- لا اعتقد انه يمكنك التوجه إلى أي مكان فلا يوجد مكانٌ آمن بالنسبة لك .. هنا لم يتعرف عليك احد ولا اعتقد انك ستكونين محظوظة بأماكن أخرى لذا عليك البقاء هنا
- هل تدعوني للبقاء
- اجل وأستطيع مساعدتك
- هذا كرما منك
- عليك مساعدتي بالمقابل ( همت بالتحدث متسائلة ثم أطبقت شفتيها قائله ببطء )
- أنت لا تعني ما قلته بشأن أونيل
- أنا اعني ذلك
- هذا الأمر مستحيل
- أن فكرة بشكل جيد سترين انه ليس كذلك .. لا لا تجيبيني ألان فلست على عجلة من أمري
- لست بحاجة لتفكير بهذا الأمر
- أتفضلين العودة إلى اللورد على البقاء هنا والارتباط بأونيل
تجمدت عينيها عليه ورفعت رأسها جيدا قائلة
- أنت لا تقوم بتهديدي اليس كذلك
- أنا أريد مساعدتك
- وكيف ذلك بزواجي من أونيل
- مقابل ذلك أعادة كل ما هو لك ولن اسمح للورد بالحصول على شيء مما تملكينه كما أني لن اسمح له بالمساس بك .. أن ما اعرضه هو عرضٌ جيد وعليك التمسك به ( بدا الذهول عليها فاستمر ) أن كان لديك عرضٌ أفضل فأعلميني
- أنا لا اصدق ما أسمعه لما يحدث هذا
- أريد لأونيل الأفضل
- واليدي لورين تناسبه
- ولكن أنت أفضل
- أفضل بماذا
- أنت أجمل منها وانضج ( أغمضت عينيها ببطء هامسة )
- أنت تعني أني أكثر ثراءً منها
- لن نختلف بهذا فهي لا تملك حصصا بمناجم الذهب
فتحت عينيها محدقة به وهي تشعر بالغثيان والألم الكبير بصدرها قائلة
- هذا هو الأمر إذا
- لا ليس هذا فقط بل أنت ما يحتاجه أونيل ليصبح الرجل الذي أريده جوزين هادئة ولطيفة جدا ولن تستطيع شيئا معه أما أنت فمختلفة
- سيد دلبروك أن ما تقوله لا يصدقه عقل ( تحرك عن مقعدة وهو يجيبها )
- إن سعي لمصلحة ولدي الوحيد مبررٌ كافي لي
- ومصلحتي أنا
- لقد وعدتك باسترجاع ما هو لك ألا تريدين هذا
- بالتأكيد أريد ولكن
- ولكن ماذا ( قاطعها وهو يقف قرب النافذة وينظر إلى الخارج فوقفة بدورها قائلة )
- أنت تستغل ظروفي
- ستشكرينني فيما بعد ( ونظر إليها مستمراً ) سأدعك تفكرين بما قلته لك ولكن حاولي أن لا تتأخري بإجابتي غدا صباحا سأرسل جويل ( وتحرك نحو الباب مستمراً ) ليحضرك إلى هنا لأسمع قرارك النهائي
- أهذا هو الوقت الكافي ( قالت مستنكرة فقال وهو يفتح الباب )
- لا أجد مبررا ليطول الأمر .. جويل اعد الآنسة إلى منزلها ( ونظر إليها مستمرا ) فكري جيدا ( تجمدت في وقفتها للحظات ثم تحركت نحو الباب رغما عنها وهي تشعر بالغضب من نفسها وتخطت عنه خارجة وهو يستمر ) أراكِ غدا
أنزالها جويل في نفس المكان الذي أخذها منه فتوجهت نحو المنزل بعدم تصديق وكأنها بعالم أخر الجميع يريد ما تملكه الجميع يسعى إلى ما تملكه لم لا يدعونها وشأنها في البداية بايرون وألان سترانس ان مصلحتها لا تهمه بشيء كل ما يريده هو الاستيلاء على ما تملكه عليها الابتعاد من هنا إلى أين ستذهب هذه المرة همست لنفسها بإعياء
- ماذا تفعلين هنا ( تساءلت جينا وهي تراها تدخل إلى المنزل فقالت بضعف )
- اشعر بصداع قوي هل بإمكانك مساعدتي بهذا الشأن
- أنت متوعكة أن وجهك شاحب من الأفضل أن تجلسي وسأعد لك بعض الأعشاب ستشعرك بالتحسن .. كيف سمحت لك ميغي بالمغادرة ليس من عادتها أن تكون ودودة
تعمدت عدم إجابتها وقد جلست أرضا واحتضنت رأسها بكلتا يديها وهي لا تستطيع تحمل الألم الذي تشعر به.......
- ماذا هناك
تسائلت وهي تنظر إلى جينا التي دخلت إلى المنزل وأخذت تهمس شيئا لجسي فأجابتها وهي تتحرك نحوها
- هل تشعرين انك أفضل ألان
- بدء الألم يزول ولكن أفضل لا اعتقد أني سأصبح أفضل
ابتسمت جينا لتذمرها قائلة
- ستتحسنين أتعرفين تلك التلة المطلة على المنزل الواقعة خلف الطريق
- اجل
- يجلس عليها شاب منذُ وقت دون مغادرتها ( أغمقت عيناها بينما استمرت جينا بابتسامة ) انه لم يغادر التلة وعيناه لم تبتعد عن المنزل ( أرخت رأسها على الحائط خلفها بإعياء لقد وضع سترانس من يراقبها خوفا من مغادرتها دون أن يعلم ) فيوليت اعتقد انه معجب
- تعتقدين ماذا ( تمتمت بحيرة فأصرت جينا )
- اجل انه كذلك فليس لدي فتاة شابة سواك واعتقد انه يجلس هناك في محاولة لرؤيتك ثم التحدث معك
- بربك جينا
- لا تكوني خجول أنا واثقة من ذلك ولقد أرسلت ويل ليدعوه لشرب الشاي
- لم تفعلي ذلك
قالت بيأس ونظرت نحو الباب الذي طرق كما فعلت جينا التي توجهت نحوه لتخرج محدقة بجويل المتردد بالدخول قائلة بينما تحركت يوليانا لتقف
- هذا أنت جويل تفضل ساعد شاياً لذيذاً ( اقترب ببطء للداخل وهو يحدق بيوليانا بإحراج وجلس على المقعد المجاور لطاولة فاستمرت جينا ) ألا يوجد لديك عمل بالإسطبلات
- لقد .. منحني السيد إجازة
- وكذلك فيوليت حصلت على إجازة اليوم اليس كذلك
- اجل ( أجابتها باقتضاب فسكبت جينا كوب الشاي مستمرة )
- هلا ناولته لجويل عزيزتي
اقتربت منها وأخذت الكوب ثم وضعته أمامه فقال وعينيه معلقتين بالكوب
- أشكرك ( تحركت لتجلس أمامه على الطاولة وجينا تقول )
- كيف حال والدتك لم أرها منذُ وقت
- إنها بخير
- أعرج علينا دائما لشرب الشاي فانا ارغب بسماع أخبار والديك هلا أوصلت تحياتي لهما
- سأفعل ( كان يجيب جينا باقتضاب وهو يشرب شايه بسرعة بينما أسندت يوليانا خدها على يدها وهي تنظر إليه بصمت فشرب ما تبقى بكوبه دفعة واحدة وتحرك ليقف وهو يقول ) أشكرك جينا على المغادرة ألان وداعا
وأسرع بالخروج قبل أن تتمكن من إيقافه فنظرت نحو يوليانا وتحركت نحوها لتضع كوب الشاي أمامها قائلة بحيرة
- انه غريب الأطوار أليس كذلك
هزت يوليانا رأسها بالإيجاب دون إجابتها , لم تغمض عينيها تلك الليلة رغم الإرهاق الشديد والإعياء الذي تشعر به وفي ساعات الصباح غادرت المنزل لترى جويل ينتظرها في نفس المكان فصعدت بالعربة والتجهم لا يفارقها ترجلت من العربة وتوجهت نحو الكوخ لتدخله وتجد سترانس يتناول قهوته وهو يجلس على المقعد ويحمل بعض الأوراق بيده وملامحه مسترخية فقال لتجهمها
- أرى أن ليلتك لم تكن موفقة
- هذا صحيح فلم أجد أي شيء طبيعي يحدث لي كي تكون ليلتي موفقه ولكن تأكد أني كنت مطمئنه من أننا بأمان تام حيث أن جويل لم يبتعد من حول المزرعة طوال الوقت
- كان علي التأكد من عدم مغادرتك ( قال دون اكتراث فقالت )
- وها أنا لم أغادر
- أحسنتي هذا يدل على التفكير السليم الذي تتمتعين به
- أأعتبر هذا مديحا
- يمكنك إضافته إلى صفاتك الأخرى
- اجل بالتأكيد فانا ثرية وليدي ذات سلالة راقية ولما لا ( كانت تتحدث بغيظ تجاهله سترانس قائلا )
- هل يعلم احد أي احد حقيقتك
- لا ( قالت وهي تتحرك لتسير بالغرفة بتوتر فقال )
- جيد ليبقى الأمر كذلك ( توقفت في مكانها ناظرة إليه وهي تقول )
- لم تعد لدي طاقة لأحتمال المزيد أن كنت تريد مساعدتي أعلمني
- بالتأكيد أريد ذلك
- مساعدتي أنا وليس العكس
- ليدي فروديت لا تكوني عصبية المزاج أن ما اعرضه عليك لا يفوت
- وإذا رفضت وأنا في الحقيقة ارفض
- ليس أمامي سوى إعلام عائلتك بمكانك وهذا حرصا مني على أن تصليهم سالمة
- أنت تعلم أن هذا ليس صحيحا
قالت بصوت خافت وهي تعلم أنها تقع بمصيدة رسمها لها سترانس الذي قال
- لقد حدثتني أنت بما جرى وأنا لم اسمع ما لدى اللورد لقوله وعندما افعل أقرر إلى أي جانب سأقف فبصدق لم أجد لدى اللورد تجاهك سوى الحزن الشديد والقلق على اختفائك بهذا الشكل
- قلت بنفسك أن احد رجالـ
- وقلت أيضاً انه كان يتناول الشراب أي ليس بكامل قواه العقلية ولا يؤخذ كلامه على محمل الجد
- سيد دلبروك ( قالت معترضة على تلاعبه بالكلام إلى انه قاطعها قائلاً )
- أنا مجبر على إعلام عائلتك فليس من الجيد بقائك متخفية عنهم
- كل هذا إذ لم أوافق على ما تريده
تمتمت وهي تشعر بالخدر يسري إلى جسدها فهز رأسه قائلا
- إن لم تكوني بذو فائدة لي فبالتأكيد أفضل إعادتك لعائلتك
- لا تستطيع إجباري
- بالتأكيد لا استطيع إجبارك ولكن استطيع إبقائك بدلبروك حتى وصول احد أقربائك
- أتفعل هذا أنت تفعل هذا ( أخذت تتلعثم وهي لا تعرف كيف تخرج من هذا المأزق مستمرة ) كل هذا من اجل ثروتي كل ما تريده هو المال
- لا أريد شيئا لنفسي فلا فائدة لي من الأمر ولكن أن ارتبطي بأونيل فانا بالتأكيد سأكون راضيا
تهاوت على اقرب مقعد لها قائلة
- لماذا لماذا انه لا يرغب بالزواج لما لا تدعه وشأنه قد يجعل هذا منه الرجل الذي تريده لما تجعلني أعاني وأنت واثق من رفضه لهذا الزواج حتى لو كنت اليدي فروديت
- أنا لم اقل أني سأعلمه بحقيقتك بل ستتابعين ادعائك بأنك مجرد عاملة
فتحت فمها قائله ببطء وعدم تصديق
- تريد التسبب بكارثة لي وله
- اعتقد انه يمكنني الاعتماد عليك فالذي واجهته حتى ألان لم يكن بالأمر السهل كما أن هذا يخدم مصلحتك فأنا أريد متابعة مجريات ما ينويه اللورد من بعيد فتكونين بخير ومأمن ولا احد يعلم حقيقتك بينما أقوم بتوكيل شخص ليكون أمام اللورد موكلا من قبلك لاستلام ومتابعة حقوقك القانونية فظهورك بهذا الوقت لهم ليس بالخطوة المناسبة .. الديك اقتراح أفضل
حركت عينيها تائهة وهي تقول
- وهل كنت لتصغي لي
- لن تخسري شيئا أن فعلت ما اطلبه منك
- أنا اخسر نفسي أنت تتحدث عن ارتباط بـ .. بابنك
- أن ارتباطك بشخصً من عائلة دلبروك لهو فخرا لكي أيتها اليدي كما انك تقومين بالعمل كالخادمة بينما أنا اعرض عليك أن تدعي أنك كذلك أتعتقدين حقا انه يمكنك العودة إلى جرترود ومواجهة عائلتك بمفردك أنت تدركين أن هذا الأمر مستحيل وانك بحاجة ماسة إلى المساعدة هذا أن كنت ترغبين بالعودة إلى ما كنت عليه أم أن وضعك الحالي يروق لك ( حدثها بقسوة رافضا عدم تقبلها لما يقوله واستمر ببرودة ) أنا احتاج إلى قرارك النهائي ألان ( حركت رأسها رافضة بتوتر فضاقت عينيه وهو يقول بإصرار ) احتاج إلى جوابك ألان ليدي فروديت فلدي عمل كثير لأقوم به
أشاحت بنظرها عنه بضيق شديد وهي عاجزة تماما عن التفكير ثم نظرت إليه قائلة
- لو أردت الزواج بهذه الطريقة لارتبط باندرو
- ما كان ليضمن لك سلامتك ( فقاطعته بسرعة قائلة )
- وهل أونيل سيفعل
- أضمن لك ذلك وسأحرص على أن تحصلي على الاحترام الذي تستحقينه ولكن الأمر يحتاج إلى القليل من الوقت والصبر .. إن لمن الجيد أن يرتبط ابني الوحيد بواحدة مثلك ليدي فروديت وأنا مصر على حدوث هذا
- لا أجد الأمر سهلا أنا أنا احتاج إلى ضمانات تجعلني لا اندم على الموافقة
رشف من قهوته ببطء قبل أن يقول
- عليك التأكد أني سأعيد لك كل بنس هو حقا لك وليكن ضمانك لهذا الأمر هو اهتمامي بمصلحة أونيل والذي سيؤول هذا كله له ولأطفاله بالنهاية
- له ولأطفاله ( قالت مستنكرة بذعر فحرك كتفيه قائلا )
- أطفالكما معا بالتأكيد لن تتخلي عن أطفالك
- من قال انـ
- لن أتدخل بأموركم الشخصية بالتأكيد ( قاطعها قائلا ومضيفا ) أن ما يهمني هو كتمان أمر زواجكم عن الجميع
رفعت يدها لتدسها بشعرها وهي تقول بعدم تصديق
- كيف سيحدث هذا هلا أعلمتني
- ليس بالأمر الصعب التزمي الصمت حيال هذا الأمر وهو بالمثل
- هل حقا تعتقد أن بإمكانك إقناعة بالارتباط بعاملة تعمل لديه .. أنت لا تعرف ابنك إذا
- هذا الأمر متروك لي .. هل أنت مطمئنة ألان ( هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول )
- أن كنت سأجبر على الارتباط فانا على الأقل أريد أن افعل شيئا جيدا مقابل هذا ( بقي يصغي إليها باهتمام وهي تتابع ) أريد مزرعة مارش
تمعن النظر بها جيدا قبل أن يقول بحذر
- ماذا تعنين بأنك تريدين مزرعة مارش
- أريد امتلاكها أريد أن تصبح قانونين لعائلة مارش
- هذا الأمر مستحيل أن جميع الأرض لي ولا احد يمتلك هنا سواي مع بعض العائلات الرفيعة المستوى
- هل ما اطلبه صعبا لهذه الدرجة سيد دلبروك
- اجل انه كذلك
- حقا وما تطلبه أنت هو أمرا سهل
- لا تتحاذقي علي ليدي فروديت
- أنا أصر على طلبي أن هذا اقل ما استطيع عمله فالسيد مارش وفيوليت قد فارقا الحياة في ميرفيلد ألا تعتقد أني مدينة لهذه العائلة
- أنت مدينة لهم وليس أنا
- ولكني أقدم لك ثروتي على طبق من ذهب ألا أفعل ( قالت مستنكرة قوله فلتزم الصمت وبدا التجهم عليه فعادت للقول ) أنا أصر على أن أرى صك يعترف بملكية عائلة مارش لمزرعتهم قبل ارتباطي بأونيل
رفع عينيه بانزعاج قائلا
- هذا الأمر لم يحدث قط في عائلتي .. وليكن ولكن ذلك الصك لن يصل عائلة مارش إلى عندما أقرر أنا
- بشرط أن احتفظ به ( أسرعت بالقول فضاقت عينيه قبل أن يقول )
- لا مانع لدي .. إذا مساء الغد يعقد قرآنك على أونيل ( هوى قلبها إلى البعيد عند قوله ذلك وقالت )
- وإذا رفض ذلك
- لن يفعل ( أجابها بثقة فتحركت واقفة وجسدها يرتجف وهي تقول )
- لن أمانع أن لم تستطع إقناعه
- لا تقلقي بهذا الشأن ( اخذ جسدها يرتجف أكثر وهي تقول )
- سأعقد قرآني ولكن لاشيء أكثر فالستُ ملزمة بشيء كما أني أريد أن أكون على اطلاع دائم بما يجري مع اللورد وعلي إعلامك انه عندما تعود أملاكي لي لن أتنازل عنها لأحد
لم يبدو الاهتمام على سترانس وهو يقول
- أعلمتك أني اسعي لصالح ولدي وبما انك ستكونين زوجته فاعتقد أن هذه الأمور تخصكما وعلي تذكيرك بأن لا تعلميه من تكونين حتى أقرر أنا ذلك
- إذا ستجعله يرتبط بعاملة تعمل لديه
قالت وهي تضم جسدها بذراعيها فهز رأسه بالإيجاب وتحرك واقفا وهو يحدق بساعته الذهبية قبل أن يقول
- علي المغادرة ألان .. سأرسل جويل مساء الغد ليحضرك إلى هنا وليكن الأمر فيما بيننا فقط
- لن اذهب للعمل بالقصر
- لا تذهبي ( قال وهو يتخطاها نحو الباب مستمرا ) لك حرية التصرف بهذا الشأن
- أريد رؤية صك المزرعة قبل ذلك
- ألا تثقين بي ( وأمام صمتها أضاف بعدم رضا وجدية ) لك ذلك ( وفتح الباب مغادرا وهو يقول ) سيعيدك جويل إلى مزرعة مارش
وصلت إلى المنزل لتنقل عينيها بالأولاد المنتشرين بالخارج وهي تهم بالدخول إلى داخله لتتفاجئ بجيني برفقة جينا فألقت التحية باقتضاب وجلست بجوار المدفئة وهي تشعر بنفسها ترتجف قلقاً مما حدث لها ومن البرد الذي انسل إلى جسدها ويرفض الخروج تأملتها جيني قبل أن تقول
- أن ميغي غاضبه منك لما لم تحضري ( نظرت إليها جينا قبل أن تعود إلى يوليانا قائلة )
- الم تعلميني أمس بأنها وافقت على مغادرتك
- ولكنها لم تحضر أمس أيضاً
قالت جيني فالتزمت يوليانا الصمت وهي لا ترغب بمحادثة احد كل ما تريده ألان هو الانفراد بنفسها وأمام صمتها تساءلت جينا باهتمام
- ما بك فيوليت .. لست على مايرام مؤخرا
- لقد سمح لي بعدم الذهاب إلى القصر
- هذا ليس صحيحا وإلا لكانت ميغي أعلمتني
قالت جيني فنظرت إليها بعينين تحملان هموم دهر قائلة بهدوء شديد
- عليها بسؤال السيد سترانس فلقد طلبت منه ذلك ووافق
- تحدثتي مع السيد
- اجل ووافق على عدم ذهابي وجينا للعمل بالقصر
- أما تقولينه صحيح
تساءلت جينا باهتمام فهزت رأسها لها بالإيجاب بينما نقلت جيني عينيها بينهما بحيرة قبل أن تعود لتحدث ولكن يوليانا لم تكن تصغي وقد شردت بعيدا.....
- لست على مايرام أأنت محمومة ( تسائلت جينا في اليوم التالي وهي تلاحظ صمتها المستمر وخديها المتوردان مضيفه ) لا اعلم ما الذي يحدث لك فلا تبدين على مايرام ما الذي يشغلك ويجعلك شاردة طوال الوقت ( وأمام صمتها استمرت ) عليك أن ترى كريستي قد تستطيع مساعدتك
- أنا بخير ( تمتمت وهي تحدق بالنافذة وصوت المطر لا يتوقف فتابعتها جينا قائلة )
- لم يتوقف المطر منذُ الصباح يا له من جو كئيب
- اجل انه كذلك
قالت هامسة وعادت بنظرها نحو الأطفال المجتمعين يلعبون عليها الذهاب ولكن ساقيها ترفضان الاستجابة لها أن ما تنوي فعله ليس بالأمر الذي تستطيع تقبله انتفضت على صوت طرقات على الباب فتوجه جاك نحوه ليفتحه ويتناهى لها صوت جويل
- مرحبا فيوليت هنا
- أهذا أنت جويل ادخل فالمطر غزير في الخارج
قالت جينا وهي تتحرك نحوه بحيرة فدخل وخلع قبعته وعينيه تبحثان عن يوليانا التي تنظر إليه فعاد نحو جينا عند رؤيتها قائلا
- أن السيدة مارغريت متوعكة ويريد السيد أن تقوم فيوليت بالعناية بها
- فيوليت ( تمتمت جينا بحيرة ونظرت إلى يوليانا التي ابتلعت ريقها بتوتر وتحركت لتقف مرغمة فأضافت جينا ) الم تعلميني أن السيد
- اجل ولكن مقابل ذلك علي العناية بالسيدة مارغريت ( ونظرت إلى جويل مستمرة ) أنا جاهزة
وتحركت أمامه خارجة وهي ترفع وشاحها على رأسها ليحميها من المطر الكثيف فأسرع جويل بالسير بجوارها بخطوات واسعة وهو يقول
- لقد تاخرتي فاضطررت لتلفيق تلك الأكذوبة
- لا بأس
همست وما أن اقتربوا من العربة حتى كانت مبتلة تماما فأسرع بفتح الباب لها ولكنها لم تصعد ونظرها يتوقف على ثورب الجالس بها فقدم يده لها ليساعدها بالصعود فناولته يدها بتردد لتصعد وتجلس أمامه أنزلت وشاحها والعربة تتحرك بهم وقد ابتل شعرها والتصقت بعض الخصل بوجهها فتأملها ثورب قليلا قبل أن يقول
- أسعدني لقائك فلقد سمعت عنك الكثير ( هزت رأسها له بود فلا تشعر بالرغبة بالتحدث حتى فأن الإحباط الذي تشعر به ألان لا يوصف فأضاف بعد تردد ) ارجوا أن تكوني واثقة من قرارك بالزواج من أونيل ( تعلقت عينيها به ولم تجبه فعاد ليضيف باهتمام صادق ) عليك أن تعلمي ما الذي تورطيـ .. ارجوا المعذرة ليس من حقي التدخل ارجوا أن تتقبلي اعتذاري ليدي فروديت ولكن لا استطيع منع نفسي من تحذيرك
- أنت تعلم بأمر الزواج إذا
- أنا من سيشهد على العقد
رفعت يدها المرتجفة لتبعد خصلات شعرها المبتل إلى الخلف قائله بتوتر
- هل وافق كنت أمل أن لا يستطيع والده إقناعه
- انه لا يعلم بمن سيرتبط حتى ألان .. اعتقد انه يظن انه سيرتبط باليدي لورين فلقد قام السيد سترانس بالضغط عليه بشكل كبير وهدده بأنه أن لم يوافق على من اختارها فسيقوم بترك جميع ما لديه من أملاك ومال لأقربائه دون أن يستطيع أونيل الحصول على بنساً واحد وطلب مني أعداد الأوراق التي تقول ذلك حتى يصدق أونيل نيت والده بفعل هذا كما طلب مني أعطائك هذه ( وقدم لها ورقه فتحتها بيدين مرتجفتين وهو يستمر ) انه صك ملكية مزرعة مارش .. ليدي فروديت اليس لديك أصدقاء تلجئين إليهم
قال ثورب من جديد باهتمام فهزت رأسها له بالنفي وتجمعت الدموع بعينيها رغما عنها ولكنها لم تسمح لنفسها بالبكاء فادعت ابتسامة كاذبة وهي تقول
- لا تبدو متحمسا لهذا الزواج ( هز رأسه بالإيجاب وعينيه تعبران عن القلق الكبير قائلا )
- حاولت محادثة السيد سترانس حول هذا الأمر ولكنه رفض الإصغاء فأنا اعتقد أن هذا التصرف لن يؤدي إلا الى إيذائك فأونيل ليس ..
وتوقف عن المتابعة مجبرا نفسه على ذلك مما جعلها تهمس
- أنت لا توده
- لا أنا فقط .. لا تروق لي تصرفاته .. ارجوا أن تعذريني لصراحتي ولكن فكرة إخفاء حقيقتك عنه ستزيد الأمور سوءً وهو ليس بالإنسان المتفهم
- اعلم ذلك
همست وهي تحدق بالنافذة بشرود والعربة تقترب وتقترب من مصيرها المحتم كان عليها المغادرة الم تفعل من قبل وذهبت في طريق مجهول أوصلها إلى هنا فها هي متجهة إلى حيث لا تعلم ماذا سيكون مصيرها أكان عليها البقاء بمنزلها والزواج باندرو فالأمر لم يختلف كثيرا هنا سوى أن أونيل لا يعلم من هي ولكن سعي والده لزواجهم لا يختلف عن السبب الذي سعى إليه بايرون إلا أن سترانس سيعمل على حمايتها والمحافظة على حياتها أغمضت عينيها بإعياء ولم يحاول ثورب محادثتها سامحا لها بالحصول على لحظة صمت ثم فتحتهما بسرعة وهي تشعر بالعربة تتوقف لتنظر إلى ثورب الذي فتح الباب وترجل من العربة ومد يده لها ليساعدها فترجلت بدورها بتردد وأسرعت برفع وشاحها إلى رأسها والأمطار الكثيفة لا تتوقف لتتحرك برفقته نحو الكوخ المضاء فتح ثورب الباب ودعاها لدخول قبله ففعلت وقلبها يرتجف وهي ترى العيون التي اتجهت نحوها عند دخولها والصمت التام الذي حصل ظهرت ابتسامة على شفتي مارغريت عند رؤيتها وقد وقف سترانس قربها بينما ضاقت عيني أونيل لرؤيتها وحرك نظره عنها إلى ثورب ثم عاد إلى والده قائلا بعصبية
- لا تعلمني انك تنوي إعداد وليمة ألان
- أعلمتك لما نحن هنا ألم افعل ( أجابه ونظر إلى ثورب مضيفا ) هل أحضرت جميع الأوراق ألازمة
اقترب منه ثورب وقدم له الأوراق بينما بقت يوليانا بمكانها وأنزلت وشاحها ببطء ليستقر على كتفيها وهي تراقب ما يجري وقد قال أونيل بحدة
- لقد فاض بي الأمر لذا توقف عنـ
- الأوراق جاهزة قد ترغب بالإطلاع عليها حينها تدرك كم أنا جاد
- لا اعتقدك كذلك بحق الله عمتي قولي شيئا
- أن والدك يريد ما هو خيرٌ لك
- لن أتزوجها بهذه الطريقة لن افعل
- لا باس بني فلتفعل ما تريد وسأفعل ما أريد فانا ارفض رفضا تاما أن تحول ثروتي إلى سلالة تنجبها أنا لا ارغب بها
- أن ما تقوله لـ
- أعلمني انك لا تريد الزواج بمن اخترتها لك وسأقوم ألان وعلى الفور بإمضاء هذه الأوراق وننهي هذه المسألة وبنساً واحدا مما هو لي لن تمس لا ألان ولا بعد وفاتي
- ما الذي جرى لما ألان هل أعلمتك جوزين بشيء اقسم أني لا اعلم ما الذي تفكر به حتى تفعل بي هذا عمتي بحق الله ألا تصغين إلى ما يقوله
- عليك أن تصغي إليه أن والدك يعرف صالحك
نقل عينيه بينهما بذهول تام بينما شدة يوليانا الوشاح على أكتافها بتوتر وأونيل يتمتم
- لقد جننتما أو أني من فعل
- اقترب وصول الكاهن الذي سيعقد قرآنك لذا
- ستفعل هذا هنا في هذا الكوخ وبهذه الطريقة لا اعلم كيف وافقت جوزين على ذلك
- من قال انك سترتبط بجوزين ( تجمد أونيل وأمعن النظر بوالده الذي أضاف ) أنا لم اطلب منك الزواج بجوزين
- ما الذي كنت تقوله إذا وما الذي نفعله هنا بحق الله
- أنا اطلب منك الزواج من
وأشار له نحو يوليانا التي تراقب ما يجري بضيق كبير فحرك أونيل رأسه إلى حيث أشار والده لتضم وشاحها عليها أكثر وهي على وشك الإغماء بينما توسعت مقلتيه بعدم تصديق وعاد بنظره بسرعة إلى والده ومن ثم عاد إلى يوليانا ورمش وهو يحرك رأسه بشكلٍ غريب قائلا
- من تعني لا يوجد أمامي سوى .. هذه العاملة
- إنها هي
- هي ماذا ( هتف بقوة وهو ينتفض وأشار بيده نحوها وعينيه التين احمرتا بشكلٍ غريب لم تفارقا والده وهو يضيف ) إنها إحدى خادماتنا إنها مجرد عاملة لدينا هل أنت بخير أتدرك ما تطلبه مني
- مازلت بكامل قواي العقلية وأنا أقول لك أن عليك الزواج بها
استقام أونيل بظهره جيدا ناظرا إلى والده دون استيعاب قبل أن ينظر إلى عمته ثم ثورب قائلا
- انتم تعلمون هذا .. ولا تمانعان .. ما الذي يجري هنا ( أضاف بحدة واستنكار وعاد نحو والده محركا رأسه بالنفي وهو يقول ) هذا مستحيل لست أنت من يفعل هذا إنها دعابة قل إنها مجرد دعابة من قبلك لا اعلم بما أغضبتك حتى تتصرف معي بهذا الشكل إنها مجرد دعابة اليس كذلك حسناً لقد فهمت إنها مجرد دعابة
- ولكنها ليست كذلك ( تمعن النظر بوالده الجاد قبل أن يقول ببطء )
- الم تقل للتو انك لا تريد ترك ثروتك لسلالة ترفضها وهذه ( وأشار بيده نحوها دون أن ينظر إليها مستمرا بقوة ) لا ترفضها لا ترفض زواج ابنك الوحيد من عاملة تعمل لديك بالقصر
- لا فانا أرى أنها تناسبك تماما كما أني لاحظت أنها تروق لك
- هذا جنون ( قاطع والده وهو ينتفض فقال سترانس بجدية تامة وإصرار )
- لقد أوشك الكاهن على الوصول وأريد ردك ألان فلا أريد نقاشا بالأمر أمامه ألان أونيل أما أن تفعل ما اطلبه منك أو تفعل ما تريده أنت
- هل تحاول تلقيني درسا لسوء تصرفاتي مؤخرا أهذا ما تحاول فعله حسنا لقد فهمت الأمر لننهي ألان هذه الدعابة التي لامعنا لها
- احتاج إلى جوابك ألان استفعل ما اطلبه منك
قاطعه استرانس بجدية رافضا رفضه فحرك أونيل رأسه نحو عمته مستنكرا ما يحصل ثم تحرك مبتعدا عنهم ببطء قائلا كمن يحدث نفسه
- هذا ليس صحيحا هذا لا يحصل فليوقظني احدهم ( ثم نظر إلى والده قائلا ) أأنت جاد بما تقوله ( هز سترانس رأسه له بالإيجاب دون أن يفارق التجهم وجهه فأسرع أونيل بالقول ) أنا موافق على جوزين لن اعترض عليها اقسم بهذا
- أونيل
- قلت أني موافق على جوزين ( قاطع والده قائلا بإصرار فعاد سترانس للقول )
- أريد قرارك ألان أنا انتظر
- أنت لن تفعل هذا بي لا لن تفعل أنا أعرفك جيدا ماذا هناك حقاً
ما أن انهي كلماته حتى امسك سترانس بالأوراق التي معه جيدا وهو يقول
- عليك مراقبتي إذا لتصدق
- لستَ جادا ( تمتم بعدم تصديق وقد أغمقت عينيه بشدة وقد سُمعَ صوت أنفاسه القوية وهو يراقب والده الذي وضع الأوراق أمامه يريد إمضائها ليقول بصوت مخنوق ) تريد اهانتي بإجباري على الزواج بها .. حسنا لك ما تريد ولأرى ما الذي ستقوله لعائلتك لقد أجبرت ابني الوحيد على الارتباط بخادمة لقد أنجب ولدي من خادمة هذا حفيدي والدته كانت تعمل في قصري يا للفخر الذي تشعر به أن زواجي بمن أريد لهو ارفع قدرا مما تطلبه مني
- أأفهم من هذا انك موافق ( تساءل سترانس بهدوء شديد جعل أونيل يرتجف بعصبيه وهو يقول )
- أن إجبارك لي على الارتباط بهذه لن يمنعني من فعل ما أريده
- إذا أنت موافق
عاد ليكرر متجاهلا عصبية أونيل وأنفاسه التي تتسارع ليلتمع التحدي بعينيه وهو يراقب والده قبل أن يقول وهو يستقيم بظهره بكبرياء
- أنا كذلك ولنرى ما تنوي ( ونظر نحو يوليانا التي تعلقت عينيها بعينيه الحمراوتين فأشاحت بنظرها عنه وهي تحاول إخفاء ارتجافها فلقد أملت أن لا يستسلم لوالده ولكنه فعل لن تسمح له بإخافتها أكثر مما هي خائفة فعاد بنظره نحو عمته قائلا ) وأنت أيضا موافقة على هذا
- بالتأكيد فانا أثق بوالدك واعلم أن كل ما يفعله لمصلحتك
- مصلحتي
تمتم بصعوبة وعدم استيعاب وعينيه لا تفارقانها ليتصلب جسده وهو يسمع الطرق على الباب فقال والده وثورب يتحرك نحوه ليفتحه
- من الأفضل التزام الصمت أمام الكاهن
توقفت عيني أونيل على الكاهن الذي دخل قبل أن يحركهما ببطء نحو يوليانا ليسرع بإشاحة نظره عنها بنفور
- اعذرنا لإحضارك بهذا الوقت
- لا باس هل العروسان جاهزان
شعرت بالأرض تلتف تحت قدميها عند سماعها لذلك بينما تحرك الكاهن ليقف خلف الطاولة مشيرا لهما بالاقتراب وأمام عدم تحرك أياً منهما قال
- ارجوا منكما الاقتراب
لم يتحرك أياً منهما فتبادل سترانس وأونيل النظرات وقد ظهر التحدي بعينيهما قبل أن يضم أونيل شفتيه بقوة ثم يتحرك بخطوات واسعة ليقف أمام الكاهن قائلا بحدة وقد شحب وجهه تماما
- لك ما تريد ( ارتجفت بشكل واضح عندما وضع ثورب يده على ظهرها قائلا )
- ألن تتقدمي
هزت رأسها بالإيجاب والقلق البالغ بادً عليها لتتحرك وتقف بجوار أونيل الذي ينتفض وتحركت مارغريت بمقعدها المتحرك لتصبح بجوار يوليانا بينما وقف ثورب بجوار أونيل تعلقت عينيها بشفتي الكاهن الذي بدأ بمراسم الزفاف دون قدرتها على استيعاب حرفً واحد مما يقوله وهي تشعر بأنها تبتعد ببطء عن ما يحصل حولها بينما ثبتت عيني أونيل على والده بعدم تصديق وسرعان ما عادت للواقع بسرعة وهي تسمعه يتمتم
- يوليانا فروديت ميرفيلد أتقبلين الزواج بأونيل سترانس دلبروك
اخذ صدرها يرتفع بقوة فهمست مارغريت
- عليك الإجابة بنيتي ( فهزت رأسها ببطء وعينيها لا تفارقان الكاهن مما جعله يقول بلطف )
- عليك قول ذلك
- اجل ( همست بصعوبة كبيره فعاد للقول )
- أونيل سترانس دلبروك أتقبل يوليانا افروديت ميرفيلد زوجة لك
بقيت عينى الكاهن معلقه بأونيل الذي يحدق بوالده دون أن يرمش وقد أغمقت بشرته بشكلً كبير وهو بعيد جدا عما يجري حوله وكل تركيزه منصب على والده منتظرا منه قول شيء ما يفهمه ما يجري ولما يجري فوضع ثورب يده على كتفه مما جعله ينتفض وينظر إليه فأشار له ثورب بعينيه نحو الكاهن فعاد بنظرة إلى والده الذي قال
- لقد سألك أن كنت توافق على الزواج منها
ثبتت عينيه على والده لثواني معدودة قبل أن ينظر إلى الكاهن وهو لا يبدو أفضل حالا ثم حرك شفتيه يريد التحدث ولكنه لم يستطع وأطبق شفتيه بقوة وهو يأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول للكاهن الذي يحدق به بحيرة
- اجل
- بالسلطة الممنوحة لي أعلنكما زوجا وزوجة مبروك لكما
- أشكرك واعتذر من جديد لإحضارك بهذا الوقت ( قال سترانس وهو يقترب ومن الكاهن ومضيفا ) أنت مدعو لتناول العشاء برفقتنا فتفضل
أخذت مارغريت تتحدث مع ثورب وهو يسير نحوها ولكن أياً من يوليانا وأونيل لم يتحركا من مكانهما فأمسك ثورب مقعد مارغريت ودفعه وهم يتوجهون إلى الخارج خلف سترانس تابعتهم يوليانا وأونيل بنظرهم وهم يغادرون دون حتى قول شيء فرفعت نظرها بسرعة إلى أونيل الذي نظر إليها بدوره ولا تقل صدمته عن صدمتها فأسرعت برفع وشاحها لتضعه على رأسها وتحركت إلى الخارج لتصعد مع جويل قائلة بتوتر
- أرجوك أعدني إلى المنزل
بقي أونيل واقفا في مكانه محدقا بالباب المفتوح بذهول تام وقد غادر الجميع
- عدت بسرعة
بادرتها جينا وهي تراها تدخل فأسرعت بوضع وشاحها المبتل على المقعد وهي تقول دون النظر إليها
- أصبحت السيدة مارغريت بخير ( وتحركت نحو الغرفة الأخرى مضيفة ) ثوبي مبتل تماما
- خذي احد أثوابي التي بالصندوق ( قالت جينا وهي تتابعها بنظرها وعند خروجها من الغرفة واقترابها من المدفئة لتجلس قربها وقد ارتدت احد أثواب جينا أضافت ) هل كنت حقا بالقصر ( وأمام تجمدها وعدم إجابتها استمرت ) ما كانت ميغي لتدعك تعودين بهذه السرعة كما أن القصر مليء بالفتيات الراغبات بمساعدة السيدة .. أن كنت وجويل ترغبان بالالتقاء فـ
- لا شيء بيني وبين جويل بربك كل ما هناك أن السيدة كانت متوعكة وعندما وصلت إلى القصر كانت قد تحسنت فطلبت من السيد السماح لي بالمغادرة ففعل
التزمت جينا الصمت لثواني معدودة وهي تنظر إليها قبل أن تقول
- هل أنت صادقة معي
- أجل ( قالت وهي تتعمد النظر إلى نار المدفئة فعادت جينا للقول )
- لم اسمع يوما أن السيد سترانس تدخل بهذه الأمور فهذا عمل ميغي وهي التي
- أن ما تقولينه صحيح ولكن لو حاولت أحداكن فعل هذا سابقا لعلمتن أن السيد ما كان ليمانع ( وتابعت وهي تنظر إليها ) أرى مناديل جديدة
- اجل شاهدت السيدة كاترينا المناديل التي قمت بتطريزها وأعجبت بها وتريد مني تطريز هذه لها
- فيوليت اسمي يبدأ بهذا الحرف اليس كذلك
تساءل روي وهو يقترب منها ليجثو أرضا ويرسم بإصبعه على الأرض بأول حروف اسمه فهزت رأسها له بالإيجاب فنظر إلى جيسي قائلا
- رائيتي قلت لك هذا
وعادا لتجادل معها بينما شردت يوليانا وهي تحاول أن لا تفكر ولكن هذا الأمر مستحيل فما جرى لها قد غير مجرى حياتها لقد حلمت دوما بعرس كبير يحضره جميع معارفها وترتدي به ثوبا أبيض ويقدم به جمع أنواع المأكولات والكثير من الرقص والفرح دمعت عينيها رغما عنا فأشاحت بنظرها كي لا يراها احد فهي تشعر بالخوف ما كان عليها الموافقة كيف استطاعت ربط مصيرها بشخص أناني غير مسئول ويرفضها ولكنها تدرك تماما أن سترانس لم يكن ليدعها تفلت
- ألا تريدين النوم ( لم تجب جينا التي سألتها باهتمام وهي تلاحظ شرودها المستمر منذ عودتها مضيفة ) أنا جادة بأمر رؤيتك لكريستي فهي ماهرة
- ماهرة بماذا
تسائلت وهي تنظر إليها بعينين مرهقتين فأجابتها وهي تستلقي بجوار ويل النائم
- بكل شيء
أغمضت عينيها ببطء وأسندت رأسها على الجدار خلفها دون أجابتها فهي لا تعاني الا من المشكلة تلو الأخرى كيف ستستطيع كريستي مساعدتها بهذا الشئن , انتفضت بشكلٍ مفاجئ وحدقت بالغرفة دون تركيز قبل أن تنقل نظرها بالوجوه النائمة ثم تسترخي وتتناول غطائها تريد وضعة عليها وقد غفت وهي جالسه دون أن تدرك ولكن طرق الباب من جديد جعلها تحدق به قبل أن تسرع بالنظر نحو جينا وأطفالها النائمين فنهضت بتردد نحوه لتفتحه قليلا وتتجمد وهي ترى أونيل واقفا بشكل غير متزن أمامها وقد ابتل من رأسه حتى أخمص قدميه نظر إليها بتشوش قائلا
- أنت .. أنها ..أنت .. الست أنت هي
أسرعت بالنظر إلى الخلف متأكدة من نوم الجميع لتخرج بتوتر وتغلق الباب خلفها محدقة به وهي تقول بضيق كبير
- ما الذي تفعله هنا
- ماذا أء أفعل هنا .. الم تعلمي
قال وقد بدا الضيق الشديد عليه فحركت عينيها بوجهه وقد التصق شعره بوجهه الذي ابتل من جراء استمرار تساقط الأمطار ثم نظرت إلى يده لترى زجاجة الشراب الشبة فارغة فأسرعت بالقول وعينيها تمعنان به
- أنت ثمل .. الم تجد مكانا أخر تذهب إليه
- لستُ كذلك
قال بحدة فأسرعت نحوه لتمسكه من ذراعه وتجذبه بعيدا عن المنزل وهي تهمس
- اخفض صوتك
- ابتعدي ( قال وهو يسحب يده بانزعاج وأضاف وهو يترنح في وقفته )
- أنا لست ثملا و .. وجئت لأعلامك .. لأعلامك ( توقف وهو يحاول أن يبقى ثابتا في وقفته وعاد ليقول ) لأعلامك شيئا .. اجل أنا أردت قول شيء
رفعت عينيها إلى السماء مستنجدة وعادت لتقترب منه وتجذبه من ذراعه لتغادر سياج المزرعة وهي تتلفت حولها قائلة
- أين حصانك .. أين هو
- ابتعدي ( عاد ليقول وهو يدفع يدها بعيدا عنه مضيفا )
- لم احضر بحصاني
- بماذا حضرت إذا
- أتصرخين بي
تسائل بتشوش وهو يمعن النظر بها بعدم تصديق فاخذ صدرها يضيق فحاولت تمالك نفسها وهي تعود للقول
- بماذا حضرت أونيل
- آه الم اعد سيدك ألان
- حبا بالله بماذا حضرت
- بقدماي
قال ساخرا وابتسم ثم حرك الزجاجة يريد وضعها على فمه لشرب ما تبقى منها فأسرعت بإمساكها منه وقذفتها بعيدا تابعها متفاجئا قبل أن يقول بغضب
- لما فعلت هذا
- عليك أن تصحوا ( قالت بيأس وهي تراه ينظر إلى حيث قذفت الزجاجة فقال دون تركيز )
- ما كان عليك فعل هذا
- أونيل سترانس لستُ بوضع جيد اليوم لا اتحمل ما تفعله فلا صبر لدي
نظر إليها بدهشة قائلا وهو يشير إلى نفسه
- وهل ..أنا بوضع جيد .. اجل اجل لقد تذكرت فلقد حضرت لأقول لك .. لأقول
وتوقف من جديد عن المتابعة فأمعنت النظر به ثم تحركت من جيد بضيق شديد لتمسكه من ذراعه وتسحبه بكلتا يديها قائلة
- ستغادر ألان لا ينقصني أن تصحوا جينا وتراك هنا ( تحرك معها متسائلا )
- من هي جينا
- الصبر .. كما أتيت عد المهم أن لا تبقى هنا ويراك احد
- بكل هذه السهول ( قال مستنكرا وهي تترك ذراعه بعد أن أصبحوا بعيدين كفاية عن المنزل لينظر إليها وهو يفتح ذراعيه مضيفا ) لقد كان زواجي اليوم .. اجل اجل هذا ما جئت من اجله
- اخفض صوتك أرجوك
- لن أفعل فل يسمع جميع سكان دلبروك هذا
- أنت لا تدرك ما تقوله
- استمعي لي أيتها .. الخادمة الوضيعة اجل أنت مجرد خادمة
- ابتعد من هنا ( قالت مقاطعة إياه بعصبية إلا انه هز رأسه بالنفي قائلا بمتعة )
- لا لن أفعل هيا ارني ماذا ستفعلين
وضعت يدها على خصرها ناظرة إليه بتجهم ثم حركت يدها مشيرة إلى الطريق وهي تقول
- ابتعد من هنا فالوقت متأخر ولا أريد أن يراك احد هنا أنت تسبب لي المشاكل بوجودك هنا
- أنت قلقة من أن يراك احد برفقتي ( قال ضاحكاً مما جعلها تهتف )
- أنت لا تدرك ما تفعله
- أنا أدرك تماما الم تعلمي لقد قام والدي بإجباري على الارتباط بخادمة
واخذ يضحك بشكل هستيري وهو ينحني إلى الأمام فنظرت حولها بقلق وأسرعت نحوه هامسة
- اخفض صوتك ستقوم بإيقاظهم أن استمريت بهذا الشكل انظر إلى نفسك أنت ثمل تماما هيا عد إلى منزلك
- لن افعل فانا لا أريد أن أراه حتى
- ستفعل فلا خيار أخر أمامك
- لا فأنت لا تعلمين ( قال بجدية وهو يهز رأسه باقتناع مستمرا دون تركيز ) لا أريد رؤيته وإلا حدث الأسوأ فأنت لا تعلمين على ماذا أجبرني
- أنا التي تعلم ( همست محدثة نفسها وهي تنظر إليه بيأس قبل أن تضيف ) أرجوك أنا أرجوك عد إلى منزلك
- قلت أني لن أعود ( قال بصوت جاد وهو يستقيم بوقفته ثم عاد ليسترخي مضيفا ) ماذا أفعل هنا
- لا اعلم ولكن اعلم أن عليك الذهاب فليس من المناسب رؤيتك هنا
- لكن إلى أين اذهب
- يا ألاهي ( همست وهي تمسك ذراعه وتسير من جديد ليسير معها قائلة )
- هل تذكر طريق منزلك
- لا أريد العودة إلى المنزل ألا تدركين ما حصل أن أن لورا ستغضب اجل ستفعل لن يسرها الأمر صدقيني
- أنا أصدقك ( إجابته وهي تسير بخطوات واسعة دون النظر إليه وهو يتبعها قائلا )
- لن يروق لها الأمر أنا اعلم
- أنتَ على حق تماما
- إلى أين أنتِ ذاهبة ( تسائل ومازال يسير مجبرا معها فتمتمت )
- إلى منزلك فانا لا اعلم كم كمية الشراب التي تناولتها
- مجرد زجاجة .. ربما اثنتين لا اذكر
رفعت يدها لتمسح وجهها من مياه الإمطار قائلة بتذمر
- لما يحدث لي هذا ( توقفت عن المتابعة وهي تمعن النظر أمامها فابتسم أونيل قائلا )
- هاهي العربة ( تلفتت حولها بقلق وتحركت وهي تجذبه معها قائلة )
- هذه ليست لك .. تعال لا يجب أن يراك احد هنا هيا
- ولكن توقفي عن دفعي أستطيع السير بمفردي
- لن تُسر كثيرا عندما تصحوا وتدرك ما فعلته فلا يجب أن يراك احد وأنت تتسكع بهذا الشكل وهنا
- أنت لا تروقين لي أتعرفين هذا
- اجل اعلم .. فأسوء من تورطي معك لن يكون ارجوا وان تدرك ذلك
- اشعر بالإرهاق ( تمتم مقاطعا إياها وهو ينظر أمامه بتشوش فقالت بغيظ )
- ليس أكثر مني فلم انم منذُ ثلاثة أيام ماذا ألان بحق الله ( هتفت وهو يبتعد عنها ليستند على جذع شجره بإعياء فتلفتت حولها وهي تذكر أنها حضرت إلى هذه الطريق من قبل فقالت ) اعتقد أننا نقترب من احد أكواخك هيا تعال
- لا ليس هناك كوخ قريب دعيني وشأني لما لا تفعلين
- سأفعل ( قالت وهي تتحرك نحوه لتمسكه من جديد مجبرة إياه على السير وهي تضيف ) عليك أن تخجل من نفسك أن رؤيتك وأنت بهذا الشكل لشيء لا يسر احد
- لا تجرئي على إهانتي ألا تعلمين من أكون
- اعلم من تكون ماذا إذا
- لا تتحدثي معي فلا اشعر بأني على مايرام هيا أسرعي وأوصليني إلى المنزل و.. أعدي الطعام فانا جائع
أطبقت شفتيها بقوة رافضة إجابته فلأمر كارثة أنها تجادل ثملا لا يميز بينها وبين شجرة أمامه
- إلى أين تذهب
تساءلت وهو يبتعد متجها نحو احد الأكواخ القريبة فأسرعت خلفه بقلق قائلة
- أونيل إلى أين أنت ذاهب لا نريد إيقاظ احد
- انه كوخي
- لا ليس كذلك
- وما الذي تعرفينه أنت فانا املك الكثير الكثير من الأكواخ
- أنت ثملٌ جدا جدا هذا ما أنا واثقة منه فأرجوك عد ( لكنه لم يستجيب لها فأسرعت نحو نافذة الكوخ لتحدق بداخله وهو يحاول فتح الباب بقوة لتتنفس الصعداء وهي ترى المنزل الخالي وقد وضعت الأغطية البيضاء على المقاعد فتبعت أونيل بسرعة إلى الداخل وأغلقت الباب خلفها قائلة ) من الأفضل أن يكون هذا الكوخ يخصك حقا
وأخذت تفرك يديها معا من شدة البرودة وهي تتلفت حولها بينما ارتمى على احد المقاعد وتمدد عليها وهو يرفع يده إلى رأسه قائلا بإعياء
- لا اشعر باني على مايرام
اقتربت من المدفئة الخالية دون إجابته قبل أن تتحرك نحو الغرفة المجاورة لتحضر بعض الحطب المخزن لتضعه بالمدفئة وهي تتساءل
- أمعك عود ثقاب
نظرت إليه لصمته لتجده مايزال يحتضن وجهه بيده وقد استلقى بصمت فسارت نحوه قائلة
- أتملك عود ثقاب ( أجابها وعينيه غير ثابتتان )
- لا اشعر بأني على مايرام
- وكأني لا أدرك ذلك ( تمتمت وهي تمد يدها إلى جيب سترته لتخرج منها علبة الثقاب وتعود نحو المدفئة وهي تقول ) من يحتسي هذه الكمية من الكحول بالتأكيد لن يكون على مايرام
- لا تتحدثي معي .. أنا غاضب جدا منك ( حركت رأسها بيأس فأضاف وهو يتلمس جيب سترته ) ماذا أخذتي فانا اعرف كم أملك من المال فلا تحاولي ذلك
انشغلت بإشعال نار المدفئة متجاهلة إياه وأخذت تدفئ يديها المتجمدتان ثم حركت رأسها نحوه لتجده على حاله فقالت
- أن أردت أن تجف فعليك الاقتراب ( وعندما لم يجبها تحركت نحوه ) ستصاب بالزكام عليك بالاقتراب من المدفئة فأنت مبتل تماما
حركت يدها لتبعد يده عن وجهه فتراخت يده لتستقر بجانبه نقلت نظرها من عينيه المغمضتين إلى شعره الملتصق بجبينه ثم هزت رأسها فلاشيء سيوقظه ألان أخذت تجمع الأغطية الموجودة على المقاعد ووضعتها عليه ثم توجهت نحو المدفئة لتزيد كمية الحطب بها وتجلس بجوارها لن يكون الأمر جيدا إذا استيقظت جينا ولم تجدها عليها المغادرة ولكن أن استيقظ من جديد ضمت ساقيها إليها فلقد أفسده والده حقا بدلاله ما هذه الورطة التي وقعت بها أن كان هذا ما سيكون عليه الأمر فهو كارثة دون شك .
فتحت عينيها محدقة بأونيل الذي يبعد الأغطية عنه وهي لا تعلم كيف استطاعت النوم نظرت نحو النافذة لتشاهد ضوء النهار الذي ينسل منها وعادت بنظرها إلى أونيل الذي انزل قدميه إلى الأرض وجلس وهو يحتضن وجهه ثم ابعد يديه عن وجهه ليحرك رقبته عله يشعر بالراحة لتتوقف عينيه على يوليانا التي تراقبه بصمت ليحرك عينيه عنها ببطء ويجول بنظره بالغرفة ثم يعود نحوها قائلا دون استيعاب
- ماذا تفعلين هنا ماذا أفعل هنا .. كيف وصلت إلى هنا
لمحته بنظرة ضيق قبل أن تقول
- ألا تذكر ما حدث ( حرك يده نحو رأسه بألم واضح وهو يقول بنفور )
- لا اعلم عما تتحدثين
- أتحدث عن حضورك إلى مزرعة مارش
- لم أفعل
أسرع بمقاطعتها قائلا فتحركت واقفة ببطء وهي تشعر بجسدها متيبس قائلة
- لقد فعلت وفعلت الكثير صدقني
- ما الذي تعنينه بهذا بالتحديد
قال بحدة وقد بدا الامتعاض الشديد عليه فلمحته بنظرة شاملة وهي تقول
- كنت ثملا تماما وأخذت بالصراخ والتحدث بصوت مرتفع وكان علي إبعادك لكي لا يسمعك احد ولا يراك احد وأنت بهذه الحال
- أعلي تصديق ما تقولينه ( عادت للمحه بنظرة غيظ وتحركت نحو الباب قائلة )
- لا ليس عليك ذلك وارجوا أن تحرص في المرة القادمة عندما تثمل أن لا تصل منزلي وسأكون بخير عندها
- توقفي مكانك وعلى الفور ( قال بصوتً أمر وبعصبية ولكنه لم يتابع وهو يرفع يده ليحتضن رأسه مستمرا ) ألا يوجد قهوة في هذا المنزل ( ونظر إليها مضيفا بتجهم ) فالتعدي لي القهوة
- المنزل خالي تماما لا يوجد به إلا الحطب المخزن ( نظر بأرجاء الغرفة وفتح عينيه جيدا قائلا )
- ماذا افعل بمنزل تروند
- على ما أذكر انك قلت انه كوخك واصريت على ذلك
توقفت عينيه عليها ولم يقل شيئا ثم حرك رأسه بالنفي وهو يخرج تنهيدة عميقة من صدره قائلا وهو يشير بيده
- إن ما جرى بالأمس يجب أن
- أنساه حسنا سأفعل ( أسرعت بالقول فثبت عينيه على عينيها قائلا وهو يشدد على كلماته )
- لا اعني ما حدث ليلا فقط بل ما حصل مساءً
- مساءً
- اجل مساءً
- أنت تقصد زو
- لا تجرئي حتى على نطقها أحذرك ( قاطعها بعصبية وهو يتحرك ليقف مضيفا ) عليك أن تنسيه فهو لم يحدث لم تكن إلا تمثيلية سخيفة من قبل عائلتي لم افهم الهدف منها رغم أني حاولت لذا اقسم إن تفوهتي بحرف واحد بما حدث لأحد سترين ماذا سأفعل بك
علمت أن عليها الموافقة والصمت ولكنها لم تستطع وهي تعلم أن هذا الأمر سيزعجه فقالت مدعية الغباء
- ماذا تعني بأن انسى وأنه لم يحدث أأدعي انه لم يحصل
- أجل هذا ما أقوله أم انك نسيتي من تكونين ومن أكون أن ما حدث لهو خطئ ارتكبته بإصغائي لوالدي ولا اعلم ما الذي دهاني حتى أوافقه على هذا الأمر المهين ولكني سأصلحه سريعا
- لن اعترض
- لم أسألك رأيك وها انأ أحذرك من جديد بان لا تعلمي أحدا بهذا وحتى لا تهمسي به لنفسك وألا نالك مني أنت وعائلتك ما لا يسرك
- هذا يرضيني تماما فلن أتحدث بالأمر وعليك بالمثل
تمعن النظر بها قبل أن يعود للقول بجدية وقد أغمقت بشرته
- عليك أن تأخذي كلامي على محمل الجد أرجو انك تفعلين ولا تعتمدي كثيرا على والدي فلن يكون سنداً لك فلا تحاولي استغلال الظروف
- تأكد أني لن أفعل ذلك
- من الأفضل أن تكوني عاقلة ( نظرت نحو الباب ثم عادت بنظرها إليه قائلة بتفكير )
- سأفعل ما تريده وأعدك ألا تراني حتى ولكن ما ارجوه هو أن تدعني وشأني فجينا لا تعلم بما جرى ولا أريد أن تعلم وهي ستتساءل بكل تأكيد في حال تكرر حضورك إلى المزرعة كما أنها ستتساءل عن سبب خروجي ليلا وعدم حضوري حتى ألان لذا وداعا
أضافت أمام الذهول البادي عليه وتحركت مغادرة قبل أن يستطيع قول شيء وأسرعت بخطواتها مبتعدة قدر ما أمكنها .
- أرجوك جينا ليس من جديد
- لن أتوقف حتى اعلم ما الذي يجري حولي .. فيوليت ( هتفت ويوليانا تضع الغطاء على رأسها وقد استلقت في فراشها تريد النوم رافضة التكلم فأبعدت جينا الغطاء عنها مضيفة بإصرار ) بعد وفاة دوناند أصبحت المسئولة عنك أنت في رعايتي وأنا لا اشعر بالطمأنينة لما يحدث حولي فأين كنت
- شعرت بالضيق فذهبت لسير علا هذا يخفف عني
- السير السير فيوليت في هذا المطر وبهذا الوقت في أية ساعة خرجتي فلقد استيقظت في الخامسة ولم أجدكِ
- خرجت في الخامسة أيضا
- آه لا
- ولكن هذا ما حصل
- اصدقيني القول
- اقسم لك أني ...
- انك ماذا استمري
- أتثقين بي أرجوك افعلي
- ليس قبل أن تعلميني أين ذهبتي
أغمضت عينيها للحظة وهي تحاول الخروج من هذا المأزق ثم قالت ببطء
- ذهبت للبحث عن المدعوة كريستي
- كريستي ( تمتمت جينا بحيرة فأسرعت يوليانا بالإضافة ) الم تعلميني أن علي رؤيتها .. لم استطع النوم لست على مايرام كما تقولين فلم اعد أستطيع الاحتمال وذهبت محاولة معرفة أين تسكن وارى أن كانت تستطيع مساعدتي ( بدا عدم التصديق على جينا فأسرعت بالإضافة ) هذا ما حصل ودعيني لأنام فانا احتاج إلى ذلك
ورفعت الغطاء مخفية نفسها به بينما تابعتها جينا بعدم رضا.....
- لا تكوني قاسيه فلقد مر أسبوعا كامل على هذا الأمر ومازالت غاضبة مني
- لست كذلك
أجابتها جينا باقتضاب كما تفعل مؤخرا فتناولت الأطباق وبدأت تضعها على الطاولة وهي تقول
- أنت كذلك ( ولكن جينا لم تجبها فوضعت قدر الطعام على الطاولة وأخذت تسكب ما به وهي تضيف ) ويل اذهب واعلم أشقائك أن الطعام جاهز ( تحرك ويل ليخرج فأضافت ) لقد أنهيت تطريز احد المناديل هل رأيته
- اجل انه جيد
- متى سنبدأ بزراعة الأرض
- عندما يتحسن الطقس
- ولكنه كذلك لم تمطر منذ أيام
- أمي أمي ( نظرت إلى ويل كما فعلت جينا وهو يستمر ) لقد حضر جويل
تجمدت عينيها عليه عند سماعها لقوله فلقد مر الأسبوع بهدوء غريب لم تتوقعه لم ترى خلاله احد من القصر ولكنها تعلم أن هذا الأمر ما كان ليستمر تركت جينا القماش الذي كانت تحيكه ونهضت لتبادر جويل فور رؤيته
- تفضل بالدخول .. ويل هلا ذهبت إلى الخارج ( تحرك ويل مغادرا فأخذت يوليانا تتابع ملئ الأطباق وقلبها يخفق فاستمرت جينا ) حسنا جويل بماذا نستطيع مساعدتك
- كنت كنت ( قال بارتباك لتجهم جينا به مستمرا وهو يحرك قبعته بيده ) أريد إعلام فيوليت أن السيدة
- مارغريت متوعكة وان عليها الذهاب إلى القصر للعناية بها أليس كذلك ( قاطعته جينا قائلة فهز رأسه لها بالإيجاب ببطء ثم حرك عينيه بحرج نحو يوليانا التي تدعي انشغالها فأضافت جينا ) لما لا تجد مبررا أخر وليكن أكثر إقناعا
- سيدة مارش أنا لا اعلم عما تتحدثين
- لا شأن لجويل ( تمتمت يوليانا لها فأكد جويل )
- طلب مني السيد سترانس إعلام فيوليت بالحضور إلى القصر للعناية بالسيدة
نقلت جينا عينيها بين جويل ويوليانا وهي تعقد يديها معا قائلة وهي تعود نحو جويل
- ومتى ستعود من القصر
- لا اعلم ( أجابها بارتباك فقالت بشك )
- إنها ذاهبة للقصر اليس كذلك
- اجل سيدة مارش ( عادت لتحرك نظرها بينهم قبل أن تقول )
- ليكن ولكن لتعلم أن فيوليت أمانة في عنقي وأنا مسئولة عنها وان مسها سوء لن يسرك ما سأفعله
هز رأسه لها بالإيجاب فتركت يوليانا ما بيدها وتحركت نحو جويل قائلة
- سأذهب بعد قليل لذا تستطيع المغادرة
- أرجوا .. أن لا تتأخري
قال وهو ينظر إليها باهتمام فهزت رأسها له بالإيجاب فتحرك مغادرا لتقول جينا فور اختفائه
- لا تعتقدي أني صدقت ذلك فهناك أمرٌ ما يجري اليس كذلك ( أضافت وهي ترى شرود يوليانا وشحوب وجهها فأضافت ) فيوليت أنا أحدثك
نظرت إلى جينا وعقصت شفتها السفلى قائلة
- علي الذهاب ليس من الجيد أن أتأخر .. وداعا
وتحركت مغادرة لتفتح جينا عينيها جيدا وهي تتابعها , اقتربت ببطء من العربة المتوقفة بين الأشجار لتبادر جويل الواقف بجوارها
- لما العربة هنا الم تقل أن اذهب إلى القصر
- يريد السيد سترانس رؤيتك بالكوخ
- الكوخ مرة أخرى
همست بضيق فهز رأسه لها بالإيجاب وهو يفتح باب العربة لها لتصعد بها وتتنفس بعمق لتترجل منها وهي تقف أمام الكوخ لتطرق على بابه قبل أن تفتحه وتدخل تجمدت قدميها بعد أول خطوة وهي ترى أونيل يجلس برفقت والده وقد نظرا إليها معا عند دخولها فأخذ قلبها ينبض بقوة بداخلها فأشاح أونيل برأسه عنها وقد انحنى بجلسته إلى الأمام والتجهم يملئ وجهه بينما قال سترانس لتوقفها في مكانها
- يمكنك الدخول ( دخلت ببطء وأغلقت الباب خلفها لتتحرك نحوهم بتردد وعينيها تتنقلان بين أونيل المتجهم وسترانس الذي أشار لها إلى جوار أونيل الجالس على الأريكة قائلا ) هلا جلستي هنا ( اقتربت بحذر شديد لتتخطى عن أونيل الذي شعرت به ينتفض رغم محاولته عدم إظهار عصبيته لرؤيتها وجلست بجواره وعينيها معلقتين بسترانس بقلق فتحدث قائلا ) كنت أتحدث مع أونيل للتو عن هذا الوضع ( ضاقت عيني أونيل وزاد تصلب وجهه ووالده يستمر ) لقد تم عقد قرانكم منذُ أسبوع وأنت ذهبتي لمنزلك وهو غادر المنطقة هل هذا مناسب برأيكما ( توسعت عينيها الثابتتان عليه لقوله وهو يستمر ) هذا الوضع لا يناسبني لذا قررت أن يكون هذا الكوخ لكما وأتوقع منكِ الحضور بشكل يومي إلى هنا ( فتحت فمها تهم بالاعتراض إلا انه رفع يده لها قائلا ) لم انهي حديثي بعد ( حدجه أونيل بنظرة حادة فاستمر متجاهلا امتعاضهما ) أنتَ أيضا بني ملزم بذلك فلقد أنتها وقت اللهو وعليك الالتزام فلك ألان زوجة ومنزل وعليك العناية بهم
- لا اعتقدك جادا ( تمتم أونيل من بين أسنانه بحدة فأجابه سترانس بهدوء شديد )
- بل أنا كذلك
- الم يحن الوقت لإنهاء هذا الأمر
- أي أمر
- أمر هذه الادعاءات السخيفة فما نحن به ألان ليس سوى هذا
بقيت عيني سترانس ثابتتان على أونيل للحظة قبل أن يتابع حديثة متجاهلا تماما كل ما قاله أونيل
- لن تعود للمبيت بالقصر فلقد أصبح لديك منزل لتعرج عليه
- أتمنعني من التوجه إلى القصر
- بالتأكيد لا فهو منزلك في النهاية وأنا لن أمنعك من التواجد به ولكن لا ارغب برؤيتك به كثيرا
التزمت يوليانا الصمت وهي تشعر بالغضب الشديد من سترانس ومن نفسها بينما قال أونيل بجدية تامة
- أنت لا تتوقع حقا أن احضر إلى هنا أنا ارفض هذا ولا أصدقه حتى ولن أعلنه وسأنفيه أن
- لن نعلنه يمكنك المجيء إلى هنا دون أن نعلنه ( فقالت يوليانا بجدية تامة )
- أنا ارفض ذلك فلن احضر إلى هنا لقد وعـ
- اعلم ما تريدين قوله ( قاطع سترانس اعتراضها وأضاف ) ورغم ذلك أتوقع منك التعاون
- لا أستطيع لم يكن هذا اتفـ
- أنتِ تدركين ما أقحمتِ نفسك به لذا
أجابها وترك كلماته معلقة فهزت رأسها بالرفض قائلة بإصرار
- لا أستطيع كما إني لم اعلم جينا وهذا الأمر لن يكون مقبولا
- لن تكون مشكلة سنجد لـ
- أحقا تتبادل وإياها الحديث هي ترفض وأنت تصر ( قاطعهما أونيل بعدم تصديق وهو ينقل نظره بينهما قبل أن يضيف لوالده ) ماذا جرى لك سيد دلبروك ( وعاد بنظره إليها مستمرا ) عندما تريني أتحدث ووالدي فلتلتزمي الصمت التام كأنك لست هنا حتى ولا تجرئي على مقاطعتنا مرة أخرى
نقل سترانس عينيه بينهما قبل أن يتحرك واقفا مما جعلهما ينظران إليه وهو يقول
- لا تتشاجرا أمامي وحاولا إصلاح أموركم ( توسعت عيني يوليانا به بينما أضاف ) سأغادر مساءً إلى جرترود وأريد أن تكون الأمور بينكما قد تحسنت بعد عودتي ( وحدق بابنه متجاهلا احتقان وجه يوليانا وهو يستمر أمام الجمود التام على وجه أونيل ) ستحضر عائلة جونسون في أثناء غيابي فأرجو منك التواجد ولقائهم
- لا أستطيع ذلك فأنا مغـ
- فلتقم بإلغاء جميع ما لديك وتبقى هنا لاستقبالهم
قاطعه والده بجدية تامة فأصر أونيل رافضا
- لا أستطيع إلغاء شيء ألان
- اعتقد انك تستطيع ( ونقل نظره عنه إلى يوليانا مستمرا ) سيحضرك جويل بشكل يومي إلى هنا وسيؤمن لك كل ما تطلبينه وان احتجتي إلى إي شيء اعلميه
- لن تحتاج إلى شيء ولن تعلمه بشيء كما أنها لن تحضر إلى هنا
- هذا الأمر أقرره أنا ( أجابه والده وهو يتحرك مبتعدا بينما شعرت يوليانا بالمهانة لأبعد الحدود فهاهما يتحكمان بأفعالها وتصرفاتها وهي تكتفي بالنظر إليهما ) قد لا تطول فترة غيابي لذا أرجو حقا أن تكون الأمور بينكما قد تحسنت وأفضل مما هي عليه ألان ( ونظر نحو ساعته مستمرا ) لقد احضر جويل بعض الحاجيات ووضعها بالمطبخ أن كنتما ترغبان بتناول الغداء معا أما أنا فعلي المغادرة تمتعوا بوقتكم
أضاف وهو يتحرك نحو الباب مغادرا وقد تابعته يوليانا بعدم تصديق
- انهضي من جواري على الفور ( انتفض قلبها وهي تعود لتحدق بأونيل الذي نظر إليها قائلا ذلك بحدة ونفور فنهضت بتوتر وتراجعت للخلف بضع خطوات بينما حرك يده نحوها مستمرا بعصبية ) لا تحلمي كثيرا مارش فمازلت عاملة ولن تصبحي سيدة محترمة بحياتك ليس وأنا على قيد الحياة
أذهلها قوله وظهر الامتعاض الشديد على وجهها وهي تقول
- أنا سيدة محترمة شئت ذلك أم لا
- لم اسمح لك بإجابتي ( قال وهو يتحرك عن مقعده بعصبية فأسرعت بالقول )
- وأنا لن انتظر سماحك
- لا تعتقدي أبدا انه يحق لك محادثتي بهذا الشكل لمجرد ذلك الارتباط السخيف الذي سأعلم ما ورائه فلا تنسي للحظة واحدة من تكونين وما أنت عليه
- كلي فخرٌ بما أنا عليه
- كيف لا ولقد ارتبط بي
حركت رأسها بنفور كبير وعينيها ثابتتان على عينيه التين لا تنبئانها بالخير قائلة
- لا شأن لارتباطي بك بما أقوله فأنا لا اعلم ما الذي أصابني حتى وافقت على الارتباط بك لقد فقدت عقلي ولا بـ
توقفت عن المتابعة وتراجعت إلى الخلف وهي تشعر به يقترب منها لتطلق شهقة مخنوقة ويده تمسك بشعرها من الخلف مجمدا إياها في مكانها ورافعا رأسها إليه لتحدق بعينيه بذعر ويدها تسرع لتحيط يده التي تمسك بشعرها وهو يقول وأسنانه تشتد على كلماته أمام وجهها
- المال والجاه الذي اعتقدتي انك ستحصلين عليه من جراء هذا ولكن لا لن يحدث هذا أبدا .. أتفهمين ما أقوله لن يحدث أبدا
أضاف بحدة بالغة وهو يبعدها من أمامه بنفور ويتركها مما جعلها تتراجع بعدم توازن وعينيها تلتمعان بألم لتتمتم بإصرار وصدرها يرتفع إلى الأعلى بقوة رافضة رفضا تاما معاملته لها بهذا الشكل المهين
- لولا إجبار والدك لي لما وافقت على ذلك بحياتي
- من تعتقدين نفسك
تمتم بعدم تصديق وهو يمعن النظر بها فرفعت رأسها بكبرياء قائله بتعمد
- زوجتك شئت ذلك أم لا
- لا تجرئي على قول ذلك
- ولكنها الحقيقة ( قالت وهي تتراجع ببطء إلى الخلف وقد استفزته حقا )
- أتجرُئين على تكرار ذلك
- وأن فعلت فأنا في الحقيقة أصبحت زو
- أقسم أن تفوهتي بهذا مرة أخرى
- ماذا ستفعل ستتخلص مني أنت أيضا ( هتفت بحدة واستنكار )
- لن اكتفي بهذا
- يا لسعادتي الجميع يريد التخلص مني ماذا تعتقدون أني لست بشرا مس شعرتا من رأسي مرة أخرى وسأريك ما سيحصل لك أنت وغيرك فلم اعد أبالي لم أعد تلك الفتاة الغبية لن اسمح لك اولغيرك بالتـ
توقفت عن المتابعة وهي تسقط أرضا بذهول تام ورفعت يدها ببطء وعدم استيعاب نحو خدها الذي تلقت عليه صفعة قوية جعلتها تقع أرضا ورفعت رأسها ببطء ودون أن ترمش إلى أونيل الواقف أمامها بغضب وأشار بيده نحوها قائلا بأنفاس مضطربة
- تفوهي بكلمة أخرى وسترين كيف ستتعلمين الصمت ( عجزت تماما عن إجابته فتلفت حوله قبل أن يعود إليها قائلا ) لن تغادري هذا الكوخ ستبقين هنا حتى آذن لك بهذا
- لا تستطيع ذلك ( همست بخوف حقيقي فبرقت عينيه بحدة قائلا )
- ماذا قلتِ هل تحدثتي أم هيئ لي ( ابتلعت ريقها دون إجابته والتمعت الدموع بعينيها فمال نحوها وهو يقول بحدة ) لن اسمح لك بالتصرف على سجيتك لن تغادري هذا المكان دون علمي ستبقين هنا ولن ترى أحدا ولن تتحدثي مع احد
- لا تستطيع سجني هنا
همست رافضة الاستسلام لخوفها منه فاستقام بظهره وعينيه لا تفارقانها قبل أن يقول بتسلط
- راقبيني إذا ( وتحرك نحو الباب فنهضت بسرعة لتتبعه وهي تهتف )
- لا تستطيع سجني هنا لا يحق لك ذلك ( ولكنه خرج وأحكم إغلاق الباب خلفه قبل أن تصل إليه فأخذت تضرب الباب بقبضتيها هاتفة ) أخرجني لا تستطيع سجني هنا عليك إخراجي أونيل سترانس وألا سأصرخ واصرخ حتى تفتحه أن كنت لا تريد إحداث جلبة فخيرٌ لك فتحه .. بربك لا تذهب ( همست وهي تسمع صوت خيله التي انطلقت لتبتعد فأخذت تضرب الباب بقوة أكثر وهي تهمس بيأس ) لا تستطيع ذلك لا تغادر
أخذت ضرباتها تصبح اخف واخف لتتوقف أخيرا وترفع يدها لتمسح دموعها التي انهمرت على خدها ونظرت حولها بأرجاء الكوخ قبل أن يتوقف نظرها على النافذة فأسرعت نحو المقعد الخشبي لتسحبه وتضعه بجوارها وتصعد عليه لتفتح النافذة وتخرج منها لتتنفس الصعداء فان كان يعتقد انه يستطيع سجنها هنا فهو مخطئ تماما وتحركت مبتعدة عن الكوخ دون قدرتها على إيقاف دموعها المنهمرة فأخذت تتخطى الأشجار وغضبها يتزايد وهي ترفع يدها نحو خدها كيف يتجرأ على معاملتها بهذا الشكل المهين عليها تلقينه درسا في احترام الغير لا يكفي انه دون أخلاق لن تسامحه على هذه الإهانات التي يوجهها لها الواحدة تلو الأخرى لم يهدأ غضبها عند وصولها إلى القصر بل كان قد تفاقم فتوجهت نحو الباب الرئيسي وهي تشاهد العربة الخاصة بسترانس متوقفة هناك فاقتربت من السائس متجاهلة ميلي التي سارت نحوها عند رؤيتها لها قائلة
- هلا أعلمت السيد سترانس انـ ( توقفت عن المتابعة وهي ترى سترانس برفقة رجلان يطل من الباب فأسرعت نحوه قائلة ) أرجو المعذرة سيد سترانس ( توقفت عيني سترانس عليها لتضيقا ولكنه لم يتوقف وتخطى عنها متوجها نحو العربة فهتفت بعدم تصديق وهي تتبعه ) سيد سترانس أريد محادثتك
نظر إليها قائلا وهو يمد يده نحوها
- حسنا خذي هذه ولا تعودي إلى هنا ( جحظت عينيها به بذهول فأمسك يدها ليضع بها قطعة نقدية وهو يضيف لرجلان الذين يرافقانه ) أن هذا الأمر لا يتوقف
وصعد بالعربة التي تحركت لتبتعد وهي تراقبها بذهول وقد شحب وجهها تماما لتنتفض على يد ميلي التي استقرت على ذراعها قائلة
- كم أنت محظوظة إنها قطعة ذهبية ( حركت رأسها ببطء نحو ميلي وقد شعرت بالأرض تلتف بها فأسرعت ميلي بالقول وهي تلاحظ شحوبها ) أأنت بخير ( بقيت جامدة في مكانها دون إجابتها ثم أطبقت أصابعها ببطء على القطعة النقدية وفتحت شفتيها قليلا ليدخل الهواء وقد شعرت أنها قد توقفت عن التنفس وعادت بنظرها إلى حيث اختفت العربة هذا هو الأمر إنها ليست سوى خادمة أنها اليدي فروديت ميرفيلد تتسول أمام منزل دلبروك ماذا بعد يوليانا ماذا تنتظرين أونيل يصفعك ويسيء إليك ووالده يقدم لك النقود وكأنك متسوله لقد ارتكبت خطئً فادح بموافقتك على ما طلبه سترانس منك لقد فعلت ما كان عليك ذلك كيف ستخلصين نفسك ألان ) ما بك فيوليت ( وأمام صمتها استمرت ) أن كنت لا تريدين العمل فعليك بالمغادرة قبل أن تراك ميغي فهي منزعجة منك
- سأغادر
قالت باقتضاب وتحركت مبتعدة وكأنها بعالم أخر تائهة إنها كذلك بالفعل فهي مجرد عقبة يضعها سترانس بطريق ابنه ليلقنه درسا وكأنها ليست بشرا لا مشاعر لها لا تعلم كيف أوصلتها قدميها إلى المنزل فقد كانت شاردة دون إدراك ما يجول حولها وما أن دخلت إلى المنزل حتى أسرعت جينا بالقول
- ها هي فيوليت ( تعلقت عينيها بامرأة مسنة تجلس أمام جينا وتنظر إليها وقد انحنت بجلستها مرتكزة على عصا غليظة تساعدها بالسير فأضافت جينا وهي تحدق بها ) انها كريستي لقد أرسلت في طلبها
تحركت يوليانا ببطء نحوهم لتجلس بجوار جينا وقد بدا الإعياء عليها فبادرتها كريستي وهي تمعن النظر بها
- بماذا تشعرين ما الذي يؤلمك
- كل شيء ( همست بأسى وهي تشعر بالدوار وعدم الاتزان فأكدت جينا )
- إنها شاحبة معظم الوقت ولا تبدو على مايرام وألم رأسها لا يتوقف
- أتشعرين بشيء أخر
- اجل بالدوار الدوار الشـ..د..يـ..د
قالت كلماتها ببطء شديد وهي تشعر بنفسها تبتعد ببطء وتغوص إلى أعماق بعيدة لا تستطيع تفاديها
- ما بك فيوليت .. فيوليت .. روي أسرع وساعدني بوضعها على الفراش .. استيقظي .. أين الماء ( قالت جينا وهي تتلفت حولها قبل أن تتحرك وتضع منديلا بالماء وتعود نحو يوليانا لتمرر المنديل على وجهها وهي تضيف ) ماذا جرى لك .. ما بها كرستي
- تبدو منهك هل تعمل كثيرا .. حاولي إيقاظها
أخذت تسمع الأصوات الكثيرة التي تدور حولها ورغبت بالصراخ بهم واصماتهم ليدعوها وشانها انها لا تريد سماع احد
- أمي لما لا تستيقظ ما بها
- لاشيء لا شيء ويل .. هيا عزيزتي
- اخلعي عنها ثوبها ودعيها تتنفس لا تتجمعوا حولها
حركت جينا يدها لتفك أزرار ثوبها فتنبهه حواسها وهي تسمع عن بعيد ما قالته كريستي فهمست بصعوبة بالغة
- لا .. لا ( وحاولت التحرك وهي تجبر نفسها على ذلك فأمسكتها جينا جيدا )
- انتظري قليلا إهدائي ما بك ( فتحت عينيها وأمسكت عنقها كي لا تلمس جينا أزرارها العليا وهي عاجزة عن التحدث وأخذت تحرك رأسها بالنفي بتوتر ) ناوليني الماء جيسي
أسرعت جيسي بإحضار كوب من الماء لتتناوله جينا وتقربه من شفتي يوليانا قائلة ) اشربي هذا هيا ( فعلت ما طلبته منها جينا القلقة والتي تساءلت وهي تبعد الكوب ) هل أنت بخير
- لا
- لا بأس استريحي
راقبتها وهي تستلقي بإعياء ثم نظرت إلى كريستي طالبة مساعدتها فقالت
- انها تعاني من سوء التغذية انظري إلى أسفل عينيها بالإضافة إلى الأرق الشديد ستكون بخير كل ما تحتاج إليه هو الراحة والغذاء الجيد
- أنا بخير
همست وهي ترى القلق البادي على وجه جينا والتي نظرت إليها قبل أن تنظر إلى ويل قائلة
- احضر الغطاء ( أسرع ويل بإحضاره فوضعته عليها قائلة ) استريحي سأعد لك طعاما جيد
- لا بأس أنا بخير حقا ( عادت للقول وهي لا ترغب بان تشعر جينا بالذنب لتدهور صحتها إلا أن جينا ابتسمت لها بود وتحركت واقفة وهي تقول
- سأدع ويل يراقبك لأنه سيفعل حتى لو لم اطلب منه ذلك .. مارأيك بكوب من الشاي كريستي
هزت كريستي رأسها لها بالإيجاب وعادت نحو يوليانا لتتأملها قبل أن تقول
- أنت شابة جميلة عليك بالحذر من شبان دلبروك فلن يتركوك وشأنك
وضحكة قائلة شيئا لجينا فأغمضت يوليانا عينيها ببطء وهي ترغب بالانفراد بنفسها.......
- إلى أين ( تساءلت في صباح اليوم التالي وهي ترى جينا تهم بالمغادرة فأجابتها )
- عرجت علي ميلي مساء الأمس لتعلمني بضرورة حضوري إلى القصر اليوم
- لماذا ( تساءلت وهي تتحرك جالسة في فراشها )
- سيصل بعض الضيوف إلى القصر اليوم ويرغب السيد أونيل بإقامة مأدبة غداء لهم
شردت يوليانا للحظة وجيزة قبل أن تبعد الغطاء عنها قائلة
- انتظري قليلا سأرافقك
- لم تطلب ميغي ذهابك لذا لست مجبرة على الذهاب
- لا اعتقد أنها ستعترض على ذهابي في المقابل
- ولكنك مازلت متوعكة
- اشعر بتحسن أنا بخير
أصرت ورغم محاولة جينا ثنيها لم تفلح وما أن وصلت القصر حتى تعمدت الانشغال بالعمل ولم تبدو ميغي مسرورة لرؤيتها ولكنها لم تحدثها مما أراحها تلفتت حولها نحو العاملات المنشغلات بإعداد الإفطار وهم يثرثرن ومن ثم إلى ميغي التي وقفت بجوار كاتي وهي تتذوق الطعام فتركت ما بيدها وتحركت مغادرة المطبخ دون أن يشعروا بها لتصعد نحو الطابق الثاني بسرعة لتخفف من سرعتها وهي ترى إحدى العاملات تسير نحوها فتساءلت
- أين هي غرفة السيدة مارغريت
- ولم تسألين ليس مسموحا لك الصعود إلى هنا
- هي من أرسل ورائي
- تجدينها إذا في تلك الغرفة
هزت رأسها شاكرة وأسرعت نحو الباب لتطرق عليه وتدخل لتتوقف بقربه وهي تغلقه بهدوء ونظرها يثبت على مارغريت التي نظرت إليها وهي تجلس في سريرها وقد انشغلت مارينا بوضع بعض الوسائد خلف ظهرها لتستند عليها وقبل أن تتحدث يوليانا تحدثت مارغريت قائلة لمارينا
- يمكنك المغادرة
هزت مارينا رأسها لها وتحركت مغادره تابعتها يوليانا حتى خرجت فنظرت إلى مارغريت قائلة
- أنتَ على حق تماما
- إلى أين أنتِ ذاهبة ( تسائل ومازال يسير مجبرا معها فتمتمت )
- إلى منزلك فانا لا اعلم كم كمية الشراب التي تناولتها
- مجرد زجاجة .. ربما اثنتين لا اذكر
رفعت يدها لتمسح وجهها من مياه الإمطار قائلة بتذمر
- لما يحدث لي هذا ( توقفت عن المتابعة وهي تمعن النظر أمامها فابتسم أونيل قائلا )
- هاهي العربة ( تلفتت حولها بقلق وتحركت وهي تجذبه معها قائلة )
- هذه ليست لك .. تعال لا يجب أن يراك احد هنا هيا
- ولكن توقفي عن دفعي أستطيع السير بمفردي
- لن تُسر كثيرا عندما تصحوا وتدرك ما فعلته فلا يجب أن يراك احد وأنت تتسكع بهذا الشكل وهنا
- أنت لا تروقين لي أتعرفين هذا
- اجل اعلم .. فأسوء من تورطي معك لن يكون ارجوا وان تدرك ذلك
- اشعر بالإرهاق ( تمتم مقاطعا إياها وهو ينظر أمامه بتشوش فقالت بغيظ )
- ليس أكثر مني فلم انم منذُ ثلاثة أيام ماذا ألان بحق الله ( هتفت وهو يبتعد عنها ليستند على جذع شجره بإعياء فتلفتت حولها وهي تذكر أنها حضرت إلى هذه الطريق من قبل فقالت ) اعتقد أننا نقترب من احد أكواخك هيا تعال
- لا ليس هناك كوخ قريب دعيني وشأني لما لا تفعلين
- سأفعل ( قالت وهي تتحرك نحوه لتمسكه من جديد مجبرة إياه على السير وهي تضيف ) عليك أن تخجل من نفسك أن رؤيتك وأنت بهذا الشكل لشيء لا يسر احد
- لا تجرئي على إهانتي ألا تعلمين من أكون
- اعلم من تكون ماذا إذا
- لا تتحدثي معي فلا اشعر بأني على مايرام هيا أسرعي وأوصليني إلى المنزل و.. أعدي الطعام فانا جائع
أطبقت شفتيها بقوة رافضة إجابته فلأمر كارثة أنها تجادل ثملا لا يميز بينها وبين شجرة أمامه
- إلى أين تذهب
تساءلت وهو يبتعد متجها نحو احد الأكواخ القريبة فأسرعت خلفه بقلق قائلة
- أونيل إلى أين أنت ذاهب لا نريد إيقاظ احد
- انه كوخي
- لا ليس كذلك
- وما الذي تعرفينه أنت فانا املك الكثير الكثير من الأكواخ
- أنت ثملٌ جدا جدا هذا ما أنا واثقة منه فأرجوك عد ( لكنه لم يستجيب لها فأسرعت نحو نافذة الكوخ لتحدق بداخله وهو يحاول فتح الباب بقوة لتتنفس الصعداء وهي ترى المنزل الخالي وقد وضعت الأغطية البيضاء على المقاعد فتبعت أونيل بسرعة إلى الداخل وأغلقت الباب خلفها قائلة ) من الأفضل أن يكون هذا الكوخ يخصك حقا
وأخذت تفرك يديها معا من شدة البرودة وهي تتلفت حولها بينما ارتمى على احد المقاعد وتمدد عليها وهو يرفع يده إلى رأسه قائلا بإعياء
- لا اشعر باني على مايرام
اقتربت من المدفئة الخالية دون إجابته قبل أن تتحرك نحو الغرفة المجاورة لتحضر بعض الحطب المخزن لتضعه بالمدفئة وهي تتساءل
- أمعك عود ثقاب
نظرت إليه لصمته لتجده مايزال يحتضن وجهه بيده وقد استلقى بصمت فسارت نحوه قائلة
- أتملك عود ثقاب ( أجابها وعينيه غير ثابتتان )
- لا اشعر بأني على مايرام
- وكأني لا أدرك ذلك ( تمتمت وهي تمد يدها إلى جيب سترته لتخرج منها علبة الثقاب وتعود نحو المدفئة وهي تقول ) من يحتسي هذه الكمية من الكحول بالتأكيد لن يكون على مايرام
- لا تتحدثي معي .. أنا غاضب جدا منك ( حركت رأسها بيأس فأضاف وهو يتلمس جيب سترته ) ماذا أخذتي فانا اعرف كم أملك من المال فلا تحاولي ذلك
انشغلت بإشعال نار المدفئة متجاهلة إياه وأخذت تدفئ يديها المتجمدتان ثم حركت رأسها نحوه لتجده على حاله فقالت
- أن أردت أن تجف فعليك الاقتراب ( وعندما لم يجبها تحركت نحوه ) ستصاب بالزكام عليك بالاقتراب من المدفئة فأنت مبتل تماما
حركت يدها لتبعد يده عن وجهه فتراخت يده لتستقر بجانبه نقلت نظرها من عينيه المغمضتين إلى شعره الملتصق بجبينه ثم هزت رأسها فلاشيء سيوقظه ألان أخذت تجمع الأغطية الموجودة على المقاعد ووضعتها عليه ثم توجهت نحو المدفئة لتزيد كمية الحطب بها وتجلس بجوارها لن يكون الأمر جيدا إذا استيقظت جينا ولم تجدها عليها المغادرة ولكن أن استيقظ من جديد ضمت ساقيها إليها فلقد أفسده والده حقا بدلاله ما هذه الورطة التي وقعت بها أن كان هذا ما سيكون عليه الأمر فهو كارثة دون شك .
فتحت عينيها محدقة بأونيل الذي يبعد الأغطية عنه وهي لا تعلم كيف استطاعت النوم نظرت نحو النافذة لتشاهد ضوء النهار الذي ينسل منها وعادت بنظرها إلى أونيل الذي انزل قدميه إلى الأرض وجلس وهو يحتضن وجهه ثم ابعد يديه عن وجهه ليحرك رقبته عله يشعر بالراحة لتتوقف عينيه على يوليانا التي تراقبه بصمت ليحرك عينيه عنها ببطء ويجول بنظره بالغرفة ثم يعود نحوها قائلا دون استيعاب
- ماذا تفعلين هنا ماذا أفعل هنا .. كيف وصلت إلى هنا
لمحته بنظرة ضيق قبل أن تقول
- ألا تذكر ما حدث ( حرك يده نحو رأسه بألم واضح وهو يقول بنفور )
- لا اعلم عما تتحدثين
- أتحدث عن حضورك إلى مزرعة مارش
- لم أفعل
أسرع بمقاطعتها قائلا فتحركت واقفة ببطء وهي تشعر بجسدها متيبس قائلة
- لقد فعلت وفعلت الكثير صدقني
- ما الذي تعنينه بهذا بالتحديد
قال بحدة وقد بدا الامتعاض الشديد عليه فلمحته بنظرة شاملة وهي تقول
- كنت ثملا تماما وأخذت بالصراخ والتحدث بصوت مرتفع وكان علي إبعادك لكي لا يسمعك احد ولا يراك احد وأنت بهذه الحال
- أعلي تصديق ما تقولينه ( عادت للمحه بنظرة غيظ وتحركت نحو الباب قائلة )
- لا ليس عليك ذلك وارجوا أن تحرص في المرة القادمة عندما تثمل أن لا تصل منزلي وسأكون بخير عندها
- توقفي مكانك وعلى الفور ( قال بصوتً أمر وبعصبية ولكنه لم يتابع وهو يرفع يده ليحتضن رأسه مستمرا ) ألا يوجد قهوة في هذا المنزل ( ونظر إليها مضيفا بتجهم ) فالتعدي لي القهوة
- المنزل خالي تماما لا يوجد به إلا الحطب المخزن ( نظر بأرجاء الغرفة وفتح عينيه جيدا قائلا )
- ماذا افعل بمنزل تروند
- على ما أذكر انك قلت انه كوخك واصريت على ذلك
توقفت عينيه عليها ولم يقل شيئا ثم حرك رأسه بالنفي وهو يخرج تنهيدة عميقة من صدره قائلا وهو يشير بيده
- إن ما جرى بالأمس يجب أن
- أنساه حسنا سأفعل ( أسرعت بالقول فثبت عينيه على عينيها قائلا وهو يشدد على كلماته )
- لا اعني ما حدث ليلا فقط بل ما حصل مساءً
- مساءً
- اجل مساءً
- أنت تقصد زو
- لا تجرئي حتى على نطقها أحذرك ( قاطعها بعصبية وهو يتحرك ليقف مضيفا ) عليك أن تنسيه فهو لم يحدث لم تكن إلا تمثيلية سخيفة من قبل عائلتي لم افهم الهدف منها رغم أني حاولت لذا اقسم إن تفوهتي بحرف واحد بما حدث لأحد سترين ماذا سأفعل بك
علمت أن عليها الموافقة والصمت ولكنها لم تستطع وهي تعلم أن هذا الأمر سيزعجه فقالت مدعية الغباء
- ماذا تعني بأن انسى وأنه لم يحدث أأدعي انه لم يحصل
- أجل هذا ما أقوله أم انك نسيتي من تكونين ومن أكون أن ما حدث لهو خطئ ارتكبته بإصغائي لوالدي ولا اعلم ما الذي دهاني حتى أوافقه على هذا الأمر المهين ولكني سأصلحه سريعا
- لن اعترض
- لم أسألك رأيك وها انأ أحذرك من جديد بان لا تعلمي أحدا بهذا وحتى لا تهمسي به لنفسك وألا نالك مني أنت وعائلتك ما لا يسرك
- هذا يرضيني تماما فلن أتحدث بالأمر وعليك بالمثل
تمعن النظر بها قبل أن يعود للقول بجدية وقد أغمقت بشرته
- عليك أن تأخذي كلامي على محمل الجد أرجو انك تفعلين ولا تعتمدي كثيرا على والدي فلن يكون سنداً لك فلا تحاولي استغلال الظروف
- تأكد أني لن أفعل ذلك
- من الأفضل أن تكوني عاقلة ( نظرت نحو الباب ثم عادت بنظرها إليه قائلة بتفكير )
- سأفعل ما تريده وأعدك ألا تراني حتى ولكن ما ارجوه هو أن تدعني وشأني فجينا لا تعلم بما جرى ولا أريد أن تعلم وهي ستتساءل بكل تأكيد في حال تكرر حضورك إلى المزرعة كما أنها ستتساءل عن سبب خروجي ليلا وعدم حضوري حتى ألان لذا وداعا
أضافت أمام الذهول البادي عليه وتحركت مغادرة قبل أن يستطيع قول شيء وأسرعت بخطواتها مبتعدة قدر ما أمكنها .
- أرجوك جينا ليس من جديد
- لن أتوقف حتى اعلم ما الذي يجري حولي .. فيوليت ( هتفت ويوليانا تضع الغطاء على رأسها وقد استلقت في فراشها تريد النوم رافضة التكلم فأبعدت جينا الغطاء عنها مضيفة بإصرار ) بعد وفاة دوناند أصبحت المسئولة عنك أنت في رعايتي وأنا لا اشعر بالطمأنينة لما يحدث حولي فأين كنت
- شعرت بالضيق فذهبت لسير علا هذا يخفف عني
- السير السير فيوليت في هذا المطر وبهذا الوقت في أية ساعة خرجتي فلقد استيقظت في الخامسة ولم أجدكِ
- خرجت في الخامسة أيضا
- آه لا
- ولكن هذا ما حصل
- اصدقيني القول
- اقسم لك أني ...
- انك ماذا استمري
- أتثقين بي أرجوك افعلي
- ليس قبل أن تعلميني أين ذهبتي
أغمضت عينيها للحظة وهي تحاول الخروج من هذا المأزق ثم قالت ببطء
- ذهبت للبحث عن المدعوة كريستي
- كريستي ( تمتمت جينا بحيرة فأسرعت يوليانا بالإضافة ) الم تعلميني أن علي رؤيتها .. لم استطع النوم لست على مايرام كما تقولين فلم اعد أستطيع الاحتمال وذهبت محاولة معرفة أين تسكن وارى أن كانت تستطيع مساعدتي ( بدا عدم التصديق على جينا فأسرعت بالإضافة ) هذا ما حصل ودعيني لأنام فانا احتاج إلى ذلك
ورفعت الغطاء مخفية نفسها به بينما تابعتها جينا بعدم رضا.....
- لا تكوني قاسيه فلقد مر أسبوعا كامل على هذا الأمر ومازالت غاضبة مني
- لست كذلك
أجابتها جينا باقتضاب كما تفعل مؤخرا فتناولت الأطباق وبدأت تضعها على الطاولة وهي تقول
- أنت كذلك ( ولكن جينا لم تجبها فوضعت قدر الطعام على الطاولة وأخذت تسكب ما به وهي تضيف ) ويل اذهب واعلم أشقائك أن الطعام جاهز ( تحرك ويل ليخرج فأضافت ) لقد أنهيت تطريز احد المناديل هل رأيته
- اجل انه جيد
- متى سنبدأ بزراعة الأرض
- عندما يتحسن الطقس
- ولكنه كذلك لم تمطر منذ أيام
- أمي أمي ( نظرت إلى ويل كما فعلت جينا وهو يستمر ) لقد حضر جويل
تجمدت عينيها عليه عند سماعها لقوله فلقد مر الأسبوع بهدوء غريب لم تتوقعه لم ترى خلاله احد من القصر ولكنها تعلم أن هذا الأمر ما كان ليستمر تركت جينا القماش الذي كانت تحيكه ونهضت لتبادر جويل فور رؤيته
- تفضل بالدخول .. ويل هلا ذهبت إلى الخارج ( تحرك ويل مغادرا فأخذت يوليانا تتابع ملئ الأطباق وقلبها يخفق فاستمرت جينا ) حسنا جويل بماذا نستطيع مساعدتك
- كنت كنت ( قال بارتباك لتجهم جينا به مستمرا وهو يحرك قبعته بيده ) أريد إعلام فيوليت أن السيدة
- مارغريت متوعكة وان عليها الذهاب إلى القصر للعناية بها أليس كذلك ( قاطعته جينا قائلة فهز رأسه لها بالإيجاب ببطء ثم حرك عينيه بحرج نحو يوليانا التي تدعي انشغالها فأضافت جينا ) لما لا تجد مبررا أخر وليكن أكثر إقناعا
- سيدة مارش أنا لا اعلم عما تتحدثين
- لا شأن لجويل ( تمتمت يوليانا لها فأكد جويل )
- طلب مني السيد سترانس إعلام فيوليت بالحضور إلى القصر للعناية بالسيدة
نقلت جينا عينيها بين جويل ويوليانا وهي تعقد يديها معا قائلة وهي تعود نحو جويل
- ومتى ستعود من القصر
- لا اعلم ( أجابها بارتباك فقالت بشك )
- إنها ذاهبة للقصر اليس كذلك
- اجل سيدة مارش ( عادت لتحرك نظرها بينهم قبل أن تقول )
- ليكن ولكن لتعلم أن فيوليت أمانة في عنقي وأنا مسئولة عنها وان مسها سوء لن يسرك ما سأفعله
هز رأسه لها بالإيجاب فتركت يوليانا ما بيدها وتحركت نحو جويل قائلة
- سأذهب بعد قليل لذا تستطيع المغادرة
- أرجوا .. أن لا تتأخري
قال وهو ينظر إليها باهتمام فهزت رأسها له بالإيجاب فتحرك مغادرا لتقول جينا فور اختفائه
- لا تعتقدي أني صدقت ذلك فهناك أمرٌ ما يجري اليس كذلك ( أضافت وهي ترى شرود يوليانا وشحوب وجهها فأضافت ) فيوليت أنا أحدثك
نظرت إلى جينا وعقصت شفتها السفلى قائلة
- علي الذهاب ليس من الجيد أن أتأخر .. وداعا
وتحركت مغادرة لتفتح جينا عينيها جيدا وهي تتابعها , اقتربت ببطء من العربة المتوقفة بين الأشجار لتبادر جويل الواقف بجوارها
- لما العربة هنا الم تقل أن اذهب إلى القصر
- يريد السيد سترانس رؤيتك بالكوخ
- الكوخ مرة أخرى
همست بضيق فهز رأسه لها بالإيجاب وهو يفتح باب العربة لها لتصعد بها وتتنفس بعمق لتترجل منها وهي تقف أمام الكوخ لتطرق على بابه قبل أن تفتحه وتدخل تجمدت قدميها بعد أول خطوة وهي ترى أونيل يجلس برفقت والده وقد نظرا إليها معا عند دخولها فأخذ قلبها ينبض بقوة بداخلها فأشاح أونيل برأسه عنها وقد انحنى بجلسته إلى الأمام والتجهم يملئ وجهه بينما قال سترانس لتوقفها في مكانها
- يمكنك الدخول ( دخلت ببطء وأغلقت الباب خلفها لتتحرك نحوهم بتردد وعينيها تتنقلان بين أونيل المتجهم وسترانس الذي أشار لها إلى جوار أونيل الجالس على الأريكة قائلا ) هلا جلستي هنا ( اقتربت بحذر شديد لتتخطى عن أونيل الذي شعرت به ينتفض رغم محاولته عدم إظهار عصبيته لرؤيتها وجلست بجواره وعينيها معلقتين بسترانس بقلق فتحدث قائلا ) كنت أتحدث مع أونيل للتو عن هذا الوضع ( ضاقت عيني أونيل وزاد تصلب وجهه ووالده يستمر ) لقد تم عقد قرانكم منذُ أسبوع وأنت ذهبتي لمنزلك وهو غادر المنطقة هل هذا مناسب برأيكما ( توسعت عينيها الثابتتان عليه لقوله وهو يستمر ) هذا الوضع لا يناسبني لذا قررت أن يكون هذا الكوخ لكما وأتوقع منكِ الحضور بشكل يومي إلى هنا ( فتحت فمها تهم بالاعتراض إلا انه رفع يده لها قائلا ) لم انهي حديثي بعد ( حدجه أونيل بنظرة حادة فاستمر متجاهلا امتعاضهما ) أنتَ أيضا بني ملزم بذلك فلقد أنتها وقت اللهو وعليك الالتزام فلك ألان زوجة ومنزل وعليك العناية بهم
- لا اعتقدك جادا ( تمتم أونيل من بين أسنانه بحدة فأجابه سترانس بهدوء شديد )
- بل أنا كذلك
- الم يحن الوقت لإنهاء هذا الأمر
- أي أمر
- أمر هذه الادعاءات السخيفة فما نحن به ألان ليس سوى هذا
بقيت عيني سترانس ثابتتان على أونيل للحظة قبل أن يتابع حديثة متجاهلا تماما كل ما قاله أونيل
- لن تعود للمبيت بالقصر فلقد أصبح لديك منزل لتعرج عليه
- أتمنعني من التوجه إلى القصر
- بالتأكيد لا فهو منزلك في النهاية وأنا لن أمنعك من التواجد به ولكن لا ارغب برؤيتك به كثيرا
التزمت يوليانا الصمت وهي تشعر بالغضب الشديد من سترانس ومن نفسها بينما قال أونيل بجدية تامة
- أنت لا تتوقع حقا أن احضر إلى هنا أنا ارفض هذا ولا أصدقه حتى ولن أعلنه وسأنفيه أن
- لن نعلنه يمكنك المجيء إلى هنا دون أن نعلنه ( فقالت يوليانا بجدية تامة )
- أنا ارفض ذلك فلن احضر إلى هنا لقد وعـ
- اعلم ما تريدين قوله ( قاطع سترانس اعتراضها وأضاف ) ورغم ذلك أتوقع منك التعاون
- لا أستطيع لم يكن هذا اتفـ
- أنتِ تدركين ما أقحمتِ نفسك به لذا
أجابها وترك كلماته معلقة فهزت رأسها بالرفض قائلة بإصرار
- لا أستطيع كما إني لم اعلم جينا وهذا الأمر لن يكون مقبولا
- لن تكون مشكلة سنجد لـ
- أحقا تتبادل وإياها الحديث هي ترفض وأنت تصر ( قاطعهما أونيل بعدم تصديق وهو ينقل نظره بينهما قبل أن يضيف لوالده ) ماذا جرى لك سيد دلبروك ( وعاد بنظره إليها مستمرا ) عندما تريني أتحدث ووالدي فلتلتزمي الصمت التام كأنك لست هنا حتى ولا تجرئي على مقاطعتنا مرة أخرى
نقل سترانس عينيه بينهما قبل أن يتحرك واقفا مما جعلهما ينظران إليه وهو يقول
- لا تتشاجرا أمامي وحاولا إصلاح أموركم ( توسعت عيني يوليانا به بينما أضاف ) سأغادر مساءً إلى جرترود وأريد أن تكون الأمور بينكما قد تحسنت بعد عودتي ( وحدق بابنه متجاهلا احتقان وجه يوليانا وهو يستمر أمام الجمود التام على وجه أونيل ) ستحضر عائلة جونسون في أثناء غيابي فأرجو منك التواجد ولقائهم
- لا أستطيع ذلك فأنا مغـ
- فلتقم بإلغاء جميع ما لديك وتبقى هنا لاستقبالهم
قاطعه والده بجدية تامة فأصر أونيل رافضا
- لا أستطيع إلغاء شيء ألان
- اعتقد انك تستطيع ( ونقل نظره عنه إلى يوليانا مستمرا ) سيحضرك جويل بشكل يومي إلى هنا وسيؤمن لك كل ما تطلبينه وان احتجتي إلى إي شيء اعلميه
- لن تحتاج إلى شيء ولن تعلمه بشيء كما أنها لن تحضر إلى هنا
- هذا الأمر أقرره أنا ( أجابه والده وهو يتحرك مبتعدا بينما شعرت يوليانا بالمهانة لأبعد الحدود فهاهما يتحكمان بأفعالها وتصرفاتها وهي تكتفي بالنظر إليهما ) قد لا تطول فترة غيابي لذا أرجو حقا أن تكون الأمور بينكما قد تحسنت وأفضل مما هي عليه ألان ( ونظر نحو ساعته مستمرا ) لقد احضر جويل بعض الحاجيات ووضعها بالمطبخ أن كنتما ترغبان بتناول الغداء معا أما أنا فعلي المغادرة تمتعوا بوقتكم
أضاف وهو يتحرك نحو الباب مغادرا وقد تابعته يوليانا بعدم تصديق
- انهضي من جواري على الفور ( انتفض قلبها وهي تعود لتحدق بأونيل الذي نظر إليها قائلا ذلك بحدة ونفور فنهضت بتوتر وتراجعت للخلف بضع خطوات بينما حرك يده نحوها مستمرا بعصبية ) لا تحلمي كثيرا مارش فمازلت عاملة ولن تصبحي سيدة محترمة بحياتك ليس وأنا على قيد الحياة
أذهلها قوله وظهر الامتعاض الشديد على وجهها وهي تقول
- أنا سيدة محترمة شئت ذلك أم لا
- لم اسمح لك بإجابتي ( قال وهو يتحرك عن مقعده بعصبية فأسرعت بالقول )
- وأنا لن انتظر سماحك
- لا تعتقدي أبدا انه يحق لك محادثتي بهذا الشكل لمجرد ذلك الارتباط السخيف الذي سأعلم ما ورائه فلا تنسي للحظة واحدة من تكونين وما أنت عليه
- كلي فخرٌ بما أنا عليه
- كيف لا ولقد ارتبط بي
حركت رأسها بنفور كبير وعينيها ثابتتان على عينيه التين لا تنبئانها بالخير قائلة
- لا شأن لارتباطي بك بما أقوله فأنا لا اعلم ما الذي أصابني حتى وافقت على الارتباط بك لقد فقدت عقلي ولا بـ
توقفت عن المتابعة وتراجعت إلى الخلف وهي تشعر به يقترب منها لتطلق شهقة مخنوقة ويده تمسك بشعرها من الخلف مجمدا إياها في مكانها ورافعا رأسها إليه لتحدق بعينيه بذعر ويدها تسرع لتحيط يده التي تمسك بشعرها وهو يقول وأسنانه تشتد على كلماته أمام وجهها
- المال والجاه الذي اعتقدتي انك ستحصلين عليه من جراء هذا ولكن لا لن يحدث هذا أبدا .. أتفهمين ما أقوله لن يحدث أبدا
أضاف بحدة بالغة وهو يبعدها من أمامه بنفور ويتركها مما جعلها تتراجع بعدم توازن وعينيها تلتمعان بألم لتتمتم بإصرار وصدرها يرتفع إلى الأعلى بقوة رافضة رفضا تاما معاملته لها بهذا الشكل المهين
- لولا إجبار والدك لي لما وافقت على ذلك بحياتي
- من تعتقدين نفسك
تمتم بعدم تصديق وهو يمعن النظر بها فرفعت رأسها بكبرياء قائله بتعمد
- زوجتك شئت ذلك أم لا
- لا تجرئي على قول ذلك
- ولكنها الحقيقة ( قالت وهي تتراجع ببطء إلى الخلف وقد استفزته حقا )
- أتجرُئين على تكرار ذلك
- وأن فعلت فأنا في الحقيقة أصبحت زو
- أقسم أن تفوهتي بهذا مرة أخرى
- ماذا ستفعل ستتخلص مني أنت أيضا ( هتفت بحدة واستنكار )
- لن اكتفي بهذا
- يا لسعادتي الجميع يريد التخلص مني ماذا تعتقدون أني لست بشرا مس شعرتا من رأسي مرة أخرى وسأريك ما سيحصل لك أنت وغيرك فلم اعد أبالي لم أعد تلك الفتاة الغبية لن اسمح لك اولغيرك بالتـ
توقفت عن المتابعة وهي تسقط أرضا بذهول تام ورفعت يدها ببطء وعدم استيعاب نحو خدها الذي تلقت عليه صفعة قوية جعلتها تقع أرضا ورفعت رأسها ببطء ودون أن ترمش إلى أونيل الواقف أمامها بغضب وأشار بيده نحوها قائلا بأنفاس مضطربة
- تفوهي بكلمة أخرى وسترين كيف ستتعلمين الصمت ( عجزت تماما عن إجابته فتلفت حوله قبل أن يعود إليها قائلا ) لن تغادري هذا الكوخ ستبقين هنا حتى آذن لك بهذا
- لا تستطيع ذلك ( همست بخوف حقيقي فبرقت عينيه بحدة قائلا )
- ماذا قلتِ هل تحدثتي أم هيئ لي ( ابتلعت ريقها دون إجابته والتمعت الدموع بعينيها فمال نحوها وهو يقول بحدة ) لن اسمح لك بالتصرف على سجيتك لن تغادري هذا المكان دون علمي ستبقين هنا ولن ترى أحدا ولن تتحدثي مع احد
- لا تستطيع سجني هنا
همست رافضة الاستسلام لخوفها منه فاستقام بظهره وعينيه لا تفارقانها قبل أن يقول بتسلط
- راقبيني إذا ( وتحرك نحو الباب فنهضت بسرعة لتتبعه وهي تهتف )
- لا تستطيع سجني هنا لا يحق لك ذلك ( ولكنه خرج وأحكم إغلاق الباب خلفه قبل أن تصل إليه فأخذت تضرب الباب بقبضتيها هاتفة ) أخرجني لا تستطيع سجني هنا عليك إخراجي أونيل سترانس وألا سأصرخ واصرخ حتى تفتحه أن كنت لا تريد إحداث جلبة فخيرٌ لك فتحه .. بربك لا تذهب ( همست وهي تسمع صوت خيله التي انطلقت لتبتعد فأخذت تضرب الباب بقوة أكثر وهي تهمس بيأس ) لا تستطيع ذلك لا تغادر
أخذت ضرباتها تصبح اخف واخف لتتوقف أخيرا وترفع يدها لتمسح دموعها التي انهمرت على خدها ونظرت حولها بأرجاء الكوخ قبل أن يتوقف نظرها على النافذة فأسرعت نحو المقعد الخشبي لتسحبه وتضعه بجوارها وتصعد عليه لتفتح النافذة وتخرج منها لتتنفس الصعداء فان كان يعتقد انه يستطيع سجنها هنا فهو مخطئ تماما وتحركت مبتعدة عن الكوخ دون قدرتها على إيقاف دموعها المنهمرة فأخذت تتخطى الأشجار وغضبها يتزايد وهي ترفع يدها نحو خدها كيف يتجرأ على معاملتها بهذا الشكل المهين عليها تلقينه درسا في احترام الغير لا يكفي انه دون أخلاق لن تسامحه على هذه الإهانات التي يوجهها لها الواحدة تلو الأخرى لم يهدأ غضبها عند وصولها إلى القصر بل كان قد تفاقم فتوجهت نحو الباب الرئيسي وهي تشاهد العربة الخاصة بسترانس متوقفة هناك فاقتربت من السائس متجاهلة ميلي التي سارت نحوها عند رؤيتها لها قائلة
- هلا أعلمت السيد سترانس انـ ( توقفت عن المتابعة وهي ترى سترانس برفقة رجلان يطل من الباب فأسرعت نحوه قائلة ) أرجو المعذرة سيد سترانس ( توقفت عيني سترانس عليها لتضيقا ولكنه لم يتوقف وتخطى عنها متوجها نحو العربة فهتفت بعدم تصديق وهي تتبعه ) سيد سترانس أريد محادثتك
نظر إليها قائلا وهو يمد يده نحوها
- حسنا خذي هذه ولا تعودي إلى هنا ( جحظت عينيها به بذهول فأمسك يدها ليضع بها قطعة نقدية وهو يضيف لرجلان الذين يرافقانه ) أن هذا الأمر لا يتوقف
وصعد بالعربة التي تحركت لتبتعد وهي تراقبها بذهول وقد شحب وجهها تماما لتنتفض على يد ميلي التي استقرت على ذراعها قائلة
- كم أنت محظوظة إنها قطعة ذهبية ( حركت رأسها ببطء نحو ميلي وقد شعرت بالأرض تلتف بها فأسرعت ميلي بالقول وهي تلاحظ شحوبها ) أأنت بخير ( بقيت جامدة في مكانها دون إجابتها ثم أطبقت أصابعها ببطء على القطعة النقدية وفتحت شفتيها قليلا ليدخل الهواء وقد شعرت أنها قد توقفت عن التنفس وعادت بنظرها إلى حيث اختفت العربة هذا هو الأمر إنها ليست سوى خادمة أنها اليدي فروديت ميرفيلد تتسول أمام منزل دلبروك ماذا بعد يوليانا ماذا تنتظرين أونيل يصفعك ويسيء إليك ووالده يقدم لك النقود وكأنك متسوله لقد ارتكبت خطئً فادح بموافقتك على ما طلبه سترانس منك لقد فعلت ما كان عليك ذلك كيف ستخلصين نفسك ألان ) ما بك فيوليت ( وأمام صمتها استمرت ) أن كنت لا تريدين العمل فعليك بالمغادرة قبل أن تراك ميغي فهي منزعجة منك
- سأغادر
قالت باقتضاب وتحركت مبتعدة وكأنها بعالم أخر تائهة إنها كذلك بالفعل فهي مجرد عقبة يضعها سترانس بطريق ابنه ليلقنه درسا وكأنها ليست بشرا لا مشاعر لها لا تعلم كيف أوصلتها قدميها إلى المنزل فقد كانت شاردة دون إدراك ما يجول حولها وما أن دخلت إلى المنزل حتى أسرعت جينا بالقول
- ها هي فيوليت ( تعلقت عينيها بامرأة مسنة تجلس أمام جينا وتنظر إليها وقد انحنت بجلستها مرتكزة على عصا غليظة تساعدها بالسير فأضافت جينا وهي تحدق بها ) انها كريستي لقد أرسلت في طلبها
تحركت يوليانا ببطء نحوهم لتجلس بجوار جينا وقد بدا الإعياء عليها فبادرتها كريستي وهي تمعن النظر بها
- بماذا تشعرين ما الذي يؤلمك
- كل شيء ( همست بأسى وهي تشعر بالدوار وعدم الاتزان فأكدت جينا )
- إنها شاحبة معظم الوقت ولا تبدو على مايرام وألم رأسها لا يتوقف
- أتشعرين بشيء أخر
- اجل بالدوار الدوار الشـ..د..يـ..د
قالت كلماتها ببطء شديد وهي تشعر بنفسها تبتعد ببطء وتغوص إلى أعماق بعيدة لا تستطيع تفاديها
- ما بك فيوليت .. فيوليت .. روي أسرع وساعدني بوضعها على الفراش .. استيقظي .. أين الماء ( قالت جينا وهي تتلفت حولها قبل أن تتحرك وتضع منديلا بالماء وتعود نحو يوليانا لتمرر المنديل على وجهها وهي تضيف ) ماذا جرى لك .. ما بها كرستي
- تبدو منهك هل تعمل كثيرا .. حاولي إيقاظها
أخذت تسمع الأصوات الكثيرة التي تدور حولها ورغبت بالصراخ بهم واصماتهم ليدعوها وشانها انها لا تريد سماع احد
- أمي لما لا تستيقظ ما بها
- لاشيء لا شيء ويل .. هيا عزيزتي
- اخلعي عنها ثوبها ودعيها تتنفس لا تتجمعوا حولها
حركت جينا يدها لتفك أزرار ثوبها فتنبهه حواسها وهي تسمع عن بعيد ما قالته كريستي فهمست بصعوبة بالغة
- لا .. لا ( وحاولت التحرك وهي تجبر نفسها على ذلك فأمسكتها جينا جيدا )
- انتظري قليلا إهدائي ما بك ( فتحت عينيها وأمسكت عنقها كي لا تلمس جينا أزرارها العليا وهي عاجزة عن التحدث وأخذت تحرك رأسها بالنفي بتوتر ) ناوليني الماء جيسي
أسرعت جيسي بإحضار كوب من الماء لتتناوله جينا وتقربه من شفتي يوليانا قائلة ) اشربي هذا هيا ( فعلت ما طلبته منها جينا القلقة والتي تساءلت وهي تبعد الكوب ) هل أنت بخير
- لا
- لا بأس استريحي
راقبتها وهي تستلقي بإعياء ثم نظرت إلى كريستي طالبة مساعدتها فقالت
- انها تعاني من سوء التغذية انظري إلى أسفل عينيها بالإضافة إلى الأرق الشديد ستكون بخير كل ما تحتاج إليه هو الراحة والغذاء الجيد
- أنا بخير
همست وهي ترى القلق البادي على وجه جينا والتي نظرت إليها قبل أن تنظر إلى ويل قائلة
- احضر الغطاء ( أسرع ويل بإحضاره فوضعته عليها قائلة ) استريحي سأعد لك طعاما جيد
- لا بأس أنا بخير حقا ( عادت للقول وهي لا ترغب بان تشعر جينا بالذنب لتدهور صحتها إلا أن جينا ابتسمت لها بود وتحركت واقفة وهي تقول
- سأدع ويل يراقبك لأنه سيفعل حتى لو لم اطلب منه ذلك .. مارأيك بكوب من الشاي كريستي
هزت كريستي رأسها لها بالإيجاب وعادت نحو يوليانا لتتأملها قبل أن تقول
- أنت شابة جميلة عليك بالحذر من شبان دلبروك فلن يتركوك وشأنك
وضحكة قائلة شيئا لجينا فأغمضت يوليانا عينيها ببطء وهي ترغب بالانفراد بنفسها.......
- إلى أين ( تساءلت في صباح اليوم التالي وهي ترى جينا تهم بالمغادرة فأجابتها )
- عرجت علي ميلي مساء الأمس لتعلمني بضرورة حضوري إلى القصر اليوم
- لماذا ( تساءلت وهي تتحرك جالسة في فراشها )
- سيصل بعض الضيوف إلى القصر اليوم ويرغب السيد أونيل بإقامة مأدبة غداء لهم
شردت يوليانا للحظة وجيزة قبل أن تبعد الغطاء عنها قائلة
- انتظري قليلا سأرافقك
- لم تطلب ميغي ذهابك لذا لست مجبرة على الذهاب
- لا اعتقد أنها ستعترض على ذهابي في المقابل
- ولكنك مازلت متوعكة
- اشعر بتحسن أنا بخير
أصرت ورغم محاولة جينا ثنيها لم تفلح وما أن وصلت القصر حتى تعمدت الانشغال بالعمل ولم تبدو ميغي مسرورة لرؤيتها ولكنها لم تحدثها مما أراحها تلفتت حولها نحو العاملات المنشغلات بإعداد الإفطار وهم يثرثرن ومن ثم إلى ميغي التي وقفت بجوار كاتي وهي تتذوق الطعام فتركت ما بيدها وتحركت مغادرة المطبخ دون أن يشعروا بها لتصعد نحو الطابق الثاني بسرعة لتخفف من سرعتها وهي ترى إحدى العاملات تسير نحوها فتساءلت
- أين هي غرفة السيدة مارغريت
- ولم تسألين ليس مسموحا لك الصعود إلى هنا
- هي من أرسل ورائي
- تجدينها إذا في تلك الغرفة
هزت رأسها شاكرة وأسرعت نحو الباب لتطرق عليه وتدخل لتتوقف بقربه وهي تغلقه بهدوء ونظرها يثبت على مارغريت التي نظرت إليها وهي تجلس في سريرها وقد انشغلت مارينا بوضع بعض الوسائد خلف ظهرها لتستند عليها وقبل أن تتحدث يوليانا تحدثت مارغريت قائلة لمارينا
- يمكنك المغادرة
هزت مارينا رأسها لها وتحركت مغادره تابعتها يوليانا حتى خرجت فنظرت إلى مارغريت قائلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق