٍ سليم فليذهب كل شيء للجحيم أمام هذهِ اللحظة التي تشعر بها بتجاوبه معها ومع أحاسيسها أغمضت عينيها في محاولة للعودة لرشدها فهمس
- لا تفعلي هذا ( فتحتهما من جديد هامسة )
- نحن محاطين بالأطفال
- ما كان على تولا دعوتهم كان عليها الاكتفاء بكِ ( همس لها فتوسعت ابتسامتها قائلة )
- أتقول هذا الكلام الجذاب لكل فتاة تراقصها
- لو كانت بجاذبيتك لفعلت
صمتت باسمة رغم محاولتها اخفاء ابتسامتها ولكن الإطراء يروق لها فنظرت الى مجموعة الراقصين الذين يقفزون ويتحركون بسرعة على نغمات الموسيقى الصاخبة قائلة
- الا تعتقد أننا أول شخصين يرقصان بهذا الشكل على موسيقى كهذهِ
- أنا متأكد من ذلك ولا اعتقد
- سأفتح الهداية الان ( أعلنت تولا وهي توقف الموسيقى فانسحبت مبتعدة عنه وهي تقول )
- سأساعدهم
بدأت تولا بفتح الهداية وقام بعض الأصدقاء بمساعدتها بينما قامت ليُنارس بتوزيع قطع الحلوى برفقة ابنتا ماتي لتجول بنظرها بإرجاء المكان ولكنها لم ترى من تبحث عنه فعادت لتستمر بتقديم الحلوى للأطفال المستمتعين .

هذا سبب اختفائه اذا فكرت وهي تحدق بالصحيفة في اليوم التالي لرؤيته في افتتاح المصنع الجديد لأحد العملاء المهمين وبقربة سيسيل مما جعل معدتها تشتد فأغلقت الصحيفة ووضعتها جانباً ليطل بعد قليل ملقى التحية باقتضاب ويختفي داخل مكتبه كيف يستطيع أن يفعل هذا يشعرها أحيانا أنها تعني له الكثير وأحيانا أخرى لا تعني له شيئا انه ادمونت مورغان في النهاية ومن السهل علية التصرف كما يريد
- أن كان لدي مواعيد لبعض الظهر فلتحوليها الى ماكس ( بادرها وهو يتناول منها الملف الذي طلبه مضيفا ) وهذهِ أرسليها بالفاكس ( تناولتهم منه فاستمر ) ويمكنك الحصول غدا على إجازة ( تجمدت عينيها عليه لقولة فاستمر وهو يلاقي عينيها ) تستحقين استراحة مني ومن الورطة التي أوقعكِ بها أخيك
- هل من جديد ( تمتمت ببط فمنحها الإجازة لا يشعرها بالاطمئنان فهز رأسه بالنفي وعاد نحو أوراقه فعادت للقول بقلق ) أن كان هناك جديد بأمر روجيه ستعلمني اليس كذلك
- أتثقين بي ( سألها بشكل مفاجئ مما أصمتها لوهلة لتعود بعدها للقول )
- بالتأكيد أستطيع الثقة بك فأنتَ للان لم تخذلني وتؤذي روجيه اليس كذلك
- روجيه .. روجيه هذا لو لم يكن شقيقك
- انه كل ما لدي
- وهذه هي المشكلة ( تمتم وهو يتناول قلما من امامه ويقوم بإمضاء احد الأوراق وهو يستمر ) أنا جاد بشان عدم حضورك غداً .. أتعلمين ماذا ( أضاف وهو يعود نحوها مستمراً ) لا تعودي للعمل الا في بداية الأسبوع القادم
- أنتَ جاد
- أجل
صمتت عاجزة لمَا تشعر بخيبة الأمل عليها أن تشعر بالسرور ولكن ليس هذا ما حصل فقالت باقتضاب
- شكرا لك فانا احتاجها
وتحركت خارجة ما بهِ لم يتصرف معها بهذا الشكل ما الذي يدور في عقله لو تستطيع أن تعرف انها سعيدة بالإجازة ولكن ذلك الشعور لا تعلم ما هو لما أنتِ محبطة ايتها الحمقاء معكِ ثلاث أيام لتستريحي منه .

 استيقظت في اليوم التالي في التاسعة وبقيت  في السرير تتقلب بكسل حتى العاشرة رتبت المنزل وفضلت الخروج على الجلوس بمفردها أشترت شطيرة وأخذت تأكلها وهي تتأمل واجهة المحلات علها تجد ثوباً يناسبها لعرس كوليت توقفت أمام ثوب ترتديه دمية في واجهة احد المحلات شدها لونه الأخضر الغامق وقبته الدائرية من الأمام دخلت المحل وأخذت تتأمل نفسها بإعجاب بالمرآة بعد أن ارتدته فهو ضيق الصدر الى الخصر ثم يتوسع ليلامس أخره ركبتيها استدارت الى الخلف تتأمل قبته الخلفية المثلثة قامت بشرائه ثم توجهت الى المكتبة
- ماذا تفعلين هنا
- مرحباً .. اشتقتم لي
- ليس بعد ( أجابها روبير وأضاف) تركتِ عملك
- لا أنا في إجازة
- محظوظة
- سأساعدك أذا رغبت ما رأيك ما قولك جوزيال أنعطي روبير اجازة اليوم
- آه أفعلي فقد أصبح راسي منهُ بهذا الحجم
ابتسمت بمرح بينما أقترب منها روبير غير مصدق
- أنتِ لا تمزحين اليس كذلك ليُنارس هذهِ الأمور لا أحبُ المزاح بها
- لا أمزح هيا أذهب سآخذ مكانك فأنتَ ( وعقصت خده مداعبة ) فتى طيب وتساعدني عند الحاجة
- رائع .. رائع أنتِ حقا رائعة ( وتحرك نحو الباب ثم توقف ونظر الى جوزيال ) وداعاً خالتي أراكِ غدا
- روبير ( قالت ليُنارس فعاد ليطل برأسه من الباب متسائلاً فاستمرت ) لا تنسى موعدنا
- لن أفعل وداعاً
- وأنت جوزيال لا تنسي الحضور سأعدُ وليمة كبيرة
- هذا جيد ولكن كيف حصلتِ على اجازة فلا أعتقدُ أن مديركِ من الطف حتى يسمح لكي بهذا
- ما شان مديري أنا أستحق إجازة فحصلتُ عليها
لم تتابع الحديث لدخول امرأة فقامت ببيعها وبعد مغادرتها بادرتها جوزيال
- لا تحضري غداً
- لا أعتقد أن روبير سيوافق هذهِ المرة فقد أكثرتُ الأمر عليه
- لا تقولي لي أنكِ ستجعليننا نتناول العشاء بعد العاشرة
- ولما لا سنمضي سهرة لطيفة
- لا عزيزتي أنا لا أستطيع السهر كثيراً لهذا قررتُ أخذ اجازة غداً وإعطائك أنتِ أيضاً أجازة
فتحت لينارس مقلتيها قائلة
- لما تتهاوى علي الإجازات فجأة
- روبير يعمل نهاراً واتفقت مع شقيقتي وزوجها سيحضران للاهتمام بالمكتبة مساءً بينما نحن نقضي سهرة جميلة منذُ زمن طويل لم نجتمع اليس كذلك
لم تعترض فهذا مناسب لها عرجت مساءً على أوديل وأعلمتها بالدعوة وغادرت في ساعة متأخرة .

 استيقظت في اليوم التالي بنشاط وقضت بعض الوقت برفقة ثاري وقد ساءها كثرت أسئلتها حول تلك السيارة الفاخرة التي تقف أمام منزلها مؤخراً .

خرجت من غرفتها في صباح اليوم التالي وهي نصف نائمة نظرت حولها في الصالة الوسائد على الأرض وصحون البوشار منتشرة وأكواب العصير فنقلت نظرها الى المطبخ الذي لا يقل فوضى
- دعي عنك سأساعدك ( جاءها صوت أوديل من الخلف وهي تتثاءب مضيفة ) كانت سهرة جميلة استمتعت بها
أخذت تساعد أوديل بإعادة كل شيء الى مكانه وهي تتساءل
- لن تحضري زفاف كوليت إذا
- لا أستطيع أين سأترك روني وعندي امتحان يجب أن أدرس ستوصلين لها تحياتي بالتأكيد
- وأنتَ روجيه الن تحضر ستغضب منكما دون شك
بادرته وهو يطل عليهما فأجابها وهو يتحرك نحو معد القهوة
- أعلمتها أني قد لا استطيع الحضور .. أعلمتني اوديل انك حصلت على إجازة
- اجل ( وأمام جوابها المقتضب أضاف وهو يعلم أنها تتعمد الانشغال بترتيب الطاولة )
- هل من جديد مع مورغان (هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول بتعمد )
- انه بالكاد يتواجد بالشركة فهو منشغل بالإعداد لمشروع جديد
تبادل روجيه وأوديل النظرات دون أن يقولا شيئا .

- عزيزتي
بادرتها كوليت بفرحة وهي تضمها وقد ارتدت ثوب الزفاف الأبيض فقالت ليُنارس بسعادة
- دعيني اتأملك .. آه كوليت أنتِ رائعة بحق
- أهو جميل ( تساءلت كوليت وهي تستدير بثوبها الواسع فأجابتها بإعجاب )
- بل أنتِ رائعة ستسحرين الكل ( ابتسمت كوليت لتظهر الغمازات على أطراف شفتيها قائلة )
- لا أريد أن أسحر سوى ديفيد .. هل وصل أم بعد
- إنه في الأسفل
أخذت تتأمل كوليت بسعادة بعد انتهاء مراسم الزواج وتوجههم للصالة وهي تقف بجوار ديفيد ليلتقط لهما الصور ثم اقتربت جورجيا شقيقتها وزوجها ليحصلان على صور لهما برفقة العروسين
- يبدوان مناسبان لبعضهما
بدت الابتسامة التي تعلو وجهها بالاختفاء بالتدريج وهي تسمع هذا الصوت انها مخطئة مخطئة تماما فمن المستحيل حدوث هذا حركت رأسها ببطء لتستقر عينيها على ربطة عنق مألوفة فرفعت رأسها ببطء من جديد ليستقر نظرها على وجه ادمونت الواقف بجوارها فجحظت عينيها به قبل أن ترمش وتنظر حولها عاجزة عن قول شيء إنها بحفلة كوليت وهي ليست مخطئة
- ما .. ماذا تفعل هنا ( استطاعت القول أخيراً دون استطاعتها إخفاء دهشتها فنظر اليها معاتباً )
- ما هذا الاستقبال الرديء
- أنا جادة ماذا تفـ
- أنا مدعو
- أنت مدعو ( كررت من بعده بحيرة وحركت رأسها نحو كوليت التي ماتزال واقفة أمام المصور رفعت يدها تحي ادمونت عندما رأته ففعل بالمثل ثم نظرت الى ليُنارس وغمزتها بعينها قبل أن تعود لتستمع لإرشادات المصور مما جعل ليُنارس تضيف بتجهم ) في المصعد ذلك اليوم ولكن لما لم تعلماني بهذا
- أن أزعجك الأمر سأغادر فهي صديقتك في النهاية وأنا لن أتطفل
- لا ( قالت بسرعة وهي تمسك ذراعه وقد هم بالتحرك فلتمع وميض خبيث في عينيه بينما أضافت بارتباك وهي تترك ذراعه ) لا يزعجني الأمر ولكني تفاجئت ليس الا
عاد للوقوف بجوارها وهو ينقل نظره بأرجاء المكان قائلاً
- لقد تأخرت
- اجل فالقد أوشك الحفل على الانتهاء ( أجابته ناظرة اليه قبل أن تضيف ) آخر ما كنتُ أتوقعه هو رؤيتك هنا
- كان الحضور مغري ( أجابها وهو يلمحها بنظرة شاملة مضيفاً ) يليق بكِ هذا الثوب
- هذا لطفا منك ( قالت وهي تحاول أن لا تظهر توترها مما جعله يقول وهو يراقبها )
- في احد الأيام سيوقعك تورد وجنتاك في مشكلة (ظهرت ابتسامة من شفتيها المتوترتان لقوله  فأضاف هامساً ) مشكلة لذيذة بنظري
حدجته بنظرة قائلة وهي تحاول أن تبدو جدية دون أن تفلح
- سأطلب من أخي إيقافك عند حدك
- دعي أخيكِ خارجاً ففرد واحد من آل ريمونت يكفيني صدقيني
فتحت شفتيها الا أنها عادت لإغلاقهم هامسة
- هكذا اذا
- الن تشاركيهم
نظرت الى حيث أشار برأسه لترى كوليت على استعداد لقذف باقة الورود فتجمعت الفتيات بسرعة خلفها
- لا
- لن تكوني التالية اذاً
- لا اعتقد
أجابته وابتسمت لجورجيا شقيقة كوليت التي طلبت منها الاقتراب من بعيد فحركت رأسها لها بالنفي لتنقل جورجيا نظرها عن ليُنارس الى ادمونت الواقف بجوارها قبل أن ترفع حاجبيها وتعود نحو ليُنارس متمتمة بصمت وابتسامة
- حافظي عليه
شعرت ليُنارس بتورد خدودها من جديد لهذا القول بينما قال ادمونت بابتسامة دون أن يفته تصرف جورجيا
- عليكِ تنفيذ ما قالته فأنا صيد ثمين
- أرجوك ( أجابته ساخرة على قوله فلمع وميض في عينيه مما جعلها تنظر نحو الفتيات وهن يلتقتن الباقة متهربة منه ) لا أسمعك .. ماذا تقول
أضافت وهي تحاول سماعة وقد عم الهتاف المكان فعاد للقول ومازال يراقبها
- أنتِ تجعليني في حيرة من أمري
- لا اعتقد أني الأولى
- آه بالتأكيد فحسب معرفتي بالمليون ونصف فتاة لن تكوني الأولى
قال هازئاً فقالت وهي تبتسم
- هل تحفظ أسمائهم جميعهم
- لا أحتفظ بدفتر خاص في جيبي كي لا أتعرض لأي موقف محرج ( وضحك وهو يهز رأسه بيأس مستمراً ) أرجو أن لا تصدقي هذا
- قد أفعل فأنا معك لا أعرف الصواب من الخطأ
- قد أستغل هذا فحرصي
- لا تنبهني منك
- م م م
- أنا منتبهة لك تماماً ( قالت باسمة )
- آه ( همس ولم يبدو الانزعاج عليه لقولها فصمتت شاردة قبل أن تهمس )
- حان وقت المغادرة
رافقها لتهنئة كوليت وديفيد وبادرها وهي تجلس بجواره في السيارة
- اليسا من قاما بالتخلي عنك عند الشاطئ
- لديك ذاكرة قوية دون شك
- بما شردتي ( تساءل بعد قليل لصمتها فحركت كتفيها بصمت وهي تحدق به فأضاف ) كيف هو الصغير
- أنه بخير بما انه مع والدته فلا خوف عليه
واسترخت في مقعدها بارتياح وهي تضع يدها على فمها مخفية تثائبة أنسلت من شفتيها فنظر اليها باسماً قبل أن يعود بنظره الى الطريق قائلاً
- لا تنامي الان
- سأحاول أن لا افعل أمضينا سهرة جميلة البارحة واليوم وأنا بحاجة ماسة لنوم
- سأعد نفسي مرافق سيء أن فعلتي
- لا تقلق لن افعل
- أنوي أن أعرج على اليخت لأحضر بعض الأوراق كنت نسيتها بهِ أترغبين بمرافقتي الى هناك فيجب أن احضر الأوراق منه
تأملته بصمت وسرعان ما توسعت ابتسامتها وهي تقول
- أرغب بذلك .. أستطيع الصعود اليه فلم أصعد الى يختاً من قبل
أبتسم بسعادة لقولها العفوي وأجابها
- بالتأكيد تستطيعين .. لم تصعدي الى احداها اذا
- كنتُ أشاهدها باستمرار قرب الميناء .. ما نوع يختك
- إنهُ صغير بالنسبة لغيره وليس مميزاً كثيراً ( قام بتغير الطريق ليسلك الطريق المؤدية الى الميناء ومستمراً بحديثه ) والدي يملك يختاً كبير يدعو اليه رفاقه باستمرار فهو يهوى الصيد ومغرم بالبحر ( هو يملك يخت ووالده يملك واحدا يالتبذير ابتسمت لأفكارها التي تراودها وعادت لتصغي اليه وهو يتابع ) البحر هادئ هذهِ الأيام ومناسب لذا أقوم بالترتيب لنزهة عما قريب ( صمت بعدها شاردا فأخذت تنظر الى مياه البحر المتلألئة التي تطل عليهم وقد اقتربوا منها ) أين وصلتِ ببحثك ( نظرت اليه وهي لا تدرك ما يقصد فأضاف ) بأمر شقيقك أوجدتي شيئاً
- وهل أعطيتني فرصة لهذا
- أجل
- بربك ادمونت لقد منعت علي دخول قسم الحسابات وكلما رآني أحدهم يستقبلني عند المدخل خوفاً من أن أدخل
تمعن بها للحظة قبل أن يعود للطريق قائلاً
- تأكدي تماماً أن هذهِ الأوامر لم تصدر مني فأنا أريدك أن تبحثي
- لماذا
- حتى تكتشفي بالنهاية أني على حق ( حركت عينيها بانزعاج لقوله قائلة )
- لمَ لا تعطي نفسك فرصة وتفكر بالأمر بطريقة أخرى
- طريقة أخرى
- أجل أنسى أن الشركة لك وأنكَ من يديرها وحدث هذا الأمر لأحد أصدقائك وأخبرك بالقصة ماذا كنتَ ستقول له
ظهرت ابتسامة على شفتيه وهو يجيبها دون النظر اليها
- بالتأكيد لن أقترح عليه إحضار شقيقة المختلس للعمل لديه
- أنتَ تجد هذا الأمر مسلي بعكسي على الأقل كنت لتنصحه من التأكد من العاملين لديه بالقسم وان كان حدسي على حق فهناك أشخاص ومن مستوى بالشركة متورطين
رفع حاجبيه دون الإجابة والتزم الصمت وهو يوقف السيارة قرب الرصيف فخرجت منها لتداعب نسمات الهواء العبقة برائحة البحر شعرها وتلامس بشرتها بنعومة قبل أن تتحرك لتسير بجواره ليسيران نحو الميناء أخذت تبعد خصلات شعرها التي تناثرت على خدها لتضعها خلف أذنها قائلة وهي تتأمل الظلام والسكون حولهم
- لا أحد هنا
- لوري ( هتف ادمونت وهم يتوقفان قرب الباب الحديدي الكبير قائلاً وهو يشير بيده الى الداخل ) أنظري الى ذلك الظل
نظرت الى الظل الذي يقترب ويسبقه كلب صيد بدء بالنباح عند رؤيتهم فتراجعت خطوة للخلف الا أن يد ادمونت التي استقرت على ظهرها منعتها برقة لتتوقف
- سيد مورغان اهذا أنت
- أجل ( فتح لهما الباب فأستمر ادمونت ) كيف أنتَ الان
- أصبحتُ أفضل .. أتنوي الإقلاع بيختك الليلة
- لا جئتُ لأخذ بعض الأشياء نسيتها به ( وأضاف لليُنارس وهو ينظر اليها ويراها تراقب الكلب بحذر ) لا تقلقي لن يقترب منا
- أنت واثق
- لابدَ وأن لكِ مشكلة قديمة مع الكلاب ( ونظر الى لوري مضيف ) هلا ابعدت كلبك قليلاً ( قام لوري بالتصفير لهُ ليجرى الكلب اليه ويأخذ بالالتفاف حول قدميه لتتحرك برفقت ادمونت لتتأمل المراكب الكبيرة والصغيرة بمختلف أحجامها وهي مصطفة قرب الميناء وهما يسيران نحو مركبه ) ذلكَ هو
أشار بيده الى مركب كبير وضخم ففتحت مقلتيها وهما يقتربان منهُ وهي تهمس
- هذا صغير .. وليس مميزاً
- اجل بالنسبة لما يملكه والدي فهذا بهِ خمس غرف نوم فقط مع غرفة استقبال واحدة وحمامان ( حركت رأسها اليه بينما أستمر ) ومطبخ صغير ملتصق بغرفة الاستقبال كما أن مساحتهُ لا تساوي نصف المركب الأخر ..ء .. ما بكِ
- لاشيء .. معكَ حق إنه صغير خمس غرف نوم يا ألاهي كيف تتحمل ذلك إنها لا تكفي وغرفة استقبال واحدة لا يجب أن تقبل بهذا غيره
انفرجت شفتيه عن ابتسامة سرعان ما أصبحت ضحكة عالية ثم قال وهو يحاول جاهداً أن لا يستمر بالضحك
- تعالي لنصعد اليه
فتح الباب الصغير وقفز الى يخته برشاقة ونظر نحوها وهو يمد يده لها قائلاً
- دعيني أساعدك
أعطتهُ يدها وقفزت بحذر ما أن اصبحت بقربه حتى احاطة يديه خصرها لتثبيتها قبل أن يتحرك
متخطي عنها فتلفتت حولها يا لهُ من يخت فاخر لن يرضى بأقل من هذا تبعته وهو يفتح الباب المؤدي الى داخل المركب
- ما اسم مركبك لم استطيع قراءته بالظلام
- ليدي
- آه
- ماذا
- لاشيء ( ففتح الباب وأشار لها بالدخول امامه متسائلاً )
- وما سبب تلك الاه ألا يروق لكِ الاسم
- بلا ولكن كان يجب أن أخمن ليس الا
- جاء دوري لأقول آه
تخطتهُ لداخل وهي تبتسم ونزلت الإدراج المؤدية إلى الأسفل بهدوء وهو خلفها توقفت عندما لامست اقدامها ارض اليخت وأخذت تتلفت حولها المكان مظلم ولا ترى شيء ارادت محادثتُه الا أنه اصطدم بها فتجمدت في مكانها وهو يمسك اكتافها
- لما توقفتي هنا
- لا أرى شيء المكان مظلم
- ان سمحتي لي بالمرور سأشعل النور
انكمشت على نفسها وابتعدت بحذر الى الجهة اليسرى فسار وضغط زر النور ليضيء الغرفة ضمت يديها الى صدرها وهي تنقل نظرها بين المقاعد الفخمة الى الرفوف والطاولة الموضوعة في الوسط وطاولة اخرى تلتف بشكل دائري وضع خلفها مجموعة كبيرة من زجاجات الشراب الفاخر بالإضافة الى أدوات المطبخ المعلقة بشكل جيد , أقترب ادمونت من رفوف موضوعة فوق المقاعد فتحها وأخذ يخرج منها بعض الأوراق وضعها امامه على الطاولة وأخذ يبحث بها فسارت بفضول نحو الممر لتتأمل الأبواب المتتالية خلف بعضهما , رفع نظره نحوها ثم تركَ الأوراق وسار باتجاهها قائلاً
- سأريك ( سارت معه بفضول ففتح احد الأبواب ليطل سرير مغطى بغطاء مطرز بشكلٍ جميل امامه خزانة تحتوي على تلفاز وخزانة وقرب الباب عُلقت مرآة عليها بعض الفراشي فقال ) هذهِ احدى الغرف والباقي مشابه لها
- انها جميلة
- ومريحة تتوفر بها جميع وسائل الراحة ( وتحرك مبتعداً ومضيفاً ) وهنا غرفتي انها تختلف عن باقي الغرف طلبت تصميمها خصيصا
اطلت من الباب ورغم محاولتها اخفاء دهشتها الا انها لم تستطيع
- انها مميزة بحق .. لم اتوقع رؤية غرفة كهذهِ هنا ( خطت داخلها بإعجاب سرير كبير في وسط الغرفة وخزانة في الجانب الأيسر حركت نظرها نحو المكتب الموجود على الجهة اليمنى بجواره مكتبة تحوى عدداً لا باس به من الكتب بالإضافة الى الستائر الجذابة فقالت ) انها واسعة
- هي غرفتان مفتوحتان معاً ما رأيك بالأثاث صنعَ خصيصاً لها
- إنه رائع لابد أنكَ تقضي وقتاً طويلاً هنا حتى ترتبها بهذا الشكل
- هذا صحيح ( اجابها وهو يبتسم فأبعدت نظرها عنهُ لما يبتسم بهذا الشكل هل علم بما تفكر ) سأعد كوبان من العصير ( قال وهو يعود بأدراجه فجالت بنظرها مرة أخرى بهذهِ الغرفة وتحركت خارجة نحو الصالة وجدتهُ يقف خلف الطاولة المستديرة يسكب العصير بالأكواب ناولها واحداً عند اقترابها فأخذتهُ شاكرة بينما أضاف ) سأحضر ما يلزمني ونغادر فلا أنوي تأخيرك أكثر
وتوجه نحو الطاولة من جديد ليغرق بالأوراق تأملتهُ قليلاً سارحة يبدو جذاباً الليلة ببذلته السمراء وشعره الذي تناثر بشكل عشوائي بسبب نسيم البحر حركت رأسها بعيداً عنه لن تستمر بتأمله هذا جنون توقفت نظراتها على صور معلقة على الجدار فاقتربت منهم وأخذت تتأملهم بفضول وهي ترتشف من كوبها .. جمع الأوراق التي يحتاجها ووضعها جانباً وتناول كأسه يرتشف منه وهو ينظر الى ليُنارس الواقفة أمامه تتأمل باهتمام الصور المعلقة على الجدار أرخى ظهره على المقعد وهو ينقل نظره بإعجاب من شعرها الأسود الامع وبشرتها البيضاء المخملية الى ثوبها القصير مع قامتها الجذابة وحذائها العالي انها تشعره بضعف لم يشعر بهِ من قبل لا يريد سوى عقص شفته محاولا الخروج من افكاره قبل ان يرفع كاسه ليشرب ما به دفعة واحدة ووقف متجهاً نحوها سرت رجفة خفيفة في أوصالها عندما وضع ادمونت يده على كتفها ووقف بجوارها قائلاً وهو يتأمل الصور التي أمامه
- هذهِ عندما اصطدنا سمكة قرش كبيرة وهذهِ أثناء صيانة هذا المركب ( وأخذ يحدثها عن الصور بينما نقلت عينيها به وشعور غريب ينتابها هل هو مضطرب أم انها تشعر بهذا صمت وقد لاحظ انها لا تصغي لهُ ونظر اليها ليلتقي بعينيها الخضراوتين ذوات الرموش الكثيفة فجالت بنظرها بعينيه وقد تملكها شعور غريب اخافها حتى العمق فهمست
- انتهيت
- أجل
- أنغادر
- أجل
اجابها وهو يهز برأسه بذات الوقت وعينيه لا تفارقانها ثم تحرك مبتعداً ليتناول أوراقه ويغادرا بقي الصمت معظم الوقت وهو المحيط حولهم الى أن اشعل المذياع ليستمعا الى بعض الأغاني لم ترغب بكسر الصمت لشعورها بعدم رغبته بالحديث فجلست هادئة في مقعدها
- باتريك بورن ينوي المغادرة يوم الأربعاء ( قال قاطعاً الصمت بينهما فنظرت اليه وهو يضيف ) دعوته الى رحلة بحرية نناقش بها بعض الاقتراحات المرتبطة بمشروع الدومل ومنها ستكون رحلة استجمام ( ونظر اليها مستمراً ) سترافقنا سيسيل ستعود معي بينما والدها يغادر ( لما يعلمها بهذا فكرت وهو يستمر ) دعوت أيضاً ماكس وزوجتُه انوي توقيع بعض العقود مع باتريك .. سأستغل الرحلة حتى أعرضها عليه ولا اعتقد أنه سيرفض
- الا يشكل خروجك وماكس مشكلة لشركة
- لا لا مشكلة يوجد من ينوب .. كما أني لا استطيع أن اطلب من ماكس البقاء فهذهِ اجازته السنوية ( اوقف السيارة امام منزلها قائلاً ) أرغب بدعوتك ( نظرت اليه بدهشة فلم تتوقع ذلك فاستمر وهو يتحرك بمقعده لينظر اليها جيدا ) ارجو أن لا ترفضي
فتحت فمها تريد قول شيء ثمَ أغلقته وأخيراً قالت
- وهل لوجودي اهمية اعني أنتَ موجود وماكس ايضاً
- لا أدعوكِ لأجل العمل .. أدعوكِ لأني أريد ذلك .. أرغب بأن ترافقيني بهذهِ الرحلة ( حركت عينيها بعينيه بصمت علها تعرف ما يفكر بهِ فأمسك يدها هامساً ) ستأتين ( بقيت تمعن النظر بهِ ومهما حاولت تجاهل اصابع يده التي تلامس يدها لم تستطع فحرك شفتيه قائلاً دون صوت ) أرجوكِ
كيف لها أن ترفض ظهرت على اطراف شفتيها ابتسامة ناعمة وهي تتساءل
- كم مدتها
- من خمس الى ست ايام
- لا أعلم أن كانت جوزيال تقبل منحي اجازة
- ستفعل
- لا اعلم
- ستقنعينها بذلك استفعلين
- أظُن ذلك
تحركت يده الأخرى ليحتضن خدها هامساً وهو ينظر اليها بهيام
- سترافقيني
ما بين يده التي تحيط خدها ويده الأخرى التي تمسك يدها خرج قولها متلعثماً رغم محاولتها اخفاء التوتر الذي تشعر به بسببه
- ا .. الستُ سكرتيرتك
وتحركت مبتعدة وحركت مقبض الباب تهم بمغادرة السيارة فمنعها قائلاً
- ما رأيك بأخذ اجازة للغد ايضاً
- كما تريد ( اجابته بحيرة وهي تحدق به فأضاف وهو ينظر الى ساعته )
- انها الواحدة والنصف ويجب أن تحصلي على الراحة
- أشكرك
- لا لا تشكريني فلا احب شكرك لي بهذهِ الطريقة ( عادت برأسها نحو الباب ببطء لتفتحه وقد اخذ التورد يملأ وجنتيها فهمس وهو يلاحقها بنظره ) ليُنارس ( توقفت عن التحرك ولكنها لم تنظر اليه فهمس من جديد مما جعلها تشعر بالضعف ) ليا
حركت رأسها نحوه ببطء وعند التقاء عينيها بعينيه همست
- تصبح على خير
وانسلت بسرعة خارجة من سيارته لتفتح باب منزلها وتدخلهُ دون أن تلتفت خلفها أسرعت نحو غرفتها واغلقت الباب خلفها مما هي خائفة منهُ ام من نفسها أخذت نفساً عميقاً علهُ يهدأ من اضطرابها انها تفقد رشدها معه ولا تفكر بطريقة منطقية أبداً سترافقه هذا ما قالتهُ يا لكِ من مجنونة ليُنارس سترافقينه أغمضت عينيها وأخذت نفساً عميقاً آخر لم تكن بحيرة في حياتها كما هي الان اهو .. ولكن كيف تستطيع تصديق ذلك وان صدقت لا امل من هذا .

استيقظت في اليوم التالي في السابعة ورغم محاولتها العديدة لتعود لنوم لم تستطيع أخذت تسير بالمنزل على غير هدى لما يعطيها الإجازات لما لم يعد يريد منها الذهاب لشركة هذا واضح حسناً ليقول لها ذلك بصراحة توقفت في غرفة الجلوس وهي عاقدة يديها الى صدرها مازالت السابعة والنصف فارتمت على المقعد محدقة بالسقف شاردة .

سمعت صوت سيارة تتوقف وأصوات حديث يجري من خلال نافذة الغرفة المفتوحة على مصرعيها فنزلت درجتان عن السلم لتتأكد فلمحت مؤخرة سيارة مألوفة
- ادخلي انهُ مفتوح
- مرحباً
اطلت تولا فرحة وتوقفت وهي تجول بنظرها بأرجاء الغرفة فنزلت ليُنارس درجة أخرى لتتوقف وتحدق بادمونت الذي دخل خلف تولا
- ما الذي تفعلينه بالتحديد ( تساءل وهو ينظر حوله ويقترب منها مضيفاً ) أنتِ لا تصغين أبداً الم اطلب منكِ الاستراحة
- فعلت
- انتِ تقومين بطلاء الغرفة هل هذهِ فكرة جيدة
- فقط سقف الغرفة فهو في وضعاً سيء
أجابته وهي تنزل ادراج السلم لتقف على آخر درجتان وتكون بطوله فوضع يديه على خاصرته قائلاً
- لو علمتُ أنكِ ستقومين بالطلاء لما أعطيتكِ إياها
- أنا في اجازة .. أنتَ ماذا تفعل هنا في هذهِ الساعة
- آه لا يحق لكِ سؤالي
- ولكني فعلتُ وانتهى الأمر
- حسناً أنا ايضاً في اجازة الديك سؤال أخر
- دعني أرى ( قالت ممازحة ثم هتفت وهو يحيط خصرها بيديه ) ماذا تفعل
- أقوم بانزالكِ عن هذا السُلم
صوت سعال من الخلف شد انتباههما فحدقا معاً بتولا لترمش ليُنارس عدت مرات ولقد نسيت وجودها للحظات
- لا تنزعجا اعتبراني غير موجودة
قالت تولا وهي تضع يديها خلف ظهرها وتسير من جوارهما مدعية تأمل الحائط باهتمام لاحقها ادمونت قبل أن يقول
- ما كان علي إحضارك
- ماذا تعني بهذا ليُنارس صديقتي أنا
- ولكنها سكرتيرتي
- فل يكن أنا صديقتها اليس كذلك ليُنارس
- بلا عزيزتي ( قالت وهي تبتعد عنه وتقترب منها مضيفة ) دعكِ منه انه يحاول اغاظتك ولن تسمحي لهُ اليس كذلك
- أجل صحيح ( أجابتها بمكر وهي تحدق بادمونت مضيفة ) سأبقى هنا أن رغبت أنتَ بالمغادرة ففعل
تسلق ادمونت السلم متجاهلاً طلب تولا بينما هتفت ليُنارس
- ماذا تفعل
- ناوليني الفرشاة
- ولكن ادمونت
- أنا أسرع منكِ وأفضل ( أضاف وهو يحدق بالسقف فأصرت بحرج )
- لا بأس فلست على عجلة من أمري
- ناوليني الفرشاة ليُنارس ولا داعي للحرج .. ولا أن تحمري
- آه ولكن
- دون لكن
قاطعها فرفعت لهُ الفرشاة ليتناولها قائلة وهي تنظر الى بنطاله الجينز الأزرق وقميصه البيضاء
- كما تريد ولا ذنب لي لما سيحدث لملابسك
أخذت وتولا تعدان العصير بينما انشغل ادمونت بطلاء السقف
- مرحباً ( حدقت الرؤوس الثلاثة بالسيدة المسنه التي أطلت ودخلت بفضول مستمرة ) كيف أنتِ بنيتي أتقومين بطلاء المنزل أنا ايضاً أنوي طلاء منزلي
- بخير كيف أنت عمة اينار وكيف ثاري والأولاد
- انهم بخير كُنتُ أحتاج الى لفافات طبية أجد لديك واحدة جون أصاب قدمه واللفافات نفذت من الصيدلية لدي وثاري ليست هنا
- أجل سأحضرها لكِ ( احضرت اللفافات وناولتها إياها قائلة ) ارجوا أن يكون جرح جون سطحي
تناولتها منها وهي تحدق بالسقف وبادمونت المنسجم بعمله
- أنتَ ماهر ستقوم بطلاء المنزل بأكمله ( نظر ادمونت اليها باسماً قبل أن يقول )
- قد أفعل أذا رغبت صاحبت المنزل
- آه عمتي أن هذا
- انه عامل ماهر اليس كذلك ليُنارس
قاطعتها تولا فقال ادمونت وعينيه تلمعان بخبث رغم انشغاله بما يعمله
- أنا كذلك ما دُمتُ اتلقى اجري جيداً ( فنظرت اينار نحو ليُنارس قائلة )
- يبدو جيداً ( وعادت اليه من جديد متسائلة ) اذا أردتُ طلاء منزلي أين أجدك
فتحت ليُنارس فمها ثمَ أغلقتهُ وهي تبعد رأسها كي لا تنفجر بالضحك حسناً هو أراد هذا أسند ادمونت ذراعيه على السلم قائلاً
- سأترك رقم هاتفي عند الآنسة
- هذا مناسب .. ولكني لا أدفع ان كان العمل رديء أنا احذرك
- لا تقلقي سيدتي فأنا أجيد عملي عليك سؤال الآنسة
نظرة اليه ليُنارس وهي تمنع نفسها من الضحك فغمزها مداعباً
- حسناً  وداعاً ليُنارس أراكِ فيما بعد .. سآتي لأرى ان كان الطلاء جيداً أم لا .. وداعاً
ما أن أختفت حتى انفجروا ضاحكين وسارت تولا نحو ادمونت قائلة
- هيا يا عامل الطلاء أن لم تنجز عملك في الوقت المحدد لن تنال بنساً واحداً
- ومن قال اني احتاج الى النقود أنا اتعامل بطرق اخرى لدفع
كان يتحدث وهو يتأمل ليُنارس بعينين عابثتين فأجابته ضاحكة
- جيد أنكم تبرعتم بمساعدتي لذا لن أضطر لدفع شيء
- سنرى ( همس مبتسم وعاد ليكمل عمله وهو يصفر بمرح وانسجام بما يعمل )
- الطعام جاهز
قالت ليُنارس وتولا تساعدها بوضع الأطباق على الطاولة بينما تناولت بعض من السلطة مفكرة
- لا اعلم أشعر أنه ينقصها شيء
- دعيني أتذوقها ( قال وهو يقف بجوارها فتناولت بعضها بالشوكة وقدمتها له فقام بمضغها مفكراً بينما رفعت حاجبيها منتظرة ) رائعة .. لا ينقصها سوى بعض الملح ( وأبتعد ليغسل يديه مضيف ) وبعض الزيت بالإضافة للقليل من الخس
- ها وماذا تكون هذه إذاً
- شيءٌ يأكل ( أجابها مبتسماً فهزت رأسها لتولا قائلة )
- أخيكِ مستحيل
- لا تقولي لي فأنا أعلم .. اتعلمين أنه ينوي الذهاب برحلة بحرية ويرفض اصطحابي طلبت من أمي أن تقنعه ولكنها رفضت
- لأنها رحلة عمل ( أجابها ادمونت وهو يعود ليقترب منهما فاستمرت تولا )
- ولكنك ستصطحب سيسيل معك
- هذا لأنها المندوبة عن شركة والدها
- حقاً ولكني لا أصدق ذلك أنتَ تفضل رفقتها على اصطحابي
- تناولي طعامك ايتها الثرثارة
- سأتناوله .. ولكن لتعلمي ليُنارس أن ادمونت سيرتبط عما قريب هل أخبركِ
- من أين تحضرين هذا ( اسرع بالقول )
- قرأته بصحف الصباح ( نقل نظره من تولا الى ليُنارس وهو يجلس أمامها قائلاً )
- شقيقتي قرأت ما يتحدث عنهُ أدمز
أخذت تسكب بعض الطعام في طبقها وهي تقول
- كيف تتحمل تدخله في حياتك بهذا الشكل
- أنتِ لا تعرفين القصة فقد كانـ
- ومن أين تعرفين أنتِ ما حدث
قاطع ادمونت شقيقته بدهشة للمرة الثانية من حديثها فاستمرت تولا وهي تتناول طعامها
- أنا اعلم كل شيء .. وأنا واثقة من أنه لم يخبرك ( أضافت تولا لليُنارس متجاهلة تحديق أخيها بها ) بدء الأمر عندما تعرف بماري انها عارضة أزياء وكان أدمز معجب بها ( هز ادمونت رأسه بيأس وأخذ يتناول طعامه دون تعليق بينما استمرت ) خرجت بصحبة ادمونت أكثر من مرة حتى ظن الجميع انهما سيرتبطان حتى صديقاتي اتصلن بي ليتأكدوا .. أتذكر
- وهل استطيع أن انسى ( ونظر الى ليُنارس مبتسماً ومستمراً ) طَلبت منهم سؤالي بشكل شخصي فحضرت مع خمس من رفيقاتها ليتأكدوا من الخبر
ابتسمت ليُنارس قائلة
- تريد أن تطمئن عليك
- ليس الأمر هكذا ( وحدق بتولا بمكر ) اليس كذلك
- حسناً ماذا أفعل أن كانت صديقاتي معجبات بك وأردن رؤيتك والتحدث معك
ضمت ليُنارس شفتيها وهي تتناول طعامها كي لا تضحك فقال ادمونت
- لا تخفيها فأنا أيضاً ضحكت أن أكبر واحدة فيهم في الثالثة عشر .. ولكن كان الأمر أن تصطحبهم تولا لرؤيتي وبالمقابل تشترك هي بتشجيع فريق المدرسة أما اقوله صحيح
- حسناً هو كذلك .. وليست المرة الأولى التي أفعل بها شيء بالمقابل أذكرك أمـ
- لماَ لا تتناولي طعامك عزيزتي إنه شهي ( قاطعها ادمونت بغيظ قبل أن تستمر بالحديث ونظر نحو ليُنارس قائلاً ) ستطلبين الإجازة اليوم من عملك
- سأستغل روبير من جديد أرجو أن لا يرفض .. إنه لطيف جداً وأنا أستغله كثيراً .. قد أحضر لهُ هدية في البداية ثمَ أخبره بالأمر
- قلتُ دائما أنكِ تملكين الحيل المناسبة
قال مداعباً فابتسمت بينما قالت تولا بحماس
- ستأخذين أجازة رائع ليُنارس سأحضر لنقضي بعض الوقت معاً وسأبقي جاد معي حتى نستطيع التنقل ونذهب لزيارة روني و
- أعتذر تولا لأنني لن أكون هنا
- آه .. مسافرة
- سترافقني ( حدقت تولا بشقيقها ثمَ ابتسمت هاتفة )
- جيد جيد جداً ألان أن مطمئنة .. انها رحلة عمل إذا
ثبت ادمونت كوع يده على الطاولة وأرخى خده على راحت يده وهو يتأملها قائلاً
- جيد أنها شقيقة واحدة وإلا لكان الأمر كارثة ( وعاد نحو طعامه مضيف ) إياك والنطق بأي كلمة بعد الان تناولي طعامك بهدوء فلقد أصبت ليُنارس بالصداع
- لم أفعل ( أجابته تولا بدلال فأكدة لهُ ليُنارس بمرح )
- لم تفعل
- آه ومن أكون أنا أمام فتاتان من المستحيل النقاش معهما .. سأكمل عملي
- ولكنك لم تنهي طعامك بعد ( اعترضت عندما وقف فأجابها )
- من الأفضل ان أنتهي قبل الرابعة
- لستَ مضطراً حقاً
قالت بحرج وهي تتحرك نحوه فظهرت ابتسامة جذابة على وجهه وهو يتجه نحو السلم قائلا
- ولكني أريد ذلك .. أين وضعتي الفرشاة
- أنتَ مصر
- أجل
أجابها وهو يهز رأسه بذات الوقت فتحركت نحو الدلو وقد وضعت الفرشاة بجواره
- ها هي وضعتها هنـ ( رفعتها لهُ وتوقفت عن المتابعة من المفاجئة بينما تجمد في وقفته ثم حرك رأسه بشكل آلي نحو ثيابه ثمَ اليها فوضعت يدها بسرعة على فمها وأسقطت الفرشاة من يدها الأخرى قائلة ) آسفة لم .. لم أقصد .. لم أكن اعلم أنها مليئة بالطلاء .. أعتذر ( وضع يديه على خاصرته متأملاً إياها بينما قالت وهي تحاول بجهد الا تضحك وهي تقترب منه ) سأغسله لك .. يا الاهي .. دعني أساعدك ( أضافت ضاحكة بمتعة ورفعت منديلاً من جيبها لتمسح بعض الطلاء عن وجهه وقد رشقته من رأسه الى قدميه بالطلاء وضعت المنديل على جبينه تمسح بعض الطلاء وهي لا تستطيع التوقف عن الضحك ثم حدقت بهِ محاولة الصمت ) لا أقصد الضحك عليك ولكني لا لا أستطـ .. سأصمت أقسم بذلك ( قالت أخيراً وهي تأخذ نفساً عميقاً وتضم شفتيها وعادت تقرب المنديل على أنفه لتمسح بقعه عنه ولكن ما أن التقت عينيه التي تتابعانها دون التفوه بكلمة لم تستطيع أنهُ يضحك وعيناه تشعان بهذا حاولت من جديد أن لا تستمر بالضحك حتى شعرت بعينيها تدمعان وأضافت ) سأتوقف أنا جادة هذهِ المرة
أمسكت يده ذراعها وهمس بصوت عذب وعينيه تتنقلا بعينيها الضاحكتان
- وجود تولا هنا خلصكِ من ما كنتُ سأفعلهُ بكِ بعدم وجودها
- يجب أن تغسل وجهك قبل أن يجف الطلاء
قالت تولا وهي ما تزال جالسة على الطاولة فأجابها وهو لا يبعد عينيه عن ليُنارس
- أفضل أن تزيلهُ لي مسببته
قربت ليُنارس المنديل من خده وبدأت تزيل لهُ الطلاء الأبيض والابتسامة لا تفارق شفتيها ثم تحركت نحو ذقنه تزيل آخر بقعة برقة قائلة
- هذهِ الأخيرة .. هكذا عدت الى طبيعتك .. تقريبا
ضاقت عينية لقولها وهز رأسه بالنفي وهو ينحني نحو الفرشاة ليتابع عمله وما أن أصبحت الرابعة حتى كان قد أنها السقف ووقف في وسط الغرفة يتأمله بينما جلست تولا أرضاً فاقتربت ليُنارس منهما لتقدم لادمونت كوباً من القهوة تناوله شاكراً وتناول تولا كوباً من العصير قائلة
- لا اعرف كيف أشكرك ( تحرك رأس ادمونت نحوها بابتسامة ووميض في عينيه قائلاً )
- لا ترددي لي هذهِ الجملة كثيراً ( سارت نحو المطبخ وهي تحاول تجاهله وأحضرت لنفسها كوباً من القهوة فقال وهو يسير نحوها ) من الأفضل أن تقصدي منزل شقيقك حتى يجف الطلاء
- سأفعل فلا أتحمل رائحته
- متى ستذهبين الى عملك ( تسأل وهو ينظر الى ساعته فأجابته )
- مازال معي بعض الوقت .. لن أذهب غداً الى الشركة
- لا يكفيكِ اجازات
- ولكني متعبة الا ترى
- أنا من يجب أن يقول ذلك وليس أنتِ
- ولكن أدمـ ( همت بالاعتراض فقاطعها وهو يلاحقها بنظره )
- لا تحاولي .. غداً تحضرين لنرتب أمور الرحلة .. اتفقنا ( تأملته قبل أن تقول )
- حسنا
- أعلام روجيه بأمر الرحلة لن يغير رأيك اليس كذلك
- لا
- أنتِ واثقة ( حلت لحظة صمت دون أن تجيبه على سؤاله فهمس ) سيثنيك عن الذهاب
- أتعدني بشيء
- ما هو
- أن .. أن لا أتعرض لأي موقف لا أريده
تأملها لثواني دون أن يجيبها وقد عاد الاحمرار الى وجنتيها فنظر الى تولا التي مازالت جالسة على الأرض قائلاً وهو يقدم لها مفاتيحه
- لما لا تنتظريني في السيارة لن اتأخر
- حسناً ( تناولت منه المفاتيح وغادرت فوقف أمامها وهو يلاحقها بنظره قائلاً وقد تابعت تولا وهي تغادر )
- أنظري الي ( ترددت في البداية ثم نظرت اليه فأضاف بتنهيدة ) لا يوجد ما أعدكِ بهِ لأنكِ ستكونين بأمان تام ولن يجرؤ أحد على فرض شيء أنتِ لا تريدينه .. كما أنكِ سكرتيرتي ولن أسمح لأحد بإزعاجك وأنا لا أنوي ذلك
- لا حاجة بك لسكرتيرة كي ترافقك
- ولكني أحتاجك أنتِ أريدُ أن تكوني معي ليُنارس ولا أريدُ أن تحاك حولكِ الأقاويل لهذا ستكونين سكرتيرتي في الرحلة وليس مرافقتي .. أعلمتك من قبل أني مهتم بكِ بحق أنا لم أردد هذا الأمر لأحد كما ارددهُ لكِ رغم صدكِ المستمر لي .. متى ستصدقين
- عندما أصبح الوحيدة التي تردد لها هذا ( همست لهُ بيأس فأجابها )
- بالتأكيد لا أقول هذا لكِ الان وبعد نصفِ ساعة أقوله لغيرك .. أنا لستُ كما يقال عني متى ستقتنعين بهذا الم تعرفيني بعد .. كيفَ أقنعكِ أخبريني .. ليا ( أصر وهو يحتضن وجهها وقد رقت ملامحه وبدت عيناه حائرتان ولكنهُ أصابها بالعمق من تلكَ النظرات إنهُ يبحث عن شيء بداخلها ) ستأتي من المهم أن تأتي لا تعلمي روجيه أن كان سيحاول ثنيك عن هذا
- لا أستطيع فعل هذا سيقلق علي
- أذاً سأحدثهُ
- لا لا تفعل .. أنا .. سأتدبر الأمر
- هذا وعد
- أجل ( ظهرت ابتسامة على شفتيه واسترخت يديه التين تحتضنان وجهها وقرب رأسهُ منها فاعترضت ) لا أدمـ
توقفت وقد لامس جبينه جبينها وأخذت يدُه تلامس شعرها برقة وهو يهمس
- متى ستتعلمين الثقة بي
- لم تـ
توقفت تولا لتحديق ادمونت وليُنارس بها فور قولها ذلك فنقلت نظرها بينهما بحرج وتراجعت الى الخلف
- لا عليكما سأتصل بصديقتي .. كُنتُ وعدتها بهذا
وأسرعت مغادرة فوضعت ليُنارس يدها على صدره القريب منها ودفعتهُ برقة الى الخلف دون نتيجة وقوفه بهذا الشكل يزيد توترها وعدم قدرتها على التحكم بعواطفها فهمست وعينيها تغرقان بعينيه
- ستعود تولا في أي لحظة
- لن أحضرها معي مرة أخرى
- لا تقل ذلك
- سأنتظرك غداً يكفيكِ اجازات ( أجابها فأغمضت عينيها وأنسلت مبتعدة عنهُ وهي تتمتم )
- إنكَ لتحيرني
- انا من عليه قول ذلك ( استدارت اليه ببطء وهي تضم يديها معاً مما جعله يضيف ) ما بكِ بما تفكرين أخبريني
- لا شيء
- لكني أعلم أن هناك ما يدور في عقلك في هذهِ اللحظة
- لا لا شيء سيد مورغان
تجمد ادمونت في مكانه لجوابها الجاد وقد عادت لجمودها فعقد حاجبيه معاً وهو يحدق بها قبل أن يقول
- ماذا تفعلين لمَ تفعلين هذا هلا أخبرتني ( ارتجفت شفتيها لتوترها فأبعدت رأسها كي لا يلاحظ فأقترب منها مضيفاً بصوت خافت ولكنه لا يخلو من الحدة ) أكره أن تضعيني بهكذا موقف لا أحبُ أن أشعر بالضعف وأنتِ تشعريني بهِ
- لا أقصد ( أجابته وهي تتراجع قبل أن يصل اليها فأصر )
- ولكنكِ تتلاعبين بي
- لا وأن حدث الأمر فهو عن غير قصد
- هكذا اذاً .. تتعمدين إغاظتي في النهاية دائماً .. الم نكن منذُ دقائق منسجمين ما الذي يحدثُ لكِ
- لاشيء ادمونت لا شيء ( أجابتهُ بنفاذ صبر فتأملها لثواني ثم قال بحيرة )
- تفعلين هذا كي لا ترافقيني اليس كلك .. لا تريدين مرافقتي
- بلا أريد ذلك
- أذاً
- أنا .. أنا متعبة فقط ( رفع عينيه الى السماء ثُمَ أخذ نفساً عميقاً قبل أن يعود اليها قائلاً )
- سأُحاول أن أصدق ذلك ( وتحرك بضيق نحو الباب وهو يضيف دون النظر اليها ) أراك غداً
بقيت واقفة مكانها تتأمل الباب المغلق وقد ترقرقت الدموع في عينيها رمشت عدت مرات محاولة مقاومة دموعها ولكنها لم تستطع .

- وواقفة جوزيال
- أجل فروبير لم يمانع رغم أنهُ فوجئ عندما علم مدتها
- ولكن قضاء ستة أيام على يخته .. أقصد .. أيجب أن تذهبي
- لما لا
- لما لا لقد جننتِ عزيزتي وأنتهى الأمر فأنت لا تتصرفين بتعقل ( أضافت اوديل واستمرت ) هل يستحق هذا هل هو أهلا لتفكري به
- ومتى كان العقل من يتحكم بهذا أتعلمين أنت أخر من يتحدث بهذا هل نسيتي انك ارتبطي بروجيه رغم كل ما كنت تلاقينه من معارضة من عائلتك
- الأمر مختلف فروجيه غير ادمونت على الأقل اعلم أني اعني له الكثير وهو صادق معي أنت حقا لا تنتظرين مني إعلامك عن شقيقك فانا لم اندم ولا حتى لدقيقة واحدة على ارتباطي به
نظرت الى اوديل شاردة قبل أن تقول
- اشعر بالندم لما أكنه له .. لا اعلم كيف حدث هذا واعلم انه سيؤذيني في النهاية ولكني لا استطيع معه شيئا اقسم أني أحاول ولكن عندما ينظر الي اشعر انه يبادلني شعوري اشعر انه لي لي وحدي أنسى كل شيء
- انه ماهر
- لا تعلميني بما اعلمه ( قالت بضيق مستمرة ) لو كان الأمر مختلف لو التقيته بطريقة أخرى لما ترددت لحظة واحدة
- لا اعلم ما سيقول روجيه أن علم لا أعتقد أن الأمر سيروقه فالقد طلب منى إقناعك بالتعقل وان تنسي أمر ادمونت فلن ينالك منه إلا الأذى وهو على حق كما أن والدتي سترسل باقي المال خلال أيام
- انتهت مشاكلها لقانونية
- أجل تحدثت معها اليوم .. لما شحبتي هكذا يجب أن تكوني سعيدة لتتخلصي مما أنتِ بهِ
- كنتُ أتمنى أن أجد شيء لتبرئة روجيه قبل أن نعطيه البقية فأنتما أحقُ بهِ
- إنهُ قدرنا ونحنُ رضينا بهِ .. وأنتِ عزيزتي لا يجب أن تورطي نفسك أكثر .. لن نسامح أنفسنا ان سببَ لكِ الأذى وهو سيسببه بالتأكيد إنهُ مختلف عنا فكري بهذا إنهُ لمصلحتك فهو لن يسعى للاستقرار معك سيلهو قليلاً ثم يترككِ
- أتعتقدين أني لا أعلم أوديل أنا أعلم وأرى وأسمع أشياء كثيرة عنهُ
- لا دُخان بلا نار ( هزت رأسها بالإيجاب ولكن علامات الحُزن لم تفارقها فاستمرت أوديل ) لهذا أقول فكري جيداً بأمر مرافقته لما ترافقيه وقد تصل النقود غداً أو بعد غد .

أخذت تتقلب بسريرها دون جدوى فنهضت وقصدت المطبخ أعدت لنفسها كوباً من القهوة وجلست تحتسيه بشرود ليست سوى شقيقة مختلس إنه يكرر هذا دائماً ولا يكف عن اتهام روجيه ويظهر غضبه منهُ باستمرار , سمعتهُ سيئة , عاملكِ بفظاظة يستطيع تجاهلك بسهولة ,  ينال ما يريده دائماً , صديقاته لا تعد ولا تحصى ما الذي يعجبكِ بهِ .. حتى وان كان مهتما بك أكنتِ ستشعرين بالأمان معهُ .

- تناولي طعامك قبل مغادرتك
بادرتها اوديل في صباح اليوم التالي فجلست على المقعد وبدأت تعد شطيرة صغيرة بينما يتابعها روجيه وأخيراً قال
- أرجو أن حديث البارحة لم ينسى
- أرجوك روجيه
- ستذهبين إذاً أنتِ مصرة
- أجل سأذهب ودعني أقول لكَ شيء أنا من سأستغله وليس هو أنا من سيذهب برحلة استجمام على يخت فآخر وسأحرص على قضاء أجمل الأوقات ثم أعود وأرمي النقود في وجهه وليذهب عندها الى الجحيم
- هذا تهور
- فل يكن أنا أريد ذلك
- ولكـ
- إنها بضع أيام فقط روجيه وكما تدبرت أمر الأيام التي مرت سأتدبر هذهِ سأغادر والا تأخرت وداعاً .

- لا أكاد أصدق .. ظننتُ أني ارتحت منكِ ما الذي جاء بكِ
- وأنا كذلك اشتقت لكِ بتي
أجابت بتي التي بادرتها فور دخولها الى المكتب واستمرت نحو مكتبها فتبعتها بتي
- أنا جادة ما الذي أتى بك
- اطمئني لن يطول الأمر أصبري إنها بضع أيام أخرى وتتخلصين مني للأبد
- أرجوا ذلك أين كنتِ إذاً خلال الأيام الماضية فلا يحقُ لكِ أخذ إجازة في هذا الوقت الذي ينهال بهِ العمل على رأسي بينما تجلسين مستريحة طوال الوقت
- شكراً لاهتمامك وتفهمك ( أجابتها ساخرة فنظرت اليها بتي بتعالي قائلة )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق