انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 أبريل 2011

غريمي 17

 - هل تستطيعين مساعدتي  

استدارت نحو ساندي التي دخلت إليها وهي شاحبة وتمسك يدها وقد ضمت شفتيها محاوله عدم البكاء فانحنت بسرعة نحوها متسائلة وهي تتفحص راحة يدها التي أمسكتها بألم
- ما بها يدك
- جرحتها
- آه لا تبكي دعيني أرى ( وأخذت تتفحص الخدش الصغير الذي أصاب أصبعها واستمرت باهتمام ) كيف فعلت هذا .. لا تقلقي أنه ليس خطير
- مررت من جانب حافة الباب وقد كانت مخدوشة فخدشت يدي
جذبتها نحوها قائلة
- أجلسي على السرير تعالي ( ثم ساعدتها لتجلس وأخذت تبحث بالأدراج علها تجد علبة الإسعاف وعندما وجدتها تناولتها وهي تقول ) سنضع بعض المطهر عليه ثم لاصق ولن تشعري به بعد ذلك
- أنه يؤلمني
- سيزول صدقيني يجب أن تكوني قوية ( أضافت لها وهي تجلس القرفصاء أمامها وتضع بعض المطهر على القطن وتقربها من يدها مستمرة ) سيؤلمك هذا قليلا ولكنك شجاعة أليس كذلك ( ووضعت المطهر فضمت ساندي شفتيها وهي تحاول جاهدة عدم البكاء فوضعت لها الاصق قائلة ) أنت طفلة شجاعة حقا لو كنت أنا لكنت جلست أبكي لساعات ( ونظرت إليها باسمة ومضيفة ) لقد كنت أفعل هذا كثيرا
- حقا ( تساءلت ساندي وهي ترفع يدها لتفرك عينيها فهزت رأسها مؤكدة وقائلة بمرح )
- أجل أذكر أني جلست أبكي وأبكي لأني خدشت ركبتي خدشا صغيرا لم يكن يؤلمني فعلا ولكني لم أتوقف عن البكاء .. لقد كنت طفلة مدللة .. ولكن أنظري إلى نفسك أنت شجاعة جدا
- أريد أن أصبح مثلك عندما أكبر ( ساعدتها بالنزول عن السرير مجيبة إياها )
- ستكونين أفضل مني ( واستقامت بوقفتها مبتسمة لكن ابتسامتها تجمدت عندما رأت اليكسيس يعقد يديه ويسند نفسه على حافة الباب متأملا إياها باهتمام فحركت نظرها نحو ساندي قائلة بارتباك ) حان موعد الطعام هيا الست جائعة
- أجل أنا جائعة
وخرجت من الغرفة جريا فتابعها اليكسيس بنظره ثم عاد نحو شيفا التي أخذت تعيد القطن إلى صندوق الإسعافات وفتحت الدرج لتعيده إلى مكانه فجاءها صوت اليكسيس الذي تساءل باهتمام قائلاً 
- أنت تدركين إذا أنك فتاة مدللة جدا
وضعت الصندوق ببطء بالدرج مفكرة وهي تغلقه ببطء ثم استدارت إليه قائلة
- من غير الائق استراق السمع
وتحركت نحوه لتتخطى عنه وتابعت سيرها إلى الخارج
- ألن تتناولي الطعام
سألها تشاندلر الذي ظهر فجأة بجوارها وقد جلست على صخرة مرتفعه بعض الشيء تنظر باسترخاء إلى ما يحيط حولها فهزت رأسها بالنفي قائلة 
- تناولت إفطاري منذُ بعض الوقت ( تحرك ليقف أمامها قائلا )

- أصحيح أنكم مغادرون غدا صباحا
- أجل  ( أجابته وهي تحرك غصن شجرة صغير على الصخرة وقد انشغلت به )
- أكنت تنوين المغادرة دون أن تعطيني عنوانك ( نظرت إليه قائلة )
- وهل كنت تنوي طلبه
- أجل فأنا لم أعرفك إلا لساعات قليلة ( بقيت تنظر إليه بصمت فأستمر بابتسامة جذابة جدا ) أعلم أني متهور قليلا ولكن ارغب بمعرفة المزيد عنكِ .. أنا معجب بك وأرغب برؤيتك مجددا والتعرف بك أكثر ( وأمام صمتها وعدم تحدثها أو إظهارها لأي اهتمام أضاف برقة ) أرجو أن لا أكون مزعجا هل ضايقتك بطلبي الديك صديق ما أن كان هذا فأنا أطلب فرصة فأنا حقا أستحق الحصول على فرصة
- أذا أنت معجب بي فجأة هكذا
- ألم تسمعي بالقدر أنه القدر ولاشك الذي جمعنا معا في هذه المنطقة
- ولكني لا أعرفك ( قاطعته وهي تنظر إليه من جديد فهز رأسه مؤكدا )
- ستعرفينني جيدا أنا بشوق لأخذ موعدا معك سأنتهي من المخيم بعد خمس أيام ما رأيك اختاري أي مكان لنلتقي به
- أنت تتعجل الأمر فأنا لم أقل أني سأرافقك إلى أي مكان
- ولكن ما المانع
- يوجد الكثير
أجابته هامسة بخبث فلم يجبها فورا وبقيت عينيه تنظران إليها لثواني قبل أن يقول بإصرار
- اليكسيس السبب
- لا شأن لأليكسيس بأي أمرا يخصني ( أجابته دون اكتراث فعاد ليتأملها من جديد وهو يتساءل )
- أهو الفارق الاجتماعي عائلتك لا تسمح لك بمرافقة أي كان
- الفارق الاجتماعي ماذا تعني بالضبط بهذا
- أنت من عائلة ثرية ولكن يجب أن تنظري إلى الأمور من ناحية أخرى فقد لا تكون أسرتك على صواب بهذا التصرف وأنت تستحقين الحرية في رأيك وخياراتك
أخذت تتأمله وهو يقول هذا وعندما توقف قالت
- من أعلمك بهذا أهو اليكسيس
- لا .. أنها ايلين أنا الذي سألتها عنك فقد كنت فضوليين بشأنك وأردت التعرف بك لذا سألتها أليست رفيقتك بالغرفة
أجابها باسما بينما علت شفتيها ابتسامة باردة ثم تحركت في جلستها لتقف وهي تقول
- أنت تذكرني بأحدهم
- بما يشبهني يا ترى ( تساءل وهي تتحرك متخطية عنه فأجابته )
- بطريقة التفكير أعذرني أنا أسعى للجلوس بمفردي
وابتعدت عنه بينما وقف في مكانه يتابعها بنظره كيف لها أن تنسى أن وجهه الطويل قليلا وعينيه الجذابتان تذكرانها به حتى أسلوبه بالحديث ألان لا يختلف كثيرا عن أسلوبه الخبيث أخذت تسير على غير هدى وهي تذكر ذلك اليوم الذي هاجمها به ماثيو قائلاً بغضب أنه لولا كونها حفيدة روبرت لما نظر إليها حتى , لم تتحمل أبدا قوله هذا لها ولما فعل لأنها رفضت الارتباط به بالسرعة التي يريدها كانت بحاجة إلى وقت قبل أن توافق على هذا ومن الجيد أن هذا حدث لتستطيع اكتشافه على حقيقته رغم أنه لا يقل عنها ثراءً ولكنه كان يسعى للمزيد والمزيد وما كانت هي إلا صيداً سهل هكذا أعتقد على الأقل ركلت حجرا أمامها بقدميها كيف أحبته كيف استطاعت ذلك فهو أناني لا يفكر سوى بنفسه ولكنها أحبته وهذا ما آلمها ألمها جدا فلم تكن له سوى تلك الفتاة المدللة الغبية التي يستطيع ألارتباط بها فلولا ما تملك لما نظر إليها حتى لاشيء لاشيء أبدا يبرر فعلته وادعائه بأنه أكثر من الشرب ذاك اليوم لن تغفر له أبدا فالشراب على الأقل جعله يقول ما يختلج في صدره بصدق
- ما الذي يدور في ذهنك ألان
انتفضت وثبتت  في وقفتها وحركت رأسها إلى الخلف محدقة باليكسيس الذي أخرجها من شرودها قائلا
- ماذا تفعل هنا لم لا تذهب لتناول غذائك
- لقد فعلت ( أجابها وهو يلاحظ شحوبها باهتمام وأستمر ) لِما لم تحضري لتناول الغذاء لقد افتقدتك
- أجل فعلت ( أجابته ساخرة وهي تعود لسير فتبعها بنظره وقد عقد حاجبيه قبل أن يقول )  
- لا تبتعدي عن المخيم أبقي في نطاقه .. أراك فيما بعد يا جميلتي
حركت رأسها نحوه باستياء وهو يتراجع إلى الخلف ونظره معلقا بها وقد توسعت شفتيه عن ابتسامة فغمزها بعينيه مداعبا فعادت بنظرها إلى الأمام وهي تهز رأسها بيأس إنها تكره تصرفاته هذه آه أنها تحب ابتسامته غبية لستِ سوى غبية أخذت طوال الوقت تتنقل من مكان إلى آخر ومن ملعب إلى آخر تراقب من بعيد ثم توقفت تتأمل اليكسيس ومجموعته وهم يكملون برنامجهم في سباقات اليوم ولم تشعر بكيفية مرور الوقت  
- علمت أني سأجدك هنا
حركت رأسها ببطء نحو صاحب الصوت الذي قطع عليها خلوتها وذلك الصمت الرائع الذي كانت تشعر به لتلتقي بعينين اليكسيس المتكئ بتكاسل على جذع الشجرة ولم تستطيع رؤية عينيه جيداً لحلول الظلام حولها فابتسمت بنعومة فلقد كانت تعلم أنه سيحضر لذا لم تفاجئ وهمست
- ها أنت لم تأخرت هكذا ( رفع حاجبه وهو يتساءل )
- أكنت بانتظاري
توسعت ابتسامتها وعادت برأسها إلى ذلك المنظر الخلاب الذي أمامها وقد جلست على جذع الشجرة الذي سقطت عنها البارحة وأسندت ظهرها على ساقها مجيبه إياه
- أن أسوء ما أشعر به هو أني أفتقدك عندما لا أراك تحوم حولي فلقد أصبحت كالمرض بالنسبة إلي وعلي أن أتلقى علاجا للخلاص منه فلست ممن يحبون الإدمان على شيء
تحرك نحوها بتكاسل متسائلاً 
- وهل أنا مرضٌ بالنسبة لك
- بل أسوء ( همست بصوت خافت بالكاد سمعه ولكنه أبتسم لقولها ورفع يده لها وهو يقول )
- ما رأيك بنزهة
- نزهه أخرى
- ولما لا أنه اليوم الأخير ( أمعنت النظر بوجهه المرفوع لها مفكرة وهي تعقص شفتها ثم هزت رأسها موافقة وتحركت في جلستها فأضاف ) ببطء هاتي يدك لا نريد المزيد من السقطات
- سأنزل كما صعدت
أجابته وهي تنزل قدميها بحذر إلى أسفل وثبتت يديها وهي تهبط ببطء فأقترب منها أكثر ورفع يديه لتستقرا على خصرها قائلا قبل أن تعترض
- أفضل أن أحملك ألان على أن أحملك باقي طريق العودة وأنت تعانين من جراء سقطة جديدة
وأنزلها بثبات فتعلقت يديها بكتفيه قائلة بحرج
- كنت أستطيع تدبر الأمر
ما أن لامست قدميها الأرض حتى أرخى يديه عن خاصرتها فأبعدت يديها بسرعة عن كتفه قائلة بارتباك وهي تنزل يديها إلى بلوزتها لتشدها وهي تتراجع إلى الخلف
- إلى أين ألان أهي نزهة مميزة كسابقتها
- أجل ولكن دون حوادث هذه المرة .. أنذهب
ومد يده نحوها ليمسك يدها فحاولت أن تبقى جامدة ولكن تلك المشاعر التي يصيبها بها تجعلها مشوشة ولا تستطيع التفكير بشكل سليم فسحبت يدها منه قائلة بجدية قدر ما أمكنها
- أن كان بعيدا فأنا أفضل العودة إلى الكوخ
- لا ( أجابها وهو يهز رأسه وحرك عينيه الثابتتين عنها إلى الجهة الأخرى قائلا )
- أنه هناك ( وتحرك مستمرا ) هيا سأريك إياه
بقيت للحظات ثابتة في مكانها ثم تحركت خلفه بخطوات واسعة لتسير بجواره وأمام الصمت الذي طال ولم يحاول قطعه تساءلت
- هل .. هل تعرف تشاندلر جيدا
- تشاندلر ( نظر إليها بعدم رضا مستمرا ) ولم تسألين لا تخبريني أنه يعجبك
- أنها المرة الثانية التي تتحدث بها عنه بهذه الطريقة ما مشكلته وما المشكلة أن أعجبت به
- انه لا يصلح ( أسرع  بالقول رافضاً الفكرة وأستمر ) أنه آخر إنسان قد تجدينه جيداً كليبر 
- لماذا
- لا أنت أخبريني لماذا هل تحدثتِ معه من جديد
- أجل
- سأخبرك ما أعرفه عنه ولما أتخذ هذا الموقف منه أولا لأنه لا يدع أين من مرافقاتي وشأنهن ثم لأنه أذى آمي أن كنت تذكرينها الفتاه الشقراء التي كانت بالنادي برفقة البقية أنها تعمل بأليك وقد اصطحبتها معي إلى هنا وما أن رآها تشاندلر الفتى الجذاب حتى التف حولها ولم يدعها وشانها إلى أن أخذ موعدا معها كل ذلك حدث من وراء ظهري وألا أني كنت قد أوقفته عند حده فهو نذل ليس إلا نذل لم يسبب لها سوى ألألم أنه يحتاج إلى رفقة يوم أو أثنين ثم يبحث عن أخرى وما أن أحضرت ديفي معي حتى بدء يلتف حولها
- لا تقل أنها أعجبت به ( تساءلت بخبث فنظر إليها قائلا )
- بالتأكيد لم تفعل ولكن تصرفاته لا تروق لي
- ألانه حاول التحدث مع فتاتك
- بل لأنه عديم الأخلاق
- أكنت قلقا من أن يقنع ديفي بـ
- إلى ما تسعين ( قاطعها بنفاذ صبر متسائلا )
- أنا لاشيء ( قالت ببراءة وهي تحرك كتفها واستمرت ) كنت أتساءل مجرد فضول ليس إلا 
أضافت ساخرة فبقيت عينيه ثابتتان عليها  قبل أن يقول
- ألم تتساءلي لماذا لم ترافقه فتاة كمساعدة كما يحصل مع معظمهم
- لا أجد أي شيء غريب في الأمر
- سأعلمك ما الغريب بالأمر وهو أن زوجته تشعر بالغيرة الكبيرة عليه ولا تسمح له باصطحاب أي فتاة وذلك لأنها لا تثق به
- أهو متزوج
- هذا ما أحاول قوله لك منذ وقت ( أجابها بابتسامة هازئة ولكن عينيه لم تكونا تعبران ألا عن ضيقه وعاد لسير مضيفا ) منذ خمس إلى ست سنوات وهو متزوج بالإضافة لكونه أب لطفل ولكن حياته الزوجية فاشلة تماما بسببه
- لم أكن مخطئة بشأنه إذاً ( تمتمت مفكرة فنظر إليها اليكسيس متسائلا فأضافت بعدم اكتراث )
- لقد حاول أخذ موعدً معي وقد صددته بشكل غير لائق شعرت أني قد كنت فظة معه لأنه يذكرني بشخص ما ولكن أتضح أنه يستحق كل ما يجري له  
تساءل اليكسيس ببطء والاهتمام بادٍ عليه
- هل أعرف ذلك الشخص الذي ذكرك به ( حركت كتفيها بحركة خفيفة دون أجابته فأضاف بتعمد ) أنه يذكرني بأستون
- أستون ( قالت ضاحكة وعينيها تلتقيان بعينيه مستمرة من بين ضحكاتها ) انه لا يشبه أستون بشيء
- أذا فهو يذكرك بي فأنت دائما فظة معي ( توقفت عن الضحك لقوله وبدء التجهم على ملامحها وهي تقول )
- لا لست أنت .. انه إنسان من الماضي ليس إلا
- أوه أهو ( قال ببطء كمن أكتشف شيئا فقاطعته بسرعة وهي تسرع بخطواتها )
- لا ( تبعها قائلا )
- إذا لابد وأنه هو
- لن أتحدث بالأمر ولا يهمني ما تفكر به وأن كنت تريد ألاستمرار بهذا الحديث فمن الأفضل أن نعود إلى الكوخ فنزهتنا لن تكون جيدة
- هدئي من روعك أنا لم أقل شيئا سوى انه هو
 - اليكسيس
هتفت بغيظ لمحاولته استفزازها والمشكلة أنه ينجح بذلك وهمت لتستدير إليه مضيفة ألا أن اليد التي التفت من خلفها وأطبقت على فمها جعلت الدم يتجمد في عروقها وحركت عينيها المفتوحتان نحو وجهه المجاور لرأسها وقلبها يخفق بين ضلوعها فهمس لها
- لا أنوي خطفك فهدئي من روعك .. ( ولكن من أين لها أن تصدق وهو يحكم إغلاق فمها بهذا الشكل فأستمر ) عليك التزام الهدوء لا تصدري أي صوت وألا هربوا ( وأرخى يده عن فمها ببطء مستمرا بهمس ) حاذري وحاولي ألا تتحدثي
- كيف  أفعل هذا وأنت تغلق
- يا السماء قلت لك لا تتحدثي ( قال من جديد وهو يعيد يده إلى فمها لإسكاتها وأستمر ) حاولي ذلك ولو لمرة واحده لا تتحدثي
وأبعد يده عن فمها والذهول يتملكها فما هو هذا الشيء العين الذي كادت تختنق من أجله تابعت عينيها اليكسيس وهو يتخطى عنها ثم أشار لها بالصمت ولحاقه فتأملته وهي جامدة في مكانها دون حراك وهو ينحني كي لا يظهر من بين الحشائش ويختلس النظر من خلالها ثم أشار لها وقد جلس القرفصاء بالاقتراب فعلت ببطء ثم أحنت ظهرها لتقترب منه بفضول 
- ماذا يوجد هنا
تساءلت بصوت خافت وقد أصبحت بجواره فحرك رٍأسه لها وهو يبعد الحشائش من أمامها هامسا
- أنه مكانهم السري لو علموا أنه قد كشف فسيغادرونه بسرعة
فتحت عينيها جيدا وهي ترى دان وجيم ومجموعة من الفتيه لا تعرف أسمائهم يجلسون حول نار التي أشعلوها يتحدثون وقد احضروا بعض الطعام معهم ابتسمت ونظرت نحو اليكسيس قائله بحيرة  
- أهم هاربون من المخيم
- أجل ( تمعنت النظر به قبل أن تقول )
- الا يزعجك الأمر
- ولم يزعجني فلم أكن أفضل منهم
- أنت تدللهم
- لا يعلمون بأمر معرفتي بهذا ولكني أعلم كل ما يجري (عادت بنظرها إلى الفتية وهي تهمس له )
- ما الذي يفعلونه هنا بالضبط
- أنه عبارة عن نادي سري خاص بهم في هذا العام أنضم إليهم ثلاث شبان جدد أنها هواية أنشاء نوادي سرية مغامرة سيتحدثون عنها حتى يشيخوا .. أنهم يقومون بوداع دان وجيم هذه الليلة
- لاشيء يبعث على القلق
- لا فأنا أراقبهم جيدا .. هيا  
قال وهو يتراجع مبتعدا فتبعته بهدوء ولم يتحدثا إلا بعد أن ابتعدوا مسافة فتساءلت
- سيطيلون السهر
- سيفعلون وسينهضون باكراً وهذا ما لن يجرؤا على عدم فعله كي لا يعلم أحد أنهم خرجوا خلسة وقضوا ألامسية بالخارج
- تبدوا على خبرة واسعة بالأمر
- أنا من المجموعة المؤسسة لنادي
- آه يا للمثل الأعلى ( ضحك لقولها قائلا )
- أنا أتمتع بحياتي شيفا وبقدر ما هي بسيطة بقدر ما أحبها .. وأنت
- أنا .. أنا أيضا .. أتمتع بحياتي
- تبدين مترددة 
- لا أبدا أنها تروق لي كما هي
- أنت واثقة
- أجل
- واثقة جدا
- جدا جدا ولا تحاول استفزازي  
- أنا لم أبدء بعد
- لاشيء يجبرني على الإصغاء أن كنت لا أريد
- الآنسة محتدة ( أجابها بهدوء شديد وهما يصلان النهر فأجابته بغيظ )
- من الأفضل أن لا تحدثني
- لا أحد يجبرني على ذلك أن كنت لا أريد
أجابها مكرر قولها بسخرية وهو يتحرك ليقفز على الحجر الذي غمرته المياه ومد يده نحوها فقفزت لجواره قائلة له
- لا تكرر كلماتي أنت تحرف أقوالي
- أأفعل .. لم أنتبه للأمر أرجو أن تلفتي نظري كلما فعلت ( أجابها ساخرا وهو يقفز للحجر الأخر فتبعته بغيظ لتقف ورائه بينما كان ينظر حوله قائلا ) ارتفع منسوب الماء عن ليلة أمس حركت عينيها إلى النهر ثم إلى الأحجار التي كانت ظاهرة أكثر البارحة وعادت بنظرها بخبث نحوه قائلة 
- أحقا ( وحركت يديها لتضعهما على ظهره وتدفعه بقوة قائلة ) أعلمني أن كانت عميقة
أختل توازنه وسقط بالماء شاتما فأسرعت بالقفز على الحجر الذي يليه ومن ثم إلى ضفة النهر وأسرعت بالجري وهي تبتسم ولكن ما أن قبضت اليدين المبتلتين بأحكام على خصرها ورفعها بسرعة حتى هتفت بذعر
- لا لا دعني دعني اليكسيس بربك ( أضافت وقد أصبحت بين ذراعيه واستدار عائدا بها نحو النهر ومتفاديا تخبطها ومحاولاتها للإفلات وهي تصرخ ) دعني كنت أمازحك فقط ألا تقبل المزاح كانت مجرد مزحة أرجوك أنزلني ( واستمرت بالتخبط وقد تسللت المياه العالقة بثيابه إلى ثيابها ولم يتفوه بحرفً واحد بل اكتفى بهز رأسه بالنفي وهو ينظر إليها فقالت من جديد بقلبً خافق وهي تحرك يديها ) هيا أنت لست فظا ستنزلني أليس كذلك
- أتريدين النزول لك هذا
فتحت عينيها جيدا وتعلقت يديها بذراعه هامسة وهي تحدق بوجهه وقد وقف بالماء
- لا لا أريد أن تنزلني ليس هنا لا أريد أن أبتل بربك اليكسيس أنت دائما لطيف هيا أنا أعلم أنك لطيف
- أنت مخطئة عزيزتي ( أجابها وهو ينزلها إلى الماء فتمسكت به هاتفة )
- لا أريد أن ابتل
- وأنا أيضا لم أكن أريد هذا ( وتركها لتسقط في الماء )
- تبا
هتفت وقد استقرت جالسة في وسط النهر بدا المكر بعينيه التين تتأملانها وهي تمسح الماء عن وجهها فوضع يديه على خاصرتيه قائلا
- لم ينتهي الأمر بعد ( رفعت عينين واسعتين إليه لتراه ينحني نحو الماء فهتفت )
- لن تجرؤ ( ولكن كلماتها تلاشت وقد قذفها بالماء فتحركت وهي تضم عينيها وتتمتم ) سترى
وأخذت تقذفه بالماء وهي تحاول تفادي ما يقذفه ولكنها بللت تماما فتحركت هاربة من أمام المياه المندفعة عليها وهي تضحك وتحاول مسح وجهها الذي أبتل تماما توقف عن قذفها بالماء متأملا ظهرها وهو يحاول استعادت أنفاسه وابتسامة خبيثة لا تفارق شفتيه فاختلست النظر إليه ثم تحركت قاذفة إياه بسرعة بالماء فوضع ذراعيه أمام وجهه متفاديا رذاذ الماء فجرت نحو الضفة بصعوبة متعثرة ببنطالها المبتل لتسقط ما أن خرجت من الماء وعندما شاهدته يقترب منها هتفت وهي تخفي وجهها
- توقف بربك فلن أجف اليوم أبدا
شعرت به يرتمي بجوارها فأبعدت يديها عن وجهها ونظرت إليه لتجده يبتسم برقة وقد أرتكز على كوع يده ناظرا إليها قائلا ووميض جذاب يشع من عينيه المتلألئتين
- ما كان علي أن أدير ظهري لكِ أبدا فلقد غدرتي بي
- تستحق هذا  
أجابته بنعومة مكابرة فحرك يده ليبعد خصلات شعره التي التصقت بجبينه إلى الخلف وهو يقول
- نسيت إعلامك أن المياه لم تكن عميقة
- وكأني لا أعلم .. آه اليكسيس ما كان عليك رمي بالماء
قالت بتذمر وهي تنظر إلى نفسها فرفع حاجبيه مقلدا أسلوبها المدلل في الحديث
- آه عزيزتي ما كان عليك البدء بالأمر
- أكرهك حقا
همست لتقليده إياها فأمعن النظر بعينيها المحدقتان به هامسا وعينيه تجولان بعينيها تستكشفانهما
- أتكرهينني بقدر ما أكرهك كليبر
- أكثر بكثير                                              
أجابته بصوتٍ خافت وقد صعقت لذلك الصوت الذي تحدثت به فأرخى جفونه هامسا
- واو ( شعرت بالدماء تتصاعد وقلبها يضطرب أكثر فأشاحت بنظرها عنه قائلة )
- توقف عن هذا
- عن ماذا
- هذا لا تتحدث معي بهذا الشكل وتفعل هذا
وأرخت جفونها مقلدة إياه بغيظ فضم شفتيه كي لا يبتسم قائلا
- اعذريني فلقد نسيت أنت تكرهين أسلوبي هذا
- هذا صحيح
أجابته بعناد فحرك يده نحو وجهها ليبعد خصلات شعرها المبتل والتي التصقت على جانب خدها وهو يقول بصوت مبطن عميق
- وتكرهين أن أفعل هذا أيضا
حركت عينيها بحذر إلى يده التي أبعدت خصلات شعرها ولامست خدها بنعومة ليهبط بيده بخط مستقيم ببطء إلى ذقنها فهمست من بين أسنانها وهي ترفض تلك المشاعر التي يحدثها بها
- أنت تعرف هذا جيدا فكف عنه
- أأزعجكِ 
- لست بحاجة لأخبرك فأنت تعلم هذا بالتأكيد .. اليكسيس ( همست معترضة باسمه ويده تتلمس عنقها بنعومة واستمرت محاوله أن تبدوا جادة قدر أ
الإمكان ) توقف
رفع عينيه ببطء عن يده التي تلامس عنقها إلى عينيها المحدقتان به فأخذ قلبها يخفق بشده لتلك المشاعر التي اجتاحتها وعينيه المعبرتان تكادان تفقدانها صوابها راقبته كالمسحورة وهو يقرب وجهه منها لتشعر بأنفاسه فهمست بصعوبة محاولة العودة إلى رشدها
- لا
- ولما لا
تساءل بصوت خافت مليء بالمشاعر دون أن يبتعد ولم يحاول تقبيلها وبقيت عينيه معلقتان بعينيها فبدء صدرها يرتفع بصعوبة وهي تشعر أنها لا تستطيع مقاومته فرفع يده من جديد ليدسها بجانب وجهها وعينيه الحنونتان أفقدتها آخر خيط من إدراكها فعاد ليقرب شفتيه من شفتيها ولكن صدور صوت من حولهما جعلها تفتح عينيها التي كادت تغمضهما وتبعد وجهها إلى الخلف فبل أن يلمسها مما جعله يهمس وهو يفتح عينيه ويبعد يده عنها بتذمر
- ليس ألان ( وحرك رأسه نحو مصدر الصوت كما فعلت لتجد شابان يسيران بعيدا دون أن يلاحظوهما فتمتم اليكسيس وهو يعود بنظره إليها ) توقيت سيء
حركت عينيها عن الشابان الذين يسيران بعيدا إليه وقد شكرت الله على حضورهما قبل أن تفقد صوابها لتلاقي عينيه الكسولتان التين تتأملانها بصمت فحركت رأسها إلى الجهة المقابلة قائله بصوت بالكاد عرفته
- عليك بالتوقف عن هذا أنا جادة
- لم تمانعي منذ قليل
- بل فعلت ( أجابته ونظرت إليه مستمرة ) ولكنك لم تصغي
- ليس هذا ما قالته لي عيناكِ ( تحركت واقفة بتوتر وهي تتمتم )
- لم يبقى سوى هذا ( وتحركت بتثاقل متعثرة بثقل ملابسها المبتلة وحاولت السير بسرعة مبتعدة عنه فتابعها للحظات ثم نهض من مكانه ليسير نحوها بخطوات واسعة ليمسكها من ذراعها جاذبا إياها نحوه لتنظر إليه هاتفه لتصرفه ) لما لـ
اختفت كلماتها وتلاشت وشفتيه تطبقان على شفتيها بقوة ويده تحيط خصرها جاذبا إياها أكثر واليد الأخرى ترتفع عن ظهرها لتستقر قرب عنقها لقد نال منها وحطم كل دفاعاتها ويديها التين تستقران على صدره محاولة دفعه بعيدا عنها وتحرير نفسها بقيتا هادئتان دون حراك وكل تلك المشاعر تعصف بها لتبعدها أكثر وهي تشعر بدقات قلبه المتسارعة تحت راحت يدها وبقبلته التي تزداد نعومة أفقدتها آخر ما تبقى من تعقل أخذت نفسا عميقا محاوله تنظيم صدرها الذي ينتفض عندما أبتعد عنها ولكنه لم يفعل لم تجرؤ على النظر إليه وهي تشعر بأنفاسه الحارة الغير منتظمة تلفح وجهها وبجبينه الذي أستقر على جبينها وبيده التي تداعب شعرها من الخلف لم يحاول كسر الصمت الذي يلفهما مما زادها اضطرابا ولم تجرؤ على التحرك رغم أن عليها هذا أحست بيده تتحرك من خلف عنقها إلى فكها ليحرك أصبعه عليه برقة هامسا وقد استقرت نظراته الناعسة عليه بهيام
- كان علي فعل هذا
شعرت بقلبها يهوي أكثر وأكثر في فراغا لا تعلم إلى أين سيصل بها الأمر يا ألاهي أن أستمر بهذا الشكل ستقع في غرامه دون شك لا تجرؤ على رفع نظرها إليه ما الذي يجري لك شيفا منذُ متى تقفين عاجزة هكذا أخرج تنهيدة عميقة من صدره وهو يهمس من جديد وشفتيه تلامسان جبينها برقة متناهية
- بقدر ما استمتعت بهذا .. بقدر ما أنا نادمٌ عليه شيفا ( تجمدت نظراتها دون حراك على عنقه وبدأت تعود من تلك الهاوية التي سقطت بها ما الذي يتحدث عنه فأستمر بصوت حنون ولكنه لا يخلو من الندم ويده تحتضن خدها طالبا استجابتها ) ما كان علي ذلك أنا لا أريد التورط معك لا اعلم ما الذي جرا لي .. أنا مرتبط .. ومغرم بها ( تلك الدماء التي كانت تتدفق منذُ لحظات بحرارة بجسدها تجمدت ألان وشعرت ببرودة تحيطها وبقلبها يتحطم فحركت عينيها المفتوحتان بجمود غير مصدقة ما يتحدث به لتلاقي عينيه القريبتين منها والتين تتحركان بعينيها قبل أن يقول والألم بادً عليه ) لن يتكرر هذا الأمر .. أعدك
فتحت شفتيها لتتحدث ولكنها عجزت أن صوتها خانها ولأول مرة في حياتها ألانها استجابت لعناقه تستحق هذا هز رأسه ببطء وهو يضيف ونظره لا يفارقها ) اعتذر لم أرد حدوث هذا ليس .. معك أنت أرجو أن تتقبلي اعتذاري
- اعتذارك ( قالت بصعوبة واستمرت بضيق شديد مجبرة نفسها على ضبط النفس ) لِما أوجدت أن انتقامك مني لم يجدي بهذه الطريقة المتدنية ( ورفعت قبضتها لتضربه على صدره بقوة فتلقاها دون أن يتفوه بكلمة فاستمرت وعينيها تشتعلان أكثر فهي لم تشعر بالمهانة بقدر ما تشعر به ألان ) ما الذي جعلك تقول هذا أتعتقد أني سأقع في غرامك لا تقلق فأنت لست سوى نكرة ولن أفكر بك أبدا وأبعد يدك عني
أضافت بعصبية وهي تتخبط وقد ثارت ثائرتها فرفع يديه وتراجع خطوة وهو يقول
- لا نحتاج إلى أن يسمعنا كل من بالمخيم
- فل يذهبوا إلى الجحيم أتعتقد لأني لم أقاومك أني أهتم ها يا لك من مغرور
قالت وهي تحرك يديها ثائرة فأقترب منها هامسا وهو يحاول محاصرتها بيديه
- شيفا .. شيفا
- أبتعد عني تبا لك أبتعد
- هدئي من روعك
- قلت أبتعد ( صاحت به بحدة وقد ثبتها في مكانها مانعا إياها من الحراك فنظرت في عينيه بحدة مستمرة ) أذهب لصديقتك وكفاك لهوا أنا أكرهك حقا ويوما بعد يوم يزيد كرهي لك
- لا أمانع بهذا ( أجابها وهو يتركها ومستمراً ) كل ما يهمني هو أن تبتعدي عني
- أبتعد عنك أكنت ألاحقك يا ترى
أجابته بذهول وهي تحرك يدها إلى صدرها بعدم تصديق
- آخر ما أريده هو التورط معك ألا تدركين هذا فأنا لا أعلم ما الذي يدور في ذهنك لا أستطيع الثقة بتصرفاتك دائما لديك هدفا ما من وراء كل ما تفعلينه وأعلم أنك لا تكنين لي سوى السوء ومعاملتك المختلفة لي منذ يومين ورائها أمرا ما مكيدة جديدة تعدينها الستـ
توقف عن المتابعة بذهول وصدى صفعتها يدوي في الأجواء أعادت يدها إلى جنبها ونفسها مضطرب بشكل كبير وابتلعت ريقها وعينيها ثابتتان عليه دون أن ترمش بتحدي وتعالي عادت لتبلع ريقها من جديد وقد أدركت ما فعلته ولكن أبدا لن تظهر له مدى الخوف الذي تشعر به وهي تحدق بعينيه المشتعلتان وقد أشتد وجهه وأختلف لون بشرته حتى أصبح مغمقا وبدا الغضب الذي يعانيه يظهر بفكه الذي أرتجف قبل أن يقول بغضب مكبوت وصوت مهدد
- أفعلي ذلك مرة أخرى ( ظهر ألاشمئزاز على ملامحها لقوله فحرك يده بسرعة نحوها مما جعلها تصرخ وتتراجع إلى الخلف وهي تحمي وجهها بذراعيها ولكن يده أمسكت بكتفيها وجذبها نحوه بعنف سمعت صوت أنفاسه القوية والغاضبة وهي تثبت في مكانها مترقبة ما ينوي فعله بخوف كبير وأمام عدم أبعاد يديه التي قبضة على كتفيها وعدم تحدثه رفعت رأسها ببطء إليه وهي تنزل ذراعيها قليلا لتحدق بعينيه التين قستا بشكل كبير وهما لا تفارقانها فقال من جديد بجفاء حاد ) قلت لك إفعلي ذلك مرة أخرى
حركت عينيها القريبتين بعينيه قائلة بعدم استيعاب
- أفعل ماذا
- اصفعيني أجل أعيدي الكرة هيا أنا منتظر
- فقدت عقلك أنت بكل تأكيد فقدت عقلك
- أنا عاقل تماما ولكن أنت مدللة لعينة أتراني بشرٌ أمامك أم ماذا اصفعيني مرة أخرى أنا أحتاج إلى هذا
أخذت عينيها تتنقلان بتوتر بين عينيه وهي تهمس بخوف
- أنت أبعد ما يكون عن التعقل و أنا لن أقف معك ثانيه أخرى
- آه لا أجابه خاطئة آنستي هيا أنا أنتظر
- تنتظر ماذا ( قالت بحدة وقد فقدت صبرها فأجابها وعينيه المتوسعتان لا تفارقانها )
- أنتظر فعلتك الجديدة التي ستزيد شعوري نحوك بالنفور فما أنت إلا ثرثارة فاسدة قتلها الدلال والمال
- أنت آخر من يتحدث عن الدلال والمال فما نلته منهما لم ينله أحد غيرك
- اجل وكيف لا وجدك من أكرم علي أليس كذلك
- أنها الحقيقة  
- أنها ما تدركينه أنت فقط فأنا لي كل الحق بكل قرش صرف علي
- ليس لك حقا بشيء فلولاي ولولا جدي لكنت متشردا في الشوارع تتسول
- أتسول إذا وأنت آنستي أن لم تكوني حفيدة روبرت ماذا كان ليحدث لك
- كنت سأكون ما أنا عليه
- متعالية ( تمتم بقسوة ثم أستمر وهو يلمحها بحقد كبير لم تره من قبل ) لنرى ماذا سيحدث لتعاليك
ودفعها بقسوة بيده التي تمسك كتفها إلى الخلف فتعثرت لعدم استطاعتها الثبات في وقفتها وهي تتراجع لتصطدم بساق الشجرة خلفها وتأنُ بألم محدقة بنفسها والألم يعتصر صدرها فرفعت نظرها إليه هامسة وقد جرحها تصرفه حتى العمق
- لا تتوقع أني سأسمح لك بإهانتي بهذا الشكل فلقد وصلت إلى أقصى حد يمكنني تحمله فأنت بلا أخلاق بكل ما للكلمة من معنى
- لم أصل إلى ما أنت عليه بعد
همس لها ببطء مؤكداً قوله مما جعلها تقترب منه وقد فقدت أخر خيط من التعقل لتقول
- تبا أن كنت أندم على شيء بحياتي فهو لأني رافقتك وانخدعت بك فأنت أكثر من سيء .. وأكثر من مستغل ( أخذ يتراجع ببطء إلى الخلف دون أجابتها وقد اشتدت ملامحه وشحبت بشرته ولمع وميضٌ في عينيه دون التفوه بكلمة وهي تستمر بصوت مخنوق والألم بادا عليها ويكاد يخنقها ) أكرهك أكرهك أنا أحاول تجنبك وأنت تستفزني لم لا تدعني وشأني بحق لله ( قالت كلماتها الأخيرة بشفتين مرتجفتين وصوت يتلاشى وقد شعرت بالتعب والإرهاق الشديد ولكنها استمرت بصوت لاهث وهي تحدق بعينيه بألم ) لقد قلبت لي حياتي رأسا على عقب لم أعد أعرف من أنا بسببك ( وأمام تحديقه بها وهو يطبق شفتيه بقوة وعينيه الغامقتان لا تفارقانها استمرت ) أن كنت تعتقد أنك نلت مني بتصرفك هذا فأنت مخطئ فأنا لن آبه لك ولا آبه أن كنت مغرمٌ أم لم تكن فأنا لم ألاحقك بل أنت من فعل وكل تصرفاتك تلك لا معنى لها ولم تؤثر بي .. تحدث لما لا تفعل ألا تجد مبررا لتصرفاتك الغير منصفة بحقي
ظهرت على أطراف شفتيه ابتسامة جعلت الدماء تتوقف عن الصعود إلى وجهها وتشعر ببرودة الهواء الذي يلفح جسدها المبتل فتحدث بصوت بارد جاف كان كافيا ليجعل قلبها يتجلد وعينيه تنظران إليها بقسوة  
- لن أتحدث مع هستيرية عندما تعودين إلى رشدك قد أفعل وقلت قد وليس أني سأفعل
- هستيرية .. والتي هي أنا .. أتعرض للمغازلة ثم الإهانة ومن ثم إلى الدفع وتقول أني هستيرية
أضافت وهي ترمقه بنظرة من رأسه حتى أخمص قدميه ثم تعود بنظرها لتستقر على وجهه بعدم تصديق فتحدث بهدوء
- أن كنت أنتهيتي فمن الأفضل أن تذهبي إلى الكوخ وتقومي بتبديل ثيابك لأني لن أحتمل وجود مريضة معي ( عقدت يديها معا ناظرة إليه بتحدي دون إجابته مما جعله يضيف وهو يرخى جفونه قليلا هامسا ببطء ) إذا فسهرتنا مازالت في بدايتها أنت بحاجه إلى من يقف إمامك ويملك صبرا لا ينتهي فلو كان أحدا غيري هو الذي يتعرض إلى ما أتعرض إليه لكان تخلص منك منذ زمن .. صدقيني ( همس مصرا ثم حرك عينيه نحو ثيابها المبتلة قائلا ) هناك حل واحد لنهاية هذه ألامسية
- لا أريد سماع أي اقتراح لعين ستنطق به
 - لم أفكر بتقديم اقتراح 
وما أن قال ذلك حتى تحركت يديه نحوها لتمسك ذراعها فحاولت تفاديها دون فائدة ليسير وهو يجذبها معه مرغمة فأخذت تحاول عدم مجاراته في السير ولكنها لم تفلح فهتفت
- دعني وشاني توقف ( ولكنه لم يعر احتجاجها أي اهتماما ) أقسم بحياتي أن لا أسامحك على هذا وسأعلم جدي بكل هذا من تعتقد نفسك أنت .. أنت .. أنت
اختنقت الكلمات في حلقها مما جعلها تضم شفتيها المرتجفتين بأسى على حالها
- لا هذه المرة بكائك لن يساعدك بشيء
- أنا لا أبكي أنت لا تستحق أن  اذرف دمعة واحدة من أجلك فل تذهب إلى الجحيم أنه أكثر مكان يليق بك
- سترافقين إليه فأنا لا أفضل الذهاب إلى هناك دونك
- تبا لحظي لما يحدث هذا
 همست بيأس وتوقفت عن المتابعة وقد اقتربوا من الأكواخ  فتراخت يده التي تجذبها ليتركها فوقفت في مكانها بينما استمر بالسير لاحقته بنظرها ثم تبعته متمتمة
- لا أعلم ما الذي ارتكبته بحياتي حتى يحدث لي ما يحدث 
أستمر بالسير أمامها وهو يهز رأسه بيأس وصعد الأدراج ليدخل الكوخ بينما وقفت في مكانها تنظر إلى حيث اختفى للحظات أنها لا ترغب بالدخول إلى الكوخ أنها تريد أن تكون بعيدة عن المكان الذي يتواجد به أخذ جسدها المتصلب والمشدود يسترخي لدرجة شعرت بها بالمرض فتحركت لتصعد الأدراج بإنهاك لتتوجه نحو غرفتها نظرت إلى أيلين المستلقية بسريرها واقتربت بهدوء من حقيبتها أخرجت منها بيجامتها ومنشفتها بالإضافة لشامبو الخاص بها وتوجهت نحو باب غرفتها وما أمن أصبحت بالممر حتى خرج اليكسيس من غرفته وهو يحمل أغراضه التقت عينيها بعينيه بصمت فأجبرت نفسها على السير نحو الحمام فتحرك باتجاهها وتخطى عنها قاصدا الحمام الأخر دون أن يتفوه بكلمة دخلت الحمام وأغلقت الباب خلفها بأحكام واستندت عليه مغمضة عينيها بهدوء ورفعت رأسها تسنده على الباب بصمت قتلها لإدراكها ما تشعر به أنها تريد اهتمامه رغم كل ما تفعله وتتفوه به من حماقات حتى تضع حاجزا بينها وبينه إلا أنه ما أن يتجاهلها حتى تشعر آه رباه أنا غبية اجل أعلم هذا ولكنه أمرٌ خارج عن أرادتي لم أرد أن يحدث ولن يجبرني شيء على الإصغاء إلى ما أشعر به آه ماذا أفعل ليس هو أرجوك بقيت تحت المياه فترة طويلة لا تدرك الوقت وهي تحاول محي كل ما حدث معها الليلة تريد إزالة كل ما تشعر به برغم كل هذا لم تستطيع رفعت يديها المبتلتين تمسح وجهها والماء الغزير يطرق بوجهها عليها أن تعود إلى رشدها في أسرع وقت ارتدت بيجامتها الزرقاء وحملت أغراضها وقد سرحت شعرها المبتل إلى الخلف وخرجت لتتجمد في مكانها وهي ترى انفتاح باب الحمام المقابل بذات الوقت فاخفضت نظرها بسرعة وانشغلت بما تحمله بين ذراعها وهي تسير نحو غرفتها توقفت يد اليكسيس الذي أمسك بها المنشفة وهو يقوم بتجفيف شعره من الخلف ويراها وقد ارتدى شورتا ابيض مع تيشيرت خفيفة أغلق باب الحمام بيده الأخرى ونظره يتابعها وهي تسير بخطوات واسعة لتدخل غرفتها وتغلق الباب خلفها لتأخذ نفسا عميقا وتتوجه نحو حقيبتها لتضع ما تحمله فوقها وترتمي على سريرها أملة الحصول على الراحة رفعت يدها إلى رأسها وهي تشعر به سينفجر من ألألم فأغمضت عينيها بشدة يجب أن تنام وألا أنها لن تستطيع أن تخطوا خطوة واحدة في الغد ...
- حاولت إيقاظها ولكنها لا تستجيب لي .. آسفة لإزعاجك ولكني اعتقدت أنك تستطيع المساعدة
- لا بأس ايلين ( أجابها اليكسيس وهو ينحني نحو شيفا الممددة في سريرها والعرق يتصبب عن جبينها بشكل غزير وهي تحرك رأسها بتوتر وتتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه فهمس باسمها وهو يمرر يده برقة على خدها متسائلا ) عزيزتي ما بك
- على ما يبدو أن أمرا ما يزعجها
- إنها تعاني من بعض الكوابيس بين الحين والحين هلا أحضرتي كوبا من الماء ( هزت رأسها بالإيجاب وأسرعت خارجة فجذبها من كتفيها بلطف وهو يتحرك ليجلس خلفها ليسندها على صدره وهو يهمس باهتمام ) هيا استيقظي ( وأضاف وهو يتلمس جبينها بيده ) أنت محرورة .. ما كان علي إيقاعك بالماء
أسرعت ايلين بالكوب إليه فتناوله منها شاكرا بينما حركت شيفا رأسها المترنح إلى الجهة الأخرى وقد شعرت بنفسها بدوامة تلتف بها وتلك الأصوات المزعجة حولها تشعرها بضيق شديد لم لا يدعونها وشأنها شعرت بشيءٍ بارد يلامس شفتيها ثم يدخل إلى جسدها ليسير في شرايينها ففتحت عينيها قليلا محدقة بتشويش بكأس الماء الملتصق بشفتيها ماء أنها بحاجة ماسة إلى الماء فالحر الشديد يتملكها وفمها وحلقها جافان فحركت يدها بصعوبة لتحيط بها اليد التي أمسكت الكوب وترفعه أكثر لترتشف كل ما به بسرعة وما أن أبعدته عنها حتى أخذت تحاول التقاط أنفاسها ثم حركت نظرها ببطء ودون تركيز إلى ايلين الواقفة إمامها   
- أتريدين المزيد من الماء ( رمشت وهي تمعن النظر بايلين ما بال صوتها تغير بهذا الشكل تجمدت وهي تشعر بدفيء غريب خلفها فحركت رأسها ببطء إلى اليد التي رفعت الكوب إلى ايلين وهو يستمر ) اعتقد أنها تريد المزيد
- أجل أجل
قالت أيلين وهي تتناوله وتسرع من جديد خارج الغرفة فحركت رأسها ببطء إلى الخلف ورفعت نظرها إلى الذقن المألوف ثم إلى العينين التين تنظران إليها باهتمام بالغ متسائلا بلطف
- هل أنت بخير ( بقيت عينيها تحدقان به بصمت دون أن ترمش حتى وأمام صمتها حرك يده إلى جبينها مستمرا ) أنت محرورة
أعادت رأسها ببطء إلى الأمام وقد بدأت خفقات قلبها بالتسارع
- هل أوقظ الطبيب
تساءلت ايلين وهي تتقدم نحوها وتقدم لها الماء فتناولت الكوب منها قائلة بصوت متعب مبحوح
- أتريدين أن أكون بخير 
هزت ايلين رأسها بألا يجاب فحركت شيفا يدها إلى الخلف مشيرة نحو اليكسيس وهي تقول 
- دعيه يخرج من هنا وسأكون بخير
حركت ايلين عينيها نحو اليكسيس متفاجئه فضغطة أصابع اليكسيس على كتفها قائلا وهو يمسك بيده الأخرى كوب الماء وقد شعر بأصابعها غير ثابتة عليه ليحيط يدها
- لا تورطي ايلين فيما بيننا أن كنت غاضبه مني
رفعت عينيها الذابلتين إليه أن من يسمعه يعتقد أن الأمر بينهما ليس إلا شجار بين صديقين فهمست بصعوبة من بين شفتين جافتين
- أنا متعبه اليكسيس وحقا لا أحتمل مجادلتك ألان
هز رأسه لها وأشار بعينيه نحو كوب المليء قائلا
- حسنا أشربي الماء أولا
عادت برأسها إلى الأمام بشك ثم قربت الكوب نحو شفتيها قائلة قبل أن ترتشف منه ليبعد أصابعه التي تحيط يدها
- لا تعاملني كالأطفال
لم يعر قولها اهتماما وعندما أبعدت الكوب عن فمها تحرك من خلفها فعادت لتسند نفسها بالوسادة وقد شعرت ببرودة مفاجئه لابتعاده
- سأحضر الطبيب ليراها
قال موجها حديثه لأيلين وهو يتخطى عنها فهمت شيفا بالاعتراض ولكنها عادت وأطبقت شفتيها فقد غادر حتى دون النظر إليها تحركت ايلين لتجلس على سريرها وهي تحدق بها باهتمام قبل أن تقول
- كنت تتمتمين بأشياء غير مفهومة وحاولت إيقاظك ولكني لم أنجح لذا نادية على اليكسيس لم أعلم أن الأمر سيزعجك
رفعت يدها نحو جبينها بألم قائلة
- أشكر اهتمامك وآسفة على إزعاجك
- لا أبدا أنا لم أنزعج ولكني قلقلت عليك ( أبعدت يدها ونظرت بإعياء إلى أيلين متسائلة )
- ما الذي كنت أتحدث عنه وأنا نائمة
- لم يكن مفهوما ولكنك ذكرتي بعض الأسماء أنا لا أعرف منها سوى اليكسيس
- اليكسيس
همست بضعف أكانت تحلم به أنها لا تذكر حتى ما كانت تحلم به كل ما تعلمه أن رأسها يكاد ينفجر حولت نظرها نحو الباب وهي تسمع صوت خطوات وتمتمة خافته بين اليكسيس والرجل الذي أطل برفقته يحمل حقيبة صغيرة وهو بثياب النوم أقترب منها مبتسما وقائلا
- سمعت أن لدينا مريضة في هذا الوقت كيف تشعرين
- أنا بخير ( حرك اليكسيس نظره نحو ايلين وهو يقول )
- سندعك لتفحصها فلن تعترف لك بتوعكها فهي دائما بخير 
وأنسحب برفقة ايلين إلى الخارج فتابعتهم بنظرها بملل ثم عادت بنظرها إلى الطبيب لتصطنع ابتسامة
- حسنا ما هي أخبار مريضتنا
تساءل اليكسيس والطبيب يفتح الباب مغادرا فعادت شيفا لتسند ظهرها بالوسادة خلفها وهي تسمع حديثهم
- أنها مرهقه وتعاني من ارتفاع طفيف بدرجة حرارتها أعطيتها دواء مناسباً
- ستكون بخير غداً فنحن سنغادر صباحا
- لا ضرر ولكن لا تجعلها تجهد نفسها من الأفضل أن تحصل على استراحة دعها تستريح اليكسيس ولا تقسوا على الفتاة المسكينة
- ولكنها لا تفعل سوى ألاستراحة منذ حضورها فاليكسيس هو الذي يقوم بكل شيء
اعترضت ايلين على قول الطبيب فحرك كتفه قائلا لها
- أن لكل شخص طاقة محدودة وهي متوترة الأعصاب بسبب الإرهاق أو العمل بسبب المجهود الذي تبذله لا أعلم ولكن أعلم أنه عليها أن تحصل على الراحة فهي بحاجه لذلك
- أطمئن ستحصل عليها
أجابه اليكسيس وهو ينظر من فوق كتف الطبيب إلى شيفا المستلقية في سريرها مفكرا
- لأعود إلى النوم وأرجوا أن يكون الجميع في صحة جيدة الليلة
سارت ايلين معه بينما كان اليكسيس يحدق بداخل الغرفة دون أن يسمع ما يتحدثان به ثم دخل متجها نحوها متسائلا عندما وقف بجوار سريرها متأملا وجهها وعينيها المغمضتين
- لستِ سريعة النوم في العادة
- لم أنم بعد ( همست دون أن تفتح عينيها فجلس على حافة سريرها وهو يتأملها قائلاً )
- هذا ما اعتقدته
انتظرت أن يتابع فهو لم يجلس أمامها حتى يتأملها فقط حتى وهي مغمضة العينين تشعر به فتحت عينيها ببطء لتلاقي عينيه بصمت جعل الدماء تتصاعد إلى وجنتيها فحركت يديها لتعقد أصابعها معا قائلة بارتباك
- حسنا ها أنا مستيقظة
- أفكر بالاتصال بروب ليقلنا من هنا فلن نستطيع التأخر أكثر في العودة وإلا عدنا لنجد أستون قد قذف بنفسه من الطابق العاشر
حركت نظرها إلى يديها المتشابكتان أمامها متهربة من نظراته ومجيبة إياه
- قد .. قد أكون بخير صباحا أنا أحتاج فقط إلى بعض الراحة والنوم وسأكون بخير
بقيت عينيه تتأملانها بصمت قبل أن يقول بتفكير
- أترغبين بالعودة سيرا .. لن نصل قبل العصر رغم سلوكنا لطريقا مختصرة وأعتقد أن الأمر سيكون مرهقا
- أنا أفكر بالمجموعة ( قالت بصوت خافت دون النظر إليه وأصابعها تعبثان بالغطاء مضيفة ) لا أريد أن أكون السبب بعودتهم بسرعة لن يسرهم الأمر على ما أعتقد
رفع حاجبيه قبل أن يقول بصوت خافت
- علي ألاعتراف بأنك مليئة بالمفاجئات ( وتحرك واقفا وهو يستمر ) سنرى ما سيحصل حتى الغد وبعدها نقرر اتفقنا
هزت رأسها بالإيجاب وأمام صمته رفعت عينيها لتلاقي عينيه فحرك يده نحوها ملامسا جبينها وهامسا
- مازلت محرورة                                             
- سـ ستنخفض لقد .. تناولت قرصا منذُ .. قليل
قالت بصعوبة وهي تخفض عينيها بحرج تبا ما الذي يجري لها ألان كفي عن التصرف بغباء همست لنفسها ولكن سرعان ما نسيت كل شيء وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر يبده التي نزلت عن جبينها لتحيط ذقنها ويرفع وجهها إليه متأملا عينيها الذابلتين لتتابع عينيه التي تأسرانها  بمشاعر تفقدها كل تعقل فأغمضت عينيها ببطء هامسة
- لا .. ليس من جديد .. اليكسـ
 وكانت تلك النظرة كافية حتى تجعله يفقد آخر مقاومة  له ليقرب شفتيه من جبينها ببطء طابعا قبلة رقيقه ناعمة مترددة فهو لم ينوي الوقوع بغرامها ولكن كل مقاومته تذهب هباء أمامها لم تجرؤ على فتح عينيها وقد أستقر وجهه أمام وجهها متأملا إياها من بين رموشه الكثيفة التي أخفت نظرات عينيه المليئة بالمشاعر التي لم يعهدها بهذا الشكل ولم تكن بهذه القوة وهذا التهور فأخرج نفسا عميقا من صدره وهو يهمس
- لليلة هنيئة
وتحرك مبتعدا بخطوات واسعة ثابتة ففتحت عينيها محدقة بظهره وهو يسير نحو الباب قائلة بصوتٍ خافت مضطرب وقد أحمرت بشرتها
- اليكسيس ( توقف في مكانه وشعرت بظهره يتصلب ثم حرك رأسه ببطء نحوها متسائلا فاستمرت لتغير تصرفاته فمنذُ ساعات كان ينهال عليها بالإهانات وألان ها هو يجعلها في عالم آخر مليء بالأحلام ) عليك برؤية الطبيب النفسي
ظهرت ابتسامة مائلة على شفتيه لقولها وعاد برأسه إلى الأمام قائلا قبل أن يخرج من الغرفة
- سنزوره سويا يوما ما .. أين ذهبتي ( أضاف لأيلين وهو يراها تدخل الكوخ فأجابته بابتسامة )
- فكرت أنكما قد تحتاجان للإنفراد
- أنت سريعة الملاحظة 
أجابها بصوته الساخر المعتاد فرفعت شيفا الغطاء إلى وجهها ترفض سماع المزيد ترفض أنها ترفض كل ما يحصل لها ولكن عنادها سيدمرها فقلبها لا يكف عن الخفقان بسرعة جنونية كلما قبلها أو حتى أقترب منها
- أهي نائمة
- أجل ساندي أخفضي صوتك وإلا استيقظت
- ولكن يجب أن تستيقظ ألن تذهب معنا
- ستفعل ولكن ألم تسمعي ما قاله لنا الرئيس علينا أن ندعها نائمة ولا نزعجها حتى نصبح جاهزين
- أن حقيبتي جاهزة وأنت فال
حركت شيفا رأسها نحو هذه الأصوات التي بدأت تعيدها إلى الواقع وتخرجها من عالم الأحلام
- لقد أيقظناها سيغضب منا ألان
فتحت عينيها بكسل محدقة بالوجهين الصغيرين الذين وقفا أمامها ثم ابتسمت وهي ترفع يدها بكسل وتتقلب في سريرها قائلة
- صباح الخير ( ونظرت بتكاسل إلى سرير ايلين متسائلة ) هل أستيقظ الجميع
هزت الفتاتان رأسهما معا بالإيجاب وقالت فال
- ونحن مستعدون للمغادرة
تحركت جالسة ونظرت نحو ساعتها التي أشارت إلى التاسعة والنصف قائلة
- تأخرتُ في النوم ( ونظرت إليهما مستمرة ) لن أتأخر سأرتدي  ثيابي بسرعة هيا أسبقاني هل تناولتم الإفطار فأنا أشعر بالجوع الشديد
- أنحضر لك الشطائر
تساءلت ساندي فهزت رأسها لها بالإيجاب وهي تنزل قدميها عن السرير قائلة لها
- هلا فعلتي
- أتريدين شيئا محددا ( تساءلت فال وهما تسيران نحو الباب فأجابتهما باسمة ) كل أنواع الشطائر سألتهمها ألان
- شهيتك جيدة هذا الصباح دون شك
رفعت نظرها إلى اليكسيس الذي أطل والفتاتان تتخطيانه إلى الخارج وهزت رأسها بالإيجاب وهي تعيد نظرها إلى قدميها وهي ترتدي حذائها مخفية ما يختلج في صدرها لرؤيته وقائلة
- أجل أنا بخير ( ووقفت مستمرة ومازالت مصرة على عدم النظر إليه ) سأرتدي ثيابي لن أخِركُم أكثر
قامت بإخراج ملابسها من الحقيبة فعقد يديه وهو يسند نفسه على حافة الباب وهو يقول
- لا داعي للعجلة سيحضر روب في العاشرة ليقلنا
- ولكن لماذا اتصلت به ( قالت معترضة وهي تحدق به  ومستمرة ) أنا بخير وأستطيع السير حقا ما كان عليك الاتصال به
- ستكون الطريق أقصر وسنصل ظهرا وهكذا يتسنى لنا الحصول على الراحة قبل العودة إلى العمل أم أنكِ تريدين المزيد من الإجازات
هزت رأسها بالنفي وتخطت عنه بعد أن حملت منشفتها قائلة
- لا لا مزيد من الإجازات حان لنا أن نعمل فلدينا شركات عليها أن تدار
- وكأني لا أذكر   
أجابها وعينيه شاردتان أمامه بتفكير عميق ....
- جيسي أين أستون ألم يصل بعد 
- لا آنستي فلقد حضر صباحا وغادر بعد أن أجتمع مع السيد اليكسيس وسيسافر اليوم فقد قمت بحجز مقعدا له على الطائرة
- ولكن أما كان عليه أن يمر علي
تذمرت وقد وقفت قرب مكتب جيسي في اليوم التالي متسائلة بعد أن وصلت إلى الشركة في العاشرة فحركت الملفات التي بيدها قائلة 
- حسنا .. قومي بإيصال هذهِ إلى سِد وهذهِ تحتاج إلى إمضاء اليكسيس
- ما الذي تفعلينه هنا ( توقفت عند سماعها لصوته ولكنها سرعان ما تداركت الأمر وقد عاهدت نفسها على أن لا يتكرر ما حدث وأن لا تضعف أمامه من جديد فحركت نظرها إلى الممر محدقة به وهو يسير نحوها مستمرا ) ألم أطلب من نورما عدم إزعاجك أفعلت
هزت رأسها بالنفي وهي تتحرك لتسير نحو مكتبها قائلة
- لا استيقظت لأجدكما متآمران علي ( وحركت نظرها إليه وهي تدخل مكتبها وهو خلفها مستمرة ) ولكني أفشلت تآمركما فلن أحصل على إجازة اليوم بل سأعمل ولا تحاول إقناعي بعكس هذا
- ولم أفعل أتشعرين أنك على ما يرام ( استدارت إليه فاتحة ذراعيها وهي تقول )
- بل بكامل قواي العقلية والجسدية ها أنا  
رفع حاجبيه دون أجابتها ثم رفع الملف الذي يحمله قائلا
- أطلعي على هذا وضعي لي ملاحظاتك ( تناولته منه وهو يستمر ) أود القيام بجولة على المستودعات كما أن لدي موعدا خارج الشركة وقد لا أعود إلا بعد الغذاء ( تمعنت النظر به باهتمام وهو يستمر ) أن حدث شيء أو أحتجتي لي ستجديني بأليك تملكين رقم هاتف الشركة على ما أذكر ( بقيت تنظر إليه دون أجابته فأستمر) آمي أعلمتني أنك تملكينه فهي لديها قدرة غريبة بتميز الأصوات ( وأمام صمتها دون قول شيء ابتسم وهو يهم بالاستدارة قائلا ) حسنا لا تبدين بحاجه إلى شيء
- أقابلت هول مارتين ( توقف عن ألاستدارة وعاد نحوها وهو يضع يده بجيب سترته قائلاً )
- تحدثت معه صباحا وسأمر عليه ألان ( هزت رأسها هزة خفيفة بالإيجاب دون تعليق فرفع حاجبيه قائلا ) أي شيء آخر
- لا .. لا تنسى أن توقع على الأوراق التي مع جيسي يجب أن تكون جاهزة اليوم 
أضافت وهو يتحرك نحو الباب قائلا
- طوع أمرك آنستي
بقيت عينيها ثابتتان على ظهره وهو يبتعد يا لمزاجه الجيد ولما لا شركته وستعود له وأنا أجلس موظفة في أملاكي يا لهذهِ الحياة الغير منصفة تحركت نحو مكتبها لتنشغل بالعمل وتحاول أن تنسى أي شيء آخر ....
- كانت ممتعة إذا
- أجل أستطيع القول أنها كانت كذلك لقد أثر بي وداعهم رغم أني لم أتوقع أن أشعر هكذا ولكنهم لطفاء لو ترينهم فرجينيا مشاغبون يثرثرون دون توقف ولكنهم رائعون
- هذا ما يختص بالمجموعة وماذا عنه هو
توقفت يدها التي كانت تمسك بها شوكتها وتتناول طعامها عن الحراك ونظرت نحو فرجينيا الجالسة أمامها وهي تتساءل
- هو ( هزت فرجينيا رأسها بالإيجاب وابتسامة لا تفارق شفتيها وهي تقول )
- أجل اليكسيس كيف كان
- و.. وكيف سيكون .. كما هو .. وأن أردتي الصدق فقد كان هو الشيء الوحيد الذي يسبب الضيق بكل هذه الرحلة
- لست منصفة بحقه أنت دائما متحيزة ضده حتى قبل أن تعرفينه عن قرب كنت كذلك
- لست كذلك
أكتفت بإجابتها باقتضاب وهي تتناول طعامها فعادت فرجينيا لتساؤل وهي تتناول لقمة من جديد
- ماذا عن صديقته ألا ترينها
- لا .. لكن البارحة ما أن وصلنا حتى قام بأجراء اتصال هاتفي ومن ثم غادر ولا أعلم في أي وقت عاد أتوقع أنه ذهب لرؤيتها أنه دائما يفعل هذا
- أحسدها حقا
- أنه غير وفي لها فرجينيا
- ماذا تعنين هل تعلمين شيئا هيا اخبريني
تجمدت مقلتيها ليس عليها الاسترسال بالحديث لذلك قالت
- لا لا اعلم شيئاً فقط .. أعتقد ذلك ..... 
- أنتَ هنا
تساءلت وهي تدخل مكتبها منهمكة بمجموعة من الأوراق بين يديها وهي تراه واقفا بشرود عند زاوية الغرفة يتأمل مجموعة الصور التي احتفظت بها هناك حرك يده ليدسها بجيب سترته  قائلا دون النظر إليها
- أجل ( ثم نظر إليها وقد بدت عيناه بعيدتان عنها رغم تحديقه بها وهو يستمر ) أين كنت لم أجدك بالطابق
استمرت السير نحو مكتبها لتضع الأوراق عليه وتجلس وهي تقول
- كنت عند سِد أتأكد من بعض الأمور بنفسي كيف كان نهارك  
تساءلت وهي تنكب على الأوراق وأمام صمته رفعت نظرها إليه لتلاقي عينيه التين تتأملانها فرفع حاجبيه قائلا باقتضاب
- جيد ( أطبقت شفتيها مفكرة وهي تعود نحو أوراقها قائلة )
- لا يبدو لي كذلك هل أسائوا معاملتك في إليك 
تساءلت وهي تمسك ورقة وتبدأ بوضع ملاحظاتها عليها فأجابها ومازالت عينيه تتابعان كل ما تفعله
- بالتأكيد لا
رفعت عينيها إليه من جديد لتلاقي عينيه بحيرة وقد أخذ شيء يتحرك داخل صدرها لنظراته التي أنسلت إلى أعماقها فتساءلت وهي تترك ما بيدها
- لِما .. تبدو .. لا تبدو على طبيعتك هذا ما أعرفه على الأقل
- وهل تعرفينني جيدا
- أكثر مما تتصور( أجابته وهي تدعي عدم الاكتراث وعادت لتمسك قلمها وتعود إلى عملها وهي تحاول جاهدة لعب دور الفتاة ألا مبالية وأمام الصمت الذي طال دون أن يغير وقفته حتى اختلست نظرة نحوه لتلاقي عينيه للحظات ثم همست بصعوبة ونفاذ صبر ) ماذا هناك (حرك رأسه بالنفي واستدار نحو الصور من جديد فتأملت ظهره للحظات قبل أن تضع قلمها جانبا وتقف متجهة نحوه وهي تقول ) أعرف أن هناك أمرا ما هيا أعلمني فأنا على استعداد لاستقبال أي شيء ( ووقفت خلفه منتظرة وأمام صمته استمرت ) هل هو بهذا السوء هل اكتشفت لعبة جديدة من العاب جدي أم يا ترى أنزل على رأسك المزيد مما يملكه أعلمني فأنا لم يعد أي شيء ليفاجئني هذه الأيام
رفع يده لينظر نحو ساعته وهو يقول
- لم يبقى الكثير لانتهاء الدوام ( وتحرك ناظرا إليها ومستمرا ) أراك بالمنزل وسنتحدث عند إذ فلدي ألان بعض الأمور التي علي إنهائها
وتوجه نحو الباب وهي تتابعه ثم عادت نحو الصور أمامها لتحسن من وضع أحداها وتتأملها ثم تعود نحو مكتبها مفكرة باليكسيس ولكن ما الجديد أنها لم تعد تستطيع التخمين أهو أمرا سيء أم لا أهو آه كفى ستعرفين قريبا وهو لن يطول به الأمر لأعلامك
- وصل السيد وهو يريد رؤيتك إنه بغرفة المكتب ( نظرت إلى نورما مفكرة ثم تحركت نحوها )
- هل اعددتي العشاء
- أجل وبيث تنقله إلى الطاولة
- حسنا ( وتخطت عنها مستمرة ونورما خلفها ) كيف هي بيث
- أنها نشيطه جدا ولقد وافق عليها السيد
- وافق .. ولم هل قام بأجراء مقابلة معها
- في الحقيقة قام باستجوابها لمدة ساعة كاملة
- أفعل هذا .. أيعتقد أنه سيعيش هنا إلى الأبد ألم تحضريها بنفسك نورما وتأكدت من المعلومات التي لديها
- اجل فعلت وأنا حريصة بهذه الأمور
هزت رأسها بيأس وهي تتجه نحو غرفة المكتب لتبادره فور دخولها
- ها أنت أخيرا أتمارس معي لعبة حرق الأعصاب فأنا أنتظر حضورك منذ وقت
- لم أعلم أنك بشوق لرؤيتي وألا كنت حضرت باكرا
- لا تسخر مني اليكسيس ( أجابته وهي تقف أمامه وقد جلس خلف المكتب بكسل مستمرة ) أريد أن أعرف ما الجديد عند هول مارتن
- الجديد عند هول مارتن
قاطعها بابتسامة كسولة وهو يتحرك واقفا ويلتف حول المكتب ليصل إليها  
- أستمر هيا أنا مصغية تماما
- هذا شيءٌ جميل ( أجابها وهو يحني رأسه نحوها كمن سيطلعها على سر وأستمر بصوتٍ منخفض ماكر ) فأنت نادرا ما تصغين
تابعته بعينيها متعمدة إظهار مللها وهي تجيبه وهو يستقيم بوقفته
- ليس لدي النهار بأكمله
أسند نفسه على المكتب خلفه ونظره معلقا بها وبدا التفكير العميق عليه ليقول بعد أن أخرج تنهيدة عميقة من صدره
- حسنا إليك ما أريد ( أصغت إليه جيدا فقد قفز قلبها لمجرد سماعها لنبرة صوته فالأمر جاد أو انه ماهر بالتمثيل ) أريد مفتاح غرفة جدك التي ( أشار بيده إلى الأعلى مستمرا وهي تتابع يده ) في الأعلى ( أعادت نظرها ببطء إلى وجهه فأستمر وعينيه معلقتين بها ) يمكنني الدخول إليها بكل سهولة ولكني لا أرغب باقتحامها أريد استعمال المفتاح الخاص بها والذي تملكينه ( بقيت للحظات دون حراك وعينيها معلقتان به بصمت فعقد يديه معا منتظرا وتساءل يحثها على الحديث ) حسنا ( أبعدت نظرها عنه ببطء لتستدير وتسير نحو الباب بصمت فهتف) ماذا بالتأكيد لم أفهم شيئا حتى ألان
- لستُ على استعداد لتحدث بهذا الأمر ( قالت مقاطعة إياه وهي تستدير إليه مستمرة ) لا نقاش بهذا لا نقاش به أبدا هذا ما أقوله وهذا ما لن يتغير لا نقاش به غرفة جدي لن يدخلها أحد لا أحد
شددت على كلماتها الأخيرة مما جعله يعقد حاجبيه لهجومها المفاجئ وتأملها جيدا وهو يقول
- ألا تصابي باليأس أبدا رغم علمك من أني سأحصل عليه وسأدخلها فوفري علي وعليك هذا المجهود الذي سنبذله سدى هيا كوني عاقلة لمرة واحدة في حياتك و
- وأعطيك المفتاح يا له من اقتراح ( قاطعته قبل أن تعود لسير فقال بصوتً جامد )
- شيفا ( توقفت في مكانها ثم أخذت نفسا عميقا واستدارت نحوه ببطء ناظرة إليه وقد اشتدت ملامح وجهه وهو يضيف ) أريد دخول الغرفة ولقد حاولت أن أكون لطيفا وأطلب منك المفتاح فلا تجبريني على دخولها عنوه
- لن تجرؤ
رفع عينيه إلى الأعلى ثم أعادهما إليها وسار نحوها ليتخطى عنها وهو يقول
- راقبيني
- اليكسيس لن تدخلها عنوة ( شددت على قولها وهي تستدير إليه ثم تبعته بخطوات واسعة محاولة لحاقه وعينيها معلقتين بظهره وهو يصعد الأدراج مستمرة ) لا شأن لك بها ما الذي تريده منها
- أريد الإطلاع على ما تحتويه خزنة جدك
- إلا هذا ( قالت رافضة وقد قفز قلبها واستمرت وهي تصعد الأدراج بعصبية ) إنها ملك لي أنا ولن أسمح لك أبدا بالإطلاع عليها .. اليكسيس
هتفت باسمه وهي تراه يُسرع بخطواته ليختفي فأسرعت في صعود الأدراج لتسير بسرعة نحو غرفتها التي فتح بابها على مصراعيه وهي تتمتم بعصبية وما أن أطلت عليه حتى لمحته يبحث في الأدراج فصاحت وهي تدخل مستنكرة
- أعده أعده لا تأخذ شيئا أنه يخصني
نظر إليها وهو يسحب المفتاح من الدرج ويغلق قبضته عليه جيدا قائلا
- أنه يخصني ألان ولا تقولي أني لم أحاول أن أكون صادقا معك وأني لم أعلمك بما أنوي فعله فابتعدي عن طريقي
وقفت أمامه بعناد وهزت رأسها
- أبدا ليس قبل أن تعيد ما أخذته ألان ( وأشارت نحو درجها وقد بدا التوتر يظهر عليها فهز رأسه بالنفي وتحرك متخطي عنها فأمسكته بذراعه رافضة الاستسلام ومحاوله منعه ) أعده أنه لي
- تصرفي كفتاة ناضجة لمرة واحدة   
- لن أسمح لك بدخولها أفهم ( قالت بذعر ) اليكسيس أنت لا تصغي ( أضافت وهو يبتعد عنها متوجها نحو غرفة جدها فجرت نحوه هاتفة ) لن أسمح لك ( أصرت وهي تحاول أخذ المفتاح من يده التي مدها نحو الباب ‘لا أنه قبض عليه بسرعة فتحركت لتقف بينه وبين الباب فاتحة ذراعيها لتمنعه من الدخول وهي تقول بتوتر ) عليك بإبعادي أن كنت تريد دخولها وأنا لن أبتعد حتى لو أجبرتني على ذلك لن أبتعد عليك إدراك هذا ( ضاقت عينيه المحدقتان بها ) لا أجد مبررا واحدا يسمح لك بالعبث بهذه الغرفة
- أنها تحتوي على شيئا يخصني شيفا فلم يبقى سواها إنها الأحجية الناقصة التي أحتاج إلى معرفتها ألا تدركين هذا  
- لا لا أدرك شيئا أنا لا أفهمك ولكن بإمكاني مساعدتك فهذه الغرفة لا تحتوي على شيئا يخصك لأني أعلم ما بها ولم أجد شيئا يخصك بها فهيا أعد لي مفاتيحي
- تبا تبا أبتعدي من أمامي ألان
- لا
- شيفا
- لا
- لا وقت لدي
- لا
ثبتت نظراته عليها بحدة وغيظ فرفعت رأسها محاولة أبقاء صورتها المعهود دون أن تهتز ولكن توترها لم يخفى عليه فحلت محل النظرة الحادة التي احتلت عينيه نظرة استغراب وحيرة عميقة وتحدث بشك قائلا ببطء وعينيه تمعنان النظر بها
- أتعلمين حقا ما تحتويه الغرفة
- أنا أعلم كل شيء
- كل شيء .. كل شيء شيفا
- أجل .. أجل ( أجابته بثقة فعادت عينيه لتضيقان وهو يتساءل )
- كيف هذا ( ونقل عينيه بعينيها قبل أن يضيف ) هلا أعلمتني
- كيف ماذا
- كيف علمتي
- أنها غرفة جدي
- أنا أعني الخزنة    
- أنا .. أنا لم أقل أني أعلم ما بالخزنة ..  أنا أعلم ما بها حسنا ولكن لاشيء يخصك بها أنها .. تخصني وحدي وعليك الثقة بي
بقي يتأملها وهي تتلعثم في قولها وعندما صمتت قال ببطء وقد أغمق وجهه وعينيه ثابتتان دون حراك
- أنت تعلمين أذا .. لقد فاجأتني ولكن علي التأكد بنفسي
- لا ألا تدرك ما أقوله لم أنت عنيد بهذا الشكل
- لست كذلك أنت من يدفعني لتصرف معك على هذا النحو
- أقسم بحيات جدي أن ما بها لا يخصك فأعد لي المفتاح أنا صادقة
- أنت لا تدركين شيئا
- بل أدرك وأعلم أن ما تحتويه الخزنة يخصني وجدي .. أن ما بها .. لا أريد أن يراه أحد اليكسيس أنا جادة وصادقة بقولي لا أفعل هذا عنادا بك فلقد تعبت من هذا ألا تشعر بالتعب
- بل بالإرهاق ( أجابها بصوتٍ خافت وعينيه التين تفكران بعمق لا تبتعدان عنها وأستمر باهتمام وهو يلاحظ شحوب وجهها ) ما هو هذا الشيء الذي يسب لك الألم بهذا الشكل عزيزتي
- لا شأن لك ( همست بضعف لنبرة صوته الحنونة وفتحت كفها له مستمرة دون النظر إليه ) هلا أعدت لي مفتاحي
نظر إلى كفها لثواني قبل أن يحرك يده ببطء ليضع المفتاح بين راحت يدها فأقفلت كفها عليه بقوة وحدقت من جديد به قائلة
- لندع كل شيء في مكانه
وتحركت مبتعدة عن الباب ومتجهة نحو غرفتها وقدميها ترتجفان فأجابها مما جعلها تتوقف في مكانها
- أن كنت تستطيعين هذا فأنا أحسدك لأني لا أستطيع ذلك
بقيت للحظات جامدة في وقفتها ثم تابعت سيرها بصمت لتدخل غرفتها وتعيد المفتاح إلى درجها الأول وتحكم إغلاقه ثم تخرج تنهيدة عميقة من صدرها أنها تأخذ المسألة بحساسية ولكن كيف لا وهي تدرك ما بتلك الخزنة أغمضت عينيها ببطء وهي ترفع رأسها إلى الأعلى لتنشق كمية كبيرة من الهواء فتحتهما ببطء وهي تسمع تحطم الزجاج فحركت رأسها ببطء نحو باب غرفتها المفتوح وتحركت نحوه لتسير بالممر وهي تتحدث قائلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق