حملت فيولا الأغطية التي قامت بطيها للتو وتحركت نحو الخزانة لتضعهم بها وليانا تدخل إلى غرفتها فبادرتها
- أذهب جدي
- اجل
- الم تقولي أنك سترافقين والدتك إلى منزل عمي وليم
- اجل ولكني عدلت عن الامر .. ألا تريدين إعلامي شيئا
أغلقت الخزانة ببطء وحيرة قائلة
- لا .. أهناك ما يجب أن أعلمك به
- أنا أتسائل فقط ( أجابتها مراوغة وهي تتحرك بإرجاء الغرفة وتضيف ) لقد عدت منذ أسبوع ولم تعلميني كيف كانت الرحلة وكيف هي عمتي فاليري ووالدتك هل المعيشة في سكوتلا جيدة أم أنها كهنا
بدا التفكير عليها وهي تتحرك نحو ثوبها الموضوع على السرير لتتناوله قائلة
- بما أنه قد مضى على وجودي هنا أسبوع كامل دون أن تسأليني عن هذا فأنا في حيرة من اهتمامك المفاجئ بالأمر ( ظهرت ابتسامة على شفتي ليانا حاولت إخفائها بجهد مما جعل فيولا تضيف ) حقا ماذا هناك
- أعلمني براون أنه شاهدك في أحد المطاعم في سكوتلا
وضعت ثوبها داخل الخزانة وهي تقول
- عدت لملاقاة براون إذا
- أه لا أنا فقط .. التقيت به صدفة
- صدفة .. الن تتعقلي أن آل كريمر لا يطاقون حقا إنهم كريهون مغرورون متعالون لابعد الحدود لا أعرف كيف تتحدثين مع براون حتى
- أنت لا تعلمين ما تتحدثين عنه
- إبدائي بالتعقل هلا فعلتي فأن غرورهم يكاد يغرقهم
رفعت ليانا كتفيها إلى اعلى بطفولية رافضة حديث فيولا قبل أن تقول
- هل ستذهبين إلى الحفل الذي سيقيمه رئيس البلدية
- اجل
- ولكنك لم تذهبي في العام الماضي الم تقولي أنك لا تحبين الحفلات التنكرية
- كنت متوعكة ولم أقل أني لا أحبها فلا تحرفي أقوالي .. ولتعلمي أني سأحرص على مراقبتك جيدا
- أنت مزعجة أتعلمين هذا .. أنا جادة فيولا دعيني وشأني
نظرت نحوها مؤكدة قولها وهي تقول
- لن أفعل
- إذا من الأفضل أن لا ترافقينا ( قالت بضيق وهي تتحرك مغادرة فأجابتها دون اكتراث )
- بل سأفعل ( وهزت رأسها بعدم رضا وهي تحدق بالباب الذي غادرت منه ليانا لتنهي ما كانت تفعله وتنزل لشرب الشاي برفقة جدتها قبل أن تقول وقد شاهدت ليانا تهم بمغادرت المنزل ) إلى أين أنت ذاهبة ( حركت ليانا شفتيها دون صوت قائلة بغيظ لا شأن لك حدجتها فيولا بنظرة قبل أن تقول ) سأرافقك أن كنت تقصدين البلدة فأنا أحتاج إلى بعض الخيوط
- سأحضرها لك
- لا سأذهب معك أتحتاجين شيئا من البلدة جدتي
- أحضرت صوفيا كل ما نحتاجه صباح اليوم لما لم تعلميها بما كان ينقصك
- لم تكن قد نفذت مني صباحا ( أجابت ليانا جدتها بينما قالت فيولا وهي تتحرك عن مقعدها )
- سنمر على كوني وأندي فقد ترغبان برفقتنا
- لماذا ( قالت ليانا بسرعة معترضة فأجابتها فيولا وهي تنحني لتطبع قبلة على خد جدتها )
- لأني أرغب بدعوتكم لتناول بعض الحلويات وداعا جدتي
- لا تتأخرا .
- أذهب جدي
- اجل
- الم تقولي أنك سترافقين والدتك إلى منزل عمي وليم
- اجل ولكني عدلت عن الامر .. ألا تريدين إعلامي شيئا
أغلقت الخزانة ببطء وحيرة قائلة
- لا .. أهناك ما يجب أن أعلمك به
- أنا أتسائل فقط ( أجابتها مراوغة وهي تتحرك بإرجاء الغرفة وتضيف ) لقد عدت منذ أسبوع ولم تعلميني كيف كانت الرحلة وكيف هي عمتي فاليري ووالدتك هل المعيشة في سكوتلا جيدة أم أنها كهنا
بدا التفكير عليها وهي تتحرك نحو ثوبها الموضوع على السرير لتتناوله قائلة
- بما أنه قد مضى على وجودي هنا أسبوع كامل دون أن تسأليني عن هذا فأنا في حيرة من اهتمامك المفاجئ بالأمر ( ظهرت ابتسامة على شفتي ليانا حاولت إخفائها بجهد مما جعل فيولا تضيف ) حقا ماذا هناك
- أعلمني براون أنه شاهدك في أحد المطاعم في سكوتلا
وضعت ثوبها داخل الخزانة وهي تقول
- عدت لملاقاة براون إذا
- أه لا أنا فقط .. التقيت به صدفة
- صدفة .. الن تتعقلي أن آل كريمر لا يطاقون حقا إنهم كريهون مغرورون متعالون لابعد الحدود لا أعرف كيف تتحدثين مع براون حتى
- أنت لا تعلمين ما تتحدثين عنه
- إبدائي بالتعقل هلا فعلتي فأن غرورهم يكاد يغرقهم
رفعت ليانا كتفيها إلى اعلى بطفولية رافضة حديث فيولا قبل أن تقول
- هل ستذهبين إلى الحفل الذي سيقيمه رئيس البلدية
- اجل
- ولكنك لم تذهبي في العام الماضي الم تقولي أنك لا تحبين الحفلات التنكرية
- كنت متوعكة ولم أقل أني لا أحبها فلا تحرفي أقوالي .. ولتعلمي أني سأحرص على مراقبتك جيدا
- أنت مزعجة أتعلمين هذا .. أنا جادة فيولا دعيني وشأني
نظرت نحوها مؤكدة قولها وهي تقول
- لن أفعل
- إذا من الأفضل أن لا ترافقينا ( قالت بضيق وهي تتحرك مغادرة فأجابتها دون اكتراث )
- بل سأفعل ( وهزت رأسها بعدم رضا وهي تحدق بالباب الذي غادرت منه ليانا لتنهي ما كانت تفعله وتنزل لشرب الشاي برفقة جدتها قبل أن تقول وقد شاهدت ليانا تهم بمغادرت المنزل ) إلى أين أنت ذاهبة ( حركت ليانا شفتيها دون صوت قائلة بغيظ لا شأن لك حدجتها فيولا بنظرة قبل أن تقول ) سأرافقك أن كنت تقصدين البلدة فأنا أحتاج إلى بعض الخيوط
- سأحضرها لك
- لا سأذهب معك أتحتاجين شيئا من البلدة جدتي
- أحضرت صوفيا كل ما نحتاجه صباح اليوم لما لم تعلميها بما كان ينقصك
- لم تكن قد نفذت مني صباحا ( أجابت ليانا جدتها بينما قالت فيولا وهي تتحرك عن مقعدها )
- سنمر على كوني وأندي فقد ترغبان برفقتنا
- لماذا ( قالت ليانا بسرعة معترضة فأجابتها فيولا وهي تنحني لتطبع قبلة على خد جدتها )
- لأني أرغب بدعوتكم لتناول بعض الحلويات وداعا جدتي
- لا تتأخرا .
- ماذا أعددت للاحتفال السنوي
تساءلت كوني فأجابتها ليانا الممتعضة بشكل واضح وهم يسيرون داخل البلدة
- لاشيء .. يكفي أن أمي وجدتي بالإضافة إلى فيولا مشغولين بالإعداد له
- ماذا أعددت فيولا
- أقوم بتطريز بعض المناديل منها من يحمل شعار بعض العائلات هنا ومنها من يحمل وردة جميلة وأنت
- سأعد واندي بعض أنواع الطعام
- على ذكر الطعام كيف هي خالتك
- بخير أتريدون ان إحضار بعض الحلويات من عندها
- كنت أفكر بدعوتكم لتناول الحلويات لديها ( قابت فيولا )
- هيا بنا إذا ( قالت أندي فأسرعت ليانا بالقول )
- اذهبوا أنتم وسألحق بكم بعد أن أحضر بعض الأغراض لأمي
- لا عزيزتي ( أسرعت فيولا بالقول وهي تتأبط ذراعها جاذبة إياها لسير معهم وهي تتابع ) لدينا الوقت الكافي لإحضار كل ما نحتاجه
- أنا أكرهك حقا ( تمتمت ليانا بغيظ بينما تجاهلت فيولا قولها لتجلس برفقة كوني وأندي اللتين لا تتوقفان عن الحديث عن الحفلة التنكرية بينما بقيت ليانا متجهما
- سأحصل على أكبر عدد من الورود في حفلة الغد ( قالت كوني بثقة فاعترضت أندي قائلة )
- ولما أنك بزي ساحرة لذا لن يتهافتوا على مراقصتك
- ساحرة جذابة يا شقيقتي الصغيرة
أخذت فيولا تقطع الحلوى بشوكتها شاردة غير مدركة حقا للحديث الدائر قبل أن تقول
- أسرعن فلقد وعدت جدتي بعدم التأخر علينا استقبال مجموعة من السيدات سيحضرن لقضاء الأمسية
- ألا تملين من الارتباط بسيدات أكبر منا بهذا الشكل في الحقيقة ليس لدي القدرة على مجالستهن لفترة طويلة لا أعلم كيف تفعلين هذا فيولا
تساءلت أندي وهي تحدق بفيولا التي أجابتها
- أن القراءة لهن لهو أمر مسلي لي
- هذا ما يجعلهن يفضلونها علينا ( قالت كوني بينما ظهرت تكشيرة على وجه ليانا وهي تتمتم )
- الأمر ممل ولا أرى ما الممتع به في كل شهر يحضرن مرتين ولا انضم إليهم ( ونظرت إلى فيولا مستمرة بعدم رضا ) يكفي وجود فيولا معهم
- وهذا اليوم سيسرهم انضمامك إلينا فلا اعتقد أن لديك مكان أخر تقصدينه
قالت فيولا برضا بينما فتحت ليانا شفتيها لتعترض إلا أنها عادت وشدتهما عائدة نحو طبقها وهي تقول باقتضاب
- لا أعدك بهذا .
أخذت فيولا تجول بنظرها بالمدعوين وابتسامة رقيقة تنير شفتيها لرتدئهم ما قد يخطر على البال وما قد لا يخطر من أزياء تنكرية والوان مختلفة بينما انتشر المهرجون الذين يتنقلون بالصالة يؤدون حركات بهلوانية ممتعة ابتسمت بود وهي تراقب جيرالد يقترب منها وقد بدا بهي الطلة ببذلة ضباط الجيش المليئة بالأوسمة وما أن وصل إليها حتى تناول يدها ذات القفاز الطويل الذهبي ليرفعها نحو شفتيه فأمسكت بدورها بثوبها الواسع ذا الطبقات لتنحني له قليلا وقد رفعت شعرها بتسريحة أنيقة تليق بثوبها الذي اختلطت طبقاته بلونين الأبيض والذهبي لتبدو كإحدى الأميرات حرك يده الأخرى نحوها مقدما لها وردة حمراء تناولتها منه وتحركت لتراقصه قبل ان تعود للوقوف بجوار بنات عمها وقد أخذن بالثرثرة حول من بدا جذابا بلباسه ومن بدا مضحكا بينما كان يعم المرح بين الجميع فلبت فيولا دعوت مارتن وديفيس للرقص وعادت للوقوف بجوار بنات عمها المتضاحكات من جديد
- ماذا هناك ( تساءلت بابتسامة ) وهي تحدق بكوني التي ارتدت زي الساحرة وبأندي التي ارتدت ثوبا كثوب ليانا بخلاف لونه
- لقد حصلت على ثلاث زهرات فقط ( قالت كوني معترضة ومستمرة ) يبدو أن عصاي السحرية لا تعمل بشكل جيد
توسعت ابتسامتها لسخرية كوني من نفسها قبل أن تعود بنظرها نحو الراقصين وهي تقول بابتسامة
- لا عليك فمازلنا في بداية الحفل ( ونقلت عينيها بين الموجودين قبل أن تضيف ) لقد حضرت العمة ستيل سأذهب لتحيتها من ترغب بمرافقتي
- اذهبي بمفردك ( قالت كوني واستمرت ) أنت تعلمين أنها تكثر من الانتقاد لذا لا ارغب بتحيتها ألان
هزت ليانا واندي رأسيهما مبديات عدم رغبتهما أيضا فتحركت بمفردها لتقف بجوارها وتحيها بود لتظهر السعادة على ستيل وهي تحدق بالوردات الثلاث التي تحملها فيولا قائلة
- أرى أنك لم ترقصي كفاية ( ابتسمت بود قائلة )
- مازال الحفل في بدايته
- إذا أنت تستمتعين بجمع الورود
- في الحقيقة عمتي استمتع بالرقص .. آه ( أضافت وقد مر من جوارها احد المهرجين وهو يقفز مما جعلها تخطو إلى الخلف متراجعة من أمامه لتصطدم بمن خلفها لتنظر إلى الخلف مستمرة ) ارجوا المع
ابتلعت كلماتها وهي تلاقي عيني نايل الذي حرك رأسه نحوها هو الأخر قبل أن تضيق عينيه لرؤيتها فبدا الاستنكار بعينيها وأشاحت برأسها عنه بعدم رضا لتعود نحو عمتها التي قالت
- تستمتعين بالرقص اذا
- اجل كثيرا كيف هو العم كايد أمازالت ذراعه تؤلمه
- أن الطبيب يحضر باستمرار لزيارته ارجوا ان يتحسن قريبا
اشتد اغمقاق عيني نايل وهو يعود للنظر إلى الرجل الواقف أمامه يحدثه دون قدرته على تجاهل فيولا الواقفة خلفه عليه الاعتراف أنه كلما التقى بها كلما ساء مزاجه اعترافه بهذا لنفسه زاد من تجهمه قبل أن تتوقف عينيه على المهرج الذي قفز بمرح وهو يقدم وردة إلى أحدى الفتيات ليخف تجهمه ببطء وقد بدا التفكير عليه وعينيه تلتمعان برضا .
- إذا كيف كان الأمر هل قامت بإعطائك بعض النصائح كي ترتبطي سريعا فهذا ما تثابر بمحادثتي به
بادرتها كوني وهي تعود للوقوف بجوارهم فأجابتها وهي تحدق بليانا التي تراقص احد الشبان الذي تنكر بزي فارسا اسود وقد احكم إخفاء نفسه
- لا ضرر من الإصغاء لها فلا تنسي أنها في الثمانين من عمرها وقد مر عليها الكثير
- هاهو كارل ( قاطعتهم اندي قائلة ومستمرة ) قادم لدعوة إحدانا من تراها ستحصل على وردة جديدة
همت فيولا بالنظر نحو كارل الا انها لم تفعل واندي تصدر شهقت اسرعت باخفائها لتشاهد أحد المهرجين الذي حمل باقة كبيرة من الورود الجورية الحمراء يقترب منهم لتراقبنه الفتيات بترقب ودهشة ليتوقف أمام فيولا مقدما لها الباقة بقيت عينيها ثابتتين على الباقة لوهلة ثم حركت رأسها قليلا لتحدق بالمهرج وهي تقول بشك لوقوفه أمامها
- أهذه لي
حرك رأسه بالإيجاب ووضع الباقة بين يديها وتحرك مبتعدا وهو يلتف ويقفز نقلت نظرها عنه نحو الباقة الكبيرة التي أصبحت بين يديها والمليئة بالورد الجوري المخملي الأحمر
- أن بها أكثر من مئة وردة ولاشك ( تمتمت كوني المندهشة ومستمرة ) من أرسلها يريد مراقصتك حتى نهاية الحفل
- عرفنا ألان من حصلت على أكثر عدد من الورود ( قالت اندي متذمرة ومضيفة وهي تنظر حولها وترى العيون الفضولية التي تنظر نحوهم ) وجدوا ما يتحدثون عنه غدا
بينما كانت بنات عمها تثرثرن وقد بدت الغيرة عليهن رغم محاولتهم إخفاء ذلك كانت فيولا تتأمل ما بيدها بصمت وحيرة شديدة
- أين هو مرسلها لما لم يحضر لمراقصتك
تساءلت اندي وأضافت كوني
- لابد أن من قام بذلك أراد إزعاج جيرالد .. انظروا إليه
نظرت نحو جيرالد المتجهم الذي يقف مع مجموعة من أصدقائه محدقا بها بعدم رضا مما جعل حيرتها تزداد فلقد اعتقدت أنه من أرسلها بينما أضافت كوني وهي تنظر حولها
- أين مرسلها اليس عليه الحضور لاصطحابك لمراقصته
رمشت بحيرة وهي لا تستطيع التفكير بأحد قد يرسل لها هذه الباقة وشعرت بوجنتيها تحمران للأعين الكثيرة المحدقة بها لتبتسم بارتباك لجدتها التي ابتسمت لها وهي ترى حرجها وهمت بالعودة برأسها نحو كوني التي حدثتها ولكنها لم تفعل وقد توقفت عينيها على نايل الذي التمعت عينيه بسخرية عندما وقع نظرها عليه دون أن تفارق الجدية وجهه فأشاحت بنظرها عنه بسرعة لا لا من المستحيل أن يكون من ولكن تلك النظرة التي رمقها بها وعادت ببطء نحوه لتراه قد انشغل بالحديث مع مرافقته فنقلت نظرها ببطء بمن حولها دون أن يفوتها الأعين الفضولية التي تتابعها مما جعلها تبتلع ريقها وتظهر ابتسامة على شفتيها وهي تعود نحو جيرالد لتنخفض له قليلا شاكرة بدت المفاجئة عليه قبل أن يحرك رأسه لها من بعيد والحيرة بادية عليه فعادت نحو كوني وداني هامسة بثقة كاذبة
- إنها جميلة اليس كذلك
- اجل وعلى ما يبدو أنك وجيرالد على وفاق تام ( شعرت ببعض الارتياح فهذا ما أرادت أن يعتقده الجميع لذا قامت بشكره بشكل واضح ولكن من المستحيل أن يكون ما فكرت به صحيح ولكن لو كان هذا غير صحيح أين هو مرسلها لما لم يتقدم لمراقصتها عادت لتتلفت حولها ببطء وتفكير بينما استمرت كوني ) على ما يبدو أنه يشعر بالغيرة ولا يريد أن تراقصي أحدا غيرة لذلك حجزك لباقي الحفل
- هذه أنانية منه فهو يعلم أن لا أحد سيتقدم لمراقصتك ألان وها هو منشغل مع رفاقه
قالت اندي واستمرتا بالحديث ولكن فيولا لم تكن تصغي وهي تحاول تجاهل ذلك الشعور الذي يضغط على صدرها دون أن تفلح متمنية أن يتقدم أحدهم لإعلامها أنه من أرسل لها هذه الباقة ولكن هذا ما لم يحصل مما زاد ضيقها ما الذي عناه بهذا التصرف لقد ابعد كل من يرغب بمراقصتها بهذا الشكل أيجرؤ حقا على فعل هذا بها عادت عينيها لتجولان حولها تبحث عن نايل ومازالت لا تصدق أن يكون هو من أرسلها لتتوقف عينيها عليه وهو يراقص غرين كلاوديت وقد ارتدا بذلتلا سوداء انيقة لما لا يدعها وشأنها لما لا يفعل انها تكرهه ويجروء على اتهامها بانها تسعى اليه بحق ياله من مغرور متسلط
- فيولا ( تمتم جيرالد باسمها وهو يقف بجوارها دون أن تتنبه له وقد عم الصخب جميع الحفل فنظرت إليه خارجة من افكارها وحركت رأسها متسائلة لعدم تمكنها من سماع ما يقوله فنحنا نحوها مكررا ) لست من أرسل لك باقة الورود
- لم تكن أنت
هز رأسه لها بالنفي فنظرت نحو الباقة التي بيدها ثم نحو الطاولة التي تجلس عليها عائلتها لتشاهد جدتها وجدها ينظران نحوها قبل أن تعود نحوه قائلة
- على ما يبدو أنها وصلت لي بطريق الخطء لهذا لم يظهر مرسلها كما أني لا أمانع مراقصتك لذا دعني أضعها جانبا أولا
ونظرت نحو كوني مقدمة لها الباقة ثم تأبطت ذراعه فبدا الارتياح على ملامحه وهما يتحركان معا لتراقصه وكما توقعت لم يقترب أحدا منها طالبا مراقصتها من جديد بينما انشغل جيرالد مع بعض أفراد من عائلته فتناولت كوبا من العصير ورفعته نحو شفتيها وهي تراقب ما يجري حولها دون أن يفتها مراقصت ليانا المتكررة للشاب المتنكر بزي فارس مما أشعرها بالضيق فلابد وأنه براون ان جرائتهما لا تحتمل انهما طائشان وسيتسببان بكارثة في النهاية وليانا لن تصغي لها أنها تعلم هذا تحركت نحو باب الشرفة لتخرج وتقف قرب سورها من الأفضل لها الابتعاد قليلا وإلا أنها ستتجه نحوها لتبعدها عنه تلك الحمقاء عليها الاعتراف أن إصرارها وجرأتها لا يستهان بهما فاثنين من أشقائها بالإضافة لباقي أفراد عائلتها هنا وهي لا تأبه
- ليس عليك سوا مرافقتي
- أنت جاد
خرجت من شرودها على هذه الأصوات التي تقترب منها فرفعت كوبها لشفتيها وهي تثبت عينيها أمامها وقد تعرفت بسهولة على صوت نايل الذي قال
- اجل أن رغبتي بالحضور ما عليك إلا إعلامي
- يسرني هذا ( قالت غرين كلاوديت بحماس ونظرت خلفها وقد خرجا نحو الشرفة مستمرة وهي ترى والدتها تشير لها بالاقتراب ) هلا عذرتني قليلا
حرك رأسه لها بالإيجاب ليتابعها وهي تبتعد ليعود بنظره إلى ما أمامه ليثبت على ظهر فيولا بدا التفكير عليه لوهلة قبل أن يقترب منها وهو يقول
- لما كلما نظرة حولي أراك أمامي ( رغم أن عينيها قد ضاقتا لقوله الا أنها عادت لرفع كوبها متجاهلة إياه فاستمر وهو يقف بعيدا عنها محدقا بما أمامه ) منذ زمن طويل لم تثر فتاة فضولي كما فعلت مؤخرا .. أرى أنك تخشين محادثتي هنا ( أضاف لصمتها واستمرا بابتسامة ) هل لاقت باقة الورود استحسانك أم أنها لا تتماشى وذوقك ( حدجته بنظرة نفور وعادت الى ما امامها فأضاف ) رغم أن جيرالد من حصد نظرات الإعجاب ولكني واثق من أنك تعلمين من أرسلها ( رفعت ذقنها بتعالي رافضه النظر اليه بينما راقبها بصمت وقد زاد تجهمه فهي حقا تثير حنقه لذا أضاف ) سرني جدا عدم تمكنك من الاستمتاع بالحفل
- اشكر صراحتك ( قالت بغيظ واستمرت ) هل عليك محادثتي حقا ألا تستطيع تجاهل وجودي
- أستطيع وبكل سهولة ( قال وهو يستدير بوقفته مسندا ظهرة بالشرفة ومستمرا وعينيه تراقبان ما يجري بالداخل ) ولكن بما أن محادثتي لا تروق لك فهذا الأمر يروقني فأنت مصدر إزعاج لي منذ التقيت بك
- وتجرؤ على اتهامي اني سعيت لمحادثتك سابقا ما الذي تفعله انت الان .. لما لا تعلمني ماذا يرتدي شقيقك اليوم اتعلم .. انظر جيدا من يراقص واعلمني من جديد اني اختلق الامر
همست باستنكار غير مصدقة أنها تتبادل هكذا حديث معه بينما نظر نحو غرين التي عادت باتجاه الشرفة ليقول قبل أن تقترب اكثر
- لقد غادرت قريبتك برفقة أخي أن كان يهمك معرفة الأمر
هذا لا يحدث حقا تمتمت لنفسها وأسرعت بالتحرك نحو الداخل لتجول عينيها بالراقصين علها تراها ولكنها لم تكن مما زاد من توترها فأخذت تتخطى الناس وهي تجول بنظرها بينهم لتتوقف ببطء وهي ترى ليانا تقف قرب اندي وهما تتحدثان لتدب الحيرة بها فعادت برأسها ببطء نحو باب الشرفة لترى غرين تقف امام نايل هذا هو الامر اذا اشاحت برأسها عنهما محاولة تجاهل ذلك الشعور الذي أخد يضيق بصدرها وتحركت لتقف بجوار ليانا واندي التي تساءلت
- ما بك لا تبدين مستمتعة رغم أنك من نال الاهتمام الأكبر هنا
اكتفت باصطناع ابتسامة مخفية ما يدور في صدرها في هذه اللحظات وما أن همت ليانا بالتحرك من جوارهما حتى أسرعت بالإمساك بها قائلة بجدية وبصوت هامس
- أحذرك من معاودة مراقصته من جديد
بدا عدم التصديق على ليانا وسحبت ذراعها منها قائلة
- لا يحق لك هذا
- بل يحق وخالفي ما قلته وسترين ما سأفعل
ثبتت عيني ليانا عليها للحظه قبل أن تبتلع ريقها بتردد قائلة لجدية فيولا التي لم ترمش حتى
- أنه ليس هنا
- أتعتقدين أنه سينطلي علي هذا القول
- بربك فيولا ما بك ( همست بجدية مستمرة ) دعك مني فيحق لي مراقصة من أشاء فلا تفسدي علي الامسية
وابتعدت قبل أن تستطيع منعها لن يمر الأمر بسلام لن يمر أنا واثقة همست لنفسها بقلق وهي تتابعها لا يكفيها ليانا التي اتلفت اعصابها هي وبراون حتى ياتي نايل ايضا اخذت تراقبها بما تبقى من الأمسية لتتنفس الصعداء عند مغادرتهم .
- الم تنتهي منها بعد ( تساءلت ليانا في اليوم التالي وهي تدخل إلى غرفتها لتراها منشغلة بتطريز المزيد من المناديل مضيفة ) لقد فاتك الإفطار ليس من عادتك التأخر بالنوم
- لم انم ألا في ساعات الصباح
أجابتها باقتضاب بينما شردت ليانا بباقة الورود الحمراء التي وضعت بمزهرية قرب النافذة قبل أن تقول
- لم أتوقع أن يكون جيرالد رومانسيا هذا لا يبدو عليه ( وابتسمت متابعة وهي تتحرك لتجلس أمامها ) من كان ليتوقع .. من الجميل احتفاظك بها هنا
- تركتها في الحفل البارحة فأحضرتها لي والدتك اخذتها منها وتركتها على الطاولة في الاسفل فاحضرتها جدتي وهي تقول انها فال حسن ووضعتها في المزهرية ووضعت لها الماء فقط لو تعلم الحقيقة
- حقيقة ماذا
- اني لا احب هذا النوع من الزهور
- ولكنها جميلة جدا
- لست اراها هكذا
- ولكنها من جيرالد عليك ان .. ان .. لا اعلم .. الا تشعرين نحوه بشيء ( التزمت فيولا الصمت مدعية انشغالها بما بيدها فأخذت ليانا تتأملها بصمت قبل أن تقول بصوت خافت جاد ) ماذا سيحدث برأيك أن أبدا براون رغبته بالارتباط بي
رفعت عينيها ببطء نحوها لتتجمدا عليها لوهلة قبل أن تتساءل بهدوء غريب
- هذا ما كان يملأ رأسك به أمس
- أه أرجوك دعي كرهك لآل كريمر جانبا وفكري بي أنا
- كرهي لآل كريمر ( كررت قولها ثم تنهدت متابعة ) بربك تريدين أن تعلمي ماذا سيحدث أن علموا أن براون يريد الارتباط بك سيقتلونه هذا ما سيحدث
بدت المفاجئة على وجه ليانا وأخذ وجهها بالاحمرار بالتدريج وهي تهمس
- لست جادة لن يصل الأمر إلى هنا أنت .. أنت تبالغين لن يقوموا بإيذائه
- ما الذي يجعلك واثقة من هذا .. أنت فتاة وحيدة لك ثلاث أشقاء لا يحتملون المرور من جوار آل كريمر فما بالك أن جاء فرد منهم وأعلمهم برغبته الارتباط بشقيقتهم وهم ليسوا على وفاق منذ نشأتهم ام نسيت كل تلك الصدامات التي كانت تحدث بينهم انا سمعت بما كان يجري بعكسك فالقد رأيت بنفسك ما كان يحدث بين شقيقك جيسون ونايل وبين شقيقاك الاخران وابناء عم براون لذا لا تسأليني فقط عودي بذاكرتك الى الخلف قليلا
- لقد كنت طفلة صغيرة حينها ولا اذكر الكثير كما أن .. أن أشقائي ليسوا بهذا السوء
- حقا ووالدك هل سيقبل بهذا ماذا عن جدك رباه وكأنك لست منا ولا تدركين كيف هي الأمور هل تخدعين نفسك أم تحاولين إيهامها بان الأمور على ما يرام
رفعت ليانا رأسها إلى الأعلى وقد استرخت بمقعدها هامسة
- لابد وان هناك حل لهذا ( هزت فيولا رأسها بيأس قبل أن تقول وهي تعود لتطريز )
- أن كنت حقا تهتمين لأمر براون ابتعدي عنه ولا تعودي لرؤيته
- وعدته بأن أراه اليوم سأعلم والدتي أنني سأذهب لأحضر لك بعض الأشياء من البلدة
- لا لن تفعلي
- نفذت كل الحيل التي لدي وهي لم تعد تريد أي شيء من البلدة
- سأعلم والدتك أنك ذاهبة لملاقات براون أن غادرت المنزل بمفردك أقسم لك على هذا لن أكون شريكتك بهذه التصرفات الغير عقلاني
بدا القلق على ليانا وهي تهمس
- لست جادة
- بلا أنا كذلك هذا لصالحك ( بدا الحزن على وجهها وهي تهمس )
- ولكنه بانتظاري
تعمدت فيولا العودة نحو عملها دون إجابتها فأخذت ليانا تتأملها للحظات قبل أن تتحرك مغادرة بغيظ والدموع تتجمع بعينيها فتركت ما بيدها محدقة بحزن بالباب ولكن لا تستطيع مساعدتها وهي تعلم إلى ما ستؤول إليه الأمور عقصت شفتها وهي تنظر الى باقة الورود لتتحرك نحوها وتحملها متجها نحو غرفة ليانا لتدخل اليها قائلة وهي تضعها على الطاولة بينما نظرت ليانا التي ارتمت على السرير بعينين دامعتين نحوها
- دعيها هنا لا استطيع احتمال وجودها في غرفتي
وتحركت مغادرة لتتعلق عيني ليانا بالباب قبل ان تعود لتجهش بالبكاء .
- فيولا أعدي نفسك بسرعة فسأغادر إلى يوهانس
- يوهانس ( هزت جدتها رأسها لها فتركت الأطباق التي كانت تهم بوضعها في الخزانة مضيفة بقلق ) هل حدث شيء
- وصلتني برقية من فاليري بأنها بحاجتي
- الم .. تعلمك ما السبب
- لا ولكنها لا ترسل خلفي بهذه الطريق ألا إذا كان الأمر مستعجل
- حسنا سأكون جاهزة خلال دقائق
- ألا تصطحبيني أنا أيضا جدتي
أسرعت ليانا التي كانت تساعد فيولا بترتيب الخزانة بالقول مما جعل غرايس تقول
- وما حاجتك بالذهاب إلى يوهانس
- ولما فيولا إذا
- لأنها تستطيع رؤية والدتها فقط بهذه الطريقة هيا أسرعي فيولا
تحركت فيولا خلف جدتها وليانا تتمتم بعدم رضا
- ليكن .. سأتخلص منك أخيرا
لمحتها فيولا بعدم رضا فرفعت كتفيها لها بعدم اكتراث قبل أن تعود لتتابع عملها وتسترخي ملامحها على الأقل ستستطيع رؤية براون ألان دون رقابة فيولا التي تحاصرها بدا عليها الرضا وتابعت عملها باستمتاع .
اختفت الدماء من وجه فيولا التي تحدق بعمتها فاليري والتي أضافت
- لم أجد طريقة أخرى لإعلامك بها فأنا اعلم أن والدي متشدد بما يختص بوالدتك ولم يمضي على زيارتك لها الكثير فقلقت من عدم سماحه لك بالحضور
- أمازالت في المشفى
- غادرت بالأمس وهي أفضل حالا ألان ولكن اعلم أنها ترغب برؤيتك
- سأذهب لرؤيتها ألان
- لقد طلبت من السائس إعداد العربة التي ستوصلك إلى المحطة إذا لم تمانع والدتي بالتأكيد
هزت غرايس رأسها بالنفي قبل أن تقول بهدوء
- تعلمين أني لا أستطيع مرافقتك رغم رغبتي بهذا فلقد أصر جدك على عدم محادثتنا لكاثرين ولأكون صادقة لم يصفى قلبي لها بعد
- لقد توفي والدي جدتي وأمي لم تقترف خطأ بزواجها من جديد
- لن نعود للحديث حول هذا ( قاطعتهم فاليري قائلة فالتزمت فيولا الصمت ولقد ساءها دائما موقف عائلة والدها من والدتها بعد زواجها وبرغم ذلك لم يمنعوها هي أو أليك من رؤيتها بين الحين والحين فاستمرت فاليري ) ستنتظرك والدتي هنا حتى عودتك
هزت رأسها بالإيجاب قبل أن تتساءل وهي تتحرك لتقف
- هل يعلم أليك
- اجل فهو من طلب مني إعلامك فلقد امضي إجازته بقربها ولم يستطع الذهاب إلى نيوترن لإعلامك
- أراكما عند عودتي إذا .. وداعا
صعدت بالقطار المتوجه نحو سكوتلا لتجلس بجوارها سيدة مسنة وأمامها حفيديها احدهما في الحادي عشر والأخر في الثانية عشر عادت بنظرها نحو النافذة وعقلها يأخذها بعيدا إلى حيث والدتها ما الذي جعل صحتها تتدهور بهذا الشكل بدت على مايرام في أخر مرة رأتها بها شردت بعيدا والوقت يمر بهم وهي تراقب نافذة القطار الذي اخذ يزيد من سرعته مما جعل المرأة المسنة الجالسة بجوارها تقول
- لماذا يزيد من سرعته بهذا الشكل
نظرت إليها ثم إلى الصبي الذي يجلس أمامها والذي اخذ يتلفت حوله قبل أن تتابع الرجال الثلاثة الذين تحركوا في الممر ليتجهوا نحو المقطورة الأخرى فتحرك الصبي ليتبعهم بينما قالت جدته
- إلى أين أنت ذاهب احضر إلى هنا
ولكنه لم يستجيب لطلبها وغادر فعادت فيولا بنظرها نحو النافذة وقد غادرت الشمس السماء ومازالت تشعر بازدياد سرعة القطار وكذلك باقي الركاب مما جعل الهمهمات والهمسات تكثر بين المتواجدين ليعود الصبي للجلوس بقلق في مكانه وهو يقول لجدته بلهفة
- يقولون أن القطار قد خرج عن مساره الصحيح
- وكيف يحدث هذا ( أسرعت جدته بالقول بذعر بينما توقفت عيني فيولا عليه وهو يقول )
- الرجال ذهبوا إلى مقطورة السائق ليروا لما لم يحول مساره نحو اليمين في التقاطع الذي مررنا منه لان هذه الطريق غير مكتملة
أخذت تتلفت حولها قبل أن تعود بنظرها نحو النافذة والقلق يدب بها لتعود نحو أحد الرجال الذي أسرع بالدخول إلى مقطورتهم وهو يقول
- لقد حدث عطل في القطار والسائق يحاول إيقافه دون جدوى
ما أن أنهى الرجل كلماته حتى كان الركاب الذين دب بهم الرعب قد تحركوا نحوه ليتخطوه ومنهم حفيدا المرأة المسنة التي تهم بالتحرك أيضا وهي تقول لهما
- انتظرا ( نظر إليها أكبرهما قائلا قبل أن يتابع ابتعاده بسرعة )
- لن تنجي أن قفزتي من القطار ( أسرعت فيولا بإمساكها من ذراعها وهي تقول بتوتر )
- سيغادرون القطار
- لا اعلم بنيتي
تمتمت هي الأخرى بقلق وأخذت تتلفت حولها وقد تزاحم الركاب بين المقاعد ليغادروا المقطورة فساعدتها لتقف وهي تقول
- سنذهب إلى حيث يذهبون
وما كادت تنهي قولها حتى فقدت توازنها بشكل مفاجئ كما حدث مع الجميع لترتمي على المقعد خلفها وكذلك السيدة المسنه لتعم الفوضى والقطار يخرج عن مساره ليميل ويرتطم أرضا على جنبه مما جعلها تصرخ وهي تنكمش على نفسها وزجاج النوافذ يتطاير في كل مكان بالإضافة إلى ثقل السيدة المسنة التي سقطت فوقها لتتنفس بصعوبة وعدم تصديق وهي تشعر بالهدوء الغريب الذي حدث بعد توقف المقطورة عن الحراك لتهمس بصعوبة وهي تحرك يديها محاولة مساعدة السيدة المسنة التي ارتمت فوقها وهي تئن
- لقد توقف .. أأنت بخير هل أصبتي
كثرت الهمسات قبل أن تتعالى الأصوات ويبدأ الركاب بالوقوف لتمر الدقائق التالية بصعوبة وقد اقترب منها احد الرجال لمساعدتها بإخراج السيدة المسنة وقد تحركت مغادرة المقطورة من احد النوافذ التي هشمت بالكامل إلى الخارج وهي تسندها بينما تدافع الركاب بالخروج لتتلفت حولها محدقة بما يجري خارجا لتقترب من مجموعة قد جلست أرضا وقد سالت دماء إحدى السيدات فقامت بإجلاس المرأة المسنة بجوارها ووضعة حقيبة يدها بجوارها ثم أخذت بتمزيق قطعة من ثوبها الداخلي لتضعه على جرح السيدة التي تعاني من الصدمة والتي هزت رأسها لها شاكرة وهي ترفع يدها لتضعها على جرحها بينما صاح احد الرجال وهو يساعد شابا بالسير
- نحتاج إلى المساعدة هنا
نظرت فيولا نحوه قبل أن تعود إلى السيدة قائلة وهي تتحرك من مكانها
- استمري بالضغط عليها
لتقترب من الرجل الذي أسرع بالقول وهو يراها تمسك بذراع الشاب
- أن ساقه في حالة يرثى لها
- أجلسه أرضا
طلبت منه وهي تنحني لترفع بنطاله قليلا متجاهلة الضوضاء والفوضى التي تعم المكان لتضم شفتها وهي ترفع نظرها نحو الشاب الذي اختفت الدماء من وجهه المليء بالألم وهو يشد شفتيه بقوة مانعا نفسه من الصراخ لتهمس للرجل
- أن إصابته بليغة احتاج إلى القماش
- انتظري سأحضر بعض الحقائب التي رميت خارج القطار
لا تعرف كيف مر الوقت وقد انضمت إليها بعض الفتيات لمساعدة المصابين الذين اخذ عددهم بالتزايد لينتابها الإرهاق دون أن تعطي نفسها فرصة للتفكير بمدى الألم الذي يشعر به جسدها المنهك وقد أمسكت قطعة القماش للفتاة التي تلفها على يد إحدى السيدات المصابات
- تناولي الطفلة لابد وأنها بحاجة للمساعدة
قالت الفتاة التي أحكمت العقدة حول يد المرأة فتحركت فيولا نحو الرجل الذي يحمل طفلة لا تتجاوز الخامسة بين ذراعيه وقد أخرجها للتو من حطام القطار ليقترب منهم وسط ظلمة هذه الليلة قائلا
- لقد فقدت وعيها بعد أن أخرجتها
- دعني أخذها
تمتمت وهي تتناولها منه ولكن تجمد يديه وهو يقدم لها الطفلة جعلها ترفع نظرها إليه لتتوقف هي الأخرى جامدة لثواني وهي تلاقي عيني نايل كريمر الذي لا تقل مفاجئته عن مفاجئتها فسحبت الطفلة من بين يديه بتمهل وارتباك لا تعرف سببه وهي تعود بالنظر إليها لتحملها مبتعدة فتابعها قبل أن يتحرك عائدا بأدراجه ليعود بعد قليل بصحبة سيدة قد تعرضت لبعض الجروح من الزجاج الذي تطاير من نوافذ القطار المحطم ليشير لها من بعيد نحو فيولا التي أجلست الطفلة في حجرها وهي تسقيها بعض الماء بعد أن أيقظتها لتهز السيدة رأسها له شاكرة قبل أن تتحرك نحو فيولا التي تحمل طفلتها .
- ماذا الان ( تساءلت أحدا السيدات التي أتت للمساعدة وهي تجلس بجوارها مستمرة ) فعلنا ما نستطيع
- نحن في وسط صحراء قاحلة في هذا الليل البارد ( تمتمت فيولا بإنهاك وهي تحدق حولها )
- قال احد الركاب بأنه توجد بلدة صغيرة على بعد ساعة من هنا
- ساعة من هنا
- اجل سمعت أن بعضهم ينوي التوجه إليها صباحا
أخذ توترها يتناما ما بين قلقها على والدتها وبين هذا المكان الذي علقوا به قبل أن يشد انتباهها جري بعض الرجال بسرعة فأسرعت بالتحرك نحو احدهم وهي تقول بقلق
- ما الذي يجري إلى أين انتم متجهون
- هناك بعض العربات قادمة إلى هنا لابد وأنهم يعلمون أننا هنا
أجابها وهو يتحرك مبتعدا فأسرعت نحوه وهي تحاول أن تجارية في خطواته قائلة
- قادمون لتقديم المساعدة
- اجل لابد وانهم شاهدوت القطار وهو يسلك الاتجاه الخاطئ
فهتف رجل يسير نحوهم برضا وقد بدا الارتياح عليه
- انهم يعلمون بأن السكة غير منتهية فأرسلوا من يطلب المساعدة بعد قليل تصل المزيد من العربات
تنفست الصعداء لهذا وأخذت خطواتها تبطئ وهي تحدق بالعربات التي توقفت وتجمع حولها الركاب وأخذت تنتظر كما فعل البقية وصول العربات الأخرى مع مغادرة العربات الثلاث التي حملت معها بعض الركاب المصابين ومع مرور الوقت وقدوم المزيد من العربات ومغادرتها جلست أرضا بإنهاك وقد كانت الأولوية في الصعود للمصابين وكبار السن والأطفال برفقة أمهاتهم مما جعلها وبعض الفتيات يتنفسن الصعداء حين حان دورهم بالمغادرة لتشعر ببعض الراحة عند انطلاق العربة بهم فلم يبقى ألا القليل من الرجال الذين عملوا على إخراج الجميع قبلهم ولكن هذا الشعور فارقها عند وصولهم إلى البلدة الصغيرة وهي تترجل من العربة وتتلفت حولها وقد عم المكان بركاب القطار الذين سبقوها وكل منشغل بنفسه فأسرعت بإيقاف احد الأولاد الذي سبق لها رؤيته برفقة أسرته عند القطار قائلة
- إلى أين تذهبون ألان
- لقد امتلأ النزلان الموجودان هنا وأبي يبحث عن مكان لنبقى به الليلة
راقبت الصبي وهو يبتعد قبل أن تعود إلى حيث اجتمع عدد من الركاب أمام احد النزل فأسرعت نحوهم لتتخطى عنهم إلى داخل النزل فلا تفكر بعد هذا بقضاء الليلة بالعراء اقترابت من الموظف الذي يهز رأسه بالرفض للمجموعة المتراكمة أمامه من الناس قائلا
- لم يعد هناك مكان .. لا مكان ماذا افعل
- أين النزل الأخر
تساءلت بصوت مرتفع فنظر إليها الموظف وأشار بيده قائلا
- انه بالقرب من هنا
- ذهبت إلى هناك وهو ممتلئ
أجابتها أحدى السيدات التي تمسك بيد طفلين وهي تهز رأسها بيأس وتحركت خارجة فتبعتها وهي تجول بعينيها حولها قبل أن تعود للنظر إليها وهي تسمع الرجل الذي أسرع بالاقتراب من المرأة والطفلين وهو يقول
- وجدت مكان اتبعيني
- أهناك متسع ( أسرعت بالقول فهز رأسه لها بالإيجاب وهو يقول )
- عليك الإسراع أن أردت الحصول على غرفة
أسرعت باللحاق بهما وهي تتأمل المبنى الخشبي ذا الطابقين قبل أن تبطئ سيرها بينما دخل الرجل مع المرأة والأطفال ولكن بعد تردد قليل تبعتهم لتدخل وهي تجول بنظرها بالمكان الذي امتلأ بالعمال الذين على ما يبدو يمضون أمسيتهم هنا وقد انتشروا على طاولات الحانة فابتلعت ريقها واستقامت بظهرها وتابعت سيرها نحو الموظف محاولة تجاهل الأعين التي تلاحقها لتقف خلف الرجل وزوجته وهما يتناولان مفتاح الغرفة من الموظف لتقول
- أهناك غرف فارغة
- اجل
- أريد واحدة ( قالت وهي تهم بفتح حقيبتها فأضاف الموظف )
- أنت بمفردك
- إنها برفقتي ( توقفت شفتيها التي همت بالتحدث بهما عن الحراك وقد تناهى لها صوت نايل كريمر من خلفها ومرت يده من جوارها وهو يضع القطع النقدية أمام الموظف فحركت رأسها بشكل آلي نحوه لتثبت عينيها عليه ولكنه لم ينظر إليها وقد كان نظره معلق بالموظف فأسرعت بالنظر نحو الموظف تهم بالتحدث إلا أنه تمتم قرب أذنها مما أصمتها ) هل نظرت حولك جيدا أن كنت فعلت فأنت تعلمين أنهم لن يدعو فتاة شابة تمضي ليلتها بمفردها ( ابتلعت ريقها وقد تجمد نظرها أمامها قبل أن تحركه ببطء حولها محدقة بالأعين الكثيرة الناظرة نحوها رغم إدعاء بعضهم أنهم لا يفعلون ومنهم من لم يأبه وحدق بها بوقاحة فعادت لابتلاع ريقها من جديد دون الخروج عن جمودها بينما أضاف ) تفكير سليم
- رغم ذلك لن أشاركك الغرفة ( همست وهي تنظر إليه فظهر التهكم بعينيه وهو يهمس )
- لا تعتقدي أني ارغب بذلك ولكني لن أتجاهل وجودك رغم رغبتي الشديدة بهذا إكراما لكاثرين وروفن وليس من أجلك
- أنتما السيدان
تساءل الموظف وهو يقدم المفتاح لهما فتناوله نايل وهو يسحب عينيه عن عينيها ببطء قائلا
- كونر السيد والسيدة كونر ( أسرعت بضم شفتيها وتوترها يتفاقم لقوله قائلة )
- لن أشاركك الغرفة
- كما تريدين
تمتم وهو يتحرك نحو الأدراج فتابعته ثم أسرعت بالنظر إلى الموظف الذي قال لرجل وقف أمامه
- لا لم يعد يوجد لقد ذهبت آخر غرفة ألان
أخرجت الهواء من انفها وقد تراكم في داخل صدرها قبل أن تعود للنظر حولها بتوتر لترى الأعين التي لا تترك أحدا دون متابعته أنهم يخيفونها بحق ولكن هل الوجود برفقة نايل لا يفعل آه همست لنفسها وأسرعت خلفه وهو يصعد الأدراج لتتبعه فتح باب الغرفة وهو يشعر بها خلفه فتحرك داعيا إياها للدخول قبله ففعلت وهي ترفع ظهرها جيدا بكبرياء لتتابع نحو النافذة وتفتح الستار قليلا محدقة بالخارج وتوترها في ذروته دخل نايل خلفها محدقا بظهرها لوهلة وهو يغلق الباب والتفكير العميق باديا عليه ففكرت تواجده برفقتها لبعض الوقت كافية لإفقاده صوابه فغرورها لا يحتمل فما بال الأمر أن كان لعدت ساعات فعاد نحو الباب ليفتحة مغادرا انتفضت رغما عنها وهي تسمع صوت الباب الذي أغلق فاستدارت ببطء نحوه هل قرر ترك الغرفة لها هذا خيارا جيد ولكن غير مطمئن لن تنام أجل ستجلس هنا حتى الصباح أجل هذا ما ستفعله أكدت لنفسها وهي تنظر بارجاء الغرفة بنفور وتحركت نحو المقعد لتجلس عليه محدقة حولها بتوتر فالمكان بالي وما كانت لتفكر بالتواجد به لو كانت في وضع أخر جالت عينيها بين السرير الوحيد الموجود والملتصق بالحائط وبين الطاولة الخشبية الصغيرة جدا والتي يحيط بها كرسيين خشبين في الزاوية وستائر قديمة مهترئة تنسدل على النافذة فهزت رأسها محاولة أن تهدأ من نفسها إنها بضع ساعات قبل شروق الشمس وستتدبر عربة تقلها إلى سكوتلا أخرجت كتابها من حقيبت يدها وأخذت تتفحصه لعلى الوقت يمضي دون أن تشعر ولكنها سرعان ما رفعت عينيها عنه نحو الباب الذي فتح ودخلت منه أمرآة شابة تحمل طفلا لا يتجاوز عامة الأول ليدخل خلفها رجل ثم نايل الذي تعلقت عينيها به والمرأة والرجل يلقيان التحية فردت عليهما بارتباك وهي تقف بينما قال نايل
- لقد دعوتهما لمرافقتنا بما أن الحصول على غرف فارغة أصبح مستحيلا ألان
- ارجوا أن لا نسبب لكما الإزعاج ( إضافة السيدة بود فهزت فيولا رأسها بالنفي قبل أن تقول )
- لا بالتأكيد أهلا بكما يسرنا ذلك بل الأمر جيد ف كما ترون إن الوقت يمر ببطء شديد بسبب ما نحن به .. تفضلا
أضافت وهي تتجاهل النظر إلى نايل من جديد فاقتربت السيدة للجلوس على السرير بينما جلس زوجها على الكرسي الخشبي بجوار الطاولة لينضم إليه نايل بعد أن تخلص من سترته لينشغلا بالحديث معا بينما أخذت فيولا تراقب المرأة وهي تحاول جعل طفلها ينام قبل أن تتساءل وهي تحدق بها بود
- إلى أين أنتما متجهان ( مرت لحظة صمت قبل أن تقول )
- سكوتلا
- أعلمنا السيد كونر أنكما استطعتما الحصول بصعوبة على هذه الغرفة
- اجل ف كما ترين لا احد يرغب بالمبيت خارجا خاصة بهذا البرد
- أدعى أميلي وزوجي جون نحن من براغ وأنتما
- إننا من ( تمتمت بتفكير فلا ترغب حقا بإعلامها بالكثير عن نفسها )
- نحن من شمال روبريت وأنتما ( تدخل نايل قائلا )
فنظرت إليه لتتعلق عينيها بعينيه للحظة لهذه الأكذوبة قبل أن تنظر كما فعل نحو جون الذي قال
- إننا من براغ كنا ننوي النزول في فون لزيارة أقرباء لنا
- اليست البلدة المجاورة ( تساءل نايل )
- هذا صحيح كنا ننوي المتابعة إلى هناك ولكننا لم نجد من يقلنا أصحاب العربات انشغلوا بإحضار الركاب ولم يرغب أحدون منهم بإيصالنا رغم عرضي لمبلغ مغري لذلك
- بما أن الطقس يهدد بسقوط الأمطار فلن تجد من يصحبك إلى هناك خوفا من اضطرارهم للبقاء هناك في حال هبت عاصفة
- تبدو على معرفة تامة بالمنطقة
- اجل
أجابه نايل باقتضاب وهو يتعمد الانشغال بإخراج سيجارته فنظرت أميلي إلى فيولا ثم إلى نايل قبل أن تتساءل باهتمام
- الديكما أطفال
ثبتت مقلتيها على أميلي وهي تشعر بالدماء الحارة تصعد إلى وجهها ولم تحاول النظر نحو نايل الذي تجمد للحظة وعينيه تتعلقان بها وهي تحاول كل جهدها قول شيء أي شيء يخرجها مما هي به قبل أن تتحدث بصوت غير واضح
- إننا لسنا حقا
- مازلنا حديثي الزواج لذا ( قاطعها نايل قائلا فقالت اميلي وهي تلاحظ حرجها )
- ارجوا المعذرة لم اقصد إحراجك
اصطنعت فيولا ابتسامة قبصعوبة قبل أن تقول وهي تنظر نحو الطفل الذي بدأ يغفو
- كم يبلغ من العمر
لتنشغل بالحديث متعمدة الابتعاد في حديثها عن أي أمر يخصها ونايل ولم تمضي ساعتان حتى كانت فيولا تقراء بكتابها وأميلي جلست بسترخاء بجوار طفلها النائم على السرير نصف نائمة بينما اخذ جون ونايل يلعبان بالشطرنج حركت عينيها عن الكتاب أمامها محدقة بنايل وجون المنشغلان قبل أن تثبت على نايل متأملة اياه فبرغم عدم معرفته بجون فهو يتعامل معه بود لو لم تكن تعلم من هم آل كريمر لقالت أن هذا الرجل متواضع ولكن ما خفي كان أعظم هل سيطالب روفن بتحسين سعر خيوله لمساعدته لها أهذا سبب مساعدته لها كانت لتستطيع تدبر أمرها دون تدخله حرك نايل عينيه نحوها ليلاقي عينيها المحدقتان به ورغم ضبطه لها ألا أنها وبهدوء شديد سحبت عينيها عنه لتعود نحو كتابها دون اكتراث قبل أن تنظر نحو الباب كما فعل الآخرون لطرق عليه فتحرك نايل نحوه ليبادره الرجل الواقف أمامه
- السيد جون هنا ( تحرك جون نحوه ليستمر ) قيل لي انك كنت تبحث عن عربة تقلك إلى فون
- اجل هذا صحيح
- سأنطلق خلال دقائق أن رغبت بالحضور
- الديك مكان لاثنين آخرين
تساءل نايل فهز الرجل رأسه بالنفي قائلا
- لا برفقتي عائلة أخرى
تحركت فيولا نحوهم متسائلة بينما توجه جون نحو طفله ليحمله وأميلي تنهض
- ألا يوجد عربات أخرى متجهة إلى هناك
- لا
أجابها مما جعل خيبة الأمل تنسل إليها ولكنها سرعان ما اصطنعت ابتسامة لأميلي التي اقتربت منها شاكرة هي وجون ثم غادرا لتعود نحو مقعدها بتجهم لتتناول كتابها ونايل يغلق الباب خلفهم قائلة بعدم راحة
- ألا تستطيع حقا إغراء احدهم بالمال لاصطحابنا إلى هناك
وأمام عودته للجلوس في مكانه دون إجابتها رفعت عينيها نحوه لتراه ينظر إليها فقال بهدوء
- أن وجودي هنا برفقتك ليسرني أكثر من فعل هذا
مرت لحظة صمت بينهما قبل أن تقول بتوتر مغتاظة من سخريته منها
- لا أصدق حقا انك عاجز عن تدبر الأمر
- إنهم يرفضون الخروج بهذا الوقت فلقد أرهقوا وهم يقومون بإحضارنا من حيث توقف القطار ثم هناك قطاع الطرق الذين يستغلون هذه الفرص في الطريق و
- ولكن هذا الرجل سيذهب
- اجل لأنه على معرفة وطيدة بقطاع الطرق وهو يعلم أنهم لن يمسوه وألا لما تجرئ على الخروج من هنا بهذا الوقت
بدا عدم الاقتناع عليها ورغم ذلك عادت نحو كتابها تدعي انشغالها به وقد جلست مستقيمة الظهر بينما بقيت عينيه ثابتة عليها كم يرغب بهز ثقتها بنفسها إنها حتى غير مكترثة لبقائها بمفردها برفقته تململت لمراقبته لها لتقول دون أن ترفع نظرها عما أمامها
- حديثي الزواج إذا الم تجد أمرا أخر لتقوله
- أكنت ترغبين بأن يعلما أننا سنتشارك هذه الغرفة ونحن غير مرتبطان
رفعت نظرها إليه وهي تقول بتجهم
- إذا أنت تدرك أن هذا غير لائق
ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيه سرعان ما أخفاها وهو يقول بجدية
- أكنت تفضلين مشاركت غيري بها ( وأمام تجهم ملامحها أضاف ) هذا ما كان ليحدث لو بقيت بمفردك هنا
- إذا علي شكرك لحمايتي مما كان ليحدث
- بالتأكيد ( أجابها بثقة على سخريتها مما جعلها تأكل حافة شفتها من الداخل قبل أن تقول )
- ما الذي تنتظره مقابل هذا
حرك عينيه بوجهها والتفكير باد عليه قبل أن يقول بمتعة حاول إخفائها دون أن يستطيع
- ماذا تقترحين
- ارجوا المعذرة
- أن كان لديك أي اقتراح فأنا أصغي ( بدا الاستنكار عليها قبل أن تقول )
- ولما تعتقد أني على استعداد لأقدم لك شيئا بالمقابل
- الست من اقترح ذلك
- آه أنا حتى لم اطلب مساعدتك بل فرضتها علي مع عدم رغبتي بها حتى ألان
- أنت من تبعني إلى الغرفة ولم أجبرك على لحاقي
- أنا من قمت باستئجارها فلا تتوقع أن اسمح لك بأخذها
- أنا من دفع ثمن البقاء بها ( أجابها بهدوء مستفز فهتفت )
- أنت من تدخل منذ البداية ولا اعلم بحق لما هل ستطالب عمي بان يخفض لك سعر الخيول لمساعدتك أياي أم ماذا
حرك يده ليتناول علبة سجائره وهو يقول بهدوء دون أن تنجح باستفزازه كما أملت قائلا
- بما أننا انتهينا من تلك الصفقة فسأفعل في المرة القادمة التي سأشتري بها منه الخيول ولكن ألان ينتابني الفضول حول كيف ستشكرينني على مساعدتي
- أتعلم أمرا سيد كريمر ( قالت وهي تشدد على كلماتها فقاطعها قائلا وهو يشعل سيجارته )
- كلي أذان صاغية آنسة فيزل
- لو لم تكن تعرف عمي ووالدتي كنت لتتجاهل وجودي لاني فرد من آل فيزل كما يحصل عادة لذا لا يقلقك الأمر وافعل ما كنت لتفعله فلن أعلم احد أننا كنا في نفس القطار لذا ارجوا منك المغادرة ألان فأنا لا احتاج لمساعدتك
- لا يبدو أن وجودي يزعجك فلا تدعي عكس هذا
- بل هو كذلك أتعتقد أن وجودك هنا أمرا مقبول
- لو كان الوضع مختلفا لما جلسنا هنا بكل تأكيد وكنت لأكون مسرورا بتجاهل وجودك على ذلك القطار ولكن بما أني اعلم انك ابنة كاثرين التي احترمها اشد احترام أجد من الصعب علي ذلك
أغلقت الكتاب الذي بيدها وهي تقول بجدية تامة
- أعلمتك وسأكرر أنا لا احتاج لمساعدتك فارجوا منك المغادرة وإلا غادرت أنا
- إلى أين ستذهبين ( تساءل وهو يتحرك عن المقعد نحوها مستمرا ) جميع من كان بالقطار تشاركوا في غرف الفندق وببعض المنازل التي فتحت للمساعدة ومن لم يجد له مكان ليلجئ إليه قصد هذه الحانات كما فعلنا ومن لم يحالفه الحظ أيضا سيمضي ليلته في الخارج ( أنهى كلماته وهو يقف أمامها فضاقت عينيها به للحظة ثم تحركت واقفة وتخطت عنه إلا أنها تجمدت ويده تقبض على ذراعها مما جعلها تحرك رأسها نحوه وهو يقول ) إلى أين
سحبت ذراعها منه ببطء وهي تقول
- إلي أي مكان لا تكون أنت متواجدا به
وتحركت نحو الباب فاستدار نحوها وهو يقول
- عليك بالنظر من النافذة أولا فقد تعدلين عن رأيك عند رؤيتك من يتواجد في الخارج بهذا الوقت
تجاهلت قوله لتغادر فلا يحتاج الأمر منها الكثير من التفكير حقا غادرتها هذه الثقة فور وصولها إلى الأسفل ورؤيتها للأعين الفضولية التي تنظر إليها فابتلعت ريقها واستقامت بظهرها جيدا وتابعت سيرها نحو الخارج لتجول بنظرها بالطريق المعتمة والخالية إلا من بعض الرجال الذين جلسوا على الرصيف بجوار حقائبهم ربما مجالستها لهم أفضل من مجالسة نايل ولكن لما لا تشعر بالطمأنينة فتحركت بتردد مبتعدة لتسير على الرصيف بينما أبعد نايل الستارة قليلا عن النافذة وهو يتابعها جالت بنظرها بين ركاب القطار المنتشرين على الرصيف علها تجد إحدى العائلات وتنضم إليها ولكن لم يحالفها الحظ وجميعهم من الرجال والشباب الذين جلسوا يتحدثون مما جعلها تعود بأدراجها بعد تردد قصير نحو الحانة لتعود للصعود إلى الأعلى لتسند ظهرها بجوار باب الغرفة دون أن تدخلها لتأخذ نفسا عميقا محاولة تشجيع نفسها ولكنها لم تتحرك وبقيت في مكانها لتنتفض عند سماعها صوت انفتاح الباب وتناهى لها صوت نايل الذي لم يظهر وهو يقول
- ليس عليك قضاء الليل بالخارج
حدقت بالباب المفتوح قبل أن تعود لتتنفس بعمق وتتحرك لتدخل متخطية عنه لتعود للجلوس على المقعد ليغلق الباب وهو يتابعها فتعمدت الانشغال بفتح كتابها من جديد بينما تحرك نحو السرير دون محاولته محادثتها ليتمدد عليه ويضع يديه تحت عنقه شاردا بالسقف قبل أن يغمض عينيه ببطء لمحته بنظرة بعد مضي بعض الوقت مراقبة أنفاسه المنتظمة قبل أن تعود نحو كتابها ولكنها سرعان ما عادت بنظرها إليه شاردة به لوهلة قبل أن تنهر نفسها وهي تهز رأسها وتعود إلى ما أمامها دون تركيز حقيقي .
فتح عينيه محدقا بالسقف بتشوش قبل أن يحرك رأسه نحو الكرسي الفارغ ليرفع نفسه على كوع يده محدقا بشعاع الشمس الذي يدخل من النافذة ليعود ويجول بنظره بأرجاء المكان .
اخذت تعبث بتذكرة القطار التي اشترتها للتو وهي تسير مبتعدة عن المحطة بعد أن وصلت إلى فون وقد غادرت في الصباح مع العربات المتجهة إلى هنا ولكن الإحباط قد نال منها ألان بعد أن اعلمها الموظف أنه لا يوجد قطارات متجهة إلى سكوتلا إلا في صباح الغد فاقتربت من المقعد الخشبي لتجلس عليه بإرهاق نفسي فلن تستطيع الاطمئنان على والدتها قبل الغد عادت لتحدق بتذكرة القطار بشرود عليها ألان التوجه إلى البلدة وستعود صباحا إلى هنا
- كان لطفا منك ايقاظي صباحا ( حركت رأسها ببطء عما بيدها نحو نايل الذي جلس بجوارها قائلا ذلك بتجهم وهو يحدق أمامه دون النظر إليها لتعود ببطء إلى ما أمامها مثبته عينيها على القطار الذي بدأ الركاب بالصعود إليه دون إجابته فنظر إليها قبل أن ينظر إلى يدها التي تحمل بها تذكرة القطار ليتحرك واقفا وهو يضع تذكرته بجب سترته قائلا ) في صباح الغد ينطلق القطار المتوجه إلى سكوتلا لذا من الأفضل لك الإسراع إلى البلدة لأني لا انوي تقديم المساعدة لك من جديد فأنت لم تظهري لي حتى هذه اللحظة ما يجعلني لا اندم على محادثتك
لمحته بنظرة وهي تقول بعدم رضا
- لقد فرضت علي مساعدتك ولم اطلبها لذا لست مدينه لك بشيء ( وتحركت واقفة وهي تستمر بتعالي ) أن رأيتني مرة أخرى ادعي انك لا تعرفني وهذا ما سأفعله بدوري
وهمت بالتخطي عنه إلا أنها توقفت وهي تتلفت خلفها كما نظر نايل إلى جون الذي يقترب منهما وهو يقول
- سيد كونر سيدة كونر ها أنتما لقد كنت ابحث عنكما ( استدار نايل نحوه ببطء وقد اشتدت ملامح وجهه بينما اخذ رأس معدة فيولا بالتلوي وهو يستمر بارتياح ) علمت أن القطار المتجه إلى سكوتلا سينطلق في صباح الغد لذا حضرت لاصطحابكما لقضاء الليلة برفقتنا فهذا اقل ما أستطيع لشكركما على ما فعلتما
- لا داعي لذلك حقا فنحن متجهان نحو البلدة ألان وسنمضي الليلة هناك
اجابة نايل فأسرع بمقاطعته قائلا
- بل سترافقاني فلقد أحضرت العربة وقريبي ينتظر بها ولا اعتقد أن الفندق سيكون مريحا كما منزلهم لقد رحبا بحضوركما فارجوا أن ترافقاني
- لا نريد أن نثقل عليك كما أننا كنا ننوي التبضع من البلدة لذا
قالت فيولا محاولة الخلاص من جون الذي قاطعها قائلا
- أن أميلي بانتظارنا لذا لا تنحرجا وهيا بنا سيد كونر فأن رفقتكما ولطفكما قد سرنا ولن ندعكما تذهبون الى فندق ونحن موجودان هنا
نظرت فيولا نحو نايل بجمود مستنجدة ليخلصهما من هذا الموقف فنظر إليها نايل بدوره قبل أن يسحب عينيه عنها نحو جون وهو يقول
- حقا عليك أن تعذرنا فلا نريد أن نثقل عليكما
- لا أبدا كما أن الغداء قد اعد فهيا بنا أن العربة من هنا
وتحرك أمامهما وهو يحثهما على أن يتبعاه فأسرعت فيولا بالهمس بغيظ
- لست جادا بالذهاب فلن افعل
- فيولا فيزل أنظري إلي جيدا وأعلميني بالخيارات التي أمامي لا خيار أخر أمامنا لا تحاولي مقاطعتي سيده كونر آم ترغبين بان يعلم أن هذا ليس صحيحا
- أنت من أوقعنا بهذا
- لست من سيسوء اسمه لو لم أفعل
- آه ( همست بغيظ وقد التمعت عينيها بشدة فأضاف )
- كوني عاقلة ( وامسك ذراعها مستمرا وهو يجبرها على السير برفقته ) آخر ما أريده أن يرتبط اسمي بفتاة من عائلة فيزل لذا لنجعل هذا الأمر ينتهي بالقريب العاجل كما أننا كنا سنتوجه للبلدة في كل الحالات للمبيت هناك لا فرق إذا بينها وبين منزل أقرباء جون فقط التزمي الصمت بقدر ما تستطيعين وسينتهي هذا اليوم بسرعة
- لن اذهب لقد جننت لأرافقك من جديد
تمتمت وهي تحاول الثبات في مكانها ألا انه جذبها بيده التي تحيط ذراعها لتتابع السير معه مجبرة وهو يقول
- حقا لا تفقديني صبري فلن يسرك أن حصل هذا
- نايل كريمر ابعد يدك عني ألان وللتو
- سيد كونر من هنا
نادى جون وهو يشير لهما وقد وقف قرب إحدى العربات فتوجه نحوه وهو يهمس
- اهدئي ألان فلقد فات الأوان على تغير شيء
- أكرهك أكرهك أكرهك ( تمتمت بغيظ قبل أن يقفا أمام جون فتناول نايل حقيبة يدها منها مما جعلها تحدق به بعينين مفتوحتان بينما أشار إلى العربة وهو يقول بلطف شديد )
- أتحتاجين مساعدة بالصعود عزيزتي
حاولت تمالك نفسها بأعجوبة وحركت رأسها عنه بشكل ألي نحو جون قبل أن تتحرك بجمود لتصعد العربة رغم رغبتها بفعل العكس وإفهام نايل كريمر بحجمه الحقيقي ولكن آه لقد سمحت له منذ البداية بإطلاق هذه الكذبة وألان انظروا إلى أين وصل الأمر وما أن جلس بجوارها حتى همست بجديه تامة
- أنت مدين لي بالكثير
لمحها بنظره وهو يعقد حاجبيه قبل أن يعود نحو جون الذي جلس أمامهما قائلا
- كان لطفا منك الحضور إلى هنا وتفقدنا
- هذا اقل ما أستطيع لشكركما
اخذ جون ونايل بالحديث بينما تعمدت النظر نحو الخارج دون استطاعتها الاسترخاء مما جعل نايل يهمس وهي تغادر العربة التي توقفت قرب كوخ خشبي ذا طابقا واحد
- هوني عليك فلن يلتهمونا هنا
لمحته بنظرة عدم رضا وأشاحت برأسها عنه لا يبدو انه يعاني أي مشكلة أبدا بينما هي لا تكاد تصدق ما تفعله حيت أميلي وقريبتها باتي التي استقبلتهما بود لتجلس على الأريكة المزدوجة وهي تجول بنظرها بالكوخ الصغير قبل أن تعود للنظر نحو أميلي التي حملت طفلها واقتربت منها لتحدثها بينما جلس نايل بجوارها لبعض الوقت قبل أن يتحرك ليجول حول المكان برفقة جون وايثان وقد تعمدت عدم محادثته أو حتى النظر إليه ليتناولوا الغداء حول مائدة مستديرة صغيرة وبرغم تواضع المنزل ألا انه جميل ويبعث على الألفة مما خفف من تجهمها وهي تتناول طعامها ولكن عند عودة نايل للجلوس بجوارها بعد انتهائهم من تناول الطعام لاحتساء الشاي عاد التوتر ليصيبها فتناولت ما بقي بكوبها وتحركت واقفة وهي تقول لأميلي
- ارجوا أن تعذروني ولكن اشعر بالإرهاق وارغب بالاستراحة
- اجل اجل تفضلي من هنا
تحركت خلف باتي التي فتحت لها باب أحدى الغرف قائلة
- ارجوا أن تروق لكما برغم صغرها
غادرت الدماء وجهها لقول باتي ونظرت إليها لتهز رأسها لها بالإيجاب قبل أن تتمتم بصعوبة وهي تدخل
- إنها كذلك أشكرك
أغلقت باتي الباب خلفها وهي تغادر بينما تعلقت عيني فيولا بالسرير المجاور للحائط قبل أن تنقلهما نحو الأريكة الصغيرة المجاورة للنافذة أن غرفة ذلك النزل كانت اكبر من هذه مما جعلها تشعر بالاختناق هل حقا ستمضي ليلة أخرى برفقة نايل هنا انتفضت عند سماعها صوت الباب الذي فتح ثم أغلق فحاولت التنفس دون أن تفتح شفتيها قبل أن تستدير محدقة به وقد اسند ظهره بالباب خلفه متاملا الغرفة بتجهم لتقول وأصابعها تشتد على حقيبة يدها
- يمكنك الحصول على السرير لأني لا اعتقد أني سأنام
- ولكنك لم تنامي منذ الأمس ( أجابها وهو يتحرك نحوها مستمرا وهو يتاملها باهتمام ) عيناك متعبتان والهالات السوداء بدأت بالظهور لا اعتقد انك ستستطيعين مقاومة إغراء النوم هذه الليلة
- هذه مشكلتي
أجابته بجدية ولمفاجئتها ظهرت ابتسامة على شفتيه
مما جعلها تقول
- ما المضحك بالامر ( نقل عينيه بعينيها وقد جعلت ابتسامته ملامح وجهه اقل قسوة )
- من بين الجميع لا اتورط الا معك
- ارجوا المعذرة وهل طلبت مساعدتك او حتى الحضور الى هنا الست من كان السبب بهذا كله اتعتقد اني فخورة بهذا حتى اني لا اعلم كيف ساواجه عائلتي بعد هذا كله
- اتعلمين الغرفة صغيرة جدا قد لا تحتمل تواجدنا معا هنا
- يا لها من فكرة رائعة أنا موافقة أخرج وجد لك غرفة أخرى ليس من الضروري لك الحصول على قيلولة ألان ألا تستطيع الصمود حتى المساء
تحرك متخطي عنها وهو يقول
- أنا منهك لذا حاولي تجاهل وجودي كما أنه من غير ألائق خروجي سيعتقدون أننا متشاجران
- أن ما نحن به هو الغير لائق واعتقادهم أننا متشاجران أفضل مما نحن به ألان
- لا بأس آنسة فيزل هوني عليك
- لا اعتقد أني أستطيع ذلك
تمتمت بغيظ مما جعله يخفي ابتسامته مما زاد من ضيقها وهي تتابعة قائلة
- مازلت لا اعلم ما المضحك بالأمر ( التمعت عيني نايل وهو يقول بخبث )
- اعلمتك انه لم يخطر لي يوما أن أوضع بهكذا موقف ومع من .. حفيدة هيكمان وليس أحدا أخر ولا تدعي انك منزعجة حقا فأنت بالنهاية ترافقيني ولست أي احد
- يا لغرورك لقد جننت أن اعتقدت أني اهتم ( اقترب منها وهو يضع إصبعه على شفتيه مقاطعا إياها )
- لا تنسي أين نحن لذا اخفضي صوتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق