انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأربعاء، 7 مارس 2012

في طريق المجهول 5


والفتاة الأخرى والشابان لتتعلق عينيها ببروس الذي خرج خلفهم وهو ينظر إليها فأشاحت بنظرها عنه وهمت بالدخول إلى الغرفة إلا انه أوقفها متسائلا بهمس
- هل كنت في مالدو هل رأيتك هناك ( لمحته بنظرة سريعة وهي تتخطاه إلى الداخل قائلة )
- لا لم اذهب إلى هناك من قبل ( تابعها بعينيه وهي تدخل الغرفة مفكرا )
- أهناك ما تحتاج إليه
نظر بروس إلى أونيل الذي اقترب منه متسائلا فهز رأسه له بالنفي واظهر ابتسامة خفيفة وهو يقول
- لا أبدا
راقبه أونيل للمرة الثانية ثم نظر إلى الغرفة ليتوقف نظرة على يوليانا ثم يعود إلى بروس ويتحرك نحو المجموعة من جديد , أخذت تنقل الطعام المتبقي برفقة الفتاتان ورغم عدم رغبتها بالظهور من جديد إلا أنها اضطرت إلى ذلك عند تقديم الحلوى وشعور بالامتعاض الشديد يتملكها لاضطرارها لفعل هذا , نظرت كما فعل الجميع إلى الفتاة التي ضحكت وقد اصطدمت بأحد الشبان دون قصد فوقع شرابها على ثوبها والأرض فحركت كتفيها ساخرة من نفسها وهي تقول
- اعتذر ( ونظرت إلى يوليانا مستمرة ) هلا أحضرتي لي منديلاً
وضعت يوليانا الصينية التي بيدها جانبا وأمسكت منديلا قدمته لها فقال سترانس وهو يشير بيده إلى شيلي
- نظفي الأرض أنت
تناولت الفتاة المنديل منها وانشغلت بتنظيف ثوبها بينما عادت يوليانا لتقديم الحلوى للموجودين فتناول بروس طبقه ببطء وهو يقول
- أنت واثقة أني لم أرك في مالدو ( نظرت إليه بضيق متمتمة )
- اجل
وتحركت مبتعدة عنه فاخذ يتناول قطعته وهو يلاحقها والشرود باديً عليه بينما تنفست الصعداء عند عودتها إلى المطبخ.....
- هذا الأمر لا يطاق أبدا فلقد تأخر الوقت وغادرت جميع الفتيات إلا نحن هل حقا علينا الاستمرار بغسل هذه الأطباق
- توقفي عن التذمر وتحدثي بصوتٍ منخفض كي لا تسمعك ميغي ( تمتمت جينا لها )
- وأين هي ميغي فلم أرها منذُ خمس دقائق وهذا أمرا غريب
- أنها تتفقد السيدات أن كُنَ بحاجة لشيء .. خذي هذه الأطباق إلى الخزانة بالصالة وانتبهي كي لا تقع منك فهي باهظة الثمن
تناولت الأطباق من جينا قائلة
- لم ترى ما هي الأطباق الباهظة الثمن بحق فهذه لاشيء إنها مجرد أطباق ليس إلا
- يا ألاهي كم أنت متذمرة
همست جينا بيأس فسارت يوليانا نحو الصالة الخالية وقد حل السكون التام بأرجاء القصر بهذه الساعة المتأخرة وضعة الأطباق داخل الخزانة الكبيرة وأطبقت بابها بهدوء وهي تسمع صوت خطوات بعيدة تقترب فحدقت بزجاج الخزانة أمامها لينعكس لها ظل احدهم وهو يهم بنزول الأدراج أمعنت النظر وتحركت نحو المطبخ قبل أن يلاحظها فلم يبدو مسرورا لرؤيتها داخل القصر لتبادر جينا وهي تسير نحوها بقلق
- السيد أونيل مازال مستيقظا أن سأل عني فأنا قد غادرت منذُ زمن وان وان قال آي شيء بخصوصي اعلميه أن السيد الكبير من طلـ ( تلفتت خلفها وهي تسمع صوت الأقدام التي تقترب أكثر فهمست بسرعة ) انه قادم إلى هنا علي الإسراع ولكن أن قال شيئا اعلميه أنت أنت تعلمين ماذا ستقولين اليس كذلك
أضافت بتوتر لجينا التي تتابعها وقد أسرعت نحو الباب ولكنها لم تصله بالوقت المناسب فأسرعت بالانحناء والاختباء قرب الطاولة الخشبية الموجودة في وسط المطبخ بينما وقف أونيل على الباب متسائلاً وهو ينظر إلى جينا التي تحدق حيث اختبأت يوليانا ثم نظرت إليه
- أين ميغي
- ميغي .. لا اعلم اعتقدت أنها تتفقد السيدات .. أتحتاج شيئا سيدي
أضافت جينا بقلق وهي تراه ينظر إلى حيث اختبأت يوليانا دون أن تتنبه إلى طرف ثوبها الذي يظهر فتحرك نحوه بفضول وهو يقول
- أين هي قريبتك
ابتلعت يوليانا ريقها بتوتر وهي تسمع صوته وخطواته فانحنت أكثر والتصقت بأدراج الطاولة وسارت على ساقيها ويديها لتلتف خلف الطاولة بحذر راقبته جينا وتوترها يتزايد قائلة
- إنها .. حسنا .. أنتَ تعلم
عقدت يوليانا حاجبيها لقول جينا ولكنها أدركت ما عنته عندما شاهدت قدمين تتوقفان أمامها فرمشت دون أن تدرك ماذا تفعل
- أتبحثين عن شيء
تسائل أونيل وهو يعقد أصابعه خلف ظهره ناظرا إليها فرفعت رأسها بتردد وإحراج شديد إلى الأعلى لتسرع بالتحرك واقفة وهي تدعي انشغالها بالبحث عن شيء ما على الأرض
- اجل لقد أضعت .. زر ثوبي و .. اعتقدت انه قد يكون وقع هنا
حرك رأسه بالإيجاب قبل أن يقول بسخرية
- وهل وجدته ( حركت رأسها بالنفي وهي تتوقف عن الحراك أخيرا تقول )
- للأسف لا
- أتحتاج أن احضر لك شيئا سيدي ( أسرعت جينا بالتدخل قائلة فنظر إليها قائلا )
- منك لا فعودي لعملك ( وعاد نحو يوليانا الواقفة أمامه مضيفا وعينيه تستقران على عينيها ) الم اطلب منك عدم الدخول إلى هنا
- لقد فعلت ولكني لا استطيع أن أنفذ طلبان متناقضان بنفس الوقت فالسيد سترانس طلب أن اعمل هنا ولقد حاولت الابتعاد من أمامك لا تقل أني لم افعل
رفع حاجبيه لقولها قائلا
- فعلتي ولكن جميعها باءت بالفشل على ما يبدو
- لقد حاولت لذا لا تستطيع الطلب مني ومن جينا المغادرة
فتح فمه يريد قول شيء إلا انه عاد وعقص شفته السفلى وبدت نظرة ماكرة في عينيه قبل أن يهمس
- من حسن حظك اني بمزاج جيد اليوم
- هل .. هل اعد لك القهوة سيدي
عادت جينا للقول بتردد فلم يحرك أونيل نظره عن يوليانا وهو يجيبها
- فلتعدها فيوليت ( تحركت يوليانا من أمامه لتعدها إلا انه قال موقفا إياها ) ماذا كان يريد بروس منك
- بروس ( تمتمت بحيرة وهي تنظر إليه وهزت رأسها بالنفي مضيفة ) لا اعرف أحدا يدعى بروس
ضاقت عينيه وظهرت ابتسامة متهكمة على شفتيه قائلا بهدوء غريب
- لا تعرفين شخصاً تحدث معك ثلاث مرات اليوم على الأقل وحسبما اذكر
رمشت وقد أدركت عن من يتحدث فحركة كتفيها مدعية وقائلة
- لا اعلم عمن تتحدث ( حلت لحظت صمت بعد قولها ليقول )
- لستِ بالغباء الذي تدعينه
- هل أضع لك بعض قطع البسكويت سيدي
عادت جينا للقول فحرك رأسه بالنفي دون النظر إليها وعينيه تصران على أن لا تفارقان يوليانا والتفكير باديً عليه ليستدير نحو الباب وهو يقول
- احضري القهوة إلى غرفة المكتب ( وعاد برأسه نحوها قائلا بتأكيد قبل أن يختفي ) أنتِ
ما أن اختفى حتى أسرعت جينا بالقول بهمس وقلق
- ما بك لا تصمتين عندما يحدثك أنت تثرثرين حتى كدت افقد أعصابي
- لم اقل سوى ما طلب منى الإجابة عليه لما أنت متوترة بهذا الشكل
- أن آمر اهتمام السيد بك لا يروقني
- اهتمام ( تمتمت بعدم تصديق مضيفة ) من أين أحضرتي هذا
- هذا ما اشعر به فهو لم يهتم من قبل بشأن أي فتاة منا ولكنه يفعل معك وأنا لا يروقني أن تلاحظ الفتيات هذا والا بدأن بنشر الإشاعات حولك
- أنت تبالغين فكل ما يريده هو طردي من هنا
- لم يهتم في السابق بطرد واحدة منا لهذا كوني حذرة وحاولي أن لا تثرثري عندما يحدثك وكوني هادئة ومن هو بروس هذا
- لا اعلم .. ومن أين لي أن اعلم
أسرعت بالقول وهي تقوم بإعداد القهوة فعادت جينا نحو الأطباق لتجففها وهي تقول
- لا اشعر بالراحة أبدا
حملت الصينية التي عليها كوب القهوة بيد وطرقت باليد الأخرى على الباب ثم فتحته ودخلت رفع أونيل نظرة إليها وقد جلس على المقعد الموجود خلف المكتب ورفع ساقيه بكسل على المكتب شاردا وضعت كوب القهوة أمامه وهمت بالتحرك إلا انه أوقفها قائلاً
- لم تعلميني بعد بما كنت تتهامسين أنت وبروس
- أعلمتك أني لا أعرف احـ
- لا داعي لكتمان الأمر فقريبتك ليست هنا ولن يعلم احد بما ستقولينه .. هيا أنا انتظر
أمعنت النظر به جيدا قبل أن تقول بإصرار وأصابع يديها تشتدان على الصينية التي تحملها
- ليس هناك شيء لأقوله لما لا تسأل الرجل الذي تقول انه تحدث معي
- لا يبدو لي انه يرغب بالإفصاح كما أنت أيضاً لا ترغبين مما يزيد فضولي فما الذي يجري هنا فيوليت
- لا اعلم سيدي ( قالت باقتضاب وقد بدا الضيق عليها )
حرك فكه مفكرا وعينيه لا تفارقانها وهو يقول
- هل طلب منك أمرا تخجلين الإفصاح عنه
شعرت بالدماء تتصاعد إلى وجهها فتمالكت نفسها قائلة
- ليس جميع الأشخاص يفكرون مثلك .. سيدي
اشتدت ملامح وجهه بشكل سريع وهتف قائلا وهو ينزل ساقيه
- كيف تجرؤين ( تراجعت للخلف ببطء وقد أدركت أنها قد استفزته بقولها فاستمر وهو يقف بعدم تصديق ) هل تدركين مع من تتحدثين ( هزت رأسها بالإيجاب بتوتر وهي تراقبه يقترب ببطء مستمرا ) أن وقاحتك لا توصف
- اعتذر عن ذلك لم أعني ما قلته
- ولا تصمتين أيضا وتستمرين بالحديث
- اعتذر عن هذا أيضا فلم اعلم انه لا يحق لي بالتحدث
اقترب منها ببطء ومازالت تتراجع إلى الخلف وهو يستمر
- لا يحق لك شيء
- كما تريد ( أسرعت بالقول وهي لا ترغب بتفاقم الأمر فهتف بحدة )
- لا تتحاذقي فلم اسمح لمن هم أفضل منك بهذا ( أخفضت نظرها متهربة منه وهي تقول )
- حسنا أنا اعتذر
- توقفي عن الاعتذارات التي لا تقصدينها
قال بحدة مما جعلها تلتصق بالجدار خلفها فابتلعت ريقها بتوتر قائلة وهي تنظر إليه
- أنا حقا اقصد ذلك فلا نية لي بإغضابك .. سيدي
- لا اشعر بأنك تعنين ذلك
- أنا اعني ذلك حقا ( وقف أمامها قائلا بغيظ )
- حسنا اثبتي ذلك إنها المرة الأخيرة التي أسالك بها ما الذي أرادة بروس منك
- لا شيء ( أسرعت بالقول )
- لقد رأيته يحدثك أكثر من مرة
قال بصوتً مهدد ومحذر فابتلعت ريقها ثم أسرعت بالقول وهي ترى نفاذ صبره
- أن ضيوفك يطلبون أشياء منا مناديل كأس ماء بحق لا اعلم عمن تتحدث ولا اذكر شيئا مميزا لأقوله لك
- كاذبة ( همس بحدة فأسرعت بالقول )
- كنت لأقول لك لو كنت اعلم ماذا تريد حتى اخلص نفسي أم أبدو مستمتعة بما يجري
- وهل أبدو لك مستمتعا ( أسرع بالقول بجفاء فتململت في وقفتها وعينيها لا تفارقانه قائلة )
- علي العودة لمساعدة جينا ( وهمت بالتحرك )
- ليس بهذه السرعة ( قال موقفا إياها ولكنها تجاهلت قوله وتختط عنه فأسرع بإمساكها من ذراعها وهو يشدد على كلماته ) قلت لك ليس بعد ليس قبل أن اسمح لك
استدارت إليه ببطء وحذر وحاولت سحب ذراعها منه وهي تقول
- ارجوا أن تدع ذراعي ( ضاقت عينيه واحكم أصابعه على ذراعها هامسا )
- حاولي أن تطلبي ذلك بطريقة مناسبة
اخذ قلبها ينبض بحذر لهذا الموقف الذي وضعة نفسها به فقالت وهي تشيح برأسها عنه
- أنا أرجوك سيدي
- مازالت لا تروق لي حاولي من جديد فتلك النبرة المتعالية التي تملكينها لا تروق لي
أغمضت عينيها طالبة أن يطول صبرها ثم فتحتهما ونظرت إليه قائلة
- أنت تستمتع بفرض قوتك على الغير اليس كذلك
- أنت طويلة السان بالقدر الذي لا يمكن احتماله هل كان الذين تعملين لديهم قبل حضورك إلى هنا يتقبلون تصرفاتك هذه أم يا ترى هذا هو سبب حضورك إلى هنا
- لقد اعتذرت لك فماذا تريد أكثر ( قالت بيأس وأمام نظراته التي ترفض مفارقتها أضافت ) حسنا سأعلمك .. ولكن بعد أن تترك ذراعي
- ما هو الذي ستعلمينني إياه بالتحديد
- الشيء الكثير ( تمتمت بغيظ فقال )
- حاولي مرة أخرى
- انكَ حقا لسيءُ التربية
خرج ما تفكر به على لسانها ولم تدرك أنها تفوهت بهذا إلا حين رأت عينيه التين أصبحتا قاتمتين وبدت الصدمة على وجهه فأرخى أصابعه عن ذراعها ليتركها ببطء هامسا كمن يشك بما سمعة
- ماذا قلت
أخذت تتراجع إلى الخلف بحذر وهي تراقبه بقلق وقد احمر وجهه بشكل كبير
- انا انا
أخذت تتلعثم وهي تتابع تراجعها فقال وهو ثابت في مكانه وعينيه لا تفارقانها
- لن تغادري هذه الغرفة قبل أن اسمح لك بهذا ولا تجرؤي على مخالفتي ..أطالبك بإعادة ما تجرئتي وقلته لي لتو
وقفت في مكانها رغما عنها فليذهب إلى الجحيم انه يخيفها حتى العمق فقالت بارتباك
- لم اعني .. ذلك
- ولكنك تجرئتي ( حركت رأسها بالنفي أمام عينيه الغاضبتان وهي تقول )
- لم .. اقصد .. أنت تحاول مضايقتي بطريقة لا استطيع معها شيئا
- أحاول مضايقتك ( همس بعدم تصديق وقد توسعت عينيه فأسرعت بالقول )
- من الأفضل أن لا أتحدث وعلي المغادرة أن جينا بانتظاري .. و ..
تلاشت كلماتها أمام نظراته ولم تجرؤ على التحرك أنشن واحدا من مكانها فأشاحت برأسها بضيق متهربة من النظر إليه وكل ما كانت تسمعه هو صوت أنفاسه القوية ومرت لحظة شعرتها دهرا لم يتحدث بها
- انظري إلي ( قال بصوتٍ بارد لا يخلو من الغضب فلم تستجب لطلبه وكل ما تريده هو الابتعاد من هنا فخطى نحوها بسرعة ليمسك فكها ويرفعه وجهها إليه مما جعل الذعر يدب بها وجعل أنفاسها تفارقها وعينيها تتعلقان بعينيه وهو يستمر ) لن اسمح لك بالتطاول أنت أول من فعل هذا وتأكدي انك ستكونين الأخيرة
وقعت الصينية من يدها ورفعتها إلى يده التي تحيط ذقنها وقد زاد ذعرها وقبل أن تستطيع التحدث شعرت به يتجمد عند انفتاح باب المكتب فحرك نظره عنها إلى الباب لتضيق عينيه ثم أرخى يده عنها ببطء فأخذت نفسا مضطربا وأسرعت نحو الصينية لتتناولها فها هي فرصتها للهروب واستدارت لتتجمد وهي ترى سترانس يقف هناك وقد بدت الدهشة عليه وهو ينقل نظره بينهما فأسرعت بإخفاض نظرها وتحركت نحو الباب متخطية عنه وقد شعرت بالنار تخرج من وجهها وهو ينظر إليها ومن ثم إلى أونيل بذهول فأسرعت نحو المطبخ لتتحرك جينا واقفة لدى رؤيتها وهي تقول
- لم تأخرتي لقد .. ما بك ماذا حدث
- لنغادر
أسرعت بالقول وهي تضع الصينية جانبا وتسرع نحو الباب لتتناول وشاحها وتخرج فتبعتها جينا بقلق
- ماذا جرى فيوليت هل قال لك شيئا هل فعل شيئا .. فيوليت
ولكن يوليانا استمرت بالسير بسرعة وصمت وهي تضم وشاحها وتشعر بالهواء البارد يرتطم بوجهها المحمر ما الذي سيعتقده والده ألان قد يقوم بطرد جينا وأطفالها إنها لا تستطيع تحمل هذا لا لا تستطيع
- بحق الله هلا أعلمتني ما بك ( هزت رأسها بتوتر هامسة )
- لا شيء
- لا شيء لا تقولي لا شيء أن مظهرك لا يوحي بأنك بخير
- أنا بخير
قالت بإصرار رافضة الحديث حول الأمر.........
- حسنا أيمكنك التحدث اليوم هل أنت أفضل ( هزت رأسها لها بالإيجاب وهي تجلس بجوارها وتتناول كوب الشاي الساخن فاستمرت جينا وهي تراقبها ) هل أغضبتي السيد منك من جديد
هزت رأسها للمرة الثانية بالإيجاب قبل أن تقول
- أتعتقدين أن علي الذهاب للقصر اليوم
- اطلب منك عدم العودة
- لا ولكن .. ولكنه غضب مني بشكل كبير
- يا إلاهي فيوليت قلت لك أن لا تغضبيه
- لم اقصد أنا فقط .. حسنا لن أتحدث بعد ألان سأصمت إلى الأبد لأنني كلما تحدثت تحدث كارثة .. هل علي الذهاب أن لم يطلب مني عدم الحضور
- أن لم يفعل يجب أن تذهبي وتجنبيه لا تدعيه يراك لا اعلم ما الذي يفكر به
ذهبت رغما عنها وقد رغبت بالاستدارة والعودة من حيث أتت عندما وصلت إلى القصر وأخذت تصغي إلى ميغي بترقب وهي تطلب منها الذهاب لتنظيف غبار الصالة فرافقت ميلي وهي شاردة لم يطلب سترانس من ميغي طردها وإلا لفعلت أنهت العمل بينما بدأ الضيوف بالاستيقاظ وبدأن بأعداد الإفطار فاقتربت كاتي منها قائلة
- تقول ميغي أن عليك مساعدتي بهذا ( وناولتها الأغطية البيضاء مستمرة وهي تسير ) علينا تغير الأغطية وترتيب الغرف
تبعتها يوليانا بصمت ولكنها منذُ الصباح وهي تشعر بضيق شديد وعدم الراحة وقد بدأ يتفاقم وضعها ألان دخلت احدى الغرف بينما تابعت كاتي سيرها نحو غرفة أخرى لتدخلها فانشغلت بدورها بترتيب الغرفة وهي تشعر بالرثاء على نفسها خرجت من الغرفة وبيدها الأغطية المتسخة وأغلقت الباب خلفها وهي تنظر إلى بروس الذي خرج بدوره من غرفته فتحركت وحاولت تخطيه فهي لا تحتاج إلى المزيد من التوتر وهو يسببه لها فمنذُ رؤيته وهي تترقب متى سيعرفها إلا انه أوقفها وهو يقف أمامها قائلا
- صباح الخير
- صباح الخير
أجابته باقتضاب وحاولت السير فعاد للقول من جديد بابتسامة واهتمام
- لقد تذكرت أين رأيتك أخيرا لم استطع النوم قبل أن اعرف أين رأيتك فأمرك حيرني وزاد فضولي ( توقف جسدها عن الحراك وحدقة به وقد غادرها قلبها فتوسعت ابتسامته قائلا ) الم تذكريني بعد .. هيا حاولي .. حسنا لم تكوني على مايرام ذاك النهار ربما هذا هو السبب ( بقيت تنظر إليه دون حراك محاولة إدراك ما يقوله لقد علم من هي هذا ما قاله هز رأسه لتحديقها به بجمود قائلا ) لا تذكرين ولكني افعل فأنت فتاة القطار
عقدت حاجبيها ببطء هامسة دون استيعاب
- فتاة القطار ( هز رأسه بالإيجاب مؤكدا )
- اجل لقد صعدتي إلى القطار دون أن تعلمي وجهته ألا تذكرين
فتحت فمها وأشرقت عينيها وظهرت ابتسامة ارتياح على وجهها قبل أن تقول
- أجل اجل اذكر ذاك النهار في القطار لقد اعتقدت اعتقدت
ولم تتابع وهي تتنفس بارتياح بينما نظر بروس خلفه ثم عاد برأسها نحوها قائلا
- ولكن ذاك النهار لم تبدي لي انك .. تعملين .. تبدين مختلفة تماما وهذا ما يزيد فضولي
- لقد .. توفي شخصا عزيز على ذاك النهار وكنت أعاني من صدمة كبيره لذا لم أكن على مايرام .. سررت برؤيتك من جديد اسمح لي ألان
إلا انه تجاهل قولها قائلا بإلحاح
- ما قصدته انك لم تبدي لي انك تـعـ
- اعذرني لدي عمل علي انجازه ( قالت وهي تتخطى عنه إلا انه سار معها بإصرار قائلا )
- أن وندي لن تصدق أبدا أن أعلمتها أني رأيتك هنا بدوتِ مرفهة وغـ
- عليك بالإسراع بروس وإلا فاتك طعام الإفطار
تناهى لها صوت أونيل من الخلف قائلا ذلك مما جمدها لوهلة فحاولت متابعة سيرها بينما حرك بروس رأسه نحو أونيل قائلا
- هذا ما سأفعله وعليك بالمثل ( وأضاف ضاحكا ) فالنهار سيكون شاقا وأنا انوي التغلب عليك بالصيد هذه المرة
نقل أونيل نظرة عن بروس نحو يوليانا التي تهم بنزول الأدراج وبروس خلفها قائلا
- لدي بعض الأغطية المتسخة هنا من الأفضل أن تأخذيها معك ( توقفت على أول الأدراج ليتخطى عنها بروس متابعا سيره بينما أخذت نفسا عميقا واستقامت بظهرها جيدا ثم تحركت عائدة نحوه وقد وقف قرب غرفته تخطته وأمسكت مقبض الباب تريد فتحه فقال ببروده ) أمازلت مصرة على القول بأن لا شيء بينك وبينه
حركت رأسها بالإيجاب وقد علقت عينيها بالباب أمامها رافضة النظر إليه وهي تقول
- لقد سألني أن كان الإفطار جاهز وأعلمته انه كذلك
- وعلي تصديق ذلك ( فتحت شفتيها تبحث عن أي تبرير تقوله دون أن تستطيع فأضاف وهو يعقد يديه معا ويميل على الحائط بجوار الباب ) ماذا تريدين القول هيا لن يفاجئني شيئا منك بعد البارحة
- أريد إحضار الأغطية المتسخة سيدي
- لا أغطيه متسخة بغرفتي ( قال بسخرية لعدم نظرها إليه وهو لا يبعد عينيه عن وجهها واستمر ) ما كان عليك الأسرع بالمغادرة البارحة
- هل علي الاعتذار من جديد عما حدث بالأمس .. سيدي ( قالت بضيق )
- أن كنت تعنين ذلك فلا باس ولكن أن كان الأمر غير ذلك فلتحتفظي به لنفسك ( لاذت بالصمت لقوله الجاف وتركت يدها مقبض الباب فضاقت عينيه قائلا ) هذا ما توقعته
- هل استطيع محادثتك بأمر ( قالت مقاطعة إياه وهي تنظر إليه فحرك رأسه لها موافقا وهو يدعي عدم الاهتمام قائلا )
- حسنا افعلي ( ثبتت عينيها على عينيه لثانيه قبل أن تهز رأسها بالنفي قائلة )
- لا لا شيء
وتحركت تريد تخطيه فلقد جنت لتغامر مع شخصا مثله لا يمكنها الثقة به فأسرع بالقول
- اعتقد أني قلت لك أن تتحدثي
- لا استطيع فأنا على ثقة من أن ما سأقوله لن يروق لك
- إذا هناك المزيد لما لم أفاجئ يا ترى أنا في منزلي وأتعرض للإهانة ومِن مَن ( وأشار إليها بنفور مضيفا ) من عاملة لدي لستِ المخطئة بل أنا لسماحي لك بذلك
- لستُ أسعى لإغضابك
أسرعت بالقول فأشار بيده نحوها مما جعلها تتراجع للخلف وهو يقول
- أنت هنا فقط لان والدي طلب ذلك وأنا لا أفضل مناقشته بهذه الأمور وإلا لكنت رميتك منذُ زمن خارجاً
رفعت رأسها بكبرياء قائلة وهي تضم الأغطية إليها
- لا بأس أعدك أن لا تراني أمامك مرة أخرى
ظهرت ابتسامة مائلة على شفتيه وهو يقاطعها قائلا
- أنت مخطئة تماما فأنا أريد رؤيتك يوميا أمامي حتى أتأكد من تهذيبك وجعلك تقدرين من تعملين لديهم ( لمعت عينيها لقوله وحاولت جاهدة التزام الصمت بينما استمر وهو يخطو نحوها ويخفض صوته مهددا ) لا تعتقدي أني نسيت ما حصل ذلك اليوم فأنا لا انسي أبدا
اشتد جبينها وهي تنظر إليه وقد اقترب كفاية منها فهمست مستنكرة وقد ضاقت صبرا منه
- إلا ترى سيدي أن علي الذهاب لعملي ألان فأنت تعوقني عن أتمامه
وضع يده على الحائط بجوار رأسها وهو يقول بهمسً حاد وعينيه لا تفارقانها وهو يتعمد إخافتها وقد نجح بذلك
- اعتقد أن علي إرسالك إلى منزل بارت فهو يجيد التعامل مع أمثالك
حاولت التنفس بعمق وقد التصقت بالحائط جيدا قائلة وهي تحاول جاهدة أن تبقى ضمن الياقة
- لما تتصرف معي بهذا الشكل ( حرك رأسه مدعي التفكير ثم قال وعينية تستقران عليها )
- لأني ارغب بذلك
نقلت عينيها بعينيه فلولا خوفها على جينا لكانت أرت هذا المتعجرف حجمه الحقيقي فعادت لتقول
- أن ميغي تبحث عني ألان بالتأكيد
- اجل إنها تفعل ذلك ومن الأفضل لك الإسراع لرؤيتها ( انتفضت على صوت سترانس الذي قال ذلك وهو يسير نحوهما فنظر أونيل إلى والده ثم رفع عينيه إلى ألاعلا بينما شحب وجهها وأسرعت بتخطي أونيل متجهة نحو الأدراج لتختفي وهي تسمع سترانس يقول لأونيل الذي استقام بوقفته ) الم تكتفي من ألهو خارجا حتى تلاحق العاملات هنا ( وضع أونيل يده بجيب بنطالة بعدم اكتراث وهو ينظر إلى والده الذي تخطى عنة مستمرا ) أنت في السادسة والعشرين وابني الوحيد وللأسف لا يمكنني أن ارفع رأسي بك
- للأسف .. ولكن ما الذي يمكنك أن تفعله
أجاب والده وهو يتخطى عنه فتوقف سترانس في مكانه ناظرا إليه قبل أن يقول
- علي أعادت تربيتك من جديد ( ابتسم أونيل وهو يقول )
- لقد فات الأوان على ذلك.......
- اقسم أني لا استطيع احتمال المزيد اقسم بهذا
- مع من تتحدثين
تساءلت جيني وهي ترى يوليانا تتحدث مع نفسها بالخارج فنظرت إليها قائلة
- أتحدث مع نفسي فأنا اشعر بالضيق الشديد ورغبة ملحة لتشاجر مع احدهم
- لست الشخص المناسب سأذهب وأرسل لك واحدة غيري
قالت جيني وهي تعود لداخل فرفعت يوليانا رأسها إلى الأعلى تحاول استنشاق الهواء فلإذلال الذي تشعر به وتتعرض له لا مثيل له
- فيوليت أن ميغي تريدك بالداخل كي تـ
- لا تريد شيئاً ( قاطعة اميلي التي أطلت من باب المطبخ مستمرة ) اعلمي ميغي أني متوعكة
- عليك تلبية طلبها فأنت لست بحاجة لإثارة غضبها عليك أكثر.. هيا تعقلي
مرت لحظة صمت بعد قول اميلي ذلك لتتنفس بعدها بعمق وتهز رأسها بالإيجاب وتتحرك لتدخل المطبخ رغما عنها
- لتساعديني بأعداد الطعام بادرتها كاتي فور رؤيتها فتجاهلتها وتوجهت نحو فتاتان تقومان بتقشير البطاطا لتساعدهما وهي تنظر إلى المجموعة التي التفت حول إحدى الفتيات فهزت رأسها بفضول وهي تتأمل ظهر الفتاة لميلي التي انضمت إليها فهمست لها
- إنها فكتوريا مرافقة اليدي لورين
تأملت فكتوريا التي تجمع حولها عدد من الفتيات بما فيهم جيني لتقول بصوت مرتفع وهي تتعمد الانشغال بتقشير حبة البطاطا التي تناولتها
- ما هو الجديد من حيث حضرتي ألا يوجد ما هو مشوق
نظرت فكتوريا إليها وهي تقول
- هناك الكثير من الأمور الشيقة
- ما الذي حل بالنبيلة التي هربت مع احد العمال
- أنت تتحدثين عن اليدي فروديت
قالت فكتوريا باهتمام وهي تسير نحوها فحركة كتفيها بعدم اكتراث وهي مشغولة بعملها قائلة
- اعتقد ذلك
- اجل إنها هي لقد سمعنا أنها هربت برفقة عامل لديها
نظرت فكتوريا نحو أميلي قائلة
- اجل ولكن على ما يبدو أن هذا الأمر ليس صحيحا فقد سمعت أنهم ينتظرون حتى أخر الشهر قبل أن يعلنوا وفاتها أن لم يظهر لها اثر خاصة وأنهم واثقون من أنها تعرضت لحادث أدى إلى وفاتها والذي يجعلهم ينتظرون حتى هذا الوقت هو أنهم لم يجدوا جثتها ويعتقدون أنها قد تكون غرقت أو ما شابه
أخذت يوليانا تقشر رأس البطاطا ببطء وهي تصغي إلى فكتوريا وقد شعرت بقشعريرة تسري بجسدها فقالت جيني
- المسكينة لو تزوجت العامل لكان هذا أفضل من هذه النهاية
- لا اعتقد أنها كانت لتفعل هذا خاصة وأنها سيدة نبيلة كما أنها رائعة الجمال والكثير من الرجال كانوا يرغبون بالتقرب منها
- هل رأيتها فكتوريا
- اجل .. بكل تأكيد رايتها .. لقد حضرت لزيارة اليدي لورين في إحدى الأمسيات عندما كانت تقوم سيدتي بزيارة العاصمة .. إنها لطيفة وأنيقة ( رفعت يوليانا نظرها نحو فكتوريا للحظة قبل أن تهز رأسها وتعود لمتابعة عملها بصمت بينما استمرت فكتوريا ) لقد توفيت قريبة لها منذُ مدة ويقال أنها تعرضت لصدمة اثر ذلك مما جعلها منعزلة وغير قادرة على التفكير بطريقة سليمة
- أتملك الكثير من المال
- الكثير الكثير فلقد أورثها والدها مناجم الذهب
- أنتِ جادة
- اجل
- ولمن سيذهب كل هذا
- فليقوموا بتوزيعه علينا
- اجل تابعي أحلامك
- أن لديها أقرباء سيرثونها
- هل تتخيلون أن أجد كنزا ( تمتمت جيني وهي تنظر إلى السقف حالمة )
- تجدين كنزا ( قالت ليزا ضاحكة واستمرت ) سنقول حينها تلك الفتاة كانت تعمل معنا قبل أن تجد كنزا وتصبح إنسانة أخرى
أخذت الفتيات تتضاحكن بينما ابتسمت يوليانا بكآبة هل سيبدون سعيدات هكذا لو علمن أن اليدي فروديت بنفسها تعمل هنا معهن
- لم انتن مجتمعات ( قاطعتهم ميغي وهي تدخل إلى المطبخ مستمرة ) سيعود السيد وضيوفه من الصيد عما قريب فأسرعن بتحضير الغداء
- هل وصل السيد ثورب ( تساءلت فكتوريا فأجابتها ميغي )
- اجل انه برفقة السيد سترانس .. هل تريد اليدي رؤيته
حركت فكتوريا رأسها بالإيجاب وهي تقول
- اجل سأعلمها بوصوله
أن سترانس دلبروك يوترها بشكل كبير بمراقبته لها بهذا الشكل فحاولت تجاهله وهي تضع الطعام على الطاولة وان حدثها ستعلمه أن والده عديم الأخلاق وهو لا يتركها وشأنها شعرت بتورد وجهها وهي تذكر نظراته عندما دخل إلى غرفة المكتب كانت تتوقع أن يقوم بطردها ولكنه حتى ألان لم يفعل فاعتقدت أنه نسي الأمر ولكن عينيه التين تراقبانها ألان تخيفانها وتجعلها غير واثقة من انه تجاهل أمرها
- ارجوا المعذرة ( قال الرجل الجالس بجوار سترانس وهي تهم بدفع عربة الطعام الفارغة وقد أفرغت محتوياتها على الطاولة فنظرت إليه وهو يضيف بود ) احتاج إلى كوبً أخر من الماء
هزت رأسها بالإيجاب وتابعت سيرها نحو المطبخ قائلة لميلي
- الرجل الذي يجلس بجوار السيد سترانس يريد المزيد من الماء ( ثم نظرت نحو جيني متسائلة وميلي تغادر ) من يكون ذلك السيد
- انه السيد ثورب .. هو الذي يدير معظم شؤون العمل لسيد سترانس
شردت عينيها بعيدا بعد قول جيني وهي تذكر رؤيته مع مارغريت تلك الليلة في النزل , حملت السلة الصغيرة بين يديها وقد أحضرت بها بعض الطعام وهي تسير عائدة نحو المنزل وقد غابت الشمس دون أن تشعر فعقلها يعمل ويعمل أخرجها من شرودها صوت ضجيج وظل احدهم يجري بجوار الطريق وشخصان يلاحقانه ليمسكا به ويتشاجروا معا وضعت ما بيدها أرضا وجرت نحوهم بسرعة وهي تصغي جيدا لأصواتهم
- ابتعدوا ( هتفت وهي تقترب أكثر وجذبت من بينهم جاك نحوها مستمرة ) توقفوا توقفوا .. أنت بخير .. قلت توقفوا
صاحت بالفتى الذي قام بضرب جاك فأسرع جاك يرد الكمة له وهم الفتى الأخر بالدخول معهم من جديد فدفعته بعيدا قائلة
- قلت توقفوا هيا ( وأبعدت الفتى من جديد وأمسكت جاك الثائر )
- دعيني سأريهم دعيني فيوليت قلت دعيني
- إهداء وأنتما ابتعدا من هنا وإلا تركته ليلقنكما درسا لا تنسياه
- هيا هيا اختبئ خلف فتاة ( قال احدهم وهما يتراجعان إلى الخلف ويبتسمان ليستفزانه مضيفان ) جبان جبان
- دعيني
صاح جاك بها إلا أنها زادت من جذبة من ذراعه بإصرار قائلة
- لا تدعهما يستفزانك انهما لا يستحقان
توقف عن مقاومتها ولكن صوت أنفاسه القوية لم تهدأ بينما تراجع الصبيان واستدارا مبتعدين وهما يتضاحكان فتركته بعد أن تأكدت من ابتعادهما قائلة
- لما يطاردونك
- لأنهم حمقى
قال بتذمر وسار وهو يعيد قميصه إلى وضعة الطبيعي فتبعته وأسرعت نحو السلة التي وضعتها أرضا وهي تقول
- لا تأبه لهم أن كنت على حق ولا تسمح لأحد بأهانتك ( نظر إليها لقولها قائلا وهي تسير بجواره )
- لا تدعي والدتي تسمعك والا قالت انك تقومين بتحريضي على افتعال المشاكل
- هناك طرق أخرى غير استعمال القوة فكر جيدا وسترا أن استعمال عقلك قد يفيدك أكثر بكثير من استعمال ذراعك
- وكأني لا افعل .. ومن يسمعك يقول انك ذات خبرة
- لو كنت كذلك لعلمت كيف اخرج نفسي مما أنا به
- وما أنت به
حركت كتفيها دون أجابته.......
- خذي الشاي إلى الداخل 
طلبت منها كاتي وهي تضع أمامها صينية بها الشاي في اليوم التالي فتركت ما بيدها وهي تقول
- ولما لا يقدمها أحدا غيري
- لقد طلب السيد أن تقومي بهذا العمل ( ولمحتها بعدم رضا وهي تضيف ) ربما لأنه يفضل أن يُري ضيوفه وجوها جيدة ومناسبة لهذا اختارك فلا يمكنني على سبيل المثال أن اطلب من ميريال أن تقدمها
نظرت يوليانا إلى ميريال التي حدقت بهما ثم احمر وجهها واخفضت نظرها وعادت لتحريك القدر مما جعل يوليانا تشعر بالإشفاق عليها وقد سائها سماعها لقول كاتي بسبب وجه ميريال الدائري والذي يكسوه الحبوب فتناولت الصينية وهي تقول
- أجد الأمر غريبا فميريال تبدو أفضل منك ورغم ذلك يسمحون لك بالتقديم ( توسعت عيني كاتي بينما تختط عنها مستمرة وهي تحدق بالأكواب ) الأكواب قليلة
- لقد غادر ضيوف السيد بعد الإفطار ولم يتبقى سوى عائلة اليدي لورين والسيد ثورب والسيدة مارغريت تأخذ قيلولة
أجابتها جيني وهي تتخطى عنها , حرك أونيل عينيه بين الجالسين ببطء وما أن توقفت عينيه على جوزين حتى ابتسمت له فأبعد عينيه عنها بعدم اكتراث واخذ يهز قدمه بملل واضح ولم يبدو مهتما بالحديث الدائر بين والده وثورب وبلايك ثم عاد بنظره نحو جوزين وقد مالت قليلا لتسمع ما تهمس والدتها بأذنها ثم حرك رأسه نحو يوليانا التي أطلت تأملها ببطء من رأسها حتى أخمص قدميها ثم ظهرت ابتسامة على شفتيه سرعان ما أخفاها وهو يراقبها تقترب لتتخطى عنه نحو السيدات فحرك قدمه قليلا للأمام لاحظ ثورب تصرفه وهم بقول شيء ولكن الأوان كان قد فات وقد اختل توازنها بشكلٍ مفاجئ عند اصطدام قدمها بشيء ظهر فجأة أمامها فأسرعت بإمساك الصينية جيدا بين يديها وقد فتحت عينيها جيدا خوفا من إسقاطها وهي تحاول استعادة توازنها تحرك ثورب بسرعة نحوها ممسكا الصينية من يدها بأحدى يديه وباليد الأخرى امسكها من ذراعها ولكن ساقها اليمنى لم تسعفها فوقعت على ركبتها وأنت بألم لاصطدام ركبتها بالأرض
- أنت بخير ( أسرع ثورب بالقول وهو يقدم الصينية لجوزين التي تحركت واقفة لتتناولها منه بينما تجمد سترانس وعينيه تستقران على أونيل الذي بقى جالسا باسترخاء يراقب وكأن شيئا لم يحدث بينما تحركت يوليانا واقفة ويد ثورب تساعدها وهو يتأملها باهتمام وهو يقول من جديد ) هل أصبتي
حركت رأسها بالنفي وهي لا تستطيع النطق بحرفً واحد والإحراج الشديد يتملكها حاولت الإفلات من يد ثورب فتركتها احد يديه وهو يقول
- ميغي أين أنت
- أنا بخير أشكرك
تمتمت وهي تحاول الابتعاد إلا أن يده التي تمسك ذراعها منعتها وهو ينظر إلى سترانس ثم عاد بنظره إلى ميغي التي أطلت قائلا
- ساعدي الآنسة فلقد تعرضت للإصابة على ما اعتقد
نظرت ميغي إلى يوليانا التي احمر وجهها بشكل كبير لتقترب وهي تقول بتردد
- حسنا
- أنا بخير حقا
عادت لتقول وهي تبعد يده عنها وتتحرك مبتعدة فقال أونيل ببروده أرادت قتله عليها وهو يتابعها
- عليك بالنظر جيدا أمامك
تابعت سيرها متخطية ميغي بينما نظر إليه ثورب بعدم رضا فبدا التهكم بنظراته قبل أن ينظر إلى جوزين التي تنظر إليه ليبتسم لها بتصنع بينما عاد ثورب لنظر إلى سترانس وهو يعود للجلوس في مكانه , جلست يوليانا بالمطبخ وهي تشعر بالحر الشديد رغم برودة المكان وحركت ثوبها كاشفه عن ركبتها لتجدها محمرة
- ما بك ( تساءلت إحدى الفتيات )
- لقد كدتي توقعين الأكواب لما لا تنتبهي ( قالت ميغي التي دخلت إلى المطبخ خلفها )
- بحق لا استطيع سماع أي انتقاد ألان ( قالت وتوقفت عن المتابعة وهي ترى تغير ملامح ميغي التي تنظر إلى الباب فنظرت إلى حيث وقف ثورب وأسرعت بإنزال ثوبها مخفية ركبتها فسار نحوها باهتمام بينما بدأت الفتيات بالتهامس تحركت تريد الوقوف فأسرع بالقول
- لا لا تتحركي جئت للاطمئنان عنك ( بقيت جالسة وهي تنظر إليه بحيرة قبل أن تقول )
- إنها إصابة طفيفة ليس إلا
- أنت واثقة
تسأل وعينيه السوداوتين تتعلقان بها باهتمام صادق فهزت رأسها بالإيجاب ببطء فحرك مقلتيه دون أن يحرك رأسه وهو يستمتع لتهامس الفتيات ثم عاد لينظر إليها قائلا
- حسنا .. ولكن أن احتجتي إلى شيئا فارجوا منك أعلامي
عادت لتهز رأسها له بالإيجاب للمرة الثانية فابتسم لها واستدار مغادرا تابعته بعينيها حتى اختفى فهمست جيني
- يا له من سيد نبيل .. هل رأيتم ابتسامته
- ماذا يريد منك فيوليت ( نظرت إلى كاتي التي تساءلت وهي تقول بشرود )
- لا اعلم ( ثم أسرعت بالقول وهي تعود إلى الواقع ) وماذا سيريد مني .. انه سيد مهذب وقد حضر ليطمئن علي .. وماذا غير هذا
همست تحدث نفسها فعادت جيني للقول
- في الحقيقة أن السيد ثورب أنبل رجلا رأيته............
- فيوليت قبل أن تغادري اعدي القهوة لسيد أونيل انه في غرفة المكتب
- أنا مغادرة لذا افعلي ذلك بنفسك
- لقد طلب أن تعديها أنت كما أني سأذهب لإعلام اليدي لورين انه يدعوها لشرب القهوة برفقته
قالت ليزا ذلك وتحركت مغادرة فأخذة يوليانا تعد القهوة بسرعة بينما قالت جيني
- أعلمتني فكتوريا أن اليدي مغتاظة منه جدا لأنه لا يعيرها أي اهتمام ويتجاهلها كلما حاولت التقرب منه وانظري ألان انه يدعوها لشرب القهوة برفقته أن السيد أونيل ماهر بالتلاعب بالناس .. اشعر بالحزن على اليدي فهي تستحق أنسانا أفضل منه
تنفست بعمق وهي تدخل إلى مكتبه ومازالت ذِكرا الليلة السابقة تلاحقها فكلما دخلت إلى هنا تتعقد الأمور لذا كل ما عليها هو التزام الصمت والإصغاء دون تذمر لمحته بنظرة وقد وقف قرب رف الكتب يتأملها حرك رأسه نحوها عند دخولها ثم تحرك نحو الباب وهي تضع القهوة على الطاولة استقامت بوقفتها وهي تسمع صوت انغلاق الباب فنظرت إليه وقد تعمدت تركه مفتوحا لتجده يقف مستندا عليه يراقبها مما جعل دقات قلبها تتسارع فأشارت نحو القهوة قائلة
- لقد أحضرت القهوة
هز رأسه بالإيجاب وهو يبتسم ويتحرك نحوها فأرادت التحرك لتخرج ولكنه منعها وهو يتساءل
- كيف حال ساقك
- إنها بخير
أجابته بسرعة وهي تحاول تخطية ولكنه وقف أمامها مانعا إياها فرفعت نظرها إليه قائلة
- ارجوا المعذرة ولكني أريد المرور
- أنت تكررين هذا دائما ألا تفعلين
- لأن لدي دائما أمورٌ مهمة أقوم بها
- اعذريني هل أأخرك عن القيام بها
بللت شفتها وهي تخفض نظرها انه يريد استفزازها ألا يفعل ولكنها لن تسمح له فتحركت مبتعدة عنه تريد تخطيه إلا انه وقف أمامها من جديد قائلا بإصرار
- هل أعلمت ليز جوزين أني ادعوها لشرب القهوة
- أجل فعلت
- حسنا ( قال مفكرا فتحركت من جديد لتخطيه إلا انهُ تحرك معها ليبقى أمامها فهمست وهي تنظر إليه جيدا )
- بحق الله سيدي ( تلألأت عينيه بابتسامة وهو يقول باهتمام زائف )
- لما أنتِ على عجلة من أمرك
- لقد كان نهاري شاقا وساقي تؤلمني لذا أنا على عجلة من أمري فما زال أمامي السير حتى المنزل وهو ليس بالقريب من هنا
- أنتِ محقة انه أمرٌ مرهق السير كل تلك المسافة وبهذا الجو وبساقً مصابة ( تمعنت النظر به ولكن لا اثر لسخرية على وجهه فأضاف وهو يشير بيده إلى قدمها ) ارني ركبتك هل جرحت
تراجعت إلى الخلف وهزت رأسها بالنفي وهي تقول
- لا .. انها بخير ( رفع حاجبيه وهو يتحرك نحوها مصرا )
- حسنا ارني إياها أن كانت بحاجة إلى العلاج فسأرسل خلف الطبيب
أسرعت بوضع يديها على ثوبها وهي تتراجع قائلة بإصرار
- قلت إني بخير ( لمحها بتهكم قائلا )
- هل أنت طبيبة لتدركي ذلك
- ولستَ كذلك
أسرعت بالقول وهي تلتف لتقف خلف الأريكة وعدم الاطمئنان له يزداد داخلها فحرك يده مشيرا لها وهو يبتسم قائلا
- لما أنت مضطربة بهذا الشكل كنت أمازحك
ولكن النظرة الماكرة لم تفارق عينيه فهزت رأسها قائلة
- هذا ما اعتقدته فلم اعتقدك جادا .. وألان اعذرني
وأسرعت من خلف الأريكة نحو الباب إلا انه أسرع نحوها قبل أن تستطيع ذلك ممسكا إياها من ذراعها جاذبا إياها لتنظر إليه وهو يقول
- ليس بهذه السرعة
انكمشت على نفسها وحدقت به بعينين حذرتين وهي تقول بجدية
- من الأفضل أن تتركني اذهب
- لا تهدديني ( همس باستمتاع فقالت بغيظ وهي تحاول تمالك نفسها )
- عليك أن تبتعد وتدعني أغادر حالا فلن اسمح لك بالتصرف معي بهذا الشكل المهين
- المهين ( تمتم برقة وعينيه لا تفارقانها وأضاف برقة خبيثة )
- حتى هذه اللحظة لم أعاملك بطريقة مهينه ولكن يمكنني أن أفعل
- توقف ( تمتمت بغضب واستقامت بظهرها رافضة ضعفها وهي تضيف ) ابتعد عني في الحال إلا إذا أردت رؤية جميع سكان هذا المكان هنا وأنا جادة
- آه ( قال وهو يرفع حاجبيه مفكرا ثم ابتسم قائلا ) هذا يبدو مناسبا هيا ابدئي
- رباه دعني ( قالت بنفاذ صبر وهي تتراجع محاولة سحب يدها منه فأسرع بالقول وهو يحاول إبقائها في مكانها
- حسنا حسنا سأدعك ولكن بشرط ( توقفت عن التحرك وعينيها معلقتين به فهمس بثقة ) عليك وعدي بعدم المغادرة دون أن اسمح لك
تأملته بشك وهي تقول
- لماذا
ولكنه تجاهل سؤالها وأرخى أصابعه عن ذراعها ببطء وهو يقول
- أترين أنا أنفذ وعدي ( وابعد يده عنها مضيفا ) عليك بالمثل
عادت للقول من جديد وعينيها تراقبانه وهي لا تشعر بالثقة به
- لما علي البقاء ( حرك كتفيه )
- دون سبب ( هزت رأسها بشك وتراجعت ببطء إلى الخلف وهي تقول )
- ليس هناك شيء دون سبب
طُرق الباب فاستدارت برأسها نحوه وهي تتنفس الصعداء وهمت بالتحرك ولكن أونيل امسكها من ذراعها بسرعة لم تدركها وجذبها نحوه ولا تعلم كيف أصبحت ملتصقة به وقد أطبق فمه على شفتيها ويديه تحيطانها مانعا إياها من الحراك الذي لم تحاوله للوهلة الأولى لصدمتها وعدم استيعابها لما يحصل لها ثم وضعت يديها على صدره محاولة دفع نفسها بعيدا عنه مستنكرة ما يحصل لها ولكن يديه لم تسمحا لها ثم أرخاهما فتراجعت بذعر وعينيها تحدقان به بذهول فرفع يده ليمسح فمه بكم قميصه وعينيه تحدقان خلفها فتوسعت مقلتيها بعدم تصديق وحركت رأسها نحو الباب لتجده مفتوحا ولا أحد هناك فعادت بنظرها إليه ببطء وقد أدركت لتو ما حصل فابتسم بتهكم وهو ينظر إليها بتعالي قائلا
- هذا صحيح ليس هناك شيء دون سبب
لا تعلم كيف فعلت ذلك ولكن دوي الصفعة التي وجهتها له طن بأذنها بقوة كبيرة ولكن حتى صفعتها لم تخفف من الغضب الذي شعرت به اتجاهه بينما جحظت عينيه بعدم تصديق فهزت رأسها بالإيجاب قائلة من بين أنفاسها المضطربة
- تستحق أكثر من هذا
وتحركت مغادرة بسرعة وهي تفتح عينيها جيدا كي لا تدمع ولا تضعف بينما رفع يده بذهول نحو خده .
- ما بك .. فيوليت .. هل تبكين
- سـ اهداء ( همست لويل الذي فاجئها وأضافت بصوت هامس حتى لا يستيقظ احد ) عد لنوم
إلا انه لم يفعل بل تحرك من جوار جينا النائمة وقد استطاعت يوليانا بجهد كبير أن تبدو بخير طوال الوقت حتى اختلت بنفسها وهي لا تستطيع الاحتمال فأمورها تزداد سوءً اقترب ويل منها هامسا وهو يحدق بوجهها بفضول
- لما تبكين
- أنا لا ابكي عد لنوم
أسرعت بالقول وهي تمسح وجهها وتحاول الابتسامة إلا أن الحزن بدا على وجهها فجلس بجوارها والتصق بها قائلا
- لا أنت تبكين هل أنت متوعكة أن والدتي تعد إعشاباً عندما أكون متوعكا و
- لا أنا بخير
صمتت دون متابعة والدموع تتجمع بمقلتيها من جديد لتحجبا الرؤية من أمامها فعادت لمسحهما بينما بقي ويل صامتا ملتزم الصمت لفترة فنظرت إليه لتجده على وشك البكاء فأسرعت بإظهار ابتسامة وهي تقول
- انظر أنا بخير أترى ( ومسحت وجهها جيدا وابتسامتها تكبر فنظر إليها بتجهم فأضافت ) لا اشعر بالتوعك أنا بخير ولكني تشاجرت مع احدهم وقد أغضبني ذلك وألان انظر أنا بخير
- انه السيد ( همس وشفتيه تظهران انه على وشك البكاء )
- لا عليك ابتسم فان بكيت سأعود للبكاء ( تمتمت باسمه وحركت يدها لتحتضنه وهي تضيف ) هل أخبرك قصة ( ولكنه لم يجبها فهمست بصوت رقيق حنون ) سأخبرك قصة الفتى الصغير الذي أصبح فارسا شجاعا يهابه الجميع مارئيك
- هل كان يملك خيلا ( تسائل وهو يفرك عينيه )
- اجل
تمتمت وأخذت تقص له بصوت هامس , فتحت عينيها بتشوش محدقة بجينا التي تحاول إيقاظها وهي تضع الوشاح على كتفها قائله
- لقد تأخرتي هيا ( جلست في فراشها ونظرت إلى ويل النائم بجوارها ثم بجينا قائلة )
- إلى أين أنت ذاهبة
- علي إيصال المناديل لسيدة آدمز لقد تاخرتي بالذهاب أسرعي وإلا أثرتي غضب ميغي ( وتحركت نحو الباب مستمرة ) أن سألتك قولي انك لن تكرري ذلك ولا تجادلينها هلا فعلت ذلك
هزت رأسها بالإيجاب وأسندته على الحائط خلفها وجينا تغادر لتغمض عينيها بإعياء تام ستتسبب بطرد هذه العائلة من هنا بكل تأكيد أن استمرت بالتصرف بهذا الشكل عليها إيجاد مكان أخر تختبئ به فهي لن تتحمل أن تكون السبب بطرد جينا وأطفالها من هذه الأرض لو أعلمتها أنها ليست فيوليت يا الاهي لن تسامحها أبدا على هذا فتحت عينيها وهي تتنفس بعمق ثم تحدق بجاك الذي استيقظ واخذ يوقظ روي فتساءلت
- إلى أين ستذهب اليوم
- إلى أي مكان فيه عمل
- إلى المحطة
- لا لا اعتقد لماذا
تساءل وهو ينظر إليها فهزت رأسها بالنفي وتحركت مغادرة الفراش , أسندت ظهرها على السور بالخارج محدقة بالطريق بشرود لقد تأخرت كفاية ليدركوا عدم ذهابها ماذا سيحدث ألان سيحضر هو بنفسه كما فعل سابقا ليهددها ويطلب منها عدم أعلام احد أم يطلب منها مغادرة دلبروك قد يفعل وقد يطلب من جينا وأطفالها ذلك لم تعد تعلم كيف ستتصرف نظرت إلى الجهة الأخرى من الطريق المؤدية إلى المحطة وقد عادت الدموع لتترقرق بعينيها ورفعت يدها لتتلمس قلادتها من فوق ثيابها وهي تشعر بألم يجتاح صدرها لقد وقعت في ورطة كبيرة لا تعرف كيف تخرج منها كل ما عليها فعله هو الذهاب إلى المحطة وقصد جرترود لتظهر في منزلها ثم ماذا تستقبلها اليزابيث وبايرون بأذرع مفتوحة ربما في البداية ثم ماذا يقومن بالتخلص منها أغمضت عينيها بألم يا لهذه العائلة التي تملكها أن محبتهم لها تكاد تقتلها ابتسمت بألم أن أخر ما كانت تتوقعه أن تعمل خادمة وتتعرض للإهانة تلو الأخرى وتدعي أنها إنسانه أخرى فتحت عينيها وهي تتنفس بعمق وعادت بنظرها إلى الجهة المقابلة لطريق وهي تشاهد رجلاً يسير عليها ضمت وشاحها عليها وهي تشعر بنسمات الهواء الباردة شد انتباهها دخول الرجل الطريق المؤدية إلى المزرعة فتأملته وقد تنبهت حواسها
- مرحبا ( قال وهو يقف أمامها وينظر إليها بفضول مضيفا ) أنت فيوليت ( هزت رأسها له بالإيجاب فأضاف ) أنا جويل اعمل سائس السـ
- اعلم من أنت
قاطعته قائله وقد كانت شاهدته أكثر من مرة في الإسطبلات فقال
- طلب مني السيد إعلامك انه يرغب برؤيتك و
- أرسلك السيد ( همست بسخرية فهز رأسه بالإيجاب قائلا وهو يخفض صوته )
- اجل السيد سترانس
تجمدت وأمعنت النظر به قبل أن تبتلع ريقها ببطء فلقد توقعت أونيل وليس سترانس فاستمر ) طلب مني إعلامك انه يرغب برؤيتك
هزت رأسها بالإيجاب ببطء وقد شحب وجهها هامسة
- حسنا .. سأذهب لرؤيته
- ليس في القصر يريد أن أقلك إلى احد أكواخه ( تمعنت النظر به جيدا قائلة )
- ولما يريد السيد أن اذهب إلى احد أكواخه
- لا اعلم طلب مني فقط أن أقلك إلى الكوخ ( لم تقتنع بقوله لذا قالت بشك )
- من الأفضل لك أن لا تكون احدى حيل السيد أونيل
- غادر السيد أونيل باكرا اليوم واعتقد انه بالقطار ألان متجه إلى مكان ما
- وهل علي الثقة بك ( فهمس بصوت منخفض )
- ارجوا أن تفعلي ذلك فقد طلب مني السيد أن احضر إليك بنفسي وأقلك إلى هناك
بقي الشك بملامحها قبل أن تقول
- هل الكوخ قريبا من هنا
- لا سأقلك بالعربة فالقد أوقفتها خلف تلك الشجيرات فلقد طلب مني السيد التكتم وعدم لفت الأنظار ( توسعت مقلتيها لقوله فأسرع بالإضافة ) لا اعلم السبب بطلبه هذا
- ماذا يجري ( تسائلت بقلق فهز رأسه بالنفي وهو يقول )
- أنا فقط أنفذ أوامر السيد سترانس
وتحرك مبتعدا ومشيرا لها أن تسير ولكنها لم تفعل وبقيت تحدق به وهو يبتعد ثم ضمت وشاحها عليها جيدا وتحركت بتردد لتتبعه وهي غير واثقة من قرارها هذا وما أن وصلت قربه حتى فتح لها باب ألعربه المغلقة فصعدت بها ليغلق جويل الباب خلفها قبل أن تبدأ العربة بالتحرك نظرت بتردد حولها قلقة من أن تكون ارتكبت خطئ بحضورها وما زاد توترها شعورها بأنهم لم يصلوا بعد والطريق لا تنتهي أوقف جويل العربة مما جعلها تقترب من النافذة لتنظر إلى الخارج ففتح جويل لها الباب لتغادر العربة بتردد وهي تتلفت حولها قبل أن تنظر إلى الكوخ الذي أمامها وقد اقترب منه جويل ليفتح الباب ويشير لها للدخول ففعلت وعينيها تنظران بحذر إلى الداخل
- سيدي لقد وصلت الآنسة
تعلقت عينها بسترانس الذي اطل من الغرفة المجاورة ونظر إليها بدوره قائلا لجويل
- حسنا .. انتظر في الخارج .. تفضلي
ابتلعت ريقها بصعوبة ونظرت إلى جويل الذي خرج وأغلق الباب خلفه فأمسكت بأطراف وشاحها بتوتر وهي تنظر إلى سترانس الذي أشار لها نحو المقعد قائلا
- ألا ترغبين بالجلوس ( هزت رأسها قائلة )
- لا سيدي .. لقد أعلمني جويل انك ترغب برؤيتي
- اجل هذا صحيح ( قال وهو يتحرك نحو النافذة ويحدق بالخارج وهو يضيف )
) اشعر بالفضول حيال بعض الأمور وأريد منك الإجابة عليها ( وعاد لينظر إليها مستمرا ) أنت تقطنين مع عائلة مارش
- اجل
- وتعملين منذُ فترة قليلة بالقصر
- اجل سيدي
قالت باقتضاب فهز رأسه بالإيجاب ومرت لحظة صمت وعينيه المفكرتان لا تبتعدان عنها ثم عاد ليقول
- يبدو لي أن أونيل مهتم بك
- ارجوا المعذرة ولكن السيد أونيل ليس مهتم بي ( أخذت تتلعثم لقوله واستمرت ) انه فقط منزعج مني
- منزعج .. لما
- لقد ( قالت بإحراج وهي تحدق به مفكرة وهي تضيف ) أزعجته ببعض تصرفاتي فلم يرق له الأمر مما
- تصرفاتك ماذا تعنين بذلك ( لمحته بنظرة متشككة قبل أن تتنهد قائلة )
- قمت بدفعه أمام أصدقائه فوقع بالوحل وهو غاضبٌ مني منذ ذلك الوقت
حرك سترانس حاجبيه وقد بدت ملامحهُ غريبة قبل أن يتحرك نحو المقعد ليجلس وهو يقول
- لما قمت بدفعه
- أنا .. لم .. اقصد ولكنه حاول منعي من المرور و.. سيدي أأكد لك أن كل الذي رأيته هو عكس ما تعتقد كما أن ما رأته اليدي بالأمس غير صحيح فلقد تعمد فعل ذلك و
- انتظري قليلا ما الذي رأته جوزين
التزمت الصمت بتوتر وحيرة لما احضرها أن لم يكن من اجل هذا أم انه يعلم ويتعمد ادعاء عدم معرفته فقالت بتردد
- مساء أمس حضرت اليدي إلى غرفة المكتب .. ورأته
توقفت عن المتابعة بإحراج فأصر وعينيه لا تفارقانها
- رأته ماذا
- اعتقدت .. انك تعلم
- لا لا اعلم ( أجابها وانتظر أن تتابع ولكنها لم تفعل فهز رأسه وهو يضم شفتيه قائلا ) ولكني علمت أن هناك أمرا ما جعل جوزين بمزاج سيء اليوم وإصرارها على المغادرة كان أمرا مفاجئً لي ( انشغلت بالنظر إلى أطراف وشاحها الذي تحركه بأصابعها لتتهرب من النظر إليه فاسند ظهره على ظهر المقعد دون أن تفارقها عينيه والتزم الصمت ثم تحدث بصوته الجاد ) أن أونيل ابني الوحيد أنت تعلمين ذلك ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تنظر إليه فأضاف ) وأنا أريد له الأفضل دائما فلقد منحته كل ما يريده منذُ كان طفلا وعلى ما يبدو أني بالغت بذلك فقد أصبح شابً مستهترا طائشاً تصرفاته لا تروق لي أصدقائه لا يعجبوني لقد أصبح عكس الشاب الذي رسمته في مخيلتي .. أنا أجد صعوبة بالتعامل معه ماذا افعل برأيك
- تـ .. تريد رئيي أنا
- أجل
- حسنا ( قالت بتوتر وهي تحرك مقلتيها ) اعتقد أن عليك أن .. أنت واثق سيدي انك تريد معرفة رئيي أنا
عادت للقول وهي تشعر بالحيرة فهز رأسه لها بالإيجاب فقالت بحذر
- لا اعلم فأنا متأكدة من انك على معرفة بالسيد أونيل أكثر مني
- هذا صحيح هلا جلستي
- لا باس ( قالت رافضة عرضه وهي تشعر بالراحة أكثر لوجودها بعيدة عنه فقال )
- كنت أفكر منذُ بعض الوقت بطريقة تجعله يعود إلى رشده وفكرة بجعله يرتبط مما يجعله يتحمل المسؤولية وقد ينضج عندها وأستطيع أن أسلمه العمل الذي يحتاج إليه فانا لن استطيع متابعته لوقت طويل ( أخذت تصغي إليه وهي لا تعلم لما يعلمها بكل بهذا فأضاف ) ما رأيك بهذه الفكرة
- إنها .. جيدة
- أتعتقدين أنها قد تعيد له رشده
- ربما .. اجل قد تفعل
- اجل قد تفعل إنها فكرة جيدة ( أخذت تتململ في وقفتها وهي تحاول الوصول إلى ما يريده منها بينما أضاف ) فكرت بجوزين فأنا ووالدها تربطنا صداقة قديمة وعائلتها ووضعها الاجتماعي مناسبان تماما اليس كذلك ( هزت رأسها موافقة فاستمر ) هذا ما حاولت إقناعه به ولكن أونيل صعب المراس وليس من السهل إقناعه
- ربما اعني ربما يفكر بفتاة أخرى مما يجعله لا يفكر باليدي
- هذا صحيح ولكن الفتاة الأخرى التي يفكر بها ليست مناسبة له ( وعقد أصابعه يديه معا وقد بدا الضيق على وجهه وهو ينظر إليها مضيفا ) انه يتردد على منزل في براغ به فتاة تدعى لورا والديها ذو سمعة سيئة واعتقد أنهما يستغلان الفتاة للإيقاع به وما اعلمه أن علاقته بها جدية وهذا ما يقلقني
- قد .. ارجوا المعذرة ولكن قد تكون الفتاة بعكس والديها
- لا .. لقد تأكدت من الأمر أنها أسوء من والديها والمشكلة انه يرفض أن يرى هذا ( توقف عن المتابعة ونظره مازال ثابتا عليها ليعود ويستمر ) أنا احتاج إلى المساعدة كي أعيده إلى رشده
مرت لحظة صمت بعد قوله ذلك وانتظرت أن يتابع وأمام تحديقه بها بصمت رمشت متفاجئه وقد أدركت انه ينتظر منها قول شيء فهمسة دون استيعاب ما يسعى إليه
- تحتاج مساعدة .. أنت لا تعني مساعدتي أنا ( هز رأسه بالإيجاب فحركت رأسها بالنفي قائلة بسرعة ) أنا لا استطيع لا استطيع حتى مجرد معرفة كيف أساعدك بهذا الأمر ارجوا أن تعذرني لا يمكنني فـ
قاطعها قائلا
- بل يمكنك المساعدة
- ولكن كيف لا يخطر لي كيف قد افعل هذا
- بزواجك منه
- بي ماذا
هتفت وقد نزل قوله عليها كصاعقة وجحظت عينيها به لتتأكد من أنه يتحدث إليها فهز رأسه لها بالإيجاب دون أن تتغير ملامح وجهه أو حتى يتأثر بصدمتها مكررا
- بزواجك منه ( أشارت إلى نفسها وهي تمعن النظر به قائلة )
- زواجي أنا من ابنك
- الديك اعتراض على ذلك
- اجل ( أسرعت بالقول بثقة واستمرت بثقة اقل ) اعني ألا ترى الفرق الشاسع فأين هو وأين أنا كما كما انك قلت أن اليدي ذات وضع اجتماعي مناسب له إذا فلتقنعه بالزواج منها لأن فكرة زواجي أنا منه مستحيلة ولا ولا اعتقدك جادا كما أنه لن يوافق عليها لا لن يفعل أأكد لك ذلك
- اعلم انه لن يوافق كما انه لن يوافق على أي واحدة أخرى قد اقترحها ولكني استطيع إجباره
- هذا جيد أجبره إذا على الزواج بتلك اليدي إنها رائعة وتناسبه اجل يليقان ببعض وسيدرك ذلك بعد زواجهم
- هذا ما كنت انوي عمله منذ بعض الوقت ولكني ألان أفضل إجباره على الزواج بك
- لماذا بحق الله
هتفت بحدة وعدم تصديق وهي لا تستطيع تمالك نفسها لما يقوله فاسترخى في جلسته مما أغاظها أكثر وهو يقول
- أن مجرد زواجه من خادمة تعمل لدية سيكون درسا لن ينساه بحياته
فتحت فمها بذهول قبل أن تقول بعدم تصديق
- تريد مني الزواج من ابنك كي تلقنه درسا أنت تتكلم عن زواج هنا وليس وليس شيئا عادي أنت تتحدث عن ارتباط كيف يمكنك أن تكون بهذه القسوة إن أردت تلقينه درسا فلتجد طريقة أخرى فهذه الطريقة فاشلة أأكد لك كما أني لن أوافق على هذا مهما حصل
- ترفضين الزواج بأبني
قال بهدوء شديد فأشارت إلى نفسها وتوترها لا يخفى عليه وهي تقول بجدية تامة
- قد أكون بنظرك خادمة ولكن اجل حتى لو كنت خادمة فأنا سأرفض الزواج منه أن ما رائيته منه حتى ألان لم يكن سوى الاهانة تلو الأخرى لم أرى سوا شاب مغرور فاشل عديم الأخلاق كثير اللهو والسكر اجل لقد رأيته بكل هذا انه حتى لا يطاق
- لم اطلب منك أن تغرمي به أنا اطلب منك الزواج به
قاطعها قائلا بهدوء شديد فتوسعت عينيها قبل أن تقول بجدية تامة
- لن افعل ذلك جد خادمة أخرى تفعل هذا أما أنا فلا
- أنا أريدك أنت وليس أي واحدة غيرك
قال بإصرار وقد بدا التصميم بعينيه فهزت رأسها قائلة بصوت ثابت
- هذا الأمر مستحيل لن ارتبط به مهما حصل
- لما تعتقدين أن الخيار لك ( فاجئها قوله فأسرعت بالقول )
- لأنه كذلك لا تستطيع إجباري قد تستطيع أجبار ابنك ولكن أنا لا
- بل استطيع ذلك وبكل سهولة
حركت يديها وقد تفاقم توترها وعينيها الرافضتان لا تفارقانه وهي تقول
- حتى أن كنت احدى العاملات لديك لا تستطيع إجباري ( وأضافت بسرعة وهي تراه يهم بمقاطعتها ) حتى لو أعلمتني انك ستقوم بطردي وطرد عائلة مارش لن أفعل فان ما تطلبه أمرٌ غير منطقي أبدا ولتعلم أني كنت مغادرة اليوم وهذا ما سأفعله ألان وعلى الفور
- إلى أين ستذهبين
- إلى أي مكان يكون بعيدا كفاية عن هنا
قالت بغيظ واستدارت متجهة نحو الباب فقال سترانس بذات الهدوء الذي لم يفارقه منذُ حضورها
- لا يهمك ما سيحصل لعائلة مارش
وضعة يدها على مقبض الباب وهي تقول رافضة السماح له باستغلال عائلة مارش
- لا لا يهمني فأنا مغادرة
- كنت اعتقد انك أكثر نبلاً من هذا أيتها اليدي ( تجمدت أصابعها التي أمسكت مقبض الباب وتوقفت مقلتيها عن الحراك وقد شعرت بان الوقت قد توقف حركت رأسها ببطء إليه لتتعلق عينيها به فاستمر ) اعتقد ألان أن علينا التوقف عن الادعاء
- أنا لا افهم ما تقوله ( قالت بتوتر وهي تستدير إليه دون أن تجرؤ على الرمش حتى فعاد للقول )
- قلت أن وقت الادعاء قد انتهى فانا اعرف من تكونين
- أنت دون شك مخطئ فانا أنا لا اعرف عما تتحدث
- أتحدث عنك ليدي يوليانا فروديت ميرفيلد ابنة العائلة النبيلة وحفيدة الرجل العظيم ذا السلالة العريقة ( ووقف عن مقعدة متوجها نحو الطاولة ليسكب كوبً من الماء وهو يستمر ) ووريثة والدها بمناجم الذهب وعمتها وصاحبة المنزل العريق بجيرترود ومالكة لأكثر من النصف في قصر ميرفيلد
أرخت عينيها المتوسعتان وهي تشعر بالصداع القوي بينما وقف سترانس قرب الطاولة محدقا بها فهمست بصوت خافت
- كنت تعرف إذا ( ونظرت إليه وهي تفتح فمها قبل أن تهمس ) بالتأكيد كنت تعرف وإلا لما كانت قصة الزواج بابنك تلك
- وهل توقعتي أن اجعل ابني يرتبط بخادمة حقا .. أنا أريد معاقبته وليس تدميره
- بما انك تعلم أني اليدي فروديت فأنت تدرك أني لن ارتبط بابنك لأسباب كثيرة منها انه لا يناسبني
- انه يناسبك أيتها اليدي ويناسبك تماما
- أنا اعرف مـ
- ليس الخيار لك ( قاطعها بجدية واستمر ) لستِ بوضع يسمح لك بالرفض
- أنت مخطئ
- لست كذلك ولتقومي بتصحيح معلوماتي أن كنتُ على خطئ الستِ متخفية هنا وتدعين انك مجرد عاملة تعملين كما لم تفعلي من قبل تتعرضين لأمور لم تكن لتحدث لك سابقا ومن اجل ماذا .. لما أنت هنا
- هذا ليس من شان احد .. أنا افعل ما يحلو لي
- لا تتحدثي بهذا الأسلوب فهو لا يليق بك
- وما الذي يليق بي
- التحدث بأسلوب مهذب كما تربيتي أم أن اختلاطك بالعاملات قد أنساكِ من تكونين
- لا يحق لك قول ذلك فأنت لا تعرفني ولا اعرف كيف استطعت التعرف علي
- ارتداء عاملة لعقد مميز يحمل شعارا معروف يلفت النظر اليس كذلك
أسرعت بوضع يدها على عنقها وقلبها يخفق بسرعة
- هذا مستحيل فانا أخفيه لا يمكنك رؤيـ ..
توقفت عن المتابعة ببطء فهز رأسه بالإيجاب وهو يقول
- رأيته تلك الليلة التي دفعك بها أونيل ووقعتي أرضاً لم أدرك في بادئ الأمر لمن هو هذا الشعار ولكنه بدا مألوفٌ لي وكانت حيرتي كبيرة من امتلاك إحدى العاملات لعقدا كهذا ولحسن حظي كانت العاصمة بأكملها تتحدث عن اختفاء اليدي فروديت فلم يكن من الصعب علي إدراك لمن هو هذا الشعار
هزت رأسها بألم وهي تنظر بعيدا قبل أن تعود إليه لتقول وهي تفتح يديها
- بما انك تعلم من أنا فما الذي تريده مني سيد دلبروك ولا تقل لي الزواج بأبنك لأني ارغب باعتبارها دعابة من قبلك
- أن أونيل ليس سيئا كما تعتقدين
- أرجوك لا تحاول
- أنا لا انوي إجبارك على الارتباط به
قال ذلك وهو يتحرك نحوها قدم لها كوب الماء فتناولته وعينيها تراقبانه بشك وهو يعود نحو الطاولة فتسائلت
- ماذا تريد إذا
- أيجب أن يكون هناك أمرا ما أريده
- اجل فالجميع يريد شيئا فلم لا تكون أنت أيضاً
- كم تبلغين من العمر
- عما قريب سأصبح في الثالثة والعشرين
- تبدين اكبر من ذلك عندما تتحدثين
تحركت لتضع كوب الماء على الطاولة وهي لا ترغب به وتقول
- سأعود إلى جرترود اليوم
- أأنت واثقة
- اجل ( قالت ونظرت إليه بثقة كاذبة مستمرة ) لقد تسببت بالقلق الكبير لعائلتي بسبب اختفائي وبما انك كنت بالعاصمة فأنت تعلم مدى قلقهم علي ورغبتهم بعودتي لقد كان اختفائي تصرفا طائشا من قبلي
- ولما فعلت ذلك ( حركت كتفيها بخفة قائلة )
- مجرد تمرد أردت أن احصل على بعض الحرية فعائلتي حريصة جدا علي وأنا أدرك ألان أنهم على حق
ابتسم سترانس ولتمعت عينيه بوميض غريب ثم تحرك ليعود للجلوس في مقعدة قائلا
- لقد أصبحت مسنن على الوقوف مدة طويلة ( واسترخى في جلسته مستمراً ) لدي عرض ارغب بتقديمه لك ( وأمام تحديقها به بصمت أضاف ) سأكون واضحا معك أن وجودك هنا بدلبروك ليس بالأمر الطبيعي والذي استطيع تجاهله خاصة بعد أن تأكدت انك اليدي فروديت
- تأكدت ( همست بشك فهز رأسه قائلا )
- قصدت منزلك في جيرترود
اختفى اللون تماما من وجهها وهي تهمس بذعر فقد انهار كل شيء وهم يعرفون أين هي ألان
- قصدت منزلي
- كان من دواعي سروري تلبية دعوة الورد بايرون لتناول العشاء بمنزله بالعاصمة
- منزلي أنا اعتقد أن هذا ما قصدته ( أسرعت بالقول وهي ترفض استيلاء بايرون على منزلها )
- اجل هذا ما قصدته ( أجابها باسما فتساءلت بقلق وهي تحاول أخفاء توترها )
- عمي يعلم أين أنا ألان إذا
- هل أعلمته
- الم تعلمه أنت
- أنا لا أتدخل بشؤون الآخرين ( تمعنت النظر به تريد تصديق ذلك وقالت مدعية )
- إذا ستكون مفاجئة له عند عودتي
- لا اعتقدك جادة .. أن وضعك ليس بالجيد
- ماذا تعني
- اعني أن تتوقفي عن الادعاء وتخبريني الحقيقة
- أي حقيقة سيد دلبروك
- يا طفلتي أنا في الستين من عمري وخبرتي في الحياة تكفيني لأعلم أن فتاة بعمرك ووضعك لن تغادر منزلها لتعمل عاملة إلا أن يكون هناك سببا قويا دفعها لهذا
- أنت مخطئ ( أشار إلى المقعد متجاهلا قولها وهو يقول )
- اجلسي وأعلميني كل شيء
- ليس هناك شيء أعلمك به
- ربما اذا علمتي أني أرسلت ثورب إلى ميرفيلد ليتقصى أمر مغادرتك قد تدركين أني اعرف الكثير ولا داعي لتخفي عني
- لما فعلت ذلك ( أسرعت بالقول رافضة فكرة معرفته فأكد )
- لقد فعلت واحضر ثورب كل المعلومات التي أنا بحاجة إليها ( فتحت فمها عاجزة هذا هو سبب اهتمام ثورب بها لقد كان يعلم من هي أغمضت عينيها ببطء ثم فتحتهما ناظرة إليه وهو يقول ) هلا توقفتي عن الادعاء ألان وحدثتني بما جرى
- ولما افعل أن كنت تعلم كل شيء
- هناك بعض الأمور التي لم استطيع الوصول إليها واحتاج إلى فهمها منك
- اعتقدت انك قلت انك لا تتدخل في أمور الآخرين
- ولكنك ألان في بلدتي وتسكنين في مزرعة تخصني وتعملين في قصري لقد أصبح الأمر من شأني
تنهدت بضيق وتهاوت على المقعد قائلة
- حسنا أعلمني ماذا عرفت
- ارغب بان أسمع منك أولا فأنت من يهمني بهذا الأمر
تمعنت النظر به قبل أن تقول
- قل لي انك لم تكن جادا بأمر ارتباطي بأبنك
- أكان بايرون سيئا جدا
قال متجاهلا قولها فرفضت إجابته والتزمت الصمت لعدة ثواني قبل أن تهمس وهي تحدق بيدها المسترخية على يد المقعد
- لقد كان سيئا كفاية
- ما هو سبب مغادرتك
- اعتقدتك تعلم
- اعلم ما احضره ثورب فقد أرسل خادمه ليتقصى له الأمر من العاملين بميرفيلد ولكن على ما يبدو أنهم لا يرغبون بالحديث حول هذا الأمر ( وأمام صمتها استمر ) بعد وفاة العاملة التي تعمل بميرفيلد اختفيتي بشكل مفاجئ ثم ظهرت هنا تدعين انك هي ( توقف منتظرا منها قول شيء وأمام صمتها استمر ) اللورد يبحث عنك بشكل جنوني ووعد من يعلمه بمكانك بتقديم مبلغ كبير من المال له .. هل ترغبين أن اعلمه
- من اجل المال ( قالت مستنكرة وهي تحدق به فهز رأسه بالنفي قائلا بجدية ) بل من أجلك واجله فقلقه بالغ
- انه كذلك ( قالت ساخرة بألم واستمرت ) أشكرك سأفعل ذلك بنفسي
- لا تكوني بهذا العناد فهذا لا يدل على تصرفات فتاة ذكيه
- سيد دلبروك لقد عانيت كفاية حقا ولا استطيع احتمال المزيد
- دعيني أساعدك
- وكيف ستساعدني
- أنا استطيع مساعدتك بكل شيء بإعادتك آمنه إلى حيث تنتمين وإعادة ما اخذوا منك ( تنهدت بعمق علها تشعر بالراحة ولكنها فشلت بينما استمر ) في نهاية الشهر ستعلن عائلتك وفاتك بشكل رسمي مدعين أنهم بحثوا عنك في كل مكان وعدم ظهورك لا معنى له سوى وفاتك
- اعلم ( قاطعته قائلة فتساؤل )
- ماذا تنوين أن تفعلي إذا
- أعلمتك أني سأذهب اليوم
- لو كنت قادرة على فعل شيء لما غادرتي منذُ البداية .. أن ثروتك ضخمة اليس كذلك ( هزت رأسها بالإيجاب فأضاف وعينيه تضيقان ) وبإعلان وفاتك ستئول جميعها إلى اللورد
ابتسمت بألم قائلة
- اجل
- أتعتقدين انه يرغب بعودتك لا لا تجيبي سأفعل أنا انه لا يرغب أن عدم عودتك هو المناسب له وظهورك قبل إعلان وفاتك التي سعى لها جاهدا لن تروق له الستُ على صواب .. ما هو سبب مغادرتك هل حاول اللورد إجبارك على التنازل عما تملكينه
- لم يحاول ذلك .. حاول إجباري على الزواج بأبن زوجته
حرك سترانس شفتيه مفكرا قبل أن يقول
- وبعد زواجك يتحول كل شيء له فلقد لاحظت علاقته الجيدة بأبن زوجته
- الم أعلمك أن الجميع يريد شيئا ما مني
- الم يكن بإمكانك الرفض
- كان بإمكاني ذلك ولكن الخيارات لم تكن كثيرة أمامي
بقى ينظر إليها بعد قولها بإمعان قبل أن يقول
- لقد جلس ثورب مع احد الرجال الذين أرسلهم اللورد للبحث عنك وقد أخذ يتحدث بأمور كثيرة خاصة بعد تناول كمية من الشراب ومنها أن اللورد طلب منه عندما يجدك أن يقوم ( وتوقف عن المتابعة وقد شحب وجهها تماما فأضاف ) أرى انك تعلمين
- اعلم ماذا ( قالت وقلبها يؤلمها )
- انه طلب منه أن يتخلص منك واعتقد انه ليس الرجل الوحيد الذي طلب منه هذا
- هذا غير صحيح ( تمتمت وأنفاسها تكاد تتوقف )
- إنها الحقيقة .. لا اعلم كيف يستطيع فعل هذا لابد وان المال أعمى بصيرته
حاولت التماسك ولكن الدموع تجمعت رغما عنها بعينيها لتلتمعان وتمتمت بصعوبة
- لا اصدق انه قد فعل هذا
- لقد أرسل عددا من الرجال للبحث عنك وبالتأكيد لا يتوقع من أين منهم أعادتك والا لن ينال الجائزة التي وعد بها .. لقد علمت ذلك اليس كذلك .. هذا هو سبب هروبك ( تدحرجت دمعة بسرعة على خدها فرفعت يدها لتمسحها وهي تحاول أن تبقى جامدة في مكانها فاستمر سترانس وعينيه التين تضيقان أكثر لا تفارقانها ) لم يكن بالأمر السهل .. أنا معجب بشجاعتك ( التزمت الصمت وهي تشيح بوجهها عنه كي لا يرى دموعها التي لم تعد تسيطر عليها ورفعت يدها لتمسحها فلم يتحدث سترانس سامحا لها بتمالك نفسها ثم عاد ليقول ) هل أعلمتني ما حصل كي استطيع مساعدتك
أخذت تمسح دموعها ببطء وهي تقول بصوت غير ثابت
- بعد وفاة عمتي.......
اسند سترانس ظهره بظهر المقعد وهو يصغي لها باهتمام ويهز رأسه دون مقاطعتها وعند انتهائها تساءل
- عائلة مارش لا تعلم من أنت إذا
- لا لم اعني حدوث هذا ولكني لم أحاول الاعتراض فلم تكن الخيارات أمامي كثيرة
- أكنت تنوين المغادرة اليوم حقا ( هزت رأسها له بالإيجاب وهي تقول )
- لم اعد قادرة على احتمال تصرفات أبنك وقلقت من أن اسبب الأذى لعائلة مارش فلا ذنب لهم
- وإلى أين كنت تنوين التوجه ( حركة كتفيها بأسى وهي تقول )
- لا اعلم لم اخطط لشيء ( التزم الصمت والتفكير بادً عليه ثم تحدث )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق