انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الخميس، 5 سبتمبر 2019

آل ماردونز 9

اسرعت بالقول وهي تحاول التراجع وقد تنبهت الى ما ينوي بينما سال الحساء على شعرها وقد رفع القدر وتعمد افراغ كل محتوياته لينسال الحساء على اطراف وجهها العابس فضمت شفتيها بغيظ وتلفتت حولها بينما اعاد القدر الى الطاولة لتتحرك نحو مجموعة البيض الموضوعة جانبا وتتناول واحدة منها وتعود للاقتراب منه ليسرع بإمساك رسغ يدها قبل ان تصله محاولا منعها وهو يقول 
- ايتها الحمقاء 
- لستَ اقل حمقا مني
- هكذا اذا .. من الافضل ان تغادري الى غرفتك الان 
قال ومازالت تحاول الاندفاع نحوه بقوة وهو يثبت يديها بعيدا عنه
- لن افعل 
اجابته بتحدي وهي تصر على الإفلات من يديه فدفع يدها التي تحمل بها البيضة جانبا لتفلت البيضة وتقع بعيدا وتكسر ارضا بينما استمر وهو يجذب يديها نحوه وقد أحاطت أصابعه برسغيها مجبرا اياها على الاقتراب منه وهو يقول امام عينيها التين توسعتا به
- وانا لا امانع رفقتك 
- توقف ( اسرعت بالاعتراض على تصرفه ) هيا دعني ابتعد 
- منذ لحظات لم تريدي المغادرة وكنت تندفعين نحوي والان 
- دعني 
تمتمت بإصرار وقد اخذ الاحمرار ينسل بقوة الى خديها امام الاستمتاع الذي بدا عليه لإحراجها فاستمر 
- وان فعلت ستكونين عاقلة وتغادري نحو غرفتك 
- اجل هيا دع يدي 
- و .. لن تقذفيني باي شيء جديد 
- لن افعل 
عادت للقول وهي تحاول الابتعاد عنه فاشتدت يديه على يديها مانعا اياها وهو يقول 
- عليك الاستحمام سريعا فرائحة الحساء قد علقت بك
- الفضل لك بهذا 
- لو كنتِ عاقلة ولم تقذفيني بالماء لما وصلنا الى هنا 
- لو لم تسبب لي الذعر لما وصلنا الى هنا دعني فهذا الحساء بداء يدخل الى ملابسي 
- ان وعدتني بعدم تكرار هذا 
- هلا توقفت عن استغلال هذا فانتَ تعلم انك تفوقني قوة لذا دعني
- تنوين اعادة الكرة اذا 
- ثيودور 
- ماذا اتعتقدين اني اقذف كل يوما بالماء من قبل فتاة
قوله لهذا بصوت منخفض هادئ جعلها تغوص بعمق عينيه الثابتتان عليها لتمر ثواني قليلة قبل ان تقول بعناد
- لكنكَ استحقيت هذا فالقد افزعتني 
- ليس هذا الجواب الذي انتظره
- اتريد ان اعتذر لك 
- شيئا من هذا القبيل 
- وامر هذا الحساء الذي ينساب عن شعري الان الا يحتاج الى نفس الشيء 
- انه ردا فعلا طبيعي لقذفي بالماء  
- اتبرر اخطاءك لنفسك دائما ولا تفعل للأخرين 
- ربما افعل اجل 
- لم اعد استطيع احتمال ما ينساب مني ( تمتمت وهي تحاول سحب يديها منه فأرخى قبضته عنها لتتراجع بخطواتها وهي تقول ) اخيرا 
بينما عينيه لا تفارقانها وهو يستند على الطاولة خلفة عاقدا يديه وهو يقول بمتعة
- انتِ في وضعا كارثي 
- اشكر تذكيرك اياي وكأني لا اعلم 
اجابته بتجهم وهي تلمحه بعدم رضا وتحركت مغادرة نحو غرفتها لتتخلص مما علق بها .
دخلت الى غرفة المكتب في صباح اليوم التالي وقد تعمدت التأخر عن الإفطار لترى ثيودور يبتعد عن مكتبه متجها نحوها فأسرعت بالقول وذكرى ليلة امس تحضرها 
- ارجوا المعذرة لم اعلم بانك هنا ( وهمت بالتراجع فقال وهو يقترب منها )
- انا مغادر ( وما كاد يتخطى عنها حتى تراجع خطوة ليصبح بجوارها قائلا ) 
- عليك بالحصول على حماما اخر ( نظرت اليه لقوله فستمر بجدية وهو يهز راسه ) رائحة الحساء قد عبقت بالمكان فور دخولك لابد وانكي لم تتخلصي منه بشكل جيد 
ضاقت عينيها امام الابتسامة العابثة التي ترافق قوله لتحرك يدها تهم بضربه على صدره الى انه تراجع متفاديا اياها وهي تقول 
- ايها الاحمق 
- تنعتينني بالاحمق
- اجل 
- احمق بعد بضع سنوات سيقود ماكسويل بأجمعها 
- انت لا تصلح 
- اافهم من هذا انك لن تقومي بدعمي 
- مستحيل 
- جاحدة
اقتربت منه لتضع راس اصبعها على صدرة قائلة بتأكيد وعينيه لا تفارقانها وهي ترفع وجهها جيدا نحوه 
- عندما تريد ان يدعمك احدهم قم بالتصرف الحسن اتجاهه وليس رمي الحساء عليه وتذكيره بذلك في اليوم التالي ( وعقدت يديها معها مستمرة بتأكيد ) لن ادعمك 
- مازلتِ جاحدة
- ليكن لا ابه ( امسك كوع يدها وتحرك قائلا )
- غادري مكتبتي لن اسمح لك بدخولها بعد اليوم 
- توقف ( قالت وهي تسحب يدها منه مستمرة ) الم تكن على عجلة من امرك 
- وهذا من حسن حظك .. لا تعبثي كثيرا بأغراض المكتبة لم اعد اجد شيئا في مكانه وتوقفي عن نعتي بالفاظ غير لائقة
- حسنا ( قالت وهو يهم بالتحرك فتوقف وعاد بنظره اليها فبدت الحيرة عليها قائلة ) اهناك شيء 
هز راسه بالنفي وتحرك خارجا فهو لم يعتد موافقتها الفورية فقط 
اخذت تتأمل باب المكتبة بعد مغادرته شاردتا به لتنهر نفسها وتحرص على اخذ كتابا جديد قبل ان تتوجه الى معمل الحياكة لتنشغل برفقة الفتيات هناك لتمر الايام بشكل روتني وقد تعمدت ان تنشغل بالمعمل وتضع جهدها فيه علا عملها يروق لفيرا .
 انشغلت بتفقد الرسومات الجديدة لتصميمات الاثواب لتقرر أيا منها سيُبدأ العمل به وقد جلست في مكتب فيرا لترفع راسها عما امامها نحو الباب الذي فتح تهم بمحادثة من اطل من الفتيات لتتوقف وهي ترى كارل الذي دخل مغلقا الباب خلفه ومستندا عليه دون اكتراث لتجلس جيدا في مقعدها قائلة وهي تخفي توترها لرؤيته هنا 
- ما الذي تفعله هنا 
- حضرت لرؤيتك 
- ومن قال اني ارغب بذلك ارجوا منك المغادرة على الفور ( تحرك نحوها بتباطئ بينما تعمدت ان لا تفارقه عينيها الثابتتان عليه بنفور وهي تكرر ) هل تريد احداث جلبة هنا سأفعل وسأجعلهم يرمون بك خارجا 
- ان لدي شعورا قوي بان لك يدا بما الت اليه اموري وبرجيت فهل نفست سمومك بيننا 
- سمومي انها سمومك انت انت سبب ما الت اليه اموركما لابد وانها اكتشفت اخلاقك وهذا من حسن حظها فشخصا مثلك لا يليق بفتيات ال ماردونز 
وضع كفيه على مكتبها ومال نحوها فابتلعت ريقها رافضة ان تشعره بقلقها وبقيت ثابته في مكانها وهو يقول وعينيه تتنقلان بعينيها 
- سأعلم .. وان كان لك يد بهذا .. اعدك ان لا ادعك وشانك 
- امامك دقيقتين فقت للمغادرة من هنا
ظهرت ابتسامة متهكمة على شفتيه وهو يستقيم بوقفته قائلا 
- لا تتوتري عزيزتي فالقد جئت للتحدث فقط ولكن لا اعد ان أكون بذات الطف في المرة القادمة 
- اجرؤ على العودة الى هنا وسترى ما سيحصل
- لا تهدديني فلست من الأشخاص الذي يقبل هذا برحابة صدر .. ان لم تكن انتِ من نفثت سمومها بيننا فمن اذا 
- انتَ من فعل بتصرفاتك هذه فلا تلقي الوم على غيرك 
- تريدين اقناعي ان موقف برجيت مني لا شان لك به لا اصدقك فانت من ينفث سمومه بين افراد العائلة ( ولمحها بنظرتا بطيئة مستمرا ) انتِ من تغارين من برجيت 
- انتَ من طرق بابي ليلا وتهجم علي في غرفة المكتب فلا تجرؤ على القاء اللوم علي وأكرر لك انهُ غير مرحبا بكَ هنا فغادرا على الفور 
عاد للمحها بنظرة بطيئة مليئتا بالحقد قبل ان يقول 
- اقنعي برجيت برؤيتي وسادعك بسلام
- لم اجن بعد لا افعل فانت لا تستحقها 
- ستفعلين وان رفضت ساعلمهم ببعض الامور التي لن تسرك  
حركت عينيها بعينيه فهو لن يتوانا عن فعل شيء ولكنها لن تابه لذا قالت باصرار 
- فالتفعل ما تشاء لا اكترث حقا 
- ستفعلين عندما افعل
- لا تهددني فلا ابه بك او بهم .. غادر المكان على الفور 
- لم ينتهي الامر هنا ( قال بغيظ وتحرك مستديرا ليغادر وهو يقول ) من الأفضل لك ان تعود الأمور بيني وبين برجيت على مايرام 
فتحت شفتيها ما ان اغلق الباب خلفه لتتنفس بحرية وهي تسند ظهرها بظهر المقعد لثواني قبل ان تنهض سريعا مغادرة الغرفة وهي تتساءل 
- كيف دخل هذا الرجل الى هنا 
- من انستي ( اسرعت أحدا الفتيات نحوها متسائلة بينما اطلت ايفا قائلا )
- لقد سال السيد عنك واعلمته بوجودك في غرفة السيدة فيرا 
- لا يسمح لهذا الرجل بالدخول الى هنا مرتا أخرى ولا يدخل الي احد دون ان اعلم بهذا ما بالكم الم تستطع احداكن اعلامي انه يريد رؤيتي اكان علي المفاجئة برؤيته فوق راسي بهذا الشكل لن اكرر هذا لا احد ابدا يدخل الي دون ان تعلمنن عن وجوده هنا اما هذا الرجل فيمنع عليه الدخول الى المعمل مهما حاول هل هذا واضح 
- اجل انستي 
- فلتعلمن جميع الفتيات بهذا 
عادت نحو الغرفة لترتمي على مقعدها قبل ان تتلمس معدتها التي اخذت تألمها انه يشعرها بالغثيان ومهما حاولت التركيز والعودة الى عملها دون جدوا ليمضي الوقت ببطء قبل ان تنهي عملها وتعود نحو المنزل لتتناول طعام العشاء برفقة اندريا التي اعلمتها ان ثيودور مدعوا لتناول العشاء عند احد الأصدقاء والتي لم تتوقف عن الثرثرة عن العمل بالعيادة مما جعلها تنسى قليلا احداث يومها فمنذ رؤيتها لكارل وهي لا تشعر بانها على مايرام حتى ان الكوابيس رافقتها مما جعلها تنتفض اكثر من مرة في سريرها قبل ان تتحرك عنه بترنح لتتناول روبها وترتديه بعدم اتزان متوجها نحو الباب لتفتحه وتغادر ومازالت تشعر بإرهاق شديد وعدم ثبات لتنزل الادراج ببطء ودوار يرافقها وهي تنادي على صوفي ولكن صوتها المبحوح والمرهق لم يسعفها فحاولت من جديد وهي تمسك درابزين الدرج بكلتا يديها لتنزل الادراج بصعوبة وهي تستمر بمناداة صوفي لتأخذ انفاسها بالهاث والادراج لا تنتهي وقوتها تفارقها لتجلس ببطء على الدرج وهي تعود لمناداة صوفي علها تسمعها .
توقف ثيودور عن متابعة القراءة محدقا بالباب بتفكير قبل ان يترك ما بيده وقد استلقى على الاريكة المزدوجة في غرفة المكتب يتصفح احد الكتب ليتحرك عن الاريكة متجه نحو الباب ليغادره محدقا بالصالة ليتوقف نظره على جوزفين التي تجلس وسط الدرج ليتحرك نحوها ومازالت كلتا يديها تمسكان الدرابزين وقد اخفت وجهها بين ذراعيها وهي تتابع المناداة على صوفي ليسرع بخطواته نحوها وهو يقول 
- ما بك .. هل اصابك مكرروه 
اضاف لسماع صوتها المبحوح حركت راسها بوهن نحوه وهي تقول 
- اطلب من صوفي الحضور لا اشعر باني على مايرام 
اقترب منها ليتلمس جبينها وقد تنبه الى وجنتيها شديدتا الاحمرار ليقول
- انتِ محروره
- ماذا تفعل ( اسرعت بالقول بصعوبة وهي تشعر به يرفعها عن الارض لتصبح بين ذراعيه مستمرة بحرج ) كل ما أريده هو ان تنادي صوفي 
- سأعود بك الى غرفتك اولا فلستِ على مايرام 
هزة راسها له موافقة وهي تمتم بتوهان وترخي راسها على كتفه 
- لا لست بخير ( شعر بحرارة جسدها عند ملامسة جبينها لعنقه مما جعله يقول )
- ان حرارتك مرتفعة جدا 
- ا... جل
وضعها بسريرها بروية لتستلقي دون اي حراك فاسرع بمغادرة غرفتها ولم تكن دقائق حتى اطلت صوفي التي اسرعت بمسح جسدها بالماء وهي تحدثها ولكنها لم تكن تصغي وهي تبتعد دون ان تدرك ما يدور حولها .
فتحت عينيها ببطء محدقة بسقف غرفتها قبل ان تنظر جانبا وترى صوفي التي تجلس بجوارها وهي نائمة بشكل مائل لتهمس باسمها من جديد فمازال صوتها المبحوح لا يسعفها لتتحرك صوفي لتجلس جيدا وهي تقول 
- كيف انتِ الان انستي ( وتلمست جبينها مستمرة ) لابد وانك افضل انك كذلك لقد انخفضت حرارتك رباه من الجيد ان الطبيب حضر والا لما انخفضت 
- احضر هنربك 
- اجل عمل السيد ثيودور على احضاره ليلا وقمت بإعطائك الدواء الذي احضره قال ان عليك الحصول على الراحة حتى تشفي تماما ولتتناولي الدواء الذي احضره بانتظام .
لم يكن اليوم التالي افضل فمازالت تشعر بالتوعك والانهاك فلازمت فراشها بينما حرصت صوفي على البقاء بجانبها استيقظت ليلا لتتلفت حولها وهي تذكر وجود صوفي برفقتها ولكنها لم تجدها فمدت يدها لتتناول كوب الماء المجاور لسريرها لتجده فارغا فحدقة بأبريق الماء الموجود على الرف بإعياء قبل ان تتحرك في سريرها لتنهض ببطء وتتوجه نحوه وما كادت تحمله حتى وقع من يدها لينسكب الماء الذي يحويه ارضا تأملته بوهن ثم تحركت نحو روبها لترتديه ببطء قبل ان تغادر غرفتها لتنزل الادراج بتمهل متوجه نحو المطبخ الفارغ لتشرب بعض الماء وتجلس على المقعد قرب الطاولة التي تتوسط المطبخ لتضع يديها عليها وترخي راسها على يديها بإعياء
- علمت ان لا احد قد يتواجد هنا في هذا الوقت سوى انتِ .. ما الذي تفعلينه هنا 
تساءل ثيودور الذي دخل الى المطبخ وقد شد انتباهه الضوء الصادر منه عند دخوله الى المنزل , رمشت خارجة من شرودها على قوله وحركت راسها باتجاهه دون ان تغير من جلستها ناظرة اليه بعينين متعبتان وهي تقول 
- الا تطيل السهر خارجا ( اقترب منها وهو يتأملها باهتمام قائلا )
- كان علي انهاء بعض الامور قبل العودة وانتِ ماذا تفعلين هنا ( وتلفت حوله مستمرا ) المكان خالي من الحساء واكواب الماء الممتلئة اذا فالوضع امن ( اضاف وهو يجلس القرفصاء امامها محدقا بعينيها مستمرا ) لازالت رائحة الحساء عابقة بالمكان 
ثبتت عينيها عليه بارتباك لمداعبته فرفعت راسها لتجلس جيدا متهربة منه فتحرك بدوره ليقف وهي تقول 
- اوقعت ابريق الماء في غرفتي 
- فقررتي النزول الى هنا وشرب الماء .. الم تعلمك صوفي بما قاله الطبيب 
- فعلت ولكني اشعر باني بخير ( قالت بابتسامة شاحبة وهي تتحرك لتقف مستمرة ) وعلي الذهاب للنوم الان فـ ( توقفت عن المتابعة وهي تشعر بنفسها تترنح فاسرع بإمساك ذراعها بإحدى يديه بينما التفت الاخرى حول خصرها مانعا وقوعها فرفعت يدها الى راسها مستمرة ببطء ) انه دوار بسيط سـ سيزول سريعا .. توقف ماذا تفعل ( استمرت وهي تشعر به يرفعها عن الارض لتنظر الى وجهه القريب منها قائلة بتوهان ) ليس عليك ذلك انا بخير حقا 
- ارغب بتركك تثبتين لي قولك ولكن لنتفادى اي سقوط سيحدث حالين ( اجابها وهو يتحرك مغادرا المطبخ اشتدت يدها التي تحيط كتفه وهو يصعد بها الادراج مما جعله يقول وهو ينظر اليها ) لا تقلقي لن اسقطك فانت خفيفة الوزن 
- الاحظ هذا والا لما كررت الامر .. لم اعد ثقيلة الوزن واحتاج الى التقليلي من طعامي اذا ( تمتمت بصوت هامس مما جعل حاجبيه يقتربان معا متسائلا وهو يدعي عدم فهم قولها فقالت بجدية ) ليس عليك ان تتصرف بلطف اتجاهي حقا
فتح باب غرفتها ليدخلها والتفكير باديا على ملامحه وهو يقول 
- يزعجك هذا 
وامام صمتها وعدم اجابتها وضعها على سريرها لتسند ظهرها على الوسادة خلفها وهي تسحب ذراعيها عنه ولكنه لم يبتعد مما جعلها تنقل عينيها بعينيه القريبتين منها بارتباك قائلة
- لستُ معتادة على هذا اعني منذ ان حضرت الى هنا وانا اتلقى معاملة مختلفة وقد .. اعتدت على الامر 
- اعتدتِ على الامر ولكن ما هو المختلف الان فلا افهم سبب انزعاجك
نقلت عينيها بعينيه وقد لمحت التسلية بهما لتقول
- ومن قال ان الامر يزعجني لم افكر به بالحقيقة ولكن لابأس فقد ظهر انك لستَ سيء بالقدر الذي توحي به سابقا 
ظهرت ابتسامه على شفتيه وهو يتمتم 
- وانا الذي اعتقدت انك متعبة ( ارجعت ظهرها جيدا للخلف وهو تقول )
- انا كذلك .. اشكرك لمساعدتي ( وامام صمته وعدم تحركه تمعنت النظر به واضافت بتمهل ) لستَ على عجلة من امرك ( مرت لحظة صمت بينهما دون ان تغادر عينيها عينيه قبل ان تقول بثبات لا تشعر به بالحقيقة ) اشعر بالنعاس وارغب بان اخلد للنوم 
عادت ابتسامته للظهور واستقام بوقفته لتشعر ببعض الراحة فقربه منها بهذا الشكل وترها بأكثر مما تريد بينما قال 
- تعنين غادر غرفتي 
- شيء من هذا القبيل
تمتمت وهي تضع الغطاء عليها جيدا مدعية انشغالها به فتابعها قبل ان يقول 
- عمتِ مساء
بقيت منشغلة بالغطاء الى ان سمعت باب غرفتها يغلق فحدقة نحوه ما باله لما يتصرف معها بهذا الشكل لقد جعل قلبها يغادرها ارخت نفسها الى الخلف جيدا متنهدة ليس عليها التفكير بالأمر لا لن تفعل اسرعت بالنظر نحو الباب الذي فتح واطلت منه صوفي وهي تقول
- ارجوا المعذرة لتأخري لم اقصد ان اغفو فقد قصدت غرفتي للاستحمام ثم غفوت دون ان ادري ( وضعت ابريق الماء على الطاولة مستمرة ) اعلمني السيد انك تحتاجين الى الماء 
- اهو من ارسلك 
- اجل من الجيد انه طرق على غرفتي والا لتابعت نومي لصباح .
طرقات على باب غرفتها مساء جعلتها تحدق بالباب قبل ان تتحرك عن المقعد وهي تضع الأوراق التي تمسكها جانبا لتتوجه نحوه وتفتحه محدقة بثيودور الذي بادرها 
- هل ايقظتك 
- لم اكن نائمة 
- كيف انتِ الان هل تشعرين بتحسن 
- اجل كثيرا ثلاث ايام من الراحة كانا كافيان لأستعيد نشاطي .. حتى اني اقوم بتفقد التصميمات الجديدة الان 
- عدتي للعمل سريعا اذا 
- علي ان أحرز بعض التقدم لكي ترى عمتي كم انا متفانية حتى في غيابها 
اجابته وهي تحرك يدها لتبعد شعرها الذي تركته يسترسل بحرية عن وجهها الى الخلف ليظهر ابتسامة على شفتيه وهو قول 
- لا تضعين وقتك ابدا 
- لا لن افعل 
- هذا جيد يسعدني استعادتك لنشاطك فما كان ليمر الامر مرور الكرام لعمتي ان اصابك مكروه ( ابتسمت لقوله لتتعلق عينيه بابتسامتها قبل ان يعود نحو عينيها وهو يقول ) تأخر الوقت لا تطيلي السهر و .. عمتي مساء
- ولك أيضا 
اجابته وهي تراقب ابتعاده قبل ان تغلق بابها بروية وعقلها مازال شاردا به لتعود للجلوس على المقعد وتعود لأوراقها دون تركيز قبل ان تتركها تقع في حجرها وتعود بنظرها نحو الباب لتمر بضع دقائق قبل ان تنهر نفسها سريعا وتهز راسها طالبة من نفسها التعقل لتتناول اوراقها من جديد وتعود لتفقدها .
- جوزفين ( نظرت نحو باب غرفتها في مساء اليوم التالي وقد وصلت لتو من العمل محدقة باندريا التي دخلت خلفها بحماس مستمرة ) لن نتناول العشاء هنا فنحن مدعون لحضور زفاف شون دو ماردونز 
- حسنا ( قالت ببطء وحيرة من حماسة اندريا التي عادت للقول )
- سترافقيننا 
- لا لن افعل ولما علي هذا سأتناول عشائي واخلد للفراش 
- ولكنه زفاف احد افراد العائلة وعليك حضوره 
- لا ليس علي حضوره كما انهم لن يلاحظوا غيابي ان لم افعل ااكد لك 
اجابتها وهي تجلس على المقعد وتخلع حذائها الى ان اندريا استمرت وهي تقترب منها 
- ولكني اصر على ان ترافقيني 
- لماذا 
- لان .. عمتي .. طلبت مني ان لا اتركك خلفي 
- لستِ جادة 
- ولكن هذا ما حصل 
- حسنا لا تقلقي لن اعلمها بانك فعلتي 
جلست اندريا على يد المقعد المقابل لها قائلة بخيبة امل 
- ولكني ارغب بان تحضري ( نظرت اليها بتفكير وحيرة قبل ان تقول )
- لماذا 
- لأنكِ احد افراد هذه العائلة اعلم انني .. بدايتا لم اكن اتقبل وجودك ولكن .. الان الامر مختلف وارى انني قد اسأت اليك في بعض الأحيان و
- و ( تسألت بحيرة وهي تجلس جيدا في مقعدها )
- اعلم انكِ تعمدتِ ترك العمل عند هنريك من اجلي 
ولو كنتي تكنين لي السوء لما فعلتي هذا 
ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتها وهي تقول 
- هل اموركما في تحسن 
- تحسن بل لتقولي تقدم فعملي بالقرب منه شجعه أخيرا ليبادر 
- هذا جيد 
- بل رائع ( اجابتها ضاحكة وخديها يحمران قبل ان تنهض وهي تقول ) هيا لتستعدي لن استسلم سترافقيننا سيكون الامر مسلي وممتع 
- لا اعتقد 
- الا تثقين بي سيكون كذلك وسيلاقينا فردريك هناك لذا لن تملي 
- ليس جميع افراد العائلة يكنون نفس الشعور لي اندريا 
- ولما تهتمين لهم كما ان عمتي اعلمتني ان اصطحبك اليه بالنيابة عنها وانا لن استسلم 
- رباه 
- اجل لن افعل هل ارسل صوفي لمساعدتك بإعداد نفسك 
- لا سأفعل بنفسي ( اجابتها مستسلمة فتحركت نحو الباب لتغادر وهي تقول )
- سأذهب لأعد نفسي أيضا 
تعلقت عيني ثيودور الجالس بكامل اناقته بالصالة ينتظر وهو يتصفح الصحيفة براس الادراج وجوزفين تنزل الى اسفل ليعود نحو صحيفته قبل ان تعود عينيه سريعا نحوها وقد تنبه لها متأملا إياها ببطء شديد من راسها الى اخمص قدميها وقد صففت شعرها باناقة وارتدت ثوبا تتدرج طبقاته بين الأصفر والأبيض ليلتمع حلق ذهبي في اذنيها وعقدا يتدللا بحرية على عنقها عاد نحو صحيفته بجمود مدعي انشغاله وهي تقترب منه قائلة 
- الم تنتهي اندريا بعد 
- سترافقيننا الى الحفل 
تعلقت عينيها به وهي تجلس ومازال منشغلا بالصحيفة دون ان ينظر اليها قائلة 
- ارجوا ان لا تمانع 
- ولما قد افعل وقد حرصت عمتي على ان تعلمنا بضرورة اصطحابك اليه ولكن لم أتوقع ان تفعلي ليس الا 
- هذا ما كنت افكر به ثم ولما لا هل حقا علي ان اهتم ان انزعج بعض افراد العائلة فلينزعجوا لا اكترث 
بقيت عينيها تراقبانه بعد قولها ولكن امام الصمت التام من جهته وانشغاله بما بين يديه انشغلت بترتيب طيات ثوبها قبل ان تعود نحوه مختلسة النظر الى بذلته السوداء الرسمية وتصفيفة شعره الانيقة ولحيته التي حددها بمهارة لتشيح بوجهها بعيدا عنه ما بالها لما تفعل هذا 
- انتما جاهزان 
- أخيرا 
تمتمت وقد تناها لها صوت اندريا وقد بداءة تشعر بتوتر لا تعلم سببه , وضع ثيودور الصحيفة جانبا ونهض قائلا واندريا تقترب منهما 
- لنغادر اذا 
- كيف ابدوا 
تساءلت اندريا بحماس وهي تحدق بجوزفين بينما تحرك ثيودور نحو الباب ليخرج 
- سيكون هنريك هناك ( تمتمت لها فهزة راسها لها بحماس فأضافت ) لن يبعد عينيه عنك الليلة 
- وهذا ما اريده 
اجابتها اندريا بحماس لتتحركا مغادرات وتصعدن الى العربة المتوقفة امام المنزل لتنطلق بهم لتنظر اندريا نحو جوزفين بعد مرور بعض الوقت وقد انشغلتا بالتحدث متسائلة وهي تشير براسها نحو ثيودور الذي ينظر من خلال النافذة الى الخارج منذ انطلاقهم فحركت كتفيها لها بعدم علمها لتتساءل اندريا 
- هل هناك ما يشغلك ( نظر نحوها متمتما )
- لا 
- اراك شاردا
- العمل انه لا يتوقف وما لذي سيشغلني غيره 
- اعتقدت ربما انها .. إرينا 
قالت مشاكسة إياه بابتسامة فضاقت عينيه بها قائلا 
- لا تحشري انفك 
- انها هي اذا 
اجابته ضاحكة فهز راسه بيأس ليتوقف وعينيه تلتقيان بعيني جوزفين المحدقتان به ليسحب نظره ببطء عنها ويعود نحو النافذة بينما اخذت تتلمس عقدها واندريا تعود لمحادثتها عن العمل بالمعمل وما ان ترجلوا من العربة التي توقفت امام منزل ال شون حتى لاقاهم فردريك وهو يبادرهم 
- لقد وصلت في الوقت المناسب 
اقترب منه ثيودور قائلا بصوتا منخفض قبل ان يتخطى عنه 
- تنبه لها ولا تدع أحد يزعجها هذا ما كانت عمتي تفعله وانت تحل مكانها الان 
- امرا وطاعة ( اجابه قبل ان تتوسع ابتسامته وهو يحدق بها مضيفا ) لا احتاج الى أي توصية بشأنها  .. عمتما مساءً .. انتِ مرافقتي الليلة ولن اقبل بالرفض
- ولما قد ارفض .. اين تختفي لا تكاد تعود الى المنزل 
- العمل عزيزتي يضطرني للبقاء بالمخزن والمبيت هناك 
- هل يدفع لك مالا وفيرا مقابل هذا كله 
حرك ثيودور الذي يسير امامهم هو واندريا راسه نحوهما قائلا 
- لا تحاولي العبث بعقله 
- لا افعل انا فقط .. أحاول تنبيهه 
- لا تفعلي 
عاد ليكرر امام محاولتها الفاشلة في إخفاء ابتسامتها فسعل فردريك قائلا ومحاولا جذبها لحديثة 
- اذا كيف هو العمل بالمعمل 
عادت نحو فردريك لتجيبه بعد ان حيوا ال شون الذين استقبلوهم برحابة على الباب لتقضي أمسية برفقته وقد دعاها للرقص قبل ان ينشغل بالحديث مع بعض الرجال بينما وقفت تراقب اندريا التي دعاها هنريك للمرة الثانية للرقص دون ان يفوتها الاعين الكثيرة التي تلمحها فانشغلت برشف من كوب العصير الذي تناولته من النادل وهي تتأمل ما يجري حولها , عادت عيني ثيودور من جديد تبحث اين هي ليراها تقف بمفردها منشغلة بتأمل ما يجري حولها قبل ان يهم بالعودة نحو مرافقيه وقد وقف يتحدث مع بعض رجال العائلة لتتوقف عينيه على مجموعة من شباب العائلة الذين يتحدثون وانظارهم معلقه بها قبل ان يتحرك احدهم نحوها فتحرك بدوره باتجاهها وهو يبحث عن فردريك بنفس الوقت , توقفت عينيها على ثيودور الذي يقترب منها لتبتلع عصيرها ببطء ولا تعلم لما شعرت بتوتر لمجرد فكرة انه قادم ليدعوها لمراقصته وما المشكلة بهذا فليس اول من تراقص ولكن انه اول من يبعث فيها هذا التوتر لمجرد فكرة اقترابه منها خرجت من افكارها وهي تراه يتوقف في مكانه ويحرك راسه مشيرا به نحوها لتتبع نظراته لترا فردريك يعتذر من المجموعة التي يقف معها ويتجه نحوها بينما توقف ثيودور ليتناول كاس عصير وينشغل به
- اتسمحين لي بهذه الرقصة انستي 
نظرت نحو الشاب الذي وقف بجوارها قائلا ذلك وقبل ان تستطع اجابته كان فردريك قد اصبح بجوارها قائلا 
- اعتذر على التأخير هلا رقصنا .. اعذرنا لقد وعدتني بهذه الرقصة 
- لا باس ( اجابه الشاب بعدم رضا مضيفا ) لتكن مرافقتي اذا في الرقصة التي تليها 
- لا اعتقد فقد قمت باحتكارها لهذه الليلة ( نقلت عينيها بين الشاب وفردريك الذي قدم ذراعه لها مستمرا ) انذهب 
عادت بنظرها ببطء عن فردريك نحو الشاب قائلة بابتسامة مصطنعة وهي تتأبط ذراع فردريك 
- ارجوا ان تعذرنا ( وتحركت برفقة فردريك مستمرتا بهمس جاد وقد بدا التجهم يسري سريعا الى ملامح وجهها ) ماذا هناك 
- ماذا تعنين 
- اعني ما الذي يجري ثيودور يطلب منك التوجه نحوي لإبعاد الشاب الذي قدم لدعوتي 
- تعنين هذا 
- اجل ( اجابته وهي تتوقف عن السير وقد اقتربوا من الراقصين رافضة التوجه نحوهم وهي تقف امامه مستمرتا ) هل طَلب منك عدم مفارقتي وعدم السماح لاحد بمراقصتي 
- لا ليس الامر كذلك ولكن فقط ان ذاك الشاب هو ابن اندري دو ماردونز وهم من المعارضين حتى الان على وجودك هنا لذا امر دعوته لك لم يكن بالأمر الذي نستطيع تجاهله 
- لم اعد ارغب بالتواجد هنا
- ولكن لماذا 
- لان الحفل مليء بال ماردونز وان كنت سأتعرض لأي مضايقة فمن الأفضل ان اغادر فلم تعد لي رغبة بالتواجد بينهم هل ستقوم بإيصالي الى المنزل ام اغادر بمفردي 
قالت بإصرار
- ليس عليك حقا ذلك فهناك الكثير مما لا يزعجه وجودك 
- لا اريد المغادرة من اجلهم بل من اجل نفسي فردريك فالقد ضاق صدري هل ستقوم بإيصالي ام اغادر بنفسي 
عادت لتكرر بإصرار 
- سأقوم بإيصالك 
هزت راسها برضا وتحركت برفقته نحو الباب الرئيسي مغادرة وعيني ثيودور تضيقان بحيرة وهو يراقبهما من بعيد يغادران قبل ان ينظر الى السيدة التي وقفت بجواره تحدثه ليحدثها ولكن سرعان ما عاد بنظره نحو الباب الرئيسي قبل ان يعود نحوها ليبتسم لها منهي حديثه معها ويبتعد مغادرا نحو الباب الخارجي ليطل منه محدقا بالخارج بتفكير قبل ان يعود نحو الحفل ويتملكه شعور بعدم الراحة وهذا اكثر ما يزعجه لما يرافقه هذا الشعور مؤخرا انه ينتابه كلما تعلق الامر بها تعقل كل ما اردته الحصول على ثقتها لتوقع لك الاوراق ليس الا عليكَ ان تستيقظ ليس هذا ما كنتَ تخطط له اجل ليس هذا لابد وان الامر مجرد رغبة عابرة اجل هي كذلك فمن المستحيل ان يأخذ الامر بجدية من الجنون التورط اكثر من ذلك .
- لما غادرتي باكرا البارحة هل قام احدهم بإزعاجك 
تساءلت اندريا في صباح اليوم التالي وهما تستقلان العربة لتوجه الى العمل بينما غادر ثيودور باكرا دون ان ترياه 
- لا .. لم تعد لي رغبة بمتابعة الأمسية ليس الا 
- تستطيعين اعلامي ان حاول احد افراد العائلة ازعاجك فلا يحق لهم هذا اننا نحترم قراراتهم وعليهم بالمثل 
نظرت نحو اندريا بابتسامة فالقد بدأت تشعر بانها قريبتا منها لتقول بود
- اشكرك وسأعلمك بكل بتأكيد ان قام احدهم بفعل هذا .. ها قد وصلت .. ارسلي تحياتي لهنريك 
اضافت وهي تترجل من العربة لتتابعها وهي تبتعد قبل ان تقترب لتدخل من السور المؤدي الى المعمل لتتوقف وقد تناها لها صوت كارل الذي يقترب منها قائلا  
- هل تتأخرين عن العمل دائما ( لمحته بنظرة نفور من راسه الى اخمص قدميه وهي تهم بمتابعة سيرها ليسرع بخطواته نحوها وهو يضيف ) حضرت لسؤالك عن سبب اختفاء برجيت الى اين ذهبت 
- وما شانك 
- انها شأني وسأقنعها بانكم لفقتكم كل ما قيل عني 
- حظا موفقا اذا ( اجابته بنفور وهمت بالدخول لتتوقف وقد امسك ذراعها لتعود نحوه قائلة ببطء ) دع ذراعي ولا تكرر هذا الامر والا اقسم 
- على ماذا هيا اعلميني ( اجابها بابتسامة أدخلت النفور الى قلبها وهو يستمر وراسه ينحني نحوها ) ستعلمينهم بهذا من سيصدقك انهم يعتبروكِ غير مؤهلا بك مس من الجنون ام انسيتي هذا 
دفعت يده بعيدا عن ذراعها قائلة وهي ترفع راسها بكبرياء امام وجهه 
- انت تتحدث عن نفسك لذا لن اقف واحدثك وان حاولت التعرض لي من جديد لن اصمت كارل لن افعل انا احذرك 
- وعلي اخذ الامر بجدية ( قال ساخرا فابتسمت قائلة )
- لك حرية الاختيار 
وعادت للمحة من جديدي بنفور والدخول لتتوجه الى المعمل ليحل التجهم سريعا الى وجهها وهي تدخل الى داخله فالقد استطاعت إخفاء توترها منه ولكن في الحقيقة ان قلقها منه بداء بالتزايد .
- يبدو المنزل فارغا دون عمتاي وبرجيت ( قالت اندريا وهم يتناولون الافطار صباح اليوم التالي مستمرة ) في اليوم العادي ننشغل بالعمل بعد الافطار فلا نشعر بغيابهم الا مساء اما اليوم بما انه نهاية الاسبوع .. الوضع مختلف 
تابعت جوزفين تناول طعامها بينما تعلقت عيني ثيودور باندريا قبل ان يتساءل 
- تشعرين بالملل 
- اجل 
- لنذهب لتناول الغداء في يوهان ونعود مساء
- انتَ جاد ( هتفت بحماس بينما نقلت جوزفين نظرها بينهما وثيودور يهز راسه لها بالإيجاب لتهتف ) رائع لقد دب النشاط بي منذ الان .. وسترافقيننا 
- من انا 
- اجل 
- لا اعتقد 
- بربك جوزفين لا استطيع تركك خلفي 
- ارجوا المعذرة ( تمتمت وهي تمعن باندريا التي استمرت )
- لقد حرصت عمتي على اعلامي ان لا ادعك بمفردك وثيودور لا يمانع 
نقل ثيودور عينيه عن جوزفين نحو شقيقته التي قالت ذلك 
- دعك مما تقوله عمتي ولن يحدث لي شيء بمفردي تعقلي وكأن اول مرة اجلس بمفردي انا ابنة والداي الوحيدة لذا دائما كنت بمفردي لا يقلقك الامر كما ان الخادمات يملأن المكان
- لا سترافقيننا سيكون الامر ممتعا 
- لا اعتقد كما اني لا اعرف الاشخاص الذين ستتجهون نحوهم لذا سيكون الامر ممل لي
- اننا نتجه نحو الشلالات ( نظرت نحو ثيودور الذي قال ذلك واضاف ) فالتعدي نفسك 
- لا اعتقد 
تجاهل قولها وهو ينظر نحو اندريا مستمرا وهو يتحرك ليقف 
- سأدعو فردريك لمرافقتنا ايضا فلتجعلي صوفي تعد كل ما نحتاج اليه بينما اعلم جون بان يعد الخيول وبتفقدها جيدا ولتكونا جاهزتان وتحرك مغادرا فسحبت عينيها عنه نحو اندريا التي نظرت اليها قائلة بحماس
- سيكون هذا رائعا فلم اذهب الى هناك منذ مدة طويلة اتعتقدين ان دعينا هنريك والين سيحضرون ( واسرعت بالتحرك من امامها مستمرة بحماس ) سأعلم ثيودور ليدعوهم .
- انستي انهم بانتظارك بالخارج 
- ها انا قادمة ( اجابت صوفي التي اطلت من الباب قائلة لتحكم القبعة على راسها وتتحرك مغادرة غرفتها وهي تفكر بما انها مجرد نزهة فلما لا انها بحاجة لهذا نقلت نظرها بين اندريا وفردريك الذين يقفان قرب الخيول الاربعة لتقترب منهما ملقية التحية ومستمرة ) سيرافقنا هنريك والين 
- لا لقد دعوا بعض الاقرباء لقضاء اليوم بمنزلهم
اجابتها اندريا بخيبة امل وهي تحدق بثيودور الذي اطل بدوره وفردريك يقول 
- انا اكثر شخص بحاجة لهذه النزهة لمن ادين بهذا 
- لاندريا ( اجابته جوزفين مستمرتا ) فهيَ من تشعر بالملل 
واقتربت من احد الخيول لتمرر يدها على راس الخيل بمتعة بينما توقف ثيودور قرب خيله قائلا 
- اننطلق  
صعد الجميع على خيلهم وانطلقوا ليتحرك ثيودور وفردريك بالمقدمة بينما انشغلت واندريا بالتحدث وقد اخذت اندريا تعلمها بأسماء المناطق التي يمرون بها ولمن هي لتبدأ الأراضي الزراعية بالاختفاء بالتدريج 
- انها لا تتوقف عن الثرثرة ( قال فردريك مشاكسا اندريا وهو يحدق خلفه ومستمرا بصوتا مرتفع ) الا تتعبين حتى انكما تسيران ببطء 
- نحن من نسير ببطء اننا نتبعكما لذا انتما المخطأن 
- انتِ فارسة سيئة لذا نتمهل من اجلك ( ظهر الغيظ على اندريا لقوله لتقول )
- سأسابقك وسنرى من الفارس السيء بيننا 
- اتعتقدين انك تستطيع التغلب علي لنرى 
- حسناً 
تمتمت بثقة وحثت خيلها لينطلق بسرعة متخطية عن فردريك وثيودور فاسرع فردريك ليحث خيله بالمثل لينطلق بدروه خلفها محاولا تخطيها راقبتهما جوزفين قبل ان يشد انتباهها تحرك الحشائش لتمعن النظر قبل ان توقف خيلها لينظر ثيودور نحوها مراقبا ترجلها واقترابها من الحشائش لتجلس القرفصاء بهدوء وهي تمعن النظر 
- ماذا وجدتي 
- لا ترفع صوتك تعال انظر 
همست دون ان تنظر اليه وتركيزها منصب على ما امامها مما اثار فضوله فترجل عن خيله ليقترب منها 
- ماذا وجـ
توقف عن المتابعة وهي تجذبه من ذراعه ليجلس القرفصاء بجوارها ناظرتا اليه بعينين ثابتتان وهي تتمتم بصوتا هامس 
- لا تحدث جلبة والا شعرت بنا وهربت 
وعادت بنظرها الى ما امامها فتابعها لينظر الى مجموعة صغيرة جدا من الجراء ليقول 
- هذه جـ
توقف عن المتابعة من جديد وهي تنظر اليه واضعة اصبعها على فمها مشيرة له بالصمت 
- انها جراء
اصر بحيرة من تصرفها الا انها اسرعت بوضع يدها على فمه وهي تهمس له 
- والدتها هنا لقد رايتها لتو تريد اطعامها فتوقف عن الحديث والا شعرت بنا وابتعدت ( وسحبت يدها ببطء عن فمه وهي تكرر دون اخرج صوت ) لا تتحدث 
لتعود لتحدق بالجراء الصغيرة بينما بقيت عينيه ثابتتان عليها دون حراك ليرمش مخرجا نفسه من ذلك الشعور الذي انتابه لوهله ما الذي دهاه عاد للمح جانب وجهها الى انه نهر نفسه ونظر الى حيث تنظر لتقترب الام لتتمدد ارضا وتبدأ بإرضاع جرائها التي اسرعت باتجاهها , عاد نحو جوزفين يريد التحدث الى ان عينيه ثبتت على ابتسامتها ونظراتها التي تراقب ما يحدث امامه لينهر نفسه من جديد ويتراجع ببطء لتنظر اليه بلمحة سريعة وهيا تراه يعود بأدراجه نحو خيله لتبقى بضع لحظات تراقب ما يجري امامها قبل ان تعود بدورها وهي تحدق بثيودور الذي امتطى خيله بانتظارها قائلة
- يا له من منظرا رائع 
- بالتأكيد ماكنتي لتحظي بشيء كهذا بجايدن
- صديقتي كانت تملك عددا من الجراء برفقة والديها لذا قد رايته بجايدن من قبل اسفة لتخيب املك 
- ما المدهش بالأمر اذا فقد شعرت كمن تريه لأول مرة 
جلست جيدا على خيلها محدقة به وهي تقول 
- انه يبعث على السرور ليس الا الم تشعر بالسرور لرؤيتهم ( وامام ملامحة الجادة وعينيه التين لا تفارقانها هزة راسها بالنفي مستمرة ) لم تفعل اليس كذلك 
- لا ( اجابها وهو يحث خيله ليتحرك ففعلت بالمثل وهي تتمتم )
- نسيتُ مع من اتحدث 
- ارجوا المعذرة 
- كنت أقول المكان هنا رائع لم يخيل لي ان هذا جميعه مختفي خلف تلك الأراضي الزراعية 
- انتظري لتري ما يحيط بالشلال اذا .. وها هو بداء يطل علينا
توقفت مقلتيها على كمية الأشجار الكثيفة والخضراء التي بدأوا بالاقتراب منها ليتخطوها ويتوغل بداخلها ليسمع صوت هدير المياه الذي ينزل من اعلى الى بركة في الأسفل وقد وقف كل من اندريا وفردريك بجوارها لتتأمل ما يحيط بها بإعجاب وقد عبق المكان برائحة الأعشاب الرطبة لتترجل عن خيلها وتقترب باتجاه فردريك واندريا وهي تمسك لجام خيلها مستمتعة بما تراه 
- أحببت المكان 
بادرتهما وهي توقف خيلها وتتحرك بجوار البحيرة لتستمر بالسير بجوار النهر الذي يغادر البحيرة مما جعل فردريك يقول بصوتا مرتفع 
- لا تبتعدي 
نظرت نحوه قبل ان تنظر الى اندريا وثيودور لتراهما منشغلان بفرش الغطاء ارضا قرب احد الأشجار لتعود لمتابعة سيرها مستمتعة قبل ان تعود بأدراجها نحوهم لتقف بجانب فردريك الذي تخلص من حذائه ورفع بنطاله من اسفل وهو يقول 
- اتريدين السير بالماء 
- ليس الان 
- لما الا انها منعشه ( اجابها وهو ينحني قليلا نحو الماء ليبلل يده ويقذف الماء نحوها ضاحكا وهو يقول ) لن ابلك هيا 
- ايهلـ
قالت وهي تبتلع كلماتها ويبدوا المكر بعينيها حسنا له هذا اقتربت منه ووضعت يدها على ذراعه مما فاجئه ودفعته بقوة ليتحرك نحو الماء ليحاول المحافظة على توازنه لتسرع مبتعدة وهي تضحك فاسرع بلحاقها لتنظر اليهم اندريا التي اقتربت لتجلس على احد الصخور لتضع قدميها في الماء لتبتسم وهي ترى فردريك يجري خلف جوزفين وهو يتوعدها لتصرفها بينما توقف ثيودور محدقا خلفه وقد كان يسير مبتعدا ليرى جوزفين تقترب منه بسرعة لتلتف خلفه ممسكتا بذراعه الأيمن وهي تقول بأنفاس لاهثة لفردريك 
- توقف توقف لن اكرر هذا 
- لا ابدا ستنالين مثلها 
اجابها وهو يقترب فأسرعت بترك ذراع ثيودور ضاحكة لتسرع بإمساك ذراعه الاخرة وهي تحاول الابتعاد عن فردريك قائلة 
- اسفة اسفة لن اكررها 
اشار له ثيودور براسه ان يتركها وشانها فوقف واضعا يديه على خاصرتيه بأنفاس لاهثه وهو يقول لها بخبث
- لقد انقذك هذه المرة ولكن لا اعدك ان اترك الامر ان كررته 
بقيت الابتسامة الواسعة على شفتيها وهي تترك ذراع ثيودور قائلة 
- الماء منعش ولكني لم احضر سوى ثوبي هذا لذا من الافضل لك ان تدعني وشأني 
اجابته بينما تحرك ثيودور متابعا سيره بعيدا عنهم فتراجع فردريك للخلف وهو ينظر اليها قائلا
- كان عليك التفكير بهذا قبل محاولتي دفعي نحوها 
- حسنا انتَ على حق لننسى الامر 
ابتسم بمكر واستدار ليعود بأدراجه فهمت بلحاقه الى انها نظرت الى ظهر ثيودور الذي يسير مبتعدا ثم عادت نحو فردريك لتعود بالتحرك نحو ثيودور لتجري وتقترب منه لتسير بجواره فنظر اليها عاقدا حاجبيه وهو يقول 
- ماذا الان 
- سأرافقك 
- لماذا
- ان فردريك لم ينسى امر قذفي بالماء بعد لذا لن أجرؤ على العودة بمفردي 
- تحتاجين الى حمايتي اذا
- ما ان فعلت له هذا ( وحركت راسها كما فعل قبل قليل مستمرة بابتسامة ) حتى توقف عن متابعتي لذا لا انكر اني اجل سأحتمي بك عند الحاجة 
رفع حاجبيه ببطء ممعنا بها قبل ان يعود الى ما امامه متابعا سيره لتتبعه وهي تتلفت حولها قائلة 
- الى اين تتجه 
- الى الاعلى ( رفعت راسها الى اعلى التل بينما استمر ) الى حيث ينبع الماء ان كنت تشعرين بالتعب فعودي بأدراجك ( قال وهو يسبقها بخطواته فعادت لتسرع بخطواتها لتصل اليه وهي تتلفت حولها لتعود لمتابعته وقد بداء بصعود المنحدر الترابي الظاهر بين الصخور لتتبعه بينما قال ) كوني حذرة
استمرت بالسير خلفه وهي تتسأل 
- انتم معتادون على الحضور الى هنا 
- بين الفين والفين انتبهي 
اسرع بالإضافة وهو يسمع صوت تدحرج الاحجار من تحت قدميها فثبتت بوقفتها محدقة به وقد فعل بالمثل ليعود لمتابعة سيره فعادت للحاقه مما جعله يقول 
- كان عليكِ البقاء برفقتهم بالأسفل 
- ما كنت لأفوت اه رباه 
قاطعة نفسها وهي تعود لثبات في وقتها لتتدحرج التراب من جديد من تحت قدميها فنظر نحوها ليمد يده اليها وهو يقول 
- ان حذائك لا يصلح لسير على هذا المنحدر 
نظرت نحو يده الممدودة اليها بتردد قبل ان تمد يدها لتمسك بها بتردد لم يبدو مباليا به وهو يعود لسير جاذبا اياها خلفه دون ان يفلت يدها اخذت عينيها تتأملان ظهره فبرغم كل شيء دائما يظهر اخلاقا نبيلة نحوها في المواقف الصعبة بالرغم من انه يناكفها معظم الوقت الا انها .. انتِ ماذا هل جننتي بالتأكيد فعلتي ابتلعت ريقها وحاولت الخروج من افكارها لتتابع السير بصمت قبل ان تقول 
- هذا .. رائع 
وقد وصلوا الى اعلى لتتخطى عن ثيودور وقد اصبح صوت الماء اقوى لاقترابهم من مجرى الماء اقتربت منه لتجلس القرفصاء واضعة يدها بالماء لتشعر ببرودتها لتبتسم وهي تقف مجيلة بنظرها حولها ناقلة عينيها بين النباتات شديدة الاخضرار التي تحيط بالمكان ليتوقف نظرها على ثيودور الذي وقف يحدق بما يحيط بهم من هذا المكان المرتفع هو الاخر وقد وضع يديه بجيب بنطاله لتتأمله بتفكير قبل ان تعقص شفتها وهي تعود لنظر الى ما امامها محدقة بالماء قبل ان تخطو نحو الامام مقتربتا بحرص من المنحدر القوي الذي ينزل منه الماء الى اسفل بقوة مكونا شلال من الماء توقفت عيني ثيودور عليها ليقول وهو يلاحظ استمرارها بالاقتراب 
- فالتكوني حريصة امامك منحدرا قوي ... جوزفين .. جوزفين ..  توقفي امامك منحدر قد لا يبدو ظاهرا لك .. تبا ( تمتم وهو يسرع نحوها امام عدم صدور اي ردت فعل منها ليمسكها من ذراعها جاذبا اياها بعيدا عن المنحدر ليحدق بعينيها الناظرتان اليه قائلا بعدم تصديق وبصوتا مرتفع ) اجننتي لما لا تصغين امامك منحدر قوي كدت تـ قـ عـ ين ( اخذت كلماته بالتلاشي امام نقل عينيها بعينيه وهناك وميض اعجابا يلتمع بهما وابتسامة خفيفة تطل على شفتيها ليبعد يده عنها كمن عقصه شيء متابعا دون تركيز ) ما الذي تعتقدين نفسك تفعلينه .. بالاقتراب منها .. ما الذي تعنيه بتصرفك هذا 
رفعت كتفيها الى اعلى برقة قائلا 
- لم اتنبه للأمر .. لم يبدو لي خطرا 
- انه كذلك فلا تعاودي الكرة
هزة راسها له بالإيجاب فبدت نظرات الشك بعينيه ليهم بسحب عينيه عنها الى انه عاد نحوها قبل ان يتحرك من امامها لتتابعه وهي تعقص شفتها قبل ان تتبعه وهي تقول 
- المكان هنا ساحر لن امانع العودة اليه من جديد 
- قد نفعل هذا في العام القادم لذا ... 
وترك كلماته دون ان يتابع وهو يلمحها بنظرة استمتاع جعلت التجهم يعود الى وجهها وهي تقول 
- لن اكون هنا حينها 
- هذا ما كنت اعتقده 
وعاد لترك جملته دون متابعة او مغادرة الابتسامة المستمتعة عن وجهه فتمتمت وهي تبدوا سعيدة 
- سأكون حينها في جايدن لقد دخل السرور الى قلبي من مجرد الفكرة فكيف سيكون شعوري اذا حينا يحدث هذا حقا لا استطيع ان اتخيل سأعود الى ممارسة حياتي والعزف على البيانو ورؤية اصدقائي و
- لنستثني العزف على البيانو .. انها مجرد نصيحة 
اضاف لثبات عينيها باستنكار عليه وتحرك ليعود بأدراجه فتبعته وهي تتمتم 
- انتَ لا تعلم عما تتحدث 
- انا الذي اعلم او لأقل اذناي التين تعرضتا لحادثا مؤلم سببه عزفك مازالتا في طور العلاج حتى الان
- متذمر ( اجابته وهي تنزل خلفة المنحدر وتحاول تتبع خطواته بينما اجابها )
- عازفة سيئة 
- لستُ كذلك 
- اثبتي هذا 
- ولما افعل فلا يهمني رائـ اه ه ه 
هتفت وهي تفقد السيطرة على نفسها وقد زلت قدمها لتصطدم بقدمه ويفقد هو الاخر توازنه لتهتف وهي تحاول الانكماش على نفسها خوفا من سقوطه عليها ليسقط جالسا بجوارها ومحدقا بها دون استيعاب ما حصل وقد تشابكت اقدامهم 
- لم اقصد الاصطدام بك 
- وما الجديد بهذا 
اجابها بتذمر وهو يتحرك ليقف ويتخلص من التراب الذي علق به فتحركت بدورها بحرج لتفعل بالمثل 
- هاتي يدك وابقي خلفي ( توقفت عن نفض ثوبها وهي تقول )
- لا باس سأسير بحرص 
- لن اغامر ( نظرت اليه ثم الى يده الممدودة نحوها مما جعله يهتف ) ماذا الان 
ابتلعت ريقها بصعوبة ووضعت يدها بيده من جديد حقا ان الامر يوترها ولا تريد ان يشعر بها فتمتمت بينما تحرك ليسير امامها ويعود لنزول بحرص وببطء
- حقا لستُ طفلة ( ما ان قالت ذلك حتى اسرعت بوضع يدها الاخرى على ذراعه محاولة الثبات وهي تنزل خلفه وقد شعرت بفقدها توازنها لوهله فاشتدت أصابعه على اصابعها وهو يشعر بها مستمرة امام تجاهله لها وتركيزه على خطواته ) لن اصعد الى هنا مرة اخرى 
- اعلمتك اني لن اعود الى هنا الا في  
- العام القادم اذكر هذا جيدا لا تقلق لن اعود برفقتك 
- من سترافقين اذا .. قد تطلبي من روبرت ذلك  .. او هناك احدا .. في جايدن ربما .. اعني 
- اعلم ما تعنيه ثيودور 
- اذا 
- لا شان لك 
- اذا ليس هناك 
- مازال الامر لا يعنيك 
- ليس عليك ان تحتدي فمازلتِ صغيرة 
- انا في العشرين 
- اذا 
- اذا ماذا 
- انتِ حتى لا تستطيعين السير دون ان تصطدمي بي 
- دعني ( تمتمت بغيظ وهي تسحب يدها منه وتتخطاه مستمرة بينما توقف محدقا بها ) انت اكثر رجلا مزعج قابلته في حياتي ما الذي جعلني ارافقك الى هنا لا اعلم لا اعلم حقا 
رفع حاجبيه ومازال يتابعها وهي تنزل امامه دون ان تتوقف عن الثرثرة فهز راسه بيأس وتابع نزوله بدوره 
- اين ثيودور 
بادرها فردريك وهي تقترب منهم فنظرت خلفها قبل ان تعود اليهم وهي تقول 
- لا اعلم كان خلفي منذ قليل 
- لقد ابتعدتما اين ذهبتما 
-  الى اعلى
- لنتناول الغداء عند عودته 
قالت اندريا فجلست جوزفين ارضا واسندت ظهرها بساق الشجرة التي يجلسون تحتها متأملة ما يحيط بهم باستمتاع فالمكن اكثر من رائع وصوت جريان الماء واصطدامه اسفل الشلال يملأ المكان نظرت نحو اندريا التي حركت يدها مشيرة لثيودور بالقدوم لتعود نحو فردريك قائلة 
- بعد الغداء ستصحبني الى اعلى 
- ولما انا فلتطلبي من ثيودور ذلك 
- عاد لتو من هناك لو اعلمني بانه ذاهب لذهبت برفقته لن يعود لصعود مرة اخرى لذا سترافقني لن اغادر هذا المكان قبل ان افعل .. ترافقينا 
اضافت لجوزفين التي هزت راسها لها بالنفي قائلة 
- عدت لتو من هناك ولم يكن بالأمر السهل فحذائي غير مناسب لذلك 
اضافت وهي تتحرك لخلع حذائها وتتلمس كاحلها مستمرة 
- لقد لويته قليلا
- يؤلمك ( تسال فردريك فأجابته )
- ليس بشيء يذكر 
انضم ثيودور لهم فأخذت تخرج الطعام من السلة لتساعدها اندريا وما ان انتهوا حتى وقفت اندريا واخذت تسحب بيد فردريك المتكاسل ليصحبها الى اعلا الشلال ليقف مجبرا وهو يوجه حديثه لثيودور 
- كان عليك اصطحابها معك فلن تدعني وشأني الان  
- هيا توقف عن الثرثرة لن تفلت من هذا 
- وما شأني بك ها هو شقيقك 
ابتسم ثيودور واسترخى في جلسته متمددا وهو يضع يديه تحت رأسه قائلا 
- سأحصل على قيلولة الان 
- هيا بنا وتوقف عن ادعاء التذمر فرفقتي تسليك 
قالت اندريا وهي تسير فادعى السير مجبرا معها وهو يقول 
- انتِ مدينة لي وكذلك انتَ 
اضاف لثيودور وهما يبتعدان بينما عادت جوزفين لتسند ظهرها بساق الشجرة شارده بما امامها لتعود بنظرها نحو ثيودور المستلقي وقد اغمض عينيه متأملة أنفاسه المنتظمة منذ بعض الوقت شاردة به وهي تذكر ما فعلته في اعلى الشلال ما الذي جرى لها الى ماذا سعت بتصرفها هذا ثبتت عينيها على وجهه متأملتا حاجبيه ورموشه الطويلة قليلا وانفه ثم لحيته التي حددت بمهارة الى جسده الطويل المستلقي نهرت نفسها ونظرت امامها قبل ان تتحرك متجها نحو الماء لتخلع حذائها وتجلس على ضفة الماء لتنزل قدميها مستمتعة بملامسة الماء ليمضي الوقت وهي جالسة هناك قبل ان تقرر العودة وهي تحدق حيث اختفت اندريا وفردريك دون ان تستطع رؤيتهم عادت للجلوس في مكانها لتتوقف وهي تلمح حشرة ذات سيقان رفيعة جدا قد استقرت على صدر ثيودور فمالت بتجاهه وقربت يدها منها ببطء وهدوء محاولة دفعها بعيدا عن صدره لتنتفض ويد ثيودور تقبض على يدها بسرعة لتحدق به بذعر بينما هتف 
- ما الذي تفعلينه 
بقيت عينيها ثابتتان على عينيه القريبتان منها لتطالب نفسها بالهدوء وهي تقول 
- ما الذي تعتقد اني افعله 
- هذا ما سالتك اياه 
- احاول دفع حشرتا عن صدرك رباه ( تمتمت وهي تسحب يدها منه رغما عنه مستمرة وهي تحدق بالحشرة التي التصقت بصدره ونزل بعض الدماء منها مستمرة  ) قد تسببت بقتلها الان ( ونظرت نحو باطن يدها باشمئزاز مستمرة وهي تتحرك مبتعدة نحو الماء ) لقد تسببت بقتلها 
تحرك ليجلس محدقا بصدر قميصه لينفضه قبل ان يعود بنظرة نحوها وقد انشغلت بغسل يدها فتساءل وهو يتلفت حوله
- الم يعد فردريك واندريا 
- لا 
عاد نحوها متأملا مبالغتها في غسل يدها فتحرك باتجاهها ليجلس القرفصاء بجوارها ويغسل وجهه بالماء قبل ان ينظر اليها قائلا لتأملها ليدها
- انها مجرد حشرة 
- كان علي تركها تلدغك .. اه توقف ( اسرعت بالقول لقذفه اياها بالماء الذي تناوله بيده مستمرة ) لا تفعل 
- اذا كان عليك تركها لتلدغني 
- هذا ما تستحقه لتصرفك ماذا اعتقدت اني افعل اقوم بسرقتك ما الذي تضعه بجيب سترتك 
اجابته وهي تقف معترضة فوقف امامها قائلا
- شيء ثمين جدا 
- واعتقدت اني اريد سرقته 
نقل عينيه بعينيها لم يخيل له انه يشعر بها بهذه القوة فاقترابها منه كان كفيل بإيقاظ جميع حواسه فأجابها وهو يدعي عدم الاكتراث
- لقد كنتُ نائما وعندما شعرت بأحدهم يقترب مني استيقظت ولم افكر بمن يكون لذا الامر ليس موجها لك بشكل شخصي لذا لا داعي للمبالغة بالأمر فانت بالنهاية تسكنين بمنزلي ام انك نسيتِ هذا 
- وهل تسمح لي بان انسى ثيودور ( قالت ونظرت الى حيث اطلت اندريا برفقة فردريك فتحركت نحوهم وهي تقول ) لقد تأخرتما
- صعدنا الى اعلى هناك هل وصلتما الى تلك القمة ( تساءلت اندريا بحماس )
- لا فالقد كانت مرافقتي بوضع لا يسمح لها بالاستمرار ( اجابها ثيودور وهو يقترب منهم مستمرا ) لنعد الخيل للمغادرة لنستطيع الوصول الى المنزل قبل مغيب الشمس  
- هذا افضل ما نفعله
 تمتمت جوزفين وهي تتخطى عنهم مما جعل فردريك يتابعها قبل ان يتحرك نحوها متسائلا 
- ما الامر الم تستمتعي بالنزهة
- استمتع لقد تركتني برفقة ذلك الرجل بحق فردريك كلمة استمتاع لاتصف الوضع الذي انا به 
ابتسم فردريك لقولها قائلا 
- انت من اختار رفقته على رفقتي 
حدجته بنظرة وهي تعمل على تثبيت سرج حصانها جيدا قائلة
- لا اعلم من منكما الأسواء 
ضحك فردريك بمتعه على قولها وتخطى عنها نحو ثيودور واندريا قائلا باستمتاع
- ان هذه الفتاه غير معقولة
- وكأني لا اعلم
اجابه ثيودور فتعمدت تجاهلهما بينما نقلت اندريا نظرها بين الرجلين بحيرة قبل ان تقول 
- توقفا عن ازعاجها 
وتحركت نحو خيلها هي الأخرى لتتأكد من سرجه فتحرك فردريك ليتناول السلة والغطاء عن الأرض بينما صعدت جوزفين الى خيلها محدقة بثيودور الذي توجه نحو خيله هو الاخر بغيظ انه يستطيع قلب مزاجها بشكل سيء لما تسمح له بهذا عليها بتجاهله ما الذي يصيبها حسنا ستتجاهله تماما اجل هذا ما ستفعله وهذا ما فعلته في طريق العودة وقد تعمدت الانشغال مع اندريا وفردريك طوال الوقت مع تجاهل وجود ثيودور معهم والذي بدوره لم يبدي أي اهتمام نحوها .
- ماذا تفعلن 
بادرهما ثيودور الذي غادر غرفة مكتبه لتو وقد جلستا مساء متجاورتين في الصالة منشغلات بما ترسمه جوزفين فأجابته اندريا دون ان تفارق أيا منهما ما امامهم
- انها تعد ما اقوله لها .. من هنا ليكن اوسع قليلا بحيث تظهر الكتف الى هنا 
اخذت جوزفين تتابع رسم الثوب الذي تريد اندريا خياطته 
- كم يحتاج من الوقت لينتهي 
- ان الفتيات ماهرات وسينجزنه سريعا اتعلمين عليك ارتداءه في حفلة تضم الكثير من سكان البلدة حينها ستتهافت العروض على الفتيات .. لما لا ( اضافت ونظرت نحو اندريا بينما تحرك ثيودور وقد انتابه الفضول ليقف بجوارهم متأملا ما ترسمه ) كلما قمنا بإعداد ثوبا جديد ستقومين بارتدائه والتنقل به بماكسويل هذا سيشجع الفتيات على قصدنا اكثر اليس كذلك 
- هناك عدد لابأس به يعتمد على عملنا ويرتدين منه 
- اعلم ولكني تنبهت ان الاكثرية تقصد العاصمة لإحضار ما هو مميز وملفت وجديد ومختلف لما لا نفعل نحن هذا وليقصدونا 
- فكرتا جيدة ( قالت اندريا بحماس ونظرت نحو ثيودور الذي تحرك مبتعدا ليجلس على المقعد امامهم مستمرة ) ما رايك بالأمر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق