انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

آل ماردونز 10

- انه عملكن و .. اجل اجد الفكرة جيدة ولكن ..(  نظرت اليه جوزفين لتوقفه فتابع وعينيه لا تفارقان عينيها ) هل تستطعن ذلك اعني ان قول ذلك سهل ولكن تنفيذه هو المشكلة فالأمر يحتاج الى المثابرة وتوفير خامات الاقمشة والتصاميم واليد العاملة الماهرة بالإضافة الى .. الادارة الجيدة وعدم الاستسلام عند اول عائق
- نستطيع هذا ولما لا ( اجابته اندريا وقد راقت لها الفكرة ونظرت الى جوزفين مستمرة رغم تعلق عينيها بثيودور فهي تعلم الى ما يسعى بقوله ) اليس كذلك فنحن نملك اليد العاملة الماهرة ولدينا خامات اقمشة جيدة وباستطاعتنا دائما تجديد الامر واحضار انواع مختلفة 
- جيد قد تستلمين الامر اذا ( اجابتها وهي تسحب عينيها عن عينيه وتعود لما بين يديها )
- اه انا لا استطيع بالوقت الحالي كما ان عمتي تركت المعمل لك لتهتمي به
- ان وجودي هنا لفترة وجيزة اندريا لذا ان بدأتُ بالأمر قد لا استطيع أنهائه وهذا ما قصده شقيقك بالاستسلام عند اول عائق لذا ارى انكِ انسب من يتابع الامر 
تناول ثيودور كوب الشاي الذي قدمته له صوفي وهو يخفي ابتسامته ليرشف منه قبل ان يقول وجوزفين تتناول كوبها شاكرة 
- عليكِ التفكير بكل الجوانب عند بداء أي امر جديد 
- هل عليك حقا العودة الى جايدن لما لا تبقين هنا 
قالت اندريا وهي تمعن النظر بها فحركت كتفيها دون ان تفارق عينيها ما تفعله قائلة 
- لا استطيع البقاء لدي حياة لأعود اليها 
اخذت عيني ثيودور تتأملانها وقد استرخى في جلسته شاردا بها وهي تتابع حديثها دون ان يستطع الاصغاء له متأملا وجهها ببطء قبل ان يتوقف على شفتيها التين تتحركان بابتسامة خفيفة وهي تحدث اندريا ويعود ببطء نحو عينيها التين لا تغادران الورقة التي بيدها ليخرج من شروده بها وهي تنظر اليه بلمحة قبل ان تعود لمتابعة ما تفعل ليبتلع ريقة ببطء ويعود لمتابعة شرب شايه ما الذي يحدث له هل سحرته جوزفين فرانسوا حقا .. افعلت .. عليه ان يعود الى صوابه فقال وهو يعيد كوبه الى الطاولة امامه
- غدا تصل عمتاي وبرجيت وصلتني رسالة منهم صباح اليوم 
- اخيرا ( قالت اندريه مستمرة ) المنزل خالي دونهم .
كان لعودت فيرا وثلما بالإضافة لبرجيت اثرا طيب في المنزل برغم ادعاءها عدم الاكتراث الى انها قد سرت بعودتهم وبالمقابل سرت فيرا لرؤيتها ولتحسن العمل والتزامها به ليمضي الوقت ويدخل الشتاء وهي منشغله بين عملها وبين روتين الحياة في منزل ال ماردونز .
تعلقت عينيها بعمتها الجالسة خلف مكتبها وقد وصلوا منذ قليل الى المعمل لتقول ببطء وهي تشك بان ما سمعته لتو صحيح 
- هل قلتي ان ثيودور سيقصد جايدن غدا 
- ان ما سمعته صحيح فلديه بعض العمل عليه انهائه 
- في جايدن 
- اجل 
- ومنذ متى لديه عمل هناك 
- منذ زمن عزيزتي ولكن ما كنا نجهله وجودك ووالدك هناك كما انه سيتابع نحو براغ لذا لن يمكث كثيرا في جايدن ان لدينا تجارا يأخذون القمح من مخازننا وعليه متابعة الامر بين الفين والفين 
- سأذهب برفقته 
- الى اين 
- الى جايدن ( تمعنت فيرا بها فقالت بتأكيد ) سأفعل سأذهب برفقته واعود برفقته ساقوم بزيارة ال ارمونت وأصدقائي هناك 
- لا اعلم بهذا الشأن .. انا لا امانع ذهابك فالقد مضت سبعة شهور على حضورك الى هنا واعلم انك ملتزمة معي ولن تخذليني ولكن لا اعتقد انه سيوافق فانت ترين كيف هو مزاجه مؤخرا لا يتواجد بالمنزل الى نادرا ولا نكاد نراه 
- اذهب بدونه اذا ان كنتِ لا تمانعين 
- لا جوزفين ان رغب برفقتك فالك مباركتي وان لم يفعل فانسي الامر فلا احبذ ذهابك بمفردك هكذا يكون قلبي مطمأن بانك بخير ولا لا تحاولي مناقشتي بهذا ان وافق على اصطحابك لن امانع ذهابك وعودتك برفقته غير هذا لا 
تمعنت بعمتها تريد التحدث بالكثير الذي ملاء فمها الى ان رؤية الإصرار بملامحها اعلمها ان لا فائدة فاستدارت مسرعة نحو معطفها لتتناوله وتقول وهي ترتديه 
- اين ثيودور الان 
- يراجع ما اخرج من المخازن في الشهرين الماضين في غرفة المكتب الم تريه عند مغادرتنا
تحركت نحو الباب مغادرة دون اجابتها لتسرع بالعودة نحو المنزل لتسرع بدخوله فور وصولها والتوجه نحو غرفة المكتبة لتفتح بابها مبادرة ثيودور الذي نظر نحوها فور دخولها قائلة
- اعلمتني عمتي فيرا انك ستقصد جايدن ( هز راسه ببطء بالإيجاب فتابعت ببعض الحماس وهي تقترب من المكتب الذي يفصل بينهما ) ارغب بمرافقتك ( ثبتت عينيه عليها فحركت راسها مؤكدة ) اريد زيارة ال ارمونت لقد اشتقت لهم حقا ( بقيت عينيه ثابته عليها لثواني قبل ان يسحبهما ببطء ويعود الى ما امامه فتابعته قائلة ) اذا 
- لا لن اصطحبكِ
- لما لا ( اسرعه بالهتاف مستنكرة رفضه ) سأنزل عند ال ارمونت وانت اذهب الى اين تريد فقط اوصلني الى هناك لن اسبب لك الازعاج اعدك
عاد لينظر اليها وهو يجلس للخلف في مقعده قائلا
- لا ان رغبتي بزيارتهم فلترافقي عمتي ( همت بالاعتراض الى انه أضاف ) لا شأن لي بهذا فلا تحاولي 
- ولكني لا اطلب منك سوى ايصالي الى هناك فعمتي لن تدعني اذهب بمفردي ولن تمانع ان ذهبت معك وانت تعلم كيف هي عنيدة بشأني فلا تطلب مني تجاهل موافقتها على هذا ان قمت انت بإيصالي 
- لا شان لي فلترافقك هي 
قال بإصرار وهو يجمع الأوراق التي امامه ليضعها داخل حقيبته وهو يقف ويتحرك من خلف مكتبه فأسرعت بمتابعته وهو يتحرك نحو الباب قائلة بتأكيد ) هي لا ترغب بزيارة جايدن واعلمتني انك ستفعل وستصحبني 
- لا لن افعل 
اجابها وهو يغادر الغرفة مما جعل عينيها تثبتان حيث اختفى قبل ان تسرع للحاقة نحو الباب الخارجي وهي تقول بإصرار 
- بل ستفعل بما انك متجها الى هناك غدا سأذهب معك شئتَ ام ابيت ( توقف بشكل مفاجئ عن السير واستدار برأسه نحوها وقد اصبحت خلفه تماما لتتوقف بدورها قبل ان تصطدم به وتقول بذات الاصرار ) ستفعل 
هز راسه لها بالنفي وهو يتمتم ببطء اغاظها 
- لن افعل 
وتحرك مغادرا لتشعر بان املها تلاشى تماما بزيارة جايدن امام الاصرار الذي بدا عليه نظرت حولها تائها لقد كانت فيرا واضحة بكلامها ان لم يرغب بمرافقتها فل تنسى الامر لا امل لها بالذهاب الى جايدن ولكن لما عليها الاصغاء لها لما ان هذا الامر يفقدها صوابها كل ما عليها فعلة هو التوجه نحو المحطة ومنها الى جايدن وماذا بعد حسنا ان ال ارمونت لا يمانعون استضافتها ولكن .. ولكن ماذا ماذا جوزفين ارتمت على اقرب مقعدا لها ان تصرفها هذا رغم انه يسعدها ولكن لا لن تذهب لم يبقى الكثير اجل اجل لا داعي لأي تصرف قد يعود عليها بالضرر ولكن ذلك الثيودور لما يرفض حسنا ستجبره على الموافقة سيوافق شاء ام ابى تحركت نحو الباب الرئيسي لتغادر نحو الاسطبلات 
- جوناثان الى اين توجه سيدك 
- المخازن انستي 
- اعد العربة لاصطحابي الى هناك 
ترجت من العربة ما ان وتوقفت متجها نحو باب المخزن المفتوح لتدخله بتمهل وهي تجول بنظرها بأرجاء المكان لتثبت على ظهر ثيودور الذي وقف يحدث شابان وهو يراجع السجل الذي بيده فتوجهت نحوه لتقف بجواره ليتوقف عن متابعة حديثه وهو ينظر نحوها بثبات مخفي مفاجئته لتلاقي نظراته بإصرار فاغلق الدفتر الذي يحمله ونظر نحو الشبان الذين بدا الفضول عليهما قائلا 
- لتبدئوا بنقل الان 
- اي شيء اخر 
- لا ( اجاب الشاب وهما يبتعدا ليسرع بالعودة نحوها وهو يقول بصوت منخفض ) ما الذي تفعلينه هنا بالتحديد 
عقدت يديها معا قائلة بإصرار 
- لن اغادر الا اذا وافقت على اصطحابي معك 
- لا تبالغي حقا هنا مكان عمل وليس لدي الوقت لتصرفاتك الطفولية هذه
- تصرفاتي الطفولية ( قالت مستنكرة ومستمرة ) انظر انا منذ وقت أحاول الابتعاد عن طريقك 
- لاحظت ذلك فهل تستمرين بفعل هذا الان 
- لا لن افعل فقد كانت عمتي فيرا واضحة بقولها ان وافقت على اصطحابي الى جايدن هي لن تمانع 
- لا شان لي بك جوزفين لما لا تصغين اردت الذهاب لا امانع وانت تعلمين هذا جيدا ولكن ليس بصحبتي فلترافقي غيري 
- اه انت الان تتنصل من وعدك لي بمساعدتي انت حتى لم تقدم لي المساعدة وها قد مر على وجودي هنا سبعة اشهر اتدرك هذا 
- اجل ادرك هذا جيدا 
- اذا 
- اذا ماذا 
- الن تساعدني 
- بالذهاب الى جايدن وهل جننت حتى اقبل بهذا لا شان لي ( همت بإجابته فحرك يده لها مشيرا بها ان لا تفعل وهو يهم بالتحرك من امامها مستمرا بإصرار ومنهي الحديث بينهما ) هنا مكان عمل ولن اناقشك بهذا الامر هنا .. هيا غادري 
- وان لم افعل وانا في الحقيقة لن افعل ولن اغادر قبل ان احصل على موافقتك 
ضاقت عينيه بها واشتدت شفتيه قبل ان يقول 
- لتفعلي ما تريدين وانا لن اصغي 
وتحرك مبتعدا ليختفي من امامها لتعقص شفتيها بغيظ ماذا الان تبا تبا تمتمت وهي تهم بلحاقه ولكن ظهور بعض العمال امامها جعلها تتوقف وتتراجع وتتحرك مغادرة المخازن بغيظ لن تستسلم ايعتقد انه يستطيع ثنيها عن الذهاب لا لن يستطيع وستذهب رغما عنه .
- تحتاج شيئا اخر سيدي 
- لا .. هل .. نام الجميع 
اضاف وهو يدعي انشغاله بالأوراق التي امامه بعد ان وضعت صوفي كوب الشاي الذي طلبه فقالت 
- اجل 
- انتِ واثقة 
- بالتأكيد سيدي .. تحتاج شيئا اخرى 
- لا غادري 
اجابها وهو يرفع كوبه ليرشف منه ليعود الى أوراقه دون تركيز لا يصدق انها استسلمت ليس هذا من طبعها اعتقد انها لن تدعه وشانه حتى تحصل على موافقته ترك ما بيده واستند الى الخلف بجلسته متأملا ما امامه بشرود انها منذ وقت تبتعد عن طريقة كما انها لا توجه له أي حديث الى عند الضرورة مما جعله يفعل بالمثل رغم فضوله نحو ما تفعله طوال الوقت هز راسه وعاد نحو أوراقه محاولا التركيز دون فائدة فاغلقها وتحرك مغادرا غرفة المكتب من الافضل ان يحصل على قسطا من الراحة فغدا سيغادر باكرا توقف على راس الادراج وهو يحدق بباب غرفتها لينهر نفسه ويهم بتوجه بالاتجاه المعاكس ليخطي خطوتين قبل ان يعود للاستدارة ببطء ويتوجه نحو غرفتها ويطرق الباب عاد ليكرر الطرق وامام الصمت التام الذي كان يلاقيه فتح الباب ودخل الى غرفتها محدقا بأرجائها بنظرة شامل ليعقد حاجبيه لرؤيتها فارغة وسريرها لم يمس بعد نظر نحو باب الحمام فوجده مفتوحا تراجع الى خارج غرفتها محدقا بالباب اخر الممر المؤدي الى السطح فوجده مغلقا الى اين ستذهب في هذا الوقت اغلق باب غرفتها والتفكير باديا عليه ليتوجه نحو غرفته انه يعلم انها ملحاحة وما كانت لتدعه وشانه ولكن اتنتظره بغرفته اتفعل هذا فتح باب غرفته محدقا بها ليجدها فارغة حسنا بدا الامر يقلقه اين تكون بهذا الوقت عاد لأغلق باب غرفته وتوجه نحو اخر الممر ليفتح الباب ويصعد نحو الاعلى ليتوقف قرب باب السطح دون الدخول منه وهو يراها تقف بجوار السور تحيط جسدها بيديها وهي تحدق بالسماء وقد تناثر شعرها بهدوء كلما لامسته الرياح هم بالتراجع بخطواته ليتوقف وهو يراها ترفع يدها لتمسح تحت عينيها ليتأملها بصمت وهي تعود لتكرار هذا مرارا ودموعها التي تنساب بصمت تأبى ان تتوقف 
- ارى انك استوليتِ على مكاني المفضل ( انتفضت عند سماعها لصوته فاسرعت برفع ويديها معا لتمسح وجهها هي تتعمد النظر بعيدا عنه بينما استمر ) كلما احتجت للانفراد بنفسي احضر الى هنا والان اجدك هنا لم يعد المكان مناسبا للاختلاء بالنفس
تمالكت نفسها لتنظر اليه وهي تشعر به يتخطى عنها ليقف محدقا بما امامه لتتأمل ظهره قائلة
- انتَ تعلم اني لن استطيع النوم هذه الليلة .. متى حضرت 
- لما اكنتي تبحثين عني 
- اجل ولم اجدك 
- مضى على عودتي بعض الوقت لما تبحثين عني 
تأملت ظهره بغيظ غيظ عميق انه يعلم جيدا لما ، عادت دموعها لتملأ مقلتيها وتشوشت رؤيتها تبا انها تشعر بإحباط كبير ولا تستطيع السيطرة على نفسها ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول اخراج صوتها ثابتا 
- انتَ تعلم لماذا لذا توقف عن الادعاء فعمتي لن تدعني اقصد جايدن مهما حاولت وكانت واضحة بقولها ان وافقت انتَ على اصطحابي ستدعني افعل 
استدار نحوها محدقا بها بينما استمرت بصعوبة واصرار 
- لا تكن انانيا انا حتى لن ازعجك واعلمتك ان كل ما عليك فعله هو ايصالي حتى ال ارمونت واذهب الى اين تريد 
- لما ترغبين بالذهاب الى هناك بهذا الشكل الملح
نقلت عينيها بعينه قائلة بصوت هامس متألم 
- اشتقت لكل شيء هناك لقد ترعرعت هناك اشعر اني تركت نفسي هناك ( عادت دموعها لتلتمع داخل عينيها وهي تستمر ) اشتقت لمنزلي لأصدقائي الا تستطيع ادراك ما اتحدث عنه لقد اشتقت .. لوالدي .. لأمي ..( ضمت شفتيها التين اخذتا ترتجفان وهي تحاول التنفس جيدا مستمرة ) كل ما اردته هو زيارتهم ..اعلم ان زيارة قبورهم لن تعيدهم ولكنها تريحني انا احتاج لهذا هل ستمنعونني من هذا ايضا استجبروني على البقاء هنا كالسجينة انا اكاد افقد صوابي هنا ورغم ذلك احاول اقسم اني احاول لقد وعدتك باني سأحاول اليس كذلك وانا افعل الا ترى .. انا افعل كل ما استطيع ربما ليس ما تتوقعون ولكن هذه قدرتي اجل هذه هي انا احتاج للابتعاد قليلا لن يضرك الامر فانت ذاهبا الى هناك ان رافقتك .. ام لا ( اخذت الكلمات تخرج بصعوبة من حنجرتها ) يجب ان تصطحبني انت لا تدرك اهمية هذا 
- حسنا سأفعل 
- انا جادة انا احتاج الى هذ .. ماذا قلت 
- اني سأفعل .. سأصحبك معي اليس هذا ما تريدين 
بقيت عينيها ثابته عليه بشك وهي تعود للقول 
- ستصطحبني معك 
- اجل .. هلا هدئتِ الان و.. توقفت عن البكاء
- انتَ لا تقول هذا فقط لجعلي اتوقف عن البكاء اليس كذلك 
هز راسه بالنفي قائلا
- لا سأقوم بإيصالك عند ال ارمونت ولكن عليك وعدي بعدم التسبب باي مشاكل سأغيب اسبوعا واحد واعود لأجدك بانتظاري للمغادرة لا اريد حدوث اي مفاجئات بهذا الامر 
- مفاجئات ما الذي تعنيه بهذا هل تعتقد اني قد اختفي ولن تجدني 
- في الحقيقة انا لا اعلم ما الذي تفكرين به لا احد يعلم لذا عمتي لن ترسلك الا برفقتي لتحملني المسؤول عن اي تصرف سيصدر منك تدركين ما اقوله ان مجرد فكرة اصطحابك توترني لأني لا اعلم ما الذي ينتظرني 
- ان نقودي بحوزتها هنا اتعتقد اني سأتخلى عنها بعد كل ما تحملته حتى الان من اجلها 
تأملها للحظة قبل ان يعود للقول 
- اذا مازلنا عند اتفاقنا اننا سنجعلها تقتنع بانك اعتدتي المكوث هنا وبداتي بالتأقلم ( هزت راسها له بالإيجاب فأضاف ) اذا استمري بهذا واضمن لك انها ستكون سعيدة وذهابك وعودتك من جايدين سيزيد ثقتها بك وقد تسمح لك بتكرارها متى اردتي ان سار الامر على مايرام 
- ارجوا هذا ( تمتمت وهي ترفع يدها لتمسح خدها  فأضاف )
- لما تبكين الان 
- انا لا افعل انها تنزل من تلقاء نفسها .. ولا اعلم لما ترفض التوقف .. ( حاولت القول بثبات وهي حقا لا تعلم لما لا تستطيع التوقف عليها ان تكون سعيدة فستذهب الى جايدن ولكن كل ذلك الاحباط الذي كانت تشعر به انفجر بداخلها الان ونفسها ترفض اطاعتها تأملها ثيودور بينما عادت للمسح تحت عينيها وهي تتمتم ) لا اعلم لما لا استطيع التوقف لست هكذا .. ساتوقف حالا اجل انا اتصرف كالأطفال الان ولا اعلم لماذا .. لا بد واني ابدو سخيفة  ..
ظهرت ابتسامة خفيفة على طرف شفته وهو يقول
- لا تستطيعين البقاء عاقلة عليك نثر القليل من جنونك بين الفين والفين 
مسحت خديها جيدا قائلة 
- لا انا جادة لم .. اعتقد انك .. انك 
- اني .. ( حاول حثها على الاستمرار فعادت للقول بتلعثم وتفكير )
- انك .. ستوافق على اصطحابي .. لستُ مضطرتا للتفكير الان ان اختبئ في العربة حتى الصباح اليس كذلك 
- أأوكد لك بانك لست مضطرتا لذلك 
نقلت عينيها بعينيه وهي تقول 
- استطيع الثقة بك اليس كذلك لن تتخلى عني ثيودور استفعل 
- لا لست مضطرا للدعاء فلو لم ارد اصطحابك لأعلمتك بهذا دون تردد والان علي الذهاب للفراش لان غدا صباحا سنغادر باكرا فلتكوني مستعدتا في السادسة صباحا 
وتخطى عنها نحو الباب فتبعته وهي تقول 
- السادسة صباحا 
- اجل هل ارسل صوفي لإيقاظك ( استمر وهو ينزل الادراج فتبعته قائلة )
- لا اعتقد اني سأنام الليلة فانا بشوق ليوم غد ان سعادتي لا توصف الان .. اه .. ارجو المعذرة لم توقفت بشكل مفاجئ 
اسرعت بالقول وهي تتراجع عنه وقد اصطدمت به فحرك راسه نحوها قائلا
- لما تستمرين بالسير خلفي تماما .. كما ان اول مرة اعلم ان من تكون سعادتها لا توصف تكون بهذا الشكل .. الكارثي 
تمتم وعاد لمتابعة نزوله فعادت للإسراع خلفة قائلة 
- من الجيد ان رأيك لا يهمني .. كارثي من تصف بالكارثي 
 تمتمت بانزعاج وهي تتبعه بعدم رضا 
- عمتي مساء فالتنامي جيدا هذه الليلة ( قال وهو يفتح باب غرفته )
- سافعل 
 اجابته وهي تتحرك نحو غرفتها لتتوجه نحو المراة كارثي ماذا يعني بهذا اخذت تتأمل نفسها ان عينيها منتفختان قليلا بسبب بكائها وجهها محمرا بشكل خفيف لا باس بها ما الكارثي بهذا تمتمت بتذمر وتحركت لتعقد شعرها وتغسل وجهها علها تبدو افضل واسرعت لتندس في سريرها على صباح اليوم التالي يأتي سريعا ولكن عقلها لم يتوقف عن العمل فما الذي جعله يغير رايه ما كانت لتدعه وشأنه حتى انها فكرت بشكل جدي بان تندس بالعربة قبل صعوده بها ولكنه وافق هل اشفق عليها لرؤيتها بهذا الشكل لم تتعمد الحصول على عطفة ببكائها لقد تواجد في وقتا غير مناسب لقد كانت تشعر بضعف شديد ويأس وهو بدا مختلفا لقد جعل شعور القهر الذي كانت تشعر به يتلاشى بطريقة غريبة ما بين افكارها هذه غطت بنوم عميق لتفتح عينيها في صباح اليوم التالي محدقة بصوفي التي تتحرك بغرفتها لتسرع بالنهوض عن السرير وهي تقول بعدم تصديق
- لقد تأخرت اليس كذلك لقد ذهب بدوني 
نظرت صوفي التي تحمل ثوبها بين يديها اليها قائلة 
- ما بك انستي 
- كم الوقت لقد ذهب بدوني لقد فعل اليس كذلك 
قالت وهي تسرع بالتحرك عن سريرها بفوضى نحو النافذة فقالت صوفي 
- انها الخامسة انستي ولقد طلب مني السيد ان اعد حقيبتك واقوم بإيقاظك على الخامسة والنصف تنفست بارتياح ويدها تترك النافذة لتعود نحو سريرها لتجلس عليه وهي تقول 
- اعتقدتُ انه غادر دوني 
- لقد طلب مني السيد الحرص على ايقاظك باكرا 
تابعت صوفي التي تعد حقيبتها وهي تقول ذلك ولكن انها لا تثق به كفاية لذا اعتقدت انه تركها .
- ها انتِ هنا .. كنتُ ابحثُ عنكِ اعتقدت لوهله انكِ لم تعودي ترغبين بالذهاب 
بادرها ثيودور وهو يغادر المنزل متجها نحو العربة المتوقفة امام الباب وقد وقفت بقربها مراقبه جون وهو يثبت حقيبتها 
- ما كنت لأفعل ( اجابته برضا )
- كنتُ لأفاجئ ان فعلتي انستي .. من بعدك
أضاف وهو يشير لها لصعود الى العربة ففعلت ليجلس امامها قائلا والعربة تنطلق بهم نحو المحطة 
- لا تجعليني اندم على هذا ( اخفت ابتسامتها من قوله فهي الان في قمت سعادتها ان قلبها يرقص فرحا لمجرد توجهها الان الى جايدن انها حتى الان لا تصدق انها تفعل فضاقت عينيه بها مستمرا ) لا اشعر بالراحة جوزفين هل تخفين لي أي مفاجئات 
- لا 
- انتِ واثقة فلا احبذ التورط فعمتي لن تتركني وشأني 
- يمكنك الشعور بالراحة لن اترك ارثي هنا ثيودور لن افعل فاطمئن لقد مضى الكثير ولن يبقى الى القليل 
- هذا ما اعتمد عليه 
أضاف بشك وعينيه لا تفارقانها مما جعلها تبتسم له بسعادة لا تستطيع اخفائها مما جعله يتمتم وهي يسحب عينيه عنها نحو النافذة 
- يا لك من طفلة  
جلست بالقطار بجوار النافذة ليجلس بجوارها بينما صعد القليل الى القطار الشبه فارغ لينطلق بهم انها حتى هذه اللحظة غير مصدقه بانها تتجه الى جايدن يكاد قلبها يقفز من بين ضلوعها فرحا لمحت ثيودور الذي فتح الصحيفة ليقرأها لتعود نحو النافذة ليمر الوقت ببطء وقد بدأت عينيها الثقيلتين بالإغماض 
- الم تحصلي على النوم الكافي الليلة
عادت نحو ثيودور الذي قال ذلك لتراه مازال منشغلا في صحيفته قائلة وهي تجلس باسترخاء في مقعدها
- لم انم الليلة الماضية الا دقائق ( نظر اليها فاستمرت بتأكيد ) قلقت من ذهابك دون اصطحابي لذا فضلت عدم المغامرة بالنوم .. حتى لا يحدث هذا ( بقيت عينيه ثابته عليها بعد قولها هذا ثم عاد ببطء نحو صحيفته فاستمرت ومازالت تتابعه ) اكنت لتفعل هذا 
- اعلمتكِ اني سأصحبك ولو لم اريد فعل هذا لا علمتك باني لن افعل كم مرة علي تكرار هذا لك
بقيت عينيها المسترخيتين معلقتين بجانب وجهه بعد قوله هذا متاملتا اياه بشرود متنقلتا ببطء بين جبينه وانفه وشفتيه الى ذقنه لتعود نحو عينيه ليمر بعض الوقت قبل ان ينظر نحوها وهو يشعر بتأملها له ليجدها مغمضة العينين تغط بالنوم العميق فعاد نحو صحيفته دون تركيز ليعود نحوها وهو يشعر براسها يميل اكثر باتجاهه فتحرك بجلسته قليلا مبتعدا عنها وامام راسها الذي زاد باقترابه نحوه تمتم باسمها وهو يحرك يده نحو راسها ليعيده نحو مقعدها
- جوزفين .. استيقظي 
تململت محركة وجهها الى الجهة الاخرى متابعة نومها بعمق فتأملها وهو يعود للجلوس جيدا في مقعده ويعود ليفتح صحيفته متابعا القراءة بها قبل ان تتوقف مقلتيه عن التحرك وهو يشعر بها تعود نحوه وراسها يعود للميلان باتجاهه فحرك راسه نحوها مراقبا اياها ورأسها يلامس كتفه فعاد ببطء نحو صحيفته محاولا تجاهلها والتركيز بما يقرأ ليعود ويغلقها وهو يحدق بها متمتا بتذمر 
-  يا لك من مرافقه 
ووضع  الصحيفة جانبا ليعقد ذراعيه ويسترخي بجلسته هو الاخر
فتحت عينيها قليلا وببطء محدقة بتشوش بما امامها لترفع راسها قليلا الى اعلى محدقة بجانب وجه ثيودور الذي يحدق امامه بشرود .. ثيودور ! فتحت عينيها بسرعة وقد شعرت بنفسها استيقظت تماما لتنتفض مبتعدتا عنه بارتباك وتعود للجلوس جيدا في مقعدها وتبتلع ريقها بتوتر وهي تعود بنظرها نحوه لتجده مازال كما هو فقالت محاولة اخفاء حرجها 
- كان عليك إيقاظي ( ونظرت نحو النافذة محاولة ادراك اين هم مستمرة ) اين نحن كم مضى علي نائمة
- ساعتين ومازال امامنا ساعتين ونصف لنصل 
عادت نحوه ولكنه لم يغير من جلسته او حتى ينظر اليها فقالت 
- مازال امامنا ساعتان ونصف اعتقدت اننا كدنا نصل 
- لا تفكري بالعودة للنوم بهما فلا استطيع الادعاء اني وسادة من جديد 
ضمت شفتيها مخفية ابتسامة كادت تطل منهما لجديته ونظرت نحو النافذة قائلة بصوت جاد مخفية حرجها
- بالتأكيد لن تفعل واعتذر لـ ... ستعمالك كوسادة لم اكن في كامل وعيي .. كنت منهكة تماما لذا لم اعي ما حصل ولم اتعمد حصول هذا .. اقتربنا من المحطة .. سنتوقف كثيرا 
- نصف ساعة 
- هذا ممل 
- انتِ في عجلة من امرك 
- اجل فانا بشوق للعودة لجايدن اتصدق هذا لا اعلم اشعر ان دهرا قد مر
- كيف ستمضين الوقت 
- بتنقل لرؤية أصدقائي وجيراني وزيارة قبر والداي واستعادة الذكريات اه .. انا متحمسة جدا للأمر 
- أرى ذلك 
- هل ستقضي الوقت بجايدن انت أيضا 
- لا سأغادرها بعد يومين لأنهي بعض العمل في براغ واعود لاصطحابك
هزت راسها برضا وفتحت حقيبتها لتتناول منها كتابا لتفتحه وهي تقول 
- استعرته من مكتبتك ارجوا ان لا تمانع 
- وهل لدي خيار 
- لا ( اجابته باسمه وتركيزها بالكتاب فقال )
- هذا ما اعتقدته 
تمتم وهو يعود لفتح صحيفته لينشغل بها من جديد .
اخذت عينها تتأملا ما خارج النافذة بسعادة وحماس وقد استقلوا العربة التي اخذت تسير بهم بالطرقات المؤدية الى منزل ال ارمونت دون ان تتوقف عن التحدث عن الأماكن التي يمرون بها بحماس ليراقبها بصمت فأضافت وهي تحدق به والعربة على وشك التوقف امام منزل ال ارمونت 
- ستغيب أسبوعا واحدا فقط 
- اجل
- لا امانع ان اطلت الامر 
- اعلم انك لن تمانعي ولكن لا تتصرفي أي تصرف متهور ولتكوني مستعدة بعد أسبوع للمغادرة 
- حسنا ( اجابته وهي تدعي التجهم دون ان تستطع اخفاء ابتسامتها الواسعة والعربة تتوقف فأضاف )
- ها قد وصلنا .. اعتني بنفسك .. ولترسلي تحياتي لهم 
- سأفعل .. وداعا 
اجابته وهي تتحرك مغادرة العربة بسعادة ليراقبها من النافذة ولا يعلم لما لا يشعر بالراحة لهذا فتنفس بعمق متاملا اياها وهي تدخل الى المنزل بعد ان فتحت لها الخادمة الباب ليطلب من السائس السير مبتعدا وعينيه لا تفارقان منزل ال رمونت .
- وصلت هذه للآنسة جوزفين 
قالت خادمة لورين وهي تتقدم نحوهما حاملة ظرفا لتتناوله منها بحيرة وقد جلست برفقة لورين يحتسين الشاي على الشرفة لتفتحه بروية (( لم انهي العمل الذي جئت من اجله لذا سأؤجل العودة الى ماكسويل اسبوعا اخر . ثيودور دو ماردونز ))
اخذت عينيها تتأمل الكلمات القليلة التي احتوتها الرسالة والتي كتبت بخط اليد شاردة بها 
- أهي اخبار سيئة اهي من ماكسويل ( تسألت لورين فنظرت اليها وابتسامتها تتوسع قائلة بحماس )
- بل من ثيودور وسأبقى اسبوعا اخر هنا لن اغادر بعد غدا 
- انتِ جادة 
- اجل 
- هذا خبرا مفرح سأجعل ايفنت يأخذنا مساء لدار الاوبرا 
- يناسبني هذا 
- انسه لورين السيدة الكبيرة تريد رؤيتك 
اطلت الخادمة قائلة فهمت لورين بالتحرك لتبادرها 
- اين اجد الصناديق التي تركتها هنا عند بيع منزلي 
- انها في العليا .. روز ارى جوزفين اين هي 
غادرة لورين بينما رافقت جوزفين الخادمة لتصعد خلفها الى اعلى محدقة بالصناديق المألوفة لها لتحرك راسها شاكرة والخادمة تغادر لتجول بنظرها بينهم ليتوقف نظرها على الصندوق الذي تريده فاقتربت منه لتفتحه محدقة بداخله قبل ان تتناول منه صندوقا اصغر لتجلس على الارض وهي تفتحه فهو يخص والدها وكان يحتفظ به ببعض الاوراق الهامة اخذت تتناولها واحدتا تلو الاخرى تأملت الورقة التي بيدها والتي تخص شرائهم لمنزلهم في جايدن لتضعها جانبا فوق الاخريات وتتناول اخر ورقة بالصندوق لتفتحها وتتوقف مقلتيها عن الحراك ها هي انها موجودتا حقا لم يكن يدعي اذا الدو شادون بان هناك صكين فهو موجودا فعلا ولقد احتفظ به والدها عادت لطي الورقة ببطء وشرود قبل ان تعيد باقي الأوراق الى الصندوق وتغادر نحو غرفتها لتحتفظ بالورقة بحقيبة يدها .
- ان المقال الذي نشرته اثمر ارأيتِ السيدة ارنور البارحة وهي تتساءل بفضول حول المعمل 
قالت لورين وهي تعود لقراءة المقال الذي قامت جوزفين بنشره في الصحيفة التي كان يعمل بها والدها 
- عليها رؤية ما يعدونه انهن ماهرات حقا وعملهن في غاية الاتقان ارجوا ان يعمل المقال على جذب المزيد من الزبائن لهم كان من لطف السيد امناويل الموافقة على طلبي بنشر تلك المقال 
- كان صديقا مقربا لوالدك وما كان ليرفض هذا 
- اجل بدا التأثر عليه عند رؤيتي 
- انستي هناك سيد في الاسفل يرغب برؤية الانسة جوزفين 
حدقت جوزفين بخادمة لورين التي اطلت قائلة ذلك بينما تساءلت لورين 
- هل عرف عن نفسه 
- اعتقد انه ثيودور فقد انا له العودة 
اجابتها جوزفين قبل ان تفعل الخادمة فقالت لورين
- سننزل بعد قليل هل والدي في الاسفل 
- لا غادر هو والسيدة منذ بعض الوقت السيد ايفنت استقبله
- هذا جيد .. ( اجابت الخادمة وهي تغادر لتعود نحو جوزفين  التي شردت  قائلة ) اعليكِ مرافقته لما لا تبقين لبعض الوقت وسنقوم بإيصالك الى ماكسويل بأنفسنا 
ابتسمت للورين وتحركت عن مقعدها وهي تقول
- لم تملي مني بعد ( تبعتها لورين وهي تقول باعتراض )
- انت تمزحين بالتأكيد  
اقتربت من باب غرفة الجلوس لتدخلها ملقية 
التحية على ايفنت وثيودور الذي وقف عند دخولها فحيته وهي تخفي توترها لرؤيته وكذلك فعلت لورين التي دخلت خلفها فبادرته جوزفين وهي تجلس بالمقعد المجاور له
- متى عدت الى جايدن 
- لتو ( اجابها وعينيه تلتقيان بعينيها مستمرا ) 
وعلينا المغادرة بعد ساعة من الان بالقطار المتوجه نحو ماكسويل ارجوا ان اقامتك هنا كانت موفقة 
حركت راسها برضا بينما اسرعت لورين بالقول 
- لما لا تبقين اكثر فالقد مضى الوقت سريعا
- هذا ما كنت احدثه به لتو ( قال ايفنت واستمر ) سنقوم بإيصالك بأنفسنا .. ان كنتَ لا تمانع بالتأكيد 
أضاف للثيودور الذي اجابه 
- يسرني زيارتكم لماكسويل ولكني لا استطيع ترك جوزفين والعودة دونها ( وعاد نحوها مستمرا ) ارجوا انكِ لا تمانعين هذا 
- لا باس ساعد حقيبتي ( ونظرت نحو ايفنت مستمرة ) قد اجد عمتي فيرا هنا خلال ساعات في حال لم ارافقه 
- ستعودين اذا اريد الحصول على وعدا بهذا 
اجابها ايفنت باهتمام فهزت راسها له بالإيجاب ونظرت نحو لورين قائلة
- سأصعد لإعداد الحقيبة اترافقيني 
- بالتأكيد .. اعذرونا
- حسنا 
- حسنا ( كررت خلف لورين وهي تعد حقيبتها وقد جلست لورين على السرير تراقبها بفضول )
- لقد حدثتني عن الكثيرين بماكسويل ولكنكِ لم تحدثيني شيئا يذكر عن السيد الانيق ام اقول الوسيم بالأسفل 
- وهل على ان افعل 
- تبدين مرتاحتا لرؤيته و .. سعيدة و .. هذا عكس ما توقعت (نظرت نحوها بحيرة فاستمرت ) اعني توقعت ان تمتعضي لحضوره لاصطحابك 
- اني امتعض من بقائي بماكسويل بهذه الطريقة اما هو فـ .. اجل لم يرغب بوجودي هناك وهذا امرا مشترك واستطيع تفهم وجهت نظره وسبب تفكيره هذا ولكن في النهاية هو من الاشخاص .. 
- الاشخاص 
كررت خلفها لتوقفها عن المتابعة فرفعت كتفيها مستمرة 
- لا اعلم ولكن بشكل ما انا اثق به .. اثق بانه رجلا يتحمل مسؤولية افراد عائلته ويضع مشاعره الشخصية جانبا كما اني .. معجبتا به بشكل ما 
- اه حقا 
- لا يذهب عقلك للبعيد ( اسرعت بمقاطعتها مستمرة ) احيانا لا استطيع محادثته من غيضي منه واحيانا اخرى اجد نفسي اسعى لمجالسته لا يتعدا الامر هذا 
- انتِ وثقه 
- اجل لا يتعدا الامر هذا فالقد تعرض للكثير من الضغط بسبب عودتي الى ماكسويل من قبل افراد العائلة وحتى انهم هددوه بأبعاده عن إدارة امورها ولكنه لم يتخلى عن ضمي للأسرة امامهم رغم عدم رغبته الواضحة لي بهذا ولم يسمح لاحد منهم بالإساءة لي انه يدرك انه عام واحد سأقضيه هناك لذا فضل تحمل ما يجري بصمت .. هذا ما اعتقده على الأقل 
- ولكن مازلتِ ستعودين الى هنا اليس كذلك لن تقومي بتغير رايك والبقاء هناك 
- بالتأكيد لن افعل هذا وسأعود الى هنا .. قبل عودتي سأرسل لك لتجدي لي منزلا مناسبا ان حصلت على مالي سأستطيع شراء واحدا جديد وارغب ان يكون قريبا من هنا فالقد ترعرعت هنا ولا ارغب بالابتعاد 
- تعلمين انه مرحبا بك بمنزلنا دائما وان لم تجدي منزلا فسـ
- اعلم هذا فوالديكِ رائعان ولكن علي الشعور بالاستقرار ولن يحدث هذا ان لم احصل على منزل لي كما اني سأرسل خلف ماتيلدا لتلاقيني هنا لنجتمع من جديد اعلمتني ان ابنة شقيقها قد ترافقها لمساعدتها فلم امانع وان راقت لي سأدعها تمكث معنا .
- اذا كيف كانت زيارتك 
تساءل ثيودور وقد جلست بجواره بالقطار الذي انطلق بهم منذ بعض الوقت ومازالت تلتزم الهدوء منذ مغادرتهم منزل ال ارمونت مما زاد فضوله 
- كنت سعيدتا بها ( تأمل وجهها بعد قولها هذا قبل ان يقول )
- لا تبدو السعادة على وجهك 
ابتعلت غصة علقت في حلقها وثبتت نظرها امامها قائلة 
- ليس من السهل على العودة الى ماكسويل ( ونظرت اليه لتلاقي عينيه فقال باهتمام )
- انتِ تعيستا اذا لعودتنا .. ليس عليك القلق فسريعا ستعودين الى هنا ولا اعتقد ان عمتي ستمانع حضورك من جديد الى ماكسويل بعد ان اعلمها ان الامور سارت كما تريد هي ..كما ان الوقت سيمر دون ان تدري كيف مر
- هذا ما ارجوه ( تمتمت وهي تتعمد سحب نظرها عنه والتحديق بالنافذة وقد اخذت قطرات المطر بتزايد لتتأملها قبل ان تحرك يدها لتغلق ازرار معطفها وقد شعرت بالبرودة تنسل الى جسدها دون ان يفوتها تأمل ثيودور لها فقالت لتكسر الصمت بينهما ) هل وفقت بما جئت من اجله 
- اجل .. وانتِ
- فعلت ( وابتسمت ونظرت اليه مستمرة ) كان امر العودة رائعا فالقد التقيت صديقاتي جميعهن وقد اجتمعن لرؤيتي وزرت قبر والداي وتنقلت كما اريد بجايدن كما ان لورين وايفنت لم يدعا مسرحا وحديقة الا وقد رافقاني اليها ( واستمرت بمتابعة التحدث بحماس عما فعلته بينما اصغى لها باهتمام لتتوقف أخيرا قائلة بابتسامة يخفق قلبه لها كلما رأها على شفتيها ) كانت زيارتا مميزة لن انسى لك هذا فلم تكن عمتي لتسمح لي بالحضور لو لم توافق على اصطحابي 
- اشعر بالرضا الان فانتِ مدينتا لي ( اجابها وعينيه تلتمعان بوميض جعلها تبتلع ريقها ببطء لتسرع بالقول وهي تحاول إخفاء اضطرابها 
- لا لست كذلك فلم تجعل امر مرافقتي لك سهلا 
جلس مسترخيا في مقعده محدقا امامه برضا وهو يقول 
- في الحقيقة .. كنت قلقا ولكني الان اشعر بالراحة فلم اتعرض لأي مفاجئات 
اخفت ابتسامتها ونظرت بدورها نحو النافذة منشغلة بتأمل ما يمرون به قبل ان تعود نحوه تهم بالتحدث لتجده مغمض العينين وقد عقد ذراعيه فأخذت تتأمل وجهه ببطء وأنفاسه المنتظمة لتبتلع ريقها وتنظر امامها وهي تنهر نفسها عليها التوقف عن هذا ولكن ما بليد حيلة انه يجذبها بشكل غريب ان قلبها يرغب بمغادرة صدرها لمجرد رؤيته تعقلي تعقلي هلا فعلتي انه ثيودور دو ماردونز هل جننتي اجل فعلت همست لنفسها وهي تعود نحوه فبالأسبوعين الماضيان كان اكثر من احتل تفكيرها واكثر من افتقدت انها مندهشة من نفسها اجل جوزفين لقد ادهشتِ نفسك حقا بتفكيرك بهذه الطريقة ولكن ولكن ولكن ماذا رباه تمتمت بصمت وهي ترخي راسها على ظهر مقعدها وعينيها لا تفارقان وجهه لقد افتقدته حقا ان شعورا بسعادة غريبة يتملكها لرؤيته لقد فقدت صوابك جوزفين اجل فعلتي بالتاكيد ولكن ذلك الشعور الذي يملاء كيانها الان لا تريد ان يغادرها تنهدت بعمق واسترخت اكثر بجلستها ليمر الوقت ببطء وتغط بدورها في النوم دون ان تدرك لتفتح عينيها بعض مضي بعض الوقت ببطئ محدقة بثيودور الذي انشغل بقراءة احد الكتب وقد تخلص من معطفه لتهم بالجلوس جيدا لتتوقف وهي تحدق بمعطفه الذي وضع عليها لتجلس جيدا وهي تقول 
- هل اطلت بالنوم 
- اجل فعلتي ولكن لا باس علمت من قبل انك مرافقة سيئة 
اجابها وتركيزه لا يبتعد عن الكتاب بين يديه فأبعدت معطفه عنها بروية لتضعه بجواره وهي تقول بكسل 
- هذا جيد اذا فنحن متفاهمان اننا لانصلح للسفر سويا .. اه لقد اطلت حقا 
اسرعت بالإضافة وعينيها تتعلقان بالنافذة لترى اين وصلوا قبل ان تعود اليه وتراه انه مازال منشغل بكتابه ففعلت بالمثل ليمضي ما بقي من وقت ببطء شديد بالنسبة اليها خاصة مع الرجل الجالس بجورها والمنشغل بما بين يديه دون محاولته محادثتها لتتنفس الصعداء عند توقف العربة امام المنزل أخيرا لتقول 
- ثيودور ( توقف ونظر اليها وقد هم بفتح باب العربة فسحبت الصك من حقيبة يدها مقدمتا اياه له وهي تضيف ) اشكرك لصطحابي لجايدن 
تناول منها الصك بحيرة وهو يقول 
- ما هذا 
راقبته وهو يفتح الورقة لتبدوا المفاجئة على ملامحه فور رؤيته ما يحويه لتقول
- وجدته في حاجيات ابي ( رفع نظرة ببطء عن الصك اليها فاستمرت ) لم اعلم بوجودها من قبل ولكني اخذت ابحث في حاجيات ابي التي تركتها في منزل لورين حتى اجد منزلا جديدا لي فوجدته بينها
- لقد قمت بإتلاف الصك الاخر منذ زمن ولم اعلم بوجود هذا 
حركت كتفيها الى اعلا برقة قائلة 
- لا اعتقد اني سأكون بحاجته لذا احضرته .. واشكرك من جديد لصطحابك لي الى جايدن 
وتحركت من مكانها لتفتح الباب مغادرة امام ثبات عينيه عليها قبل ان يعود الى الصك الذي بين يديه ومازالت دهشته كبيرة فلم يأتي احد على ذكر وجود نسخة بيد عمه فرانسوا , بدت السعادة على عمتها فيرا واندريا بينما اكتفت برجيت وثلما بتأملها بصمت دون أي حماسة تذكر عندا وصولهم بينما بدا الشرود على ثيودور الذي اخذا يتابعها طوال الوقت بتفكير لتعود الأيام لتمضي ولكن هذه المرة وهي تشعر بحماس فعليها انهاء الكثير قبل ان يقترب موعد مغادرتها لذا لم تعد بالمطالبة بالعودة لزيارت جايدن فهناك امورا كثير عليها انهائها قبل ان تفعل هذا .
توقفت عيني ثيودور على عمتيه وهما تتهامسان ونظرهما لا يفارق جوزفين ليتوقف نظره بدوره عليها متأملا اياها وهي تقف برفقة روبرت تصغي له بكل تركيز وابتسامة جميلا تنير وجهها الهادئ وعينيها المستمتعتان ليعقد حاجبيه بتجهم ان سعادة عمتيه الان لا توصف منذ عودتها من ماكسويل واعطائه ذلك الصك وهي مختلفة تماما باستثناء تعمدها الابتعاد عن طريقه باستمرار كانت تفعل هذا من قبل ولكن لما يشعر بانها مختلفة هذه المرة عادت عينيه لتتفحصاها ببطء واهتمام انه يرغب بالاقتراب منها ومراقصتها انها تثير اهتمامه بشكل كبير عليه تجاهل هذا ولكن امام ابتسامتها الواسعة ومرحها وهي تتحدث مع روبرت عاد لتحرك نحوها لتثبت عينيها عليه وقد وقف امامها مقدما يده لها ليدعوها للرقص لا تعلم لما شعرت بالذعر فلا تريد مراقصته وترغب بشدة بهذا ان هذا الشعور المتناقض الذي ينتابها يكاد يفقدها صوابها بدى التساؤل في عينيه فابتلعت ريقها ووضعت يدها بيده ليهز راسه لها ويتحرك نحو الراقصين ليقودها بمهارة ليتمتم وهو يلاحظ ثبات نظرها على كتفه
- ماذا هناك ( تعلقت عينيها بعينيه لتمر لحظة صمت قبل ان تقول )
- لا شيء 
- الا اعرفك 
- لما دعوتني للرقص لم .. تكن مضطرا 
- هل ازعجك ذلك 
- اجل .. لا .. اعني لم افكر بالأمر .. لم افعل 
اضافت امام ابتسامته لتلعثمها فهمس بخبث وهو مستمتعا بحرجها
- وجدت عمتاي في قمت سعادتهما لمرافقتك روبرت فرغبت ان ازعجهما قليلا ( نقلت عينيها بعمق عينيه القريبتين منها فاستمر ) انهما لا تتوقفان عن حشر انفسهما بأمور الغير ام ان روبرت بدا يروق لك حقا 
- بل عملت بنصيحتك بان روبرت واحد يكفيني 
- فتاة ذكيه اذا 
ابتسمت وهي تسحب نظرها منه لتثبته على ذقنه وشعورها بقربه يوترها وامام الصمت الذي طال بينهما بينما لم تفارقها عينيه عادت للقول وهي تعود لنظر اليه 
- كيف هي ارينا ليست هنا اليس كذلك 
- لا .. انها بالعاصمة برفقة والديها .. ماذا عن عملك بالمعمل سمعت انك تريدين جمع السيدات وتقديم عرضا لهم 
- اجل هذا سيعمل على تشجيعهم على الشراء وهو نوعا من الدعاية لعملنا
- هذا جيد 
- اجل .. انه كذلك 
- الاحظ ان حياة ماكسويل بدأت تروق لك
- افعل ما علي فعلة لتمضية الوقت ومساعدت السيدات في المعمل .. ليس الا  
- يسرني انك تفعلين فكما تعلمين بذلت عمتي جهدا كبير لتقنعكي لفعل هذا 
- اجل لقد فعلت 
اجابته باقتضاب مع توقف الموسيقى لتتنفس الصعداء وهي ترافقه الى خارج ساحة الرقص قائلة 
- سأرى عمتي 
وتحركت متجها نحو فيرا التي تحدق بها بتفكير وتجهم قبل ان تنظر نحو ثيودور انه لن يتوانا عن افساد ما تريده انها واثقة من تعمده دعوت جوزفين للرقص لإبعادها عن روبرت ما الذي عليها فعله معه كيف تقنعه رغم انه لا يبدوا مكترثا ولكنها تعلم جيدا انه لن يستسلم وامر بقاء جوزفين هنا مرفوض تماما بالنسبة له عادت لتتأمله وقد عادوا بأدراجهم الى البيت بعد قضاء امسية لطيفة وقد تعمدت جعل جوزفين ترافقها لعلمها بوجود روبرت هناك لو تعلم فقط ماذا يدور في خلده , نظر نحو عمته متسائلا وهو يرى تأملها له فحركت عينيها عنه نحو النافذة بعدم رضا مما جعله ينظر نحو جوزفين متسائلا فرفعت كتفيها له بعدم علمها بينما قالت ثلما المتواجدة معهم في نفس العربة
- اشعر بالتعب سأذهب لنوم فور وصولنا 
- وانا كذلك ( تمتمت فيرا فقال ثيودور وهو ينظر الى جوزفين )
- ارغب بشرب كوبا من الشاي ولم يبقى سواكي لمرافقتي اذا 
عادت فيرا براسها نحوه ممعنة النظر به بينما قالت جوزفين 
- عليكَ ان تعذرني فلن اطيل السهر علي الاستيقاظ باكرا غدا 
- لما 
- سنبدأ الاعداد للعرض والعمل في المعمل على  قدما وساق 
رغم استمرار الحديث بينهما الى ان فيرا بقيت تراقب ثيودور بتفكير عميق لذا ما ان دخل الى مكتبه بينما صعد ثلما وجوزفين نحو غرفهم حتى تبعته قائلة 
- دع جوزفين وشانها 
- ارجوا المعذرة 
قال بحيرة وهو ينظر الها فاغلقت باب خلفها قائلة 
- لا تعتقد اني لا اعلم ما تفكر به لذا لا تحاول ابعاد روبرت عنها 
- اتعتقدين انها تهتم حقا به 
- اجل لذا لا تتدخل بينهما ولا داعي لتدعوها لرقص مرتا اخرى بوجوده 
عقد يديه واستند على المكتب خلفه قائلا بتفكير 
- اتصدقين حقا انها ستبقى بماكسويل بهذه الطريقة 
- اجل ان اغرمت به ستفعل 
- حظا موفقا اذا 
اجابها بإبتسامة لم تصل عينيه فالقد ازعجته مجرد فكرت حدوث هذا حقا 
- لا تدعني اكرر هذا لا تحاول دفعها للمغادرة 
- لكنها ستفعل في النهاية 
- ليكون خيارها فان غادرت برغبتها وبرضانا ستعود الى هنا ولن تنسى ان لها عائلة هنا تدعمها وقت الحاجة ولكن ارجوا ان تنجح امورها وروبرت حينها ساكون في غاية الراحة .. وانت قف جانبا ودعهمها وشانهما
قالت بتاكيد قبل ان تتحرك مغادرة ليراقبها بتجهم .
نظرت كما فعلت فيرا في صباح اليوم التالي وقد جلستا حول مائدة الطعام تتحدثان بانتظار تجمع باقي افراد الاسرة نحو اندريا التي مرت بحماس من امامهم متجها نحو الباب الرئيسي وهي تهتف 
- لا اكاد اصدق عيني ماذا تفعل هنا لما لم تعلمنا بقدومك
- ساعديني على النهوض
قالت فيرا لها فامسكت يدها لتخرجا من غرفة الطعام بفضول باقتراب برجيت وثلما وخلفهما ثيودور الذي ينزل الادراج محدقا بما يجري امامه بينما تاملت اندريا التي احتضنت الزائر وقد بدا السرور على عمتيها وبرجيت تقوم باحتضانه بسرور ايضا ليُلقي التحية عليهما وهو يقترب منها محتضنا اياهم امام عبارات الفرح التي استقبل بها بينما اخذ الفضول منها وهي تراقب ما يجري ليتخطاها ثيودور 
قائلا 
- لما انتَ هنا .. الاجازة لم تبدأ بعد 
- ما هذا الاستقبال الرديء انهما يومان فقط لقد اشتقت لكم جدا
اضاف باسما قبل ان تتوقف أنظاره على جوزفين ليقول وهو يتحرك نحوها 
- لابد وانك جوزفين ( حركت راسها بالإيجاب وقد بدت الحيرة عليها فأضاف ) اتراسل واندريا وقد اعلمتني بشأنك سرني رؤيتك 
- و .. انا ايضا ( قالت ببطء وتفكير )
- حقا ماذا تفعل هنا ( عاد ثيودور للقول وهو يمعن به بتفكير مضيفا ) اهناك ما علي معرفته .. اتم فصلك من الجامعة فلم ينتهي العام الدراسي بعد 
ضحك بيرت بمرح مما ذكرها بفردريك وهو يقول 
- لا شيء من هذا فقد شوقي لماكسويل اعادني 
جلس ثيودور على الاريكة محدقا به بعدم اقتناع بينما سحبته اندريا وهي تقول 
- وصلت في الموعد المحدد للافطار هيا لنتناوله 
تبعهم الجميع لداخل غرفة الطعام كذلك فعلت جوزفين وهي تنظر الى ثيودور الذي يتابعهم بتفكير فقالت 
- الن تتناول افطارك 
تحرك عن المقعد ليتبعها الى الداخل دون ان يفارق التجهم وجهه بينما انهال البقية على بيرت بالاسئلة لتتامله بفضول فهو لا يشبه ثيودور بل اقرب الى اندريا كان يجيبهم بحماس وسعادة فاخذت تتناول طعامها بصمت مراقبة الوجوه السعيدة باستثناء ثيودور الذي انشغل بتناول طعامه دون مشاركتهم الحديث لتغادر نحو المعمل بمفردها بعد اعلام فيرا لها بانها ترغب بالبقاء برفقة بيرت لتنشغل بالمعمل وتعود مساء لتتعلق عينيها بغرفة المكتبة وقد تناها لها صوت ثيودور وبيرت لا يبدو انهما على وفاق تابعت نحو الادراج لتلتزم غرفتها وقد كان نهارها حافلا .
عقدت حاجبيها في صباح اليوم التالي وهي تنضم لهم في الاسفل وقد اخذت الخادمات يعدن مائدة الافطار عند سماعها لصوت ثيودور الغاضب وبيرت الصادر من غرفة المكتب لتنظر الى عمتها فيرا متسائلة فقالت بتذمر 
- انهما هكذا منذ الامس 
- ان ثيودور يبالغ ( قالت اندريا فقاطعتها ثلما )
- بل يفعل الصواب فبيرت ليس جاهزا بعد انه في السنه الاخيرة لينهي دراسته اولا ثم يفعل ما يريد 
- لا ارى ما يمنع ارتباطه بمن يريد الى حينها 
قالت برجيت قبل ان يتوقفوا جميعا عن الحديث ويحل الهدوء في المكان لانفتاح باب المكتبة ليخرج منه بيرت غاضبا ليقترب منهم ويرتمي على المقعد قائلا 
- انه لن يتغير لا يتوقف عن تخطيط حياتي ويعتقد اني سأفعل ما يريد انها حياتي انا ولا يحق لاحد التدخل بها لا احد حتى هو 
- انه يسعى لما هو لصالحك ( قالت فيرا )
- بل لما يرضيهُ هو وليس انا 
- ستشكرني فيما بعد لأني فعلت هذا 
قاطعة ثيودور الذي خرج بدوره من غرفة المكتب فقال بيرت بعصبية وهو يقف محدجا اياه بنظرة 
- سأذهب لتجول خارجا 
- انتظر فانت لم تتناول طعام الافطار بعد
- فقدت شهيتي عمتي 
اجاب ثلما التي قالت ذلك ليتوجه نحو الباب مغادرا فقالت اندريا موجها حديثها لثيودور
- ربما عليك الاصغاء له ففي النهاية هي حياته 
- انه لا يعرف مصلحته واكبر دليل على طيشه هو حضوره بهذا الشكل الى هنا 
- انه ناضج كفاية ليتخذ قراراته الا تعتقد هذا ( قالت ثلما )
- لا تفعلي هذا عمتي لا تقفي معه بهذا الامر فمن الجنون ان يتصرف بهذا الشكل المتهور 
- انه مغرم ( قالت اندريا معترضة فأجابها بجمود والغضب لا يفارق ملامحة )
- سيتخطى الامر واحذر أيا منكم بتشجيعه على هذا الامر سأعمل على حجز تذكرت للقطار ليغادر غدا فلا فائدة من وجوده هنا واهمال دراسته بهذا الشكل انه حتى لا يتحمل مسؤولية تصرفاته هذا استهتارا منه 
قال وتحرك نحو الباب فالسرعة برجيت بالقول 
- الن تتناول افطارك 
- لم تعد لدي شهية لشيء .. لا اعلم كيف يفكر ايعتقد انه يستطيع فرض الأمور علينا بهذا الشكل 
اخذ يتمتم وهو يغادر ليحل الهدوء التام بعد خروجه واخذت كل من عمتيها بتبادل الأنظار قبل ان تقول فيرا 
- ان ثيودور محق 
- لا انه يضغط عليه كثيرا ولا يقدر ما يرده شقيقه 
اجابتها ثلما بينما تابعت جوزفين ما يجري بصمت لتغادر برفقة عمتها نحو المعمل بعد الإفطار ولم يكن المساء افضل في المنزل فسماع صوت ثيودور وبيرت من جديد جعلها ترفع عينيها الى السماء قائلة 
- الم ينتهوا بعد 
تنهدت اندريا وهزت راسها لها بالنفي ولم يمضي بعض الوقت قبل ان يجتمعوا على مائدة العشاء مما جعلها لا تشعر بالراحة رغم التزام الجميع الصمت الى ان الجو المشحون يملأ المكان فثيودور محتقن الوجه وبيرت متجهم ويأكل على مضض والجميع  حريص على ان لا يتحدث لتجنب أي مشادة ستحدث على مائدة الطعام , جلست في غرفة الجلوس بعد انتهاءها منشغلة بتأمل ما تقوم ثلما بتطريزه لتتبعهما برجيت وبيرت ثم اندريا ليطل ثيودور وفيرا التي اقتربت للانضمام لهما بينما تابع ثيودور سيره نحو غرفة المكتب ليختفي فيها امام متابعة بيرت له بتجهم وغضب هم بالتحرك فهزت برجيت راسها له بالنفي كي لا يفعل لتتعلق عينيه بعينيها قبل ان يتجاهل طلبها ويتحرك عن مقعده ليتوجه نحو غرفة المكتب ليختفي بداخلها ايضا لتقول برجيت بتذمر
- انهما لا يصغيان فكل منهما اعند من الاخر ( توقفت عن المتابعة مع صدور اصواتهما من جديد فحدقت جوزفين كما فعل الجميع بباب المكتبة فأضافت برجيت وهي تتحرك مغادرة بتذمر ) عدنا من جديد لم يمضي على وجوده هنا شيئ وها هما لا يتوقفان عن المشاجرة 
حركت ثلما راسها بعدم رضا بينما بدت فيرا منزعجة مما يجري ولم تكن دقائق حتى اطل بيرت وهو يقول 
- لن افعل ما تريده لن افعل لن اغادر الا متى اردت انا توقف عن تسير حياتي 
وتحرك نحوهم بعصبية ليتخطاهم متجها الى الخارج والغضب يملأ ملامحه تابعته جوزفين قبل ان تعود نحو باب المكتبة وهي تسمع صوت شتم ثيودور الغاضب فتحركت نحو باب المكتبة وما كاد ان يطل منها حتى كانت قد اصبحت امامه وضعت يدها على صدره طالبه منه التراجع ففعل بحيرة وقد ملاء الغضب وجهه لتخطو نحوه مغلقه الباب خلفها وعينيها معلقتين به وهو يقول بنفاذ صبر 
- ماذا الان 
- اتعلم ما ارى .. ارى شقيقا اكبر متذمر يرفض الاصغاء الى شقيقة الاصغر انتَ حتى لا تصغي الى اي كلمة يقولها لك انت تصم اذنيك تماما لا يروق لك تصرفه لا تروق لك افكاره لا تروق لك اقتراحاته لا يروق لك اي شيء يخصه كل ما تريده انتَ فقط هو ما سيحدث 
- افقدتِ صوابك 
- انا ام انت يقول لك اريد البداء بمشروعا استثماري هناك انتَ لا ستفعله هنا يريد الارتباط بالفتاة التي اغرم بها انت لا سترتبط بمن اخترتها لك يريد العودة الى هنا لإعلامك بما يريد بشكل شخصي انت لا ستغادر حالا وتعود الى جامعتك
- لستُ مضطرا ابدا للوقوف وسماع هذيانك 
وهم بالتحرك من امامها الى انها اسرعت بالقول 
- اتعلم ما الذي تفعله انت تكرر ما فعله والدك بوالدي وان استمريت بهذا الشكل سيغادر شقيقك ولن يعود الى هنا 
- توقفي ابدا لا تحاولي تشبيه الامر بهذا فانا كل ما افكر به هو مصلحته 
- وهذا ما كان يعتقده والدك ايضا وانظر الى ما الت اليه الامور 
- انا افكر بما هو لصالحه فالعمل هنا يحتاج اليه لذا بعد تخرجه عليه التواجد هنا وليس الذهاب للعمل بعيدا حتى اختياري لألين زوجة له هو لصالحه فهي تناسبه 
- لقد فقدت صوابك تماما اتعتقد ان الين ترغب بالارتباط به 
- ولما لا لطالما كانت معجبتا به 
نقلت عينيها بعينيه بعدم تصديق قبل ان تقول 
- هل انتَ جاد ... ان الين معجبتا بك انت وليس هو ( بدت المفاجئة على وجهه فأضافت ) احقا لا تعلم هذا 
- لا تهذي لقد ترعرعنا معا ولم يظهر مني ابدا اي تصرف يوحي لها بهذا
- اذا انتَ لا تعلم .. ستفاجئك برفضها بيرت اذا عندئذ اسالها عن السبب وسترى ان هذيان صحيح تماما
- لا اعلم لما اصغي اليكِ اخرجي من هنا 
- لن افعل وستصغي شئت ام ابيت توقف دع يدي 
اسرعت بالإضافة وهو يمسكها من كوع يدها ويسحبها معه ليفتح الباب ويضعها خارجه وهو يقول امام استنكارها لتصرفه 
- لن تجبريني على الاصغاء ( واغلق الباب بوجهها )
- احمق ما انت الا احمق 
- جوزفين 
اسرعت فيرا بنهرها بينما كانت تتابعها عيون الجالسين فأضافت بإصرار وهي تشير الى الباب 
- انه احمق 
ما ان انهت كلماتها حتى فتح الباب وامسكها من يدها الممدودة نحوه وجذبها لداخل ليغلق الباب بقوة خلفها وهو يقول بينما توسعت عينيها به 
- الم احذركِ من ترداد هذا 
- اقول الحقيقة يزعجك 
- الحقيقة وهي اني احمق اليس كذلك ( قال ببطء مشددا على كلماته وعينيه ثابته عليها دون حتى ان يرمش فسحبت يدها منه ببطء وقلق بينما أضاف ) بدأت اقتنع باني كذلك فاستقبالك هنا لا يعد حمقا فقط بلـ .. غباء 
بدت الصدمة عليها لقولها فتداركت ذلك قائلة بعناد 
- هل احببت من قبل هل انت حقا مغرم بارينا 
- وما شانك بهذا 
- كنت اتسأل بما انه ظهر بالنهاية انك تخطط لرتباط بيرت بالين 
- مازال سؤالي قائما ما شانكِ بهذا الامر 
- من باب الفضول ( بدت نظرتا مستنكره بعينه وتحرك من امامها وهو يحاول كبت غيظه منها فأضافت بإصرار ) لو انك فعلت لعلمت بما يمر به بيرت 
- وهل عينيك لتحدث باسمه
- لا ولكن اشعر بالأسف من اجله انتَ مستبدا جدا 
- سأضيفها لقائمه باقي الالقاب بانتهاء العام سأكون سعيدا بإهدائك اياهم 
- لا يليقون بي لذا دعهم لصاحبهم ( عاد برأسه نحوها ليلاقي عينيها بحدة وتجهم فتمتمت ) فلتضف لهم مخيف 
- بما تتمتمين الان 
- أقول ان عليك البدء بالتفكير بشكل سليم بأمر اخيك والا خسرته كما خسر والدك والدي ففي لحظة ما يهيئ لي ان الزمن يكرر نفسه وكأني أرى ما كان يلاقيه والدي هنا من شقيقه الأكبر 
- شتان بين الامرين فكل ما اسعى له هو مصلحته 
- هذا ما كان يعتقده والدكَ ايضا 
- تبا اتعلمن غادري هيا غادري الان فلا فائدة من مجادلتك ولا تعودي لحشر نفسك بأمور لا تخصك 
لمحته بعدم رضا قائلة بقصد اغاظته 
- ان شقيقك شابٌ لطيف بعكسك
- غادري 
- لا تقلق سأفعل فالقد بدأت أشعر بالاختناق هنا 
اجابته بكبرياء واستدارت نحو الباب لتغادر بينما تابعها بتجهم لتهتف فيرا بهمس فور رؤيتها 
- ما كان لك الدخول لمحادثته الا ترين كم هو غاضب
- لقد اعتدتُ على غضبهِ ما الجديد 
- انتِ شجاعة حقا ( قالت برجيت مستمرة بعدم رضا ) رغم ذلك لا شان لك بينهما 
تحركت نحو الادراج وهي تقول بتذمر
- عمتم مساءً ال ماردونز 
- عمتم صباحا ال ماردونز 
قالت في صباح اليوم التالي وهي تتخطى غرفة الطعام نحو الباب وقد بدئوا بتناول الإفطار لتوقفها فيرا قائلة 
- الن تتناولين افطارك 
- لا شهية لي سأسبقك الى المعمل 
اجابتها دون التوقف او حتى النظر نحوهم فالقد اكتفت من مشاحناتهم واعلامها ان لاتحشر نفسها بينهم لتنشغل بالعمل برفقة الفتيات الى ان دخلت ماسي الى مكتبها وهي تقول 
- هناك سيد في الخارج يرغب برؤيتك انستي
نظرة نحوها بتفكير وهي تقول 
- من 
- انه ذلك الرجل انستي .. الذي أعلمتني ان لا يدخل الى المعمل بعد تلك الزيارة 
انسل الشحوب اليها وهي تقول 
- كارل 
- اعتقد ذلك انستي 
- اعلميه ان يذهب فلا ارغب برؤيته 
اجابتها وعادت الى ما بين يديها من أوراق تتأمل الرسومات الجديدة دون تركيز ما الذي عاد به الان لقد غادر ماكسويل منذ وقت طويل حتى انها نسيت امره  
- انه يصر على رؤيتك ويرفض المغادرة 
عادت ماسي للقول بعد ان اطلت من الباب من جديد 
- اعلميه انـ .. ساراه 
توقفت عن المتابعة مضيفة ذلك وهي تتحرك من خلف مكتبها فلن يضُرها ان تسمع اخر تهديداته لترى ما الجديد الذي لديه الان 
- اجل 
قالت بتجهم وهي تطل من باب المعمل محدقة بكارل الذي بدا الرضا على وجهه لرؤيتها قائلا 
- سُعدت برؤيتك من جديد 
- عكسي تماما هلا اعلمتني ما الذي تريده الان 
- لا تكوني جاده بهذا الشكل الم تفتقديني 
- في احلامك اهناك شيء اخر ترغب بمعرفته 
- لقد عدتُ البارحة الى ماكسويل 
- لا يعنين ذلك بشيء 
- ولكني احتاج الى مساعدتك 
- مساعدتي انا 
- اجل اريد رؤية برجيت ولا استطيع الوصول اليها 
- وانا لا استطيع مساعدتك بهذا الشأن و باي شأن اخر في الحقيقة تستطيع المغادرة الان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق