تلألأت الدموع اكثر بعينيها هامسة بألم
- لا نستطيع لا
- ساجد طريقة
- سنزيد الأمور سوء ليس الا
قالت بتأكيد وهي تشيح براسها عنه طالبة من نفسها الاستيقاظ لتتحرك نحو الباب وهي تسحب يدها من يده لتفتحه مغادرة العربة هاربة منه ومن نفسها التي بدأت تستسلم له فتبعها بدوره وهو يهم بإيقافها الى انه توقف متابعا إياها وهي تصعد الأدراج مسرعة إلى الداخل لتبقى عينيه ثابتة حيث اختفت .
بقيت قرب نافذة غرفتها المظلمة تحدق بالخارج لرؤيتها العربة مازالت متوقفة إلى أن غادر المنزل لتراقبه يصعد بالعربة التي أخذت بالابتعاد لتغمض عينيها بإعياء ويدها تحيط عنقها انها مغرمة بنايل كريمر لقد خطف قلبها الذي استجاب له بجنون تدحرجت دمعة حارة على خدها ما الذي ورطت نفسها به .
- فالتعلم أني ارفض رفضا تاما مرافقتك إلى أي مكان مرة أخرى
بادرت جيم في صباح اليوم التالي وهي تقترب للجلوس برفقتهم فتبادلت كاثرين وهانا النظرات قبل أن تتساءل هانا
- ما الذي فعله
- لا يكفي تركي أتابع العرض برفقة صديقه ولكنه تخلا عني تماما وغادر
- ولما أنت غاضبة ( تسائل بحيرة )
- أأنت جاد ( تمتمت بدهشة فقاطعها قائلا )
- اعتقدت أنكما تعمدتما فعل ذلك ( هزت رأسها مستنكرة قوله فأضاف ) لقد أسعدكما التخلص مني فلا تدعي
- أنت غير معقول ولن اخرج برفقتك مرة أخرى مهما حاولت أنت حتى لم تعلمني بدعوتك نايل لمرافقتنا
توقف نظر كاثرين وهانا عليها عند ذكرها لنايل بينما قال جيم
- وهل تزعجك رفقة نايل
- اجل تفعل
- فيولا لقد تعمدت فعل هذا ( نقلت عينيها بعينيه لوهلة لا تفهم ما يعني فأضاف بصوت خافت ) لقد رأيتكما ( وأمام جمودها وحملقتها به أضاف ) ذلك المساء في الحفل تبعتك إلى الخارج وقد ساءني إجبارك على البقاء وأنا اعلم برغبتك بالمغادرة فرأيتك ونايل ( رمشت بحرج دون قدرتها على الحديث بينما استمر ) ثم عدت إلى الداخل طالبة المغادرة وهو عاد متجهما حسنا فكرت أنكما ربما اختلفتما .. لذا ..
أضاف وهو يجلس جيدا في كرسيه وأمام احمرار وجهها وعجزها عن الحديث تساءلت هانا بفضول
- ما الذي رأيته بالتحديد ( أسرعت فيولا بتحذيره بعينيها إلا أنه تجاهلها قائلا وهو ينظر إلى والدته )
- لقد كانا
- هذا ليس صحيحا ( أسرعت بمقاطعته قائلة ومضيفة بحرج ) لقد اختلط الأمر عليك
- ولكن لما لا
- انه من نيوترن ( تمتمت مقاطعة إياه وتحركت لتقف مستمرة ) وما رأيته ليس صحيحا فلا تكرر محاولتك بجمعي به من جديد
بدت الحيرة عليه وهو يعود للقول
- وان كان من نيوترن ماذا يعني ذلك
- أن أردت أن تعلم أكثر يمكنك أن تسأل والدتك ولتعذروني ألان
- ولكن فيولا انتظري
أسرعت والدتها بالقول ولكنها تابعت سيرها مغادرة نحو غرفتها لتحكم إغلاق الباب خلفها قبل أن ترتمي على السرير مخفيه وجهها بالوسادة فرغبتها بالاختفاء من هنا ألان كبيرة جدا جدا .
- ماذا تفعل هنا ( بادرت شقيقها وهي تراه يدخل من باب المنزل بعد عودتها بيومين من سكوتلا )
- ألا استحق إجازة
- بالتأكيد ولكن لو كنت اعلم لما أرسلت أغراضك أمس ( ولما اضطررت لرؤية نايل وقد تعمدت عدم النظر باتجاهه لتتنفس الصعداء بقدوم ماث لتعطيه الاغراض وتعود بأدراجها بسرعة فهي بحاجة للهروب منه ومن نفسها ) هل أعد لك الطعام
- لا سأرى جدتي أهي بغرفتها
هزت رأسها له بالإيجاب وعادت لتنشغل بتطريز اسم عائلتها على المنديل الحريري إلى أن أطلت ليانا متجهة نحو المطبخ فبادرتها
- لقد دعيت كارل للمرور وشرب الشاي وهو على وصول لما لا تشاركينا
- لا أريد
- أنا أصر ( أضافت وهي تنظر إليها مستمرة ) إنه شاب جيد لما لا تحاولين
- لا أريد
- إنه يتوقع انضمامك إلينا فلقد سألني عنك
- أنت تعلمين لماذا لا أريد فلا تحاولي تجاهل الأمر
- إنه جالس هناك برفقة فتاة المدينة التي لا تفارق نيوترن حتى تسرع بالعودة إليها وأنت تخلصين له
تحركت ليانا للجلوس أمامها قائلة باعتراض
- من تدعينها فتاة المدينة ليست ألا أنجيلا ابنة شريك السيد فيث من العاصمة شقيقها على وشك الزواج ببرندا .. كما أني لم أعد قلقة بشأنها فلقد أكد لي براون أن والدته تريد من نايل الارتباط بها
تجمدت يدها التي كانت تهم بها متابعة التطريز وكل تفكيرها انصب على نايل ثم رمشت بسرعة محاولة التعقل ورغم محاولتها أن تبدو غير مكترثة ألا أنها كذلك فقالت
- ونايل يريد ذلك
- ولما لا الم ترينها بنفسك أنها تروق لكل من يراها
- أوه
همست وقد غرزت الإبرة بأصبعها مما أنزل بضع قطرات من الدماء على المنديل الذي تخيطه فقالت ليانا وهي تلاحظ شحوبها
- لا بأس سأساعدك بتطريز غيره ..هل أنت على مايرام
أضافت وهي تتأملها ثم نظرت نحو الباب كما فعلت فيولا التي تحركت واقفة وهي تقول
- لابد وأنه كارل لا أستطيع استقباله هلا فعلتي
ولم تعطيها الوقت لتجيبها بل تحركت مغادرة نحو غرفتها لما هي منزعجة لم تشعر بكل هذه المشاعر المضطربة لمجرد فكرت أنه يفكر بالارتباط اليس هذا هو حالها أيضا مع جيرالد رباه تمتمت وهي ترتمي على السرير محدقة بسقف الغرفة دون رؤيته عليها بالتعقل اجل عليها هذا ولكن كيف السبيل إلى ذلك أهذا ما تشعر به ليانا تساءلت وهي تضع يدها على قلبها أهذا ما عنته بسؤالها أن كان قلبها يخفق عند رؤيتها لجيرالد حسنا إنه مع نايل لا تحتاج إلى رؤيته ليخفق قلبها بل يكفي أن يذكر أسمه أمامها حتى يبدأ قلبها بالخفقان .
- أنت هنا إذا ( بادرت أليك في صباح اليوم التالي وقد وجدته مسترخي على المقعد في الحديقة الخلفية للمنزل فاضافت وهي تجلس بجواره ) أحضرت لتنعم بشمس الصباح
- أجل فالجو دافئ ويغري على الجلوس هنا
- ما قصتك ( نظر إليها متسائلا فأضافت ) تبدو شاردا معظم الوقت .. كما أنه ليس من عاداتك الحصول على إجازة وقضائها هنا هل هناك مشاكل بالعمل
- لا فقط شعرت أني بحاجة للراحة
- أنت واثق ( هز رأسه لها بالإيجاب فعادت للقول باهتمام وفضول ) هل رأيت ماي مؤخرا ( هز رأسه بالنفي دون أن يشده حديثها مما جعلها تقول ) الأمور بينكما ليست على مايرام
- لا اعتقد أن الأمور ستنجح فيما بيننا
- اعتقدت أنكما
- أننا لا نتفق ( قاطعها قائلا ومستمرا ) لا نتفق على شيء حقا نحن متختلفان تماما كلما قصدتها بعد غياب نتشاجر لا اشعر بالراحة
- لكنها كانت تروق لك
- قبل ان اعرفها جيدا ولكن ألان .. لما تطرحين كل هذه الأسئلة
- ألا يحق لي الاطمئنان عليك ( نظر نحو ساعته وهو يتحرك قائلا )
- لا تقلقي فأموري جيدة جدا في الحقيقة وعلي الذهاب ألان وداعا
وتحرك مبتعدا بينما تابعته بحيرة قبل أن تتحرك لتدخل المنزل وتتجه نحو مكتب جدها لتلقي عليه تحية الصباح وتجلس برفقته لبعض الوقت ثم تنفرد في غرفتها وهي تنشغل بتطريز المزيد من المناديل
- جاءت كوني لتسأل أن كنا نرغب بالذهاب برفقتها واندي إلى البلدة ( أطلت ليانا قائلة قبل أن تضيف ) تبدين مشغولة لذا سأعلم
وضعت ما بيدها جانبا وهي تقاطعها قائلة
- لنذهب
- اعتقدت انك
- أني .. ماذا
- لاشي حسنا هيا بنا
أجابتها وهي تحرك كتفيها ببساطة مغادرة مما جعلها تراقبها قبل أن تتحرك بدورها مغادرة
- هذا هنا وهذا هنا وهذا ما طلبته اندي وهذا لليانا استمتعوا
- أشكرك خالتي
قالت كوني لخالتها التي وضعة أطباق الحلوى أمامهم قبل أن تغادر بينما قالت ليانا لشرود اندي
- لما لا تعطين هاري فرصة تعلمين أنه يرغب بمحادثتك
- الم تفضل عليه روبير حينها ( قالت كوني فقاطعتها فيولا قائلة )
- أرى أن تعطي نفسها بعض الوقت ( ولمحت اندي مستمرة بتفهم ) اعلم أن انفصالك وروبير قد اثر بك لذا أعطي نفسك بعض الوقت قبل الدخول باي علاقة جديدة
- هذا ما سأفعله ( تمتمت وهي تنشغل بتناول الحلوى التي بطبقها وكذلك فعل البقية )
- لما أراها دائما برفقة آل كريمر
هذا القول كان كافيا لجعل كل من فيولا وليانا تحدقان بكوني التي قالت ذلك قبل أن تنظرا إلى حيث تنظر لتعود فيولا نحو طبقها وهي ترى نايل وشقيقته وإنجيلا بالإضافة إلى والديها وشقيقيها وبرندا قد دخلوا للتو متجهين نحوهم ليتخطوا عنهم ليجلسوا على الطاولة التي تليهم لتشعر بأن قلبها يهوي بعيدا وهي تسمع صوت نايل القريب منها وقد أدركت أنه قد جلس على المقعد خلفها مباشرة بينما استمرت كوني بهمس
- لا اعلم ما المميز بها ( نهرتها فيولا بعينيها قائلة )
- لننهي بسرعة ونذهب للتبضع مارأيكم
- ارغب بالذهاب للتبضع من المدينة هلا أقنعتي والدتي بذلك فيولا
- لا اعتقد أنها ستمانع لو انك طلبتي منها هذا
قالت أخر كلماتها بصعوبة وهي تجبر نفسها على أن لا تنهض من مكانها وقد شعرت بنايل يسترخي بجلسته رغم انه لم يلمسها ولكن شعورها بوجوده بهذا الشكل زاد من توترها كان بإمكانه إبعاد مقعده قليلا ولكنه لم يفعل مما أصابها بالضيق وهي تحاول تجاهل وجودة بلا فائدة فاستقامت جيدا بجلستها قائلة
- أنذهب ألان
أنهت ليانا ما بطبقها بسرعة ونهضت كما فعل الباقون ليغادروا لتقترب من فيولا هامسة
- لابد أن الأمور بين نايل وإنجيلا تسير كما خططت لها والدته هذا ليس جيدا فلقد أعلمني براون أن والدته ستعمل على جعله يرتبط بعد أن يفعل نايل
نظرت إليها بضيق قبل أن تهمس
- ألا تستطيعين تناسيه ولو قليلا حقا إن ما تتحدثين به أمر لا يهمني فلا تحدثيني به
وتحركت مبتعدة عنها لتنضم إلى كوني واندي ورغم محاولتها أن لا تفكر بما قالته ليانا إلى أنها لم تفلح ولم تدرك انها متوترة على غير العادة الا عندما سالتها جدتها عما بها وعن سبب توترها واختلافها مؤخرا لتحاول جاهدة ان تدعي انها على مايرام .
- في العادة احضر هذا الاجتماع بمفردي لذا من الجميل أن تبدئي بالاهتمام وترافقيني ( قالت فيولا لليانا التي تسير بجوارها وهما تسيران نحو مبنى المحافظ مستمرة ) أنا واثقة أن الاجتماع سيدور على ما يحدث من بيع للأراضي الزراعية
- لا يبدو جدي على مايرام مؤخرا
- اعتقد أن هذا هو السبب
- وأنا كذلك ( تمتمت ليانا قبل أن تتوقف عينيها على براون الواقف بجوار شقيقه ومجموعة من الرجال الذين اجتمعوا خارجا لتضيف ) كم سيطول الاجتماع
- في العادة يستغرق المحافظ ساعة وربما أكثر ومن ألان أعلمك بان لا تتذمري أن استغرق الأمر أكث .. أكثر ( استمرت بعد توقفها وقد شاهدت مجموعة الرجال المجتمعين لتستمر وهي تدخل إلى قاعة التي يجتمع بها سكان البلدة كلما جد شيء ) أرى أن براون هنا أكنت تعلمين بهذا ( لم تجبها ليانا وهي تخطو أمامها لتجلس بالمقاعد الفارغة فجلست بجوارها مستمرة ) لهذا جئتي
وأمام إصرار ليانا على الصمت وهي تنظر أمامها حدجتها بنظرة يأس قبل أن تنظر أمامها بدورها هامسة
- لا امل منك
اعتلا المحافظ المنبر فبدأ من بالخارج بالدخول فنظرت نحو من اقترب للجلوس بالمقعد المجاورة لها لتعود برأسها بشكل ألي أمامها وقد شحب وجهها أجن اجل لقد فعل همست لنفسها وهي تشعر بنايل الذي جلس بجوارها بينما نظرت ليانا نحوهما قبل أن تعود بدورها للنظر أمامها وقد اختفت الدماء من وجهها وقد جلس براون بعد تردد قصير بجوار شقيقه الذي انشغل بالإصغاء للمحافظ دون ان يخرج عن جديته لتبقى فيولا ثابته في مكانها لا تجرؤ على النظر باتجاهه رغم أنها تشعر باقل حركة يقوم بها وقد ملئت القاعة تماما لتمر ساعة واحدة قبل أن ينهي المحافظ الجلسة ولكنها شعرتها دهرا لم تستطع خلالها حتى التنفس بحرية وما أن تحرك نايل وشقيقه ليبتعدا حتى تنفست الصعداء بصعوبة بينما همست ليانا التي لم تكن افضل حالا منها بعدم تصديق
- أتعتقدين أن نايل يشك بأمري وشقيقه ( حدجتها بنظرة دون إجابتها فاستمرت ليانا بتوتر ) انه يرسل براون بالعادة لحضور هذا الاجتماع ولا يحضر بنفسه كما اشعر أنه تعمد الجلوس هنا أتعتقدين أنه .. لا لا اعتقد أنه لم يصدقك فلقد أعلمني براون أنه لم يحدثه حتى بالأمر أتعتقدين أنه ..
- اعتقد أنه ماذا
- لا اعلم ربما أبالغ فأن علم بأمري وبراون سيمنعه من رؤيتي اعلم أنه سيفعل هذا رباه
رفعت فيولا يدها تتلمس صدرها بضيق قبل أن تتحرك لتغادر فتبعتها ليانا قائلة
- الم تعلمي جدي بأنك ستطرحين بعض الأسئلة على المحافظ لما لم تفعلي
- لم أجد الوقت المناسب سأفعل في المرة القادمة
أجابتها بضيق وهي تتابع سيرها فأسرعت ليانا لتصبح بجوارها قائلة
- أرغب بالمرور بالبلدة استرافقينني
- لا
- آه حسنا س
- لن تذهبي أنت أيضا
- ولما لا .. لا أرغب بالذهاب للمنزل ألان
- وأنا أيضا لذا سأقصد رولان
- ولكني لا أرغب بالذهاب عندها
- هذا شأنك أن لم ترغبي بمرافقتي فاذهبي إلى المنزل
- ولكني ل .. ( لم تتابع وهي تخرج تنهيدة من صدرها لاستمرار فيولا بالسير وعدم إصغائها لها فعادت للسير بدورها قائلة ) أنت لا تطاقين في معظم الأوقات
وتابعت سيرها بجوارها بتجهم لتفترقا عند اقترابهما للمنزل لتدخل إليه ليانا بينما تابعت فيولا سيرها نحو منزل رولان لتجلس وتحتسي الشاي برفقتها
- ما بك ( نظرت نحو رولان وهي تعقص طرف شفتها ترغب بأخبارها بكل ما تعانيه ألا أنها عادت نحو كوبها بصمت لترفعه وترشف منه لتضيف رولان وهي تراقبها ) أمورك وجيرالد ليست على مايرام .. كل فتاة بنيوترن تمنت لو كان صديقها أو خطيبها وحتى زوجها فعل ما فعله جيرالد في الحفل التنكري ذلك النهار لقد جعلك مميزة
- ليس جيرالد من أرسلها ( تمتمت بصوت خافت مما جعل الحيرة تبدو على رولان التي تراقبها ) ليس جيرالد من أرسلها لي ( كررت بصوت أكثر ثباتا فتوسعت مقلتي رولان بفضول وقد شدها حديث فيولا التي استمرت ) إنه .. شخص .. أخر
بدا الحماس والفضول على رولان وهي تقول
- هذا رائع ولما أنت حزينة لا تعلميني من أجل جيرالد بربك كم أنا سعيدة أنه ليس من قام بإرسال تلك الباقة فلقد كنت على صواب برأيي به فهو لا يبدو من الرجال الذين يعيرون اهتماما لمشاعر المرأة
- لم اعلم أنه لا يروق لك
- لا بأس به ولكنه لا يليق بك أنت مختلفة تماما عنه رباه كنت على وشك قول ذلك لك أكثر من مرة ولكني لم ارغب بأن أزعجك ولكن بوجود غيرة ألان الأمر مختلف .. من هو ( لم تجبها على سؤالها وقد تعلقت عينيها بكوبها مما جعل رولان تتابعها باهتمام قبل أن تقول ) هيا أعلميني الست صديقتك
- أعتقد أني أوقعت نفسي بورطة ( تمتمت ببطء )
- لما .. ماذا حدث
تساءلت رولان بهدوء وهي ترى الحزن البادي على فيولا التي قالت دون أن تجرؤ على الاسترسال أكثر بالحديث
- أن جداي يروق لهم جيرالد
- بربك
- لن يوافقا على الأخر مهما حصل .. إنه غير مناسب
- لا اعتقد أنه من الصعب إقناعهما أن كنت انت
قالت رولان ولم تتابع وهي تنظر نحو الباب الذي طرق فتحركت نحوه لتفتحه محدقة بنايل الذي بادرها
- هل ماثيو هنا
- أجل تفضل ( وأشارت نحو فيولا مستمرة ) انضم الينا بين ( توقفت عن المتابعة متداركة قولها عند رؤيتها كلا من نايل وفيولا يحدقان ببعضهم قبل أن تتابع ) لما لا تنتظر في المكتب بينما أقوم بإيقاظه
وتحركت نحو باب غرفة المكتب لتفتحه له داعية إياه للدخول قبل أن تصعد الأدراج بسرعة نحو الطابق الثاني بينما وضعت فيولا كوبها من يدها على الطاولة فأغلق الباب خلفه بهدوء وعينيه معلقتان بها قائلا
- أنت هنا
- وكأنك لا تعلم هذا أعدت لملاحقتي ( أضافت بتعمد وبصوت خافت فبدا الاسترخاء على ملامحه وهو يقول )
- على ما يبدو أني فعلت .. بعد قليل سأتجه نحو النهر لما لا تلقيني هناك
- أن الأمور معقدة دون ذلك ( عليك بالتوقف عن فعل هذا نهرت نفسها ورغبتها بقبول دعوته اكبر من رغبتها بالرفض فتنهدت بعمق متابعة بإصرار ) لا أستطيع حقا لا أستطيع
بقيت عينيه ثابتتان عليها قبل أن يقول وهو يتحرك نحو باب غرفة المكتب
- أنا أتواجد هناك ( ولمحها بنظرة قبل أن يدخل غرفة المكتب وهو يتابع ) في حال قمت بتغير رأيك
- اعتذر لدعوته للجلوس برفقتنا فلقد نسيت ( قالت رولان وهي تعود للجلوس أمامها مستمرة ) لا بد وان الأمر مهم حتى يأتي ألان فهو يعلم أن ماثيو حضر إلى المنزل متأخرا فلقد كان برفقته .. ما بك
توقفت رولان عن المتابعة وهي ترى شرود فيولا التي لا تصغي لها فأسرعت فيولا بالنظر إليها وهي تدعي الابتسامة وتقف بارتباك قائلة
- لقد تأخرت لابد لي من الذهاب لما لا تحضرين مساء فستحضر السيدات وسنقضي وقتا ممتعا
أخذت تثرثر وتثرثر وهي تتجه نحو الباب مودعة ومغادرة ورولان تتابعها بحيرة .
توقفت عن متابعة القراءة لتمر لحظة صمت فأخذت السيدات الجالسات يصغين لها تتأملنها بفضول فأخرجت نفسا خفيفا من صدرها محاولة أن تستعيد تركيزها وعادت للمتابعة قبل أن تعود للتوقف قائلة لهن
- ارجوا أن تعذرنني ولنتابع ما بقي في يوما أخر
- بالتأكيد لا باس ( قالت جدتها بود قبل أن تضيف وفيولا تغلق الكتاب وتضعه جانبا ) مساء الغد سيحضر جيرالد ووالديه لابد وان هذا الأمر يوترها قليلا
- هل أصبح الأمر رسمي
أسرعت السيدة فرانسيس بالقول وهي تحدق بفيولا التي نظرت نحو جدتها متفاجئة فتابعت جدتها
- هذا ما سيحصل بالنهاية فلا أرى ما يعيب جيرالد وهما .. منسجمان
- تهاني الحارة إذا منذ ألان
قالت السيدة فرانسيس بود وهي تهنئها وكذلك فعلت السيدات بينما شحب وجهها ورغم ذلك هزت رأسها شاكرة قبل أن تلتقي عينيها بعيني رولان التي تنظر إليها .
- لا تبدين على مايرام ما بك الست سعيدة بما جرى ( قالت ليانا وهي تدخل خلفها الغرفة مستمرة ) أمازلت مترددة بأمره كان عليك إعلام جداي
- لا اشعر بالراحة أبدا أن هناك شيئا يضغط على صدري
أجابتها وهي تستمر نحو النافذة لتفتحها وتتنفس بعمق فراقبتها ليانا قبل أن تقترب منها قائلة
- يمكنك الرفض ما زال أمامك الوقت لذلك
- ارغب بذلك بشدة وبالمقابل لا ارغب وأنا اعلم أني مشوشة التفكير
- أن حضور والديه برفقته بشكل رسمي يشير إلى شيئ واحد وهو أنه ينوي التقدم لك قريبا
ابتعدت عن النافذة بضيق لتجلس على السرير والتفكير العميق باد عليها قبل أن تقول
- لم يكن هذا الأمر بذو أهمية لي منذ وقت
- لا افهم ما تعنيه
- اعني أني كنت لارفض بثقة ولكن ألان
- ألان ماذا ( تساءلت ليانا بحيرة فتاهت عيني فيولا قبل أن تقول )
- أني أفكر بعرضه بشكل جدي
- هذا يعني انك .. تميلين إليه
- بل أحاول إنقاذ نفسي
- إنقاذ نفسك .. من ماذا ( وأمام تحديق فيولا بها دون إجابتها أضافت ) ما بك لا أستطيع فهمك
- لابد وأنني جننت
تمتمت وهي ترتمي بسريرها للخلف محدقة بالسقف قبل أن ترفع يديها وتدسهما بشعرها بضيق فقالت ليانا وهي تجلس بجوارها
- سيحضرون مساء الغد لتناول العشاء اليس كذلك ( هزت رأسها لها بالإيجاب فاستمرت ) قد يتحدثون مع جدي بأمرك ( عادت لتهز رأسها لها بالإيجاب فاستمرت ) أن كنت ترغبين بالارتباط به ليكن وان لم تكوني فأعلمي جدي بهذا ( أخرجت تنهيدة جديدة من صدرها وأغمضت عينيها دون إجابتها لترى وجه نايل وقد تعلقت عينيها بعينيه عندما حاول تفادي سقوطه عليها لتتوه فهذا الوجه لا يفارقها كلما أغمضت عينيها وحرارة عناقه تجعل خدودها تتورد لمجرد تذكرها له ماذا تفعل فتحت عينيها التائهتين بينما استمرت ليانا ) جداي متحمسان له كثيرا .. عليك التفكير جيدا وعدم التأثر بقرارهم
- أترينه مناسبا لي
- حسنا في الحقيقة لا واجل فأنت جادة مثله في كثير من الأحيان وهو يبدو باردا و ... و .. من الأفضل أن أتركك بمفردك لتفكري بروية
أضافت ببطء وهي تتحرك مبتعدة كي لا تسترسل بالحديث بينما بقيت فيولا شاردة دون أن تفلح في أن تتوقف عن التفكير فهي لا ترغب بالارتباط بجيرالد وبنفس الوقت تميل بشكل كبير نحو نايل وهذا الأمر يخيفها لم تكن قد أصبحت أفضل حالا في الصباح لذا عندما عرضت عليها ليانا مرافقتها للبلدة لم تمانع وغادرت برفقتها نحو البلدة ليتوقفوا ويتحدثن مع السيدة فران التي اخذت تطمئن على أخبار جديها توقفت فيولا عن متابعة حديثها وحدقت بليانا التي شدتها من كم ثوبها لتراها تحدق بعيدا فنظرت إلي حيث تنظر بينما تحركت ليانا من جوارها مسرعة ليتوقف نظرها على ابن عمها براند الذي دفع صدر إيدن كريمر الذي يقف أمامه بتحدي فأسرعت بالاعتذار من السيدة فران وتبعت ليانا بسرعة وقد بدا بعض الناس بالاقتراب من الشابان الذين يتشاجران
- لقد دفعتني عن عمد فلا تنكر ذلك ألان
- لم افعل فلم أرك
أجاب إيدن كريمر براند الذي عاد لدفعه فقام أيدن برد الدفعة له فأسرعت فيولا بتخطي ليانا إلا أنها توقفت في مكانها عند رؤيتها لجيسون يتحرك نحوهما ليقف بينهما قائلا
- ماذا يحدث هنا
- من الأفضل أن تجعل شقيقك يتعقل
هم براند بالتحرك نحو أيدن فأسرع جيسون بالنظر إليه بحدة مجبرا إياه على الثبات في مكانه قبل أن يعود نحو أيدن قائلا
- ما الذي تريده ألان
- اسأل شقيقك فهو من تعمد الارتطام بي لافتعال هذا فما الذي يسعى اليه
فهتف براند وهو يشير بيده نحوه
- أن كنت تعتقد أننا سنوافق على العمل معكم فأنت مخطئ تماما وأن ظننت أن عملكم بالتجارة ألان سيمر مرور الكرام فهذا لن يحدث
- لا يهمني أمركم بشيء
- تبا ( تمتم براند وهو يحاول تخطي جيسون بينما رفعت ليانا يديها مخفيه شهقة كادت تنسل منها لتوترها )
- توقف ( قال نايل الذي وصل للتو وأمسك بذراع ايدن الذي كان يهم بدوره بالتحرك نحو براند قائلا وهو ينقل عينيه بينهم ) ما الذي يحدث هنا
- ابتعدوا عن ما يخصنا وسندعكم وشأنكم ولكن لن نفعل أن لم تفعل ( أجابه براند بحدة وكره مستمرا وهو يوجه حديثه لنايل ) لا اعلم ما هي نواياك ولكنها لا تعجبني وان كنت تتعمد ذلك لمنافستنا فاعلم انك ستكون الخاسر ( اقتربت ليانا بتردد من فيولا لتمسك ذراعها فنظرت إليها لترى التساؤل بعينيها عما يتحدث عنه براند فهزت رأسها بالنفي لها مشيرة إلى عدم معرفتها وبراند يستمر ) وحضورك لمزرعتنا لمقابلة جدي من الأفضل أن لا يتكرر فان كان جدي قد استقبلك هذه المرة فاعلم أن الأمر لن يتكرر
- اعتقد أنكم مازلتم تعانون من ماضي قد مضى ولكني تخطيته لذا ليست مشكلتي ما تعانون منه ( ونظر نحو جيسون مستمرا بتأكيد ) أن رغبتم ببيع محصولكم لي فهنيئا لكم وأن لم ترغبوا فتدبروا أمركم بمفردكم فلكم الحرية بهذا وقد قدمت عرضي هذا لجميع المزارعين ( وعاد بنظره نحو براند بينما بقيت عيني فيولا معلقتين به دون أن ترمش وهو يستمر ) أن لم يناسبك العمل معنا فلا تفعل وبالمقابل لا تعود للتعرض لرجالي
- ومن الأفضل لرجالك عدم التعرض لنا وألا .. أنت تعرف ما سيحدث
قاطعة جيسون قائلا بجدية فتبادل الرجلان النظرات مما جعل فيولا تتنفس بصعوبة فان أكثر ما سمعته عند حضورها إلى نيوترن هو الشجار الذي كان يحدث بين جيسون ونايل وقد كانا من اشد الأعداء في صغرهما وألان وهما يقفان أمامها متحدين بعضهما بهذا الشكل عادت بها الذاكرة لما كانت تسمعه عنهما
- أن التزمتم حدودكم سنفعل بالمثل ولكن عكس هذا لن أكون المسئول عما سيحصل
اجابه نايل ببرودة ونظر نحو أيدن مشيرا له برأسه بالتحرك واستدار مبتعدا مما جعل فيولا تفتح شفتيها لتتنفس
- يكاد يغمى علي لوهلة اعتقدت أنهما سيصطدمان ( تمتمت ليانا بضعف بينما تابعت فيولا ابتعاد نايل وأيدن أبن عمه وهي تعيد بذاكرتها ما سمعته منهم للتو بينما تابعت ليانا ) لا افهم شيئا علي رؤية جدي أتعتقدين أن نايل يقوم متعمدا بالتسبب بخسارتنا لا افهم شيئا تعالي
تحركت لتتبع ليانا بشرود وما أن اقتربوا من المنزل حتى تختط ليانا بالدخول إليه ومنها نحو المطبخ لترى جدتها وصوفي جالستان تحتسيان الشاي فبادرتهما
- أتعلمون بأمر حضور نايل كريمر لمزرعة جدي
هزت جدتها رأسها لها بالإيجاب قبل أن تقول
- اجل مساء أمس أعلمني جدك بهذا
اقتربت لتجلس على المقعد الخشبي أمامها مخفية توترها وليانا تقول
- و .. ماذا يريد
- أنه يعمل على شراء المحاصيل من المزارعين وعرض على جدك ذلك
- انه ولابد يحلم ( قالت صوفيا واستمرت ) لن نتعامل مع آل كريمر مهما يكن
- وما قول جدي بالأمر ( تساءلت فيولا وهي تعود نحو جدتها التي أجابتها )
- لقد أزعجته ثقة الشاب بنفسه وحضوره إلى مزرعتنا وقد كان شديد الضيق فهل تعلمان ما معني أن يقوموا بشراء محاصيل الجميع بأسعار مغرية
- اجل ( تمتمت فيولا قبل أن تتعلق عينيها بليانا التي جلست بجوار والدتها وقد شحب وجهها متمتمة بقلق )
- أتعتقدون أنه يتعمد ذلك
- بالتأكيد يتعمد فلا احد يستخف بال كريمر ووضعهم المالي من أفضل ما في نيوترن لذا أن قالوا أنهم سيشترون محاصيل المزارعين لتعلمي أنهم احتكروا هذا الأمر ( وتابعت صوفيا بعدم رضا ) ولن يستطيع التجار الآخرون منافستهم
- جدكما بغنى عن هذا يكفيه ما يحصل من بيع للأراضي المحيطة به وألان يظهر هذا لا اعلم ما الذي يريدونه منه .
أخذت تسير ذهابا وإيابا في غرفتها شاردة غير مصغية لليانا التي تثرثر بتوتر والتي لم تتوقف عن الحديث حول ما جرى منذ الصباح توقفت عيني فيولا على الشمس التي تشير إلى حلول العصر فتحركت نحو معطفها الطويل لترتاديه فأسرعت ليانا بالقول وهي تتابعها
- إلى أين ستذهبين
- سأذهب لاستنشاق بعض الهواء فأكاد اختنق هنا
- سأذهب مع
- لا فلن أستطيع التنفس وأنت برفقتي تثرثرين
- لن افعل أعدك
- لا تحاولي فانا أحاول منذ الصباح إسكاتك ولم افلح وداعا
- أه يا لك من شريرة
أخذت تجول بعينيها بين الأشجار قبل أن تقترب أكثر من مجرى النهر لا فائدة ليس هنا عليها رؤيته ماذا تفعل عليه إيضاح الكثير ولكن كيف ستصل إليه
- لمن أدين بحضورك هذا ( تجمدت قبل أن تحرك رأسها إلى الخلف ثم تستدير ببطء محدقة بنايل الذي عقد يديه معا متأملا إياها ) ما الذي أقنعك بالحضور أخيرا
- ألا تعتقد أن عليك إيضاح بعض الأمور
أجابته ببطء فهز رأسه بالنفي وهو يقول دون أن تفارق النظرة الجادة وجهه
- لا لا اعتقد
- أعلمتك سابقا أن لا دخل لأفراد عائلتي بقصة سامرز وتآمرهم عليك لذا لما لا تتوقف ألان عما تنوي فعله فلا يحق لك الإساءة إليهم بهذا الشكل
- وهل عملي بتجارة المحاصيل الزراعية يسئ إليهم
- أنت تعلم أنهم لن يتعاملوا معك لذا خسارتهم مؤكدة فانسحاب باقي التجار من أمامك لن يكون لمصلحتهم فلا تدعي انك لا تعلم هذا
حل يديه وهو يتحرك نحوها قائلا
- لم اعهد من آل فيزل الاستسلام بهذه السهولة
- ولن يبدؤوا ألان ولكن مجرد ترك براند العمل برفقة جدي ليستلم زمام نقل بضاعتنا إلى المدينة فيه خسارة لجدي لذا توقف عن التدخل بما لا يعنيك وعد لمزرعة خيولك
- وإن لم افعل ولن افعل ( أجابها وهو يقف أمامها بتأكيد فنقلت عينيها بعينيه قبل أن تقول )
- لما تفعل هذا ما الذي تريده
- أنت
برغم الصدمة التي بدت عليها لأول وهلة من قوله ألا أنها تداركت ذلك قائلة بهدوء غريب لا تعلم من أين أحضرته
- لن يحدث هذا أبدا
- سنرى
أجابها بثقة ومازالت عينيه ترفضان مفارقتها فقالت بثقة كاذبة
- لقد وافقت على الارتباط بجيرالد لذا لا مكان لك
- أحقا فعلت برغم ما أعلمتك به ( قال بعدم تصديق )
- ومن قال أني أصدقك
- كما تريدين ولكن لتعلمي شيئا ( ومال برأسه قليلا نحوها مما جعل عينيها تتوقفان عن الرمش وهو يستمر ببطء وثقة ) عندما أريد شيئا أحصل عليه
فتحت شفتيها قبل أن تتمتم بضيق شديد
- لن تحصل على ما لا يخصك أنا من آل فيزل انت تدرك ذلك وتعلم اني لن أكون لك مهما حاولت لذا .. دع الامر فلن ينالنا منه الا الأذى وها انا اعود نحو عائلتي فلن اقف بجوارك وانت تقوم بأذيتها
اضافت بتأكيد وهي تهم بالاستدارة فأوقفها وهو يقول
- من الأفضل أن تنسي أمر جيرالد ( حدجته بنظرة فأضاف وهو يشدد على كلماته ) أنا جاد
- لن أفعل
- أنت حتى لا تميلين إليه
- وما الذي تعرفه أنت
- اعلم أني أول رجل يمتلك قلبك ( ارخت جفونها مخفية الألم الذي ينتاب روحها وهمت بإشاحة راسها فلا تريد ان يعلم ان ما يقوله صحيح لتهم بالتحرك ألا أن يده التي أمسكت كوع يدها جذبتها نحوه لتسرع بوضع يديها على صدره لتخفي شهقت كادت ان تنسل من بين شفتيها لتبقي عينيها على صدره رافضة ان ترفع راسها نحوه وهو يستمر بهمس وبصوت ملئ بالمشاعر ) واعلم انك تكنين لي ما اكنه لك
- سنتسبب بالأذى لعائلتنا في النهاية تعقل
- لا اريد
تابع بهمس ويده تلامس ذقنها ليرفع وجهها اليه مستمرا
- لا تستطيعين إنكار ما بيننا تبا أني اشعر بوجودك حتى لو كنت بعيدة عني لذا عديني أن تنسي أمر جيرالد ( عقصت شفتيها بألم عاجزة عن إجابته فاستمر ) اعلم أن قلبك الذي ينبض بجنون ألان هو ملك لي
- دعني وشأني نايل ( تمتمت وقد امتلأت عينيها بالدموع مستمرة وعينيه تنتقلان بعينيها الدامعتان ) أن كنت حقا تهتم لأمري فدعني وشأني ودع عائلتي وشانها لا تفتح باب اغلق منذ سنوات لتعود المشاكل والصدمات بين الاسرتين ( وتراجعت من بين ذراعيه مستمرة ) أرجوك افعل هذا ولتجعل عقارب الساعة تعود للخلف وليعود الأمر كما كان قبل أن نلتقي ولا تصعب الأمر علي أكثر من ذلك فلا استطيع ان اكون السبب باذية احد ( أضافت كلماتها الأخيرة بصعوبة وقد انزلقت دمعة من عينها فأسرعت بمسحها بيد مرتجفة قبل أن تهز رأسها بالنفي له وهي تشعر به يهم بالتحرك نحوها لتتابع موقف إياه ) أن كان قلبي يرفض الإصغاء لي فلن افعل بدوري وان كنت لا تصفي لي فلا شان لي بك لذا لا تجعلني حجة لتصرفاتك بعد الان فلا شان لك بي سارتبط قريبا بجيرالد لذا دعني وشأني فهي حياتي وانا من اختارها
- وحياتي وانا من اختارها ايضا واتعلمين انت بها
- انت لا تصغي
- لا اريد ان اصغي
- توقف
- لن افعل
قال باصرار فارتجفت شفتيها لتهز راسها له بالنفي عاجزة لتتحرك مستديرة ومغادرة بخطوات واسعة وهي تمسح خديها من الدموع التي تنساب عليهما
- لن افعل فيولا ( عاد للقول باصرار وبصوت مرتفع وهو يجبر نفسه على عدم اللحاق بها والضيق يملأ صدره ) لذا تخلصي منه بنفسك ولا جعلتني افعل هذا بنفسي
اضاف بحدة وهو يتابعها تبتعد ليرفع راسه الى الاعلى محاولة التنفس بعمق وهو يغمص عينيه ومازال يجبر نفسه على عدم الحاق بها كما يرغب .
تأبطت ذراع جيرالد الذي ساعدها بالنزول من العربة لتتبعهم ليانا وديفيس وبراند بينما توقفت العربة الأخرى التي تحوي جديها وصوفيا وعمها وقد ارتدا الرجال الملابس الرسمية بينما ارتدت فيولا وليانا أثوابا فاخرة لحضور حفل زفاف برندا فيث ليدخلوا مهنئين عائلتها وعائلة هامبسون التي استقبلتهم على الباب لتبادرها رولان فور رؤيتها بابتسامة لم تصل الى عينيها وهي ترفع حاجبيها لها متسائلة قبل أن تقترب منها بينما توقفت عيني نايل عليها لوهلة دون حراك وهو يراقبها تدخل برفقة جيرالد لتتغير ملامح وجهه التي اشتدت لتغمق عينيه قبل أن يعود بصعوبة لمتابعة الإصغاء لمحدثه طالبا من نفسه التروي وعدم التوجه نحوها لسحبها بعيدا عن جيرالد , اعتذرت فيولا من جيرالد وتحركت مبتعدة برفقة رولان التي همست
- هل افهم من هذا أنك وافقتي على الارتباط به بشكل رسمي أن هذا ما يعنيه حضوركما معا افعلتي
- أجل
أجابتها باقتضاب وعينيها تبحثان بهدوء بين المدعوين الكثر الذين ملئوا الصالة
- والأخر ماذا عنه
- من تعنين آه لا لقد .. نسيت أمره ( تمتمت وهي تحرك رأسها لتحية ماي التي اقتربت منهما قائلة )
- تهانيا متى ستعلنان ذلك رسميا
- قريبا
أجابتها باقتضاب ومازالت عينيها تبحثان بهدوء في الصالة المليئة أمامها
- هل حضر أليك لحضور حفل الزفاف ( نظرت نحو ماي قبل أن تتساءل بتردد )
- الم تريه مؤخرا
- لم أره منذ زمن ( قالت ماي بضيق رغم محاولتها إخفاء ذلك فقالت فيولا وهي تنتقي كلماتها )
- لا لن يحضر فلقد كان هنا منذ ثلاثة أيام .. إنه مؤخرا لا يحضر إلى هنا إلا نادرا .. كنت اعتقد انك على اتصال به
- لا أنا في الحقيقة ( قالت ماي بغيظ رغم محاولتها أن لا تخرج عن لطفها ) أواعد ويلي لذا لا أرى أليك
بدا التفهم على ملامح فيولا التي هزت رأسها لها بالإيجاب فمؤخرا تصرفات أليك غير مفهومة لتبادرهم كوني وهي تقترب منهم
- لا نبدو مختلفات عن سكان العاصمة لقد اعتقد ذلك الشاب أني اسكن هناك
ولمحت الشاب الذي كانت تراقصه بابتسامة فلمحتها فيولا بنظرة سريعة قائلة لهيئتها وقد حرصت على أن تكون من أفضل الموجودين
- حتى أنا كنت لأعتقد ذلك
- على الأقل الآنسة أنجيلا ( قالت ساخرة وهي تنظر نحو شقيقة العريس ) ليست المميزة الوحيدة اليوم .. أين نايل لم أره برفقتها ( واستمرت هامسة وهي تقترب من فيولا أكثر ) علمت أنهم سيعدون في الشهر القادم لخطبتها عليه
اصطنعت ابتسامة لقول كوني محاولة أخفاء الألم المفاجئ الذي جعل معدتها تتلوى ورفعت رأسها بكبرياء كاذب وهي تنظر حولها مدعية انشغالها وهي في الحقيقة تتهرب من كوني كي لا تسترسل بالحديث ثم قالت وهي تتحرك من جوارها
- أن المكان مكتظ سأخرج قليلا
وتحركت نحو باب الشرفة لتخرج وتتنفس بعمق والهواء يلامس وجهها فاقتربت من الحاجز لتقف بجواره شاردة بما أمامها دون رؤية شيء وعقلها يبتعد بها فالقد تطلب حضورها برفقة جيرالد جرائة منها وهي تعلم الى ما ستؤول اليه امورها مع نايل ولكن هذا هو التصرف الصحيح فلا امل لها بهذه العلاقة التي ستسبب الاذى للجميع صدور ضحكات من الداخل جعلها تعود لأرض والواقع فعقصت شفتها السفلى ليس عليها حقا الانفراد بنفسها وألا أن حالها سيسوء اكثر فهمت بالتحرك ألا أنها تجمدت وهي ترى ضوء أحمر صغير يسطع من زاوية الشرفة لتتوقف عينيها على نايل الذي ابعد السيجارة عن فمه وقد أنهاها وعينيه المغمقتين بشدة متعلقتان بعينيها لتمر لحظة بينهما وقد تجمدت في مكانها ليقذف السيجارة أرضا بعدها وهو ينفث دخانها ويطفئها بقدمه قبل أن يتحرك عائدا إلى الداخل لتتابعه وهي تضم جسدها بيديها لتملاء الدموع عينيها فأسرعت بالتنفس وقد كانت لا تفعل إذا كان هنا طوال الوقت رباه أغمضت عينيها ببطء وعادت لتنظر أمامها محاولة أن تهدأ من نفسها عليها الاستمرار والتحلي بالقوة ليس عليها أن تضعف ألان بقيت هناك حتى شعرت بأنها تستطيع العودة للداخل ففعلت لتمضي ما بقي من وقت مدعية الابتسامة وهي برفقة جيرالد معظم الوقت ورغم أنها حاولت جاهدة إلا أن عينيها كانت تبحثان عنه بين الحين والحين لتعود لتنهر نفسها بألا تفعل شاهدت رولان تقف من بعيد فعتذرت من جيرالد وتحركت نحوها لتتوقف ويد تمسكها وصوت لورا ماندل تقول
- فيولا أريد محادثتك ( استدارت إليها لتتجمد وقد وقفت لورا مع نايل وشقيقته الذين انشغلا بالحديث معا فأسرعت بتثبيت نظرها على لورا التي استمرت ) أمازلت تعدين لنزهات فابنة شقيقة زوجي ستحضر لزيارتنا وكنت أفكر بمرافقتكم أن ك
- لا لم اعد أعد لنزهات بعد تلك النزهة الأخيرة
- أه ارجوا أن تعذريني فلقد نسيت انك تعرضتي للسقوط أنت محظوظة حقا ( أرادت إنهاء الحديث والابتعاد ولكن يد لورا مازالت ممسكه بها وهي على ثقة من أن حديثها في متناول سمع نايل وشقيقته ) فنجاتك منه كانت أمرا سارا كيف فعلت ذلك
- فعلت ماذا ( قالت بتوتر قبل أن تضيف ) نجوت في الحقيقة لا اعلم
- لابد وأنها الملائكة
- لابد وأنها هي ( قالت وهي تسحب يدها منها ولورا تستمر )
- كان القدر يقف بجانبك ذاك النهار فليس من السهل النجاة من ذلك النهر
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول
- هذا صحيح عن إذنك
وتحركت مبتعدة لتقترب من رولان وماثيوا لتقف برفقتهما قبل أن يدعوها جيرالد لمراقصته من جديد لتتنفس الصعداء عند عودتها إلى المنزل دون أن تشعر بالراحة التي كانت تسعى إليها فتلك النظرة التي كانت تلوح بعيني نايل عند رؤيتها له على الشرفة دخلت إلى صميم أعماقها ومهما حاولت النوم تلك الليلة لم تفلح وبقيت تتقلب في سريرها دون قدرتها على أن لا تفكر به
- لم تحظي بليلة جيدة ( تساءلت جدتها وهي تجلس أمامها في الصباح فهزت رأسها لها موافقة فتابعة باهتمام ) هذا أمرا طبيعي فعندما ترتبط الفتاه تبدأ بحياة جديدة وعليها التفكير بما ينتظرها ( بقيت شاردة بقول جدتها التي أخذت تسكب الشاي مستمرة ) سيحضر جيرالد ووالديه الليلة ل
- أين هو جدي ( قاطعتها قائلة وهي تنظر إليها )
- يرتدي ملابسه استعدادا للمغادرة م
توقفت غرايس عن المتابعة لتحرك فيولا مغادرة لتتابعها بحيرة التقت بجدها وهو ينزل الأدراج فقالت بسرعة قبل أن تتراجع
- أريد محدثتك ( تأمل النظرة الجادة على وجهها قبل أن يقول وهو يصبح بجوارها )
- أينتظر الأمر إلى أن اتناول افطاري
- اجل بالتأكيد
قالت بهدوء وهي تتبعه عائدة إلى المطبخ لتجلس برفقة جديها ليتناول جدها افطاره بينما تسءلت جدتها
- هل استلم بيترمين المزرعة ( هز جدها رأسه بالإيجاب فتساءلت فيولا بفضول )
- عن أي مزرعة تتحدثون ومن بيترمين
- لقد تم بيع المزرعة الأخرى المجاورة لمزرعتنا ( قالت غريس واستمرت ) اعتقدنا بدايتا أن عائلة برونز من قامت بشرائها ولكن لحسن حظنا أن من فعل هو رجل أخر كان يملك مزرعة في البلدة المجاورة استطاع بيعها بسعرا مغري فنتقل إلى هنا واشترى المزرعة المجاورة لنا .. أنه رجلا جيد هذا ما سمعناه على الأقل
- لقد اتفق مع ابن عائلة كريمر على بيعة جميع محصوله ( قاطعها هيكمان قائلا فنظرتا نحوه قبل أن يستمر ) لقد عاد لرؤيتي أمس أيضا رغم أني أعلمته بعدم رغبتي بالتعامل معه
- أنه يطمع باحتكار جميع مزارعي نيوترون أن هذا ليس جيدا
قالت جدتها بضيق بينما أحكمت فيولا أصابع يدها حول كوبها خوفا من أن يظهر توترها وانشغلت بشرب كوبها بصمت مصغية لجدها الذي قال
- لن اسمح له بهذا حاولت إقناع بيترمين بعدم التعامل معه ولكني لم أفلح فلقد زاغت عينيه فور رؤيته للمبلغ الذي يقدمه نايل
- أسنستمر بإرسال محصولنا بأنفسنا أن هذا لن يجعلنا نجنى الربح المعتاد
- لقد اجبر التجار على الانسحاب من نيوترن ولا أحد منهم يرغب بمعارضته والشراء منى
- رباه هل عدنا لهذا ألان لقد مضى زمن طويل على هذا الصراع هيكمان فما الذي أشعله ألان من جديد
تأملت فيولا ملامح جدها المتجهم والذي لم يجيب عن سؤال جدتها مما جعلها تعود نحو كوبها ما الذي عليها فعله لإيقاف نايل انها السبب بهذا بالإضافة لإعلامها إياه بأمر سامرز رباه ما فائدة الندم ألان إنه لا يصدق أن لا دخل لعائلتها بالأمر كيف يستطيع أن يحمل لها كل تلك المشاعر وبنفس الوقت يعادي عائلتها
- الم تريدي محادثتي ( قاطع جدها أفكارها مستمرا وهو يقف ) أنا في غرفة المكتب
تابعته بعينيها قبل أن تتحرك خلفه لتدخل إلى غرفة المكتب وتغلق الباب خلفها .
- الم تعدي نفسك بعد
رفعت رأسها عن الكتاب الذي بحجرها مساء محدقة بليانا التي اقتربت منها قائلة لجلوسها بالصالة دون أن تغير ثوبها الذي ترتديه من الصباح
- سيحضر جيرالد ووالديه وأنت بهذا الشكل هيا القليل من النشاط أنت حتى لا تبدين متحمسة للأمر كله .. أتعلمين ما كان عليك الموافقة
- ليانا ( قاطعتها قائلة حتى لا تستمر بالحديث مضيفة ) لن يحضروا اليوم .. لقد ..تأجل الموعد
- حقا
- اجل حقا .. أين كنت
- أنا كنت عند رولان لما تسألين ( ضاقت عيني فيولا بها فأضافت ) لماذا
- فقط أتسائل فانا سأذهب عند رولان ألان و
- لالا تفعلي ف فقد قد خرجت ألان برفقة ماثيو لزيارة والدتها
- لا اعرف كيف أردعك عن فعل ذلك ألا ترين إلى أين وصل بهم الأمر إنهم يحاربوننا بعملنا ألا يهمك هذا الأمر بشيء ( بدا الحزن على ليانا التي التزمت الصمت دون إجابتها فأضافت فيولا ) كيف هو براون
- اخفضي صوتك رباه ومنذ متى تسألين عنه .. أنه .. بخير .. وعندما سألته لما يتصرف شقيقيه بهذا الشكل بدا عاجزا عن إجابتي وأعلمني أنه طلب من شقيقه أن يتوقف ولكن نايل لا يصغي لأحد وباقي أفراد عائلته لا يكترثون ألا لما هو لمصلحتهم فان كان هذا العمل سيدر دخلا لهم لا يأبهون حتى لو وافق جدي على بيع محصوله لهم ( بدا التردد عليها وهي تضيف ) أريد غدا أن آذه
- لا تقولي لي لقائه وان أعمل على تغطية مكانك ( بدا الحزن على ملامح ليانا مما جعلها تتنهد مضيفة ) الم تريه اليوم
- فعلت .. أتعلمين لست غاضبة منك بسبب محاولتك منعي من رؤية براون فأنا أتفهم انك تتصرفين لمصلحتي ولكن قلبي لا يصغي لي يجب أن ابتعد عنه بعد ما يفعله شقيقه ولكني .. لا أستطيع فلا شأن لبراون بما يفعله شقيقه صدقيني براون مختلف تماما كما أنه مغرم بي وأنا أصدقه ماذا افعل فيولا
- جدي غيره
- رباه كلما طلبت مساعدتك تقولين هذا .. أتعلمين لقد دعت والدته أنجيلا وعائلتها للعودة لزيارتهم لعدة أيام أنا جدا قلقة من ارتباط نايل فما أن يفعل حتى تبدأ والدته بالإلحاح على براون بفعل المثل
عادت فيولا بعينيها نحو الكتاب المغلق الذي بحجرها قبل أن تقول
- أعلمتني كوني أنهما سيرتبطان قريبا
- لو جاء الأمر لولداه لجعلاه يرتبط اليوم قبل الغد فوالده يرغب برؤية أحفاد له قبل أن تتدهور صحته اكثر فهو في وضع حرج هكذا أعلمني براون
- وما الذي يمنعه من الارتباط ( تساءلت بروية ومازالت عينيها معلقتان بالكتاب )
- هذا ما سألته لبراون فقال أن بطبع شقيقة التروي فلا يتخذ أي أمر على عجل فما بال إن كان أمرا مصيريا كالارتباط وعلى ما يبدو أن علاقته بانجيلا جيدة فقد أعلمني براون انه اصطحبها إلى مكانه المفضل قرب النهر وهو يقوم بتوطيد علاقته بها
رفعت عينيها ببطء نحو ليانا التي قالت ذلك وقد شحب وجهها قبل أن تقول
- ماذا عنى بتوطيد علاقته بها
- اعتقد انه يقصد التقرب منها فمن الأفضل أن يكونا يفهمان بعضهما قبل الارتباط على أن يفاجئ كل منهما بالأخر
التزمت الصمت بعد قول ليانا ذلك لتهز رأسها بعد قليل رافضة كل تلك الأفكار التي تجتاح عقلها
- أنتما هنا
قاطعهما براند الذي دخل إلى الغرفة برفقة جده مستمرا أين جدتي
- ها أنا
إجابته غريس وهي تطل من المطبخ لتقترب وتجلس في مقعدها بينما قال هيكمان وهو ينظر إليها
- نحن مدعوان لتناول العشاء عند أل بيترمين الليلة
- يسرني التعرف بهم
أجابته زوجته بود فنقل نظره نحوى فيولا ليراها شاردة وقد بدا وجهها شاحبا ليضيف لزوجتة دون أن تفارق عينيه وجه فيولا
- لما لا تذهبين غدا أنت وفيولا لرؤية فاليري
- ولما لا ( قالت غريس بينما رفعت فيولا نظرها ليتعلق بجدها قبل أن تبتسم له شاكرة فهو يعلم بأنها تحتاج لرؤية والدتها ولكنه يعتقد أنها في ضيق بسبب ما أعلمته به عن جيرالد صباحا )
أخذت تتقلب في سريرها ليلا قبل أن تستلقي أخيرا على ظهرها وتنفست بعمق ونفاذ صبر هاهي ليلة أخرى ستمضيها دون أن تستطيع النوم بها لما لا تستطيع أن تنسى أمره .. لانها لا تستطيع همست لنفسها وهي تتنهد بعمق قبل ان ترفع الغطاء لتضعه على وجهها وعينيها تدمعان .
- أهي ليلة أخرى ليست جيدة ( هزت رأسها بالإيجاب لجدتها التي جلست أمامها بالقطار تتأمل وجهها قبل أن تستمر ) ليس عليك أن تقلقي فكما قال جدك لنبقى الأمر في طي الكتمان حتى نتأكد فان كان ما أعلمتك به تلك السيدة حقيقي سيكون لنا تصرفا أخر ولكن قد تكون مجرد إشاعات تشاع حول جيرالد لذا لا يقلقك الأمر فجدك سيرسل برند للتحقق من هذا .. لن أستطيع التأخر في يوهانس فكما ترين جدك ليس بوضع جيد مؤخرا لذا لا أريد التغيب عن المنزل
عادت لتهز رأسها موافقة قبل أن تنظر نحو المرأة الجالسة بجوارها ثم نحو نافذة القطار الذي لم يتحرك بعد وعادت نحو جدتها الجالسة أمامها قائلة ومازال الركاب يصعدون
- يحزنني أن يكون الأمر صحيح
تجاهلت قول جدتها وعينيها تنظران نحو الرجل والمرأة الذين يقتربون بالممر فعادت بنظرها نحو جدتها ببطء وهي تشعر بوالدي نايل الذين جلسوا على المقعد المجاور للمقعد الذي أمامها ثم جلس أمامهما بجوار النافذة زوج ابنتهم وبقي المقعد المجاور له فارغا فأغمضت عينيها ببطء وهي تتنفس ففكرت مرافقة نايل لوالديه وجلوسه أمامها طوال الطريق لمرهقة لأعصابها فتحت عينيها لتختفي الدماء من وجهها وهي تراه يقترب فأسرعة بالنظر نحو جدتها التي انشغلت بالتطريز وادعت انشغالها بتأمل ما تقوم به جدتها بينما خلع نايل سترته وجلس لتتوقف عينيه عليها ليسحب نظره عنها ببطء نحو والدته الجالسة أمامه متداركا جموده بينما أخذت تقرأ الكتاب الذي أخرجته من حقيبتها دون أي تركيز مما جعلها تعيد قراءة الفقرة أكثر من مرة فكانت ترفع عينيها عن الكتاب بين الحين والحين لتلمح نايل الذي انشغل بدورة بقراءة الصحيفة والذي هم بقلب الصفحة لتتعلق عينيه بعينيها فعادت نحو كتابها بتوتر بينما عاد بهدوء نحو صحيفته , ما أن توقف القطار بهما بعد ساعتين في محطة برود حتى تنفست الصعداء أملة بمغادرة آل كريمر للقطار ولكنهم لم يتحركوا مما جعلها تقول لجدتها وهي تهم بالتحرك عن مقعدها
- ألا تريدين النزول إلى السوق لن يتحرك القطار قبل ساعة
- أفضل الجلوس على السير اذهبي أن كنت تشعرين بالملل ولكن لا تتأخري
تناولت حقيبتها وتحركت بالممر متخطيه عن نايل متوجهة نحو باب القطار لتنزل منه وتتنفس بعمق ما أن لامست قدميها الأرض لتتوجه نحو السوق القريب من المحطة لتسير به دون هدى فكل ما أردأته هو الابتعاد من أمام نايل فساعتين من الجلوس أمامه كانت كافية لجعلها ترغب بالهرب إلى أي مكان , اقتربت من واجهة محل يعرض بعض الأثواب حديثة الصنع تتأملها باهتمام وقد شدها ثوب حريري يهدل على واجهة المحل بشكل جميل توقفت عينيها على ظل خلفها ينعكس من الواجهة الزجاجية فحركة رأسها إلى الخلف محدقة بظهر نايل الذي وقف يشتري بعض الفواكه قبل أن تعود إلى ما أمامها وتتحرك مبتعدة لتقترب من مجموعة من الناس بفضول لترى سبب تجمعهم بهذا الشكل لتحدق برجل يعزف الموسيقى وبرفقته ولدان اثنان يقومون بالشقلبات فتابعتهم باهتمام وقد أخذ الناس يصفقون لهم بينما كان فتى ثالث يقدم قبعته ليضعوا بها المال أرخت جفونها قليلا فلا حاجة بها للنظر لتعلم من وقف بجوارها وها هو قلبها يعود للخفقان يا لغبائك همست لنفسها وهي تضع قطعة نقدية للفتى الذي أقترب منها وكذلك فعل نايل الواقف بجوارها بصمت متابعا العرض قبل أن يتحرك مبتعدا وما أن اقترب العرض على نهايته حتى تحركت عائدة بأدراجها نحو القطار وقد اشترت بعض الكعك قدمته لجدتها وعادت نحو كتابها وهي ترى مقعد نايل ما زال فارغا والذي لم يحضر ألا قبل انطلاق القطار بقليل ليسير بهم إلى يوهانس , أرخت رأسها على ظهر المقعد وأرخت جفونها لتغمض عينيها ببطء والجو الهادئ الذي لا يكسره سوى صوت احتكاك القطار بالسكة الحديدية يجعلها ترغب بالنوم وهذا ما فعلته جدتها منذ وقت لتسترخي بهدوء وتغوص بنوم متقطع بسبب حركة القطار لتفتح عينيها بعد مرور بعض الوقت بكسل لتنتفض بشكل غير ملحوظ لملاقاة عيني نايل الناعستين والناظرتان إليها وقد استرخى هو الأخر بجلسته فتحركت جالسة جيدا وناقلة نظرها بين جدتها النائمة والسيدة التي بجوارها والتي لا تختلف عن جدتها فمازالت تغط بالنوم فلمحت السيدة الأخرى المجاورة لها لتراها قد أسندت رأسها على النافذة شاردة فرفعت يدها نحو عنقها تتلمسه وهي تختلس النظر نحو نايل لتجده قد وضع يديه تحت عنقه مسترخي بجلسته وهو شارد بسقف القطار وعندما أحست أنه قد تنبه لها أسرعت بالنظر نحو النافذة منشغلة بها قبل أن تعود نحو كتابها
- سيكون السائس بانتظارك فور توقف القطار
- اعلم جدتي لا تقلقي ( برغم قولها ذلك ألا أن جدتها استمرت والقطار يتوقف بهم بيوهانس )
- نلتقي هنا فلا تتأخري ( هزت رأسها لها بالإيجاب فأضافت غريس وهي تتحرك لتقف ثم تعود للقول وهي تنظر إليها ) بعد ساعة يتوقف في سكوتلا فلا تغطي بالنوم ( ابتسمت لقلق جدتها التي قالت عند رؤية ابتسامتها ) حسنا أنا ذاهبة
تابعتها وهي تبتعد لتعود نحو عائلة كريمر الذين وقفوا مغادرين بدورهم ولكن بقاء نايل واقفا في مكانه بينما تخطى عنه زوج شقيقته وهما يتحدثان جعلها تتابع مغادرة عائلته بينما عاد للجلوس في مكانه فحدقت بالنافذة مفكرة أن قضاء ساعة أخرى برفقته لهو أمر يفوق الاحتمال فتحركت عن مقعدها لتجلس على المقعد بجوار النافذة وما أن انتهى نزول الركاب المغادرين حتى بدء الركاب بالصعود وأخذ القطار بالامتلأ من جديد نقلت نظرها من النافذة نحو رجل وامرأة طاعنه بالسن يجلسون أمامها فعادت نحو النافذة متأملة الناس الذين امتلأت بهم محطة القطار وما أن انطلق القطار من جديد حتى فتحت الكتاب الذي بحجرها لتنشغل بقراءته وتتنفس الصعداء لتوقف القطار بسكوتلا أخيرا فتحركت متخطية المرأة الجالسة بجوارها مغادره بينما تعلقت عيني نايل بالنافذة وهو ينفث دخان سيجارته وهي تمر من جواره لتبقى عينيه ثابتتان على النافذة قبل أن يطفئ سيجارته ويسند رأسه إلى الخلف والتفكير العميق باديا عليه .
- ما بك ( تساءلت فيولا في صباح اليوم التالي وهي تحديق بخالتها الجالسة أمامها تشرب الشاي بشرفة المنزل الأمامية فنقلت خالتها عينيها نحو كاثرين التي اقتربت لتضع طبقا من الحلوى أمامهم وهي تستمر ) ألا تبدو فيولا شاحبة
نظر جيم الجالس يحتسي شايه بهدوء وكذلك كاثرين نحوها مما جعلها تتنقل عينيها بينهم قبل ان تصطنع ابتسامة قائلة
- لا اعتقد أن الأمر سيئ لهذه الدرجة ( عاد جيم لاحتساء شايه برويه قبل أن يقول )
- لقد رأيت نايل مساء الأمس
حدجته والدته بنظرة معاتبة بينما ثبتت عيني فيولا عليه قبل أن تقول
- لم اعلم أنه يقصد سكوتلا ( نظرت خالتها ووالدتها إليها فاستمرت وهي تتعمد أن تبدو لا مبالية ) لقد كنا بنفس القطار وقد نزلت إلى هنا وهو لم يفعل فاعتقدت أنه يقصد مكانا أخر
تبادلت كاثرين وهانا النظرات بينما تعمدت الانشغال بكوبها فأضاف جيم
- وصلت عائلته صباح اليوم الى هنا فلقد حضر أمس لمقابلة أحد الأطباء في المشفى وطلب منه الطبيب أن يحضر والده لمعاينته فأرسل خلفهم وقد كان والده يتلقى العلاج في هذا الوقت على يد طبيب أخر ولكن وضعه لم يتحسن
- في أي مشفى هو ( تساءلت والدتها واستمرت ) سأعلم روفن اليوم لنقوم بزيارتهم ( بقيت عيني فيولا ثابتتان على والدتها التي أنهت حديثها وهي تنظر إليها لتضيف لتحديق فيولا بها ) إنهم لا يعلمون أني كنت مرتبطة بوالدك لذا لا تقلقي وتوقفي عن التحديق بي بهذا الشكل فلم اسكن بنيوترن لأتأثر بعاداتهم في الحقيقة هذا أفضل ما فعله والدك فلقد ابتعد عن نيوترن ورفض العودة للعيش بها رغم اتهام جديك لي بأني السبب برفضه للعودة ولكن هذا ليس حقيقا فهو من لم يرغب بالعودة .. كما أننا لم نرى من نايل ما يجعلنا نهمل بواجبنا نحوه
- سأذهب مساء لزيارتهم أنذهب معا ( قال جيم فهزت والدتها رأسها له بالإيجاب فنظر نحو فيولا ليراها تحتسي من كوبها بشرود فأضاف متعمدا ) ألا ترغبين بمرافقتنا
حدجته بنظرة قبل أن تقول وهي تعلم انه يسخر منها
- لا أشكرك
- يمكنك تغير رأيك فما زال أمامنا ال
- جيم ( قاطعته والدته قائلة ) هلا تركتها وشأنها فأنت تعلم أنهم ليسوا على وفاق
استرخى جيم في جلسته وهو يرفع حاجبيه ونظره معلقا بفيولا وهو يقول
- ليس هذا ما رأيته
ضاقت عينيها به قبل أن تتناول الوسادة التي خلفها وتقذفه بها ليتناولها ضاحكا بينما قالت
- من الأفضل لك أن تتوقف
- هلا هدأتما ( طلبت منهما كاثرين فأسرعت فيولا بالقول وهي تراه يهم بالتحدث )
- أحذرك
- لا داعي لذلك فأنا مغادر ولا تنسي موعدنا غدا في نادي الخيول ( وتحرك عن مقعدة مستمرا لكاثرين ) نلتقي مساء
هزت رأسها له بالإيجاب بينما تابعته فيولا بنظرها مما جعل هانا تقول
- دعك منه إنه يحاول إزعاجك ليس إلا .
ترجلت عن خيلها التي امتطتها للقيام بجولة حول المكان ليترجل جيم هو الأخر عن خيله أمام الإسطبلات ليتناول لجام خيلها ويعود بهم إلى الحظيرة بينما قالت له
- سأكون قرب حلبة التدريب
وتحركت بخطوات متمهلة وهي تقوم بخلع قفازيها لتبطئ وهي ترى نايل الذي يسير باتجاهها متوجه نحو الإسطبلات فابتلعت ريقها بتوتر وهي تتابع سيرها لتلتقي عينيها بعينيه اللتين كساهما التجهم لرؤيتها فتابع سيره وهو يبعد عينيه عنها ليتخطاها لا تعلم ما الذي أصابها وكأنه قد أخذا قلبها معه ليتركها باردة جامدا في مكانها فحركت رأسها نحوه قبل أن تلتف باتجاهه قائلة وهي تحدق بظهره
- كيف أصبح والدك ( توقفت خطواته ببطء قبل أن يستدير إليها بتمهل فأضافت ) أعلمتني والدتي انه لم يبدو بخير مساء أمس ارجوا أن يكون اليوم أفضل
هز رأسه بالنفي وهو يقول
- لا ما زال متعبا .. إنه هكذا مؤخرا
- ارجوا له الشفاء العاجل
أضافت وهي تضغط على كفيها بين يدها محاوله إخفاء توترها فتمتم وعينيه ثابتتان عليها
- ارجوا ذلك .. كيف هي إقامتك بسكوتلا
- جيدة
تمتمت شاردة بعينيه المغمقتان وهناك غصة باعماق روحها فهمت بالإشارة بيدها إلى الخلف لتعلمه برغبتها بالمغادرة إلا إنه قاطعها قائلا وهو يشير بيده نحو مقعد خشبي تحت إحدى الأشجار قائلا
- هلا جلسنا قليلا ( بدا التردد عليها لوهلة إلا أنها هزت رأسها بالإيجاب وتحركت نحو المقعد فتبعها بدوره ليجلس بجوارها قائلا وعينيه تنظران أمامه ) الم تطلبي أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل تعارفنا .. لقد نفذت لك رغبتك .. لما تعودين لمحادثتي
ابتلعت ريقها تحاول التخلص من الغصة العالقة في حلقها وقد علقت عينيها بكفيها السوداويين الذين تمسك بهما بين أصابعها فنظر إليها لصمتها لترفع عينيها نحوه لتلاقي عينيه وتغوص بهما قبل أن تتحدث قائلة
- برغم كل شيء اعلم أن وجودي هنا ألان هو بفضلك فما كنت لأنجو من ذاك النهر لولا وجودك بجواري ومساعدتك لي ولست بناكرة للجميل فان كنت لا استطيع محادثتك والاطمأنان على والدك بنيوترن فهنا استطيع
مرت لحظت صمت بينهما بعد قولها قبل أن يقول
- كيف أمورك وجيرالد
- جيدة في الحقيقة جيدة جدا ( أجابته كاذبة فبقيت عينيه ثابتة عليها لثانيه قبل أن يعود للنظر أمامه قائلا )
- يسعدني ذلك فأمرك يهموني
رمشت عدت مرات وقد شعرت بانقباض قلبها وبان دموعها على وشك فضحها لذا عادت بنظرها إلى ما امامها قبل أن تقول للصمت الذي حل
- هل ستترك التجار يعودون للعمل في نيوترن
وأمام صمته عادت للنظر إليه فهز رأسه لها النفي وهو ينظر إليها قائلا
- لا سأجعل جدك يعمل معي
- أنت تتسبب بخسارتنا و جدي رجل كهل لن يحتمل المزيد من الضغط
- ما اعرضه عليه مغري لذا عليه أن يفعل بالنهاية لم أقدم مبلغا كهذا لأحد مقابل محاصيله عليه أن ينتهز الفرصة
- ما الفائدة مما تفعل ف
- ألا ترين أي فائدة ( قاطعها واستمر بتأكيد ) إنهاء صراع داما طويلا بين عائلتينا فمجرد تعامل جدك معي سيحرص على مصلحتي كما سأفعل بدوري لان عملنا مشترك وهذا سينشئ الود بيننا ألا ترين هذا .. لا اقصد من وراء تصرفي خسارتكم أو حتى تدمير أعمالكم ولكنها الطريقة الوحيدة التي أستطيع بها نيل مرادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق