- كان عليه البقاء بالمستشفى ولكن عناده لا يطاق لقد رفض ذلك نورما و.. وحضر .. أنه لا يفكر بطريقة سليمة .. يجب أن يراه الطبيب هلا اتصلت به
- أجل سأفعل ولكني كنت أتساءل ألا تريدين رؤيته .. أنت لم تخرجي من غرفتك منذ حضرتي وقد سأل عنك عدت مرات
- أفعل ( تساءلت وهي تستدير بوجهها نحو نورما التي هزت رأسها لها بالإيجاب وهي تقول )
- لم يتوقف عن السؤال عنك وأن كنت بخير كلما فتح عينيه
استدارت نحو نورما وهي تشعر بأسى كبير وعادت لتمسح وجنتيها وهي تقول
- نورما .. لا أعلم ماذا أقول له .. لقد .. لقد كنت سيئة جدا معه أنا لم
واختفت كلماتها في حلقها فهي لم تره منذُ أن تحدثت مع رئيس الشرطة فقد ابتعدت بالمستشفى وعقلها مشتت بالأمور التي سمعتها وعندما علمت أنه يرفض البقاء بعد أن تمت معالجة أصابته طلبت من سِد إقناعة بالبقاء وغادرت أنها لم تستطيع ألاحتمال أكثر حتى أنها لا تعلم كيف وصلت إلى مقبرة والديها فقد كانت تقود سيارتها دون أن تعي شيئا جلست هناك تبكي وتبكي عادت لتمسح وجهها بتوتر فقالت نورما بحنان عهدته منها بأوقاتها الصعبة
- هوني عليك أنه نائم ألان وسأتصل بالطبيب ليحضر ويراه
هزت رأسها لها بالإيجاب هامسة
- افعلي ذلك لا نريد أن تسوء حالته
ابتسمت نورما مشجعة وغادرت الغرفة , بقيت واقفة خارج غرفته حتى خرج الطبيب الذي طلب منها أعطائه الدواء قبل أن يغادر فسارت نورما معه لتوصله بينما وقفت شيفا محدقة بالباب المفتوح قليلا ثم اقتربت منه ودفعته قليلا وهي تختلس النظر إلى اليكسيس الممدد في سريره دون أن يعي شيئا مما يجري حوله اقتربت بهدوء وعينيها تتأملان ذراعه التي لفت بالشاش الأبيض ثم حركت نظرها نحو وجهه المحمر وقربت يدها بهدوء نحو جبينه تتلمسه ابتلعت ريقها وقلبها يعتصر ألما بداخلها لِما أصابه بسببها هي هي وحدها لو كانت الرصاصة جاءت بصدره يا ألاهي كانت ستكون السبب بموته
- هذا سيعجل بشفائه
نظرت نحو نورما التي دخلت الغرفة حاملة بين يديها وعاءً به ماء بارد ومنديلاً اقتربت من السرير ووضعت الوعاء بجوارها ثم وضعت المنديل المبتل على جبينه وهي تهمس
- أنا أحب هذا الفتى وأشعر بالأسى لما أصابه ( عقدت شيفا يديها بتوتر مخفية ارتجافهما واكتفت بابتسامة باهته ردا على قول نورما التي استمرت وهي تحمل علبة الدواء على الطاولة ) سينام حتى الصباح ( ثم أعادته إلى مكانه ناظرة إلى شيفا ) لم لا تستريحي أنت بحاجة لنوم هيا فالإرهاق بادا عليك
بقيت عينيها معلقتين بأليكسيس ثم هزت رأسها ببطء وتحركت مغادرة لتجلس على سريرها محاولة الحصول على بعض الراحة دون فائدة فعادت لتتجه نحو غرفته بعد ساعة دخلتها بهدوء وهي تنظر إلى نورما المواظبة بوضع الكمدات الباردة على رأسه نظرت نورما نحوها متسائلة
- أمازلت مستيقظة ( هزت رأسها لها وهي تقترب منها وعينيها معلقتين به قائلة )
- لا أعتقد أني أستطيع النوم كيف هو ألان
- حرارته تنخفض ببطء
أجابتها وهي تعود لوضع المنديل على رأسه فأخذت تتأملها بصمت وعندما سحبت المنديل لتضعه من جديد قالت
- سأفعل هذا عنك ( نظرت نورما إليها فاستمرت وهي تقترب منها بتردد ) أذهبي لراحة أنت فأنا لا أستطيع النوم
وقفت نورما موافقة وقائلة
- حسنا ولكن أن حدث شيء أيقظيني وأن شعرت بالتعب ومازالت حرارته مرتفعة ما عليك سوى إيقاظي ( وانسحبت مبتعدة وقائلة بصوتً خافت قبل أن تغلق الباب خلفها ) أعتني به جيدا
- سأفعل
أجابتها وهي تهز رأسها لها وجلست بجواره ووضعت المنديل المبتل على جبينه ونظرها لا يفارقه لتشرد متذكرة ذلك اليوم الذي لاقته به بالمستشفى ومن ثم عندما هاجمته متوقعه أنه لص وعندما تسلقا تلك الشجرة وسقطا عنها وابتسمت بحزن استمرت تضع له المنديل المبتل حتى تأكدت أن حرارته قد انخفضت فتلمست جبينه جيدا وعينيها نصف مغمضتين ثم أعادت المنديل إلى الوعاء وتحركت واقفة تهم بالمغادرة ولكنها تراجعت ونظرت إليه من جديد وعادت لتتلمس جبينه حرارته جيدة ألان ولكنها قد تعود نظرت حولها وهي تشعر بعينيها تغمضان بمفردهما ولا ترغب بمغادرة غرفته توقف نظرها على الكرسي الموجود بالغرفة أنه صغير عادت بنظرها نحو سريره ثم هزت رأسها بالنفي مبعدة الفكرة بسرعة وحركت رأسها بأرجاء الغرفة ثم سارت نحو الخزانة أحضرت منها غطاء وفرشته بجوار سريره أرضا ثم استلقت عليه وقد وضعت وساده تحت رأسها وانكمشت على نفسها مغمضه عينيها التين ترغبان بالانغلاق لتغرق بنوم متقطع وتفيق بين الحين والحين وأول ما تفعله هو تلمس جبينه ثم العودة إلى النوم , فتح عينيه ببطء ثم حرك يده السليمة ليضعها عليهما وتحرك مما جعله يضغط على شفته السفلى وقد آلمته ذراعه المصابة فأبعد يده عن عينيه وهو يفتحهما محدقا بذراعه ثم حرك رأسه نحو الدرج المجاور لسريره ليرى الساعة التي لم يستطيع رؤيتها لوجود وعاء أمامها فتحرك نحوها ليسحبها من خلفه ولكن يده توقفت وعينيه تتوقفان على شيفا الممددة أرضا بقي للحظات دون حراك ثم عاد بنظره نحو الساعة ورفعها من خلف الوعاء ليراها تشير إلى السابعة فأعادها بهدوء ونظر إلى الوعاء والمنديل ومن ثم إلى شيفا وهو يضع رأسه على وسادته بعد أن قربها نحو حافة السرير ليتأملها نائمة بهدوء بجوار سريره , فتحت عينيها قليلا ناظرة أمامها دون أن تعي ما تراه ولكنها مازالت تذكر أين هي ولما هي هنا فرفعت يدها إلى الأعلى لتبحث عن جبين اليكسيس لتصدم يدها بأنفه فتحركت ورفعت نفسها على كوعها لتتفاجىء بعينيه المحدقتان بها فأعادت يدها بسرعة نحوها وهي تنظر إليه بعينين منتفختين بسبب بكائها ونومها المتقطع قائلة بارتباك
- أنت مستيقظ
- أجل ( أجابها ورأسه مسترخي على الوسادة وأبتسم برقة قائلا ) أكنت تبحثين عن شيء
تحركت جالسة بألم وهي تشعر بجميع عظام جسدها تؤلمها ومجيبه إياه
- أجل كنت أبحث عن جبينك ( ومدت يدها لتستقر على جبينه ثم أبعدتها قائلة وهو يتابعها بهدوء ) جيد ستعيش آه هذا مؤلم
استمرت وهي تحاول الجلوس جيدا فأجابها بهدوئه المعهود
- أنه كذلك فليس من السهل التعرض لإطلاق النار
نظرت إليه وهي ترفع ذراعيها إلى الأعلى لتحرك جسدها قائلة
- أعلم هذا ولكني أتحدث عن جسدي الذي يؤلمني لنومي أرضا
- ولِما فعلتي
أخفضت عينيها لتتأمل أصابع يديها التي شبكتهما معا قبل أن تقول بهدوء
- أن هذا أقل ما أستطيع فعله فأنت أصبت بسببي ( حرك حاجبيه إلى الأعلى لقولها فاستمرت وهي ترفع نظرها نحوه ) لما لم تعلمني
- لقد فعلت وأكثر من مرة ولكنك ما كنت لتصدقيني
- أعترف .. أني كنت سيئة التصرف معك ( همست بصوتٍ خافت بالكاد سمعته وهي تعيد نظرها إلى أصابعها التي تعبث بهم بطرف بيجامتها الزرقاء مستمرة ) ولكني لست المخطئة الوحيدة كان عليك إعلامي بما يجري حولي وعلى جدي ذلك أيضا فالأمر يخصني ( وعادت بنظرها إليه مستمرة ) لما يريد أذيتي هل هناك رسائل تهديد حقا أنا لا أذكر أني آذيت أحدهم لدرجة أن يرغب بإيذائي ( وحركت رأسها حولها وهي ترفع كتفيها ) أنا حقا لم أسبب لأحدهم سوء لم يريدون إيذائي
- لا أعلم شيفا ( تنهدت بيأس وهي تتساءل وعينيها لا تفارقانه )
- أكانت تصل الرسائل بالبريد .. بريد المنزل يا ألاهي أهو ذلك المظروف ( وعندما حرك رأسه لها بالإيجاب هتفت بسرعة ) أريد رؤيتهم ( تحرك ليجلس وأسند ظهره بالوسادة خلفه بينما تابعته بفارغ الصبر ثم وقفت متلفته حولها ومستمرة ) أين أجدهم
- لن تجديهم فلقد أعطيتهم لسِد عندما أوصلني ليوصلهم للمحقق كما وعدته
استقرت يديها بجانبها بخيبة أمل بينما عينيه تراقبانها ثم حرك يده نحوها فنظرت إلى يده الممدودة للحظات ثم أعطته يدها بتردد ما أن استقرت يدها بيده الدافئة حتى جذبها لتجلس أمامه على السرير فقالت وهي تتساءل بفضول وهي تبعد شعرها خلف أذنها
- هل .. هل هددني بالقتل ( أبتسم وهو يلاحظ تصرفاتها وارتباكها قبل أن يقول )
- أجل وآخر رسالة طالبك بها بمبلغ كبير ليتركك وشأنك
- أفعل ( قالت وهي تفتح عينيها جيدا فهز رأسه بالإيجاب قائلا )
- أجل وطلب وضع الحقيبة بطريق لا أعلم حتى أين توجد وعندها لن يمسك بسوء
- ولما لم تعلمني أكان يجب أن أتعرض لإطلاق النار حتى أعلم
- ولكنك لم تصابي بسوء وهذا ما كنت حريصا عليه
- أنت حقا مجنون أجل أن لديك تصرفات تدل على هذا كل ما كان عليك فعله هو الاتصال بالشرطة وأعلامي ولكن أنظر ما الذي حاولته كنت تلعب دور البطل
- وعدت جدك بعدم إدخال الشرطة بالأمر ورغم عدم اقتناعي بهذا فعلت ما وعدته به
- ولكن لماذا ( حرك عينيه للحظات دون أجابتها ومن ثم تنهد وهو يقول )
- كانت لديه أسبابه رفض شرحها لي
- أتعتقد أنهم سيلقون القبض عليه أم أن علي الحرص بشكل كبير
- لم أساعدهم كثيرا فكل ما أذكره هو سترته البالية التي لا تتناسب مع المناخ الحالي وهيئته من بعيد ولكن أرجو أن يلقوا القبض عليه ( وزاد ضغط يده على أصابعها وهو يستمر ) علي لعب دور الحارس لمدة أطول على ما يبدو
الحارس .. كان حارسها فقط سحبت يدها منه وهي تقول بصوت متردد
- ليس عليك هذا فأنا سأعتني بنفسي جيدا
- لا أشك بهذا
أجابها بابتسامة لما عليه أن يكون لطيفا لو يوبخها على ما كانت تفعله لما لا يؤنبها ويقول لها كم كانت مجحفة بحقه لو يفعل هذا أن لطفه يزيد مأساتها وشعورها بالذنب
- أنتما مستيقظان باكرا ( نظر اليكسيس نحو الباب الذي أطلت منه نورما وأبتسم لها بود بينما استمرت ) لقد أحضرت لكما القهوة الساخنة
- هذا لطفا منك رائحتها شهيه
أجابها بينما عينا شيفا لا تفارقان وجهه وقد تناثر شعره الأسود بشكل عشوائي وابتسامته أشرقت وجهه لتغرق عيناها بمشاعر متضاربة فخرجت من شرودها وحركت رأسها نحو نورما التي تتحدث
- كيف تشعر ألان
- بعد أن قضت شيفا الليل بالعناية بي لا أستطيع سوى أن أكون باتم صحة
- هذا يبدو عليك ( ناولته كوب القهوة ثم ناولت شيفا كوبها ) مضيفة عندما تشعران بالجوع أعلماني ( وهمت بالتحرك فقال اليكسيس وهو يقرب كوبه إلى شفتيه )
- لن أمانع بتناول الطعام ألان
- حسنا سأعد لك أفضل فطورا تذوقته
بقيت شيفا ترتشف من كوبها ملتزمة الهدوء بعد مغادرة نورما فتأملها للحظات قبل أن يتساءل
- ما بك لما أنت هادئة تبدين مستاءة
- مستاءة .. لا أنا فقط .. لا أعلم لا أشعر بالراحة
- لا تقلقي ( قال بثقة وهو يلاحقها بنظره مستمراً ) كما استطعت حمايتك من قبل رغم الصعوبات التي وضعتها سأفعل ألان بمساعدتك هيا لا أحب رؤيتك هكذا
- لست قلقة منه .. أجل أنا قلقة ولكن اليكسيس أنا ( وتنهدت ووضعت كوب القهوة جانبا مضيفة ) مستاءة منك لأنك أخفيت عني ما كنت تفعله ومستاءة من جدي لإخفائه الأمر عني ولإجبارك على تنفيذ ما يريده ومستاءة من نفسي .. جدا
لم يجبها فورا بل تأملها لثواني مفكراً ثم وضع كوبه قرب كوبها قائلا
- أولا جدك لم يجبرني بمعنى الكلمة ثم أن لديه أسبابه ( هزت رأسها بيأس مقاطعة إياه )
- أسبابه أجل دائما لديه مبررات لأفعاله ( وتحركت واقفة بتنهيدة وهي تنظر نحو ساعتها متهربة وقائلة وهي تعيد نظرها إليه ) علي الإسراع وإلا إني سأتأخر أكثر هل ستكون بخير
حرك كتفيه بحركة خفيفة قائلا
- لا أعلم فأن لم يفتقدني أحدهم قد لا أكون
بقيت عينيها ثابتتان عليه وقد شعرت بالدماء تصعد إلى وجنتيها ثم حركت رأسها بالإيجاب قائله ببطء
- سأدعك ألان
وانسحبت خارجة وهي تحاول السيطرة على اضطرابها بالتأكيد سيفتقد ديفي بهذا الوقت عليها إعلامها أنه مريض هل ستفعل هذا أحقا ستطلب منها زيارته وضعت يدها على صدرها وهي تشعر بألم به أجل يجب أن تفعل إنها السبب لم آلت إليه الأمور بينهما وعليها إصلاح الأمر سترد له بعضا مما فعله من أجلها قد يكون يتيم وترعرع في ميتم ولكنه يملك أخلاقا عاليه وقد حافظ على وعد جدها وآه كفي كفي توقفي أنا سأتوجه لأستحم ومن ثم أتوجه إلى العمل فالعمل يتراكم شيفا هيا أسرعي ولا تفكري , ما أن وصلت مكتبها حتى رفعت سماعة الهاتف لتضغط على بعض الأرقام
- أليك للهندسة تفضل
- مرحبا أيمي
- أهلا .. من معي
- شيفا كليبر
- آنسه كليبر يسرني جدا سماع صوتك مرة أخرى
- وأنا كذلك كنت أريد أعلامك أن اليكسيس لن يعرج على الشركة اليوم
- ولكنه طلب مني البارحة تحديد بعض المواعيد المهمة له هل أنت واثقة
- أجل واثقة جدا فلقد تعرض البارحة لحادث وهـ
- حادث اليكسيس تعرض لحادث ماذا أصابه
- أنه بخير ألان و
- في أي مستشفى هو ( أخذت أيمي تقاطعها بلهفة فأجابتها )
- أنه بمنزلي يمكنك اصطحاب روي أو ديفي فهما يعرفان العنوان جيدا إذا رغبتي بزيارته
- سأفعل بالتأكيد هل أصابته بالغة كيف حدث هذا أنه سائق ماهر و
- أنا لم أقل حادث سير فقد تعرض لإطلاق نار
حلت لحظة صمت ثم سمعت صوت أيمي تقول بصعوبة
- إطلاق نار
- حسنا أنا سأذهب ألان فلدي عمل كثير
- بالتأكيد أشكرك
- وداعا
أعادت السماعة إلى مكانها وهي تأخذ نفسا عميقا حسنا هذا ما استطاعت التفكير به طوال الوقت بعد أن خرجت من المنزل ولم تفارق عينيها المرآة وهي تتابع كل سيارة تسير حولها بشك وبين الاختيار بمحادثة ديفي بنفسها أو بنقل الخبر لها باتصالها بإمي التي ستعلمها بكل تأكيد بحالة اليكسيس أغمضت عينيها واستقرت بمقعدها لابد وأن رؤيته لديفي ستسره إنه مغرم بها بدأت تشعر بالاكتئاب ينسل إليها كيف لا وكل ما مرت به لا يفارق خيالها أنها من كانت مقصودة أذا عندما لحقتهما السيارة الحمراء آه وتلك السيارة التي حاولت دهسها و
- أنستي ( فتحت عينيها محدقة بجيسي التي أطلت عليها وأشارت برأسها إلى الخارج هامسة باستغراب ) بالخارج شرطي يرغب برؤيتك
هزت رأسها ببطء بالإيجاب وهي تجلس جيدا قائلة
- دعيه يدخل .....
- جيسي أريد طباعة هذه وجميع عمل اليكسيس حوليه إلى مكتبي
بادرت جيسي وهي تخرج من مكتبها بعد ساعات من مغادرة ضابط الشرطة مكتبها واستمرت بتجهم وهدوء ) أحضري لي الأوراق الخاصة بألألز أنها بمكتب أستون على ما أذكر
- هذا وصل ألان
ناولتها جيسي الفاكس الذي وصل للتو وتحركت مبتعدة عن مكتبها وهمت شيفا للعودة نحو مكتبها ولكن رنين هاتف جيسي أعادها فرفعت السماعة وكل تركيزها منصب على الفاكس الذي بيدها
- أجل
- شيفا ( جاء إلى مسمعها صوتٌ متسائل وأمام صمتها وقد تجمدت أستمر ) لم أتوقع ردك فورا ولكن هذا من حسن حظي بالتأكيد .. كيف أنت ( بقيت صامته فحلت لحظة صمت فعاد ليقول بعدها بصوت ناعم هادئ مألوفا لها ) شيفا
- أجل أنا معك كيف أنت ماثيو
- بخير كنت أمل برؤيتك ففكرت بالاتصال مجددا رغم أن محاولاتي السابقة باءت بالفشل
- ترغب برؤيتي لا أعلم أن كان لدي الوقت في الحقيقة و
- أرغب برؤيتك للجلوس والتحدث كما كنا سابقا أنا بشوق لذلك ( عقصت شفتها السفلى مفكرة فهمس بمكر ) سنتناول طعامك المفضل ما زلت أذكره
أخرجت تنهيدة أنها لم تعد كسابق فلم التردد إذا فقاطعته قائلة
- حسنا أين تريد أن نلتقي
- أفكر بالمطعم الذي كنا نرتاده دائما .. الليلة
- الليلة
- أجل أن كان لديك أي ارتباط لا بأس بالغد
- لا لا بأس ألقاك اليوم
- سأعرج عليك في تمام السابعة
- حسنا وداعا إلى حينها
وأعادت السماعة بهدوء إلى مكانها ثم هزت كتفيها بخفة وعدم اكتراث وتحركت نحو مكتبها
- أني أعد العشاء لسيد هل
- لا لن أتناول عشائي هنا .. أين هو اليكسيس
تساءلت وهي تتخطى نورما التي باردتها فور دخولها المنزل فخلعت حذائها وانحنت لتحمله بيدها بينما أجابتها نورما
- أنه بغرفته ( فاستمرت نحو الأدراج متسائلة )
- هل هو أفضل
- أجل أنه بصحة جيدة ( استمرت بصعود الأدراج ثم عادت لتتساءل قبل أن تختفي بالممر )
- هلا جاء أحد لزيارته اليوم
- فتاة شابة قالت أنها سكرتيرته
اقتربت من غرفتها وقذفت حذائها أرضا وحقيبتها على السرير وأبقت الملف الذي أحضرته معها بيدها واستمرت نحو غرفة اليكسيس طرقة على بابه ثم دفعته لتدخل حرك رأسه نحوها وقد وقف قرب النافذة شاردا أبتسم لدى رؤيتها ولكن الابتسامة لم تصل عينيه الكئيبتين مدت يدها إلى زر الضوء متسائلة
- لم لا تضيئه تبدو غرفتك كئيبة .. كيف تشعر
استمرت وهي تتأمله باهتمام وتقترب منه فاستدار إليها وقد وضع يده السليمة بجيب سرواله وبقي بالفانلة الداخلية البيضاء
- أنا بخير ( تعلقت عينها بذراعه المصابة وهي تقف أمامه قائلة )
- ألا تشعر بالألم ( هز رأسه بالنفي دون أجابتها وعينيه لا تفارقانها فحركت الملف بيدها قائلة )
- أحضرت لك بعض العمل يحتاج إلى توقيعك ( واقتربت من مكتبه وضعت الملف عليه مستمرة ) حضر ضابط من الشرطة لرؤيتي
تعلقت عينيه بظهرها وقد أخذت يديها تعبثان بترتيب بعض الأوراق المتناثرة على مكتبه
- ماذا كان يريد
- أخذ يطرح علي بعض الأسئلة ( صمتت ثم استدارت إليه قائلة ) الكثير من الأسئلة ( وعقدت يديها معا متأملة إياه وهي تضيف ) عن باقات الورود التي كانت تصل وأن كنت أشك بأحدهم ثم عن بعض الحوادث التي تعرضت لها ولكني لم أفده كثيرا فأنا آخر من يعلم بما يجري حولي
أبتسم لقولها الأخير وسار نحوها ليقف بجوارها ويفتح الملف الذي أحضرته بينما تعلقت عينيها بجانب وجهه القريب منها وقد شعرت بقلبها يغوص في مشاعر أصبحت تؤلمها مؤخرا
- لقد أعلمته كل ما أعرفه أنا أيضا .. أرجوا أن يلقوا القبض عليه بأسرع وقت
- وأنا أرجوا هذا ( همست بصوت خافت وهي تعيد رأسها إلى ما أمامها ومن ثم أضافت أمام الصمت الذي مر وهو مشغول بالأوراق ) على ما يبدو أن لديك عملا كثيرا
- لم تجد أيمي أن أدعائي المرض مقنع فنقلت لي العمل إلى هنا ( ثم نظر إليها مضيفا ) كان عليك إعلامها بعنوان المنزل فقد وجدت صعوبة في إيجاد روي
- كنتُ كثيرة ألأشغال أنت تعلم العمل كيف يكون
أجابته بسرعة وهي تتحرك من جواره ثم نظرت كما فعل اليكسيس نحو نورما التي أطلت من الباب قائلة
- يوجد سيد بالأسفل
- لقد أصبحت هنا ألان ( نظرت نورما للخلف لترى روي يتخطى عنها مستمراً بابتسامة واسعة وهو يحمل باقة من الورود ).. مرحبا لقد دعوت نفسي لصعود من قال أنك متوعك لا تبدو لي كذلك .. مرحبا عزيزتي كيف أنت ( اصطنعت ابتسامة سرعان ما زالت عن شفتيها وهو يستمر دون ‘عطاء أي منهما فرصه لرد عليه وهو يشير نحو اليكسيس ) أعتذر لتأخري ولكني كنت في عجلة من أمري ولم أستطيع إيصال أيمي بنفسي
- من الجيد أنك حضرت كنت سأرسل خلفك وما كان لك أن ترهق نفسك
أضاف وهو يشير لباقة الورود
- أنها ليست لك ( قال معترضا وهو يسير نحو شيفا ويقدم لها الباقة قائلا ) أرجو أن تنال إعجابك
ابتسمت بتصنع ثم مدت يدها لتتناول الباقة وهي تقول
- أنها تعجبني جدا أسمحوا لي
وسارت نحو الباب وضعت الباقة على مكتب اليكسيس واستمرت خارجة ومغلقة الباب خلفها وهي ترفع عينيها إلى الأعلى بتذمر .....
جلست أمام ماثيو شاردة وقد شردت عينيها دون أن تدرك ما يحيط حولها أصبحت تتصرف بحذر أنها لم تكن تفكر بإعلام أحد سابقا إلى أين تذهب ولكنها حرصت هذه المرة على أعلام نورما
- بما أنت شاردة ( رمشت وهي تنظر إلى ماثيو قائلة )
- أفكر
- أكون فضولين أن سألت بماذا
- بالكثير الكثير ماثيو
أجابته بتنهيدة وهي تبتسم برقة فكم كانت طفولية بمشاعرها نحوه مد يده ليتناول يدها المسترخية على الطاولة وهو يقول
- هل أطمع وأفكر بأني بهذه الكثير ( سحبت يدها منه متسائلة بهدوء )
- ما الذي تريده مني لما تسأل عني وتريد رؤيتي
أعاد يده إليه بعد أن سحبت يدها منه قائلا وعينيه لا تفارقانها بصوت هامس حنون
- لم أعلم كم كنت مهمة لي إلا بعد أن تخليتي عني لا أجد الكلمات المناسبة لأقول لك ما يختلج بصدري ولأكرر القول أن ما حدث تلك الليلة وتسبب بكل ما جرى لنا لم يكن مقصودا لم أكن في كامل وعيي وأنت تعلمين ولم .. لم أعني بالتأكيد ما كنت أقوله أو أتصرفه ( ضم شفتيه لثواني وعينيه لا تفارقانها ولكن أمام صمتها أضاف ) أن طلبت العفو فهل أحظى بمسامحتك
هزت رأسها بالنفي ببطء كيف تستطيع مسامحته وقد أحبته وصدقته وكل ما نالها منه هو محاولته التهجم عليها وأمام صدها له إنهال عليها بكلام لا يليق بها حتى أن تذكرها
- شيفا لم أعي ما أفعله أو أقوله فلقد أكثرت من الشراب
- أنت لم تقل سوى ما تفكر به أجل ما كنت تخفيه ولا تستطيع البوح به وأنت بكامل وعيك أعلمتني إياه ذلك اليوم
- كنت أهذي ( ابتسمت بمرارة ورفعت كوبها تتأملة مجيبة إياه )
- لقد مضى زمن على هذا وأنا قد نسيت الأمر
- هل استطعت ذلك ( حركت نظرها من الكوب إليه قائلة بثقة أسرتها )
- بكل تأكيد ( بدا الضيق عليه وهو يقول بصوتً خافت )
- اعتقدت أني نسيت ولكن .. عند رؤيتك تلك الليلة علمت أنك مازلتِ تسكنين في داخلي
رشفت من كوبها وأعادته مكانه دون أن تعلق على قوله فأنه يستحق الألم فلقد سببه لها فتساءلت باهتمام وهي تنظر إليه
- أتعلم أحب ورود الزنبق ( قالت وهي تتأمل المزهرية الموضوعة على الطاولة المجاورة لهم قبل أن تضيف ) ما هي نوع الورود المفضلة لديك
بدت الحيرة عليه لسؤالها وقال
- ليس لدي نوعا معين لما
- كنت أتساءل فقط .. متى عدت من السفر لقد أعلمني بير ولكني نسيت
- لم يمضي شهرا على وجودي .. أرى أن علاقتك مستمرة مع بير
- أنه صديقٌ رائع
- أحسده ( همس وعينيه لا تفارقانها وأستمر وهي تلاقي عينيه ) والأخر هل علاقتك به جدية
- الآخر .. أتقصد الذي كان برفقتي في الحفل
- أجل ( همت بإجابته وهي تفكر بما تجيبه فقاطعها مستمرا ) لا يبدو مسرورا لوجودك برفقتي
فتحت عينيها جيدا محدقة به لقوله وبدت ملامحها تتغير وهي ترى عيناه مسلطة على مكان ما في الصالة فتابعة عيناه لتستقر على اليكسيس الذي جلس على بعد عدت طاولات عنهما وبيده لائحة الطعام مشغولا بها ما الذي جاء به إلى هنا عادت برأسها نحو ماثيو الذي قال شيئا فتساءلت
- أرجو المعذرة
- قلت أنها مصادفة غريبة
لم تجبه على قوله بل تناولت لائحة الطعام بدورها لتشغل نفسها بها لما لم يبقى بالمنزل لراحة أنها لا تحتاج إلى حمايته أنها تعلم ألان سبب تصرفه بهذا الشكل ولكن هذا مبالغٌ به أنها بخير وهو متعب , إنها تشعر به حتى دون أن تنظر إلى الخلف تشعر به يحدق بها وقلبها يغوص ببطء حتى أنها لم تعي ما يحدثها به ماثيو وما الذي طلبته من الطعام قاومت بشدة ألا تنظر إليه هل مازال بمفرده أم انضمت إليه ديفي أن قلبها يشتعل من الداخل عندما تفكر بهذا الشكل أخذت تتناول القليل من الطعام وكانت تتحدث مع ماثيو باقتضاب
- أتذكرين ( قال فجئة وهو يمد يده مستمرا ) إنها أغنيتنا المفضلة
- أهي كذلك ( قالت مدعية أنها لا تدرك ما يقوله فأبتسم وهو يقف قائلا )
- لستِ ماهرة بالتمثيل فلقد كنا أصدقاء في يوم من الأيام وأنا أرغب بأن نعيد تجديد صداقتنا فهل تسمحين لي بهذه الرقصة
- هل أستطيع الرفض ( تساءلت وهو يحثها على الوقوف فسارت معه وهو يضيف )
- ما رأيك بمغادرة البلاد ( استقرت يديها على كتفيه قائلة )
- ولما قد أفعل ( واستمرت قبل أن يجيبها ) حياتي هنا لذا لا أفكر أبدا بالمغادرة كيف هو عملك بالخارج
- جيد ( أجابها باقتضاب حركت عينيها من فوق كتفه تبحث عن اليكسيس لتلاقي عينيه ولكنها لم تستطيع معرفة ما يحدث لها كلما نظرت إليه فمشاعرها تتحكم بها وتجعلها عاجزة عن استعمال عقلها فقال ماثيو ) أنت هادئة ( ولكنها لم تجبه وعينيها معلقتين بالعينين التين تتابعانها بصمت وهدوء أنها ترغب بمراقصته هل سيطلب منها مراقصته أنه يريد هذا أنها ترى هذا في عينيه أخفضت عينيها ببطء محاولة الهروب منه ومن أفكارها فهمس ماثيو ) هل أراك غدا
- غدا .. لا أعتقد ( أجابته وهي تحاول التركيز بما يقوله فلتزم الصمت للحظات قبل أن يهمس )
- لن أستعجلك لنستمتع بهذه الرقصة
حاولت جاهدة التركيز مع ماثيو دون فائدة فكل حواسها مشغولة بذلك الشخص الجالس بمفرده على الطاولة يراقبها بعينين نصف مغمضتين تخفيان ما يدور في عقله مما جعلها ترغب بالهروب والابتعاد فقالت لماثيو وهما يعودان نحو طاولتهما
- أرغب بالمغادرة
- ألان ( تساءل بحيرة )
- أجل لقد كان نهاري حافلا وأشعر بالتعب .. أعتذر
- لا بأس عزيزتي ولكني توقعت أمسية أطول من هذه ( قال بلطفه المعهود وأستمر وهو يخرج محفظته ليضع بعض النقود على الطاولة ) لكني سأحظى بغيرها قبل سفري عليك بوعدي بهذا
- بالتأكيد سأفعل
شكرته باقتضاب عندما أوصلها ووعدته برؤيته مرة أخرى ووقفت تتأمل السيارة وهي تغادر وبقيت للحظات في مكانها منتظره دخول سيارة اليكسيس وقد لمحتها بالمرآة خلفهم لم تمضي لحظات حتى أطلت أوقف سيارته فأخذت تتأمله وهو يغادرها ويقترب منها قائلة دون أن يفتها تجهمه
- ما كان عليك لحاقي فأنت مازلت متعبا
تابع سيره ونظره لا يفارقها بعدم رضا وتخطى عنها وهو يقول
- كان عليك إعلامي أنك خارجه وما كان لك الخروج اليوم ( تبعته إلى الداخل قائلة )
- كنتُ بحاجه إلى ذلك
- لقد علمت ألان ما يدور حولك وانظري إلى نفسك مازلت كما أنت لا فرق لديك
تحدث بتذمر وهو يرتمي على المقعد الكبير فسارت نحوه معترضة
- لا تتهمني بأني غير مبالية أنها حياتي من تتحدث عنها
- وخروجك اليوم أهو مناسب أترينه هكذا
- أجل فلقد رغبت برؤية ماثيو السبب الأول شخصي والسبب الثاني هو أني كنت أشك بأنه من يرسل لي باقات الورود
ضاقت عينيه لقولها وتساؤل بجدية واهتمام
- وهل كنت تأملين بأن يعترف لك بأنه هو
- أنا أعرف أنه لن يعترف بهذا ولا أعتقد أن له أي شأن بتلك الباقات أنه حتى ليس رومانسيا ولا يفكر بالورود
- اعتقدته عكس هذا
قال وهو يشرد بتفكيره فتأملته للحظات ثم تحركت لتجلس بجواره قائلة باهتمام
- اليكسيس لا داعي لمتابعتي أنتبه لنفسك أن هذا هو المهم ألان
أبتسم ابتسامة باهته ونظر إليها قائلاً
- لو لم أكن أعرفك لقلت أنك مهتمة لأمري
- ولكني كذلك ( همست بضعف وقد ساءها قوله )
- هل حقا تهتمين
- آوه ( قالت وهي تشيح برأسها بعيدا محاول أن لا تظهر عواطفها مستمرة ) لا أحب ظلم أحد وأعترف أني فعلت معك ولو .. ولو كان الأمر مختلفا لكنا ( ونظرت إليه وهي تبتلع ريقها بصعوبة مضيفة ) نشأنا معا .. كنا لنكون كالشقيقين ( بدت الصدمة على ملامحه للوهلة الأولى على قولها ثم رفع عينيه ببطء إلى الأعلى ثم أنزلهما إلى الجهة الأخرى رافضاً النظر إليها وهو يهمس شيئا لم تفهمه فأسرعت بالقول بارتباك ) أنا حقا ممتنة لمساعدتك لي طوال الوقت لم يكنـ
- توقفي شيفا ( قال مقاطعا إياها ونظر إليها مستمرا ) هلا تحدثنا بشيء أخر
- ولكني لم أقل ما
- أرجوك ( أصر بشدة ومتمسكا بصوته الرقيق فهزت رأسها والتزمت الصمت فتحرك واقفا وهو يقول ) سأطلب من نورما أن تعد القهوة أترغبين بمشاركتي (هزت رأسها بالإيجاب وهي تقف واقتربت منه وهي تراه يحاول خلع سترته فأمسكتها تساعده بخلعها فهز رأسه شاكرا وقائلاً ) سأتناولها في الخلف عند الأرجوحة
- سأوافيك بعد أن أغير ملابسي
أجابته وهي تحتفظ بسترته وتراقبه يسير نحو المطبخ فتنهدت وسارت نحو الأدراج لو لم يكن على علاقة بديفي عليها أن تبقي مشاعرها بعيدة وإلا تورطت بما لا تريده اقتربت بهدوء من الأرجوحة بعد أن ارتدت بنطال قصير وقميصه بلون الكريم تأملت اليكسيس الذي جلس مسترخيا وقد رفع رأسه إلى الأعلى قليلا وأغمض عينيه فهمست وهي تتناول كوب القهوة عن الطاولة
- هل استغرقت في النوم
- ليس بعد ( تحركت شفتاه فقط مجيبا إياها فجلست بجواره قائلة )
- كان لديك عمل كثير أعتقد أنه حان لك الوقت لتترك لي العمل بكليبري
فتح عينيه قليلا متأملا السماء قبل أن يقول
- إننا مرتبطان معا في كليبري والى الأبد لهذا عليك نسيان محاولاتك بأبعادي
حركت رأسها نحوه قائلة بانزعاج
- لم أكن أحاول أبعادك أنا عنيت ما قلته لأنك متعب ثم لم أفهم ما المقصود من قولك إننا مرتبطان معا أن جدي سيعود من حيث اختفى مهما طال الوقت فأنا أعرفه جيدا لن يطول أمره دون عمل
وعادت لترتشف من كوبها فنظر إليها بعينين غامقتان نظرت إليه ثم عادت نحو كوبها ومن ثم عادت لتنظر إليه هاتفة لتحديقه بها
- ماذا
- أنت لا تعلمين شيئا
- أعلم ماذا .. جدي .. جدي اليكسيس هل حدث مكروه لجدي أجبني ولا تخفي الأمر عني
- أنا لا أتحدث عن جدك أنا حتى لا أعرف عنه شيئا
- أنت واثق مما تقوله
- كل الثقة ( أجابها وهو يجلس جيدا ومضيفا ) أصغي لي الآن جيدا .. أنت تعلمين أن الشركة لم تكن لجدك بل لوالدك وشريكه
- أجل أعلم ما الجديد بالأمر ( قالت بحيرة لحديثه عن هذا فأستمر )
- بعد وفات والدك وشريكه ماذا حدث
- ولم تتحدث بهذا الآن
- أجيبيني فقط وستعلمين ما أريد الوصول إليه
بقيت تنظر إليه بصمت محاولة الوصول إلى ما يريد ثم أجابته قائلة
- أستلم جدي أمورها ومن ثم دمجها مع شركته وها هي الآن من أكبر الشركات
- حسنا شرعيا أنت الوريثة لأبيك ثم لجدك حيث أنك الحفيدة الوحيدة لديه ( هزت رأسها له بالإيجاب فأستمر ) ولكن أن كان لشريك والدك وريث ماذا يحصل
- ما هذه الدائرة التي تلتف بها أن ما أعرفه أن دانيال سلفادوري حرر وصيه بها أن حدث له شيء يكون المستفيد من ثروته هي زوجته ومن بعدها ولده ومن بعد والدي وبما أنهم جميعا قد فارقوا الحياة فكان جدي هو المسئول عن أموال ولده وبما فيها ثروة دانيال سلفادوري والذي تنازل بها عن ثروته إذا حدث لعائلته شيء إلى والدي
هز رأسه موافقا وقائلا
- ولكن أن ظهر وريث لدانيال ماذا يحدث
- لا يحدث شيء ( سارعت للقول مستنكرة الفكرة ومضيفة ) أنه يرفض أن يمس أحد من أقربائه ثروته ولم يكن ليكتب تلك الوصية ويتنازل بها لوالدي لو أراد أن تقع ثروته بأيدي عائلته التي كانت السبب في وفاته
مرر لسانه على حافة شفتيه قبل أن يقول بتفكير وهدوء غريب
- وأن ظهر ولده وليس أي فردا من أقربائه
- هذا مستحيل ( أجابته ثم أضافت عندما حاول مقاطعتها وهي تمعن النظر به بشك ) ما الذي يحدث أعلمني ما الذي يدور في ذهنك
- أجيبيني على سؤالي وستعلمين إلى ما أرمي
- اليكسيس .. ( همست تحثه على الإيضاح وأمام صمته هتفت ) إنها فكرة مستحيلة ليس لدى دانيال ألا ولدٌ واحد وقد توفي فظهور آخر له سيكون أمرا مستحيلا
- ليس بالنسبة لي
- ما الذي تحاول قوله
- لما ترفضين الفكرة أتخشين أن يطالب بحقه ( حركت عينيها بانزعاج قائلة )
- أن كان لأحدهم مالا لدينا فأننا لا نخشى الأمر ولا نخشى من إعادته ولكن بحق هل جننا لنسمح لأحدهم بأن يستغلنا نحن لسنا بهذا الغباء فالفكرة بأكملها مستحيلة وغير وارده فهو تزوج مرة واحدة ولم ينجب سوى طفلا واحد فما الذي تخفيه عني ألان هل حضر أحدهم وأدعى أنه أبن دانيال عليك بإعلام جدي فهو من يعرف بهذا أكثر منا .. يا لها من فكرة
- لم أقل أن أحدهم أدعى أنه أبنه أنا أقول أن ولده على قيد الحياة ولم يفارقها
بقيت عينيها معلقتين به بجمود دون حراك فهز رأسه مؤكدا قوله مما جعلها تهمس بعدم تصديق
- هل أنت جاد ( هز رأسه لها بالإيجاب فهتفت ) ألم تقرأ ما بالصندوق أن كنت لا تصدق ما به حسنا أنصحك بالبحث بالصحف القديمة التي نشرت آنذاك عن هذه الحادثة وستدرك عندها تماما أن جميع من كان بتلك السيارة قد فارقوا الحياة ومن ضمنهم والداي فأذى كان والداي على قيد الحياة فذلك الصبي سيكون كذلك
- ولكني أستطيع أن أثبت لك أنه على قيد الحياة
فتحت شفتيها لا تدري ما تقوله ثم تحدثت بحيرة
- ما الذي ترمي إليه وما شأنك أنت بهذا الأمر ولما تتحدث به حتى فالقد مر عليه أكثر من عشرون عاماً
- أنه حياتي شيفا ولا أستطيع عدم التحدث به ( عادت عينيها لتتجمدان عليه فأستمر بتأكيد غريب ) أنا ذلك الصبي ألا تستطيعين إدراك هذا
بقيت عينيها للحظات دون حراك وصدى كلماته تتردد في ذهنها ثم حركت رأسها بشكل آلي بعيدا عنه قبل أن تتحرك واقفة وفتحت ذراعيها ثم ضمتهما ثم عادت بنظرها إليه بعدم تصديق قائلة
- أنت ماذا
- أنا هو أليك دانيال سلفادوري
ظهرت ابتسامة غريبة على شفتيها قبل أن تهمس وهي تنظر إليه وكأنه مصاب بمرض ما
- أنت بالتأكيد تداعبني ولكنها لست بدعابة مضحكة
- أستطيع أن أثبت
- ولما تحاول أنا حتى أرفض تصديقها ما الذي جعلك تدعي هذا أتحتاج إلى ألاستيلاء على كل شيء ولم تجد طريقة أسخف من هذه
- قبل أن تبدئي بمهاجمتي والانسياق وراء أفكارك ( قاطعها وهو يقف ليصبح أمامها وبدأت أصابعه تفتح أزرار قميصه مما جعلها تحدق به بعدم استيعاب فأشار إلى صدره قائلا ) أنظري هنا أنه جرح صغير وأنا أذكره منذُ أن وعيت ولكني لا أعلم سببه ولكني علمت مؤخرا
أمعنت النظر به إلى حيث يشير ثم رفعت عينيها إلى وجهه قائلة
- أنه غير ظاهر اليكسيس
- دقيقي النظر
- يمكن لأي كان أن يصاب بخدوش تبقى هذا لا يثبت شيئا يا إلاهي لقد أصابك الجنون فذلك الصبي المسكين ما كان لينجوا كيف تفكر بهذا إنها لفكرة سخيفة
- سخيفة ( قال بمرارة لقولها وأستمر بجدية ) قد تكون سخيفة لك أما لي فأنها تتحدث عني وعن أصولي وعن والداي وعن عائلتي دعيني أطرح عليك سؤالا لما اختارني روبرت أنا من بين الجميع ليتحمل تنشئتي ومنحي كل تلك المبالغ الهائلة وفتح رقماً حسابي لي بالبنك يحتوي على مبالغ لا يمكن أن تكون مقدمة من محسن
- هذا لا يثبت شيئا فجدي أراد صبي لهذا أختارك أنت كما أنه سخي وأنا حتى هذه اللحظة لا أعلم لما كل تلك المبالغ في حسابك ولكن لديه تبرير بالتأكيد لذلك
- حسنا شيفا لما أخفاني بل لم أخفانا نحن الاثنين أنتِ أبعدكِ في تلك المنطقة المنعزلة وأنا وضعني في الميتم
- أنت تهذي ( قالت وهي ترفع ذراعيها أمامها بنفاذ صبر لأفكاره مستمرة ) من أين أتتك هذه الفكرة بحق الله
- أنا لم أكن أعلم شيئا قبل دخولي ذلك اليوم إلى الشركة حيث دفعتي بي إلى مكتب روبرت عندها بدأت الأفكار تراودني وأولها لما صورتي موجودة هناك وأنت قلت لي أنه أليك دانيال
مرت تلك ألحظة بمخيلتها بسرعة وهي تذكر كيف كانت حالته عندما دخلت عليه فقد بدا كالضائع الذي لا يدرك ما يجري حتى اعتقدت أنه مضطرب فأغمضت عينيها بشدة وهي تقول بتأكيد رافضه تلك الأفكار
- تلك الصورة هي لأليك أنت لا شأن لك بها
- بل هي لي أنا تعالي ( أمسكها من يدها جاذبا إياها معه نحو الباب ليدخلا المنزل فتبعته قائلة )
- ماذا هل ستريني صورك وأنت طفل أن الأطفال جميعهم متشابهون
أستمر بصعود الأدراج دون أن يترك يدها مما جعلها تسرع خطاها لتتماشى مع خطواته
- أردت إعلامك بما يدور حولك ولا أريد إقناعك بمن أكون لأن الموضوع منتهي
- ماذا أقول أنا عاجزة عن أيجاد كلمه مناسبة
فتح باب غرفة جدها وهو يترك يدها ودعاها لدخول فتعلقت عيناها به بصمت ثم تحركت نحو الغرفة لتدخلها وهو خلفها فتخطاها نحو الخزنة ليخرج منها الصندوق ويضعه على الطاولة قائلاً
- هذا كان معدا لتطلعي عليه بعد وفات روبرت وبه الكثير وسيفسر لك كل ما تريدينه أما هذا ( ووضع الملف الأحمر فوق الصندوق مضيفا ) فهو يحتوي على وصية روبرت وبعض الأوراق المهمة وقد كان في درج مكتبه بالشركة وأيضا كان معدا لتطلعي عليه بعد وفاته ( نظر إليها مضيفا وهو يربت عليهم ) سأدعك مع هذه الأوراق لتطلعي عليها وأنا سأكون بغرفتي ( وسار نحوها ثم تخطى عنها وقد بقيت جامدة في مكانها فأستمر ) أن أحتجتي لي ما عليك سوى مناداتي
وأغلق الباب خلفه بينما نظرت إلى الباب الذي أغلق وعادت بنظرها إلى الصندوق والأوراق التي أمامها ورفعت ذراعيها لتضم نفسها بتوتر إنها لا تصدق ذلك ولكن ثقته كبيرة هذا مستحيل وما شأن صندوق عائلتها اقتربت من الصندوق لتحمله بين يديها وجلست أرضا لتفرغ محتوياته وهي تأخذ نفسا عميقا أبعدت الأوراق التي وقعت فوق بعض الصور وحملتها بيدين مرتجفتين لتتأملهم وقلبها يؤلمها عندما تراهم فدفعت بهم إلى داخل الصندوق وبدأت تتناول ورقة ورقة وتقرأ ما تحتويه ولم تشعر بالوقت يمضي ولم تدرك كم من الزمن بقيت في الغرفة إلا أن شعرت بأن الهواء ما عاد يدخل إلى صدرها فتحركت متجهة نحو الشرفة فتحت أبوابها على مصراعيها وسارت نحو الدرابزين لتستند عليه بإرهاق نفسي كبير وأخذت نفسا عميقا وهي ترفع وجهها إلى الأعلى لتلمس الهواء وتشعر بدمائها تعود لجريانها في جسدها
- أأنت مستعدة ألان للإصغاء
حركت رأسها ببطء لتشاهد اليكسيس مستندا إلى الدرابزين في آخر الشرفة ناظرا إليها ثم استقام بوقفته وسار نحوها ببطء تعلقت عينيها بوجهه الجامد الذي لا يعبر عما يختلج في صدره في هذا الوقت ووقف بجوارها وأستند إلى الدرابزين متأملا ما أمامه فحركت رأسها إلى الجهة الأخرى رافضة النظر إليه وهي تتساءل بصعوبة بالغه
- منذ متى وأنت تعلم هذا
- علمت منذ أن أطلعت على ذلك الملف ولكني رفضت التصديق أردت دليلا يقول لي إني أليك وليس أوراقا تقول أني أملك أليك للهندسة أرائيتي لقد أختار جدك أسمي الحقيقي لشركتي ألان فقط علمت سب إصراره على هذا ألاسم وأقنعني حينها أنه اختصار لأسمي
- ولكن لماذا فأنا رغم كل ما قرأته مازلت أقول لماذا ما كان لجدي أن يفعل هذا
ضم شفتيه بقوة فنظرت إليه ومازالت عينيه شاردتان أمامه وهو يقول
- كان والدي بالمدرسة الداخلية التي درس بها والدك ثم انتقلا معا إلى الجامعة عاد والدي ( توقف وأبتسم بسخرية وهو يتابع ) أجد هذه الكلمة غريبة فلم أستعملها وأن فعلت كنت أوجهها لروبرت ( ابتلعت ريقها وهي تتأمله وبدأت مشاعرها تختلط عليها وهو يستمر ) فعاد والدي إلى ايطاليا حيث كانت عائلته متورطة بأمور غير قانونيه ومن ثم تعرف إلى والدتي وتزوجا أتعلمين من تكون ( تساءل وهو ينظر إليها فهزت رأسها بالنفي وهي تلاقي عينيه المرهقتان فأستمر ) أنها من عائله مرموقة أشقائها متورطين بشكل كبير في العصابات والأعمال الغير قانونيه وقد رسموا لها زواجا من رجل معروف وذو مركز فعال ولكنها هربت مع والدي وجاءا إلى هنا لتحل النقمة عليهما لعصيانهما عائلتيهما ومن ثم دبت الخلافات بين العائلتين وكانت النتائج مأساوية وبدء والدانا بإنشاء شركتهم ونجحا وبدأ اسمهما بالانتشار ولم يكن صعبا على رجال العصابة أن تطال والداي فكمنت لهم ذلك اليوم وذهب والداك برفقتهما
أخفضت رأسها دون أجابته وهي تتأمل ما تحتويه الحديقة دون أن تراها ثم همست بصوت خافت
- كيف علمت هذا كل ما ذكره جدي في أوراقه أن عصابة من ايطاليا تعمدت قتلهم
- بحثت في الأمر قليلا ( حركت رأسها نحوه من جديد فنظر إليها بصمت قبل أن يقول ) من السهل الحصول على الصحف القديمة
- جدي قصد حمايتك بعد أن أُعلن أنك لم تفارق الحياة
- أعلم هذا وأتفهم سبب عدم ثقته بالشرطة فلقد طلب أن لا يعلن الخبر ولكن الخبر تسرب وقصد أحدهم المستشفى لتخلص مني كانوا يريدون محي أي شيء يربط بعائلتي حتى لو كان طفلا صغير
- هذهِ قسوة ( هز رأسه هزة خفيفة قائلا )
- على ما اعتقد أن هذا هو السبب الذي دعا روبرت إلى الطلب مني عدم إعلام الشرطة عن رسائل التهديد أنه يخشى منهم ولا يستطيع الثقة بهم فبعد أن علم أن هناك محاولة لتخلص مني دفع مبلغا كبيرا لإعلان وفاتي وإبعادي عن المستشفى بسرعة وتم دفني بجوار قبر والدي .. لدي قبر يحمل أسمي
قال ساخرا بألم فتأملت وجهه قبل أن تقول
- أنت تتفهم لما فعل هذا
- أجل أنا لا ألوم روبرت فلقد أنقذ حياتي
- حتى لو أنه رماك في الميتم ولم يعتني بك ( نظر إليها هامسا )
- لقد اعتنى بي لقد فعل الصواب وأدرك أن محاولته مساعدتي بشكل مباشر أو احتفاظه بي قريبا منه سيثير الشكوك وأنا على ثقة من أنه كان يشعر بأنه مراقب لهذا وضعني لمدة عام دون أن يسأل عني ثم قدم مبلغا كبيرا للميتم وبعدها حضر ليقوم بجولة كمسن ثم تكفل بي شيء عادي لا يثير الشكوك حولي خاصة وأن لدي ملفا يشير إلى قصة أخرى عن والداي .. لقد .. كان يعيش بقلق من أجلي وأجلك أيضا فلقد أبعدك عنه وجعلك تسكنين المنطقة النائية ولم يحاول حتى تقديمنا إلى بعض وهذا حرصا عليك مني فلا يريد أن تمسي بسوء أن كنتُ ما أزال أشكل أي خطر بمعرفة عائلة والداي بوجودي .. لقد منحني حياه جديدة .. لا أستطيع إلا أن أكون ممنون له لاهتمامه بي ورعايتي وحمايتي وحفظه لأملاكي طوال هذه السنين
- أنا أحبه جدا ( همست بضعف وقد ترقرقت عينيها وهي تدرك ألان ما كان يعانيه جدها واستمرت ) لقد اشتقت إليه كثيرا
- وأنا كذلك ( همس بصوت خافت ثم أضاف ) لقد ثار جنوني عندما علمت أن أليك للهندسة تكون لي بعد مماته ونصف كليبري وذلك الحساب الضخم .. وعندما سألته أجابني أنه لا يستطيع التحدث بالأمر وأن علي الاضطلاع على الصندوق الموجود في خزنته .. منذ أن رئيت صورتي بمكتبه أدركت أني سأحصل على الجواب الذي كان يحيرني ( تأملته متسائلة فأضاف ) لم اختارني أنا لِما هو كريم معي لهذه الدرجة ( توقف عن المتابعة وعينيه لا تبتعدان عن عينيها قبل أن يضيف ) الستِ غاضبة لاكتشافك أني املك نصف ما ستملكينه
بقيت للحظات صامته ثم هزت رأسها ببطء وأعادته إلى الأمام قائلة
- لدي ما يكفيني ( ثم عادت بنظرها نحوه مستمرة ) كما أني اعتدت وجودك فما باليد حيلة
رفع حاجبيه وظهرت ابتسامة مائلة على شفتيه وهو يقول
- كان علي التعرض لإطلاق النار منذ زمن لو كنت أعلم أن هذا ما سيحصل لك
- قلت ما بليد حيلة أن تلك الأوراق تشير إلى أنك مالك أليك ونصف كليبري وذلك الحساب البنكي الضخم فأن قلت لك أني منزعجة ولا أريد هذا فما الذي سأجنبه
- لا أعلم ما الذي ستجنيه ( وقفت مستقيمة رافضه إجابته على سؤاله وهي تقول )
- أنا بحاجة ماسة إلى النوم فقد أستيقظ غدا وأجد أني كنت أحلم
وتحركت مبتعدة فاستدار ليسند ظهره خلفه وهو يتأملها قبل أن يقول
- وهل ستستطيعين النوم
- لا أعتقد ليس هذه الليلة على الأقل
أجابته وهي تبتعد أكثر ....
دخلت في ساعات الصباح الباكر إلى المطبخ لتتهاوى على المقعد وتضع يديها على عينيها بإرهاق فتساءلت نورما وهي تتأملها
- أنت مبكرة .. هل أنت بخير
- لا أعلم ( أكتفت بإجابتها فعادت نورما لتتساءل )
- أعد لك كوباً من القهوة
- أكوابا من القهوة أنا أحتاج إلى كمية كبيرة حتى أستطيع أن أركز
تأملتها نورما بحيرة ثم تحركت نحو الغاز فبقيت شيفا مغمضة العينين وكفيها يخفيان وجهها أنها لم تنم لا يمكنها أن تقول أنها فعلت بسبب تلك الدقائق القليلة التي غفت بها أنها مرهقة هذا ما تعرفه
- أنتَ أيضا استيقظت باكرا ما بكما
تساءلت نورما وهي ترى اليكسيس يدخل إلى المطبخ فقال بكسل واضح
- صباح الخير أحتاج إلى كوبا كبيراً جدا من القهوة ( وأقترب من المقعد وعينيه لا تفارقان شيفا التي تخفي وجهها قائلا ) أنت بخير
فتحت كفيها ناظرة إليه من خلالهما ومتسائلة
- هل أنت أليك دانيال سلفادوري ( جلس أمامها مجيبا إياها ببطء )
- اجل
- آوه يا ألاهي ( هتفت وهي تغلق كفيها بضيق مستمرة ) اعتقدت أني أحلم ما هذا أنا عالقة مع هذا إلى الأبد بالتأكيد لن أكون بخير
- بما تتمتمين
تساءل وهو يعبث بالكوب الذي وضعته نورما أمامه فتنهدت بيأس وأبعدت كفيها عن وجهها لتحدق بالكوب الذي أستقر أمامها قائلة
- أنظر إلي ( ثم رفعت نظرها إليه مستمرة ) أنا لا أبدو بخير أليس كذلك فشعري مشعث وعيناي متورمتان ولم أنم إلا دقائق معدودة وقد أرهقتُ عقلي بسبب عمله طوال الليل رغم محاولاتي الكثيرة إلى جعله يتوقف وتسألني بما أتمتم يجب أن أتمتم ألا ترى كيف أنا ( هز رأسه بالإيجاب وقد فتح عينيه جيدا ثم أختلس نظرة نحو نورما وهو يضم شفتيه مخفي ابتسامة كادت تنسل إليهما فهتفت وهي تتناول كوبها ) لا تخفها هيا أبتسم أنا في حالة يرثى لها وأنظر إلى نفسك ولم أتوقع أن تراعي شعور الآخرين
- عزيزتي أنت لا تستطيعين أن تكفي عن الثرثرة حتى في الساعة السادسة صباحا أجد أن لديك قابلية كبيرة للحديث أنت فريدة من نوعك
- هه هه أهزأ بي كما تريد ولكني لا آبه ( ولمحته بنظرة قبل أن ترفع كوبها إلى شفتيها قائلة ) سلفادوري إذا
- كليبر أنها السادسة صباحا فقط
أخذت نورما تنقل نظرها بين الاثنين دون قول شيء فأخذت شيفا ترتشف من كوبها بشرود وكذلك فعل اليكسيسي إلى أن سألته باهتمام
- ستعرج على الطبيب اليوم
- أجل ( أجابها باقتضاب فعادت للقول )
- أتحتاج إلى من يقلك ( هز رأسه بالنفي وظهرت ابتسامة على حافة شفتيه وهو يقول )
- مازلت أستطيع القيادة ألم أفعل البارحة
حركت شفتيها مدعية عدم ألاهتمام وسكبت لنفسها كوبا آخر من القهوة وهي تقول
- وكيف تنوي قضاء يومك
- الديك اقتراح
- أجل ما قولك بالاسترخاء والحصول على ساعات وافرة من النوم
- أنه اقتراح مغري ( أجابها وهو يرتشف من كوبه وعينيه الناعستان لا تفارقانها مستمرا ) ولكن لدي أمورا كثيرة علي انجازها
- أتفكر بالذهاب إلى العمل
- أنت تعرفين بما أفكر ( حركت عينيها بتذمر وتحركت واقفة وهي تقول )
- أفعل ما يحلو لك أنها صحتك وليست صحتي ولكني أعفيك من مراقبتي فأنا أعلم ألان ما يدور حولي وسأكون متنبهة
- أتعديني بهذا
فاجئها قوله الجاد فحركت رأسها نحوه وهزته بالإيجاب قبل أن تستدير مغادرة وقائلة
- أجل أفعل ....
- ألن يحضر السيد اليكسيس اليوم هذه الأوراق تحتاج إلى إمضائه
- قد يحضر بعد الظهر أرني إياها ماذا لديك أيضا
تساءلت شيفا وهي تسير لتدخل مكتبها وجيسي خلفها مجيبه إياها
- لدينا يوما حافل
- هل أعلمني أحدكم ما الذي يجري هنالك رجال شرطة موجودون في المبنى
حركت شيفا وجيسي نظرهما نحو أستون الذي وقف قرب الباب متسائلا فتساءلت بابتسامة لرؤيته
- متى حضرت ( فتح ذراعيه وأقترب منها بسعادة قائلا )
- في الرابعة صباحا وقد قاومت بشدة رغبتي بمكالمتك بتلك الساعة
- جيد أنك لم تفعل
- يا لك من شريرة .. كيف أنت جيسي
- بخير .. سأكون بالخارج
أضافت وهي تنسحب وتغلق الباب خلفها فتحركت شيفا لتتوجه نحو مقعدها وتجلس عليه وهي تتساءل
- كيف كانت رحلتك من الأفضل أن تكون جيدة
- ستكون كذلك لدي هنا ما سيضاعف راتبي ( قال وهو يربت على حقيبته ثم حرك رأسه نحو الباب مضيفا ) ماذا جرى في غيابي هل حدث مكروه
- أجل ( أجابته وهي تهز رأسها بالإيجاب فجلس أمامها باهتمام قائلا أمام صمتها )
- أعلميني ( ابتسمت وهي تفتح الملف الذي أمامها قائلة )
- ألان
- بالتأكيد شيفا هيا فرجال الشرطة ليس للعرض هنا
قصت باقتضاب ما جرى لأستون الذي أصغى بصمت دون حتى أن يحاول مقاطعتها أو ألاستفسار وأخيرا بعد أن انتهت قال ببطء
- أتريدين أعلامي أن جدك طلب من اليكسيس حمايتك لهذا أعطاه أدارة الشركة وجعله يسكن بمنزله يا له من محظوظ عزيزتي ( قال ساخرا وأضاف ) كان عليه عرض الأمر علي لكنت حميتك دون أي مقابل لا أعلم كيف يفكر جدك ولكن الجيد بالأمر أنك بخير والشرطة ماذا قالت
حركت كتفيها فهي لم تقص عليه سوى القليل لابد وأنه سيصاب بصدمة قويه لو علم من يكون اليكسيس وماذا يملك ابتسمت وقد راقت لها الفكرة ثم قالت
- لاشيء حتى ألان أجرت تحقيقا معي ومع اليكسيس وبالأمس حضروا وهاهم اليوم وقد أصروا على أن يرافقني بعض الرجال للحماية ولكني رفضت الأمر لا أتصور نفسي أسير وبرفقتي رجلان يحملان سلاحا وها أنا حريصة بتحركاتي لهذا أرجوا أن يلقوا القبض عليه بسرعة فالشعور بأنك مراقب أو مستهدف ليس بالشعور الجميل
- ألم يجدوا أي أدلة أي شيء يشير إلى هوية الشخص أو حتى لم يريد إيذائك
هزت رأسها بالنفي وقد شعرت ببعض الألم قبل أن تقول
- لا أذكر أني فعلت شيئا لأحدهم ليجعله يرغب بإشهار سلاحه نحوي ( عادت برأسها نحو الأوراق التي أمامها وهي تضيف محاولة عدم التفكير بهذا الأمر ) لدينا الكثير من العمل لذا عليك أن تبدأ سأرسل لك كل العمل المتراكم لدي فهيا تحرك
تحرك واقفا وهو يهمس بمداعبة
- حسنا قبل أن تقولي لي أغرب عن وجهي ( ابتسمت وهي تنظر إليه فغمزها بعينيه وهو يغادر )
- جيسي أدعي لاجتماع ألان أريد الجميع بغرفة الاجتماعات بعد عشر دقائق ( قالت لجيسي وهي تمر من أمام مكتبها مستمرة ) واطلبي من داني أن تعد جميع الأوراق التي يجب أن نناقشها وأكدي على أستون أن تكون الأوراق جاهزة سأجيب أنا ( أضافت وهاتفها يرن وتناولت الأوراق المتناثرة وناولتهم لجيسي الواقفة بجوارها مستمرة وهي ترفع سماعة الهاتف ) أريد نسخا منها ألان أسرعي عشر دقائق وأرى الجميع في غرفة ألاجتماعات ( أسرعت جيسي بالمغادرة بينما وضعت السماعة على أذنها قائلة ) أجل
- أتعتقدين بوجود كل هؤلاء لا أستطيع الوصول إليك
تجمدت مقلتيها وتجهم وجهها فقالت ببطء محاولة عدم إظهار خوفها
- من يتحدث
- لا أعتقد أنك بهذا الغباء
حركت عينيها حولها تريد ألاستنجاد بأحدهم ولكن لا أحد بجوارها فقالت بصوت هادئ وهي تفكر بسرعة
- من أين علمت برقم هذا الهاتف
- أنت لا تثقين بي كفاية أنا أعلم كل شيء عنك كل شيء
- ما الذي تريده أتريد المال
- أجل أريد المال والمزيد من المال وان لم احصل عليه ستدفعين أنت الثمن
تجمدت شفتيها قبل أن تقول وصدرها يرتفع بقوة
- هل أعرفك قد أكون التقيت بك في مكان ما
- أجل ( وضحك تلك الضحكة التي تقشعر جسدها وأضاف ) كل ليلة في أحلامك
وأغلق الهاتف فأسرعت هاتفة
- لا لا تغلق من أنت اللعنة ( توقفت عن المتابعة وصدى صوتها يعود إليها فأعادت السماعة بقوة إلى مكانها وهي تهمس ) تبا
- الجميع بغرفـ.. أنت بخير
نظرت إلى جيسي لثواني ثم استقامت بوقفتها جيدا وحركت رأسها بالنفي وهي تسير وتأخذ نفسا عميقا قائلة
- لاشيء مهم
رغم محاولتها بالاجتماع ولكنها شردت عدت مرات ولم تنتبه إلى أحدهم وهو يوجه لها سؤالا وهي شاردة مما جعلها مستاءة من نفسها ولكنها تداركت الموقف....
فتح باب مكتبها وهي تمسك أحدى الأوراق شاردة وهي تحاول مراجعتها فرفعت نظرها نحو اليكسيس الذي دخل وأغلق الباب خلفه ونظره لا يبتعد عنها فنظرت نحو ساعتها محاولة تفادي النظر إليه وهي تقول
- مر الوقت بسرعة لم أشعر به
- كيف أنت ( مقاطعته لها جعلتها تنظر إليه لتلاقي عينيه دون أجابته فأضاف وهو يقترب منها ) تحدثت مع ضابط الشرطة ألان وأعلمني عن المكالمة التي وصلتك اليوم
أظهرت ابتسامة على شفتيها قائلة
- لاشيء مهم
وعادت نحو الورقة التي أمامها فاستدار ليقف بجوارها قائلا وعينيه تتأملان وجهها الشاحب
- ليس عليك أن تقلقي أنت بأمان تام (هزت رأسها بالإيجاب دون أن ترفع عينيها نحوه فأستمر مؤكدا ) كما أني بجوارك والشرطة ستلقي القبض عليه قريبا لا تدعيه يفزعك ( عادت لتهز رأسها بالإيجاب مما جعله يتأملها لثواني بصمت ثم تحدث وهو يلاحظ أنها تتعمد عدم النظر إليه ) ما بك
هزت رأسها بالنفي قائلة باقتضاب
- لاشيء
نقل عينيه عن وجهها إلى أصابع يدها التي أمسكت بها قلما يرتجف لارتجاف أصابعها ثم عاد بعينيه نحو وجهها هامسا
- شيفا
- أنا بخير ( قاطعته وهي تضع القلم من يدها وتقف عن مقعدها وتحاول التخطي عنه وهي تضيف ) لدي الكثير من العمـ .. ماذا تفعل ( أضافت بيأس لإمساكه ذراعها ومنعها من تخطيه مما جعلها تقف أمامه فحرك يده لتلامس ذقنها وتجول عينيه بصمت بوجهها فحركته يمينن وشمالا محاولة بجهد أخفاء الدموع التي تلألأت بهما وهي تقول ) أليس لديك عمـ
- أنت ترتجفين
- لا لست كذلـ..( توقفت عن المتابعة وأخذت نفسا وعينيها تستقران على عينيه التين تشعرانها بالاطمئنان فهمست بصدق ) أنا .. أنا متوترة لا أعلم ما الذي يحدث لي
- عزيزتي ( همس بلطف وهو يجذبها إليه فأسندت جبينها على صدره وهي ترغب حقا بالشعور بأنها بأمان بينما أضاف ) أنه إنسان مضطرب ليس إلا وعلينا مواجهته لقد فعلنا هذا سابقا وسنفعله ألان
- لما أنا
- لن أدعه يسبب لك الأذى
أغمضت عينييها بألم وهي تذكر أنه تلقى رصاصة كانت موجهة نحوها هي أنها لا تستطيع سوى تصديقه فرفعت رأسها نحو وانسحبت إلى الخلف خطوتين لتبتعد عن ذراعه قائلة بابتسامة باهته
- أتعدني بهذا
- وأقسم كذلك
تهربت من النظر إليه وحركت يدها لتثبت خصلات من شعرها الذي رفعته بمشبك خلف أذنها وهي تتمتم
- لابد وأن جدي فخورا بك ( تابعها بعينيه وهو يقول )
- لا أفعل هذا من أجل جدك
تعلقت عينيها به بصمت وقلبها يحلق بها فحرك رأسه لها بالإيجاب وهم بالتحدث إلا انه لم يفعل لانفتاح باب مكتبها وظهور أستون قائلا
- شيفا أريد أن .. أنت هنا متى حضرت ( تساءل أستون وهو يرى اليكسيس ثم نقل نظره بين الوجهين المحدقان به قبل أن يقول ) هل قاطعت شيئا
استدار اليكسيس إليه قائلا ومتجاهلا قوله
- كيف كانت رحلتك أرجو أنك أتبعت إرشاداتي
- بحذافيرها ( أجابه بغيظ واضح وأضاف ) جميع الأوراق عند داني ولكن على ما يبدو أنك لم تصل مكتبك بعد
- لا سأراه ألان ... أعذراني
وسار متخطي عن أستون ومغلقا الباب خلفه فتابعته ثم نظرت نحو أستون قبل أن تتهاوى على مقعدها ترغب بقتله أكان عليه الدخول في تلك اللحظة لقد كان حديثهما مهما مهما بالنسبة لمن شيفا أتتوهمين أم أنه
- ماذا كنت تقول
قالت بسرعة كي لا تغوص أكثر في أفكارها ولتجذب نظر أستون الثابت على الباب الذي خرج منه اليكسيس بشرود ...
- هل انتهيتِ
فتح باب مكتبها وأطل منه اليكسيس متسائلا فهزت رأسها بالإيجاب وهي تنظر نحو ساعتها قائلة
- أجل وأنت
- سآخذ بعض العمل معي إلى المنزل
- لقد أصبحت كسولا مؤخرا علينا فعل شيء لهذا الأمر
- أنا طوع أمرك آنستي ( علق على قولها وهي تتخطاه خارجة فلمحته بنظرة وهي تجيبه )
- سأصدقك أن أستمريت بترداد هذا القول
- لا أمانع ( أجابها وهو يتبعها مضيفا ) لا تغادري دوني فستقلينني معك ( وعندما نظرت إليه أضاف ) قام توماس باستعارة سيارتي
- يا لك من سيد نبيل
- هذا أنا
أجابها بغرور والمصعد يغلق عليهما فحركت عينيها بيأس , صعدت إلى سيارتها وهي تقول
- أصبحت أكره النزول إلى هنا ( جلس بجوارها وأنشغل بوضع حزام الأمان وهو يقول )
- وضعت حارسا عند المدخل ولن يسمح لأي غريب بالدخول كما انه لم يعد يسمح لأي أحد غير موظفي الشركة بإيقاف سيارتهم هنا
- هذا أفضل ( تمتمت وهي تنطلق بسيارتها )
- عرجت على الميتم اليوم ( قال فجأة قاطعا الصمت بينهما فابتسمت دون النظر إليه فتأملها للحظات بصمت ثم نظر إلى النافذة الجانبية مضيفا ) ما أن وصلت حتى أخذوا يعدون لي ما وصلهم في اليوم التالي لعودتنا من رحلتنا ( بدت ابتسامة خجولة على ملامحها فأضاف وهو ينظر إليها من جديد ) أعلموني أنهم يرغبون بشكرك بشكل خاص ساندي بدت مسرورة جدا بما حصلت عليه وكذلك دان
هزت رأسها بالنفي قبل أن تتحدث قائلة
- أنهم من يستحقون الشكر فلم يعترضوا على عودتنا بسرعة لذا يستحقون مكافئة
هز رأسه بالإيجاب وأشار لها نحو طريقا إلى اليمين قائلا
- هلا توجهتي إلى هذه الطريق أريد أن أعرج على ذلك المتجر
لم تعترض ودخلت الطريق وهي تنظر نحو المرآة وقد أصبحت متوجسة من أن يتبعها أحدهم ثم تساءلت وهي تقف أمام المتجر الذي أشار إليه
- أهذا هو
- اجل لن أتأخر
وترجل من السيارة ليسير بخطوات واسعة ويدخل المتجر تابعته ثم عادت بنظرها نحو المذياع لتشعله عندما سمعت صوت باب سيارتها يفتح فنظرت نحوه لينعقد لسانها وقد فتح الباب بسرعة وجلس رجلا بجوارها شاهرا مسدسه نحوها قائلا
- هيا انطلقي ألان ( جلست جيدا في مقعدها وعينيها مفتوحتان جيدا فوضع المسدس على خاصرتها مضيفاً وعينيه جاحظتان بها ) انطلقي ألان وألا أفرغت هذا في جسدك الجميل
وضعت يديها المرتجفتين على المقود وعينيها تنظران باستنجاد نحو المتجر فعاد لصراخ بها مما جعلها تنطلق وهي تقول بتلعثم
- ماذا تريد مني أنا حتى لا أعرفك أتريد المال خذها ها هي حقيبتي
- أنظري إلى الأمام يا صغيرتي أن مالك جميعه لن ينفعك ألان
أخذ رأسها يدور فحاولت السيطرة على نفسها وهي تقول ويديها مازالتا ترتجفان بعصبية
- أن أن ما تفعله لن يفيدك بشيء
- أصمتي
- الشرطة تعلم أن
- أصمتي
همس بجفاء وهو يقرب وجهه منها ويضغط المسدس على خصرها مما جعلها تتوقف وتشعر بقلبها يتوقف عن الخفقان اختلست نظرة نحو المرآة لِما رفضت أن تحرسها الشرطة هذا أغبى عمل اقترفته في حياتها
- أستمع لي يا سيد
- استمعي لي أنت فستدفعين ثمن ما اقترفته بحقي
- أنا أنا لا أذكرك حتى
همست بشفتين مرتجفتين وهي تختلس نظرة سريعة نحو ذقنه الطويلة المشعثة وشعره الذي ينسدل على وجهه بطريقه مهملة وكأنه لم يمشط منذ أيام ملابسة قديمة باليه رائحته نتنه لا يبدوا أكثر من متسول رفع يده إلى ذقنه يتلمسه قائلا
- أنت لا تعرفيني ألان فأنا لم أحسن مظهري منذ أن رميتني أنت وجدك الحقير في الشارع
- لم نفعل أننا لم نرمي أحدا
سارعت بالقول فضرب بيده مقدمة السيارة صارخا بخشونة مما جعلها ننتفض
- إلى هذا الاتجاه سيري ( ونظر خلفه ليتأكد من أنه غير متابع ثم عاد لينظر إليها قائلا ولهاثه العفن أصابتها بالغثيان ) يا لكم من أناس أتعتقدون أنكم تملكون العالم لأنكم تملكون المال أنا أفضل منكم ولكن لا أملك المال أتعلمين لماذا .. بسببكم
- لا أفهم حرفا مما تقوله
- لأنك غبية مثل البقية
عاد ليضيف بقوة جعلتها تنتفض من جديد أنها تجلس مع مجنون في سيارتها ماذا تفعل رفعت يديها إلى جبينها تتحسسه بأصابع مرتجفة وهي تراقب الطريق علها تجد شرطيا أو ربما تفتح باب سيارتها وتقفز منها ولكن حزام الأمان المحيط بها جعلها تغير رأيها فعادت لتأخذ نفسا عميقا وهي تقول
- هلا أعلمتني على الأقل من تكون
- من أكون لا تذكرين أذا وكيف ستذكرين مجرد موظف يعمل لديكم
عادت بنظرها إليه بعينين واسعتين أنها لا تذكر أنها رأته بحياتها عادت بنظرها إلى الأمام وهي تقول
- حقا لا أذكرك لا
- أدخلي إلى هناك ولا أريد ألعابا وإلا ( تحدث بخشونة وعينيه تتقدان شررا ومال نحوها من جديد وهو يضغط بمسدسه على خصرها ) تعرفين ماذا سيحصل
دخلت بهدوء إلى مصنعاً مهجور جالت عينيها أمامها كيف وصلت إلى هنا لن تنجوا ما أن أصبحت داخل المصنع الفارغ حتى قال بحدة
- قفي هنا ( ابتلعت ريقها وأوقفت سيارتها ثم أخذت نفسا عميقا وهي تقول )
- هل أنت من ضمن المجموعة التي تم فصلها من الشركة بسبب الإهمال
- أصبتي الهدف ( قال بطريقة منفرة وأستمر ) وألان أفتحي بابك وأخرجي بهدوء وأنا خلفك مباشرة ( حركت يدها ببطء نحو حزام الأمان لتقوم بنزعه ومدت يدها لتفتح بابها وإذا به يمسك بيدها الأخرى بقوة جعلتها تنظر إليه بذعر فقال مؤكدا ) بهدوء ( هزت رأسها له بالإيجاب وفتحت بابها وأنزلت قدميها وإذا به يدفعها بقوة إلى الخارج لتتعثر وتقع أرضا أمام باب سيارتها أسرع بالالتفاف نحوها وصدرها يعلو بسرعة ومازالت أرضا فوقف أمامها صائحا بخشونة كبيرة ) هيا قفي أم يا ترى تنتظرين مساعدتي
تحركت واقفة والدماء تتصاعد إلى وجهها حتى شعرت بأنها تكاد تنفجر وعينيها لا تفارقان مسدسه المصوب نحوها ثم همست وهي تنفض راحتها من الغبار الذي علق بهما
- أعلمني فقط ما الذي تريده .. أتريد العودة إلى العمل .. كنت تريد المال حسنا سأكتب لك شيك بالقيمة التي تريـ
توقفت عن المتابعة وهو يرفع مسدسه ليصوبه نحو وجهها مما جعلها عاجزة عن النطق أين الجميع حين تحتاج إليهم أين هم تحركت شفتيه الغليظتان وهو يقول
- لا أريد مالكم العين ولم قد أحتاجه ألان زوجتي تخلت عني أطفالي وقد ذهبوا ذهبوا ( أخذت تراقبه بحذر أنه يعاني من الاضطراب بكل تأكيد هذا ما تدل عليه هيئته فعادت عينيها لتتوسعان أكثر وأكثر وهو يقترب منها وقد تجمدت ساقيها دون أن تجرؤ على الحراك وهو يضيف ) أريد أن يتعذب جدك العين أريد أن أراه يبكي ويتوسل لأني قد بكيت وتوسلت له كي لا يفصلني ولكنه لم يأبه حسنا سنرى أن كان يأبه ألان أم لا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق