انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 يوليو 2011

أبحث عنكِ 8

ابتلعت ريقها وتوجهت نحو مكتبه مجبرة لمحها بنظرة دون اكتراث عند دخولها وعاد لأوراقه فاقتربت من المكتب قائلة
- أعلمتني بتي أنك تريديني
عاد ليلمحها بنظرة أخرى ولكن هذه المرة بنظرة متأملة وهو يقول
- لما تأخرتي .. صدقاً لا أريد مبررات
- كنت متوعكة صباحاً .. حاولت الوصول بالوقت المناسب ولكن الحافلة فآتتني
بقي صامتاً لثواني وهو لا يبعد عينيه عن وجهها وأخيراً قال
- هل أنتِ بخير الان
- أجل افضل حالاً ( فعاد لأوراقه مضيفاً )
- حسناً ولكن أرجو أن لا يتكرر الأمر مرة أخرى تستطيعين الذهاب
استدارت مغادرة ليس هذا ما توقعته ولكنه هكذا في الآونة الأخيرة يعاملها بهذا الشكل حتى أنه لا يتلفظ باسمها ما أن فتحت الباب لتهم بالخروج حتى لمحت سيسيل تقترب فقالت
- الآنسة سيسيل بورن وصلت أدخلها
- اجل.. ولا تحولي لي أي مكالمة لا تخص العمل
- تفضلي
أدخلتها وخرجت لتجلس خلف مكتبها مفكرة بسيسيل فهي ابنة مليونير جميلة وتناسبه يا الهي وما يهمني بهذا ، تناهى لها صوت مألوف من مكتب بتي لتطل هيلينا بابتسامة هادئة وتقترب منها محي إياها ثم أشارت نحو مكتب ادمونت متسائلة
- بمفرده
- لديه الآنسة سيسيل
- لستُ على عجلة ( قالت وجلست أمامها مستمرة ) كيف العمل
- جيد أتشربين شيء
- قهوة مناسب ( طلبت كوبان من القهوة فقالت هيلينا من جديد )
- العمل كثير على ما يبدو فادمونت يجهد نفسه وهو لم يتعافى جيداً بعد ( اكتفت بالإصغاء لها فاستمرت ) مؤخراً لا يبدو على مايرام أتعتقدين أن ما جاء بالصحف صباح اليوم هو ما كان يشغل باله .. لا ليس ادمونت من يقوم بهذا ( أضافت هيلينا جملتها الأخيرة مستنكرة فنظرت ليُنارس نحو الصحيفة وأرادت أن ترى ما تتحدث عنه والدته ولكنها منعت نفسها وهيلينا تتساءل من جديد ) الا تعلمين ما به حاولت محادثته ولكنه يقول أنه بخير ولا يعاني من شيء ولكني أعرف ابني جيداً أن أمراً ما يدور بعقله .. أتظنين أن حادث السير مازال مؤثراً عليه
- لا اعلم ( تمتمت وهي تشعر بالضيق ينسل اليها ومضيفة ) انه يسير بصورة جيدة وجرح جبينه لم يعد له وجود
- لا أقصد جسدي بل نفسي
- لا أعلم سيدتي ( تنهدت هيلينا بحيرة انها قلقة عليه وهو يرفض اعلامها ما به فأضافت ليُنارس ) أنا واثقة انه بخير ولا يعاني من شيء
حركت هيلينا عينيها من جديد نحوها متأملة اياها بتفكير فرفعت يدها بتوتر تبعد شعرها الى خلف اذنها قبل أن تفتح الدرج الأول لمكتبها مدعية أنها تبحث به فنظرات هيلينا لها لا تبعث على الراحة فتح باب مكتبه ليخلصها من هذا الموقف الغريب لتطل منه سيسيل التي اقتربت من هيلينا فور رؤيتها لتحيها وقد اطل ادمونت خلفها وهو يرتدي سترته مما جعل والدته تقول
- أن كنتما مغادران خذاني معكم أن لم تمانعا
- لم اعلم انك هنا ( قال وهو ينقل نظره منها الى ليُنارس ويعود اليها مضيفا ) بالتأكيد لا نمانع
ما أن غادروا حتى أسرعت الى الصحيفة وأخذت تقلب صفحاتها بسرعة الى أن وصلت الى أخبار المجتمع أخذت باهتمام تقرأ آخر ما كتبه أدم لتضيق عينيها للعنوان الغريب فأخذت تقرأ بفضول ( السيد الثري وقصته مع ليزا  لقد حضرت الي شخصياً تشتكي لي ما حل بها من صاحب الشركات العقارية الذي خدعها وجعلها تصدق أنها ستصبح في يوم من الأيام زوجته ولكنه تنصل من وعوده بسرعة بعد أن وجد غيرها أعلمته بأنها ستنجب طفلاً فرفض الاعتراف به وها نحن بعد أن ولد الطفل وقد جاء الى هذه الدنيا ليعيش بتعاسة لرفض والده لهُ الام تطالب بحق الأبوة لطفلها ونحن نطالب ذلك الثري بأن يتوقف عن الهروب والتنقل من ابنة المليونير الى نجمة السينما والى التفكير مع من سيمضي الليلة وندعوه الى التفكير بابنه وبتلك المرأة التي تنتظره تابعوا معنا العدد القادم .. أدمز كروم
عقصت شفتها السفلى بدهشة هو لم يذكر أسم ادمونت ولكنه لمح له بالفتى الثري وتنقله من ابنة المليونير الى نجمت السينما لا أصدق  ولم لا ما الذي سيمنعه من التورط مع إحداهن قد يكون هذا سبب ما تتحدث عنه والدته , سرعان ما عاد ادمونت ليدخل مكتبه من جديد ويغرق في أوراقه فقامت بادخال مجموعة تحتاج الى توقيعه وقع عليها وأعادها لها دون أن يحدثها أو حتى ينظر اليها لتغادرها وتجلس شاردة تفكر وعينيها معلقتين بباب مكتبه قبل أن تنظر إلى ساعتها لتتناول حقيبتها وتبتعد عن مكتبها وهي تضع يدها على معدتها التي آلمتها بشدة لتتنفس بعمق وتتحرك لتسير نحو الباب لتغادر ولكنها لم تفتحه بل أسندت يدها عليه وهي تشعر بدوار
- ما بك
تناهى لها صوت ادمونت وهو يخرج من مكتبه وسار نحوها بينما حاولت جاهدة أن تبدوا على مايرام قائلة
- لا شيء أنا بخير
ولكن وجهها الشاحب فضح أمرها فامسكها من كتفيها بإصرار وهو يلاحقها بنظره متسائلاً
- مازلتِ متوعكة ما كان عليك الحضور
- لا باس انه مجرد دوار سيزول الان
- هل تناولت افطارك
- افطاري ( تمتمت وهي تحاول أن تذكر ان فعلت ثم نقلت نظرها بعينيه قائلة ) لا لم افعل سأتناول طعامي الان وسأتحسن شكراً لاهتمامك
قالت جملتها الأخيرة ليتركها ولكنه لم يفعل بل تمعن النظر بها قبل أن يهمس بدهشة
- هل أنتِ مفلسة ( توسعت شفتيها عن ابتسامة جذابة رغم المها وقالت )
- لا وحتى لو كنتُ فلن أموت من الجوع
- أتكلم بجدية
- فقدت شهيتي ليس الا ( قالت وقد شعرت براحة غريبة تجتاح صدرها مستمرة ) وأكثرت من شرب القهوة
بقي يتمعن النظر فيها فغاصة رغماً عنها في عينيه وعادت تلك المشاعر التي تخيفها فهمست محاولة الخروج مما هي به
- سأذهب لتناول الطـ
- تعالي معي ( قاطعها طالباً منها برقة فأغمضت عينيها ببطء لتهم بالتحدث الا انه تحرك ليدس يده خلف ظهرها ففتحت عينيها بسرعة وهو يستمر ) ستأتين معي
- لا استطيع فالموظفين يعتقدونني واشية دون أن أتواجد برفقتك
اعترضت بسرعة لطلبه فبدت عليه الحيرة وهو يقول
- أنا ادعوك للغذاء بمكتبي فلن اخاطر بالسماح لك بالنزول وأنتِ على وشك الإغماء وما قصة الواشية
- لا داعي لهذا سانـ
- هلا توقفتي عن الاعتراض على كل ما أقوله وهيا ( سارت معه وهي لا تشعر بتحسن كان غباء منها أن تشرب كل تلك الأكواب من القهوة على معدة خالية أوصلها إلى المقعد الجلدي المزدوج في مكتبه قائلاً ) أجلسي هنا بينما أحضر الطعام
فعلت ما طلبه منها وأرخت رأسها إلى الخلف مسترخية ومغمضة العينين رنين الهاتف أخرجها من استرخائها فنهضت لترفع السماعة
- دوماك للعقارات
- مرحباً ادمونت موجود
- لا
- آه أخرج منذُ مدة فأنا بانتظاره وهو لم يصل بعد
حركت عينيها بسرعة مفكرة ثم اجابتها وقد ميزت صوت المتحدثة منذُ البداية
- آنسة كلير لا أعلم ولكن أن عاد سأعطيه خبراً باتصالك
- أرجوك أفعلي
عادت للجلوس في مكانها أهو على موعد لابد وأنه نسي الأمر والا لما كان دعاها
اطل وهو يحمل كيسا بيده قدمه لها قائلاُ
- وجبات سريعة
- تفي بالغرض ( أخذت تخرج محتويات الكيس على الطاولة بينما أحضر لنفسه مقعداً وجلس أمامها فقالت ) اتصلت الآنسة كلير وهي تسأل عنك .. اعتقد أنها بانتظارك
هز ادمونت رأسه بلامبالاة قائلاً
- دعكِ منها
- ولكنها بانتظارك ( لم يبدوا مكترثاً مما جعلها تقول ) لو عاملني أحدهم بهذا الشكل لما كلمته مرة أخرى طوال حياتي ( داعبت شفتيه ابتسامة وهو يساعدها بفتح غطاء احدى العلب دون اجابتها فهزت رأسها بيأس وقالت وهي تهم لتناول الطعام ) رائحته ذكية أنا أتضور جوعاً حقاً
- أذاً هيا فأنا أيضاً لم أتناول وجبة حقيقية منذُ مدة ( أخذت تتناول طعامها وكذلك فعل قبل أن يتساءل ) ما قصة الواشية هذهِ
- يعتقد دنيس أني من أعلمتك بأنه يغادر خلسة قبل موعده وأشاع امام الموظفين أني اعلمك بكل ما أراه
- ولم يعتقد ذلك
- رأيته يغادر خلسة اكثر من مرة ولم يكن يعلم أين اعمل
أبقى نظره ثابتاً للحظة على طبقة قبل أن يرفعه نحوها قائلاً
- لم تكن لديك النية بإعلامي ( ابتلعت ما في فمها بروية قبل أن تقول بصدق وحرج )
- لا ( وعادت بنظرها نحو طبقها متهربة منه ومستمرة ) على الأقل علمت أني قد أخطئت باتهامك انك لا تعلم ما يجري بشركتك ( ونظرت اليه بابتسامة مصطنعة مضيفة ) تبين انك تعلم
لمحة الغيظ بنظراته فأسرعت نحو طبقها لتتابع تناول طعامها بصمت طال لتتنفس الصعداء عندما تحدث من جديد قائلاً
- ما تأخذينه من العمل بالمكتبة كافي
- تحاول أن اجعله كذلك فأنا أجيد ضبط حساباتي
- تحاولين اقناعي انك تجدين ضبط الحسابات أكثر من أخيك ( توقفت عن مضغ الطعام ببطء وهي تشعر أنها ستختنق من قال أن تناول الطعام برفقته فكرة جيدة من قال انه يستطيع أن ينسى أنها شقيقة روجيه الذي اختلس من شركته ولو لبضع دقائق وقبل أن تستطيع قول شيء أضاف وهو ينظر اليها متأملاً ومفكراً ) ماذا أرادت والدتي منكِ ما الذي قالته حتى جعلت وجنتيكِ تحمران بهذا الشكل ( أخذت تسعل وهي تحاول الا تختنق عند سماعها لقوله فناولها كوب ماء وهو يجلس بجوارها ابتلعت لقمتها بصعوبة وشربت من الماء من جديد وهي تأخذ نفساً عميقاً مما جعله يضيف ) لابد وأنه شيء محرج
- لما تقول ذلك كدت تقتلني
- لا تضعي الوم على وكأني السبب بما يصيبك
- ولكنها الحقيقة
- الحقيقة اذاً .. أنا السبب بما يصيبك
- أجل
- لا اعتقد
اجابها وهو يسترخي بجوارها فحدقت به بعدم رضا وحاولت التحرك لتنظيف الطاولة مما عليها فمنعها قائلاً وهو يرفع قدميه ويضعهما على طرف الطاولة
- أن أنتهيتِ أتركي كل شيء مكانه سينظفه جويل .. والان اعلميني ما هي أخبار شقيقك ( أسندت ظهرها على ظهر المقعد وحركت رأسها نحوه فتأمل عينيها المغتاظتان منه قبل أن يبتسم بمرح وقد شعر باسترخاء لم يشعر به منذُ أيام ليقول ) سيحتاج لسنتين ليعيد لي باقي المال اليس كذلك
- أفضل أن أقفز من هذا الطابق على أن أعمل لديك لسنتين أخريات
- آه .. أأنا سيء لهذه الدرجة
- لا تسأل ارجوك
- أنتِ مشاكسة ( أكتفت برفع كتفيها له فوضع يده على ظهر المقعد لتصل الى شعرها بينما تابعتهُ عينيها بحذر وقد حذرت نفسها من الجلوس بقربه ) لا تقلقي ( همس لها فنقلت نظرها اليه لتجده يحدق بها فتساءل من جديد وهو يحرك خصلة من شعرها ويلفها حول أصبعه ) لما لا تخبريني بما يجول بعقلك الان
- لن يعجبك ما أفكر به
- أخبريني وسترين
همس برقة فأشاحت برأسها عنه وحركت يدها لتجمع شعرها بعيداً عن يده وهي تقول
- أنت مخادع ( راقبها ويده تعود لتسترخي على ظهر المقعد وهو يقول )
- انها احدى صفاتي .. بالإضافة الى الكم الهائل من الألقاب التي يخترعها أدمز خصيصاً لي
نظرت اليه قائلة وقد ذكرها بقوله
- قرأت ما كتبه عنك مؤخراً .. عنك وعن ..
- اليز وطفلي .. لا تقولي لي انك صدقتي ذلك
- ولما لا قد .. يكون ابنك
- بل من المستحيل أن يكون
- ولم لا أن كنتَ تعرف الوالدة
- لم يذكر أسمي أنا بالمقال اكتفى بالألقاب التي يطلقها علي بالعادة وذلك خوفاً من أن يتعرض للقضاء فيدافع عن نفسه بقول أنه لم يقصدني أنا .. طبعاً أنتِ لستِ بحاجة لأقول لك هذا بالإضافة أنه لم يذكر سوى أسمها الأول وهو اليز ولم تتضمن قائمتي هذا الاسم من قبل .. القصة وهمية ومن اختلاقه.. ما رأيك بهذا التحليل نجحت بإقناعك
- لا داعي لإقناعي فانا
- تثقين بي
- حسناً لم أكن أريد قول هذا
- طبعاً نسيت وما شأنك
هزت رأسها بالإيجاب لقوله وهي تشعر أنه ليس جاداً بحديثه بل يلهوا فعادت تسأله بجدية
- إذا قائمتك لا تتضمن اليز
- الا في حال قامت إحداهم بخداعي ولم تعلمني باسمها الحقيقي
- يا للمسكينة التي سترتبط بك
- ولما ( قال بحيرة لقولها  )
- لأنك
وتوقفت عن المتابعة وهي تذكر جيداً ما نالها من صراحتها معه من قبل فحثها بفضول
- أستمري
- لا لن يرق لك الأمر
- أنا اصر أريد أن اعرف
- أأ .. حسناً .. بشرط
- تفضلي
- الا أتعرض لمزاجك السيئ أن لم يرق لك ما أقوله وأنا على ثقه من أنه لن يعجبك
- لكِ هذا
- حسناً وأن لا أقوم بتصوير المزيد من الملفات التي لا تحتاج الى ذلك  ( أبتسم قائلاً )
- موافق هيا أخبريني لما
- لأنك لن تكون وفياً لها ( نقل عينيه بعينيها لقولها قائلا بجدية )
- عندما أنوي الارتباط فأنا أعني هذا لا تغرك تلكَ الأقاويل التي تثار حولي كلها شائعات من لا يعرفني يصدقها بينما الذي يعرفني جيداً أعتقد أنه يستطيع أن يفرق بين الخبر الصحيح والشائعات .. ظننت أنكِ أصبحتي تعرفينني
- حسناً ولكن التي سترتبط بها ستصدق قولك هذا لعدة مرات ولكنها لن تستمر بتصديقك وبالتالي هي ستتألم وستكون في وضع لا تحسد عليه
- أنتِ مصرة اذاً
- أرأيت لقد غضبت انسى الأمر
- لا لم أغضب ( قال بابتسامة ساخرة واستمر ) أيوجد المزيد
- أنتَ تستهزئ بي
- وماذا تريدين أن أقول لكِ فأنتِ تضعين في مخيلتكِ أفكاراً عني لا تريدين نزعها ولا أعلم مصدرها ربما الصحف أو شقيقك
- أنتَ مصدرها ( حرك رأسه بيأس وأسنده على راحت يده وهو يتأملها مستمراً )
- الم تعرفيني بعد .. رغم تعمدك أن توحي لي انكِ لا مبالية ( همس بصوت مليء بالمشاعر أسرى قشعريرة في جسدها وهو يضيف ) ولكني أعلم أنكِ تهتمين لأمري
- ليس صحيحاً ( أجابته بسرعة رافضة علمه بهذا وحركت رأسها بعيداً عنه لتتجمد وهي تشعر بيده التي لامست عنقها فعادت بنظرها نحوه فهمس ) لما ترفضين الاعتراف بهذا
- لأنه ليس صحيحاً .. دعني .. أنتَ تتوهم أنا لستُ مهتمة بكَ أبداً فدعني وشأني وما أن تستلم نقودك حتى أختفي ولا ترى وجهي بعد اليوم
- ولكن ربما أرغب برؤيته .. فهو جميل .. وجذاب .. وساحر
أخذ يهمس بالكلمات بنعومة أفقدتها صوابها ويده مازالت تلامس عنقها برقة مما جعلها في عالم من الأحاسيس لا تستطيع السيطرة عليها فأغمضت عينيها في محاولة لتستعيد رشدها وقالت وهي تحاول أظهار ابتسامة قبل أن تفتح عينيها وتحدق به بجرأة
- لن تنجح معي .. لستُ من طرازك ابحث عن واحدة غيري تلهوا معها
قبل أن يجيبها فتح باب مكتبه ليحدقا معاً ببتي فأبعد ادمونت يده عنها بينما توقفة بتي في مكانها ناقلة نظرها بينهما فأشاحت ليُنارس برأسها وقد أصطبغ وجهها بالاحمرار وعقصت شفتها السفلى بانزعاج لمعاني تلك النظرات فقالت بتي بارتباك
- لم .. لم أعلم أنكما هنا أعتذر على المقاطعة
رفعت عينيها نحو السماء فهي تعلم أن بتي تتعمد قول ذلك بينما سارت بتي نحو ادمونت وناولته ورقة قائلة
- وصلت هذه بالفاكس وقد أردت وضعها على مكتبك
واستدارت لتغادر وهي تنظر الى ليُنارس بخبث تابعتها بانزعاج الى أن غادرت فقال وهو منشغل بقراءة الفاكس
- لا تعيرها اهتماما
- الان تأكدت من كل ما كانت تقوله ( ونظرت اليه بغضب مضيفة ) أنتَ السبب بهذا ماذا ستقول الان
لمحها بنظرة قبل أن يعود الى الفاكس وهو يقول
- بربكِ لا تغضبي
أخرجت تنهيدة من صدرها بعصبية وضيق وتحركت لتقف الا أن يده أمسكت ذراعها مانعاً اياها من الحراك وهو يقول
- لم تنتهي الاستراحة بعد
- ولكن بتي عادت ويجب أن أذهب الى مكتبي
- ليست مشكلتي أن عادت بتي باكراً لقد دعوتك للغذاء ومن الائق أن تبقي برفقتي حتى انتهاء الوقت
- لستَ جاداً
- بلا أنا جاد جداً .. لم أتخلف عن موعدي مع كلير حتى تتركيني الان
- لا أذكر أني طلبت منكَ ذلك
وضع الفاكس بقوة على الطاولة أمامه ونظر اليها وهو ينحني نحوها قائلاً بنفاذ صبر لمجادلتها المستمرة له
- ستبقين هنا حتى انتهاء الوقت دون مجادلة أنا أمركِ بهذا
- لا تستطيع أمري ( أجابته هامسة )
- بل أستطيع أنا مديرك
- لو علمتُ أنكَ ستتصرف كمديري الفظ لما تناولت الغذاء معك
- فظ انا فظ
- قلت مديري وليس أنت ( رفع عينيه الى السماء متمتماً )
- تولدون بلسان معسول أم أن هذا يحدث أثناء دراسة الحقوق
- أنا اجلس معك كصديق ولا اعاملك كمديري أن لاحظت ذلك
جالت عينيه بوجهها قبل أن يجيبها وقد فاجئه قولها
- لن أستطيع مجاراتك ( ضمت شفتيها محاولة اخفاء الابتسامة التي ظهرت عليها فرقت ملامح وجهه وهو يتأملها ثم يعود ليسند رأسه بيده وهو قريب منها قائلاً ) أن أزعجتك بتي أخبريني
- لا أريد أن اسبب لها اية مشكلة انها تعتقد أني سأحل مكانها هنا لهذا السبب لا أروق لها لو كنتُ مكانها لفعلت المثل
- أكُنتِ ستخبرين والدي بامور لم تحصل
- لا لا أعتقد
- ولكنها فعلت
- أتعلم أستغرب أمر والدك فلم يتحدث معي أثناء وجودك بالمستشفى وأنا كُنتُ أتوقع في اي لحظة أن يقوم بطردي
- ما كان ليجرؤ على ذلك ( أمعنت النظر في عينيه القريبتين منها بحيرة فأبتسم مجيباً إياها لحيرتها ) أعلمته أن قام بفصلك سأعلم أمي بشأن بتي
- آه .. هل هو .. وبتي .. أعني .. تعلم ما أعني
- لا ليس ما خطر لك أبي عاقل جداً وبتي مرتبطة برجل منذُ مدة ولكن صداقتها بوالدي تؤمن لها العمل الجيد والراتب الذي تريده والإجازات الكثيرة التي ترغب بها لهذا هي تحافظ عليها بكل السبل الممكنة وأن قمت أنا باعلام والدتي أن بتي دائمة الاتصال بأبي وسربت لها بعض الأمور ستنزعج فالمرأة بطبيعتها تغار على من تحب وبالتالي ستزعج والدي بأسئلتها الكثيرة عن بتي وأن لم تعجبها إجاباته ستطلب منه أن يقوم باستبدالها وستبقى تلح حتى ينفذ لها رغبتها ووالدي يعلم بهذا ولهذا فضل أن لا يورط نفسه
- أفعلت هذا من أجل أن ابقى في الشركة ( سألته بدهشة فأبتسم بمكر قائلاً )
- بل من اجل نقودي
- آه هذا ما عنيته
قالت بسرعة وقد شعرت بالإحراج فبقي يتأملها بصمت نظرت الى ساعتها مازال هناك ربع ساعة على انتهاء الاستراحة أخذت تفكر في شيء تقوله ليتوقف عن التحديق بها
- ماذا .. ماذا ستفعل مع أدمز
- لاشيء
- الا يزعجك الاستمرار بالكتابة عنك واختلاق الأمور حولك
- لا
- ولكنه يشوه صورتك
- ويشهرني
- آه صحيح  ( قالت باستهزاء فسألها مداعباً )
- الا ترين أني أصبحت معروفاً أكثر في الوسط النسائي
- بلى لاحظت ( قالت ساخرة واستمرت ) لا تنوي أن ترفع قضية ضده إذاً
- لم يستفزني بعد حتى أصل لتلك الدرجة
- ربما عندما يعلن وفاتك تفعل
- هل تتنمين هذا
- لا
قالت باقتضاب فالمعت عينيه بوميض جعلها تفقد صوابها انه يتلاعب بها كيف تسمح لهُ بذلك تحركت بارتباك واقفة
- انتهى الوقت سأعود الى عملي
- الن تشكريني على الأقل وتقولي لي أني لطيف لدعوتي لكِ على الغذاء
- آه حسناً معك حق أنتَ كذلك
- أنا ماذا
- كما قلت أنت
- ليُنارس
- أتعتقد أن ذلك الرنين لهاتفي
حرك فكه بغيظ بينما استدارت مغادرة غرفته .
 
وصل ضيفان له فأدخلتهما وتجاهلت نظرات بتي التي لاحقتها بوقاحة دون تعليق .
 
صدور صوت مرتفع من مكتب بتي شدها لتصغي
- ماذا تعنين أنه كان هنا لقد اتصلت به و
وقفت بسرعة وقد عرفت صوت كلير وتوجهت نحو مكتب بتي
- ماذا يحدث بتي السيد مورغان لديه ضيوف ولا يحب الضوضاء
تحركت أنظار بتي وكلير الواقفة بعصبية نحو ليُنارس قائلة
- الم تعلميني أنه غير موجود عندما رددتي على مكالمتي
- أجل حصل ولكن هلا أخفضي صوتك قليلاً
رمقتها كلير بنظرة من رأسها حتى أخمص قدميها قبل أن تقول
- يا لوقاحتك ( تجاهلت قولها قائلة )
- أن أردتِ رؤية السيد مورغان فتفضلي لأعلمه بوجودك
ولكنها تجاهلت طلبها ونظرت الى بتي قائلة
- منذُ متى يوظف ادمونت فتيات بهذا الشكل من أين يأتي بهم
لمحت بتي ليُنارس بنظرة قبل أن تجيبها
- عليك سؤاله ولكن اطمئني لن يطول الأمر انها نزوة من نزواته المعتادة
- اذاً ( قالت كلير وهي تعيد نظرها نحو ليُنارس مستمرة ) كان معك أثناء الغذاء وبكل وقاحة أجبتني أنه غير موجود
نقلت عينيها بهما قبل أن تتحرك نحو مكتبها مغلقة الباب بينهم فلن تكلف نفسها مشقة الرد عليهما تحركت نحو مكتبها لتجلس خلفه وتعود للعمل بالأوراق التي أمامها بتوتر رفعت السماعة الهاتف وقد رن ليبادرها ادمونت
- أحضري لي بعض الأوراق البيضاء فقد نفذت من عندي
أدخلت له مجموعة أرواق بينما جلس ضيفاه يتأملون المجسم الموجود على الطاولة باهتمام فهمست وهي تناوله الأوراق
- كلير في الخارج
- جاءت بأسرع مما توقعت .. دعيها تنتظر
خرجت ومازالت كلماته تطن في اذنها جاءت بأسرع مما توقع تعمد اذاً عدم الذهاب لموعده معها .. ماذا يحاول أن يفعل .. انه يلهو بي .. بتي على حق لن أكون أكثر من نزوة وأنا لا أريد أن أكون نزوة لأحد أخرجها من أفكارها دخول كلير لمكتبها فأشارت نحو المقعد
- تفضلي بالجلوس سيراك بعد خروج ضيوفه .. ولا تحاولي الدخِول عنوة ( أضافت بحدة وهي تقف وقد لاحظت أن كلير تجاهلت قولها فحدقت بها كلير بكره واضح فاستمرت ) لا تدفعيني لتصرف معكِ بأسلوب غير لائق ولا تعتقدي أني سأسمح لك بدفعي مرة أخرى كما فعلت من قبل فتفضلي وأجلسي أن أردتِ رؤيته
- انكِ لحقاً وقحة وسأحرص على أخبار ادمونت بهذا وسأجعله يحضر غيرك فأنت بالتأكيد لا تصلحي للجلوس هنا
- أرجوا أن تنجحي بإقناعه وأتمنى لكِ التوفيق بالأمر والان تفضلي
جلست بغضب ووضعت قدماً فوق الأخرى بعجرفة وهي تحدق بليُنارس بوقاحة وسرعان ما أشاحت بوجهها عنها فعادت ليُنارس لتكمل عملها محاولة التركيز فأخرجت كلير علبة سجائرها وأشعلت لنفسها واحدة وأخذت تنفث الدخان قبل أن تتساءل من جديد
- اهو الذي طلب منكِ إنكار وجوده ( تأملتها قليلاً قبل أن تعود الى أوراقها مجيبة اياها )
- لم يكن موجوداً عندما اتصلتي
- بتي تقول العكس
- ليست اول مرة تقول بتي فيها ما تريده ( عادت كلير لتنفث الدخان بتوتر وهي تقول )
- ما جاء بصحيفة الصباح صحيح
- عليك سؤاله ( وقفت واقتربت من مكتبها قائلة )
- ولكن السكرتيرة تعلم أمور كثيرة عن مديرها وبالتأكيد تعلمين أن كان الخبر صحيحاً أم لا
- السيد مروغان لا يخبرني بأسراره ( تأملتها كلير قليلاً ثم انحنت نحوها قائلة )
- أتعلمين شيئاً أنا لا أحبك
نقلت ليُنارس نظرها دون أن تجيب من كلير الى غاستون الذي دخل لتو قائلاً
- يا لسعادتي أتصدقون كم أنا محظوظ كلير كيف حالك ( حيته كلير بمودة فنظر الى ليُنارس مستمراً ) كيف أنت
- جيدة السيد مورغان لديه ضيوف وأن رغبت برؤيته عليك الانتظار الى حينها ماذا تشربون
- قهوة .. ولتكن دون سكر
أجابتها كلير وهي تمسك يد غاستون ويتوجهون نحو المقاعد ليجلسان ويتهامسان ولم تكن دقائق حتى أطلت ايفا فأخذت تنقل نظرها بينهم فعلا ما يبدو أن غاستون وكلير يشكلان فريقاً وايفا فريق لا أعلم كيف يستطيع مصادقتهم فكرت وهي تعود الى أوراقها .
 
 أطل ادمونت بعد مدة برفقة ضيفاه ليتوقف في مكانه متأملاً الثلاثة وما أن غادر ضيفاه مكتب ليُنارس حتى عقد يديه وأسند ظهره على باب غرفته متسائلاً وهو ينقل نظره بين الثلاثة
- ماذا هناك ( تحرك غاستون نحوه قائلاً )
- جئنا للاطمئنان عليك .. أنت بخير
- ولمَا لا أكون ( فقالت إيفا بسرعة وهي تتحرك نحوهما )
- جئت لأعلامك أن اليز سترفع قضية ضدك غداً
- من أخبركِ ذلك
- أدمز .. اتصلت به لأعلم صحة الأمر فأعلمني هذا
- آه وأنتِ كلير
- أنا لدي الكثير ( ووقفت مستمرة ) لقد اتصلت بكَ قبل قليل هل أعلمتك سكرتيرتك بهذا
- اجل فعلت
أجابها ادمونت بعد أن نقل نظره نحو ليُنارس المنشغلة بما أمامها متجاهلة وجودهم
- أرى أن تعيد التفكير بأمرها وتوظف من يستطيع احترام ضيوفك وتعاملهم بأسلوب جيد
تحرك وكلير تقول ذلك نحو ليُنارس ووقف أمام مكتبها وأحنى رأسه قليلاً ليقرأ ما هي منشغلة به وتساءل
- وهل اسأت الآنسة ريمونت معاملتك
- أجل فعلت وأنا آسفة لأقول لك انها تواقحت معي ايضاً
- أفعلت
تساءل وهو يحدق بليُنارس التي لم تغير شيء من جلستها ومازالت تحدق بالورقة أمامها تدعي قراءتها متجاهلة وجود أحد معها بالغرفة
- أجل موندي الا تصدقني يجب أن تتصرف بهذا الشأن ( أجابته كلير بدلال فرفعت ليُنارس حاجبيها معاً ورفعت رأسها ببطء نحو ادمونت وقد توسعت مقلتها لتلتقي عينيه المحدقتان بها فشدت شفتيها بقوة مانعة نفسها من اطلاق ضحكة كادت تنسل منها لمنادت كلير له بموندي فضغط ادمونت هو أيضاً شفتيه متجاوباً معها وقد برقت عيناه بمرح فأخفضت رأسها بسرعة محاولة كبت نفسها والا انفجرت بالضحك ) عزيزي أريد محادثتك على انفراد
أضافت كلير بذات الأسلوب وهي تحدق بايفا فحاول ادمونت أعادت الملامح الجادة على وجهه واستدار اليها
- حسناً تفضلوا الى الداخل ( سارت كلير وغاستون بينما بقيت ايفا واقفة مكانها تحدق بهما )
- الن تدخلي ( سألها ادمونت وهو يسير نحوها فهزت رأسها بالنفي قائلة )
- جئت فقط لأحذرك مما يريد أن يورطك به أدمز هو من حرض اليز لترفع دعوى ضدك أحذر ادمونت
- لم تفعلين هذا ايفا
- أنت تعرف لما أفعل هذا
- ولكنك أنـ
- لم أقصد كنتُ غاضبة منكَ لامبالاتك جعلتني أتصرف بالسوء معك
- أنتِ لا تعرفين ما يجري
- بل أعلم
- لا لا تعرفين أني قابلت أدمز منذ بضعة أيام بالصدفة في أحد المطاعم التي أرتادها وأخبرني أن احدى صديقاتي هي من توصل له أخباري
أخفضت ايفا رأسا بخجل وهو يقول ذلك فرفعه ادمونت بيده التي أحاطت ذقنها مستمراً وهو يتأمل عينيها
- أجبته أني لا اصدق اي كلمة مما يقولها وأني اثق بجميع معارفي ولا يوجد أحد أعرفه قد يفعل ذلك .. لهذا أخبرك عن اليز حتى تحضري وتخبريني بالأمر وهكذا أثبت لي أنكِ على اتصال به لقد خدعك فقصة اليز من خياله
أغمضت ايفا عينيها بأسى وهي تهز رأسها
- آسفة .. لا أعلم ماذا أصابني .. أقسم أني لا أعرف .. لم أتحمل ما قلته لي أردت الانتقام منكَ .. ولكني لا أستطيع حقاً لا أستطيع .. هل تسامحني أرجوك أن تفعل ( هز رأسه بالإيجاب فأخرجت تنهيدة عميقة من صدرها قائلة ) أنا سعيدة بهذا .. أتحضر للعشاء سيسر ذلك والداي
- لا لا ايفا
- أرجوك أن لم تحضر سأعلم أنكَ لم تسامحني بصدق ومازلت غاضباً مني
- لستُ كذلك
- اذاً ستأتي
- سأفكر بالأمر
- أتعدني بهذا
- أجل أفعل ( رفعت نفسها لتطبع قبلة على شفتيه ثم تبتعد قائلة )
- سأنتظرك .. وداعاً
بقي ادمونت في مكانه يتابعها حتى اختفت في المصعد فتحرك ليتوجه نحو مكتبه ولكنه تجمد في مكانه وقد فوجئ بليُنارس المحدقة به يا له من مشهد رومانسي كان يجري أمامها تنبهت الى انه يحدق بها فأخفضت رأسها بسرعة لتنظر الى أوراقها هل تضحك أم تبكي يا ترى في هذه اللحظة بالذات تجد نفسها تريد الاثنين معاً بقي ادمونت يحدق بها يهم بقول شيء الا انه عاد ليهز رأسه ويدخل مكتبه .
 
غادر غاستون وكلير بعد نصف ساعة من دخولهم ولم يمر وقت حتى خرج ادمونت وقد ارتدى سترته وحمل حقيبته متسائلاً
- ما زال لدي مواعيد
- أجل في الرابعة والسادسة
- دعي ماكس يستقبلهم لدي عمل ولا أظن أني سأعود
وما أن أصبحت الرابعة حتى خرجت من مكتبها مغادرة فقالت بتي وهي تتابعها
- مغادرة .. أنا واثقة أنكِ تأخذين ضعف راتبي فأنا أعمل كسكرتيرة فقط وليس من واجباتي الترفيه عن المدير
توقفت للحظة قبل أن تتابع سيرها نحو المصعد وهي تقول
- ليس هذا رأي السيد مورغان
- أي منهما تقصدين
سألتها بتي بعدم ارتياح لتلميحها المبطن فابتسمت ودخلت المصعد الذي فتح وضغطت على الزر قبل أن تجيب بتي على سؤالها
- سأترك لكِ الخيار .
 
- أشعر بالتعب وأنتِ جوزيال دعكِ من الطباعة ودعيها للغد
- صدقتي فأكتافي تؤلمني .. أعتقد أن مبيعات اليوم مرتفعة منذُ الصباح والوضع جيد ولكن أكثر مبيعاتنا كانت مساءً
- هذا من حظ روبير ( تمتمت وهي تنظر الى ساعتها مضيفة ) أصبحت العاشرة سأغلق ألان
- حسنا أطفئي الأنوار لا تنسي أن توصلي تحياتي لأوديل
- سأفعل
قامت بإطفاء الأنوار بعد دخول جوزيال لمنزلها وأغلقت باب المكتبة واقتربت من الرصيف وهي تنظر الى ساعتها لابد أن روجيه بالبيت لم تره منذُ مدة رفعت نظرها لتنظر الى السيارة الرصاصية الفاخرة التي وقفت أمامها ظهرت ابتسامة على شفتيها بعفوية وهي تلمح السائق انحنت نحو النافذة التي فتحت ووضعت يديها على طرف النافذة وحدقت بادمونت فهز رأسه قائلاً
- اصعدي
حركت رأسها الى اليسار لتحدق ببعض المارة الذين أحدثوا جلبة ثم عادت نحوه قائلة
- واجبي كسكرتيرة تذكيرك بموعدك مع ايفا
- لا ارغب بصحبتها
- وترغب بصحبتي أنا
حدجها بنظرة أسرت قشعريرة في جسدها الا أنها حاولت جاهدة أن لا يلاحظ تأثيره عليها
- أحتاج الى صديق أتحدث اليه وليس الى سكرتيرة
- قد لا أكون مناسبة
- بل أنتِ مناسبة جداً
أرخت ذقنها فوق يديها المسترخيتان على طرف النافذة وجالت بنظرها بأرجاء السيارة الجديدة تابع ادمونت نظراتها وهو يقول
- أعجبتك
- أنها جميلة أرجوا أن تدوم أكثر من سابقتها
- ستفعل الى أن أمل منها
- آه صحيح كم سيارة تغير في العام
- اصعدي لأعلمك
- أتعلم .. لا أرغب بهذا قالت بنعومة وهي تحدق به فسألها )
- لا ترغبين بالصعود معي
- أجل أجدك من هنا هادئ ولطيف وأخاف أن ينقلب مزاجك فور صعودي فما زلت أذكر آخر مرة أوصلتني بها الى منزلي أستغرق الأمر لساعات بالإضافة الى رمي بالشارع
- ذلكَ بسبب لسانك
- هذا كل ما أملكه فليس لدي سواه
- حسناً يا صاحبة السان الجريء والذي سيسبب لكِ المشاكل الكثيرة في المستقبل اصعدي لأوصلكِ الى منزلك بأمان
- أحب هذا فلا يوجد أجمل من الجلوس في سيارة فاخرة وسماع موسيقى هادئة
- ورفقة ( قال لها فتوسعت ابتسامتها وهي تكرر جملته )
- ورفقة مسلية ولكني لا أستطيع فأنا لستُ ذاهبة الى منزلي
- والى أين ستذهبين في هذه الساعة
- منزل شقيقي
لم يعلق عند سماعه ذلك بل شرد قليلاً وأخذ يطرق بأصبعه على المقود وهو يحدق أمامه بينما أخذت تتأمله أنه يجذبها بشكل يخيفها لم تشعر من قبل تجاه أي شخص ما تشعره تجاه ادمونت سرحت به لو تستطيع أن تحلم حرك رأسه نحوها ليخرجها من شرودها ولم يفت عليه وميض عينيها
- لم يعد لديك خيار سأوصلك الى منزل شقيقك
- لا سأنتظر الحافلـ
توقفت وهو يشير بيده الى الأمام فحركت رأسها لترى الحافلة تبتعد فهتفت وهي تستقيم في وقفتها
- يا إلاهي متى جاء لم أنتبه له ( أبتسم ادمونت )
- منذُ قليل
- كان عليكَ أن تنبهني
- وأدعكِ تفلتين مني
حدقت بالسيارة بأسى ثم فتحت الباب لتندس بجواره وتسترخي في المقعد الفاخر قائلة
- حسناً أنا أقبل المجازفة ( أنطلق بهدوء وقد شعر باسترخاء وراحة غريبة تسري في داخله )
- ستقضين الليلة هناك
- لا سأحضر روني معي الى المنزل .. أوديل لديها امتحانات وأنا سأساعدها بالاعتناء به حتى تتمكن من الدراسة
- أتجدين الاعتناء به
- أجل .. أعتقد .. سأجرب فهذه أول مرة
- ليس بالأمر الهين صدقيني تركت لي والدتي تولا وقامت بإعطاء المربية المسئولة عنها في غياب والدتي إجازة وأنا لم أرعى طفلاً من قبل ولم أكُن معتاداً على وجود غيري .. من أعطائها الحليب الى إمساكها وجعلها تنام أظن أن والدتي أرادت معاقبتي بهذه الطريقة فلم أكن مبالي بوجود أحد غيري وطفلة كان الأمر غريباً علي في البداية ( أرخت رأسها على المقعد وهي تحدق به وهو يتحدث فكان ينظر اليها وهو يخبرها ما كان يفعله وسرعان ما يعود بنظره إلى الطريق متابعاً ) وبعد تلكَ التجربة أصبحت اعرف ما تعانيه والدتي فقمت بمساعدتها قدر الإمكان وتعلمت أن أكون الأخ الأكبر
- والدتك رائعة بحق أنا أحسدك عليها
- أتذكرين والدتكِ
- أجل 
- تفتقدينها
- بالتأكد فقد كانت رائعة .. الن تغضب منك إيفا لعدم حضورك العشاء
- ستفعل ولكني أخبرتها أني سأفكر بالأمر ولم أخبرها أني سأذهب ولا تسأليني عنها بعد الان فأنا أحاول التخلص منها منذُ أن عرفتها
- آه ظننتك على صداقة معها ( ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتيه قبل أن يجيبها )
- تعرفت عليها في إحدى الحفلات وهذه كانت على شرف والدها الدبلوماسي رقصنا معاً وأمضيت وقتاً ممتع برفقتها وغادرت الحفلة لأفاجئ في اليوم التالي بدعوة رسمية من والدها للغذاء فذهبت وعلى ما يبدو قد نلت استحسانه فأنا أبن روبرت مورغان ثري مناسب لأبنته ومركزه ( وهز رأسه وهو يتذكر تلك الفترة مستمراً ) لم يستطيعا الفهم أني لا أميل اليها واضطررت لمصارحتها بالأمر . . فكرهتني وأخذت تعطي أدمز معلومات عن مكان وجودي كلما خرجت لقضاء بعض الوقت ثم بتلفيق بعض الأمور عني وتشويه صورتي ولكنها لم تفلح ( صمت متأملاً تلك الابتسامة الجذابة التي ظهرت على شفتيها فأضاف لها ) ما سبب هذه الابتسامة
- كُنتُ أفكر
عاد لينظر اليها طالباً تفسيراً فرفعت كتفيها رافضة إعلامه وحدقة أمامها فقال
- هذا منزل شقيقك اليس كذلك
- أجل أشكرك لإيصالي
- لم أفعل بعد ( كانت تهم بفتح الباب فعادت اليه فأستمر ) أحضري الطفل لأوصلك الى منزلك
- آوه لا ادمونت أنا حقاً شاكرة لك
- أحضريه ودعي زوجة شقيقك تدرس هيا فلستُ كريماً كل يوم
حركت الفكرة برأسها بسرعة حسناً هي ترغب بمرافقته لمَ لا
- سأرى أن كان بإمكاني هذا .. لطف منكَ أن تنتظرني
قالت وهي تخرج وتصلي آلا يفتح لها روجيه الباب كي لا يرى من أوصلها وعندما فتحت لها أوديل تنفست الصعداء ودخلت بسرعة وأغلقت الباب خلفها
- جئت بسرعة
- أجل روني جاهز
- انه نائم
- لا بأس سآخذه الان روجيه هنا
- لا لم يعد بعد
- جيد
- ماذا
- أعني لا يجب أن يتأخر
- ما بكِ ليُنارس
- لا شيء أهذهِ حقيبة روني
- أجل ولكن لما أنتِ على عجلة تناولي كوباً من القهوة قبل ذهابك على الأقل
- آه لا يجب أن تدرسي لا أريد أن أشغلك ( عقدت أوديل يديها معاً وهي تحدق بها جيدا فنظرت لها قائلة باستسلام ) ادمونت بالخارج
- ادمونت .. ادمونت مورغان .. صاحب الدوماك في الخارج
- أجل أصر على إيصالي وكان لطيفاً فلم أستطيع الرفض
- آه
- لا تفعلي هذا
- ولكني لم أفعل شيء
- وتلك الآه ما معناها
- هيا ليا لقد فقدت عقلك حقاً الم تقلقي من أن يكون روجيه هنا
- بلى فعلت لهذا أسرعي فلا اريد أن يحضر الان وأنا موجودة
- معكِ حق لن يعجبه الأمر .. تعالي واحملي روني .. أعتني به جيدا 
- مساء الغد سأعرج عليه وأحضره
- لا تقلقي
بقيت أوديل توصيها على روني ووقفت على أدراج بيتها تراقبها وهي تقترب من سيارة ادمونت الذي مال نحو مقعدها وفتح الباب لها وتناول حقيبة روني منها ووضعها في الخلف بينما فتحت الباب الخلفي لتثبت مقعده جيداً وتعود للجلوس بجوار ادمونت وهي ترفع يدها مودعة أوديل بينما السيارة تسير مبتعدة أخذت تتأمل ذلك الوجه الصغير الذي يغط في نوم عميق ويرتدي أفرهولاً أزرق جميل جداً على بشرته البيضاء ويديه الصغيرتين ذوات الأصابع الرفيعة جداً
- إذا يا عمته عليكِ الاعتناء به جيداً
- سأفعل بالتأكيد
- أتعلمين أظن أنكِ ستكونين أماً حنونة ( وأخذ يضحك لاستغرابها فأكمل ) لو ترين نفسكِ الان انكِ تكنين لهذا الطفل مشاعر كثيرة
- أجل أفعل أولستُ عمته يا الاهي أنه طفل شقيقي الوحيد
- من يشبه من والديه
- يحمل ملامح روجيه حتى الان ( نظرت حولها متسائلة ) أين نحن .. هذا ليس طريق منزلي
- فكرتُ بنزهة فمازال الوقت باكراً على النوم
- هل تستطيع على الأقل اعلامي بالأمر قبل تنفيذه
- ذلكَ يتوقف على طبيعة مرافقتي
- ولكني ما كُنتُ لأمانع لو سألتني ( نظر اليها حائراً قبل أن يقول )
- لو علمتُ هذا لفعلت وتمتعت بموافقتك لأول مرة منذُ أن عرفتك
- أحتاج الى الخروج بحق فمن العمل الى المنزل أشعر بالإنهاك والملل مما أنا به
- لنتجه صوب البحر اذا فالجلوس بقربه يبعث على الاسترخاء
- أجل أحب هذا
تأملها للحظة وهي تعود برأسها الى الخلف محدقة بروني وقد بدء يفتح عينيه بكسل قبل أن يتساءل
- أنتِ بخير ( عادت بنظرها اليه قائلة بحيرة )
- ولمَ لا أكون
حرك كتفيه دون الإجابة , أوقف السيارة قرب رصيف كبير تسير عليه مجموعات متناثرة من الناس
- لم أعلم أنك ترتاد هكذا أماكن ( فتح الباب وهو يجيبها )
- نزلت من برجي العاجي منذُ زمن أن كان هذا ما تقصدينه
وقف بجوارها وهي تحمل روني قبل أن تقول
- هل تحمله قليلاً ( تناوله منها لتنحني نحو حقيبته وتخرج منها غطاء خفيفاً وتغلق الباب وهي تتنشق رائحة الجو العبقة برائحة البحر المميزة قائلة ) لم أحضر الى هنا منذُ زمن طويل ( وجالت بنظرها حولها فلأرصفة مضاءة والمارة منتشرين على طول الرصيف ومنهم من نزل نحو شاطئ البحر دعني أحملك
أضافت وهي تتناول روني الذي أستيقظ 
- لا تبتعدي
قال وهو يبتعد عنها فتوجهت الى الجدار المنخفض لتجلس عليه وهي تتابعه يدخل  إحدى البقالات الصغيرة المنتشرة على طول الشاطئ فنظرت الى الساحة التي تمتلئ بالشبان والفتيات المتضاحكون لتجول بنظرها بأرجاء المكان وهي تتذكر تلك الفترة التي كانت تحضر بها الى هنا كل أسبوع توقف نظرها على فتاه وشاب يجلسان بعيداً وهما يتهامسان ويتضاحكان لابد وأنهما عاشقان .. أبدو كوالدة وحيدة بهذا الشكل ابتسمت للفكرة
- ما المضحك ( حركت رأسها نحو ادمونت الذي أصبح بجوارها ورفعت كتفيها لهُ دون اجابته والابتسامة مازالت تداعب شفتيها مما جعله يرفع حاجبيه بشك وهو يناولها كيس كبير من البوشار تناولته منه وهو يجلس بجوارها متسائلاً ) كنت تحضرين للى هنا إذا
- أجل برفقة أوديل وكوليت تذكرها بالتأكيد
- صاحبة الشعر الأحمر
- انها هي .. لم أكن أحب رفقتهم آنذاك فقد كُنتُ أجلس بمفردي على الشاطئ معظم الأوقات ( وأضافت ضاحكة ) أوديل تلتقي بروجيه وكوليت بدايفيد وأبقى أنا بمفردي
- الم يكن لديكِ رفيق ( سألها فأجابته ببطء )
- لم يكن لدي الوقت لذلك فحتى عندما كنت أجلس على الشاطئ بمفردي كنت أدرس لا أعلم لما أخبرك بذلك
- لما لا تفعلي أتجدين صعوبة بتقبلي كصديق
- صديق ( تمتمت ونظرت اليه متابعة ) في ظل الظروف الحالية لا اعتقد فأنا رهينة لديك
- توقعت أن الأمر لن يدوم كثيراً وسرعان ما تعودين لطبيعتك ( ابتسمت على قوله وهي تحاول ابعاد كيس البوشار عن روني فأضاف ) لم لا تحدثيني عن نفسك
- ليس لدي شيء مميز أحدثك به اليس كذلك روني هيا أخبر هذا السيد ما تعرفه عني
- أنه لا يعرف أكثر مما أعرفه أنا
- آه وذلك الملف للان لا أعرف كيف استطعت جمع كل تلك المعلومات عنا ولكن بما انك تدفع جيداً فستنال ما تريده
- لم يكن الأمر صعباً ولكني لم أعرف أن لروجيه شقيقة جذابة في المرة القادمة سأحرص على أن يضاف الى الملفات صور شخصية حتى أخذ حذري
- كدتُ أصدقك ( أبتسم بمتعة على قولها وأضاف )
- أنا واثق أني لستُ الوحيد الذي قال لكِ ذلك ( ولكنك الوحيد الذي أهتم لأمره تمتمت لنفسها وهي تشعر بغمامة بدأت تضغط على صدرها فهزت رأسها رافضة الانسياق وراء أفكارها وقد عاهدت نفسها بالا تضعف وتحركت واقفة ومحدقة بالشاطئ مما جعله يضيف ) لنتمشى على الشاطئ .. أعطني روني
حمله بين ذراعيه ورفعه مداعباً فتأملتهما بابتسامة فهو يجيد التعامل مع الأطفال
- يالصغير الطيف .. أنظري ماي ( قالت فتاتان كانتا تسيران على الرصيف واقتربتا من ادمونت مضيفتان ) اليس من المفروض أن يكون نائماً في هذا الوقت
- هذا صحيح ولكنه يحب السهر
أجابها ادمونت مبتسماً فقالت احداهما وهي تنقل نظرها بين ادمونت وليُنارس
- أنه يشبه والدته أكثر اليس كذلك
- أجل ( أجابهما ادمونت مبتسماً ثم نظر نحو ليُنارس بمكر مضيفاً ) فهي الأجمل
شعرت بالحرج لاعتقادهما أنهما والدي روني فقالت معاتبة فور ابتعاد الفتاتان عنهم
- ما كان عليك قول ذلك كان بإمكانك قول الحقيقة
- وكيف كنت سأرى هذه الخدود المتوردة أستمري تورداً ولن تعودي الليلة الى منزلك
- ألا يكفي أني رهينة حتى تقوم بخطفي
- سيزيد الأمر متعة
- أتعلم ماذا سأدعك تتورط مع روني وحدك .. وداعاً
وابتعدت متجهة نحو الشاطئ مما جعله يهتف
- أنه قريبك هيا تعالي وخذيه
- لا لن أفعل أهتم به بنفسك فأنت تجيد التعامل مع الأطفال
- أنه أبن شقيقك ذاك لهذا من الأفضل لكِ حمله والا تركته هنا
كانت تجيبه دون أن تتوقف أو حتى تستدير
- إنكَ الطف من أن تفعل هذا
- سأصبح سيئاً صدقيني
- لا أستطيع فأنا أعلم أن لك قلباً كبيرا خاصة مع طفل صغير
نظر ادمونت إلى روني قائلاً
- أتعلم شيء عمتك مجنونة ولا أحبذ فكرت تركك معها ( وسار نحوها مضيف ) ولكنها تروق لي منذُ أن رأيتها وهناك سحرا ما يجذبني اليها من يمكنه أن يعجب بواحدة كعمتك إنها لا تتوقف عن مضايقتي ومع ذلك تروق لي انها صادقة على الأقل الا تلاحظ ذلك تفهمني حجم نفسي باستمرار ما رأيك بهذا لما لا تجيبني .. حسناً سأنتظر الى أن تكبر
جلست على رمال الشاطئ وضمت ساقيها اليها وشردت بأمواج البحر أخذت نفساً عميقاً مستمتعة بهذا الجو الساحر
- ها هي أخيراً ( رفعت رأسها نحو ادمونت الذي وقف بجوارها ورفعت يديها ليعطيها روني فأضاف ) لم يتوقف عن الثرثرة طوال الطريق
ابتسمت وأجلسته بحجرها فجلس ادمونت بدوره محدقاً بالقمر المكتمل في السماء قبل أن يسترخى على الرمال واضعاً يديه تحت رأسه وعينيه تراقبانها وهي تداعب روني
- ادمونت ( قالت بعد فترة دون أن تنظر اليه )
- أجل
- الم .. الم تجد أي دليل يثبت لك أن روجيه لا ذنب له باختلاس المال
- مازلتِ مصرة
- أجل ( ونظرت اليه مستمرة ) لا أحبذ فكرت اعتقادك أني شقيقة مختلس أنت لا تعرفه .. أعتقد أنكما لو التقيتما في ظروف أخرى ووضع مختلف لكنتما صديقين
- أرجوكِ أنا وشقيقك
- أجل وما به شقيقي .. ليس من مستواك كيف نسيتُ الأمر ( أجابته بمرارة وأعادت رأسها الى الأمام مضيفة ) بعض التسلية تنسي الإنسان نفسه .. طبعاً من أكون أنا وشقيقي بالنسبة لك
جلس ادمونت وهو يرفع عينيه الى السماء
- لما أنتِ سريعة الاشتعال هكذا أنا قلتُ هذا
- لا يجب أن أسمعها منك حتى أعلم كيف تفكر
- أصبحتي تعرفين كيف أفكر الان
نظرت اليه وقد لمعت عينيها ببريق تحدي وإصرار وهي تقول
- أنا لستُ لتسلية والترفيه عنك لذا إياك والتفكير بهذه الطريقة
- أنتِ من يفكر بهذه الطريقة وليس أنا وهذا واضح
- أذاً ماذا تريد مني أن كان شقيقي لا يعجبك وتتهمه بالسرقة فماذا أكون أنا بنظرك
- أيهمك أن تعلمي ( تأملته بصمت ثم أجابته وهي تهز رأسها بالنفي )
- لا لا أريد أن أعلم
وأشاحت برأسها عنه وقد شعرت بغصة في حلقها فأمسك ذقنها بأصابعه ليحركه نحوه هامساً
- ليا
- لا تنادني هكذا ( تجاهل قولها قائلاً ) أنا معجب بكِ ( بقيت تحدق بعينيه القريبتين منها أنه معجب بها ثم ماذا أغمضت عينيها وأبعدت رأسها لتفلت من يده وأخذت تنظر الى روني فلاحقها بنظراته طالباً استجابتها وهو يقول ) الا يعني لكِ هذا شيء
- بقدر ما يعني لك
- يعني لي الكثير
فهزت رأسها بالنفي رافضة تصديقه دون أن تبعد نظرها عن روني فضاقت عينيه بضيق وعاد ليستلقي دون معاودة محادثتها فتحركت لتقف بعد قليل قائلة دون النظر اليه
- أصبح الجو بارداً على روني
تحرك بدوره ليقف ويسير برفقتها بصمت جلست بمقعدها بعد أن وضعت روني بمقعده لينطلق بهم وهو منشغل بوضع موسيقى هادئة قبل أن يقول كاسراً الصمت الذي طال
- نام
- أجل غط في النوم بسرعة
- غداً سأجتمع مع باتريك بورن ( هزت رأسها بالإيجاب فاستمر ) منذُ فترة طويلة كان يرغب والدي بمشاركته فهما صديقان قديمان ( قال ومازال تركيزه منصب على قيادة السيارة واستمر ) لقد أتممت دراستي في جامعة كرادج لذا نزلت ضيفا عنده لعامٍ كاملاً أثناء دراستي لقرب منزله من الجامعة بقيت صامته وعينيها محدقتان به فأضاف وهو يلمحها بنظرة إنها من أفضل الجامعات ما كان والدي ليرضى بأقل من هذا
- هي كذلك ( قالت باقتضاب فأضاف )
- لذا كان قرار انتقالي منها الى جامعة أخرى قراراً متهور بالنسبة لوالدي وباتريك ولكني كنت واثقاُ منه ودخلت الى بيونا ولم أسمح لوالدي بالتدخل ولم اعلم أحد من أكون سكنتُ مع بعض الطلبة تشاركت في غرفة مع ثلاث أشخاص
- لا اعتقد انك وجدت صعوبة بإيجاد شقة ( قالت بحيرة )
- لا ولكني لم أرد ذلك أردت أن أعيش كما يفعل الطلبة العادين فكان معي في الغرفة ماكس نائبي الحالي وصديقي المقرب وهو من عائلة متواضعة كان يعمل ويدرس في الوقت نفسه وشابان آخران قدما من قرية لديهما عائلة عدد أفرادها يزيد عن الستة أفراد وكانا يعملان أيضاً حتى يستطيعا دفع تكاليف الدراسة وعندما قررت أن أسكن معهم قررت أن أعتمد على نفسي فدرست وعملت أيضاً
بقيت عينيها ثابتتان عليه مفكرة بأنه ليس إذا ذاك الفتى المدلل الذي كانت تعتقده قبل أن تتساءل
- لم يتكفل والدك بنفقات الجامعة بسبب انتقالك
- والدي يحترم قراراتي في النهاية وتكفل بذلك ولكني أردت أن أثبت لنفسي بأني لا أقل بشيء عن هؤلاء الشبان .. ونجحت
تأملته بصمت فنظر اليها ورقة ملامح وجهه مد يده نحوها وهو ينظر الى الطريق ثم اليها ويده تحتضن خدها هامساً
- لا تنظري الي بهذا الشكل ستقلبين الأمور رأساً على عقب
رمشت وهي تشعر بقلبها يغادرها للمسته وقوله قائلة بارتباك
- أنتبه فسيارتك مازالت جديدة ( استجاب لطلبها فقالت بفضول )
- ماذا عملت ( ظهرت ابتسامة ماكرة على شفتيه وهو يرمقها بنظره قائلاً )
- ماذا يعمل الطلبة في الأغلب للحصول على بضع ساعات من العمل
- أنتَ تمزح
- لا
- عملت نادلاً
- لمدة شهرين وكُنت بصدق أسوء نادل عرفه ذلك المطعم
- نحن متعادلان إذا
- ثم عملت برفقة ماكس في تمديد الكهرباء الى المنازل فقد كان يرافق قريباً له وبالتالي قام بتواصت لي لأعمل معهم وبقيت أموري تسير بهدوء الى أن فضح أمري
- فضح أمرك .. كيف
تساءلت وهي ترغب حقا بان تعرف فما تسمعه الان يجعلها بحيرة من أمرها
- بكل تواضع قدم والدي مبلغ كبير من المال في حفلة أقامتها الجامعة لجمع التبرعات للمساعدة في البحوث الطبية وقد قدم المال نيابة عني لو رأيتي وجهي عندما أعلن عميد الجامعة عن هذا الخبر أمام جميع الطلبة وأساتذتي وأنا الذي كُنتُ أدعي طوال الوقت .. تم شكري علنا على كرم والدي واهتمامه تستطيعين تخيل الباقي ( توسعت شفتيها عن ابتسامة مرحة وهي تتخيله بهكذا موقف فأبتسم بدوره مضيف ) حينها تمنيت أن أختفي فجأة ولا يراني أحد
- ولكنه أمر جيد ولا داعي للخجل منه
- وكل تلك الادعاءات أين أذهب بها .. استقبلني الشبان في الشقة بتجهم وأخذوا يحدقون بي يريدون قتلي فليس من السهل عليهم أن يكتشفوا أن الشاب الاسوء وضعاً معهم لا يكون سوى أبن ثري ولكننا تخطينا الأمر
- وأستمريت بالعمل
- بشكل متقطع لم يكن بالأمر السهل بعد الذي حصل فاكتفيت بالدراسة بجهد ومساعدة والدي في الإجازات
- لم أتخيلك هكذا أعني أن تفكر بهذا الشكل
- أنا أخبركِ بشيء لا يعلمه الكثير عني لتتوقفي عن تخيلي بالثري المغرور ( أمعنت النظر به فأكد لها ) أجل أريد أن تتحسن صورتي ( همت تريد قول شيء فبادرها بسرعة ) لا أرجوكِ دعكِ من موضوع شقيقك الان
- من قال أني سأتحدث عن شقيقي
- لا يحتاج الأمر الى ذكاء فقد أصبحت أعرفك جيدا ( لم تجبه بل التزمت الصمت بحيرة كيف علم ) الوقت متأخر على أن أدعوا نفسي لكوباً من القهوة
أضاف وهو يقوم بإيقاف السيارة قرب منزلها وينظر اليها لتتعلق عينيه بعينيها بصمت فلا ترغب بان تنتهي هذهِ الأمسية ولكن تعقلي فأغمضت عينيها قائلة
- لقد تجاوزت الثانية عشر
- أراك بعد غد إذا ( هزت رأسها بالإيجاب وهمت بفتح الباب فأضاف ) أساعدك بحمل روني
- لا اشكرا
قالت وهي تغادر لتفتح الباب الخلفي لتحمل مقعد روني بعد أن وضعت حقيبته على كتفها وهزت رأسها له شاكرة وهي تغلق الباب ليتابعها الى أن دخلت منزلها .
 
رفعت يدها اليمنى الى عنقها وهي تحدق أمامها شاردة بادمونت وما أعلمها به البارحة أنه يعرف أنها تميل اليه هزت رأسها وتملكها شعور بالإحباط عقصت شفتها السفلى وأخرجت تنهيدة عميقة من صدرها لو تستطيع اظهار براءة روجيه لكان الوضع مختلفاً أجل مختلف صدور صوت بكاء روني أخرجها من شرودها فأعدت لهُ زجاجة من الحليب
- هيا يا صغيري الجميل أنك فتى طيب ( أخذت تحدثه وهي تحمله بين ذراعيها وتطعمه زجاجة الحليب وتتجه نحو التلفاز لتجلس أمامه مضيفة وهي تتأمله ) لابد وان والدتك في شوق لك الان طرقات على الباب جعلتها تتوقف عن المتابعة وتتحرك نحوه قائلة ) أنا قادمة ( فتحته لتضيف بحيرة وهي ترى تولا أمامها هذه أنت
- مرحباً ها هو .. كم أنا مشتاقة له
قالت تولا بحماس وهي تقفز لرؤية روني المستلقي بين ذراعيها بينما تعلقت عينيها بادمونت الجالس بسيارته والذي حرك لها يده محي فهزت رأسها له لينطلق بسيارته مبتعداً فتحدثت مع تولا وعينيها مازلتا تراقبان ابتعاده
- أدخلي سرني حضورك سأعطيك روني لتلاعبيه قدر ما تشائين موافقة
- أجل ( قالت تولا بسعادة ) .
 
- لو رأيتي أندي عندما أعلمتها بما أصاب ادمونت فهي تحبه جداً وكذلك هو عندما تحضر يأخذنا إلى مدينة الألعاب ونذهب لتنزه مساءً أنه لا يرفض لها طلباً أحياناً أغار منها فهو يعارض لو أنا طلبت منه الخروج ليلاً ومعها لا يفعل
- لأنها ضيفة
- لا بل لأنه يفضل رفقتها علي ( أخذت ليُنارس تضحك ولكنها لم تكن سعيدة فتولا لم تتوقف عن التحدث عما يفعله ادمونت منذُ حضورها ) صباح اليوم حضر لتناول الإفطار معنا وعرض علي الحضور الى هنا وأخبرني بوجود روني هنا .. أوصتني والدتي أن أوصل لكِ بتحياتها .. سيسل ووالدها مدعوان لدينا للغذاء ( شردت ليُنارس بينما استمرت تولا بالحديث ) في منزلنا لقد وصل والدها منذُ يومين من السفر ووالدي يستمتع معه يحبان لعب الغولف بينما سيسيل تفضل السباحة ولا تقبل أن تشاركني السباحة بل تذهب إلى منزل ادمونت .. كدت أنسى إخبارك عيد ميلادي يوم الخميس القادم ستأتين اليس كذلك .. ليُنارس
- أجل .. ماذا كُنتِ تقولين
- عيد ميلادي يوم الخميس القادم وأنتِ أول المدعوين ستحضرين
- أجل بالتأكيد سأفعل ستبلغين الحادية عشر إذا
- أجل لقد أصبحت كبيرة كفاية ولكن مازال أمامي بعض الوقت حتى احصل على سيارة لقد وعدني والدي أن 
وضعت يدها على خدها مصغية لتولا وهي تحاول عدم الابتسام وتهز رأسها لها .
 
- هل هو مريض
- لا أعلم تولا لا أعلم  .. أعطني زجاجة الحليب
ناولتها تولا الزجاجة فحاولت أطعامه الا أنه رفض وأستمر بالبكاء المتواصل أخذت تسير به وتهزه بهدوء عله يتوقف شعرت بالارتباك وعدم الفهم لما يحصل له لا بد وأنه متوعك
- أنأخذه لوالدته
- ربما هدأ الان ( وأخذت تهزه من جديد ) ليس جائعاً وغيرتُ له منذُ قليل .. ما بك .. أنتَ متوعك ماذا أفعل
جرت تولا خارجة من الغرفة فاستمرت بالسير ذهاباً وأياباً وقد بدا القلق عليها
- جيد أنكَ وصلت روني لا يكف عن البكاء
توجهت نحو الباب لترى مع من تتحدث تولا لتفاجئ بادمونت أمامها فبادرته
- أعتقدتك أوديل
- ما به ( تساءل وهو يقترب منها حاملاً روني )
- لا أعلم لم يتوقف عن البكاء منذُ نصف ساعة .. لا أعلم ماذا أفعل ادمونت
- ربما هو متوعك
- أهو يتألم ( قالت تولا فقال ادمونت )
- سنأخذه الى الطبيب .. هيا أسرعا سأنتظركم في السيارة
أخذه ادمونت بينما تبعته تولا وأغلقت ليُنارس باب منزلها لتسرع وتحمل روني عن ادمونت شعرت بدموعها ستنهمر لبكائه المتواصل لابد وأنه يتألم من شيء ما
- أهدأ أرجوك
- لا تقلقي سيكون بخير
طمئنها ادمونت وأخذت تولا تلاعبه من المقعد الخلفي عله يتوقف بلا فائدة أوقف سيارته أمام عيادة خاصة للأطفال قائلا
صديق لي يعمل هنا .. دعيني أحمله
أعطته إياه ولم تكن ثواني حتى التفت ممرضتان حولهم وجاء الطبيب لتفحصه وقد أبدا اهتماما بروني وأعطاه نقطتين بقطارة قائلاً
- لاشيء غير عادي أنه يشعر بمغص بمعدته ليس الا .. سيتحسن الان .. أترون توقف عن البكاء ما رأيك يا صغير لقد سببت لهم القلق
تناولته ليُنارس عن السرير وضمته بارتياح متسائلة
- أنه بخير الان لن يعود للبكاء اليس كذلك
- لن أعدك بعدم عودته للبكاء ( قال الطبيب ممازحاً ثم ناولها الدواء قائلاً ) أعطه قطرتين من هذه وسيتحسن
تناولت الدواء من الطبيب بارتياح ونظرت الى روني الذي بدء يسترخي ويغمض عينيه ليغفو .
 
- ادمونت أحضر لنا مثلجات
طلبت منه تولا وهم في السيارة عائدين فتوقف بجوار احدى المحلات
- لا أريد أنا أشكرك
- لا تحبين المثلجات
- بلا ولكن ليس الان
قالت بابتسامة وهي ترى روني نائماً بين ذراعيها فغادر ادمونت وعاد بعد قليل يحمل ثلاث أكواب من البوظة فقالت وهو يضع كوباً أمامها على تابلوا السيارة
- أنت لا تصغي
- لن أكون البادئ ( أجابها بابتسامة فهتفت تولا مقترحة )
- ما رأيك بالذهاب في نزهة برفقة ليُنارس أنتَ لم تدعوها من قبل ( التقت نظراتهما معاً دون أن يجيب أياً منهما فاستمرت تولا ) دعنا نذهب الـ .. ما رأيكم بحديقة الحيوان أتذكرين زرناها أنا وأنتِ واستمتعنا كثيراُ رفقت ليُنارس مسلية أكثر من صديقاتك
سحبت نظرها عنه ببط نحو روني وهناك إحساس جميل يجتاح صدرها لتلك النظرات فأجاب تولا وعينيه مازلتا على ليُنارس
- ليس اليوم الوقت متأخر وروني يجب أن يستريح
- اجل يجب أن يستريح لقد بكى كثيراً
- ما رأيك بإحضار تلك اللعبة الضخمة لروني
أضاف لها وهو يخرج بعض النقود من محفظته فحدقت تولا من النافذة الى ما أشار له لتتناول النقود منه وتغادر السيارة فوضع ادمونت يده على مقعدها مما جعلها تنظر اليه قبل أن تقول
- هل كنت تتخلص من شقيقتك
- اجل ( حدجته بنظرة معاتبة وهي تقول )
- إنكَ
- لطيف أعلم
- ليس هذا ما أردتُ قوله وأنتَ تعلم هذا .. ما بالك
- كُل ما هناك أني أردت مساعدتك في تناول البوظة وليس تقبيلك فلا داعي لهذا التوتر
- أنا لا أحب تصرفاتك هذهِ .. أكرهك لأجلها
- مازلتُ أذكر هذا
- أذاً ماذا تريد مني
- أطعامكِ البوظة
همس هو يتناولها فرفعت رأسها بيأس بينما قرب الملعقة وبها بعض البوظة منها فضمت شفتيها بغيظ منه وحدقت به فرفع حاجبيه ضاحكاً وقائلاً
- قبل أن تعود تولا هيا أسرعي
- أنتَ مجنونـ
وضع لها الملعقة في فمها وهي تتحدث فسحبتها وابتلعت البوظة قائلة وهي تتناول علبتها منه
- يكفي هذا .. سأتناولها بمفردي ( دخلت تولا السيارة مما جعله ينظر اليها وهي تقول )
- أنظري لينارس سيحبه اليس كذلك
- أنا متأكدة من ذلك
أنطلق ادمونت بالسيارة ولم تتوقف تولا عن الحديث مما جعلها تبتسم معظم الوقت على حديثها وعندما وصلوا المنزل نظرت اليه قائلة
- أنا حقاً شاكرة لك ( فغمزها بعينيه قائلاً )
- سأحصل على شكري فيما بعد
رغم أن قوله قد استوقفها للحظة الا انها عادت لتجاهله قائلة لتولا
- ما رأيك بشرب كوب من العصير
- موافقة ( أجابتها تولا فحولت نظرها نحو ادمونت قائلة )
- كوب من القهوة
- لا أستطيع الرفض
وضعت روني في السرير وأحكمت الغطاء حوله وتوجهت نحو المطبخ بينما وقف ادمونت بجوار الرف الموجود بزاوية الغرفة متأملاً صورة صغيرة لوالديها قبل أن ينظر حوله قائلاً
- أين تولا
- في الداخل بجوار روني
- لمَا لم تخبريني ذلك من قبل
قال وهو يسير نحوها فتجمدت في مكانها قائلة وهي تراه يقترب منها
- لستَ جاداً
- ولما لا ( وضع يده على خصرها فتراجعت الى الخلف مبتعدة عنهُ وهي تقول )
- لأنه بلا فائدة ( ونقلت عينيها بعينيه مستمرة بيأس ) ما الفائدة تلهوا قليلاً ولكنك تؤذيني بهذا
أغمقت عينيه التين لا تفارقانها ثم ظهرت شبه ابتسامة على شفتيه وهو يرفع يده ليلامس وجهها فإشاحته رافضه لمسته لها فأخذ يبعد خصلات شعرها التي تناثرت على خدها هامساً
- اعتذر ( تعلقت عيناها به بحيرة  فأضاف ) لم أقصد إيذائك ( وتحرك مبتعداً وهو يضيف ) القهوة جاهزة
- سـ سـ سأحضرها
اجابته بتشوش ودون تركيز بينما توجه نحو الصالة فخرجت تولا من الغرفة لتجلس قربه وتحدثه بما فعلت اليوم فكان يستمع لها مبتسماً وضعت ليُنارس كوبً من عصير البرتقال أمام تولا وحملت كوب القهوة لتضعه أمام ادمونت الذي تناوله من يدها فجلست أمامهم وهي تصغي لتولا المستمرة
- سأدعوا جميع أصدقائي وسأقيمها بمنزلك
- ولماَ منزلي
- تقول والدتي بهذا الشكل لن ينزعج والدي من الضجيج أرجوك أقبل ( وأمعنت النظر به بخبث وهي تضيف ) فعلت لكَ ما أردته
- حسنا موافق ( قال مانعا إياها من الاسترسال بالحديث حول هذا فعادت للقول )
- أتعلم أن أندي مغادرة غداً
- حقاً
- أجل وقد سألتني عنك البارحة فأعلمتها انك مشغول
- ولما لم تخبريني  بالأمر
- حتى تصطحبني أنا وليس هي اليوم
- آه ( قال ونظر نحو ليُنارس رافعاً حاجبيه ومضيف ) شقيقتي تغار علي
ابتسمت لقوله وهي ترتشف من كوبها ثم وضعته على الطاولة متوجهة نحو الغرفة وهي تسمع صوت روني لتتبعها تولا
- هلا بقيتي بجواره للحظة ( قالت لتولا بعد أن غيرت له الحافظة وسمعت صوت الطرق على بابها كان ادمونت يقف عندما أطلت من الغرفة فقالت ) سأفتحه ( فتحت الباب لتتجمد في مكانها قائلة بتلعثم ) لم لم أظن أنكما ستحضران الان أ .. أ
- أوديل لا تستطيع الابتعاد عن روني ما كان عليك ( قال روجيه مبتسما وهو يدخل دون الانتباه لوجه شقيقته المتوتر ) أخذه فهي لم تدرس بقدر ما انتابها الذعر عليه ( وتوقف عن المتابعة ببطء وهو يرى ادمونت الواقف في الصالة فحرك رأسه بشكل آلي عن ادمونت نحو ليُنارس والاتهامات تملأ ملامحه فتهربت من نظراته وأغلقت الباب بينما همست اوديل بعدم تصديق
- ماذا يفعل هنا ( أخذت ليُنارس نفساً عميقاً وتخطتهم قائلة )
- انتم تعرفون بعضكم لا داعي لأقوم بالتعارف أوديل تعالي معي لتري روني
وسحبت أوديل من يدها نحو الغرفة تاركة الرجلان بوقفتهما فتحرك ادمونت ليجلس على مقعده من جديد ويتناول قهوته
- بربك لما تفعلين هذا ( بادرتها اوديل فور دخولهم الغرفة فأشارت لها بعينيها نحو تولا الجالسة قرب روني كي لا تسترسل بالحديث فأضافت وهي تتحرك نحو طفلها ) روني حبيب ( وحملته لتضمه قبل أن تنظر نحو تولا التي تتأملها وتعود نحو ليُنارس المتوترة مستمرة ) تركهما هناك بمفردهما فكرة جيدة
- لا
- إذا .. ( وأمام التزام ليُنارس الصمت اضافة ) بربك أنت تعلمين أن روجيه عنيد وهو لا يحب ( وتوقفت وهي تلمح تولا المصغية لحديثهم قبل أن تستمر ) تعلمين موقفه ولا داعي لأقول لكِ
جلست ليُنارس على السرير قائلة
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق