انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


السبت، 30 أبريل 2011

غريمي 2

 - أعذروني على المقاطعة ولكن أن أردتما الحديث فبإمكانكما التوجه نحو الطابق الأرضي أن المرضى هنا في وضعا حساس ودقيق ونحتاج إلى الهدوء قدر الإمكان ( وابتسمت الممرضة التي قاطعتهم وهي تقف بالقرب منهما مضيفة وهي تنظر إليهما معا ) لدينا مطعم في الطابق الأرضي أن رغبتما بالحصول على الاستراحة وتناول الطعام والحديث ( ونقلت نظرها بينهما مستمرة وهي تهم بالسير ) علينا المحافظة على الهدوء هنا    

  تابعاها بنظرهما وقد فاجأتهما ثم نقل اليكسيس نظره إلى الفتاه الواقفة أمامه والغير متزنة على ما يبدو ليجدها تحدق به دون أن ترمش ثم أرجعت قدمها التي كانت تسندها على كعبها إلى الأرض مصدرة صوتا قوي فحرك نظره نحو قدميها ومن ثم أليها من جديد قائلا
- من الأفضل لك التزام الهدوء ( ثم أضاف وهي تلمحه بنظرة مزرية من رأسه حتى أخمص قدميه دون سبب ) لم أكن أعلم أ ن لدى روبرت حفيدة مضطربة
بدا الازدراء بعينيها المحدقتان به ثم استدارت لتعطيه ظهرها وتتأمل جدها أنه لا يستحق حتى مجرد أجابته أنتَ السبب جدي بهذا آه أصحو بربك يجب أن تصحو لا خيار آخر أمامك أتسمعني أيها العجوز العنيد شعرت بغصة بحلقها فضمت ذراعيها بيديها أنها ترتجف وتشعر بالإعياء أن لم يفق سيغمى عليها هي , أحست بظل يقترب منها فنظرت إلى بير الذي وقف بجوارها قائلا وهو يضع يديه بجيب سترته
- كسرت ساق بول وذراعه في حاله سيئة بالإضافة إلى بعض الرضوض انه بالقسم الثاني ألان في غرفة ثلاثة مائه وأثنين أما عن الأخر فقد تعرض لبعض الرضوض والى جرحا في جبهته , ( أعادت نظرها نحو جدها وهو يستمر ) وقد خرج وضعه لا يحتاج لبقائه في المستشفى ( ولمح اليكسيس الجالس على المقعد الطويل الموجود أمام الغرفة في الممر وقد أنحنى بجلسته إلى الأمام محتضن وجهه بين يديه وأضاف ) وأعتقد أنه لم يبتعد كثيرا ( لم تجبه شيفا أن لا مجال لديها لشك أنه هو تبا لعجرفته أيعتقد أنه يعرف جدي أكثر مني لا أحد لا أحد بتاتا يعرفه أكثر مني أغمضت عينيها بإعياء كبير فتأملها بير ملاحظا شحوبها قبل أن يهمس ) عليك بالراحة لن يكون جدك مسرورا عندما يصحو ويراك هكذا
- أرجو أن يصحو بسرعة ( تمتمت وهي تفتح عينيها فربتت يد بير على كتفها بمودة وهو يقول )
- عليك بالصبر فلم يعد صغيرا بالسن وهو بحاجة إلى عناية خاصة الآن وحسب معرفتي به فهو يرفض أن يكون ضعيفا لهذا لا تقلقي سيكون بخير أنا متأكد من هذا
نظرت نحوه وقد بدا التعب النفسي جليا عليها ولكنها متماسكة وأجابته
- أنت الشخص المناسب في مثل هذا الوقت ( ونقلت نظرها عنه لتلمح اليكسيس المحتضن وجهه بين يديه لتتخطاه بنظرها نحو الممر قائلة ) لا أحب هذه المستشفى
- أنها الأفضل وأطبائها لا مثيل لهم وخدماتها معروفه كما أن جدك بأفضل قسم بها
- لا أحبها ولقد طلبت بحضور الطبيب روغن
- دعينا إذا ننتظر حضوره ثم نرى
- سأذهب وأستعلم عنه فأن أكثر ما يرهقني هو الانتظار
- لا أبقي أنتِ هنا سأذهب وأرى بنفسي .. لا تعارضيني شيفا هيا حاولي الاسترخاء ريثما أعود
- أشكرك
همست له وهي تبتسم برقه وأسندت ظهرها على الحائط خلفها وعينيها معلقتين ببير الذي يبتعد وما زالت يديها تضمان ذراعيها إنها لم تكن لتفكر بحدوث هذا أنها حتى لم تفكر يوما بفقدان جدها لا تستطيع مجرد التفكير بهذا أرخت جفونها الذين يحملان رموش سوداء طويلة بإعياء بدا الحزن العميق بملامحها لمحها اليكسيس بطرف عينيه وقد أسند ظهره على المقعد وانشغل بتأمل يديه دون أن يراهما فكل تفكيره منصب على روبرت الموجود بغرفة العناية المركزة عاد ليلمحها بنظرة أخرى وقد لاحظ أنها شاردة توقف نظره لبضع دقائق على وجهها الناعم وبشرتها المخملية الجذابة رغم الشحوب الذي بدا عليها فأنسلت نظراته بهدوء على جسدها من ثوبها الأنيق والملفت إلى ساقيها وحذائها العالي ثم عاد بنظره ليستقر على وجهها أنها تبدو عاقلة من غير المعقول أن تكون غير متزنة ربما هي متوترة جدا لم أصاب روبرت آه .. أنها غير مستقره هذا مؤكد قال في نفسه وهي تنظر إليه لتشتعل عينيها ويبدو النفور عليها وهي تهمس بحدة
- إلى ما تحدق ( بقيت عينيه معلقتين بعينيها بصمت فتحدته بنظراتها , الآن فقط عرفت لما لم يعرفني روبرت بها أنها مخبولة وما كان ليفخر بها مسكين فحرك عينيه دون اكتراث عنها ) من الأفضل لك مغادرة هذا المكان فلا داعي لوجودك حتى ولا تقلق سنتكفل بمصاريف المستشفى ( أضافت بسخرية فتوقف نظر اليكسيس على مقبض باب غرفة روبرت ولم يحرك رأسه نحوها وما زال عقله مشغول بأمر هذه الفتاه أهي تحمل الضغينة للجميع أم أنها تحاول استفزازه ماذا يحدث اليكسيس , لمحته بنظره غيظ لتجاهله إياها من يعتقد نفسه فعادت للقول بجدية تامة ) تأكد يا هذا أن وجودك هنا بلا فائدة وما تسعى إليه لن ولن أسمح به ما دمت على قيد الحياة
حرك رأسه نحوها مما جعل شعرهُ المتناثر على جبينه يبتعد وهو يحدجها بنظرة ثابتة قبل أن يقول بنفاذ صبر
- أتتحدثين معي ( حركت عينيها إلى الأعلى أنه يدعي من يعتقدها فعاد ليضيف رافضا تصرفاتها الغير مفهومة ) حتى أنك لا تعرفيني ولا أعلم عما تتحدثين
- لا أحتاج إلى معرفتك صدقني أن أخر شيء ارغب به هو التعرف على أناس بشاكلتك
- سأعتبر أني لم أسمع شيئا من هذا أكراما للرجل الممد في سريره مريضا واعتبارا مني لوضعك الصعب الذي ولا بد قد أثر على عقلك فجعلك لا تدركين ما تتفوهين به أو أنك تتعمدين مضايقتي !
بقيت عينيها ثابتتان على عينيه بجرأة وحركت شفتيها بنفور وهي تقول
- تأكد تماما أني بكامل قواي العقلية وعليك أدراك ذلك جيدا فأنا لست بالفتاة الحمقاء التي ستتركك تتصرف على هواك
رفع حاجبيه إلى الأعلى وقد فتح عينيه جيدا قبل أن يقول بابتسامة غريبة
- ومن قال أني سأتصرف على هواي معك حتى أنك لا تروقين لي وما سبب هذا الحديث الغريب و عليك أن تعلمي آنستي أن مجرد أن ينظر المرء إلى فتاة ليس معناه أنه يرغب بالتصرف على هواه معها
 حركت رأسها بشكل غريب على قوله ثم شعرت بالنار تشتعل بداخلها على ما قصده فهتفت بحدة
- أنتَ مجنون بلا شك
- انظروا من يتحدث
- وقح ولكن لا أستبعد شيئا منك
- الصبر
همس اليكسيس قبل أن ينظر بنفاذ صبر إلى بير الذي يسير نحوهم فنظرت بدورها إلى بير وسارت نحوه وهي ترتجف بداخلها
- ما بك ( تسأل باهتمام وهو يرى وجهها المكفهر )
- لاشيء ماذا عن الطبيب روغن
- حاولت الاتصال به بعد أن علمت أنه سيحضر غدا
- غدا
- أجل لهذا حاولت التحدث معه ولكني لم أستطيع فهو بغرفة العمليات فتركت خبرا كي يتصل بنا عند انتهائه
- ما هذا لما تحدث كل هذه الفوضى
- لا يوجد أي فوضى أنت فقط متوترة لم لا تدعيني أقلك إلى المنزل لتستريحي أنت بحاجه لهذا
- لا لن أغادر هذا المكان حتى يستيقظ جدي مهما أستغرق هذا
- قد لا يستيقظ اليوم حتى لو كان بخير فلا تنسي الأدوية والحقن و
- لا تحاول
- عليك بالاستراحة أنت منهكة أنظري إلى نفسك
- لا تحاول بير أن أردت أنت المغادرة غادر
- بالتأكيد سأغادر وألان على الفور
قال ساخرا وهو يرفع أحد حاجبيه فلمحته بنظرة ممتنة فهي تعلم انه لن يتخلى عنها الآن , أخذت  الدقائق تمر ببطء شديد وبدأت تشعر بالإرهاق من الانتظار فأخذت تسير ذهابا وإيابا بينما جلس بير قرب اليكسيس على المقعد الكبير فجلست بجواره وأخذت تتمتم بتوتر ثم عادت لتقف أمام الغرفة تتأمله وقلبها يعتصر بداخلها مرت الساعة تلو الآخرة والطبيب يعرج عليه بين الساعة والأخرى وأكثر من وضعه مستقر لم تسمع مما جعل قلبها يهوي أكثر وعدم الطمأنينة التي تشعر بها تزداد
- شيفا من الأفضل أن نغادر ألان
- لا ( أجابته بإصرار دون أن تنظر إليه محدقة بجدها بحزن )
- لا فائدة من وجودنا هنا
- سأبقى هنا حتى يستيقظ ( واستدارت إليه قائلة بلطف وهي تتأمله ) عليك الذهاب لقد أمضيت معظم الليلة هنا هيا لديك عمل عليك الاهتمام به
نظر نحو ساعته ثم عاد إليها متأسفا وقائلا
- اجل اعتقد أن علي الذهاب ألان وألا لن أصل إلى العمل هذا الصباح مما سيزعج بعض الناس ( وحرك رأسه نحو اليكسيس الجالس على المقعد ويسند رأسه إلى الأعلى منذُ ساعات دون حراك أضاف ) لم لا تغادري معي (هزت رأسها بالنفي فأستمر وهو يشر لها بعينيه) وأدعك معه
- وهل سيلتهمني بير
- ما أعرفه أنك من تفعلين هذا بالعادة ( قال مداعبا فكتفت بابتسامه خفيفة وهي تتمتم )
- سأكون بخير شكرا لك
- أراك غدا إذا ( وانحنى نحوها طابعا قبلة على خدها وهو يضيف ) إلى اللقاء توجهت نحو آلة القهوة وأحضرت كوبا جديدا لها وجلست على حافة المقعد ترتشف قهوتها بهدوء لقد كانت غاضبة من جدها أنها تشعر بالندم الكبير لمجرد شعورها بالغضب منه لن أغضب منه بعد الآن لن أزعجه حتى ولكن ليصحو أرجوك يا ألله أعده لي سالما وضعت كوبها جانبا وضمت وجهها بيديها مخفيه إياه كي لا يرى أحد دموعها التي بدأت تنهمر وتنهمر بغزارة وقد حبستها طويلا فأخذت نفسا عميقا وما زالت مخفية وجهها عليها أن تتوقف عن البكاء ولكنها لم تستطيع رغم محاولتها
- تفضلي
سمعت صوتا خافتا يقول ذلك فأبعدت يديها عن وجهها وحدقت بتشويش بأليكسيس الذي مال نحوها وهو يحمل منديل في يده قبل أن تهتف بحدة خافتة
- لا أريد شيئا منك ( فتح عينيه جيدا وقد خيل إليه للحظة أن عينيها قد أصبحتا حمراوتين أكثر مما هما لبكائها فعادت بنظرها نحوه مضيفة ) أبعد هذا الشيء القذر من هنا
- شيئا قذر ( كرر قولها غير مصدق تصرفات هذه المخلوقة معه وهو يحدق بمنديله فاستقام بجلسته ناظرا إليها وهو يقول ) ما مشكلتك
- لا مشكلة لدي سواك أتصدق هذا ( أجابته وهي تمسح عينيها بكفيها وتضيف ) لما أنتَ هنا لما مازلتَ هنا عد إلى منزلك لا مكان لك بيننا
- ليس قبل أن يستيقظ جدك
- لا شأن لك به أتسمع ما أقوله لك .. لقد عرفتك ألان وتأكد تماما أني سأنال منك
تأملها بتعبير غريب ملأ  وجهه لقولها ثم عقد يديه معا متسائلا
- وكيف ستنالين مني
- آوه لدي طرقي
- وما هي
- ليس من شأنك هذا ( أصرت على كلماتها حانقة لبرودته ومضيفة ) لن أكشف لك أوراقي على الأقل أيها المتشرد
 أضافت جملتها الأخيرة وهي تلمحه بنظره من رأسه إلى أخمص قدميه باشمئزاز ثم أشاحت بنظرها بتعالي إلى أنها عادت نحوه وهو يقول بحدة مستنكرا قولها
- المتشرد والذي هو أنا ! هل سبق وان تقابلنا حيث أني لا أذكر هلا ذكرتني فبتأكيد يوجد سبب ما يجعلك تتصرفين معي بهذا الشكل
- تأكد أنها المرة الأولى التي أشاهدك بها وتأكد تماما أن هذا الأمر لا يشرفني أبدا
- إذا ( أجابها بهدوء شديد وصوت عميق وعينيه لا يفارقانها ) لديك مشكلة دون أدنا شك ويجب أن تقومي بمراجعة الطبيب النفسي وألا فأن وضعك سيسوء أكثر
- آه حقا وبصفتك ماذا لتقول لي هذا أن خطتك بإظهاري أعاني من اضطرابات وأحتاج إلى طبيب نفسي لن تنجح أبدا فَجد لك شيئا آخر ربما يقتنع جدي أكثر من حجتك هذهِ
- جدك ( همس ثم حرك عينيه علهُ يستوعب ما يجري وأضاف وهو يعود بنظره إليها قائلا وهو يلمحها بنظرة شكاكة ) لا أعتقد أن جدك بحاجة للإقناع فأنا على ثقة أن أمرا كهذا لن يخفى عليه
حركت يديها لتمسح خدها جيدا وهي تجيبه بحدة
- لا تعتقد أني ضعيفة أبدا أيها المخادع وأحذر جيدا
قاطعها وهو يشير بيده إلى نفسه من جديد وما زالت عينيه محتارتان
- تحذريني
- أجل أحذرك
- أرجو المعذرة ولكن أأنت تعنيني أنا أم أن الأمر اختلط عليك فلا أستطيع استيعاب ما تتفوهين به ولا أجد مبررا له
- آه حقا
- أجل آه حقا ( أجابها مقلدا أسلوبها وقد بدء صبره ينفذ تماما فتمتمت وهي مغتاظة منه )
- وقح ( فهز رأسه هازئا وقائلا )
- وقح مخادع ومتشرد كل هذا لما لأني حاولت أن أكون لطيفا ومتجاهلا كل تصرفاتك وعرضت عليك منديلا
- لطيف .. أنت ( قالت وهي تجلس جيدا وتنظر إليه بتعالي وتضع قدما فوق الأخرى وهي تضيف ) أستعمل هذا الأسلوب مع غيري تستطيع خداع ذلك العجوز المسكين بكونك لطيفا أما أنا فلا
- ارجوا المعذرة ( قال مقاطعا إياها وهو يحرك يدُه طالبا صمتها وهو يضيف ) أنا لا أحاول خداع أحد يوجد سوء فهم هنا وسأتغاضى عما سمعته منذُ حضوري وسأقدم نفسي وكأننا التقينا لتو فلا رغبة لدي بالمشاجرة مع قريبة روبرت ( ومد يده اليمنى نحوها مضيفا ) أدعى اليكسيس سلفاد
نقلت نظرها عن وجهه إلى يده الممدودة نحوها ثم حركت شفتيها إلى أعلى وهي تعقد يديها وتعود بنظرها إليه قائله بتعالي
- وكأني لا اعلم
وأشاحت بوجهها عنه بهدوء بينما تجمدت يدُه الممدودة وأغمق لون وجهه ببطء فأعاد يده وهو يرمش قبل أن يرفع رأسه بإعياء قائلا بعد لحظة صمت
- أنت تعلمين إني أليكسيس سلفاد ( عادت برأسها نحوه لتجده مغمض العينين ورأسه مسندا على الحائط خلفه وقد أنسدل شعره قليلا من الإمام بشكل جميل ولكنها لم تجبه ففتح عينيه وحرك رأسه نحوها ملاقيا عينيها المحدقتان به ببرود ليقول وعينيه لا تبتعدان عنها ) أنا المقصود بكل ما قلتيه سابقا ( وأمام صمتها الذي طال تسأل ) لماذا ( أكتفت بالتحديق به دون أن يظهر على وجهها أي تعبير فنقل عينيه بعينيها من جديد قائلا ) لم لا تجيبين منذُ قليل لم تكوني تجدين صعوبة بالحديث ما الذي جعلك تتهميني بهذا الشكل بصدق أنا متفاجىء وأطالبك بتفسير أنت مدينة لي بهذا
أنها تعبه وقلقة وجفونها ثقيلة وتشعر بأن عينيها متورمتين وبإعياء شديد وآخر ما تريده رغم توقها الشديد لذلك فيما مضى هي رؤية هذا الشخص هنا والتحدث معه ولكنها ألان عرفته فلم تعد لديها مشكلة بإيجاده بالمستقبل أما ألان فهي لديها شيء مهم تنشغل به لهذا أجابته ببرود
- لن أتحدث معك
وأبعدت نظرها عنه محدقة بالزوار الذين مروا فجحظت عينا اليكسيس لقولها و أغمقت عينيه وهو يقول لها بصوت غاضب وقد استفزته لأبعد الحدود
- لو لم تكوني حفيدة روبرت لأعلمتك حجمك الحقيقي
- لست سوى مستغل ( تمتمت وهي تلمحه بنظرة فهتف )
- انكِ لحقا سيئة التربية
- آه أنظروا من يتحدث
- قد أكون ترعرعت في ميتم ولكن هذا لا يعطيك الحق بالتهجم علي بهذا الشكل ومما بدر منك حتى ألان أرى أن أخلاقي أفضل بكثير من أخلاقك
- كيف تسمح لنفسك بالتحدث معي بهذا الشكل ألا تعلم من أكون
أجابته ساخطة بصوت خافت لا يخلو من الحدة
- اجل أعلم فما أنت سوى فتاه مدللة متعالية وقد أكثر جدك من تدليلك حتى جعلك لا تطاقين
- كيف تجرؤ كيف تجرؤ على محادثتي بهذا الشكل أيها الحثالة
- اعذريني أيتها السمو لا أعلم كيف استطعت هذا ( أجابها ساخرا مما زاد نقمتها انه يستهزأ بها ) ولكن على ما يبدو أن شخصك المرموق تواجد في مكان ما كان لك التواجد به
- مضحك جدا
أجابته بلؤم وتوقف نظرها عن الحراك على وجهه وقد اختفت السخرية من ملامحه ليظهر الغضب وقد أغمقت بشرته وظهر توتره الذي كان يحاول إخفائه منذُ مدة وهو يحدق أمامه بعصبيه ظاهرة ثم أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بجفاء شديد
- أنا هنا للاطمئنان على روبرت وان كان لديك مشكلة فهي مشكلتك وأحبذ أن كنا سنبقى هنا أن لا يحدث أحدنا ألأخر
- من يقول ذلك
- أنا أقوله ( أجابها بصوت خافت قوي وهو ينظر إليها بعينين مشتعلتين )
- ومن تكون حضرتك حتى تفرض علي الحديث أو تمنعه
تحرك أحد حاجبيه بعصبيه ولكن سرعان ما أرخاه وقد آلمته هذه الحركة وعاد ليقول
- حسنا تحدثي كما تشائين ولكن لا تنتظري مني الإصغاء أو حتى الإجابة
- لا أستبعد شيئا منك فتربيتك لن تكون أفضل من هذا
رمقها بنظرة قبل أن يقول
- ألان فقط علمت لما لم يكن جدك يتحدث عنك كثيرا أنه بالتأكيد يخجل منك
- من الأفضل لك أن تصمت
- ألا يسرك سماع الحقيقة
- جدي لن يتحدث عني لشخص على شاكلتك يا هذا
- أدعى اليكسيس ومن الأفضل أن تناديني بالسيد سلفاد ليكن الأمر رسميا بيننا
قالها بمتعة ليغيظها أكثر وقد شعر برغبة بإهانتها و استفزازها لتصرفاتها فتمتمت بنفور وهي تلمحه بنظرة بطيئة
- وقح بحق
حرك رأسه بعيدا عنها متجاهلا إياها فأشاحت برأسها إلى الجهة الأخرى وقد رفعته بكبرياء بالمقابل ........
أخذت تتحدث مع الطبيب والممرضة الذين خرجوا من غرفة جدها ثم تحركت نحو المقعد لتجلس عليه من جديد بإعياء فلا شيء جديد لمحت اليكسيس الجالس بهدوء منذُ ساعات دون محاولته التحدث معها أو حتى تغير جلسته أنه شارد جدا ما الذي يجعله أفضل منها عند جدها أمجرد كونه شابا وهي فتاة عادت لتلمحه بنظرة من رأسه حتى أخمص قدميه ما الذي يميزه حتى انه لا يبدو فائق الذكاء انه أحمق أن هذا واضح لا ليس أحمق أبدا وألا لما كان أستطاع خداع جدي ما الذي يفعله بالنقود التي يأخذها سأعرف سأعرف الكثير انتظر يا سيد سلفاد وسنرى بما أنت متورط به حرك رأسه نحوها لتتلاقى عيونهما مما فاجئها أكان يعرف أنها تحدق به ولكنها بكل هدوء رغم مفاجئتها نقلت نظرها عنه لا مبالية ونظرت إلى ساعتها التي أشارت إلى الرابعة صباحا لهذا تشعر بكل هذا الإنهاك أسندت ظهرها خلفها وهي تضع قدما فوق الأخرى وعينيها لا تفارقان غرفة العناية المركزة ...........
- لا تقلقي بالتأكيد العملية ليست بالسهلة ولكن الطبيب متأكد من نجاحها أن نسبة نجاحها خمسه وثمانون بالمائة وهذا جيد يجب أن تتشجعي .. نسبة نجاحها خمسه وثمانون بالمائة فتحت عينيها بذهول وصدا كلمات الممرضة عالقة في ذهنها فحدقت بالممرضة التي تتحدث مع أمرآة متقدمة في العمر وهما تسيران متخطيتين عنها ومستمرتان بالحديث فتابعتهما بنظرها أين هي تعلقت عينيها بالمقعد الفارغ بجوارها فتحركت واقفة أين هو لقد غفت نظرت نحو غرفة العناية لتجد بابها مفتوحا فتوجهت بسرعة نحوها لتجد اليكسيس يمسك يد جدها وهو يتحدث بهمس وقد جلس على المقعد المجاور لسرير
- هل أستيقظ
سألته بلهفة وهي تمسك بالباب جيدا فحرك رأسه لها بالنفي فشعرت بالأرض تلتف تحت قدميها وزاد شحوب وجهها فقال وهو يلاحظ شحوبها
- أكد الطبيب أنه يتحسن وسيصحو عما قريب
أدخلت كلماته بعض الطمأنينة إلى قلبها فأخذت نفسا عله يساعدها على استعادت اتزانها ثم قالت بجدية 
- من سمح لك بالدخول لما لم توقظني
- أو كنت ستوقظينني لو كان الأمر مختلفا
تحركت لتسير نحوه وهي تشدد على كلماتها بصوت خافت
- أنا حفيدته أم أنت فلا شيء
- هذا ما تعتقدينه أنتِ 
أجابها وهو يقف عن المقعد ويلمحها بنظرة سريعة قبل أن يتخطى عنها إلى الخارج من يعتقد نفسه همست وقد أستفزها كبريائه واقتربت من المقعد وجلست وهي تتأمل جدها وهو بهذه الحالة من الإعياء الذي يبدو على ملامحه في حياتها كلها لم تره بهذا الشكل فلامست يدها يده المستقرة بجواره وأخذت تهمس ببعض الكلمات محدثة إياه استمرت بهذا الشكل إلى أن أطلت ألممرضه وطلبت منها مغادرة الغرفة ففعلت بقلب متألم وجلست بالخارج لا تعلم كيف مضى من الوقت وهي تجلس هناك لقد شعرت وكأن دهرا قد مر قبل أن ترى الطبيب روغن يسير باتجاهها فقفزت واقفة ومتجها نحوه
- أخيرا حضرت أما كان بإمكانك الحضور والإشراف على مريضك إن هذا الأمر لن يسر جدي أبدا
بدأت باتهامه على تصرفاته المهملة وهو في نهاية الأربعين من عمرهِ وقد استلم الإشراف على صحة جدها بعد أن غادر الطبيب السابق الذي  كان يشرف على صحة جدها البلاد لينضم إلى أولاده في الخارج فأجابها
- قام الطبيب ويكفورد بعمل كل ما يلزم لمن هم بوضع جدك وكان على اتصال بي وأنا أثق به تماما
- رغم ذلك كان عليك الحضور أنه يعتقد أن جدي قد أصيب بأزمة قلبية من قبل وهذا لم يحدث
حرك الملف الذي بيده ليفتحه وهو يقول
- ملف جدك الطبي يشير إلى انه تعرض إلى نوبة قلبية وهو في الخمسين من عمره كما انه يعاني من الإرهاق فهو يجهد نفسه ولا يستمع لنصائحي أبدا  انه مريض متمرد أن سمحتي لي بهذا التعبير .. سألقي نظرة عليه
وتخطى عنها نحو غرفة العناية المركزة بينما تجمدت في مكانها متصلبة أنه يتحدث عن رجلا غريب وليس عن جدها أن صحته جيدة أنه يجهد نفسه أجل لكن يا ألاهي أنه لا يتوقف عن العمل أبدا استدارت لتتبع الطبيب فالتقت عينيها باليكسيس الذي داعبت شفتيه ابتسامة مائلة فتجاهلتها وأخفت امتعاضها من معرفته أمورا عن جدها لا تعلم بها لم يسبق أن أخبرها أنه قد اصيب بأزمة قلبية ولم يحدثها أحد بهذا الأمر كيف لها أن تعلم أنه حتى لا يتناول الدواء وقفت تتأمل ما يجري داخل الغرفة من خلال النافذة الزجاجية وهي تضم ذراعيها إليها
- كيف هو ( حركت رأسها إلى أستون الذي وقف بجوارها متسائلا وهو ينظر إلى الداخل ) 
- ما زال على حاله ( ونظرت نحو ساعتها لتراها تشير إلى السابعة صباحا فأضافت ) حضرت باكرا
- أجل وأنت لم تغادري بعد أليس كذلك ( هزت رأسها له بالإيجاب فأستمر وهو يلمح اليكسيس ) من هذا ( ابتسمت بتهكم ومرارة دون أجابته فهمس  دون تصديق ) لا تقولي لي أنه
- أجل أنه           
- حقا ( قال وهو يعود بفضول نحو اليكسيس ليضيف) أخيرا وبعد جهد تشرفنا بمعرفته ( وتأمله بنظرة شاملة لم تفت على اليكسيس الجالس بهدوء دون أن يعيرهما أي اهتمام فأضاف أستون ) أنه عادي
حدقت شيفا به بملل متمتمة
- وماذا توقعت رؤية الرجل الخارق طبعا هو عادي
- حسنا علي الاعتراف أني توقعت رجلا مختلفا للحظات خيل لي أنه قد يكون مصابا بعاهة ما أي شيء وسبب مقنع يجعل جدك يخفيه عنا ويرفض الحديث عنه
التزمت الصمت لأنها لا تملك الإجابة على هذا السؤال ولكنها ستعرف تجمدت عينيها على حركه غريبة لطبيب وقد أنحنى نحو جدها ليقول شيئا فتوسعت مقلتيها ولم تقم بأي حركه أنها تريد أن تتأكد وإذ بالطبيب يبتسم وكانت أجمل ابتسامه شاهدتها بحياتها لقد أستيقظ أذن شعرت وكأن حملا ثقيلا كان على كاهلها قد أزيح ألان فهمست بتوتر
- لقد أستيقظ أستيقظ أستون
- أعتقد ذلك
أجابها وهو يتأمل ما يجري بالداخل فنهض اليكسيس وأتجه نحوهما وقد سمع حديثهما وقف بجوار أستون يراقب ما يجري وقد أمسك الطبيب بيد روبرت ثم أخذ يتفحصه وما زال يتحدث معه وكان روبرت يكتفي بملاحقته بنظره المتعب دون أي إجابة فتحركت شيفا نحو الباب فتحته قائلة
- أستطيع الدخول
- أجل اقتربي أعتقد أن وجودك سيساعده
اقتربت بهدوء من جدها وعينيها تدمعان وقد رأت شحوب بشرته وعينيه المنتفختين والمرهقتين وقد تعلقتا بها وهي تقترب أمسكت يده فضغط عليها ضغطة خفيفة فتدحرجت دمعةً على خدها رغم أنها حاولت منعها فعاد جدها ليضغط بقوى أكثر
- أعلم أنك بخير ( همست له بابتسامة ) ولكني اشعر بالقلق كالعادة هيا أسرع بالشفاء أنا لا أحب المستشفيات وأعرف انك توافقني الرأي
أغمض عينيه ببطء لها ثم فتحهما مؤشرا إلى الموافقة فقال الطبيب
- لا يجب أن يتعرض لأي جهد لهذا سندعه لينام ألان حتى يستعيد قوته
- ألا أستطيع البقاء قليلا
- أنه بحاجه إلى الراحة ( انحنت نحو جدها وطبعت قبلة على خده وهي تهمس له )
- أنت تعلم أنه ليس لي أحد سواك فلا تتأخر بالعودة لي
غادرت الغرفة برفقة الطبيب وأخذت تنهال عليه بالأسئلة عما سيعانيه جدها من جراء هذه النوبة وما أن أبتعد الطبيب عنها حتى تبعه اليكسيس وأخذ يتحدث معه فقال أستون وهو يميل برأسه نحوها
- أن صديقنا هنا فضولي أتلاحظين هذا
- أجل ألاحظ
- ولما تسمحين له بالبقاء
- وماذا أفعل برأيك أرميه خارج المستشفى حسنا لو كنت أملكها لفعلت ولكن للأسف أنا لا أملكها كما أني مشغولة على جدي ألان ولا يهمني أمر هذا السلفاد
حرك أستون حاجبيه إلى الأعلى
- لم أتوقع أني سأسمع منك هذا أبدا
- في الوضع الحالي أستون ستسمع مني الكثير من الأشياء التي قد تفاجئك
كانت تتحدث بانزعاج واضح فهمس لها
- حسنا شيفا لا تصبي غضبك علي
حركت يدها وهي تهم بإجابته ولكنها لم تفعل بل صمتت للحظة ثم تنهدت قائلة
- أعتذر انأ حقا أسفه ولكني مرهقة وآخر ما أريد التحدث عنه هو عن هذا الرجل 
- من الأفضل أن تغادري ألان أنت بحاجه إلى الراحة والنوم دعيني أقلك إلى المنزل
- لا أرغب بالمغادرة ولا أعتقد أني سأحظى بالراحة أن فعلت
- وجودك بلا فائدة انه نائم ومن الجيد أن الطبيب طمأننا لذا خذي قسطا من الراحة وعودي إلى هنا
أصر أستون فهمست بإعياء دون أن يفتها مغزى قوله
- والشركة
- الشركة أتستطيعين حقا التفكير بالعمل ألان ولكن لا تقلقي بشأنها انأ سأتدبر الأمر بغيابكما 
أكتفت بالتحديق أمامها بصمت فأستون شاب رائع وهو يحمل ميزات كثيرة ولكن يوجد لديه ميزة تطغى على ميزاته الأخرى وهي أنه منتهز ويجيد استغلال الفرص وهي لا تثق به تماما فهو ماهر بعمله واليد اليمنى لجدها ولكن حتى جدها حريص معه ويعرف كيف يسيطر عليه لأنه يعرف أنه طموح جدا فهمست
 - أعلم أنك ستتدبر الأمر ( أغمضت عينيها بإعياء أن لم تسترح ألان لن تستطيع الصمود أنها متعبة جداً وقدميها لم تعد تحملانها فالضغط النفسي والقلق الذي تعرضت له أرهقها فعادت لتفتح عينيها قائلة ) أعتقد أني سآخذ بنصيحتك وأذهب للاستراحة
ما أن وصلت المنزل حتى بدأت نورما تنهال عليها بسيل من الأسئلة عن صحة جدها فأجابتها باقتضاب وهي تخلع حذائها وتقول
- سيكون بخير دعيني أغفو ساعتين فقط نورما ثم أيقظيني وأن جاء اتصال من المستشفى أيقظيني مهما كان الوقت
- ألن تتناولي شيئا أنت شاحبة
- لست جائعة فقط متعبة
ارتمت على السرير بعد أن خلعت ثوبها وارتدت قميصا قطنية خلال الدقائق العشر الأولى شعرت أنها لن تستطع النوم ولكن سرعان ما ثقلت جفونها وغرقت بالنوم ...
فتحت عينيها ببطء وعادت لإغلاقهما وهي تسمع أصوات غريبة فعادت لتفتحهما وتعلق نظرها بالستائر التي تغطي الباب المطل إلى الشرفة وما زالت نصف نائمة فرمشت بشكل مفاجئ وهي تتحرك لتجلس جدها المستشفى ماذا تفعل هنا كم الساعة نظرت بسرعة نحو ساعتها وتحركت واقفة بسرعة فتحت باب غرفتها منادية على نورما وتوجهت نحو خزانتها ما أن دخلت نورما حتى وجدتها قد ارتدت بنطالها الجينز الأسود وبلوزه بيضاء دون أكمام وتقوم بتسريح شعرها بسرعة
- لما لم توقظيني ألم أطلب منك إيقاظي بعد ساعتين
- كنت متعبة كما أن السيد سارتر أتصل وعندما علم أنك نائمة طلب مني عدم إيقاظك
- ونفذت ما طلبه عند من تعملين نورما
سألتها شيفا وهي تحكم ربط شعرها عند عنقها وتنظر نحو نورما التي أجابتها
- لقد طمئنني عن صحة السيد كليبر وأعلمني أنه نائم ألان لهذا عليك الراحة وسأعد لك الفطور على الفور
- لا تعدي شيئا أنا مغادره ألان ( أجابتها وهي تتناول حقيبتها وتتخطى نورما التي أوقفتها قائلة )
- وصل الكثير من الاتصالات الهاتفية الجميع يرغب بالاطمئنان على السيد كليبر
- أعلميهم فقط أنه بخير
- والصحفيون جاء أثنين منهم لكني لم أحدثهم بشيء ولم أسمح لهم بالدخول أرادوا رؤيتك
- حسنا فعلت لا أريد رؤية أحد منهم ( وتحركت مغادرة ثم عادت لتتوقف وتنظر إلى نورما من جديد متسائلة ) سمعت أصوات غريبة عندما استيقظت
- أنه ذلك الصحفي العنيد لا يستسلم أبدا ولا يكف عن التذمر
- آدمز ( تساءلت فهزت نورما رأسها بالإيجاب فتحركت من جديد مغادرة وهي تقول ) لا تتحدثي معه في أي شيء أنه أكثر المخلوقات إزعاجا على وجه الأرض وسيستغل أي حرفا تتفوهين به
ما أن حدقت بجدها الممد على السرير في الداخل حتى شعرت بواخزة قوية بصدرها فأسندت جبينها على الزجاج متأملة إياه عليه أن يأخذ فترة نقاهة واستراحة جيدة لن تسمح له مهما حاول أن يفعل عكس ذلك أنه بحاجة إلى أن يسترد عافيته ويجب أن لا يعمل مع أن هذا مستحيل بالنسبة له ولكن يجب أن تقنعه بهذا يجب , حركت رأسها بعيدا عن الزجاج واستدارت تتأمل المقعد الفارغ أمامها بشرود قبل أن تنظر إلى آخر الممر حيث كانت تسير ممرضتان أحدثتا بعض الجلبة ثم أعادته ولكن سرعان ما عادت لتحدق باليكسيس الذي يتحدث بالهاتف الموجود في آخر الممر وهو يضع يده على رأسه بإعياء واضح لمحته بنظرة شاملة ما زال هنا تبا أعادت نظرها بضيق إلى المقعد أن شيئا ما بداخلها يتحرك كلما رأته شيئا لا تستطيع تفسيره فهو يضغط على رأس معدتها مما يسبب لها الضيق تبا لما يفضله جدي أعاد اليكسيس الهاتف إلى مكانه وأخرج تنهيدة عميقة من صدره ثم تحرك نحو آلة القهوة وهو يشعر بأن رأسه على وشك الانفجار وضع قطعة نقدية ونحنى ليسحب كوب القهوة قبل أن يستقيم بوقفته لمح شيفا الواقفة أمام غرفة العناية المركزة فتناول كوبهُ وعاد ليضع قطعة نقدية أخرى وتناول الكوب الثاني وسار باتجاهها
- تبدين أفضل حالا
نظرت إلى الكسيس الذي قال هذا ومن ثم إلى كوب القهوة الذي يمده نحوها ما عليها سوى أن تتناوله وتقذفه بوجهه ولكنها لا لن تفعل ليست مجنونة لتلك الدرجة فتناولته منه قائلة باقتضاب
- شكرا
- كان الخيار الجيد
- عفوا ( قالت متسائلة وهي تنظر إليه جيدا فأبتسم دون أجابتها وأبتعد ليجلس على المقعد فرفعت كوبها نحو شفتيها بهدوء وهي تحدق به وقد بدا التعب جليا على وجهه وعينيه محمرتان من قلة النوم كان يحدق بالأرض شارداً وأصابعه تتحرك على الكوب البلاستيكي فتساءلت ) هل .. هل أستيقظ مرة أخرى
نظر إليها ثم هز رأسه بالنفي وأسند ظهره إلى الخلف وهو يحدق بها قائلاً 
- طَلبتُ من إدارة المستشفى عدم تقديم أي معلومات عن وضع جدك لأي أحد وعدم السماح لأي زوار له في الوقت الحالي ( فتحت فمها تهم باتهامهِ إلا أنه تحدث قبل أن تفعل مضيفا ) قمت بالتأكد من أن أحدا طلب منهم هذا أم لا وبما أني أعلم حساسية جدك من الصحفيين الذين سيحاولون دون شك الاستفسار عنه  فعلت ما رأيته مناسبا
- حسنا أجل فعلت ما هو مناسب ولكن لا يحق لك أنت تحاول إقحام نفسك أعترف أن الأمر فآتني ولكن لا يحق لك التصرف بهذا الشكل فأنا حفيدته وليس أنت أنا كل عائلته بينما أنت لا شأن لك به ( وثبتت عينيها على عينيه لتؤكد قولها وأضافت ) أرجو أن تكون فهمت ما أعنيه ( لم تتحرك عينيه عن عينيها لثواني ثم هز رأسه ورفع عينيه إلى الأعلى بتذمر فهتفت ) ماذا يعني هذا
- أيجب أن تحللي كل ما أفعله
- لا أفعل هذا مع أي أحد فقط مع الذين لا يروقون لي
- وبما أني من ضمنهم رغم عدم معرفتي الأسباب فأن ذلك لا يهمني أبدا فالشعور متبادل
حركت شفتيها وكأن طعم القهوة غير مستساغ قبل أن تقول
- عليك الذهاب فالزوار غير مرحب بهم هنا وأنت على رأس القائمة
- ربما قائمتك ولكن ليس قائمة جدك
- لا شأن لك به
- أرجو المعذرة أن لم تخني ذاكرتي فأن هذا الأمر بينكما مستمر منذ الليلة الماضية ( نظرا معا إلى الممرضة التي تدخلت بشكلً مفاجئ ولم يشعرا بها تقترب لتستمر ) هذه المستشفى تحتوي على مرضى بحاجه إلى الراحة والهدوء وأن كنتما ستستمران بالحديث فعليكما المغادرة كما وأن لدي أوامر مشددة بالنسبة لزوار السيد كليبر ( وحركت نظرها نحو شيفا المحدقة بها ومن ثم إلى اليكسيس واستمرت ) من الأفضل أن نحافظ على الهدوء  
وسارت مبتعدة عنهما فتبعتها شيفا بنظرها قبل أن تهتف بصوت خافت
- من تعتقد نفسها تلك المتعجرفة
- بالتأكيد ليس شيفا كليبر ( حدقت به بشكل سريع على تعليقه الساخر وأجابته بجفاء )
- من الأفضل أن تحتفظ بتعليقاتك الرائعة لنفسك
- أن استمرينا بهذا الشكل فسنرمى معا إلى الخارج لهذا عليك ضبط أعصابك
- سترمى بمفردك صدقني فأنت لا تعرفني بعد
- ولا أرغب ( همس لها بنعومة غريبة مما جعلها  تقول بجرأة )
- أن بيني وبينك حديث كان يجب أجراؤه منذ زمن
- عليك أخذ موعد لتحديد المقابلة وعندها سأفكر بالأمر
فتحت عينيها جيدا وكل ما فكرت به في تلك ألحظة لو كانت تمسك شيئا ضخما كي تلقيه على رأسه
- أنتَ من عليه أخذ الموعد ( وظهرت ابتسامة بعيدة عن كونها ابتسامة على شفتيها وهي تضيف ) وألا لن يكون هنالك المزيد من الشيكات ( أغمق لون بشرته أكثر مما كان عليه واشتدت ملامح وجهه وعينيه تثبتان على عينيها دون حراك لاحظت الصدمة التي انتابته ورغم ذلك أضافت بذات الصوت الرقيق الخبيث ) أتستطيع العيش دون شيكات
- أن كنت تستطيعين العيش دون هواء
أجابها دون أن يتحرك منه شيء سوى شفتيه وعليها الاعتراف أنها بقدر ما شعرت بالسرور لأهانته بقدر ما أنتابها شعور بالضيق لغروره حتى أنه لا يخجل من الاعتراف بأنه يعيش من مال جدها
- توقف عن التحديق بي وكأني أهنتك فأنا لم أقل سوى الحقيقة
قالت متذمرة وما زال على حاله فشد انتباهها شريان ينبض بشكل مفاجئ عند عنقه ليزداد احتقان وجهه فرفع يده نحو رأسه بألم واضح ليمسك جبينه بقوى ومال إلى الإمام وأصابعه تشتد على جبينه الملفوف
- أما زلت هنا الم أعلمك أن عليك الاستراحة ( أسرعت الممرضة نحوه قائلة مما جمد شيفا في وقفتها فانحنت الممرضة باهتمام نحوه مضيفة )  ألم أطلب منك المغادرة ماذا تعتقد نفسك تفعل لقد تعرضت لحادث وأنت بحاجة ماسة لراحة لا تعتقد أن عدم تمددك على أحد الأسرة هنا يعني أنك في أتم الصحة
رفع رأسه نحوها وقد أصبح وجهه قاتم الاحمرار وحاول الابتسام وهو يقول بصوت حاول إخراجه طبيعيا مخفيا مدى الألم الذي يتعرض له ولكنه لم ينجح
- أنا بخير ( ومد يده إلى جيب بنطاله مضيفا ) سأتناول الدواء وأكون بخير
 حركت الممرضة رأسها رافضة واستقامت بوقفتها وهي تراه يسحب الدواء ثم نظرت إلى شيفا التي تراقب بصمت قائلة
- هلا أقنعته بالمغادرة أنه يعرض نفسه لمجهود كبير
نقلت شيفا عينيها بحرج من الممرضة إليه يا لهذا الطلب هل عليها أقناعة حركت شفتيها قائلة وهو يتناول حبة من دوائه
- أعتقد أنه عليك الاستماع لـ ( حرك يده نحوها مقاطعا إياها بجدية وغضب موجها لها )
- إياك والتحدث معي لقد سببت لي ألما لا يحتمل فوفري نصائحك لنفسك
فتحت فمها باندهاش حسنا لقد حاولت أن تكون لطيفة ولكنه لا يستحق حتى مجرد الشفقة عليه فهمست
- أنك لحقا فظ
وتحركت معطية ظهرها لهما فنقلت الممرضة نظرها بينهما بحيرة ثم تحدثت معه من جديد قائلة
- أن أردت أن تتحسن بسرعة وأن لا يتفاقم وضعك عليك قصد منزلك في الحال والحصول على ساعات وافرة من النوم فأنت مستيقظ منذ البارحة ( وحركت كتفيها مضيفة قبل أن تسير ) غير هذا فأنت مسئول عما سيجري لك
- لا أعلم حقا ما هدفك من كل هذا وإصرارك على البقاء هنا ( لقد حاولت الصمت ولكنها لم تستطيع واستدارت له من جديد مضيفة ) افهم ما أقوله لك فهذا لصالحك لا فائدة من وجودك هنا حاول قرأت شفتاي لا فائدة
قالت بإصرار وعينيه معلقتان بها أنه ينوي قتلها هذا ما شعرت به من تحديقه بها بهذا الشكل فأخذ قلبها يخفق بشدة وهو يحرك إصبعه نحوها قائلا بغضب واضح وقد فقد أعصابه
- استمعي إلي أيتها المخلوقة المزعجة آخر ما أريده هو محادثتك منذُ البارحة وأنا أستمع لتفاهتك وأحتمل حديثك المغرور الذي لا معنى له ولا أرى سببا له سوى سوء نشأتك أما ألان فعليك أقفال فمك العين والاحتفاظ بأرائك لنفسك فأنا لن أستمع إلى أي كلمة أخرى ستتفوهين بها وأي حماقة أخرى قد تخطر على بالـ ( توقف عن المتابعة وقد شد انتباهه صوتا فحرك رأسه إلى الممر بينما بقيت شيفا فاغرة فمها لهذا الهجوم فحركت رأسها  بشكل آلي لتحدق بشابة سمراء الشعر طويلة القامة متناسقة الجسد وجميلة الملامح تقترب منهم بسرعة وبرفقتها شاب فهتف اليكسيس بتنهيدة ارتياح وهو يقف ) أخيرا أناس حقيقيون يريحونني منك
- عزيزي ماذا حصل ماذا جرى لك لما لم تعلمني ( بادرته الفتاة وهي تسير بسرعة لتقف بجواره وتتلمس جبينه باهتمام مضيفة دون توقف وعينيها لا تفارقانه ) كنت طوال الليل أتصل بتوماس لأطمئن عليك دون فائدة لقد علمت أنك لست على ما يرام كيف حدث هذا يا ألاهي كم أنت شاحب وجبينك ماذا حدث عزيزي أتصل بي توماس منذ قليل جئت بسرعة لما لم تتصل ( أمسك اليكسيس يدها وجلس وجذبها لتجلس بجواره وابتسامة متعبة على شفتيه وحاول أجابتها ولكنها استمرت ) ما كان عليك المغادرة أنظر إلى ما حدث لك هل أصابتك بليغة كان عليك الاستماع لي لم أنم طوال الليل وأنا أفكر ما قد يحدث لك فاختفائك بهذا الشكل أفزعني وليس من عادتك ألا تحدثني كل هذا الوقت مما جعلني ضائعة ( قالت ذلك وهي تحتضن خده بيدها وتضيف بهمس ) علمت أن مكرروهن أصابك
- أنا بخير
- ألا أعرفك ( نقلت شيفا عينيها عن اليكسيس وصديقته على ما يبدو نحو الشاب الذي حدثها والذي لم تراه لانشغالها بما كان يجري أمامها فنظر اليكسيس وديفي أيضا إلى روي الذي اتسعت ابتسامته بشكل كبير وأستمر بينما ضاقت عينا شيفا ) أجل أنا أعرفك وكيف لي أن أنسى هذا الوجه ( زاد عبوس شيفا أنها تذكر هذا الوجه الدائري وتلك العينين البنيتين والشعر القصير الفاتح وهذا الصوت المزعج ) هل تذكرتني
سألها وهو يقترب منها بفخر فلمحته بنظرة من رأسه حتى أخمص قدميه بنفور وعادت بنظرها إلى وجهه وقد زاد حاجبيها من الاقتراب
- أتعرف هذه الفتاه روي
تساءلت ديفي بفضول لتصرفه وقبل أن يجيبها نقلت شيفا عينيها عنه إلى اليكسيس قائله بتوتر
- أن أردت حقا أن لا نرمى خارج المستشفى فعليك أبعاد هذا الشيء من هنا حالا
وأشارت بأصبع يدها بنفور نحو روي الذي قال وكأنه ليس المقصود بالحديث
- ما زلتِ حادة الطباع
- أنا جداً جادة ( هتفت لأليكسيس متجاهلة روي الذي تحدث ومضيفة بعصبية ) عليك إخراجه من هنا وألا أني سأصرخ بأعلى صوتي حتى تهتز المستشفى بأكملها فأخر ما أريده هو وجود هذا الشيء هنا يكفيني وجود واحدا حتى ألان
مالت ديفي برأسها نحو اليكسيس الذي يحدق بشيفا هامسة بقلق
- ما بال هذه المرأة
ولكنه لم يجبها بل أجاب شيفا بضيق من تصرفاتها التي لا تطاق
- هذا الشيء يدعى روي وأن حاول أحدكما إفهامي ما يجري فقد أستطيع المساعدة أم يا ترى أنت تعانين من مشكلة التعامل مع الآخرين على أنهم بشر وليس أحجارا
عقدت يديها معا وقد وضعت كوب القهوة جانبا قائلة  بجدية تامة وهي تجول بهم بنظرة واحدة دون أن ترمش
- أن أي واحدا منكم غير مرغوب بوجوده هنا فلو سمحتم وعلى أمل أن تكونوا تملكون القليل من الذوق لتفهموا ما أقوله غادروا هذا المكان
- شيفا كليبر
همس اليكسيس محذرا ألا أنها استمرت متجاهلة قوله وهي تحدق بصاحب السيارة الحمراء الذي يصعب نسيانه
- أعلمتك من قبل أن تغرب عن وجهي وها أنا أكررها للمرة الثانية
- أن هذا الأمر لا يحتمل ( همست ديفي لأليكسيس وقد فاجئها هذا الهجوم لتتحرك واقفة وتقول ) هيا بنا اليكسيس لا أعتقد أن وجودنا هنا مستحب
- لا تتعجلي ديفي
- ماذا تعني ( همست وهي تتأمله بيأس فهز رأسه لها قائلا  )
- سأبقى هنا تستطيعين المغادرة أن أردتي
- لن أتركك هنا حبيبي و وهذه المرأة الغريبة تتهجم علينا بهذا الشكل .. روي تعال إلى هنا
جذبت روي من ذراعه نحوهم بينما غمز روي شيفا بعينيه مداعبا وقائلا
- مهما فعلت ما زلت تروقين لي
رفعت عينيها إلى الأعلى ثم حركت يديها كمن يدافع عن نفسه قائلة بنفاذ صبر
- سأذهب للاطمئنان على بول وأثناء غيابي قرروا ما ستفعلونه ( ونظرت إلى اليكسيس مضيفة ) من الأفضل لك أبعاد جماعتك من هنا ولتكون أولهم عند عودتي وألا أني سأعرج على قسم الأمن في المستشفى وكما أتذكر لا زوار هنا
بعد قولها هذا تعلقت عينيها بعينيه لثواني ثم لمحتهم بنظرة شاملة قبل أن تشيح برأسها وتسير مبتعدة يا لهم من أناس وذلك الروي من أين جاء أنه بالتأكيد لن يصاحب إلا على شاكلته تبا لهذا الوضع الذي يجعلها تختلط بهكذا أناس قصدت الطبيب ويكفورد أولا ثم توجهت نحو غرفة بول سائق جدها لتطمئن عليه
- انتظريني ( جاءها صوت بير الذي لحق بها عند رؤيتها تقترب من المصعد وأضاف وهو يقف بجوارها ) كيف حاله
- أنه أفضل
- وأنت ( سألها باهتمام وهو يضغط على زر المصعد الخارجي )
- بخير
- لا تبدين لي هكذا ( حركت يدها بتوتر قائلة )
- كنت عند بول وحضر شرطيان وبدئا يطرحان أسئلة غريبة  أن كان لديه اعتقاد بأن الحادث متعمد ... وهذا الأمر أربكني
- متعمد ( كرر بير وباب المصعد يفتح فدخلا ليضغط على الزر في الداخل ليغلق الباب عليهما وهو يضيف بتفكير ) لما تستبعدين الأمر فلجدك مكانة مرموقة وقد .. يكون لديه أعداء
- أعداء لجدي بربك خلال الأربع والعشرون ساعة الأخيرة سمعت ورأيت من المفاجئات ما يكفيني
- أتحدث الشرطي مع اليكسيس أعلمت ما قال
- سألت الشرطي عما قالاه فقال أن بول اعلمه أن سائق السيارة الأخرى اصطدم بهم رغم محاولته تفادي الأمر ولكن السائق الأخر تعرض لإصابة وصدمة قوية وقد تأذى بدوره وما قاله اليكسيس أنهم شعروا بفقدان بول السيطرة على السيارة عندما تعرضوا لضربة قوية من السائق ألأخر وهي التي أدت إلى هذا وكان من الصعب على بول تجنب الاصطدام بالرصيف ومن ثم الجدار الحجري .. كلما فكرت ما مر به جدي في تلك ألحظة ... يا ألاهي 
فتح المصعد فخرجت منه وتبعها بير الذي لمح اليكسيس مما جعله يتساءل
- ما زال هنا
- تخلص من زواره على الأقل .. أن لديه أصدقاء أسوء منه ( ثم نقلت نظرها عن اليكسيس إلى بير مضيفة ) أعلمني الشرطي أنه بانتظار تعافي جدي حتى يطرح عليه بعض الأسئلة حول الحادث أتعتقد حقا بوجود شيئا ما
- علي طرح هذا السؤال عليك وليس العكس
- لا أعلم ولكن أشعر بدوامة تلتف بي وتلتف أنا تائهة بصدق أشعر فجأة بأن جدي والذي كنت أعتقد أني أعلم عنه كل شيء أني لا أعلم شيئا عنه أتتخيل ما هو شعوري
- لا بأس هوني عليك .. ماذا يفعل هنا
أضاف وهو يرى أستون يقترب من الجهة المقابلة فبادرته شيفا فور اقترابه منهم وقد أصبحوا قرب غرفة جدها
- ماذا تفعل هنا
- أنه وقت الاستراحة فلا تقلقي فالشركة في أيدي أمينة .. كيف هو  
- الطبيب ويكفورد سيعلمنا
أجابته وهي تشير برأسها إلى الطبيب وهو يقترب منهم فألقى التحية ودخل غرفة جدها بدأت علامات الارتياح على وجهه مما أدخل السكينة إلى قلبها نظر نحوها من داخل الغرفة والابتسامة على وجهه وهو يتمتم ببعض الكلمات ثم حرك يده مشيرا لها كي تدخل ففعلت واقتربت بهدوء من جدها الممد وقد فتح عينيه فقال الطبيب
- أنه بشوق لرؤيتك
- وأنا أيضا
أجابته وهي تمسك يد جدها لتضغط عليها فأنشغل الطبيب بالورقة الموضوعة قرب السرير وبدأ يضع عليها ملاحظاته بينما انحنت شيفا نحو جدها الذي فتح عينيه جيدا وهمس لها بصعوبة وصوت خافت جدا بالكاد سمعته
- أشعر بالجوع
ابتسمت وكذلك حاول هو أنه يحاول مداعبتها فقالت بسرعة وهي ترى الألم بملامح وجهه
- لا ترهق نفسك ( واستمرت بابتسامة رغم الدموع التي تجمعت في عينيها فهي لأول مره تراه بهذا الضعف ) سأُعِد لك بنفسي وليمة كبيرة عند خروجك من هنا
فأجابها ببطء وصعوبة
- عليك البدء بتعلم الطهي لأ.. لأني سأخرج .. قريبا
- أعلم أعلم
أجابته بصوت مخنوق وجسدها يرتعش فتحركت عينا جدها عنها فتابعت نظره لتشاهد بير يقف بجوارها وخلفه أستون ثم اليكسيس فقال بير بابتسامة
- كيف أنت علمت أنك ستكون بخير
ولكن عيني جدها المرهقتين تعلقتا بأليكسيس وأبعد يد شيفا عن يده مما فاجئها وجعلها تحدق بجدها الذي يدفع يدها ثم يحرك حاجبيه ويفتح كفهُ محركا أصابعهُ دون أن يستطيع تحريك ذراعهِ نحو اليكسيس طالبا اقترابهُ ومشيرا له برأسه بحركة خفيفة بالاقتراب وقد بدا أن ظهور اليكسيس قد اعاد له الحياة بقيت عينا شيفا مذهولتين لثواني قبل أن تحرك رأسها نحو اليكسيس وقد فاجئها هذا التصرف أرادت البكاء هذا كل ما أرادته ألان ولكنها لم تكن من الذين يرغبون بالبكاء أمام جمهور فتحركت ببطء وذهول إلى الخلف وقد اختفى اللون تماما من وجهها والتفت بها الأرض أقترب بير منها وقد شعر بها ليضع يده خلف ظهرها واليكسيس يقترب من روبرت ليمسك يده قائلا بعض الكلمات التي لم تسمعها أنها لا تسمع ما يتحدث به أنها ترى ملامح جدها التي تغيرت ويده التي تضغط على يد اليكسيس بقوى طالبا منه الانحناء نحوه ففعل اليكسيس وقرب أذنه من فم روبرت لكي يهمس له بصعوبة بعض الكلمات التي غيرت ملامح اليكسيس وبدا التردد عليه وهو يرفع رأسه نحوهم بنظرة مترددة ولكن ضغط جدها على يده من جديد جعله يقول باستغراب
- أنه يطلب مغادرتكم الغرفة ( جحظت عينيها به وهمست معترضة )
 - أنا سأبقى  
هز روبرت رأسه بالنفي بعصبية واشتدت أصابعه على يد اليكسيس الذي حدق بها قائلا
- من الأفضل أن تغادري أنت أيضا
همت بالاعتراض ولكنها تراجعت وهي ترى ملامح جدها فهو متوعك جدا وهي لن تجادل أمامه فرفعت رأسها بكبرياء كاذب وقد شعرت أن كبريائها قد جرح وخرجت من الغرفة وهي تسمع الطبيب يقول
- خمس دقائق فقط ثم تغادر لا تعرضه لأكثر من هذا
وتبعهم خارجا ثبتت ظهرها على الزجاج لا تريد أن تنظر وقد شعرت بنفسها تضعف أنها القشة التي قسمت ظهر البعير ضمت ذراعيها إليها محاولة التماسك وإخفاء تلك المشاعر المتضاربة التي تشعر بها لقد أنتصر عليها ذلك السلفاد أن جدها يفضله عليها حتى وهو بهذه الحالة يريد من ذلك الغريب عنه وعن دمه أن يبقى معه بينما هي تطرد خارجا
- لا أشعر بالراحة ( قال أستون بانزعاج وهو يضع يديه بجيب سترته ونظره لا يبتعد عما يحدث بداخل الغرفة وأضاف ) ما الذي يريده جدك منه لا أعلم أنت حفيدته وأنا من يدير شركته ألان فما الذي يريدهُ منه حتى يطلب التحدث معه على انفراد ( لم تجبه بل ابتلعت كبريائها بصمت ) ما الذي يقوله له ( عاد أستون ليقول بعدم رضا وهو يرى وجه اليكسيس الذي تغيرت ملامحه وفتح عينيه جيدا وهو يحدث روبرت الذي جذبهُ من جديد إليه وأخذ يتمتم بصعوبة لتتوسع عيني اليكسيس ويحرك رأسه نحو ظهر شيفا فأضاف أستون من جديد ) أمرا ما يجري في الداخل شيفا ( ولكنها لم تستدير أن رأت مدى اهتمام جدها به قد لا تستطيع السيطرة على أعصابها أكثر ) أقسم أن أمرا ما يجري بالداخل
أصر أستون بنفاذ صبر وهو يلاحظ حركات اليكسيس المتوترة والذي كان قليل الكلام يصغي لما يقوله روبرت بتوتر ولم تمضي الخمس دقائق حتى أطل اليكسيس وبدا شاحب الوجه فبادره أستون وهو يسير نحوه متخطيا  شيفا وبير
- ماذا كان يريد منك ( أغلق اليكسيس الباب وهو يجيبه )
- لو أراد أن تعلم لما طلب أن تخرج من الغرفة
- أنه أنه متعب وغير مدرك ما يطلبه
- حقا
أجابه ولكن عينيه كانتا مصوبتين على شيفا  الصامتة وهي تعقد يديها معا ونظرها معلق أمامها دون حراك
- للأسف أنها الحقيقة فلو كان بوعيه الكامل لما طلب بإخراج حفيدته و
- أستون ( نادت شيفا باسمه كي يصمت ونظرت إليه مستمرة ) أليس لديك عمل لتقوم به
بدا الانزعاج عليه فنظر نحو ساعته قائلا وهو يتحرك مبتعدا
- أجل أعتقد ذلك
 فتحرك اليكسيس ليجلس على المقعد أمام شيفا وبير الصامتان وحدق بشيفا ثم أشاح بنظرهِ عنها وهو ينحني بجلسته للإمام وتلامس رؤوس أصابعه بعضها ويحرك رأسه في الممر يمينن ثم شمالا ومن ثم يعود لينظر إلى شيفا التي تتابعه بدا متوترا ولديه أمرا ما يجري في عقله فقالت ببطء
- الديك ما تقوله
بقيت نظراته ثابتة على عينيها لبضع ثواني بصمت ولكنه لم يكن يراها بل يدور في عقله ذلك الحديث الذي جرى بينه وبين روبرت لتو فهز رأسه بالنفي ووقف قائلا
- أحتاج إلى الراحة ( وسار مبتعدا فرفعت رأسها إلى ألأعلى بإعياء )
- تبا أنه يخفي أمرا ما
- لاحظت ذلك
- ماذا أفعل ( ونظرت إلى بير بعجز ) أعلمني ماذا أفعل لقد رأيت بنفسك تعلق جدي به ولن تستطيع أن تتهمني بالمبالغة ألان ( لم يجبها اكتفى بتحريك رأسه لها متفهما فرفعت يدها بشعرها من الأمام وهي تضيف بصوت مخنوق والدموع تضيء عينيها ) أشعر بالإهانة أجل أشعر بالإهانة
- لا تكوني حساسة
- ليس الأمر هكذا أنا أنا أعلم أني لا يجب أن أهتم ولكن أنت تعرف أني لم أعرف من أسرتي غيره أد مات قبل أن أولد ثم تبعهُ والداي ليس لدي أقارب من جهة والدتي لأنها كانت وحيدة وليس لدي أي أقارب من جهة والدي لأن والديه جاءا مهاجرين إلى هذه البلاد ولم ينجبا غيره أنا متعلقة بجدي فهو الوحيد المتبقي لي ولا أشعر بالسرور لمشاركة ذلك السلفاد لي به وليس هذا فقط بل أن ثقة جدي به تذهلني
- هاي اهدئي لا يجب أن تتوتري عليك بالهدوء والتركيز على جدك المريض وصدقيني أن جدك يفضلك على العالم بأجمعه ويحبك أكثر من أي شيء أخر ولستِ بحاجه إلي لأؤكد لك هذا فأنسي أمر ذلك الشخص ولا تعيريه أي اهتمام أنها بضع مرات سترينه بها هنا في المستشفى ثم يعود للاختفاء كما كان سابقا
- ولكنه كان ينغص علي أيضا وهو مختفي
- ولكن الأمر مختلف ألان
- أنا لا أهرب من مواجهته
- أنا واثق من هذا .. استمعي لي ألان ( أضاف وهو يحدق بساعته ) لدي ساعة ونصف قبل المغادرة لهذا سترافقينني لتناول الطعام ( وعندما همت بالاعتراض أضاف ) لا اعتراضات أنه بالداخل نائم والممرضات بالإضافة للأطباء لا يتركونه وجودك هنا شاحبة وعلى وشك الوقوع  لن يفيدك بشيء
- لا شهيه لي
- ما أن نصل المطعم حتى تبدأ شهيتك بالتحسن
أصر وهو يمسك بيدها ويسحبها معه فسارت برفقته مستسلمة رغم عدم رغبتها بتذوق الطعام .......
- آنستي  آنستي مكالمة لك 
فتحت عينيها بإعياء وارتكزت على كوع يدها وهي ترفع نفسها قليلا محدقة بتشويش بمارينا ثم حركت يدها الأخرى لتبعد خصلات شعرها المنسدلة على وجهها قائلة بصوت كسول
- ألم أعلمك أني لا أريد أي مكالمات
- أنها الآنسة فريجينا وتوقعت أنك ترغبين بمكالمتها 
- فريجينا ( تمتمت وهي تتناول السماعة وما زال نظرها مشوشا فعادت لتسلقي على ظهرها وهي تقول ) أهذا معقول
- أما زلت نائمة حتى هذه الساعة
- اجل وسأنام إلى الأبد لو أمكنني هذا
- سأحقق لك أمنيتك فيما بعد ولكن ألان عليك تحقيق أمنيتي
- كيف لم أعلم أنك لا تذكريني ألا إذا كنت تريدين شيئا
- لا تقولي ذلك وألا صدقتك أيتها المتهربة فأين كنت أني أحاول الاتصال بك منذ ثلاثة أيام
- مشغولة ( أجابتها متعمده وهي تعلم سبب أتصل فريجينا بها والتي قالت )
- بماذا
- قولي لي أنت وسأؤكد أو أنفي
- حقا
- أجل ولكن بشرط فريجينا 
- كل ما تريدينه
- أن ما سأقوله سأقوله لك باعتبارك صديقه لي وليس ابنة مديرة ورئيسة تحرير مجله المرأة العصرية أي لا لنشر
- ألا هذا شيفا ( هتفت فريجينا معترضة وأمام صمت شيفا أضافت بيأس ) حسنا حسنا إذا ما سمعته صحيح عن تعرض جدك لحادث سير متعمد 
- بدون تعليق ألا إذا قلت لا لنشر
- ولكن الأمر سينشر في النهاية لم لا أكون أنا من ينشره
- لا تعليق ( علقت وهي تتحرك لتجلس وقد دخلت مارينا وهي تحمل صينية عليها فنجان قهوة )
- لا تثيري غضبي شيفا لو كنت سألت جدك لما رفض إعطائي أي معلومة وأنت تتعلمين هذا
- ولكنك لن تستطيعي الوصول إلى جدي
- وكأني لا أعلم فالقد حاولت البارحة ولكنهم منعوني
ابتسمت وهي تتناول الكوب وترتشف منه قليلا قبل أن تقول
- ماذا قررتي صديقتي أم أحدى تلك المزعجات
- أنت تقومين باستغلال صداقتنا حسنا سأقول صديقه وفيما بعد أقوم بنشر ما أريده
- ولكني أعلم أن ضميرك أكبر من هذا
- شيفا معلومة صغيره فقط لنشر على الأقل أعدك أنها ستكون صغيره جدا
- ما كنت لأمانع ولكن جدي أصر علي فريجينا وقد يغضب مني
- ولكن كان يقوم بأعلامي ببعض الأمور بين الحين والأخر
- ذلك كان بما يخص الانجازات في العمل والمناسبات الرسمية والأمور الأخرى البعيدة عن الأمور الشخصية أم ألان فهو مصر على أن لا أقابل أي صحفي ولا أتحدث بهذا الموضوع وأنا لا أنوي إغضابه
- لما كل هذا أنه مجرد حادث وقد يتعرض له الكثيرون ( وأمام صمت شيفا أضافت ) ليس لنشر أعدك ولكني فضوليه وأرغب بالاطمئنان على جدك أهو بخير
تعلم أنها تستطيع الوثوق بصديقة طفولتها لهذا أجابتها
- أنه بخير ولم يكن الحادث متعمدا وهذا ما قاله التقرير بعد تحدث الشرطة مع جدي
- أنه يتعافى
- أجل ولكن ببطء شديد في اليومين الأولين كان لا يستطيع التحدث إلا بصعوبة أما ألان فهو أفضل وما زال قليل الحديث لا يسمح لي برؤيته سوى لبضع دقائق حتى لا يعرض نفسه لأي مجهود
- وماذا كنت تفعلين باقي الوقت فلم تكوني بالشركة ولا في المزرعة فلقد بحثت عنك ألا إذا كنت تدعين عدم وجودك بالمنزل
- بقيت بالمستشفى إلى جواره حتى لو من خارج الغرفة ما كنت لأدعه ففي اليوم التالي للحادث تأزم وضعه لن أتركه بمفرده أبدا
- علي زيارته
- لا تفعلي ألان فلن يسمحوا لك
- ولكن أنت تستطيعين إدخالي
- كلا فريجينا لا احد يدخل له سواي و  
وصمتت مفكره باليكسيس الذي كان يحصل مثلها على بعض الوقت مع جدها 
- و ( قالت فريجينا مستغربه صمتها فأضافت )
- اليكسيس سلفاد
- من اليكسيس سلفاد يا ألاهي اليكسيس سلفاد أليس هذا
- أجل أنه ذلك السلفاد
- هذا خبر رائع لقد عرفته أخيرا
- اجل
- حسنا .. ألا يستطيع إدخالي
- فرجينا أن كنت أنا لا أستطيع فكيف يستطيع هو أن جدي يسمح لي وله فقط بزيارته لا أحد غيرنا والشكر لله أنه لم يمنع زيارتي أيضا
- آه أصدق أنك تنامين دون استيقاظ على أن جدك يفعل هذا
شعرت بغصة بحلقها عند قول فريجينا ذلك ماذا ستقول يا ترى لو علمت انه قام بإخراجها من الغرفة لمحادثة اليكسيس بمفرده
- أين أنت لا تقولي أنك عدت لنوم
- مازلت هنا
- حسنا متى أراك
- لا اعلم حقا أنا في فوضى سأعلمك عندما يكون لدي بعض الوقت
- سأنتظر اتصالا منك ولكن شيفا أقسم أن قرأت شيء حول هذا الموضوع في صحيفة أو مجلة ما فسأقتلك فأن أردت قول شيء فقوليه لي أنا صديقتك على الأقل
- لا تقلقي لن أبوح بكلمة واحدة لأحد وأرجو أن لا تفعلي أنت أيضا
- هذا وعد مني لا تقلقي وداعا
أعادت السماعة إلى مكانها وضمت يدها كوب القهوة وأخذت ترتشف منه ثم تعلق عينيها بميسي التي دخلت وهي تحمل باقة كبيره من الورود فتساءلت
- المزيد من الورود
- أنه لا يستسلم آنستي
- هل كتب شيئا اليوم
تساءلت بفضول فهي منذ عدت أيام وهي تستلم بشكل يومي باقة من الورود دون أن يكتب المرسل أسمه بل يكتفي بوضع رسمه لوردة جورية في وسط البطاقة تناولت ميسي البطاقة وقدمتها لها ففتحتها محدقة بالوردة الجورية الحمراء والتي تحيطها أوراق خضراء وأشواك 
- أنه معجب جدا بك آنستي ولكنه يفتقر للجرأة حتى يعرف عن نفسه
- ألاحظ ذلك
أجابتها وهي تقذف البطاقة جانبا وتعود لشرب قهوتها أيكون كليمان ولكن لا لقد أرسل لها باقة إلى مكتبها كمحاولة اعتذار منه عما بدر منه أنه لا يفتقر إلى الجرأة بل كان ليعلن الأمر متفاخرا .. من يكون عليها ألاعتراف أن هذا المعجب السري أثار فضولها .........
أوقفت سيارتها قرب أحد الأرصفة القريبة من المستشفى وانحنت نحو درج سيارتها فتحته وسحبت منه بعض الأوراق نظرت بها ثم سحبت منها ورقتين قامت بطيهما بعناية ووضعتهم في حقيبة يدها ثم فتحت باب سيارتها وهمت بمغادرتها ألا أنها لمحت بالمرأة الجانبية سيارة تسير نحوها بسرعة كبيره فأمسكت الباب كي تغلقه بسرعة وهي تعود لمكانها ولكن سائق السيارة الأخرى لم يبطئ من سرعته فصاحت بألم وهي تشتم ذلك السائق وقد احتكت يدها التي تمسك بها حافت الباب بالسيارة الأخرى وكسر لها المرأة الجانبية لاقترابه الكبير منها فقفزت خارج سيارتها وهي تصيح على السائق الذي لم يتوقف وأخذت تحرك أصابع يدها بقوى لقد ألمها هذا المتهور المجنون لو تركت الباب مفتوحا لأخذه معه نظرت إلى زجاج المرأة الذي تناثر على الأرض وعادت لتشتم من جديد
- أنت بخير ( سألها أحد المارة وقد رأى ما حصل )
- أجل
همست وما زالت تنفض يدها ثم تناولت حقيبتها من السيارة وهي تتمتم ببعض الكلمات وأغلقتها بقوى عرجت في البداية على إدارة المستشفى وقدمت الاوراق التي اعلموها بضرورة إحضارها لإنهاء الأمور المادية وقابلت الطبيب ويكفورد وأسعدها خبر نقل جدها من غرفة العناية المركزة لتحسنه
- ما أجمل هذهِ الغرفة ( همست وهي تدخل الغرفة وقد استلقى جدها على سرير في وسط غرفه كبيره تحتوي على شرفه ومقاعد فاخرة وتلفاز وأثاث فاخر حوله ومجموعة كبيرة من باقات الورود فاستمرت وهي تقترب منه وتشير إلى الباقات ) لك محبين كثر ( أبتسم بإعياء وما زال الأنبوب الذي يساعده على التنفس موصولا بأنفه فجلست بجواره وهي تتأمله ) تبدو أفضل اليوم أتعلم شيئا عليك الإسراع في الشفاء وألا أني لن أستطيع التهرب من أصدقائك كنت أعلم أنهم كثر ولكن ليس لهذا الحد أن هاتف المنزل لا يتوقف عن الرنين كما أن إدارت المستشفى أعلمتني أنه يحضر العديد لزيارتك ولكنهم لا يسمحون لهم بحسب طلبك ( أبتسم جدها فأضافت وهي ترفع حاجبيها ) أنا أثرثر كثيرا أليس كذلك ( توسعت ابتسامته لقولها فحركت يدها لتربت على يده قائلة ) أنا أنتهز الفرصة فأنت لا تستطيع التحدث فأفعل أنا عنا نحن الاثنين
- أنا أستطيع التحدث ( همس لها بصوت مبحوح جدا فأكملت عنه )
- ولكنك لا تريد التحدث معي أعلم ( حدجها بنظرة على قولها فضحكت بمرح قائلة ) أقسم أني لم أقصد أغاظتك ولكنه لساني ماذا أفعل به ( ضغطت أصابع جدها على يدها مما جعلها تأن بألم وسحبتها بسرعة من يده ) أنها تؤلمني
- ما بها ( سألها باهتمام وهو يحاول رفع رأسه ) ساعديني قليلا ( طلب منها فضغطت الزر الموجود بالسرير ليرتفع قسمه العلوي قليلا لينظر إليها مضيفا ) ارني إياها ( ناولته يدها وقد مد يده لها ليضغط ببطء عليها مما جعلها تبتلع الألم الذي شعرت به ولكن وجهها أظهر ما أحست به فحرك روبرت نظره عن يدها نحو وجهها قائلا ) كيف أصبتها أنها متورمة
- منذ قليل ( أجابته وهي تسحب يدها منه وتتأملها وهي تتلمسها بيدها الأخرى مضيفة ) كنت أهم بالترجل من سيارتي فجاء ذلك السائق المتهور وكاد يصدمني لو أني لم أغلق الباب بسرعة لأخذه معه أتصدق هذا ( وعادت تتلمس يدها مستمرة ) احتكت يدي بسيارته بقوى وأنا ممسكة بباب سيارتي أحاول إغلاقه .. تحطمت المرآة الجانبية علي ألان إعادة السيارة لغراني لم أحضرها من عنده إلا من أسبوع ( بدا الامتعاض على وجه روبرت وقد شحب لونه تماما فأسرعت بالإضافة وهي تلاحظ قلقه وهي تربت على ذراعه ) أنا بخير أني أمامك كما ترى
- كان قريبا جدا منك
- أنه أحد المتهورين الذين يقودون السيارات بشكل جنوني كان علي أخذ رقمه ولكنه كان مسرعا صدقني لن يطول أمره وسيقع بيد الشرطة قريبا أن أستمر بالقيادة بهذا الشكل
- عليك فحص يدك أنها متورمة
- أجل سأفعل أنها تؤلمني
توقفت عن المتابعة وقد لاحظت نظر جدها الذي تحرك نحو الباب فنظرت بدورها لتشاهد اليكسيس يدخل وقد ارتدى قميصا بيضاء تليق بوجهه وبنطالا كحلي وما زال الشاش يلتف حول جبينه الذي تناثر حوله شعره
- مرحبا ( قال باقتضاب وأقترب ببطء من السرير وقد لمح شيفا بنظرة سريعة ثم ركز انتباهه على روبرت مضيفا ) كيف أنت اليوم ( وحرك رأسه بأرجاء الغرفة قبل أن يضيف وهو يغمز بعينيه بمكر مرح ) لديك الكثير من المعجبين روبرت
لكن دعابته لم تلقي عند روبرت الشارد أي ردت فعل بينما تأملته شيفا بدهشة أيجرؤ ويخاطب جدها باسمه الأول وقبل أن تتفوه بأي كلمة قال جدها وهو ينظر إليها
- لم لا تذهبين لفحص يدك 
حركت رأسها نحو جدها وهمت بالاعتراض ولكنها ضمت شفتيها بسرعة إلى بعضهما فأخر ما تريده ألان هو إغضابه فهزت رأسها بحركة خفيفة موافقة ووقفت قائله بتوتر
- سأفعل وأدعك مع .. ضيفك
 حسنا لم تستطيع عدم التعليق على الأمر وتحركت نحو الباب وعينيها معلقتين بأليكسيس بعدم رضا فتابعها بنظره حتى اختفت , لاشيء كان يستطيع أن يغضبها ويوترها بهذا الشكل السريع أن مجرد رؤيته مع جدها يشعرها بأنها تريد الانفجار أخذت نفسا عميقا وحاولت الاسترخاء دون فائدة ........
حركت يدها أمامها بالمصعد وقد التفت بالشاش الأبيض بعد أن قامت بأجراء الفحوصات لها بالإضافة إلى صورة الأشعة ولكن لاشيء خطير ستعود لطبيعتها بعد عدت أيام أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا متمنيه أن يكون اليكسيس قد غادر عند عودتها فتح باب المصعد فخرجت منه وحركه غريبة كانت تجري بالممر وركض إحدى الممرضات بسرعة متخطية عنها جعلها تتأمل ما يجري بتوتر وزاد توترها عند مشاهدة اليكسيس يقف خارج غرفة جدها ويسند جبينه على الحائط إمامهُ والممرضة تدخل الغرفة بسرعة فأسرعت نحوه هاتفة وقلبها يخفق بقوى
- ماذا حدث جدي ما به ماذا حدث
استدار نحوها لترى وجهه المغمق وعينيه التي تلمع بوميض لعينين كانتَ على وشك أن تدمعا فأخذت ساقيها ترتجفان لمنظره أحدث مكروه لجدها حركت رأسها بذهول عنه وعدم تصديق لداخل الغرفة واقتربت ببطء شديد لتشاهد مجموعة كبيرة من الممرضات والأطباء يحيطون سريره ويتحدثون ويتحركون بسرعة لم تستطيع متابعتهم
- لا يسمح لأحد بالدخول ألان
قالت الممرضة التي أطلت أمامها بشكل مفاجئ وأغلقت الباب بوجهها فتنفست بصعوبة دون دخول الهواء إلى رئتيها وحركت رأسها نحو اليكسيس بعينين متوسعتين والدموع تتجمع بهما وهمست بذهول رافضه التصديق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق