- لا أفهم ما الذي تعنيانه بهذا
تساءل روسكين من جديد بحذر فعقدت جويس يديها بينما قالت ميغ بحيرة
- إننا نريد منكما تنظيم ذلك
- لا مشكلة بهذا فلدي صديقة تقوم بتنظيم الحفلات سأهاتفها اليوم
- لا روسكين لا نحتاج اليها فنحن نريد شيئاً بسيط وليس هذا وأعتقد أن لديك الوقت لوالدك الذي يرغب بأن تفعل ذلك من أجله وتساعده أم أن لديك ما يشغلك
بقيت عينيه ثابتتان على والده قبل أن يهز رأسه بالنفي قائلا لكن دون أن يبدو الرضي عليه
- لا أن لدي كل الوقت لك
- متى تنويان الزواج ( تساءلت جويس باقتضاب فأجابتها ميغ )
- في نهاية الشهر القادم ليكون لدينا الوقت الكافي لتجهيز أنفسنا وأعداد كل شيء اليس كذلك
- أجل ( أجابتها باقتضاب شديد قبل أن تعقص شفتها من الداخل مضيفة ) عليكما منحي بعض الوقت كي أستطيع تنظيم بعض الأمور لكي أتفرغ لمساعدتكما
- لديك أسبوع كامل لتفعلي به ما تريدين وأنت كذلك روسكين ولكن بعد ذلك لا يتبقى لنا الكثير لنضيعه فأنتما تعلمان كيف تجري الأمور
تعلقت عينيها بارثر الذي قال ذلك قبل أن تتحرك قائلة دون أن تنظر إلى أي منهم
- أعذروني الان فعلي البدء بتنظيم بعض الأمور
وتحركت خارجة هل يدعي أرثر وعمتها أن لا شيء كان بينها وبين روسكين أم أنهما يتعمدان التصرف بهذا الشكل أم تراهما اقتنعا أن ما جري بينها وبين روسكين قد أنتهى وأصبحا كأي شخصين عاديان وهذا هو المستحيل بعينيه فهي لم تشعر بانجذاب نحو أي رجل كما تشعر نحو روسكين فكيف يفعلان بها هذا أيريدان أن تنغمس بترتيب حفل زفافهم معه وطوال الوقت آه لا عليها محادثة روسكين بصراحة فهي تشعر أن ميغ وأرثر يتعمدان فعل هذا فحدسها ينبئها بأن أمرا ما يجري فغادرت غرفتها فأن كان عليها محادثته فعليها فعل ذلك الان لأنها لا تعلم بعد ساعة من الان أين يكون ما أن خرجت من الباب الخارجي للفيلا حتى توقفت في مكانها وهي تراه يخرج بدوره ليتوقف هو الأخر بجوار باب منزل والده محدقاً بها ثم تحرك نحوها فتحركت باتجاهه بتردد ليلتقيا بمنتصف الطريق فتوقف أمامها متسائلاً والتفكير العميق بادي عليه
- أكنتِ قادمة ( وأشار بيده الى الخلف فهزت رأسها بالإيجاب فأضاف ) هل تريد ميغ شيئاً من والدي
- لا .. أكنتَ خارجاً أم انك
وتلاشت كلماتها لا تجرؤ على التفكير بأنهما يفكران بنفس الشيء فقطب جبينه دون إجابتها مما أربكها وهمت بالقول
- روس الـ
- جويس أنـ
- آسف تفضلي
- لا لابأس
- لا تفضلي أنتِ ما الذي كنت تريدين قوله
قاطع كل منهما الأخر فلتزمت الصمت وهو لا يبعد عينيه عنها وكأنه ينتظر منها قول شيء تعجز عنه فقالت بسرعة كي لا تتردد أكثر
- أريد محادثتكَ أنت فأنا لا أشعر بالراحة وأشعر أن عمتي ووالدك يدبران أمراً ما فهما يدركان أننا في يوم ما كانت تربطنا علاقة وأن تجاهلهما لهذا لا يبدو مقنعاً لي لأني أعلم أن عمتي تكترث لأمري وما كانت لتعرضني لهذا بلامبالاة كما تحاول أن تظهر ( وتوقفت ناقلة عينيها بعينيه التين لم تفارقانها مضيفة بصوت منخفض أكثر ) هذا ما أردت محادثتك به
- أدرك ما عنيته فلقد كنت قادماً لمحادثتُكِ بهذا أيضا فكلانا إذا يشعر أنهما يتعمدان ذلك ( هزت رأسها ببطء بالإيجاب فأبتسم مما جعل الحيرة تظهر عليها فأضاف ) إذا لا مشكلة
- لا مشكلة
- لا بما أننا ندرك ما يخططان له أن لعبتهما جداً واضحة لا بد وأنها يستخفان بنا الا يفعلان
- لا يهمني ذلك فلقد عانيت من قبل من محاولات رولاني والتي كانت هي الأخر واضحة جداً
- إذا لا مشكلة فكلانا يفهم الأخر ويعرف حدوده ولنتصرف ضمنَ هذهِ الحدود وكما أننا نحترم قراراتنا التي أخذناها عن قناعة تامة ولسنا بحاجة لمساعدة أحد أو حتى تدخلاتهم .. ولنضع مشاعرنا الخاصة ومهما كانت جانباً أتستطيعين فعل ذلك فليس من الضروري أن تعبري لي عن مدى مللكِ من رؤيتي وسأفعل بالمثل .. أتستطيعين فعل ذلك
رفعت ذقنها قليلاً للأعلى قائلة برزانة تامة كي لا تظهر مدى غيظها منه
- أن كنتَ أنتَ تستطيع فلمَ لا أستطيع أنا ذلك
- إذاً نحنُ متفقان
- أجل نحنُ متفقان ولا أفهم ما الذي جرى لهم حتى يحاولوا ذلك الان
- أعتقد أني السبب ( تمعنت النظر به لقوله فهز رأسه ببطء قائلاً دون أن يرف جفنه ) أعلمتُ تيم منذُ بعض الوقت بأني أنوي الارتباط ولم أعلم أنه سيهرع لرولاني لأعلامها وهي بكل تأكيد من أعلمت والدي وعمتك وعلى ما يبدو أن قراري هذا لم يرق لهم أو ربما من وقع اختياري عليها لم ترق لهم مما دفعهم لهذا .. الان فقط علمت ما يدبرونه جميعا
أضاف جملته الأخيرة كمن يحدث نفسه بصوتِ مرتفع بينما بقيت جويس محدقة به وقد غادرها قلبها ليصبح بعيداً عنها ولم تعلم كم بدت شاحبة بتلك اللحظة الا عندما شعرت بتحديقه بها فرمشت وأسرعت بإجبار وجهها المتصلب على إظهار ابتسامة قائلة وهي تحاول التفكير في أي شيء لتقوله
- فهمت سبب تصرفهم الان .. جيد أنكَ أوضحت ذلك لي .. علي الذهاب
أضافت ذلكَ ببطء قبل أن تستدير بتمهل مبتعدة وعائدة بأدراجها بكل ثبات الى الداخل وهي تجبر نفسها على السير للأمام بثبات دون النظر خلفها دخلت المنزل متوجهة الى الطابق الثاني بخطوات ثابتة متمهلة ووجهها خالي من أي تعبير وهي في عالم بعيد جداً عن ما يحيط بها لتحضر حقيبة يدها من غرفتها متجها نحو سيارتها لتستقلها وتبتعد وتبتعد فهذا ما ترغب بهِ الان الابتعاد والمغادرة الى أي مكان تستطيع فيه فهم الأمور الكثيرة المتراكمة في رأسها أوقفت سيارتها بعض وقت لم تشعر به وترجلت منها وعينيها ثابتتان على البحيرة المتلألئة لتتحرك نحوها بخطوات بطيئة وعينيها شاردة لتقترب وتقترب منها لتقف ضامه جسدها بيديها قبل أن تنزلق ببطء لتجلس أرضاً وعقلها تتزاحم بهِ الأمور .
- أين كنتِ
نقلت عينيها ببطء عن ميغ التي أسرعت واقفة على الشرفة وهي تخرج من سيارتها وأرثر الذي تبعها والقلق بادياً عليها فأغلقت باب سيارتها بهدوء قائلة باقتضاب
- كنتُ أقوم بجولة
- الا تدركين أن الساعة قد أصبحت التاسعة ( أمعنت النظر بميغ قبل أن تحرك رأسها نحو باب الفيلا وهي تسمع صوت توقف سيارة لتشاهد سيارة روسكين التي توقفت خلف سيارتها فعادت الى ما أمامها وتحركت لتصعد الأدراج فاستمرت ميغ ) كان عليكِ إعلامي الى أين تتجهين
توقفت في منتصف الأدراج محدقة بعمتها قبل أن تقول وهي تشعر بروسكين الذي يقترب منهم
- ومنذُ متى أفعل هذا كلما خرجتُ للقيام بجولة
- بربك جويس الم تري نفسك لقد أخذتُ أحدثكِ وأنتِ لا تصغين وصعدتِ لغرفتك ثم غادرتي حتى دون النظر الي أو إجابتي ماذا علي أن أعتقد وأنتِ بهذهِ الحال غادرتي ولم تعودي مما أيضطرني للبحث عنك خوفاً من أن يكون مكروهاً قد أصابك
- لقد شعرنا جميعنا بالقلق لتأخرك حتى الان ( تدخل أرثر قائلاً فضمت شفتيها قائلة )
- توقفوا عن معاملتي كفتاة في السادسة عشر
ولمحت ميغ وأرثر بنظرة ضيق شديد قبل أن تسرع خطواتها لتختفي داخل المنزل دون النظر نحو روسكين الذي عقد يديه مصغي لمَ يجري وفكيه مطبقين جيداً فتنفست ميغ بتوتر قبل أن تهز رأسها قائلة
- إنها ليست على ما يرام هذا ما أعرفه .. آسفة روسكين لجعلك تبحث عنها دون فائدة .. أرجوك أصعد سأسكِبُ لك كوباً من القهوة
هز رأسه لها بالنفي قبل أن يحل يديه قائلاً باقتضاب شديد
- لا علي مغادرة ناربون الان .. عمتما مساءً
وهم بإضافة شيء الا أنه عاد ليطبق شفتيه وتحرك مغادراً
- كان بإمكانك على الأقل أن تقدمي الشكر لأرثر وروسكين فلقد كانا جداً قلقين
- آه ولمَ بسبك أنتِ عمتي فأنتِ من جعلهما يقلقان ولتعلمي أني أعرف ما الذي تسعين اليه ( أجابت ميغ التي دخلت غرفتها ورائها فرمت حقيبتها على السرير مستمرة ) ولن يحصل ما يجول بفكرك لذا أنسي الأمر أنتِ وأرثر ورولاني وكل من يسعى لجعلي وروسكين نعود معاً الا تدركون أننا لو أردنا ذلك لما ترددنا بالعودة لما لا تستطيعون أدراكَ هذا
نقلت ميغ عينيها بها قبل أن تقول بهدوء
- من أعلمك أني أسعى لأعادتك وروسكين معاً
- أن هذا واضح وضوح الشمس ( عقدت ميغ يديها وهي تتساءل باهتمام دون الخروج عن وقارها )
- ما هو الواضح
- آه عمتي أرجوكِ
- لا أنا أرجوك أعلميني ما الذي يجعلك تعتقدين بأني أسعى لذلك
- أنا لا أعتقد بل أنا واثقة فطلبك مني أن أكون وصيفتك وطلب أرثر ذلك من روسكين بالإضافة لجعلنا نعد ترتيبات الزفاف معاً رغم أن بإمكانكما الاستعانة بشخصٍ ذا خبرة بهذا دون إرهاق أنفسنا
- وماذا أيضاً
- محاولات رولاني وتصرفكم جميعاً مؤخرا وكأن لاشيء كان بيني وبينه
أمعنت ميغ النظر بها لثواني بعد قولها قبل أن تقول بهدوء
- أنتِ تبالغين جدا ًجداً جداً
- لا لستُ كذلك
- بلى ولا تجادلي فقط لمجرد المجادلة فممن كنتُ لأطلب أن تكون وصيفتي والدتك أم زوجة أخي أم إحدى صديقاتي المقربات بينما أنتِ أعزُ مخلوقٍ على قلبي ( أهتزت مقلتيها الثابتتان الا أنها أجبرت نفسها على أن تبقى جامدة في مكانها فاستمرت ميغ ) كم ولد لأرثر غير روسكين وأن كنتُ أنا أم غيري من سيتزوجها أرثر كان ليكون أبنه وصيفه وكان ليطلب منهُ أن يقوم بتحضير لعرسه أنتِ فقط من يشعر بالحساسية الزائدة ربما السبب ما كان بينك وبين روسكين أما عن رولاني فهي شقيقتُه وأعتقد أن لا سُلطة لي عليها لأطلب منها أن تترككما وشأنكما أم لا تفعل بالإضافة أننا نحاول وبجهد أن ننسى ما حصل بينك وبين روسكين وأن نجعل هذا لا يزعجنا وأعتقد أنكِ تعلمين أننا لم نكن لنذكره أمامك وكذلك فعلنا بوجوده لذا أرجو منكِ أن تعيدي التفكير جيداً بما قلتهُ لكِ وأن كنتِ تجدين أنكِ لستِ قادرة على أن تكوني وصيفتي بسبب عدم قدرتك على التعامل مع روسكين فأعلميني بهذا وأنا سأتفهم ذلك .. عمتي مساءً
تابعت عمتها التي غادرت غرفتها قبل أن تجلس على السرير خلفها بإعياء والشحوب لا يفارق وجهها أنها منهكة جداً عقلياً وجسدياً أغمضت عينيها وغصة قوية في حلقها مما يجري لها .
تساءل روسكين من جديد بحذر فعقدت جويس يديها بينما قالت ميغ بحيرة
- إننا نريد منكما تنظيم ذلك
- لا مشكلة بهذا فلدي صديقة تقوم بتنظيم الحفلات سأهاتفها اليوم
- لا روسكين لا نحتاج اليها فنحن نريد شيئاً بسيط وليس هذا وأعتقد أن لديك الوقت لوالدك الذي يرغب بأن تفعل ذلك من أجله وتساعده أم أن لديك ما يشغلك
بقيت عينيه ثابتتان على والده قبل أن يهز رأسه بالنفي قائلا لكن دون أن يبدو الرضي عليه
- لا أن لدي كل الوقت لك
- متى تنويان الزواج ( تساءلت جويس باقتضاب فأجابتها ميغ )
- في نهاية الشهر القادم ليكون لدينا الوقت الكافي لتجهيز أنفسنا وأعداد كل شيء اليس كذلك
- أجل ( أجابتها باقتضاب شديد قبل أن تعقص شفتها من الداخل مضيفة ) عليكما منحي بعض الوقت كي أستطيع تنظيم بعض الأمور لكي أتفرغ لمساعدتكما
- لديك أسبوع كامل لتفعلي به ما تريدين وأنت كذلك روسكين ولكن بعد ذلك لا يتبقى لنا الكثير لنضيعه فأنتما تعلمان كيف تجري الأمور
تعلقت عينيها بارثر الذي قال ذلك قبل أن تتحرك قائلة دون أن تنظر إلى أي منهم
- أعذروني الان فعلي البدء بتنظيم بعض الأمور
وتحركت خارجة هل يدعي أرثر وعمتها أن لا شيء كان بينها وبين روسكين أم أنهما يتعمدان التصرف بهذا الشكل أم تراهما اقتنعا أن ما جري بينها وبين روسكين قد أنتهى وأصبحا كأي شخصين عاديان وهذا هو المستحيل بعينيه فهي لم تشعر بانجذاب نحو أي رجل كما تشعر نحو روسكين فكيف يفعلان بها هذا أيريدان أن تنغمس بترتيب حفل زفافهم معه وطوال الوقت آه لا عليها محادثة روسكين بصراحة فهي تشعر أن ميغ وأرثر يتعمدان فعل هذا فحدسها ينبئها بأن أمرا ما يجري فغادرت غرفتها فأن كان عليها محادثته فعليها فعل ذلك الان لأنها لا تعلم بعد ساعة من الان أين يكون ما أن خرجت من الباب الخارجي للفيلا حتى توقفت في مكانها وهي تراه يخرج بدوره ليتوقف هو الأخر بجوار باب منزل والده محدقاً بها ثم تحرك نحوها فتحركت باتجاهه بتردد ليلتقيا بمنتصف الطريق فتوقف أمامها متسائلاً والتفكير العميق بادي عليه
- أكنتِ قادمة ( وأشار بيده الى الخلف فهزت رأسها بالإيجاب فأضاف ) هل تريد ميغ شيئاً من والدي
- لا .. أكنتَ خارجاً أم انك
وتلاشت كلماتها لا تجرؤ على التفكير بأنهما يفكران بنفس الشيء فقطب جبينه دون إجابتها مما أربكها وهمت بالقول
- روس الـ
- جويس أنـ
- آسف تفضلي
- لا لابأس
- لا تفضلي أنتِ ما الذي كنت تريدين قوله
قاطع كل منهما الأخر فلتزمت الصمت وهو لا يبعد عينيه عنها وكأنه ينتظر منها قول شيء تعجز عنه فقالت بسرعة كي لا تتردد أكثر
- أريد محادثتكَ أنت فأنا لا أشعر بالراحة وأشعر أن عمتي ووالدك يدبران أمراً ما فهما يدركان أننا في يوم ما كانت تربطنا علاقة وأن تجاهلهما لهذا لا يبدو مقنعاً لي لأني أعلم أن عمتي تكترث لأمري وما كانت لتعرضني لهذا بلامبالاة كما تحاول أن تظهر ( وتوقفت ناقلة عينيها بعينيه التين لم تفارقانها مضيفة بصوت منخفض أكثر ) هذا ما أردت محادثتك به
- أدرك ما عنيته فلقد كنت قادماً لمحادثتُكِ بهذا أيضا فكلانا إذا يشعر أنهما يتعمدان ذلك ( هزت رأسها ببطء بالإيجاب فأبتسم مما جعل الحيرة تظهر عليها فأضاف ) إذا لا مشكلة
- لا مشكلة
- لا بما أننا ندرك ما يخططان له أن لعبتهما جداً واضحة لا بد وأنها يستخفان بنا الا يفعلان
- لا يهمني ذلك فلقد عانيت من قبل من محاولات رولاني والتي كانت هي الأخر واضحة جداً
- إذا لا مشكلة فكلانا يفهم الأخر ويعرف حدوده ولنتصرف ضمنَ هذهِ الحدود وكما أننا نحترم قراراتنا التي أخذناها عن قناعة تامة ولسنا بحاجة لمساعدة أحد أو حتى تدخلاتهم .. ولنضع مشاعرنا الخاصة ومهما كانت جانباً أتستطيعين فعل ذلك فليس من الضروري أن تعبري لي عن مدى مللكِ من رؤيتي وسأفعل بالمثل .. أتستطيعين فعل ذلك
رفعت ذقنها قليلاً للأعلى قائلة برزانة تامة كي لا تظهر مدى غيظها منه
- أن كنتَ أنتَ تستطيع فلمَ لا أستطيع أنا ذلك
- إذاً نحنُ متفقان
- أجل نحنُ متفقان ولا أفهم ما الذي جرى لهم حتى يحاولوا ذلك الان
- أعتقد أني السبب ( تمعنت النظر به لقوله فهز رأسه ببطء قائلاً دون أن يرف جفنه ) أعلمتُ تيم منذُ بعض الوقت بأني أنوي الارتباط ولم أعلم أنه سيهرع لرولاني لأعلامها وهي بكل تأكيد من أعلمت والدي وعمتك وعلى ما يبدو أن قراري هذا لم يرق لهم أو ربما من وقع اختياري عليها لم ترق لهم مما دفعهم لهذا .. الان فقط علمت ما يدبرونه جميعا
أضاف جملته الأخيرة كمن يحدث نفسه بصوتِ مرتفع بينما بقيت جويس محدقة به وقد غادرها قلبها ليصبح بعيداً عنها ولم تعلم كم بدت شاحبة بتلك اللحظة الا عندما شعرت بتحديقه بها فرمشت وأسرعت بإجبار وجهها المتصلب على إظهار ابتسامة قائلة وهي تحاول التفكير في أي شيء لتقوله
- فهمت سبب تصرفهم الان .. جيد أنكَ أوضحت ذلك لي .. علي الذهاب
أضافت ذلكَ ببطء قبل أن تستدير بتمهل مبتعدة وعائدة بأدراجها بكل ثبات الى الداخل وهي تجبر نفسها على السير للأمام بثبات دون النظر خلفها دخلت المنزل متوجهة الى الطابق الثاني بخطوات ثابتة متمهلة ووجهها خالي من أي تعبير وهي في عالم بعيد جداً عن ما يحيط بها لتحضر حقيبة يدها من غرفتها متجها نحو سيارتها لتستقلها وتبتعد وتبتعد فهذا ما ترغب بهِ الان الابتعاد والمغادرة الى أي مكان تستطيع فيه فهم الأمور الكثيرة المتراكمة في رأسها أوقفت سيارتها بعض وقت لم تشعر به وترجلت منها وعينيها ثابتتان على البحيرة المتلألئة لتتحرك نحوها بخطوات بطيئة وعينيها شاردة لتقترب وتقترب منها لتقف ضامه جسدها بيديها قبل أن تنزلق ببطء لتجلس أرضاً وعقلها تتزاحم بهِ الأمور .
- أين كنتِ
نقلت عينيها ببطء عن ميغ التي أسرعت واقفة على الشرفة وهي تخرج من سيارتها وأرثر الذي تبعها والقلق بادياً عليها فأغلقت باب سيارتها بهدوء قائلة باقتضاب
- كنتُ أقوم بجولة
- الا تدركين أن الساعة قد أصبحت التاسعة ( أمعنت النظر بميغ قبل أن تحرك رأسها نحو باب الفيلا وهي تسمع صوت توقف سيارة لتشاهد سيارة روسكين التي توقفت خلف سيارتها فعادت الى ما أمامها وتحركت لتصعد الأدراج فاستمرت ميغ ) كان عليكِ إعلامي الى أين تتجهين
توقفت في منتصف الأدراج محدقة بعمتها قبل أن تقول وهي تشعر بروسكين الذي يقترب منهم
- ومنذُ متى أفعل هذا كلما خرجتُ للقيام بجولة
- بربك جويس الم تري نفسك لقد أخذتُ أحدثكِ وأنتِ لا تصغين وصعدتِ لغرفتك ثم غادرتي حتى دون النظر الي أو إجابتي ماذا علي أن أعتقد وأنتِ بهذهِ الحال غادرتي ولم تعودي مما أيضطرني للبحث عنك خوفاً من أن يكون مكروهاً قد أصابك
- لقد شعرنا جميعنا بالقلق لتأخرك حتى الان ( تدخل أرثر قائلاً فضمت شفتيها قائلة )
- توقفوا عن معاملتي كفتاة في السادسة عشر
ولمحت ميغ وأرثر بنظرة ضيق شديد قبل أن تسرع خطواتها لتختفي داخل المنزل دون النظر نحو روسكين الذي عقد يديه مصغي لمَ يجري وفكيه مطبقين جيداً فتنفست ميغ بتوتر قبل أن تهز رأسها قائلة
- إنها ليست على ما يرام هذا ما أعرفه .. آسفة روسكين لجعلك تبحث عنها دون فائدة .. أرجوك أصعد سأسكِبُ لك كوباً من القهوة
هز رأسه لها بالنفي قبل أن يحل يديه قائلاً باقتضاب شديد
- لا علي مغادرة ناربون الان .. عمتما مساءً
وهم بإضافة شيء الا أنه عاد ليطبق شفتيه وتحرك مغادراً
- كان بإمكانك على الأقل أن تقدمي الشكر لأرثر وروسكين فلقد كانا جداً قلقين
- آه ولمَ بسبك أنتِ عمتي فأنتِ من جعلهما يقلقان ولتعلمي أني أعرف ما الذي تسعين اليه ( أجابت ميغ التي دخلت غرفتها ورائها فرمت حقيبتها على السرير مستمرة ) ولن يحصل ما يجول بفكرك لذا أنسي الأمر أنتِ وأرثر ورولاني وكل من يسعى لجعلي وروسكين نعود معاً الا تدركون أننا لو أردنا ذلك لما ترددنا بالعودة لما لا تستطيعون أدراكَ هذا
نقلت ميغ عينيها بها قبل أن تقول بهدوء
- من أعلمك أني أسعى لأعادتك وروسكين معاً
- أن هذا واضح وضوح الشمس ( عقدت ميغ يديها وهي تتساءل باهتمام دون الخروج عن وقارها )
- ما هو الواضح
- آه عمتي أرجوكِ
- لا أنا أرجوك أعلميني ما الذي يجعلك تعتقدين بأني أسعى لذلك
- أنا لا أعتقد بل أنا واثقة فطلبك مني أن أكون وصيفتك وطلب أرثر ذلك من روسكين بالإضافة لجعلنا نعد ترتيبات الزفاف معاً رغم أن بإمكانكما الاستعانة بشخصٍ ذا خبرة بهذا دون إرهاق أنفسنا
- وماذا أيضاً
- محاولات رولاني وتصرفكم جميعاً مؤخرا وكأن لاشيء كان بيني وبينه
أمعنت ميغ النظر بها لثواني بعد قولها قبل أن تقول بهدوء
- أنتِ تبالغين جدا ًجداً جداً
- لا لستُ كذلك
- بلى ولا تجادلي فقط لمجرد المجادلة فممن كنتُ لأطلب أن تكون وصيفتي والدتك أم زوجة أخي أم إحدى صديقاتي المقربات بينما أنتِ أعزُ مخلوقٍ على قلبي ( أهتزت مقلتيها الثابتتان الا أنها أجبرت نفسها على أن تبقى جامدة في مكانها فاستمرت ميغ ) كم ولد لأرثر غير روسكين وأن كنتُ أنا أم غيري من سيتزوجها أرثر كان ليكون أبنه وصيفه وكان ليطلب منهُ أن يقوم بتحضير لعرسه أنتِ فقط من يشعر بالحساسية الزائدة ربما السبب ما كان بينك وبين روسكين أما عن رولاني فهي شقيقتُه وأعتقد أن لا سُلطة لي عليها لأطلب منها أن تترككما وشأنكما أم لا تفعل بالإضافة أننا نحاول وبجهد أن ننسى ما حصل بينك وبين روسكين وأن نجعل هذا لا يزعجنا وأعتقد أنكِ تعلمين أننا لم نكن لنذكره أمامك وكذلك فعلنا بوجوده لذا أرجو منكِ أن تعيدي التفكير جيداً بما قلتهُ لكِ وأن كنتِ تجدين أنكِ لستِ قادرة على أن تكوني وصيفتي بسبب عدم قدرتك على التعامل مع روسكين فأعلميني بهذا وأنا سأتفهم ذلك .. عمتي مساءً
تابعت عمتها التي غادرت غرفتها قبل أن تجلس على السرير خلفها بإعياء والشحوب لا يفارق وجهها أنها منهكة جداً عقلياً وجسدياً أغمضت عينيها وغصة قوية في حلقها مما يجري لها .
- خالة جويس خالة جويس ( نظرت الى جوني الذي وقف أمامها قافزاً وهو يحمل ورقة مستمراً ) أنظري سأصبح رساماً وأقوم برسم لوحات كما تفعلين
تناولت الورقة منه وهي تجثوا بجواره لتتأمل ما قام به مبتسمة وقائلة
- يا لها من رسمة رائعة عليك بالاحتفاظ بها .. أنتَ حقاً ستصبح رساماً ليس فقط رائع بل موهوب أيضاُ
أخذ الورقة سعيدا بقولها ليريها لشقيقه فابتسمت رولاني وهي تتابعها قائلة
- إنه مغرم بألوانه جعلني أشتري لهُ كمية كبيرة من أقلام التلوين مؤخراً أرجوا أن لا يستعملها الا على الأوراق .. ها هو كوبك
- أشكرك ( أجابتها باقتضاب وتناولت كوب القهوة متسائلة ) الم يقولا متى سيعودان
- آه والدي وعمتك أنسي أمرهما إنهما لا يقولان شيئاً ودائماً يتهامسون ثم يتحركان ليغادرا وهكذا لقد حضرتُ لرؤيتهما فجلسا معي قليلاً ثم أعلماني بضرورة مغادرتهم ولكن طلبا مني عدم المغادر قبل عودتهما وليس هناك من إزعاج أن أعددتُ طعام الغذاء الى ذلك الوقت أتُصدقين هذا ( ابتسمت مستمرة ) أنا مسرورة جداً لهما فأخيراً سأكون مطمئنة على والدي ولن أقلق لبقائه بمفرده .. تبدين هادئة
هزت رأسها لها قائلة
- أفكر فقط .. أعلمتني عمتي أنكِ أردتي كتاب مانسيل الجديد
- أرغب جداً بقراءته وأعلمتني أنه لديها
- أنه كتابٌ مشوق سأتيكِ به قبل أن أنسى
وتحركت مغادرة المطبخ متجهة نحو الباب المفتوح قليلاً وهي تلمح جو وجوني الجالسان أرضاً بجوار الطاولة في غرفة الجلوس ومشغولان بالرسم لتمسك مقبض الباب وتفتحه أكثر وتهم بالخروج لتكتم شهقة كادت تنسل منها وهي توشك على الاصطدام بروسكين فتراجعت خطوة وكذلك فعل قبل أن يبتسم رافعاً حاجبيه وقائلاً
- لديك دائماً طرق غريبة بالترحيب
ابتسمت لابتسامته الدافئة التي لامست قلبها قائلة
- أنتَ الذي فاجأتني .. آوه مرحباً
أضافت وقد اختفت ابتسامتها ببطء للفتاة الواقفة خلفه من تخدع بقولها أنها لم تذكرها أو أنها لم تلاحظها في تارغيت وكانت مشغولة بتأمله ولكن لما ألادعاء فهذهِ الفتاة ذات الشعر الخروبي الرائع والعينين الزقاوتين من كانت برفقته وصورتها مطبوعة بعقلها بشكل جيد ابتعدت عن طريقهما مستمرة وهي تحاول المحافظة على ابتسامتها
- رولاني بالداخل .. أعذروني
- من تحدثين جويس .. آوه أهذا أنت رو .. جوان
تابعت ابتعادها دون أن يفوتها صوت رولاني الذي بدا بهِ الضيق عند لفظها لأسم جوان إذا فهي جوان .. جويس جوان لا لا اختلاف فهي ممشوقة القوام وأنا متوسطة هي زرقاء العينين وأنا ذات عينين عسليتين هي ذات شعر خروبي وأنا أسود ولكنه لامع وأكثر صحة مما هي عليه لا لا اختلاف طفيف جداً جلست تقضم أظافرها على المقعد دون قدرتها على التوقف فلقد سمعتهُ البارحة يقول أن عليه مغادرة ناربون فما الذي جعله يحضر اليوم وليس بمفرده بل مع .. جوان .. توقفت لتمد يدها وتتناول سماعة الهاتف الذي رن بضيق فلا ترغب بسماع رنينة المستمر قائلة
- أجل
- أين أنتِ أنا بانتظارك
- لقد .. لقد جاءتني مكالمة هاتفية ممـ
- حسناً لا تتأخري ولا تنسي إحضار الكتاب لقد أعددتُ حلوى التفاح المفضلة لديكِ
وأغلقت السماعة مما جعلَ جويس تحدق بها قبلَ أن تُعيدها ببطء الى مكانها عليها قتل رولاني فأن كانت زوجة شقيقها المستقبلية لا تروق لها فعليها الا تزجها بهذا تنفست بعمق وتناولت الكتاب متجهة نحو منزل أرثر مفكرة أن ما أن تتزوج عمتها حتى تختفي من ناربون الى الأبد .. ليس للأبد .. فقط حين يكون روسكين متواجداً
- ها هو
قالت وهي تدخل الى المطبخ بعد أن لمحت روسكين الجالس على الأريكة في غرفة الجلوس وينظر باهتمام لرسم جوني وجو وضعت الكتاب على الطاولة قبل أن تبتسم لجوان الجالسة والتي لا تبدو السعادة عليها فقالت رولاني باقتضاب وهي تقدم لها طبقان من الحلوى
- هلا أوصلتي هذهِ لروسكين
تناولت الأطباق منها رغما عنها وهي ترمِقُها بنظرات عدم الرضا فاستمرت رولاني متجاهلة ذلك وهي تجلس أمام جوان
- لدي ما أعلمكِ بهِ جوان
تحركت خارجة من المطبخ وقلبها يتحرك بداخلها بشكل يوترها فتنفست جيداً قبل أن تدخل غرفة الجلوس لتقترب من روسكين وتقدم له طبقه
فرفع نظره اليها قبل أن يتناول الطبق منها قائلاً وهو يشير باهتمام الى ما يقوم بهِ جو
- لنرى مدى ذكائك
تحركت بفضول لتجثوا بجوار جو وهي تضع الطبق الأخر من يدها على الطاولة متأملة ما يفعله قبل أن تضحك قائلة
- دعني أخمن هذهِ والدتك ( هز رأسه لها بالإيجاب فنهض جوني من أمامه لينحني نحوهم ويحدق برسم شقيقه فابتسمت جويس قائلة ) وماذا سترسم الان
- سأرسم والدي ثم جوني وهو يلعبُ مع الجراء ثم سأرسمكِ أنتِ وخالي روس ثم جدي وجدتي
ابتسمت له ببطء وقد أربكها قوله ولكن قلبها أرتجف للمسة يد روسكين الذي مررها على خدها بشكلٍ مفاجئ جعلها تنظر اليه وقد أنحنى في جلسته للامام نحوهم مصغي لم يقوله جو لتلاقي عينيه المغمقتان قبل أن يهمس
- أنتِ شاحبة جدا (هزت رأسها بالنفي وهي تقول )
- لا لستُ كذلك
- بلى أنتِ كذلك أتتناولين الطعام أم أنكِ نسيت هذا
- أنتاول طعامي بشكلٍ منتظم كالعادة
- وتطيلين السهر
- ما الجديد
تساءلت وهي تنقل عينيها بعينيه فلم يجبها بل بقيت عينه تتأملانها مما زاد من ارتباكها فعادت بنظرها نحو جو من جديد متهربة منه
- سأبدأ بأعداد قائمة لمن سنوجه لهم الدعوة لحضور الزفاف
قوله بعد لحظة صمت جعلها تعود إليه قائلة
- اعتقدتُ أنكَ لن تبدأ بذلك الان فأمامنا أسبوع كما أعلمانا
- لا اعد أني سأكون ملتزماً لذا سأبدأ الان لأعوض عن أي طارئ قد يحدث فيما بعد
رفعت حاجبيها وهي تعود نحو جو
- هذا غريب
- ما هو الغريب ( حركت كتفيها مجيبة على سؤاله وهي تدعي انشغالها برسم جو ) أنتَ فالكل يتغير وأنتَ تبقى كما أنت
تجمدت مقلتيه عليها ثم حرك رأسه نحو باب غرفة الجلوس وهو يسمع صوت الباب الخارجي يفتح وصوت مألوف يقول بمرح
- مرحباً .. هل أنتُم هنا ( قطبَ جبينه قبل أن يتحرك واقفاً مع دخول آلما لتبتسم عند رؤيته وقد حملت طفلها بيد وحقيبة باليد الأخرى مستمرة بمرح ) ها أنت كيف حالك روس و .. أنتِ جويس
أضافت ببطء ونظرها يقع على جويس فأقترب روسكين مبتسماً منها وهو يرى برند يحرك يديه بسعادة لهُ فتناوله متسائلاً
- لم تعلميني بحضورك
- اتصلت برولاني فأعلمني تيم أنها هنا فقلتُ لما لا فأنا لم أرى أرثر منذُ وقت كيف هو
- سعيد جداً ( أجابها وهو يضع براند على الأرض )
- آلما أهذهِ أنتِ ( رفعت آلما حاجبيها لصوت رولاني قائلة قبل أن تتحرك نحو المطبخ )
- أجل عزيزتي ها أنا قادمة
نقلت جويس عينيها بين برند وروسكين الذي يداعبه بمحبة قبل أن تتحرك نحوهُ قائلة
- أن الطفل سعيد حقاً برؤيتك
- أجل إنه كذلك ( أجابها وعينيه لا تفارقان برند الذي تحرك نحو الطفلين الآخران فأبتسم روسكين وهو يستقيم بوقفته فتخطت عنهُ قائلة
- عندما أعدُ قائمة المدعوين خاصتي سأعرضها عليك وأرجو أن تفعل بالمثل ( ونظرت اليه لتلاقي عينيه المحدقتان بها من فوق كتفه مضيفة قبل أن تختفي ) ولكني لن أبدء بها قبل أسبوع .. وداعاً .
ما كاد المساء يأتي حتى تقدمت الى داخل حديقة منزل أرثر وهي تنقل نظرها بين رولاني وجوان التين تعدان المائدة وتيم وروسكين الذين يقومان بأعداد الشواء بينما أنشغلت عمتها وألما وأرثر بالحديث ولأول مرةَ منذُ وقت تشكر حظها الذي أسعفها الليلة لتستطيع التخلص من قضاء هذهِ الأمسية برفقتهم لمحتها ميغ التي كانت مشغولة بالحديث لتتوقف متابعة إياها وهي تقترب لتقول
- كدنا نبدأ بدونك
- عليكم أن تعذروني فلن أستطيع البقاء برفقتكم فلدي موعد علي الذهاب اليه
لمحها روسكين بنظرة شاملة من رأسها حتى أخمصِ قدميها وقد بدت في كامل أناقتها قبل أن يعود ليتابع ما كان يعمل بهِ فحركت ميغ رأسها متسائلة بينما قالت رولاني معترضة
- ولكن أما كان لكِ تأجيله
- تأجيل موعد مع برانت كيفن لا لم أكُن لأفعل هذا ( رمشت جوان جيداً قبل أن تقول بتفكير )
- برانت كيفن بطل سباقات التزلج أهذا ما عنيتهِ
- أجل هذا ما عنيته ( أجابتها بابتسامة واثقة قبل أن تضيف ) ميغ لقد أتصل مايك بكِ ويتساءل أن كانت الكتب قد وصلتكِ
- سأحدثه
- حسناً عمتم مساءً وأرجوا أن تتمتعوا بلامسية .. وداعاً
قالت وهي تلمحهم جميعهم بنظرة قبل أن تستدير مغادرة عليها أن تحظى بأمسية جيدة مع برانت كان اتصاله بهذا الوقت مفاجئ ولكنه أسعدها جداً .
- ما كان لميغ دعوتنا أرجوا أن وجودنا لا يزعجك
نظرت نحو رولاني في مساء اليوم التالي وهي تضع الأطباق الفارغة على المائدة في الخارج قبل أن تقول
- لا ولما قد يزعجني وجودكِم
- لأنك دعوتي برانت وربما كنت ترغبين بإبقاء الأمسية خاصة بكما
- تسعدني مشاركتكم
قالت مخفية امتعاضها من دعوت ميغ لهم دون إعلامها فهي عندما أعلمت عمتها مساء أمس قبل أن تذهب لفراشها أنها قامات بدعوة برانت لتناول العشاء أملت أن يصل الخبر لجميع آل لارس ليعلموا أنها أيضاً لم تعد تكترث بروسكين وليس ليحضروا لمشاركتها العشاء برفقته .
ابتسمت قبل أن تتحرك نحو السيارة الرياضية التي توقفت في الخارج وترجل منها برانت ليتحرك لداخل الحديقة فبادرته وهي تقترب منه
- لم تضع الطريق إذا
- كيف ذلك وأنتِ دقيقة في الاتجاهات
أجابها بود وهو يحيها فدعته ليسر لتقدمه لرولاني وتيم وأرثر وعمتها الذين رحبوا بهِ ولكن الحرص بدا عليهم وهم يُحدثوه باقتضاب شديد فتعمدت جويس أن تكون مَرحة مبتسمة وما كادوا يجلسون على المائدة المعدة بالخارج حتى تَجمدت مقليتها وهي ترى روسكين يتقدم منهم وهو يضع جوني على كتفيه فآخر شخص توقعت حضوره هو الا إذا ونظرت نحو عمتها بعينين متوسعتان غير مصدقة هل قامت بدعوته أيضاً ولكن أيا منهم لم ينتبه لها وقد تحركت رولاني ضاحكة لتتناول أبنها عنه بينما نظر برانت من فوق كتفه وميغ تقول لروسكين
- كاد العشاء يفوتك
تحرك برانت واقفاً بحيرة بينما قطب روسكين جبينه لوهلة عند رؤيته لبرانت ثم تقدم منهُ بينما رفعت جويس الجالسة بجوار برانت يدها لتمررها بشعرها من الخلف بضيق
- ولكن .. لا تقل لي لقد اعتقدت أن الأمر مجرد تشابه أرثر لارس رولاني لارس لم أعلم أنهم عائلتك
- يسعدني رؤيتكَ هنا إذا فلقد التقيت بعائلتي .. تفضل
أشار له ليعود للجلوس وتحرك ليجلس أمامه بينما أغمقَ لون بشرت جويس التي أخذت تحرك عينيها بين الوجوه السعيدة المبتسمة الان والتي تغيرت بشكل مفاجئ ليختفي التجهم عنهم بغيظ لقد أفسدوا أمسيتها وهم سعيدون بهذا بشكلٍ واضح
- هل قمتَ بتجربة الزلاجات
- ليس بعد ولكنـ ( توقف برانت فجأة وعقد جبينه بحيرة وهو يحدق بروسكين ثم حرك رأسه لينظر الى جويس الجالسة بجواره وهي تحرك شوكتها بطبقها الذي وضعت بهِ بعض السلطة دون النظر الى أي منهم فحرك يده بحيرة مشيراً نحوها ونحو روسكين وهو يعود اليه قائلاً ) أنت .. و ولكن لم تبدو لي على معرفة حين إذ
- أتعني جويس وروسكين ( تدخلت رولاني بابتسامة رقيقة وصوت خبيث جعل جويس تنظر اليها بعينين مفتوحتان محذرة ولكنها استمرت قبل أن يستطيع أحد قول شيء ) لقد كانا مرتبطين وعلى وشك الزواج منذُ وقت مضى وذلك لم ينجح لذا يدعيان أنهما لا يعرفان بعضهما إذا التقيا أهذا ما فعلاه
تجمدت عيني روسكين على شقيقته مستنكرا تصرفها بينما أشتعل وجه جويس أكثر وأكثر
- سـ أحضر ( قالت ميغ وهي تقف مفكرة في شيء ما يبعدها ) بعض الماء
وتحركت مبتعدة فتحرك أرثر خلفها وهو يدعي السعال بينما تعلقت عيني برانت بجويس التي نظرت اليه بحرج لم تشعر بهِ بكل حياتها وهي تشعر بأن الحرارة تخرج من وجهها بهذهِ الدقيقة ولكن لمفاجئتها حل محل الدهشة التي بدت على وجه برانت ابتسامة ومد يده ليغطي يدها الموضوعة بجوار طبقها مما فاجئها قائلاً بذات الابتسامة وهو يغمزها بعينه
- كان عليكِ اعلامي أني سأرى روسكين هنا كنتُ حين إذ أحضرتُ بعض العمل معي
- من الجيد أنها لم تعلمك إذا
أجابه روسكين باقتضاب والضيق بادٍ عليه فنظر برانت إليه قائلاً
- كان عليكما أن تعلماني بهذا حين ذاك لا أن تستغفلاني بهذا الشكل فأنا أعلم أن جويس كانت مرتبطة ولكني لم أكُن فضولياً بما يكفي على ما يبدو
أن كان يقصد إخراجها من الحرج الذي تشعر بهِ فهذا لم يحصل ومما زاد ذلك أنها ترغب بسحب يدها من تحت يده فرمقته رولاني بنظرة عدم رضا قبل أن تتحرك واقفة وقد بدء جوني ينام بحجرها قائلة
- أعذروني علي أن أضع طفلي في الفراش
وتحركت مبتعدة فتابعها تيم قبل أن يعود ليجد روسكين يحدق به فقال
- أنها شقيقتك ( ثم وجه حديثه لبرانت قائلاً ) اعذرنا على هذه الفوضى
- أن أجمل ما يمكن أن يملكهُ المرء هو العائلة ( ونظر نحو روسكين مستمراً ) أنـتَ تعلم أني نشأت ضمن أسرة كبيرة
- أجل ( أجابه باقتضاب وأضاف كي يتوقف الحديث بهذا الأمر ) ماذا كنتَ تعلمني عن الزلاجات
- لم أقم بتجربتها بعد ولكننا حددنا موعداً لذلك
أخذ برانت يحدثه ويده تتحرك عن ظهر يدها ليتناول يدها مداعباً بأصابعه أصابعها وهو مشغول بالحديث مع روسكين الذي حرك رأسه نحو أحد الأطباق التي أمامه مصغي دون أن ينظر اليه وقد أطبق فكيه جيداً ابتلعت جويس ريقها وقد بدأت تشعر بأن جسدها يرتجف جراء توترها الذي يتفاقم وهمت بسحب يدها منه الى أنه ضغط برقة على أصابعها مانعاً إياها دون أن ينظر اليها وهو يستمر بالحديث مع روسكين وتيم الذي حرك رأسه حوله قبل أن يقول وهو يتحرك
- سأبدأ بالشواء ( فأسرعت جويس بالقول وهي ترى أن بمقدورها الهرب أخيراً )
- سأساعدك
وتحركت مبتعدة لتقف بجور تيم وهو يبدأ بوضع الفحم على الموقد فلمحها بنظرة قبل أن يقول وهو يرى ضيقها
- أعتذر لتصرف رولاني الفظ أنها لا تتقبل فكرتـ
- اعلم ولكن حقا هذا تخطى الحدود
قاطعته قائلة فآخر ما تريد سماع الان هو أسم جوان فأغمضت عينيها وهي تحاول أعادت الهدوء الى نفسها ثم لمحت الرجلان الذين يتحدثان ويبدو من حركات يدي برانت أنهما لم يخرجا عن موضوع التزلج ثم لمحت ميغ وأرثر الذي ظهرا من الداخل قبل أن تعود نحو تيم لا تريد تبادل الحديث معهم الان وإلا أنها لن تصمت الا بعد أن تفرغ كل ما يختلج بصدرها وهي بغنى عن هذا أمام برانت ما كادت تعود للانضمام إليهم حتى حرك برانت رأسه مشيراً الى جواره فتابعت سيرها لتجلس بجواره شاكرة له تفهمه للأمر حاولت أن تبتسم وتتصرف كأن شيئاً لم يحدث وهم يتناولون الطعام ولكن أسوء ما كان أن بران ورسكين جداً متفاهمان ويجيدان الحديث بانسجام مما جعل حديث الرجال الأربع هو الطاغي
- ما بكِ لما لا تتناولين الطعام
وجه لها برانت الحديث ضاحكاً وهو يلاحظ شرودها فابتسمت باقتضاب قائلة
- ولكني أفعل
- آه لا أنتِ تحتاجين ( وتناول قطعة من الهوت دوغ بشوكته ليطعمها إياها مستمراً ) لمن يحرص على مراقبتك
رغم الغصة العالقة في حلقها الا أنها تداركت الأمر مدعية الابتسامة وهي تتناولها من شوكته وتمضغها وهي تدعو أن لا يحمر وجهها ورولاني الجالسة أمامها تلمحها بنظرات عدم الرضا
- تلن تريني ما يحتويه مرسمك أشعر بفضول كبير لذلك
- أنها تعرض لوحاتها في المعرض ويمكنك أن .. يمكن لأي شخص أن يراها هناك
أضافت رولاني بعد أن قام تيم بالنظر اليها معاتباً كي لا تستمر فابتسمت جويس متعمدة إغاظتها بسبب ما فعلته بها اليوم ووضعت يدها على ذراع برانت قائلة بود شديد
- يسرني أن تراها كما أنه يمكنك مساعدتي باختيار لوحاتي الجديدة التي سأعرضها فمازلتُ بحيرةَ من أمري ( أضافت ذلك وهي تتحرك واقفة ) آه حقاً حقاً أنا اعتذر بشدة عما حصل ( أسرعت بالقول فور إغلاقها غرفة المرسم عليهما واستدارت اليه مستمرة وهو يضع يديه بجيب سترته متأملاً إياها ) لم أقصد بصدق حدوث ما حدث كل شيء حدث هكذا ولم يكن هناك أي أمر مدبر
- أنتِ وروسكين لارس كنتما مرتبطان
- أجل أعلم أن من قلت الذوق أننا لم تقم بأعلامك أننا نعرف بعضنا على الأقل ذلك اليوم
- لماذا
- لأننا تفاجئنا لم نتوقع أن نلتقي بهذا الشكل
- أن روسكين من أفضل الرجال الذين التقيت بهم وتعاملت معهم وأنا أحترمه جداً وأقدره
- وكذلك هو بالنسبة اليك
- حسناً من منكما الأسوء
- ماذا
- هيا جويس لقد اسفزيته لتو وأنا اعرف انه ليس من السهل أن يستفز ولو لم يكن من الأشخاص الذين يجيدون السيطرة على نفسه لكنت وجدت نفسي مرميا خارجا
- أنت تبالغ ( تمتمت بحيرة من قوله واستمرت ) أن كل ما يجري هو أن عمتي ستكون زوجة أبيه لذا هذه هي العلاقة الوحيدة التي تربطني بهم الان وأعود للاعتذار لك عما حدث أنا لم أقل لهم أبداً أنني وأنت نتواعد أو أي شيء من هذا القبيل
- ولكنك لم تقولي لهم أن علاقتنا هي مجرد علاقة عمل لا أكثر
هزت رأسها بالإيجاب فهي بعد لقائهم بتارغريت حيث اخذ يتصفح دفتر رسمها الذي وضعت به بعض الرسومات التي تصلح للمزالج وهي تراقب المتزلجين وقد راقى له عملها وطلب منها أن تصمم له شعار خاصة لمزلجته لذا كل لقاءاتهم التي تلت ذاك اللقاء كانت لقاءات عمل محضة وقد أعلمها برغبته برسم معين يرغب بوضعه على زلاجته وطلب مساعدتها في تصميمه فقدمت له عدت خيارات تتوافق ورغبته أنتقى منها واحدا والان يريد عدة لوحات لمنزله الجديد الذي اشتراه وقد دعته للحضور للعشاء ولكي ينتقي ما قد يروقه من مجموعتها الخاصة فحركت كتفيها قبل أن تتمتم بحرج
- أرجو أن لا تظن بي السوء ولكني لم أنزعج لاعتقادهم أني أخرج مع أحد ليس الا لذا لم أرغب بتصحيح تلك الفكرة لهم والان فقط أعلم أني تصرفت بطيش فما رأيته اليوم كان محاولة منهم ليعبروا لي كم هم منزعجون ولا شأن لك شخصياً بهذا فهم لا تروقهم الفتاة التي ينوي روسكين الارتباط بها ويعتقدون أن بإمكانهم .. أنهم يأملون كثيراً ( أضافت أخيراً بضيق وحاولت أن تبتسم وأمام نظراته المتفحصة والتي لا تفارقانها حركت يدها حولها قائلة بحرج لتنهي هذا الموقف بينهما ) أرجو أن تعجبك أحدها إنها ما أنجزته مؤخراً
بقي لثانية ناظراً اليها ثم تحرك بهدوء ليتأمل لوحاتها فحاولت أن تبعد تلك الغمامة السوداء والتي جثت فوق صدرها دون فائدة فقد كان أسوء تصرف فعلته هو أعلام عمتها أنها دعتهُ الى هنا أخذ برانت ينتقل من لوحة تلى أخرى دون أن يبدو على عجلة من أمره مما زاد من توترها فهي ترغب بالخروج فحرك رأسه نحوها قائلاً
- هذه تروقني وتناسب غرفة الجلوس لدي لذا سآخذها ( هزت رأسها لهُ موافقة فابتسم وتحرك نحوها قائلاً ) سأرسل لك صديقتي فهي سيسرها جدا انتقاء المزيد من اللوحات للمنزل
- يسرني ذلك
لمحت روسكين فور خروجهم للخارج ومازال جالسا في مكانه ويحيط بيده كوبا كبيرا من القهوة بينما أنشغل تيم بإطفاء الموقد تفاجئة من يد برانت التي أحاطت خصرها فور نزولهم الأدراج فنظرت اليه لتراه ينحني نحوها قائلاً بابتسامة وهو يقربها منه
- عديني أن لا تعلمي صديقتي التي ستزورك لانتقاء اللوحات شيءً مما حصل والا أنها لن تسمح لي بالدخول الى عتبة منزلها
توسعت ابتسامتها قبل أن تكبر للدعابة في عينيه وهزت رأسها قائله
- أعدك بهذا
- جيد والان أعتقد أنني قدمت لذلك الشاب ما يجعله يخرج عن صمته أم أني مضطر لتقبيلك
- آه لا لست مضطرا لذلك ( أسرعت بالقول وهي ترفض مجرد الفكرة فتساءل بمكر )
- أنتِ واثقةَ
- كل الثقةَ ( أصرت وهي تهز رأسها بالإيجاب فتركها ببطء قائلا )
- كما تريدين
وأبتسم وهما يقتربان ليجلس أمام روسكين فجلست بجواره قائلة وهي تدعي الحماس وأرثر يقترب بدوره للجلوس
- لقد أعجبته لوحاتي
- لا بد أن لديك مجموعة كبيرة أو أنكَ لستَ خبيراً مما أضطرها لشرح لك ( قال روسكين بصوت جاف جعل مقلتيها تحدقان به بجمود وأضاف وهو يرفع كوبه الى شفتيه وعينيه لا تفارقان عينيها ) رغم ذلك لا أعتقد أنك شعرت بالملل
شعرت بوجهها يحتقن بقوة وقد أدركت مغزى قوله فضحك برانت قائلا
- علي الاعتراف أن الوقت مر دون أن نشعر
- إذا فقد راقت لك لوحاتها ( تساءل أرثر محاولا التدخل وهو يراقب الجميع فأجابه برانت )
- لو كان أمر لوحاتها فقط لهان الأمر
ضاقت عيني أرثر ولكن قبل أن يعود لقول شيء تلفت برأسه حوله لمناداة ميغ له فأعتذر وأبتعد نحوها ولكن أين منهما لم يشعرا به وقد تصلب وجه روسكين الذي لم يبعد عينيه عن عينيها المغمقتان فلا تدرك كيف يتجرأ على التلميح أنها وبرانت
- ماذا ( رمشت ونظرت الى برانت الذي حدثها دون أن تسمع شيئاً منه متسائلة )
- قلتُ أن لوحتك الأخيرة رائعة جداً
أرخى روسكين جفنيه ببطء قائلاً بهدوء شديد بعكسِ أصابعه التي اشتدت بقوة على كوبه
- لمَ لا تقومين بإحضار بعض القهوة لبرانت
عادت برأسها نحوه قبل أن تتحرك بتردد فلا رغبة لها حقاً بتركهما معاً فقالت وهي تنظر نحو برانت مدعية عدم الاكتراث بروسكين
- أترغب بشرب القهوة
- أجل
أخذت تسكب القهوة بالكوب وهي تشعر بالجو المتوتر بالمطبخ وقد توقفت ميغ ورولاني عن الحديث فور دخولها فأطبقت شفتيها جيداً فأن تجرأت أحداهما على محادثتها الان لن يسرهما ما سيحصل ولكن اي منهما لم تفعل فلمحتهما بنظرة تعبر عن مدى الضيق الذي سبباه لها وتحركت مغادرة نقلت عينيها بين روسكين وبرانت ووضعت كوب برانت أمامه وهي تجلس ناظره نحو روسكين الذي مازال كما هو ثم نحو برانت الذي تجاهل نظراتها ورفع الكوب ليرتشف منه قائلاً
- رائحتها لذيذة ( ثم أعاده الكوب تلى الطاولة قائلاً ) وكذلك مذاقها ولكن للأسف علي المغادرة الان ( فتحت عينيها جيداً محدقة بهِ فنظر الى ساعته قائلاً ) تأخر الوقت ( ونهض واقفاً فأسرعت بالوقوف بارتباك فأمسكها من كتفها وأجلسها قائلاً ) لا داعي لإيصالي فأنا أعرف طريقي جيداً .. عمتمُ مساءً
أضاف وهي تحدق به بدهشة وتحرك مبتعداً ومشيراً بيده لتيم الذي وقف على باب المنزل فعادت برأسها ببطء ودون تصديق نحو روسكين لتجدهُ مازال يحدق بكوبه الذي يحركه بأصابعه على الطاولة قائلة
- ما به .. مابه روسكين .. هل قلتَ لهُ شيئاً .. أفعلت
أضافت بحده فرمقها بنظرة قبل أن يجيبها بجفاء شديد
- لمَ لا تسأليه
- آوه وهذا ما سأفعله ( أجابته وهي تقف وتلمحه بنظرات غيظ فلا يحق لهُ هذا وتحركت بخطوات واسعة لتتخطى الطاولة متجهة نحو الخارج ) ماذا جرى هل أزعجك روسكين ان كان فعل فانا اعتذر بحق
أسرعت بالقول لبرانت الذي جلس داخل السيارة فرفع حاجبيه بابتسامة وهو يقوم بوضع حزام الأمان قائلاً
- ليس شيئاً لا أستطيع احتماله
- ولكن أنا لا .. أعلم أني سببتُ لكَ الكثير الليلة ولكن عليكَ أعلامي أن كان قد فعل فلا يحقُ لهُ أن يقول شيئاً فلا شيء بيننا لا يحقُ لـ
- أتريدين نصيحتي ( قاطعها قائلاً بود واستمر ) ليس عليكما الادعاء ( ثم غمزها بعينيهِ بمرح مضيفاً قبلَ أن تستطيع قول شيء ) أعتني بصديقتي عندما تحضر .. وداعاً
فتحت شفتيها وتابعت ابتعاده قبلَ أن تحرك عينيها بذهول نحو المنزل لتتحرك وتدخله وتتخطى روسكين وتصعد الأدراج المؤدية الى الشرفة لتتخطى أرثر وتيم الواقفان يتحدثان ثم استمرت بالصعود الى الأعلى ولكنها توقفت في مُنتصف الأدراج وهي تشعر بعمتها ورولاني التين أطلتا من المطبخ فاستدارت نحوهما ببطء قائلة بصوت متقطع مخنوق
- لن أسامحكما على ما فعلتماه الليلة أبداً
وأسرعت بالجري نحو غرفتها لتختفي بها محكمة إغلاق الباب خلفها فلا تريد رؤية أحد لا تريد سماع أحد منهم كيف يفكرون بهذا الشكل لما يتصرفون بهذهِ الطريقة لم يتدخلون بأمورها بهذا الشكل ولما تـ .. أن تدخله يعني أنه .. أنه مازال يكترثُ لأمرها و .. ليس مبالياً كما يدعي اقتربت من سريرها ببطء لتجلس عليه وهي شاردة ولكن هناك جوان فكيف يسمح لنفسهِ بمجرد التفكير بإفساد علاقتها مع برانت آه هذهِ أنانية محضة .
- لم تضع الطريق إذا
- كيف ذلك وأنتِ دقيقة في الاتجاهات
أجابها بود وهو يحيها فدعته ليسر لتقدمه لرولاني وتيم وأرثر وعمتها الذين رحبوا بهِ ولكن الحرص بدا عليهم وهم يُحدثوه باقتضاب شديد فتعمدت جويس أن تكون مَرحة مبتسمة وما كادوا يجلسون على المائدة المعدة بالخارج حتى تَجمدت مقليتها وهي ترى روسكين يتقدم منهم وهو يضع جوني على كتفيه فآخر شخص توقعت حضوره هو الا إذا ونظرت نحو عمتها بعينين متوسعتان غير مصدقة هل قامت بدعوته أيضاً ولكن أيا منهم لم ينتبه لها وقد تحركت رولاني ضاحكة لتتناول أبنها عنه بينما نظر برانت من فوق كتفه وميغ تقول لروسكين
- كاد العشاء يفوتك
تحرك برانت واقفاً بحيرة بينما قطب روسكين جبينه لوهلة عند رؤيته لبرانت ثم تقدم منهُ بينما رفعت جويس الجالسة بجوار برانت يدها لتمررها بشعرها من الخلف بضيق
- ولكن .. لا تقل لي لقد اعتقدت أن الأمر مجرد تشابه أرثر لارس رولاني لارس لم أعلم أنهم عائلتك
- يسعدني رؤيتكَ هنا إذا فلقد التقيت بعائلتي .. تفضل
أشار له ليعود للجلوس وتحرك ليجلس أمامه بينما أغمقَ لون بشرت جويس التي أخذت تحرك عينيها بين الوجوه السعيدة المبتسمة الان والتي تغيرت بشكل مفاجئ ليختفي التجهم عنهم بغيظ لقد أفسدوا أمسيتها وهم سعيدون بهذا بشكلٍ واضح
- هل قمتَ بتجربة الزلاجات
- ليس بعد ولكنـ ( توقف برانت فجأة وعقد جبينه بحيرة وهو يحدق بروسكين ثم حرك رأسه لينظر الى جويس الجالسة بجواره وهي تحرك شوكتها بطبقها الذي وضعت بهِ بعض السلطة دون النظر الى أي منهم فحرك يده بحيرة مشيراً نحوها ونحو روسكين وهو يعود اليه قائلاً ) أنت .. و ولكن لم تبدو لي على معرفة حين إذ
- أتعني جويس وروسكين ( تدخلت رولاني بابتسامة رقيقة وصوت خبيث جعل جويس تنظر اليها بعينين مفتوحتان محذرة ولكنها استمرت قبل أن يستطيع أحد قول شيء ) لقد كانا مرتبطين وعلى وشك الزواج منذُ وقت مضى وذلك لم ينجح لذا يدعيان أنهما لا يعرفان بعضهما إذا التقيا أهذا ما فعلاه
تجمدت عيني روسكين على شقيقته مستنكرا تصرفها بينما أشتعل وجه جويس أكثر وأكثر
- سـ أحضر ( قالت ميغ وهي تقف مفكرة في شيء ما يبعدها ) بعض الماء
وتحركت مبتعدة فتحرك أرثر خلفها وهو يدعي السعال بينما تعلقت عيني برانت بجويس التي نظرت اليه بحرج لم تشعر بهِ بكل حياتها وهي تشعر بأن الحرارة تخرج من وجهها بهذهِ الدقيقة ولكن لمفاجئتها حل محل الدهشة التي بدت على وجه برانت ابتسامة ومد يده ليغطي يدها الموضوعة بجوار طبقها مما فاجئها قائلاً بذات الابتسامة وهو يغمزها بعينه
- كان عليكِ اعلامي أني سأرى روسكين هنا كنتُ حين إذ أحضرتُ بعض العمل معي
- من الجيد أنها لم تعلمك إذا
أجابه روسكين باقتضاب والضيق بادٍ عليه فنظر برانت إليه قائلاً
- كان عليكما أن تعلماني بهذا حين ذاك لا أن تستغفلاني بهذا الشكل فأنا أعلم أن جويس كانت مرتبطة ولكني لم أكُن فضولياً بما يكفي على ما يبدو
أن كان يقصد إخراجها من الحرج الذي تشعر بهِ فهذا لم يحصل ومما زاد ذلك أنها ترغب بسحب يدها من تحت يده فرمقته رولاني بنظرة عدم رضا قبل أن تتحرك واقفة وقد بدء جوني ينام بحجرها قائلة
- أعذروني علي أن أضع طفلي في الفراش
وتحركت مبتعدة فتابعها تيم قبل أن يعود ليجد روسكين يحدق به فقال
- أنها شقيقتك ( ثم وجه حديثه لبرانت قائلاً ) اعذرنا على هذه الفوضى
- أن أجمل ما يمكن أن يملكهُ المرء هو العائلة ( ونظر نحو روسكين مستمراً ) أنـتَ تعلم أني نشأت ضمن أسرة كبيرة
- أجل ( أجابه باقتضاب وأضاف كي يتوقف الحديث بهذا الأمر ) ماذا كنتَ تعلمني عن الزلاجات
- لم أقم بتجربتها بعد ولكننا حددنا موعداً لذلك
أخذ برانت يحدثه ويده تتحرك عن ظهر يدها ليتناول يدها مداعباً بأصابعه أصابعها وهو مشغول بالحديث مع روسكين الذي حرك رأسه نحو أحد الأطباق التي أمامه مصغي دون أن ينظر اليه وقد أطبق فكيه جيداً ابتلعت جويس ريقها وقد بدأت تشعر بأن جسدها يرتجف جراء توترها الذي يتفاقم وهمت بسحب يدها منه الى أنه ضغط برقة على أصابعها مانعاً إياها دون أن ينظر اليها وهو يستمر بالحديث مع روسكين وتيم الذي حرك رأسه حوله قبل أن يقول وهو يتحرك
- سأبدأ بالشواء ( فأسرعت جويس بالقول وهي ترى أن بمقدورها الهرب أخيراً )
- سأساعدك
وتحركت مبتعدة لتقف بجور تيم وهو يبدأ بوضع الفحم على الموقد فلمحها بنظرة قبل أن يقول وهو يرى ضيقها
- أعتذر لتصرف رولاني الفظ أنها لا تتقبل فكرتـ
- اعلم ولكن حقا هذا تخطى الحدود
قاطعته قائلة فآخر ما تريد سماع الان هو أسم جوان فأغمضت عينيها وهي تحاول أعادت الهدوء الى نفسها ثم لمحت الرجلان الذين يتحدثان ويبدو من حركات يدي برانت أنهما لم يخرجا عن موضوع التزلج ثم لمحت ميغ وأرثر الذي ظهرا من الداخل قبل أن تعود نحو تيم لا تريد تبادل الحديث معهم الان وإلا أنها لن تصمت الا بعد أن تفرغ كل ما يختلج بصدرها وهي بغنى عن هذا أمام برانت ما كادت تعود للانضمام إليهم حتى حرك برانت رأسه مشيراً الى جواره فتابعت سيرها لتجلس بجواره شاكرة له تفهمه للأمر حاولت أن تبتسم وتتصرف كأن شيئاً لم يحدث وهم يتناولون الطعام ولكن أسوء ما كان أن بران ورسكين جداً متفاهمان ويجيدان الحديث بانسجام مما جعل حديث الرجال الأربع هو الطاغي
- ما بكِ لما لا تتناولين الطعام
وجه لها برانت الحديث ضاحكاً وهو يلاحظ شرودها فابتسمت باقتضاب قائلة
- ولكني أفعل
- آه لا أنتِ تحتاجين ( وتناول قطعة من الهوت دوغ بشوكته ليطعمها إياها مستمراً ) لمن يحرص على مراقبتك
رغم الغصة العالقة في حلقها الا أنها تداركت الأمر مدعية الابتسامة وهي تتناولها من شوكته وتمضغها وهي تدعو أن لا يحمر وجهها ورولاني الجالسة أمامها تلمحها بنظرات عدم الرضا
- تلن تريني ما يحتويه مرسمك أشعر بفضول كبير لذلك
- أنها تعرض لوحاتها في المعرض ويمكنك أن .. يمكن لأي شخص أن يراها هناك
أضافت رولاني بعد أن قام تيم بالنظر اليها معاتباً كي لا تستمر فابتسمت جويس متعمدة إغاظتها بسبب ما فعلته بها اليوم ووضعت يدها على ذراع برانت قائلة بود شديد
- يسرني أن تراها كما أنه يمكنك مساعدتي باختيار لوحاتي الجديدة التي سأعرضها فمازلتُ بحيرةَ من أمري ( أضافت ذلك وهي تتحرك واقفة ) آه حقاً حقاً أنا اعتذر بشدة عما حصل ( أسرعت بالقول فور إغلاقها غرفة المرسم عليهما واستدارت اليه مستمرة وهو يضع يديه بجيب سترته متأملاً إياها ) لم أقصد بصدق حدوث ما حدث كل شيء حدث هكذا ولم يكن هناك أي أمر مدبر
- أنتِ وروسكين لارس كنتما مرتبطان
- أجل أعلم أن من قلت الذوق أننا لم تقم بأعلامك أننا نعرف بعضنا على الأقل ذلك اليوم
- لماذا
- لأننا تفاجئنا لم نتوقع أن نلتقي بهذا الشكل
- أن روسكين من أفضل الرجال الذين التقيت بهم وتعاملت معهم وأنا أحترمه جداً وأقدره
- وكذلك هو بالنسبة اليك
- حسناً من منكما الأسوء
- ماذا
- هيا جويس لقد اسفزيته لتو وأنا اعرف انه ليس من السهل أن يستفز ولو لم يكن من الأشخاص الذين يجيدون السيطرة على نفسه لكنت وجدت نفسي مرميا خارجا
- أنت تبالغ ( تمتمت بحيرة من قوله واستمرت ) أن كل ما يجري هو أن عمتي ستكون زوجة أبيه لذا هذه هي العلاقة الوحيدة التي تربطني بهم الان وأعود للاعتذار لك عما حدث أنا لم أقل لهم أبداً أنني وأنت نتواعد أو أي شيء من هذا القبيل
- ولكنك لم تقولي لهم أن علاقتنا هي مجرد علاقة عمل لا أكثر
هزت رأسها بالإيجاب فهي بعد لقائهم بتارغريت حيث اخذ يتصفح دفتر رسمها الذي وضعت به بعض الرسومات التي تصلح للمزالج وهي تراقب المتزلجين وقد راقى له عملها وطلب منها أن تصمم له شعار خاصة لمزلجته لذا كل لقاءاتهم التي تلت ذاك اللقاء كانت لقاءات عمل محضة وقد أعلمها برغبته برسم معين يرغب بوضعه على زلاجته وطلب مساعدتها في تصميمه فقدمت له عدت خيارات تتوافق ورغبته أنتقى منها واحدا والان يريد عدة لوحات لمنزله الجديد الذي اشتراه وقد دعته للحضور للعشاء ولكي ينتقي ما قد يروقه من مجموعتها الخاصة فحركت كتفيها قبل أن تتمتم بحرج
- أرجو أن لا تظن بي السوء ولكني لم أنزعج لاعتقادهم أني أخرج مع أحد ليس الا لذا لم أرغب بتصحيح تلك الفكرة لهم والان فقط أعلم أني تصرفت بطيش فما رأيته اليوم كان محاولة منهم ليعبروا لي كم هم منزعجون ولا شأن لك شخصياً بهذا فهم لا تروقهم الفتاة التي ينوي روسكين الارتباط بها ويعتقدون أن بإمكانهم .. أنهم يأملون كثيراً ( أضافت أخيراً بضيق وحاولت أن تبتسم وأمام نظراته المتفحصة والتي لا تفارقانها حركت يدها حولها قائلة بحرج لتنهي هذا الموقف بينهما ) أرجو أن تعجبك أحدها إنها ما أنجزته مؤخراً
بقي لثانية ناظراً اليها ثم تحرك بهدوء ليتأمل لوحاتها فحاولت أن تبعد تلك الغمامة السوداء والتي جثت فوق صدرها دون فائدة فقد كان أسوء تصرف فعلته هو أعلام عمتها أنها دعتهُ الى هنا أخذ برانت ينتقل من لوحة تلى أخرى دون أن يبدو على عجلة من أمره مما زاد من توترها فهي ترغب بالخروج فحرك رأسه نحوها قائلاً
- هذه تروقني وتناسب غرفة الجلوس لدي لذا سآخذها ( هزت رأسها لهُ موافقة فابتسم وتحرك نحوها قائلاً ) سأرسل لك صديقتي فهي سيسرها جدا انتقاء المزيد من اللوحات للمنزل
- يسرني ذلك
لمحت روسكين فور خروجهم للخارج ومازال جالسا في مكانه ويحيط بيده كوبا كبيرا من القهوة بينما أنشغل تيم بإطفاء الموقد تفاجئة من يد برانت التي أحاطت خصرها فور نزولهم الأدراج فنظرت اليه لتراه ينحني نحوها قائلاً بابتسامة وهو يقربها منه
- عديني أن لا تعلمي صديقتي التي ستزورك لانتقاء اللوحات شيءً مما حصل والا أنها لن تسمح لي بالدخول الى عتبة منزلها
توسعت ابتسامتها قبل أن تكبر للدعابة في عينيه وهزت رأسها قائله
- أعدك بهذا
- جيد والان أعتقد أنني قدمت لذلك الشاب ما يجعله يخرج عن صمته أم أني مضطر لتقبيلك
- آه لا لست مضطرا لذلك ( أسرعت بالقول وهي ترفض مجرد الفكرة فتساءل بمكر )
- أنتِ واثقةَ
- كل الثقةَ ( أصرت وهي تهز رأسها بالإيجاب فتركها ببطء قائلا )
- كما تريدين
وأبتسم وهما يقتربان ليجلس أمام روسكين فجلست بجواره قائلة وهي تدعي الحماس وأرثر يقترب بدوره للجلوس
- لقد أعجبته لوحاتي
- لا بد أن لديك مجموعة كبيرة أو أنكَ لستَ خبيراً مما أضطرها لشرح لك ( قال روسكين بصوت جاف جعل مقلتيها تحدقان به بجمود وأضاف وهو يرفع كوبه الى شفتيه وعينيه لا تفارقان عينيها ) رغم ذلك لا أعتقد أنك شعرت بالملل
شعرت بوجهها يحتقن بقوة وقد أدركت مغزى قوله فضحك برانت قائلا
- علي الاعتراف أن الوقت مر دون أن نشعر
- إذا فقد راقت لك لوحاتها ( تساءل أرثر محاولا التدخل وهو يراقب الجميع فأجابه برانت )
- لو كان أمر لوحاتها فقط لهان الأمر
ضاقت عيني أرثر ولكن قبل أن يعود لقول شيء تلفت برأسه حوله لمناداة ميغ له فأعتذر وأبتعد نحوها ولكن أين منهما لم يشعرا به وقد تصلب وجه روسكين الذي لم يبعد عينيه عن عينيها المغمقتان فلا تدرك كيف يتجرأ على التلميح أنها وبرانت
- ماذا ( رمشت ونظرت الى برانت الذي حدثها دون أن تسمع شيئاً منه متسائلة )
- قلتُ أن لوحتك الأخيرة رائعة جداً
أرخى روسكين جفنيه ببطء قائلاً بهدوء شديد بعكسِ أصابعه التي اشتدت بقوة على كوبه
- لمَ لا تقومين بإحضار بعض القهوة لبرانت
عادت برأسها نحوه قبل أن تتحرك بتردد فلا رغبة لها حقاً بتركهما معاً فقالت وهي تنظر نحو برانت مدعية عدم الاكتراث بروسكين
- أترغب بشرب القهوة
- أجل
أخذت تسكب القهوة بالكوب وهي تشعر بالجو المتوتر بالمطبخ وقد توقفت ميغ ورولاني عن الحديث فور دخولها فأطبقت شفتيها جيداً فأن تجرأت أحداهما على محادثتها الان لن يسرهما ما سيحصل ولكن اي منهما لم تفعل فلمحتهما بنظرة تعبر عن مدى الضيق الذي سبباه لها وتحركت مغادرة نقلت عينيها بين روسكين وبرانت ووضعت كوب برانت أمامه وهي تجلس ناظره نحو روسكين الذي مازال كما هو ثم نحو برانت الذي تجاهل نظراتها ورفع الكوب ليرتشف منه قائلاً
- رائحتها لذيذة ( ثم أعاده الكوب تلى الطاولة قائلاً ) وكذلك مذاقها ولكن للأسف علي المغادرة الان ( فتحت عينيها جيداً محدقة بهِ فنظر الى ساعته قائلاً ) تأخر الوقت ( ونهض واقفاً فأسرعت بالوقوف بارتباك فأمسكها من كتفها وأجلسها قائلاً ) لا داعي لإيصالي فأنا أعرف طريقي جيداً .. عمتمُ مساءً
أضاف وهي تحدق به بدهشة وتحرك مبتعداً ومشيراً بيده لتيم الذي وقف على باب المنزل فعادت برأسها ببطء ودون تصديق نحو روسكين لتجدهُ مازال يحدق بكوبه الذي يحركه بأصابعه على الطاولة قائلة
- ما به .. مابه روسكين .. هل قلتَ لهُ شيئاً .. أفعلت
أضافت بحده فرمقها بنظرة قبل أن يجيبها بجفاء شديد
- لمَ لا تسأليه
- آوه وهذا ما سأفعله ( أجابته وهي تقف وتلمحه بنظرات غيظ فلا يحق لهُ هذا وتحركت بخطوات واسعة لتتخطى الطاولة متجهة نحو الخارج ) ماذا جرى هل أزعجك روسكين ان كان فعل فانا اعتذر بحق
أسرعت بالقول لبرانت الذي جلس داخل السيارة فرفع حاجبيه بابتسامة وهو يقوم بوضع حزام الأمان قائلاً
- ليس شيئاً لا أستطيع احتماله
- ولكن أنا لا .. أعلم أني سببتُ لكَ الكثير الليلة ولكن عليكَ أعلامي أن كان قد فعل فلا يحقُ لهُ أن يقول شيئاً فلا شيء بيننا لا يحقُ لـ
- أتريدين نصيحتي ( قاطعها قائلاً بود واستمر ) ليس عليكما الادعاء ( ثم غمزها بعينيهِ بمرح مضيفاً قبلَ أن تستطيع قول شيء ) أعتني بصديقتي عندما تحضر .. وداعاً
فتحت شفتيها وتابعت ابتعاده قبلَ أن تحرك عينيها بذهول نحو المنزل لتتحرك وتدخله وتتخطى روسكين وتصعد الأدراج المؤدية الى الشرفة لتتخطى أرثر وتيم الواقفان يتحدثان ثم استمرت بالصعود الى الأعلى ولكنها توقفت في مُنتصف الأدراج وهي تشعر بعمتها ورولاني التين أطلتا من المطبخ فاستدارت نحوهما ببطء قائلة بصوت متقطع مخنوق
- لن أسامحكما على ما فعلتماه الليلة أبداً
وأسرعت بالجري نحو غرفتها لتختفي بها محكمة إغلاق الباب خلفها فلا تريد رؤية أحد لا تريد سماع أحد منهم كيف يفكرون بهذا الشكل لما يتصرفون بهذهِ الطريقة لم يتدخلون بأمورها بهذا الشكل ولما تـ .. أن تدخله يعني أنه .. أنه مازال يكترثُ لأمرها و .. ليس مبالياً كما يدعي اقتربت من سريرها ببطء لتجلس عليه وهي شاردة ولكن هناك جوان فكيف يسمح لنفسهِ بمجرد التفكير بإفساد علاقتها مع برانت آه هذهِ أنانية محضة .
- صباح الخير
- صباح الخير ( أجابتها والدتها بدهشة وحدقت بساعتها التي تشير الى السابعة صباحاً مُتسائلة ) ما الذي تفعلينهُ هنا بهذا الوقت
- الا تريدين قدومي ( رمقتها جاكلين قبل أن تُقول )
- تعلمين أني أريد مِنكِ الانتقال والعيش هنا وليس فقط القدوم لزيارتي ولكن هناك شيء تملكهُ ميغ يجعلك ترفضين ذلك
- اليس الوقت باكراً على تناول الإفطار
قالت متجاهلة عن عمد قول والدتها التي أجابتها وهي تقضم قطعة من الخبز الذي دهنت عليه بعض المربى
- أنا أتناول دائماً إفطاري باكراً .. كيف هي ميغ
- بخير .. ستتزوج قريباً
- سـ ماذا ! ( قالت وهي تمعن النظر بها فكررت قولها قائلة )
- ستتزوج في نهاية الشهر القادم
- آه أخيراً .. من الذي أقنعها بذلك لقد اعتقدت أنها غرقت بكتبها وأنتها الأمر
- أرثر لارس
- أرثر لارس ( قالت جاكلين بهدوء شديد وهي تحدق بها ووضعت خبزتها جانباً وعقدت أصابع يديها على الطاولة ممعنة النظر بها فرشفت جويس من كوب العصير الذي سكبته لتو متجاهلة تحديق والدتها بها والتي عادت للقول ) أن كنتِ تريدين الانتقال الى هنا فأنتِ تعرفين أن غرفتك جاهزة دوماً
- لا لا أريد كل ما هناك أني كنتُ مارة بهذهِ الطريق فعرجتُ عليكِ
قالت كاذبة ولا تعلم لما غيرت رأيها الان فلقد خرجت صباحاً قبل استيقاظ ميغ وهي تنوي قضاء بعض الوقت عند والدتها ولكنها الان علمت بأنها عادت للهُروب ليس عليها مغادرة ناربون لإيقافهم بل عليها مواجهتهم فأمضت بعض الوقت برفقة والدتها قبل أن تتجول بشتاور وتقوم بالتبضع ثم تتجه نحو الصالون لتسرح شعرها ثم عادت بأدراجها الى ناربون لتدخُل منزل عمتها فلمحتها ميغ الجالسة في غرفة الجلوس ومنشغلة بترجمة أحد الكتب وهي تتخطى الغرفة لتصعد الأدراج نحو غرفتها فعادت بِبُطء نحو الورقة التي أمامها وهي شاردة .
تعمدت في صباح اليوم التالي المغادرة باكرا والتوجه نحو المكتبة وما ان رأتها رون حتى طالبتها بالحصول على باقي اليوم إجازة فلم تعترض وانشغلت بالعمل على الكمبيوتر لا رغبة لها بالبقاء بالمنزل والعمل هناك .
تناولت احد الكتب عن رف المكتبة قبل أن تعيده الى مكانه ثم تحضر مجموعة جديدة لتقوم بترتيبها داخل الرفوف وتعود للجلوس خلف المكتب لتطبع على الكمبيوتر بعض الملاحظات حول الكتب التي تحتاج الى إحضارها الى المكتبة رفعت عينيها نحو الباب الذي فتح وقد عم الظلام في الخارج لتتعلق بروسكين الذي دخل فأعادت نظرها الى ما أمامها متعمدة الانشغال به
- هنا تختبئين منذ الصباح إذا ( تجاهلت قوله تماما فنقل عينيه بأرجاء المكان وهو يقترب منها ليضع راحت يديه على مكتبها ويميل نحوها قليلا قائلا لتجاهلها التام له ) لابد وانك تعملين على شيء مهم ( وأمام صمتها ورفضها النظر اليه استمر ) اهو تصميم جديد لبرانت ( توقفت عينيها عن الرمش وثبتت لوهلة على شاشة الكمبيوتر لقوله لكنها سرعان ما عادت لقراءة ما كتبته فأضاف ) لا تلوميني على ما حدث البارحة فلو علمت أن برانت موجود لما حضرت عمتك من قامت بدعوتي ولم يخيل لي أن هناك أمرا ما وراء ذلك .. لقد أفسدنا عليك الأمسية بشكل رائع
قولة الأخير بمتعة رغم محاولته إخفاء ذلك دون أن يفلح جعلها ترفع عينيها اليه بغيظ كبير لتلاقي عينيه الامعتان بمتعة زادت من حنقها فقالت بهدوء شديد
- ان ما بيني وبين برانت مجرد عمل لذا تصرفكم جميعا كان مخزي
- أنت من أوحى انك وهو ( وترك كلماته معلقة فضاقت عينيها قائلة )
- انتم من اعتقد ذلك وأنا لم أحاول نفيه لأنه لا شأن لكم جميعا بي أن أموري الشخصية تخصني وحدي
- أنا شخصيا عرفت الحقيقة ولكن لم أعلمهم فان رغبت بإعلامهم افعلي وان لم ترغبي .. هي أمورك الشخصية .. لما قد ترغبين بادعاء ذلك ( هزت رأسها بيأس وعادت نحو شاشة الكمبيوتر أمامها فتابعها قبل أن يعود للقول بصوت خافت وبإصرار ) حقا لما قد ترغبين بادعاء ذلك
- أعلمتك أني لم ادعي ذلك لأبدأ بالادعاء الان ليست مشكلتي أنهم يفكرون بهذه الطريقة
- عليك إذا توضيح الأمر لهم والا ..
- والا ماذا ( قالت وهي تنظر اليه لعدم متابعته فأضاف بابتسامة وعينيه تنتقلان بعينيها بهدوء )
- لن يدعوك وشأنك قبل أن تعودي لي ( فتحت شفتيها قبل ان تسرع بالقول )
- إذا عليك إفهامهم انك مرتبط الان ولا داعي لمحاولتهم لأنها ستبوء بالفشل
- ولما أزعج نفسي بهذا ( ضاقت عينيها به قبل ان تقول وهي تشدد على كلماتها )
- اعدم إخلاصك هو ما جعل رينا تتخلى عنك أيضا
التمعت عينيه بغيظ من قولها مما أشعرها بالراحة فهي تريد إغاظته حتى العمق فقال
- لست مضطرا ان أكون مخلصا لها لأنه لم يكن يوما هناك أمرا ما بيني وبينها
أشاحت بنظرها عنه عائدة نحو كمبيوترها فاستقام بوقفته بدوره لامحا إياها بضيق قبل ان يتحرك خارجا فتابعته وهو يخرج لتتنهد وترمي نفسها الى الخلف بمقعدها محدقة بالباب الزجاجي بشرود ان كانت قد اكتشفت شيئا وهي بتارغريت بعد رؤيته من جديد هو أنها لم ولن تستطيع أن تتخلص من مشاعرها نحوه مهما حاولت هزت رأسها وعادت نحو شاشة الكمبيوتر شاردة به للحظات ثم قامت بإطفائه وتحركت لتطفئ أضواء المكتبة وتخرج محدقة برسكين الذي يقف مستندا على سيارته وقد عقد يديه ناظرا اليها بدوره فاستدارت ببطء مغلقة أبواب المكتبة بتمهل فالقد اعتقدت انه غادر والا لما خرجت الان ابتعدت عن المكتبة قائلة
- مازلتَ هنا
- فضلت انتظارك فجميع المحلات المجاورة قد أغلقت
- المكان امن ( استمرت وهي تسير لتتخطى عنه الى انه أوقفها بقوله )
- أنا أيضا عائد الى المنزل ( نظرت اليه قائلة )
- إذا
- لنترافق ( نقلت عينيها بعينيه دون إجابته فأضاف بهمس ) هل أعلمك ما تفكرين بهِ الان
- لا ( أجابته دون تردد فأبتسم قائلاً )
- ولما لا ( تنهدت بيأس قائلة )
- لأني لا أريد أن أسمع مـ
- ما هو حقيقة ( تمتم وهو يقترب منها ببطء )
- وما هو الحقيقة ( همست دون رغبتها حقا بأن يجيبها إلا أنه قال برقة )
- انك مازلت .. ( وترك كلماته معلقة دون متابعة فهمست وهي تشيح برأسها عنه )
- روسكين
- أجل ( عادت اليه قائلة وهي تدعي عدم الاكتراث )
- حاول ان تكون مخلصا هذه المرة والا انك لن ترتبط عما قريب
لم يبدو ان قولها قد أزعجه كما كانت ترغب بل حرك يده ببط نحو يدها ليحيط أصابعها مما فاجئها وهو يقول
- لنعقد هدنه
- أهناك حربا دائرة وأنا لا اعلم
تعمدت القول وهي تحاول سحب يدها منه دون ان تفلح ليتراجع بخطواته الى الخلف مجبرا إياها على السير معه وعينيه متعلقتين بعينها التين لا تفارقانه وهو يقول
- لقد كنا صديقين جيدين لنعد كذلك ( وحرك عينيه الى السيارة التي تقترب من بعيد ليضيف وهو يقف بجوار سيارته ) لنبتعد من هنا الى مكان خالي من أعين الفضوليين
- الا تعتقد أن عليك سؤالي أن كنتُ أرغب بالذهاب معك الى ذلك المكان الخالي من أعين الفضوليين
- بلى أرى أن علي سؤالك
- حسناً .. أنتَ لا تصغي لمَا أقوله لك
قالت محتجة وهو يجذبها لتقف بجوار السيارة قائلاً وهو يثبت عينيه على عينيها
- دعينا نتفق على أمر ( همت بهز رأسها بالنفي فأسرع بالإضافة ) لا لا اعتراضات والا أني .. سأقوم بتقبيلك كلما قمتِ بالاعتراض .. لابد وأنها ستكون ليلة حافلة
- روسـ ( ابتلعت كلماتها بسرعة عندما لمع وميض في عينيه وقالت بارتباك وهي تثبت يدها على صدره كي لا يحاول الاقتراب منها ) لا يحقُ لكَ التصرف بهذا الشكل أو قول ذلك وخاصة أمر كهذا
- أأسمع اعتراضا ما هنا ( قال متجاهلاً قولها مما جعلها تعقد حاجبيها وتراجعت للخلف خطوة وهي تشعر بهِ يميل نحوها ولكن يدُه امتدت لفتح باب سيارته لها قائلا ) هيا لنقم بجولة فلم نترافق منذُ .. وقت
بقيت النظرةَ الحذرةَ مطلة في عينيها وهي تراقبه قبل ان تقول
- هيا دعنا من هذا أن كانـ
توقفت كلماتها وتلاشت وغاص قلبُها الى أعماقٍ بعيدة ليفتح لها أبواباً كانت قد أحكمت إغلاقها دونَ أن تستطيع ذلك وشفتيه تلامسان شفتيها بقبلة رقيقة مباغته أنستها ما كانت تتحدثُ بهِ حتى فرفع رأسه قليلاً محدقاً بعينيها لتغوص الى داخله وتأخذ الدماء الحارة بالصعود الى وجهها فهمس بصوت رقيق بالكاد سمعتهُ
- دعينا من المجادلة
- لا يحـ
- ماذا كنت تقولين ( قاطعها وهو يعود للانحناء نحوها فتراجعت خطوة أخرى للخلف محاولة الابتعاد عنه قدر ما أمكنها لتستند على سيارته وترمش وهي تشيح برأسها عنهُ محاولة تمالك نفسها ولكنهُ أحنى رأسه متابعا إياها وقائلا ويده ترتفع لتلامس شعرها الذي غطى جانب وجهها ويبعده الى الخلف ) لتكُن ليلة مميزة أننا بالتأكيد نستطيع قضاء وقت ممتع معاً
- لما ( همست بصوت بالكاد سمعتهُ هي نفسها وهي تعود لتنظر اليه والقلق باد عليها )
- هناك الكثير من الأسباب أولها أني أناني بشكلٍ كبير وأرغبُ باحتكارك لنفسي الليلة ( لم تستطيع قول شيء رغم أن هناك مئة أمر في رأسها في تلك اللحظة ولكن التقاء عينيها بعينيه كانت أكثر مما تستطيع احتماله فتلك النظرة التي لا تفارق عينيه تجعلانها في دوامة تامة ترغب بتوقف الزمن بهما هنا فأرخت جفونها قليلاً محاولة كسر ما يدور بينهما الان فعادت يده لتلامس خدها هامسا ) أنذهب .. أعدك أنها ستكون لليلةَ لا تُنسى
- بـ .. بِشرط ( قالت منساقة وراء مشاعرها وقاذفة بحذرها جانبا فأبتسم قبل أن يعقص شفته هامسا )
- كل ما تريدين
- أن لا تجادلني أن أعلمتك بأني أرغب بالعودة للمنزل
- أني طوع أمركِ ( نقلت عينيها بعينيه لا تعلم بحق أن كانت رفقته أمر جيد أم لا فأضاف ) أي شيء آخر
- أجل .. أمر .. ذلك .. الأمر الذي وضعته
- آه لا لن أتخلى عنه
- ولكني عند أذ .. توقف
أسرعت بالقول ويدها تستقر على صدره القريب منها من جديد قبل أن يميل نحوها
- أنتما لن تتوقفا عن مفاجئتي ( تناهى لهم صوت أدي الذي خرج من نافذة سيارته مشيرا لهما وهو يستمر ) ماذا اليس لديكما مكان آخر تتحدثان به ما كان ليحدث لو لم تكونا جيران ومنازلكما ملتصقة
- آه ( همست دون أن تلتفت الى الخلف وعينيها ثابتتان على روسكين الذي نظر الى أدي قائلا )
- اليس لديك ما تفعله
- هل أزعجتكما .. ليلة سعيدة ولا تلهوان كثيرا
أنسلت جالسة في السيارة قبل أن تلمح أدي الذي حرك يده مودعا ومستمرا بالابتعاد بسيارته فأغلق روسكين بابها وتحرك حول السيارة ليجلس بجوارها مغلقاً بابه
- رباه ( تمتمت وهي تحدق بالنافذة الجانبية فقال روسكين )
- قلتِ سابقاً أنهُ ليس بثرثار فهل غيرتِ رأيك الان
- رباه ( عادت لتتمتم مما جعله يبتسم فحركة رأسها بيأس قائلة وهي تحرك يديها ) الديك أي فكرة عن المكان الذي نقصده
- بالتأكيد
- إذا أعلمني
- سنصل اليه قريبا
- آوه لا ( قالت وهي تتحرك في جلستها نحوه ناظرة اليه جيدا ومضيفة ) ليس من جديد أرجوك
- ليس من جديد ماذا
- نحنُ لا نقصد ذلكَ المنزل المهجور
- لا لا تقلقي لستُ أفكر بالقيادة كل تلك المسافة لدي أفكار أفضل من ذلك
- وهي
قالت مشددة فلمحها بنظرة قبل أن يعود الى ما أمامهُ قائلاً وكأنه يستمتع بما يقوله
- عليك أن تتذكري مكان كنا وأعتقد مازلنا نحبُ قضاءَ بعض الوقت به
فتحت شفتيها ثم أغلقتهما وهزت رأسها بالنفي قبل أن تعقد يديها ويقترب حاجبيها من بعضهما ثم تتمتم بصوت مسموع
- لا لا الوقت متأخر ليس هو .. أنت تلهو بي من جديد
ولمحته بنظرة جديدة أنها حقا ترغب بمعرفة ماذا ينوي فهي حتى هذه اللحظة ترفض اعتبار مرافقته فكرةَ مجنونة فنظر اليها قائلا
- لا تقولي لي أنك لم تعرفي
- أنا لا أصدق فقط ( ضحك لقولها قائلا )
- لنرى أن كنت ستصدقين أم لا
أخذ قلبها ينتفض بطريقة غريبة بداخلها وعينيها تحدقان بالمياه التي تتلالاء أمامها وقد أنارها القمر الذي يضيء السماء قبل ان تهمس وقد كانا يكثران من الحضور الى هنا في فترة خطوبتهما
- أتدرك كم الوقت الان ( أوقف السيارة متأملا ما أمامه بصمت فحركت رأسها اليه فنظر اليها بدوره متأملاً عينيها مما جعلها تسحبهما ببطء بعيدا لتحدق أمامها لعدم إجابته وهي تصلي الا تكون دقات قلبها مسموعة جالت عينيها بما أمامها بتشويش قبل أن تهمس بصوتٍ حاولت إخراجه ثابتاً ) لمَ نحنُ هنا
وأمام الصمت المطبق الذي يحيط بهما وعدم إجابته لها فتحت الباب وخرجت لتسند ظهرها بالسيارة علها تتنفس بشكل أفضل ولم تكن الا لحظات حتى سمعت صوت موسيقى مألوفة مما جعلها تعقص شفتها وهي ترخي جفونها قليلا قبل ان تحدق به وهو يسير ليقترب منها ويصبح وجهه أكثر وضوحا لها ويده تلامس يدها وعينيه لا تفارقان عينيها فهمست وهي تحاول سحب يدها
- لا تفعل
- لما لا .. الا تثقين بي
- لو .. لم أكن كذلك .. لما حضرتُ معك ولكن هذا غير صائب ( التمعت عينيه وتحركت يده الأخرى لتحيط خصرها مما جعلها تفتح شفتيها هامسة ) لا أستطيع
- لا تستطيعين مراقصتي
- ليس مع هذا الحذاء و .. هذهِ الأرض العرجاء
- لا تقلقي سأسندك
أجابها وهو يجذبها اليه فرمشت مجبرة نفسها على عدم الاسترسال فوجودها هنا بين ذراعيه ليس بالأمر الذي ستفخر بهِ بالغد فنظرت تلى ذقنه القريب منها هامسة بصوت حاولت خراجه ثابتاً
- ليس من الائق وجودنا هنا ونحـ
- هل أسمع اعتراضاً
همس وخده يلامس خدها لتتحرك معه بتردد بخطوات حفظتها عن ظهر قلب فعادت لتهمس رافضة أن تضعف
- روس
- اجل
- هلا نظرت الي
قالت بيأس علها تستطيع استجماع أفكارها ولكنهُ لم يستجيب لها واشتدت يديه حولها مانعاً إياها من التراجع وهو يهمس
- أحبُ مراقصتكِ على هذهِ الألحان
أغمضت عينيها وأخذت يديها المتوترتان بالاسترخاء ببطء على صدره أنها لا تستطيع أن تقاوم أكثر من هذا فرغبتها باستمرار هذا تفوق كثيراً رغبتها بمقاومته فاسترخت تاركة لهُ قيادتها ولكنها عادت لتفتح عينيها ببطء وهي تشعر بيده التي أنسلت ببطء عن خصرها لترتفع على ظهرها مما جمدها في وقفتها وهو يلامس عنقها فهمست باسمه
- أجل عزيزتي
اجابها بصوته الهامس مما جعلها ترخي جفونها قليلاً هامسة وهي تشعر بعقدة شعرها التي سحبت
- ماذا تفعل
ورفعت وجهها له وشعرها يهدل على كتفيها لتلاقي عينيه التين تراقبانها ليقول بصوت منخفض مليء بالمشاعر
- أقومُ بأحداثِ الفوضى بشعرك
- أنت تعلم ذلكِ إذا
- أجل ( أجابها وهو يقرب وجهه منها ويدسه بشعرها متمتماً بتنهيدة ) لطالما أحببتهُ هكذا
عقصت شفتيها بصمت للحظات قبل أن تهمس
- أن ما نفعله جنون وقدومنا الى هنا معا كـ
واختفت كلماتها لأطباقه شفتيه على شفتيها وتحريك يديه لتحيطان وجهها وهو يشعر بيديها التي استقرتا على صدره تحاولان إبعاده عنها ليفشل محاولاتها فهمست باسمة بصعوبة ومازالت تملك بعض التعقل فأجابها دون أن يحاول الابتعاد عنها
- أجل
- أرجوك
- أرجوك ماذا
- توقف عن هذا
- عن ماذا
- بربك
- آوه لا بربك أنتِ
- ولـ
تلاشى أي اعتراض كانت لتتفوه بهِ وهو يمنعها من معاودة الحديث وعند أبعاده وجهه عنها من جديد لم تكن لتستطيع التفوه بكلمة ومازالت تشعر بأنفاسه الحارة تلفح وجهها وبأصابع يديه التين تتحركان برقة على جانبي وجهها لم تجرؤ على فتح عينيها وهي تعلم أن عينيه أول ما ستراهما لا تجرؤ على مواجهته تحركت يده ببطء لتلامس عنقها من الخلف ليقرب وجهها منه محتضناً إياها وهو يتنفس بعمق فأسندت رأسها بصدره دون أن تقاوم فهذا ما تحتاج اليه فلقد مضى زمن منذُ أن ضمها إليه بهذا الشكل كيف لها أن تقاوم مشاعرها وهي أول ما تخونها كيف لها التفكير السليم وهو يحيطها بهذا الشكل ويده تتحرك برقة على شعرها كيف لها هذا وهي لا تريد ذلك آه ضمت عينيها المغمضتان محاولة أن تتمالك نفسها قبل أن تهمس باسمة من جديد طالبه إصغائه
- أجل حبيبتي
صوته الحنون المشوب بالعاطفة لم يسعفها فابتلعت ريقها محاولة تجاهل صوته وصدره الذي تستند عليه طالبة بعض التعقل لنفسها وأجبرت صوتها على الخروج ثابتاً دون أن تفلح وهي تقول بصوتٍ هش ضعيف
- لقد وعدتني بإعادتي الى المنزل عندما أرغب بهذا ( شعرت بهِ يتصلب عند قولها هذا فأبعدت رأسها ببطء وتردد للخلف قليلاً لتلاقي عينيه القريبتين منها والتين تحدقان بها بخيبة أمل فأخفضت جفونها هامسة ) لقد وعدتني
لم يجبها وطال الصمت والتوتر بينهما زاد وكان فوق ما تستطيع احتماله فتراجعت للخلف ببطء كي لا تتعثر وهي ترفع يدها لتدسها بشعرها عن الجانب دون أن تجرؤ على النظر اليه فتركتها يديه دون أن يفوتها اشتداد عضلاته فكه قبل أن يهمس
- تريدين العودة للمنزل الان
سؤاله الهادئ جعلها تنظر الى وجهه لتصدم بعينيه الباردتان عكس ما كان عليه قبلاً ووجهه المشدود فهزت رأسها بالإيجاب فنقل عينيه بعينيها وضم شفتيه فتحركت بقدمين مرتجفتين لتجلس في مقعدها وهي تضم جسدها بذراعيها لقد علمت منذ البداية انه ما كان عليها مرافقته لم تمضي عدت دقائق حتى شعرت به يقترب ليصعد بدوره ويجلس بجوارها ويحرك السيارة بطريقة تدل على نفاذ صَبره فأخذت تقضم أظافرها دون أن تعي وقد لازمهما الصمتُ منذُ انطلاقه
- توقفي عن هذا أنتِ تسببين لي التوتر بتصرفك هذا ( قال قاطعا الصمت بينهما بنفاذ صبر فحدقة بهِ دون أن تدرك ما يعنيه فحرك يده نحوها دافعاً يدها التي تقوم بقضم أظافرها بعيدا عن فمها فرمشت وعقدت يديها بتجهم لتصرفه الفظ وحدقت أمامها دون رؤية شيء فكل تفكيرها منصب على الرجل الجالس بجوارها وهو يشتعل غيضاً رغم محاولتهِ إخفاء ذلك ثم عقدت حاجبيها مختلسة نظرة اليه وهو يتمتم ) أنهُ سوء حظي أجل فلا أجد تفسيراً غير هذا ( وحرك يديه على مقود القيادة بعصبية مستمراً دون أن ينظر اليها ) أن حظي العاثر هو الذي جعلني التقي بكِ
- أن حضورنا الى هنا لم يكن بالعمل المتعقل الـ
- آه .. آه متعقل إذا الا تدركين أنكِ آخر من يتحدث عن التعقل
- لا أريد أن أكون سبب انفصالك الجديد عن من تنوي الارتباط بها
- ماذا أفعل ( قال مشدداً على كلماته بغيظ ومستمراً بيأس ) أعلميني ماذا أفعل
- أعدني الى المنزل
- أوليس هذا ما افعله الان .. تباً
تمتم بحدة مما جعلها تتنهد بضيق شديد وترفع يدها الى جبينها وقد أخذ يؤلمها وأمام شتمه من جديد تمتمت دون أن تغير من جلستها
- ما كان علي مرافقتك
- تفكير صائب ولكن بعد فوات الأوان ( قربت يدها التي تلمس جبينها نحو حاجبيها مخفية وجهها عنهُ وقلبها يزداد الما فلمحها بنظرة وهو يهم بقول شيء ولكنهُ توقف وعاد الى ما أمامه ليلمحها بنظرة أخرى قبل أن يتساءل يتجهم أقل ) ما بكِ ( هزت رأسها بالنفي دون أن تفتح عينيها أو تبعد يدها فأخرج زفرة نفاذ صبر قبل أن يخفف من سرعته ببطء لتشعر بها تتوقف أخيراً وتحرك بجلسته نحوها متأملاً إياها قبل أن يقول بذات الحدة ) ماذا الان ( هزت رأسها بالنفي للمرة الثانية دون قدرتها على التحرك فتأملها وتوتره يزداد وحرك يده ليمسك يدها التي تخفي وجهها عنهُ قائلاً ) أنظري الي ( ولكنها أبعدت رأسها وعقصت شفتها لا تريد ذلك رغم محاولتها أن تبقى هادئة الا أنها أخذت نفساً قوي كان يصعب إدخاله الى صدرها وقفزت دمعة ما كانت تريد منها الخروج خارج عينيها فاشتدت أصابعه التي أمسكت يدها على أصابعها ثم حرك يده الأخرى نحوها هامساً ) اقتربي ( وجذب رأسها اليه فأخفته بسرعة في كتفه وهي تحاول أن لا تشهق ولكن صدرها الذي يرتجف فضحها فاشتدت يده التي تحيطها ومرر الأخرى على شعرها هامساً برقة ) لا بأس عليكِ .. هيا أسترخي ( وقرب رأسه من رأسها أكثر ليطبع قبلة عليه وهو يُخرج تنهيدةَ عميقة من صدره مستمراً ومازال صدرها يرتجف ) لا أعلم ما الذي جرى لنا ( واشتدت يده التي تحيطها محاولاً طمأنتها ففتحت شفتيها لتتنفس محاولة تنظيم أنفاسها وتمالك نفسها ولكن هذا ما لم يحصل وكأن وجودها بين ذراعيه الان سبباً كافي كي لا تتوقف دموعها فلم يحاول كسر الصمت الذي يقطعه صوت أنفاسها مما زاد من مأساتها فحاولت الابتعاد عنه الا أنه منعها بضغطة خفيفة هامساً ) هل أنتِ بخير ( لم تجبه فأضاف) إنهُ ليشَرفني أن تبكي على كتفي .. سأفتخر بذلك في المستقبل عندما تصبحين شخصية لامعة ( أن قصد مداعبتها لم يفلح بل زاد جريان دموعها فقال بسرعة ) كنتُ أحاول مداعبتك
وأمام رفضها النظر مال ليتناول منديلاً وقدمه لها فرفعته الى وجهها بيدين مرتجفتين وهي لا تجرؤ على النظر اليه وهو يتابعها ثم قالت وهي تبتلع ريقها
- أشكرك كان هذا لطفاً منك وآسفة أن بللتُ ذراعك
- لا بأس يمكنك استعارتها متى رغبتي بالبكاء
رمقته بنظرة سريعة وهي تدعي انشغالها بمسح وجهها فأبتسم لها فلم تستطيع الا العودة لتلتقي عينيه فحرك يدُه التي كانت تحيط كتفها نحو رأسها ليبعثر شعرها غامزاً بعينيه وقائلاً بود
- سأجعلكِ بفوضى أكثر مما أنت عليه ( تصرفه جعلها تشعر وكأن جبلاً كبير كان يرقد على صَدرها وأبتعد عند ابتسامته فهمس وهو يراقبها ) هل نحنُ أفضل حالا الان
هزت رأسها له بالإيجاب واختلست نظرة نحوه وهي تتراجع نحو مقعدها متمتمة
- أشكرك
- أنتِ على الرحب والسعى .. والان ( أضاف وهو يعود للجلوس بمقعده جيداً ومستمراً ) لأقوم بإيصالك للمنزل والا لن تستيقظي بالغد وعلى ما أعتقد أن الغد سيكون حافلاً
وأنطلق بسيارته فعقدت حاجبيها ونظرت اليه متأملة جانب وجهه قبل أن تقول بحيرة
- لما ( حرك كتفيه قائلاً بخبث )
- مجرد تخمين
- أتخفي عني أمراً ما ( تساءلت ببطء دون اقتناعها بقوله فهز رأسه بالنفي ونظر اليها قائلاً )
- لا .. وأنتِ ( تأملته لثانية قبل أن تقول )
- لا
- بدأتِ بأعداد قائمة المدعوين
- ليس بعد ولكني سأبدأ بها ( حرك يده يرتب شعره والتفكير بادٍ عليه فراقبته وهي تعبث بالمنديل بيدها قائلة ) هل أنهيت قائمتك
- أجل ( أجابها باقتضاب وهو يركز على الطريق فالتزمت الصمت بينما أقترب من منزل عمتها ليوقف السيارة قائلاً ) ها أنت آمنة وسالمة وليس بوقت متأخراً .. كثيراً
أضاف وهو ينظر إلى ساعته رافعاً حاجبيه فتمتمت
- أشكرك ( ورفعت حاجبيها وهي تفتح الباب مستمرة ) لن أتوقف عن شُكرك على ما يبدو
وتحركت مغادرة لتلتف حول سيارته قاصدة باب المنزل الى انه أوقفها وهو يهمس باسمها فنظرت اليه فاستمر وهو ينقل عينيه بعينيها
- لا انوي الارتباط بجوان كما .. جعلتك تعتقدين ( وأمام صمتها وعينيها الثابتتان عليه استمر ) ما كنت لاسعي لرفقتك وأنا مرتبط بأخرى .. عندما ترين انك تثقين بي كفاية باني لا افعل أمرا كهذا أعلميني ( وأمام صمتها وصوتها لا يسعفها لتحدث أضاف ) ليلة هنيئة
وتحرك بسيارته مبتعدا نحو منزل والده لتغمض عينيها وشعور بالسكينة يجتاح صدرها لكلماته قبل أن تفتحهما وتتحرك بتمهل الى داخل المنزل وتعود برأسها نحو منزل والده دخلت غرفتها وهي تضع يدها على قلبها قبل أن تتجه نحو نافذتها لتتأمل المنزل المجاور وما أن شاهدت ضوء غرفته يُنار حتى أسندت رأسها على حافة النافذة الى أن أطفئ النور فتحركت لتتمدد على سريرها وتغمض عينيها ومازالت تشعر وكأن ذراعيه مازالتا تحيطانها .
قولة الأخير بمتعة رغم محاولته إخفاء ذلك دون أن يفلح جعلها ترفع عينيها اليه بغيظ كبير لتلاقي عينيه الامعتان بمتعة زادت من حنقها فقالت بهدوء شديد
- ان ما بيني وبين برانت مجرد عمل لذا تصرفكم جميعا كان مخزي
- أنت من أوحى انك وهو ( وترك كلماته معلقة فضاقت عينيها قائلة )
- انتم من اعتقد ذلك وأنا لم أحاول نفيه لأنه لا شأن لكم جميعا بي أن أموري الشخصية تخصني وحدي
- أنا شخصيا عرفت الحقيقة ولكن لم أعلمهم فان رغبت بإعلامهم افعلي وان لم ترغبي .. هي أمورك الشخصية .. لما قد ترغبين بادعاء ذلك ( هزت رأسها بيأس وعادت نحو شاشة الكمبيوتر أمامها فتابعها قبل أن يعود للقول بصوت خافت وبإصرار ) حقا لما قد ترغبين بادعاء ذلك
- أعلمتك أني لم ادعي ذلك لأبدأ بالادعاء الان ليست مشكلتي أنهم يفكرون بهذه الطريقة
- عليك إذا توضيح الأمر لهم والا ..
- والا ماذا ( قالت وهي تنظر اليه لعدم متابعته فأضاف بابتسامة وعينيه تنتقلان بعينيها بهدوء )
- لن يدعوك وشأنك قبل أن تعودي لي ( فتحت شفتيها قبل ان تسرع بالقول )
- إذا عليك إفهامهم انك مرتبط الان ولا داعي لمحاولتهم لأنها ستبوء بالفشل
- ولما أزعج نفسي بهذا ( ضاقت عينيها به قبل ان تقول وهي تشدد على كلماتها )
- اعدم إخلاصك هو ما جعل رينا تتخلى عنك أيضا
التمعت عينيه بغيظ من قولها مما أشعرها بالراحة فهي تريد إغاظته حتى العمق فقال
- لست مضطرا ان أكون مخلصا لها لأنه لم يكن يوما هناك أمرا ما بيني وبينها
أشاحت بنظرها عنه عائدة نحو كمبيوترها فاستقام بوقفته بدوره لامحا إياها بضيق قبل ان يتحرك خارجا فتابعته وهو يخرج لتتنهد وترمي نفسها الى الخلف بمقعدها محدقة بالباب الزجاجي بشرود ان كانت قد اكتشفت شيئا وهي بتارغريت بعد رؤيته من جديد هو أنها لم ولن تستطيع أن تتخلص من مشاعرها نحوه مهما حاولت هزت رأسها وعادت نحو شاشة الكمبيوتر شاردة به للحظات ثم قامت بإطفائه وتحركت لتطفئ أضواء المكتبة وتخرج محدقة برسكين الذي يقف مستندا على سيارته وقد عقد يديه ناظرا اليها بدوره فاستدارت ببطء مغلقة أبواب المكتبة بتمهل فالقد اعتقدت انه غادر والا لما خرجت الان ابتعدت عن المكتبة قائلة
- مازلتَ هنا
- فضلت انتظارك فجميع المحلات المجاورة قد أغلقت
- المكان امن ( استمرت وهي تسير لتتخطى عنه الى انه أوقفها بقوله )
- أنا أيضا عائد الى المنزل ( نظرت اليه قائلة )
- إذا
- لنترافق ( نقلت عينيها بعينيه دون إجابته فأضاف بهمس ) هل أعلمك ما تفكرين بهِ الان
- لا ( أجابته دون تردد فأبتسم قائلاً )
- ولما لا ( تنهدت بيأس قائلة )
- لأني لا أريد أن أسمع مـ
- ما هو حقيقة ( تمتم وهو يقترب منها ببطء )
- وما هو الحقيقة ( همست دون رغبتها حقا بأن يجيبها إلا أنه قال برقة )
- انك مازلت .. ( وترك كلماته معلقة دون متابعة فهمست وهي تشيح برأسها عنه )
- روسكين
- أجل ( عادت اليه قائلة وهي تدعي عدم الاكتراث )
- حاول ان تكون مخلصا هذه المرة والا انك لن ترتبط عما قريب
لم يبدو ان قولها قد أزعجه كما كانت ترغب بل حرك يده ببط نحو يدها ليحيط أصابعها مما فاجئها وهو يقول
- لنعقد هدنه
- أهناك حربا دائرة وأنا لا اعلم
تعمدت القول وهي تحاول سحب يدها منه دون ان تفلح ليتراجع بخطواته الى الخلف مجبرا إياها على السير معه وعينيه متعلقتين بعينها التين لا تفارقانه وهو يقول
- لقد كنا صديقين جيدين لنعد كذلك ( وحرك عينيه الى السيارة التي تقترب من بعيد ليضيف وهو يقف بجوار سيارته ) لنبتعد من هنا الى مكان خالي من أعين الفضوليين
- الا تعتقد أن عليك سؤالي أن كنتُ أرغب بالذهاب معك الى ذلك المكان الخالي من أعين الفضوليين
- بلى أرى أن علي سؤالك
- حسناً .. أنتَ لا تصغي لمَا أقوله لك
قالت محتجة وهو يجذبها لتقف بجوار السيارة قائلاً وهو يثبت عينيه على عينيها
- دعينا نتفق على أمر ( همت بهز رأسها بالنفي فأسرع بالإضافة ) لا لا اعتراضات والا أني .. سأقوم بتقبيلك كلما قمتِ بالاعتراض .. لابد وأنها ستكون ليلة حافلة
- روسـ ( ابتلعت كلماتها بسرعة عندما لمع وميض في عينيه وقالت بارتباك وهي تثبت يدها على صدره كي لا يحاول الاقتراب منها ) لا يحقُ لكَ التصرف بهذا الشكل أو قول ذلك وخاصة أمر كهذا
- أأسمع اعتراضا ما هنا ( قال متجاهلاً قولها مما جعلها تعقد حاجبيها وتراجعت للخلف خطوة وهي تشعر بهِ يميل نحوها ولكن يدُه امتدت لفتح باب سيارته لها قائلا ) هيا لنقم بجولة فلم نترافق منذُ .. وقت
بقيت النظرةَ الحذرةَ مطلة في عينيها وهي تراقبه قبل ان تقول
- هيا دعنا من هذا أن كانـ
توقفت كلماتها وتلاشت وغاص قلبُها الى أعماقٍ بعيدة ليفتح لها أبواباً كانت قد أحكمت إغلاقها دونَ أن تستطيع ذلك وشفتيه تلامسان شفتيها بقبلة رقيقة مباغته أنستها ما كانت تتحدثُ بهِ حتى فرفع رأسه قليلاً محدقاً بعينيها لتغوص الى داخله وتأخذ الدماء الحارة بالصعود الى وجهها فهمس بصوت رقيق بالكاد سمعتهُ
- دعينا من المجادلة
- لا يحـ
- ماذا كنت تقولين ( قاطعها وهو يعود للانحناء نحوها فتراجعت خطوة أخرى للخلف محاولة الابتعاد عنه قدر ما أمكنها لتستند على سيارته وترمش وهي تشيح برأسها عنهُ محاولة تمالك نفسها ولكنهُ أحنى رأسه متابعا إياها وقائلا ويده ترتفع لتلامس شعرها الذي غطى جانب وجهها ويبعده الى الخلف ) لتكُن ليلة مميزة أننا بالتأكيد نستطيع قضاء وقت ممتع معاً
- لما ( همست بصوت بالكاد سمعتهُ هي نفسها وهي تعود لتنظر اليه والقلق باد عليها )
- هناك الكثير من الأسباب أولها أني أناني بشكلٍ كبير وأرغبُ باحتكارك لنفسي الليلة ( لم تستطيع قول شيء رغم أن هناك مئة أمر في رأسها في تلك اللحظة ولكن التقاء عينيها بعينيه كانت أكثر مما تستطيع احتماله فتلك النظرة التي لا تفارق عينيه تجعلانها في دوامة تامة ترغب بتوقف الزمن بهما هنا فأرخت جفونها قليلاً محاولة كسر ما يدور بينهما الان فعادت يده لتلامس خدها هامسا ) أنذهب .. أعدك أنها ستكون لليلةَ لا تُنسى
- بـ .. بِشرط ( قالت منساقة وراء مشاعرها وقاذفة بحذرها جانبا فأبتسم قبل أن يعقص شفته هامسا )
- كل ما تريدين
- أن لا تجادلني أن أعلمتك بأني أرغب بالعودة للمنزل
- أني طوع أمركِ ( نقلت عينيها بعينيه لا تعلم بحق أن كانت رفقته أمر جيد أم لا فأضاف ) أي شيء آخر
- أجل .. أمر .. ذلك .. الأمر الذي وضعته
- آه لا لن أتخلى عنه
- ولكني عند أذ .. توقف
أسرعت بالقول ويدها تستقر على صدره القريب منها من جديد قبل أن يميل نحوها
- أنتما لن تتوقفا عن مفاجئتي ( تناهى لهم صوت أدي الذي خرج من نافذة سيارته مشيرا لهما وهو يستمر ) ماذا اليس لديكما مكان آخر تتحدثان به ما كان ليحدث لو لم تكونا جيران ومنازلكما ملتصقة
- آه ( همست دون أن تلتفت الى الخلف وعينيها ثابتتان على روسكين الذي نظر الى أدي قائلا )
- اليس لديك ما تفعله
- هل أزعجتكما .. ليلة سعيدة ولا تلهوان كثيرا
أنسلت جالسة في السيارة قبل أن تلمح أدي الذي حرك يده مودعا ومستمرا بالابتعاد بسيارته فأغلق روسكين بابها وتحرك حول السيارة ليجلس بجوارها مغلقاً بابه
- رباه ( تمتمت وهي تحدق بالنافذة الجانبية فقال روسكين )
- قلتِ سابقاً أنهُ ليس بثرثار فهل غيرتِ رأيك الان
- رباه ( عادت لتتمتم مما جعله يبتسم فحركة رأسها بيأس قائلة وهي تحرك يديها ) الديك أي فكرة عن المكان الذي نقصده
- بالتأكيد
- إذا أعلمني
- سنصل اليه قريبا
- آوه لا ( قالت وهي تتحرك في جلستها نحوه ناظرة اليه جيدا ومضيفة ) ليس من جديد أرجوك
- ليس من جديد ماذا
- نحنُ لا نقصد ذلكَ المنزل المهجور
- لا لا تقلقي لستُ أفكر بالقيادة كل تلك المسافة لدي أفكار أفضل من ذلك
- وهي
قالت مشددة فلمحها بنظرة قبل أن يعود الى ما أمامهُ قائلاً وكأنه يستمتع بما يقوله
- عليك أن تتذكري مكان كنا وأعتقد مازلنا نحبُ قضاءَ بعض الوقت به
فتحت شفتيها ثم أغلقتهما وهزت رأسها بالنفي قبل أن تعقد يديها ويقترب حاجبيها من بعضهما ثم تتمتم بصوت مسموع
- لا لا الوقت متأخر ليس هو .. أنت تلهو بي من جديد
ولمحته بنظرة جديدة أنها حقا ترغب بمعرفة ماذا ينوي فهي حتى هذه اللحظة ترفض اعتبار مرافقته فكرةَ مجنونة فنظر اليها قائلا
- لا تقولي لي أنك لم تعرفي
- أنا لا أصدق فقط ( ضحك لقولها قائلا )
- لنرى أن كنت ستصدقين أم لا
أخذ قلبها ينتفض بطريقة غريبة بداخلها وعينيها تحدقان بالمياه التي تتلالاء أمامها وقد أنارها القمر الذي يضيء السماء قبل ان تهمس وقد كانا يكثران من الحضور الى هنا في فترة خطوبتهما
- أتدرك كم الوقت الان ( أوقف السيارة متأملا ما أمامه بصمت فحركت رأسها اليه فنظر اليها بدوره متأملاً عينيها مما جعلها تسحبهما ببطء بعيدا لتحدق أمامها لعدم إجابته وهي تصلي الا تكون دقات قلبها مسموعة جالت عينيها بما أمامها بتشويش قبل أن تهمس بصوتٍ حاولت إخراجه ثابتاً ) لمَ نحنُ هنا
وأمام الصمت المطبق الذي يحيط بهما وعدم إجابته لها فتحت الباب وخرجت لتسند ظهرها بالسيارة علها تتنفس بشكل أفضل ولم تكن الا لحظات حتى سمعت صوت موسيقى مألوفة مما جعلها تعقص شفتها وهي ترخي جفونها قليلا قبل ان تحدق به وهو يسير ليقترب منها ويصبح وجهه أكثر وضوحا لها ويده تلامس يدها وعينيه لا تفارقان عينيها فهمست وهي تحاول سحب يدها
- لا تفعل
- لما لا .. الا تثقين بي
- لو .. لم أكن كذلك .. لما حضرتُ معك ولكن هذا غير صائب ( التمعت عينيه وتحركت يده الأخرى لتحيط خصرها مما جعلها تفتح شفتيها هامسة ) لا أستطيع
- لا تستطيعين مراقصتي
- ليس مع هذا الحذاء و .. هذهِ الأرض العرجاء
- لا تقلقي سأسندك
أجابها وهو يجذبها اليه فرمشت مجبرة نفسها على عدم الاسترسال فوجودها هنا بين ذراعيه ليس بالأمر الذي ستفخر بهِ بالغد فنظرت تلى ذقنه القريب منها هامسة بصوت حاولت خراجه ثابتاً
- ليس من الائق وجودنا هنا ونحـ
- هل أسمع اعتراضاً
همس وخده يلامس خدها لتتحرك معه بتردد بخطوات حفظتها عن ظهر قلب فعادت لتهمس رافضة أن تضعف
- روس
- اجل
- هلا نظرت الي
قالت بيأس علها تستطيع استجماع أفكارها ولكنهُ لم يستجيب لها واشتدت يديه حولها مانعاً إياها من التراجع وهو يهمس
- أحبُ مراقصتكِ على هذهِ الألحان
أغمضت عينيها وأخذت يديها المتوترتان بالاسترخاء ببطء على صدره أنها لا تستطيع أن تقاوم أكثر من هذا فرغبتها باستمرار هذا تفوق كثيراً رغبتها بمقاومته فاسترخت تاركة لهُ قيادتها ولكنها عادت لتفتح عينيها ببطء وهي تشعر بيده التي أنسلت ببطء عن خصرها لترتفع على ظهرها مما جمدها في وقفتها وهو يلامس عنقها فهمست باسمه
- أجل عزيزتي
اجابها بصوته الهامس مما جعلها ترخي جفونها قليلاً هامسة وهي تشعر بعقدة شعرها التي سحبت
- ماذا تفعل
ورفعت وجهها له وشعرها يهدل على كتفيها لتلاقي عينيه التين تراقبانها ليقول بصوت منخفض مليء بالمشاعر
- أقومُ بأحداثِ الفوضى بشعرك
- أنت تعلم ذلكِ إذا
- أجل ( أجابها وهو يقرب وجهه منها ويدسه بشعرها متمتماً بتنهيدة ) لطالما أحببتهُ هكذا
عقصت شفتيها بصمت للحظات قبل أن تهمس
- أن ما نفعله جنون وقدومنا الى هنا معا كـ
واختفت كلماتها لأطباقه شفتيه على شفتيها وتحريك يديه لتحيطان وجهها وهو يشعر بيديها التي استقرتا على صدره تحاولان إبعاده عنها ليفشل محاولاتها فهمست باسمة بصعوبة ومازالت تملك بعض التعقل فأجابها دون أن يحاول الابتعاد عنها
- أجل
- أرجوك
- أرجوك ماذا
- توقف عن هذا
- عن ماذا
- بربك
- آوه لا بربك أنتِ
- ولـ
تلاشى أي اعتراض كانت لتتفوه بهِ وهو يمنعها من معاودة الحديث وعند أبعاده وجهه عنها من جديد لم تكن لتستطيع التفوه بكلمة ومازالت تشعر بأنفاسه الحارة تلفح وجهها وبأصابع يديه التين تتحركان برقة على جانبي وجهها لم تجرؤ على فتح عينيها وهي تعلم أن عينيه أول ما ستراهما لا تجرؤ على مواجهته تحركت يده ببطء لتلامس عنقها من الخلف ليقرب وجهها منه محتضناً إياها وهو يتنفس بعمق فأسندت رأسها بصدره دون أن تقاوم فهذا ما تحتاج اليه فلقد مضى زمن منذُ أن ضمها إليه بهذا الشكل كيف لها أن تقاوم مشاعرها وهي أول ما تخونها كيف لها التفكير السليم وهو يحيطها بهذا الشكل ويده تتحرك برقة على شعرها كيف لها هذا وهي لا تريد ذلك آه ضمت عينيها المغمضتان محاولة أن تتمالك نفسها قبل أن تهمس باسمة من جديد طالبه إصغائه
- أجل حبيبتي
صوته الحنون المشوب بالعاطفة لم يسعفها فابتلعت ريقها محاولة تجاهل صوته وصدره الذي تستند عليه طالبة بعض التعقل لنفسها وأجبرت صوتها على الخروج ثابتاً دون أن تفلح وهي تقول بصوتٍ هش ضعيف
- لقد وعدتني بإعادتي الى المنزل عندما أرغب بهذا ( شعرت بهِ يتصلب عند قولها هذا فأبعدت رأسها ببطء وتردد للخلف قليلاً لتلاقي عينيه القريبتين منها والتين تحدقان بها بخيبة أمل فأخفضت جفونها هامسة ) لقد وعدتني
لم يجبها وطال الصمت والتوتر بينهما زاد وكان فوق ما تستطيع احتماله فتراجعت للخلف ببطء كي لا تتعثر وهي ترفع يدها لتدسها بشعرها عن الجانب دون أن تجرؤ على النظر اليه فتركتها يديه دون أن يفوتها اشتداد عضلاته فكه قبل أن يهمس
- تريدين العودة للمنزل الان
سؤاله الهادئ جعلها تنظر الى وجهه لتصدم بعينيه الباردتان عكس ما كان عليه قبلاً ووجهه المشدود فهزت رأسها بالإيجاب فنقل عينيه بعينيها وضم شفتيه فتحركت بقدمين مرتجفتين لتجلس في مقعدها وهي تضم جسدها بذراعيها لقد علمت منذ البداية انه ما كان عليها مرافقته لم تمضي عدت دقائق حتى شعرت به يقترب ليصعد بدوره ويجلس بجوارها ويحرك السيارة بطريقة تدل على نفاذ صَبره فأخذت تقضم أظافرها دون أن تعي وقد لازمهما الصمتُ منذُ انطلاقه
- توقفي عن هذا أنتِ تسببين لي التوتر بتصرفك هذا ( قال قاطعا الصمت بينهما بنفاذ صبر فحدقة بهِ دون أن تدرك ما يعنيه فحرك يده نحوها دافعاً يدها التي تقوم بقضم أظافرها بعيدا عن فمها فرمشت وعقدت يديها بتجهم لتصرفه الفظ وحدقت أمامها دون رؤية شيء فكل تفكيرها منصب على الرجل الجالس بجوارها وهو يشتعل غيضاً رغم محاولتهِ إخفاء ذلك ثم عقدت حاجبيها مختلسة نظرة اليه وهو يتمتم ) أنهُ سوء حظي أجل فلا أجد تفسيراً غير هذا ( وحرك يديه على مقود القيادة بعصبية مستمراً دون أن ينظر اليها ) أن حظي العاثر هو الذي جعلني التقي بكِ
- أن حضورنا الى هنا لم يكن بالعمل المتعقل الـ
- آه .. آه متعقل إذا الا تدركين أنكِ آخر من يتحدث عن التعقل
- لا أريد أن أكون سبب انفصالك الجديد عن من تنوي الارتباط بها
- ماذا أفعل ( قال مشدداً على كلماته بغيظ ومستمراً بيأس ) أعلميني ماذا أفعل
- أعدني الى المنزل
- أوليس هذا ما افعله الان .. تباً
تمتم بحدة مما جعلها تتنهد بضيق شديد وترفع يدها الى جبينها وقد أخذ يؤلمها وأمام شتمه من جديد تمتمت دون أن تغير من جلستها
- ما كان علي مرافقتك
- تفكير صائب ولكن بعد فوات الأوان ( قربت يدها التي تلمس جبينها نحو حاجبيها مخفية وجهها عنهُ وقلبها يزداد الما فلمحها بنظرة وهو يهم بقول شيء ولكنهُ توقف وعاد الى ما أمامه ليلمحها بنظرة أخرى قبل أن يتساءل يتجهم أقل ) ما بكِ ( هزت رأسها بالنفي دون أن تفتح عينيها أو تبعد يدها فأخرج زفرة نفاذ صبر قبل أن يخفف من سرعته ببطء لتشعر بها تتوقف أخيراً وتحرك بجلسته نحوها متأملاً إياها قبل أن يقول بذات الحدة ) ماذا الان ( هزت رأسها بالنفي للمرة الثانية دون قدرتها على التحرك فتأملها وتوتره يزداد وحرك يده ليمسك يدها التي تخفي وجهها عنهُ قائلاً ) أنظري الي ( ولكنها أبعدت رأسها وعقصت شفتها لا تريد ذلك رغم محاولتها أن تبقى هادئة الا أنها أخذت نفساً قوي كان يصعب إدخاله الى صدرها وقفزت دمعة ما كانت تريد منها الخروج خارج عينيها فاشتدت أصابعه التي أمسكت يدها على أصابعها ثم حرك يده الأخرى نحوها هامساً ) اقتربي ( وجذب رأسها اليه فأخفته بسرعة في كتفه وهي تحاول أن لا تشهق ولكن صدرها الذي يرتجف فضحها فاشتدت يده التي تحيطها ومرر الأخرى على شعرها هامساً برقة ) لا بأس عليكِ .. هيا أسترخي ( وقرب رأسه من رأسها أكثر ليطبع قبلة عليه وهو يُخرج تنهيدةَ عميقة من صدره مستمراً ومازال صدرها يرتجف ) لا أعلم ما الذي جرى لنا ( واشتدت يده التي تحيطها محاولاً طمأنتها ففتحت شفتيها لتتنفس محاولة تنظيم أنفاسها وتمالك نفسها ولكن هذا ما لم يحصل وكأن وجودها بين ذراعيه الان سبباً كافي كي لا تتوقف دموعها فلم يحاول كسر الصمت الذي يقطعه صوت أنفاسها مما زاد من مأساتها فحاولت الابتعاد عنه الا أنه منعها بضغطة خفيفة هامساً ) هل أنتِ بخير ( لم تجبه فأضاف) إنهُ ليشَرفني أن تبكي على كتفي .. سأفتخر بذلك في المستقبل عندما تصبحين شخصية لامعة ( أن قصد مداعبتها لم يفلح بل زاد جريان دموعها فقال بسرعة ) كنتُ أحاول مداعبتك
وأمام رفضها النظر مال ليتناول منديلاً وقدمه لها فرفعته الى وجهها بيدين مرتجفتين وهي لا تجرؤ على النظر اليه وهو يتابعها ثم قالت وهي تبتلع ريقها
- أشكرك كان هذا لطفاً منك وآسفة أن بللتُ ذراعك
- لا بأس يمكنك استعارتها متى رغبتي بالبكاء
رمقته بنظرة سريعة وهي تدعي انشغالها بمسح وجهها فأبتسم لها فلم تستطيع الا العودة لتلتقي عينيه فحرك يدُه التي كانت تحيط كتفها نحو رأسها ليبعثر شعرها غامزاً بعينيه وقائلاً بود
- سأجعلكِ بفوضى أكثر مما أنت عليه ( تصرفه جعلها تشعر وكأن جبلاً كبير كان يرقد على صَدرها وأبتعد عند ابتسامته فهمس وهو يراقبها ) هل نحنُ أفضل حالا الان
هزت رأسها له بالإيجاب واختلست نظرة نحوه وهي تتراجع نحو مقعدها متمتمة
- أشكرك
- أنتِ على الرحب والسعى .. والان ( أضاف وهو يعود للجلوس بمقعده جيداً ومستمراً ) لأقوم بإيصالك للمنزل والا لن تستيقظي بالغد وعلى ما أعتقد أن الغد سيكون حافلاً
وأنطلق بسيارته فعقدت حاجبيها ونظرت اليه متأملة جانب وجهه قبل أن تقول بحيرة
- لما ( حرك كتفيه قائلاً بخبث )
- مجرد تخمين
- أتخفي عني أمراً ما ( تساءلت ببطء دون اقتناعها بقوله فهز رأسه بالنفي ونظر اليها قائلاً )
- لا .. وأنتِ ( تأملته لثانية قبل أن تقول )
- لا
- بدأتِ بأعداد قائمة المدعوين
- ليس بعد ولكني سأبدأ بها ( حرك يده يرتب شعره والتفكير بادٍ عليه فراقبته وهي تعبث بالمنديل بيدها قائلة ) هل أنهيت قائمتك
- أجل ( أجابها باقتضاب وهو يركز على الطريق فالتزمت الصمت بينما أقترب من منزل عمتها ليوقف السيارة قائلاً ) ها أنت آمنة وسالمة وليس بوقت متأخراً .. كثيراً
أضاف وهو ينظر إلى ساعته رافعاً حاجبيه فتمتمت
- أشكرك ( ورفعت حاجبيها وهي تفتح الباب مستمرة ) لن أتوقف عن شُكرك على ما يبدو
وتحركت مغادرة لتلتف حول سيارته قاصدة باب المنزل الى انه أوقفها وهو يهمس باسمها فنظرت اليه فاستمر وهو ينقل عينيه بعينيها
- لا انوي الارتباط بجوان كما .. جعلتك تعتقدين ( وأمام صمتها وعينيها الثابتتان عليه استمر ) ما كنت لاسعي لرفقتك وأنا مرتبط بأخرى .. عندما ترين انك تثقين بي كفاية باني لا افعل أمرا كهذا أعلميني ( وأمام صمتها وصوتها لا يسعفها لتحدث أضاف ) ليلة هنيئة
وتحرك بسيارته مبتعدا نحو منزل والده لتغمض عينيها وشعور بالسكينة يجتاح صدرها لكلماته قبل أن تفتحهما وتتحرك بتمهل الى داخل المنزل وتعود برأسها نحو منزل والده دخلت غرفتها وهي تضع يدها على قلبها قبل أن تتجه نحو نافذتها لتتأمل المنزل المجاور وما أن شاهدت ضوء غرفته يُنار حتى أسندت رأسها على حافة النافذة الى أن أطفئ النور فتحركت لتتمدد على سريرها وتغمض عينيها ومازالت تشعر وكأن ذراعيه مازالتا تحيطانها .
فتحت عينيها بسرعة في صباح اليوم التالي لتتوسعا بالخزانة أمامها دون استيعاب قبل أن تتحرك جالسة في سريرها وهي تتلفت حولها ثم تسرع بمغادرة السرير ومن ثم غرفتها لجرس الباب الذي يرن دون توقف لتسرع بنزول الأدراج متعثرة وهي تصيح
- قادمة .. توقف عن الرنين أنا قادمة .. روسكين توقف .. تباً لستُ صماء ( هتفت بنفاذِ صبر وهي تفتح الباب محدقة بروسكين الذي أبعد يده عن زر الجرس وهو يبتسم لرؤيتها فأضافت بعينين متوسعتين ) لا أحد يفعل هذا الا أنت
- نائمة حتى هذا الوقت أنتِ كسولة حقاً ( رمشت محاولة استيعاب سبب حضوره وقائلة بتشويش )
- ماذا هناك
أقترب منها وهو يرفع مجموعة من الأوراق بيده قائلاً وهو يُقدم لها أول الأوراق ويضعها بين يديها
- هذهِ قائمة المدعوين من قبلنا وهذهِ قائمة بأسماء متعهدي وجبات الطعام وما ترغبين بأن يحتويه البوفيه وهذهِ بمجلات الورود وهذهِ للاتفاق مع من سيقوم بخدمة الضيوف أما هذهِ فهي تحتوي على أسماء مجموعة من الفنادق التي قد ترغبن بإقامة الزفاف بها ( حركت عينيها الجامدتان عنهُ نحو مجموعة الأوراق التي يضعها بين يديها الواحدة تلو الأخرى ثم عادت اليه وهو يقدم آخر ورقة قائلاً ) وهذهِ للمناطق السياحية التي قد يرغبا بالذهاب اليها لقضاء شهر العسل وهي مقدمة منا لهما ( التقت عينيها بعينيه فأبتسم مضيفاً وهو ينحني نحوها فأرجعت ظهرها للخلف دون استطاعتها تفاديه ليسرق قُبلة منها وهو يستمر بمرح ويبتعد ) وهذهِ لأنكِ تبدين جميلة عندما تستيقظين ( ونزل الإدراج مبتعداً ومستمراً ) قد لا أتأخر كثيراً ربما أسبوع سأحاول الا أتخطى ذلك
رمشت خارجة مما هي بهِ وخطت للخارج وهي تحكم أمساك الأوراق بيدها قائلة
- أنتَ مغادر
- سأكون على اتصال معكِ وداعاً
أجابها وهو يخرج ليختفي فبقيت واقفة مكانها تحدق بالفراغ قبل أن تنظر نحو الأوراق التي بيدها وتهز رأسها ما الذي يعنيه بهذا بحق الله أتركَ كلَ شيء لتعده هي آه ولما لا انها عادته بالتهرب ولكن لا انه يحلم أن كان يعتقد أنها من سيقوم بكل هذا بمفردها عملها وستنهيه على أكمل وجه أما عمله فليعده بنفسه .
- ميغ .. ميغ ( نزلت الإدراج بسرعة هاتفة لتدخل المطبخ وتجد ميغ التي تعد قالباً من الحلوى تنظر اليها فأضافت دون تصديق وهي تشير بيدها الى الأعلى ) لقد صَعدتُ إلى العلية أوتعلمين ماذا وجدتُ بها
عقدت ميغ حاجبيها وعادت لتُكمل عملها قائلة بهدوء
- الصندوق الخاص بكِ
- أجل الصندوق الذي يحتوي على هداياي من روسكين والذي أعدتهُ له فهل تعلميني ما الذي يفعله في عليتنا
- رفض أخذه عندما أعدتهُ اليه وأنتِ كنتِ سترفضين الاحتفاظ به فوضعته في الأعلى
عقدت يديها متأملة عمتها قبل أن تقول دون تصديق
- ولم تفكري بأعلامي بهذا
- نسيتُ أمره ليس الا ولا تعظمين الأمر
أطبقت شفتيها وتحركت خارجة من المطبخ بخطوات واسعة متجهة نحو غرفة الجلوس لرنين الهاتف المستمر والتوتر الكبير يتملكها فأكثر ما يزعجها هو تدخل أحد بهذا الشكل في أمورها
- أجل
- من الأفضل أن أتصل فيما بعد أتتشاجرين مع أحدهم
تساءل روسكين قبل أن يضحك فابتلعت ريقها بارتباك وقامت بنقل السماعة الى أذنها الأخرى قائلة بصوت هادئ
- روسكين
- أجل عزيزتي أنهُ أنا كيف أنتِ
- بخير
- وأنا كذلك بخير وبصحة جيدة شُكراً لسؤالكِ ( ابتسمت لقوله بينما أضاف ) كنت أتساءل عما حدث معك هـ
- لا لم أقم بشيء إلا البدء بأعداد قائمة المدعوين ( قاطعته قائلة )
- ثلاث أيام لم تعدي بهم شيء
- أنا لن أقوم بكل شيء أن كنت لا تجد أن لديك الوقت فأنسحب ودع من يَحضُر ليحل مَكانك ويساعدني فلا تدع كل الأمور تقع على رأسي
- أعددتُ لكِ قوائم لتسهيل عملك وأن نظرتِ جيدا ستعلمين أنك لن تحتاجي الا الى اتصال هاتفي وتحديد موعد لتذهبي لمقابلتهم لقد قمت بعمل كان ليستغرقك وقتاً وأنتِ تحاولين مناكفتي فقط اليس كذلك
تنهدت وجلست على يد المقعد خلفها قائلة
- حسنا عندما أنهي قائمة المدعوين سأرى ما سأفعله ولكني بحاجة لمناقشة هذا مع ميغ وأرثر لا أحب فرض ذوقنا عليهم
- ليكن أصغي الديك ورقة وقلم ( نظرت حولها لتتناول عن الطاولة ورقة وقلم قائلة )
- أجل
- دوني هذا الرقم ( قامت بكتابته الرقم الذي أملاه عليها فأضاف ) أنه رقم هاتفي الجديد أن احتجتي شيئا اتصلي به وأن أجابك غيري أتركي لي خبراً وسأعاود الاتصال بكِ
- متى ستعود
- لا أعلم حتى الان ولكني سأحاول أن أحضر بأسرع وقت ممكن أيناسبك هذا ( تململت دون أجابته فأستمر ) أن رغبتي بمكالمتي ستتصلين بهذا الرقم استفعلين
- أجل أن احتجت لذلك
- حسناً تحياتي لميغ .. وأعتني بنفسك
أعادت السماعة إلى مكانها وهي تقضم شفتها قبل أن تتحرك نحو المطبخ من جديد والتفكير باد عليها فسألت ميغ
- من
- أنه .. روسكين
أجابتها باقتضاب وهي تفتح الثلاجة فوضعت ميغ آخر قطعة من الزينة على قالب الحلوى قائلة
- سأذهب لتبضع أترغبين بمرافقتي
- ولماَ لا .
- آه لا
- ولما لا أنه رائع
- ارغب بلون أخر
- وما به هذا انظري الى لونه الكريمي رائع
فتحت شفتيها معترضة على قول عمتها الجالسة بجوارها وهما تتفحصان مجلة بأحدث الأزياء في أفخم متاجر المدينة وقائلة
- حسنا سآخذ مثله ولكن بلون أخر وأنت
- أنا سأحصل على هذا الثوب الأبيض الرسمي ( وأشارت الى ثوباً يتكون من طبقتين إحداهما قماشُ أملس والأخرى من الدانتيل الأنيق بأكمام ضيقة صغيرة من الدانتيل وقبة دائرية واسعة يهدل على جسد العارضة بكل أناقة فابتسمت ميغ وأشارت للموظفة بالاقتراب مشيرة الى الصورة وقائلة ) يروقني هذا سأجربه وللآنسة هذا بذات اللون
- لا عمتي ( أسرعت بالاعتراض من جديد الا أن ميغ تناولت المجلة مغلقة إياها وقائلة )
- أنا العروس وأنا من يقرر ما ترتديه وصيفتي ولا أريد سماع اعتراضات
أضافت وهي تتحرك مبتعدة عنها لتجول بالمتجر فرفعت عينيها الى السماء وتبعتها متمتمة
- أنتِ تقومين باستغلالي لأنكِ تعلمين أني لا أريد إغضابك وأنتِ على وشكِ الزواج اليس كذلك
ابتسمت ميغ دون اجابتها ثم أشارت الى قميص حريري معروض طالبة من الموظفة أن تقربه لها .
سماعها لحركة داخل المنزل جعلها تترك فرشاتها وتغادر مرسمها لتطل من أعلى الإدراج وتشاهد جوني يجري الى الشرفة فعقصت شفتها مفكرة قبل أن تخلع مريولها وتنزل الإدراج فهي لم ترى رولاني منذُ ذلك العشاء الذي دعت اليه برانت أطلت الى الشرفة لتجدها وميغ تحتسيان القهوة فابتسمت رولاني بارتباك عند رؤيتها فبادرتها جويس
- كيف أنتِ
- بخير وأنتِ
- على ما يرام .. وتيم
- جيد تلان فلقد أصيب بزكام حاد منذُ بعض الوقت واضطررت لملازمة المنزل لأبقى بجواره ( ونظرت نحو ميغ مستمرة ) أعلمني والدي أنكما ستذهبان لشراء أثاث جديد
- أجل سنقوم بجولة
ابتسمت رولاني قائلة وهي تعود نحو جويس التي جلست معهما وتناولت قطعة من الحلوى الموضوعة بالطبق أمامها
- يذكراني بما كنتُ افعلهُ وتيم ( تحركت ميغ متجهة نحو المطبخ وهي تقول )
- ما رأيكما بقطعاً من الكيك المنزلي
- تروقني الفكرة .. كيف تسير أمورك ( أضافت رولاني لجويس التي حركت كتفيها قائلة )
- جيدة كالعادة .. كنتُ أتساءل عن .. ( ورفعت نظرها العالق بالطبق أمامها الى رولاني التي بدا الفضول عليها وأضافت ) جوان
- جوان
- أجل لم .. تبدي مسرورة كما أذكر لرؤيتها عند .. حضورها برفقة روسكين
رمشت رولاني والتفكير باد عليها قبل أن تقول
- أجل لم أسر لرؤيتها فهي صديقة لي منذُ أيام الدراسة ومنذ وقت اختلفنا ولم أعد أرغب بمحادثتها فهي لم تعد الفتاة التي أعرفها
حركت جويس قطعة الحلوى بيدها دون الانتباه الى توترها الذي لاحظتهُ رولاني وهي تراقبها بينما قالت جويس
- إنها .. مُجرد صديقة لكِ فقط
- هذا ما كنتُ اعتقده ولكنها تغيرت كثيرا مما جعلني ابتعد عنها لذا لجئت الى روسكين مؤخرا طالبة عونه لمساعدتها بتخطي خلافها معي .. هذا ما أعلمني بهِ .. لما
- كنتُ أتساءل ليس الا
أجابتها باقتضاب وميغ تعود للجلوس معهما واضعة أمامهم قطع الكيك بينما شردت جويس بعيداً وهي واثقة من أن مشاعره نحوها لم تتغير فما كان ليعانقها لو لم يكن مايزال يكنُ لها تلكَ المشاعر حاولت الخروج من أفكارها والانغماس بالحديث الدائر بين عمتها ورولاني ولكنها لم تستطيع أبعاد الأمر كثيراً وهي تراقب رولاني تهم بالمغادرة فأسرعت نحوها قائلة
- هل ( وبدا التردد عليها الا أنها عادت للقول بسرعة كي لا تتراجع ) هل تعلمين من هي الفتاة التي يرغب روس بالارتباط بها الم يعلم تيم بهذا
نقلت رولاني عينيها عنها نحو طفليها الذين يتراكضون حولهما قبل أن تحرك كتفيها لها وهي تعود لتنظر اليها وتهز رأسها بخيبة أمل واضحة
- للأسف لا لقد حدث تيم بالأمر ولكنه لم يعلمه بأكثر من هذا وربما تيم لا يرغب بإعلامي بأكثر من هذا .. ميغ من أعلمك
هزت رأسها لها بالنفي ثم تراجعت وهي تدعي ابتسامة بدت ضعيفة قائلة
- أشكركِ
- مازلتُ ارغب بأن تكوني أنتِ جويس
تجمدت في مكانها لقول رولاني ولكنها تداركت ذلك وتابعت تراجعها قائلة
- أنا واثقة أنها ستكون هي الأخرى جيدة تحياتي لتيم
وأسرعت لتصعد الإدراج متخطية ميغ الواقفة على الشُرفة والتي التقت عينيها بعيني رولاني التي أمسكت طفليها .
- كيف أنتِ
- بخير وأنتِ
- على ما يرام .. وتيم
- جيد تلان فلقد أصيب بزكام حاد منذُ بعض الوقت واضطررت لملازمة المنزل لأبقى بجواره ( ونظرت نحو ميغ مستمرة ) أعلمني والدي أنكما ستذهبان لشراء أثاث جديد
- أجل سنقوم بجولة
ابتسمت رولاني قائلة وهي تعود نحو جويس التي جلست معهما وتناولت قطعة من الحلوى الموضوعة بالطبق أمامها
- يذكراني بما كنتُ افعلهُ وتيم ( تحركت ميغ متجهة نحو المطبخ وهي تقول )
- ما رأيكما بقطعاً من الكيك المنزلي
- تروقني الفكرة .. كيف تسير أمورك ( أضافت رولاني لجويس التي حركت كتفيها قائلة )
- جيدة كالعادة .. كنتُ أتساءل عن .. ( ورفعت نظرها العالق بالطبق أمامها الى رولاني التي بدا الفضول عليها وأضافت ) جوان
- جوان
- أجل لم .. تبدي مسرورة كما أذكر لرؤيتها عند .. حضورها برفقة روسكين
رمشت رولاني والتفكير باد عليها قبل أن تقول
- أجل لم أسر لرؤيتها فهي صديقة لي منذُ أيام الدراسة ومنذ وقت اختلفنا ولم أعد أرغب بمحادثتها فهي لم تعد الفتاة التي أعرفها
حركت جويس قطعة الحلوى بيدها دون الانتباه الى توترها الذي لاحظتهُ رولاني وهي تراقبها بينما قالت جويس
- إنها .. مُجرد صديقة لكِ فقط
- هذا ما كنتُ اعتقده ولكنها تغيرت كثيرا مما جعلني ابتعد عنها لذا لجئت الى روسكين مؤخرا طالبة عونه لمساعدتها بتخطي خلافها معي .. هذا ما أعلمني بهِ .. لما
- كنتُ أتساءل ليس الا
أجابتها باقتضاب وميغ تعود للجلوس معهما واضعة أمامهم قطع الكيك بينما شردت جويس بعيداً وهي واثقة من أن مشاعره نحوها لم تتغير فما كان ليعانقها لو لم يكن مايزال يكنُ لها تلكَ المشاعر حاولت الخروج من أفكارها والانغماس بالحديث الدائر بين عمتها ورولاني ولكنها لم تستطيع أبعاد الأمر كثيراً وهي تراقب رولاني تهم بالمغادرة فأسرعت نحوها قائلة
- هل ( وبدا التردد عليها الا أنها عادت للقول بسرعة كي لا تتراجع ) هل تعلمين من هي الفتاة التي يرغب روس بالارتباط بها الم يعلم تيم بهذا
نقلت رولاني عينيها عنها نحو طفليها الذين يتراكضون حولهما قبل أن تحرك كتفيها لها وهي تعود لتنظر اليها وتهز رأسها بخيبة أمل واضحة
- للأسف لا لقد حدث تيم بالأمر ولكنه لم يعلمه بأكثر من هذا وربما تيم لا يرغب بإعلامي بأكثر من هذا .. ميغ من أعلمك
هزت رأسها لها بالنفي ثم تراجعت وهي تدعي ابتسامة بدت ضعيفة قائلة
- أشكركِ
- مازلتُ ارغب بأن تكوني أنتِ جويس
تجمدت في مكانها لقول رولاني ولكنها تداركت ذلك وتابعت تراجعها قائلة
- أنا واثقة أنها ستكون هي الأخرى جيدة تحياتي لتيم
وأسرعت لتصعد الإدراج متخطية ميغ الواقفة على الشُرفة والتي التقت عينيها بعيني رولاني التي أمسكت طفليها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق