- اجل ومن غيره
- ما الذي يفعله هنا
- لديه بعض العمل هنا فدعته والدتي للإقامة لدينا
- حقا .. وكيف تجري الامور بينكما
- بشكل جيد جدا انت حتى لن تستطيعي التخيل ( توسعت ابتسامة لاريس وهي تمنع نفسها من الضحك فتحركت جوانا من مكانها قائلة ) اتريدين الافطار ام اعد القهوة
- اعدي القهوة فالقد تناولت افطاري
انشغلت بإعداد القهوة قبل ان تنظر خلفها لتجد لاريس تتجه نحو ناثان لتقترب منه وهي تتأمل ظهره قائلة
- سيطول أمر بقائه هنا
- لا اعلم .. اعتقدت والدتي انني غادرت برفقة شايسي لذا عرضت عليه المبيت هنا
- انتَ نائم
قالت لاريس وهي تنحني نحوه وتبعد الغطاء عن وجهه مما جعله يتناوله من جديد ليعيده فوقه بتذمر لتفتح عينيها جيدا وهي تخفي ابتسامتها هامسة لجوانا من بعيد
- انه مستيقظ
- اعلم متى تصل تانيا
- اعلمتني انها ستعرج علينا مساء وتعتذر لعدم مقدرتها للحضور الان ( وعادت باتجاهها مسائلة )
- ما العمل الذي جاء من اجله
- لم أسئله ( وامام رفع لاريس لحاجبيها لها استمرت ) اكان علي ان افعل لا اشعر حقا باي رغبة بمعرفة اي شيء عنه
- انه في منزلك الان
- وان يكن .. سيحضر لوجان
- اجل وبرفقته جون ايضا .. هل ستعود شايسي للعمل سريعا
- لا اعتقد فهي شديدة القلق ولن تفارق زوجها قبل ان يسترد صحته
- انها زوجة مخلصة حقا .. هل يأثر غيابها على سير العمل
- بالتأكيد فانا على تواصل معها وأاكد لك ان عملي يتضاعف ارجوا ان تقدر لي هذا الشيء
- وما اخبار شقيقته
عادت لاريس للقول وهي تحدق بظهر ناثان بعد ان جلست تحتسي قهوتها فحركت راسها لها بعدم علمها قبل ان تقول
- بالتأكيد مازالت غاضبة بسبب بعد صديقاتها عنها
- ستتخطى الامر حين تتعرف على صديقات اخريات .. سيقضي اليوم هنا
- ارجوا ان لا يفعل رباه اتعتقدين انه قد يفعل
اجابتها وتوقفت عن المتابعة وهي تشاهد ناثان الذي ابعد الغطاء عنه ونهض محدقا بهما بغضب فالقد استنفذ كل الصبر الذي لديه قبل ان يتحرك نحو غرفتها ليدخلها مغلقا الباب خلفه بقوة مما جعلها تهتف
- هذه غرفتي ( اخذت لاريس تضحك قبل ان تهمس )
- لقد ازعجناه انه شديد التجهم
- ما كان له الحضور الى هنا
تمتمت قبل ان تعود لتبادل الحديث ولاريس التي قالت بعد قليل
- لنذهب لتزلج الان ومن ثم نقصد المتجر لإحضار ما نحتاج اليه
- ليكن
اجابتها وهي تتحرك من امامها لتدخل الى غرفتها لتراه ممددا في سريرها وقد وضع الغطاء عليه بفوضى لا يستعمل غرفت والدتها لأنه لا يقتحم خصوصيه الاخرين اما خصوصيتها هي فلا يرى مانعا من اقتحامها والنوم على سريرها ايضا مما يشكوا السرير المقابل تحركت بتذمر نحو خزانتها لتتناول منها ملابسها وتغادرها لترتديها وتغادر برفقة لاريس لتمضي وقتا مرحا برفقتها بقاعة التزلج قبل ان تتوجها نحو المتجر الكبير لإحضار ما يحتاجون اليه لأمسية اليوم وتعودا للمنزل لتلمح حيث كانت تقف سيارة ناثان لتجدها غير موجودة .
ترجل ناثان من السيارة مساء اليوم ليقف للحظة محدقا بباحة المنزل وهو يرى مجموعة من الشباب والفتيات قد انتشروا في المكان وقد كسر ضجيجهم سكون هذا الليل ليحدق برقم المنزل ليتأكد من انه بالمكان الصحيح قبل ان يتحرك وهو يهز راسه بيأس ليدخل ويتخطاهم الى الداخل متفاديا من يخرج منهم ليستمر بالسير نحو غرفتها
- انظري من حضر
تمتمت لاريس لها وهما تقفان بالمطبخ تناولا الاخرين اطباق الطعام ليخرجوها لتتابعه جوانا بنظرها وهو يفتح باب غرفتها ليدخلها مغلقا بابها خلفه لتقضم القليل من الجزر وهي تقول
- لقد احتل غرفتي .. علي اخراجه منها
- بعد ان نغادر افعلي ما يحلوا لك اما الان فلا تعكري مزاجك به
قالت لاريس وهي تغادر فتناولت اخر الاطباق بدورها لتنظم لرفاقها تانيا و جوي بالإضافة لرفاق لاريس انيا وفاي وشقيقها لوجان وصديقة جون لينشغلوا بتناول العشاء قبل ان تنظر نحو ناثان الذي اطل من الباب مرتديا بنطال من القطن مع تيشرت تلتصق بجسده ليلقي التحية عليهم بشكل مقتضب وهو يتابع نحو البوابة الرئيسة منشغلا بساعته ليتحرك مغادرا جريا على الرصيف
- من هذا
تساءلت أنيا بفضول وهي تتابعه ايضا فعادت جوانا بنظرها اليها قائلة باقتضاب
- ابن غرنت الذي ارتبطت به امي
- وانا التي اعتقدت لوهلة انك وجدتي ضالتك اخيرا
تمتمت انيا فقال لوجان بحماس
- انه يملك ناديا رياضي في دوراسون
- لذا يبدوا .. مثيرا .. للاهتمام ( اسرعت انيا بالإضافة ضاحكة لتحديق جوانا بها قبل ان تضيف ) يمكنك تقديمه لنا لما لم تدعيه لمشاركتنا العشاء
- لأنه لا يتناول العشاء حتى يبقى مثيرا .. للاهتمام
اخذت انيا تضحك بمرح لقول جوانا لتُحدث لاريس قائلة
- يبدوا انها توده كثيرا
- اكثر مما تتخيلي
اجابتها لاريس ضاحكة مما جعل جوانا تمسك طبق الطعام قائلة لتغير مجرى الحديث
- من يحتاج للمزيد .
وقفت تودع لاريس ولوجان وجون وهم اخر المغادرين وقد صعدا الى السيارة بينما وقفت جوانا على الرصيف تحدثهم ليقترب ناثان منهم متخطي عنهم متجها الى داخل المنزل فتابعت جوانا حديثها قائلة
- لنجتمع مرت اخرى لقد كانت امسية جميلة
- بالتأكيد لنفعل عمتِ مساء
اجابها لوجان قبل ان ينطلق بالسيارة فعادت بأدراجها الى المنزل لتغلق الباب خلفها وعينيها معلقتين بناثان الذي يقوم بتمرين الضغط في وسط الصالة بمهارة فتحركت نحو غرفتها متخطية عنه لتدخل اليها مغلقة الباب خلفها دون محادثته ورغم انها اوت للفراش منذ وقت الى انها لم تستطع النوم فبقيت تتقلب طويلا في فراشها وتصغي للخارج عند صدور اقل حركة منه حتى غطت بالنوم اخيرا دون ان تدرك .
- عمتِ مساء
بادرها ناثان في مساء اليوم التالي وهو يدخل الى المنزل بينما جلست على الأريكة تتصفح هاتفها وهي تضع سماعات اذنيها دون استعمالهما لتدعي عدم سماعه فوضع حقيبته جانبا وتوجه نحو المطبخ ليفتح الثلاجة محدقا بما تحويه قبل اين يتناول علبة المثلجات الوحيدة الموجودة ولكنه لم يمانع فلطالما استولت على خاصته
- احتاج للتحدث معك
- اجيبيني
- احتاج لرؤيتك
تأملت رسائل روجر التي تصلها لتتجاهلها وتعود لإرسال رسالة الى جورجيا
- احتاج لمحادثتك ارجوك اجيبي
- جوانا انا اقف امام منزلك
- اريد ان اتحدث معك
عادت رسائل روجر لتظهر لها فنقلت نظرها عن هاتفها نحو الباب لتشرد به قليلا قبل ان تتحرك نحوه لتفتحه وهي تبعد سماعات اذنيها لترى روجر الذي يقف ناظرا نحوها قرب الباب الخارجي فخرجت لتسير باتجاهه بروية لتقف امامه قائلة وهي تعقد يديها
- ماذا هناك لما تريد رؤيتي
- احتاج لهذا فلقد اش
- لقد انتهى الامر اعلمتك بهذا مرارا لم تصر على العودة
- انا مدرك قيمة مافقدت لذا لن استسلم
حرك ناثان عينيه نحو الباب وهو يغادر المطبخ وقد تناها له صوتهم ليقترب من الباب بفضول
- هل بدأتِ بمواعدت احدهم
- لا شأن لك
- لقد رأيته يدخل منذ قليل وبما اني اعرفك جيدا اعلم انك ما كنت لتدعينه لو لم تكن علاقتكما جدية
- اكنت تراقبني
- ليس الامر بهذا الشكل فقط اردت رؤيتك .. اتواعدينه حقا
- مازال الامر ليس من شأنك
- الن تغفري اكاد اجن من مجرد فكرت وجودك برفقة اخر
- كان عليك التفكير بهذا قبل ان تقرر ان تبقى على تواصل مع دنيز والتقرب مني بنفس الوقت اما الان فلقد انتهى الامر
- اه لا انه ليس من تواعدينه .. اجل .. اجل لقد تذكرت اين رايته ( قال بارتياح مفاجئ واستمر وشبه ابتسامة تظهر على شفتيه ) اعتقدت لوهلة انه .. تبا .. الان تذكرت اين رأيته انه ابن غرنت اليس كذلك رباه جعلتني اشعر بالتوتر حقا
انسل التجهم الى وجهها ببطء بينما استمر بارتياح وعينيه تتعلقان بناثان الذي خرج من الباب متجها نحوهما
- انه هو ليس الا
- عزيزتي
توقف روجر عن الاستمرار بوقوف ناثان بجوارها ويده تحيط خصرها جاذبا اياها نحوه لتلامس كتفها صدره وهو يستمر بينما رفعت راسها ببطء اليه غير مستوعبة وجوده بجوارها بهذا الشكل الان
- سأذهب لأحضر العشاء لن أتأخر .. سينضم لنا رفيقك اهو من العمل
اضاف وهو ينظر الى روجر بحيرة والذي بدى التجهم يسري سريعا الى ملامح وجهه بينما بقيت عينيها ثابتتان على ناثان لوهلة قبل ان تستعيد رشدها قائلة وهي تتخطى صدمتها
- لا انه مغادر جاء .. للاستفسار عن شيء بالعمل .. ستحضر شيء خفيف اليس كذلك فانت تعلم لا اتناول العشاء بالعادة
هز راسه لها بالايجاب وابتسامة جذابة تطل على شفتيه ووجهه يقترب منها متمتا بتعمد
- لن اغيب طويلا اعدي نفسك لأمسية مميزة
وتحرك ببطء ليبتعد عنها وهو يغمزها بعينه بمحبة لتتابعه وهي تبتسم مستمرة
- لا تتأخر
- لن افعل .. هل انتَ واثق انك لا ترغب بتناول العشاء معنا
اضاف وهو يتوقف ناظرا نحو روجر الذي زاد شحوبة فهز راسه له بالنفي والتوتر الكبير يتملكه فتابع سيره نحو سيارته ليصعد اليها مبتعدا لتبقى عينيها تتابعان السيارة ليقول روجر بعدم تصديق
- انتما اعني لم اتوقع فهو
- فهو ...
- ابن غرنت بالنهاية اي بمثابة شقيقك الاكبر اليس كذلك
- لا ليس كذلك أنا لا اعرفه حتى الا منذ ارتباط والدتي بوالده فكيف سيكون كذلك
- هل .. اعني
- اجل روجر صدق ذلك لقد طويت الماضي وانا اتقدم للمستقبل ولن انظر للخلف ابدا ان كنت تعاني مشكلة بهذا فهي مشكلتك تماما
- ولكني اعلمتك اني تخليت عن دنيز
- لا يعنيني الامر بتاتا ان كنت تخليت عنها او حتى توقفت عن تقبيل الفتيات التين تراهم لأول مرة
- لقد اوقعن بي اعلمتك بهذا
- الا تستطيع ادراك ما اقوله لقد انتهى الامر ولن نعود لتحدث حوله وعليك ان تعذرني الان فعلي الاستعداد فلدي سهرة مميزة علي قضائها مع رجلا اثق به .. عمتَ مساء
اضافت بثقة وهي تعود بأدراجها نحو المنزل لتدخله وتغلق الباب خلفها وهي تراه مازال في مكانه يتابعها .
رفعت رأسها عن هاتفها المطفأ وقد جلست على الاريكة واضعتا قدم فوق الاخرى شاردة نحو ناثان الذي اطل واضعا كيس الطعام على الطاولة ليجلس على الاريكة المقابلة لها قائلا
- لن ينضم الينا ( بقيت تنظر اليه دون إجابته فاستمر ) عليك شكري لتخليصك منه
- لم تريد تخليصي بقدر ما اردت رد الامر له فهو عانق صديقتك وانت حظيت بي .. حتى انك اوحيت له انك لا تذكره
تابعت امام انشغاله بفتح كيس الطعام مخرجا منه علبتين وضع واحدة امامها وانشغل بفتح الاخرى قائلا وهو يسترخي في جلسته للخلف ويبدأ بتناول محتوياتها متعمدا تجاهل حديثها
- ارجوا ان تروق لك فلقد احضرتها من اقرب مطعم لنا ( وامام صمتها ومازالت تنظر اليه مضغ لقمته بروية قائلة ) اكنتما على علاقة جادة
- هذا ما كنت اعتقده انا على الاقل ( اجابته وهي تتحرك لتتناول علبتها وتنشغل بفتحها وهي تقول ) وانت
ابتلع لقمته ببطء قبل ان يقول
- مضى عليها بضع اشهر
- بضع اشهر فقط .. اعتقدت ان الامر بينكما جاد اكثر هكذا بدوتما كما انها اعلمتني انكما تختطان للارتباط وان زفاف والدينا سبب بتأجيل هذا
- فَعلت .. لم الاحظ انكما مقربتين فلما اعلمتك بهذا
- ارادت أن تعلمني حدودي فحسب قولها انتَ ملك خاص لها وليس علي الاقتراب منك
ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه قبل ان يقول
- على ما يبدوا انها كانت تخطط للكثير دون علمي
- وعلي تصديق ذلك
- انها صديقة سيلا منذ وقتا طويل اي اعرفها منذ زمن لذا ..
- لذا ..
- انا الاخ الاكبر لسيلا والوحيد فكنت دائما ما ارافقها واقوم بإيصالها و .. بشكل ما جميع صديقاتها معجبات بي ( لم تستطع منع الابتسامة من الظهور على شفتيها فأضاف ) لا تخفيها ولكن هذه هي الحقيقة
- ليس الامر اذا انك مغرورا بنفسك فقط
- سأتجاهل ما قلته كما كنت اتجاهل وادعي اني لا اعلم لما تصر صديقاتها عليها كي اعرج لأصحابها من المدرسة ولطالما تصرفت معهم بهذه الطريقة .. حتى العطلة الصيفية احتجت لموظفة بالنادي فجاءت ماريانا للعمل بشكل مؤقت قبل بدأ الجامعة وحينها .. اختلف الامر فلم تعد فقط صديقة شقيقتي واجل كنت افكر بالارتباط بشكل جدي
اغلق علبة الطعام ولم تعد له رغبة بتناوله فقالت لعدم متابعته
- لقد ابتعدت الفتيات عن سيلا بسبب افتراقك وماريانا فكيف يكن صديقات كما ان سيلا تسعى لعودت صداقتهم هل تجد أن الأمر طبيعي حقا .. انا لا افعل
استرخى في جلسته للخلف شاردا قبل أن يقول
- ان سيلا مجرد طفلة
- هذا القول سيسبب لها الكثير من المشاكل في المستقبل فهي تخطت مرحلة الطفولة عليك ادراك هذا جيدا والتوقف عن تلبيت رغباتها كأنها طفلة
- لقد توفيت والدتي وهي في العاشرة
- ليست الوحيدة فالقد توفي والدي وانا بالعاشرة
بقيت عينيه معلقتان بها وهو يقول
- لم تكن تعاني والدتي من اي علة .. كنت برفقت والدي في ذاك اليوم بينما سيلا كانت برفقت والدتي التي جلست على الاريكة لتقوم بتسريح شعرها ليتوقف قلبها بشكل مفاجئ عن العمل لتنحني نحو ظهر الاريكة مستندة عليه لتفارق الحياة بينما سيلا تنتظر منها متابعة تسريح شعرها وعندما رأتها تستند بهذا الشكل اعتقدت انها نائمة فأحضرت لها الغطاء وقامت بوضعه عليها وجلست بجوارها الى ان نامت وهي ملتصقة بها .. لك ان تتخيلي الصدمة التي تعرضت لها عند معرفتها ان والدتها توفيت وليست نائمة ( ابتلعت لقمتها بصعوبة بينما تابع ) اضطررنا الى جعلها تتابع عند طبيب نفسي لفترة من الوقت الى ان تحسنت .. عندما بدأت تجتمع مع رفيقاتها ابنة عمي هانا وصديقاتها بيرتا وماريانا التين تكبرانها بعامان الا انهما كانتا المقربتين منها فكانت تقضي معهما الكثير من الوقت وتبات لديهما لم نمانع لأننا نرى ان هذا الامر يجعلها تتحسن وتصبح افضل وافضل .. كما انه كان علينا دائما ان نغطي مكان والدتي لذا حرصنا على رعايتها كما يجب لذا لا تحدثيني عن اننا نقوم بتدليلها بل نحن نقوم برعايتها
وضعت علبتها جانبا وهي تقول
- ارى انكم انسقتم خلف الامر قليلا
- لا اعتقد اننا فعلنا
- وان كنتُ على صواب لن تعترف ناثان
- لو كنتِ على صواب لا علمتك لكنك لستِ كذلك انتِ غير مؤهلة لانتقادها
- يزعجك سماع الحقيقة
- والتي هي
- انكما افسدتماها بدلالكما
- ربما بسبب فقدانك لوالدك بسن صغيرة لا تدركين كيف يكون الامر ففقد الوالد ليس كفقد الام .. لم يرق لك ما اقوله
اضاف لصمتها دون ان تفارقه عينيها فقالت
- الحديث عن شقيقتك يمس وترا حساس لديك دائما
- ولما لا
اجابها وهو يتناول هاتفه الذي يرن ليجيب عليه
فراقبته لثواني قبل ان ترفع راسها الى الاعلى لتسنده على ظهر الاريكة محدقة بشرود بسقف الغرفة انها مؤخرا تعاني من الاوجاع في عنقها عليها التقليل من الجلوس امام الحاسوب بالعمل ولكن كيف هذا وجميع عملها مرتبط به
لمحها ناثان بنظرة وهو يتابع مع محدثة لتتوقف عينيه عليها متأملا اياها ببطء من شعرها الذي تناثر حولها الى عنقها البارزة ليشيح براسه بعيدا عنها ناهرا نفسه ليتحرك من امامها ويتوجه نحو النافذة القريبة من الباب ليتابع حديثه وهو يدس يده بشعره من الامام الى ان انهى مكالمته اغلق هاتفه واستدار نحوها ليجد الاريكة فارغة فجال بنظره بارجاء المكان قبل ان يتحرك نحو اريكته ليجلس عليها وعينيه معلقتان بباب غرفتها بشرود .
نظرت نحو ساعتها التي تشير الى الحادي عشر في مساء اليوم التالي لتتثائب وعيونها تدمع فالقد نال منها النعاس والتعب فتحركت عن الاريكة لتقترب من النافذة المجاورة للباب محدقة بالشارع الخالي امامها لم يحضر ناثان اليوم هل انتهى من عمله هنا يبدوا انه قد فعل اجابت نفسها في صباح اليوم التالي وقد خرجت من غرفتها تهم بالمغادرة نحو عملها لتجد الأريكة فارغة ولم تمس هذا جيد تمتمت برضا وهي تتحرك نحو الباب لتغادر بدورها ليمر الاسبوع التالي بشكل روتيني الى ان نظرت نحو هاتفها الذي يرن محدقة برقم جورجيا فوضعت السماعة باذنها وعينيها تركزان على الطريق التي امامها لتبادرها
- اجل عزيزتي كيف انت
- بخير .. اين انت
- كنت اتناول العشاء برفقة بعض الاصدقاء والان انا في الطريق إلى المنزل كيف الاطفال
- بخير هل تحدثت مع امي مؤخرا
- البارحة مساء تحدثنا لما
- تعرض المنزل للحريق اليوم
- ماذا تقولين ( اسرعت بالقول ) كيف حدث هل اصيبت اهيا بخير
اضافت وهي تقف بسيارتها بجوار الطريق وجورجيا تجيبها
- لا انها بخير
- انتِ واثقة
- اجل
- وغرنت وناثان
- جميعهم بخير فقط تضرر المنزل
- علي رؤيتها الم تعلمك كيف حدث هذا
- ماس كهربائي في المطبخ ادى الى هذا اتستطيعين الذهاب والاطمئنان عليها
- اجل سأذهب بالحال
- ستجدينهم بمنزل ناثان هل طمأنتني عند وصولك فلا اشعر بالراحة للأمر واقلق ان تكون تعرضت لسوء ولا تريد اعلامنا حتى لا نقلق
- سأفعل لا تقلقي
اجابتها وهي تعود لتحريك السيارة بالاتجاه لمعاكس مستمرة بالقيادة دون توقف حتى دوراسون لتمر بجوار المنزل وهي تتأمل الجهة الشماليه منه والتي يبدوا انها المتضررة وقد تأكلت ووقعت اخشابها تابعت بقلق نحو منزل ناثان لتوقف سيارتها امامه وما ان غادرتها حتى فتح الباب ليطل منه غرنت وهو يحمل مصباحا بيده قائلا
- جوانا اهذه انت
- اجل كيف انتَ وامي ارجوا انكما بخير ولم تصابا بأذى
- لم نكن بالمنزل وهذا من حسن حظنا ادخلي
دخلت الى الكوخ ليغلق خلفها الباب لتطل والدتها من باب الغرفة قائلة لرؤيتها وهي تقترب منها
- جوانا ما الذي تفعلينه هنا بهذا الوقت لقد شارفت على العاشرة
احتضنت والدتها وهي تشعر براحة لرؤيتها سالمه وهي تقول
- تريدين ان اعلم ان مكروها قد اصابكم ولا احضر انت بخير اليس كذلك
- اجل كنا نتناول الغداء بمنزل نورث ابن عم غرنت وناثان كان بالعمل
- كيف حدث هذا اذا فالقد رأيت الجهة الشمالية متضررة بشكل كامل
- يبدوا ان ماسا كهربائي حدث والأدلة تشير الى محضر القهوة
اجابها غرنت واشار الى الأريكة المزدوجة والوحيدة الموجودة مع بعض المقاعد الخشبية مستمرا
- اجلسي هل تناولت عشاءك ( جلست وهي تقول )
- اجل فعلت اشكرك
- لنتناول العصير اذا اتريد غرنت
- لا فساوي للفراش ولتستعمل جوانا غرفة ناثان فهو لن يعود الليلة
تابعت غرنت الذي اختفى داخل الغرفة المجاورة لتعود نحو والدتها التي تسكب العصير لتتأمل باقي المنزل قائلة
- لم ينتهي من اصلاح المكان
- سنبقى هنا لمدة يومان ليس اكثرت فغدا سيبدئون بإصلاح المنزل الى حينها نستطيع تدبر امورنا هنا ( ناولتها والدتها كوبها مستمرة ) كيف هو عملك
اخذت تتحدث مع والدتها ليمضي الوقت قبل ان تنسل تثائبه من فمها مما جعل ميلينا تقول
- فلتذهبي للنوم بهذه الغرفة بها سرير مريح ( واحتضنتها بمحبة وهي تتابع ) سعيدة بحضورك
ابتسمت لها متمتمة
- ما كنت لإهداء لو لم اراك واشعر بالراحة من الجيد ان الامر اقتصر على هذا
- انتِ على صواب من حسن حظنا اننا لم نكن متواجدين ... لقد اطلنا السهر لتأوي للفراش الان واراك صباحا هيا
تحركت لتدخل الى الغرفة التي اشارت لها والدتها وهي تحمل كوب العصير بيدها قائلة
- عمتِ مساء انت ايضا .. لا يوجد كهرباء هنا
تمتمت وهي تضغط زر الاضاءة دون فائدة ففتحت هاتفها لتنير الغرفة بالضوء الخافت متجولة بإرجائها بنظرها لتتحرك نحو رفا للادراج قديم لتهم بوضع الكوب عليه ليميل الرف نحوها وكذلك كوبها ليبتل قميصها وبنطالها فأسرعت بالتراجع للخلف محاول اعادة الكوب الى مكانه دون ان تفلح فنفضت قميصها وهي تحرك راسها بيأس لتتخلص منه وتتوجه نحو السرير لتتخلص من بنطالها وتندس في الفراش لترسل لجورجيا تطمأنها قبل ان تغفوا .
دخل ناثان الى المنزل بهدوء ليغلق الباب خلفه بروية فلا يريد ازعاج والده وميلينا بهذا الوقت ليتجه نحو غرفته ليدخلها متخلصا من قميصه ويجلس على السرير ومازال التجهم يملأ وجهه فلم يمر عليه اسوء من هذا اليوم هم بالانحناء ليفك حذائه ليتوقف وهناك شعور غريب يراوده لتلامس جسده بشيء صلب خلفه فاستقام بجلسته ببطء وهو يمد يده للخلف متلمسا الغطاء المنحني بحيرة
- من هنا
اسرعت جوانا بالهتاف بذعر والتحرك بينما قفز بدوره مبتعدا عن السرير ليسرع نحو هاتفه مضيئا اياه ومسلطا اياه على جوانا التي التصقت بالحائط خلفها بذعر وهي تضم الغطاء اليها لتستمر بعينين متوسعتان لرؤيتها له
- ما الذي تفعله هنا
- ما الذي تفعلينه انتِ هنا
- انا انام هنا كيف تجرؤ على الدخول الى هنا
- انها غرفتي
- وما شأني انا انام هنا
- هذا سريري
- وان يكون انا انام هنا
- انظروا لهذا اعلمك انها غرفتي اي انا من عليه السؤال ما الذي تفعلينه هنا
- طلبا مني استعمال هذه الغرفة لذا هيا غادر
- لستِ جادة انها غرفتي فلتغادري انت
- ما الذي عاد بك الم تكن ستبقى خارجا
- وما شانك هيا غادري فلقد اقترب الصباح وارغب بالحصول على ساعات وافرة من النوم
فقالت بعناد
- فلتغادر انت
- امامك خمس دقائق لتفعلي والا بتي معي هنا واتعلمين لا امانع
تحركت لتنزل عن السرير وهي تقول بغضب ومازالت تمسك الغطاء لتخفي به جسدها
- وماذا اتوقع منك غير هذا ايها الجاحد
وتحركت متخطية عنه ليستدير متابعا اياها بضوء هاتفه بينما انحنت لتتناول قميصه عن الارض وهي تتابع بكره
- اجرؤ فقط على العودة الى منزلي بكايدن
واخذت ترتديه بحرص بإحدى يديها بينما بيدها الاخرى مازالت تمسك الغطاء بها
- ماذا تفعلين
- اهم بالمغادرة اليس هذا ما تريده لم ارى بقلت ذوقك ابدا ولا اعتقد اني سأرى
- انت ترتدين قميصي
- اذا
قالت وهي تترك الغطاء بعد ان انتهت من ارتدائه واحكام ازراره مخفيه جسدها وقد وصل قميصه الى فوق ركبتيها بقليل ليتابع بعينين متوسعتان
- اليس معك ملابس
- لا
وتحركت عائدة باتجاهه لتتخطى عنه ليتابعها ومازالت عينيه ثابتتان عليها فلقد حولت قميصه الرجولي العادي لشيء .. مثير جدا
تناولت هاتفها وحقيبتها الصغيرة بتذمر وهي تقول بينما تتابع تناول سترتها وبنطالها
- كان عليك الاتصال قبل قدومك كنت اخليت لك الغرفة ولكن كيف وانت لا تفعل هذا بالتأكيد ما كنت لتفعل يجيب عليك الظهور واحداث جلبه ها قد اتيت اتعلم ( قالت وهي تستدير نحوه ومازال يتابعها لتقترب منه مستمرة وهي ترفع وجهها بكبرياء له ) ها هيها غرفتك احصل عليها وها هو سريرك نم به انا لا احتاج اليهم ولكن تذكر هذا اليوم جيدا عندما تعود الى كايدن تذكره جيدا ناثان عندما تقصد منزلي من جديد
- وهل كنت تسمحين لي باستعمال غرفتك لأفعل
لقد كنت انام على الأريكة وحولت حياتي الى جحيم بثرثرتك التي لا تتوقف
لمحته بنفور قبل ان تنحني متناوله الغطاء ايضا وتتحرك نحو الباب لتغادر بكبرياء بينما بقي يتابعها بضوء هاتفه ليقول
- اغلقي الباب خلفك
كانت تهم بفعل هذا ولكن بعد قوله تجاهلت الامر وتابعت خروجها متجها نحو الصالة لترمي ما بيدها على المقعد وتتحرك نحو الاريكة لتندس بها وهي تضع الغطاء على نفسها لتتقلب بدايتا بغضب قبل ان تطلب من نفسها الهدوء لترفع مقلتيها الى الاعلا وهي تشتم رائحة عطره العالقة بقميصه كان ارتدائها له ضربا من الجنون ولكن كان في حينها الخيار الافضل فنهضت بتذمر نحو حقيبتها لتخرج عطرها وتقوم برشه على كل القميص وتعود لتندس تحت الغطاء لتستطيع العودة للنوم اخيرا .
همسات وتمتمات منخفضة تناهت لها جعلتها تفتح عينيها ببطء محدقة بوالدتها وغرنت الذين يتحدثان بصوت منخفض وهما يحتسيان قهوة الصباح وقد جلسا على المقاعد الخشبية لتقول ميلينا لرؤيتها لعينيها المحدقتان بهما
- ها انت تستيقظين حاولنا التزام الهدوء بقدر ما نستطيع ولكن على ما يبدوا اننا لم ننجح .. لما تنامين هنا
تحركت للجلوس بكسل وهي تضم الغطاء اليها جيدا قائلة
- عمتما صباحا
- اتعاني الغرفة من شيء ابها قوارض ان المكان هنا مهجور لذا قد يظهر به اي شيء رغم أنني تفقدت المكان
قال غرنت فتمتمت
- اجل هناك قوارض كبيرة بها ( وامام تحديق غرنت وميلينا بها قالت بصوت مسموع )
- ناثان حضر ليلا لذا بت هنا
- اهو هنا ( قال والده بحيرة مستمر ) اعتقدت انه سيبقى عند نويل
- حضر ليلا ( وتثائبت قبل ان تستمر ) المكان هنا مازال بحاجة للكثير من العمل
- دعانا ابن عم غرنت للمبيت لديهم ولكن فضلنا البقاء هنا فاليوم يصل العمال لإصلاح الجهة المتضررة
اجابتها والدتها
- صباح الخير ( قول ناثان ذاك وهو يخرج من غرفته متجها نحوهم جعلها تحدق به ليتوقف في مكانه وقد دس يده بشعره من الامام وعينيه تتعلقان بها ليسحب نظره عنها ببطء نحو والده وميلينا مستمرا وهو يقترب منهما ومازال النعاس باديا عليه ) هل حضر العمال
- انها الثامنة ( اجابته ميلينا فقال وهو يتناول لنفسه مقعدا خشبي ليجلس عليه بشكل معاكس )
- اكدت عليهم بضرورة الحضور باكرا فعليهم انهاء العمل اليوم
- وبرون
- اعلمته ايضا بضرورة الحضور لتأكد من امور الكهرباء فلا نريد ان يتكرر الامر .. اشكرك
اضاف لميلينا وهو يتناول منها كوب القهوة الذي سكبته له لتو لتتجه نحو جوانا لتتناول كوبها هي الاخرى
- اعتقدت انك ستبقى عند نويل
- انه خارج دوراسون ( قال وتناول هاتفه الذي يرن من جيب بنطاله مستمرا وهو يرى اسم سيلا ) لابد وانها علمت بالأمر .. اجل .. لا لا تقلقي جميعنا بخير ... اجل ااكد لك هذا ... ولكن لا تفعلي ... حقا .. حسنا سننتظرك .. وداعا
واغلق هاتفه محدقا بوالده وهو يقول
- انها بطريق ساعة وتصل
- ولكن من اعلمها ما كان عليهم اقلاقها ( قالت ميلينا فأجابها غرنت )
- لابد وان احدا صديقاتها من فعل .. سأذهب لتفقد المنزل
- دعوني ارفقكما ( قالت جوانا لرؤيتها لوالدتها تهم بالانضمام لغرنت وهي تبعد غطائها لتنهض عن الاريكة وتحمل اغراضها مستمرة وهي تتوجه نحو الغرفة ) انتظراني لن اتأخر
عقدت ميلينا حاجبيها وهي تتابعها وكذلك تعلقت عيني ناثان بها متأملا اياها من راسها الى اخمص قدميها قبل ان يخفض راسه قليلا لتلقيه ضربة من والده على مؤخرة راسه فنظر نحوه وهو يتلمس راسه من الخلف لينهره غرنت بعينيه لتصرفه فهمس دون صوت
- انه قميصي
بينما تحركت ميلينا لتتبعها الى داخل الغرفة ليقول غرنت بصوت هامس
- ولما ترتديه ولما تنام هنا ما الذي جرى ليلا
- لا شيء حقا فقد عدت وتفاجئت بها بالغرفة فللحقيقة لم اتوقع رؤيتها و ..
- و .. كلي اذان صاغية
- لا اعلم حقا فلقد ارتدته دون أن تعلمني لما فعلت وغادرت الغرفة
- وسمحت لها بالنوم على الأريكة وانتَ هناك
- وهل كان علي فعل العكس ( وامام ثبات نظر والده عليه قال ) لقد كنت بمزاج سيء جدا فلم يخطر الامر لي
- لما ترتدين قميص ثانان
بادرتها والدتها وهي تدخل خلفها الغرفة فوضعت ملابسها على السرير لتتناول بلوزتها محدقة بآثار العصير عليها وهي تقول
- لقد لوثت ثيابي بالعصير ولم احضر ملابس معي جئت على عجل الى هنا سأقصد البلدة بعد قليل لأحضر بعض الملابس اترافقيني
- اجل ( اجابتها والدتها وهي تراها ترتدي بنطالها لتخفي القميص تحته مستمرة ) لابد وان تجدي شيء يناسبك من مجموعتي .. لنذهب لإعداد الافطار ونجد لك شيء مناسبا اكثر
تناولت بلوزتها بيدها لتتبع والدتها الى الخارج والتي بادرت ناثان لرؤيته بمفردة
- اغادر غرنت
- انه بالخارج بانتظاركما
اجابها وهو يتابعهما وهما تتجهان نحو الباب متأملا جوانا بينما قالت ميلينا وهي تخرج
- لا تتأخر فانا ذاهبة لإعداد الافطار
انشغل غرنت وناثان مع العمال الذين حضروا دون ان يفتها تعمده تأملها من جديد بعد ان تخلصت من قميصه لترتدي واحدة تخص والدتها مما جعلها تنظر اليه بتعالي ثم تعود لتجاهله لتنشغل بمساعدت والدتها بإعداد الشطائر بوصول سيلا لتشاركهم الافطار ثم تغادر نحو البلدة بينما بقيت جوانا تساعد والدتها في تنظيف المكان قبل ان تغادرا بدورهم نحو البلدة ليمضي الوقت سريعا قبل ان تعودا نحو الكوخ مع غروب الشمس ليجدوا سيلا تهم بمغادرته فبادرتها ميلينا
- رأيت المنزل ونحنا قادمتان ومازال العمال به لا اعتقد انهم سينتهون من العمل به اليوم
- هذا ما قاله والدي ايضا كما ان المكان مازال يعبق برائحة الخشب المحروق لذا لن نستعمله قبل الغد
- هذا ما كنت افكر به ايضا ( قالت ميلينا وتابعت وهي ترى سيلا تهم بالتحرك ) احضرت طعام معي لا تغادري قبل تناوله
- انا مدعوة بالخارج .. وداعا
اجابتها باقتضاب وهي تبتعد لتضع جوانا كيس الملابس التي اشترتها على الأريكة قائلة
- انها لا تخرج عن جديتها معنا
- هي هكذا
- انا واثقة من انها تسئ التصرف في بعض الاحيان
- لا لا تفعل
- انت فقط لا تريدين التحدث بالأمر
- انها فتاة فقدت والدتها وتركتها بين رجلان لا يرفضان لها امرا
- تنبهت للأمر من قبل لقد افسداها
اجابتها وهي تجلس على الاريكة ليمر الوقت سريعا دون ان تدري فما كادت تصبح التاسعة حتى عادت سيلا للدخول برفقة والدها وشقيقها وهم يتحدثون لتشاركهم والدتها بينما ادعت انشغالها بهاتفها فهي تشعر بنفسها دخيلة بينهم ولا مكان لها هنا يبدون منسجمين معا ومندمجين بينما هي لا تجد ما تشاركهم به حتى ما كادت ان تصبح العاشرة والنصف حتى ابدت والدتها وغرنت رغبتهما للذهاب للنوم فردت التحية لهما بابتسامة وهما يدخلان الى غرفتهما بينما تحركت سيلا لتتخطى عنها نحو غرفة ناثان مما جعل المكان يعم بالهدوء التام فلم يبقى الا ناثان الذي تحرك عن المقعد الخشبي ليسكب كوبا من العصير ويعود ليجلس بجوارها مما أخرجها من تركيزها بما كانت تقرأه على هاتفها وهو منشغلا بشرب عصيره بصمت وما ان انهاهه حتى انشغل بهاتفه لتتعلق عينيها بساعة هاتفها كان عليه التوجه نحو غرفته فهي حقا بحاجة للراحة الان فقالت
- اصبح الوقت متأخرا
هز راسه بالايجاب مما جعلها تنظر اليه للحظة قبل ان تعود نحو هاتفها لتتصفحه وتتوقف امام فيديو لفرقتها المميزة لتستمع الى ما يتحدثون عنه قليلا
- انهم المميزون
- اجل
اجابته دون ان تفارق عينيها شاشة هاتفها فاستمر وهو منشغلا بدوره بهاتفه
- سيقيمون حفلا في ماكسويل
- اعلم وحاولت الحصول على تذاكر للحضور ولكن لم افلح
- حقا .. حصلت على تذكرتين ولم يكن الامر صعبا
- انت جاد
اسرعت بالقول وهي تنظر اليه فلمحها بنظرة حائرا من حماستها ليهز راسه بالايجاب وهو يعود نحو هاتفه فتابعت
- كيف استطعت هذا علمت ان جميع التذاكر قد بيعت
- اشتريتها قبل ان تباع جميعها ليس بالأمر الصعب خاصة ان احد المدبرين للحفل صديقا لي فلم يكن صعبا عليه تأمينها
- اتستطيع ان تأمن لي تذكرتان ارغب بحضورها ولاريس وحاولنا جهدنا لهذا دون جدوا
- لن تجدي الآن فقد حاولت احضار تذكرتين لنويل ولم افلح
عادت نحو هاتفها بخيبة امل قائلة بعد قليل ومازالت تتابع الفرقة
- هذه الاغنية مميزة جدا
- لا اعتقد اني سمعتها من قبل فانا لا اتابعهم
فتحت عينيها جيدا وهي تعود لنظر اليه محدقة بجانب وجهه دون ان ترمش فنظر نحوها وعاد نحو هاتفه قبل ان يعود نحوها قائلا بحيرة
- ماذا هناك
- الم تقل انك حصلت على تذكرتين لحفلهم
- فعلت
- اتشتري بالعادة تذاكر لحفلات لا تعرف عنها شيء
- لقد اشتريتهم من اجل سيلا وليس من اجلي
- هي معجبتا بهم ايضا
قالت وهي تهم بالعودة نحو هاتفها الى أنها توقفت وهو يقول
- هذا ما اعتقدته ولكن ظهر اني على خطء ( حرك عينيه نحوها من جديد لتتعلق بعينيها وهو يتابع ) اعلمتني انها لا تستمع لهم ولا ترغب بحضور حفلتهم حتى
- وهذا يوصلنا الى انك تملك تذكرتين لفرقة المميزون انت لست بحاجة لها
- كنت افكر باعطإهما لنويل
- ولما قد تفعل هذا
- لأنه .. صديقي وكان قد سألني سابقا ان احصل له على تذكرتين
- سأقوم بشرائهم منك
توقفت مقلتيه بتفكير عليها قبل ان يقول وهو يعود نحو هاتفه
- لا انوي بيعهما
- اذا ماذا ستفعل بهما
- اعلمتك اني سأقدمهما لنويل
- سأشتريها منك حقا فلا تقدمها له انا احتاجها
- اهي فرقة جيدا لهذه الدرجة
- ان كنت لا تتابعها كيف ستعرف بالنسبة لي وللاريس هي الافضل
- لا اعلم مازالت افكر بتقديمها لنويل
- لن يضرك الامر بل ستستعيد ثمن التذاكر ان بعتني اياها
بدا التفكير عليه قبل ان يعود للقول
- لا لن اغير رئي
- انت لا تملك التذاكر حقا فقط تحاول مضايقتي ليس الا هيا اعترف
- ولما قد اختلق امرا كهذا
- اثبت لي اولا انك تملك التذاكر ثم نتحدث
فتح هاتفه على معرض الصور يبحث به وهو يقول
- كنت ارسلت صورتهما لسيلا عندما ابتعتهم معتقدا ان الامر سيروق لها ويخرجها من ذلك الجو الكئيب الذي تحيط نفسها به مؤخرا
كان يتحدث وهو يبحث بين الصور مما جعلها تقرب راسها منه محدقة بهاتفه قبل ان تقول وقد لمحت صورة لها بينما مر عليها سريعا
- اهذه صورتي .. انها كذلك ولكن انظر لما صورتي هنا
- لا اعلم عما تتحدثين
- لقد رأيتها هيا ارتفع للأعلى
- لقد هيئ لك وما الذي سيحضر صورتك الى جهازي
قال بإصرار كاذبا وقد نسي امر هذه الصور التي ارسلتها سيلا له في يوم مأدبة العشاء التي اقيمت قبل الزفاف لجوانا وقد اخذت تضلع لمساتها عليها لترسلها له وهي تقول ساخرة وقد قامت بالتقاطها لها خلسة ( انظر لأختنا الجديدة )
- انا واثقة مما رأيته
اسرعت بالقول وهي تحاول تناول هاتفه فاسرع بإبعاده ووضعه بجيبه قائلا امام اصرارها
- ليس انتِ
- بل انا وذاك ثوبي كنت ارتديته يوم مأدبة العشاء ماذا فعلت بصورتي ومتى التقطها وكأني لمحت قبعة ساحرة فوق راسي هل عبثت بصوري
- مازلت لا اعلم عما تتحدثين وقد اصبح الوقت متأخرا وانا بحاجة للنوم والا لن استيقظ غدا
- انت تتهرب من الامر اعلم ما رايته ناثان لذا من الافضل لك ان تريني اياه افضل لنا معا
- هلا ذهبتي للنوم
قضمت شفتها من الداخل بغيظ وهي تسند ظهرها بظهر الاريكة مشيحة عنه له ما يكون ستحصل على صورها التي عبث بها
- اريد النوم
- وما الذي يمنعكَ من ذلك
- انتِ
- وما شأني بك فانا التي انتظر ذهابك لغرفتك حتى استطيع النوم
- انتِ تنتظرين ان اغادر من هنا
- اجل
- لا باس اذهبي انت للانضمام لسيلا
- في غرفتك حتى تقوم بإخراجي منها من جديد لا اشكرك لقد اكتفيت منك ومن كرم ضيافتك
- كنت في مزاجا سيء البارحة ليس الا وكنت انت اول من رأيت ولم اكن اتوقع رؤيتك حتى لذا انا مدينن لك بالاعتذار
اخفت مفاجئتها من قوله قائلة
- ستباتُ هنا اذا
- اجل
- هذا جيد .. فليست بالأريكة المريحة ( اجابته وهي تتحرك )
- اشكرك للمعلومة لقد جعلتني متحمسا لقضاء الليلة هنا حقا
- ارجوا ان تقضي لليلة سيئة جدا جدا
- يالك من شريرة
- ولترافقها الكوابيس ايضا
اضافت وهي تتحرك نحو الغرفة بينما يتابعها بعينيه بعدم تصديق لتدخلها وتغلق الباب خلفها محدقة بظهر سيلا التي تنام على السرير لتتحرك جانبا بروية وتضع الغطاء ارضا لتستلقي عليه وتتناول هاتفها لترسل رسالة الى لاريس
- عندما تستيقظين ارسلي لي كلمة سر هاتف ناثان
اطفأت هاتفها ووضعته جانبا لتشرد بالسماء المتلألئة بالنجوم من خلال النافذة قبل ان يشدها تنفس سيلا الغير منتظم مما جعلها تحرك راسها نحوها متأملة ظهرها من جديد وصوت انفاسها المضطرب بدا يبدوا اوضح انها تبكي بقيت تتأمل ظهرها تهم بمحادثتها الى انها تراجعت فلن تكون متعاونة معها لذا عادت لتسند راسها بوسادتها دون استطاعتها النوم الا حينما توقفت سيلا عن البكاء ليعم الهدوء التام المكان وتغفوا اخيرا .
خرجت من الغرفة الخالية الا منها في صباح اليوم التالي متجها نحو الخارج وهي تنظر نحو ناثان المنكمش على نفسه بالأريكة الصغيرة ويغط بالنوم لتتابع نحو الخارج ملقية التحية على والدتها وسيلا لتجلس برفقتهم ومازالت تشعر بالنعاس وعدم الرغبة بالتحدث وعينيها تتأملان سيلا بين الفين والاخر وقد بدا انها لم تحظى بليلة جيدة ما الذي بحزنها بهذا الشكل ويجعلها تبكي رغم رغبتها بان تعلم الى انها لا تشعر براحة لها فقد تقوم بتصرف معها بفظاظة كما تفعل دائما شردت بأفكارها لتخرج منها على قول والدتها
- لقد غادر غرنت لإحضار الأفطار من البلدة سأذهب الى المنزل لانتظاره وتفقد المكان من ترافقني
- انا احتاج الى الاستحمام حتى اصحوا وكوبا كبيرا من القهوة
اجابتها سيلا وهي تتبعها فقالت جوانا بكسل
- سأحضر هاتفي واتبعكما فانا ايضا احتاج الى ما يوقظني
رفعت شعرها الى أعلا لتثبته وهي تراقب مغادرة والدتها برفقة سيلا سيرا نحو المنزل الاخر قبل ان تتحرك عن مقعدها لتدخل الكوخ مغلقة بابه خلفها بروية وهي تحدق بناثان المتمدد على ظهره وهو يغط بالنوم العميق فتحركت نحو الغرفة لتحضر هاتفها وتهم بالمغادرة الى انها توقفت وعينيها تثبتان على ناثان من جديد ففتحت هاتفها تبحث ان وصلتها رسالة من لاريس لتخفي ابتسامتها عند ايجادها
- تكاد تكون منتصف الليل اتحلمين بهاتف ناثان على كل حال ها هو رقمه
اخذت تكرر الرقم في عقلها قبل ان تعيد هاتفها الى جيب بنطالها وتأخذ بالاقتراب منه ببطء وهي تتأمله تبحث عن هاتفه فلم تجده اقتربت بهدوء منه محدقة بيده الاخرى المجاورة لظهر الاريكة لتجد الهاتف بجوار يده فعقصت شفتها من الخارج وهي ترفع نفسها بهدوء لتمد يدها من فوقه محاولة الوصول الى هاتفه دون ان يشعر بها لتتلمس هاتفه بأصابعها بروية محاولة تناوله لتنجح بهذا فرفعته عن الغطاء بروية وما كادت تقربه منها حتى شعرت بعيني ناثان تتحركان قبل ان تتوقفان عليها فأسرعت بالتحرك ليهتف وهو يتحرك بفوضى ليتبعها
- لا تجرئي على هذا
وحاول امساكها فأسرعت بالالتفاف مانعتا اياه من الوصول اليها الى انه فعل ليحيطها بذراعيه من الخلف هو يحاول تناول الهاتف من بين يديها وهي تتعمد اعطائه ظهرها حتى لا يستطيع الوصول الى هاتفه وتحاول فتحه بنفس الوقت وهي تقول
- لا سأحصل عليها لقد رأيتها
- انت مخطئة هاته .. تبا
اضاف شاتما وهو يراها تبدا بوضع كلمت السر الخاصة به على جهازه فأسرع بإمساك خصرها بإحدى يديه جاذبا اياها لترتفع يدها بسرعة مبعدة الهاتف الى اعلى ليتناوله بيده الاخرى وهو يبعدها وهي تهتف
- لا هاته
- كيف تعرفين كلمة السر
- هاته
هتفت وهي ماتزال تندفع نحوه محاولتا تناوله من جديد ليسرع برفعه مانعا اياها ليتوقفا عن الحراك محدقان بالباب الذي فتح واطلت منه سيلا محدقة بهما بصمت وقد بدت المفاجئة على وجهها فأسرعت جوانا بالتراجع عنه بارتباك بينما انزل ناثان يديه ليخفي هاتفه خلف ظهره ومازالوا يتابعون سيلا التي سحبت عينيها عنهما ببطء وتحركت بروية نحو المقعد الخشبي دون التحدث وما ان اصبح ظهرها لهما حتى نظرت جوانا نحو ناثان قائلا دون صوت
- سأحصل عليه
هز راسه لها بالنفي وهو يتراجع متمتما كما فعلت
- لن تستطيعي
تناولت سيلا هاتفها عن المقعد لتلتف نحوهما وهي تنقل نظرها بهما من جديد فقالت جوانا وهي تشد قميصها الى اسفل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق