انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 أبريل 2011

غريمي 18

 - ما الذي حطمتموه ألان أهي بيث أم أنها أنـ ( توقفت عن المتابعة واستدارت برأسها بسرعة نحو الممر قبل أن تجري نحو غرفة جدها هاتفة ) اليكسيس تبا لقد فعلتها

وقفت أمام الغرفة وحاولت فتح بابها ثم أصغت لصوت تحركه بالغرفة فجرت بسرعة نحو غرفتها وقلبها ينتفض أنه لا يصغي أبدا تبا أخرجت مفتاح الغرفة وغادرت جريا لفتح الباب بسرعة على مصراعيه وتحدق باليكسيس الذي حمل الصندوق من الخزنة المفتوحة بين يديه فتحرك نحو المكتب قائلا وهو ينظر إليها
- لم يطل غيابك  
حركت رأسها عنه نحو زجاج الشرفة المحطم والمتناثر على الأرض ثم عادت نحوه قائلة
- لِما لما تفعل هذا ( وأشارت نحو الصندوق قائلة بتوتر وهي تهز رأسها وتتحرك نحوه ) لا تطلع عليه أنت لا تحتاجه أنه يخصني فأعده إلى مكانه على الفور
- لا أسرار بيننا كليبر أننا كالعائلة ألان
- لا اليكسيس هذا الصندوق يخصني وعائلتي ولا حاجت لك للاطلاع عليه
تحركت نحوه بسرعة لتتناوله ولكنه أبعده إلى الخلف هازا برأسه وقائلا
- سأطلع عليه مهما قلت ومهما حاولت فهذا ما يريده جدك
- أن جدي رجل مسن فقد عقله ( صاحت بغضب )
- بل هو أعقل منا نحن ألاثنين
- لا تجادلني عن جدي فأنت لا تعلم عنه شيء لاشيء مهما أدعيت وألان أما أن تعيد الصندوق إلى مكانه وأما أن تعطيني إياه  
- أريد ألاطلاع عليه بحق الله عليكِ أدرك ما أقوله حاولي هيا اجعليني أشعر أنك تستقبلين ما أقوله ولا يتناثر في الهواء
- لا وقت لدي لسخريتك ألان ( أجابته واقتربت منه مستمرة ) أن كنت مصرا سنراه معا أنا لن أقف مكتوفة اليدين أشاهدك وأنت ترى ما به
- لا أمانع ( أجابها وعينيه لا تفارقانها بشك فأمسكت الصندوق بسرعة ما أن وقفت أمامه محاولة أخذه منه ولكنه تراجع  إلى الخلف وهو يحكم أصابعه حوله قائلا ) كنت أعلم أنه لا يمكنني الوثوق بك
توقف عن المتابعة وهو يصطدم بالمقعد خلفه فحرك رأسه نحو المقعد فأسرعت لتسحب الصندوق من جديد من بين يديه التين حاولتا ألاحتفاظ به بقوة مما أدى إلى سقوطه منهما أرضا ليتناثر ما يحتويه أرضا فجحظت عينيها بالأوراق والصور التي انتشرت أمامها على أرض الغرفة لتشعر بنفسها تلتف بينما ثبت اليكسيس في وقفته وهو يتأمل ما تناثر أرضا ثم أنحنى ليلتقط أحدى الصور باهتمام وقد عقد حاجبيه معا فتراجعت إلى الخلف ببطء وهي تضع يدها اليمنى قرب عنقها وقد شعرت بالدموع تتجمع بمقلتيها وهي تراه يجلس القرفصاء ويتناول قطعة من صحيفة وقد أغمقت بشرته وهو يتأمل تلك الصور التي تحاول نسيانها فاستدارت بسرعة جاريه إلى الخارج والدموع لا تفارقها لم عليه دائما نيل ما يريده أكرهك تمتمت وهي تضرب مقود سيارتها بعصبية ثم تمسح خدها المبتل بعنف أنهما والداي والداي أنا لا شأن لأحد بهما لا يحق لك ألإطلاع على هذه الأوراق لا يحق لك ..
 فتحت الماء ووقفت رافعه وجهها نحوها لتنزل وتصطدم بوجهها وقد أغمضت عينيها أنها بحاجة ماسة إلى مسح كل تلك الأمور من عقلها ولكن حتى المياه لا تستطيع نزعها من مخيلتها رفعت يديها لتبعد خصلات شعرها المبتل عن وجهها إلى الخلف وهي تفتح عينيها الدامعتان وتأخذ نفسا عميقا فلقد قادت سيارتها بغير هدى لساعات وأخيرا قررت الجوء إلى حيث تشعر بالأمان إلى حيث ترعرعت هذا المنزل ملكٌ لها ولن ينتزعه أحدا منها لا أحد أنها لن تسمح لنزوات جدها بالسيطرة عليها أبدا لن تسمح وعلى اليكسيس إدراك ذلك أكان عليه ألاطلاع على ذلك الصندوق , وقفت أمام المرآة تسرح شعرها بإعياء بعد أن ارتدت بيجامتها ثم قربت وجهها من المرآة متأمله عينيها الحمراوتان وهزت رأسها يا لها من حمقاء كثيرة البكاء عقدت شعرها أنها منهكة ولكن هل تستطيع النوم خرجت من غرفتها لتتجه نحو المطبخ فتحت ثلاجتها لتجدها فارغة تماما فأعادت إغلاقها وتوجهت نحو الشرفة الخلفية للمنزل كان عليها أعلام أليس أنها ستحضر ولكن كيف وهي لم تكن تعلم أسندت ذراعيها على الدرابزين الخشبي ورفعت عينيها نحو السماء متأملة النجوم وأغمضت عينيها ببطء وهي تشعر بكئابة فأخذت نفسا عميقا عليها أن تتحلى بالصبر أنها عديمة الصبر وسريعة الانفعال عليها أن تحل مشاكلها بروية أيمكنها هذا يا ترى لامست نسمات الهواء وجهها لتنعشها وتشعرها ببعض الاسترخاء والسكون سكون احتاجت إليه كثيرا في الآونة الأخيرة فحياتها في فوضى لم تكن لتفكر بها وتتوقعها
- كم أحسدك ( قطع استرخائها صوت مألوف ففتحت عينيها ببطء وجمدتها بالسماء أنه لا يفارقها أبدا ) كان قدومك إلى هنا فكرة جيدة
حركت مقلتيها ورأسها إلى الخلف لتحدق به وقد أستند على باب الشرفة بكسل استدارت إليه معترضة فهذا آخر مكان تريد رؤيته به قائلة بيأس
- ما الذي تفعله هنا لقد تركت لك ذلك المنزل بأكمله فلما لا تتوقف عن لحاقي
- لا أستطيع البقاء بذلك المنزل عزيزتي فهو ممل دونك كما أني لا أستطيع عدم التفكير بك 
أجابها وهو يعقد يديه دون أن يغير وقفته ورغم جوابه الساخر فلم يكن هناك أثر لسخرية في عينيه المحدقتان بها فقالت رافضة تلك المشاعر التي بدأت تنتابها كلما رأته
- أنه ممل بدوني إذا ( وتحركت نحوه مستمرة بثقة وتأكيد ) ستغادر ألان ألان اليكسيس فأنا أسعى إلى الراحة وهذا ما لن أجده بوجودك
تأملها للحظات قبل أن يقول وهو يستقيم بوقفته
- بما أنك أصبحتي تعرفيني جيدا وهذا ما أتوقعه على الأقل فأنت تدركين بما أني حضرت إلى هنا فأنا لن أغادر وأنا على ثقة تامة ( أضاف وهو يخطو نحوها مستمرا بثقة استفزتها ) أنك كنت بانتظاري لعلمك أني سأحضر سأتبعك شيفا الستُ على حق يا ترى
لم ينتظر أجابتها بل تخطى عنها فشعرت بالدماء تتدفق بسرعة نحو وجهها لتشعر بالحرارة تصعد منه فقالت ببطء شديد
- أحتاج للانفراد بنفسي لا أريد رؤيتك هنا لا أريد رؤية أي كائن حي حولي ( واستدارت نحوه لتحدق بظهره وقد أستند إلى الحاجز يتأمل ما حوله فاستمرت ) أتستطيع أدراك ما أقوله
- مما تهربين ( قاطعها وهو يحرك رأسه نحوها فهتفت بسرعة )
- لا أهرب من شيء
استدار في وقفته ليسند ظهره على الحاجز خلفه وعينيه لا تفارقانها وهو يقول
- أكنت على علم بما يحتويه الصندوق ولتزمتي الصمت كل ذلك الوقت ( ولمحها بنظرة غريبة ولكنها غير مريحة وهو يضيف ) يا لكِ من جاحدة عديمة المسؤولية وتدعين أن لك ضميرا
- لا أسمح لك ( قاطعته رافضة السماح له بالاسترسال بإهانتها )
- لا أنتظر سماحك أو عدمه لأقول ما يختلج بصدري
- أنت لا تعلم شيئا إنهما والدي أنا كيف تعتقد أني أشعر سأعلمك كيف أشعر ( استمرت بألم حاد ظهر بصوتها بشكلٍ واضح وهي تقترب منه مشيرة إلى صدرها ) أنا لا أنام في الليل أنا أحلم وينتابني الكوابيس أنا اتألم لمجرد تذكر ما يحتويه ذلك الصندوق أنا أكره رؤية ما يحتويه منذُ أن رأيتهم وأنا أرى والدي وهما بهذه الحال ولا ضمير لي من أنت لتقول لي هذا من أنت لتسمح لنفسك بالتدخل بأمور تخصني وعائلتي أنت لا شأن لك أبقى بعيدا عني وعن ما يخص عائلتي
- هل أنت بكامل قواك العقلية ( قاطعها قائلا وقد ضاقت عينيه رافضا قولها فهتفت )
- أنا أعقل منك
- ما هذا الكلام الذي تتفوهين به أذا
- ما الذي أتفوه به ( همست بصعوبة واستمرت ) ما أشعر به هذا ما أتفوه به ولكن بالنسبة لإنسان عديم الإحساس مثلك لا فائدة من قول شيء
لمحها بنظرة سريعة ليتوقف نظهره على عينيها قائلا بتأكيد غريب
- هل تعلمين ما بالصندوق شيفا أم أنك تدعين
- أنا أعلم ما به ولست بحاجة لإدعاء ذلك ( اعترضت بسرعة على قوله فقاطعها قائلا )
- ما الذي به هيا أخبريني
- اليكسيس أنا أفقد السيطرة على نفسي معك لذا آخر ما أريده هو إدعائك الغباء الآن بحق الله لقد تركتك مع الصندوق بأكمله فما حاجتي لأعلامك  
- ما الذي بالصندوق شيفا ما الذي يحتويه ما الذي تعرفينه بالتحديد فأنا منذ أن أطلعت على محتوياته وأنا لا أصدق أنك كنت تدركين ما يحتويه وجعلتي حياتي جحيما بادعاءاتك التي لا تنتهي فتوقفي عن الإدعاء وأخبريني ما تعرفينه فأنا لا أريد أن أصدق أن طمعك لنيل كل شيء هو الذي جعلك تتصرفين معي بهذا الشكل
- عما تتحدث
تساءلت وهي تحرك رأسها ويديها بعدم فهم فأجابها بحدة وغضب
- عما يحتويه الصندوق
- وما شأنك أنت به أنه يخصني وحدي لا لا تحاول ( أضافت وهي تراه يهم بالحديث مستمرة ) لقد أطلعت عليه وأنا أعلم ما يحتويه
- ستصيبينني بالجنون بقولك هذا فأنت بالتأكيد لم تتطلعي عليه
- لقد فعلت وسأفعل من جديد هل هذا يروق لك ( وتراجعت إلى الخلف مستمرة وهي تشير نحوه ) والآن عليك مغادرة المكان فأنا لا أريد أن أراك هنا
تأملها بصمت ووجه يحمل قناعا غاضبا وغريبا عنها لم ينظر إليها بهذا الشكل ثم تحدث بهدوء شديد لا يخلو من الإصرار
- هل يعلم روبرت بأنك على علم بما يحتويه الصندوق ( وأمام تجمدها أضاف ) أنه لا يعلم أليس كذلك
- لا شأن لك
- هل اخذتي مفاتيحه خلسة وطلعتي على خزنته
- لا تتدخل فيما لا يعنيك
- هذا ما حدث الستُ على صواب ( أصر بتأكيد فتأملته بصمت ثم رفعت رأسها بتعالي قائلة )
- وأن يكون مازال الأمر لا يعنيك ( تجاهل قولها وهو يلوي شفته )
- هل أطلعت على جزء من ما يحتويه الصندوق أم جميعه
- لن أقف وأحدثك فأسرع بالمغادرة ( أجابته بضيق وهي تستدير رافضة مناقشته )
- أرجو أن يكون ما أفكر به صحيحا وألا أقسم أن لا أفوت لك هذا
استدارت إليه وقد وصلت باب الشرفة لتحدق به وتعقد حاجبيها لتجهمه وتهديده قائلة
- أتهددني يا ترى
- أجل أنا أفعل
- و.. لم
- لم .. لأنك تخطيتي كل مخيلتي بتصرفاتك الغير مسئولة
- آوه أشكر صراحتك ولكن أهدد لأن تصرفاتي لا تروق لك كما تدعي بأنها غير مسئوله أتعلم أن هذا أتفه شيء سمعت به حتى الآن ولكن ما الذي أتوقعه منك أكثر من هذا ( واستدارت مبتعدة وهي ترفع صوتها ليسمعها مضيفة ) عليك بمغادرة منزلي منزلي أنا اليكسيس
- ليس أن لم أرغب بهذا
همت بإجابته ولكنها ضمت شفتيها وهي تهدئ نفسها عليها بضبط أعصابها أنها تشعر بغضب شديد ولكنه لا يهتم أبدا فهو بلا مشاعر بلا أحاسيس أنه أنه آه أنا لا أريده بقربي أرجوك يا الله أبعده دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها أنها تدرك أنه لن يغادر مهما قالت له تبا عليه المغادرة
- شيفا أين أجد .. ما بك هل تتحدثين مع نفسك ( فتح باب غرفتها وهو يقول )
- تجد ماذا أن أردت أن أرشدك إلى طريق خروجك فالأمر سهل
- الطعام ( هزت رأسها ببطء مستمرة ) أنت تفكر في الطعام في هذا الوقت الطعام اليكسيس هل حقا لديك شهية له
- أن شهيتي لا توصف ولا يهمني كثيرا الوقت كل ما أهتم إليه هو أني لم أتناول لقمة منذ الصباح
- يا لك من مسكين ( أجابته وهي تحرك كتفيها بخفة وتسير نحو سريرها مضيفة ) لن تجد أي طعام هنا فالمنزل خالي تماما ولكن يمكنك إيجاده في أماكن أخرى بعيدة عن هنا
وجلست في سريرها ناظرة إليه وعينيه لا تفارقانها ومازالت يده تمسك مقبض الباب فأجابها بعد تفكير
- أتعلمين لا أعتقد أني جائع لتلك الدرجة من الأفضل أن أخذ دوشا يبدو الأمر منعشا
أضاف بابتسامة ليغيظها فتمتمت
- بغيظ
- أعلي القول لك دائما أنه ليس من الائق أن تتفوهي بهذه الكلمات
- أنت حقا حقا
- أجل أعلم لا تجهدي نفسك بالتعبير
أجابها لتلعثمها وهو يغلق الباب خلفه فقذفت الباب بالوسادة بغيظ أنه يغيظها ماذا تفعل حدقت بغضب بالهاتف الذي يرن والذي كانت قد طلبت من أليس تركيبة في غرفتها لتسير نحوه
- أجل
- هذه أنت آنستي
- أجل نورما ماذا هناك ( قالت بصوت أقل حدة فأجابتها )
- كنت أتساءل فقط أين أنت .. هل ستعودين الليلة
- لا سأبقى هنا
- حسنا و...
- وماذا
- السيد اليكسيس لم يعد و
توقفت عن المتابعة وصوت جرس الباب يرن فتساءلت شيفا وهي تسمعه
- من الزائر في هذا الوقت
- إنها .. إنها الآنسة ديفي
- ديفي .. آوه ديفي أذا أصغي لي جيدا نورما أن اليكسيس هنا وهو يقوم بإعداد عشاء لذيذ أنه يريد مفاجئتها أنت أعلميها
- انتظري بيث دعي الآنسة تنتظر قليلا أجل ماذا اعلمها
- أعلميها أن اليكسيس في هذا المنزل وأعطيها العنوان بطريقة غير مباشرة وأخبريها أنه متوعك قليلا
- متوعك هل هو
- نورما أصغي لي فقط أنا أريد إصلاح ما فعلته لهذا اجعليها تحضر إلى هنا لكي يتفاهما ويحلا مشكلتهما أرجوك هلا فعلتي ولكن بطريقة غير مباشرة ولا تخبريها بوجودي هنا أنا لن أزعجهما  سأبقى في غرفتي اتفقنا .. نورما أين أنت
- اسمعك انستي
- افعلي ما طلبته منك نورما
- حسنا
- وداعا إذا .. ولا تعلميها أني كنت أحدثك على الهاتف حظا موفقا وداعا
أعادت السماعة إلى مكانها وظهرت ابتسامة على حافة شفتها ديفي ستحضر إلى هنا وهذا كفيل بجعله يغادر أجل ستغادر سأجعلك تغادر نظرت حولها بأرجاء الغرفة ماذا تفعل عليها فعل شيء , وقفت قرب نافذة غرفتها تتأمل المدخل ثم نظرت نحو الساعة ما بالها حان لها أن تصل تحركت نحو الهاتف وهي تسمع حركة في الطابق الأسفل فتناولت السماعة وضربت بعض الأرقام
- نورما ماذا حدث
- بماذا آنستي
- هل أعلمتي ديفي أن اليكسيس هنا
- أجل ولقد سألتني عن العنوان بنفسها فأعطيتها أيها ولم أعلمها بأنك موجودة
- هل بدت أنها ستحضر
- هذا ما شعرت به عندما أعلمتها أنه يشعر ببعض التوعك
- حسنا وداعا
أعادت السماعة بملل إلى مكانها ثم نظرت نحو باب غرفتها قليلا قبل أن تقترب منه وتفتحه ببطء وتنسل إلى الخارج وقفت قرب الدرابزين تنظر إلى الأسفل لتشاهد اليكسيس مستلقي على الأريكة وهو يمسك كتابا مشغولا بقراءته فعادت بأدراجها ببطء وحذر نحو غرفتها لتقف قرب النافذة ولم تمضي دقائق حتى شاهدت ضوء يقترب من بعيد ثم يدخل ممر المزرعة انتظرت وقلبها ينبض إلى أن توقفت السيارة قرب سيارتها وسيارة اليكسيس فغادرت غرفتها بهدوء وهي تسمع رنين الباب لتختلس النظر إليه وهو يقترب من الباب قائلا لعدم توقف الرنين
- انتظروا ماذا هناك ( وفتح الباب لتتلاشى كلماته عند رؤيته لديفي التي نظرت إليه بتوتر ) ماذا تفعلين هنا
- ماذا أفعل ( تمتمت بضيق مستمرة ) لا تبدو لي متوعكاً ولا تخبرني أنك كنت نائما وأنك بمفردك هنا فتلك السيارة لم تأتي بمفردها إلى هنا
- ما الذي يجول بذهنك ديفي فانا لست متوعكاً وأنا لن أخبرك أني كنت نائما لأني لم أكن ثم لم أدعي أني بمفردي ولست كذلك .. هيا أدخلي وأعلميني كيف وصلت إلى هنا
عقدت يديها معا وبدا الغضب واضح على وجهها وهي تقول
- لن أدخل إلى هنا أبدا.. لم أتوقع هذا منك أنت اليكسيس وبعد كل ما قلته لي وبعد نفيك كل ما أتهمك به أراك بعينين لقد ظننتك صادقا معي ولكني حقا مخطئه فأنت لم تعد كما كنت يا ألاهي كان علي الوثوق بشعوري فلقد علمت وأنا التي اعتقدت أني مخطئة بحقك
- عزيزتي قبل  أن تتابعي أرى أنك وصلت إلى قرارات خاطئة فأرجو أن تدخلي ونتحدث
- بماذا
- بما توصلت إليه من أفكار
- آوه ( قالت معترضة وقبل أن تتابع أطلت شيفا قائله بدلال )
- عزيزي من الطارق آه يا ألاهي ( هتفت مدعية المفاجئة فتعلقت عينا ديفي بها بينما أغمض اليكسيس عينيه بغيظ قبل أن ينظر إليها ثم إلى ديفي التي نقلت نظرها بينهما بامتعاض واضح فأضافت شيفا ) ولكن كيف .. ألم تعلمني أنك .. لم تعد .. رباه .. لم أتيت بها إلى هنا لم
رفعت ديفي ذقنها إلى الأعلى محدقة باليكسيس الذي تجمد نظره على شيفا دون أن يصدر أي ردت فعل ودون أن يعبر وجهه عما يختلج في صدره فتحدثت ديفي بصوتً بالكاد استطاعت إخراجه
- هكذا أذا ( حرك رأسه ببطء وبشكل آلي عن شيفا إلى ديفي التي استمرت ) أشكر الله لحدوث هذا ألان وأمامي
 واستدارت مبتعدة فقال بحدة
- ديفي انتظري
وأمام عدم استجابتها تحرك نحوها فتحركت شيفا تنظر إلى حيث وقف اليكسيس وديفي يتشاجران وقامت بالنزول عدت درجات وجلست عليها تتأمل ما يجري في الخارج من الباب أنها ثائرة لابد أن تكون فلو كنت مكانها لفعلت أكثر همست لنفسها وهي تراقب ديفي الثائرة والتي تحركت نحو سيارتها واليكسيس يحاول محادثتها وانطلقت بها فوضع يديه على خاصرته متأملا السيارة التي تبتعد فابتسمت شيفا واخفت ابتسامتها عليه لحاقها وإلا لن تكتمل الخطة حرك رأسه إلى الخلف ليلاقي عينيها المحدقتان به وبدا الغضب عليه فابتلعت ريقها بصعوبة ولكنها أبدا لن تريه مدى تأثيره عليها تحرك ليدخل وأغلق الباب خلفه بعنف ثم تحرك ليقف أسفل الأدراج ونظره ثابتا عليها وهو يعقد يديه وصدره يعلو ويهبط بطريقة سريعة سيقتلها كلما نظر إليها بهذه الطريقة تشعر بأنه يرغب بتقطيعها ورميها فقالت مدعيه عدم الاكتراث
- ألن تتبعها هيا أسرع وألا ابتعدت أكثر
- لتفعل ما يحلو لها  
- ماذا ( قالت معترضة بصعوبة )  ولكن ولكن أن المسكينة ذهبت غاضبة منك اليكسيس ومن تصرفاتك فهيا أذهب ووضح لها الأمر
- أوضح لها ماذا كليبر
- وضح وضح لها أنك لست كما بدا الأمر
- حقا وكيف بدا الأمر برأيك ( تحركت واقفة ونزلت الأدراج نحوه قائلة )
- لا تدعي الحماقة ألان فهيا أتبعها وإلا اعتقدت أنك تخليت عنها
- أولم أفعل بوجودي معك هنا
- أتبعها اليكسيس بربك عليك ذلك هيا
ظهرت على شفتيه ابتسامة  مرة وهو ينظر إليها ثم تخطى عنها قائلا
- تصبحين على خير  
- أنت مستحيل كيف كيف تتحملك تلك المسكينة ( هتفت مستنكرة تجاهله لديفي وغاضبة من نفسها لشعورها بأنها آذتها وعندما أستمر بتجاهلها صاحت ) أنت لا تحبها أقسم بحياتي على هذا وألا لما تصرفت معها بهذا الشكل
تجمد في وقفته قائلا بحدة دون أن يستدير إليها
- لم أفعل ما يغضبها بل هي استنتجت ما أردت أنتِ أن توصليه لها حسنا أنا خارج العبة استمري بألعابك شيفا أنا لن آبه
- تبا أنا أتحدث عن تلك ( وأشارت نحو الباب بعصبية  مستمرة وهي تخطو نحوه ) ألا تعتقد أنها بحاجتك ألان أنت بلا مشاعر الم ترى كيف فوجئت عليك بإفهامها حقيقة الأمر
 نظر إليها وهو يعقد يديه ويرجع رأسه إلى الخلف قليلا متأملا إياها قبل أن يقول ببرود
- أفهمها ماذا ماذا كنت افعل هنا أم ظهورك المفاجئ على رأس الدرج أم يا ترى أقنعها أن ما ظنته ليس صحيحا أو سبب تغيري من ناحيتها منذُ ظهورك ماذا تقترحين علي هيا أنا مصغي
تمعنت النظر بوجهه الجامد المشدود دون التفوه بكلمة ثم تحدثت أخيرا بصوت بالكاد استطاعت إخراجه قائلة
- أنت لا تهتم بأمرها فلو كنت تفعل لما كنت واقفا الآن إمامي ما الذي كنت تفعله معها أهي ثرية كفاية حتى تضع مشاعرك جانبا وتحاول التقرب منها هيا أعلمني فالاستغلال يجري في دمك ( لمحها بنظرة متكبرة وبدا أنه يحاول السيطرة على غضبه الذي يتزايد واستدار صاعدا الأدراج فاستمرت ) أنت أناني لا أعلم كيف أعجبت بك تلك الحمقاء الم ترك على حقيقتك وكيف ستفعل وأنت بهذه المهارة تبا
 صاحت لاختفائه دون أجابتها ثم استدارت في الغرفة على غير هدى قبل أن تجلس على الدرج محدقة أمامها بتشويش ما الذي فعلته أن أرادت إزعاجه فهي لم تفعل سوى مضايقة ديفي ومضايقة نفسها أنه لا يأبه لأي شيء أنه لا يهتم يا ألاهي ماذا أفعل ألان تحركت واقفة وصاعده الأدراج لتتوجه نحو غرفته وتفتح الباب هاتفة وهي تراه يقف أمام النافذة
- أنا لا أستطيع فهمك لم أنتـ
- أخرجي فورا ( تحدث بصوتً جامد طالبا منها إلا أنها أصرت )
- ليس قبل أن أعلم ما الذي تخطط له حسنا لقد أوقعتك في ورطة مع صديقتك أعترف بهذا ولكن عليك التحرك أنت متلبد المشاعر بلا أحاسيس أنا أكره تصرفاتك الامبالية هذه
استدار إليها وعينيه مشتعلتان قائلا وهو يشير نحو الباب 
- شيفا غادري غرفتي ألان
- لن أفعل
 قالت متحدية فخطى نحوها بخطوات واسعة سريعة جعلت قلبها يخفق بشدة وتراجعت دون أن تشعر إلى الخلف لتلتصق بالحائط وضمت يديها إلى صدرها ومازالت عينيها معلقتين بعينيه ومازال يقترب منها لتغمض عينيها بسرعة وفزع لتسمع صوت قبضته التي استقرت على الحائط بجوار رأسها وشعرت بأنفاسه الحارة والغاضبة أمام وجهها وهو يخرج كلماته بقوة 
- لو كنتِ رجلا لكنت لقنتك درسا لا تنسيه أتعلمين بماذا أرغب أيضا
فتحت عينيها ببطء محدقة بقبضته المستقرة قرب رأسها وقلبها يقفز بشكل غريب داخل صدرها وهمست بصوت مرتجف وهي تعيد نظرها إليه لترى ملامحه الغاضبة
- بالتخلص مني
- أجل أرغب جدا بهذا وبتقطيعك أربا لتصرفاتك التي لا تحتمل لما أعلميني فقط لما تفعلين هذا لما تؤذين من حولك
- أنا لا أفعل ( همست بصوتً بالكاد سمعته واختفى تدريجيا لتحديقه فاستمرت متلعثمة وهي تحاول التركيز وعينيها لا تبتعدان عن عينيه ) أنا .. لم .. أقصد إيذاء ديفي أردت إيذائك أنت لتغادر لا أريدك هنا لهذا عليك بإلحاق بها لقد تسببت لها بالأذى أنا لا أريد إيذائها ألا تدرك ما تشعر به ألان
- أتدركين أنت
- أجل
- لم لا أستطيع تصديقك يا ترى فأنا أشك أن تكوني تهتمين لأحد غير نفسك فأنت دون مشاعر
- أن كان أحد هنا دون مشاعر فهو أنت
- وكيف اكتشفت ذلك
- أنا أرى ( ضاقت عينيه قليلا هامسا )
- أذا سأجعلك تشعرين ( اتسعت عينيها لقوله وأسرعت هاتفه بإصرار )
- لا أنسى الأمر
نقل عينيه بعينيها قبل أن يهز رأسه بالنفي وهو يتراجع بضع خطوات إلى الخلف قائلاً
- هيا عودي إلى غرفتك وألا أجبرتني على تلقينك درسا لن يعجبك فأنت غير قابلة للإصلاح ( بقيت عينيها جامدتان عليه ثم نظرت إلى الباب الذي ترغب بالجري نحوه وتحركت نحوه محاولة السير ببطء ) أغلقي الباب خلفك
حدجته بنظرة غاضبة وقد وقف ناظرا إليها بتجهم فأمسكت مقبض الباب وسحبته معها لتغلقه قائلة
- أرجو أن تحبس إلى الأبد هنا
جلست على سريرها واضعه رأسها على ركبتيها وقد ضمت ساقيها إليها يجب أن تفعل شيئا أن هذا الشعور الذي ينتابها يؤلمها لأبعد الحدود أنها تكن لذلك السلفاد ما لا تريد كيف استطاعت ذلك عاد لمخيلتها مظهر ديفي وقد فتحت مقلتيها محدقة بها لابد وأنها تشعر بالسوء لم تهتمي المشكلة أني أهتم بحق الله ماذا أفعل رفعت رأسها محدقة بغرفتها ثم تحركت عن سريرها وتوجهت نحو الشرفة المفتوحة أنها بحاجة ماسة إلى الهواء وقفت على باب الشرفة ثم تجمدت في مكانها وتراجعت إلى الخلف وهي تمعن النظر باليكسيس الذي أسند كوعيه على درابزين الشرفة وعينيه شاردتان بما أمامه دون أن يتحرك وبدا عليه الحزن العميق أخرج تنهيدة عميقة وأخفض رأسه بإرهاق إلى الأسفل متأملا الحديقة فتراجعت خطوة أخرى إلى الخلف ومشاعر متضاربة تعصف بها هزت رأسها بالنفي وتحركت نحو سريرها لتندس به رافضة التفكير , فتحت عينيها بذعر محدقة بسقف الغرفة دون أن ترمش وقد جحظت عينيها عاد الصوت القوي الذي أيقظها لصدور فهبت جالسة وتوجهت نحو الشرفة أطلت عليها وهي تتلفت حولها ثم تتوقف أمام الدرابزين محدقة بالحديقة أمامها نظرت نحو الساعة التي تشير إلى العاشرة لتفتح عينيها جيدا لقد تأخرت أنها لم تنم ألا في ساعات الصباح الأولى عاد قلبها ليقفز من مكانه عند سماعها الصوت للمرة الثالثة فسارت على الشرفة بفضول وخوف وهي تحاول الوصول إلى مصدر الصوت لتتوقف في مكانها وهي ترى اليكسيس الذي وقف في الحديقة وقد صف علبا أمامه وهو يستعملها كهدف لسلاحه الذي يحشوه الآن اشتدت أصابعها على الدرابزين وضمت شفتيها ثم استدارت عائدة نحو غرفتها واقتربت من خزانتها لتخرج ملابسها وتقذفها نحو السرير قبل أن تتجه نحو الحمام بتجهم , اقتربت منه بخطوات واسعة وعينيها لا تفارقانه وهو يسدد على الهدف أمامه دون الشعور باقترابها فبادرته وقد وصلت إليه
- ألم أطلب منك أبعاد هذا الشيء من هنا ( سدد على الهدف وأطلق عليه مما جعلها  تغمض عينيها ثم ترمش وهي تفتحهما ناظرة إليه وهو يصوب على الهدف الأخر دون أن يعيرها أي اهتمام وشفتيه لا تبتعدان عن بعضهما ) إدعائك بتجاهلي لن ينفعك أعلمتك أني لا أريد أسلحة في منزلي تبا اليكسيس ( هتفت وهو يطلق من جديد فوضعت يديها على خاصرتيها بعدم رضا وهو يقوم بتعبئة المسدس من جديد دون أن يعيرها أي اهتمام فعادت للقول ) لدينا شركه تحتاج إلى من يديرها على ما أذكر وقد أصبحت الحادية عشر ومازلت تقف وتلهو بهذا الشيء الكريه
- تخافين الأسلحة
قاطعها متسائلاً بصوت جاد وهو يعود ليصوب مسدسه نحو الأهداف فأجابته بسرعة
- أنا لا أخاف شيئا
- بل أنت كذلك ( أجابها وأطلق طلقة جديدة جعلت قلبها يقفز بين ضلوعها فحرك رأسه نحوها ليلاقي عينيها المتجمدتان مضيفا وقد قست ملامحه ببرودة غريبة ) أرئيتِ
- أنا لا أخاف شيئا
عادت لتقول بإصرار وهي تشدد على كلماتها فقدم المسدس لها مما فاجئها وهو يقول
- أثبتي لي ذلك 
- لن أفعل ( قالت بسرعة وهي تتراجع خطوة وتحدق بالمسدس )
- جبانة ( قال وعينيه الحادتان لا تفارقانها )
- لستُ كذلك ( أصرت معترضة وهي تنظر إليه فظهرت ابتسامة ساخرة على إطراف شفتيه أغاظتها فتناولت المسدس من يده قائلة ) أنا لا أخاف ها أرئيت
حرك رأسه نحو الأهداف قائلا
- صوبي عليها ( نظرت إلى العلب الواقفة أمامها ثم رفعت حاجبيها وعادت بنظرها إليه وهي تقول )
- لا أعرف استعماله ولست خجلة من ذلك فأنا أكره الأسلحة
وحركته نحوه فأمسك بيدها التي تحيط المسدس ووضعه جيدا بيدها وهو يقول متجاهلا رفضها
- هكذا يمسك ثم مدي ذراعك للأمام ( أخرجت نفسا من صدرها وهي تنظر إليه ثم استدارت نحو الأهداف وصوبت نحوهم ) ثبتي يدك حاولي الثبات على الهدف حاولي التركيز ثم أضغطي .. هيا ( ضغطت على الزناد لتنتفض مع خروج الرصاصة التي لم تقترب من الهدف الذي أطلقت عليه ) عليك بالمحاولة مره أخرى
عاد ليقول فأنزلت يدها واستدارت إليه لتقدم المسدس له قائلة
- أفضل عدم التعلم لأني أن فعلت لن يسرك من سأختاره كهدفي التالي
تناول المسدس من يدها وعينيه لا تفارقان عينيها ثم أبتعد عنها دون التفوه بكلمة وعاد ليصوب على الأهداف فتأملته بصمت فقط لو تعلم بما يفكر هزت رأسها بيأس وسارت مبتعدة فوجودها هنا بلا فائدة ....
- ماذا لديك .. وليكن المهم أولا
- هذه قائمة الاتصالات ولديك موعد بعد عشر دقائق من ألان ( جلست خلف مكتبها وجيسي تستمر ) وهذه الأوراق وصلت من أستون بالفاكس ( وتوقفت عن المتابعة وجرس الهاتف يرن فرفعت السماعة بينما انشغلت شيفا بالأوراق ورفعت نظرها محدقة بجيسي التي تهمس ) أنه السيد فيتور
هزت رأسها بالإيجاب وتناولت السماعة منها قائلة
- غاستون
- أخيرا شيفا فأنا ابحث عنك منذ زمن
- لدي الكثير من العمل
- وهل الكثير هذا سيمنعك من تناول الغذاء معي
- علي الاعتذار منك فلا أستطيع ذلك فمازال أمامي الكثير وقد لا أغادر الشركة
حلت لحظة صمت غريبة ثم تحدث بعدها قائلا
- أن كنت تحاولين أبعادي
- أنا لا أفعل ( قاطعته واستمرت ) ولكن العمل كثير وأنت تعلم كيف تجري الأمور
- حسنا .. أذا نحن على موعدا غدا
- غدا ( تساءلت ثم فتحت عينيها جيدا قائلة ) أجل بالتأكيد وهل سأفوت هذا
- أذا أراك غدا
- موافقة للغد إذا وداعا ( أعادت السماعة إلى مكانها وهي ترفع حاجبيها بتذمر وعادت بنظرها إلى جيسي مستمرة ) ماذا لديك أيضا
انشغلت بالعمل ولم تشعر بالوقت يمر وما أن أصبحت الرابعة حتى أطلت جيسي قائلة
- السيد اليكسيس يريدك بغرفة الاجتماعات ( نظرت إلى جيسي باهتمام متسائلة )
- متى حضر
- منذُ قليل ودعا إلى اجتماع ألان
تحركت واقفة وخارجة من مكتبها متجهة نحو غرفة الاجتماعات لتجده منحني نحو بعض الأوراق وقد وقفت داني ورئيس قسم المحاسبة برفقته يصغون للإرشادات التي يقولها فتوجهت نحو مقعدها وهي تتساءل
- هل هناك مشكله ما
ولكنه لم يجبها لدخول مجموعة أخرى خلفها وما أن جلسوا حتى بدء يملي عليهم بعض التغيرات التي فاجأتها وقد بدأ يستغل سلطته بشكل أوسع بالشركة مما جعلها تشعر بالضيق وأخذت تحدق بالقائمة التي تحملها إنها معده بشكل جيد ولكن ألم يكن بإمكانه أعلامها على الأقل , بدا واضحا مزاجه الحاد خلال الاجتماع وما أن أنتها وبدأ الجميع بالمغادرة حتى سارت نحوه وقد وقف يجمع بعض الأوراق التي وضعها أمامه قائلة وهي تترك القائمة التي تحملها
- علينا مناقشة هذه
- ليس ألان
أجابها باقتضاب فوضعتها فوق مجموعة الأوراق التي يجمعها قائلة قبل أن تتابع سيرها
- عندما تجد لديك الوقت تعرف أين تجدني
 واستمرت خارجه لتسير خلف أثنين لم ينتبها لها وهما يقولان
- هل لاحظت مزاجه  
- ضغط العمل كثير ماذا تظن
- أجل لم يعجبني البند الثالث ولكني لم أتحدث سأفعل عندما أجده في وضعا أفضل
دخلت مكتبها ليست الوحيدة إذا التي لاحظت ذلك .......
- أعاد اليكسيس نورما
- لا ليس بعد .. أعد العشاء
- لا فقط أعدي لي كوبا من العصير
عادت بأدراجها نحو غرفتها بعد أن غادرت غرفة جدها عليها الحصول على مفتاح الخزنة من اليكسيس ألم يطلع على ما تحتويه أن من حقها هي أن تطلع أيضا وعليها نقل ذلك الصندوق إلى غرفتها
- صباح الخير
ردت التحية على نورما التي دخلت غرفتها في صباح اليوم التالي وقد استيقظت لتوها فجلست بكسل في سريرها وهي تتثاءب وتنظر بفضول نحو بيث التي دخلت خلف نورما وهي تحمل باقة ورود كبيرة جميلة فجلست جيدا في سريرها متسائلة فتناولت نورما البطاقة من الباقة وقدمتها لها
- سأكون أكثر رجل محظوظ هذه الليلة .. غاستون فيتور
رفعت حاجبيها بابتسامة أنه يتملقها عليها بالتخلص منه بسرعة قذفت البطاقة جانبا وأنزلت ساقيها عن السرير متسائلة
- أمازالت الباقات الأخرى تصل
- أنها تصل ولكني أرفض استلامها والشاب الذي يقوم بإيصالها يقول أن مرسلها دفع له لإيصالها وهذا ما عليه فعله
- متى عاد اليكسيس البارحة
- في ساعات الصباح الأولى استيقظت عند دخوله المنزل
تناولت كوب القهوة من نورما مفكرة ثم عادت لتقول
- عندما يستيقظ أعلميني لا أريد أن يغادر دون أن أراه
- ولكنه غادر
- ماذا ألم تقولي أنه عاد في ساعات الصباح
- أجل وغادر بعد أن أستحم
- آه ( همست بحيرة ثم رفعت حاجبيها وعادت لترتشف قهوتها ) ........
- كم هي جميلة ( تمتم غاستون وعينيه لا تفارقان عروس صديقه فنظرت إليه بتمعن فأن من الأخطاء التي ارتكبتها بحياتها هي مرافقة هذا الأبله تنبه غاستون لتحديقها به فسارع بالقول ) ولكنها ليست أجمل منك بالتأكيد فأنت تبدين الليلة
ولمحها بنظرة أعجاب من شعرها إلى ثوبها الأسود الطويل البراق والأنيق وقد وضعت وشاحا أسود شفاف على كتفيها العاريتان حركت نظرها عنه إلى العروسان الذين افتتحا الرقص وهي تهمس لنفسها ( مغفل )
- ها أنت كنت أبحث عنك
قالت فرجينيا بحماس وهي تقترب منها فأسرعت بالنظر نحو غاستون قائلة
- أعذرني قليلا ( وتحركت نحو فرجينيا وهي ترفع عينيها بارتياح )
- ما بك ( تساءلت فرجينيا ولمحت غاستون الذي يبدو في صورة بهية لهذه الليلة قائلة بخبث ) ألا يروق لك مرافقك
- بصدق رفقة أستون أفضل
- لا أعتقد أن هذا سيكون رئي الصحفيون فآخر ما قرأت عنك كان عندما تواجدت برفقة أستون في حفل آل مار وأشيع أنه صديقك المقرب وهناك خطط للمستقبل فما رأيك عندما يكون غاستون مرافقك وهو الوريث لشركات الاستثمارية عزيزتي
- لهذا السبب بالتحديد أقلل ظهوري بالمناسبات الاجتماعية ثرثرة ثرثرة أنها دائما كذلك .. ولكن ما هذا أنت بالتأكيد لم تحضري للعمل وألا فأنت أجمل صحفيه تغطي هذا الحفل
- أنه حفل فاخر شيفا ألا ترين ( همست فرجينيا وقد ارتدت ثوبا رائع احمر اللون مستمرة ) أنه مليء بالشخصيات السياسية والسينمائية جعلت بيلي يلتقط العديد من الصور ولن أغادر ألا وقد حصلت على صورا للجميع أرئيت ما أجمل العروسان أدمونت ساحر وعروسه رائعة تحدثت معها أنها ودودة جدا
شردت شيفا بالعروسين وهما يرقصان بمفردهما وسط الصالة الكبيرة المعدة لرقص وقد نسيا وجود احد معهما وهما يتهامسان وللحظات أحست بشعور غريب فاجئها وهي تتأمل العروس بثوبها الأبيض الرائع أنها تحسدها أجل فهي مغرمة وهو يبادلها هذا الغرام أغمضت عينيها ببطء لابد وأن بقائها برفقة غاستون جعلها مشوشة ففتحت عينيها ترفض تلك الأفكار
- يجب أن أرى بيلي وأتحدث مع بعض النجوم .. أراك قريبا
ابتسمت بود لفرجينيا وعادت بنظرها نحو العروسان
- تفضلي
نظرت إلى النادل الذي قدم لها صينيه مليئة بالكؤوس الفاخر فتناولت كأس شراب شاكرة وامتدت يد من خلفها لتتناول الكأس المجاور للكأس الذي تناولته ليخفق قلبها دون أن تستطيع منعه فهي ليست بحاجه للاستدارة لتعرف من وقف بجوارها أعادت رأسها ببطء إلى العروسين رافضة النظر وقائلة بعدم اكتراث وهي ترفع الكأس نحو شفتيها
- لم أكن أتوقع رؤيتك هنا ( ولكنه لم يجبها إنها ليست مخطئه فعطره الذي أصبح مألوفا لها لا تخطئه لهذا حركت رأسها ببطء إليه لترى أن عينيه لا تفارقان ما أمامه فتأملت وجهه الخالي من أي تعبير ولا يظهر ما أن كان صاحبه بمزاج جيد أم لا ثم نزلت ببطء إلى بذلته الفاخرة أنه دون شك يعرف كيف يكون أنيقا لأبعد الحدود أعادت نظرها إلى ما أمامها قائلة بابتسامة وهي لا تستطيع منع نفسها من محادثته ) لا أعرف كيف حضرت هل وصلتك بطاقة دعوى أم أنك 
وعادت بنظرها إليه تاركه جملتها معلقه بمكر فحرك عينيه ببطء نحوها لتستقرا على عينيها وهو يقول بهدوء دون أن يخرج عن تحفظه
- بالتأكيد لم أدخل خلسة
صدر تصفيق لانتهاء رقصة العروسان مما شد انتباههما فعادا لنظر إلى المجموعات التي بدأت تتوجه إلى ساحة الرقص حركت رأسها إلى حيث وقف غاستون ولكنها لم تجده فنظرت حولها بتذمر يا له من رفيق اختارته لهذه الأمسية
- شيفا .. شيفا هذه أنت ( حركت رأسها نحو محدثها وللحظات تجمدت في مكانها دون حراك وعينيها تتوقفان على تلك الملامح البارزة الجميلة والشعر الأسود الغامق وذلك الصوت المخملي المغرور أقترب منها قائلا بمرح ) ما بك ألم تعرفيني لن أصدقك فلم يمضي على غيابي شيئا
- بالتأكيد ( قالت بصعوبة وهي تصطنع ابتسامة وانشغلت يديها بوضع الوشاح على كتفيها لتخفي توترها واستمرت ) متى .. متى عدت
أبتسم بأغراء وهو يتأملها بمكر قائلا
- هيا لا تدعي فأنا أعرفك فلقد اتصلت بمكتبك مئة مرة وواحد منذُ عدت
- أفعلت للأسف ( أجابته هذه المرة بثقة أكثر وقد استعادت توازنها واستمرت ) فأنا كثيرة الأشغال مؤخرا لهذا لا أجد الوقت للإجابة على جميع المكالمات لذا استلم المهم منها فقط
رفع حاجبيه وداعبت الابتسامة شفتيه لأهانتها المبطنة وهو يهمس
- مازلت كما أنت ( التمعت عينيها بنظرة متعالية وهي تقول )
- وما الذي سيغيرني ( فهمس بإعجاب )
- هذا ما جعلني أتصل بك منذ عودتي
- فات الأوان على هذا الحديث أرجو أنك تستمتع هنا هل أنت في أجازة
قاطعته قائلة وهي تضع كأسها على صينيه والنادل يمر بها
- أجل ( أجابها وهو يلمحها بإعجاب شديد ثم حرك يده نحوها متسائلا ) هل يمكنني أن أحظى بشرف مراقصتك
نظرت إلى يده الممدودة وحركت يدها إلى الخلف لتمسك بذراع اليكسيس الواقف يتأمل ما يجري وهو يصغي للحديث باهتمام دون تدخل ثم حرك نظره نحو يدها التي استقرت على ذراعه وهي تقترب منه وعينيها لا تبتعدان عن ماثيو وهي تقول بابتسامة جذابة
- أعتذر فقد وعدت رفيقي بهذه الرقصة
توقفت نظرات ماثيو على اليكسيس واختفت الابتسامة الجذابة عن شفتيه فماثيو أمام اليكسيس لاشيء وهي تريده أن يشعر بأنه لاشيء أسرع بإظهار ابتسامة مصطنعة ومد يده نحو اليكسيس قائلا
- ماثيو غرانت ( صافحه اليكسيس قائلا باقتضاب )
- اليكسيس سلفاد
- سررت بمعرفتك كان عليك تقديمنا ( أضاف معاتبا وهو يلمحها بنظرة سريعة ثم عاد نحو اليكسيس متسائلا ) تعمل هنا أم أنت في أجازة أيضا
أبتسم اليكسيس لارتباك ماثيو وأجابه بهدوء 
- أعمل هنا
هز رأسه ببطء وهو يرفع حاجبيه ثم عاد بنظره إلى شيفا المبتسمة قائلا وهو يعود من جديد نحو اليكسيس
- أتسمح لي بسرقة رفيقتك بهذه الرقصة إنها جذابة ويعجز المرء عن تجاهلها
همت شيفا بالتدخل إلا أن أصابع اليكسيس التي استقرت على يدها التي تحيط ذراعه ضغطت برقة على يدها فرفعت نظرها إليه وهو يقول
- أنها كما قلت لذا أعجز عن التخلي عنها وقد وعدتها بهذه الرقصة ولا أحب أن أخلف وعدي
عادت ألابتسامة المصطنعة تظهر على وجه ماثيو وحرك كتفيه بإحراج وغيظ وهو يقول
- لا بأس في مرة أخرى إذا (  وتراجع إلى الخلف مستمرا وعينيه لا تفارقانها ) استمتعا .. وداعا
واستدار ليختفي بين الحشود فتنفست الصعداء وتركت ذراع اليكسيس وهي تأخذ نفسا عميقا وتنظر حولها متمتمة
- أين ذهب ذلك الأحمق بحق الله
- أن كنت تبحثين عن مرافقك الذي ولابد تكنين له الكثير من الإعجاب كما يبدو فأنه هناك
وأشار برأسه إلى مكان بين الحشود فتابعته بنظرها لترفع حاجبيها وهي ترى غاستون محاط بمجموعة مشهورة بثرثرتها فهزت رأسها بيأس فلن تذهب أبدا لتنضم إليهم
- حسنا ( عادت بنظرها إلى اليكسيس الذي تسأل ثم حركت عينيها بحيرة قائلة )
- حسنا
- ألن تشكريني على مساعدتك
- مساعدتي
- أجل في تخليصك من ماثيو غرانت هذا وعلي الاعتراف أن ثقتك بي قد فاجأتني
- آوه بالتأكيد سأفعل ( واصطنعت ابتسامة قائلة ) أشكرك
هز رأسه برضا لقولها وقال وهو يمد ذراعه لها
- والآن حان دوري للإيفاء بوعدي
- لست مضطرا أبدا ( أسرعت بالقول ولكنه أصر وهو يهمس )
- من غير ألائق أن تدعي شيئا ويعلم الأخريين هذا فصديقك لا يبعد عينيه عنا ما الذي يجول بذهنه يا ترى
بقيت عينيها معلقتين بعينين اليكسيس للحظات ثم رفعت يدها ببطء لتمسك ذراعه وتسير معه متسائلة
- هل مازال ينظر إلينا
- هذا ما اعتقده أهو صديقك القديم
وصلا إلى المجموعة الراقصة فوضعت يدها على كتفه واليد الأخرى ضغط عليها بأصابعه برقة بينما أحاطت يده الأخرى خصرها
- أنه زميل دراسة
- فقط ( تساءل بمكر وجفونه تسترخيان قليلا ليمنع نظراته عنها وأستمر بصوتٍ خافت ) أن كان كذلك فأنا بحيرة من أمري بشأن نظرات الغيرة التي كان يلمحني بها
- الغيرة لابد وأنه خيالك فأنا لم أره منذ سنوات ( توقفت عن المتابعة وأمعنت النظر به متسائلة ) هل أنت بمفردك هنا ( هز رأسه لها بالإيجاب دون أن تتغير ملامحه فتساءلت لتتأكد ) ألم تحضر أحدا برفقتك
- الفضل يعود لك بهذا ( أخفضت نظرها لتحدق بيدها المستقرة براحة على كتفه وهي تقول )
- أن كانت ديفي لا تثق بك فهذه ليست مشكلتي
- لو تعرضتي لم تعرضت له أما كنت لتتخذي نفس الموقف
تساءل بهمس وعينيه لا تفارقان وجهها وقد لاحظ تهربها من النظر إليه
- هل حاولت إعلامها بالحقيقة
- وما الفائدة من ذلك
- كل الفائدة بذلك فهي ستصدقك صدقني ( أجابته وهي تتجرأ وترفع نظرها إليه فتساءل باهتمام )
- وكيف ذلك
-  ستصدق كل ما تقوله لها عليك بالثقة بي فهي مغرمة بك لذا ستصدق  
- بكونك ذات خبرة بهذا المجال
تجمدت عينيها ثم عادت لتثبتهما على يدها وقد شعر بها تتصلب لقد آلمتها كلماته فلقد كانت متخوفة من رؤية ماثيو ظنن منها أنها مازالت تحمل له مشاعرها القديمة ولكن لا أثر لتلك المشاعر حتى أنها شعرت بسخافتها فلم تكن سوى مشاعر طفولية لم تنضج حتى أن اليكسيس يفوقه جاذبيه وذكاء ما الذي أعجبها به سابقا
- هل الأمر سيء لهذه الدرجة
- أرجو المعذرة ( تساءلت وقد أخرجها من شرودها فأستمر بابتسامة باهته )
- هل عددهم بهذه الكثرة
- عما تتحدث
- عن الموسيقى أنها تروق لي
- كف عن السخرية بربك                                      
- بشرط ( قال لتذمرها بصوت رقيق جعلها تنظر إليه باهتمام قائلة بحيرة )
- بشرط ( حرك عينيه بعينيها القريبتين منه مضيفا بذات الأسلوب الرقيق الجذاب )
- عديني بأن تجلسي عاقلة
قاطعته محاوله أن تبقي تركيزها فهي كلما نظر إليها بهذا الشكل يبدأ قلبها بالخفقان أكثر
- وهل تراني أقفز هنا وهناك
ضغطت أصابعه التي أصبحت قريبه من صدره والتي تحيط يدها برقة على أصابع يدها وهو يجيبها بذات الأسلوب المغري والنظرة الجذابة التي لا تفارقه
- بل أراك تسعين إلى المشاكل
فتحت شفتيها بسرعة تبحث عن أي شيء تتحدث به عليها هذا وألا لن تستطيع مقاومة رغبتها بوضع رأسها على كتفه فرمشت وهي تقول بتلعثم
- لما لم تعد البارحة إلا في ساعات الصباح لقد كنت أريد
- توقفي أيتها المزعجة أرئيتي أنك تسعين إلى المشاكل ها نحن ندعي أننا رفيقان وأننا مستمعتان بهذه الرقصة وانظري بما تريدين التحدث
- ولكن يجب أن أتحدث
همست معترضة ولم تعلم أنها قالت ما يجول بفكرها بصوت عالي إلا عندما قال
- لماذا ( بللت شفتها السفلى لتستطيع العثور على أجابة قبل أن تقول وهي تبتسم بحرج )
- لأنه علي هذا
- شيفا عزيزتي عليك بالإصغاء إلي هذه المرة فنحن نمر بمرحلة حرجة وأنا لم أعد أطيق المنـ .. ولا أريد التحدث بهذا ليس الآن أريد أن أنسى كل شيء الآن هل تستطيعين هذا لندع كل شيء خلفنا
- حسنا
- موافقة ( تساءل بعدم اقتناع )
- أجل ( همست بضعف مستمرة ) تعتقد أن ما يجري يسرني أنظر إلي لقد فقدت الكثير من وزني مؤخرا .. بسببك ( أضافت وضمت شفتيها كي تمنع الابتسامة من الظهور على شفتيها بينما ضاقت عينيها فأضافت ) حسنا لا أستطيع أن أصمت بشكل كامل أعدك بأن أحاول
- أرجو أن تنجحي على الأقل ( وأبتسم برقة وهو يضيف ) كما أنك لم تفقدي شيئا من وزنك فمازلت جميلة كما رأيتك أول مرة
- أكنت جميلة عندما رأيتني أول مرة ( تساءلت بحيرة فهز رأسه بالإيجاب وهو يقول )
- جميلة جدا وقطة شرسة لا تقاوم
أخفت ابتسامتها لقولة وهي تذكر ذلك اليوم فالقد كان كارثة بالنسبة إليها خرجت من شرودها على همسه وعينيه اللامعتان بوميض ساحر لا تفارقان عينيها
- يالغرابة ما يفعله الرقص الهادئ
شعرت بالدماء تصعد إلى وجهها ويده التي تحيط خصرها تجذبها نحوه أكثر لتبعد يدها عن كتفه هامسة باعتراض
- اليكسـ
- شـ
همس قرب أذنها وقد لامس خده خدها مما أوقف اعتراضها وهي تشعر بالضياع حتى أن نبضها أصبح حذرا فهو يدمرها بتصرفاته هذه أغمضت عينيها وهي تتحرك معه على أنغام الموسيقى فزادت يديه باحتضانها ففتحت عينيها ولم تجرؤ على التفوه بكلمة أنه يتصرف بطريقة غريبة مؤخرا ما الذي يجري له ولكنه لا يستطيع منع نفسه من احتضانها .. أنه بحاجة لمحادثة أحدهم فما يختلج بصدره يفوق احتماله .. ألا يستطيع روبرت أدراك هذا أعليه الاختفاء أيخاف من مواجهته لهذه الدرجة
- اليكسيس ( همست وهي تنظر إلى وجهه القريب منها فنظر إليها كمن أفاق من حلم فاستمرت باهتمام ) ما بك
أرخى يديه عنها قليلا قائلا باقتضاب وصوته بعيدا عنها
- لاشيء .. شردت قليلا
نقلت عينيها بعينيه محاولة اختراقه ومعرفة ما يدور في ذهنه دون فائدة فقالت محاولة الخلاص مما هي به
- لقد تعبت ( هز رأسه بالإيجاب وهي تبتعد عنه وسارا مبتعدين عن الراقصين )
- كنت أبحث عنك ( نظرت نحو غاستون الذي توجه نحوها فورا فأجابته )
- لقد اختفيت فجأة
- أعتذر عزيزتي مرحبا
هز رأسه لأليكسيس الذي بادله التحية وأعتذر مبتعدا تابعته بعينيها فلا بد وأنه يفتقد ديفي شعرت بحزن عميق يجتاح صدرها أنها حقا تسبب الأذى له ولكن أليس هذا ما قصدته بفعلتها لم هي منزعجة الآن
- ما رأيك ( نظرت نحو غاستون الذي كان يحدثها وتساءلت لعدم إصغائها له )
- أرجو المعذرة ماذا كنت تقول
أخذت تصغي له مدعية الاهتمام وكل تركيزها منصب على ذلك الرجل الذي وقف بعيدا وأمسك كأسا بيده يرتشف منه عادت بنظرها نحو غاستون واليكسيس يحرك رأسه نحوها كي لا يراها تنظر إليه أمضت بقية الأمسية وهي برفقة غاستون وكانت بين الحين والحين تنظر حولها تبحث عن اليكسيس الذي أنشغل مع بعض الأشخاص الذي بدا على معرفة جيده بهم وشاهدته يراقص فرجينيا ثم يتحدث مع العروسان
- شيفا لما لا أرك كثيرا ( نظرت نحو كلير بابتسامة مصطنعة قبل أن تقول )
- ليس لدي الكثير من الوقت الذي أستطيع قضائه خارج العمل
ابتسمت كلير بخبث وهي المعروفة بثرثرتها ومضايقتها للآخرين قائلة
- لم أتوقع رؤيتك مع غاستون ( ونظرت نحو غاستون غامزة إياه بمكر ومستمرة بدلال ) يا لك من ماكر
أبتسم غاستون لقولها مما دفع شيفا لنقل نظرها بينهما ثم نظرت نحو العروسان وهما يقومان بتذوق الحلوى فتحركت مستديرة لتنظر إليهما جيدا معطيه ظهرها للحديث الدائر بين كلير وغاستون الذي سارع للوقوف بجوارها أغمضت عينيها لضوء الكاميرات التي تتلاحق في التقاط الصور وقد أنتها العروسان من قطع قالب الحلوى تراجع الرجل الذي يقف أمامها إلى الخلف ليستدير ويتخطى عنها مبتعدا فتراجعت إلى الخلف بدورها لتسمح له بالمرور وتوقفت وهي تصطدم بشخص خلفها وضع يديه على ذراعيها برقة استرخت وحركت رأسها ببطء إلى الخلف لتلاقي عيني اليكسيس الذي تساءل بود
- تمضين سهرة جيدة
- أجل 
أجابته وهي تهز رأسها هزه خفيفة وعادت برأسها إلى الأمام وحواسها بيديه التين لم تتركا ذراعيها إلا بعد عدت لحظات , قدم لها غاستون ذراعه وهو يطلب مرافقتها للبوفيه فلم تمانع وابتعدت برفقته......
أصغت جيدا وهي تسمع صوت حركة في الممر فنهضت من سريرها بسرعة وتناولت روبها لترتديه وهي تتجه نحو باب غرفتها فتحته بهدوء وأطلت ناظرة إلى اليكسيس الذي هم بفتح باب غرفته فهمست باسمه مما جعله ينظر إليها باستغراب وقد خلع سترته وحملها بيده وفك ربطة عنقه وتركها متدلية نظر نحو ساعته وهو يسير نحوها قائلا
- ما الذي يجعلك مستيقظة حتى هذا الوقت ( وقف أمامها متأملا وجهها باهتمام وهو يضيف ) هل أنت متوعكة
هزت رأسها بالنفي وهي تقول
- لا لم أستطيع النوم قبل مجيئك
رفع حاجبيه وظهرت ابتسامة جذابة على شفتيه وهو يميل نحو الحائط ليستند عليه قائلا بكسل وقد راقه قولها
- أكنت بانتظاري إذا
- أجل ( أسرعت بالقول لرؤية ألابتسامة على شفتيه ) لأني أريد الحصول على مفتاح الخزنة علي الإطلاع على ما تحوي أنا لم أطلع بالسابق إلا على جزء صغير مما تحتويه وكما رأيت لم أكن على استعداد لتقبل تلك الصور أما ألان فأنا أريد الاضطلاع عليها ( بقيت عينيه تتأملانها بصمت فهمست تحثه على الحديث ) حسنا
حرك كتفيه ومازالت عينيه تحملان ذلك الوميض الجذاب وهو يقول
- هذا ما توقعته
- أكنت تعرف ماذا أريد ( تساءلت بحيرة فتوسعت ابتسامته بكسل وهو يجيبها )
- بل أنك لم تطلعي إلا على الشيء القليل مما تحتويه خزنة جدك ( وتوقف ناظرا إليها بصمت وتفكير مما جعلها ترفع حاجبيها فأستمر بهمس ) علي الاعتراف بأن هذا الخبر أراحني فرغم كل شيء كان لدي شعورا بأنك لست جاحدة كما تدعين
- عما تتحدث
- عن أشياء وأشياء وأشياء ( وحرك يده مشيرا نحو رأسه وهو يستمر ) تدور في عقلي
تمعنت النظر به قبل أن تتساءل وهي تعقد يديها معا
- هل من الضروري أن أسألك أين كنت تسهر وماذا كنت تشرب
- أنا بكامل قواي العقلية هل ترينني مترنحاً
- لست بحاجة إلى رؤيتك مترنحا حتى أعلم أنك لا تبدو على طبيعتك
- لديك فكرة سيئة عني دون شك
- وهل يهمك ما أفكر به
- لا ( أجابها بأسلوبه المتكاسل فحاولت تجاهل قوله قائلة )
- كل ما أريده هو الحصول على محتويات الخزنة
- ألان ( سألها وهو يستقيم في وقفته فأجابته )
- لا مانع لدي
- أنا لدي فالمفاتيح ليست معي أنها في المكتب أنا جاد ( أضاف وهو يراها تهم بمقاطعته وأستمر وهو يرفع سترته بأصابعه إلى كتفه ) أنها بالمكتب غدا أحضرها معي ( ونقل عينيه بعينيها قبل أن يضيف ) بعد ذلك علينا الحديث فهنالك حديثا طويل يجب أجرائه فيما بيننا
- أن .. أن كان الأمر مستعجلا فأنا لا أشعر بالنعاس وبإمكاني سماعه
قالت بفضول كبير وهي تشعر بجدية الحديث فهز رأسه لها بالنفي
- غدا ( وأبتسم مستمرا ) غدا شيفا
- أنت تحاول أثارت فضولي ليس ألا ( حرك شفتيه بمكر واستدار فعادت للقول ) أهو بخصوص العمل ( فرفع يديه بعدم معرفته وهو يسير نحو غرفته فهتفت ) أن كنت علمت بمكان جدي فعليك أعلامي ألان
فتح باب غرفته ونظر إليها قائلا
- روبرت سيظهر متى يحلو له ولن نجده أبدا
- أذا ماذا هناك هل فعل شيئا جديدا
- غدا تعرفين
ودخل غرفته فبقيت واقفة في مكانها تتأمل بابه الذي أغلق ثم حلت يديها وحركتهما بتذمر ودخلت غرفتها لقد أصبحت لينة معه مؤخرا عليها أن تعود لجديتها وإصرارها ما الذي يخفيه عنها أنه يتعمد أثارت فضولها .....
- هذه تحتاج إلى إمضاء اليكسيس أرجو أن لا يؤخروها إلى الغد
- أعدها جميعها وأرسلها إلى داني وسيوقعها عند حضوره
- هل وصلك التقرير الشامل الذي أعددته
- أجل سِد ( أجابته وهي تتأمل العينات التي أمامه وترفع كوبها لترتشف منه مستمرة ) وقد أطلعت عليه .. سأكمل جولتي ألان ولكن لا تنسى أن ترسل أحدا ليحل مكان مارت وتدبر أمر الشحنة التي طلبتها سومي أشرف عليها بنفسك
- أي شيء آخر ( تساءل وهي تستدير مغادرة فنظرت إليه قائلة )
- اجل أوصل تحياتي لأطفالك
وابتسمت وهي تغادر وقد رأت المفاجئة على وجهه لابد وأنها كانت تعاملة بسوء حتى يأخذ عنها تلك الفكرة توقف نظرها على مجموعة من الموظفات مجتمعين فاقتربت منهم متسائلة وهي تلمح الصحيفة
- ما هو هذا الشيء المهم الذي يجمعكم بهذا الشكل ( وسحبت الصحيفة منهم مما فاجئهم لوجودها حملت الصحيفة بيدها اليسرى وقد حملت كوب القهوة بيدها الأخرى وأخذت ترشف منه ونظرها يتوقف على صورة لها وغاستون فحركت عينيتها إلى ما هو مكتوب تحتها وقد أبدى الصحفي المشهور بثرثرته فضولا حول علاقتها وغاستون فقرأت بسرعة ما كتب ثم قذفتها بإهمال وهي تهم بالسير ومتمتمة ) ثرثار
انشغلت بعملها معظم الوقت فبغياب اليكسيس وأستون أصبح العمل مكدسا على كاهلها تناولت طعام الغذاء المكون من شطيرة صغيرة في الشركة , نظرت إلى ساعتها وتوجهت خارج مكتبها وهي تتساءل
- الدي مواعيد بعد
- لا ولكن الغد سيكون حافلا
- أنه كذلك دائما ( أجابت جيسي وهي تتخطى عن مكتبها مستمرة ) أحضر اليكسيس
- أجل منذ نصف ساعة على ما أعتقد
استمرت بالسير نحو مكتبه لمحت داني المنهمكة في الطباعة بنظرة سريعة وهي تتخطى عنها
- ها أنت
بادرته وهي تدخل وتغلق الباب خلفها فلمحها بنظرة سريعة وهو يعود نحو الأوراق التي أمامه بتنهيدة قائلا
- أجل ها انا
- تبدو غارقا حتى أذنيك
- وأنا كذلك ( وضعت الأوراق التي تحملها على مكتبه قائلة )
- ومازلت في البداية فقط أنتظر حتى ترى ما حضره لك سِد
- أكثر مما هو أمامي ( هزت رأسها وهي تجيبه )
- أجل فلقد جعلته يشرف على شحنه سومي
- اعلم سأراه بعد قليل ( نظرت نحو ساعتها وتحركت نحو الباب قائلة )
- وأنا سأغادر لقد أرهقت اليوم آه لا
 نظر إليها اليكسيس بفضول لقولها فرآها تنحني لتمسك حذائها فمال برأسه ليرى ما تفعله ثم أبتسم وهو يرفع حاجبيه ويعود إلى أوراقه قائلا
- لم لا ترتدين شيئا مريحا
- كيف سأذهب إلى المنزل بحذاء فقد كعبه بحق السماء ما الذي حدث له ( وضعت قدمها العارية أرضا وأمسكت الحذاء بيدها لتلمس كعبه المرتج مضيف بيأس ) أنه متخلخل
هزت رأسها بالنفي وعادت لارتدائه فوقف اليكسيس وهو يجمع بعض الأوراق ويسير نحوها متسائلا وهو يراها تحاول السير
- تبدين عرجاء
- شكرا لك فقد رفعت من معنوياتي لأبعد الحدود
وفتحت الباب مغادرة وهي تسير بحذر شديد فتبعها قائلا
- كيف هي جيسي
- ماذا تريد منها
- أتركتي لها عملا كثيرا
- أن كنت تريد مساعدتها فأسألها هي
- هذا ما أنوي فعله مرحبا جيسي
قال مبتسما لجيسي بينما دخلت شيفا مكتبها لتحضر حقيبتها وتخرج نحو المصعد فقال اليكسيس وهي تدخله
- انتظريني ( وأسرع بخطواته نحوها ليدخل المصعد قبل أن يغلق فأخذت تعبث بشعرها أمام المرآه تتأكد من تصفيفه بينما قال وهو مشغولا بالأوراق التي بين يديه ) سِد كفؤٌ جدا وعلينا زيادة راتبه
- لكونه كفؤا أم صديقا
تساءلت وهي تنظٌر إليه فأجابها دون أن ينظر إليها ومازال مشغولا بأوراقه
- أنت دائما تخمنين الأسوأ ( ونظر إليها مستمرا ) أنظري في عيناي وقولي أن سِد لا يستحق زيادة  
لمحته بنظرة وكأن الموضوع لا يهمها قائلة
- أفعل ما يحلو لك اليكسيس فمهما كان رأيي فأنت لا تصغي لي
 فتح باب المصعد على الطابق الأول فخرجت منه مما جعله يتساءل
- ألم تقولي أنك مغادرة
- أجل
- إذا
- كيف فآتني أن أعطيك التقرير بتحركاتي فأولا سأتجه نحو ذلك المتجر
- لا هذا مبالغ به فلقد أشتريتي منذُ مدة كمية تكفيك سنوات
- لا تقلق عزيزي لست منزعجة ألان ولا أشعر بالضجر لذا لست بحاجة لتبضع ولكن بالتأكيد لا أريد أن أستمر بالعرج لفترة طويلة ( ولمحته بنظرة ماكرة مستمرة بدلال ) ما رأيك أتسمح لي بشراء حذاء أم لا تفعل
- مضحك ( أجابها هازئا على أسلوبها فاستمرت بالسير نحو الباب الرئيسي لشركة وهي تنظر إليه من جديد قائلة )
- لا تنسى مفاتيحك أنا بحاجتها
أنحنى لها بطريقه ساخرة تنم عن الطاعة فحركت رأسها بيأس منه وخرجت من الشركة لتقطع الطريق نحو المتجر لتشتري حذاء جديدا ولم تأخذ وقتا طويلا في اختياره فاشترت واحداً وانتعلته ثم تحركت مغادرة المتجر
- الآنسة كليبر تتبضع من جديد
قال سِد وقد وقف أمام اليكسيس في مواجهة الباب الذي يطل إلى الخارج فحرك اليكسيس رأسه إلى الخلف ناظرا نحوها وهي تقطع الطريق ثم عاد نحو سِد الذي أستعد للمغادرة نحو المخازن  
- لن نخرج أي من البضاعة التي وصلت حديثا ولكن عليك سِد أنـ
توقف عن المتابعة وعاد بنظره بسرعة إلى حيث كانت شيفا وقد ضاقت عيناه وهو يعود بذاكرته ما شاهدة قبل قليل فذلك الرجل الذي كان يقطع الطريق خلفها هو نفس الرجل الذي أصطدم بها من قبل حرك رأسه بسرعة نحو المصعد وجرى نحوه ليتابعه سِد بحيرة فنظر بأرقام المصعد التي تشير إلى الطوابق العليا ثم جرى نحو الأدراج المؤدية إلى موقف السيارات وهو يشتم دون أن يعي ما يفعله همت بوضع مفتاحها بباب سيارتها عندما حركت رأسها باستغراب نحو الباب الذي فتح بعنف وأعطى صدى قوي داخل موقف السيارات ليتوقف نظرها على اليكسيس الذي ينادي عليها بصوت عالي فهمت بالتحدث بحيرة وهي تراه يتحرك نحوها
- اهبطي أرضا بحق الله
أشار لها بيده وهو يقول ذلك ثم حرك رأسه نحو المخرج فحركت رأسها إلى حيث ينظر لكن صدور صوت أصم أذنيها جعلها تجلس القرفصاء بسرعة دون أن تدرك مصدره أو حتى ترى شيئا وقد قفز قلبها بين ضلوعها ووقعت مفاتيحها أرضا وهي تضع يديها على أذنيها بفزع وعينيها لا تفارقان اليكسيس الذي احتمى بسيارة أمامه ونظر إليها وهو يشير لها بيده من جديد أن تبقى في مكانها وقد تجمدت مقلتيها عليه وهي تراه يسحب مسدسه من خلف ظهره ويرفع نفسه قليلا ليختلس النظر نحو المخرج فشعرت بساقيها تتجمدان في مكانهما دون حراك وهي تلاحظ كل حركة يقوم بها اليكسيس الذي أنخفض وأسرع نحوها ليصدر الصوت من جديد مما جعلها تلتصق بسيارتها أكثر وتصيح بذعر واليكسيس يصبح بجوارها فأمسكت بذراعه بفزع بينما همس دون حتى أن ينظر إليها وصدره يرتفع بقوة
- أبقي في مكانك لا تتحركي
- مـ ماذا يجري من يطلق النار أنتعرض لإطلاق نار رباه أنا أتعرض لإطلاق النار
أخذ صوتها يختفي بالتدريج وشعرت بصعوبة بالنطق ليتوقف الهواء من الدخول إلى رئتيها تحركت يد اليكسيس بسرعة نحو الباب الذي دخل منه وهو يرى سِد الذي تراجع إلى الخلف فأشار له بيده طالبا منه عدم  الدخول وعاد ليختلس النظر إلى الأعلى ثم أنخفض وشيفا تلتصق به بفزع فحرك رأسه نحوها هامسا بقوة
- أبقي هنا ولا تتحركي ( أمسكته من ذراعه بشدة  وهي تشعر به يتحرك هاتفة )
- إلى أين أنت ذاهب لن تتركني هنا
- لن أفعل أبقي فقط في مكانك دون حراك دون حراك أنا أعني هذا
وتحرك بسرعة مبتعدا لينتقل إلى سيارة مجاورة لهم تابعته بخوف لم تشعر به بحياتها عادت بنظرها نحو الباب الذي أطل منه سِد مستنجدة ولكنها لم تجد أحدا فانكمشت على نفسها بسرعة وهي تسمع طلق ناري من جديد فحدقت بحقيبتها المستقرة بجوارها لتفتحها بيدين مرتجفتين وتخرج منها العلبة المخدرة التي تحتفظ بها للحماية وحركت رأسها حولها بتوتر ثم جثت وسارت على يديها وساقيها واختلست نظرة من مؤخرة السيارة وهي تفتح عينيها جيدا لرؤية اليكسيس المحتمي خلف سيارة وهو يطلق النار من مسدسه ثم يعود بسرعة ليجلس في مكانه عادت لتجلس مكانها وضمت ساقيها إليها بقلق لا تعلم ما الذي يحدث أنه هناك يتعرض لإطلاق النار كيف بإمكانها البقاء هادئة عادت لتختلس نظرة نحوه ثم تلفتت برأسها حولها بحذر وتحركت بسرعة لتقترب منه ما أن جلست بجواره حتى همس من بين أسنانه وكل حواسه مشغولة
- ألم أطلب منك عدم التحرك
لم تجبه على قوله ونظرها ثابت على ذراعه القريب منها ثم حركت عينيها ببطء إلى الأعلى قائلة وهي تضع يدها على ذراعه
- أنت مصاب
- ليس ألان ( همس بألم من إمساكها ذراعه ثم نظر إليها مستمرا ) أعتقد أني أصبته ولكن لا أعلم أين هو ألان ( وعاد ليتلفت حوله بحذر مضيفا ) أعتقد أن سِد أتصل بالشرطة سنبقى هنا حتى وصولهم
- يجب أن تعالج ذراعك بسرعة ( قاطعته وكل اهتمامها منصب على بقع الدم التي ظهرت على سترته فخلع كم سترته ببطء لتشاهد الدماء التي تناثرت على قميصه الأبيض فهمست بصعوبة بالغه ) يا السماء اليكسيس يكاد قلبي يتوقف من هو الذي يطلق النار علينا ولما هل مازال هنا آه هنا
- لا أعلم اهدئي ربما غادر فلقد شاهدته وهو يتراجع إلى الخلف .. وصلوا
أضاف بتنهيدة وهو يسمع صوت سيارات الشرطة تقترب من مدخل المخرج ......
وقفت في غرفتها بالقرب من الباب المؤدي إلى الشرفة ولم تشعل النور بها بالرغم من غروب الشمس منذُ مدة مما جعلها تحيط نفسها بجو كئيب وقد وقفت دون حراك لمدة طويلة وهي لا تشعر بالوقت وقد وضعت أحدى يديها على فمها تخفي بها ارتجافه وتركت الدموع التي تنساب دون توقف تبلل خديها أنها لا تستطيع أبدا تحمل ما جرى منذُ أن وصلت سيارات الشرطة وخلفها الإسعاف وهي في دوامة لم تفهمها فورا , منذ أن علمت ما يجري وهي لم تجرؤ على رفع عينيها بعيني اليكسيس كيف أستطاع إخفاء الأمر عنها أنها غبية غبية جدا كي لا تصدقه لقد أعلمها ولكنها كانت تعتقد انه يدعي لم تكن لتصدق أكان عليه تلقي رصاصة في ذراعه لكي تصدق أخذت نفسا متقطعا وأغمضت عينيها المبتلتين لقد كان لقائها برئيس الشرطة الذي كان في الغرفة التي تعالج بها اليكسيس قبل خروجه لها وانهياله عليها بالأسئلة التي صعقتها ولكنه أكد لها أنه بحسب أقوال اليكسيس هي المعنية مما جعل الأرض تلتف تحت قدميها وتجلس كالبلهاء محدقة بالرجل الذي أنهال على رأسها بالمعلومات التي حصل عليها للتو من اليكسيس إنها لا تستطيع تصديق ذلك كل ذلك الوقت كان فقط يحاول مساعدتها وهي وهي فتحت عينيها وزادت شفتيها بالارتجاف والتوسع لتأخذ نفسا عميقا آخر دون الشعور بالراحة كل تلك الأمور أنها تشعر بالخجل الشديد من نفسها برغم كل السوء الذي عاملته به وكل ما سببته له بقي يحاول حمايتها
- آنستي ( جاء صوت نورما الهامس وهي تطرق على باب غرفتها فرفعت يديها المرتجفتين ومسحت عينها وصوت أنفاسها التي تعبر عما تعانيه واضحة ففتحت نورما الباب واستمرت بصوت منخفض وهي تحدق بظهر شيفا التي عقدت يديها معا ) آسفة لإزعاجك ولكني قلقه على السيد اليكسيس
عادت لترفع يديها وتمسح وجنتيها وهي تقول بصوت بدا واضحا البكاء به
- هل حالته تسوء
- أعتقد أنه يعاني من الحمى ( أخرجت تنهيدة من صدرها وهي تجيبها بصوت مرهق )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق