دنيا رواياتي, رواية غريمي لدنيا رواياتي,رواية ابحث عنك لدنيا رواياتي,رواية لاخر العمر لدنيا رواياتي,رواية في طريق المجهول لدنيا رواياتي, رواية قلب لا يصغي لدنيا رواياتي,رواية إدعاءات زائفة لدنيا رواياتي,رواية الاخذ بالثأر لدنيا رواياتي,رواية ال ماردزنز لدنيا رواياتي,رواية نبضات قلب لدنيا رواياتي,رواية جدار هش لدنيا رواياتي,رواية انا وعريمي ,الرومانسية,روايات عاطفية, خيالية،جيب,روايات طويلة,افضل رواية قرائتها,قصة رومانسية طويلة,روايات الكاتبه دنيا,اجاثا كريستي,عبير,احلام ,غدير,اسماء رواية دنيا,
انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي
تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها
الصفحات
الأربعاء، 7 مارس 2012
في طريق المجهول 2
- أنا .. لا .. أنا على ما يرام ( قالت ثم تحركت نحوها مستمرة وهي ترى الأطفال يسرعون نحو أطباق الطعام ليضعوها على الطاولة ) سيدتي كنتُ أريد إعلامك
- جينا فقط دون سيدتي
- حسنا جينا أريد إعلامك أني لستُ منـ
حركت جينا عينيها نحوها ولكنها لم تتوقف عليها بل توجهت نحو الباب وكذلك فعلت يوليانا عند سماعهم صوتاً قويا ينادي بغضب
- سيده مارش أين أنتِ
- ليس من جديد ماذا ألان ( همست جينا وهي تتحرك نحو الباب بضيق لتتخطى يوليانا فلاحقتها بعينيها قبل أن تتبعها وهي تسمع الأطفال يتهامسون بقلق ) اجل ماذا ألان .. جاك ماذا فعل اتركه لما تمسك به بهذا الشكل ( هتفت جينا فور خروجها فتأملت يوليانا الرجل الضخم والسمين وقد أمسك جاك من قبة قميصه من الخلف مانعاً إياه من الحراك رغم تخبطه وتحركه المستمر فأضافت جينا بلهفة ) فلتتركه روج
- اتركه سيدة مارش لا لن افعل لن افعل على الأقل قبل أن يدفع لي ثمن ما أخذه
- لم أخذ شيئا .. تبا لا تعطه شيئاً أمي
أمي همست يوليانا بدهشة ممعنة النظر بالصبي الذي يبدو اكبر الأولاد وجه ملطخ وشعرة الطويل استقر على جبينه من الأمام وهو يتحرك متخبطا بالرجل وصائحاً
- دعني أنا لم اخذ شيئا منك ( تقدمت جينا برجاء من الرجل وهي تقول )
- أرجوك روج أعلمني ما فعله انه مجرد طفل
- لا تصدقيه لم اخذ شيئا ليس من حقي أمي فالقد أخذت ما وعدني به بعد أن عملت لديه طوال الصباح ولكنه رفض إعطائي حقي بعد أن انتهيت
- اصمت أيها الشقي أنا لم أعدك بشيء وان لم تعد ما أخذته سألقنك درساً لن تنساه
أضاف روج وهو يقرب رأس جاك إليه بخشونة فأجابه جاك بتحدي
- افعل ما تريد أيها السمين ( اشتعلت عيني روج غيضا فأسرعت جينا للقول )
- اعتذر على الفور لسيد
- لن افعل ( أجاب والدته وهو ينظر إليها مضيفا ) ولن أعيد ما أخذته
حرك روج قبضته التي امسك بها قميص جاك إلى الخلف ليجعله يتراجع وهو يقول
- أن على احدهم تلقين هذا الشاب درساً
- انتظر قليلا ( توقف روج ونظر إلي حيث وقفة يوليانا وكذلك فعل جاك وجينا وقد تنبهوا لوجودها ألان فتختط عن جينا مستمرة ) ما الذي أخذه منك هذا الشاب بالتحديد
نظر إليها روج من رأسها حتى أخمص قدميها ثم وقف جيدا قائلاً
- سرق الواحاً خشبية فأنا اعمل نجاراً
- لم اسرق منك شيء أنت قلت أن نظفت لك المكان بشكل جيد ورتبت كل تلك الفوضى التي تحيط بك سوف احصل على مجموعة من الأخشاب ( ونظر إلى والدته مستمراً ) وبعد أن انتهيت قدم لي أخشابً متهرئة قائلا أن هذا ما وعدني به
- أن هذا الصبي لهو سيء التربية فانا لم أعده بشيء وقد قام بأخذ الأخشاب وخبأها في مكان ما قبل أن أدرك ما يفعله لهذا أما أن يعيدها وأما ألقنه درسا قويا لفعلته
نقلت جينا نظرها بين جاك البالغ الرابعة عشر والذي يصعب التعامل معه وبين روج الضخم قبل أن تقول برجاء وعينيها تستقران على جاك
- أين أخفيت الأخشاب
- إنها لي
- ليس الوقت ملائما للعناد اعد الأخشاب إلى صاحبها
- لقد عملت من اجل الحصول عليها لذا لن أعيدها
- لا أمل يرجى منه ( قال روج وتحرك جاذبا جاك معه فأسرعت جينا بالقول )
- انتظر روج حسنا أعلمني كم ثمن الأخشاب ولا تمس ابني بسوء .. انتظر
ولكنه لم يصغي لها وتابع سيره وهو يجبر جاك الذي يحاول الإفلات على السير معه فأسرعت يوليانا نحوهم وهي تفتح حقيبتها وتخرج منها قطعة نقدية قائلة بسرعة
- يا سيد أهذه تكفي
توقف روج ونظر إلي يدها لترتخي قبضته ببطء عن جاك ويستدير باهتمام ليتناول القطعة النقدية منها قائلاً بابتهاج
- اجل إنها كذلك ( ونظر إلى يوليانا من جديد باهتمام قائلا ً) من هي ضيفتك سيدة مارش
- إنها ابنة شقيق زوجي وبما انك حصلت على نقودك من الأفضل أن تغادر ألان
- لم أكن اعلم أن لدوناند ابنة شقيق
ابتلعت يوليانا ريقها بعدم ارتياح لنظراته الغريبة فأسرعت جينا بالتحرك نحوها لتقف أمامها قائلة له
- لقد أخذت مالك فاذهب إذا
- حسنا ( أجابها بابتسامة وقحة تطل على شفتيه ثم حرك عينيه نحو يوليانا من جديد ليقول ) سعدت بالتعرف بك ( واستدار مبتعدا ولكنه توقف عندما وقع نظره على جاك قائلا وهو يشير بيده نحوه ) لا تجرؤ وتريني وجهك بعد ألان
- فالتخرج من هنا أيها السمين
- جاك ( صاحت به والدته محاولة إسكاته وما أن ابتعد روج حتى أسرعت نحوه مضيفة ) كيف تفعل هذا لما لا تبقى بعيدا عن المشاكل ألا يكفيني ما أنا به
- أنا لا أسعى للمشاكل ولكني لن اسمح لأحد بان يحتال علي ( وحرك رأسه نحو يوليانا وتخطى عن والدته متجها نحوها بطريقة متكاسلة وهو يقول بعدم حماس وتذمر ) أخيرا وصلت الآنسة
- ادخل إلى المنزل على الفور ( قاطعته جينا بجدية فنظر إليها قائلا )
- ألا تريدين أن تعلم كم نحن مسرورون لوجودها هنا خاصة أنها كانت السبب بوفاة والدي
- لا تصغي له فيوليت ( أسرعت جينا بالقول عند رؤيتها لازدياد شحوب يوليانا واستمرت بعصبية وهي تسير نحو جاك لتمسكه وتسحبه معها إلى داخل المنزل وهي تقول ) أعلمتك سابقا أن لا شأن لها بوفاة والدك
- حقا وأين كان عندما توفي الم يذهب لرؤيتها اليست من أرسل ورائه أنها السبب لو لم يذهب لما توفي لم يكن ليموت في تلك العربة لولا ذهابهِ إليها
- إنها المرة الأخيرة التي اسمح لك بها بالتحدث حول هذا الأمر والدك توفي منذ شهران يجب أن تتقبل هذا
غص جاك وبدا الألم على ملامحه وصاح بقوة بوجه والدته
- لقد اشترتك بنقودها اليس كذلك تلك القطع التي كانت ترسلها جعلتك لا تفكرين
- اصمت ( حركت يوليانا عينيها بيأس وقد أخذت الأصوات بالابتعاد فرفعت يديها قائلة )
- بحق الله لما لا يصغي احدٌ لي كيف أقولها أنا لستُ هي أنا لستُ هي ( توقفت عن المتابعة ووضعت يديها على خصرها إنها تتحدث مع نفسها فأخذت نفسا عميقا وهي تحرك رأسها حولها لاختفاء الجميع ثم توقف نظرها على الصبي الصغير الذي اخرج رأسه من باب المنزل محدقا بها فأشارت له بيدها ليقترب فسار نحوها ببطء وهو يختلس النظر إليها ومازال يمسك ببنطاله بكلتا يديه ليقف أمامها وهو يختلس النظر إليها فتساءلت ( ما اسمك
- ويل
- حسنا يا ويل هل لديك المزيد من الأشقاء أم أنكم ستة فقط
حرك كتفيه ورفع رأسه إليها وهو يقول بابتسامة
- ليس لدي المزيد جميعهم ألان بالداخل
- هذا جيد ( تمتمت وهي تتأمله ثم جثت لتصبح قريبه منه وهي تقول بفضول ) لم لا تصلح بنطالك اليس أفضل من الإمساك به بهذا الشكل
ابتسم وهو يقول بحماس
- قالت والدتي أنها ستحضر لي بنطالاً جديداً عندما تجمع المحصول لأن بنطالي لم يعد قابلاً للإصلاح فالقد كان لروي ولكن والدتي أصلحته لي وقصرت ساقيه
ابتسمت لعفويته وهي تتساءل
- هل تعمل أنت أيضا
- لا والدتي لا تسمح لي
- وماذا كنت تفعل عند المحطة إذا
- لقد ذهبت مع جاك
- جاك يعمل هناك
- لا لقد ذهب لمساعدة رجل في تحميل بعض الصناديق ليحصل على المال وطلب مني البقاء هناك ولكني أردت الحصول أيضا على المال لم أكن اعلم انك قريبتي فانا لم أرك من قبل
- لم ترني من قبل
- لا والدي فقط كان يتحدث عنك ( حتى جينا على ما يبدو لم ترى فيوليت وإلا لما اعتقدتها هي فتحركت واقفة وربتت على رأس ويل هي تفكر وعينيها معلقتين بالمنزل القديم فهمس ويل مما جعلها تنظر إليه باهتمام ) هل أستطيع أن اطلب منك شيئا
- اجل
- لا تعلمي والدتي انك قمتي بإعطائي تلك القطعة النقدية
- لما لا ( تساءلت بحيرة فقال بهمس )
- قام الأولاد بأخذها مني فالقد انقضوا علي ولم استطع قتالهم جميعهم
- أيها المسكين
- ستغضب مني والدتي أن علمت أني عملت في المحطة
- لن اعلمها لا تقلق ( أطلت جيسي من الباب بحياء قائلة )
- والدتي تريدك بالداخل
تحركت لتدخل إلى المنزل وهي تنظر إلى الأولاد وقد جلسوا حول المائدة أطلت جينا من المطبخ لتضع قدرا على الطاولة وهي تقول
- لا تقفي هناك هيا اقتربي ( وأشارت نحو المقعد قائلة ) ستجلسين قرب رولان وروني إنهما التوأمان أعلمني دوناند انك كنت ترغبين برؤيتهم إنهم ألان في السابعة وهاهي جيسي أنها في العاشرة اعتقد انك عرفتهم حتى دون أن أطلعك على أسمائهم فدوناند ما كان ليكف عن التحدث عن أطفاله اليس كذلك ( هزت يوليانا رأسها بالإيجاب بحرج شديد فاستمرت وهي تشير إلى ويل ) انه الصغير سيصبح في السادسة قريباً وهذا روي أصبح في الثانية عشر وهذا .. جاك اكبر أطفالي
- لم أعد طفلاً
- هيا اجلسي ( تجاهلت والدته قوله قائلة وهي تراها ما تزال واقفة فاقتربت بتردد وهي تراقب جينا تعود نحو المطبخ ثم عادت لتجلس أمامها على المائدة لتنظر إلى جاك الذي جلس صامتا وبدا الغضب عليه قائلة بجدية ) أنا انتظر
وأخذت تسكب الحساء بالأطباق فحرك جاك رأسه بتذمر نحو يوليانا التي تراقب بصمت قائلاً بعدم رضا
- لقد طلبت مني والدتي أن اعتذر لك وأنا افعل فقط كي لا تغضب مني
- جاك ( نهرته والدته فأسرع بالإضافة بسخرية )
- ويسرنا جداً إطعامك برغم من أننا لا نستطيع أطعام أنفسنا
- بحق الله جاك
هتفت جينا من جديد مما أصمته ثم اخفض نظره قائلا دون أن يخلو صوته من السخرية
- اعتذر يا قريبتي وأنا سعيد جدا لقدومك للعيش معنا هنا ( وتحرك متناولا طبقة من يد والدته التي مازلت تنظر إليه فقال بتذمر قبل أن بيداء بتناول طعامه ) ماذا هل علي قول المزيد
حركت جينا رأسها بيأس ووضعت طبقا مليء بحساء البطاطا أمام يوليانا وهي تقول
- بعد أن تتناولوا طعامكم ليذهب كل منكم لإكمال ما كان يقوم به ( وهمت بتناول طعامها إلا أنها توقفت ونظرت إلى يوليانا التي لم تمس طبقها قائلة ) أرجو المعذرة أن وضعنا ليس على ما يرام مؤخرا
- آه لا باس ( أسرعت بالقول وأمسكت ملعقتها وأخذت تتناول ما بطبقها وهي تقول ) انه شهي
ابتسمت جينا وأخذت تتناول طعامها بدورها ولم يحاول احدهم الحديث أثناء الطعام مما منحها وقتا لتفكير مع علمها أن أعين الأطفال لا تفارقها فهم يراقبونها بفضول مما جعل جينا تبتسم قائلة
- لم نستقبل ضيفا منذ زمن بعيد كما أن دوناند كان يحدثهم عنك لذا فالأطفال يشعرون بالفضول نحوك ( ابتسمت يوليانا باقتضاب وهي تنظر نحو الوجوه التي تختلس النظر إليها ) دعيها أنا سأنقلها ورافقي أشقائك إلى الخارج أريد التحدث مع فيوليت بهدوء
طلبت جينا من جيسي وهي تهم بتناول الأطباق عن الطاولة فتحركوا جميعهم إلى الخارج بينما وقفت يوليانا لتحمل الأطباق وتتبع جينا إلى المطبخ وهي تأخذ نفسا عميقا قائلة أخيرا
- يجب أن أوضح لك أمرا فلقد حدث خطأ لم أكن اقصد حدوثه
- أن كنت تقصدين تأخرك فلا باس اعلم أن بعض الأمور تحدث ولكني شعرت بالقلق لأنك أعلمتني برسالتك انك ستصلين قريبا وخفت من أن تكوني قد تهتي ولم تستطيعي الوصول إلى هنا ( وتناولت الأطباق منها مستمرة ) شعرت بالعجز والضعف كنت قلقه ولا اعلم ماذا افعل فلم أغادر دلبروك منذ زمن بعيد ولا أعلم من كنت سأرسل للاطمئنان عنك ( واستدارت لتضع الأطباق من يدها وهي تضيف بتردد واضح ) منذُ وفاة دوناند وأنا اشعر بالعجز والضياع التام ( واستدارت إليها مستمرة بصوت رقيق ضعيف ) أن وجودك سيساعدني أنا لا اعلم كيف سأتدبر أموري بمفردي أحاول الظهور بمظهر القوية ولكني لست كذلك فوفاة دوناند المفاجئة حطمت قلبي ( ودمعت عينيها وهي تستمر بصعوبة كبيرة ) لقد كنت اعتمد عليه بكل شيء أما ألان فانا المسئولة عن كل شيء الأطفال تامين الطعام وحاجياتهم العمل في الحقل ( وحركت يدها بضياع مستمرة ) ودفع التزاماتنا بالإضافة لحمايتهم وتعويضهم عن فقدان والدهم ( صمتت ضامة شفتيها بقوة وقد بدأت دموعها تسيل على خدها ببطء فرفعت يدها لتمسح خدها وهي تنظر إلى يوليانا التي بدا التألم على وجهها مستمرة ) آسفة ما كان علي التحدث بهذا ألان كم كنت أتمنى لو أن ظروفنا كانت أفضل ( واقتربت منها وهي تضيف ) أنا حقا بحاجتك
- سيده مارشـ .. جينا ( همست يوليانا مقاطعه جينا ومستمرة ) أنا لا أستطيع البقاء .. أنا
- الم تحضري للبقاء معنا ولكن فيوليت هذا ما فهمته من رسالتك أنا حقا بحاجتك هنا لم يعد لدينا احد نعتمد عليه علينا الاعتماد على أنفسنا
تراجعت يوليانا إلى الخلف قبل أن تستدير وهي ترفع ذراعيها قائلة
- أنت لا تعلمين هناك سوء فهم قد حدث فانا لسـ ( توقفت عن المتابعة لتغمض عينيها ببطء وتستدير إلى جينا قائلة وهي تأخذ نفسا عميقاً ) لست قادمة للبقاء هنا .. وجدت عملا وهو سيدر علي المال الوفير وجئت لأعلمك بهذا ولكني أعدك أني سأساعدك وأقدم لك يد العون ( توقفت عن المتابعة واستقامت بظهرها جيدا أنها ولاشك جنت لتدعي أنها فيوليت حاولت الابتسامة عند رؤية تجمد جينا وأضافت ) ليس بالعمل الذي أستطيع رفضه سـ سيدفعون لي جيد .. مقابل مرافقتي سيدة ..كبيره في السن تحتاج إلى رعاية .. و .. وهذا سيساعد ( حركت كتفيها بإحراج فلم تكن يوما تجيد الكذب ) وبهذا سأستطيع أن أرسل لك بعض النقود كل شهر للمساعدة
- ولكن أنا بحاجتك هنا اعلم انه ليس من حقي أن اطلب منك البقاء أن لم ترغبي ولكني بحاجة لوجود احد بقربي كان دوناند الشخص الوحيد الذي أستطيع الاعتماد عليه وألان
غصت بالكلمات فاخفت وجهها بيديها لينتاب يوليانا الحزن العميق لما تعانيه هذه السيدة فاقتربت منها وهي تنظر إليها باهتمام قائلة
- لا تبكي اعلم أن الوضع صعب أنهم ست أطفال ( وتوقفت بحيرة إنها لا تعلم شيئا سوى أنهم يبدون في حالة سيئة جدا فعادت لتضيف ) أنا أسفه حقا
حركت جينا يديها المرتجفتين لتمسح دموعها وهي تحاول الابتسامة بصعوبة وتقول
- أنا التي يجب أن اعتذر أرجوك اعذريني أنا فقط منهكة منذُ شهران وأنا أحاول عدم إظهار ضعفي أمام الأطفال ورؤيتك جعلتني
توقفت عن المتابعة وعينيها تتوقفان على الخاتم الذهبي في إصبع يوليانا فحركت عينيها ببطء عن يدها إلى ثوبها ثم رفعت عينيها ببطء إلى وجهها لتتأمله وقد تغيرت ملامح وجهها ببطء
- أنت بخير
تساءلت يوليانا لتغير جينا المفاجئ وشحوب بشرتها فأغمضت جينا عينيها وهزت رأسها وهي تتحرك متخطية عنها وهي تفتح عينيها قائلة بارتباك
- أعلمني دوناند انه عندما ذهب ليحضرك للعيش معنا بعد وفاة والدك قام الذين تعملين عندهم بالطلب منه السماح لك بالبقاء للعمل لديهم ( استدارت يوليانا ناظرة إليها بحيرة من قولها فأضافت وهي تشير إلى ثوبها ) لابد وأنهم كانوا يعتنون بك جيداً
حركت نظرها إلى ثوبها تتأمله قبل أن تفتح عينيها جيدا وقد فهمت ألان المغزى من قول جينا فرفعت نظرها إليها وقد فتحت فمها وهي تحاول إحضار أي فكرة إلى رأسها لتقول
- اجل .. لقد كانوا .. جيدين يعاملوني .. بطريقة رائعة وقدموا لي هذا الثوب انه جميل اليس كذلك
- لو يعاملوننا هنا بهذه الطريقة لكنا جميعنا بأفضل حال أتعلمين اشعر باني أريد التحدث والتحدث دون توقف
حركت يوليانا عينيها بحرج وهي تهمس
- أتمنى لو أستطيع البقاء ولكن
- أتعنين انك ستغادرين اليوم
- بل ألان يجب أن لا يفوتني القطار .. لتوجه إلى عملي الجديد ( أضافت بجدية وأمام تحديق جينا بها أضافت ) عرجت عليك لأعلامك هذا ولأعطيك هذه ( وتوجهت نحو الغرفة لتتناول حقيبتها وجينا تراقبها وهي تخرج النقود من حقيبتها ثم تقترب منها لتمسك يدها وتضعهم بها وهي تضيف ) سأرسل لك كل شهر بعض المال أنا واثقة من انه سيساعد وأعدك أن احضر لزيارتك اجل سأفعل ولكن علي المغادرة ألان يجب أن أسرع بالوصول قبل فوات الأوان اعني قبل أن يحضروا شخصا أخر غيري ( وتحركت مبتعدة عن جينا وهي تستمر بتوتر لنظرات جينا التي لا تفارقها ) لا أعلم كيف سأغادر من هنا هل يوجد عربات في مكان ما قريب أم علي السير
- سأجعل جاك يحضر عربة جارنا ليقوم بإيصالك .. ألا تستطيعين البقاء الليلة
هزت رأسها بالنفي وهي تقول
- علي المغادرة
لقد جنت أجل ادعت أنها فيوليت ولكن ماذا كانت لتفعل غير هذا فلم تجرؤ على إعلامها أن فيوليت توفيت أيضا ما كان سيحصل لها لو علمت لقد بدت على وشك الانهيار دون أن تعلم أن الشخص الذي تعتمد عليه ألان قد توفي ولن تكن لتغامر بإخبارها وهي بهذه الحال ثم الأطفال يا ألاهي همست وهي تسند رأسها على زجاج القطار لقد أحبوها واخذوا يلوحون لها مودعين عند مغادرتها بالعربة التي احضرها جاك .. لقد ارتكبت خطأ فادحا كان عليها أن تكون صادقة مع جينا .. رغم ذلك ستعلم جيرالد فور وصولها بأن يقوم بإرسال بعض المال لعائلة مارش وبشكل شهري سيساعدهم هذا وستعلم جينا بوفاة فيوليت عليها هذا .. أغمضت عينيها بإعياء وهي تذكر وجه فيوليت المزرق إنها لا تستطيع أزالت تلك الصورة من مخيلتها حتى هذه اللحظة لا تصدق كيف استطاعوا فعل هذا كما أنهم ينون التخلص منها شعرت بالغثيان يعاودها فوضعت يدها على معدتها بألم للشعور الذي انتابها , ما أن توقف القطار في المحطة حتى ترجلت منه بحذر شديد وعينيها تراقبان كل ما يجري حولها حتى وصلت إحدى العربات فصعدت بها بسرعة طالبه من السائس الانطلاق وهي تعطيه عنوان جيرالد أخذت تختلس النظر من نافذة العربة وقد بدأت الشمس بالمغيب فعادت لتسند نفسها بالمقعد وقد أصابها الإنهاك الشديد فبقائها بالقطار كل ذلك الوقت بمفردها جعلها لا تتوقف عن التفكير مما أصابها بالذعر أكثر بايرون اندرو إليزابيث انهم السبب بكل ما يجري لها لا يجب أن تبقى إليزابيث في منزلها
- سأحرص على هذا
تمتمت شاردة قبل أن تتوقف العربة بها فنظرت حولها بحذر قبل أن تغادرها لتطرق على باب منزل جيرالد لتطل الخادمة وتهتف فور رؤيتها
- آنستي تفضلي تفضلي ( دخلت وهي تتأمل ماري المتلهفة لرؤيتها لتتساءل )
- ماذا هناك
- أن السيد يبحث عنك وقد
- جيرالد يبحث عني
- لا السيد جيرالـ
- مع من تتحدثين ماري .. ليدي فروديت أهلا بك
قاطعتهم لوريل مدبرة المنزل قائلة ذلك فتوجهت يوليانا نحوها قائلة
- هل جيرالد هنا أريد رؤيته حالا ( تبادلت المرأتان النظرات قبل أن تقول لوريل (
- يؤسفني إعلامك أن السيد جيرالد في المستشفى
- جيرالد في المستشفى
همست بعدم تصديق ودون استيعاب ما تقوله فهزت لوريل رأسها بالإيجاب وهي تضيف وقد بدا الحزن على وجهها
- اعتدت عليه مساء أمس مجموعة من المتشردين في أثناء عودته من عمله فنهالوا عليه بالضرب المبرح كما أنه تعرض ( وخف صوت لوريل وهي تضيف وقد بدأت حواس يوليانا بالاسترخاء وعينيها تراقبان شفتي لوريل المستمرة ) لعدت ضربات على الرأس تسببت بإصابات بالغة له .. انه في حالة حرجة .. وهو لم يستيقظ منذُ ذلك الوقت .. آنستي
هتفت لوريل عندما سقطت يوليانا مغشيا عليها أرضا وأسرعت نحوها بينما أحضرت ماري قطعة من القماش مبلله بالماء لتمسح لها وجهها فبدأت باستعادة وعيها ببطء وحركت عينيها بين ماري ولوريل وهي تشعر بأنها فاقدة لكل حواسها ثم أخذت تهمس
- جوانا ..جوانا أين هي
- برفقة السيد لم تفارق المستشفى منذُ البارحة أتستطيعين الوقوف
تسائلت لوريل وهي تساعدها فأجابتها وهي ما تزال تشعر بان جسدها مازال بعيدا عنها
- لا اعتقد أني أستطيع النهوض بمفردي ( ساعدتاها على الوقوف وماري تقول )
- لما لا تستريحين وساعد لك بعض الأعشاب لتستعيدي قوتك
هزت رأسها موافقة وهي تهم بالجلوس بالمقعد إلا أنها لم تفعل ونظرت نحوهما قائلة
- ماذا عنيتِ بقولك قبل قليل بان السيد يبحث عني
- السيد بايرون
- هو .. هنا ( تمتمت بصعوبة وعينيها تعبران عن مدى الذعر الذي تشعر به فقالت ماري )
- حضر البارحة لسؤال أن كنت حضرتي إلى هنا وطلب مني إعلامة متى حضرتي
- لا لا تفعلي لا تعلميه بشيء لا تعلميه أني حضرت أنت أنت لم تريني أنتما لم ترياني حسنا أنتما لا تعلمان أني حضرت
أسرعت بالقول بذعر وتوتر كبير
- ولكن آنستي انه يرسل سائسه بين الحين والحين ليتأكد من حضورك قال انه يعلم انك ستحضرين إلى هنا وطلب مني إعلامة متى حضرتي
- لا تعلميه ألا تدركين ما أقوله لك ( هتفت بحدة وذعر لم تعهدهما بنفسها وتحركت بتوتر وهي تقول ) أنت لم تريني أنا أنا لم احضر ماذا افعل ماذا علي أن افعل ( أضافت وهي تتلفت حولها تبحث عن شيء أي شيء شيء لا تعلم ما هو ولكنها تريد الشعور بالأمان فنظرت إلى ماري ولوريل التين تحدقان بها باستغراب قائلة ) أعدا العربة أريد المغادرة من هنا وان عاد احد لسؤال عني فستقولان ما كنتما تقولانه قبل رؤيتي فأنتما لم ترياني أسرعي ليعد السائس العربة
أسرعت ماري بالمغادرة بينما أخذت يوليانا بالتحرك بتوتر فتسائلت لوريل
- أترغبين بأعلام السيدة جوانا شيئا
- جوانا لا لا تعلميها شيئا كيف ستعلمينها وأنت لم تريني أم تراك نسيتي أنت لم تريني اليس كذلك لوريل
تأملتها لوريل للحظة ثم هزت رأسها لها بالإيجاب قائلة ببطء
- أنا لم أرك
- جيد .......
- إلى أين آنستي
- انطلق ألان بهذا الاتجاه
أجابت السائس وهي تصعد إلى العربة إنها حتى لا تعلم إلي أين تذهب وقد حل الظلام الحالك لا تجرؤ على الذهاب إلى منزلها ماذا عليها أن تفعل , عندما رأت الحديقة العامة طلبت من السائس أن يتوقف لتغادر العربة وتتابعها وهي تبتعد جالت بنظرها حولها لتبتلع ريقها لخلو المنطقة من احد عليها بالتحلي بالشجاعة أخذت تسير وهي تتلفت حوله بحذر ولم يأخذ وصولها إلى منزل صديقتها المقربة الكثير فجلست في غرفة الاستقبال قرب المدفئة وهي تشعر بالحرارة تبدأ بالسريان إلى جسدها الذي شعرت به منذُ وقت على وشك التجمد اقتربت الخادمة منها لتضع لها كوبا من الشاي الساخن أمامها وهي تقول
- ستنزل السيدة حالا
هزت رأسها بالإيجاب وتناولت كوب الشاي لترشف منه شاردة باماندا صديقتها منذُ الطفولة وبزوجها البير يمكنها الثقة بهما بكل تأكيد
- يوليانا ( نظرت نحو اماندا التي أطلت من الباب هاتفة باسمها بابتسامة أخذت بالاختفاء لتقترب منها ببعض الحيرة وقد لاحظت شحوبها لتضيف ) ما بك لا تبدين بخير ( وأسرعت للجلوس أمامها مضيفة بقلق ) اهو جيرالد
- علمت ما حصل له
- اجل فالقد كنت برفقة جوانا في المستشفى ولكن أنت ما بك لا تبدين على ما يرام
- هل سأل عني الورد بايرون هنا
- عمك لا ولما قد يفعل
- انه يبحث عني
- لمـ
- اليدي فروديت هنا لما لم يعلمني احد بهذا ( نظرت يوليانا واماندا نحو البير الذي دخل قائلا ذلك ليستمر بينما وقفة يوليانا لتحيته ) أنتما تعدان لمكيدة ما اليس كذلك بما تتهامسان اعترفا ( قال مداعبا وهو يرفع يد يوليانا لتقبيلها بينما انخفضت له قليلا وهو يستمر ) أسعدني حضورك
- أشكرك
- تعال واجلس عزيزي اعتقد أن يوليانا لديها ما تعلمنا به ليس لديك مانع يوليانا
أضافت والبير يجلس بجوارها فهزت رأسها بالنفي قائلة وهي تعود للجلوس أمامهما
- لا فانا احتاج إلى مساعدتكم ولم أجد احد أثق به سواكما
وأعلمتهم بكل ما حدث معها بقصر ميرفيلد
- حضرت وأنا أمل بالاعتماد على جيرالد أنتما تعلمان انه بمثابة الوالد لي أما ألان لا علم ما افعل ولا إلى أين اذهب
- لا أستطيع أن اصدق ما أسمعة منك الورد بايرون لم يسبق لأحد أن تحدث عنه بالسوء لقد التقيت به أكثر من مرة ولم يبدو لي ذلك الرجل الذي وصفته
- لقد كنا مخدوعين به عزيزي ماذا ستفعلين ألان
- لا أعلم
- هل يعلم احد انك هنا ( هزت رأسها لالبير الذي تسائل بالنفي وهي تقول )
- تعمدت النزول بالحديقة العامة وجئت سيرا إلى هنا
- هذا جيد ستبقين هنا إلى أن نجد حلا لهذا الأمر اليس كذلك ألبير
- اجل عزيزتي
- لا تقلقي ( قالت اماندا مضيفه لها ) ستبقين هنا ونرى ما سيحدث .. وألان تعالى فأنت مرهقة اعذرنا البير ( غادرت برفقة اماندا التي استمرت ) عليك الحصول على حمام ساخن سيشعرك هذا بالارتياح
جلست على سريرها بعد أن استحمت وسرحت شعرها وقد شعرت ببعض الراحة ولكن القلق لم يغادرها فلم تكن يوما تشعر بأنها وحيدة كما هي ألان وكأن احدهم اقتلعها من جذورها ليرميها بعيدا دخلت اماندا إلى الغرفة وقد تبعتها الخادمة وهي تدفع أمامها طاولة الطعام فأوقفتها اماندا بحركة من يدها وهي ترى يوليانا تغط في النوم فاقتربت من سريرها لتتأكد من أنها تنام بعمق ثم غادرت بهدوء
- أفيقي يوليانا أفيقي ( فتحت عينيها بذعر قبل أن تسرع بالجلوس في السرير وهي تحدق بأماندا بتشوش ودون تركيز لتراها تحدثها وملامح وجهها متوترة ولكنها لا تستطيع فهم ما تحدثها به فهزت رأسها ووضعت يديها على رأسها الذي يؤلمها مما جعل اماندا تهزها من كتفيها قائلة بقلق ) ألا تسمعين ما أقوله هيا أسرعي
- ماذا هناك
- عليك بالإسراع أن اندرو في طريقة إلى هنا أسرعي
أضافت وهي تبعد الغطاء عنها فأسرعت بمغادرة السرير وهي تقول بتوتر
- كيف علم أني هنا ( وأخذت تتلفت حولها تبحث عن ثوبها فناولتها إياه اماندا وهي تقول )
- ارتديه بسرعة يوجد عربة بانتظارك خلف المنزل ستقوم بإيصالك إلى نُزل صغير لن يستطيع احد الوصول إليك هناك
ارتدت ثوبها وهي تتسائل دون تركيز
- كم الوقت
- الثانية بعد منتصف الليل
قالت وهي تسرع بإغلاق ثوب يوليانا بيدين مرتجفتين أكثر منها مما جعلها تنظر إليها بإمعان قبل أن تهمس بحذر
- كيف علم اندرو أني هنا اماندا ( نظرت اماندا إليها وأسرعت بإشاحة وجهها وتحركت نحو الحقيبة والقبعة ويوليانا تضيف ) هل تبعني احدهم
- لا .. انه البير
- البير (همست بعدم تصديق وهي تشعر بماء باردة انسلت إليها مما جعل كل خلية بجسدها تقف لتفتح عينيها جيدا بينما دفعت اماندا الحقيبة والقبعة بين يديها قائلة بألم وهي تنظر إليها ) عليك الإسراع بالمغادرة فاندرو على وشك الوصول
- لما فعل ذلك
- لا اعلم .. بحق الله انه يعتقد انك نائمة هيا قبل أن يتنبه لغيابك ( رفعت يوليانا يدها المرتجفة إلى فمها غير مصدقة ألا تستطيع الثقة بأحد وضمت يدها الأخرى حقيبتها وقبعتها إلى صدرها فهمست اماندا بحزن ) لا وقت لدينا هيا
تبعتها دون التفوه بكلمة وما أن صعدت بالعربة حتى همست بصعوبة وهي تحدق بها
- هل سأراك
- اجل ولكن سأحضر أنا إليك لا تغادري النزل مهما حدث
هزت رأسها بالإيجاب ببطء وعادت لتضيف وعينيها تحرقانها لتجمع الدموع بهما ولكن لا لن تدمع
- هل أستطيع الثقة بك
بدا الألم على وجه اماندا ودمعت عينيها فأغلقت باب العربة وهي تحاول أن تتماسك ثم نظرت إلى يوليانا قائلة
- أسفه لما حصل .. هيا انطلق
ما أن سارت العربة حتى أغمضت عينيها وضمت ما بيدها إليها أكثر وهي تشعر بألم كبير يجتاح صدرها , جلست على المقعد الوحيد الموجود بالغرفة الصغيرة التي نزلت بها دون حراك وعينيها تائهتان أنها تجلس بهذا الشكل منذُ ساعات لا تدري كم من الوقت قد مر وهي تحاول الوصول إلى حلً لوضعها وتصلي أن يكون هذا كله مجرد حلم مزعج ما أن تستيقظ منه حتى تجد نفسها في سريرها تنعم بالدفء والاستقرار الذي كانت تشعر به رفعت يدها وأحاطت أصابعها جبينها وهي تشعر بصداع كبير ثم حركت عينيها حولها ووقفت بضيق لتقترب من الستائر وتفتحها ثم تفتح النافذة على مصراعيها لتتنشق الهواء وعينيها تتعلقان بشروق شمس الصباح هاهو نهارا جديد قد بدأ كيف سيمضي يا ترى كيفما مضى لن يفاجئها لم يعد يفاجئها شيء بعد ألان ضمت ذراعيها إليها وعينيها لا تفارقان شروق الشمس التي تظهر ببطء هل ستحضر اماندا أم .. اندرو أو ربما الورد بايرون شخصيا لم تعد تعلم حقا لا تعلم ..............
- مرحبا ( حركت رأسها ببطء إلى الجهة اليسرى ثم رفعت عينيها إلى الأعلى لتلتقي عيني اماندا الواقفة قرب مقعدها في الباحة الخلفية للنزل لم تتحدث يوليانا مما أربكها فجلست بجوارها مستمرة ) اعتذر على تأخري ( حركت يوليانا كتفيها لا مبالية وعادت لتنظر أمامها تأملتها اماندا قبل أن تعود للقول ) أن الجو بارد لما لم تبقي في داخل النزل
- اشعر بالاختناق ( قالت باقتضاب فالتزمت اماندا الصمت للحظة قبل أن تعود للقول )
- اعلم انك تشعرين بالسوء لما حدث البارحة من البير ولكن كان عليك أن تتنبهي وأنا أيضا كان علي هذا هل نسيتِ انه واندرو على علاقة جيدة
- هذا لا يغفر له اعلامة
- اقسم أني اعلم ولكن اندرو ادعى انك شاهدتي جثة إحدى الفتيات مما سبب لك انهيارا ولم تعودي متزنة واصبحتي تلفقين الأمور لغضبك منه و
- وماذا ( قاطعتها بألم وهي تنظر إليها مستمرة بغضب ) هل أبدو لك منهارة أم أني بالعادة ألفق هكذا أمور
- أنا أعرفك جيدا ولكن البير
- توقفي ( قالت مقاطعه إياها ومستمرة ) انه زوجك وأنا لا اطلب منك أن تبرري تصرفه أن لديه كامل الحرية بتصرفاته ولكني لم أتوقع أن يخونني لقد وثقة به .. كما أني وثقة بك ( وأضافت بتوتر وقد جعلها انتظارها لها تفقد صبرها ) هل تدركين مدى الرعب الذي اشعر به وأنا جالسة منذُ الصباح بانتظارك وأفكر هل ستحضرين أنت أم اندرو
- ما كنت لأخونك لقد .. لقد حضرت فور تمكني من ذلك
تأملت وجه صديقتها الشاحب وقد بدا الإنهاك عليها فخف توترها وهمست
- اعلم انك ما كنت لتغدري بي ولكني اشعر بالإرهاق والخيانة مما يحدث لي ومن مَن مِن اقرب أقربائي ( حركت يدها لتضعها على يد صديقتها مستمرة ) ارجوا أني لم أتسبب لك بمشكلة مع البير بسبب مغادرتي
حركت رأسها بالنفي وهي تقول
- سألني عنك بعد أن علم باختفائك فقلت أني لا اعلم شيئا
- وهل صدقكِ
- ادعى ذلك ولكني اعلم انه يعرف ما جرى .. فكرت بالأمر جيدا عليك المغادرة والاختفاء لبعض الوقت
- لماذا وأين
- أن وصل الورد إليك سيؤذيك لذا يجب أن تبتعدي انظري لقد أحضرت لك هذا العنوان ( تناولت الورقة منها بينما استمرت ) انه عنوان قريبي مايك ما أن تصليه حتى أكون أعلمته سبب ذهابك إليه انه يسكن وشقيقته وهو بمقدوره مساعدتك ولن يفكر احد بأنك ستذهبين إلى هناك
- لا أستطيع فانا لم اذهب إلى هناك من قبل كما أن معرفتي بمايك سطحية ولن أغامر بالذهاب إليه
- عليك ذلك فعمك لن يترك مكانً دون البحث به لقد أعلمني البير ذلك كما انه طلب من آل وينر أن يعلموه أن ذهبتي إليهم وكذلك قصد عائلة جوالين كما أن اندي جاءت لرؤيتي لرغبتها بمعرفة ما يجري لان اندرو ذهب إليهم وطلب منهم أعلامهم أن قصدتهم لأنك بدأت مؤخرا بتصرف بطريقة غريبة لقد بدء يشيع انك على وشك فقدان عقلك
- يا ألاهي ( همست بيأس وهي تهز رأسها ماذا تفعل فاستمرت اماندا )
- أرجوك اختفي لبعض الوقت حتى يتوقف جنون عائلتك
- اختفائي لن يفيدني بشيء أن جيرالد قادر على إيقافهم عند حدهم كان دائما قادرا على ذلك سأنتظره هنا حتى يستعيد عافيته وعليك عدم اعلـ
- جيرالد قد فارق الحياة
- احد بمكـ ( توقفت ببطء لسماعها قول اماندا لتهمس دون أن ترمش وهي تمعن النظر بصديقتها ) جيرالد ماذا
أخذت اماندا نفسا عميقا قائلة من جديد وبصعوبة
- توفي هذا الصباح وهذا سبب تأخري
بقيت كما هي للحظات ترفض ما سمعته وعينيها لا تفارقان اماندا لتشعر بالدموع تملأ مقلتيها مما أعاد لها الشعور بالواقع فحركت رأسها بعيدا عن اماندا وقد بداء صدرها يرتفع بقوة غير مصدقة
- لا يمكن ليس جيرالد
- اعلم أن الموقف صعب لهذا اطلب منك الابتعاد لفترة وسأحاول المساعدة بقدر ما أستطيع لو كانت عمتك على قيد الحياة لاستطاعت مساعدتك وما كان ليجرؤ الورد على فعل هذا
- متى سيدفنونه ( قاطعتها بهدوء وهي لا تصغي لها فقالت )
- عصر اليوم
- كيف هي جوانا
- منهارة تماماً فلقد حدث الأمر فجأة وهي غير قادرة على استيعاب ما حصل .. عليك الإصغاء لي ( نظرت إليها بعينين دامعتان فأضافت ) لا تضعفي ألان غدا سأعود لرؤيتك وسأحضر لك بعض النقود بالإضافة إلى الملابس وسأتدبر أمر نقلك من هنا إلى المحطة لتذهبي إلى العنوان الذي معك وسأبعث لمايك ليرسل من يقوم باستقبالك وبهذا الشكل تكونين بأمان ( بقيت يوليانا تنظر إليها دون اجابتها فهمست ) ثقي بي ( هزت رأسها لها بالإيجاب فتحركت اماندا واقفة وهي تقول ) علي الإسراع بالمغادرة فلا أريد أن يشعر البير بشيء .. أرجوك ابقي سالمة
- سأفعل
أجابتها وهي تتابعها تبتعد لتعود برأسها إلى ما أمامها وقد هزها موت جيرالد أكثر بكثير مما هزها ما حدث لها فلقد كان أملها الوحيد لقد كانت تعتمد عليه طوال حياتها ما الذي ستفعله ألان من سيدير أملاكها من سيساعدها لقد حصل بايرون على ما أراده ولكن كيف ستمنعه نظرت إلى الورقة التي تحملها محدقة بعنوان مايك قريب اماندا إنها تذكره فالقد التقت به منذ بضع سنوات ولكن هل تستطيع الثقة به والاختباء لديه دون أن يعثر عليها بايرون أغمضت عينيها بألم والدموع الدافئة تنساب على خدها البارد ببطء.........
لقد فقدت صوابها لتفعل هذا ولكن جيرالد يستحق أن تلقي النظرة الأخيرة عليه قبل أن يدفنوه أخذت تتخطى الأشجار وهي تخفي وجهها بقبعتها وقد أمالتها إلى الأمام توقفت وتراجعت بسرعة خلف إحدى الشجيرات وقد أطلت على المقبرة ورأت مجموعة من الناس مجتمعين بصمت فأخذت نفساً عميقاً مشجعة نفسها انها بعيدة ولن يستطيعوا رؤيتها أطلت قليلا نحوهم لتجول بعينيها بينهم قبل ان يتوقف نظرها على جوانا وقد أمسكتها اماندا وشقيقتها لتعود وتنقل نظرها بين المجموعة ما كان اندرو وبايرون أن يتأخرا بتقديم التعازي وهاهما والحزن العميق باديا عليهما شعرت بقلبها يؤلمها كيف يستطيعوا الادعاء بهذا الإتقان انهم بقمة السعادة ألان فقد تخلصوا من جيرالد عقصت شفتها ورفعت يدها لتمسح خدها فها هي تفقد من تحبهم واحداً تلو الأخر وقفت هناك تتأمل ما يجري من بعيد وهي تشعر بالجو كئيب وقد بدت السماء متلبدة بالغيوم مما يبشر باقتراب عاصفة تراجعت للخلف من جديد مخفية نفسها خلف الشجيرات عندما اخذ الناس بالصعود بعرباتهم للمغادرة بعد أن قدموا التعازي لجوانا وهذا ما كانت لتفعله ولكن ألان وبوجود عمها واندرو الأمر مستحيل لاحقتها بنظرها وهي تسير برفقة اماندا وما أن وصلت إلى عربتها حتى أسرعت مرافقتها بمساعدتها بصعود العربة بينما وقفة اماندا تتحدث مع البير الذي بدا الغضب عليه فأسندت يوليانا رأسها على الشجرة وأخذت تراقب البير واماندا وهما يتهامسان بغضب قبل أن تصعد اماندا بالعربة برفقة جوانا فتابعت العربة وهي تتحرك لتستقيم بوقفتها مغادرة وأخذت تسير لتعود إلى الطريق التي حضرت منها ولكن ما أن تخطت الأشجار ووصلت إلى الطريق حتى مرت من قربها العربة التي تقل جوانا واماندا فرفعت نظرها إلى النافذة لتلاقي عينيها اماندا التي بدا الذهول عليها وتوسعت عينيها بذعر واضح ثم أسرعت بتحريك شفتيها قائله شيئا دون أن ترفع صوتها فاخفضت يوليانا نظرها وأسرعت بمتابعة سيرها وهي تخفض قبعتها جيدا لقد فزعت اماندا لرؤيتها لم تتوقع أن تغادر النزل ولكنها لم تستطيع البقاء هناك وهي تعلم أن جيرالد سيدفن اليوم حاولت الإسراع في سيرها وأخذت تختلس النظر حولها بحذر وهي تتابع سيرها عليها العودة للنزل قبل حلول الظلام
- آنستي ( شعرت بقلبها يغادرها فلم تستدير وتابعت سيرها بخطوات أسرع إلا أن الصوت الهامس عاد ليضيف ) ليدي يوليانا أرجوك انتظري أنا لورا ( ولكنها رفضت والقلق الكبير يتملكها فاقتربت لورا منها أكثر وهي تحاول مجاراتها في سيرها وهي تضيف ) أرسلتني السيدة اماندا
نظرت إليها بقلق وهي تتابع سيرها قائلة
- ولما أرسلتك اماندا
- عندما رأتك طلبت مني أعلامك بان لا تعودي إلى النزل
بدأت خطواتها بالتمهل ببطء لتتوقف أخيرا ناظرة إليها وهي تقول
- لما لا افعل
- تقول لك أن السيد البير علم كل شيء ولا تذهبي أيضا إلى العنوان الذي أعطتك إياه ( اختفت الدماء من وجهها وأخذت تتابع سيرها ببطء فاستمرت لورا وهي تتبعها ) ضغط السيد عليها بعد عودتها من النُزل مما جعلها تعلمه بكل شيء وقد اعتقدت أن الرجال الذين أرسلهم اندرو إلى النُزل قد وجدوك
حركت رأسها ببطء بالنفي وهي تهمس بصعوبة
- غادرت النزل خلفها مباشرة
- علي العودة ولكن هذه لك طلبت مني إعطائك إياها وقالت أن تذهبي إلى العنوان الذي بها
تناولت الورقة من لورا التي تحركت مبتعدة ففتحتها متأملة العنوان الذي تحويه ثم حركت أصابعها لتضغط على الورقة بقوة ثم تتركها تقع من يدها أرضا وتحركت متابعة سيرها سيعلمون بأمر العنوان الجديد سريعا مسكينة اماندا تحاول مساعدتها ولكنها لم تنجح سيضغط عليها البير من جديد فتعلمه بأمر العنوان الجديد لا فائدة أخرجت الورقة الأخرى وقذفتها وقد بدأت قطرات من المطر الخفيف تهبط فحركت رأسها حولها وقد بداء الناس بالجري للاختباء من المطر فاخفضت رأسها وسارت دون الشعور بمياه الأمطار التي بللت ملابسها فان ما يجول بصدرها يجعلها تائهة عما يحصل حولها أخذت تمسح دموعها التي اختلطت بمياه المطر عن وجهها وهي تتنفس بصعوبة فهناك شيء ثقيل جاثماً على صدرها كما أن الخوف مما هي به كان قد تملكها ماذا تفعل إلى أين تذهب لم تعد لديها الجُرأة لقصد احد فان كان أكثر شخصين تثق بهما اعلما أندرو بمكانها فما الذي سيفعله البقية
- انتبهي
تناهى لها صوتا قاسي من الخلف فقفزت بعيدا عن الطريق لتمر عربة مسرعة من جوارها وتقذفها بالماء الموحلة لتحدق بالعربة التي تابعت سيرها ثم بأسفل ثوبها الذي تلطخ وحركت يدها إلى خدها لتمسحه بنفور من الوحل الذي علق به ثم تجهش بالبكاء وتتحرك جارية وهي تشعر بالكره الشديد لكل سكان هذه المدينة
- متى ينطلق القطار المتجه إلى شولتز
- بعد خمس دقائق
أجابها بائع التذاكر وقد أطلت على نافذته فرفعت منديلها من جديد لتمسح دموعها وهي في حاله يرثا لها قائل
- أعطني تذكرة
- هاهي عليك الإسراع فالقطار عما قريب سيتحرك
صعدت إلى القطار لتحبس نفسها بمقصورتها وهي ليست بأفضل حال فلم تبكي بطفولتها بقدر ما بكت ألان قد تكون جبانة لهربها بهذا الشكل ولكنها لن تستطيع مواجهة بايرون كيف ستفعل هذا أن وصل إليها أو علم أين هي لن يصعب عليه التخلص منها قد يرميها عن جبل مرتفع كما كان ينوي اندرو أن يفعل ويدعي أنها رمت بنفسها شعرت بجسدها يرتجف لمجرد الفكرة , ما أن توقف القطار في شولتز حتى ترجلت منه وضمت ذراعيها جسدها لبرودة الهواء وحركت رأسها حولها تلمح المحطة الشبة خالية ولم يترجل من القطار سواها شخصين آخرين اقتربت ببطء من العربتان الواقفتان وهي تمسك قبعتها على رأسها كي لا تطير فأسرع احد الساسة نحوها متسائلاً
- إلى أين يا آنسة
- دلبروك
- لا لست ذاهبا إلى هناك
فتحركت نحو سائس العربة الأخرى والذي اتكاء على عربته مراقبا إياها لتقول
- أريد الذهاب إلى دلبروك
- لأحد بكامل قواه العقلية يتجه إلى دلبروك بهذا الجو العاصف
حركت نظرها بين العربتين الوحيدتان الموجودتان قبل أن تعود نحو السائس لتقول بإصرار
- لكن يجب أن اذهب إلى دلبروك ولا تقل لي أن هذا مستحيل
- انه ليس مستحيلا بالتأكيد ( أجابها بكسل وهو يستقيم بوقفته ومستمراً وهو يحرك يده ) ولكن الأجر سيكون مضاعفا فالذهاب إلى هناك بهذا الطقس يعد مغامرة
- سأدفع لك ( تأملها السائس مفكرا بعد قولها هذا ثم حرك كتفيه قائلاً )
- سأوصلك ولكن الدفع سيكون مقدما
اقتربت منه وهي تفتح حقيبتها لتخرج منها ثلاث قطع نقدية وتقدمها له قائلة
- أهذه تكفي ( تناولهم منها وفتح باب العربة بابتسامة قائلاً )
- تفضلي
صعدت وهي تتنفس الصعداء لتنطلق العربة بها فأسندت خدها على حافة النافذة وعينيها تحدقان بالمطر الذي لا يتوقف وبالغيوم السوداء المتلبدة وقد غطت السماء أن توجهها إلى مزرعة مارش هو الحل الوحيد الذي استطاعت الاقتناع به لأحد يعلم أنها ستذهب إلى هناك لا احد سيفكر أنها قد تكون بهذه المنطقة انها المكان الأمن للابتعاد عن بايرون ورجاله الذين يبحثون عنها حتى تهدأ الأمور وتستطيع تمالك نفسها وعليها أعلام جينا بالحقيقة أرخت جفونها المتورمة قليلا وهي تشعر بالإنهاك الشديد فها هي تتجه إلى المجهول لو تستطيع أن تعلم ما الذي يخفيه الغد لها , تمسكت جيدا في مقعدها وقد أخذت العربة تسير بطريق وعرة منذُ وقت والمطر الغزير لم يتوقف توقفت العربة مما جعلها تتلفت حولها ثم تحدق بباب العربة الذي فتح ودخلت منه قطرات الأمطار والهواء البارد
- ماذا يجري
صاحت كي يسمعها السائس الذي فتح الباب واطل عليها فأجابها وقد ابتل تماما
- علينا تغير مسارنا فمن المستحيل الوصول إلى دلبروك أن الأحصنة مرهقة جدا والطريق وعرة بسبب انهيارات التربة
- لا نستطيع تغير مسارنا أنا لا اعرف احد هنا ولا اعلم إلى أين سنتجه
أجابته بتوتر رافضة الفكرة تماما فأشار لها بيده وهو يقول
- يوجد نزل صغير بهذا الاتجاه سنقضي الليل به ثم في صباح الغد نتابع طريقنا ما رأيك ( وأمام صمتها وحملقتها به أضاف ) لن نتمكن من الوصول بهذا الطقس وان استمرينا سنعلق في العاصفة
حركت رأسها بتوتر وضيق قائلة
- لنقصد النزل
أغلق الباب ولم تمضي لحظات حتى عادت العربة لسير فهزت رأسها بيأس فالحظ العاثر يلاحقها لم لا يحصل شيء كما خطط له
- الم تصل بعد
صاحت من داخل العربة وقد فقدت صبرها من ارتجافها المتواصل بسبب الطريق منذُ ساعة على الأقل
- أوشكنا على الوصول
أجابها السائس باقتضاب وهو يطلب من الخيول الإسراع وما أن توقفت العربة حتى ترجلت منها وهي تتنفس الصعداء وجرت بسرعة نحو مدخل النزل الخشبي ذا الطوابق الثلاثة لتقف على بابه وهي تأخذوا نفسا عميقا لتنظر إلى حيث وقفة أمرآة مشغولة بشيء أمامها فاقتربت منها
- عمت مساء
- تفضلي
أجابتها المرأة ثم رفعت نظرها لها لتلمحها من رأسها حتى أخمص قدميها ببطء فقالت متجاهلة نظراتها
- أريد غرفة
- واحدة
- اجل
- وذلك الرجل سيبقى في الخارج
نظرت إلى حيث أشارت المرأة لترى السائس يدخل وهو يمسح المياه عنه فعادت نحوها قائلة
- لا فل يحصل على غرفة أيضا
- الدفع مقدما
قالت صاحبت النزل ذات الوجه الدائري والخدين المنتفخين والشعر الخشن فوضعت يوليانا أمامها النقود قائلة
- أريد الغرفة ألان ( تناولت المرأة النقود قائلة )
- حسنا اتبعيني ولا تنزعجي فانا أفضل الحصول على الأجر مقدما فبعض النزلاء يحضرون ويتناولون الطعام ثم اكتشف أن لا مال معهم .. لما أنت بمفردك من الأفضل أن يكون معك رفيق أن هذا ليس جيد صدقيني ( أخذت تثرثر وتثرثر بينما سارت يوليانا خلفها بصمت وهي تصعد الأدراج خلفها ومازالت صاحبت النزل تستمر ) من الأفضل أن لا تسيري بهذه الطرق بمفردك لا يعلم المرء ما قد يواجهه .. تبدين مرهقة هل أنت من شولتز لا لا تبدين من هناك .. إلى أين ستذهبين ( فتحت باب الغرفة فدخلتها يوليانا مازالت متجاهلة أسئلة المرأة فتبعتها قائلة ) هل ستقيمين لمدة طويلة هنا
نظرت إليها بطول صبر قائلة
- صباح الغد أغادر وألان أريد أن أنظف ثوبي ( وأخذت تفك أزراره مستمرة ) وأريد طعاما ساخن ولتشعلي المدفئة هنا فالجو بارد
نظرت إليها المرأة بنظرات غريبة وتوجهت نحو المدفئة لتضع بها بعض الحطب بينما خلعت يوليانا ثوبها ووضعته على السرير الصغير الموجود بالغرفة وتناولت الغطاء الموضوع على السرير لتضعه على جسدها الذي لا يغطيه إلا ثوبها الأبيض الطويل الداخلي ذا الشيالات الرفيعة
- ألا تحملين معك ملابس نظيفة
- لا ( أجابتها باقتضاب وهي تقترب من المدفأة )
- يوجد لدينا بعض الملابس أن كنت ترغبين بالشراء
- أريد ثوبي نظيفا فقط هلا فعلتي
- اجل ( وتناولت الثوب عن السرير وتحركت نحو الباب مضيفة ) احضر لك العشاء إلى هنا أم تتناولينه في الأسفل
- لا اشعر بالجوع بعد
أجابت المرأة بشرود فخرجت وأغلقت الباب خلفها بينما جلست قرب النار وهي تشعر بجسدها يرتعش من البرد فرفعت يدها لحل عقدت شعرها لينسدل حتى منتصف ظهرها فحركته بيدها ليتناثر حول كتفيها وقد ابتل بعضة رفعت نظرها إلى نافذة الغرفة قبل أن تتحرك باتجاهها لتبعد الستائر قليلا بفضول وهي تسمع أصوات لتمعن النظر برجلان يقفان تحت المطر وهما يضحكان بشكل هستيري ويحاول احدهما إمساك الأخر جيداً لفقدانه لتوازنه وبدا أنهما يعانيان من أثار الإكثار من الشراب أعادت الستارة وعادت نحو المقعد لتشرد بالنار المشتعلة ثم نظرت إلى عقدها لتتناوله براحة يدها متأملة إياه وقد عادت عينيها لشرود لتضم قبضتها عليه وهي تشعر بألم يجتاح صدرها حاولت أن تتماسك ولكنها لم تستطيع لتنهمر دموعها من جديد رغما عنها , ضمت الغطاء جيدا إليها والإرهاق يتملكها رغم ذلك لم تستطع الإغفاء لتسهو بين لحظة وأخرى وسرعان ما تعود لحالت اليقظة انكمشت على نفسها وهي تشعر بالبرد ولم تشعر بالباب الذي فتح على مهل واطل منه رأس السائس الذي احضرها بالعربة تأملها بحذر ودخل ببطء وهو يسير بحرص شديد تلفت حوله بنظرات سريعة قبل أن يتحرك نحو حقيبتها التي وضعتها على الطاولة المجاورة لسريرها ليتناولها بهدوء ويفتحها تقلبت بسريرها وهي تشد غطائها عليها من جديد وهي تفتح عينيها ليصطدم نظرها بالسائس الذي تجمد في وقفته ناظرا إليها لتصرخ بذعر وتسرع بالجلوس في سريرها لرؤيته يحمل حقيبتها فأسرع بالجري نحو الباب ومازال محتفظا بحقيبتها فأسرعت بالنهوض بفوضى لتتبعه وهي تلف لغطاء عليها وتصيح
- لص لص امسكوه بحق الله لقد اخذ حقيبتي انتظر ألا يوجد احد هنا لقد سرق حقيبتي ( تبعته بسرعة في الممر المؤدي إلى الأسفل إلا انه جرى بسرعة ليقفز الأدراج على عجل بينما استمرت ) فليمسكه أحدكم لقد اخذ حقيبتي ( تخطى عن صاحبة النزل التي وقفة في مكانها فأسرعت يوليانا خلفه حافية القدمين لتتخطى هي الأخرى صاحبة النزل إلى الخارج وتتلفت حولها وهي تحاول رؤية في أي اتجاه ذهب دون استطاعتها رؤيته فتحركت نحو اليمين ثم عادت نحو اليسار دون هدى لتتمتم بذعر ) أين ذهب
تبعتها صاحبة النزل متأملة إياها وهي تقول
- ماذا جرى ( نظرت إليها وتحركت نحوها قائلة بعدم تصديق )
- سرق حقيبتي
- فعل ماذا لهذا كان يجري مسرعا ً
- العربة أين هي
أسرعت بالقول وقد أدركت انه سيذهب إليها لتهم بالتحرك إلا أن صاحبت النزل أوقفتها قائلة
- لقد أعدَها منذُ الصباح الباكر
حركتا رأسيهما معا إلى مكان ما بين الأشجار الكثيفة التي أمامهما لسماعهما أصوات حوافر الخيول وهي تعدو بسرعة فشعرت يوليانا بساقيها تتهاويان ولم تعد قادرة على حملها لتهمس بعدم تصديق
- ألا يستطيع احد الحاق به
- الحاق به أنت تمزحين بالتأكيد فمن الذي سيتبعه بهذا الطقس عليك إيجاد من يرغب بتقديم هذه الخدمة لك
- ألا يوجد احد هنا يستطيع ذلك
- زوجي كبيرا في السن ولا يركب الخيل لملاحقة احد
- ولكن بحق الله ألا يوجد لديك نزلاء هنا
- لن يتدخل احد لما لم تكوني حريصة .. ذلك السارق لن أدخله إلى نُزلي مرة أخرى أن رأيته .. ما قلتي انه سرق منك
نظرت إليها هامسة وهي لا تصدق أنها تقول ذلك
- حقيبتي ( حركت صاحبة النزل يدها لتحك خدها قائلة بتفكير )
- لم يبقى معك مالا
- لا ( همست بصعوبة وعقلها حتى هذه اللحظة يرفض ما جرى )
- إذا عليك مغادرة نزلي أرأيتي أني كنت على حق لأخذي المال مقدما أنت لم تدفعي لي سوى لقضاء ليلة واحدة وها هي قد مضت ( توسعت عيني يوليانا الناظرتان إليها فاستمرت ) لا تنظري إلي بهذا الشكل فانا أعيش من هذا النزل فلا تتوقعي تعاطفي المستمر مع الزبائن فالكثير من الأمور تحصل ثم أن عليك ارتداء شيء فليس من مصلحتك أن يراك احد النزلاء وأنت بهذا الشكل
وابتعدت لتدخل بينما تابعتها يوليانا بذهول وهي تضم الغطاء عليها جيدا لتسير ببطء إلى داخل النزل وما كادت تضع قدميها على أول الدرجات حتى عادت صاحبة النزل إلى القول بجفاء
- عليك بالإسراع قبل أن يستيقظ احدهم
حاولت جاهدة التماسك وتجاهل تلك المرأة البغيضة وما أن وصلت غرفتها حتى أغلقت الباب خلفها بهدوء شديد ونظرت بأرجاء الغرفة بعينين واسعتين ثم تحركت نحو زاوية الغرفة لتجلس هناك بذعر وتضم ساقيها إليها وهي عاجزة تماماً توقف نظرها على خاتمها الذهبي فأسرعت بخلعة بيدين مرتجفتين لتحدق به ثم تسرع بخلع عقدها لتضعهم براحة يدها لم يبقى معها سوى هذه ولكن لا لن تفعل وضمت راحتها إلى صدرها لا تستطيع ذلك انتفضت على انفتاح باب غرفتها ودخول صاحبة النزل التي نظرت إليها واستمرت بالسير نحو السرير لتضع عليه ثوبها وهي تقول
- لم تجلسين في تلك الزواية لستِ الشخص الوحيد الذي تعرض للسرقة هذه إحدى مساوئ السفر بمفردك لا اعلم كيف سمحت لك أسرتك بهذا أم انه ليس لديك أسرة لتعتني بك .. هاهو ثوبك قد جف ( ونظرت إليها مستمرة ويوليانا تقف في مكانها دون أن تبعد يدها عن صدرها وقد ضمت ما بها بإحكام ) عليك مغادرة الغرفة فقد يصل زبائن في أي لحظة
- ألا أستطيع البقاء حتى
- حتى ماذا أنا لا أعطي غرفا بالمجان ولكن ( أضافت وهي تنظر نحو الثوب الذي على السرير لتنحني نحوه متلامسة قماشه وهي تقول ) هذا الثوب جيد وقماشه سميك اليس كذلك
- لا أستطيع إعطائك ثوبي ( أسرعت بالقول وهي تتحرك نحوها مستمرة ) لا املك غيره
بدا التفكير على صاحبت النزل وتخطت عنها بينما تابعتها يوليانا وهي تراها تقترب من قبعتها لتتناولها وتضعها على رأسها وتتأمل نفسها بالمرأة قبل أن تقول
- هذه جيدة مع الثوب قد يسمحان لك بقضاء النهار هنا
- النهار
تمتمت باستنكار وعدم تصديق فهزت صاحبة النزل رأسها لها ووضعت القبعة بجوار الثوب قائلة
- مع وجبة غداء فقط
- ولكني لم أتناول طعامي البارحة وقد دفعت ثمنه مقدما
- لم يمنعك احد من تناوله أنت التي رفضت لذا لم تعد مشكلتي
- هكذا إذا ( تمتمت بغيظ كبير للاستغلال التام الذي تتعرض له قبل أن تضيف ) دعي ثوبي وقبعتي مكانهما
حركت صاحبت النزل كتفيها لا مبالية وهي تتحرك نحو الباب قائلة
- سأدعك لتفكري
- لا احتاج إلى ذلك فلا املك شيئا لارتدائه غير هذا
- سأعطيك ثوبا أخر وبالمجان
وأغلقت الباب خلفها بينما بقيت عيني يوليانا معلقتين بالباب قبل أن تنسل ببطء جالسة على السرير وتحرك رأسها بشكل آلي نحو ثوبها لتعقد حاجبيها ثم عادت نحو يدها لتفتحهما وتتأمل ما بها لو شاهدتهما لطالبت بأخذهم أيضا ولكان سرقهما ذلك السائس عادت لتغلق قبضتها عليهم بسرعة وقلبها يتسارع عند انفتاح باب الغرفة من جديد وصاحبة النزل تطل قائلة
- يجب أن أبدء بتنظيف الغرفة ( فتحركت يوليانا واقفة وهي تقول )
- على المغادرة من هنا ولكن لا اعرف كيف
- ساجد لك احد النزلاء الذي قد يرغب بان يقلك معه إلى أين أنت متجها
- دلبروك
- دلبروك ..أن القليلين الذين يتجهون إلى هناك بهذه العاصفة يالا حظك لا اعتقد انك ستغادرين اليوم ولكن أنت مجبرة على ذلك اليس كذلك
قالت ذلك وتحركت نحو المدفأة مخرجا منها الحطب فتابعتها يوليانا لتغمض عينيها مشجعة نفسها ثم تفتحهما قائلة
- أنا موافقة سأعطيك الثوب والقبعة مقابل ثوبا أخر والطعام والبقاء هنا إلى أن أجد من يقلني إلى دلبروك
نظرت إليها صاحبة النزل لتقف وهي تنفض يديها وتقترب منها قائلة
- ألا ترين انك تطلبين الكثير ( وتختط عنها نحو الثوب لتمسكه مستمرة ) انه لا يستحق كل ذلك
تحرك فك يوليانا بغيظ فسحبت الثوب من يدها قائلة بجدية
- أن لم يرق لك ما طلبته فلا باس سأتدبر أمري بنفسي وسأتحدث مع النزلاء لا احتاج إلى مساعدتك ولا تقلقي سأغادر اليوم
- لا تغضبي يا صغيرة ( قالت صاحبة النزل ببرودة وأخذت الثوب منها مضيفة وهي تتأمله جيداً ) عليك الغضب من ذلك ألص وليس مني أين القبعة ( تناولت القبعة عن السرير وتحركت لتغادر وهي تضيف ) سأحضر لك ثوبا أخر
- أريد إبرة وخيط فثوبي ( وأشارت إلى ثوبها الداخلي الأبيض مضيفة ) مزق وأريد إخاطته
غادرت لتعود بعد قليل واضعة ثوباً قديم مهترء وقد بهت لونه على السرير وناولتها الإبرة والخيط قائلة
- علي الإسراع بتحضير الإفطار أن اردتي أن لا يفوتك أسرعي بنزول
ما أن غادرت صاحبة النزل حتى تأملت الثوب لتتناوله متلمسة قماشه الخفيف أن خادماتها يرتدين أفضل منه بحق الله أغمضت عينيها بإعياء تدعو أن يطول صبرها ثم فتحتهما لا لن ترثى لحالها ليس ألان على الأقل جلست على السرير ورفعت طرف ثوبها الأبيض وثنته قليلاً وأخذت تخيطه لتترك فتحة في النهاية أدخلت منها العقد ثم خاتمها وقامت بإخاطت الفتحة جيدا لن يسرقهم احد منها تركت طرف ثوبها يهدل ووقفة ناظرة إليه لن يلاحظه احد تناولت الثوب الرث وارتدته وهي مشمئزة من لونه الكحلي الغامق إلا أنها هزت رأسها رافضة الانسياق وراء أفكارها وقامت بجمع شعرها لتعقصه وهي تتأمل نفسها لم تكن يوما بمثل هذه الفوضى ولكن لن تستسلم لذلك الألم الذي ينتابها ويدفعها إلى حافة الانهيار فأخذت نفسا عميقا وغادرت الغرفة لتنزل الأدراج إلى الأسفل وهي تسمع صاحبة النزل تقول
- ارجوا أن تكونا قد قضيتما ليلتا مريحة
- لقد فعلنا
- هل فعلنا لا اذكر ( ابتسمت صاحبة النزل وهي تنقل نظرها بين الشابان قبل أن تعود للقول )
- أنا اعد الإفطار أن كنتما ترغبان بتناوله ألان
- لا سنغادر كم حسابنا
- خمس قطع .. إلى أين أنتما متجهان
أخذت يوليانا تتأمل الشابان الذين وقفا أمام صاحبة النزل وقد إتكئ احدهما في وقفته إلى الأمام مسندا نفسه بالطاولة التي تفصل بينه وبين صاحبة النزل بينما بقي الأخر مستقيما بوقفته وهو يجيبها
- إلى دلبروك
- حقا يا لها من مصادفة
ركزت يوليانا نظرها على الشابان وقد أطلت عليهما جيدا متأمله الشاب المتكئ إلى الأمام وهو ذا شعر اسود ويظهر أناقة بالغة في بذلته ووجه الطويل ذا السالفان الأنيقان قبل أن تحرك عينيها نحو الأخر ومازالت تنزل الأدراج الأخيرة يتموج شعره الطويل قليلاً ما بين البني والأشقر وقد وقف مستقيما لا يبدو اقل من صديقة أناقة وانشغل بإخراج النقود من محفظته بينما تسائل الشاب الأخر
- لما هي مصادفة ( نظرت صاحبة النزل إليهما بابتسامة ماكرة وهي تقول )
- لا لا أريد أن أثقل عليكما أنها مجرد فتاة
وتوقفت عن المتابعة فنظر احدهما إلى الأخر ثم ابتسم الشاب ذا الشعر البني ووضع النقود أمامها قائلاً
- لقد أثرت فضولنا ألان فلما لا تتابعي ما بدأتِ
- أيها السيد أنت حذق دون شك
- هذا ما يقال عني ( أجابها أونيل وهو يتكئ كما صديقة فتوسعت ابتسامتها قائلة )
- أنها تريد التوجه إلى دلبروك ولا تستطيع ذلك فقد قام السائس الذي حضرت برفقته بسرقة نقودها وأصبحت عالقة هنا
- أهي التي أخذت تصرخ صباحاً بالخارج ( تسائل أونيل بتفكير فهزت صاحبة النزل رأسها له بالإيجاب مما جعله يرفع حاجبيه ببطء وابتسامة عابثة تظهر على شفتيه وهو يقول ) وأنا الذي اعتقدت نفسي احلم
- بعد ما شربناه الليلة الماضية أجد من الجيد أننا واقفان ألان
أجابه صديقه فتدخلت صاحبة النزل قائلة من جديد
- الفتاة تحتاج إلى أناس كرماء ليأخذوها معهم
- إننا كرماء بتأكيد اليس كذلك أونيل ( أسرع كريس بالقول بخبث فحرك أونيل رأسه قائلاً )
- ذلك يتوقف على من هي نزيلتك
- أنت تعلم أني لا اسأل نزلائي عن أسمائهم ولكن يمكنني القول إنها فتاة صغيرة جميلة واعتقد أنها ستروق لكم
- ومن نكون لنرفض هذا ولكن عليها أن تكون مسلية
قال كريس لأونيل قبل أن يضحك بينما ابتسم أونيل فقالت صاحبة النزل مما جذب انتباههما
- بما أنها هنا فقد ( حركت يوليانا رأسها لها بالنفي كي لا تعلمهما بوجودها وقد وصلت أخر الدرجات إلى أن السيدة تجاهلت طلبها وأشارت إليها مضيفة ) تستطيع الحكم بنفسك
استدار الشابان برأسهما نحوها ثم استدار أونيل ببطء بجسده متأملا إياها بينما تجمدت ساقاها فحاولت التحرك رغما عنهما فآخر ما تريده ألان هو المزيد من الكوارث وأبعدت نظرها عنهما مدعية انشغالها ولكن الصمت الذي طال جعلها تعيد نظرها إليهما لتجد أحداهما قد اتكئ إلى الخلف ناظرا إليها بينما اكتفى الأخر بنظر إليها من فوق كتفه عادت بنظرها نحو أونيل الذي أطلق صافرة وتحرك ليستقيم بوقفته مما جعلها تبتلع ريقها بينما مال صديقه برأسه نحوه هامسا شيئا جعل ابتسامة أونيل تكبر ثم تحرك نحوها متكاسلا وعينيه تتأملانها فأخذى قلبها يهبط ببطء إلى الأسفل وعينيها لا تفارقانه بحذر
- ما هذا لم اعلم أن لديك حوريات في هذا النزل ( ثم ضم شفتيه مانعا نفسه من الضحك وهو يضيف ساخرا ) حورية ينقصها الكثير اليس كذلك كريس
- كما تقول
أجابه كريس مما جعلها تنظر إليه ثم سرعان ما تعود بنظرها إلى أونيل الذي أصبح أمامها ولكنه لم يتوقف كما كانت تتوقع بل استمر بالسير ليلتف حولها وهو يستمر بينما تجمدت أكثر وراقبته بكل حواسها
- أتعتقد أن علينا مساعدتها
- نستطيع ذلك أن أردنا
قال كريس وابتسامة استمتاع لا تفارق وجهه فضم أونيل شفتيه مدعي التفكير وهو يطل بجوارها ويقول ومازالت عينيها تراقبانه
- أن أردنا ذلك ولكن هل نريد
- لا أريد مرافقتكما
قاطعته قائلة وعينيها لا تفارقانه فوقف في مكانه وقد أصبح أمامها ناظرا إليها للحظات دون التفوه بكلمة مما جعلها ترفع ظهرها جيدا وتنظر إلى صاحبة النزل التي تدعي إنها مشغولة بشيء أمامها فحاولت عدم إظهار خوفها والقلق الذي تعاني منه ليتحدث مما جعلها تعود إليه لتلاقي عينيه وهو يقول
- هل أعلمتك أنها تملك عينين زرقاوتين كالسماء الصافية في يوما ربيعي
- ها أنت تعلمني ( إجابة كريس مبتسما فقال من جديد وعينيه لا تفارقان وجهها )
- لقد فاتك الكثير إذا
- لا باس فلا تجذبنني ذوات العيون الزرقاء ماذا عنك
أخفضت نظرها وقد فاض بها الأمر من وقاحة هذان الشخصان وحاولت التحرك لتبتعد عن هذا المكان إلى أن أونيل تحرك معها ليبقى واقفا أمامها مانعا إياها من تخطيه وهو يقول
- أنتِ على عجلة ولاشك
- أرجو المعذرة ( تمتمت بتوتر وحاولت من جديد تخطيه ولكنه لم يسمح لها ووقف أمامها مما جعل قلبها يضطرب لتقول وهي تحدق به بعدم تصديق مما يحدث ) هلا توقفت فانا أريد المرور
- تس تس تس كريس أن صديقتنا هنا منزعجة
- لست صديقة احد ( أطلق كريس صافرة استمتاع وهو يتابع ما يحدث قائلاً )
- إنها منزعجة دون شك
- أحقا نسبب لك الإزعاج
تسائل أونيل وهو يدعي الاهتمام فحركت عينيها عنه نحو صديقه ثم نحو صاحبة النزل التي تحركت مبتعدة لتدخل المطبخ وعادت إلى أونيل وقد بدأت تشعر بالخطر قائلة
- من غير اللائق التصرف بهذا الشكل المهين
- أكنا غير لائقين لا لا تقولي ذلك ستجرحين مشاعري
- احذري فلو كنت مكانك لما اقتربت من مشاعره
قال كريس وهو يحاول ادعاء الجدية فنقلت نظرها بينهما قبل أن تعود نحو أونيل وهي تقول
- لا أريد أن أكون فظة يا سيد ولكن تصرفك حتى هذه الحظة لا يسمح لي بتحدث معك بطريقة اقل تهذيباً
- واو أونيل احذر
قال كريس بينا رفع أونيل حاجبيه لقولها وبدا الاستمتاع بنظراته فقالت بضيق
- هل يمكنك الابتعاد عن طريقي أريد المرور ( مال نحوها هامسا )
- وان لم افعل
بقيت عينيها معلقتين بعينيه لوهلة وبدا الذعر يدب بها فهي بالتأكيد لا تحتاج إلى المزيد من المشاكل فتراجعت إلى الخلف ببطء
- لا
همست وهي تشهق وقد فتحت عينيها جيدا عندما تحركت يده لتحيط فكها موقفا إياها عن التراجع ومال برأسه نحوها أكثر هامسا وعينية المتفحصتين لا تفارقان عينيها
- هل أنت خائفة من شيء ما
أخفضت عينيها لتحدق بأصابع يده التي تمسك فكها بإحكام وهي لا تجرؤ على التنفس قائلة بجدية
- أن لم تبعد يدك عني ألان سأجعل جميع نزلاء هذا المكان يحضرون إلى هنا
- أنصحك بتنفيذ ذلك
قال كريس المسترخي بينما أنفاسها تسارعت بشكل واضح وأونيل لم يتحرك وعينيه لم تفارقانها ليقول وأصابعه تسترخي ببطء عن فكها
- أتعتقد أنها قادرة على ذلك ( وابتسم ويده تبتعد عنها ليستقيم بوقفته دون أن يفارق عينيها قائلا ) أن لك عينان لم أرى مثلهما حتى ألان ولكنهما للأسف لا يغفران لك لتجلسي مع أسيادك في عربة واحدة
- قلت أني ارفض الذهاب برفقتكما
همست بتحدي وقد شعرت بالإهانة الكبيرة لتصرفه نظر أونيل إلى صديقه قبل أن يضحك وكأنها قالت دعابة ما ثم تحدث وهو يهم بالتحرك
- لقد رفضت ( فأجابه كريس وهو يستقيم بوقفته )
- لا تشعر بالسوء فلم يكن لدينا مكان لنجلسها
- كنا تدبرنا الأمر ( ونظر إليها مستمرا ) ولكن للأسف رفضت عليك إيجاد غيرنا لتتسولي منهم .. هيا بنا فلقد أضعنا الكثير من الوقت
تابعتهما وهما يغادران وما أن اختفيا حتى تنفست الصعداء ولكن ارتجافها لم يخف لتنتفض عند ظهور صاحبة النزل من جديد والتي بادرتها
- الم تستطيعي تدبر الأمر ومرافقتهما ما بالك يا فتاة
- كيف تسمحين لنفسك بالطلب منهما اصطحابي ماذا تعتقديني
لمحتها من رأسها حتى أخمص قدميها قبل أن تقول
- لم تبدي لي من النوع الذي يفكر كثيرا خاصة وانك حضرتي بمفردك إلى هنا وأنا اعرف شيئا واحد هو أني لا أريدك هنا لهذا عليك المغادرة معهما مع غيرهما المهم ألا تبقي هنا
- لن ابقي لا تقلقي ( أجابتها بعدم تصديق مستمرة ) ولكني لن اذهب مع شابان طوال الليل يشربان ويترنحان أن مظهرهما حتى لا يوحي بالثقة
- من تعتقدين نفسك اليدي لورين هذان الشبان كانا فرصتك وربما فرصتك الوحيدة .. لديك حتى المساء للمغادرة والا بقيتي خارجاً ( عقدت يديها وتوجهت نحو المقعد لتجلس عليه رافضة الاسترسال بالحديث معها ولكنها عادت لنظر إليها وهي تقول ) أن الجو عاصف ولا اعتقد أن أحدا سيقصد المكان وان كان ولابد أن تبقي فعليك العمل لتحصلي على المبيت هنا
- اعمل ( تمتمت يوليانا وهي تفتح عينيها جيداً فأضافت صاحبة النزل )
- اجل فالقد غادرت الفتاة التي تعمل بتنظيف الغرف وأنا احتاج إلى واحده جديدة لتساعدني
- فقدت عقلك بلاشك لتطلبي مني أن أنظف غرف النزلاء
قاطعتها يوليانا وهي تشير إلى نفسها بعدم تصديق فأجابتها
- أنا أعيش من هذا المكان ولا وقت لدي لأقضيه على الاستحسان على الآخرين ( تحركت يوليانا رافضة متابعة الإصغاء لها متجهة نحو باب النزل لتحدق بالمطر الغزير لتشرد بالأرض الموحلة وضمت ذراعيها إليها فهذا الثوب خفيف جدا ولا يقيها البرد أخرجتها من شرودها صاحبة النزل التي تختفي ثم سرعان ما تعود لظهور ) توقفي عن الحملقة بالخارج فلن تستفيدي شيئا
تنفست بعمق وقد بدأت تشعر بالندم لعدم مغادرتها مع الشابان ثم أسرعت بهز رأسها رافضة الفكرة لتتسائل
- ألا يوجد نزلا آخرين ( وأمام صمت صاحبة النزل أضافت ساخرة ) لا يوجد اليس كذلك ( وعادت نحو الخارج متمتمة ) يا لحظي
مر الوقت ببطء دون حضور احد وضعت يدها على معدتها وضغطتها بألم لقد تناولت بعض الحساء ولكن معدتها لا تتوقف عن التلوي نظرت إلى صاحبت النزل وقد أطلت من باب المطبخ لتحدث زوجها المسن الذي يجلس بهدوء ليتهامسا وهما ينظران إليها فأشاحت برأسها عنهما وهي تشعر أنهما يعدان مكيدة لها أسرعت بالوقوف وهي تشعر ببعض الأمل وقد شاهدت رجلا يقترب وهو يجري مسرعا ليحتمي من المطر وما أن دخل إلى النزل حتى خلع قبعته وهو يتنفس بصعوبة ويقول
- ما هذا لن يتوقف المطر أبدا
- ليس بالقريب العاجل ولكن ما الذي أتى بك جو
اقترب الرجل الكبير في السن والنحيل وقد ترك لحيته البيضاء ظاهرة ليقول لزوج صاحبة النزل الذي تسائل
- انقل بعض الصناديق وعلي إيصالها اليوم ( ونظر نحو يوليانا ليبتسم قائلا مما اظهر فقدانه لعدد من أسنانه الأمامية ) أريد حساءً ساخن
- سيحضره لك جيمس ( قالت صاحبة النزل فأسرع زوجها نحو المطبخ بينما اقتربت يوليانا منها وهي تتأمل الرجل فلاحظت تصرفها مما جعلها تقول ساخرة ) ماذا هل هو مناسب لتثقي به ( نقل الرجل عينيه بينهما وصاحبة النزل تضيف ) انه لا يتجه إلى دلبروك
- من قال ذلك ( قال جو فأسرعت يوليانا بالقول )
- هل أنت متجها إلى هناك
- أنا لم اقل ذلك ( تجمدت عينيها عليه فان مزاجها لا يسمح لها بتحمل دعابات احد وهمت بالتحدث إلى أن جو أضاف ) لما
- أريد الذهاب إلى هناك
- من تقصدين بدلبروك
- مزرعة مارش
- مزرعة مارش ( كرر جو وهو يجلس بينما وضع الطعام أمامه قائلا ) اعتقد أني اعرف أين تقع أن لها طريقا ضيقة توصل إليها
- اجل انها هي هل تأخذني إليها
- لست ذاهبا إلى هناك فسأغير مساري قبل الوصول إليها بمسافة جيدة سأصحبك أن كنت قادرة على السير باتجاهها فالا أستطيع إيصالك إلى الطريق المؤدية إليها علي إيصال حمولتي بأسرع وقت
- حسنا لا باس أستطيع ذلك بالتأكيد
- ستسيرين تحت هذا المطر لابد وانك فقدت عقلك
قالت صاحبة النزل مما جعل يوليانا تقول بإصرار وهي تشعر أن مغادرتها لهذا المكان وبأي شكل هو أفضل ما تفعله ألان
- سأذهب
جلست بجوار جو الذي يحمل بعربته عددا كبيرا من الصناديق لتنكمش على نفسها وهي تشعر بالبرد الشديد فحرك جو يده إلى الخلف قائلا
- تناولي ذلك الغطاء وضعية عليك عله يقيكِ هذا البرد ( تناولت الغطاء ولفت نفسها به دون اعتراض بينما الخيول تسرع ) يجب أن تكوني حريصة يا بنيتي ( نظرت إلى الرجل الذي حدثها وهو ينظر أمامه مستمراً ) أن الحياة ليست جيدة كما تعتقدينها بل هي صعبة ولا يمكنك الثقة بالجميع ومن الخطر أن تتنقلي بمفردك فليس أسهل من استغلال شابة بمفردها
شردت وهي تنظر إليه وهو يستمر فهو على حق لا تستطيع الثقة بأحد الجميع يغدرون بها أن اقرب الناس إليها خانوها فما بال البقية لقد نطق هذا الرجل ذا الملابس المهترئه بالكثير من النصائح التي تعبر عن اهتمامه على أن تكون سالمة ورغم تحدثه معظم الوقت إلا أنها شعرت أن الوقت يمر وهي لم تصل لتتنفس الصعداء وهو يقوم بإيقاف الخيول مما جعلها تتسائل وهي تتلفت حولها
- هل وصلنا
- اجل أنا سأذهب من هذه الطريق بينما أنت عليك السير من هنا سيري على الطريق ولا تغادريها وإلا تهتي إلى أن تصلي الطريق التي تؤدي إلى مزرعة مارش حينها تكوني قد وصلتي
- أشكرك ( قالت وهي تترجل من العربة وقلبها يخفق بسرعة فتسائل جو )
- هل ستكونين بخير
- اجل .. اجل .. اعتقد ذلك
تمتمت وهي تحاول إخفاء خوفها وأبعدت الغطاء عنها تريد إعادته
- لا دعيه عليك .. وداعا
استدارت نحو الطريق بقلق قبل أن تعود نحو العربة التي أخذت بالابتعاد لتضم الغطاء عليها جيدا وتعود نحو الطريق التي أمامها وهي تبتلع ريقها لتسير ببطء وهي تشعر برهبة بهذه الظلمة والمطر الذي لا يتوقف مما زاد الأمر صعوبة حاولت الإسراع في السير وهي ترفض السماح لخوفها بالسيطرة عليها فأخذت تسرع وتسرع ولكنها لم تصل ارتعش جسدها لسماعها صوت نباح كلباً اخترق صوت قطرات المطر فتلفتت حولها بذعر ثم استدارت إلى الخلف وهي تتأمل الطريق خلفها لتأخذ بالتراجع بفزع ثم استدارت بفوضى وأسرعت بالجري ولكن صوت النباح اختلط مع أصوات كثيرة وبدء بالاقتراب منها أكثر وأكثر مما فزعها وجعلها تجري بكل طاقتها لقد اقتربت اجل اقتربت بات الطريق المؤدية لمزرعة مارش تظهر لها زلت قدمها مما جعلها تقع على وجهها أرضا وهي تصرخ فوضعت يديها على الأرض الموحلة وحاولت النهوض وهي تشهق بصعوبة ووقفت بترنح وهي تنظر خلفها من جديد وتشعر باقتراب شيئا منها رغم محاولتها الرؤية بشكل جيد إلا أنها لم تفلح بهذا المطر الغزير فأخذت تتراجع بذعر ثم استدارت وجرت بسرعة متجاهلة الوحل العالق بها والرياح القوية التي جعلت الغطاء يطير بعيدا عنها لتصيح وتتبعه وهي تحاول إمساكه ثم تتوقف رافضة لحاقه وتعود لسير إلى الأمام وقد اختلطت دموعها بالوحل الذي غطى وجهها ومياه الأمطار التي تحاول إزالته عنها لتعود لجري وهي ترتجف بكل كيانها لتدخل الطريق الفرعية دون الالتفات خلفها أو حتى أن تخفف من سرعتها وما أن وصلت السور الخشبي حتى فتحت بابه بيدين مرتجفتين لتدخل مغلقة إياه خلفها بسرعة وأخذت تنظر جيدا أن كان احدهم تبعها وتأخذ بالتراجع إلى الخلف وعينيها
Posted by
دنيا رواياتي https://rewaeate.blogspot.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
shadi noor - الحب : هو الذي ينقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة من الطهارة والنظارة والشعر والموسيقى ,,,
ردحذفلكي يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة في بيداء الروتين اليومي الفظيع ,,,
وكأنما هي جنات من الجمال والبراءة والصفاء في وسط صحراء الكذب والتصنع والكبرياء,,,
رااااااااااااائعة
ردحذفاشكرك
حذف