- جيد أنك هنا أعتذر لدخولنا من هنا ولكني وضعت سيارتي في المرأب ما بكِ ( أضاف لشيفا المتجمدة وتخطى عنها ليدخل ثم ينحني نحو الفتاه الصغيرة قائلا ) مازلت خجولة مني إذا
ثم أبتسم وهو يغمزها بعينيه وتحرك نحو سِد الذي بدا أنه تدارك الموقف قائلا
- تفضلا تفضلا لقد اعتقدت أنه جد الأطفال أهلا آنسه كليبر ( خطت إلى الداخل بصعوبة سِد كيف حدث هذا من بين كل الناس سِد لما عادت لتحدق بسِد الذي كان يتحدث معها ) لم أتوقع زيارتك علي ألاعتراف أني فوجئت
- وأنا أيضا
أجابته وهي تنظر إلى اليكسيس الذي أبتسم ونظر إلى سِد مبتعدا عن نظراتها وقائلا
- سأختطف أبنتك الصغيرة قليلا أتمانع
- عليك سؤالها أترغبين بمرافقة اليكسيس
نظرت جيني التي تطل برأسها من خلف الباب نحو اليكسيس للحظات قبل أن تقول
- أستحضر لي لعبة جديدة
- أجل سأفعل
- جيني ( أعترض سيد إلا أن اليكسيس سار نحوها ومد يده لها قائلا )
- سأفعل أن قبلتي مرافقتي
فكرت للحظات ثم حركت كتفيها بخجل ومدت يدها له فتحركت شيفا نحوه غير مصدقة تصرفه وهامسة له وهي تحاول اخفاض صوتها قدر الإمكان
- أفقدت عقلك أين تعتقد نفسك ذاهب ( مال قليلا نحوها هامسا بأسلوبها )
- لا تقلقي فسِد لا يحمل لك أي ضغينة رغم معاملتك السيئة له
- لا تجرؤ وتتركني هنا ( همست رافضة وهي تهدده بنظرها ثم أشارت بعينها نحو الطفلة مستمرة ) أنه لتهور منك اصطحاب الطفلة معك وقد كنا للتو ملاحقين بسببك ماذا إن شاهدوك ألان
- لا تقلقي سنكون بخير ولن أتأخر أن كان هذا ما يقلقك ( ونظر إلى سِد مستمراً ) لن أتأخر هيا
أضاف وهو يتحرك مع جيني مغادرين ويغلق الباب خلفه فتجمدت في مكانها وهي ترمش جيدا أهي بحلم
- سأحضر بعض القهوة تفضلي إلى غرفة الجلوس
استدارت ببطء لتنظر إلى سِد الذي يشير إلى الباب المجاور فابتلعت ريقها واصطنعت ابتسامة وسارت نحوه لتدخل إلى حيث أشار لمحت المقاعد الأنيقة بالغرفة وتوجهت نحو أحدهم لتجلس عليها وهي تضع يدها خلف عنقها بإحراج فهي لم تفكر أن ينتهي بها الأمر بمنزل سِد تحرك سِد ووضع الطفل الذي يحمله على الأريكة المقابلة لها وقد تناثرت مجموعة من الألعاب حوله قائلا وهو ينحني ليضع لعبة وقعت أرضاً قرب الطفل
- أتفضلينها سوداء أمـ
- سوداء ( أبتسم وهو يحرك يده أمام طفله قائلاً )
- أجلس عاقلا ولا ترمي الألعاب
وتحرك ليدخل إلى الباب المجاور فأخذت تجول بنظرها بأرجاء الغرفة أن منزله بسيط ولكنه أنيق أخرجت نفسا من صدرها ثم نظرت إلى الطفل البيضاوي الوجه وذا العينين الزرقاوين الكبيرتان المحدقتان بها وهو يضحك ويرمي الكرة الصغيرة أرضا فابتسمت له
- أنتبه ( قالت وهي تتحرك لتسير نحوه بخطوات واسعة كي تمسكه وقد تحرك ينوي اللحاق بالكرة التي أوقعها فأعادتها إليه وجلست القرفصاء أمامه متلفتتا برأسها حولها وهي تقول ) أين والدتك لا أعتقد أن تركك مع والدك فكرة حسنه ( توقف نظرها على إطارين لصور وضعوا فوق التلفاز فعادت نحو الصغير وتأكدت أنه مشغول بالكرة التي يقضمها ثم تحركت واقفة وسارت نحو الصور لتتأمل امرأة شقراء ذات شعر قصير جذاب وفي الإطار الثاني صورة لسِد وزوجته وطفليه عادت بنظرها نحو الطفل الذي رمى الكرة من جديد فتوجهت نحوها لتتناولها وتعيدها له قائلة ) أنت تشبه والدتك كثيرا أنها جميله أتدرك ذلك
- أنها كذلك
نظرت إلى سِد الذي أجابها وقد أقترب وهو يحمل كوبا من القهوة فاستقامت بوقفتها وتناولت الكوب منه قائلة
- لم أكن أعلم أن لديك طفلان ( أبتسم ونظر إلى طفله مداعبا وقائلا )
- أد في الشهر الحادي عشر وجيني في الخامسة
- أد ( همست وقد أنتابها شعور غريب ونظرت إلى الطفل هامسة باسمه من جديد وعندما لاحظت أن سِد ينظر إليها ابتسمت قائلة وهي تستدير لتصل إلى المقعد ) أليس الوقت متأخرا بالنسبة لطفل بعمره
وضع كوبه جانبا وحمل طفله قائلا
- أنه كذلك ولكنه يرفض النوم بعناد أن لم أحمله وأهزه بهذا الشكل
حركت عينيها بحيرة بينما كان يجلس بالمقعد المقابل لها ثم رشفت من كوبها قبل أن تتساءل بفضول
- أين زوجتك
بدت ابتسامة صفراء على شفتيه وحرك نظره عن طفله المستلقي باسترخاء بين يديه نحوها وعينيه تحملان نظرة غريبة عنها وهو يقول
- أنها بالمستشفى
- أهي .. متوعكة
تساءلت بتردد وقد تجمدت يدها على كوبها عاد بنظره نحو طفله الذي بدء يغفو قائلا
- لقد تعرضت لحادث قوي تسبب في الأذى لقدمها اليسرى مما جعلها تتوقف عن السير لفترة
توقف عن المتابعة ونظره لا يبتعد عن طفله وقد أغمق لون بشرته فابتلعت ريقها قبل أن تهمس
- آسفة ( أصطنع ابتسامة دون أن ينظر إليها وتحرك واقفا وهو يقول باقتضاب )
- اعذريني سأضعه بسريره
تابعته بنظرها يبدوا والدا حنون حسنا هذا جانب لم تكن تعرفه عنه في الحقيقة هي لم تكن تعرف عنه شيئا أرخت ظهرها على المقعد محدقة بالسقف وشاردة ثم مالت بجلستها لترتشف قهوتها فعاد سِد وأغلق الباب خلفه بهدوء فتساءلت وهو يجلس أمامها من جديد
- ليست المرة ألأولى التي يزورك بها اليكسيس أليس كذلك
- لا
- لاحظت ذلك ( تمتمت مفكرة فقال سِد بطريقته الواثقة )
- اليكسيس صديق جيد ومدير ناجح ( تجمدت عينيها عليه للحظات قبل أن تقول بهدوء )
- أنا واثقة أن الأمر يروق لك فأنت ستكون أول المعارضين لو تسلمت أنا زمام الأمور
- لا يمكنني إنكار قدرتك فأنت برغم صغر سنك تستطيعين أدارت كليبري ولكني على ثقة من أن اليكسيس أيضا لا يقل مهارة بهذا الشأن
- يا له من جواب منسق ما كنت لأتوقع غير هذا منك ( ورفعت رأسها بكبرياء مستمرة ) هل انتهت أجازتك أم بعد
- مازال أمامي بعض الوقت حتى أعود
- ألم تسعى لمصادقة اليكسيس كي تستطيع الحصول على ما تريده أم أني مخطئة بظني
- أعلمت اليكسيس سبب حاجتي للإجازة وقد تفهم الأمر وعليها منحني ما طلبته
- حقا ( قالت بغيظ وهي تضع قدما فوق الأخرى مضيفة ) وما سبب تلك الإجازة ونحن في أكثر أوقات السنة انشغالاً وأنت تدرك ذلك
- أن لي أسرة آنسه كليبر ( أجابها بجمود وأستمر ) زوجتي تحتاج إلى حضور جلسات لعلاج ساقها وقد سافرت لتتابع علاجها منذُ شهر تقريبا وأنا حقا لا أستطيع الجري بين العمل وأطفالي لقد وضعتهم عند والدتي في البداية ولكنها أمرآة مسنة ولا تستطيع العناية بطفل لم يكمل عامه الأول وفتاه في الخامسة وأنا لا أحبذ فكرت المربيات أبدا لأني قد جربت الأمر مع جيني ولكن للأسف المربية لم تكن كفؤةً ( تجمدت عينيها على وجهه الثائر وهو يتحدث وأستمر كمن أستطاع أخيرا أخراج ما بصدره ) لقد كانت جدا مهملة وقد أثر هذا على جيني فماذا أصنع أنا أستحق أجازة من عملي وحصلت عليها وها أنا أقضيها برفقة أطفالي ( وتوقف عن المتابعة وعينيه تتمعنان النظر بها ثم هز رأسه ووقف كمن أفاق مع من يتحدث قائلا ) سأحضر المزيد من القهوة
راقبته بصمت ثم تحركت متجهة نحو الباب الذي دخل منه متأملة ظهره وهو يسكب القهوة في كوبه قائلة باهتمام
- لِما لم تعلمني كنـ ( نظر إليها من فوق كتفه فأسرعت مضيفة ) كان جدي تفهم الأمر أنا متأكدة أنت تعرفه ( أعاد رأسه إلى الأمام ثم استدار إليها وهو يقول )
- أنه متفهم أجل ولكني أحتاج إلى العمل وعندما يعلم أني بحاجة إلى الكثير من الإجازات ... تستطيعين تخيل الأمر أب عليه رعاية طفلين بمفرده والعمل معا ما رأيك ألن تكون حياتي فوضى تامة وبتالي سأقصر بالعمل وسأشرد كان جدك ليدرك ذلك وأنا ما كنت أريد أن تهتز مكانتي بالشركة .. وما كنت أريد أن يستغل أحد هذا كي يحول جدك ضدي ( قال جملته الأخيرة وعينيه لا تفارقانها فرفعت كوبها إلى شفتيها ولم يفتها مغزى حديثه قبل أن تقول )
- إلى متى ستبقى زوجتك بالمستشفى
- ذلك يتوقف على الجلسات العلاجية ومدى تقدمها بها
توقف عن المتابعة وهي تحرك رأسها نحو الباب الرئيسي الذي فتح لتشاهد اليكسيس وجيني يدخلان فتساءلت وهي تسير نحوهم
- ألم تذهب بالسيارة
- لا أن المكان قريب ( أجابها ونظر إلى جيني التي تحمل كيسا في يدها مستمرا ) هيا أري والدك ما أحضرتي ونحنى نحو الطاولة واضعا عليها علبتين من البيتزا فقال سِد الذي وقف على باب المطبخ وهو ينظر إلى طفلته المتحمسة وهي تخرج لعبتين من الكيس
- لم أتوقع أن تجد متاجرا مفتوحة بهذا الوقت
- قصدنا المجمع التجاري في آخر الشارع
- أنظر هذه لي وهذه لأد أين هو
- في غرفته وهو نائم ألم يحن دورك بعد ( حركت كتفيها إلى الأعلى قائلة )
- لا فأنا أصبحت كبيرة ولست صغيرة ( حملها والدها بين يديه قائلا )
- لاحظت هذا ومع ذلك ستذهبين لِنوم أعذراني للحظات فأن هذه الأمور لا يجب أن تؤجل فزوجتي لن تسامحني أبدا على أفسادي للأطفال
تابعته شيفا وهو يدخل غرفة أطفاله بينما أنحنى رأس اليكسيس نحوها هامسا وهو يتأملها باهتمام بالغ
- دعيني أرآكِ يداك كما هما لا ينقصك شيء لا ذراع ولا ساق جيد أنت على ما يرام ( نظرت إليه ورفعت حاجبها فأستمر وهو يجلس على المقعد المزدوج خلفه ) هل كنت عاقلة في غيابي
تابعته بنظرها قبل أن تجيبه
- أتعلم بما أرغب
- أجل ( أجابها وهو ينظر إلى علب البيتزا مستمراً ) لقد أحضرتها للأكل وليس لقذفي بها بكل تأكيد
- كيف تعلم هذا
- أعلم ماذا
- أني أريد رشقك بكل ما حولي
- آه حسنا لم أكن أعلم هذا بالتحديد ولكني اكتفيت بالتفكير بعلب البيتزا لابد وأني جائع جدا
وانحنى نحو أحدى العلب ليفتحها دون اكتراث فراقبته ثم تحركت جالسة بجواره فنظر إليها مستغربا تصرفها وهي تميل نحوه بشكل جدي هامسة وعينيها مركزتان على عينيه
- أريد أعلامك شيئا ( حرك رأسه ببطء بالموافقة وعينيه لا تفارقانها وقد تراجع بظهره قليلا إلى الخلف بشك فاستمرت بجدية ) عليك أن تقلق على حياتك
- أقلق على حياتي ( أعاد جملتها ببطء فهزت رأسها بالإيجاب مستمرة )
- أجل فأنا لا أستطيع السيطرة على نفسي فكلما رأيتك أشعر بشيء ما يتحرك بداخلي يطلب مني التخلص منك
- آه .. ( قال وعينيه لا تفارقانها ثم حرك نظره بعيدا عنها وهو يعقد حاجبيه ثم أعادهما نحوها قائلا ) عليك برؤية طبيب نفسي
- لدي فكرة أفضل لما لا تختفي من حياتي وسأكون على ما يرام
- إنهما ينامان بسرعة ( قال سِد وهو يغلق الباب خلفه فاستقامت بجلستها ورفعت كوب القهوة إلى شفتيها بغيظ فتحرك سِد نحو المطبخ وهو يقول ) سأحضر علبا من الكولا ولكني أشعر بالفضول أتسمحان لي بهذا السؤال ما الذي جمعكما معا فأنا لم أعتقد
- لا أذكر أننا سمحنا لك بالسؤال
قاطعته شيفا متمتمة فخرج من المطبخ متجها نحوهما وهو يقول
- ولكني سألت وأنتها الأمر
- أن القصة طويلة
أجابه اليكسيس وهو يتناول قطعه من البيتزا فوضع سِد العلب أمامهما وهو يتبادل النظر مع اليكسيس فقالت بغيظ وهي تنقل نظرها بينهما
- لا أستغرب اجتماعكما معا فأنتما لا تطاقان
نظر اليكسيس وسِد إلى بعضهما من جديد وتبادلا النظرات وكأن بينهما سراً ثم أخذى يضحكان بمرح فشعرت بالدماء تتصاعد إلى وجنتيها فوضعت قدما فوق الأخرى ولمحتهما بتعالي وعدم رضا ثم أشاحت برأسها عنهما وأخذت تتناول ما بقي في كوبها وهي تحدق بزاوية الغرفة ثم حركت نظراتها نحو الباب الذي فتح وأطل منه رأس جيني التي أخذت تختلس النظر فحرك سِد رأسه بيأس قائلا
- أيتها الماكرة أتدعين النوم ( سارت نحوه وهي تفرك عينيها وتختلس النظر بالعين الأخرى وقد ارتدت بيجامتها الموردة ففتح سِد ذراعيه ليحتضنها ويجلسها بحجره قائلا وهو يربت على شعرها ) أنها تفتقد والدتها كثيرا
تأملته لثواني ومشاعر غريبة تختلج بصدرها فمالت برأسها نحو اليكسيس الذي يهم بقضم قطعة من طعامه هامسة
- أود المغادرة ( حرك رأسه نحوها بحيرة قائلا )
- أنا أتناول طعامي ( وعندما لاحظ أنها ستعترض أضاف بهمس ) نتناول الطعام ثم نغادر هدئي من روعك
- لقد تأخر الوقت وأنا أرغب بالحصول على بضع ساعات من النوم
أمسك سِد قطعه من البيتزا وهو يلمحهما يتهامسان ثم أنشغل بمحادثة أبنته
- أن السيارة التي تتبعنا مازالت قريبه من هنا
- أأنت جاد
- أجل
- ألم يشاهدوك
- لم يستطيعوا تميزي وأنا أسير على الأقدام لهذا علينا التروي قبل أن نغادر بالسيارة فهلا هدأتي حتى لا تنتهي هذه الليلة بكارثة آه لابد وأنك تريدين هذا حقا
- أجل ولكني لا أفضل وجودي معك آنذاك
أمسك قطعة أخرى من البيتزا وقدمها لها قائلا لسِد وهو يعود بوجهه نحوه
- لا أتوقع أنه يوجد مزعجان أكثر منا قاما بزيارتك
- أنتَ على الرَحبِ والسعى ( قال وأسرع بالإضافة وهو يرى شيفا تحدق به ) وكذلك الآنسة كليبر أرجو أن تكون صحة السيد بتحسن
- أنها كذلك ( أجابته باقتضاب وهمت بتناول قطعتها بصمت فأخذ اليكسيس وسِد يتحدثان بمواضيع لا تعلم عنها شيئا مما جعلها تقول بحيرة ) تبدو علاقتكما قوية
- ولما لا
سألها اليكسيس فهمت بإجابته إلا أنها تراجعت وهزت رأسها وأخذت تكمل طعامها ملتزمة الصمت إلى أن شاهدت اليكسيس ينظر إلى ساعته فقالت
- أعتقد أنه حان لنا المغادرة
هز رأسه بالإيجاب وانحنى نحو الطاولة ليحمل علب البيتزا الفارغة ويقف متجها نحو المطبخ فقال سِد وهو يقف بدوره
- دعك من هذا سأنظف المكان صباحا
- أنا متأكد أنك ستفعل ( وعاد ليطل من الباب مستمرا ) علينا المغادرة ونعتذر على هذا الإزعاج
- متى رغبتما أحضرا
- عمت مساءً ( قالت شيفا باقتضاب وتحركت نحو الباب الخلفي لتخرج )
- شيفا
استدارت نحو اليكسيس الذي ناداها ورفعت يدها بسرعة لتلتقط المفاتيح التي قذفها لها قائلا
- سأحضر خلفك
لمحته بشك واستدارت ببطء ما الذي سيتحدثان به من وراء ظهرها يا ترى حسنا ولم تأبه فتحت باب السيارة وجلست بها أن أجمل ما يمكن أن تفعله ألان هو إدارتها ومغادرتها آه وتلك السيارة التي تتبعهم هزت رأسها رافضة تلك الفكرة التي حمستها وترغب جدا في تنفيذها لم يمضي بضع دقائق حتى ظهرا معا صعد اليكسيس السيارة بينما ضغط سِد الزر الكهربائي ليفتح باب المراب ورفع يده مودعا فوضع اليكسيس يده على ظهر مقعدها ورأسه إلى الخلف إلى أن أصبحوا على الطريق استقام بجلسته وتحرك بسيارته قائلا
- أنه رجل جيد الستِ معي
- من ( تساءلت مدعية عدم فهم ما عناه )
- سِد
- لا بأس به .. ولكني لم أحب أبدا حضورنا إلى هنا بهذا الشكل كما أن الليلة هي من أسوء ما مر بي فأنظر حولك بربك ربما كنت تلك السيارة موجودة فآخر ما أريده هو أن تتبعنا إلى المنزل
- لا أثر لهم .. حتى ألان ( أجابها باقتضاب لتذمرها )
- ما الذي تحدثت به أنت وسِد بعد خروجي ( لمحها بنظرة سريعة قبل أن يجيبها باقتضاب )
- لو أردتك أن تعلمي لما تحدثت بالأمر بعد مغادرتك
رفعت حاجبيها بعدم رضا وأشاحت برأسها عنه لا ترغب بالحديث معه من جديد وسرعان ما أرخته على ظهر المقعد وهي تنظر إلى النافذة الجانبية شاردة أخرجت نفسا عميقا من صدرها والسيارة تقترب من منزلها وهي تجلس جيدا أمعنت النظر بالسيارة المتوقفة قرب سيارتها بالداخل فتساءل اليكسيس وهو يلاحظها بدوره
- الدينا زوار في هذا الوقت
لم تجبه بل فتحت الباب وترجلت فور توقفه وسارت نحو الباب الذي فتح وخرج منه بير متجها نحوها بخطوات واسعة وهو يقول
- أين كنت هل أنت بخير أأنت بخير
- اجل ( أجابته وهو يصل إليها فاستمر )
- لقد اتصلت بك عندما تأخرتِ فأعلمتني نورما أنك غادرتي منذُ زمن ولكنك لم تصلي فانتابني القلق وأنا أجلس هنا منذُ ساعات
حركت رأسها بيأس قائلة
- لقد .. لم أستطيع الحضور .. طرأ أمرا ما
- عمتما مساءً
قاطعهما اليكسيس الذي وقف بجوارها فحرك بير رأسه له بهزة خفيفة وهو يلمحه بشك فاستمرت وهي تلاحظ تغير ملامح بير
- كان علي ألاتصال أنا حقا أعتذر
- لا ولكني قلقت عندما أعلمتني نورما أن السيد سلفاد سيقوم بإيصالك
قال بير بجمود فأبتسم اليكسيس قائلاً ببرود
- لقد تعرضنا لبعض المشاكل في الطريق مما اضطررنا إلى تغير وجهة سيرنا لما لا تتفضل أن بعض القهوة تفيد
وتحرك متخطي عنهم فهمس بير لها باهتمام
- هل أنت بخير حقا
- أجل ( أجابته فعاد للقول)
- لم أكن أعلم أن الأمور تغيرت بهذا الشكل في غيابي فلقد أعلمتني نورما بأنه يسكن هنا
- أن نورما تثرثر معك دائما أليس كذلك ( أجابته بنعومة ثم أشارت برأسها إلى الداخل قائلة ) تعال لتشرب كوبا من القهوة قد توقظني أشعر بالإنهاك
- أود هذا ولكني يجب أن أذهب ألان فها أنت بخير لقد بدأت الأفكار تراودني حول هذا الرجل من أن يسبب لك أي ضرر
- أنا بخير لا تقلق ( أجابته هامسة فرفع يدها قائلا )
- أذا أراك قريبا .. عديني بالاعتناء بنفسك
- سأفعل
عادت لتهمس وقد رقت ملامح وجهها فغمزها بعينه واقترب منها طابعا قبلة على خدها وهو يهمس
- نوما هنيئا .. إلى اللقاء
تابعته حتى أستقل سيارته وتحرك مغادرا فتحركت لداخل المنزل وأغلقت الباب خلفها بهدوء
- غادر بسرعة ألن يشاركني شرب القهوة
لمحت اليكسيس الذي يحمل كوبا من القهوة دون أجابته وقد وقف على عتبة باب المطبخ مرتكزا عليه باسترخاء فتخطت عنه وهي تسير بكسل نحو الأدراج فعاد للقول وهو يتأملها
- هل أعلمتك كم تبدين جميلة اليوم
- أغرب عن وجهي اليكسيس ( ابتسم بمتعة وهي تصعد الأدراج فهزت رأسها مستمرة ) كيف يمكنك البقاء مسترخيا بهذا الشكل المستفز
- أنه سري
- مغرور
- وأنت أيضا تصبحين على خير لقد كانت ليلة مميزة
- وكأني لا أعلم
أجابته قبل أن تختفي في الممر مستمرة بهمس ولكنك ستدفع ثمنها غاليا أعدك بهذا ....
- ألا ترغبين أيضا بالاستيقاظ آنستي
تساءلت نورما بعد عدت محاولات لإيقاظها فأجابتها وهي نصف نائمة
- أجل .. أرغب .. ولكني لا أعلم .. كيف
- تناولي كوبا من القهوة وستشعرين بالتحسن
فتحت عينيها بكسل وهي ترى نورما تتحرك بأرجاء الغرفة فعادت لتفتحهما وهي تتساءل
- اليكسيس لم يذهب إلى العمل حتى هذا الوقت
- أعتقد أنكما أطلتما السهر أمس فلقد أيقظته ولكنه طلب مني إيقاظه بعد ساعة فلا يشعر بأنه على ما يرام
- لا يشعر بأنه على ما يرام أذا ( تمتمت بكسل ثم همست بابتسامة ) أجمل خبر سمعته حتى ألان ( وحركت رأسها واستلقت على ظهرها قائلة ) أشعر بكسل كبير ( وتململت بجلستها وتحركت جالسة وقائلة ) ولكني سأنهض بالتأكيد
- هل أعد الإفطار بينما تتناولين القهوة
- أفعلي ( أجابتها ورمت نفسها إلى الخلف لتعود وتستلقي من جديد محدقة بالسقف )
- نورما بعد مغادرتي عليك إيقاظه فكونه مدير الشركة لا يعطيه الحق بالتأخر عن العمل ( بادرت نورما وهي تهم بالخروج بعد أن تناولت فطورها وخرجت متمته ) يا له من كسول
اقتربت من سيارتها متسائلة وهي ترى جويل يقص بعض الأعشاب من الحديقة
- أسيارتي تعمل
- أجل فلقد أعدت القطعة الناقصة ليلة أمس
فتحتها ووضعت حقيبتها بالداخل وجلست بداخلها وهمت بإغلاق بابها إلا أنها توقفت وعينها مثبتتان على سيارة اليكسيس فخرجت من سيارتها قائلة بتفكير
- جويل لِمَا لم تقم بجز العشب في الحديقة الخلفية
- ولكني فعلت آنستي
- لابد وأنك قد نسيت شيئا أذهب وتأكد فمظهرها لا يروق لي
- حسنا
أجابها وهو يتحرك نحو الحديقة الخلفية فأسرعت إلى حيث ترك صندوق معداته وفتحته باحثه عن أي شيء حاد وسحبت سكين حاد منه وهي تعقص شفتها بمكر حسنا أيها السلفاد سترى واقتربت من سيارته وأدخلت السكين بقوى بالإطار الأمامي وسحبته ثم تحركت نحو العجل الخلفي واستخدمت يديها معا وهي تدفعه به كي يهبط الإطار ببطء أرضا فسحبته ووقفت مبتسمة ومتأملة هبوط الإطارين أرضا ثم تحركت نحو الصندوق وأعادت السكين إلى مكانه ثم صعدت بسيارتها مغادرة وهي تتمتم
- نهارا سعيدا لك
أشعلت المسجل على أغاني جميلة وأخذت تدندن معها إن فعلتها أشعرتها ببعض الراحة لم تدرك أن ألانتقام جميلا هكذا لمحت محلا في آخر الشارع فاقتربت بسيارتها منه لتغادرها قاصدة المتجر
- لو سمحتي أرغب بمداعبة صديق وأحتاج إلى شيء مميز ماذا أجد لديك ( أخذت البائعة تعرض عليها مجموعة كبيرة من ألعلب والمفاجئات الصبيانية وأخيرا أستقر رأيها على علبة صغيرة مخملية ما أن يفتحها الشخص حتى تقذف عليه الحبر ) أخذت تتأملها بأصابعها والبائعة تقول
- يوجد نوعان من الحبر أحدهما صعب الإزالة والأخير يذهب فور غسله
- حقا ( أجابتها وهي تتأمل العلبة ثم رفعت نظرها إليها مستمرة ) أريد النوع الصعب الإزالة ألا أجد نوعا لا يزول أبدا
حركت البائعة رأسها بالنفي وهي تبتسم للفكرة ...
- صباح الخير
- صباح الخير كيف أنت
- جيد وأنت تبدين مشرقة اليوم أهي سهرت الأمس ( اختفت الابتسامة التي كانت على شفتيها وهي تسير بالممر وبجوارها أستون الذي أستمر لتجهمها ) ألم تكن سهرة موفقة
- أجل ولكني كنت نسيت أمرها كيف هي والدتك
- ترسل بتحياتها لك
- أوصل لها تحياتي أيضا .. سأرى داني ( غيرت مسارها متوجهة نحو مكتب اليكسيس قائلة لداني التي نظرت إليها فور ظهورها ) صباح الخير ماذا فعلت بنفسك
ابتسمت داني بحرج وقد بدت في أبها صورة وهي تقول
- السيد سلفاد لم يحضر بعد
- أستغرب هذا فليس من عادته التأخر
- أجل أرجو أن يكون بخير
- أتعلمين أين أجد الأوراق الخاصة بالشحنة السابقة الخاصة برومل
حركت داني عينيها بحيرة حول مكتبها وهي تقف قبل أن تقول
- ربما لدى أستون
- تفقدي لي الأمر أنا بحاجتها ألان
تحركت داني بينما رفعت شيفا الهاتف مدعية أنها تريد أجراء مكالمة وما أن اختفت داني حتى دخلت غرفة المكتب ووضعت الصندوق الأسود الصغير على الطاولة أمامه مباشرة عندما يجلس ثم خرجت التقت بداني بالممر وهي تحمل مجموعة من الأوراق قائلة
- هاهي ( تناولتها منها واستمرت نحو مكتبها لتدخله وخلفها جيسي وهي تقول )
- ما جدول أعمالي لهذا اليوم
- لديك موعدين بعض الظهر وبعد نصف ساعة لديك اجتماع مـ
- اجتماع ( تساءلت وهي تضع حقيبتها على المكتب )
- أجل أنه مع الوفد القادم من الخارج
- حسنا ماذا أيضا
- البريد ها هو وهذه الأوراق الأولية للاتفاقية
- هل جرى لها أي تعديل
- ليس بعد اليوم سيناقشون الشروط
- أجل أجل ( قاطعتها من جديد وأمسكت مجموعة الظروف البريدية متسائلة ) هل تم الحجز في المطعم لمرافقة الوفد
- أجل
- من سيرافقهم
- السيد اليكسيس وأنت بالإضافة إلى أستون وأميليا
- متى تم التحضير لكل هذا
- أمس بعد مغادرتك
- أنا آخر من يعلم .. حسنا سأبدأ بهؤلاء بينما تحضرين لي الملف الخاص برولان
بدأت تتفقد البريد وتضع الرسائل التي بحاجة إلى الرد السريع جانبا ثم فتحت مغلفا أنيقا لتسحب منه بطاقة دعوى لحضور زفاف أدمونت مورغان وضعت البطاقة بحقيبتها وهي تتذكر غاستون هل حقا وعدته بمرافقته كان هذا غباء منها أطلت جيسي من جديد وهي تحمل الملف فأخذته منها وأخذت تملي عليها بعض الردود السريعة لرسائل فتح باب مكتبها مما جعلها تتوقف وتنظر إلى اليكسيس الواقف على الباب وقد امتلأت قميصه البيضاء وربطت عنقه بالإضافة لصدر سترته بالحبر لم تستطيع منع ألابتسامة الحقيقية التي ظهرت على طرف شفتيها من الظهور فحرك يده نحوها قائلا ببرودة
- لدينا أمر نناقشه ( ونظر إلى جيسي فتحركت لتقف بينما اقتربت منه أميليا المسئولة عن قسم المحاسبة متسائلة عن بعض الأوراق التي معها فأجابها باقتضاب وهو يفك ربطة عنقه فابتسمت أميليا معلقة وهي تشير إلى بذلته ثم ابتعدت مغادرة فتخطت عنه جيسي خارجة وهي تلمحه باستغراب فدخل مغلقا الباب خلفه وقد بدت ملامح وجهه جامدة , بينما تراجعت مسترخية بمقعدها وأخذت تحركه بحركات خفيفة فتخلص من ربطة عنقه وقذفها جانبا وعينيه لا تفارقانها ليقول بصوت متوتر وهو يحاول ضبط نفسه
- ألعابك السخيفة أتت في وقت غير مناسب فلدينا وفد قادم وسيصل بأي دقيقه فكيف سأستقبلهم برأيك ببذلتي المتسخة بالحبر
- للأسف ( قالت وهي تحرك القلم لتضعه بين شفتيها مستمرة بابتسامة عابثه ) فتحت العلبة وأنت واقف كنت أتمنى أن تفتحها وأنت جالس
- ليس لدي الصبر لحركاتك الصبيانية
- ألديك مواعيد لها ( تأملها ساخطا وقد التمعت عينيه قبل أن يقول )
- عليك أن تكوني مستعدة عند قدوم الوفد ( وانحنى نحوها وعينيه المشتعلتان لا تفارقانها مؤكدا ) وأي محاوله شيفا لإظهار قلت ذوقك لن تمر مرور الكرام
بقيت عينيها ثابتتان على عينيه دون اكتراث مخفيه ما تشعر به ثم أبعدت القلم عن شفتيها قائلة بهدوء تام
- مصلحة الشركة تهمني أكثر مما تهمك لهذا لا أجد أي داعي لقولك السخيف
- أتمنى أن أصدق هذا
أجابها وهو يستقيم بوقفته ثم نظر نحو الباب الذي فتح وأطلت منه داني بأنفاس متقطعة وقد أحمر وجهها قائلة
- لقد اشتريت هذه أرجو أن تنال إعجابك
- أي شيء ( أجابها وهو يتناول منها كيسا بلاستيكي يحوي بذلة وقميصا أبيض مع ربطة عنق وأستمر ) هل أعددتي كل شيء
- أجل وسأتفقد الأمور ألان
وخرجت بسرعة وهي تغلق الباب خلفها فنقلت شيفا عينيها عن الباب الذي أغلق إليه متسائلة
- لما التوتر أشعر بجو من التوتر في الشركة لا داعي له
- ألا تجدين الوفد القادم بذو أهميه .. لو تم توقيع الاتفاق فيما بيننا فستكون ضربة ممتازة ورابحه لكليبري في السوق ( أجابها وهو يخلع سترته )
- آوه ولكن أخالني أراك تخلع ثيابك في مكتبي
تساءلت وهي تراه يفك أزرار قميصه الأبيض بسرعة فنظر إليها بنظرة سريعة وهو يقول
- أن لم يعجبك الأمر فيمكنك المغادرة
- لما لا تفعل أنت فهذا مكتبي أن لم تخني الذاكرة ( قالت معترضة وهي تقف فخلع قميصه ليرميه على المقعد وتناول القميص الجديد ليرتديه وهو يقول
- أرى أنه عقابا مناسب لك لمداعبتك الغليظة
- ومن قال أني أريد مداعبتك
- لم تريدي ( قال ساخرا وهي تسير نحوه وأستمر وأصابعه تغلق أزرار القميص بسرعة ) ولكني خلتك كذلك .. أن ثقب إطارات السيارة لم تكن فكرة جيدة
- أنها تروق لي
أجابته وهي تعقد يديها وتحدق به بتجهم فنظر إليها وهو يتناول ربطة العنق ويقول
- حسنا سنناقش هذا الأمر فيما بعد ( ووضع الربطة حول عنقه وهو ينظر إليها مستمرا ) ألا تنوين المغادرة ليس أمامي الوقت بأكمله ( بقيت نظراتها ثابتة عليه دون أجابته فحرك حاجبيه وهو يتناول بنطاله قائلا ) من المؤكد أني لن أرتدي سترة سمراء وبنطال رمادي .. هيا أسرعي
أضاف لها وهو يشير برأسه إلى الباب فرفعت رأسها بتعالي قائلة
- أتعلم سبب توترك أنها المرة ألأولى لك لعقد صفقة كهذه أعترف أنك خائف ( تجمدت عينيه على عينيها فهزت رأسها مؤكدة وهي تضيف ) لم يسبق لك أن كنت مسئولا عن شيء مهم كهذا
- لما لا تخرجي ألان كليبر وألا إني لن اهتم لوجودك
أجابها وقد ضاقت حدقتا عينيه لقولها فابتسمت وسارت نحو الباب بروية وهي تقول
- عليك الإسراع فلدي الكثير من العمل .. خائف
أخذت تعبث بالأوراق الموجودة على مكتب جيسي حتى سمعت الباب يفتح فنظرت إليه وهو يخرج وقد ارتدى بذلته السمراء فابتسمت قائلة بصوت ناعم
- تبدو جذابا اليوم
تجمدت عينيه عليها وهو يقترب منها ثم نظر نحو جيسي الجالسة خلف مكتبها قائلا
- هل وجهي ملطخ بالحبر ( نظرت إليه جيسي وهزت رأسها بالنفي )
- لا (نظر إلى نفسه جيدا وهو يتساءل )
- هل بذلتي مناسبة أم أن هناك خطبا ما
عادت جيسي لتلمحه بنظرة سريعة فضمت شيفا شفتيها وهي تعقد يديها كي لا تبتسم متأملة إياه وجيسي تجيبه
- لا أنها جيدة
- أنت متأكدة ( قال بإصرار وهو يلمح شيفا بنظرات شك قبل أن يضيف ) أنا واثق أن بالأمر خطبا ما هل أرتدي ملابسي بالطريقة الصحيحة
تحركت شيفا وتخطت عنه لتدخل مكتبها وهي تهز رأسها فحرك رأسه نحوها متابعا إياها وهي تدخل مكتبها فأغلقت بابها خلفها ثم فتحته ناظرة إليه وقائلة
- ما الذي علي فعله ببذلتك المرمية هنا يا ترى
- سأرسل لك شخصا ليتخلص منها لا تزعجي نفسك بها ( أجابها ساخرا لأسلوبها الناعم بالحديث ثم أستمر وهو يتحرك مبتعدا ويهز رأسه مفكرا ) أن هذا الأمر لا يروقني أبدا
بعد مضي عشر دقائق سارت نحو مكتب اليكسيس عليها محادثته بشكل جدي قبل بدء ألاجتماع ما أن اقتربت حتى وضعت داني يدها على سماعة الهاتف قائلة
- السيد سلفاد بغرفة ألاجتماعات
تحركت عائدة بأدراجها ولكنها أبطئت سيرها وهي تسمع حديث داني على الهاتف
- أجل أرغب بحجز طاوله باسم اليكسيس سلفاد .. عليك تدبر الأمر فنحن زبائن لديك .. أعلم أنه السبت ويجب الحجز مسبقا ولكن .. أعلم ولكن مطعم الينابيع هو الأفضل .. أجل الليلة .. في التاسعة مناسب مناسب تماما أشكرك
دخلت غرفة ألاجتماعات لتجد اليكسيس وأستون واقفان قرب الطاولة يتناقشان فاقتربت منهم قائلة
- أستون لمَ لا تتأكد من أن داني جهزت كل الأوراق ألازمة
- لقد فعلت ( أجابها وهو مشغول بالملف الذي يشير إليه اليكسيس )
- لما لا تفعل هذا مره أخرى
نظرا إليها معا ثم حرك أستون نظره نحو اليكسيس وهو يستقيم بوقفته قائلا
- حسنا سأفعل
- ما الأمر ألان من الأفضل لك أن يكون مهما
بادرها اليكسيس وهو يعيد الملف إلى الطاولة مع تنهيدة فاقتربت منه متسائلة
- دعنا نتحدث بجدية أنا أعلم أن الأمر جديد عليك لهذا دع لي ولأستون مناقشة الموضوع مع الوفد أن لدينا خبرة أكثر منك بهذا العمل
نظر إليها بتمعن متسائلاً
- ما الذي جعلك تعتقدين أني لن أكون جديرا بالمسؤولية
- أن الأمر ألان ليس شخصيا لهذا فأنا أتحدث بما هو خيرا لمصلحة الشركة
أصرت بجدية فأبتسم بهدوء وهو يقول
- أتعلمين بما أرغب بفعلة ألان
- لا أريد أن أعلم
- أذا فقد علمتي ( تمتم بتهديد ثم أشار بعينيه نحو الباب مستمرا ) أفعلي هذا بنفسك فتوفري علي حملك للخارج وتقديم ما يتحدث به الموظفون
رفعت ذقنها بكبرياء رافضة طلبه وعقدت يديها قائلة بجدية
- أنا أتحدث بشؤون العمل هنا أعجبك الأمر أم لا
- ومن مصلحة الشركة أن أجلس وأتأملك أنت وأستون وأنتما تهدمان ما بنيته
- ما بنيته أنت وتقولها بثقة غريبة كدت أصدقك
- شيفا لستُ بوضعً جيد ألان للمجادلة ولكن تأكدي أني جدا ماهر بعملي
همت بإجابته ولكن دخول داني منعها وهي تقول
- وصل الضيوف .........
دخلت غرفة مكتبها بغيظ وهي تتمتم
- أن أسوء ما يمكنني ألاعتراف به أن ذلك السلفاد ماهر
وقذفت الملف الذي تحمله على المكتب بتذمر
- أرجو المعذرة لم أسمعك ماذا قلت
- لم أكن أتحدث معك ( أجابت جيسي التي دخلت خلفها واستمرت ) كنت أتحدث مع نفسي
- كيف كان الاجتماع
- آه .. أنه .. حسنا لا يمكن وصفه سوى بالرائع فلقد نجح في إقناعهم بكل سهولة أنه حتى لم يحتاج إلى المساعد فلقد كان واثقا جدا من نفسه
- هل احضر لك القهوة
تساءلت جيسي وهي ترى تعكر مزاج مديرتها فهزت شيفا رأسها لها بالإيجاب قبل أن ترتمي على المقعد وهي تشعر بالضيق لثقته بنفسه فلقد كان متحدثا لبقا جدا وذا شخصية طاغية لم تكن تتوقعه هكذا لم يشعرهم بأهمية عرضهم حتى بل بدا وكأن هذه الصفقة هي مجرد صفقة صغيرة تبا ها أنا أجلس وأعد حسناته وهذا آخر ما أريده وقف نظرها على الهاتف للحظات ثم توسعت شفتيها عن ابتسامة ماكرة وهي ترخي جفونها قليلا بخبث وتناولت سماعة الهاتف
- مطعم الينابيع معك تفضل
- لقد تم حجز طاوله باسم السيد اليكسيس سلفاد منذُ ساعة تقريبا
- السيد سلفاد .. أجل إنها في الساعة التاسعة
- لسوء الحظ حصل أمر طارئ وسنضطر لإلغاء الحجز
- تم ذلك
أغلقت السماعة وهي تمرر لسانها عل شفتيها بمكر ثم تناولت السماعة من جديد وأعادت تكرار الأرقام
- مطعم الينابيع معك تفضل
- مرحبا أرغب بحجز طاولة لو سمحت
- تفضلي أن هذا من حسن حظك فلقد تم إلغاء حجز ألان وإلا لما وجدتي فراغا لدينا خاصة وأن اليوم هي أمسيت السبت
- أن حظي جيد على ما يبدو
- ليس لدينا فراغ إلا في التاسعة
- مناسب
- باسم من الحجز
- كليبر
- أذا في التاسعة مساءً
- أجل شكرا ( أعادت إغلاق الخط وقد أشرق وجهها بابتسامة ثم عادت لتضرب بعض الأرقام بمتعة ) بير أرغب بدعوتك هذا المساء ما رأيك
- ما رأيي أأجرؤ على الرفض
- أذا ألقاك في التاسعة أمام مطعم الينابيع
- أجل ولكن لمِا لا أقلكِ من المنزل
- لن أكون بالمنزل لذلك نلتقي أمام المطعم .. حسنا أراك الليلة إذا .. وداعا
أعادت السماعة إلى مكانها وهي تنظر إلى الباب الذي فتح وأطل منه أستون مكفهر الوجه وقائلا
- يجب أن نذهب ألان للمشاركة في الغذاء
- أجل ( وقفت وتناولت حقيبتها متسائلة ) ما رأيك بما جرى
- كنت سأحصل على أفضل مما حصل لو سمح لي بالحديث ألم تلاحظي أنه حظي بكل ألاهتمام ولم يدع مجالا لأي منا بالتفوه بكلمة
حركت شيفا شفتيها قائلة
- أكنت لتحصل على عرضً أفضل
- بالتأكيد ( أصر بثقة فرفعت حاجبيها إنها لا تعتقد هذا فأستمر ) ما رأيك بتناول العشاء معا
نظرت إليه وهي تربت عل سترتها محسنه من مظهرها وقد كان ينظر إليها باهتمام قائلة
- لا أعتقد فلقد أتصل بي للتو بير ووافقت على دعوته
- بير أن لقاءاتكم تكثر وأنا بدأت أشعر بالغيرة
همس بصوت خافت لها والاهتمام بادٍ عليه فحركت رأسها قائلة
- هيا أستون
- أن لم أكن أستطيع أن أحظى بالوقت معك فكيف سأقنعك بالزواج بي هيا أخبريني
- هذا أمر عليك أنت التفكير به ( وضحكت وهي تسحبه من ذراعه مستمرة ) هيا قبل أن يذهبوا بدوننا .........
- أشعر بالإنهاك
تمتمت وهي تخلع حذائها العالي وترمي سترتها التي حملتها بيدها على المقعد المجاور لتبقى بالبلوزة ذات الشيالات الرقيقة وتجلس على المقعد المزدوج فتساءلت نورما وهي تضع كوب العصير البارد على الطاولة أمامها
- هل أحضر الطعام
- لا .. اشعر بتخمة من جراء ذلك الغذاء الدسم
وتمددت على المقعد باسترخاء ووضعت يديها تحت رأسها متأملة السقف بينما قالت نورما والهاتف يرن
- أنه لا يتوقف عن الرنين عندما تصلين المنزل ولكن لا أحد يجيب
- علينا أن نغير رقم الهاتف أذاً ( تحركت نورما لترفع سماعة الهاتف ثم تعيدها وهي ترفع كتفيها لها فابتسمت شيفا بسخرية وهي تعيد نظرها إلى السقف ) لابد وأنه أحد المعجبين بي
- ولما لا أنا واثقة أنه كذلك ( أجابتها نورما فحركت كتفيها دون اكتراث ثم نظرت إلى الباب الذي فتح ودخل منه اليكسيس فتحركت جالسة وهي تقول بسخرية ) لقد نسيت أني لم أعد أسكن بمفردي .. لم أتوقع عودتك باكرا اليوم
- ولما لا أفعل وقت العمل أنتها
وجلس على المقعد المجاور لها وهو يفك ربطة عنقه ويضعها فوق سترته بجانبه فاقتربت نورما لتأخذ سترته وسترت شيفا قائلة
- لابد وأنك تشعر بالحر أيضا ستحضر لك ميسي كوبا باردا حالا
هز رأسه شاكرا فقالت شيفا متسائلة
- كيف حال وفدنا
- أعجبهم عملنا هل لاحظت ذلك ( قال بحماس فهزت رأسها بالنفي قائلة دون اكتراث )
- لا
- تجدين صعوبة بالاعتراف بأني فاجأتك
- لم تفعل
أجابته ومازالت تدعي عدم الاهتمام وهي تتناول كوبها وترتشف منه فتأملها للحظات وقد رفعت شعرها إلى الأعلى بمشبك ليتناثر بشكل جميل فوق رأسها قبل أن يتحدث قائلا
- أتعلمين أن مزاجي جيد اليوم وإلا ما كنتُ سامحتك على تلك الفوضى التي أحدثتها صباحا
- يا لك من شخصا لطيف
أجابته بابتسامة وعينيها تلمعان بسعادة حاولت إخفائها ولكنها لم تنجح وهي تنظر إليه فعاد بجلسته إلى الخلف قائلا بتفكير
- أن مزاجك لا يعجبني ويجعلني أشعر بأنك تخفين أمرا ما هل سأصعد إلى غرفتي يا ترى لأجد أفاعي تتنقل بها بانتظاري حتى تنقض علي
- عليك اكتشاف هذا بنفسك
أجابته بنعومة وهي ترشف من كوبها من جديد وتتأمل ميسي التي أحضرت كوب العصير فتناوله شاكرا بابتسامة وعندما ابتعدت ميسي نظر إليها ليراها تنظر إليه ومن ثم إلى ميسي التي اختفت في المطبخ وهزت رأسها بأسى فهتف
- ماذا تعنين بهذا ( حركت كتفيها ببراءة وهي تضم شفتيها كالأطفال دون أجابته ) أنتِ وأفكارك كليبر أنضجي ألم يحن الوقت لذلك بعد
قال بضيق معترضا على نظراتها فأجابته وهي تقف بكسل
- أن عيناي لا تكذبان هذا ما أعرفه ( ووضعت يدها على فمها تخفي تثاؤبه واستمرت ) سأذهب لسباحة فعلي التخلص من هذا الحر ثم اقصد فراشي و( عادت لتتثاءب قبل أن تستمر ) كم أشعر بالنعاس ( وتحركت صاعدة الأدراج مستمرة ) لا أحد يزعجني ( ونظرت إلى اليكسيس مستمرة بابتسامة ناعمة مستمرة ) خصوصا أنت
تابعها وهي تصعد ثم حرك حاجبيه وعاد ليرشف من كوبه صعدت إلى غرفتها لترتدي ثياب السباحة وفوقهما التيشرت القصيرة لتنزل الأدراج وهي تحمل منشفة بيضاء بيدها وقد عقصت شعرها إلى الأعلى على هيئة كعكه دائرية فقالت وهي تلمح الغرفة الفارغة
- نورما أحضري لي شيئا منعشا بعد قليل
وتوجهت نحو المسبح غطست بالماء بمهارة وأخذت تسبح برشاقة ثم اقتربت من حافة البركة ووضعت يديها عليها مسنده ذقنها على ظهرها يديها وهي ترى نورما تتقدم نحوها وهي تحمل كوبا من العصير بيد وباليد الأخرى الهاتف فتساءلت ومازالت أنفاسها غير منتظمة
- من
- لا أعلم رفض إطلاعي على أسمه يقول أنه يرغب بمفاجئتك
تناولت السماعة قائلة
- أجل
- لقد افتقدتك ( تجهمت عند سماعها هذا الصوت الخافت قائلة )
- لقد سئمت منك أتعلم عليك أن تنسى هذا الرقم لأنك أن لم تفعل فأنت ستوقع نفسك بورطة كبيرة
- ما هذا ألاستقبال الرديء لقد أشتقـ
- أنت الذي يرسل الورود العينة تلك
- وقميص النوم أيضا ألم يرق لك فلقـ
أغلقت الخط وقلبها يفر من بين ضلوعها لا تريد سماع المزيد
- يا ألاهي ما كان علي أن أنخدع أنه ذلك الرجل
- أجل هو نورما ( أجابتها وهي ترفع السماعة لها وقد شحب وجهها ولكن رنينه من جديد جعلها تعود بالسماعة وتفتحها قائلة ) أستمع لي يا هذا فأن آخر ما أريده هو سماع صوتك الكريه الـ
- اهدئي هذه أنا
- اليان
- أجل اليان وصدقيني أن صوتي جميل فلجميع يقول لي هذا
- آه اليان أنا أسفه لقد اعتقدت شخصا آخر
- شخصا آخر حسنا أنا أشعر بالفضول
- أني أتلقى مكالمات من شخصا مزعج لا أعرف هويته وباقات من الورود
- لا تخبريني عنهم أرجوك انسيتي أني عارضة وأني حتى ألان لم أنسى ذلك الرجل الذي أخذ يتبعني أينما ذهبت لقد دب الرعب بي وعندما أمسكته الشرطة قال أنه فقط معجب بي لقد كدت أموت خوفا وهو يقول أنه معجب أتصدقين
- أجل أصدق فقد رأيتك في تلك الفترة
- لهذا دعك منهم ولا تنشغلي بهم وألان أعلميني ماذا لديك غدا
- غدا .. لاشيء
- هذا جيد ما رأيك بأن نقضي النهار سويا
- بماذا تفكرين
- نقصد النادي ثم التسوق وفعل أي شيء أنها أجازة
- حسنا ليكن
- نلتقي في الغد إذا
- أجل إلى الغد وداعا
- وداعا ( رفعت السماعة إلى نورما وهي تتساءل )
- أين اليكسيس
- لقد غادر
- غادر أذا ( همست مفكرة ثم ابتسمت وأبعدت يديها لتغوص بالمياه ) .....
دخلت نورما بعد أن طرقت على باب غرفته فنظر االيكسيس أليها مبتسماً وهو يحكم ربطة عنقه وقد بدت الغرفة عبقة بعطره فاستدار إلى نورما وهي تضع الثياب في الخزانة قائلا بمرح وهو يفتح ذراعيه
- كيف أبدو ( ابتسمت متأملة إياه وهي تقول )
- أنيق جدا أنت على موعد مع فتاة
- لقد حزرتي
- أنت لائقا تماما ولا أتوقع أن ترفض أي فتاة مرافقتك
أجابته وهي تعود لتضع الثياب بالخزانة , عاد نحو المرآة وهو يحرك رأسه مفكرا وأخذ يصفف شعره المبتل قائلا
- كان أمر أقناعها شاقا جدا فالأمور فيما بيننا تسوء مؤخرا ( أنهى تصفيف شعره ومرر يده بسرعة على ذقنه الأملس ثم تحرك مغادرا الغرفة وهو يحرك مفاتيحه بيده إلا أنه توقف ونظر إلى نورما متسائلا بتفكير ) أين شيفا لم أرها منذُ عودتي
- المسكينة متعبة جدا فهي لم تحصل على قسط وافر من النوم الليلة الماضية ولقد دخلت غرفتها منذ ساعة تسعى لنوم
- إنها الثامنة والنصف فقط ( قال وهو ينظر إلى ساعته وأضاف ) هل تفقدتها
- لا ( أجابته باقتضاب وهي مشغولة بعملها فقال وهو يخرج )
- سأفعل بنفسي
طرق طرقات خفيفة على بابها وعندما لم تجب فتحه وأطل برأسه قليلا متأملاً السرير وقد رقدت في وسطه مسترخية بعمق وتناثر شعرها حولها على الوسادة فخطى لداخل الغرفة المعتمة متأملا إياها ثم تراجع بهدوء شديد ليغلق الباب خلفه برويه , أمعنت السمع حتى سمعت خطواته تبتعد فأبعدت الغطاء عنها وهي تخرج نفسا عميقا فلقد كاد يكشف أمرها جلست ناظرة إلى تنورتها السوداء القصيرة التي ترتديها مع البلوزة الحمراء ذات الشيالات ألرقيقه لتنهض من السرير متوجها نحو المرآة سرحت شعرها بسرعة وقد تركته يهدل على حريته ثم وضعت قرطين صغيرين من الحلق بأذنها ووضعت مكياجا خفيفا ثم توجهت نحو السرير لتخرج من تحته حذائها وارتدته أمسكت بحقيبتها للحظات واقفة بجوار الباب ثم فتحته وسارت بهدوء شديد في الممر
- أنت خارجة
انتفضت على صوت نورما الذي جاءها من الخلف فاستدارت إليها مشيرة لها بالصمت فرمشت نورما بحيرة بينما سألتها بهمس
- هل غادر اليكسيس
- أجل منذ لحظات ولكن لم تتسللين
- أنا لا أتسلل ( أجابتها معترضة على قولها ومستمرة ) أنتِ متأكدة من أنه غادر
- أجل ولكني أعتقدتك نائمة
- كنت كذلك .. أنا مغادرة
أجابتها وهي تنزل الأدراج بسرعة وتأكدت قبل أن تخرج من أن سيارته ليست موجودة فتوجهت نحو سيارتها وهي تشعر بمتعة كبيرة .....
أوقفت سيارتها بابتسامة وهي تشاهد بير الذي يترجل من سيارته أمامها قدم المفتاح لشاب الذي صعد بسيارته وأبعدها فاقتربت بدورها لتترجل من سيارتها لتناول الشاب مفتاحها وبير يتقدم منها قائلا
- لم تتأخري .. كم تبدين فاتنة أتسمحين ( وقدم ذراعه فتأبطتها ودخلا المطعم ليتقدم منهم النادل )
- تفضلا ما هو حجزكما
- كليبر
- طاولة رقم أربعة عشر هاهي
أبعد لها بير المقعد وتحرك ليجلس أمامها وابتسامة تشرق وجهه فبادلته ألابتسامة وحركت رأسها حولها بالمكان المكتظ قائلة
- وفقت برحلتك أذا
- أجل وأنت كيف كان نهارك
- حصلنا على عقد جديد وأتوقع أن يكون جدي فخورا بهذا
- مازال بالمستشفى
- اجل .. صحته تتحسن أنا أتصل بالمستشفى بشكل يومي
- أعلمتني نورما أنك لا ترينه
- أجل فهو يرفض ذلك أتصدق ( وشعرت بغصة في حلقها فابتسمت مضيفة ) أخبرني كيف كانت رحلتك
- التقط صورا ستنشر عما قريب .. هل أنت بحاجة إلى مساعدة أن كنت كذلك فيمكنك اللجوء إلي
- لم تعتقد أني بحاجة إلى المساعدة
- لأني أعلم رأيك بالذي يشاركك المنزل ألان وأعلم أيضا أنك ما كنت لترافقيه ليلة أمس وما كنت لتفوتي حفلتي فهل ترغبين بالحديث عن هذا
حركت كتفيها وهي تنظر إلى الشموع المضاءة على الطاولة قائلة
- لا لا يوجد ما أتحدث به إنها أمور صغيرة وأستطيع تدبرها
- أنت واثقة
- أجل ( همست وهي تنظر إليه فأبتسم بدوره ثم أشار برأسه نحو الراقصين قائلا لها )
- أترافقينني بهذه الرقصة
- أحب ذلك
كانت الموسيقى هادئة تنساب إلى الأعماق بهدوء وقد أحاط بير خصرها بيده فوضعت يدها على كتفه ليتحركا بحركة خفيفة
- ما بك ( همست متسائلة وهي تنظر إليه وقد لاحظت أنه شارد )
- لقد رأيت ماثيو ( بدأت ملامحها تتغير بالتدريج دون أن تتفوه بكلمه فأضاف وهو يمعن النظر بها ) ماثيو غرانت
أظهرت ابتسامة مجبرة على شفتيها وهي تقول بثبات قدر ما أمكنها
- أجل عرفته .. رأيته إذا .. أين
- أنه هنا
- هنا ( همست بحدة خافته وقد تصلب جسدها فسارع للقول )
- لا أعني هنا هنا فلقد حضر منذُ أسبوع ولقد التقيته في حفل .. و.. قد سأل عنك
- حقا
- أجل وأعتقد أنه يرغب برؤ
- لا تتابع فأنت أكثر إنسان يعرف بما جرى لهذا لا تحدثني عنه أبدا
- لم أكن أنوي محادثتك عنه ولكني أتوقع أنه سيحاول رؤيتك لذا علي أعلامك.. شيفا لا تقولي ليـ
أضاف عندما لاحظ شحوبها فهزت رأسها بالنفي قائلة
- لا تكمل ( ونقلت نظرها بعينيه وهي تخرج تنهيدة عميقة من صدرها )
- ماذا تعني بعدم وجود حجز فلقد أجرت سكرتيرتي الحجز صباح اليوم
- أرجو المعذرة سيدي ولكن هذه القائمة التي معي لا تشمل هذا الحجز
- لا بأس اليكسيس ( قالت ديفي التي تأبطت ذراعه ونظرت إليه بعينين جذابتين مستمرة ) لنذهب إلى مكان آخر
- حبيبتي لابد وأن خطئا ما قد حصل هلا تأكدت
- أجل عن أذنكما
أجابهما المسئول بابتسامة رسميه وهو يهز رأسه بالإيجاب فحركت ديفي رأسها بأرجاء المكان هامسة
- أنه مكتظ كالعادة
- أجل ( تمتم وهو يعقد حاجبيه مفكرا ويحرك نظره حوله قائلا ) لابد من حدوث خطئ ما فلقد أكدت لي داني أنها فعلت
ابتسمت ديفي برقة هامسة
- كنت واثقا مني إذا
- أعلم أن قلبك الطيب سيغفر لي
- لا اعتقد انه سيستمر بطيبته أن استمرت الأمور على حالها
- أتعلمين ماذا ( قال وهو يميل برأسه نحوها هامسا برقة ) أنت حقا تغارين علي
- ولما لا
تمتمت برقة وابتسامة فبادلها الابتسامة واستقام بوقفته لتتجمد ابتسامته وقد توقف نظره دون حراك على شيفا وبير الذين يرقصان وحولهم مجموعة من الراقصين
- تأكدت من الأمر فلقد تم الحجز هذا الصباح باسم السيد سلفاد ولكنه تم إلغائه فيما بعد ( حرك اليكسيس عينيه نحو محدثه مجبرا نفسه على الإصغاء له وهو يستمر ) أعتذر لا يوجد لدينا أي فراغ كما ترون والحجز المسبق ضروري
ابتسمت ديفي شاكرة ورفعت نظرها إلى اليكسيس الذي تحدث قائلا
- أرجو المعذرة فالقد نسيت أننا قمنا بتغير الحجز إلى كليبر
- كليبر .. أجل أنها الطاولة الرابعة عشر
اشتدت أصابع ديفي على ذراعه وبدا عدم الرضا عليها فأستمر اليكسيس دون النظر إليها بثقة
- هذه هي طاولتنا إذا
- تفضلا أنها هذه
سارا خلفه فأبعد اليكسيس المقعد لديفي لتجلس بينما شكر المسئول وجلس أمامها فبادرته بضيق
- اعتقدت أنها ليلة خاصة كما وعدتني ولكن أسم حفيدة روبرت ملتصق بي كيفما تحركت
- هنالك سؤ فهم ليس إلا ( أجابها باقتضاب وقد تجهمت ملامحه فرفعت ديفي عينيها إلى الأعلى )
- هل أنتِ بخير
- أجل ( أجابت بير وهي تحدق به مستمرة ) أنا بخير ولكني كنت شاردة
توقفت الموسيقى فابتعدت عنه بينما تساءل
- ماذا لديك للغد
- أنا مرتبطة غدا
أجابته وهما يسيران نحو طاولتهما ولكنها توقفت جامدة ومحدقة بأليكسيس وديفي الجالسان مكانهما غير مصدقة فتوقف بير متفاجئا من وقوفها وتابع نظرها قبل أن يقول وهو يعود نحوها
- ماذا يحدث هل دعوتهما
- بالتأكيد لا أن وقاحته لا تفاجئني أبدا ( قالت ذلك وتحركت متابعة سيرها تعلقت عيني اليكسيس بهما وهما يقتربان ولكنه لم يعرهما أي اهتمام وأستمر يتحدث مع ديفي فوقفا بجوارهما وعقدت شيفا يديها معا قائلة بتعالي ) عمتما مساءً ( رفعت ديفي رأسها نحوهما لتتجمد عينيها لثواني ثم حركتهما نحو اليكسيس وبير يلقي التحية باقتضاب بينما استمرت شيفا ) هل من عاداتكما التطفل على الآخرين بهذا الشكل
اشتدت ملامح وجه ديفي ومازالت عينيها لا تفارقان اليكسيس بغضب مكبوت فبادلها النظرات قبل أن ينظر نحو شيفا قائلا
- كنت سأطرح عليك نفس السؤال
- أرجو المعذرة ولكننا كنا نجلس هنا ( تدخل بير وأستمر ) كما أن الحجز لنا
- لقد أدركت ذلك عندما حضرت ( وعاد بنظره من بير نحوها مستمرا ورغم خفقات قلبها إلا أنها بقيت جامدة في وقفتها ) اعتقدتُ أنك بالمنزل ومستغرقة بالنوم هكذا بدوتي لي على الأقل
ابتسمت له بعذوبة قائلة بكل نعومة
- آسفة حبيبي فلقد أعلمتك عندما تلتزم فأنا سأفعل بدوري غير هذا أنا أرفض
ضمت ديفي أصابعها على حقيبتها بقوة وعينيها تتعلقان بشيفا بينما اتسعت عيني اليكسيس المحدقتان بها قبل أن يقول محذرا وبصوتً عميق
- أسمحا لنا فقد كنت أنوي أن تكون هذه ليلة مميزة أقضيها برفقة خطيبتي بمفردنا
نظرت إليه ديفي عند قوله ذلك ولكن نظره بقي معلقا بشيفا وهي تقول
- هذا الحجز باسمي وأن أعلمت المسئول .. أنت تعرف البقية أليس كذلك
- أنا مغادرة ( تمتمت ديفي وهي تتحرك لتقف مستمرة ) لن أنتظر إلى أن يلاحظنا من بالمطعم
- أجلسي ديفي ( قال اليكسيس آمرا بهدوء شديد وهو ينظر إليها فالتقت نظراتهما لثواني وقد تجهم وجهه ثم عادت لتجلس بمقعدها بعصبية فعاد بنظره نحو شيفا قائلا ) أفعلي ما يحلو لك
- حسنا يا رفاق لا بأس بالأمر ما بكم لا بأس شيفا نحن ننوي قضاء أمسية جميلة أيضا ولا بأس من المشاركة ( وحرك بير المقعد لها مستمرا ) المكان يتسع لأربع ولم لا هيا شيفا
وأشار لها لتجلس وقد تدخل محاولا تهدئة الجو
- هل من مشكلة
قاطعهم المسئول فنظرت إليه والكلمات على رأس لسانها ثم عادت بنظرها نحو اليكسيس الذي يحدق بديفي وبير يقول
- لا لاشيء ( جلست بجمود بين ديفي واليكسيس وهي لا ترغب حقا بهذا فتحرك بير ليجلس أمامها مستمرا ) حسنا لا مشكله ألان أرجو المعذرة فلم أقدم نفسي أدعى بير سارتر وأنا أعمل مصورا ( ونظر نحو اليكسيس الذي نظر إليه بحدة مستمرا ) أن كنا حقا سنتشارك الجلسة فعلينا إعلان هدنة
عاد اليكسيس نحو ديفي الجالسة أمامه وقد عقدت يديها معا ناظرة إليه بعدم رضا قائلة
- أرغب بالانصراف ألان ( ابتسمت شيفا بتكلف ونظرت إلى اليكسيس قائلة )
- عليك تنفيذ هذا
- لا شأن لكِ ( قاطعتها ديفي رافضة تدخلها بينهما فنظرت إليها شيفا رافع حاجبيها وهاتفة )
- يا ألاهي لم تعلمني أنها عصبية المزاج ..ألان فهمت ماذا كنت تعني
أضافت كلماتها ألأخيرة وهي تنظر إليه بنعومة بالغه فحدجها بنظرات مشتعلة قبل أن ينظر إلى بير قائلا
- ألا تستطيع ضبطها أن كنت تستطيع فأفعل ذلك أنها برفقتك بحق الله
نقل بير نظره بارتباك بالوجوه الثلاثة التي حوله وتحدث بالكنه المختلطة بالفرنسية قائلا
- أشعر بأن الوضع على وشك ألانفجار لهذا على أحدنا أن ينسحب .. ( وأمام تجهم الجميع دون أن يجيبه احد أستمر ) أو نطلب الطعام لننشغل به
- يا له من اقتراح
أجابه اليكسيس ساخرا فحركت شيفا يدها لتضعها على كتفه مما جعله ينظر إليها قبل أن يتراجع مبتعدا عن يدها فقالت متجاهلة تصرفه
- سأطلب السمك أعلم أنك تحبه أنه المفضل لديه هل أعلمك هذا
استمرت لديفي التي امتقع لون بشرتها وهي تلمح شيفا قائلة
- أنتِ أعلمتني ماذا أريد أكثر .. اليكسيس ماذا هل سنبقى هنا وقتا أكثر
- عزيزتي لقد حجزت هذه الطاولة صباحا ولا أعلم كيف استطاعت أخذ حجزي وأنا لا أنوي التخلي عنه
- هكذا إذا ( أجابته وهي تصطنع ابتسامة وحركت مقعدها إلى الخلف مستمرة ) أنتما تتصرفان كالأطفال .. لا ترهق نفسك
أضافت وهي ترى اليكسيس يتحرك في مقعده ليقف فتجاهل قولها قائلا
- سنغادر سويا
- لا
أخذت شيفا تصغي لكل ما يجري وهي تدعي قرأتها قائمة الطعام ولا مبالية بما يجري حولها ثم رفعت رأسها نحوهم قائلة
- ما رأيكم بالحم المشوي مع بعض المقبلات (نظرت الوجوه الثلاثة إليها فحركت نظرها بينهم قبل أن تبتسم قائلة ) لا تحبون الحم المشوي
التقت نظرات اليكسيس وديفي قبل أن تتحرك ديفي نحوه ويسيران مبتعدين فوضعت القائمة من يدها وقد تجهم وجهها واختفت الملامح المرحة التي كانت منذ قليل
- ما الذي جرى ما الذي كان يجري شيفا بربك أنا لم أرك بحياتي تتصرفين بهذا الشكل وماذا عن حجزه ما الذي يجري عليك إفهامي
- لاشيء بير
- لاشيء ( هتف معترضا وتحرك عن مقعده ليجلس على المقعد بجوارها مضيفا باهتمام ) كل ما جرى ولم يجري شيء
- لا لاشيء أن هذا الذي حصل هو أتفه أمر حصل منذ دخوله إلى الشركة ومنزلي والوضع هكذا بل أسوء بكثير
- يا ألاهي لابد وأنك تتعرضين لضغوطات كثيرة مؤخرا ( قال وهو يرى عصبيتها ويتأمل وجهها قبل أن يستقر نظره على عينيها مستمرا بإصرار واهتمام ) عليك الابتعاد عن هذا الجو بسرعة
- أبتعد ولكن لا أستطيع ( قالت معترضة ومستمرة ) يجب علي مراقبته أنه يدير الشركة ويسكن بمنزلي هل أترك له الحرية وأبتعد أبدا لن أفعل وقد أقسمت على أن أرد له ما فعله بي وسأفعل ذلك
- ماذا فعل
تسائل بير بقلق وعينيه لا تفارقانها وأمام صمتها الذي طال بدء وجهه يتغير فهزت رأسها وهي تلمحه قائلة
- لقد منعني من حضور حفلتك كما أنه يتبعني أكثر الأوقات كيفما تحركت أجده أمامي
- منعك
- أجل ويعتقد أن له الحق بهذا
- أي حق
- طلب جدي منه العناية بي وهو يفعل برأيه ( حرك بير رأسه قبل أن يقول )
- عزيزتي أنت تعيشين بدوامة
- أتعتقدني لا أعلم .. دعنا نغادر أرجوك فأنا أشعر بالتعب الشديد
قالت وهي تتحرك واقفة فوقف بير بدوره ووضع أوراقا نقدية على الطاولة قبل أن يسير بجوارها قائلا
- ألم يكن من الأفضل لو غادرنا سابقا
- وأترك اليكسيس ينتصر علي أبدا ما كنت لأفعل
- لما هل أنتما بحرب
- أجل
- تبدين جادة
- وأنا جادة لقد أعلنت الحرب عليه
- لا أصدق ما أسمعه علي رؤية جدك بنفسي
- أن وفقت أعلمني .. وأعلمه أني أبعث تحياتي له
قالت بسخرية وهما يقفان خارجا اقتربت سيارة بير منهما وخلفها سيارتها فقال
- دعيني أقلك معي
- لا .. أستطيع القيادة
- سأبقى خلفك إذا حتى تصلي المنزل
- لا تكن جادا فمازلت بكامل وعي
قالت له وهي تسير نحو سيارتها لتركبها ولكنه تبعها حتى دخلت إلى المنزل لوح بيده مودعا وأستمر بطريقه فدخلت قاذفة حقيبتها على أقرب مقعد
- أهذهِ أنت آنستي
تساءلت نورما وهي تطل من المطبخ فهزت رأسها لها وتوجهت نحو غرفة جدها قائلة بتجهم وهي تشعر بالكآبة
- لا يزعجني أحد
دخلت إلى الغرفة المظلمة وقد أهدلت الستائر وسارت نحو أحد المقاعد لتجلس عليها وترخي ظهرها مغمضه عينيها وهي تأخذ نفسا عميقا لا تعلم كم بقيت جالسة على هذه الحالة دون حراك حتى أخرجها من شرودها صوت رنين الهاتف ففتحت عينيها وقد امتلأتا بوميض حزين محدقة أمامها دون أي تركيز ففتح الباب بروية وجاءها صوت نورما الهامس
- أرجو المعذرة لإزعاجك ( حركت رأسها نحو نورما التي استمرت ) السيد سارتر على الهاتف ويصر على محادثتك
- سأجيب من هنا ( وتحركت عن مقعدها بينما غادرت نورما وتناولت سماعة الهاتف قائلة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق