انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأربعاء، 7 مارس 2012

في طريق المجهول 8


- كان يفعل وبشكل متقطع فهو لم يرغب بالعمل بالمناجم كما أن لديه دائما ما يشغله هيا اجلسي وأعلميني كيف هو
- انه بخير ( قالت وهي تجلس على المقعد المقابل لمارغريت مستمرة ) أقوم بتنظيف الكوخ له وتقديم الطعام ليس إلا
- الارهاق بادا عليك .. أمازلت تحرثين تلك الأرض
- اقتربنا من الانتهاء منها
- لما تفعلين هذا أنت لست مضطرة
- كيف لا فجينا لا تستطيع إحضار عامل ليقوم لها بهذا العمل فلما لا أساعدها وقد كانت الوحيدة التي وجدتها عند الحاجة ولن استطيع أن أسدد دينها ما حييت
- ولكنك منحتها المزرعة
- أنها لاشيء أمام ما قدمته لي فعندما لم أجد منزلا يأويني كانت الوحيدة التي فتحت منزلها لي
- أنت طيبه القلب وتحملين أخلاقاً عاليه المس هذا باستمرار بتعاملي معك لقد احسن والديك تربيتك .. لما لا تستريحي لبعض الوقت أنت بحاجة لذلك انظري إلى الهالات السوداء التي بدأت تظهر تحت عينيك
- سأحاول ذلك
- لما لا تذهبين إلى الكوخ وتبقين هناك لعدت أيام
أمعنت النظر بمارغريت قبل أن تقول بجدية تامة
- لا أنا بخير ولا احتاج إلى
- غادر أونيل دلبروك مساء أمس وهو لن يعود عما قريب
- غادر
- اجل إلى براغ ( عقصت حافة شفتها ملتزمة الصمت دون التحدث بما يجول بفكرها فأضافت مارغريت ) اجل اعتقد انه ذهب إلى تلك العائلة وألان أعلميني لما لا تذهبين للاستراحة لمدة أسبوع ستنامين بقدر ما تريدين ولن يزعجك احد وستستردين صحتك سأجعل جويل يمر عليك للاطمئنان وإحضار ما قد تحتاجين إليه المكان هناك آمن جدا ولا احد يقترب من شيء يخص أملاك سترانس
- يبدو الأمر مغري ولكن لا لا استطيع التغيب لمدة أسبوع كامل فستجن عندها جينا
- سأغادر غدا عند الظهر إلى القرية المجاورة ارغب بزيارة أحدى قريباتي وانوي البقاء أسبوعاً هناك فلما لا تدعين انك برفقتي عندها لن تقلق جينا ( أجابتها مارغريت بابتسامة مما جعل حاجبيها يرتفعان وهي تشعر بان مارغريت قد أعدت لها هذا ولم يأتي الأمر بالصدفة ) ما قولك
بقيت صامته للحظات ولكن لما لا فهي بحاجة للراحة والانفراد بنفسها فقالت ببطء
- اعتقد أني سأفعل هذا .. كما أني على ثقة من أنني سأقضي الوقت وأنا نائمة هل أنت واثقة من أن أونيل قد غادر فلا احتاج حقا إلى أي مفاجئات
تنهدت مارغريت قائلة
- غادر أمس برفقة صديقه ولا تقلقي فهو لن يعود إلا بعد وقت فكلما ذهب إلى براغ ينسى نفسه آه اعذريني ما كان علي قول ذلك
تجاهلت قول مارغريت التي تتعمد تذكيرها بأنها زوجته وأمضت برفقتها بعض الوقت قبل المغادرة ولم تمانع جينا عندما أعلمتها أنها سترافق مارغريت بل أخذت تطلب منها العناية بنفسها جيدا وفي اليوم التالي توجهت نحو القصر لتصعد مع مارغريت بالعربة بينما صعدت مرافقتها مارينا بالعربة الأخرى وما أن ابتعدوا حتى طريق خالية ترجلت يوليانا من العربة وصعدت بالعربة المتوقفة بانتظارها ليقوم جويل بإيصالها إلى الكوخ , استرخت بالسرير بارتياح كان عليها مرافقة مارغريت أمام الخدم حتى لا يشاع بأنها لم تفعل ضمت الوسادة إليها بارتياح فلقد شعرت بمتعة كبيرة وهي تسترخي في المياه الدافئة كانت بحاجة إلى ذلك والنوم على سريراً مريح شيء افتقدته جدا قد تكون أنانيه منها أن تفكر بهذا الشكل وجينا وأطفالها ينامون على فراش لا يعلو عن الأرض سنتمترات قليلة عندما تسترجع مالها ستجعل تلك المزرعة شيئا أخر أغمضت عينيها وأحلام كثيرة تتراقص أمامها مما جعلها ولأول مره منذُ مغادرتها لمنزلها بجرترود تنام نوما هنيئا ولا تستيقظ إلا بعد أن تشرق الشمس بكثير أخذت تتقلب بفراشها على مهل غير متعجلة في النهوض نظرت نحو الوسادة التي تضع رأسها عليها أن رائحة عطر أونيل تفوح منها كما أنها تفوح من السرير بأكمله .. أونيل سترانس .. ماذا فعلت بنفسك ليدي فروديت همست لنفسها وهي تتنهد وتحدق بالخزانة أمامها لا أمل لها بعد ألان بتحقيق تلك الأحلام الطفولية التي كانت تحلم بها ماذا ستفعل ألان سيعوضها العمل على مساعدة الآخرين هذا ما يجب فعله يجب أن تهب نفسها لمساعدة الغير هنالك الكثير ممن هم بحاجة للعون ومنهم كانت فيوليت ولكنها لم تعلم لمن تلجئ أن عمتها ستكون راضية أن أنفقة المال الذي ورثته منها في مساعدة الآخرين وان كانت تملك المال والقدرة فهي الشخص المناسب لذلك, نهضت من فراشها وأخذت تتجول بالمنزل قبل أن يصل جويل وقد احضر لها الطعام وبعض الكتب وصندوق يحوي ثوبان أنيقان وبعض الكريمات الخاصة بالوجه واليدين أوصت مارغريت بإرسالهم لها مما أبهجها وسرها وهي تقوم بارتداء احدهم , جلست في سريرها مساءً بعد أن أنارت الشمعة المجاورة لسرير وأخذت تقضم تفاحة وهي تقرأ كتابا شيقا وما أن غلبها النعاس حتى وضعت الكتاب جانبا وأطفئت الشمعة وغطت في نوما عميق , فَتَحَ أونيل باب الكوخ ودخل مغلقا إياه خلفه وهو يرفع إحدى يديه ليدسها بشعره من الأمام إلى الخلف بضيق شديد وتوجه نحو الغرفة وهو يتحدث مع نفسه بغيظ خلع سترته ما أن دخل ورماها على السرير بإهمال وجلس عليه بدوره ليخلع حذائه ويرميه نحو الباب وهو يشتم انتفضت يوليانا وتجمدت الدماء بجسدها وهي ترفع يدها ببطء لتبعد القماش ذا الملمس الغريب والبعيد عن ملمس الغطاء عن وجهها ويمنعها من التنفس أبعدته وهي تتحرك جالسة بقلق وتشوش لتحدق بذهول وعينين واسعتين بالظل الذي يجلس بمؤخرة السرير أرخى أونيل نفسه ليستلقي إلى الخلف فصرخت بذعر وهي تجلس جيدا وتتراجع مما جعل أونيل الذي كاد يستلقي يتحرك واقفا متفاجئاً وهو يتعثر وهي تسقط أرضاً عن السرير وقد فقدت توازنها عند حافته ولكنها أسرعت بالوقوف وهي تمسك الغطاء جيدا بين أصابعها وعينيها المفتوحتان لا تفارقان الظل الذي يقف أمامها ولا يفصلها عنه سوى السرير اخذ أونيل يبحث بجيوبه وأشعل عود ثقاب بتوتر ليكسر ظلمت هذا الليل ويحدق بالفتاة الواقفة أمامه بخوف عاجزة عن النطق كاد قلبها يتوقف عن الخفقان فأرخت نفسها وهي ترى وجه أونيل أمامها ولكن صراخه بها جعلها تنتفض من جديد
- ماذا تفعلين هنا ( ونظر نحو السرير ثم عاد إليها بعدم تصديق وهي تضم الغطاء أكثر بأصابعها ) ما الذي تفعلينه هنا
- أنا انـ
- أنت ماذا
- توقف عن الصراخ بي لأستطيع إجابتك فلقد كدت أموت خوفا منذُ لحظات
شتم وقد احرق عود الثقاب أصابعه فتحرك نحو الشمعة ليشعلها بعصبية وبعد أن فعل عاد نحوها قائلا بعصبية واضحة
- لا ينقصني سوى وجودك هنا ألان استمعي لي جيدا لستُ بوضع يسمح لي بتحمل احد فما الذي تفعلينه بالكوخ ولما تنامين هنا
- ما الذي تفعله أنت هنا
- أنا الذي أسألك هذا
- أنا هنا لمدة أسبوع الكوخ لي وحدي حتى ذلك الوقت
- ما الذي تعنينه بهذا الكلام العين ( هتف وهو يفتح ذراعيه واستمر ) أتعلمين شيئا فلتغربي عن وجهي وبما أني هنا فستكونين أنت خارجا هيا
رمشت ممعنة النظر به قبل أن تقول
- لن اخرج من هنا فما بالك بهذا الوقت من الليل
- ليست مشكلتي أنها مشكلتك فلم اطلب منك المبيت هنا
- جميع سكان دلبروك يعلمون أني برفقة عمتك التي ذهبت لزيارة قريبة لها وظهوري ألان ليس بالأمر الذي ترغب به كما أن عمتك أعلمتني انك لن تعود بالقريب العاجل فلما عدت ألان
اشتدت عينيه وضاقتا أكثر وهو يتمتم
- عادت عمتي لتحشر انفها بأموري من جديد ( وهز رأسه بتوتر وهم بمغادرة الغرفة وهو يضيف ) أن كان ولابد أن تبقي هنا فالأريكة ستكون مناسبة لك لا تجعليني أراكِ هنا عند عودتي
تابعته وهو يغادر ثم تحركت ببطء وهي تسحب الغطاء معها لتطل من باب الغرفة متابعة إياه وهو يدخل إلى المطبخ ليقذف الماء على وجهه ثم نظرت إلى الأريكة في الغرفة الأخرى أن اكبر واحد معدة لجلوس شخصان بها وعليها ثني نفسها حتى تستطيع النوم عليها ولكن لا فهي من كانت هنا عقدت حاجبيها ودخلت إلى الغرفة وضعت الغطاء جانبا وهي تحدق بالباب ثم توجهت نحوه لتحكم إغلاقه وتتحرك نحو خزانه صغيرة للأدراج أخذت تدفعها وتدفعها حتى وضعتها خلف الباب ونفضت يديها معا ستكون بخير وأمان بهذا الشكل
- ماذا ألان
تراجعت إلى الخلف وهي تسمع صوته الهاتف وترى مقبض الباب يتحرك فقالت بتلعثم
- سـ سأبقى هنا ويمكنك البقاء بالخارج
- افتحي هذا الباب العين ألان ألان فيوليت ( هزت رأسها بالنفي وكأنه يراها وأسرعت نحو السرير لتجلس عليه وتحتضن الغطاء بقيت عينيها تراقبان الباب بترقب ) يكفيني هذه الليلة حقا يكفيني فافتحي هذا الباب ألان
وعندما لم تستجب ضرب الباب بشدة جعلتها تنتفض وتهتف
- انه مقفل بأحكام فلا تحاول
- لما يحصل كل هذا لي وفي ليلة واحدة لما قلتُ افتحي الباب
- يمكنك المبيت على تلك الأريكة
- تلك الأريكة لا تكفي ( أجابها بغيظ واستمر ) ولا أغطية لدي هنا فلا تحلمي أن أنام بالبرد
- أشعل المدفئة فلا تشعر بالبرد
رفع عينيه إلى السماء وحاول من جديد دفع الباب بكتفه فقفز قلبها خوفا من أن ينجح بفتحه
- أن ما تفعلينه لن يمر بسلام أعدك بهذا لا تعتقدي أن والدي أو حتى عمتي سيستطيعون حمايتك مني أتفهمين ما أقوله ( قال بنفاذ صبر وقد فقد السيطرة على أعصابه وركل الباب بقدمه وهو يضيف ) عليك ذلك عليك ذلك
وأخذا يشتم وهو يبتعد عن الباب فابتلعت ريقها وعينيها مفتوحتان جيدا بترقب إلى أن سمعت صوت الأخشاب وهي ترمى بعنف بالمدفئة فأغمضت عينيها ببطء وهي تحاول أن تتنفس بشكل جيد لن تكون هذه الليلة كما تخيلتها حاولت تجاهل وجوده في الخارج ورفعت الغطاء على رأسها دون فائدة فهي منذُ ساعة تحاول النوم ولكن عقلها يأبى الاسترخاء وهو لا يطاق كلما دخل إلى المطبخ يقذف الأشياء ويصدر ضوضاء ثم يعود للجلوس بالصالة ويرمي الحطب بالمدفئة بخشونة جعلت النوم يغادر من عينيها المتورمتين ما الذي عاد به إلى هنا لما لم يبقى في براغ , فتحت عينيها بإعياء ثم أغمضتهما ولكن سرعان ما فتحتهم من جديد وهي تذكر ما حصل ليلة أمس فجلست في سريرها بسرعة وهي تجول بنظرها بأرجاء الغرفة ويتوقف نظرها على الباب الذي أحكمت إغلاقه فنهضت وفتحت الستائر لتنسل أشعة الشمس إلى الداخل لقد تأخرت بالنهوض لنومها في ساعات الصباح الباكر فتحركت نحو الباب ووضعت أذنها جيدا عليه ولكن الصمت المطبق هو كل ما كانت تلاقيه فتحركت ببطء وأخذت تدفع خزانة الأدراج لتبعدها عن الباب ثم تفتحه قليلا وتطل برأسها بحذر قبل أن تخرج بهدوء لتقترب من أونيل النائم على الأريكة وقد جلس عليها مسترخيا إلى الخلف ورفع قدميه على الطاولة فتحركت بهدوء نحو المدفئة التي تكاد تطفئ نارها لتضع بها بعض الحطب محاولة عدم إصدار أي صوت , فتح أونيل عينيه متأملا ظهرها والتجهم لا يفارق وجهه فتحركت واقفة لتسير بهدوء وتقترب من الطاولة التي أمامه لتتناول عنها كوب القهوة وتتوجه نحو المطبخ لتدخله بحذر متفادية الطبق المحطم وبعض الأوعية المرمية فوضعت الكوب من يدها وهي تجول برأسها متأملة الفوضى التي أحدثها بتعمد على ما يبدو وأخذت تعيد الأواني إلى مكانها قبل أن تحدق بالطبق المحطم لتخرج من المطبخ نحو الغرفة لترتدي حذائها ولكنها توقفت على بابها وعينيها تتعلقان بالسرير الذي تمدد أونيل في منتصفه ابتلعت ريقها بتوتر فلم يكن نائما إذا تحركت ببطء وعينيها لا تفارقانه لتتناول حذائها وثوبها وتسرع بالخرج ثم تغلق الباب خلفها بحذر , جلست على الأريكة شاردة محدقة بالطعام الذي احضره لها جويل منذُ قليل دون أن تتذوقه أنها تفكر بمغادرة الكوخ ولكن لا هزت رأسها بالنفي ليست بالفكرة الجيدة ربما يغادر هو اليوم وتعود للاستمتاع بالأسبوع الخاص بها شعرت برجفة تسري داخلها رغما عنها عند سماعها صوت باب الغرفة يفتح وأصغت بكل حواسها لصوت أقدامه التي توجهت نحو المطبخ وصوت الماء وهو يغسل وجهه ثم بصوت أقدامه التي أخذت تقترب فرفعت نظرها نحوه وهو يمسح وجهه من الماء قائلا بصوت بارد
- لما الإبريق فارغ في الغرفة
- لم ارغب بإزعاجك فلم أقم بتعبئته
تعلقت عينيه بها وتحركت شفتيه بنفور وهو يستدير نحو الغرفة متمتما بذات البرودة
- لم ترغبي بإزعاجي إذا ( ودخل إلى الغرفة وهو يستمر ) منذُ معرفتي بك وأنا أعاني من الإزعاج الشديد ( وعاد ليطل من الغرفة ويقترب من الأريكة مستمرا بجدية تامة ) مبيتي على هذه لن يتكرر أتفهمين هذا ( وأمام صمتها وعينيها لا تفارقان عينيه التين تعبران لها عن مدى ضيقه منها استمر ) لم اسمع ما قلتي مارش
- اجل
تمتمت بهدوء كاذب وهي تعود بعينيها إلى الطاولة أمامها فاستمر بامتعاض وهو يرتمي على الأريكة
- أسرعي بتحضير الحمام لي ( تحركت عن المقعد ليلمحها بتجهم بنظرة سريعة من رأسها حتى أخمص قدميها ثم يضع أصابع يده بين عينيه بإعياء وهو يرفع رأسه إلى الأعلى ليسنده بظهر الأريكة قائلا بصوت مرتفع لتسمعه ) إلى أين ذهبت عمتي
- أعلمتني أنها تريد زيارة قريبة لها في أحدى القرى المجاورة
- ومتى ستعود
- نهاية الأسبوع
- نهاية الأسبوع ( تمتم لنفسه بغيظ قبل أن يضيف بحدة ) أسرعي وانهي ما تفعلينه
رفعت عينيها إلى الأعلى لقوله فهو دائما نافذ الصبر توجهت إلى الخارج بعد أن دخل ليستحم وأحضرت بعض الحطب المخزن وقطرات الماء الخفيفة تلامس وجهها وهي تعود لداخل وضعت الحطب جانبا ثم توجهت نحو الغرفة أحضرت كتابا وجلست تتصفحه دون تركيز إلى أن سمعت صوت باب الحمام يفتح فأسرعت بوضع الكتاب بجوارها ووضعت فوقه وساده دائرية وحدقت بالنار المشتعلة بالمدفئة وهي تسمع صوت أقدامه ثم بباب الغرفة ليعود ويظهر منها بعد قليل ليقترب من المدفئة وهو يقوم بارتداء سترته قائلا
- أين القهوة ( لمحته بامتعاض وتحركت نحو المطبخ لتعدها وهو يتمتم ) ماذا كنت تفعلين لما لم تعديها حتى ألان
الصبر استطيع ذلك اجل فانا صبورة اجل أنا كذلك بالتأكيد أنا كذلك أخذت تتمتم لنفسها بينما نظر نحو الباب الذي طرق قبل أن يتساءل بحيرة
- من
- أونيل أهذا أنت
- لورا ( همس بحيرة قبل أن يسرع نحو الباب ليفتحه )
- اه عزيزي
هتفت لورا وهي ترمي بنفسها بين ذراعيه فور مشاهدته فوقفت يوليانا قرب باب المطبخ محدقة بهما وأونيل يبعدها عنه ناظرا الى وجهها الباكي متفاجئا ثم ينظر خلفها قائلا بعدم تصديق
- كيف وصلتي إلى هنا
- ما هذا الاستقبال الرديء اهكذا تستقبلني بعد أن قطعت كل هذه المسافة لأراك
ادخلها مغلقا الباب خلفها فتراجعت يوليانا إلى داخل المطبخ بينما تسائل أونيل وعينيه مازالتا تنظران إلى لورا بإمعان
- هل حضرت بمفردك إلى هنا ( وأمام هز رأسها له بالإيجاب هتف ) اجننتي ألا تعلمين أن هذا تصرفٌ طائش وقد تتعرضين لأي مكروه
فقاطعته قائلة بصوتٍ مرتجف
- كان يجب أن اتبعك بعد الذي حدث لم استطع أن أتحمل فكرة إبعادك عني ( قربت يوليانا رأسها أكثر لتلمح الفتاة التي لا تبدو اكبر منها وتحمل وجها دائري وشعرا اسود لامع اختفى معظمة تحت قبعتها بتصفيفه جميلة تليق بثوبها الأرجواني الذي يضيق عند خصرها ليتوسع بشكل أنيق وجميل إلى الأسفل التمعت عينيها الخضراوتين ألامعتان وقد تجمع بهما الدموع وهي تضيف ) لم استطع
- ما الذي تعنينه بأنك تبعتني هل غادرت المنزل دون علم احد ( هزت رأسها له بالإيجاب وهي تنظر إليه بتردد فرفع يديه إلى الأعلى وانزلهما قائلا ) لما فعلت ما كان عليك هذا أن والديك ألان يبحثان عنك ولاشك
- لم يعد احد يهمني أنت فقط لا احد غيرك
تخطى عنها وهو يهز رأسه ثم استدار إليها قائلا
- ورغم ذلك مازال تصرفٌ طائشٌ منك ما كان عليكـ
- الهرب لقد هربت أونيل من المنزل وأنتها الأمر وجئت إليك حبيبي اليس هذا أفضل لنا
- لا لا لورا أن أموري معقدة بما يكفي
- ماذا تعني بهذا ألن .. تستقبلني ألن تفعل
- بالتأكيد كنت لاستقبلك وأحميك ولا اسمح لأحد بالاقتراب منك ولكنـ
- ولكن ماذا يا ألاهي هل كنت مخطئه لقد قال لي والدي انك رفضت طلبه بالارتباط بي ولكني لم أصدقه قال انك تلهو بي ولا تريدني أكان على حق
- أعلمته أني لا استطيع ذلك لا استطيع الارتباط بك بالوقت الراهن ولكني بالتأكيد أريدك الم يعلمك ذلك أنا فقط لا استطيع ألان
- لما لم تأتي لرؤيتي إذا
- لقد منعني من رؤيتك من جديد حتى يتم ارتباطنا بشكل رسمي
تنهدت لورا بارتياح واقتربت منه قائلة
- ما المشكلة اهو والدك من جديد لم اعد اكترث أن وافق على ارتباطنا أم لا
تراجع أونيل عنها إلى الخلف قائلا
- فقط لا استطيع لا استطيع بالوقت الراهن لهذا من الافـ
- لماذا هل توقفت عن حبي
- أنت تعلمين الإجابة على هذا
- إذا لما لا
عقصت يوليانا شفتها السفلى وحركت رأسها نحو قدر الماء الذي يغلي على النار لتتحرك نحوها مرغمه لتمسك القدر من يده على عجلة ثم تسرع وتتركه بسرعة وهي تأن ليقع أرضا وتتحرك بعيدا عن المياه الساخنة التي تناثرت منه وقد أمسكت يد القدر الساخنة
- من لديك هنا
- ماذا
- من هنا غيرك ( عادت لتسائل وهي تفتح عينيها جيدا وبدا الاستنكار في عينيها قبل أن تتخطى عنه وهي تضيف ) برفقة من أنت هنا .. آه .. هكذا إذا
قالت وهي ترى يوليانا التي نظرت إليها بدورها متفاجئه وجودها قرب باب المطبخ فعادت لورا بعينيها نحو أونيل مستمرة بعدم تصديق ) وأنا التي
- إنها مجرد عاملة تقوم بتنظيف المكان فلا تدعي أفكارك تأخذك بعيدا
عادت لورا بنظرها إلى يوليانا التي تعمدت الانشغال بتناول القدر وإعادته إلى مكانه لتلمحها بنظرة وهي تضم شفتيها قبل أن تسير نحوه هامس بحدة
- وعلي تصديق ذلك اليس كذلك
- لا تكوني طفلة قلت لك إنها
- إنها جميلة جدا لما لم تحضر غيرها
- بربك
- لا بربك أنت فلقد اعتقدت أن حبي لك قد غيرك وأنا التي غادرت منزلي من أجلك ( وتحركت متخطية عنه نحو الباب فأغمض أونيل عينيه بغيظ ثم فتحهما محدقا بها وقد توقفت يدها على مقبض الباب دون أن تفتحه فأمعن النظر بظهرها بصمت فتحدثت بارتباك قائلة ) ألن تقول شيئا
- مثل ماذا
- أن ان أي شيئ أونيل ( همست بيأس وهي تستدير إليه بقلق وتنظر إليه عاجزة ) قل انك تحبني قل أني لم أخطئ بالحضور إلى هنا قل انك سترتبط بي ( وقف صامتا محدقا بها فاقتربت منه ببطء هامسة وعينيها لا تفارقانه ) ألن تفعل شيئا لتضحيتي بسمعتي وسمعت عائلتي أنت تدرك أن هروبي والحضور إلى هنا هو أمر ما كان علي فعله وسيسيء إلي
بقيت عينيه معلقتين بها قبل أن يقول بتمهل
- وأمر تلك الفتاة ووجودها هنا لا يهمك
- أسامحك اعلم أنها مجرد نزوة عزيزي اليس كذلك حقا أسامحك
بقيت عينيه معلقتين بها وقبل أن يجيبها انفتح الباب بقوة جعلته ينظر نحوه وجعل لورا تجري مختبئة خلف أونيل وتحدق بذعر بوالدها ورجلان آخران أطلا من الباب
- ها أنت كنت اعلم انك من فعلها كيف تجرؤ على إحضار ابنتي إلى هنا ( بقيت عيني أونيل متوقفتان على والدها وقد اشتدت ملامح وجهه ثم حرك نظره ببطء إلى الرجلان الذين يرافقانه فأضاف والدها بغضب وهو يشير إليها ) أحضري إلى هنا بسرعة
- لا لا سابقى مع أونيل أونيل اعلمه أرجوك أنت لن تدعني اذهب معه
تحركت شفتي أونيل قائلا ببروده وعينيه ثابتتان على ما أمامه
- يا لها من مفاجئه ستاين لما لا تتفضل أنت ورفاقك بالدخول
- يالا جرأتك أتعتقد أني سأمر على خطفك لأبنتي مرور الكرام
- هي حضرت إلى هنا من تلقاء نفسها
أجابه بهدوء شديد فالتصقت يوليانا بالحائط وهي تصغي وقد أخذ قلبها يخفق بشدة فهذا الأمر لن يمر بسلام
- أهذا صحيح أما يقوله صحيح لورا هل فعلت ذلك من تلقاء نفسك
قال والدها بحدة فاختبأت خلف أونيل دون إجابته فقال أونيل
- لقد فعلت وألان
- ألان لاشيء فانا لن اجلس وأتحدث معك بشيء فالقرية بأجمعها تبحث عن ابنتي التي أحضرتها إلى هنا الجميع يتحدث عن اختفائها معك ألا تدرك ما الذي سببته بفعلتك ( واقترب منه وهو يستمر بغضب ) أنت تتحمل كامل المسؤولية فلقد أعلمتك وبكل وضوح أنها ليست للهو أن أردتها عليك التقدم لها وان لم تردها فعليك الابتعاد عنها هل تعتقد أنني سأوافق على هذه التصرفات
- أنا لا اعتقد شيئا وقبل أن تبدأ بتهامي عليك الإصغاء ( قاطعه قائلا وهو مازال يدعي الهدوء وأضاف موجها حديثة للورا ) تحدثي مع والدك واعلميه كيف وصلتي إلى هنا
ولكنها لم تستجب له مما جعله ينظر إليها فأسرع ستاين بإمساكها من ذراعها وجذبها بقوة نحوه وهو يقول
- أن عقابك لعظيم على مجاراتك له الم تفكري بالعواقب ( ونظر إلى أونيل مستمرا ) لن اسمح لك بتشويه سمعتها أمام الجميع أنت تعرف عواقب فعلتك فأما أن تتحمل مسؤولية ما جرى أو أني سأتوجه مباشرة إلى والدك ( تعلقت عيني أونيل بلورا دون حراك وقد انكمشت على نفسها بجوار والدها دون أن تفارق عينيها الأرض فجذبها والدها نحوه أكثر وهو يقول ) وأنت أيضا لا تعتقدي أن عقابك سيكون اقل منه لتصرفك المستهتر
- أونيل
همست برجاء وهي ترفع عينيها الدامعتان له فاخذ نفسا عميقا ونظر إلى والدها قائلا بهدوء لا يخلو من التهديد
- من الأفضل لك بهذه اللحظة أن تغرب عن وجهي أنت ومن معك
- توقف ( أسرع ستاين بالقول لأحد الرجال الذي حاول تخطيه نحو أونيل واستمر ) أهذا كل ما لديك لتقوله
- ما الذي تريد مني قوله أكثر
- أريد أن تعاد سمعتها وسمعت عائلتها التي لوثت بالوحل
- ومن فعل هذا
- أونيل ( همست لورا بدهشة لقوله فأسرع والدها بالقول بغضب )
- أنت من فعل وعليك تحمل مسؤوليتك تجاه ابنتي التي أحضرتها دون حياء إلى منزلك
- أتشير إلى أن علي الارتباط بها
- هذا هو المتوقع منك بعد الذي حدث ( نقل أونيل نظره عن ستاين إلى لورا قبل أن يتسائل )
- ما قولك عزيزتي هل أنت موافقة على ما يقوله والدك
حركت رأسها له بالإيجاب وهي تختلس النظر إليه فعاد بنظره إلى ستاين قائلا ) لا مانع لدي ابنتك ولكني أمانع فلا تعتقد أن طريقتك المبتذلة هذه ستجبرني على الارتباط بابنتك كما أني لا استطيع ذلك لحسن حظي
همس كلماته الأخيرة كمن يحدث نفسه وعينيه ثابتتان على لورا فحرك ستاين يده نحوه قائلا بتوتر
- لست من يقرر هذا سأتوجه على الفور إلى والدك
- وكيف لا ما الذي ستقوله أني خطفتها وأحضرتها إلى هنا ما كنت لأفعل هذا وأنا بصحبة غيرها ( تجمدت عيني ستاين عليه بينما عقصت لورا شفتيها بقوة فاستمر ) فيوليت ( تجمدت يوليانا وابتلعت ريقها بسرعة وتردد وابتعدت عن الحائط بارتباك لتطل عليهم ) اقتربي ( طلب منها وهو يرى ترددها فسارت نحوه وقد تعلقت العيون بها فأضاف ) منذ متى وأنت هنا بهذا الكوخ
- ثلاثة أيام
- ومتى حضرت أنا
- البارحة ليلا وكنت بمفردك ( أضافت وهي تلمح لورا فأضاف )
- والآنسة متى حضرت
- منذُ بعض الوقت
- ما هذا الهراء من أين أحضرت هذه الفتاة أتعتقد أن كلمتها ستكون ضد كلمتي
- لا اهتم لأي شيء تقوله فافعل ما يحلو لك ابنتك وصلت منذُ لحظات وأنت تعلم هذا وكل هذه المسرحية السخيفة التي قمت بها غير مقنعة
- هكذا إذا أتحاول تهديدي بهذه الكلمات ولكن لتعلم أني متجه نحو والدك لأرى أن كانت هذه الأمور تهمه فسمعة ابنه على المحك
- تأكد تماما أن كلمة هذه الفتاة عند والدي تفوق كلمتك وكلمتي أمامه ( أجابه بغيظ واضح ونظر إلى لورا بضيق كبير دون استطاعته إخفاء ذلك وهو يستمر ) أن ابنتك تعرف طريق هذا الكوخ لأني أعلمتها بوجودي به هنا الم أفعل
ولكنها لم تجبه بل أشاحت بنظرها عنه فقال ستاين بغضب
- ما الذي افهمه من هذا
- ما يحلو لك وألان غادر منزلي وعلى الفور أنت ( وأشار بيده نحوه البقية باستخفاف مستمرا ) ومن معك ولتعلم انه غير مسموح لك البقاء بدلبروك لذا من الأفضل أن تتوجه مباشرة نحو المحطة للمغادرة
- أونيل
- اجل عزيزتي هل لديك اقتراح أخر
قاطعها ساخرا بقسوة وعينيه تلتمعان بغضب لم يظهره وبدا انه يحاول ضبط أعصابه فهمست لورا بشفتين مرتجفتين
- لما تتصرف بهذا الشكل ما بك ألا يهمك ما سيجري لي
- بل اهتم .. المشكلة أني اهتم ولكن لا .. أعدك أن أقوم بإصلاح خطئي اخرجوا جميعكم ألان
أضاف وهو يشير بيده إلى الخارج وخطى نحوهم فرفعت يوليانا يدها إلى عنقها بذعر من أن يصطدم معهم فتراجعت لورا بعينين دامعتان وجرت إلى الخارج فوقف أونيل أمام والدها وأنفاسه تخرج منه بقوة وعينيه لا تفارقان ستاين الذي بقي جامدا ثم نظر إلى الرجلان خلفه وقد تحرك فكه بقوة وعاد نحو أونيل قائلا
- لم ينتهي الأمر عند هذا أعدك
واستدار مغادرا فتبعه الرجلان ليغلق أونيل الباب خلفهم بقوة فتراجعت يوليانا ببطء إلى الخلف وعينيها لا تفارقانه وهو يبتعد عن الباب ويرفع يده نحو جبينه يتلمسه بعدم تصديق وقد أغمق وجهه وبدا الضياع عليه فدخلت إلى المطبخ بقلق فمن الأفضل أن تبتعد من أمامه وألا صب جام غضبه عليها التزمت مكانها إلى أن سمعت صوت الباب الذي فتح ثم أغلق توجهت نحو الصالة لتجدها فارغة فاقتربت من النافذة لتحدق به وهو يمتطي خيله ويبتعد , مرت الساعة تلو الأخرى ورغم محاولتها الشديدة بألا تفكر به لم تنجح مما أغاظها أين هو ألان ماذا يفعل لقد اكتشف خداع لورا كان هذا واضحا انه لغبي لو لم يدرك ذلك لكنه أدرك همست لنفسها ثم تنهدت واسترخت في السرير لتسند ظهرها على الوسادة خلفها وتضع الكتاب في حجرها تبدو لورا فاتنة وصغيرة على أن تكون مخادعة شد انتباهها أصوات تناهت لها فأبعدت الغطاء ببطء وهي تصغي إلى هذه الأصوات الغير واضحة ولكنها تصدر من الكوخ مما أقلقها أعاد أونيل أم أن احدهم دخل إلى الكوخ ومارغريت تقول لها انه آمن بدأت تفقد الثقة بذلك أخذت تقترب بهدوء من الباب ووضعت أذنها عليه محاوله الإصغاء ثم حركت نظرها بأرجاء الغرفة وتحركت نحو ثوبها لترتديه وتشعل الشمعة المجاورة لسرير وتحملها ثم تفتح الباب ببطء وتنظر إلى الخارج لتجد كريس يقف منحني نحو أونيل الجالس على المقعد وقد رفع رأسه مسندا إياه على ظهر المقعد وكريس يقول
- أما كان بإمكانك تجنب الشجار وأنت بهذا الحال ( حرك رأسه حوله وهو يضيف ) علي تنظيف هذا الجرح
- ما به
تمتمت وقد خرجت من الغرفة ببطء عند سماعها لقوله فحرك كريس رأسه نحوها متفاجىء وأمعن النظر بها فتجاهلته واقتربت أكثر وهي تحدق بوجه أونيل المغمض العينين وقد اظهر نور الشمعة الدماء التي غطت جانب وجهه فأسرعت بالاقتراب من الشموع الموجودة على الطاولة فتابعها كريس وهو يقول
- لما أنت هنا ما .. ما الذي تفعلينه هنا بهذا الوقت
تجاهلت سؤاله ووضعت الشمعة من يدها بعد أن أشعلت البقية وهي تقول
- سأحضر بعض القماش والماء ( تابعها كريس ثم نظر إلى أونيل قائلا )
- استيقظ أنت في وضعاً سيء
- لو كنت صديقا حقيقيا لما وصل به الأمر إلى هذا
نظر إلى يوليانا التي أصبحت بجواره وهي تضع قدر الماء من يدها قائلاً بتجهم
- لم يبقى لدي الليلة سوى أنت ( لمحته بنظرة نفور قبل أن تعود لقطعة القماش وتضعها بالماء فقال مغتاظً من تصرفها ) لا اصدق حقا لا افعل أن كان أونيل قد .. نظر إليك رغم أني لا اعرف كيف فعل فلقد جن بالتأكيد
- ارجوا أن توفر تعليقاتك الرائعة لنفسك فلو كنت صديقا جيداً ما كنت لتسمح له بهذا التصرف انه ثمل وأنت أيضاً
قاطعته قائلة وهي تمسح الدماء عن وجه أونيل الذي انتفض وحرك يده نحو رأسه بألم
- لست كذلك
تمتم أونيل بصوت خافت ودون أن يفتح عينيه ولكن الألم بادٍ على وجهه وهي تمسح له مكان الجرح فأجابته وهي تركز على ما تقوم به
- دائما تقول ذلك ولكن رائحة الكحول الصادرة منك تكفيني لأعلم انك كذلك
- توقفي أنتِ تؤلميني
- تستحق هذا
همست له وهي تتجاهل طلبه وتستمر بتنظيف الجرح فنقل كريس نظره بينهما قبل أن يقول
- مرحبا أتذكران أني هنا ( عادت للمحة بنظرة سريعة قبل أن تقول )
- إني أدرك تماما انك هنا .. ابعد يدك ألا تراني أحاول مساعدتك
نهرت أونيل الذي استجاب لها فقال كريس
- لو كنت مستيقظا لما سمحت لها بمحادثتك بهذا الشكل
- أتعلم شيئا
أجابته يوليانا وهي تعود لتضع قطعة القماش بالماء الذي صبغ بلون الأحمر
- أن وجودك هنا غير مرغوب به لذا تستطيع المغادرة
- لستِ جادة ( همس كمن لا يصدق ما يسمعه ونظر إلى أونيل هاتفً )
- أتسمع ما تقوله خادمتك
- انه ثمل
- أنا من احضره واعلم هذا
- توقفا ( قال أونيل وهو يضم عينيه بألم مستمرا ) لا أريد أن اسمع شيئا
- بالتأكيد لا تريد أولا لورا وألان هذه أن مشاكلك مع الفتيات لا تنتهي
- كريس لست بوضع يسمح لي بمحادثتك فلست بكامل وعي
- اعلم هذا فلو كنت كذلك لما تشاجرت مع رجلان أضخم واعرض منك بمفردك ولما أكثرت من الشرب وأنت تهلوس بلورا
- توقف عن الحديث ألا تراه غير قادر على الإصغاء ( همست له يوليانا وهي ترى ملامح الألم التي تزداد على وجه أونيل ووضعت له قطعة من القطن على الجرح ونظرت إلى كريس مستمرة ) أمسك هذه حتى استطيع تثبيتها ( نظر إليها ثم امسكها بتردد مجبراً فقامت بلف رأسه وأحكمت عقدها ) أعتقد أن عليك أن تنقله إلى الغرفة
قالت وهي تمسك وعاء الماء لتعود به إلى المطبخ فأمسكه كريس وساعده بالوقوف وهو يتمتم
- أن لديك ذوقٌ في النساء لا يطاق
- ما الذي تقوله
- أقول أن خادمتك تعتقد نفسها اليدي لورين أما كان لك التوقف عن الهو والارتباط بها انها على الأقل إنسانة مثقفة ومرهفة الحس وليس كفتاتك
- أصمت كريس
- سأفعل ( أجابه بتذمر وهو يضعه على السرير فأن أونيل وهو يفتح عينيه دون تركيز )
- اشعر بثقل كبير في رأسي ماذا فعلت به
هز كريس رأسه بيأس دون إجابته وحرك رأسه نحو الكتب الموضوعة على طرف السرير وتناول أحدها قائلاً
- ما هذا لم أكن اعلم أنك تحب قرأت هذه الكتب وما هذا بالفرنسية متى تغير ذوقك
- عما تتحدث
- أنس الأمر أنا أتحدث مع نفسي
- رأسي يؤلمني
- عليه ذلك .. لم لا تحضري لي كوباً من القهوة
أضاف وهو يراها تدخل فأجابته وهي تتأمل أونيل المستلقي
- ألن تغادر
- ليس قبل القهوة وأخباري ماذا تفعلين هنا ( عقدت يديها ناظرة إليه قبل أن تقول بجدية )
- أن غادرت ألان ستستطيع شرب القهوة مع ساعات الصباح الأولى
- أنت مخطئة فأنا لن أتحرك من هنا
- كريس ( قاطعه أونيل هامساً فنظر إليه كريس فأستمر وهو يفتح عينيه قليلاً ) دعها وشأنها
- أنت ثمل ولا تدرك ما تقوله أنا أتحدث مع خادمتك هنا وليس لورا
- اليست ذات العينين الزرقاوتين
- إنها هي
- أذا دعها وشأنها أنت لا تدرك شيئا مما يجري
أجابه بهمس جعل كريس يخفض رأسه محاولا فهم ما قاله ثم نظر إليها قائلا
- ما الذي يتمتم به
- أنه ثمل كما قلت ويتحدث بأي شيء ( أجابته بابتسامة باردة فتحرك نحوها قائلا )
- أنا لن أغادر قبل أن أطمئن على أنه بخير ( وتخطى عنها مستمراً ) أعتقد أن لديكم طعاما هنا ( تابعته بعينيها حتى اختفى ثم عادت بنظرها إلى أونيل متأملة إياه وتحركت نحو قدميه لتخلع الحذاء من ساقيه ها هي ليلة مذهلة أخرى ستقضيها هنا ما كان عليها الموافقة على اقتراح مارغريت بالحضور إلى هنا ما كان عليها هذا خلعت سترته عنه ببطء وقد أخذ يتمتم بانزعاج وضيق وضعتها جانباً ووضعت الغطاء عليه ) ألن تعلميني ماذا تفعلين هنا فأونيل ليس بالغباء حتى يتورط معك أنت ( لم تنظر إلى كريس الذي قال ذلك وهو يدخل الغرفة ويقضم تفاحة فأحكمت الغطاء على أونيل متجاهلة إجابته فأستمر ) ليس من عادته إخفاء أمرا عني وأجد وجودك هنا في كوخه محيراً أليس كذلك
- أنت تفكر كثيرا ( توقفت عينيه عليها قبل أن يجلس بالمقعد المجاور لسرير وهو يقول )
- أنت جريئة جدا وهذا ليس لصالحك
- اليس لديك عائلة تقلق عليك أن الوقت متأخر
حرك كتفيه لا مبالي ورفع ساقيه لتستقر قدميه على طرف السرير وهو يقول
- لا اسمح لأحد بالتحكم بتصرفاتي
- أنت مثال الصديق إذا
- ارجوا المعذرة
تمتم متفاجئا فتجاهلته مشيرة إلى حذائه الذي استقر على السرير وهي تضيف
- السرير نظيف حتى هذه اللحظة فارجوا منكَ إبعاد قدميك عنه
- ما النفع من وجودك هنا أن لم تقومي بالتنظيف من ورائنا
أجابها وهو يعود ليقضم من تفاحته بتجهم فلمحته بيأس وتحركت خارجه فبالتأكيد لن يكون صديقة أفضل منه
- ما كان علي الإصغاء لها أبدا ما كان علي
أخذت تتمتم وهي تجلس بالمطبخ وتضم وجهها بين يديها قبل أن ترخي ذراعيها على الطاولة لتسند رأسها بهم , فتحت عينيها ببطء ثم أسرعت بفتحهم جيدا وهي تستقيم بجلستها ماذا تفعل هنا ثم استرخت وقد تذكرت ما حصل الليلة الفائتة فتحركت عن المقعد لتغسل وجهها وتتوجه نحو باب الغرفة لتحدق بكريس النائم على المقعد وبأونيل المستلقي بالسرير فاقتربت منه متأملة رأسه وقد أصبح القماش الأبيض الذي لفته حول رأسه مليئاً بالدماء فأحضرت قطعة أخرى من القماش وجلست على حافة السرير لتبعد القماش عن رأسه بحرص وتمهلت وهي ترى عينيه تتحركان ثم يفتحهما قليلا محدقا بها فهمست
- لم اقصد إيقاظك عد لنوم أن شئت سأغير الضمادة لك
بقيت عينيه تنظران إليها بصمت قبل أن يعود لإغماضهم بينما عادت لمتابعة عملها وما أن انتهت حتى خرجت من الكوخ لتتنفس هواء الصباح البارد لتشد وشاحها حولها وتتحرك مبتعدة لتقوم بجولة حول المكان وهي ترجوا أن لا تجد كريس وأونيل عند عودتها لم تحاول الابتعاد كثيرا خوفا من أن تتوه فأخذت تعود بأدراجها وقد منحها السير بعض نقاء الذهن والنشاط دخلت إلى الكوخ وأغلقت الباب ببطء وهي تصغي باهتمام إلى صوت كريس وهو يقول
- لا ستبقى هنا أنت بحاجة إلى الراحة
- هل تعتقدني ضعيفا قلت لك سأذهب إلى براغ ولن يثنيني شيئا
- لماذا ستذهب الم تقل لي انك لا تريد رؤيتها
- بل أريد
- توقف لا تتحرك من السرير .. حسنا سنذهب سويا ولكن ليس ألان بل مساءً فلدي بعض الأمور وعلي إنهائها كما أني سمعت أن والدك قد عاد سأتأكد من الأمر
- لا يهمني ( تمتم فهز كريس رأسه قائلا وهو يتحرك مغادراً الغرفة )
- سأذهب ألان وأعود فلا تفكر بالمغادرة دون علمي فانا أيضا لدي بعض الأمور التي على إنهائها في براغ .. أين ذهبتي ( أضاف وهو يرى يوليانا التي تسير نحوه مستمرا ) لا تدعيه يغادر الفراش ولتحضري له القهوة فهو لا يصحو بدونها ( وتخطى عنها مستمرا وهي تتابعه ) احرصي على أن لا يغادر قبل عودتي
وخرج مغلقا الباب خلفه فعادت بعينيها بشكل آلي نحو باب الغرفة لو كان المطلوب منها العناية بطفل لهان الأمر ولكننا نتحدث عن راشد وليس طفل اعتني به همست لنفسها وتحركت نحو المطبخ إنها تريد من يعتني بها وليس العكس تجاهلت النظر إلى الغرفة التي ترك بابها مفتوحا واعدت القهوة وعادت نحوها لتدخلها وهي تنظر إليه وقد وضع وسادة خلف ظهره وامسك احد الكتب التي كانت تقوم بقراءتها اخفض الكتاب ناظرا إليها وهي تضع كوب القهوة بجواره فوضع الكتاب من يده وتناول الكوب وهو يقول
- من احضر هذه الكتب إلى هنا
- أرسلتها عمتك مع بعض الحاجيات لك
رشف من كوبه مفكرا وهي تنظر إلى رأسه وترى ضرورة تغير الضمادة من جديد قبل أن تقول
- عليك رؤية الطبيب فما زال جرحك ينزف
تجاهل قولها والتفكير بادٍ عليه قبل أن ينظر إليها كمن تذكر شيئا قائلا
- ما الذي حدث مساء الأمس
- حصل الكثير
- الكثير ( تمتم ثم أضاف بجدية ) ماذا تعنين بالكثير
- حضورك ثملا تحدثك بأشياء كثير وأنا لم اسمع منها سوى ما تحدثت به أمامي ( بدا الامتعاض على وجهه ولكنه لم يقاطعها وهي تستمر ) وفضول صديقك حول سبب بقائي هنا هذا ما اعرفه عما حصل الليلة الفائتة واعتقد أنها كانت حافلة بالنسبة لك فهيئتك لم تكن توحي بغير هذا
- أنت تنسين مع من تتحدثين ألا تفعلين
- ارجوا المعذرة ( همست مستنكرة قوله فأضاف )
- أنا لا احتمل ذلك التعالي الذي تحدثيني به وكأنك شيءٌ كثير وفي الحقيقة آنت العكس تماما
- أهذا كل ما لديك لتقوله أهذا ما تهتم له بعد كل ما قلته لك لتعلم انك كدت تعلم صديقك سبب وجودي هنا
- بالتأكيد ما كنت لأفعل ذلك
- وما الذي تعلمه أنت فلقد كنت ثملا
- لم أكن كذلك
هتف مما جعلها تنتفض ورغم ذلك لم تبعد عينيها عن عينيه الغاضبتان وهي تقول بإصرار وعناد
- لقد كنت كذلك
قذف كوب القهوة الذي يحمله نحوها مما جعلها تنتفض وتتراجع كي لا يلمسها الكوب الذي مر من جوارها ليرتطم بالأرض ويتحطم ودفع الغطاء بعيدا عنه وهو يقول
- أنت لا تستطيعين التزام الصمت
أخذت قدميها بالتراجع ببطء إلى الخلف وهي تراقبه يقف لتهمس بعناد
- أنا لا أقول سوى الحقيقة
- اصمتي ولا تتحدثي اجل لا تسمعيني صوتك ( قال ذلك والتمعت عينيه مما جعلها تمعن النظر به وقد أصبحت قرب الباب فاستمر وهو يهز رأسه وعينيه لا تفارقانها ) اجل لا تفعلي فمن السهل التخلص منك لا تعتقدي اني لا استطيع ذلك وذلك الارتباط اللعين لا معنى له فلا تتكلي عليه كثيرا فبكل بساطة استطيع التخلص منك
- كيف ذلك هيا اخبرني كيف ستستطيع فعل هذا
- هل حقا تريدين أن تعلمي
- اجل ( همست بصوت مخنوق أمام سخريته الحادة فحرك يده نحو قائلا )
- أجعلك تختفين وكأنك لم تكوني يوما حتى موجودة اليست فكرة جيدة
- انها كذلك وليست جيدة فقط بل رائعة ولكن للأسف لستَ من ابتكرها
توقف عن التقدم نحوها وأمعن النظر بها لقولها الغريب قبل أن يقول بجدية
- لا تعتقدي اني ثمل ألان فانا اعلم ما أتحدث عنه ولست أهذي
- اعلم .. ما قولك بعقد هدنة اتفاق سمه ما تريد فيما بيننا
- أنا ( وأشار إليها مضيفا ) اعقد معكِ أنتِ اتفاق
- اعلم أن الاختلاف بيننا كبير فأين أنا وأين أنت ( قالت ساخرة من نفسها قبل أن تضيف ) ولكن ارجوا منك أن تسمع ما أريد قوله فهو سيروق لك جدا
عقد يديه وعينيه التين ضاقتا لا تفارقانها قبل أن يقول
- هاتي ما عندك
- لننسى أمر ذلك الارتباط وأنا لن أزعجك أبدا ففي الحقيقة لا اكترث أن كنتُ مرتبطة أم لا فسأهِب نفسي لخدمة الغير ولن اهتم لغير هذا لذا دعني وشائني وأنسى انك يوما ما قد ارتبطت بي واعدك أنني لن اسبب لك أي مشكلة وأنا على استعداد أن اقسم لك على ما أقوله فوجودي هنا ألان هو غلطه لن أكررها
- تهبين نفسك ( تمتم كمن لا يستوعب ما تقوله قبل أن يضيف ) ماذا تعنين بذلك
- الأمر بسيط اليس واضحا كفاية ما أعنيه ( حرك شفتيه بشكل غريب قبل أن يقول )
- أنت ألان مرتبطة بي وتفضلين على ذلك أن تهبي نفسك لمساعدة الغير ما .. ما الذي تحاولين قوله ما الذي تسعين له
- أنا لا اسعي لشيء فكل ما أريده هو أن تنسى ما بيننا أتعتقد اني فخورة بارتباطي بك ( جحظت عينيه المحدقتان بها فاستمرت دون أن تكترث لهذا ) انه اكبر خطئ ارتكبته وسأندم عليه طوال حياتي فنحن غير متناسبين أبدا لن استطيع حتى لو حاولت
- وتجرؤين على قول ذلك بوجهي ( تراجعت أكثر للخلف لهتافه فاستمر بحدة ) ابقي حيث أنت فانا لم انتهي بعد ( هزت رأسها بالنفي رافضة وهي تستمر بالتراجع فخطا نحوها بغيظ فأسرعت بالخروج من الغرفة وهو يهتف ) لن تهربي ألان ( أسرعت نحو الحمام لتدخله وتغلق الباب خلفها بإحكام ) اخرجي ألان ألان فيوليت
- لن افعل
- بداء صبري ينفذ قلت اخرجي
- لن افعل ( قالت بإصرار وأنفاسها تتسارع فالقد أغضبته حقا حركت رأسها نحو الباب وقد أسندت ظهرها بالباب مضيفة ) أنت لا تتصرف أبدا بشكل يليق بسيدٍ نبيل
- انظر من يتحدث أتريدين إفقادي لصوابي
- لم اعلم انك مازلت محتفظا به
- سأقتلك فما أنت سوى حثالة تعمل لدي
ضاقت عينيها لقوله وقالت وهي تشدد على كلماتها متعمدة لسوء معاملته لها
- ما أنا في النهاية إلا زوجتك ( شتم وركل الباب لقولها مما جعلها تنتفض ولكنها لم تستطع الصمت فتابعت ) أتمنى حقا لو أني لست كذلك ما كنت حينها وجدت نفسي بهذا الموقف ( دفعه للباب جعلها تغمض عينيها بذعر ورغم ذلك تمتمت له ) لا تليق بك سوى مخادعة كالورا تلك
- افتحي هذا الباب قبل أن أحطمه
- أتعلم أونيل لست سوى ابن أبيك المدلل فأنت حتى لا تنظر حولك ولو فعلت لعلمت ما يحصل
- فيوليت اصمتي
- لن افعل لن توقفني عن التحدث توقف ( هتفت وهي ترتجف لدفعه الباب بقوة كبيرة واستمرت بخوف ) أتعتقد أن والدك سيسمح لك بان تمس شعرة مني
- أن اعتقدتي أن والدي قادر على حمايتك مني فأنت تحلمين ليس الا فافتحي هذا الباب قبل أن أحطمه
وقبل أن تجيبه دفع الباب بقوة ليفتح ويدفعها بعيدا عنه أطلقت صرخة مخنوقة وهي تحاول إغلاقه ولكنه دفعه مرة أخرى بقوة جعلتها تتراجع بذعر وهو يدخل إليها فالتصقت بالحائط وهي ترى منظره الثائر لتهمس بصعوبة
- اني أحذرك لا تحاول الاقتراب
- لم اضرب امرأة في حياتي ولكن على ما يبدو أني سأبدأ ألان
قال بغضب وهو يمسكها من ذراعها بقوة جاذبا إياها نحوه فانكمشت على نفسها والذعر بعينيها لتضع يدها الحرة على صدره محاولة تفادي ارتطامها به لدفعته وقد عجزت عن النطق ولكن الصمت الذي حل جعلها تترقب ولا تستطيع السيطرة على ارتجافها وكل ما كانت تسمعه صوت أنفاسه الحارة وتشعر بيده التي أمسكت ذراعها بقوة حركت عينيها ببطء وهي لا تجرؤ على الحراك ثم رفعت رأسها نحوه بتردد وخوف لتتوقف عينيها على عينيه المحدقتان بها بجمود فرفعت يدها لتضعها على فمها تخفي شهقة كادت تنسل من شفتيها لرؤيتها لدماء التي انسلت من جبهته وغطت عينه واخذ شريان ينبض بقوة كبيرة قرب عنقه وبدا الألم الشديد بالظهور على وجهه فتراجعت عنه وقد سقطت بضع قطرات على ثوبها هامسة
- سأحضر بعض القماش والقطن انه يحتاج إلى تغير ( وتختط عنه فرفع يده إلى رأسه الذي يكاد ينفجر بهذه اللحظة بينما استندت على حائط الغرفة محاولة تهدئة نفسها والسيطرة على ارتجافها لقد جنت لتستفزه بهذا الشكل لقد كان على وشك ضربها كان ليفعل حاولت التنفس مهدئه من روعها قبل أن تتحرك نحو الدرج لتحضر منه القطن والقماش وعينيها تتعلقان به وهو يتجه إلى غرفة الجلوس ليرتمي على الأريكة والدماء الغزيرة لا تتوقف فاقتربت منه بصمت وقد احتقن وجهه وأخذت تتخلص من القماش بحذر وهي تبتلع ريقها والجمود لم يفارق وجهه أخذت تنظف له من جديد مكان الجرح العميق ووضعت له قماشا جديدا وهي تقول ) عليك برؤية الطبيب فالجرح عميق واعتقد انه بحاجه للإخاطة
بقي ملتزما الصمت فانحنت نحو القماش الذي نزعته وتوجهت نحو المطبخ لتأخذ بالسير به ذهابا وإيابا دون أن تجرؤ على مغادرته قبل أن تحرك رأسها نحو الصالة وهي تسمع انغلاق الباب الخارجي فارتمت متنفسة الصعداء على المقعد دون أن تستطع أن تسترخي وبقيت طوال اليوم تلوم نفسها لحضورها إلى هنا وما أن شارفت الشمس على المغيب حتى سمعت صوت خيل تتوقف قرب الكوخ فتحركت نحو النافذة لتشاهد كريس الذي ترجل عن خيله واقترب من الباب فسارت نحوه لتفتحه محدقة به وهو يقول
- كيف هو ألان
- لقد غادر
- غادر إلى أين
- لا اعلم
- الم اطلب منك أن لا تدعيه يغادر
- وتعتقد اني استطيع منعه أن أراد المغادرة ( حرك رأسه بضيق وهو يعود بأدراجه قائلا )
- أن عناده لا يحتمل لابد وانه ذهب إلى براغ متى غادر
- منذُ الصباح
عاد ليهز رأسه ويحث خيله على التحرك فتابعته لتغلق الباب بعد أن ابتعد ونظرت بأرجاء الكوخ تشعر بأنها سجينه هنا وترغب بالخروج , ابتلعت ريقها وهي تحدق بباب الغرفة وقد جلست على المقعد المجاور لسرير تقرأ احد الكتب دون تركيز رمشت وهي تصغي جيدا لسماعها صوت الباب الذي فتح قد أُغلق فنهضت وهي تضع الكتاب جانبا وحملت الشمعة لتتوجه نحو باب الغرفة فتحته وأطلت بتردد لتتعلق عينيها بظل أونيل المتجه نحوها وقد زاد تجهمه عند اقترابه من نور الشمعة لمحها بنظرة وأشاح بنظرة عنها فالتصقت بالباب وهو يتخطى عنها إلى داخل الغرفة فقالت بارتباك وهو لا يبدو أفضل حالا مما غادر عليه
- حضر كريس لرؤيتك اعتقد انك غادرت إلى براغ
جلس على حافة السرير وبداء يخلع حذائه متجاهلا إياها وضعه جانبا ووقف متجها نحو الخزانة فتابعته بعينيها بقلق ثم توقف نظرها على رأسه وقد لف بشاش ابيض طبي
- اعدي لي الحمام
قال وهو يخرج ثيابه من الخزانة دون النظر إليها فتحركت لتعد له الحمام وعادت نحوه فتخطى عنها خارجا ثم توقف وتراجع خطوتين نحوها نظر إلى عينيها التين حدقتا به لتصرفه ومال برأسه قليلا نحوها متمتما
- لا تحاولي إغلاق باب الغرفة وإلا أني لن اكتفي بتحطيمه هذه المرة
وبقي لثواني وجيزة محدقا بها ليؤكد قوله ثم تحرك مبتعدا لتلاحقه بعينيها المفتوحتان انه يتعمد إخافتها وهو ينجح بذلك رفعت يدها إلى عنقها وحركت رأسها بضياع ماذا تفعل ألان أعليها مجادلته دائما لما لا تستطيع العيش بسلام عادت بنظرها إلى حيث اختفى وهي تعقد حاجبيها أن عليه احترامها اجل عليه تعلم هذا حتى لو كانت مجرد عاملة فهي بشر في النهاية ولم تخطئ بحقه وضعة الشمعة من يدها جانبا وأحضرت غطاءين وضعتهما على الأريكة في الخارج مع وسادة ثم عادت نحو الغرفة أغلقت الباب بإحكام خلفها ودفعت خزانة الأدراج الصغيرة لتضعها خلف الباب من جديد ووقفت تحدق به مفكرة ثم تحركت نحو خزانة الأدراج الأخرى لتضعها أيضا لا أمل له ألان ورغم ذلك لا تشعر بالأمان فعقصت شفتها السفلى وحركت رأسها من جديد بأرجاء الغرفة توقفت عينيها على الخزانة الكبيرة فهزت رأسها بالنفي ونظرت نحو السرير لتهزه مرة أخرى وهي تتمتم
- الأمر مستحيل أنت الأصغر ( أضافت وهي تتوجه نحو المقعد لتجره وتلصقه بخزائن الأدراج جيدا وتنفض يديها وهي تعود نحو السرير لتجلس عليه محدقة بالحواجز التي وضعتها عند الباب وهي تهمس ) لنرى ألان
مالت نحو الشمعة لتطفئها واندست في السري وعينيها لا تغادران الباب بترقب ضمت يديها وهي تسمع صوت مقبض الباب يتحرك وعندما لم يفتح شتم أونيل وقذف المنشفة التي كان يحملها أرضا قبل أن يقول بحدة
- لن تتوقفي قبل أن تتسببي لنفسك بالأذى فتحديك لي بهذا الشكل لن يكون له الأثر الحسن في نفسي أتسمعين
- ألا تملك أكواخا أخرى فلتذهب إلى احدها وتدعني وشأني
قالت ذلك بعد تردد ثم ضمت الغطاء عليها وهي تسمع هتافه بها
- هذا الكوخ لي يخصني أنا أم الباقي فهي لوالدي فلتغادري بنفسك إلى إحداها وافتحي هذا الباب ألان
حركت رأسها بيأس قبل أن تقول
- وضعت لك غطاء ووسادة في الخارج
ورفعت الغطاء إلى رأسها وهي تتحرك لتستلقي على جنبها وهو يعود لشتم فرفعت يديها لتغطي اذنيها لا تريد سماعه فل يقل ما يريد الباب ولن يستطيع فتحه , تنهدت بعد مرور بعض الوقت وأبعدت الغطاء عن رأسها لن تستطيع النوم وهي تعلم انه بالغرفة المجاورة تنفست بعمق وهمت بالتحرك لتستلقي على ظهرها إلا أنها تجمدت وعينيها تستقران على شيء يتحرك قرب الخزانة فأمعنت النظر جيدا بهذا الظلام ولكن ما تراه حقيقي وليس وهما أبعدت الغطاء عنها ببطء ومالت بحذر وبطء نحو الخزانة قبل أن تصرخ بذعر وتتحرك واقفة في سريرها
- أفعى أفعى يوجد أفعى ( تلفتت حولها باحثة عن شيء تحمي به نفسها ولكنها لم تجرؤ على النزول عن السرير فمالت لتشعل الشمعة المجاورة لسرير ووجهها لا يفارق الخزانة لترى ذيل الأفعى يختفي خلفها فأخذت تقفز في مكانها هاتفة ) بحق الله يوجد أفعى هنا أونيل هناك أفعى كبيرة هنا
- ألا يمكن أن احصل على بعض السكينة هنا ما بالك لا تتوقفين عن الصراخ
تناهى لها صوت أونيل فأضافت بعجز وهي تحدق بالباب
- يوجد أفعى هنا
- أنت ولا شك تستحقين ذلك فليلة هنيئة لك
أجابها بخفة وقد راقه ما حصل مما أغاظها وجعلها تقول
- من الأفضل لك الحضور والتخلص منها
- تسـ تسـ انت مخطئة تماما
رفعت عينيها إلى السماء قبل أن تتلفت حولها ماذا تفعل ألان جلست على السرير وهي تحدق بالخزانة وتراقب أطرافها خوفا من خروج الأفعى منها ولكنها لم تستطيع الاحتمال فتحركت لتقف وتنزل عن السرير بحذر وعينيها لا تفارقان الخزانة تناولت ثوبها بهدوء ودون إصدار أي صوت وارتدته بشكل عشوائي كي لا تفارق عينيها الخزانة وتحركت نحو الباب لتبدأ بدفع المقعد ثم الأدراج الواحد تلو الأخر ثم تفتح الباب وتخرج محكمة إغلاقه خلفها لتتنفس وتتوجه نحو أونيل الذي رفع نظره إليها عند رؤيتها تقترب وقد جلس على الأريكة وهو يقرأ الصحيفة ورفع ساقيه أمامه على الطاولة عاد بنظره نحو الصحيفة قائلا
- اليس الوقت متأخرا وعليك الخلود للنوم ( عقدت يديها معا ناظرة إليه قبل أن تقول )
- هناك أفعى في غرفتي
- غرفتك؟! إذا تدبري أمرها ( ونظر إليها مضيفا بلؤم ) أم تراك تنتظرين مني التخلص منها
- اليس هذا هو الوضع الطبيعي
- الوضع الطبيعي الوضع الطبيعي لماذا
- لكونك رجلا
- آه
اكتفى بهذا وعاد نحو الصحيفة فحركت عينيها بعجز وحاولت تصبير نفسها قبل أن تعود للقول وهي تشير نحو الغرفة
- الأفعى حتى هذه اللحظة هناك وفي أي دقيقه قد تصبح هنا
- لا مشكله لدي فانا لا أمانع وجودها بنفس الغرفة معي
- أنت أنت
تمتمت بغيظ وأصرت على أسنانها كي لا تتحدث بما ملأ فمها فحدق بها بحدة منتظرا قولها وأمام صمتها قال
- أنا ماذا مارش هيا أعطني سببا قويا حتى لا اشعر بأي تأنيب لضمير
- أن كنت تملك ضميرا حقا فاذهب وتخلص من تلك الأفعى
- لن افعل وهذا جزائك لعدم استماعك لما أقوله ألا تريدين النوم هناك اذهبي إذا أنا لن أبه
- لن افعل ( وتحركت جالسة على الأريكة المجاورة له مستمرة بجدية ) سأبقى هنا وأثرثر وأثرثر حتى تمل
حدجها بنظرة قبل أن يحرك كتفيه قائلا باستخفاف
- افعلي ما يحلو لك فانا لن أصغي
- اوتعتقد انك تستطيع ذلك
- التزمي حدك مارش
- لستُ مارش ( تمتمت بحدة كارهة نفسها لما هي به فحدجها بنظرة جديدة قبل أن يعود نحو الصحيفة فوضعت يدها على جبينها وقد أسندت كوع يدها على حافة المقعد لو كانت تتحدث مع حائط لاستجاب لها أكثر مما يفعل أونيل فعادت للقول ) لن أعود للمبيت في تلك الغرفة أعدك بذلك سأدعها لك فاذهب ألان لتتخلص من الأفعى فانا لن استطيع النوم أن لم تفعل
- لو أردت النوم بها لما صعب علي فتح بابها
- بربك تخلص من الأفعى لو كنت استطيع ذلك صدقني لما جلست أحدثك
- يا لحسن حظي فمحادثتك تسرني حتى العمق
حركت عينيها بيأس قبل أن تتوقف على كوب فارغ موضوع على الطاولة بجوار ساقيه فهمست
- أنت ثمل اليس كذلك
وأمام تجاهله لها أمعنت النظر به فنظر إليها لتحديقها به لتتعلق عينيه بعينيها قبل أن يقول
- لا اعتقد أن كوب من عصير البرتقال سيثملني أم أن لديك رغبة دائمة بتفسير تصرفاتي على نحو أني ثمل
- لا مبالاتك الغير طبيعية والتي لا اشعر بأنها صفة من صفاتك تقول لي ذلك
- كأنك تعرفينني لتقولي ذلك اذهبي لنوم مارش ( هزت رأسها بالنفي رافضة وهي تقول )
- لن استطيع النوم وأفعى في الكوخ
- ما كان لك ترك النوافذ مفتوحة
- لن اتركها مرة أخرى أعدك بهذا وألان هل تخلصت منها
- من قال أني سأفعل
قال وهو يعود نحو الصحيفة ففتحت شفتيها دون التفوه بكلمة ثم أرخت ظهرها على المقعد قائلة وهي تحدق بنار المدفئة التي أمامها
- كما تريد وأنا سأبقى هنا
ورفعت ساقيها لتضعهم بجوارها على الأريكة وهي تختلس النظر نحو باب الغرفة ثم عادت بنظرها إليه وهو مشغول بالصحيفة فحركت عينيها عن الصحيفة إليه وقد خطر لها أمر أفزعها فسارعت بالقول
- مـ ما الجديد ( حرك رأسه ببطء نحوها فأسرعت بالإضافة ) ماذا تقول هذه الصحيفة هل هناك أخبار مميزة ( لمحها بنظرة غريبة وحرك رأسه بنفور وعاد نحو الصحيفة دون إجابتها فتمالكت نفسها فليلتها كارثة ولا ينقصها المزيد فعادت للقول بتوتر ) ألا يتحدثون عن أخبار العاصمة
- يتحدثون عن أخر طبق صنعته أحدا الطاهيات وعن كيفية غسل الملابس اليس هذا ما يهمك أن تعرفيه ( أجابها بانزعاج لمحادثتها المستمرة له وبرقت عينيه مؤشرا عن أن صبره بدأ ينفذ وهو يستمر ) من الأفضل أن لا تتبادلي الحديث معي فأنت لا تفقهين شيئا حتى
أطبقت شفتيها لقوله وعينيها لا تفارقانه وهو يعود نحو الصحيفة فأشاحت بنظرها عنه إلى الجهة الأخرى وقد التمعت الدموع بعينيها لا يكفيها ما هي به ليحضر شخصٌ كريه مثله ليقول لها أنها لا تفقه شيئا تمالكت نفسها بأعجوبة وعادت إليه قائلة
- بما انك لا تمانع البقاء برفقة الأفاعي بغرفة واحدة فمن المناسب أن تذهب إلى غرفتك وأنا سأنام هنا
- لقد نفذ صبري منك فليس القرار لك متى رغبتي تضعين كل ما في الغرفة خلف الباب ومتى لا ترغبين تقولين هذا هل تفهمين ما اقوله لك أتفهمين ذلك
عاد ليكرر قوله بحدة فهمست بغيظ
- اجل
- جيد ( أجابها وهو لا يبعد نظره عن الصحيفة فأسندت رأسها بيدها وهي تتأمله فلم تعامل بسوء كما يعاملها ورغم ذلك لو رأته فتيات جرترود للتففن حوله فهو ثري بهي الطلة ويستطيع أن يدعي انه يمك أخلاقاً عالية أغمضت عينيها ما كانت لتصدق أن يحدث كل هذا لها ) اجعلي من نفسك شيئا مفيدا واذهبي لوضع قطعة من الحطب في المدفئة
فتحت عينيها ببطء عند قوله هذا متأملة إياها قبل أن تتحرك مجبرة لتضع قطعة من الحطب بالمدفئة وتعود للجلوس في مكانها وهو يدعي انشغاله بما يقرأ محاولا تجاهل وجودها قدر ما يستطيع فمجرد جلوسها قريبة منه يجعله عصبي المزاج فتح الصحيفة على صفحة أخرى عله يركز بقراءتها ولكن لاشيء يشده حاول تصفحها بشكل سريع ثم أغلقها وقذفها جانبا ونظر إليها وهو يهم بالتحدث إلا أن عينيه توقفتا عليها وشفتيه لم تتحركان عند رؤيته لعينيها المغمضتين تمعن النظر بها وبأنفاسها المنتظمة وعدم تحركها وقد أسندت رأسها على المقعد وهي منكمشة على نفسها ضاقت عينيه قليلا وأشاح بنظره عنها محدقا بنار أمامه ولم تمر الدقيقة حتى عاد بنظره نحوها متأملا إياها بصمت ما المميز بها لما هي نقل نظره عن وجهها إلى ثوبها الرث الذي عادت لارتدائه إلى يديها التين استقرتا في حجرها وقد بدتا غير ناعمتا الملمس لعملها بالأرض إنه عقاب لن يسامح والده عليه لم يفعل شيئا ليستحق هذا لقد جلب العار لأسرته بزواجه منها ما كان عليه الاستسلام لوالده ما كان عليه أغمض عينيه ببطء وأشاح برأسه عنها وهو يهز رأسه أن عقله يرفض بشدة ما حصل انه حتى لا يصدق هذا رفع يديه ليضعهما خلف رأسه ويحدق بالسقف ومخيلته تأخذه إلى لورا الفتاة الجميلة الضحوكة التي تنسيه كل همومه زاد عبوسه وهو يذكرها تدخل كوخه وخلفها والدها ورجاله ظهرت ابتسامة مرة قاسية على شفتيه عليها أن تدفع ثمن استخفافها به هل اعتقدت انه ساذج لتلك الدرجة حتى تنطلي عليه تلك المسرحية التي كانوا يقومون بها انه السبب بهذا فالقد كان يتصرف مؤخرا بطريقة جعلت الكثيرين يفقدون الثقة به والبعض الأخر يستخف به وهذا مالا يروقه عليه البدء بتحسين أموره وإلا تدهور الوضع أكثر أن ما وصل إليه ألان لا يسره ولا يريد المزيد همس لنفسه وهو يحرك رأسه من جديد نحوها , فتحت عينيها ببطء وهي تستيقظ لتحدق بتشوش بالمدفئة قبل أن تنظر نحو الباب الذي فتح ليتوقف نظرها على جويل الذي توقف في مكانه ناظرا إليها ومن ثم إلى أونيل الذي رفع يده إلى عينيه قبل أن ينظر إلى جويل بتشوش
- ارجوا المعذرة لم لم لقد طرقت على الباب ولم يجب احد فاعتقدت أن لا احد هنا
- لا بأس ( تمتمت وهي تنزل ساقيها لتلعثمه فاستمر )
- سأضع هذه بالمطبخ
وأسرع بالتخطي عنهما وهو يحمل السلة الكبيرة بين يديه فتمتم له أونيل وهو يجلس جيدا
- لا تغادر فالتنتظر لتقلني إلى المحطة ( ونظر إليها وهو يتحرك واقفا ) فالتعدي لي الحقيبة
وتخطى عنها فنظرت إلى جويل الذي عاد من المطبخ قائلة
- يوجد أفعى في الغرفة وأريد إخراجها من الكوخ
- أين هي
- رايتها تدخل خلف الخزانة الكبيرة تعال لرؤيتها
أضافت وهي ترى أونيل يغادر الغرفة .
حرك نظره بأرجاء الغرفة قائلا وهو يرى جويل منحني خلف الخزانة التي أبعدها عن الحائط بينما وقفة يوليانا على المقعد تراقبه بكل حواسها
- الم تجدها بعد
- لا
- إنها هنا هنا جويل ( قاطعتهم يوليانا وهي تهتف عند رؤيتها لرأس الأفعى يطل من الجهة الأخرى وأخذت تقفز في مكانها بتوتر وهي تقول ) أسرع بإمساكها
أسرع جويل نحوها بينما هز أونيل رأسه وتحرك نحو المرأة ليسرح شعره
- سأتخلص منها بالخارج
قال جويل وهو يحكم يده على رأس الأفعى فأسرعت بالقول بارتياح
- افعل ذلك فلا أريد أن تعود إلى كوخي مرة أخرى
تحرك جويل خارجا بينما توقفت عيني أونيل عليها من خلال انعكاس المرأة فنظرت إليه ثم إلى جويل الذي خرج وعادت نحوه بحيرة لتحديقه بها فقال ببطء وتأكيد
- لا تكرري أبدا انه كوخك فلا تحلمي بهذا ( نزلت عن المقعد ببطء وهي تقول )
- لم اعني ذلك ( فعاد ليتابع تسريح شعره مما جعلها تضيف ) لقد أعددت حقيبتك ولم أضع بها الشيء الكثير هل ستتأخر بالعودة
- ليس من شأنك هذا
أجابها بنفاذ صبر محاولا بجهد تجاهل غيظه منها فلمحته بنظرة ضيق وهي تتحرك لتخرج حتى الخارج لتقترب من جويل وهي تتساءل
- هل تخلصت منها
- اجل لا تقلقي أترغبين بان احضر لك شيئا أينقصك شيء
- لا
- أنت واثقة فالقد أوصتني السيدة بان أتأكد من توفر كل ما تحتاجين إليه
هزت رأسها له بالإيجاب وعقدت ذراعيها لنسمات الهواء الباردة قبل أن ترى أونيل الذي خرج من الكوخ وانشغل بإشعال سيجارة فتحركت نحوه للتخطي عنه للداخل بينما تبعها جويل ليتناول حقيبة أونيل ويضعها بالعربة ليصعد إليها أونيل ويبتعد فتنهدت بارتياح وهي تغلق الباب فالقد عاد المكان لها وحدها نظرت بإرجاء الكوخ قبل أن تتحرك لما لا تشعر بالارتياح رغم أن عليها هذا فالقد ذهب من يتسبب بإزعاجها ورغم محاولتها الاسترخاء والشعور بالراحة إلا أن هذا لم يحصل وكأن شيئا ينقصها لم تعد لديها رغبة بالبقاء بمفردها هنا
- هل أنت بخير
تساءل جويل في اليوم التالي عند رؤيته لوجهها الشاحب فهزت رأسها له بالإيجاب وهي تقول
- اشعر بالملل ليس الا
- أأستطيع .. ( قال وبدا التردد عليه قبل أن يضيف ) أأستطيع دعوتك لحضور حفل زفاف شقيقتي أن كنت لا ترغبين لا باس أنا فقط أردت أن
- ارغب بذلك
قاطعته قائلة فابتسم ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته وهو يضيف
- لا لا اعتقد انها فكرة جيده قد لا يرغب السيد بهذا
- ومن قال أني أسير حسب رغبات السيد
- ولكن ولكنك حسنا أنت زوجته اليس كذلك
- ما كان لك أن تهمس بذلك حتى لنفسك
- اعلم أرجو المعذرة لذلك
- متى موعد زفاف شقيقتك
- في بداية الأسبوع المقبل
- أن عادت السيدة سأذهب فكما تعلم لا أستطيع الظهور أن لم تعد
- أتفهم الأمر لا باس .. وداعا
أسندت رأسها على الأريكة بملل بعد مغادرته فها هو يوم أخر سيمضي وكأنها سجينه هنا
- ما هذا
تساءلت في صباح اليوم التالي وهي ترى جويل يحمل صندوقا كبير ليضعه أرضا أمامها فاستقام بوقفته قائلا
- انه من السيدة أرسلته لك
- هل عادت
- اجل منذُ بعض الوقت
- هذا أجمل خبر سمعته منذ وقت ( قالت وهي تنحني نحو الصندوق لتفتحه محدقة بالأثواب التي به ثم تناولت كيسا صغير موضوع فوق الأثواب لتتلمس القطع النقدية ففتحته محدقة بما يحويه لتهمس ) اعتقد انه بإمكاني العودة ألان إلى مزرعة مارش
- طلبت السيدة رؤيتك قبل عودتك إلى هناك
- حسنا ضع الصندوق بالغرفة أولا..........
دخلت إلى المنزل ليسرع التوأمان وكذلك ويل نحوها
- حضرت فيوليت حضرت فيوليت
أطلت جينا من المطبخ وهي تمسح يديها لتبتسم لرؤيتها قائلة
- ها أنت أخيرا
- هل اشتقتم لي
- اجل اجل
أجابها روي بحياء فابتسمت له وهي تضع الأكياس التي تحملها على الطاولة وتنظر إلى جاك الذي يضع الحطب بالمدفئة قائلة
- وأنت الم تفتقدني ( نظر إليها وهو يقول بتهكم )
- كيف لا فالقد كان المنزل هادئا جدا دونك
- ساعد هذا إطراء ( تمتمت لقوله قبل أن تضيف ) هل حدث الكثير بغيابي
- أنت من سيعلمنا بالإخبار كيف كانت زيارتك ( تساءلت جينا فقالت )
- حسنا حسنا سأعلمكم بكل شيء ولكن أولا ليأخذ كل منكم ما يخصه
- ماذا أحضرت فيوليت
تساءلت جينا بفضول وهي تحدق بالأكياس فقدمت لها يوليانا احد الأكياس الذي يحوى ثوبا مما أحضرته مارغريت لها قائلة
- انه لك وهذه الأثواب الصغيرة لكم هل تروق لكم ( أضافت للفتيات وهي تقدمها لهم وقد عرجت على البلدة قبل حضورها ) وهذا لك روي ارجوا أن يعجبك
وضع روي القميص على صدره بفرح ليتأكد من مقاسه فشد ويل ثوبها قائلا
- وأنا ماذا أحضرتي لي
- ما رأيك بهذا
- اهو لي ( أسرع بالقول وهو يتناول البنطال منها مضيفا ) انظري أمي
- وهذا لجاك ( نظر جاك من بعيد إلى القميص فامسكه روي وقذفه له قائلا )
- انظر إليه انه مناسبا لك ( امسكه جاك ووضعه على صدره قائلا )
- انه كذلك
- من .. أين لك بكل هذا ( تساءلت جينا بقلق )
- من السيدة مارغريت
- ولما قد تعطيك كل هذا
- لقد كنت أرعاها بشكلٍ جيد وهي راضية عني أتعلمين أنا جائعة ماذا لديك
قالت بتعمد وهي تبتعد عنهم لتقترب من القدر الموضوع على نار المدفئة متهربة من أسئلة جينا التي لاحقتها بنظرها , تقلبت في فراشها مفتقدة السرير المريح الذي كانت تنام عليه رغم كل شيء حاولت النوم دون فائدة لتشرد بمارغريت التي لم تستطع إخفاء فضولها عندما أعلمتها أن أونيل قد عاد إلى الكوخ وهي به ورغم محاولة مارغريت أن تبدو منزعجة لعدم إمكانها الحصول على الراحة التي كانت ترجوها إلا أن عينيها أعلمتاها بعكس ذلك أكان عليها أعلامها بحضور لورا فهي لم تفعل أغمضت عينيها فلا شان لها به وليتدبر أموره بنفسه.......
- كيف ابدوا ألا أبدو متكلفة
- لا
أجابت جينا المتوترة وقد اقتربوا من الكوخ الذي يقام به حفل زفاف شقيقة جويل فعادت جينا للقول
- ولكني اشعر باني متكلفة
لمحتها يوليانا بنظرة سريعة وقد ارتدت الثوب الجديد الذي أحضرته لها لتحرك كتفيها وهي تقول
- لست كذلك .. أين اختفى الأطفال
أضافت وهي تتلفت حولها فأشارت جينا نحو الكوخ
- أصبحوا بالداخل هيا بنا
دخلتا الكوخ الواسع والذي تناثرت أصوات الناس به وأخذت مجموعة من الشبان استقروا بزاوية الغرفة بالعزف بينما أخذت مجموعة بالرقص وقد عم المرح المكان بقيت يوليانا بجوار جينا التي أخذت تتحدث مع بعض السيدات
- انه لشرفٌ لنا حضورك ( نظرت إلى جويل الذي قال ذلك قبل أن تنهره بعينيها فأضاف ) أرجو المعذرة ( وتلفت حوله قبل أن يستمر ) أأعرفك على شقيقتي ( تحركت معه نحو فتاة بهية الطلة ممتلئة الجسم قليلا ترتدي ثوبا أبيض أنيق وبجوارها شابٌ طويل القامة لا يخلو وجهه من الجاذبية ابتسما عند رؤيتها تقترب ) هذه شقيقتي انجيلينا وهذا بران إنها .. فيوليت قريبة السيدة مارش
- سعيدة برؤيتك فالقد سمعت الكثير عنك
بادرتها انجيلينا فأسرع جويل بالقول وقد بدا الارتباك عليه
- ليس مني اقسم
- لا تكن فظ هكذا
أسرع بران بالقول له لتصرفه واستمر بود ليوليانا التي نظرت إليه
- لا يخفى أمر تردد شاب على منزل فتاة هنا فنحن ببلدة صغيرة
- آه
اكتفت بهذا القول قبل أن تصطنع ابتسامة فاقتربت ميريال منها لتحدثها مما جعلها تعتذر منهم وتبتعد مع ميريال التي قالت
- من أين لك هذا الثوب انه رائع وأنت تجدين تصفيف شعرك
- أشكرك
- اهو من السيدة
- اجل
- إنها تجيد العناية بمارينا مرافقتها ولكن لا اعتقد إنها قدمت لها ثوبا باهظا كهذا
- أرجو أن تعذريني علي رؤية جينا ( قالت وهي تبتعد عنها فأوقفها ماك وهو يقف أمامها قائلا )
- كيف أنت لم أرك منذُ زمن أمازلت تتجولين ليلا
- لا لم اعد افعل
أجابته بود وحركت رأسها بحيرة لصمت التام وتوقف الموسيقى لتتوقف عينيها على باب الكوخ عند رؤيتها لسترانس يقف أمام الباب وخلفه أونيل وشاب أخر يحمل صندوقا أسرع رجلان متقدمان بالعمر بالتقدم والترحيب بهم
- وكأنك رائيتي شبحا ما بك ( تساءل ماك لتجمدها فهمست دون استيعاب )
- ما ما الذي يفعله السيد هنا
- انه يهتم بمن يعملون لديه ( أجابها ماك وهي تتابع جويل الذي وضع مقعدا لسترانس وأخر لأونيل ذا الملامح الجامدة وتقدم الشاب الأخر المرافق لهم والذي يحمل الصندوق ليضعه أمام العروسان الذين تقدما لتحيتهم فاخذ سترانس يحدثهم بينما استمر ماك ) لديه تقليد بتقديم هدية عند زفاف احد العاملين المخلصين لديه وتكون الهدية حسب كفاءة ذلك العامل
- العامل
- اجل بران يعمل بمناجم السيد وهو يجيد عمله والسيد يثق به
- هكذا إذا
همست وهي تبعد نظرها عنهم فهذا أخر مكان توقعت رؤيتهم به وأونيل متى عاد لا يبدو بمزاج جيد لابد وان والده اجبره على القدوم عادت الفرقة إلى العزف فأسرع ماك بالقول والراقصون يعودون للرقص وهو يجذبها معه دون أن يعطيها مجالا لرفض
- أيمكنك مشاركتي بهذه الرقصة أم أن جويل يمانع
تحركت معه بحرج فلم تكن ترغب بذلك وهي تقول
- ولما قد يفعل
- لقد سمعت بعض الأشياء
- أن الناس هنا يفهمون بعض الأمور بطريقة خاطئة
- افهم من هذا أن مازال لدي فرصة ( أمعنت النظر به فأضاف بابتسامة ) أني أوسم من جويل والطف
لم تستطع إخفاء ابتسامتها رغم دهشتها وهي تراقصه , ضاقت عيني أونيل وهو يتابع بتعالي ما يجري حوله ليتوقف نظره عليها وهي تراقص ماك وتبتسم على ما يحدثها به فتحدث من بين أسنانه لوالده وعينيه لا تفارقان ما أمامه
- سيطول بقائنا فالقد اكرمناهم بزيارتنا وألان حان لنا المغادرة
- لا تكن على عجلة فهذه الزيارات ستقوم بها عني فيما بعد
بدا الاستنكار على وجهه بينما تناول سترانس كوب العصير الذي قدموه له رفع أونيل يده مشيرا إلى رفضه تناول شيء بينما رفع والده الكوب ليرشف منه ليقول وعينيه لا تفارقان يوليانا
- إنها فاتنة اليس كذلك ( لمح والده بنظرة ثم أشاح بنظره بعيدا فأضاف سترانس ) أنت لا تعلم ما تحوي يداك
عاد أونيل نحوه وقد ظهر التوتر عليه وهو يقول
- يا له من مكان مناسب لهذا الحديث
- أنا لا أراك إلى نادرا ولا أجد الوقت المناسب أبدا
- تفضل سيدي
قاطعهما احد الشبان الذي قدم لهما الحلوى تناول سترانس منها بينما رفض أونيل
- أن ماك لطيف اليس كذلك
- اجل ( أجابت جينا التي وقفت بجوارها قائلة ذلك قبل أن تضيف )
- واعتقد انك ستعاودين الرقص من جديد
نظرت إلى حيث تنظر جينا لتشاهد جويل يقترب منها فتابعته بترقب حتى أصبح بجوارها قائلا
- السيد مغادر وأعلمني أن السيدة مارغريت تريد حضورك فهي متوعكة
تجهم وجهها عند سماعها لذلك فأسرعت جينا بالقول
- ستتأخرين بالعودة
- لا اعلم ( تمتمت قبل أن تبتعد برفقة جويل إلى الخارج اقتربت من العربة الخاصة بآل دلبروك ليفتح لها جويل الباب فهمت بالصعود لتتوقف للحظة وهي ترى أونيل واسترانس بداخلها ) عمتما مساءً
تمتمت وهي تنقل عينيها بهما فأشار لها سترانس بالجلوس بجوار أونيل ففعلت ذلك وما أن أغلق الباب حتى انطلقت العربة
- راق لك الحفل
تساءل سترانس فهزت رأسها له بالإيجاب وعينيها تحاولان معرفة ما يريده ولما أرسل ورائها ألان بينما اخذ يعبث برأس عصاه قبل أن يعود للقول وهو ينقل نظره بينها وبين أونيل الذي تعمد النظر خارجا بتجهم
- كيف تسير أموركما مؤخرا
حدجه أونيل بنظرة قبل أن يقول بجدية تامة وهو يشدد على كلماته
- إننا بأفضل حال والفضل يعود لك بهذا ( تجاهل سترانس قوله ونظر إلى يوليانا متسائلا )
- هل بدأتي بالتأقلم ( هزت رأسها له بالنفي فأضاف ) ستعتادين مع مرور الوقت
- ستعتاد على ماذا بالتحديد ( نقل سترانس نظره عنها إلى أونيل قائلا بجدية )
- هناك أمور كثيرة ستفاجئك بني فأنت لا تدرك ما تحويه يديك بعد
- أنا على استعداد للإصغاء ( أجاب والده الذي اكتفي بتأمله فأضاف بغيظ ) عندما تستطيع الثقة بي أعلمني وألان بحق الله لما أحضرتنا إلى هنا
- انه منزلك اليس كذلك ( زاد تجهم أونيل ولم يجبه وقد توقفت العربة فتحرك ليفتح الباب ويترجل منها بعصبية فتبعه سترانس ومن ثم يوليانا تحرك سترانس نحو الكوخ ليدخله وهو يشير لهما ليتبعاه ففعلت وهي تفكر ما الجديد الذي سيعلمها به سترانس فهو لا يظهر الا ولديه أمر ما لِما تشعر بأنها لن تكون سعيدة وقف سترانس في وسط الغرفة وأشار لهم بالجلوس فجلست يوليانا بينما بقي أونيل واقفا ومحدقا بوالده بتجهم وهو يعقد يديه معا وعينيه تضيقان
- ألن تجلس
- أستطيع تحمل أخبارك وأنا أقف على قدماي
- ومن قال أني احمل أخبارا قد تهزك
- لن تحضرنا إلى هنا الا وان كان الأمر كذلك
- سأخيب املك هذه المرة فالقد اصطحبتكم إلى هنا كي اجعل الأمر مقتصرا بنا نحن فقط
ومد يده إلى جيب سترته ليخرج منها علبة خشبية صغيرة فتحها بعناية ليلتمع سوارا ماسي بها جحظت عيناي أونيل بالسوار قبل أن يرفعه والده ببطء ونظر إلى يوليانا التي تجمدت عينيها عليه قائلا وهو يقدمه لها
- هذا السوار متوارث في عائلتي وهو قطعة نادرة جدا فالقد أوصى جدي الأكبر على صنعه من امهر حرفي الماس ليقدمه إلى زوجته وثم توارثه الابن الأكبر في العائلة ليقدمه هدية زفاف لزوجته وقد احتفظت به لابننا الأكبر ولكن القدر لم يشاء له النجاة فأصبح من حق أونيل وبما انك زوجته ألان فهو لك لتحتفظين به لابنكم الأكبر
حركت عينيها عنه إلى السِوار وهي تشعر بالأرض تلتف حولها ما الذي يريده سترانس منها لما لا يدعها وشأنها حل أونيل يديه ببطء وأشار نحو السوار بعينين واسعتين وهو يقول بعدم تصديق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق