انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

رواية نبضات قلب من 1 - 8

نـبـضـات قـلـب


نَظَرت خَلفَها بِقلق شَديد وَقَد بَدا الذُّعر بِعَينَيها قَبلَ أَن تَعود إلَى ما أَمامَها وَهِيَ تَستَمر بِسَند هانا الْمُصابَة وَاَلَّتِي عَلَى وَشكِ الإِغماء قائِلة بهمس مُتَوَتر وَأَنفاس مُتعبة وَقَد تَناثر شعرها بِشَكل فوضوي ليرتطِم بِوَجهِها الملطخِ بالدماء
- اصمدي لَا تَفقدي وعيك الْآن
- إنِّي مُتعبة 
اجابَتها هانا بِإعياء شَدِيد مستمرة 
- متعبة جداً
- أَعلَم وَأَنا أَيضاً وَلَكِن لَا تستسلمي لَا تَفْعَلِي 
قالت بِصَوت مُرتجِف 
- انتِ قوية وتستطيعين الصمود
- امازالوا خلفنا . . مازالوا
- لا أَعلم حقاً لا أَعلم
تَوَقَّفَت عَن المُتابَعَةِ وَهِيَ تَعودُ لِلنَّظَرِ خَلفَها وَقَد تَناها لَهَا صَوتُ احافير الخُيولِ اَلَّتِي تَضرِبُ الأَرضَ دُونَ استِطاعَتِها تَمَيَّزَ مَكانَها فَهَوا قَلبها الى اعماقِ صَدرِها وأخذت تنقل عَينَيها بِتَوَتُّرٍ كَبيرٍ بَينَ سِيقانِ الأَشجارِ اَلَّتِي أَمامَها وَقَد كَسا الظلام المَكانَ لا يُمكن ان تقعا بايديهم من جَديد اسرعت بِالتحَرُّكِ جانِباً وهيَ تَقول بِقلق شديد
- إنهم يقتربون مِنا عَلَينا الاختباء بِسُرعَة هَيا مِن هُنا
اضافت وَهِي تَحُث هانا وقد احاتط خَصرها بِيَدِها بَينَما وضعت هانا يدها حول عُنق إيلينا لِعَدَمِ قُدرَتِها عَلى الدوسِ عَلى قَدَمِها الْمُصابَة لتسرعا نَحو سيقان الْأَشجار الْكَبِيرَة لتُجلسها قُرب إحداها وَهِي تهمس بِأَنفاس مُتَقَطعة وتَتلفت حولها بِقلق شديد
- لا تُصدري أَي صَوت .. إنَّهُم يقتربون مِنا
- اذهَبِي 
نظرت إلى هانا التِي قَالَت ذَلِكَ لتستمر بِتَأْكِيد 
- انجي بِنَفسِك
- لن اتَخلا عنك هانا
- لستُ بِخير ل
- لا تتحدثي أَنهم يقتربون
نهرتها إيلينا بِسُرعَة وَهِي تُحَاوِل الِالتِصَاق بِسَاق الشَّجَرَة أَكْثَر لتختلس النَّظَر إلى الْخِيلان التِّين مرتا لتتأمل راكبيهما وَهُمَا يبتعدان قَبلَ أَنْ تَعُود نَحوها قائِلة
- لَيسَ مِنْ يتبعونا . . أَنتِ ترتجفين 
اضافت بقلق وَهِي تَرَاهَا ترتجف فأسرِعت بِخَلع معطفها لتحيط به اكتاف هانا وتلبسها إِياهُ وَهِيَ تَقُول 
- هَذَا سيشعرك بالدفئ
- لَا تَفعَلِي 
- دَعِيه انتِ بِحَاجَتِه 
اضافت بتفكير وَهِي تَضَع قُبعَة المِعطَف عَلَى رَأْسِ هانا وَقَد ملأت الدِّماء جَانب وَجهها الأيمن مِما جَعَلَها تضيف لَها 
- فالتبقي هُنا ساحاول طَلب الْمُسَاعَدَةِ مِن الرَّجُلَان الذان مرا قَبل قَلِيل
- قَد يَكُونا مِن قُطَّاعِ الطُّرُقِ
- أَحَدُهُما يَرتَدي لباساً رَسمِي لَا أَعتَقِدُ أَنَّهُما قُطَّاع طُرُق ساعود سَرِيعاً لَا تقلقي
- آنستي
- لَا تقلقي لَن أُطِيل
- هَلَّا كنتي حَذَّرَة كَانَ عَلِي الِاعتِناء بِك وَلَيس الْعَكس 
قالت هانا بِوَهَن شَدِيد 
- لَا تُغَادِري هَذَا الْمَكَان لَن أُطِيل
قاطعتها قَائِلة وَهِي تَتَحَرَّك مبتعدة بتوتر كبير فلقَد فقدت هانا الْكَثِير مِن الدِّماءِ وَلَا تعلَمُ أن كَانَت ستنجو أَم لَا عَلَيها إنقَاذها حَاوَلَت الْإِصغاء لِصَوت جَري الْخَيل وَلَكِن لاَشَيء مِما جَعَلَها تتلفت حَولَها بقلق قَبلَ أَنْ تَتَوَقَّفَ وَقَد تناها لَهَا الصَّوت مِنْ بَعِيد فَأَخَذْت بِالتحَرك نَحوَهُ قَبلَ أَنْ تَتَوَقَّفَ من جديد متلفتتا حولها لتَبتلع ريقها وهيَ ترفعُ يدها المرتجفة لتمسح وجهها مِن دماء هانا التي علقت بها لتَعود لتخطو للامامِ بِتردد لتتوقف خطواتها بِبطء وقد ملاء الخوف قلبها وعينيها تأهتان امامها لتعود بخطواتها للخلف وتَستدير عائدة بادراجها لتهمس هانا بإعياء فَور رُؤيَتِها
- أَهَذِه انتِ 
- اجل هَيّا بِنا
- اسيقدِمُونَ يَد المُساعَدَةِ لَنا
- اعتقد انهُم ابتعدوا كَثِيراً وَلَم اجرُوء عَلى المُتابَعَةِ خَوفاً مِن عَدَمِ تَمَكني مِن العَودَةِ الْيكِ هَيا بِنا سَنَذهَبُ مَعاً
- ساكُون عِبئاً عليكِ 
- هَيا بِنا 
قالَت وَهِيَ تمسكُها مِن ذِراعِها لِتُساعِدَها عَلَى الوُقوفِ مُستَمِرَّةً 
- لَنْ اترُككِ خَلفي مَهما كان 
عادَت لِسَندِها والتَّحَرُّكِ سَوِياً مستمرة
 - سَنَسيرُ مِن هُنا علَنا نَلتقي بِهِم مِنْ جَديد
بداء الانهاك يُصيبُها ولَم تَعُد قَدَمَيها قَادِرَتانِ على حَملِها وَسَنَد هانا بِنَفسِ الوَقتِ وَمَعَ بِدايَةِ شُروقِ الشمسِ اَخذَت دُموعُها تَنهمِرُ لم تَعتَقِد وَلَو لِلَحظَة واحِدَةٍ ان يستَغِلوا خُروجَها الى رتراند لِتخلصِ مِنهَا من قَد يَفعَلُ هَذا بِها من وَكَيفَ عَلِموا بِمُغادَرَتِها لا احد يعلَمُ بِمُغادرَتِها او حَتَّى وجهَتها تَعَمَّدَت المُغادَرَة خِلسَةً حَتى لا يَعتَرِضَ إِيفان عَلى مُغادَرَتِها كالعادَةِ وَلَولا هانا لَكانَت قَد فارَقَت الحياةَ فَلَقَد تَلَقَّت الضَّرَبات اَلَّتِي انهالوا بِها قطاع الطُّرُق عَلَيها بِقَصدِ الخَلاصِ مِنْها اَجَل لَم يَكُونوا يُرِيدُونَ الْمَالَ فَقَط بَلْ قَتلها وَلَولا هانا التي رَمَتْ بنَفسِها عَلَيها لِحِمايَتِها لَما اسْتَطاعَت الخَلاصَ مِنهم اتكون زَوجَةَ عَمِها وَرائهم هَل استَفَزَّتها لِتَصل الاُمور الى هَذِهِ الدرَجةِ فَلا اَحَدَ يَستَفيدُ مِنْ ذَلِكَ الا هِيَ وَابنَتها تَعلَمُ انها بالَغَت بِامرِ دِيفِينز وَلَكِن ان يَصِل الامرُ بِهِما الى هَذا
- لَم اعد قادِرَةً عَلى المُتابَعَةِ دَعيني فَلَم تَعُد قَدَمايَ تَحَمِلَاني 
اخرَجَتها تَمتَماتُ هانا مِن افكارِها والتي تُرَدِدُها كُل بِضْعِ لَحَظات مُتابعَةِ بِوَهَنٍ 
- سَتَكونين اسرع دُونِي انجِي بِنَفْسِك . . لَم اعد قادِرَةً عَلى المُتابَعَةِ امعَنَت النظر امامَها وَقَد اَخذت الاشجار بِالِاختِفاءِ بِالتَّدريجِ لِتَبدَاءَ بِالِابتِعَادِ عَن الغابَة لِتَقولَ بِأَنفاس لاهِثَةٍ بَعضَ لَحَظات
- اَمامي مَزرَعَةٍ
- ايَن
- هُنَاكَ أَتَرينها
- لا . . الشَّمسُ اَمامي
- انَا واثِقَةٌ هَيا بِنا هانا ابقي مَعِي قَلِيلاً سَنَنْجو
قالَت وَقَد عادَ لَها الاَملُ بِنَجاتِهِم وَتابَعَت سَيرها بِخُطُوَاتٍ واسِعَةٍ مُتَرَنِّحَةٍ وَهِيَ تُقاوِمُ كُلَّ ذَلِكَ الإِنهاك اَلَّذِي اصابَها مُستَمِرَّةٌ بِقلَقٍ وَهِيَ تَشعُرُ بِهانا تَستَرخي اكثر
- ارجُوك اصمدي قلِيلاً ها قَد اقتَرَبنا
اقتَرَبَت مِن السّوَرِ الخَشَبيِّ الصَّغيرِ لِتَدَخُّلَ مِنْ بَوابَتِهِ وَعَينيها تَرَاقِبانِ الحَقلَ البَعيدَ وَالَّذِي تَناثَرَ بِهِ عَدَدٌ قليلٌ مِنْ العُمالِ ليُسرِع اَحدَهُم نَحوَ المَنزِلِ وَهُوَ يَراهُما تَقتَرِبانِ لِيَدخلَهُ بَينَما اسرَعَت فَتاةٌ مِنْ الحَقلِ نَحَوَهُما لِتَشعُر بِبَعضِ الراحَةِ والْفَتاة تَقتَرِبُ مِنها بِلَهفَةٍ قَائِلَةً وَهِيَ تَتاملهما وَتَتَحَرَّك نَحوَ هانا
- ما بكما ما الذي جرى لكما
- انها مصابة نَحتاجُ مُساعَدَة
اجابَتَها بانِّفاسٍ لاهِثَةٍ وَمازالَت تسند هانا بِصُعوبَةٍ فَقَتَرِبَت وِيني لِتسنَد هانا بِنَفسِها فانسَلَت إِيلينا جالسَةً ارضاً وَهِيَ تُضيفُ 
- انَّها تَنزِفُ مُنذُ ساعاتٍ
استَدارَت وِيني لِسَيرِ بهانا وَهِيَ تَقولُ
- انَّها تَحتاجُ الَّى طَبيبٍ 
اَطلَتْ سَيِّدَةٌ فِي عقدها  الخَامس من المنزل مُحْدقَةً بِما يَجري امامها وَخَلفَها وَقف العامِلِ لِتُضيفَ وِيني لَها بصوتا مرتفع
- اَنهُما مُصابِتان
اشارت هيذر لِبالمر ليُسرع نَحوَ وِيني فَفَعَلَ لِيَقتَرِبَ مِنها مُتَناوَلٌ هانا
بَيْنَما تَحَرَّكَت هيذر لِتَنزِلَ الادراجَ وَتَتَّجِهُ نَحوَ وِيني اَلَّتِي عادَت بادراجِها نَحوَ إِيلِينا لِتُساعِدَها على الْوُقُوفِ وَهِيَ تَقولُ
- لَا تقلقي انتما باماناً هنا وستكونان بِخَير
- مَا اَلَّذِي حَدَثَ لَكُما 
بادرَتها هيذر وَهِيَ تُصبِحُ أَمامَهما مُتَأَمِّلَةً إِيلينا وَهِيَ تَستَمِرُّ 
- انتي مُصابَةٌ اَيضاً
- قطاعُ الطريقِ قامُوا بِنَهْبِ عَرَبَتِنا واذيَتنا فِي الطريقِ انا اصبَت بِبَعضِ الرُّضوضِ فَقَط وُل . . كن
اختَنَقَت الكلِماتُ فِي حلقِها وَدُموعِها تَتَرَقرَقُ فِي عَينَيها لِتُقاطِعِها هيذر بِتَفَهُّمٍ
- اَنَتِ وَسَيِّدَتُك فِي اِمانٍ هُنا وَسَنُقَدِّمُ المُساعَدَةَ الازمَهَ لَكُما لَا تَقلَقِي . . هَيا اسرَعِي وِيني باحِّضارِ الطَّبيبِ . . ماكان علَيكُما السفَر بمُفردكما الطرقِ لَيْسَت اَمَنَهُ
اضَافَة هيذر وَهِيَ تَمَسكُ ذِراعِها لِمُساعَدَتِها بَينَما ابتَعَدَت وِيني لاحِّضارِ الطَّبيبِ فَتَعلَّقَت عَينَيها بهانا اَلَّتِي حَملَها العامِلُ اِمامَها لِلدَّاخِلِ وَهِيَ تُفَكِّرُ لِما اعتَقَدوا انَّها سَيِّدتها لِتَتَنَبَّهَ لِلْمِعطَفِ الثَّمينِ اَلَّذِي تَرتَدِيه هانا الَانِ بَينَما امتِلاءَ ثَوبَها بِالدِّمَاءِ والاوِّحالِ بِالِاضافَةِ لِتَمَزُّقِهِ مِن اسفِلِ الَّى خَصرِها مِما جَعَل ثَوبَها اَلْابيَضَ الدّاخِلي الطَّويلَ يَظهَرُ وَتَناثَرَ شَعرها بِشَكلٍ فَوضَويٍّ مُمَحّيٍّ اَثَرَ تَصفيفَت شَعرَها واختَلَطَت اِثارَ دُموعَها بِالْغُبارِ والدِّماءِ عَلَى وَجهِها مِما جَعلَها فِي حالَةٍ يَرِثا لَها
- ما كانْ علَيكُما السفَرِ بمُفردكما اَنْ هَذِهِ الطريقَ مَعروفَةٌ بِانتِشارِ قِطاعِ الطُّرُقِ عَلَيهَا
عَادَت هيذر لِلتكرر
- لَم نَكُن بِمُفرَدِنا . . وَلَكِن لَا اعلَم . . ما حَدَثَ
تَمتَمَت وَقَد ادرَكَت لِتُو انَّها لَمْ تَرَى ايَ اَثَرَ لولْتَرْ مُنذُ اَنْ اوقَفوا قِطاعَ الطُّرُقِ عَرَبَتَهُم
جَلَسُت عَلَى المَقْعَدِ قُرْبَ الطّاوِلَةِ بَينَمَا اسرَعوا بِإِدخالِ هانا الى اَحَدَ الغُرَفِ اَلَّتِي اِمامَها ليُسرِعَ بالْمِر بِالمُغادَرَةِ بَينَما تَوَجَّهَت هيذر لِدُخُولِ الَّى الغُرفَةِ اَلَّتِي تَتَوَاجَدُ بِهَا هانا
- احضُرَت لكِ هَذَا 
نَظَرَت الى وِيني اَلتِي تُقَدمُ لَها ثَوباً وَهِيَ تُضيفُ بِاهتِمام 
- ثَوبك مُمَزَّقٌ ومُمتَلاء بِالدِّماءِ . . هَل اسَاعِدُك
- لاباس أَينَ هوَ الْحَمام
اضافت وَهِي تَتَحَرك بِأَلَم عَن مقعَدها مُتَناولة الثَّوب مِن ويني لِتَتَوَجَّه إلَى حَيثُ اشارة لتتخلص مِن ملابسها وتستحم وترتدي الثَّوب الذي قَدَّمته لَها ويني وَهِي تَعُود بذاكرتها إلى ولتر ما كانَ ليتخلا عَنها لَن تَشُك لَحظَةً وَاحِدَةً فِي ولائهِ لَها لابُد وَأَنَّهُم تَخلصوا مِنه أَولاً أسندت نَفسَها عَلى الْبابِ خَلفَها بانهاك أَتَكُون حَقاً زوجَة عَمِها فلورانس من أَرسَلَهُم انها لا تريد تصديق هذا ولَكِن لا يخطر عَلى بالها غَيرُها فَهِيَ لا تودها ولطالما ابدت انزعاجها مِنها ولطالما حاوَلَت احراجها وَإِظهار أَن ابنَتها دانيالا تفوقها بِكُلِ شَيء وَلَكِن إعجاب ديفنز بِهَا أَفقد فلورانس صَوابِها وَهِيَ الَّتِي كانَت تختط لِجَعلهِ يَرتَبِط بِابنتِها لاَ شيء سيوقفها عَن نَيلِ ماتريده ولكن ان يصل الامر الى هذا الى محاولتها التَّخَلُّص مِني لا اصدق لا لايمكن من المستحيل ان تصدق هذا رَفَعَت رَأْسَها إلى أَعَلا فالقد تكتمت عَلى أَمرِ مغادرتها ووجهتها فَكَيف عَلِمت بِأَمرِها كَيف تَنَفَّسَت بِعُمق وَاقتَرَبَت مِن الْمرأَةِ لتسرح شَعرها بِرَويَة قَبلَ أَنْ تتلمس خَدها ومازالت الصفعة الَّتِي تَعَرَّضَت لَها ظاهِرة عَلى خَدِّها فَحَركت يَدها تتلمس اذُنها الَّتِي جُرِحت بِسَبَب سحبهم لحلقها بالرغم من أَنَّها كَانَت تَقومُ بِخَلْعه لَهُم لَقَد اخدوا كُل مجوهراتها الَّتِي كَانَت ترتديها بِالإِضافَةِ إلى نقودها أَجل الْأَمر لَيسَ مُجَرد قُطَّاع طريق فالقد مَال أَحَدُهُم نَحو الْآخَرِ ليهمس بِأُذُنِهِ قُبِلَ أَن يَقتَرِبَ مِنها مِما جَعَلَها تتراجع بقلق مِن نَظَراتِه وَأَسرَعت بِمسكِ حَواف معطفها لتضمه إليها إلَّا أَنَّهُ أَمسَكَ يَدَيها ليبعدهما بِقُوَّة رُغم صراخها ومحاولتها الإِفْلاَت إلَّا أَنَّهُ اِنْشَغَل بِالْوُصولِ إلى ثَوبِها ليشقه مِما جَعَلَها تَصرُخ بهلع وهي تتخبط بذعر ولكن كُل ما أَرادهُ هو الْوصول إلى الحِزام الَّذِي تُخفِيه تَحت ثَوبِها وَيُحِيط خَصرها والذي تحتفظ بِه بنقودها فَهِيَ لا تحمِلُ بحقيبتها إلا مَبلَغاً صَغيراً مِن الْمَالِ مِنْ أَيْنَ عَلِم أَيْن تُخفِي نقودها مَنْ يَعلم بِأَنَّها تَفعَلُ هَذا غَير هانا هَل باحَت لِأَحَدِهِم عَنْ هَذا وضعَت الفرشاة جانِباً بِبُطء لِتَعقد شَعرها قُرب عُنقها وَتَلَفُه بكعكتا صَغيرَة إنَّها مَدينَة لَها فَلَولا وُقُوفِها أَمامَها لِتَتَلَقَّى الضَّرَبات الَّتِي تَعَمَّدوا تَوجِيهَها لَها لَهلكت وهذا ما أَرادوهُ بَدأَ هَذا وَاضِحاً مِن حُسنِ حَظهِما اقْتِراب أَحدا العربات مِنهُم مِما جَعَلَ الرجولان يصابان بتوتر وينشغلان عَنْهُما لِلَحظة كانَت كافِيَةً لَها ولهانا لتسرعا بِها نَحو الْغابةِ للاختباء مِنهُم لَقَد ملأت الرضوض أَنْحاء جَسَدِها ورُغمَ ذَلِك مازالَت أَفْضَل حَالاً مِنْ هانا غادرت الْحَمام لتقترب مِنْ الْبابِ الَّذي أُدخلت مِنْه هانا لِتَراها مُتَمددتا عَلى السَّريرِ دُون الشُّعور بِما يُحِيطُ بِها والطَّبِيب يُضمض جِراحها وَقَد قامَ بِلَفّ رَأْسِها وَجانِب وَجهِها الايمن بِشاشا أَبْيَض مِما أَخْفَى نِصف وَجهِها وَقَد وَقَفت هيذر تُساعِده لِتَقُول عِندَ رُؤْيَتِها لَها
- لَا تقلقي سَتَكُون سيدتك بِخَير إنَّها بِحاجَة لِلراحة والْحُصولِ عَلى بَعض المسكنات لِتَحَمُّل الْامِها قَد تَرغَب عِند استيقاظها بِتَقدِيم شَكوى
- لَقَد زادَت هجمات قُطاع الطُّرق عَلَيهِم إيجادُ حل لِهذا فَلَم يعد السَّير آمِناً خاصَّة بِاللَّيْل 
قَالَ الطَّبيب وَأَضاف بَينما ضمت جسدها بذراعيها واقتَرَبَت مِنْهُما
- أَلَم يحذركما أَحَدٌ مِنْ السَّيْرِ بِهَذِهِ الطَّرِيقِ
- لطالما قصدناها وَلَم . . نَتَعَرَّض لِأَي مِنْ هَذا
- مِنْ أَيْنَ أَنْتُما 
تَعَلَّقَت عَينَيها بِالطَّبيب وَهِيَ تَقُول 
- مِن بتراوس ومتجهون نَحو رتراند
نَظَرت هيذر اليها قائِلة باهتِمام
- اتحتاجين إنْ يَراك الطَّبيب
- إنَّها مُجَرَّد رضوض 
هزت هيذر راسها موافقة وعادت نحو الطبيب لمحادثتهِ هذا ما اعتقدتهُ لذا لم تَبح بأن هانا مرافقتها فلن يولوها الاهتِمام الذي هي بحاجت اليه الان ان علموا انها ليست الا مرافقتها
- وضعك إذَاً أَفضلُ مِنْ سيدتك
عادت هيذر نحوها قائلة وقاطعة حبل افكارها مستمرتا لها 
- فَلقد قام الطبيب باخاطت رأسِها وَجانِب مِنْ وَجهِها كما ترين 
تأَملت هانا بِأسى وَالْحُزن الْعَميق يملاء صَدرها بَينَما استَمَرَّت هيذر
- تَبدِين مُتعِبة اذهَبي للانضمام إلى ويني في غُرفَتِها . . ويني ارشديها
نَظَرْت إلَى جِوَارِهَا وَقَد شَعَرت بِأَحَد يَلْمِس ذِراعَها لتحدق بويني الَّتِي قَالَتْ
- رافقيني إلَى غُرفَتِي
هَزَّة رَأْسها بِالْإِيجاب لتتبعها نَحو غُرفَتِها المتواضعة وتندس بِالسَّرِير بإنهاك شَدِيدٌ وَلَكِن شُعُورُها بِأَنَّهُما أَصبَحَتا بِأَمان جَعَلَها تغفوا بدايتا وَلَكِن سُرعانَ ما أَخَذَت الكوابيس تَتَدَاخَلُ فِي احلامها لتستيقظ فَزَعُه متعرقة وانفاسها متسارعة نَظَرت حَوْلَهَا بَحِيرَة قَبْلَ أَن تَذَكرَ أَيْنَ هِيَ لتنهض عَن سَرِيرها بِصُعُوبَة وَهِي تُحدِق بِالسَّرِير الْفَارِغ الْمُقَابِلِ لَها لِتَقِف وَهِي تَكْتُم انات كَادَت تَخْرُجُ مِنْ فَمِها لِتَتَوَجَّه نَحو إبْرِيق الْماء لتسكب مِنْه وَتَشْرَب الْمَاء وَهِيَ تُحْدِق بالنافذة لِصُدُور بَعْض الْأَصْوات فاقتربة مِنْهَا لتحدق بالعربة الْمُتَوَقِّفَة إمَام الْمَنْزِل وَيَقِف بجوارها رَجُلٌ وَقَفْت امامه ويني تُحَدِّثُه فَأَسْرَعَت بِإِخْفاء نَفْسِها بِعَينَين جاحظتان أَنَّهُ أَحَد قُطَّاع الطُّرُقِ بَدا الْخَوف بِعَينَيها وَأَخْذا قَلبُها يَنْبِض بِجُنُون مَا الَّذِي يَفْعَلُهُ هُنا عَما يَتَحَدَّثْ مَعَ ويني نَظَرْت نَحْوَ بابِ غُرفَتِها لتقترب مِنْه وَتَفَتحه بِحَذَر شَدِيدٌ وَيَدُها ترتجف لِتَقَع عَينَيها عَلى الرَّجُلِ الْآخَر الَّذِي يَقْدَمُ الْمَال لهيذر التِي تَقِفُ بِجِوَارِه وَهُوَ يَقُولُ
- أَهَذَا يَكفِي
- لَا فَلَقَد دَفَعْت لِطَبِيب ضَعْف هَذا
عَاد لِوَضْع الْمَزِيدَ مِنْ النُّقُودِ بِيَدِها فَهَزة رأسها مُوافقة بِرِضا وَحركَت رأْسها لَه مُشِيرَة نَحْو الْغَرْفَةِ الَّتِي بِهَا هانا
شحبت تَمَاماً وَهِي تراقبهم يَتَحَرَّكُون مَعاً لِدُخُول إلَى الغُرفةِ وَأَخَذ الْعَرَق يَتَسَاقَطُ مِنْ جَبِينها فَفَتَحت الْباب أَكْثَر واندست خارِجَه بِهُدُوء لتقترب بِخَوف مِنْ بابِ الغُرفَةِ وَهِي تَرفض تَصدِيق أَنْ تَقُومَ هيذر بتسليمهم لِقُطاع الطُّرُق لتختلس النَّظَر إلَى دَاخِلِ الغُرفَة لِتَجِد الرَّجُلَ قَد وَضَعَ الْوِسادَةَ فَوقَ وَجهِ هانا لَيُوقِف تنفسها مِما أَصابَها بالذعر وَقَبلَ أَنْ تُهم بِالصُّراخ وَالتَّحَرُّك لتحاول إنقاذَها وضِعت يَداً عَلى فَمِها وَأُخْرَى حَول خَصرها لتُسحب إلَى الْخلفِ فحاولت التَّخَبُّط والافلات إلَّا أَنْ بالمر جَذَبَها بَعِيداً لِيُعِيدَها نَحْو غُرْفَتِها لتصيح ما إنْ تَرَكَها
- إنه يَقْتُلُها
- اخفِضِي صَوتَك وَإِلَّا قَتلكِ أَنْتِ أَيْضاً
- تَعلم بِهذا وتركته يَفْعَل 
قالَت بهمس مُتَوَتِّر غَيْر مُصَدِّقَةٌ ما تسمع وَعَينيها جاحظتان بِه 
- لَقَد دَفَع مُقابِل سيدتك فالتزمي الصَّمْت بدورك وَإِلَّا مَوتِك سَيَكُون بالمجان فَلَا تحدثي أَي فَوَّضَا هُنَا
- لَقَد قَتَلها وَأَنْتُم قدمتم له يد المساعدة
عادَت لِتكرر دُون اسْتِيعَاب حُدُوث هَذَا فَنَظَر بالمر حَوله قَبلَ أَن يَتَناوَلَ قَطَعَةً من القماش وَيَعُود نَحوها بَينَما لَم تَعُد قَدَمَيها تحملانها مِنْ هَولِ ما رات وَهِي تُتمتم مِن جَديد
- أَنْتُم قَتَلَه أَنْتُم مجرمون تَوَقَّف تَوَقَّف
حاوَلَت مُقاوَمَتِه وَهُو يَقِف خَلفها مُغلَقا فَمها بِقطعة الْقُماش ليعقدها بِإحكام فحاولت ابعادها بيديها الا انه تناوَل يَدَيها ليعقدهم أَيضا بالقماش خَلف ظَهرها امام مُقاوَمَتِها الضَّعِيفَة لِيَدفَعَها لِلْجُلُوسِ عَلى السَّرِيرِ بَعدَ انْتِهائِهِ قَائِلاً
- الْتَزِمِي الهُدوء الْآن
وَتَحَرَّك مغادرا امام عَينَيها الفزعتين وَالتِّين أَخَذَت دُمُوعُها تَقَفَّز خَارِجَهُما وهي تتابعه لَقَد فقدت هانا انهُم يَعْتَقِدُون أَنَّها هِيَ أَسْرَعَت بِالنَّظَر نَحو النَّافِذَة وَهِي تسمَع صَوت الرَّجُل وهيذر بِالْخَارِج
- تخلصي مِنْها سَرِيعاً
- إنَّها مُجَرَّد خَادِمَة
- سَأَترك أَمرها لَك إذَا فَلا تخذُليني
- وَهَل فَعَلت مِنْ قِبَلِ حَتَّى ابداء الْآن
بَقِيَت عَينيها مَفْتُوحَتان جَيِّداً دُونَ أَنْ تجرؤ عَلى الرمش وَهِي تسمَع صَوت العَرَبَة الَّتِي تَبتَعِد ما الَّذِي ورتط نَفْسَها بِهِ مِنْ هُم هَؤُلَاءِ الْأَشْخاص أَسرَعَت بِرَفع قَدَمَيها والتراجع فِي جَلَسَتها إلى الْخَلَفِ حَتى الْتَصَق ظَهرها بِالْحائِط خَلْفَها وَباب غُرفَتِها يفتح لتطل مِنْه هيذر ناظِرة نَحوها وَهِيَ تَقُولُ
- لَقَد تُوُفِّيَت سيدتُك فَلَم تَستَطِع تَحمل إصابَتِها فَفارَقَت الْحَياة هَل سمعتي ماقلته 
هَزَّة رَأْسها لَها بِالْإِيجاب دُونَ أَنْ تُجرُؤ عَلى إبعاد عَينَيها عَنْها فَاسْتَمَرَّت 
- سندفنها هُنا .. الْتَزِمِي الهُدوء الْآن استفعلين 
عادَت لتهز رَأْسِها لَها بِالْإِيجاب وجميع جسدها يرتجف فأضافت بِصَوتٍ مُنْخَفِض 
- ما كان لكِ مُغادَرَة غرفتك
عادَت لتهز رَأْسِها لَها بِالْإِيجاب وتوترها فِي أَوجهِ فَأضافت هيذر بِرِضا
- كوني فَتَاة عاقِلَة حَتى أَرَى ما أَفْعَل بِك إلى حِينِها لَا تحدثي أَي ضَجِيج فَانَّا لَا أُحِبُّ الضَّوضَاء
قَربت ساقَيها مِنها أَكْثَرَ وَزادَت التصاقا بِالْحائِط وَقَد تَمَلُّكَها الرُّعب مِن هَذِهِ الْمَرأَةِ وَهَذَا الْمَكان فَبَدا الرِّضا عَلى هيذر وَخَرَجَت وَهِي تُغلِق الْبَاب خَلفها بَينَما زادَت انكماشا عَلى نَفسِها وجسدها جَمِيعه يَرتَجِف فحاولت تَخليص يَدَيها مِنْ عقدتهما دُونَ أَنْ تَنَجَّح لتسند رَأْسَها إلَى الْخَلَفِ بإنهاك والدموع تَلْتَمِع بِعَينيها علَيها تَخليص نَفسها فَلَا تَعلَمُ ما الذِي تَنوِيه هَذِهِ الْمَرأَةِ لَها قفزت دُمُوعُها سَرِيعا وَهِيَ تَذكُرُ هانا والرَّجُل يُحَاوِل كَتَم أَنْفَاسها لَم تَكُن مرافقتها فَقَط بَلْ صديقتها مُنذ الطُّفُولَة وَقَد قَامُوا بِقَتلِها بِدَم بَارِد مُعْتَقَدَيْن أَنَّها هِيَ لَن تَغْفِر لِمَن تَسَبَّب بِهَذَا أَبَداً أَبَداً لَن تَفْعَل عادَت لِتَشُد يَدَيها مُحاوَلَة تخليصهما لتشعر بِالأَلَم برسغيها وَلَكِنَّها لَن تَستَلِم لَا خِيارَ آخَر أَمامَها لَا تعلم كَيفَ مَضَى الْوَقْتُ وَهِيَ تُحَاوِل هَذَا وَكُلَّما سَمِعَت صَوتاً أَسرَعَت بلالتصاق بالْحَائِط وَالْخَوف يَتَمَلكها لتشعر بالانهاك التَّام ما بين حواسها الَّتِي لَا تَتَوَقَّفُ عَن الِانْتِفاض كُلَّما سَمِعَتْ صَوْتاً وَما بَيْنَ قُوَّتِها الَّتِي بَدأَت تغادرها عادَت حواسها لِلْعَمل سَرِيعاً وَهِي تسمَع صَوت انْفِتاحِ بابِ الغرفة لِتَستَقِيم بجلستها بقلق مراقبة هيذر الّتِي دَخَلَت وَخَلْفَها بالمر قَائِلة لَه
- فَك وِثاقَها 
أَخَذَت تهز رَأْسِها بِالنَّفْي بقلق وَهِي تَلْتَصِق بِالْحَائِط خَلْفَها سيتخلصون مِنْها كَما فَعَلُوا بِي هانا 
- لَا تحدثي جَلَبَه
اضافت هيذر وَهِي تراقبها فاقترب مِنها بالمر ليفك وَثَاق فَمِهَا أَوَّلًا رغما عنها مِمَّا جَعَلَهَا تَتَنَفَّس بِعُمْق وَهِي تَصِيح
- اِبْتَعَدُوا عَنِّي دَعُونِي
- لا تجبريني عَلَى أَعَادَت رَبَط فَمَك هَيا ستتناولين طَعامِك الْآن
جَذَبَها بِالْمَرَّة بِقُوَّة لِتُنَزَّل عَن السَّرِير ليفك وَثَاق يَدَيْها لتسىرع بتلمس رسغيها وَعَينَيها لاتفارقهما وَهِيَ تَقُولُ
- لا تجرؤا عَلَى الاقتِراب آه
أَنت بِأَلَم وبالمر يُمسِكُها مِن عُنُقِها مِنْ الخَلفِ بقبضته بَينما اقتَرَبَت هيذر مِنها قَائِلة
- أَعلَمتُك إني لَا أُحِبُّ الضوضاء فَلَا تستمري بِهَذا وَلَا تجعليني أَتَصَرف مَعَك بِشَكل غَير لَائِقٍ فبالمر يَرغَب بِالِانْفِراد بِك وَأَنا أَمْنَعُه وَلَكِن قَد أَغير رأيّ فِي حالِ لَم تَكُونِي مُطِيعَةٌ 
- ابتلَعَت رِيقِها بِصُعُوبَة وَلَم تَجَروا عَلى الحراك وَعَينَيها ثابتتان عَلى هيذر التِي استَمَرت بِرِضا وَهِيَ تَرى الذُّعر الظاهِر بِعَينَيها 
- فَتاة عَاقِلة أَخِيراً هَيا فالتذهبي لِتَناوُل طَعامِك وَلَا تَأْتِي بِأَي حَرَكَة رافقها بالمر قَد تَكُونُ بِحاجَة للمساعدة
دَفَعَها بالمر لِلسَّير امامه دُونَ أَنْ يَترُكَها مِما جَعَلَها تَفعل لِيدفَعَها مِنْ جَدِيدٍ نَحو الْمَقعَد الْمُجاوِر للطاولة لِلجُلوسِ عَلَيهِ فَفَعَلَت لِيَترُكَها دُونَ أَنْ يَبتَعِدَ مِن جِوارِها تَعلقَت عَينَيها بِطَبَق الطَّعام الْمَوضُوع أَمامَها لَو أَرَادُوا قَتلُها لما سيقدمون لَها الطعَام أَخَذَت تُطمئن نَفسها
- هَيا اسرعي فَلَيس لَدَينا الْيَوم بِأَكمله كَما أَنَّ أَمامك طَرِيق طَويلَة الْآن وَعَلَيكِ أَنْ تُبدِيَ بِأَتَم صِحة
نَظَرت نَحو بالمر الَّذِي قَالَ ذَلِكَ دُونَ فَهُم فَصاحَ بِهَا
- هَيا ابدأي بِتَناوُل طَعامِك
أَمسَكَت الْمِلعَقَة بِيد مرتجفة لِتَتَناوَل الْقَلِيل مِنْ الحَساءِ الذِي سَكب مُعظَمُه عَلى الطاوِلةِ لِعَدَم ثَبَات يَدِها
جَلَسَت هيذر عَلى الْمقعَدِ أَمامَها قَائِلة
- أَحَد التُّجار يَحتاجُ إلى عُمال فأَعلَمته أَن لَدَي وَاحِدَة 
تَجَمدَت عَينَيها عَلَيها بَينَما استَمَرت  
- أَنَّهُ عَلى وَشكِ الْوصول أَعلَمته أَن سيدتك تُوُفِّيَت وبقيتي عِندِي وَلَا أُرِيدُ الْمَزِيدَ مِنْ الْعُمالِ فَما عِندِي يَكفِي 
ابتَلَعَت رِيقها فَفَكرت مُغادَرَة هَذَا الْمَكان هُوَ ما يهمها الْآن لِذا الْتَزَمَت الصَّمت وَعادَت لِتَتَناوَل لُقمَة جَدِيدَة فاضافت هيذر بِبُطء
- أَنْ سَمِعت أَي ثناثر لِلْحَدِيث هُنا أَو هَناك سارسل بالمر للعودة بِك إلَى هُنا
- لَا أَعلَمُ عَما تتحدثين 
اجابَتها بتوتر مُستَمِرَّة 
- فَلَم أَرَى ما أثير أَحادِيث حَولَه هُنا
- وَهَذَا مَا اعتَقَدَهُ بدوري أَيضاً
تمتمت وَهِي تُحدِق ببالمر مُستَمِرَّة 
- لَا تَغضَب ستروق لَك غَيرها إلَّا فِي حالِ لَم تَرُوق لِي تَصَرُّفاتها حِينِها سأعيدها إلَيك أَما الْآنَ لَا أَستَطِيعُ الترَاجُع فالقد وَعَدته بِإِعطَائِه إياها 
وَعادَت نَحوها مُستَمِرَّة لَها 
- أَنَّهُ لَيسَ لَطِيفاً كَما يَبدوا
عادَت نَحو طِبقِها لِتَتَناول طَعامها ومازالت يَدها ترتجف وَكُل حواسها تَعمل وَلَا تَجَروء عَلى النَّظَرِ نَحو بالمر الْواقِف بجوارها وَاَلذِي حَدَّق نَحوَ البابِ قبلَ أَنْ يَتَحرك لِيَفتَحَه وَقَد تناها لَهُم صَوت اقتِراب عَرَبَة فَقالَت هيذر مُوجهةً حَديثِها لَها
- هَيا بنيتي ها قَد وَصَلَ أَحسني عملك كَما كنتي تَفعلِين مَع سيدتك السابِقَة
تَرَكت ملعقتها لتتحرك عَن الْمقعَدِ وَهِي تُحَاوِل تَمالك نَفسِها لتسير نَحوَ البابِ وهيذر تَسِير خَلفَها لتُتطل عَلى رَجُلاً فِي عَقدِهِ الرابِع بَسِيط الْملابِس ليبادر هيذر ما إنْ رَآها
- هَل فتياتك مستعدات 
تَعَلقَت عَيني إيلينا بالعربة الَّتِي جَلَسَ فِي مؤخرتها مَجمُوعة مِنْ الْفَتَيَات بَينَما انَشغل رجلا بتفقد الْخَيل 
- إنَّها وَاحِدَةٌ فَقَط 
اجَابَتُه مُشِيرَة إلَيها ومستمرة 
- أَرَى الْعَمَل مُزْدَهِر
اِقتَرَب الرَّجُلُ مِنهُم مُتَأَمِّلاً ايلينا التي تتابع بقلق ناقلا نظره بين تَوَرم عَينَيها وزرقاق خَدِّها وَهوَ يَقُولُ
- ما الذِي جَرَى لها هل كنتي تعاقبينها
- لقَد تَعَرضت العَرَبَة الَّتِي كانت تستقلوها إلَى بَعض قُطاع الطُّرُقِ
تَأَملت إيلينا الرَّجُل بتوتر بَينما أَشارَ إلَى بالمر وَهُوَ يَقُولُ
- ضَعْها بالعربة برفقة الْبَاقِي .. ليس لديك غيرها اذا
جَذَبَها بالمر مِن ذِراعَها فَتَحَرَّكَت برفقته وَهِي تتلفت بِرأْسِها لِلخلف لِتَجِد الرَّجُل يقدم النُّقُود لهيذر لِتَعودَ إِلى ما أَمامَها وَهُم يقتربون مِن العَرَبَة محدقة بالفتيات بتوتر لتلاحظ أَنَّهُم مكبلات فَأَسرَعَت بِالنَّظَر بذعر إلى بالمر الَّذِي قالَ
- هَيا اصعدي . . اسرعي
- لما هم مكبلات الى اين تأخذونهم
- اصعدي
- لا اريد
- ساعود بك اذاً الى الداخل
همس امام وجهها لتتعلق عينيها بعينيه الكبيرتان الجاحظتان المليأتين بالقسوة لتختفي الدماء تماما من وجهها  فاشار برأسه لها لتصعد ابتلعت ريقها الجاف تماما وتحركت لتصعد وتجلس وَهِي ترتجف لتدلي ساقَيها خارِج العَرَبَة فأَمسَك برسغيها مِما جَعلَها تَهتِف وَهِي تُحاوِل مُقاوَمَتِه
- لا اريد ان تكبلني دَعنِي
إلى أَنَّهُ وَجه لَها صفعتاً قَوِية على خَدها جَعلتها تَتَوَقَّف عَن الحراك لوهلة ليكبلها بالعربة وَيَتَأَكد مِنْ عَدَمِ تَمَكُّنِها مِن الإِفلاَت قَبلَ أَنْ يَعُودَ بادراجه نَحو هيذر وَالرجُل لتتابعة ببطء والدموع تملاء عَينَيها فالقد اعتَقَدَت أَنَّها ستستطيع الْهَرَب ما إنْ تُغادِرَ مَعَهُم وَلَكِن الْآن كَيف ستفعل وَهِيَ بِهذا الشَّكلِ نَظَرت بِخَوف بِوُجُوه الْفَتَيات الشاحبات وَذَوات الثِّياب الرثة الَّذِينَ مَعَها بالعربة ليدب الذُّعر فِي اعماق قَلبِها اكثر واكثر إنْ كانَ أَحَدُهُم أَعلَمها أَنَّ هَذا سَيَحدُث لَها هِيَ لَكانَت اتهمته بِالْجُنُون التَّامّ عادَت نَحوَ الرَّجُلُ الَّذِي اِقْتَرَب لِيَصعَد العَرَبَة وبجواره الشَّاب الذي كان يتفقد الخيل ويطعمها لتتحرك بِهِم العَرَبة ويغادروا مَزْرَعَة هيذر لتُراقب عَينَيها ابتعادهم برغم ما هِيَ بِهِ الْآنَ إلى أَنْ ابتعادها عَنْ هَذا الْمَنزِلِ هوَ أَفضلُ ماحدث لَها مُنْذ ملاقاتهم لِقُطاع الطُّرق نَظَرْت إلى رُسغيها المكبلان لِتُحركهُما يَميناً وَشمالاً مُحاولة الإِفلاَتَ مِنْ الْقفل الْحَدِيدِي لتستمر بالمحاولة دُون يَأس حَتَّى بَدأَت الدماء تَسِيلُ مِن رسغيها
- ستزيدين الْأَمر سُوء 
نَظَرت إلَى الفَتاة الَّتِي تَجلِسُ فِي الْجِهَةِ الْمُقابِلة لَها والَّتِي لَا تَبدو أَفضَل حَالاً وَقَد بَدَت شاحبة وهزيلةً فاستَمَرَّت 
- لَن تستطيعي الإِفلاَت
لمحت الْفَتَيات بِالْخلف بِنَظَرِة والعربة مازالَت تَتَحَرَّك وتهتز بِهِم دُون رَحِمَة هامسة وَهِيَ تَعُود نَحوها
- إلى أَينَ يَأخُذُونَنا
- لَا أَعلَمُ وجهَتنا وَلَكِن بِالعادَة إلى مَنْ يَحتاجُ إلى عُمال
- مكبلين بِهَذا الشَّكل . . لاَ أَعتَقِدُ هَذا
- لَقَد اشترونا لِذا يكبلوننا
- ماذا تَعنِي باشتروننا
- دَفَعُوا نُقُوداً لِمَن باعنا أَي أَنَّنا لم نحضرا برغبتنا بَل مرغمين 
بَقِيَت عَينَي ايلينا معلقتين بِهَا دُونَ أَن ترمش فاستمرت 
- من فعل بِك هَذا 
وَامام صمتها ومازالت تحاول استيعاب أَنَّهُ تَمَّ بَيعها وَشِرائها لتو اضافت 
- باعَنِي والِدِي قالَ إِنِّي عَبئاً علَيهِ وَعلى زَوجَتِه الْجَدِيدَة فَرأَى أَنَّ يَتَخلَّصَ مِنِّي بِهَذِهِ الطرِيقَةِ وَيَحصُل عَلى بَعض النُّقُودِ
عادَت لِنَظر خَلفَها بِبُطء ممعنة النظر بالفتيات واحدتا واحدة لِتَعُود نَحو الفَتاة التي امامها قَائِلة والصدمة تلوح بصوتها
- جميعهم تَمّ بَيعُهُم لاجبارهم عَلى الْعَملِ
هَزَّه رَأْسِها لَها بِالْإِيجاب فأَسرَعَت بالعودة نَحو يَدَيها لتحاول افلاتهم بِأَي طَرِيقَة
- أَعلَمتُك أَن لافائدة مِنْ ذَلِكَ ستؤذين نفسك بهذا الشكل ... إِذاً مِنْ باعَك .. هَل هُوَ وَالِدِك أَيْضاً أَم أَحَد الْأَقارِب
- سادق عُنُقها عِندَما تَقَع عَينِي علَيها
تمتمت بِحِقد وَهِي تُحاوِل جاهدة سحب يَدِيها مِنْ الأَغلال دُونِ فائِدَةٍ
- لاَ أَعتَقِدُ أَنَّنا سنراهم مِن جَدِيدٍ . . لم يَهتَمَّ لَقَد باعَنِي دُون اكتراث إنِّي ابنَته لَن أَعُودَ لِرُؤيَتِه أَبَداً ساعَدُ أَنَّهُ قَد تُوُفِّيَ لَا والد لَدَيّ
- تعتقدين أَنَّ هُناكَ أَمَل لَنا بالعودة
قالَت فَتاة خلفَها متسائلة فأَجابَتها أُخرَى
- عادَت أَحَدا الْفَتَيات إلى قَريَتنا نَظَرت نَحوها إيلينا وَكَذَلِك تَعلَّقَت عُيُون الْفَتَيات بِها وَهِيَ تَستَمِرّ
- نحن مِن قَريَةٍ فَقِيرَة جِداً يَتَعَمد هَؤُلَاء التُّجار زِيارَتها وإِغراء سُكانِها بِالْمال فَهُناكَ مَنْ يَبِع ابنَتَه وَهُناكَ مَن يَبِيع الْيَتِيمَةَ التِي فِي العَائِلَة وَاَلتِي لايوجد مَن قَد يسأَلُ عَنها حَتَّى انَّ أَحَدَهُم فِي أَحدا الْمَرات باع زَوجته لِيَتَخلَّص مِنْها . . عادَت أَحَدٌ الْفَتَيات وَقَد عَمِلت وَحَصَلت عَلى مَالٍ وَفِير لِتَعُود لِبِناء مَنزِل وَالِاستِقرار هُناك وَلَكنَّها لَم تَكُن تُحِب التَّحَدُّث عَما واجهته 
أُسندَت رَأسها بِوَهَن عَلى حَافَّةِ العَرَبَة وَالْيَأس والانهاك قَد نالَ مِنها وَقَد بَدَأَت كُلّ فَتَاة تُقَص كَيفَ أَصبَحت هُنا بَينَما تَبادل السائقان النَّظَرات وَهُم يَستَمِعُون لِحَدِيث الْفَتَيات لَم تَعُد تَعلَمُ مَا الَّذِي يُؤلمُها أَكثر جَسَدُها الَّذِي تعرَض لِلضَّرب عَلى يَد قُطَّاع الطريقِ أَم وَجهها الَّذِي صفعت علَيهِ أَم رسغيها اللَّذان ينزفا أَم رُوحها الَّتِي تَحَطَّمَت مِنْ أَجلِ مَاذَا تَتَعَرَّض لِكُلِّ هَذَا الْآنَ ديفينز لاندون فَضلَها عَلى ابنِت عَمّها دانيالا لِتذهب مختطات فلورانس مَعَ الرِّياحِ عِندَما وَقَعَ نَظَرهُ عَلَيها اغمضت عَينَيها بانهاك شَدِيدٌ ومازالت العَرَبَة تَهتَز بِهِم بِسَبَب وَعَورَة الطرِيقِ وَقَد غادَرَت الشَّمسِ السَّماءَ لِيَحِلّ اللَّيل حَولهم وَتَزداد الْبُرُودَة التي انسلت الى داخل جسدها لِتَتَوَقَّف العَرَبَة مَع بُزُوغ الشَّمس ويقدم الشَّاب قَطعاً يَابِسِهِ مِنْ الْخُبز للفتيات وَالْقَلِيل مِنْ الماء ليتناولوها بِصُعُوبَة مَع يَدَيهِم المكبلا ولَكِنَّها لَم تَستَطِع الرَّفض برغم رَغبتها بِهَذا وَقَد نالَ مِنها الْعَطَشُ وَالْجُوعُ والبرد لِتَعُود العَرَبَة لتهتز بِهِم دُون رَحِمَه لِيَحِلّ اللَّيلُ مِنْ جَدِيدٍ .
فتحَت عَينيها بِإعياء وَهِي تنكمش عَلى نَفسِها لشعورها بِالْبَرد الشَّدِيدِ الَّذِي وَصَلَ إلى عِظامِها قَبلَ أَنْ تَمَعن النَّظَر بِالطرِيقِ الَّتِي يَمُرُّونَ بِهَا وَقَد طلعَ الصَّباح لِتَقُول بَحِيرَة للفتاة الْمُقابِلةِ لَها وَاَلتِي تُحدِق بِهَا 
- هَل نمت طَوالَ اللَّيلِ
- كُنت تستيقظين تَنظُرِين إلَينا ثُمَّ تعودي لِلنَّوم كَما أَنكِ أَخَذت تتمتمين كَثِيراً بِأُمُور غَيرُ وَاضِحَةٍ وَلَكِن بَدأ انَّكِ منزعجة
- أَينَ نَحن الان .. هَل وَصلنا
اضافت بتوتر وَهِيَ تَرَى الطَّرِيق الضَّيِّقَة الَّتِي يدخولونها وَقَد تَناثَر حَولهم بَعض الْباعَة وَالتُّجار الَّذِينَ يُعرضُونَ بضائِعَهُم وَاَلَّذِين يحدقون بِهِم بِفُضُول
- لَا أَعلمُ .. أَنَا جُوين وانتِ
- إيلينا
أَخَذَت العَرَبَة تَبتَعِد عَن الْقَريَةِ مِما جَعلَها تهمس بِإعياء
- اعتَقَدتُ أَنَّنا وَصلنا
- اُنظُرُوا هُناك
همست احدا الْفَتَيات فَنَظَرت إلَى الْخَلَفِ لتحدق بِالسور الحَجَرِيّ الَّذِي يقتربون مِنهُ وَقَدْ فُتِحَت البوّابة الخَشَبِيَّة الْكَبِيرَة امامهم لِتَدخُل مِنها العَرَبَة مِمّا جَعَلَ جُوَين تَقُول بقلق
- عَلى ما يبدوا أَنَّنا قَد وَصلنا
جالَت عَينَيها بالحقول الْمُمتدَّة وَاَلَّتِي تَناثَر بِها الْعُمال لتتأمل الْمَنازِل الخَشَبِيَّة الصَّغِيرَة الْمُنتَشِرَةِ فِي الْمَكانِ لِيَتَوَسَّط هَذَا كُلُّهُ مَنزِلًا ضَخم تَأَمَّلته بتفكير والعربة تَتَوَقَّف بِهِم لتبدأ الْفَتَيات بتهامس بقلق بينما ترجل الرجلانِ مِنْ العَرَبَة ليقتربا مِنهُم رَاقبت إيلينا اقتِرَاب الشَّابّ نَحوِها لِيَبدَأ بِفَكّ اغلالها
- هَيا تَرجلي
فَعَلْت لِتَقِف عَلَى قَدَمَيها بِصُعُوبَة مُرَاقَبَة ما حَولها بتوتر كَبِيرٌ بَينَما صَعد لِيبدأ بِفَكّ الفَتاة تَلَوا الْأُخرى لتنزلن لِلْوُقُوف بجوارها متمتمات ومتهامسات بتوتر لايقل عَن توترها
- أَنَّهُنّ عَشَر وَفِي وَضعاً صِحِّي يرثا لَه ( نظرن إلَى الرَّجُلِ الَّذِي اِقتَرَب مِنهُم مُتَأَمِّلاً إياهُم وَهُوَ يَحمِلُ بِيَدِه سَوطاً مُستَمِراً ) أَلَم تَستَطِع إحضَار الْمَزِيد
هَزَّ رَأْسَهُ لَهُ بِالنَّفْي قَائِلاً
- عِنْدَ جَمْعِ الْمَزِيد ساحضرهم أَيْن هوسكنز
- هُناك اذْهَب لِرُؤْيَتِه . . وَأَنْتُم أَتَرَوْن ذَلِك الكوخ هَيَّا إلَيه
- أَيُّها السَّيِّد ( قالَت ايلينا وَهِي تَقتَرِب مِنه مُستَمِرة بَينما بَدَأَت الْفَتَيات بِالتَّحَرُّك مَع أَحدا العاملات نحو الكوخ الَّذِي أَشارَ إلَيهِ ) لَا يَجِبُ أَنْ أَكُونَ هُنا
- الْجَمِيع يَقُولُ هَذا 
 أَجابَها ساخرا فَاستَمَرَّت 
- لَا أَعلَمُ بِشَأْن الْجَمِيع وَلَكِن أَعلَم بشأني فلستُ عامِلِة
- انتِ كَذَلِك مُنذ الْآن
- لا هناك سُوءُ فَهم قَد حَدَثَ
- وَما الجَدِيد بِهذا هَيا اتبعي الْفَتَيَات إلَى الكوخ 
قالَ وَهُوَ يَهُم بالاستدارة فأَسرَعَت بِالْقَول 
- اريد مُقابَلة أَصحاب هذا الْمَكان
- تُرِيدِين ماذا
عاد نَحوها بِبُطء متسائلا وَهُو يُتأمَّل وَجهها الْمُنتَفِخ والشاحب
- مُحادَثَة أَصحاب هَذا الْمَكانِ
أَخَذَت خَطَوَاته تَقتَرِب مِنها بِتَمَهُّل وَهُوَ يَقُولُ
- هل تدركين ما تقولينه
- أَجل أَنا أُرِيدُ رُؤْيَة أَصحاب هَذا الْمَكَانِ عَلِيّ محادثتهم فهناك سوء فهم قد حدث وعلي ايضاح الامر لهم
- لَا أَحَدَ هُنا يتخطاني لَا أَحَد وَلَن تبدأي انتي
- لَا لَا تَفهَم الْأَمر بِطَرِيقِة خَاطِئَة أَنا فَقَط أُرِيد آه
أَنت بِأَلَم وَهُو يُوَجَّه صَوته نحو قَدَمَيها بِقُوَّة لِتَقُول بِأَلَم وهي تحاول ان تتفاداه دون جدوا
- تَوَقُّف كُل ماريده رُؤيَتهم تَوَقَّف ماذَا تَعتَقِد إنَّك تَفعَل
هَتَفَت بِقُوَّة وَهِي تُخفِي وَجهها بِذِراعَيها لِرُؤْيَتِه يَهُمّ بِرَفع السوط لِيَضرِبها وَهُو يَشتُمُها .
حَرَّك كِيفِن رَأسَه نَحو فريمان الَّذِي يُوَجَّه صَوتَه بِكُل قُوَّتِه نَحو احدا الْفَتَيات الجديدات وَاَلَّتِي تُحاوِل حِمايَة نَفسِها دُونَ فَائِدَةٍ وَهُوَ ينهال عَلَيها بِالضَّربَة تَلَوا الْأُخرى وَهُوَ يَشتمُها حاوَل تَجاهَل ذَلِكَ وَلَكن كَيفَ لَهُ هَذا تَرك الْمِجرفَة تَقَعُ مِنْ يَدِهِ وَتَوَجَّهَ نَحوَ فريمان لِيُمسِك السوط قَبلَ أَنْ يَصِلَ لإيلينا مِنْ جَدِيدٍ وَهُوَ يَقِف أَمامَها قَائِلًا بِحَدِّة
- أَلَا تَكتَفِي أَبَداً مَنْ تَوجِيهِ صَوتك عَلَى الضّعَفاءِ
- وماشأنك أَنت ( حدقت إيلينا بِوَهَن تَامّ بِظَهر الرَّجُلِ الَّذِي وَقَفَ أَمامها وَلَم تُعَد قَادِرَةً عَلَى تَحَمُّلِ الْمَها ) هَيا اِبتَعَد وَإِلَّا نالَك ما لَا تحمَدُ عُقباه
أَضاف فريمان وَهُوَ يحَاوِلُ سحب السَّوط مِنهُ دُونَ أَنْ يُفلِح وكيفن يَقُول
- وَما الْجَدِيد بِهَذا هَيَّا دَعها تَذهَب
- لَا تَجَرُوا عَلَى محادثتي بِهَذا الشَّكلِ هَل نَسِيَت ما أَنا قادِرٌ عَلَيهِ
وسحب الصَّوت بِقُوَّة ليوجهه نَحو ذِراعِ كيفن فأرخت إيلينا يَدَيها عَلَى ظَهرِ كِيفِن قَبلَ أَنْ تُرخِي جَسدها وَهِيَ تَفَقَّد وعيها لِيَنظُر نَحوُها وَهُوَ يَشعُرُ بِهَا وَيَستدِير بِسُرعَة مُتَناوِلاً إياها قَبلَ أَنْ تَصِلَ الْأَرض متجاهلا ضَرَبات السَّوط الَّتِي وَجهها فريمان إلَيه وَاَلَّتِي أَتبعَها بِضَربات أُخرَى قائِلاً بِحِقد .
- تَوَقَّفَ عَنْ تَورِيط نَفسِك أَنتَ لَا تَتَعلم الدَّرس أَبَداً زَاد عَمَلُك ساعَتَين أَسَمِعت . . هارِي ( هَتَف لِلرجلِ الَّذِي يَقِفُ بَعِيداً يُراقِب ما يَجرِي ) لَا تَدَعَهُ يَترُكُ الْعَملَ قَبلَ أَنْ يُنهِيَ الساعَتَين الاضافيتين وَعاد نَحوَه مُستَمِراً ) فِي الْمَرَّةِ القادِمَة سأعيدك للسجن
تَجاهَل كِيفِن قَولُهُ وَحَمَلَ إيلينا بَيْنَ ذِراعَيْهِ مُتَوَجهاً بِهَا نَحوُ الكوخ لِيُتَابِعَه فريمان بِحِقد لِيَدخُل إلَى الكوخ وَهُوَ يَقُولُ
- سَيدَ وينتلي
مَا إنْ رَأَتهُ الْمُشرفَة علَى الْفَتَيات اللَّذَين تَجَمَّعُوا أَمامَها حَتَّى أَشارَت لَهُ إلَى السَّرِير قَائِلة
- ضَعها هُناك
ففَعَل ليغادر وَهِي تَتابعُه قَبلَ أَنْ تَعُودَ للانشغال بِتَسجِيل أَسماء الْفَتَيات لَتُعطِي وَاحِدَة تِلوَ الأُخرى ثَوباً جَدِيداً واتطلب مِنها التَّوَجُّه لِلاستِحمام وارتداء الْملَابس الْجدِيدة
بَدأَت إيلينا تستعيد وعيها علَى بَعض الْأَصوات حَولها وَاَلَّتِي بَدأت بعيدتا فِي الْبِدايَةِ وَزادَت اقترابا بِالتَّدرِيج
- اسرعن هَيا فَلَن تجلسن لِتَناوُلِ الطَّعامِ إلَّا حِينَ تنتهين
- هَل أَستَطِيع إرسال رِسالَة لعائلتي للإعلامِهم بِوُجُودِيّ هُنا
- لَا .. عليكِ أَن تنسِي إنَّ لَك عَائِلَة .. ومُنذُ الْيَومِ ولائك سَيَكُون لِهَذَا الْمَكانِ فَقَط
- وَلَكِنِّي أُجبِرت علَى الْحضُورِ وَأُرِيد الْعَودَة
- من تَدخُل إلَى هُنا لَا تُغادِرُ . . هَيا اسرعن . . وانتِ ( اضافت وَهِي تَقتَرِب مِن إيلينا ) هَيا انهضي لتغتسلي وتُبدلين ثَوبَك هاكي أرتَدِي هَذا
اضافت لَها وَهِيَ تَضَع الثَّوب بجوارها فاجبرت نَفسَها علَى الْجُلُوسِ وَعَينَيها تلتمعان بِالدُّمُوع قَائِلة للسيدة
- هُناك سُوءُ فَهم فأَنا لَست عامِلِة
- وَلَا أَنا  
منأَسرَعَت أَحدا الْفَتَيات بِالْقَول وتبعتها أُخرَى 
- وَأَنا ما كُنت أُرِيدُ الْحُضُور
- وَأَنا أُجبِرت أُرِيد الْعَودَة إلَى مَنزِلِي 
نقلَت وينتلي عَينَيها بَينَهُم بتجهم قَائِلة 
- امامكُم عَشر دَقائِقَ لتصبحن جاهزات لِتَناوُلِ الطَّعامِ بَعدَها لَن تتناولن شَيئاً
أَخَذَت الْفَتَيات بِتَبادُل النَّظَرات بَينَما قالَت إيلينا بِإِصرار
- أُرِيد رُؤْيَة أَصحاب هَذا الْمَكانِ
لَمحتها وينتلي بِبُطء قَبلَ أَنْ تَنظُرَ نَحو جُودِي لتشير لَها بِرَأْسِها نَحو إيلينا فاقتربت مِنها قَائِلة
- هَيا تحركي عَن السَّرِير 
نَزَلَت عَن السَّرِير بِبُطء وَهِيَ تَقُولُ 
- استصتحبيني إلَيهِم
- بَل إلَى الْغُرفَةِ الداخِلِية حَتَّى تستعيدي رُشدك
تَجَمَّدَت قَدَمَيها فِي مَكانِهِما رافِضَة التَّحَرُّك وينتابها شُعُور سَيِّء بنواية هَذِه الفَتاة الَّتِي اضافت وَهِي تُمسكها مِن ذِراعها
- هَيا
- لَا أُرِيدُ ابتعدي عَنِّي .
هَتَفَت وَهِي تُحاوِل الإِفلاَتَ مِن يَدِها لتنضم لَها عامِلة أُخرَى ليجذبنها بِقُوَّة إلَى الداخِلِ وَهِي تَتَخَبط مُحاولة الإِفلاَت مِنهُما بِما بَقِيَ لَها مِن قُوَّةِ دُون فائِدَةٍ بَدأ الذُّعر علَى الْفَتَيات وَهُن يراقبن ما يحدث بَينما استَمرَّت العاملات بجذب ايلينا نَحوَ بابِ أَحَد الْغُرَف ليفتحوه وَيَدفَعُونَها إلَى داخِلِهِ مُغلقِين الْباب خلفَها بِاحكام لِتُسرِع بالالتصاق بِالْباب بذعر وَعَينَيها تتوقفان عَلَى الجُرذَانِ الْكَبِيرة الَّتِي تَسِيرُ بِالْغُرفَة لِتُسرِع بالاستدارة وَالطرق على الْبابِ بهلع كَبِير وَهِي تَصِيح
- أَخْرجُونِي مِنْ هُنا ارجوكم أَخْرجُونِي الْمكان ملِئ بالجرزان ارجوكم أَخْرجُونِي
- هَذا مَصِير من تَتَحَدّث كَثِيرا هُنا أَنتن هُنا لِلعَمل وَإِن لَم تَكُن بَذُو فَائِدَةٌ لَنا ستوضعن هُناك .. الَّتِي تُحِبّ الِانضِمام لَها فالتبقى وَاقِفَة أَمامِي
ما كادَتِ تنهي كَلِماتِها حَتَّى كانَت الْفَتَيات اسرعن بِالتَّحَرُّك مِنْ أَمامِها لِلاستحمام وَتَغَيَّر ثِيابِهِم وَالْجُلُوسَ عَلَى الطَّاوِلَةِ لِتَناوُلِ الطَّعامِ وهن تتبادلن النَّظَرات بقلق شَدِيدٌ امام صَوت إيلينا الَّذِي لَم يَتَوَقَّف عَن الصُّراخ وَاَلَّتِي أَجهدت وأخذت أَنفاسُها تَتَقَطَّع وَعَينَيها المذعورتان لَا تفارقان الجرزان الَّتِي لَا تَتَوَقَّفُ عَن الحَراك بَينَما بَقِيَت مُلتَصِقَة بِالْبابِ لَا تَجَرُوا عَلَى التَّحَرُّك
- أَخْرَجُونِي مِنْ هُنا ارجوكم لَم أعُد قادِرَةً عَلَى التَّحَمُّلِ . . سَأَفْعَل كُلّ ماتريدون فَقَط أَخرَجُونِي مِنْ هُنا ارجوكم .
تَوَقَّفَت وَهِي تشعر بمقبض الْباب خلفَها يَتَحَرَّك فتوسعت عَينيها بِهِ وَهُوَ يَفْتَح لِتَقُول جُودِي
- استتسببين بِالْمَزِيدِ مِنْ الْمَشاكِل ( هزت رَأْسِها لَها بِالنَّفْي وجسدها جَمِيعِه يَرتَجِف وصوت انفاسها المضطربة يعلوا فَفَتَحت الْبابَ أَكثر قائِلة ) إذا هَيا اسرعي لِلاستِحمام وَتَغَير ثِيابك لتتناولي الطَّعام ( هزت رَأْسها لَها بِالْايجاب وَهِي تَنسِل بِسُرعَة خارِجَة فَوَضَعَت جودي الثِّياب بَينَ يَدَيها المرتجفتين مُشِيرَة بِرَأْسِها إلَى الْمَمَرِّ وَهِيَ تَقُولُ ) هَيا اسرعي
تَحَرَّكَت أَمامَها وَهِيَ تَمسَحَ وَجهَها بِيَد مرتجفه لِتَعُود لتشير لَها إلَى بَابِ الْحمامِ لتدخله مُغْلَقَة الْباب خَلفَها قَبلَ أَنْ تَنْهارَ جالِسَة عَلَى الْأَرضِ وَلَم تُعَد قَدَمَيها تحملانها لتصاب بنوبة بُكاء شَدِيدَة كَيف يَحصُلُ لَها كُلُّ هَذا كَيف لاَبُد وَأَنَّها بكابوس ستستيقظ مِنْهُ بَعدَ قَلِيلٍ أَجل أَنَّها تَحَلَّم هَذا لَيسَ حَقِيقَةَ مِن الْمُسْتَحِيلِ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ لَم تَعلَم مِنْ قبلِ بِوُجُود أُنَاسٌ كَهَؤُلَاء وَأَماكِن كَهَذِه ما الَّذِي علَيها فعلهُ الْآن كَيف ستصل إلَى عائلتها عليها تَمالك نَفسها بدايتا أَجل عليها إنْ تَخرُجَ مِنْ صدمتها لاوقت أَمامها ستهلك إنْ بَقِيَت هُنا أَخَذَت تتمتم لِنَفسها لتنهض عَنْ الْأَرضِ وَتَتَوَجَّه لتستحم علها تشعر بِالرَّاحَة وَلَكِن مِنْ أَينَ لَها هَذا وَكُلُّ جَسَدِها يُؤلِمُها وَقَد انتَشَرَت الْبُقَع الزَّرقاء فِي أَنْحاءِ جَسَدِها وَآثَارٌ السَّوط عَلَى قَدَمَيها وذراعيها وَوَجها قِصَّةً أُخرى سالت الدُّمُوع مِنْ عَينَيها بِصَمت وَهِي تُحدِق بِالْمَرأَة فَقَد زادَ تَوَرم خَدِّها وَعَينَيهَا منتفختان وتؤلمانها إلَى أَينَ وُصِلت بِها الْحال لَن يَتَعَرَّف علَيها أَحَدٌ وَهِيَ بِهَذا الشَّكلِ حَدَقَه بِثَوبِها الكحلي الرث وَفَوقَه المريول الْأَبيَض أَنَّها ترتدي زِيّ الْخَدم إيلينا أريانوس ترتدي زِيّ الْخَدَم اغمضت عَينيها بِبُطء لتتفس بِعُمق لتعاود الكرَة أَكثَرَ مِنْ مَرَّةٍ قَبلَ أَنْ تنطفض على صَوتٍ الطرق على الْبابِ 
- ماذا حَدَثَ مَعَك هَل ستباتين بِالدَّاخِل
تَوَجَّهَت نَحو البابِ لتفتحة وتطل عَلَى بنتلي الَّتِي استَمَرَّت وَهِي تُشِير لَها
- هَيا اسرعي لِتَناوُلِ الطَّعام . . اسطحبيهم بَعدَ أَنْ يَنتهُوا
اضافت لِلْعامِلَة الَّتِي تَقِفُ مُنتظِرَة فتخطت عَنها إيلينا لِتَتَوَجَّه نَحو الطاوِلَة بِصَمت وَهِي تُحدِق بتايلر وكورتني الْباقِيات وَالتِّين علَى وَشكِ الِانْتِهاء مِن طعامهما لتتبادلا النَّظَرات القلقة مَعَها وَهِي تَجلِس أَمامَهم لتتمتم كورتني بتوتر
- لاَ أَعتَقِدُ أنِّي سانجو هُنا
- عليكي أَنْ تَفْعلي ( اجابَتها تايلر مُستَمِرَّة ) لَا تستسلمي مُنذ الْآن
تَناوَلَت ايلينا ملعقتها وَأخذَت تَتَناول طَعامها لتتمهل الْفَتاتان بانتظارها ليغادروا الكوخ برفقة الْعامِلَة نَحو الكوخ رقم اثنان
- هَذا هو
تمتمت تايلر وَهِي تبادلهما النَّظَرات القلقة ليقتربوا مِن الكوخ ويدخلوه مُحدِقِين بِباقِي الْفَتَيات وَقَد أَخَذَت امرَأَة مُتَقَدِّمَةٌ بِالْعُمُر تتفحصهم واحِداً تِلوَ الأخرى
- غَدا تبدإين بِالْعَمل بالحقول
- وانتي أَيضاً
أَخَذَت تَرَدد لِكُل فَتاة بَعض فَحَص يَدَيها وَساقِيَها إلَى أَنْ وَصَلَت إلَى جُوَين لِتَتَوَقَّف محدقة بساقها وَقَدْ رفعَت ثَوبها إلَى رُكبتَيها وَاَلَّتِي لُفَّت بِقَطعة قُماش قَائِلة
- ما بها ساقك
- أُصيبَت وَهُم يدخلونني للعربة 
اجابَتها بِاقتِضاب 
- عِنْدَما تتعافين تتجهين للحقول أَما الْآنَ فالتقدمي الْمُساعَدَة بالمطبخ 
- وانتي ما بالُ رسغيكي ( بادَرَت إيلينا وَهِي تَقتَرِب لِتمسك يَدَيها محدقة برسغيها وَقَد بَدا مَكان الاغلا جُرحاً داميا مُحمَراً لتستمر وَهِي تمعن النَّظَر بِعَينَيها ) الَّا تَعلَمِين أَنَّهُ لَا يُمكِنُ الإِفلاَتُ مِنها لَقَد ذَهَبَت محاولاتك عَبَثاً عَلَى ما يَبدُوا أَنَّك لَم تستسلمي بسهول أَهَذا الّذِي بِوَجهِك مِنهم أَيضاً (هزة رَأْسها لَها بِالْإِيجاب فاستَمَرَّت وَهِي تَترُكُها لتتحرك نَحو الفَتاة الَّتِي تَلِيها ) لتساعدين فِي الْمَطبخ فلديهم نَقَص بِعَدَد العاملات إلَى أَنْ تشفِّي وانتي اريني يداك
استَمَرَّت للفتاة الَّتِي تلِيها بَينَما تبادلات إيلينا وجوين النَّظَرات وَبَعدَ أَنْ انتَهَت مِن تفقدهم وَقَفت امامهم قَائِلة
- الطَّبِيب يَحضُر مَرَّة واحِدة فِي الْأُسبُوعِ لِمَن تُرِيدُ أَنْ يفحصها . . علَيْكُن غداً الِاستِيقاظ فِي السادِسَةِ صَباحاً لِتَناول الْإِفطار وَمِنها الْبَدء بِالْعَمَلِ فِي الساعَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَ ظُهْراً تحصلون عَلَى اسْتِراحَة لِتَناول الْغَداء ثُم تعودون لِلعمَل حَتَّى السَّادِسَة مساء تعودون إلَى الاكواخ لِتَناولِ العَشاءِ وَالْمَبِيت يُمْنَعُ مَنْعاً باتّاً التَّوَجُّهِ نَحوَ البوابة وَمَن يَعصِي ذَلِك يَتَعَرَّض لِلْعِقاب الشَّدِيد يَمنَع التَّشَاجُر وتسبيب الْمشكِلَات يمنَع مُصادَقَة العُمَّالُ مِنْ الرِّجالِ أَنْتَن هُنا لِلْعَمَل وَلَيس للعبث . . هَيّا اوصليهم إلَى كوخهم لِيَنالُوا الراحَة الْيَوم وَلتَكُن جاهزات صَباحِ الغَدِ للبداء
طَلَبَت مِنْ الْعامِلَة الَّتِي أَشارَت لَهُم لِسَير خَلفَها ففعلن لِتَتَوَجَّه بِهِمْ إلَى أَحَدٍ الاكواخ ليدخلنه مُحدِقِين بِالأسرَة المتراصة والممتدة مِنْ أَوَّلِ الكوخ لِآخِرِه
- لتحصل كُلٌّ مِنكُم عَلَى سَرِيرٍ وَتَحْصُلُ عَلَى الراحَةِ الْيَوم استَمتَعُوا بِهَا لِأَنَّها لَن تَتَكَرر
اضافت وَهِي تَتَحَرك مُغادَرَة اقتَرَبَت إيلينا مِنْ أَحَد الْأَسِرَّة لِتَجلِس جُوَين عَلَى الَّذِي يَلِيهِ قائِلة
- إنِّي بِحاجَة لِهَذا .
أَخَذَت الْفَتَيات بِاختِيار الْأَسِرة بَينما راقبتهم إيلينا شارِدَة ستشارك كُلُّ هَذِهِ الْمَجمُوعَة رباه انها مجهدة ومنهكا ومتعبة جدا جدا اِستَلقَت بِتَمَهُّل فِي السرِير وَكُلّ هَمها الْآنَ أَنَّ تشعر بِالراحَة ولكن كان الامر مستحيل امام الهمسات الْخَفِيفَة وَالْبُكاء بِصَمت والجو الكأيب الذي يحيط بها فَكُل فَتاة قَلِقَةٌ مِما سيحل بِها هُنا
- هَل غفوتي 
تسألت جُوين وَهِي تُحدِق بِسَقف الكوخ شاردة بِه فأَجابَتها دُونَ أَنْ تَنظُرَ إلَيها وَقَد اِستَلْقَت معطيتا ظهرها لَها ودموعها تنساب بصمت من عينيها 
- لَا . . لَيسَ بَعدَ
- سنعمل بالمطبخ بدايتا اتجدين الطَّهي
- لَا
- أجيد فَعَل الْقَليل فَقَد كُنتُ الْمَسؤُولَةُ عَنْ الْمَنْزِل بَعدَ وَفاةِ وَالِدتِي وَقَبل احضاري وَالِدِي لِزَوجَتِه الْجَدِيدَة الَّتِي أَصبَحَت هِيَ مِنْ تُدِير كُل الْأُمُورِ انَّها فاشِلَة بالطهي طَعامها لَا يُؤكَل وَوَالِدَي يَقُول عَكس هَذا وَيَكثُر بمدحها . . هَل رايَتِي كَيف تَبدُو العاملات هُنا أَنَّهُنّ متجهمات جديات بِالْحَدِيث اتعتقدين أَنَّهُنّ احضرنا إلَى هُنا مِثلُنا 
- رُبما . . لَا أَعلَمُ
- بدون كَذَلِكَ هَذا ظلم أَنا لَا أُرِيدُ التَّواجُد هُنا لِما أُجبر عَلَى هَذا وَلَما لا يكون لَنا الْخِيار
- لَا أَعلَمُ ( أَخَذَت تجيبها بِاقتِضاب وغصة كَبِيرَة تملاء صَدرها لتتساءل بدورها ) ذَلِكَ الْمَنزِلِ الْكَبِير اتعتقدين أَنَّه لِأَصحاب هَذا الْمَكانِ
- قَد يَكُون
- عَلَي قصدُهُم قَد أَستَطِيع الْوُصُولُ إلَيه
- اتعتقدين أَنَّهُم سيقدمون يَد الْمُساعَدَة لَنا انسيتي أَنَّهُم مِنْ يَدفَعُ لاولاءك التُّجار ليحضرونا إلَى هُنا لِيحَصلُوا عَلَى أَيد عامِلة مَجانِيَّة انهُم يستغلون ضَعفنا ويجبروننا عَلَى الْعَمَلِ
استَدارَت نَحوهَا هامسة لَها
- علَينا الْخُرُوجَ مِنْ هُنا بِأَيّ طَرِيقَة
- لِيَكُن وَلَكِن كَيفَ وَإِنْ لَمْ ننجح ما سيحل بِنَا لَقَد رَايَتِي كَيف اِنهال عَلَيك ذَلِكَ الرَّجُلُ بِالسَّوط لَا رَحمَة لَدَيهِم
- دَعِينِي أُفَكِّر بِالْأَمر بِجب أَنْ أَجِدَ طَرِيقَة لمغادرة هَذَا الْمَكانِ ( وَالْوُصُولُ إلَى عائلتي تمتمت في نفسها وَهِيَ تنكمش عَلَى نَفسِها بِالسَّرِير كَيف ستنجو مِما هِيَ بِهِ مُستَمِرَّة لجوين ) عَلِيّ الْوُصُول لِأَصحاب ذَلِكَ الْمَنزِلِ هم املي الان 
انطفضت عَلَى صَوت أَحَدا الْفَتَيات الّتِي دَخَلَت إلَى الكوخ لإيقاظهم لتفتح عَينَيها بِإعياء لَيسُوا جادين لَا تَشعُرُ أَنَّها قَدْ غفت حَتَّى ما بَالُهُم
- هَيا استيقظن لَا وَقتَ لِلكَسَل هُنا امامكم عَشرَ دَقائِقَ لِتَكُن جاهزات وجالسات حَول طاولة الْإِفطار لَنْ أَعُودَ لَا يقاظكم مِنْ جَدِيدٍ بَل سارسل مارك وَفِي الْحَقِيقَةِ هُوَ لَيسَ لَطِيفاً أَبَداً لِذَا لَا تَرغَبَنَّ بِحُضُورِه هَيا 
أَخَذَت الفَتاة تَلَوا الْأُخرى بِالنُّهُوض لِتُفعَل إيلينا بِالْمِثل لِتَقِف بترنح قَبلَ أَنْ تَعُودَ لِلجُلُوسِ عَلَى السَّرِيرِ محاولت استعادة اتزانها وتطلب مِنْ نَفسِها التَّحمُّل لِتَعُود لِلوقُوف لِتَتَناوَل ثَوبِها وترتديه فَوق ثَوبِها الدَّاخِلِيّ وترتدي حذائها قَبل التَّوَجُّه لِغَسل وَجهِها ليتجمعن حَول الطَّاوِلَة الَّتِي وَجَدُوها فارِغَة عِندَ دُخُولِهِم وَقَد امتِلَاء الكوخ الْكَبِير بالعمال الَّذِين يَتَناوَلُون إفْطارِهِم بَقِيَت إيلينا تُحدِق بطبقها الَّذِي يَحوِي الْقَلِيلِ مِنْ الحَساءِ مَع بِضْع حباتا مِن البَطاطا بِجِوارِه قطعَتا صَغِيرَةٌ مِنْ الْخُبزِ اليابِسَ بِأسى ليصيح أَحَدٌ الْمُشرِفَينِ عَلَى الْعُمَّال
- أَنَّه لِلْأَكل وَلَيس لِتأَمُّل هَيا ابدأي بِتَناوُل طَعامِك
أَمْسَكَت ملعقتها لتجبر نَفسَها عَلَى تَناوُلِهِ فَلَا خِيارَ آخَر أَمامَها وَما كادوا أَنْ يَنتَهُوا حَتَّى اقْتَرَبَت مِنْهُم أَحَداً العاملات قائِلة
- أَنَا الْمُشَرفَة عَلَيكُم هَيا سنتجه إلَى الحَقل لنعمل عَلَى قَلبِ التُّربة لنعدها لِلزِّراعَة
- طُلب مِنِّي وَمِنها الْعَمَل بالمطبخ
- أَسْرَعَت جُوَين بِالْقَول لَهَا وَهِيَ تُشِيرُ إلَى نَفسِها وَإِلَى إيلينا .
- إذَا فالتبقين هُنا للمساعدة فِي تَنظِيفِ الْمَكانِ أَما الْباقِي فَهَيا
أَخَذ العُمَّالُ مِنْ الْفَتَيَات وَالرِّجَال يَخْرُجُونِ عَلَى التَّوالِي وَقَد بَدا الانهاك وَالْمِلَل عَلَى وُجُوهِهِم
- هَيا مَا الَّذِي تنتظرنه أَبْدَان بِتَنظِيف الطاولات
اِنشَغلَت وجوين بِتَنظِيف الطاولات وَالْمَكان قَبلَ أَنْ تبدان بِالْمُساعَدَة فِي الْمَطبَخ دُونَ أَنْ تَجُرُّؤن عَلَى الِاختِلَاطِ مَع العاملات الْأَقدَم وَاَلَّذِين بُدُوّ متحفظين بدايتا وَلَكِن مَا إنْ بَدَؤا بِالْأَعداد لِلْغَداء حَتَّى أَخَذُوا يَطرَحُون الْأَسئِلَة عَلَيهِم فتعمدت إيلينا إجابَتهُم بِاقتِضاب دُون إعطاء أَي تَفاصِيل بِعَكس جُوَين الَّتِي انطَلَقت تَشكُوا لَهُم وَالِدها وَزَوجَتِه
- كَيفَ هِيَ الْحَياةُ بِالْخارِج الْآن ( نَظَرت ايلينا نَحو لُوَينٌ التي تبدوا فِي بِدايَةِ عَقدِها الثالِث ترتدي مِثلَها مِثلُ باقِي الفتايات هُنا الثَّوب الكحلي مَع المريول الْأَبيَض مُستَمِرَّة ) مَضَى عَلَى وُجُودِيٌّ هُنا خَمسَةٌ أَعوام
- لَقَد تَغَيَّرَت الْكَثِيرِ مِنْ الْأُمُورِ بِالْخَمس أَعوام الْأَخِيرَة
- هَل حضر أَحد مِنْ قَريَةٍ دبسون أَنا مِنْ هُناكَ
- لَا أَعلَمُ
إجابَتِها إيلينا وَعادَت لِتَتابُع مَسَح الْإِطباقِ وَهِيَ تَرَى الْمُشَرَّفَة باتريشيا تَقْتَرِب مِنْهُم ناقِلة نَظَرها بَينهم بتجهم قَبل ان تتخطا عَنهُم مبتعدة
- أَنَّها قاسِيَة جِدا (تمتمت لُوَينٌ مُستَمِرَّة لَهَا ) لَا أَفضل إنْ أَقَعَ تَحت يَدبهَا . . اترين تِلك ( نَظَرت نَحو الْمَرأَة السَّمِينَة الَّتِي تَقِفُ قرب حِلِّه الطعام الْكَبِيرَة مستمرتا لَها ) أَنَّها الْمَسؤُولَةُ عَن إعدَاد الطَّعام وباتريشيا وسيا تعملان تَحت امرتها وَلَا أَحَد يُجْرُوا عَلَى مجادلتهم وَإِلَّا نال عقابِه
- كَيفَ يَستطِيعُ الْمَرء مُغادَرَة هَذا المكان
تَوَقَّفَت لُوَينٌ عَنْ التَّحَدُّثِ ممعنة النَّظَر بِهَا قَبلَ أَنْ تهمس
- لَا تَدَّعِي أَحَدا يُسمعك تتحدثين بِهَذا وَإِلَّا اعتَقَدُوا إِنَّك تخططين لِشَيء ( وَامام بَقاء عَينِي إيلينا عَلَيها اضافت لَها ) مَنْ يدخُلُ إلَى هُنا لَا يَخرُجُ اتعتقدين أَنَّك أَوَّل مَنْ فكر بِهَذا
- أَلَم يَنجَح أَحَد
- لَا كانُو يُعادُون دَائِما وبتعرضون لِجِلد بِالسَّوط وَالْمُعامَلَة السَّيِّئَة بِحَيثُ لَا يُفَكِّر أَحَدُهُم بِإِعادَة الكُرَة الْخلَاص الْوَحِيد لَك هُنا هُوَ الْمَوتُ . . وَمِنهُم مَنْ اخْتارَه بِالْفِعل وَأَقدَمَ عَلَى انهاء حياته منهي وُجُوده هُنا
بَقِيَت كلِمات لُوَيْنٌ تَتَرَدَّدُ فِي عَقلِها وَهِي تسكب طَعام الْعشاء لِلرِّجال باطباقهم متجاهلة النَّظَرات الَّتِي يلمحونها بِها لتسكب لِنَفْسِها أَخيرا وَتَجلِس برفقة الْفَتَيات تَتَناوَل طبقها وَهِي تتاملهم وَقَد بِدُون منهكات تَماماً لِتَقُول كِلوِي
- أَنْتُما محظوظتان بعملكن هُنا
- لَم نَجلِس عَلَى قدمينا مُنْذُ الصَّباحِ 
اجابَتها جُوَين بانهاك 
- اننا نَحفِر التُّربَة دُونَ تَوَقُّف بِالْخارِج وَمَن تُبطِئ تَتَعَرَّض لِلجِلد بِالسَّوط
- لا يسمحون لَنا هُنا بِالتَّحَدُّث أَو التَّوَقُّف لِلَحظة فَقَط عَملَ عَملَ وَالْآن أَنْتَن ستتوجهن نَحو الكوخ بَينَما سَابِقا وإيلينا لتظيف كُلُّ هَذا
- نحنا أَرسَلْنا إلَى الحُقُولِ الشَّمالِيَّة هُناك لقطف الخُضَّار عَنها وتعبأتها فِي صَنادِيقَ أَخَذُوها جَمِيعها إلَى الْخارِجِ ( قالَت تايلُور بانهاك مُستَمِرَّة ) كَيف ساستمر بِفِعلٍ هَذا كُلُّ يَوْم لَن أَستَطيعَ لَم تَتَوَقَّف الْفَتَيات عَن الْهَمس بِما جَرَى لَهُم بَينَما الْتَزَمَت إيلينا الصَّمت وَهِي تُصغِي لَهُم وَما كادَت أَنْ تَتَنَفَّسَ الصُّعَداء لِانْتِهائِهِم مِنْ تَنظِيف كُلِّ شَيء بَعدُ مُغادَرَة الْجَمِيعِ حَتَّى بادرتها باتريشيا وَهِي تُهِم بالمغادرة
- انتِ لا تغادري إلَّا بَعدَ أَنْ تضعي الْعشاء لِآخَر الْعُمال وَتَنظِيف أَي فَوضَى ستتسببين بِها قَبلَ مغادرتك
- امازال هُناك عُمال لَم تَتَناوَل عشائها
تسألت بَحِيرَة وقلق فَلَا تَرغب بِالْبَقاء وَقَد نالَ مِنْها التَّعَب
- أَجلُّ مِنْ تسببتي لَه بِالْعَمَل الْإِضافِيّ لحمايتك الْبارِحَة
رمشت دُون فَهم وَهِي تُحدِق بجوين الَّتِي بِادلتها النَّظَرات بدورها لِتَقُول باتريشيا لَها
- إلَى كوخك حالاً وَأَنْتِ لَا تطيلي بَعدَ أَنْ تَنتَهِي تتوجهين فَوراً إلَى الكوخ .
بَقِيَت واقِفَة بِمُفرَدِها بِالْمكانِ الَّذِي أَصبَحَ هادءً جِدا لتبتلع رِيقِها بتوتر فاقتربت مِن الْمقْعَد قرب أَحَد الطاولات لِتَجلِس عَلَيهِ وَهِيَ تَفَكر أَيَكُون الرَّجُلِ الَّذِي وَقَفَ أَمامَها لِحِمايَتِها عِنْدَما تَعَرَّضَت لِضَرب بِالسَّوط هَل تَسَبَّبَت بِعِقابِه أَرخَت يَدَيها لترخي رَأْسها عَلَيهِم بِتَعَب نَفسي وجسدي لَيَمُر الْوَقت بِبُطء شَدِيدٌ قَبلَ أَنْ تنطفض وَهِيَ عَلَى وَشكِ أَن تغفوا محدقة بِالْبابِ الَّذِي دَخلَ مِنْهُ رَجُلاً ضَخم الْبِنيَة نَحِيل الْجَسَد ذُو لِحيَةٍ فَوضَوِيَّة وَشَعر طَوِيلٌ يَصِلُ إلَى كَتِفَيه ملَابس مغبرة والانهاك بَادِيا عَلَيه فَأَسرَعَت بِالْوُقُوفِ عَنْ مقعَدُها وَهُو يَقتَرِب متساءلا
- أَيْن عشائي
- ساضعه بِالْحال
قَالَت بتوتر وَهِي تَتَحَرَّك نَحو الْأَوانِي لتسكب لَهُ الطَّعامُ وَتَضَعه امامه ليبداء بِتَناوُلِه فتعمدت الاِبتِعاد لتدعي انشغالها بِتَرتِيب الْأَوانِي
- احتاجَ إلَى كأسٍ ماء
جاءَ قَوله كاسِر الصَّمت فملاءت كُوبا وقدمته لَه لِيَتَناوَله مِنها وَعَينَيه تتاملان رُسغها الْمُصَاب وَضَع الكوب جانِبا ما إنْ شَرِبَهُ وَتَحَرَّك مغادرا لِتَتَناوَل طَبَقَه وَتَقُوم بِتَنظِيف الْمَكانَ قَبلَ أَنْ تغَادِرَ بدورها إلَى الكوخ وَهِي تَتأَمَّل ماحولها بقلق وَقَد حلَّ الظَّلَام الحالك لَا يَكسِرُه إلَّا مَصابِيح الْحُراس الْبَعِيدَة لِتُسرِع وتندس بسريرها فَور وُصُولِها وَقَد حَل السُّكُون التام فِي الكوخ .
لَم يَكُن الْيَوم التالِي مُختَلِفا فَقَد بدأن العَمَل مُنذُ ساعات الصَّباح الْأُولى وما كادت تَكُون الرابِعَةِ حَتَّى جَلَست عَلَى أَقرَبِ كُرسِي هامسة لجوين
- لَا أَستَطِيعُ الِاستِمرار قَدَماي لَم تَعُد تحمِلَانِي
- وَأنا كَذلِكَ
- ما الَّذِي تتهامسان بِه هَيا أَسرعا إلَى هُنا
قالَت باتريشا وَهِيَ تَنظُرُ نَحوهما فَقالَت إيلينا بانهاك
- لَم أعُد أَستَطِيع أَنا مَجهَدَةٌ تَماما
- مجهَدَةٌ تَماماً . . اترغبين بِأَن أَرسلَكِ لِتَنظِيف اكواخ الرِّجال 
ثَبَتَت مقلتيها علَيها فَاستَمَرَّت 
- سيسرهم تَواجَد فَتاة حَولهم وَلَا تنزعجي مِن تَصَرُّفاتِهِم فَهم كَما تَرَين لَا يَختَلِطُون بالفتيات كَثِيرا 
تَحَرَّكَت عَن مقعَدها مُجبَرَة لتتبعها جُويْن وَهِيَ تَقُولُ لباتريشا بتجهم
- ماذَا سنفعل الْآن
- فالتبدأن بتقشير الْخضراوات
وتابعتهما بِعَينَيها بِعَدَم رِضا وما إنْ غادِر الْجَمِيع الكوخ بَعد الِانتِهاء مِن تَناوُلِ الْعشاء وَالتَّنظِيف وَرائهِم حَتَّى تهالكت عَلَى الْمقعدِ عَليها انْتِظارُ آخَر الْعُمال الْآن يا إِلَهِي أَنا منهكة تَماما كَيف يستطعن فَعَلَ هَذَا كُلُّ يَوم أَنْ يَدَيها تؤلمانها ورسغيها لَا يبدوان عَلَى مايرام وَقَدَمَيها لَم تَعُد تحمِلانها وَالِانتظار الْآن لَهو أَمر مُجهد لَها أَرخَت رَأْسها عَلَى الطاوِلَةِ شارِدَة ليمر الْوَقت بِبُطء وَعَينَيها عَلَى وَشكِ الْإِغماض لتنهر نَفسها وَتَستَقِيم بجلستها مرغمة لا يجب أَن تغفوا هُنا تَحَرَّكَت عَن مقعَدها لتسير قَلِيلا قَبلَ أَنْ تَتَّجِه نَحوَ بَابِ الكوخ تَبحَث بِعَينَيها حَولَها وَقَد حَلَّ الهُدوء فِي الْمَكانِ لِيَتَوَقَّف نَظَرُها بَعِيداً عَلَى كِيفِن الَّذِي أَخَذَ ينقل الصناديق الى العَرَبَة وَقَد استَنَدَ صاحِب العَرَبَة عَلَيها مُنتَظِراً انتهائه عادَت لتجول بِنَظَرِها حَول الْمَكان وَهِي تَجلِسُ عَلَى بابِ الكوخ يالهُ مِنْ مكانن بغيظ تَعَلَّقَت عَينَيها بِأَحَد الْحُرَّاس الَّذِي يُحمَلُ بُندُقِيَّة وَهُوَ يَسِيرُ حَول الْمَكان لِيَختَفِي عَن ناظريها قَبلَ أَنْ يَظهَرَ آخَرَ عادَت نَحو كِيفِن لتراه مازَال يَتَحَرك نَحو الصَّنادِيق لِيَحمِل وَاحِداً جَدِيدا وَيَعُود بِهِ نَحوُ العَرَبَة لِيَتَوَقَّف قَلِيلاً متحدثا مَعَ صاحِبِها قَبلَ أَنْ يَعُودَ ليتابع عَمَله بَقِيَت تراقَب ما يجري حَولها قَبلَ أَنْ تَعُودَ نَحو العَرَبَة الَّتِي تَحَرَّكَت مُغادَرَة فَتَحَرَّكَت بدورها لِدَاخِل الكوخ وَهِيَ تَرَى كِيفِن يَتَّجِهُ نَحوَها وَما كاد يَجلِسُ عَلَى الْمقعد حَتَّى وَضَعَت لَهُ طَعامُهُ فأَخَذ بِتَناوُلِه بِصَمت وَقَد بَدَأَ الانهاك عَلَيهِ فَقَالَت وَهِيَ تَضَع الْخُبز بِجِوار طَبَقَة 
- أعتَقِدُ أني مَدِينَة لَك بِالِاعتِذار فَلَولَا مُساعَدَتِك لِي ذاك النَّهار لما اضطُرِرت لِلْعَمَل حَتَّى هَذا الْوَقتِ
( تَعَلَّقَت عَينَيه بِها لتبتلع رِيقِها فالقسوة الَّتِي لَاحَت لَها بِعَينَيه اخافتها فَاستَمَرَّت بهمس ) مُنذ مَتَى وَأَنت هُنا
- عاما وَنَصف
أَجابَها وَهُوَ يَعُودُ نَحو طَبَقه منشغلا به مِما جَعَلَها مُتَرَددَةً فِي التَّحَدُّثِ مِنْ جَدِيدٍ فانتَظَرَت إلَى أَنْ انتَهَى لتتحرك مُتَناوِلَة طَبَقَه
- هَذا لَك ( تَوَقَّفَت ممعنة النَّظَر بالعلبة الصَّغِيرَةِ الَّتِي وَضَعَها عَلَى الطاوِلَةِ وَهُوَ يَتَحَرَّكُ لِيَقِف لِتَنظُرَ إلَيهِ متسائلة والحيرة باديتا عليها فاستَمَر ) انها لمعصمك فَهُو مُلتَهِب .. ستزداد حالَته سُوء أَن اهملته
تابع وَهو يَتَحَرك مغادرا لتتابعة قَبلَ أَنْ تَعُودَ إلَى الْعُلبة لتتناولها وتضعها بجيب ثَوبِها وَما إنْ انهت ما عَلَيها حَتَّى عادَت نَحو الكوخ لِتَجلِس عَلَى سىريرها وَتَضَع من الْمَرهَم عَلَى رسغيها قَبلَ أَنْ تَنامَ بِعُمق شديد وقد نال منها الانهاك .
أَسرَعَت بِالنَّظَرِ إلَى الْبابِ كَما فَعَلت الاخريات إلَى أَنَّهُم سَرِيعاً ما عادوا لِمُتابَعَة عَمَلِهِم بَينَما تبادلات إيلينا النَّظَرات مَع جُوَين بتوتر لِصُدُور صِياح أَحَد الرِّجال فَنَظَرت حَولها لِتَرَى عَوَّدت الْجَمِيع إِلَى عَمَلِهِ وَكأن لَا شَيءَ يَحدُثُ اقتَرَبَت بقلق مِنْ النافِذَةِ الْمُطلِة عَلَى الباحة أَمامَها لِتَرَى مَجمُوعِة مِنْ الْحُراس قاموا بِرَبط أَحَد الْعُمال وَتَمزِيق سترَته مِنْ الخَلفِ وَضَربه بِالصَّوت عَلَى ظَهرِهِ ضربتا تَلَوا الْأُخرَى مِما جَعَلَها تشحب 
- لَا تَكونِي فُضُولِيَّة وَلا ستقعين بالمشاكل 
اقتَرَبَت مِنها كورتني متمتمة فهمست لَها 
- وَلَكِن لَما يجلدونه
- لَا شأْنَ لَنا
- أَنتُما هيا اعيدوا الْاطباق إلَى مَكانِها
قالَت الْمُشَرفة وَهِيَ تَنظُرُ نَحوهِم مِما جَعَلَهُما تتحركان مِنْ مَكانِهِما لتنشغلا دُونَ أَنْ تَستَطِع إيلينا تَجاهل صَرَخات الرَّجُل لِذا أَخَذَت تَتَأمَّل كِيفِن مساءً مُنتَظِرَة مِنْه الِانْتِهاء مِن تَعبِيَئة العَرَبَة لِتُسرِع بِوَضع الطَّعَام على الطاولة عِندَ حُضُورِهِ لِتَجلِس امامه متساءلة
- لَما قامُوا بِجِلد الرَّجُل الْيَوم وَماذا حَلَّ بِهِ
ثَبَتَت عَينَيه عَلَيها وَهُوَ يمضغ لقمته بِبُطء ليبتلعها قَبلَ أَنْ يَقُول
- قام بمصادقة أَحدا الْفَتَيات هُنا
استَنَدَت فِي مِعقدها لِلْخلف قائِلة بحِيرَة 
- وَهَل هَذا أَدَّى إلَى تَعَرُّضِه لِلْجِلد
- قام بمواعدتها وَكُشِفَ أَمرهما هُو تَعَرض لِلْجِلد وَهِي ستخضع للاجهاض ( بَقِيَت عَينَيها معلقتين بِهِ بَعدَ قَولهِ فأَضاف ) لَا يَحتاجُونَ إلَى امرَأَةٍ حامِلٌ هُنا بَل إلَى أَيدِي عامِلِة تَعمَل بِكُلّ طاقَتِها
- وَماذا يَحصُل بِاَلَّذِي لَم يَعُد قادِرا عَلَى الْعَمَلِ
- يتخلصون مِنه سَرِيعا
- كَيف يتخلصون مِنه أَعنِي يَدَّعُونَه يَذهَب
بَدَت شبه اِبتِسامَةٌ ساخره عَلَى شَفَتَيه وَهُوَ يَقُولُ
- حِينها كُنا جَمِيعنا لَا نصلح لِلْعَمَل لِكَي نَنال حريتنا
- إذَا
- تَبدِين لِي هشة لِذا أَفْضل عَدَم اعلامك
أَجابها وَهُوَ يَعُودُ نَحو طَعامِه منشغلا فِيه لتتامله مِنْ شَعرِهِ الأَشعَث إلَى وَجهِهِ ذُو اللِّحيَة الفوضوية الَّتِي تُخفِي مَلامِح وَجهِهِ قَبلَ أَنْ تَعُودَ لِلْقَول بَحِيرَة
- انَّهُم يَزرَعُون الخضروات طَوالَ الوَقتِ لِما عَلَيهِم التَّخَلُّص مِنْ الْعُمَّالِ وَلَيس اعطائهم حُرِّيَّتهم
- انَّهُم يهربون الاسحلة طَوالَ الوَقتِ ( قاطعها وَهُوَ يَنظُرُ إلَيها مُستَمِرا ) تَحت صَنادِيق الخضروات هُناك أَسلِحَة بِاستِمرار تهَرَّب وَهَذَا الْمَكان لَيسَ إلَّا لتطغطية عَلَيه ( فتحَت فَمها عاجِزَةً عَنْ الْحَدِيثِ بَينَما استَمَر ) لِذا يتخلصون مِنْ الْعُمالِ لَا أَحَدَ يَخرُجُ مِنْ هُنا ليتحدث بِالْأَمر
- كنت لَأَخرُج وَلَا أَتَحَدث لَو لَم تخْبِرُنِي 
قالَت بتوتر 
- كان عليكِ كَبَت فضولك إذا
- هَل الْجَمِيع يَعلَم بِهَذا هُنا
- أَجَل وَلَا وَمَن يَعلَم يَدَّعِي بِعَدَمِ عِلْمهِ أَنَّ سَمِعُوا أَحَدا يَهمِس بِالْأَمر سيجلد فِي الساحَةِ كَما حَدَّثَ الْيَوم . . هَل تضعين مِن الْمَرهَم
- أَجْل أَعطَى مَفعُولًا سَرِيعا فَهِي تتحسن
اجابَتُه وَهِي تَرفَع كم ثَوبِها عَن رُسغها الَّذِي بَدَأَ الِاحمِرار يَخِف عَنهُ مُستَمِرَّة ) ستزول ولن تترك اثرا ( تابِع تَناوَل طَعامِه وَهُوَ يَنظُرُ إلَى رُسغها دُون التَّحَدُّث لِتَعُود لِلْقَول ) أَشعر بِالتَّعَب الشدِيد
- هَذا حالُنا جَمِيعا هُنا
- ايسكن أَصحابُ هَذا الْمَكانِ فِي ذَلِكَ الْمَنزلِ
- لَا أَنَّهُم يقطنون خارِجا ذَاك لِرَئيس الْمُشرِفَين هُنا
- ذَلِكَ الرَّجُلُ الْفَظّ 
- هُوَ بِعَينِهِ
- اريدُ الخلاص مِن هنا ما الذي علي فعلهُ لمن الجئ
- هنا .. لا احد سَيقدم لكِ المساعدة
- ان اردتُ ارسالة رسالة ااجد مَن يُخرجها مِن هنا
- لا
- تريد اعلامي انه لا توجد طريقة للخلاص من هذا المكان
- اتعتقدين انه لو كنت اعلم عن طريقة للخلاص من هنا كنت لتجدين جالسا امامك ( أَجابَها بفضاضة وانزعاج من كثرة اسئلتها وَهُوَ يُنهِي طَبَقَة وَيَتَحَرَّك واقِفاً مُستَمِرا ) عمتِي مَساء
راقبته وَهُو يُغادِر انها متوتره ولا تجد من يقدم لها يد المساعدة هنا ان الرعب الذي يسكن قلبها من مجرد فكرة بقائها هنا يملاء صدرها تحركت مرغمة لتتناول ما على الطاولة وتنهي ما علَيها وتطفئ الْمِصباح وتغادر نَحو الكوخ لتغفوا مِنْ جَدِيدٍ سَرِيعا وَلَم يَكُن الْيَوم التالِي أَفضل الأَمرُ أَصبَحَ يَفُوق قُدرَتِها عَلَى التَّحَمُّلِ لا تَعلَّم كَيف تَستَطِيع الْفَتَيات الصمود خَرَجَت مِنْ أَفكَرِها وَهِي تَضَع الْاطباق عَلَى الطاولات استِعدادا لِحُضُور الْعُمَّال لِلْغَداء عَلى صُراخ جوين وشهقت الْفَتيَات وصوتا قَوِيٌّ يَرتَطِم بِالْأَرض قَبلَ أَنْ يَحِلَّ الصَّمت التَّامّ لِتَثبُت عَينَيها كَما الْجَمِيعِ عَلَى جوين الَّتِي كانَت تُنقل قِدرَ الطَّعامِ لتوقعة فِي وَسَطِ الْمَكان وَقَد تَناثَر كُلّ مابه أَرضا لترفع نَظَرها بذعر نَحو الْمُشَرَّفَة هامسة
- لَم أَقْصِد حُدُوث هَذا
- مَاذا سنطعم الْعُمال الْآنَ لِما لَم تَكُونِي أَكثَر حَذَرا اتعتقدين أَنَّنا نلهوا هُنا
هَتَفَت بِحدة وغضب وَنَظَرت نَحو كات وباتريشيا وَحُركَت رَأْسها لَهُما نَحو جُوَين لتتحركا نَحوها وتمسكاها مِنْ ذِراعَيها مجبرات إياها عَلَى السَّيرِ لتتحرك إيلينا نَحوَهُم بقلق والمشرفة تَقُول امام هتاف جوين دُونَ تَوَقُّف
- لَم أَقْصِد حُدُوث هَذا أَقسم عَلَى هَذا سقطت مِنِّي لِثِقلِها اعتَذر بِشِدَّة
- لايقل عَن خَمسِينَ جَلدَةً
اِخْتَفَت الدِّمَاء تَمَاما مِن وَجه إيلينا عِنْدَ سماعها لقول الْمُشَرفَة ذَلِك وَأَسرَعت بِالقَول
- ارجوكِ اعفي عَنها انَّها لَم تُقصَد حدوث هَذا
- لَا تتدخلي هَيا عُودِي لعملك
- ارجوكِ اطلبي منهما التوقف فلم تتعمد هذا
أَسرَعَت بِالْاضافة وَهِيَ تَراهُما تجبران جوين علَى مُغادَرَة الكوخ إلَى الْخارِجِ وَهِي تَتَخَبَّط وَتَبكِي تجاهلت الْمُشَرفَة قَولها وَتَحَرَّكَت بِغَضَب قَائِلة
- هَيا اسرعن لاعداده مِنْ جَدِيدٍ وَأَنتُم ( اضافت لِلْعُمال الَّذِين اِقتَرَبوا مِنْ الْبابِ لِدُخُول ومعظمهم يَنْظُر نَحو جوين الَّتِي تُسحَب إلَى وَسَطِ السَّاحَةِ مستمرتا لَهُم ) عُودُوا إلَى الْعَملِ نَحتاج ساعَةٍ أُخْرَى لاعداد الطَّعامِ مِنْ جَدِيد
أَخَذ الْعُمال بالتراجع بَينما تخطتهم إيلينا وَكُل تفكيرها مُعَلَّق بجوين الَّتِي تُسحَب مجبرة وهي تتخبط للخلاص دون فائدة وَما إنْ وَصَلَوا بها قرب العامودان المثبتان بِالْأَرضِ وسط الساحة حَتَّى اِقتَرَب احد الرجال لِيَربِط يَدَيها بِهِما قَبلَ أَنْ يَشُقَّ ثَوبَها مِنْ الخَلفِ ويبداء بِجِلدِها لتهتف إيلينا بِقُوَّة وَتجرِي نَحوِها وَهي تسمَع صيحاتها الْمُتَأَلِّمة وتوسولاتها
- تَوَقَّف لَم تقصد حُدُوث هَذا
احاتط خَصرها ذِراع رَجُل أَصبَحَ بجوارها مانِعا إياها مِنْ الاقتِراب لِتَنظُرَ إلَيهِ بذعر وَهِي تُحاوِل الإِفلاَت لِتَجِد كِيفِن مِن يَمنَعُها فهتفت بِحَرقِة ودموعها تتجمع بِقُوَّة 
- لَن تَحتَمل لَن تَحتَمِل الْجِلد دَعنِي
- سيجلدونك مَعَها 
اجابَها بِحدة وَيَده تَشتَدّ عَلَى خَصرها مانِعا إياها ومستمرا وَهُوَ يَرَى عَينَيها التين بدا بهما الصدمة لقوله تعودان نَحو جوين الَّتِي تَصرُخ
- اُنظُرِي إلَي 
فعَلت فأَضاف بجدية تامَّةٌ
- فالتعودي سَرِيعا إلَى الدَّاخِلِ وَإِلَّا لَن يرحموكِ هُنا لايوجد تَعاطَف سيجلدونك كَما فَعلوا مَعَها حِينها لَن تستطيعي مساعَدَتها فَهِي ستحتاج الْمُساعَدَة حِين تَعُود للكوخ
حاوَلَت تهدات أَنفاسها المتسارعة وَهِيَ تُعلَمُ أَنَّ ما يقوله هُوَ الصَّوابُ فَهَزَّة رأْسها بِالْإِيجاب لَه لترتخي يَدَهُ عنها 
- هَيا عُودِي واعتذري مِن الْمُشَرفَة لخروجك دُون أَعلامِها اسرعي قبل ان تُصبحي انت التاليه سيجلدونك دون رحمه
عادَت لتهز رَأْسها بِالْإِيجاب وتوتر وَهِي تبتلع رِيقها والدموع تَقَفز خارِج عَينَيها فَتَحَرَّكَت عائِدَة بادراجها وَهِي تمسحها فلَن تَتَحَمل الْجِلد هِيَ أَيضا مجرد الفكرة ارعبتها تخطت الْعُمال المتذمرين مَنْ تَاخَّر الطَّعام وَعادَت لِداخِل لتتنبه أَن الْمُشَرفَة لَم تُدرِك أَنَّها غادَرَة وقد انشغلت باعداد الطعام من جديد فأَسرَعَت نَحو الْإِطباق لِتتابع عَملها وَهِي تَمسَح دُموعها بَينَ الفِينَةِ وَالْأُخرَى بَينَما اخدت الْفَتَيات بالتهامس لِتَعُود الْمُشَرفَة نَحو الْعُمال قَائِلة
- لا تتجمعوا عِندَ الْبابِ هَيا عُودُوا لعملكم وَإِلَّا أَرسَلت خَلف هوسكنز
بِداء الْعُمال بالابتِعاد ومازالت إيلينا تَمسَح دُمُعُها وجسدها جَمِيعِه يَرتَجِف عَلَى صِياحِ جوين
- سَتَكُون بِخَيرِ لَا تقلقي ( همست لَها كلير وَهِي تَقِف بجوارها مُستَمِرَّة ) لَيست أَوَّل مَنْ تجلد
- ايفعلون هَذَا بِاستِمرار
- أَجَل وَعَلَى أسباب لَا تَستَحِق لِمُجَرَّد افزاعنا وَجَعلْنا لَا نَرغَب بِرَفض أَيِّ شَيءٍ يَطلُبُونَه مِنّا الا ترِينا صامتين مُعظَم الْوَقت لَقَد قتلونا بِبطء مِنْ الداخِلِ
تَنَفَّسَتْ مِنِ أَنفِها وَهِي تُحاوِل تَمالَك نَفسها قَبلَ أَنْ تَنظُرَ نَحوَ البابِ وَقَد عادَ الْعُمال لِتَأْخُذ بِسَكب الطَّعامِ قَبلَ أَنْ تَتَعلَّقَ عَينَيها بجوين بِالْخارِج وتراها قَد استرخت فِي وَقفتها ولم تعد قدميها تحملانها بَينَما اِبتَعَد الرَّجُل الَّذِي كانَ يجلدها تارِكا إيّاها عَلَى حالِها فَعادَت بِيَدَين مرتجفتين لِتتابع وَضعَ الطَّعامِ قَبلَ أَنْ تَتَعَلَّقَ عَينَيها بِكَفَّيْن الَّذِي يَنظُرُ إلَيها بِنَفْس الْوَقت فَسَكَبَت بِطَبَقه الطَّعام قَبلَ أَنْ تتابَعَ لِتَعود مِنْ جَدِيدٍ لِتَفَقُّد جوين قَبلَ أَنْ تَتَحَرَّك نَحو الْمُشَرفَة قائِلة 
- هَل اذهَب لاصطحابها إلَى الكوخ
نَظَرت إِلَيها الْمُشرفَة بتعالي قائِلة بحدة 
- لَا شأْن لَكَ بِها هَيا تابِعِي عَمَلك واذا اهملتي ستلاقين نَفس مَصِيرها
عادت لِمُتابَعَة عَملها وَعَينَيها لَا تفارقان جوين كُلَّما مَرَّت مِنْ امام البابِ او النَّافذة الْمُطِلَّةَ عَلَى الساحَة لِيَزِيد توترها لِعَدَم اقْتِراب أَحدا مِنها لمساعدتها وَكُلَّما هَمَّت بِالتَّحَرُّك نحوها كُلَّما عادَت كَلِمات كِيفِن لتتردد فِي ذهنها إِنَّها سَتَكُونُ بحاجتها بَعد عَودَتِها للكوخ وَلَكِن إلَى مَتَى سيدعونها واقِفَة هُنَاك وَالدِّماء قَد سَأَلت مِنَ ظَهرِها الَّذِي بَقِيَت عَلَيهِ آثارُ الْجِلد بَدأَت الشَّمس بالمغيب وَحَضَر الْعُمال لِتَناوُلِ العَشَاءِ ومازالت جوين فِي مَكانِها كَم كرِهَت ضَعفها وَلَكِن ما بلِيد مِنْ حِيلَة انَّها عاجِزَة تَماما وَهَذا ما جَعلَها تشعر بِالْقَهر الشَّدِيد لتهداء قَلِيلا وَالفَتَيات يَأْخُذُون جوين مَعَهُم بَعدَ أَنْ فكوا وِثاقَها وَهُم يغادرون بَعدَ الْعشاء لتتهاوى عَلَى بابِ الكوخ بياس وحزن مازال أَمامها ساعَتان نَظَرت نَحو كِيفِن الَّذِي يَقُومُ بِنَقل الصَّنادِيق الَّتِي تَمَّ تعباتها إلَى العَرَبَة لِيَقِف مُحدثا الرَّجُل قَلِيلًا ثُمَّ يَعُودُ لِمُتابَعَة عَمَلِه فاسندت رَأْسِها عَلَى حافَّةِ الْباب شاردتا بِهِمْ أَنْ الْوَقتَ يَمُرُّ بِبُطء شَدِيد خَرَجَت مِنْ شرودها عَلَى تَحَرُّكِ العَرَبَة ليتبعها كِيفِن وَهُو يَتَفَلَّت حَولَهُ مِما جَعلَها ترمش خارجة من شرودها عَلَيهِ الْحُضُورُ إلَى هُنا فَهِيَ عَلَى عَجَلَةٍ مِنْ أَمرها إلَى أَينَ ذَهَب تَحَرَّكَت بِفُضُول إلَى حَيثُ اِختَفَت العَرَبَة وَخَلفَهَا كِيفِن لِتَتَوَقَّف قَرُب كُوخ الْمؤنَة محدقة بسائس العَرَبَة الَّذِي يَقِفُ وَهُوَ يحما احد لصناديق هامسا لكيفن الَّذِي أَنسَل إلَى وَسَطِ العَرَبَة مختبأ بين الصَّنَادِيق .
- هَيا أَسرع لَيس امامنا الْكثِير مِنْ الْوَقتِ
فتحَت عَينَيها جَيِّدا وَأَسرَعت نَحوِهما لِتَقُول بِعَدَم تَصدِيق امام تَجَمد السائِس لِرُؤْيَتِها وَقَد بَدَا الذُّعر عَلَيه
- خذاني مَعَكُما ارجوكما 
اضافت وَهِي تلمح كِيفِن الْمُتَمَدِّد وَسَط العَرَبَة تُحِيطُ بِهِ الصَّنَادِيق مُستَمِرَّة وَهُو يُحَدِّق بِهَا 
- إنْ كُنت مغادرا ساغادر مَعَك
- الْمكان لَا يَتَّسِع 
هَمَس السَّائِس بذعر فَقالَت بجدية 
- سأشي بِكُما حالًا إنْ لَم تَفعَلا حَقا سأَفْعل أَنا جادَّة لَن أَتَراجَع
- دعها تَصعَد هَيا اسرعي لاوقت لَدَينا سيطل الْحُراس قَرِيبا
هَزّ السَّائِس رَأْسَه لَها مرغما لتصعد فأَسرَعَت بِالصُّعُود وَالدُّخُول زَحفا نَحو كِيفِن الَّذِي هَمَس
- اقتربي وَلَا تصدري أَي صَوت فالمَكان معد لاختباء شَخصا واحِد لا تحاولي التحرك والا سقط الصندوق الذي فوق وفُضحَ امرنا
هزة راسها له بالايجاب وقد استلقت علَى جَنبِها الْأَيمَن بجواره والتوتر الكبير يتملكها لتتعلق عينيها بلحيته المشعثة امامها وكل حواسها تصغي للذي يجري خارجا