- غادري المكتب ألان كليبر أن هذا لمصلحتك
- وكيف هذا ( أجابته بتجهم وأشارت إلى السيجارة التي أعادها إلى شفتيه مستمرة باشمئزاز ) ومنذ متى تدخن
- منذ ألان شيفا الديك مانع ( أجابها بحدة وهو يسحبها من شفتيه ليضعها بالمنفضة الخاصة بها ويستمر بشفتين مشدودتين ) هناك خيارين أمامي أولهما أن أمسككِ بك وأضعك على ساقاي وأصفعك حتى تطلبي المغفرة والثاني هو إخراج ما أشعر به ألان بهذه السيجارة حيث أني أشعر بشعورً سيء يجعلني لا أرغب برؤيتك أمامي في هذه الحظة وإلا حدث لك ما لا تحمدين عقباه فأخرجي ألان من أمامي وفورا
انتفضت لقوله العنيف ولكن لا لن يخيفها أبدا فحركت يدها نحوه وهي تشير إليه وعينيها لا تفارقان وجهه وهي تقول
- لقد شاهدتك بعيني هاتين فلا تحاول النفي
- نفي ماذا ( هتف بعدم تصديق ) أني عبثت مع ميسي ميسي شيفا يا لك من طفلة
- لقد رأيتك
- ما الذي رأيته فأنا لا أذكر أي شيء مميز كل ما هناك أن ميسي حضرت لغرفتي لتعلمني أن الإفطار سيكون جاهزا خلال دقائق وعلي النهوض ( وحرك يده بقوة ووجهه مستنكراً ومستمراً وعينيه لا تفارقان عينيها ) أين المشكلة موافقتي على النهوض أم يا ترى أني ابتسمت لها فلا أذكر هلا نشطي ذاكرتي أو قد أكون عرضت عليها مساعدتها بشيء فهكذا أنا أعبث معها بربك ( همس بحدة وهو يخطو نحوها مستمرا ) كيف تسمحين لنفسك باتهامي بهذا الشكل
أطبقت شفتيها لثواني قبل أن تعود للقول برزانة وجفاء وهي تلمحه بنفور
- جلوس ميسي بجوارك على السرير هذا الصباح وأنت نصف عاري كان كافيا لي لأعلم ما الذي تحاول فعله
- لقد كنت نائما أنا لم أنم سوى بساعات الصباح الباكر كما أني غير مستعد أبدا لنفي أي شيء لك فغربي عن وجهي ولتذهبي أنت وأفكارك إلى الجحيم
- هكذا أذا ( هتفت معترضة وهي تعقد يديها فأمسكها بكوع يدها بقوة وغيظ قائلا )
- أجل هكذا والآن اسمحي لي ( وجذبها نحو الباب فحاولت مقاومته ولكنه لم يعطها الوقت وهو يفتح الباب مستمراً ) فلدي الكثير من العمل المهم لذا أبتعدي من أمامي اليوم
ودفعها إلى الخارج ولكنها تجمدت بوقفتها والدماء تسير بقوة داخلها ورفعت رأسها بكبرياء ودفعت يده عن يدها وهي تحدجه بنظرات غاضبة وتحركت بجمود مبتعدة ليغلق الباب خلفها بقوة فسارت بخطوات واسعة ثابتة نحو مكتبها وهي تشتعل لتدخله مغلقه الباب خلفها بقوة هي الأخرى مما جعل جيسي تبلع ريقها سيكون يوما حافلا إذا , طرقات خفيفة على باب مكتبها جعلتها تنظر نحو الباب والتجهم يملئ محياها وهي تحاول استيعاب هذا الملف الذي أمامها أنها تقرأه للمرة الثانية ولا تستطيع أدراك ما به لشرودها المستمر أطلت جيسي قائلة وهي تقترب وقد حملت بيدها طردا
- وصلك هذا الطرد ألان
- مِن مَن ( وضعته جيسي على المكتب وهي تجيبها )
- لم يذكر المرسل ربما بداخله توجد ملاحظة
ثبتت عينيها على الصندوق الملفوف بإتقان ثم حركتهما إلى مجموعة الأوراق التي وضعتها جانبا لتقدمها لجيسي قائلة
- لقد وضعت ملاحظاتي عليها أعيديها لأستون .. أين هو لم أره اليوم
- أنه غارق بالعمل
هزت رأسها لها ثم عادت نحو الصندوق وجيسي تغادر فوقفت وحلت العقدة الحمراء التي تحيط به وهي تفكر بمن قد يرسل لها هديه بهذا الوقت أبعدت الأوراق الجذابة عن الصندوق لتفتح غطائه وتحدق بداخله بقيت عينيها ثابتتان دون حراك على القماش الحريري الناعم ذا اللون الزهري مدت يدها باستغراب لتسحب القماش من مسكته الرفيعة وترفعه أمامها وهي تفتح عينيها جيدا لهذه الهدية الغير متوقعة فأمسكته بيدها الأخرى ناظره جيداً إلى قميص النوم القصير وعقدت حاجبيها من يكون مرسلها عادت بعينيها نحو الصندوق لتتأمله وتناولت البطاقة الموضوعة في أسفله لتتمعن النظر بالكلمات القليلة الموجودة أمامها ( أريد أن أراكِ به الليلة ) تمعنت بالكلمات من جديد كأنها لم تفهمها ثم بدأت الدماء تتصاعد إلى وجنتيها بسرعة وفقذفت القميص باشمئزاز من يدها داخل الصندوق وحركت عينيها بأرجاء مكتبها دون هُدى ثم عادت لتحدق بالبطاقة علها تكتشف أنها ليست لها وهنالك خطاء ما ثم حركت القميص وأخذت تبحث بأصابعها عن بطاقة أخرى أو أي شيء يعرفها بهوية هذا المرسل أبعدت يدها عن الصندوق ورنت الجرس الداخلي وأمسكت الغطاء لتغلق الصندوق بعصبية
- أجل
- من أحضر هذا الطرد
- شاب طلب إيصاله لك ولكني استلمته عنك
- وأكد أنه لي أنا
- أجل أهناك خطب ما ( تساءلت جسي وهي تنظر إلى الصندوق فأجابتها بعصبية واضحة )
- كيف يبدو أهو مألوفا لك
- لا لم يسبق لي رؤيته يبدو في الرابعة أو الخامسة عشر ليس أكثر
ضاقت عينيها وأمسكت الصندوق بيديها متمتمة ببعض الكلمات الغير مفهومة وهي تسير متخطية جيسي التي تتابعها توجهت بخطوات ثابتة نحو مكتب اليكسيس وقلبها ينتفض بقوة داخل صدرها وقد بدا الشحوب عليها همت داني بالتحدث عند رؤيتها إلا أنها تراجعت والتزمت الصمت فاقتربت من باب مكتبه لتفتحه إلا أنه فُتح وخرج منه زبون يتردد على الشركة بكثرة بادرها بابتسامة
- شيفا كيف أنت ( تراجعت حتى تسمح له بالمرور قائلة باقتضاب )
- بخير .. أعذرني
أضافت وتخطت عنه لتدخل ثم تغلق الباب خلفها , نظر إليها اليكسيس الذي يقف بجوار خزانة الملفات يعيد إليها بعض الملفات التي يحملها وبدا التجهم عليه لرؤيتها ولكن ملامحه سرعان ما تغيرت ليتساءل وهو يمعن النظر بها
- ماذا هناك
حركت شفتيها والحقد بادٍ بعينيها وهي تقذف الصندوق الذي تحمله نحوه وتنظر إليه بازدراء قائلة بصوت جاف
- هذا
حرك نظره الذي تجمد عليها نحو الصندوق الذي أستقر على الأرض فوضع الملفات التي يحملها جانبا ببطء وسار نحو الصندوق متسائلا
- ما هذا بالتحديد
- لا تدعي انك لا تعلم
أجابته وهي تتحرك مغادرة بتجهم فبقي قرب الصندوق ناظرا إليها ومتأملا الباب الذي أغلق ثم عاد بنظره نحو الصندوق وجلس القرفصاء بجواره ليفتح الغطاء برويه ويحدق بداخله متأملا ثم سحب البطاقة المرمية فوق القماش الحريري ليشاهد الخط المألوف قراء ما بالورقة وقد قست ملامح وجهه وأخذ يحرك البطاقة بأصابعه متأملا إياها وعينيه تضيقان ثم عاد بنظره نحو القميص ليرفعه ناظرا إليه قبل أن يميل شفتيه كيف تعتقد بأنه من أرسل لها شيئا كهذا أعادة إلى الصندوق ورمى الورقة به وأغلقه ووقف مفكرا
- هل فقدت عقلك ( بادرها فور دخوله مكتبها وهو يحمل الصندوق بين يديه ومستمرا ) كيف تفكرين بأني قد أرسل لك شيئا كهذا
وقذف الصندوق على مكتبها فبقيت عينيها ثابتتان عليه وقد استدارت برأسها نحوه فور دخوله ثم استدارت مبتعدة عن النافذة وفكت يديها المعقودتان قائلة بجدية
- لا أحدا يهمه إزعاجي غيرك
- لما لا تكون من صديق مقرب لم لا تذهبين وتسألين أستون قد يساعدك أكثر
- أستون ليس سوى صديق وزميل عمل لي ولا يتعدى الأمر هذا فلا تحاول توريطه والإيقاع بيني وبينه أبدا لا تحاول
- ما الذي يجعلك متأكدة من أنه ليس هو
- لأني أعرفه جيداً .. أعرف أنك أنت من أرسلها
- لماذا بحق السماء ( هتف فاتحا ذراعيه مستنكرا قولها فأجابته وهي تلمحه باشمئزاز )
- لأنك تحب إزعاجي ومضايقتي
- هذا ما يجعلك على ثقة من أني من أرسلها لك
أجابها بجفاء واستدار ليغادر فأوقفته قائله بجمود
- خذ هديتك معك
نظر إليها بحدة وعينيه تنمان عن غضب مكبوت يحاول عدم إظهاره ثم أشاح بنظره عنها وخرج مغلقا الباب خلفه بقيت على وقفتها لثواني ثم تحركت نحو مقعدها لتتهاوى عليه ما هذا الذي يحدث حولها لم يرسل لها اليكسيس هذا ومن غيره وأخفت وجهها بكفيها ومن ثم أخذت نفسا عميقا فهي تشعر أنها بدوامة تلتف بحياتها فهي بفوضى كم ترغب بالابتعاد والابتعاد إلى حيث لا يوجد أحد
- سيد رامون في الخارج أدخله ( فتحت عينيها وحدقت بجيسي التي اختفى صوتها بالتدريج ثم أضافت ) أن كنت متعبة أعلم أستون باستقباله
- لا .. أدخليه
قالت وهي تستقيم بجلستها وتأخذ نفسا عميقا وتحرك يدها لتبعد الصندوق وترتب الأوراق على مكتبها وصلت المنزل في السادسة وهي تشعر بالإرهاق والتعب فلقد أغرقت نفسها بالعمل كي لا يتسنى لها الوقت أبدا بالتفكير أنها لا تريد أن تفكر لقد أرهقت من كثرت التفكير الذي لانهاية له
- هل أضع الطعام
تساءلت مارينا وهي ترى شيفا تهبط الأدراج بعد أن غيرت ملابسها لترتدي ثوبا خفيفا فنقلت نظرها الذي كان معلقا بميسي التي ترفع سماعة الهاتف لتجيب عليه نحوها قائله باقتضاب
- ليكن شيئا خفيفا
وعادت بنظرها إلى ميسي وقد نزلت آخر الدرجات وميسي تقول
- لا أحد يجيب ( وهمت بلحاق مارينا فأوقفتها شيفا قائلة وهي تسير نحوها )
- انتظري ميسي أريدك بأمر ( تابعت سيرها وجلست على المقعد ووضعت قدما فوق الأخرى متسائلة وميسي تقف أمامها ) كيف أصبح والدك أهو أفضل ألان
- والدي .. أنه .. ليس بخير مازال متوعكا
نظرت شيفا إلى السوار الذهبي الناعم الذي يزين معصمها وأخذت تعبث به بأصابعها قائلة دون أن تبتعد عينيها عن يدها
- شقيقك الأصغر ماذا يعمل
- أنه .. يساعد بستاني في ترتيب الحدائق بعد أن ينتهي دوام المدرسة
- يبدو أن وضعكم مازال صعبا أليس كذلك
ابتلعت ميسي ريقها بصعوبة ونظرها لا يفارق شيفا التي لا تفارق عينيها سوارها وأصابعها ومازالت تتلمسه وأجابت
- أجل أنا ومارينا نساعد بالمنزل ولكن لدينا أيضا التزامات
رفعت عينيها لتحدق بميسي قائلة بصوت خالي من أي تعبير
- أذا أنت بحاجة إلى العمل ( هزت ميسي رأسها ببطء بالإيجاب فاستمرت بروية مؤكدة على كل كلمه تتفوه بها ) وبما أنك بحاجة إلى العمل أرى أن عليك أن تكوني ملتزمة وما لاحظة مؤخرا لا يعجبني أبدا أبداً هذا المنزل للعمل فقط أما أن كان لديك مشاريع أخرى من الأفضل لك أن تنفذيها خارج حدوده ( وتأملتها بصمت لعدم أجابتها وقد احمرت وجنتيها بحرج وهي تشد على أصابعها معا فعادت شيفا لتستمر ) هل كلامي واضح
- ء أأجل آنستي ( عادت لتلمحها بصمت ثم هزت رأسها قائلة )
- عودي إلى عملك ألان
- حسنا
همست وسارت بسرعة لتختفي بالمطبخ فحركت نظرها إلى الباب الذي فتح ودخل منه اليكسيس الذي حمل سترته على ظهره وباليد الأخرى حقيبته السوداء دفع الباب بقدمه ليغلق وسار نحوها تابعته بعينيها وهي تحرك قدمها بحركة خفيفة قذف سترته على المقعد وفوقها حقيبته وتهاوى بجوارهم مسندا نفسه بكوع يده وقد جلس بشكل مائلا ناظرا إليها فحركت نظرها عنه بتعالي وعقدت يديها وهي تحدق بالهاتف الذي رن من جديد اقتربت مارينا منه لتجيب ولكنها سرعان ما أعادت السماعة إلى مكانها قائلة
- لا أحد يجيب ( عاد اليكسيس بنظره عن مارينا إليها قائلا باقتضاب )
- أنه لك ( نظرت إليه بملل دون أجابته فهز رأسه مؤكدا ) سترين أنه لك
أشاحت بوجهها عنه وقد ضمت شفتيها جيدا وهي تهز قدمها لن تتحدث معه ولو بقي يتحدث من هنا إلى الغد وهتفت
- ماذا حدث لطعام أنا أنتظر
بدأت مارينا وميسي بنقل الأطباق على الطاولة فرن جرس الهاتف من جديد تحرك اليكسيس نحوه وهو يقول لمارينا التي توجهت نحو الهاتف
- لا تجيبي ( ونظر إلى شيفا مشيرا إلى الهاتف ومضيفا ) أن كنت ترغبين حقا بمعرفة صاحب الهدية الغريبة
تجهم وجهها لقوله ثم تحركت واقفة ومتجهة نحو الهاتف لترفع السماعة قائلة
- أجل
- ها أنت أخيرا لما تتأخرين بالعمل لا يجب
- أن لم تقل من أنت فسأغلق
قالت مقاطعة هذا الصوت المألوف المقشعر للأبدان وقبل أن يجيبها لم تشعر سوى باليد التي وضعت فوق يدها وسحبت السماعة ليضعها اليكسيس على أذنه مصغي فسحبت يدها من تحت يده وقد أستند على حافة الطاولة وهو يصغي لمحدثه دون التفوه بكلمة فعقدت يديها وهي تتأمله بنفاذ صبر ولكنها ركزت نظرها عليه أكثر وهي تشعر بتصلب فكه وتحدث بصوت جاف بارد قائلا
- عليك أن تنسى الأمر ( ثم رفع حاجبيه وهو يبعد السماعة ليعيدها إلى مكانها قائلا وهو ينظر إليها ) لم يرقه صوتي على ما يبدو
- ماذا قال
- شيئا ما عن لقائكم
- أنتَ جاد
أجابته وهي تراه يتحرك ليسحب مقعداً ويجلس فأجابها وهو يسكب بعض الحساء بطبقه
- أظنه أحد المعجبين
- معجب ( همست مفكرة بباقات الورود ثم حركت شفتيها باشمئزاز مضيفة وهي تسير لتجلس بدورها ) أن كانت تلك الورود منه فسأرمي بها بالخارج أن صوته منفر
- ولما لا تكون هدية اليوم منه أيضا ألم تفكري بهذا
تجمدت يدها التي أمسكت بها الطبق قائلة وعينيها تتعلقان بعينيه ببطء
- من يكون .. أن كانت دعابة من أحدهم فلن يكون يوم سعده عندما أعرف من هو
وضعت نورما سلة الخبز أمامهم وهي تقول لشيفا
- أتصل السيد سارتر وطلب مني تذكيرك بموعد الحفلة اليوم
هزت رأسها بالإيجاب لها وبدأت تتناول طعامها فقال اليكسيس وهو يتناول طعامه بدوره
- تنوين قضاء الأمسية خارجاً اليوم أذا ( نظرت إليه ثم أجابته هازئة )
- أرجو أن لا يكون لديك مانع وأعدك أني لن أتأخر عن العاشرة
- خيرا لك أن لا تفعلي ( حدجته بنظرة جادة على أجابته قبل أن تقول )
- أنت تصدق الأمر ( وأخذت تتناول طعامها فوضع لقمة في فمه مضغها ببطء قبل أن يقول )
- سأرافقك وإلا لن تذهبي إلى أي مكان هذهِ الليلة
- ترافق من يا هذا .. ولتعلم أن رفقتك لا تسرني أبدا
- لا تغيرين أبدا عادتك السيئة ولكن لا خيار أمامك فأما أن ترافقيني وأما أن لا تذهبي
وضعت ملعقتها على الطاولة قائلة وقد جحظت عينيها به بينما كان يتناول طعامه دون أن يعيرها أي اهتمام
- ومن سيمنعني
- أنا ( أجابها وهو ينظر إليها مؤكدا وكأن الأمر مفروغا منه )
- آوه حقا ومن تكون حتى تمنعني من الذهاب أو حتى تجبرني على مرافقتك
وضع لقمة في فمه ومضغها بسرعة قبل أن يقول بمنتها البراءة
- ألم أعلمك من أكون لقد فآتني هذا .. بما أني وعدت جدك أن أعتني بك فسأفعل هذا وبما أني لا أشعر بالراحة للمجموعة التي سترافقينهم اليوم فسأرافقك بنفسي أو أمنعك من الذهاب
بقيت عينيها جاحظتان به لثواني قبل أن تهمس
- من أين عرفت أنهم مجموعة ( توسعت ابتسامته لتظهر غمازاته ولمعت عيناه بسرعة فأسرعت بالقول ) أنت لم تكن هناك من أين عرفت
- أنتِ تقللين من قدراتي فانا أعلم كل شيء
- بل قل أنك تبعتني وأستون إلى الخارج تباً لصديقتك التي لا تستطيع أن تثبتك في مكانك دون أن تتحرك
- دعي ديفي خارج حديثنا
- آوه هل مسست بصديقتك أعتذر ( قالت ساخرة واستمرت ) ولكن بصدق لا أعلم كيف تسمح لك بالتصرف بهذا الشكل لو كنت مكانها لما بقيت معك ثانية واحدة
- أنت لا تستطيعين أن تكوني مكانها فهي كاملة امرأة كاملة بكل ما تعنيه الكلمة
- لو كانت كذلك لما اختارتك ( أجابته بازدراء ثم حركت مقعدها واقفة ومستمرة بتجهم ) كلما جلست معك على طاولة الطعام أفقد شهيتي أرجو أن تكون سعيدا بهذا
- مازلنا في بداية المساء ستستعيدينها سريعا أنا على ثقة من هذا ( ارتجفت شفتها ولكنها ضمتهما وهي تلمحه بنظرات حاقدة واستدارت صاعدة الأدراج إلا أنه عاد للقول مما جمدها بوقفتها ) لم تعلميني بعد ماذا تريدين البقاء أم مرافقتي
بقيت على وقفتها لثواني ثم تحركت متابعة سيرها لن تأبه له لن تفعل فليقل ما يريده ارتمت على سريرها محدقة بالسقف شاردة ثم تحركت نحو الدرج المجاور لسريرها لتسحب منه البوم صور وعادت لتستلقي وهي تتفحص صور والديها وهما مراهقان ومن ثم شابان مغرمان وبعض الصور القليلة لهما مع أد ومعها لم تحظى بالوقت الكافي لتقضيه معهما أستقر نظرها على صورة لوالديها وقد جلسا متجاورين يتضاحكان أرخت الألبوم ليستقر على صدرها لتشرد بمعجبها السري صوته منفر وتصرفاته لا تدل على أنه بكامل اتزانه لتكن مزحة ولكن لا أحد يمازحها بهذا الشكل لابد وأن ذلك الطرد وصلها بالخطأ ولم تكن المقصودة يا ألاهي ألا يكفيها ما هي به حتى يزيد عليها , طرقات خفيفة على باب غرفتها أخرجتها من شرودها لتدخل مارينا
- أحضرت لك كوبا من العصير
تناولت الكوب وهي تحدق بساعة الحائط التي تشير إلى السابعة والنصف قائلة
- ثوبي الخمري يحتاج إلى الكي أنه في آخر الخزانة ( توجهت مارينا نحو الخزانة فتساءلت وهي تدعي عدم الاكتراث ) اليكسيس مازال هنا
- أجل
عادت لترتشف من كوبها شاردة بينما غادرت مارينا وعادت بعد وقت لتضع الثوب على السرير بروية فنهضت شيفا وتحركت نحو الحمام , لفت شعرها بالمنشفة ورفعتها إلى الأعلى ثم أحكمت إغلاق روب الحمام عليها وخرجت وهي تدندن ببعض النغمات وقفت أمام المرآة تسرح شعرها ثم تحركت نحو ثوبها الموضوع على السرير مدت يدها لتتناوله ولكنها تجمدت وهي ترى بقع من الماء انتشرت على الثوب فتلمسته بيدها وهي تفتح عينيها جيدا لملمس القماش الرطب بحيرة ثم حملت الثوب وسارت نحو الباب منادية على مارينا واستمرت في الممر حتى أطلت على الطابق الأول وشاهدت مارينا تهم بصعود الأدراج إليها قائلة
- أن ثوبي مبتل لما
- مبتل ! لا أعلم لقد قمت بكيه منذُ قليل
- ومن أين جاء الماء على كل الثوب لم لا تكوني أكثر حرصا ( قالت بضيق وهمت بالاستدارة إلا أنها لمحت اليكسيس الذي يجلس في الأسفل على الأريكة وساقاه ممدودتان باسترخاء على المقعد وهو منشغل بقراءة الصحيفة وقد بدل ثيابه إلى سروال جينز وتيشرت تجمدت في وقفتها للحظات قبل أن تقول بتأكيد غريب ومارينا تتناول الثوب منها ) أنتَ من فعل هذا أليس كذلك أيها المتطفل
أبعد اليكسيس الصحيفة من أمام وجهه وحدق بها باستغراب متسائلا
- أتتحدثين معي
- أجل أتحدث معك فلا يوجد متطفلين حولي سواك وأن كنت تعتقد أنك تمنعني من المغادرة بهذا الشكل فأنت مخطئ
وتحركت عائدة نحو غرفتها فرفع كتفيه بخفة وعاد ليقرأ الصحيفة دخلت غرفتها بعصبية وتوجهت نحو خزانتها أخرجت منها ثوبا ذا لون اسود يلتصق بجسدها بشكل جذاب ارتدته ووقفت أما المرآة متناولة مجفف الشعر من درجها لتجفف شعرها المبتل وهمت بوضعه بالكهرباء إلا أنها توقفت وعينيها تثبتان على سلكه المقطوع فجحظت عينيها ثم قذفته أرضا عليه العنة أكان يعبث بغرفتها ولكن لن تسمح له بتعكير سهرتها أبدا وقفت أمام المرآة تحدق بشعرها بغضب ثم تناولت الأنبوب المجعد وقامت بتجعيد شعرها وأخذت تضع القليل من المكياج بيدين مرتجفتين فتوقفت وأخذت نفسا عميقا وأغمضت عينيها لثواني ثم فتحتهما وأكملت وضع احمر الشفاه نظرت إلى نفسها متأملة ثم نظرت نحو ساعتها وهي ترتديها أمامها نصف ساعة قبل أن بدء الحفل توجهت نحو السرير لترتدي حذائها العالي الكعبين ثم أمسكت حقيبة يدها ونظرت إلى نفسها أخيرا أنها جاهزة تحركت مغادرة لتهبط الأدراج وعينيها معلقتين بأليكسيس الذي ما يزال مشغولا بالصحيفة أنزلها قليلا من أمام وجهه ونظر إليها متأملا ولمع وميض في عينيه قبل أن يطلق صافرة أعجاب وهو يقول بصوت أجش
- ما هذا تبدين خطيرة جدا هذه الليلة ( تجاهلته واستمرت بالسير وتخطت عنه فهتف وهو يلاحقها بنظرة ) عليك العودة قبل العاشرة
أطبقت فكها جيدا كي لا تجيبه وفتحت الباب خارجة فرفع حاجبيه وهو يحرك نظره إلى المفاتيح التي بجواره وقد وضع الوسادة عليها لتظهر ابتسامة خبيثة على شفتيه ونظر إلى ساعته ثم حرك رأسه نحو الباب الذي فتح وأطلت منه شيفا هاتفة
- أين مفاتيحي ( وأخرجت يدها من حقيبتها مستمرة بغيظ ) كيف تسمح لنفسك بالعبث بأغراضي
- في الوقت المحدد تماما ( قال مبتسما وهو يشير نحو ساعته فهتفت لبرودته )
- أعطني مفاتيحي حالا اليكسيس أتعتقد أنك بتصرفاتك هذه تستطيع منعي من المغادرة ( إلا أنه تجاهلها مدعي انشغاله بالصحيفة فسارت نحوه وأمسكت الصحيفة من بين يديه وقذفتها جانبا مستمرة ) كيف تسمح لنفسك بالدخول إلى غرفتي والعبث بأغراضي
نظر إليها بعينين أغمقتا ثم تحرك وتناول الصحيفة التي قذفتها لينفضها ويعود لقراءتها مما جعلها تهتف
- مارينا ( أطلت مارينا بارتباك فاستمرت وعينيها لا تفارقان اليكسيس ) أحضري لي مفتاح السيارة الاحتياطي وبسرعة
جرت مارينا صاعدة الأدراج فتحركت من أمام اليكسيس المشغول أنه لا يترك فرصه لنيل منها ويدعها تفلت من بين يديه وقفت عاقدة يديها معا في وسط الصالة أطلت مارينا فسارت نحوها لتتناول المفاتيح منها وتستدير مغادرة وهي تلمح اليكسيس بحقد , حدق اليكسيس بالمقالة التي أمامه دون أن يرى حرفا واحدا منها وقد كان كل تركيزه منصب على صوت شيفا التي تتمتم بغضب واضح من الخارج وصوت الحديد الذي أحدثه ركلها لسيارة وسرعان ما سمع صوت الباب يفتح من جديد وصوت قدميها التين تسيران بقوة إلى الداخل وهي تهتف
- مارينا ( أطلت مارينا من جديد وهي تبتلع ريقها فأشارت شيفا بيدها نحو الخارج قائله ) نادي على جويل بسرعة كي يقوم بتغير إطار السيارة ( جرت مارينا إلى الخارج بينما حدقت بأليكسيس وقد توسعت عينيها هاتفة بنفاذ صبر ) لا تعتقد أنك نجحت أبدا أنا ذاهبة مهما كلفني الأمر ( وأمام صمته وعدم مبالاته أضافت ) أرجو أن تحل على رأسك مصائب الدنيا
- ألم يحدث حتى الآن
أجابها ومازال تركيزه على الصحيفة التي أمامه غير مبالي بعصبيتها مما أفقدها آخر خيط من ثباتها فسارت نحوه لتسحب الصحيفة من بين يديه من جديد هاتفة
- أنا أتحدث معك ( قفز واقفا أمامها وسحب الصحيفة من يدها بخشونة قائلا )
- مللت منك ومن ثوراتك التي لا تنتهي ألا يمكنك أن تكوني فتاة عاقلة ولو قليلا
- أنا أعقل منك أيها
- أرجو المعذرة ( قاطعهما جويل الذي أطل من الباب فنظرا إليه فأستمر ) أن الإطار الاحتياطي فارغ من الهواء تماما
- ماذا
هتفت وحركت رأسها نحو اليكسيس الواقف أمامها والذي أبتسم عندما التقت نظراتهما معا قائلا بخفة
- لا يجب أن تكوني مهملة في الأمور الخاصة بسيارتك
فتحت شفتيها عاجزة عن النطق ثم قالت بصعوبة
- الإطار فارغ والإطار الأخر لا يصلح وثوبي سكب عليه الماء ومجفف الشعر لدي قطع ومفاتيحي اختفت كل هذا لا شأن لك به ( تمعنت النظر به وهي تلمح تلك النظرة الماكرة في عينيه مما جعلها ترفع ذقنها بكبرياء قائلة بروية وتأكيد ) سأذهب اليكسيس سأذهب ( واستدارت نحو مارينا التي تقف بجوار جويل قائلة ) أتصلي بسيارة أجرة على الفور ليحضر بخمس دقائق إلى هنا توجهت مارينا إلى الهاتف لترفع السماعة وتبدأ بضرب الأرقام ثم تقول بحيرة وهي تتأكد من الهاتف
- لا حرارة به ( نظرت إليها بسرعة متسائلة )
- ما الذي تقصدينه ( حركت مارينا السماعة قائلة )
- لا حرارة أنه مفصول
عادت بنظرها بحدة نحو اليكسيس الذي يتابع ما يجري وقال متذمرا عندما نظرت إليه بهذا الشكل
- ليس الهاتف أيضا
- وهل أستطيع تصديقك ( أجابته ونظرت إلى جويل مفكرة بسرعة وعادت نحوه وهي تفتح راحة يدها أمامه قائلة ) أعطني مفاتيحك
- عفوا
- مفاتيح سيارتك اليكسيس
- ولِما
- لأني سأحصل على الإطار ألاحتياطي الذي تملكه ( عقد يديه معا قائلا )
- وأن رفضت ( ابتسمت بسعادة أمام وجهه قائلة وعينيها تلمعان )
- سأجعل جويل يفك إطارات سيارتك الأربعة وأن رفض سأفعل هذا بنفسي وصدقني أني سأستمتع بالأمر جدا ( حرك عينيه بوجهها بصمت فهزت رأسها مؤكدة ) أنا جادة
- حسنا ( قال موافقا وحرك يده نحو جيبه وأخرج منها مفاتيحه فأخذت نفسا بارتياح فلقد فهم حجمه ألان رفع المفاتيح لها فحركت يدها لتتناوله إلا أنه ضمه بقبضته قائلا ) سأفتح لك صندوق السيارة
- آه ألا تثق بي
- أبدا
أجابها وهو يتخطى عنها فتأملت ظهره بغيظ فلم تكن تنوي الحصول على الإطار بل على السيارة هزت رأسها وتحركت خلفه فل يكن نظرت إلى ساعتها مازالت تستطيع الوصول رغم بدء الحفلة ألان فتح غطاء سيارته الخلفي فسحب جويل الإطار وأخذ يفك إطارها المعطوب بينما فتح اليكسيس باب سيارته وجلس بها
- هيا حاول الإسراع جويل فأنا على عجلة من أمري
قالت وهي تقف بجواره فقال اليكسيس وهو مشغول بشيء بسيارته
- سأقلك أن كنت على عجلة فأنا أيضا مدعو لقضاء أمسية برفقة أصدقائي أنهم يجتمعون بأحد النوادي ولسوء حظي فوت هذه ألامسية .. بسببك
- لا تدعها أبدا تفوتك هيا أنا أسمح لك بالذهاب وأن تأخرت كثيرا لا بأس حتى لو لم تعد أطلاقا فأنا لن أمانع
- لا أستطيع العيش دون رؤيتك كليبر
حدجته بنفور لسخريته ثم أشاحت برأسها بتعالي وهو يرفع حاجبيه مداعبا أنها لا تعلم كيف يستطيع أن يكون باردا ولا مبالي بهذا الشكل
- أدعوك لمرافقتي مرة أخرى وقبل أن تجيبي ( أضاف وهي تنظر إليه وتهم بقول شيء وأستمر ) فكري بالأمر أولا
- مغرور ( همست بصوت خافت له وأشاحت برأسها محدقة بجويل فتوسعت ابتسامته ولمعت عينيه بمرح بينما تحرك جويل وأخذ يعيد السيارة إلى الأسفل بعد أن وضع الإطار الجديد ) رائع أشكرك
قالت وهي تشعر بالنصر وأسرعت بالصعود بسيارتها وأغلقت الباب بحماس وأدارت المحرك الذي رفض وصدر عنه صوت غريب أعادت المحاولة وقد شحب وجهها واختفت السعادة التي شعرت بها منذُ دقائق قليلة عادت للمحاولة من جديد ولكن أكثر من صوت جاف معلنً رفض السيارة أن تعمل لم تكن تسمع فحركت رأسها ببطء نحو اليكسيس ومازالت تحاول أدارتها لتجده يبتسم وقد وضع قدميه خارج سيارته ناظرا إليها بمتعة قبل أن يحرك حاجبيه قائلا
- لابد وأنك تعانين من مشكلة فالسيارة لا تدور
أنها ترغب بقتله أنها ترغب جدا جداً بهذا حاولت ضبط أعصابها وحاولت من جديد تحريك المفتاح وعندما رفضت أن تدور ضربت المقود هاتفة
- تبا ماذا فعلت بسيارتي جويل أرفع الغطاء بربك وأنظر ما بها ( ونزلت منها وجويل يسرع ليفتح الغطاء الأمامي محدقا بما أمامه فوقفت بجواره وصدرها يشتعل حدقت بالأنابيب الكثيرة التي أمامها ثم بجويل وقد مال للأمام قائلة ) أعلمت ما المشكلة
- أنا في الحقيقة لا أعرف الكثير عن هذه الأمور
- أنا لا أعرف شيئا
قالت بغيظ ونظرت نحو اليكسيس الذي وقف أمامها ومال متأملا ما يفعله جويل قائلا
- أتحتاجون مساعدة ( رفع نظره نحوها عندما لم تجبه ليلاقي عينيها المشتعلتان والتين لا تفارقانه فأبتسم لتظهر غمزتاه قائلا ) لا يبدو أن ليلتك موفقة
- لو بقيت بعيدا لكانت كذلك
- أنا أقدم مساعدتي أتريدين مساعدتي كليبر
عاد للقول وهو يشير نحو سيارته فتجاهلت قوله قائلة
- وما حاجتي بها فلقد حرصت على فعل كل شيء أليس كذلك وما الذي سيجعلني أتوقع بعد أن تعمل السيارة أنها ستسير ربما تكون خالية من الوقود
- كيف لم يخطر هذا الأمر على ذهني
- عليك العـ
- لا تتفوهي بكلام غير لائق أليس كذلك جويل ( نظر جويل بشكل آلي إليه وقد كان يدعي أنه منشغل بالسيارة فأستمر اليكسيس ) لا يليق بالآنسة التفوه بألفاظ كهذه ( نظر جويل نحو شيفا ثم عاد بسرعة بنظره نحو السيارة فعقدت يديها قائلة بتجهم وعينيها لا تفارقان اليكسيس الذي أضاف ) أترغبين بالذهاب أم تودين البقاء الخيار لك
بقيت للحظات معدودة متجمدة في مكانها وعينيها تحدقان به ثم تحركت نحو سيارتها لتفتح بابها وتتناول حقيبتها وتغلقه بقوة وتسير نحو سيارته لتركب بها وتتحرك لتضع حزام ألامان فجلس في مقعده قائلا لجويل
- لا ترهق نفسك فقط قم بإعادة هذه إلى مكانها ( وقذف قطعة كانت بيده نحو جويل الذي تلقفها بيديه , أغلق بابه وأدار محرك سيارته فعقدت يديها وحدقت بما أمامها بوجه جامد وهو يحرك سيارته من مكانها ثم أطل برأسه من النافذة نحو جويل مضيفا ) هلا تفقدت سلك الهاتف المجاور لغرفة المعدات أعتقد أن أحدهم عبث به
أخذ نفسها يضرب أكثر وأكثر فقالت دون أن تنظر إليه بجفاء
- أتعلم ما الذي أرغب به ألان
- ليس من السهل التنبىء ( أجابها ببساطة فنظرت إليه بعينين واسعتين قائلة )
- ارغب بأن تختفي أن لأراك مجدداً أن لا يعود هناك وجود لك
- أنت تحملين لي الكثير من المشاعر
- أجل الكثير الكثير منها ولا أعدك أني أستطيع السيطرة عليها دائما
أطلق ضحكة ممتعة مما أغاظها أكثر ونظر إليها بمرح قائلا
- أنت تروقين لي أحيانا
- فل تذهب إلى الجحيم
- تسـ تسـ ومن سيقوم بإيصالك عندها
ارتجفت شفتيها فأطبقتهما وأشاحت بوجهها محدقة بالطريق لن تسمح له بإفقادها السيطرة على نفسها فهو ماهر بهذا
- أنا ذاهبة إلى فندق ستار قالت بجفاء وهي تراه يبتعد عن مسار طريقها فأستمر بالسير قائلا
- سأعرج على النادي أولاً ألم أعلمك بذلك
- نادي ( قالت بخشونة وهي تنظر إليه مستمرة بعدم تصديق ) ماذا تعني .. ألن توصلني إلى حيث رفاقي أستمع لي جيدا فالقد فاض بي الأمر منك تماما ومن ألاعيبك السـ
- استمعي ألي أنت فأنا ذاهب لنادي لملاقاة رفاقي ( قاطعها بجدية مستمرا ) رغبت بالنزول فافعلي لا تريدين انتظريني بالسيارة
- وحفلتي
هتفت مستنكرة وقد جحظت عينيها به وأمام صمته حركت يديها نحو كتفه لتدفعها بقوة فنظر إليها قائلا بجدية
- إياك وتكرار هذا .. سأقصد النادي لنصف ساعة فقط ثم أخذك لحفلتك
- لا ولا ولا فلقد أجبرتني على مرافقتك وأنا لا أرغب بهذا والآن تجبرني على ملاقاة أصدقائك وأنا لا أرغب بذلك
- ومن يهتم بما ترغبين لستِ الكائن الحي الوحيد الموجود الذي لديه رغبات فأنا أغرق نفسي بالعمل من أجلك ولا أقول أني أرغب بذلك لهذا يحق لي بعض الوقت لراحة والاستمتاع وأنا أنوي هذا
- أنت لا تعمل لأجلي أنت تعمل لأجل نفسك ولأجل نيل المزيد من الثقة من جدي العجوز المسكين أنزلني هنا حالا وسأذهب إلى حفلتي وأذهب أنت وتمتع مع رفاقك الأغبياء ( وأمام تجاهله أضافت ) سأتصرف بالسوء أن حاولت إرغامي على مرافقتك أنا أعدك بهذا
- أسوء مما أنت عليه
- ماذا تعني بهذا ( نظر إليها مستنكرا قولها وقائلا )
- أليس واضحا ما أعني .. لست بحاجة لأوضح
- أنت على حق تماما فلقد أنزلت من قدري كثيرا فلا أحتاج إلى محادثتك حتى
وأشاحت برأسها ولم تتحدث من جديد والتزمت الصمت أوقف السيارة أمام النادي وقد ملأت الأضواء ألافتات التي تشير إليه نظرت إلى المكان المكتظ بالسيارات حولها والى المجموعة من الشبان الذين أقتربُ وهم يتضاحكون ومجموعة أخرى أوقفوا سيارتهم المكشوفة وبدئوا بالقفز منها بحماس وهم ويطلقون صيحات تعبر عن سعادتهم عادت بنظرها إلى اليكسيس الذي أوقف السيارة ونظر إليها دون التفوه بكلمة وعندما تقابلت نظراتهم تساءل
- ألن تنزلي
- لا ( وأمام تحديقه بها دون قول شيء أضافت بثقة ) بما أني لن أذهب إلى حفلتي فأني بكل تأكيد لن أحضر سهرتك
حرك عينيه نحو النادي للحظات ثم عاد بهما نحوها قائلا
- حسنا أن وعدتني وأنا جدا جاد بالبقاء نصف ساعة هنا دون التسبب بأي مشكلة فأنا أعدك أني سأصطحبك لتمضية باقي السهرة مع رفاقك ودون أي إزعاج مني
- لن أعدك بشيء ( أجابته بجفاء وإصرار وعينيها لا تفارقان عينيه بتعالي فقال بثقة تكرهها )
- لا أعتقد أنك تدركين الأمور جيدا فأن لم ترافقيني لن أصطحبك إلى سهرتك وتأكدي تماما أني سأحرص على أن لا تفعلي هذا من وراء ظهري لهذا أنا أعرض عليك اتفاقا أم أن تقبلي به وأما أن ترفضيه ولقد أصبحت تدركين ما أعني عندما أقول لك لن أسمح لك بالذهاب .. فكري بالأمر
- لا يحتاج الأمر إلى الكثير من التفكير فأنا لا أريد مرافقتك
- كما تريدين
أجابها وهو يتحرك بجلسته ويضغط الزر الكهربائي كي تغلق النوافذ فهتفت وهي تراقبه
- ماذا تفعل
- أغلق السيارة
- ولكني لن أرافقك وأن كنت لا تدرك معنا هذا فمعناه أني لن أنزل منها
- كما تريدين لا مانع لدي ولكني سأغلقها فانا لا أفضل تركها مفتوحة
- ولكني أجلس بها
- هذه مشكلتك أنت ( قال وهو يفتح بابه وينزل فأسرعت بمغادرتها وهي تقول بحدة )
- لن تجلسني هنا حبيسة بالتأكيد أعطني المفاتيح واذهب لسهرتك
- أنت دائما تقللين من شأني ( أجابها وهو يغلق بابه وأحكمه بالمفاتيح ثم توجه نحوها ابعد يدها عن مسكة الباب وأغلقه بقوة بينما تجمدت في وقفتها ناظرة إليه فأمسكها من كوع يدها قائلا ) تجعلين الأمور مأساوية لو تكفين عن المجادلة والمعاندة سترين كم سيكون الأمر مختلفا
- أبعد يدك عني
- ليس قبل أن أطمئن عليك ( قال متجاهلا قولها وجذبها مجبرا إياها على السير معه )
- سأعلم جدي بكل تصرفاتك هذه وبإجباري على مرافقتك وتدخلك بحياتي بهذا الشكل أقسم بهذا اليكسيس سلفاد أقسم
- لا أكاد أصدق أنت تذكرين أسمي ( قال وهو يدفعها كي تدخل قبله فحدجته بنظرات غاضبة ولكن عينيه لم تلاقي عينيها إلا لثواني ثم أشاحهما قائلاً وهو يحرك يده ) مرحبا يا رفاق أتستمتعون
- اليكسيس أيها الماكر لقد اعتقدت انك لن تحضر ولكن يا السماء من هذه أيها المحتال لن تسر ديفي أبدا .. آوه عفوا ديفي
قال شاب برونزي البشرة ذا ملامح خشنة جالس برفقة الآخرين حول المائدة وهو يراهما يدخلان وعندما استدارت الرؤوس نحوهم رأت شيفا المتجمدة في مكانها وخلفها اليكسيس ديفي تنظر إليها باستغراب وتوماس بالإضافة لروي حسنا أنها تعرف هؤلاء ولكن الشابان الآخران والفتاة لا تذكر أنها رأتهما سابقا اشتدت يد اليكسيس على ذراعها وهو يتحرك هامسا
- عليك بالسير أن كنا لا نرغب بقضاء الأمسية ونحن واقفون عند الباب
سارت معه وهي تأخذ نفسا عميقا وترفع رأسها بكبرياء
- ما هذا أَمِي لابد وأنك حقا ساحرة
قال اليكسيس بابتسامة وقد وقفوا بجوار المجموعة الجالسة وموجها حديثه لفتاة شقراء جذابة الملامح فوضعت يدها على يد الشاب الذي تحدث عند دخولهم واليد الأخرى على كتف الشاب الجالس بجوارها قائلة
- لقد أصلحت الأمر بين هذان الشابان الست فتاة جيده اليكسيس
- بلا أنت كذلك ( ونظر نحو ديفي التي أشاحت بنظرها عنهم قائلا بود ) مرحبا حبيبتي لا يبدو أنك اشتقت لي
حركت رأسها نحوه ثم اصطنعت ابتسامة سرعان ما أخفتها وعادت لتشيح برأسها فقال الشاب ذا البشرة البرونزية هاتفا وهو يتأمل شيفا
- لا تحاول إخباري أن هذه شقيقتك لأني لن أصدقك
حركت عينيها بملل وأخذت تنظر بما يحيط حولها من ضجيج تجاهل اليكسيس قوله بينما قال توماس لها
- تفضلي
وتراجع ليسمح لها بالجلوس بجواره على المقعد الدائري الذي التف حول المائدة وعندما نظرت إليه دون أن تتحرك أشار لها اليكسيس ووضع يده الأخرى على ذراعها فابتعدت عنه هامسة ببرودة
- أستطيع الجلوس بمفردي ( جلست بجوار توماس فتحرك اليكسيس ليجلس بجوار ديفي متمتماً )
- لا تبدين سعيدة لرؤيتي
- أتحاول أثارة غيرتي
أجابته بصوت منخفض لم يصل إلا إليه وهي ترفع كوبها لترشف منه فأبتسم بمرح ثم غمزها فخف تجهمها وهو يضع يده خلف ذراعها ليهمس لها ببعض الكلمات
- حسنا ( قال أحد الشباب بحماس وهو يمد يده نحوها قائلا ) بما أن اليكسيس ينسى نفسه عندما يتواجد قرب ديفي فعلي التعريف بنفسي أدعى مايك وأنا مهندس مغمور حتى ألان ولكني أحاول تحسين الوضع وأنت
- حظا موفقا
أجابه روي وهو يرتشف من كوبه وعينيه لا تبتعدان عنها فنظرت إليه ومن ثم عادت إلى مايك ونظرت إلى يده الممدودة للحظات ثم حركت يدها مصافحة إياه وهي تقول
- كليبر
- كليبر .. ( كرر قولها ثم ظهرت ابتسامة على شفتيه ونظر إلى روي ورفع حاجبيه هامسا ) تدعى كليبر
- ألا أعرفك ( تساءلت أَمِي بتفكير وهي تحدق بها ثم هتفت ) الست حفيدة روبرت كليبر .. آه ألان فهمت اليكسيس يدير كليبري ألان وأنت حفيدة روبرت أن جدك إنسان رائع وأنا جداً معجبة به
وضعت قدما فوق الأخرى وهي ترغب بالابتعاد عن هذا الجو الذي لا تنتمي له وحاولت أن تبدو طبيعية وهي تقول
- هل تعرفينه
- بالتأكيد فأنا السكرتيرة التنفيذية لشركة أليك للهندسة
- آه ( همست وهي تذكر صوتها على الهاتف )
- ما رأيك بهذه الرقصة ( نظرت إلى روي الذي قال ذلك ومازالت عينيه تتابعانها قائلة )
- تناولت طعاما دسما ولا أعتقد أني أستطيع مراقصتك
- ماذا عني ( جاءها صوتٌ خشن فنظرت إلى صاحبه وهو الشاب الأخر الذي يجلس بجوار آمي مظهرا ابتسامة جذابة على شفتيه وهو يرمقها بإعجاب وقد جلس متكاسلا إلى الخلف )
- لا أريك أنا أولا ( أعترض مايك فأجابه أريك دون اكتراث )
- حسنا لا مانع لدي ( نقلت نظرها بينهما وهي تشعر برأس معدتها يبدأ بإيلامها )
- هاي أنتما لن نزعج ضيفتنا ( هتفت آمي لهما ثم نظرت إلى شيفا قائلة ) أنهما مزعجان ليس إلا
تحرك توماس واقفا وتخطى عنها فعقدت يديها معا ونظرت إلى اليكسيس وديفي المنهمكان بالحديث دون الشعور بغيرهما ثم أبعدت نظرها عنهما لتلتقي عيني روي الذي لم يبعد عينيه عنها بعد فهمست له بشفتين تتحركان بوضوح تام
- إلى ما تحدق ( اتسعت ابتسامته وهو يحرك شفتيه لها هامسا بوقاحة )
- بك
شعرت بالدماء تتجلد داخل جسدها فنظرت إلى الكوب الموضوع أمامها إلا أن يد اليكسيس الذي مال بسرعة فوق الطاولة تناولته قائلا
- لا تفكري حتى بهذا
تعلقت عينيها به متفاجئه أذا فهو يراقبها تبا كيف يعلم بما تفكر وضع الكوب أمامه بينما تابعته ديفي بحيرة فعاد لقوله شيئا ما لها جعلها تنظر إليه بينما رفع روي حاجبه قائلا
- ماذا يجري آمي
- لا أعلم عزيزي لم لا تسأل غيري
كانوا يتحدثون ولكن شيفا شردت بأفكارها وهي تتأمل باقة من الورد وضعة بإناء وسط الطاولة مفكرة ثم ابتسمت ابتسامة خلابة وحركت رأسها نحو ديفي واليكسيس الذي نظر إليها وعاد بنظره إلى ديفي ولكن سرعان ما عاد ليحدق بها وهي تلمحه بنعومة وتبتسم له برقة عاقدا حاجبيه وهو يعود ليصغي إلى ما تحدثه به ديفي دون تركيز تخطى عنها توماس ليعود ويجلس بجوارها وهو يضع كوبا من العصير أمامها قائلا
- أحضرت عصير الفاكهة أرجو أن يعجبك
نظرت إلى توماس الذي أبتسم بارتباك وقبل أن تقول شيئا قال روي ضاحكا
- لا اعتقد أن الشراب سيؤثر فيها
تجاهلت قول روي ومنحت توماس ابتسامة شاكرة ولكن عندما بدء وجهه يحمر أكثر رفعت حاجبيها وأشاحت برأسها عنه لتتناول الكوب وترتشف منه ببطء وعينيها تختلسان النظر إلى اليكسيس الذي تململ في جلسته وتحدث مانعا ديفي من النظر نحو شيفا فتحرك روي عن مقعده وتوجها نحوها ليقف بجوارها ويميل قليلا نحوها قائلا
- ما رأيك بمشاركتي هذه الرقصة
- لا أعتقد أني أرغب بهذا
أجابته وهي ترفع نظرها إليه فمال رأسه نحوها أكثر وهمس قرب أذنها
- أنا على الأقل غير مرتبط
- ولكنك لا تروق لي ( همست بنعومة بالغه فتوسعت ابتسامته قائلا )
- ولكنك تروقين لي جدا جداً
- ما الذي تتهامسان به ( تساءل مايك وأستمر ) من غير الائق هذا التصرف فهيا أعلميني ماذا كان يعرض عليك هذا السيئ ( نظرت إلى مايك وقبل أن تستطيع قول شيء أجابه روي )
- ما كان يخطر بذهنك تماما
- يا لوقاحتك ( هتف مايك لروي ضاحكاً فرفع الأخير حاجبيه قائلا )
- ما الذي كنت تفكر به يا ترى
- توقفا عن هذا ألان ( تدخلت آمي واستمرت لشيفا ) أنهم يتعمدون إزعاج الآخرين ولا أعلم لِما أرافقهم ( ورفعت كوبها ورشفت منه ثم نظرت إلى أريك الجالس بكسل واضح قائلة ) هيا تحرك أن لم تدعني لرقص ألان لن أتحدث معك لزمن
نظر إليها أريك وهو يقف قائلا
- هذا الشيء الوحيد الذي لا أستطيع أقناعك به
- أذا ( قال روي فعادت لتنظر إليه قائلة ومازال واقفا بجوارها )
- لست الشخص الذي أرغب بمراقصته
وثبتت نظرها على اليكسيس الذي حدق بها لقولها ثم نظر نحو ديفي داعيا إياها فسارت معه وقد بدا التوتر عليها
- حسنا لقد خسرتي لم يبقى غيري
- خسرت ( قالت مبتسمة بمتعه وأضافت ) أنت لا تعلم شيئا
- عندما تنجح أعلمني ( قال مايك وهو بغمزه بعينيه ويبتعد فنحنى روي نحوها من جديد قائلا )
- أن صداقة شقيقتي واليكسيس متينة إنهما معا منذُ ثلاث أعوام هل تعلمين هذا
رفعت كوبها لترتشف منه قائلة دون اكتراث
- أجل فأليكسيس أعلمني أنه لا يخفي أمرا كهذا عني
- لا تبدوا لي علاقتكما قوية كما تدعين
- هذا ما نريده وألان جد لك واحدة غيري لتسليتك
نظر إليها بإمعان وقد عادت لتجاهله وأخذت ترتشف من كوبها فقال وهو يستقيم بوقفته
- ليس لوقت طويل
وأبتعد ليدعوا فتاة عن الطاولة المجاورة لرقص فتحركت شيفا من مكانها وجلست أمام توماس الذي أخذ ينظر إلى الراقصين ثم نظر إليها وقد لاحظ أنها غيرت مكانها قائلا
- هل أنت معتادة على ارتياد أماكن كهذه
هزت رأسها له بالنفي دون التفوه بكلمة وأخذت تنظر إلى اليكسيس وديفي ومايك وفتاة أخرى وروي برفقة فتاه جذابة وآمي واريك المنهمكان بالحديث فعادت لترفع كوبها لشفتيها وقد لاحظت أن اليكسيس يحدق باتجاهها بين الحين والحين فعاد توماس برأسه نحو الراقصين نظر اليكسيس من جديد نحوها فهو لا ينوي أن يبعد عينيه عنها هذه الليلة ولكن لمفاجئته مقعدها فارغ توقف وأبتعد عن ديفي قائلا وعينيه لا تفارقان الطاولة
- اعذريني ديفي تبا ( تحرك ويده تسحبها معه وأقترب بسرعة من توماس قائلا ) أين ذهبت
- من ( تساءل وهو يحدق بالمكان الذي جلست به شيفا قبل أن يضيف باستغراب ) منذ ثواني كانت هنا لم أشعر بها تغادر
- تبا تبا شيفا كليبر ( تمتم وهو يبتعد عن ديفي ويتحرك بسرعة )
- قف قف
قالت بحماس وهي تشير إلى سيارة الأجرة التي تقترب منها لتتوقف ففتحت الباب تهم بالدخول لولا اليد التي أمسكت الباب بقوة فنظرت نحو اليكسيس متفاجئه بينما مال برأسه قليلا قائلا لسائق
- لم تعد بحاجتك ( وأغلق الباب بعد أن أبعد يدها عنه فهتفت معترضة )
- أنا مغادرة أنتظر اللعنة ( صاحت وهي ترى السيارة تبتعد فعادت لتحدق بأليكسيس قائلة ) ما الذي جعلك تتبعني ابتعد عني ألا ترى انك تبالغ طلب جدي منك رعايتي وليس لحاقي كظلي وكأني طفلة صغيرة تحتاج إلى المراقبة
إلا أنه تجاهل قولها متمتما وهو يمسكها من كوع يدها ويقربها منه
- لقد أفسدتي علي أمسيتي بمهارة فائقة
- أنت من أفسد أمسيتي يجب أن أكون هناك مع رفاقي وأنظر أين أصبحت
شددت على كلماتها وهي تشير بيدها الأخرى وعينيها لا تفارقانه فمال قليلا نحوها حتى أصبح وجهه قريبا منها وهمس بحدة وعينيه تلمعان بوميض جعل قلبها يقفز من مكانه وأنفاسه القوية تلفحها
- هناك من يحاول إيذائك ولقد وعدت جدك بحمايتك لذلك سأفعل هذا وأعيدك سالمة إليه رغبتي بذالك أم لم ترغبي
- لا تحاول تلفيق أكذوبة حتى أوافق على تصرفاتك ومحاولتك جعلي أخاف لن تنجح لذا أبتعد عني اليكسيس ودعني وشأني عد إلى رفاقك عد إلى صديقتك أنا لا مكان لي هنا عليك أدراك هذا ولا تحاول أبدا إجباري على مرفقتك مرة أخرى ( نقل عينية الثائرتان بعينيها دون أن تتحرك شفتيه المشدودتان ثم تحرك بشكل مفاجئ جاذبا إياها معه فصاحت وهي تسير بسرعة مجارية خطواته الواسعة كي لا تقع قائلة ) أبعد يدك عني ( دفعها وهو يقف قرب سيارته لتستقر أمامه وقد اصطدمت بالسيارة محدقة به بذهول ونفسها مضطرب وهي تقول ) كيف تجرؤ
- كيف أجرؤ ( قال بحدة وهو يترك يدها ) أن كنتِ وجدتِ تسلية في محاولتك للإيقاع بيني وبين ديفي فأنا لم أجد الأمر مسليا أبدا ( وحرك يده مهددا أمام وجهها وقد أغمقت بشرته والتمعت عينيه بشر ) لم تعد لي رغبة بمجارات ألعابكِ هذه فتوقفي عنها وإلا لن أكون مسئولا عن تصرفاتي صدقيني أن ضميري لن يؤنبني عليك أبدا فأنت أكثر مخلوقة على وجه ألأرض إزعاجا عرفتها بحياتي لقد كانت أسوء أيام حياتي منذُ أن تعرفت بك بربك أنا لا أفقد أعصابي بسرعة وحتى ألان لم تريني غاضبا ومن ألأفضل لك عدم استفزازي
رفعت يديها أمامها وأنزلتهما وهي تحرك رأسها ثم عادت بنظرها إليه قائلة بنفاذ صبر
- دعني وشاني كل ما أطلبه هو تركي وشأني كيف أقولها لك بربك أفهم ما أقوله أنا على استعداد لقولها لك بجميع لغات العالم بربك أفهم ما أقوله دعني وشأني دعني وشأني لا شان لك بي
- لي كل الشأن أعتادي على هذا ( قال بغرور وثقة استفزتها أكثر وجعلتها تقول )
- لك كل الشأن بالشركة أنا أعترف بالإشراف على أملاك جدي أنا مستعدة لإمضاء ورقه لك ألان بهذا ولكن لا شأن لك بحياتي أنا كائن حي أترى أنا أتنفس من لحم ودم ولست من ممتلكات أحد
- لا آبه أن كنت من لحم ودم أو من حجر كل ما يهمني هو أني وعدت جدك أني سأرعاك وهذا ما سأفعله وسأحرص عليه
- أنا أكرهك
هتفت بيأس أنه لا يستوعب أي شيء تقوله له فتحرك ليفتح الباب المجاور لها ثم نظر إليها قائلا
- وهل طلبت منك العكس
- أنت أحقـ
- سأوصلك ألان إلى منزلك وأقفل عليك وأجعلك حبيسة ( قاطعها متمتاً أمام وجهها وأستمر بجدية ) أجرؤ برأيك على فعل هذا أم لا ( وأما صمتها وحملقتها به دون أن ترمش حتى أستمر بصوت خافت حقود ) أرجوك أجيبيني تحديني أنا جداً أرغب بان تدفعيني كي أفعلها هيا قولي شيئا يستفزني ولا تحملقي بي كالبلهاء هكذا
- أنا حقا أكرهك
همست بصوت مرتجف وهي تنظر إليه بعدم تصديق فحرك كتفيه بخفة وعينيه تلمعان ثم ابتعد عن الباب الذي فتحه مشيراً برأسه لها إلى الداخل وهو يقول
- وكأني أهتم .. تفضلي آنستي العزيزة
نَظرت إلى الباب ومن ثم إليه قائلة بصوت ثابت خالي من أي تعبير
- لن أصعد معك ولن أرافقك إلى أي مكان
تجمدت نظراته عليها للحظات قبل أن يهتف بعصبيه واضحة
- ألا تملين أيسري الأمر في عروقك تعلمين جيدا أني سأوصلك في النهاية لهذا وفري مجهودك واصعدي لأنك ستفعلين هذا في النهاية .. لا أريد سماع كلمة منك ( أضاف بحدة عندما همت لتجيبه وأقترب منها قبل أن تستطيع التراجع وأمسكها بذراعها مستمرا أمام وجهها وعينيه تثبتان على عينيها ) إما أن تصعدي بإرادتك أو أجبرك على هذا الخيار لك
ولم يعطها مجالا لترد بل سحبها من ذراعها فدخلت لتجلس تبا لم لا يدعني وشأني أنا أكره هذا أنا أكره حياتي كلها أكرهها انتفضت على إغلاق بابها بقوة ولاحقته وهو يستدير ليصل مقعده بخطوات ثابتة جامدة ليجلس بجوارها وقد تصلبت ملامحه وأدار المحرك فأشاحت برأسها عنه لتحدق من خلال النافذة ثم عقدت يديها معا قرب صدرها المضرب وهي تشعر بالدموع تحرق عينيها لِما تبكي لِما تبا رفعت يدها وهي تبعد رأسها أكثر لتمسح دموعها فأن آخر ما تريده هو أن يراها تبكي أخذت ترمش لتمنع دموعها من النزول ولكنها لم تنجح أن الضغط الكبير الذي تشعر به يخنقها ولا تستطيع السيطرة على دموعها أوقف السيارة بشكلٍ مفاجئ جعلها تتحرك للأمام بسرعة فوضعت يديها أمامها متفادية ارتطامها وصائحة لتوقفه بهذا الشكل
- أجننت
وحدقت به بذعر ولكن عينيه لم تبتعدان عن ما أمامه وقد تصلبت ملامحه أمعنت النظر به فحرك رأسه إلى الجانب محدقا بالطريق دون أن ينظر إليها بينما جلست جيداً في مقعدها محدقة به وعندما لم يتحرك أو يقل شيئا أشاحت برأسها إلى نافذتها متمتمة ببضع كلمات غاضبه غير مفهومة وهي تمسح دموعها بيدها بقوة بقي لثواني جالسا كما هو دون حراك والسكون يعم السيارة ثم وبشكل آلي فتح باب السيارة وخرج فنظرت إليه وهو يتوجه نحو الهاتف العمومي الذي أمامها ثم تناول السماعة ووضع قطعة نقدية وأخذ يتحدث مع أحد وهو يضع يده بشعره من الأمام بضيق وقد شحب لون بشرته تماما بدا أنه ثائر من حركت يده العصبية فأشاحت نظرها عنه أنها حقا أغبى مخلوقة على وجه الأرض كيف سمحت لنفسها بالصعود معه منذ البداية كان عليها إدراك أنه لا يوثق به أبدا لو بإمكانها أن ترى جدها لو يحدثها لم فعل بها هذا لِما انزلقت دمعة أخرى وهي تصر على أسنانها بخشونة رافضة ضعفها ولم تنظر إليه عندما شعرت به يعود لسيارة ويجلس في مكانه ثم يقودها من جديد بقي صامتا لثواني ثم تحدث بضيق وتوتر وكأنه يحدث نفسه دون أن ينظر إليها
- أنت السبب شيفا أنت السبب بكل ما يحصل لي ألان تبا ( أضاف وهو يضرب المقود بيده ولكنها لم تنظر إليه ولن تفعل وقد جلست مائلة تنظر من خلال النافذة إلى الطريق فأضاف ) أجل وماذا أتوقع منك فلست سوى فتاة مدلله لعينة ( تمتم بغيظ وهو يعود بنظره إلى الطريق ثم عاد نحوها من جديد وحرك يده ممسكا بذراعها بقوة وجاذبا إياها كي تنظر إليه وهو يقول ) ماذا حدث للسـ
توقف عن المتابعة وعينيه تثبتان على وجهها فنقل عينيه بعينيها الدامعتان فأزاحت يده عنها وعادت لجلستها وهي تتمتم بصوت مخنوق
- دعني وشاني
أخذت تمسح دموعها بكفيها وهي تشهق فنظر إلى الطريق وقد خف تجهمه قليلا ثم عاد بنظره نحوها للحظات ولكنه لم يتفوه بكلمة وهز رأسه وعاد ليركز على الطريق أمامه وبعد لحظات ثقيلة من الصمت تحدث بصوت هادئ ورزين كاسرا الصمت
- سأخذك إلى حفلتك أن كان هذا سيسركِ
ولكنها لم تجبه بل زادت دموعها بالانهمار عند قوله ذلك فحاولت جاهده ضبط نفسها لكنها لم تستطيع أن مشاعرها مضطربة وتشعر بعدم السيطرة على نفسها فعاد للقول عندما لم تجبه
- إنها في ستار أليس كذلك ( قطع حديثه وعينيه تراقبان اليافطات على الطريق أمامه ثم أمعن النظر بمرآته قبل أن يتابع سيره متسائلاً ) أنها هناك
ولكنها لم تجبه بقيت كما هي فلمحها بنظرة سريعة وعاد ليركز على القيادة إنها لا ترى شيئا فالدموع جعلت نظرها مشوشا كما تفكيرها ألان بدأت السيارة تخفف سرعتها ثم توقفت تماما نظرت إلى ألافتة المشيرة إلى فندق ستار دون أن تغير جلستها ودون أن تتحرك فأخذ نفسا عميقا ونظر إليها متأملا قبل أن يقول
- ها قد وصلنا .. أن رفاقك بانتظارك ألان
وعندما لم تجبه حرك يده ليلمس كتفها إلا أنها هتفت بسرعة ما أن شعرت بيده وهي تنظر إليه
- أبعد يدك عني
رفع يده وهو ينظر إلى عينيها المحمرتان وقد رقت ملامحه فأشاحت برأسها عنه بضيق لم ينظر إليها هكذا
- ألا ترغبين بالنزول
- لا تدعي ألاهتمام وأنت لست كذلك
- ولكني قمت بإحضارك إلى هنا ألم أفعل ( أجابها بهدوء فنظرت إليه مستنكرة وقائلة )
- أحضرتني أجل فعلت ولكن للأسف فأنا لم أعد بمزاج يسمح لي بحضور سهرة والشكر يعود لك بهذا الأمر فأنت تسعى دائما ( وبدء صوتها يخونها وهي تستمر ) لتفسد علي وأنا أعترف لك أنك نجحت
وابتلعت ريقها بصعوبة وحدقت أمامها وقد علقت الكلمات في حلقها فأخذت نفسا متقطعا مما جعل صدرها يرتجف وأخذت ترمش محاولة منع دموعها وقد حلت لحظت صمت قبل أن يتحدث من جديد قائلا
- لستُ .. ماهرا بهذه الأمور ولكن بصدق لا أحب رؤيتك تبكين
- يا لك من عطوف
- أنا جاد لا أتحمل رؤيتك تبكين
- لست أبكي ( أصرت وهي تمسح دموعها وتحدق به بغضب فرفع حاجبيه مداعبا وقائلا )
- لابد وانها الأمطار قد بللت وجهك أذا
- أغرب عن وجهي
تمتمت بغيظ وهي تشيح وجهها لسخريته فوضع يده على ظهر مقعدها متسائلا
- أذا ماذا قررتي .. هل ستلحقين برفاقك
- وأنا بهذا الشكل أنظر إلي لقد أصبحت في فوضى بسببك عيني محمرتان ومتورمتين كما أن حالتي النفسية سيئة كل هذا
- بسببي ( قاطعها مستمرا وأضاف ) لابد وأنك تحملين أدوات لزينة وهاكِ منديلي تستطيعين إصلاح هيئتك رغم أني لا أرى أنك بحاجة فما زلت جميلة
- حقا وماذا عن حالتي النفسية كيف سأعالج هذا
قالت بجدية وهي تحدق به وتعقد يديها فحرك عينيه بوجهها قبل أن يقول
- أنتِ ماهرة بتعقيد الأمور ماهرة جدا فأنا لم أكن لأصدق أن أحاول إقناعك بالدخول لرفاقك وأنت ترفضين بربك لِما دائما تعانديني أيروق لك الأمر أنا على ثقة ألان أن قلت لك لا تدخلي فستهرعين لداخل ألن تفعلي هذا لمجرد معاندتي ( جلس جيدا في مقعده وحرك يده نحو مفاتيح سيارته قائلا بجدية ) أقول هذا للمرة الأخيرة أن رغبت بالنزول فافعلي
بقي وجهها جامدا دون حراك وهي تحدق أمامها أين تذهب وهي لا تريد ألان سوى العودة إلى المنزل وإغلاق غرفتها عليها وأن قال أنه سيدعها وشأنها فلن تصدق أغمضت عينيها بهدوء فقام بتشغيل المحرك وحرك السيارة قائلا باقتضاب
- لقد أرحت ضميري
- لا ضمير لك ( همست بصوت خافت بالكاد سمعته )
- من حسن حظك أن لي ضمير
تجاهلت قوله وأرخت رأسها على المقعد محدقة بالطريق شاردة فيا لها من أمسية رهيبة
- لما تسرع ( تساءلت وهي تشعر بازدياد سرعة السيارة التي تتزايد دون توقف ولكنه لم يجبها فحركت رأسها نحوه متذمرة ) أريد العودة إلى المنزل ولا أريد الموت فمازلت صغيرة علـ ( توقفت عن المتابعة وهي تلاحظ تركيزه الشديد على المرآة والطريق فتمعنت النظر به قليلا وهمت بسؤاله عندما لف مقود السيارة بحركة سريعة ليدخل إلى طريق فرعية فصاحت وهي تميل نحوه رغم محاولتها ان لا تفعل لترتطم بذراعه فصاحت بذعر ) ماذا تفعل أتحاول قتلنا
- اجلسي هادئة
قال باقتضاب وقد اشتدت ملامحه ومازال كل تركيزه منصب على الطريق فعادت إلى مقعدها وهي تحدق به بذهول ثم حركت عينيها نحو المرآة الجانبية وعند رؤيتها لأضواء سيارة خلفهم تحاول السير بسرعة لتلحقهم هتفت وهي تنظر إليه
- أهناك من يتبعنا
- ضعي حزام الأمان
قال وهو يضع حزامه بيداً واحدة ففعلت ما طلبه بسرعة وهي تبتلع ريقها وتقول
- نحنُ ملاحقون لما نحن ملاحقان ( وأما صمته والالتفاف بالسيارة بشكلٍ متهور من جديد جعلها تهتف ) يا السماء كان يجب أن أعرف أنك متورط بشيء ما لما يتبعوك هل سرقت مالهم أم قمت بالاحتيال عليهم
وحركت رأسها تنظر إلى السيارة الأخرى التي قامت بنفس الالتفاف لتتبعهم فحرك فكه بعصبية وهو يقول
- تمسكي جيدا
نظرت إليه وقلبها يخفق لم تكن من قبل بمطاردة حقيقية أنها لا تشاهد هذا بالتلفاز أنها بِسيارة مطاردة أمسكت المقعد بيديها من كلا الجانبين مثبته نفسها بينما زاد اليكسيس من سرعته وقد ركز نظره على ما يجري حوله دون أن يرمش
- أنا المخطئة ما كان يجب أن آتي معك أنا حمقاء جدا ما الذي دهاني كي أقبل أن أرافقك يا ألاهي ما الذي فعلته بحياتي حتى
- اصمتي ( قاطعها بعصبية فنظرت إليه مستنكرة وهي تقول بتوتر )
- أنا لا أتحدث معك
- أذا لا تتحدثي بصوت مرتفع ( أجابها بحدة وهو يدخل طريقا ضيقة مما جعلها تهتف )
- أين تعتقد نفسك ذاهبا لن نخرج من هنا أبدا لابد وإنها طريق مغلقة .. اليكسيس إنها ضيقة جدا ( هتفت بقلق وهي ترى السيارة تسير بسرعة وقد التصقت بجانب الحائطين ولكنها لم تحتك بهما فاستمرت ) ستقتلنا خفف من سرعتك أن كنت ملاحق فلا ذنب لي أنزلني بربك أيها المجنون
صاحت وهو يخرج من الطريق الضيقة بتهور إلى طريق أوسع قليلا ويلتف إلى طريقا أخرى صغيرة ومليئة بالمياه بالاتجاه المعاكس فتمتم ببعض الارتياح
- لم يلاحظوا دخولنا إلى هنا ( وزاد من سرعت سيارته ليتحرك ويخرج من هذه الطريق بسرعة فأخذت تراقب الطريق أمامها بكل حواسها ثم نظرت إلى الخلف فتساءل ) أهناك أحد
- لا لا ( أجابته بتوتر ونظرت إليه وعينيها مفتوحتان ) لم يتبعونك أتعرف من هم
- لا
- لا .. وتعتقدني سأصدقك ( قالت وهي تبعد شعرها إلى الخلف بعصبية مستمرة ) لابد وأنك فعلت شيئا لهم
أوقف السيارة على آخر الطريق ونظر بحذر إلى مفترق الطرق وعاد ليسير وهو يقول بجدية وصوت عميق
- أن كنت أتمنى شيئا فهو أن أعرف من هم
- أجل أجل لابد وأن الأمر كذلك ( أجابته بعدم تصديق ولكن قلبها مازال يرتجف بداخلها فنظر إليها وعاد نحو الطريق فأخذت تراقب المرآة لتتأكد أن السيارة الحمراء لا تسير خلفهم قبل أن تعود لتتساءل ) أنت متأكد أننا أضعناهم
نظر إلى المرآة عند قولها فنظرت إليه لعدم أجابته لتلاحظ قطرات العرق التي تنسل من جانب وجهه وتصلب ملامحه فهمست
- لابد وأنك في ورطة كبيرة ( نظر إليها مستغربا قولها وقائلا )
- ماذا
- لابد وأنك أوقعت نفسك بورطة كبيرة
تنهد بعصبية وعقص باطن شفته قائلا وتركيزه منصب على الطريق أمامه
- لأكون صادقا معك أجل لقد فعلت
- حسنا لا أستبعد هذا ما الأمر هل احتلت عليهم
- أصمتي شيفا أن أفضل ما يمكنك عمله ألان هو عدم أسماعي صوتك وأن أحتاج الأمر إلى الرجاء فأنا أرجوك وأن أردتي أن أتوسل إليك فسأفعل ولكن لا تتحدثي امنحيني بعض السكينة
نظرت إليه غير مصدقة قوله
- وأنا التي عرضت حياتي للخطر معك تقول هذا حسنا كما تريد يا سيد سلفاد ولكن
- بربك أصمتي
قال بحدة مما جعلها تلمحه بنظرة عدم رضا وقد ضمت شفتيها ثم رفعت رأسها بكبرياء وأشاحت عنه فليذهب إلى الجحيم ولكن داخلها ثورة فعادت نحوه قائلة
- عليك أن تحرص على إيصالي سالمة إلى المنزل وتأكد أنني لن أصعد معك مرة أخرى
- رحماك يا الله ( قال وهو يرفع عينيه إلى السماء مستمرا ) أصمتي
تحركت شفتيها بعصبية فضمتهما وأشاحت برأسها من جديد بقيت عينيه تتنقلان من الطريق أمامه إلى المرآة وعندما دخل طريقا فرعية جديدة وقد اصطفت المنازل على كلا الجانبين حتى تساءلت وعينيها تتأملان ما حولها
- إننا نبتعد عن طريقنا ( ونظرت إلى الخلف مستمرة ) أمازلنا ملاحقين
- لا ولكن يجب أن أتأكد
وأنعطف من جديد ليدخل طريقا أخرى ثم يتحرك نحو ممر يؤدي إلى مراب أحد المنازل الذي ترك مفتوحا ففتحت فمها بدهشة وقد أصبحوا داخل المرأب المعتم فهمست بصوت خافت
- ماذا تفعل أن رآنا أحد سكان هذا المنزل لن يكون الأمر جيدا وأنا لا أحب أن أطرد لهذا لا أتعدى على أملاك الغير
فك حزامه قائلا وهو يفتح بابه
- أنه منزل أحد الأصدقاء ( وترجل من السيارة متوجها نحو الزر الموضوع على الحائط وما أن ضغط عليه حتى بدء باب المرأب يغلق فنظرت إليه وهو يقترب ليفتح بابها قائلا ) هيا بنا
- آخر ما أريده هو القيام بزيارات لأصدقائك يا السماء هذا ما كان ينقصني الليلة أستمع لي جيدا
- استمعي لي أنت علينا أعلامهم أننا هنا فلن يكون الوضع لائقا أن ضبطنا
حركت عينيها عنه نحو الباب الذي يؤدي إلى داخل المنزل وعادت بنظرها إليه بتردد قائلة
- لما لا تعلمهم بينما أنتظر أنا هنا
- أنهم بشر صدقيني ولا يلتهمون ضيوفهم ( حلت حزامها بعدم رضا قائلة بتذمر )
- لا أعلم ما الورطة التي أوقعتنا بها أنا حقا لا أعلم ماذا فعلت بحياتي حتى أستحق ما يجري لي
- أنا من يجب أن يقول هذا ( تمتم وهو يغلق الباب خلفها فنظرت إليه ويديها تتلمسان ثوبها قائلة )
- وكأني من أوقعك بهذه الورطة في المرة القادمة عندما تريد أن تقوم بعمل ما أعلم مع من تتعامل
- أشعر ببعض ألاهتمام من قبلك
- أنا أهتم بحياتي صدقني
أجابته وهي تسير وقد حرك يده لها لتسير أمامه طرق على الباب ولم تمضي دقائق حتى فتح فخفضت نظرها إلى الأسفل محدقة بالطفلة الشقراء ذات الشعر الملفوف والعينين الزرقاوتين التين تحدقان بهما من أسفل
- عمتِ مساءً هل والدك هنا
بادرها اليكسيس بابتسامة فهزت رأسها له بالإيجاب وقد أخفت نفسها بخجل خلف الباب وهي تسترق النظر إليهما
- من جيني
رفعت شيفا نظرها ببطء عن الفتاة وقد شد انتباهها هذا الصوت المألوف ليقع نظرها على سِد الذي وقف جامدا وهو يحمل طفلاً لا يتجاوز العام بيده بقيت عينيها ثابتتان عليه لثواني ثم حركت رأسها بصعوبة عن سِد الذي لا يقل عنها مفاجئة نحو اليكسيس الواقف خلفها وقد جحظت عينيها فابتسم قبل أن يتحدث قائلاً لسِد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق