- ولكنكِ مجبرتا على مساعدتي ( تمعنت به بكره فأضاف بثقة ) ان اردت ان لا اثرثر بعض الاقاويل هنا وهناك عليك مساعداتي برؤية برجيت
- عن أي اقويل تتحدث او اتعلم لا اكترث افعل ما تريد
- لن يسر احد وبذات افراد عائلتك لوقلت انكِ سبب الخلافات وانك من كنتي تقومين بفرض نفسك علي لتفرقي بيني وبين برجيت اتعتقدين من سيصدقون انا ام انتِ فكري جيدا بما أقوله ولستُ في الحقيقة مضطرا لفعل هذا فانا بحاجة الى ان اصل لبرجيت وانتِ الوحيدة من سكان ذلك المنزل التي استطيع الوصول اليها بينما يترفع الباقي عن النظر الي حتى ولكني واثق ان استطعتُ محادثتها سأقنعها بان ما سمعته ليس الا فخا لتفريق بيننا
- و .. تريد مني مساعدتك بهذا وانا اكثر شخص يعرف كم انت متدني الاخلاق
- لننسى ما حصل فانا حقا لا اكترث الان الا ببرجيت
- اه .. هذا مطمئن .. هل تعتقدني حمقاء
- بل ذكية كفاية حتى تستطيعي الاختيار ما بين ان املاء ماكسويل اقاويل عنكِ بما يحلو لي وليصبح اسمك منبوذا هنا اكثر مما هو وما بين مساعدتي بما اريد اختاري جوزفين واعدكِ ان انتقامي سيكون شديدا ودون رحمة ان لم تقدمي لي المساعدة
لمحته ببطء من راسه حتى اخمص قدميه واستدارت لتدخل مغلقة باب المعمل خلفها بينما بدا الغضب على ملامحة لينفض يديه بقوة ويتحرك مبتعدا والإصرار بادياً عليه لتجلس خلف مكتبها شاردة لتعود لنهوض متناولة حقيبة يدها ومغادرة بدورها .
- الانسة دو ماردونز ترغب برؤيتك
تعلقت عيني ثيودور المستند بوقفته على المكتب خلفه وهو عاقد اليدين يتحدث مع رجلان امامه بجوزفين الواقفة خارجا تحدق باتجاهه عندما دخل مساعده ليعلمه بوجودها ليبدوا التفكير عليه وعينيه لا تفارقانها قائلا
- دعها تدخل ( وعاد نحو الرجلان امامه مستمرا ) هذا كل شيء ان عدت واحتجت امرا اخر سأعلمكما
تحرك الرجلان ليخرجا بدخولها فسمحا لها بالدخول ثم غادرا
- ارجوا اني لم احضر في وقت غير مناسب ( بقيت عينيه ثابته عليها ليقول والباب يغلق خلفها )
- لقد اعربتي عن رأيك بي بشكل واضح مساء امس وصباحا رغم عدم تناولك الإفطار برفقتنا ولكن بدوتي على ما يرام بعكس الان (اضاف لشحوب وجهها فهزة راسها له بالإيجاب فحل يديه واستقام بوقفته مستمرا ) وان لم تخني الذاكرة انتِ لم تحضري الى مكتبي هذا من قبل ( عادت لتهز راسها له بالإيجاب وهي تتقدم باتجاهه مما جعله يضيف ) لابد وان امرا مهم جدا حدث حتى تحضري الى هنا لرؤيتي هل علي ان اقلق ام انك ترغبين بالانضمام لباقي افراد الاسرة بعدم التوقف عن الدفاع عن بيرت
- لا شأن لبيرت بالامر وانه مهم لي ولا اعلم مدى اهميته لك ولكن لم يكن بمقدوري التحدث بالأمر بالمنزل لذا فضلت ان احضر الى هنا
- بداء الفضول ينتابني استمري ( اضاف وهو يشير لها للجلوس على المقعد ففعلت فجلس امامها مفكرا وهو يقول ) كلي اذانا صاغية
- انه .. انه .. بخصوص كارل
- كارل .. كارل فلمنغ .. ما به
- لا يدعني وشأني
- كارل فلمنغ .. هل عاد فلم اسمع بعودته بعد
- اجل البارحة عاد هذا ما اعلمني به على الأقل كما انه منذ البداية اعني حينما كان يتردد على المنزل عندما كان يريد الارتباط ببرجيت بدا .. ( ابتلعت ريقها امام صمته التام واصغائه لها منتظرا منها ان تتابع فعادت للقول وهي تطلب من نفسها عدم التراجع ) بدا الامر بمحاولته دعوتي لمرافقته وأنتهى بقصده لغرفتي
بقيت عينيه جامدتان عليها وقد اغمقت بشرته دون ان تستطيع ان تعلم ان كان يصدقها ام لا فقال امام توقفها
- تابعي
- لم اكن ودودتا معه وقمت بصده اكثر من مرة واستمررت بالتصرف معه بفظاظة فتصرفه لم يكن مقبولا ابدا .. بعد ان اعربتم عن رفضكم له اعتقدتُ ان الامر انتهى ولكن ..
- لما لم تعلمي احدا بهذا من قبل .. لما لم تعلميني او حتى عمتي
- انتَ تعلم لماذا .. لا احد لا احد سيُصدقني
- انتِ واثقه من هذا
- واثقة بل كلي ثقة عندما اعلمتهم انكَ ثملت بدا كأني اتحدث مع نفسي حتى كدت اصدق اني لم اقل هذا انهم لن يصدقوا ما اقوله كما اني اعلمتُ عمتي فيرا بأمر كارل بدايتا ولكنها اصرت اني ادعي لاتسبب بالمشاكل لبرجيت ولا اعلم ان كنتَ تُصدقني ام انك فقط تحاول الاصغاء الي فلو اعلمتك بهذا من قبل لتهمتني باني احاول الاساءة لبرجيت فقط والعمل على تخريب ارتباطها بكارل
- لقد انتهى ارتباطها بكارل مُنذ وقت طويل ولم يعد يتواجد بالمنزل فقد كنت واضحا بإفهامه انه غير مرحب به فما الذي جعلكِ تتحدثين بهذا الامر الان
- لأنه عاد لتعرض لي من جديد انا لا اختلق هذا وكنتُ لأتناسى ما فعله من قبل ولكن كلما عاد الى ماكسويل لا يدع فرصة لنيل مني انه واثق اني سببُ انفصال برجيت عنه وهذا ما كان يتهمني به بدايتا كما انهُ قصد معمل الحياكة من قبل واتهمني اني السبب بما جرى كلما سنحت له الفرصة لا يتوانا عن التعرض لي وتهديدي واليوم اجده امام باب المعمل وهو يتوعد بعدم تركي وشأني ان لم أساعده برؤية برجيت وانه سيقوم بنشر الاشاعات والأقاويل المسيئةِ بحقي في حال رفضتُ مساعدته برؤية برجيت ( وامام صمته وعدم تحدثه وعينيه الثابتتان عليها اضافت ) انتَ ايضا تعتقد اني اختلق هذا
- لا يهم ما اعتقده
- بل هو كذلك اتعتقد اني قد اختلق امرا كهذا ( وامام صمته نقلت عينيها بعينيه قبل ان تتحرك من مكانها وهي تقول بغيظ شديد ) لهذا السبب بتحديد لم اتحدث بهذا الامر من قبل كم اكره هذا حسنا اشكرك لا احتاج الى مساعدتك استطيع تدبر امري كم كُنتُ حمقاء عندما فكرت ان اللجوء اليكَ هو الخيار الافضل ماذا الان
اضافت وهو يتحرك ممسكا اياها من ذراعها لتنظر اليه قائلا
- توقفي عن الثرثرة اولا وا اجل اصدقك ففي النهاية اخلاقه هذه هي سبب رفضي له و .. تسرني ثقتكِ بي ( تمعنت النظر به تسعى للبحث عن صدق قوله فأضاف وهو يترك ذراعها ) دعي هذا الامر لي ولا يعد يقلقك امر كارل هذا
- انتَ واثق مما تقوله
- اجل دعي امره لي ولا يشغلك بعد الان وفي حال تعرض لكِ من جديد ما عليك سوى اعلامي
اخذت كلماته تتردد في عقلها في مساء اليوم وهي واثقة انها تستطيع الثقة به بالتأكيد تستطيع تنفست بعمق ونظرت نحو اندريا الجالسة امامها بشرود مما جعلها تتساءل
- كيف هي امورك
- تعنيني انا و ..
- اجل ( اجابتها باقتضاب دون المتابعة مما جعلها تضيف ) ما بك .. لا تبدين على مايرام
- لا شيء يذكر .. لقد .. تشاجرت مع هنريك .. لا اعلم ما الذي جرى لي .. كنتُ متوترة .. وفقدت صبري معه وهو وهو لا اعلم حقا ولكن ما انا واثقة منه اني بحاجة للابتعاد قليلا
- انهُ مغرماً بك انا واثقه من هذا
- اعلم .. وانا كذلك ولكن لا احب تودد الفتيات له افقد صوابي
- انتِ كذلك ( قالت مبتسمة ومستمرة ) ولكن عليك بتروي ولا تفقديه بسبب اندفاعك وغيرتك عليكي بالتعقل فهو طبيب وعمله يحتم عليه رؤية الكثير من النساء لذا غيرتك لن تكون بمحلها
- ساحاول .. حقا سافعل ( اضافت امام ابتسامة جوزفين وكمن تذكرت اسرعت الإضافة ببعض الحماس ) هل علمتي ما الذي حدث صباحا
- لا
- جلس ثيودور وبيرت لتحدث
- وما الجديد بهذا كما اعتقد انهما تشاجرا ولم يتحدثا
- هذا هو الجديد لقد جلسا وتحدثا
- افعلا لا اكاد اصدق
- اجل ولقد اتفقا لأول مرة على ان يستمع كل منهما للأخر وفي النهاية وافق ثيودور على ما يريده بيرت
- انتِ جادة
- اجل وافق على ان يرتبط بيرت بالفتاة التي اغرم بها بشرط ان يلتزم امامه بان ينهي دراسته قبل الزفاف وان يعود للعمل والاستقرار بماكسويل لأنه بحاجته هنا
- اه هذا جيد وهل وافق بيرت
- بالتأكيد فعل فلم يكد يصدق نفسه وثيودور يوافق على ارتباطه
بينما تابعت اندريا بحماس شردت جوزفين هل استطاعت بطريقة ما التأثير على قراره هذا الها يد بالأمر ياترى مهما كان فالقد سرها ما الت اليه الامور بينهما .
- الن تقومي بتغير رأيك وترافقيننا
تسألت اندريا في صباح اليوم التالي وهم يتناولون الإفطار وقد علمت منذ مساء الامس انهم ينون المغادرة برفقة بيرت لحضور خطبته
فهزة راسها لها بالنفي فقالت فيرا
- مازال امامك بعد الوقت ان رغبتي فلندعُ صوفي لتعد لك حقيبتك
- لا استطيع ترك المعمل الان فمازال امامنا الكثير من العمل
- سنترك لك المنزل جميعه تحت تصرفك لتكوني سيدته
تدخلت برجيت بالقول بينما انشغل ثيودور وبيرت وفردريك بتناول طعامهم كذلك فعلت ثلما فكتفت جوزفين بإظهار ابتسامة مصطنعة لها وعادت لمتابعة تناول طعامها لتنطلق بهم العربات بعد الإفطار مغادرين ماكسويل لم تعتقد ان المنزل سيكون هادئا بهذا الشكل بغيابهم ربما كان عليها الاصغاء لعمتها ومرافقتهم لحضور حفل ارتباط بيرت .
- انستي العشاء جاهز
نظرت نحو صوفي التي دخلت الى غرفتها قائلة ذلك وقد انتهت لتو من تصمم احد الاثواب لتتأمل ما رسمته قائلة
- اين هو
- في غرفة الطعام بالأسفل
- منذ مغادرة الجميع وانا اتناوله هنا ما الذي جرى لك صوفي هيا احضريه الى هنا
- ولكن انستي
- احضريه الى هنا ولتضعيه قرب النافذة
- انستي ان
- لما علي تكرار قولي بما اريد صوفي
- حسنا سـ .. سأحضره الى هنا انستي
غادرة صوفي بينما وضعت اوراقها جانبا وتحركت نحو النافذة لتفتحها محدقة بالسماء الصافية والنجوم التي تلتمع بها وقد عم السكون المكان لتخرج من شرودها وصوفي تفرغ الطعام على الطاولة فقالت ومازالت عينيها معلقتين بالسماء
- ان الجو ساحرا الليلة اليس كذلك
- انه كذلك انستي هل تحتاجين شيئا اخر
- لا اشكرك
همت صوفي بتوجيه نفس السؤال لثيودور الذي دخل خلفها متأملا جوزفين فاسرع بهز راسه لها بالنفي وحرك راسه مشيرا لها بالمغادرة ففعلت لتغادر مغلقة الباب خلفها بينما بقيت جوزفين كما هي قبل ان تتنهد وتهم بالاستدارة لتسرع بخنق صرخة كادت ان تخرج منها وهي تلمح ثيودور المتكئ على حافة المدفئة محدقا بها
- بحق الله كيف وصلت الى هنا لقد افزعتني ما الذي تفعله هنا متى حضرت لما لم يعلمني احدا بهذا
- اعلمتني صوفي بانك تصرين على ان تناول عشاءك هنا
- هذا لأني لم اعلم انكم عدتم متى عدتم لما لم تعلمني صوفي بحضوركم هذا غير لائق بحق انا بملابس النوم
ابتسم لتوترها وتلعثمها لرؤيته قائلا
- انتِ تجولين المنزل بهذه الملابس منذ حضورك الى ماكسويل
- اعني انا لم اعلم انكم عدتم ولم اكن لأصر على تناوله هنا
- عدتُ وليس عدتم
- بمفردك الم
- مازال امامهم بعض الوقت للعودة .. و .. سأنتظر رفقتك لشرب كوبا من الشاي بعد ان تنهي عشاءك
- بشرط ان لا يصل هذا لعمتي باني اتناول عشائي هنا
اخفى ابتسامة كادت تطل على شفتيه لقد كانت عودته ضربا من الجنون ولكن لم يستطع منع نفسه من هذا فتمتم وهو يهم بالمغادرة
- لكي وعدي .
- كيف كان الحفل هل كان بيرت سعيدا ( تساءلت وقد انضمت له بالأسفل لشرب الشاي مستمرة وقد جلست على الاريكة المقابلة له ) هل كان اختياره موفقا اراقت لعمتاي
- اجل راقت لهما جدا .. جدا اعتقد انهما تبالغان حتى لا تسمحان لي بإبداء راي بالأمر ليس الا اما انا فاجد الفتاه عاديتا جدا حتى اني لا اعلم ما الذي جذبه اليها
- قلبه
- ارجوا المعذرة
- اقول انه وقع في غرامها انه يرى ما لا تراه انت
- وهو
- لطفها رقتها اهتمامها طيبتها بتأكد امورا اخرى ايضا تثير اهتمامه لذا هو متمسكا بها وعائلتها اهي مناسبة لمكانة ال ماردونز ام انكَ تعترض بشأنهم ايضا
- عائلتها ميسورة الحال ليس لها اسما مرموق او شائع كنت لأرغب بان يرتبط بمن تناسبه اكثر ولكن بما ان هذا ما يرده .. فليكن ( ابتسمت برضا لقوله فأضاف بمكر ) اعلم سبب هذه الابتسامة
- حسنا اعترف
- لقد كنتِ على حق في بعض ما قلته ولا ليس جميعه
- يسعدني قدرتي على التأثير بك سيد ماردونز
- ان اردت وان لم ارد لم يكن ليحصل هذا ( ابتسمت برضا رغم قوله قائلة )
- الا يزعجك ارتباط اخيك الاصغر وانتَ لم تفعل بعد
حدجها بنظرة وهو يرشف من كوبه قائلا
- ولما سيزعجني هذه احدا مسؤوليات ان تكون الاخ الاكبر علي الاعتناء بالجميع والاطمئنان عليهم قبل ان اتفرغ لنفسي
- الا .. تُضيع فرصتك مع إرينا بهذا الشكل
- انها .. متفهمه للأمر
- اه هذا .. جيد .. جيد جدا انها متفهما لأمورك
- هل رأيتِ كارل من جديد
- لا لم اره بعد ذلك اليوم
- لقد غادر ماكسويل وهو يعلم حدوده ولكن لا اضمن انه قد لا يعود فان حدث ورأيته او تعرض لك ما عليكِ سوى اعلامي بهذا
- سأفعل بالتأكيد ( قالت لتمر لحظة صمت بينهما مما جعلها تشعر بالتوتر امام عينيه التين لا تفارقانها لتقول وهي تضع كوبها جانبا محاولة ان لا تنساق وراء افكارها ) ما حل باللوحة التي كانت بمكتبك
- اصبحت جاهزة
- واين هي الن تنضم الى رفيقاتها هنا ( هو راسه بالنفي فاستمرت بفضول ) لما لا
- بالعادة تنقل الوحة التي فوق المدفئة لتنضم الى الباقي على ذلك الجدار وتوضع الوحة الجديدة في مكانها ( تعلقت عينيها بلوحة والده قبل ان تعود اليه بحيرة فاضاف ) لستُ على عجلة من امري
- ترغب بان تبقى لوحة والدك هنا
- لما لا
- و .. والدي
- مابه
- اليس من ال ماردونز ايضا وله الحق بتواجد على هذا الجدار ام انه سيمحى تماما من العائلة وكأن لاوجود له بالحقيقة ( بقيت عينيه ثابتتان عليها بصمت فاضافت ) لا يحق لكم محو وجوده وان اخطئ بنظركم ولكن الدماء التي تجري به هي دمائكم
- لانملك لوحتا له لنضمها للباقي فالقد غادر ولم يكن قد رسمت لوحتا له
شعرت بغصة تملاء قلبها وهي تعود بذاكرتها الى والدها حين تفكر الان تعلم كم كان وحيدا ولكن حينها لم تكن تتنبه للامر تعلقت عينيها بالجدار المليىء باللوحات التي تخص ال ماردونز كان عليه التواجد هنا برفقت باقي افراد عائلته بقيت عيني ثيودور تتابعها قبل ان يقول دون ان يفته التماع الحزن بعينيها
- اترين تلك الوحة في الاعلى للرجل الذي يرتدي زي القائد العسكري وبجواره زوجته وطفلان ( تعلقت عينيها باللوحة التي يتحدث عنها لتتامل الرجل وزوجته والطفلان احدهما في العاشرة يقف بجوار والدته الجالسة على المقعد تحمل صبي صغرا بين ذراعيها لم يتجاوز العام ووقف زوجها بجوارهم بشموخ ليستمر ) انه جدي وجدتي والصبي الكبير هو والدي ( نظرت اليه بثبات فاستمر ) والصغير هو والدك
- انتَ جاد
تمتمت وهي تتحرك لتقترب من الجدار تتامل اللوحة باهتمام فاضاف وهو يتابعها بنظرة
- لم يكن قد تجاوز عامة الاول هنا
اخذت تتامل الصبي الصغير قبل ان تظهر على شفتيها ابتسامة وتلك الغمامة تبتعد عن صدرها
- لم اتوقع ان اراه وهو بهذا السن الصغير يبدو لطيفا جدا
عاد ثيودور للانشغال بكوبه بصمت وتفكير بينما بقيت تتامل اللوحة قبل ان تتنهد وتنظر نحوه قائلة براحة
- سرتني عودتك فالمنزل بدا فارغا جدا بمغادرتكم جميعا
- لم اتوقع اعترافك بهذا
- انها الحقيقة فقط
- ماذا ستفعلين اذا عند عودتك لماكسويل
- ساتاقلم من جديد .. عمتى مساء الان فـ
- ولما انتِ على عجلة ( قاطعها وهو يراها تهم بالتحرك نحو الادراج فقالت )
- كان يومي منهكا في المعمل كما ان لدينا الكثير من العمل غدا لذا علي الخلود للنوم باكرا لأكون في كامل نشاطي غدا
- لستِ جادة هل سأمضي الأمسية بمفردي
- هذا ما كنت افعله مؤخرا ( اضافت بابتسامة وتحركت نحو الادراج ليهم بالتحدث الى انه عاد ليضم شفتيه كي لا يفعل واسترخى في جلسته رافضا ان ينظر نحوها وهي تصعد الى اعلا .
انشغلت في اليوم التالي بالمعمل بعد ان تناولت افطارها بمفردها لمغادرة ثيودور باكرا لتفقد العمل وعندما عادت كانت منهكة فأعلمت صوفي بانها ستحصل على قسطا من الراحة وان لا تقوم بإيقاظها لتغرق بسريرها وتغط بنوم عميق .
- ماذا تفعلين هنا اليس الطقس باردا
تسال ثيودور لرؤيتها ممددة على الارض تحدق بالسماء وهي ترفع يدها محركة اصبعها حول النجوم بقيت تتابع ما تفعله وهي تقول
- نمت باكرا وبعد استيقاظي وجدت صعوبة بالعودة للنوم فصعدت الى هنا اراقب النجوم .. انها ساطعة الليلة ولا اشعر بالبرد لقد بدأ الدفء يعود
رفع عينيه الى السماء الصافية محدقا بها لثواني فالم يستغرق منه الامر للكثير من التفكير ليعلم اين هي عند رؤيته لغرفتها الفارغة فعاد نحوها مراقبا اياها ليتحرك باتجاهها شعرت باقترابه ورغم ذلك بقيت كل تركيزها على ما تفعله الى ان وقف بجوارها لتلاقى عينيه فرفع حاجبه لها قائلا
- لابد وانك تعانين من امرا ما .. ضجر ربما
- هل تأملت السماء من قبل
- بالتأكيد فعلت
- لا اعني النظر بشكل عادي بل ...
- بل ..
- افعل كما افعل وسترى ما اعني
اجابته وهي تعود نحو النجوم بدى التفكير عليه ولكن سرعان ما تحرك متمددا بجوارها فحركت يدها نحو النجوم ترسم من خلالها خطوطا وهي تقول
- عندما تفعل هذا ستشتعل مخيلتك وستنتج رسوم جميلا .. فقط اتبع النجوم .. انظر هذا يشبه منزلي في جايدن وهذا .. ( رغم متابعتها الحديث الى ان عينيه شردتا بجانب وجهها القريب منه ) انها تشبه العربة نوعا ( وابتسمت مستمرة ) الامر ممتع فلا داعي لأكون ماهرة لأستطيع فعل هذا
اضافت ونظرت اليه بابتسامة لتثبت ابتسامتها ببطء وهي تلاقي عينيه المحدقتان بها ولا تعلم لما انسل التوتر الى نفسها هل هي نظراته هذه التي تحمل غموضا ياسرها ام ان قربه منها هو السبب ام انه هذا الشعور المغناطيسي الذي يجذبها اليه بهذا الشكل الذي لا تستطيع مقاومته وكان لا ارادة لها على نفسها لتغوص بعمق عينيه ابتسم محاولا الخروج من ذلك الشعور الذي تملكه طالبا منه الاقتراب اكثر واكثر نحوها ونظر الى السماء قائلا بينما بقيت عينيها معلقتان به
- يبدو الامر ممتعا
عادت براسها الى السماء ولم يعد الجو حولها كما كان فحاولت تجاهل هذا وتابعته وهو يرفع يده مشير الى بعض النجوم وهو يقول
- تستطيعين معرفة ما افعل
راقبت اصبعه وهو يرسم بخطوط متنقلا ببن النجم والاخر فقالت
- انها فقط خطوط لا يوجد ما يظهر
- لستِ جادة الم تستطيعي تخيل ما ارسم ( رفعت يدها تقلده قائلة بصوتها الهادئ )
- فعلت هذا وهذا وهـ
- بل هذا وهذا وتابعت هنا .. دعيني اريكِ
احتضنت يده يدها الممدودة ليحركها مشيرا لها بما كان يفعل لتتعلق عينيها به دون قدرتها على التركيز الى ما يشير اليه لقد جنت بالتأكيد اسرعت بسحب يدها منه وتحركت لتقف فنظر اليها متفاجئ وهو بستند على كوع يده قائلا
- ما بك
- لا شيء وما سيكون بي ولكن الوقت تأخر ولدي الكثير من العمل وان لم انم الان قد اتاخر غدا وو علي المغادرة عمتَ مساء
اسرعت بالقول وتحركت مغادرة نحو الباب لتختفي منه ليراقبها بصمت قبل ان يعود بخيبة امل لتمدد محدقاً بالنجوم وهو يضع يديه تحت عنقه مخرجا تنهدةً عميقة من صدره .
- اليس الوقت متأخرا ام انك بانتظاري
رفعت راسها عن الكتاب الذي بيدها نحو ثيودور الذي دخل من الباب الرئيسي دون ان تشعر به قائلة
- لقد شدني هذا الكتاب ونسيت نفسي كلما قرأت سطرا اقول سانهيه واصعد وعند فعل هذا انتقل للذي يليه دون ان اتحرك من مكاني ُ
ارتمى على المقعد امامها بإنهاك قائلا
- لابد وانهً مشوق اذا
- اجل .. تبدو متعبا اهو يوما شاق اخر
هز راسه بالإيجاب وعينيه شاردة بها وقد عادت للقراءة قائلا
- عما يتحدث
- الم تقرأه انه من مكتبتك
- ليس بعد لم اعد متفرغا كسابق
- تحتاج الى الراحة اذا فلتحصل لنفسك على اجازة
- قول ذلك سهل .. كيف العمل بالمعمل
- يجري على قدم وساق
- جاء تاجرا جديد من اريون
- اجل هل علمت عنه لقد اوصى على عددا كبير من الاثواب انه يمتلك متجرا في اريون وبضاعتنا تروقهم
- هذا جيد .. هل فكرتي ما الذي ستفعلينه بالمعمل بعد مغادرتك
- جعلت مايسي مساعدتي واقوم بتعلميها كيفيك عرض عملهم على التجار انها ماهرة وسريعة التعلم
- الن تندمي على تركك اياه
رفعت مقلتيها عن الكتاب نحوه لتتعلق بعينيه لتمر لحظة بينهما قبل ان تجبر نفسها على العودة نحو كتابها دون تركيز وهي تقول
- ليس لدي خيار اخر
- نحن من نصنع خياراتنا لذا لدينا دائما خيار اخر
- من يسمعك تقول هذا يعتقد انك تحاول ثني عن المغادرة
- ولما لا ( ثبتت عينيها على عينيه من جديد وقد غاص قلبها ببطء داخل اعماقها ) تعلمين ان هذا سيسر عمتي فيرا فهي متمسكتا بك
- لكنها ملتزم امامي بعدم اجبارِ على البقاء هل ستخلف بوعدها لي
- لا اعتقد انها ستفعل انها شديدة الفخر بما وصلتِ اليه هنا وما فعلته بالمعمل تتحدث عن هذا باستمرار
- اتفعل .. انها لا تظهر لي هذا ولا تمتدح عملي حتى
- لا تريد ان تصيبك بالغرور ( ابتسمت على قوله قائلة )
- بل لا تريد ان اعلم انها راضية عن اموري انها انسانة غريبة حقا
- هذه هي عمتي فيرا
- كيف هي أحوال العمل بغيابك ( عاد فقطت للقول امام الصمت الذي خيم بينهما )
- جيد فعمالي كفوئين واستطيع الثقة بهم هل حضر هنريك والين لرؤيتك في غيابنا
- اجل فعلوا انهم أصدقاء جيدون
- اكنتي جادة بأمر الين
- تعني اهتمامها بك
- اجل
- هذا ما اعتقده وقد أكون على خطء لا اعلم .. الم تتنبه لأمرها من قبل
- انها كشقيقاتي وقد تكوني فهمت الامر بطريقة خاطئة
- اجل ربما فعلت ( قالت رغم علمها ان الين تهتم بأمره حقا وأضافت ) تأخر الوقت وعلي الاستيقاظ باكرا غدا
- لكني لا اشعر بالنعاس
- هذه مشكلتك ( اجابته باسمة وهي تغلق كتابها وتهم بالتحرك )
- غدا يوم الاجازة ولستِ مجبرتا على النهوض باكرا
قال وهو يتابعها محاولا ثنيها عن المغادرة فابتسمت وحركت يدها مشيرة بها بالوداع وهي تقول دون النظر اليه
- عمتَ مساء .
- ما هذه الجلبة في الأسفل صوفي
تساءلت في صباح اليوم التالي وهي تجلس في سريرها
- حضر رفاق السيد لتناول طعام الإفطار برفقته والتوجه لصيد
عادت للاستلقاء في سريرها وهي تقول
- اذا لا تعودي لإيقاظي سأنهض متى اردت
- حسنا انستي
اجابتها وهي تغادر غرفتها بعد ان ملاءة ابريق الماء .
رفعت راسها عن التصميمات الجديدة التي تنوي بدء العمل بها محدقة بباب غرفتها وهي تسمع جلبة في الخارج هل عادوا من الصيد ولكن اقتراب الأصوات اكثر واكثر جعلتها نضع ما بيدها جانبا وتتحرك نحو الباب لتفتحه وتحدق خارجه بحيرة وهي تشاهد مجموعة من الرجال الذين يدخلون بسرعة نحو غرفة ثيودور فأسرعت نحوهم وقد دب بها القلق لتلمح مجموعة اخرى مما كانوا برفقته بالصيد في الاسفل مما جعلها تسرع خطواتها نحو غرفته لتدخلها وهي تتخطى الرجلان امامها لتهم بالتساؤل لتتوقف وعينيها تثبتان على هنريك المتعرق والمتوتر الذي يسرع بشق قميص ثيودور المتمدد على السرير فاقدا لوعيه وقد ملاءة الدماء السرير بينما وقف جون قرب هنريك يساعده بتوتر كبير وهو يصغي لهنريك الذي يطلب منه ان يضغط بقوة على كتفه حيث تدفق الدماء
- ما الذي جرى
هذا ما استطاعت التفوه به وقد شحبت تماما فاسرع هنريك بالنظر اليها ثم الى الرجل الذي يقف خلفها قائلا له وهو يعود بسرعة نحو ثيودور
- اخرجها من هنا
تحركت مع الرجل الذي جذبها خارجا والصدمة تملأ عينيها لتقول وهي تحدق بالرجال أمامها
- ما الذي حدث
- تعرض للإصابة اثناء الصيد
تحركت بتوهان ناقلة نظرها بين الرجال الذين ينتظرون قرب باب غرفته وبين الذين ينتظرون بالأسفل لتتحرك نحو راس الادراج ولم تعد قدميها تحملانها لتجلس على اول الادراج وتأخذ اصابع يديها تتشابكان ثم تحلان دون ادراك ما تفعله وهيئته لا تفارق مخيلتها لتنظر نحو غرفته والدموع تلتمع في عينيها قبل ان تعود الى ما امامها وهي تسمع صوت هنريك الذي مازال يطلب من جون عدم التوقف عما يفعله لتبتلع ريقها بقلق بالغ وهي تستعيد بذاكرتها هيئة وقد استلقى دون حراك وقد شحب تماما بدا شاحبا جدا وكان .. لا حياة فيه
رفعت يدها المرتجفة نحو فمها لن ينجو لا لن ينجو بدا فاقدا للحيات تماما مر اكثر من نص ساعة قبل ان يطل جون الذي امتلأت ملابسه بالدماء من الغرفة ولكنها شعرتها دهرا لن ينتهي اسرعت بالتحرك نحوه وكذلك فعل الرجال المنتظرين بقلق
- اهو بخير
- لا اعلم .. لا يبدو بخير ( هذا ما استطاع قوله وقد بدا الاحباط عليه وتعلقت عينيه بجوزفين التي تمعن النظر به بدورها ليهز راسه لها بالنفي وهو يعود للقول ) لا اعلم حقا لا اعلم
وتحرك متخطي عنهم فأسرعت بدورها للدخول لتقترب ببطء من هنريك الذي يتلمس نبضه وقد قام بلف ذراع ثيودور وكتفه متسائلة بقلق
- سينجو اليس كذلك ( لم يفارق نظرة ثيودور وهو يقول )
- فقد الكثير من الدماء كان علي مرافقته اليوم وعدم التخلف كنت حينها قدمت له المساعدة هناك .. حيث اصيب
- انه قوي سينجو .. اليس كذلك
- هذا ما ارجوه ( اجابها محدقا بها ليضيف ) سأعلم الرجال بالخارج بوضعه ابقي بجواره حتى عودتي ان تحرك او ابدا اي ردت فعل اعلميني فورا
هزت راسها له بالإيجاب لتقترب من سريره محدقة به بقلق متاملة وجهه الشاحب وهي تحاول ان تمنع دموعها التي تجمعت بمقلتيها من النزول لتشعر بالاختناق يصيبها فاسرعت برفع يدها لتمسح الدموع التي اخذت تقفز خارج عينيها وهي تنهر نفسها سيكون بخير اجل انها واثقة من هذا نهضت متناولة قطعة قماش لتمسح جبينه بروية لتقول عند عودت هنريك المنهك والذي لا يبدو افضل حالا من جون وقد تلطخت ملابسه بالدماء
- لا اعتقد انه يمانع استعارتك بعضا من ملابسه ( اقترب هنريك منها محدقا به لتتمتم ) انه كما هو
تحرك نحو الخزانة ليتناول بعض الملابس منها ويتجه الى الحمام ليعود للخروج وقد تخلص من ملابسه الملطخة محدقا بجوزفين وصوفي وكات التين عملتا على تنظيف الغرفة والتخلص من اغطيت السرير الملطخة بالدماء ليضعن غيرها بحذر لتقول بقلق عند مغادرة العاملات وهي تحدق بهنريك وقد عملت على سحب الغطاء من تحت ثيودور بحذر
- انه لا يشعر بشيء مما يجري حوله اهو بخير اليس علينا نقله للمشفى لا يبدوا بخير هنريك
- لن يقدموا له اكثر مما فعلت
- كيف اصيب
- يقول جون انهم كانوا يوجهون بنادقهم نحو احد الارانب ليطلقوا عليها ولكن حدث خطا ما لان ثيودور سقط عن ظهر خيله مصابا بطلق ناري بكتفه .. لا اعلم كيف يحدث هذا فهو ماهر وما كان ليتواجد في مرمى النار هناك خطء ما او ..
- او ماذا
- الامر متعمد .. ( بدا الذعر في عينيها فأضاف ) اني ارجح هذا هناك من تعمد اصابته مستغلا انشغالهم بتوجيه بنادقهم نحو الارنب
حركت راسها بشكل الي عن هنريك الى ثيودور
- من قد يفعل هذا
- هناك من يرغب بالتخلص منه ولكن من اقدم على هذا هذا ما سنعرفه قريبا
- تعتقد انهم ال شادون
- ربما .. لا اعلم لا يخطر لي من قد يرغب بهذا
شردت بكلمات هنريك الذي لم يغادر غرفة ثيودور وهي تقوم باستقبال كل من جاء للاطمئنان عنه واعلامهم بانه لا يمكن رؤيته الان وان هنريك موجود برفقته .
دخلت الى غرفته من جديد وخلفها صوفي التي تحمل الطعام لهنريك قائلة
- كيف هو الان
- على ما هو عليه ( جلست بصمت برفقته وعينيها لا تفارقان ثيودور ليتناول هنريك القليل من الطعام قبل ابعاده وهو يقول ) احتاج الى كوبا من القهوة
- طلبت منهم اعداد واحد لك ولكن عليكَ ان تتناول طعامك اولا
- لقد فعلت شكر لك
اجابها وعينيه شاردتان بثيودور لتبتلع ريقها بصمت متسائلة بتردد واضح
- سيكون بخير اليس كذلك
- ارجوا ذلك ( اجابها بشرود ووجهه مكفهر مستمرا ) سأبقى هنا الى ان يستيقظ .. عليه ان يستيقظ
انسل الشحوب لوجهها ببطء بعد سماعها قوله ما الذي يعنيه بهذا ما يخفي عنها هنريك
- انستي حضر بعض افراد العائلة للاطمئنان على السيد
- ساراهم
قال هنريك فهزة راسها له شاكرة ليغادر فتحركت عن مقعدها نحو ثيودور لتجلس على حافة سريره وهي تتأمل شحوب وجهه لتتلمس جبينه المتعرق فتناولت قطعة القماش من جديد واخذت بتجفيف جبينه ووجهه وهي تتأمله لتلتمع الدموع بعينيها التين اصبحتا منتفختين ومتعبتان دون ان تغادراها هامسة وقد جثت غمامة سوداء على صدرها
- لم اعهدك ضعيفا .. عليك ان تستيقظ .. لا خيار اخر امامك .. اتسمع ثيودور دو مادونز لا خيار اخر امامك ان ان عمتاي وشقيقاتك لن يتحملن فقدانك لا لن يفعلن اتصغي الى ما اقوله عليك الاستيقاظ لم .. لم تكن ضعيفا يوما لم اعهد هذا بك ولن تبدأ الان كما كما ان عليك ان تنال ممن فعل بك هذا حسنا هيا .. ارجوك افق ( عقصت شفتها السفلى بألم امام الصمت التام الذي يحيط فيها وتشوشت رؤيتها لازدياد الدموع التي تجمعت في عينيها حركت يدها لتمسح عينيها وتعود بنظرها الى وجهه الى انها توقفت على يده السليمة محدقة ما بين أصابعه وقد بقيت اثار الدماء عليها فتناولتها بروية واخذت تمسح الدماء من بين أصابعه وهي تهمس ) تعتقد ان ال شادون من فعلوا هذا .. لم ينسوا يوما انك تفوقت عليهم واسترجعت تلك الارض .. لن يغفروا لك مهما طال الزمن .. ( اخذت تتلمس اصابعه شاردتا بها وهي تستمر ) ليس عليك ان تستسلم فهناك الكثير مما يعتمدون عليك فلا تخيب امل احد لا تفعل اما من فعل بك هذا فسينال عقابه ( اعادت يده ببطء الى جواره مستمرة ) لن تسمح لهم بنيل مرادهم والتخلص منك لن تفعل ثيودور لذا استجمع قوتك وعد اننا .. نحتاجك هنا ( تابعت بيأس وهي تتأمل انفاسه المضطربة ووجه الشاحب من جديد لتهمس بغصة ) ارجوك استيقظ لا اعتقد اني استطيع تحمل فقدان احدا اخر لا استطيع لا استطيع هيا استيقظ اعلم انك ستفعل هذا
- انستي ( نظرت نحو صوفي التي دخلت لتو مستمرة ) الزوار يكثرون بالأسفل والطبيب يرغب بان يعود الى هنا لذا طلب مني اعلامك بالنزول واستقبالهم حتى يستطيع العودة لتفقد سيدي
هزت راسها موافقة وهي تقول
- انا قادمة
وعادت نحو ثيودور متأملتا اياه لثواني قبل ان تتحرك مغادرة ليفتح جفنيه قليلا متابعا اياها بتشوش وهي تغادر .
اخذت تتأمل اخر المغادرين والضيق الشديد يتملكها انها تحاول جهدها هنا واخر ما تحتاجه من لا يروق لهم استقبالها لهم واظهارهم لهذا بشكل واضح رغم عدم تحدثهم بالأمر فليفعلوا ما يشائوا انها من ال ماردونز رغما عن انوفهم جميعا عادت بأدراجها الى اعلى لتبقى برفقته هنريك من جديد تارة تجلس وهي على وشك الاغفاء وتارة تتحرك ذهابا وإيابا بالغرفة لا تريد الاستسلام للتعب والانهاك الذي قد نال منها لتتوقف محدقة بثيودور الذي مازال على حالة
- ان وضعه يسوء
تمتمت لهنريك بيأس وهي تقترب من سرير ثيودور لتعود لمسح جبينه المتعرق فتابعها هنريك ليقول بإصرار
- انه قوي .. اجل انه كذلك
اخذت تمسح وجهه بروية لما تشعر بانها عاجزة تماما لا تستطيع مساعدته عليه ان يستيقظ عليه هذا , اشرقت شمس الصباح التالي لترفع يدها ببطء نحو عينيها المغمضتين وقد غفت على المقعد دون ان تدري لتحميهما من اشعت الشمس قبل ان تفتح عينيها محدقة بهنريك الذي يضع المزيد من أكياس التغذية لثيودور قائلة بتعب
- مازال على حاله
- اجل
- اتعتقد انه سينجو
وامام صمته ووجهه المكفهر ومتابعته لعمله غصت الكلمات في حلقها فرفعت يديها لتخفي وجهها المرهق بهما ليمر بعض الوقت وهي على هذه الحال قبل ان تتحرك مغادرة الغرفة نحو غرفتها لترتمي على سريرها وهي تسمح لدموعها بلانسياب فلم تعد قادرة على ضبط نفسها اكثر من ذلك وقد امتلاء صدرها بحزن عميق
- انستي .. انتِ نائمة
دخلت صوفي غرفتها بعد بضع ساعات لتراها مازالت مستلقية في سريرها فأجابتها بوهن
- ماذا هناك
- حضر بعض افراد العائلة للاطمئنان على حال السيد
- هل من جديد صوفي هل استيقظ
- لا انستي والطبيب لا يغادر غرفته ويقوم بتقديم كل ما يلزم له
- حسنا دعيني استحم ثم انزل لأقابلهم
اجابتها وهي تجبر نفسها على النهوض لتستحم سريعا وتنزل لرؤيتهم واعلامهم بحال ثيودور قبل ان تعود للصعود نحو غرفته بعد مغادرتهم لتفتح باب الغرفة وتدخل لتأخذ خطواتها تبطء وهي تحدق بهنريك الذي يقف بجوار سرير ثيودور يحدثه فأسرعت بالقول وهي تتحرك نحوه لكي ترى ثيودور وقد حجبت وقفت هنريك رؤيتها له عند دخولها
- هل استيقظ .. اه ..لقد فعل .. هذا .. جيد ( اضافت بتلعثم وهي تقترب محدقة بثيودور الذي لا يبدو بأفضل حال ولكن عينيه مفتوحتان وتتابعان اقترابها ) رباه لقد استيقظت حقا
تمتم بابتسامة شاحبة
- سأعيش ان كنتِ قلقة بهذا الشأن جين ( امعنت النظر به جيدا قبل ان تقول بتروي )
- هل توثر اصابة ذراعة على عقله بطريقة ما
- بالتأكيد لا
اجابها هنريك وهو منشغل بتفقد المغذي الذي يوصله بذراعة بينما التمعت عيني ثيودور المتعبتين قائلا
- انتِ ترجين ذلك
- اعتقد ان هناك خطب ما فانا ادعى جوزفين وعلى ما يبدو انه قد نسي هذا
استمرت بتوجيه حديثها لهنريك رغم ان نظرها لا يفارق ثيودور الذي قال بتروي
- جوزفين جين انهما .. نفس الشيء
سحبت نظرها عنه نحو هنريك قائلة بإصرار
- انه يعاني من امرا ما انا واثقة فلا يبدو بخير
- انه يزعجك فقط ( عادت نحو ثيودور باستنكار وهي تقول )
- لست جادا ليس بعد كل القلق الذي تسببت به لنا يكفي ما تحملته من ضبط للنفس وانا استقبل افراد العائلة واحدا تلو الاخر لأعلمهم عن وضعك
- اعلمني هنريك و .. اشكرك جين لفعل هذا
- جوزفين ( قالت بإصرار واستمرت وهي تستقيم بظهرها جيدا فمن اين اتى بجين الان ) انا سعيدة انك بخير .. انه كذلك اليس هذا صحيحا
اضافت لهنريك الذي هز راسه لها بالإيجاب قائلا برضا
- تخطينا مرحلة الخطر والان سيستعيد قوته
- هذا جيد فالقد اقلقتنا حقا
- لقد كنت استيقظ واغفوا طوال الوقت دون القدرة على اعلامكم بهذا
- لقد تخطيت المرحلة الحرجة وهذا هو المهم الان
( اجابه هنريك برضا مستمرا ) لا تجهد نفسك بالحديث ستعود للنوم سريعا بسبب هذا الدواء ولكن ستستيقظ افضل حالا
- هذا ما ارجوه
أجابه ببطء وعينيه تتحركان من هنريك نحوها محدقا بعينيها المرهقتين
- تبدين متعبة
- عليك بالنظر الى نفسك حينها كنت لتعلم من يبدو متعبا
- اكنتي تبكين ( تمتم ببطء وعينيه تبدان بالاسترخاء اكثر فاجابته مستنكره )
- لا
- عيناك ليستا على مايرام
- من التعب فقد قضيت الوقت استقبل افراد العائلة لاعلمهم بما الت اليه امورك
- ووجهك شاحب
- من قلت النوم فقد كنت برفقت هنريك في حال احتاج الى المساعدة
ظهرت ابتسامة خفيفة على اطراف شفتيه وعينيه تغمضان تماما هامسا
- لا باس ان قلتي انك قلقة من اجلي
- ما .. الذي يهمس به
تساءلت وهي تنظر الى هنريك الذي حرك لها راسه بعدم معرفته فاخذت تتامله بصمت قبل ان تتحرك للجلوس على المقعد المجاور لسريره وهي تقول
- اذهب للحصول على الراحة بالغرفة المجاورة فانت لم تسترح منذ الامس
- استبقين بجواره
- اجل .. الم يزل الخطر عنه
- لقد فقد الكثير من الدماء وهذا ما يقلقني يحتاج الى بعض الوقت ليسترد عافيته .. ان شعرتي بحرارته اخذت بالتغير او اي عوارض اخرى اسرعي بإعلامي ( قال وهو يتحرك مستمرا ) وضعت له هذا منذ قليل سيأخذ وقتا قبل ان ينفذ وحين ينفذ ارسلي خلفي ( هزة راسها موافقة فأشار نحو الباب مستمرا بتأكيد ) سأذهب للاستراحة ولا تترددي بإيقاظي
عادت لهز راسها بالايجاب لتعود نحو ثيودور بعد مغادرت هنريك شاردة به قبل ان تتحرك متناولة احد الكتب الموضوعة على احد رفوف غرفته لتعود للجلوس بجواره تتصفح الكتاب دون اي تركيز يذكر وعينيها بين اللحظة والاخرى تعودان نحوه ومازال على حاله لا يدري ما يجول حوله ليمر الوقت ببطء شديد شاردة بين سطور كتابها لترفع عينيها عنه نحوه ثيودور من جديد وهي تسمع تمتمات وتراه يحرك راسه بتوتر فأسرعت نحوه وهي تلاحظ عينيه المغمضتان والعرق الذي يتصبب منه فأسرعت بتناول قطعة القماش لتمسح جبينه وهي تقول بتوتر
- ثيودور ما بك ثيودور ( اسرعت بتلمس جبينه مستمرة ) حررتك جيده ولكن ما بك استيقظ هيا اسـ
ابتلعت باقي كلماتها وهو يفتح عينيه بسرعة محدقا بها وانفاسه تتسارع وقد اتسعت مقلتيه دون ان يرمش او تفارقها عينيها مما جعلها تقول بقلق من هيئته ) اكنت تعاني من بعض الكوابيس ام انك متألم هل استدعي هنريك ( ارخى جفنيه قليلا وبدأت أنفاسه تهدأ فأضافت بقلق وهي تعود لتلمس جبينه ) ربما علي استدعاء هنريك
- لا .. انها .. بعض الاحلام السيئة هل استطيع الحصول على بعض الماء
تناولت الكوب المجاور لسريره بينما رفع نفسه قليلا على يده السليمة ليرشف منه وقد قربته من شفتيه قبل ان يعود براسه على الوسادة خلفه متأملا اياها وهي تعيد الكوب قائلا
- ان الوقت متأخر اليس كذلك
- بعد منتصف الليل
- طلب هنريك منكِ البقاء بجواري ( هزة راسها له بالإيجاب وهي تعيد الغطاء عليه جيدا فأضاف وهو يتابعها ) وانا الذي اعتقدت انك تفعلين هذا لقلقك علي
- اعلم انك قوي وامرا كهذا لن يؤثر بك كثير لذا لا لست قلقة عليك
- لا اعلم هل تسرني ثقتك بي ام يسوئني عدم قلقك
لم تستطع منع الابتسامة من الظهور على شفتيها وهي تستقيم بوقفتها قائلة
- انتَ بمزاجا جيد
- بل احاول تجاهل المي جين
- حقا من اين اتيت بهذا الان لا تنادين هكذا
- لما لا الم يفعل احدا من قبل
- لا
- ولا والدك
- ولا والدي
- اذا .. سأكون الاول
- لما تشعر ان عليك تغير اسمي هل سيغير هذا من شيء لا فسأظل ابنة والدي
عقد حاجبيه واسرع بارخائهما وهو يرفع يده الى جبينه يتلمسه قائلا
- ولما اعتقدتِ اني احاول تغير هذا
- لا اعلم فالتوجه هذا السؤال لنفسك ( اجابته وهي تجلس على طرف سريره مستمرة باهتمام ) كيف اصبت
بقيَ صامتا وشاردا بعد سؤالها والتفكير العميق يتملكه فعادت لتتساءل باهتمام
- اكان حادثا عرضيا ( هز راسه بالنفي ومازال على حاله فأضافت ) اتعلم من قد يفعل هذا وما هي دوافعه اتعرضت لأمر مماثلا من قبل
- لا ( اجابها وعينيه تلتقيان بعينيها ) اعلم ان لي بعض الاعداء ولكن لم يصل الامر الى هذا
- ايكون اصابك بالخطاء والمقصود شخصا اخر ( لم يجبها على قولها فعادت للقول ) اتعتقد ان هناك من يرغب بالتخلص منك كـ .. ال شادون
- ان تاريخنا حافلا معهم ولم يلجئوا لهذا من قبل ربما لانهم اول من سيكونون المتهمين بفعل هذا الامر بسبب خلافاتنا ولكن لما الان فلم يتغير الوضع كثيرا
- هل من جديد معهم قد يكون حدث ما استفزهم وجعلهم يأخذون هذا القرار
- انتِ
- ارجو المعذرة
- انتِ الامر الجديد .. ان كانوا يسعون لشيء .. انت تعلمين ما هو فمنذ قدومك وهم يلتفون حولك ولابد وان الامر ورائه امرا ما
ابتلعت كلماتها التي همت بها بنفي معرفتها وهي تذكر كلمات والد اريك وهو يسالها عن الصك فأسرعت بالقول
- كانوا ليسببوا لي الاذى وليس انت
- ولما ذلك
- لأني .. لاني .. حسنا انكرت وجود صك الارض عندما سالني عنه الدوا شادون
بدا الاهتمام الكبير على ملامحه وتحرك في جلسته ليسند نفسه بالوسادة خلفة وهو يقول
- عما تتحدثين
- عندما قبلت دعوتهم ..
- استمري
- حسنا كانوا ودودين ولم اشعر بسوء نواياهم الى عندما بدائو يطرحون الاسئلة عن اي اوراق قد تركها والدي لي وان كان بينها عقد بيع الأرض الذي تم بين والدي وشادون لأنه فقد نسخته يقصدون ذلك الصك الذي اعطيتك إياه عند عودتنا من جايدن بينما انكرت لهم ترك والدي أي شيء يخص هذا الامر
بداء الغضب في عينيه وهو يقول
- حدث كل هذا والان فقط تعلمينني به
- ولما اعلمك بهذا
- الا ترين اهميته
- حقا ثيودور وهل كنت لتصغي حينها انتَ فقط كنت توجه لي الاتهامات وتعطيني اوامر بعدم رؤيتهم او التعاطي معهم هذا كان ما يشغلك
- لما لم تحدثي عمتي اذا ان كنتي لا تثقين بي
- ومن قال اني كنتُ اثق بها انا لم اكن اثق باي احدا منكم لقد نبذتموني منذ وطأة قدماي هذا المكان اتنكر هذا
- وهل كنتي بالفتاة العاقلة التي تحسن التصرف
- هذا فقط بسبب استقبالكم الرديء لي .. حقا انتم اسوء عائلة قد يحظا بها المرء
- عائلة قامت باحتضانك والاعتناء بك تعدينها اسوء عائلة ماذا انتِ اذا
- لا شيء أهذا يناسبك انا لا شيء مجرد غيمة سوداء حطت هنا وسرعان ما ستزول فلا تقلق ( قالت بغيظ وهي تتحرك واقفة ومستمرة ) سأرسل لك صوفي
- انتظري ستعلميني ما تحدثوا به معك دون ان تتركي حرفا واحدا يشرد منكي
- لن افعل
- جوزفين
- لن افعل
قالت باصرار وهي تغادر فتابعها بغيظ لما لم تعلمه لما كانوا يسعون خلفها وانهم يعلمون بأمري وجود تلك النسخة انه حتى لم يكن يعلم بوجودها قبل ان تظهرها له ارخى راسه على الوسادة خلفه باعياء شديد وقد امتلاء وجهه بالتجهم وهو يعود بذاكرته الى اليوم الذي حصل به على نسخة ال شاردون كانت فرصة لا تعوض وقد قام انجن شقيق اريك الاوسط بقتل تران مكالف بعد مشاجرة بينهما عن طريق الخطء وكان الامر ان عائلة تران طالبوا بقتل انجن ردا على ما فعله بابنهم فتدخل حينها هو واعلم شادون بانه يستطيع تخليص ابنه من الامر بشرط أبعاده عن ماكسويل بدلا من قتله بمقابل حصوله على الارض رغم ان الامر كان شديد الام لشادون الا انه اراد تخليص ابنه فأعاد عقد البيع الذي يملكه له واسترد تلك الارض التي سببت الكثير على مر السنوات وقام هو بدوره بتنفيذ وعده واقنع عائلة تران بان تكتفي بنفي انجن خارج ماكسويل وعدم السماح له بالعودة مرتا اخرى الى هنا والان عادوا للبحث عن النسخة الاخرى للعقد الا ما يسعون الن تنتهي الخلافات على تلك الأرض .
توقفت اسفل الادراج وكانت تهم بالصعود الى اعلا في مساء اليوم التالي لتحدق بالباب الذي طرق فأسرعت صوفي نحوه لتفتحه
- عمتم مساء بادرهما هنريك وهو يدخل مقتربا من جوزفين التي حيته وقد علمت لتو من صوفي ان هنريك تفقد ثيودور صباحا وغادر فتساءل
- كيف هو مريضنا الان
- عدت لتو من المعمل
- الم .. الم تتفقديه اليوم .. اعتقدت صباحا عند رؤيتي لصوفي انك ذهبتي للراحة
- انه صليت السان لذا لا اريد رفقته ( ابتسم هنريك قائلا )
- ساء الامر بينكما اذا
- انه لا يحتمل
- ورغم ذلك سأدعُكما لتناول العشاء ( رفعت نظرها كما فعل هنريك نحو ثيودور الذي ينزل الادراج نحوهما مستمرا لها وهو يتخطى عنهما ) سليط السان اذا ... سأضيفها للمجموعة
- بدأت تستعيد قوتك ( تساءل هنريك وهو يتبعه للجلوس ومازال الشحوب يملاء ملامحه )
- حتى لو لم افعل لم اعد قادرا على البقاء بالسرير انت تعلم اني لستُ ممن يلازمون السرير
- اراك تتنقل بملابس النوم
قالت وهي تعقد يديها معا متأملتا اياه وقد بقي ببجامته ووضع على كتفيه روبه دون ان يرتديه فلمحها بنظرة وهو يقول
- انه امر اضطراري فكما تعلمين ذراعي مصابة وليس من السهل علي تغير ملابسي
نقل هنريك نظره بينهما قائلا
- هل تناولت دواءك ( هز راسه له بالإيجاب قائلا )
- انا بشوقا لتعافي فلا تقلق .. جاء اليوم كميرون لرؤيتي
بدا الاهتمام على هنريك بينما نقلت جوزفين نظرها بينهما وحلت يديها لتتحرك نحو المطبخ لتعلم صوفي بوضع العشاء لتعود وتنضم للرجلين من جديد وهما يتحدثان حول ما حصل
- اعلمته اني لا اشك بأحدا
- اعتقدت انك ستوجه الاتهام لال شادون
- قال انه سيبحث بأمرهم ولكني لم اوجه لهم اصابع الاتهام
بدا التفكير على هنريك بينما اخذت تصغي لحديثهم وهنريك يقول بتفكير
- ما الذي يجول بعقلك
- لا شيء محدد .. سأنتظر حتى نرى ما توصل اليه كميرون
- الجميع يفكر بال شادون فور معرفتهم بما حصل ارجح ذلك الى التاريخ الحافل بينكم ولكن لما الان اعني ما الجديد
تسال هنريك وتابع نظرات ثيودور التي تحركت نحو جوزفين لتنقل نظرها بين الرجلين الناظران اليها قائلة
- ماذا الان هل انا من فعل هذا
- بتأكيد لا
اجابها هنريك مبتسما من قولها فنقلت نظرها عنه نحو صوفي التي اقتربت وهي تقول
- العشاء جاهز
- اذا ولابد ان الذي حصل بسببي .. يجب ان يكون لي يد بالامر والا لن يهداء باله
اجابت هنريك وهي تشير الى ثيودور الذي قال وهو يتحرك
- نادرا ما يخطئ شعوري .. وسننتظر لنهاية التحقيق
واشار لهنريك ليتوجهوا لغرفة الطعام فقالت بغيظ
- ارئيت
- انه يحاول ازعاجك فقط
عاد هنريك للقول وهو يتحرك بدوره داعيا اياها لسير امامهم لتلمح ثيودور بإنزعاج قبل ان تتحرك لغرفة الطعام لتأخذ بتناول طعامها وهي تنقل نظرها بين الرجلان الذين لم يتوقفا عن الحديث لتثبت عينيها على ثيودور مراقبة تناوله طعامه بيده اليسرى دون اي صعوبة فعادت لتناول طعامها وهي تعود نحوه بين الفين والفين , غادر هنريك بعد ان امضى بعض الوقت برفقتهم بعد تناول العشاء لتبقى برفقة ثيودور جالسين بالصالة فتساءلت باهتمام
- انت تجيد استخدام يدك اليسرى
- تعرضت لكسر في ذراعي اليمنى منذ زمن واحتاج الامر مني الاعتماد على يدي اليسر
- وانتِ
- انا
- اجل لقد اعلمتك لتو احد اسراري
- اه تريد ان اعلمك بأحد اسراري ( هز راسه لها بالإيجاب فابتسمت قائلة ) عندما افقد عقلي قد افعل الى حينها سأحتفظ بأسراري لنفسي
- ان ثقتكِ بي معدومة
- لا انا بشكل ما .. اثق بك حقا .. برغم كل شيء اعلم انك ..
- اني
تساءل باهتمام وفضول حاول اخفائه دون ان ينجح لصمتها فابتسمت قبل ان تقول
- هل تناولت دواءك
- احضرته صوفي قبل قليل هل نسيتي ام تحاولين التهرب من اجابتي
- اتشعر بالم بها ( مرت لحظة صمت بينهما ليقول اخيرا )
- اجل .. ساحصل على اجابتي يوما ما
- يوما ما .. ربما .. تأخر الوقت ولدي
- يوم حافل غدا ( قاطعها مستمرا ) اعلم
- عمت مساء اذا
- ولك ايضا
اجابها باقتضاب وهي تتحرك عن مقعدها نحو الادراج ليتابعها بتفكير .
- الن يتناول ثيودور عشاءه
تساءلت في اليوم التالي وهي تجلس بمفردها وقد لاحظت وجود طبقها فقط
- تفقدت السيد فوجدته يغط بالنوم وقد قام بإعلامنا ان ندعه ولا نوقظه ان كان نائما
هزة راسها بالإيجاب وهي تسكب الطعام بطبقها فقد تعمدت المغادرة باكرا ولم تتناول طعام الافطار بالمنزل وعند حضورها التزمت غرفتها
- هل حضر هنريك اليوم
- اجل بالإضافة للسيد الفونس ومجموعة من رجال العائلة حضروا جميعهم للاطمئنان على السيد كما جاءت السيدة اميليا والانسة إرينا برفقة والديها بعد الظهر ايضا ( هزة راسها بالإيجاب وهي تبدأ بتناول الطعام فأضافت صوفي ) استطيع المغادرة انستي
- اجل افعل
اجابتها ونظرت بالمقاعد الفارغة التي تحيط بالطاولة الكبيرة ببطء لتشعر بفراغ ينسل الى صدرها فنهرت نفسها ما بالها انها بتأكيد لا تفتقدهم اجل لا تفعل لطالما كانت وحيدتا ولطالما تدبرت امورها بمفردها اخذت تتناول عشاءها ومازالت عينيها تتناقلان بالمقاعد الفارغة فتركت شوكتها وتحركت مغادرة لم تعد لديها شهيه للطعام توقفت على راس الادراج محدقة بباب غرفة ثيودور وشعورا قوي يطلب منها التوجه نحوه ولكن لا لا جوزفين نهرت نفسها وتحركت نحو باب غرفتها بثبات واصرار لتدخلها وتمضي وقتها وهي تتصفح احد الكتب دون اي تركيز يذكر فوضعت الكتاب جانبا مما تهرب تبا لا اريد حتى ان افكر خرجت من شرودها على صوت انفتاح باب احد الغرفة تريثت قليلا قبل ان تغادر سريرها وتفتح باب غرفتها محدقة بثيودور الذي يهم بالنزول الى اسفل والذي نظر نحوها عند انفتاح باب غرفتها قائلا
- انتِ مستيقظة ايضا
- تحتاج الى شيء ( تساءلت وهي تحكم حزام روبها وتتحرك نحوه مستمرة باهتمام ) اما كان لك الارسال خلف احد الفتيات
- مللت السرير لا استطيع الاستلقاء اكثر من هذا .. وانتِ لما مستيقظة حتى الان
- لا اعلم ولكن هذا هو الوضع الطبيعي أحيانا تراني اغط في النوم باكرا واحيانا اخرى يجافيني النوم
- كوبا من الاعشاب يساعدك ويساعدني الان تستطيعين اعداده ام نوقظ احداهن
- استطيع تدبر امري ( قالت وهي تنزل الادراج فتبعها قائلا )
- انتِ واثقة فلا نريد اي مفاجئات
- اسخر بقدر ما تريد ولكني اجيد الكثير من الامور صدق ام لا
تبعها نحو المطبخ قائلا
- سأحاول تصديق ان عمي قد اهمل بتدليل ابنته الوحيدة
- بل اكثر من تدليلا ولكن الامور بجايدن تختلف عن هنا ولا يعيب ان لم يكون المنزل ملئ بالخادمات لذا على السيدات ايضا تقديم المساعدة وكلما كانت الفتيات على اطلاع بشؤون المنزل وتدبير اموره كلما كان هذا لصالحهن وسمعتا جيدة لهن عندما تنوين الارتباط ( اخذت تتابع مسترسلة بالحديث بينما جلس ثيودور مصغي لها بتركيز رغم ثبات انظاره على الطاولة امامه ) رغم صغر سني الا ان والدتي حرصت على ان اتقن الكثير من الامور وبعد وفاتها حرص والدي على جعلي اطلع على الكثير من الكتب واسطحبني في عطل الصيف الى مناطق مختلفة لنقضي بها اياما لا استطيع محوها من ذاكرتي كما انه تعمد اصطحابي معه معظم الوقت الى الصحيفة التي كان يعمل بها محررا لطالما شجعني لفعل ما اريد
رفع عينيه ببطئ عن الطاولة نحوها متأملا اياها وقد اصبح بعيدا عن حديثها متأملا إياها ببطء من شعرها المسترسل بشكل جميل على ظهرها انه يسحره ويرغب بلمسه تامل حركات يديها وهي منسجمه في الحديث ثم وجهها وقد نظرت اليه وابتسمت متابعة حديثها وهي تعود لتجهيز الاكواب لقد خطفت تلك الابتسامة انفاسه انه يرغب برؤيتها طوال اليوم ويشعر بان مزاجه يسوء عند عدم رؤيتها وخاصه انها تقطن معه في نفس المنزل ولا يستطيع رؤيتها تختفي لتحبس نفسها بغرفتها خرج من شروده على تحديقها به فاسرع بالقول
- اسف شردت قليلا ماذا كنت تقولين
- كم تحتاج من السكر
- ملعقتا واحد تكفي
جلست امامه وهي تقدم له كوبه واخذت ترتشف من كوبها قائلة
- سمعت ان عددا من افراد العائلة حضروا لزيارتك
- اجد الامر مجهدا فلو كانت عمتاي هنا لكان الامر مختلفا
- تعلم اني لا استطيع ان اغطي مكانهما كما ان وجودي ليس مقبولا حتى الان كفرد مسلم به من قبل جميع افراد العائلة
- اعتقد انك مخطئة
- لا لا اعتقد .. جاءت مجموعة من السيدات ولم يخفين استنكارهم باني من استقبلهم لأطمئنهم عن وضعك
اخذت اصابعه تحيط كوبه قائلا
- لسنا الوحيدون الذين تضررنا من تصرف والدك فالقد اثر الامر على العائلة بأجمعها ( وثبتت مقلتيه عليها مستمرا بهدوء ) لقد تخطينا الامر وارى انهم سيفعلون بالنهاية ايضا
رمشت لتقطع ذلك الاتصال الذي بداء يوترها وانشغلت برشف من كوبها لتقول وهي تعيده الى الطاولة امامها
- هل حقا فعلتم ( وعادت بنظرها اليه مستمرة ) هل اصبح مرحبا بي هنا الان ( وابتسمت ساخرة من نفسها وهي تستمر ) انا لم افعل بعد ومازلت اشعر اني مجبرتا على البقاء هنا رغما عن ارادتي .. لا استطيع ان انكر ان رغم كل شيء حاولت عمتي ان تجعل اقامتي سهلة ولكن لا يفارقني الشعور باني مرغمة وان كان لي الخيار لما بقيت هنا
- ستعودين الى جايدن في النهاية .. هل هناك مخططات
- اجل الكثير منها ولم تكون ماكسويل يوما من ضمنها
اخذت يده تعبث بكوبه بصمت قبل ان يقول
- ولم تكوني يوما من ضمنها ( عادت عينيها لتثبت على عينيه فأضاف ) لا شيء يبقى كما هو
ابتسمت متمتمةً وهي تميل بجسدها قليلا الى الامام
- من يسمعك تتحدث بهذا الشكل سيفهم الامور بشكل خاطئ ( وعادت للجلوس جيدا مستمرة ) ولكن لا تقلق من جهتي فليس هناك اي سوء فهم
اصطنع ابتسامة ساخرة وهو يقول
- يسرني انك لا تتعرضين الى اي سوء فهم
هزت راسها موافقه ورشفت ما بقي من كوبها مستمرة
- حضرت إرينا ووالديها للاطمئنان عنك ..
- اجل حضروا البارحة ليلا من العاصمة ( وامام الابتسامة التي تحاول اخفائها رفع حاجبه مستمرا بحيرة ) ماذا هناك
- لا شيء
- لا شيء .. حقا
- عن أي اقويل تتحدث او اتعلم لا اكترث افعل ما تريد
- لن يسر احد وبذات افراد عائلتك لوقلت انكِ سبب الخلافات وانك من كنتي تقومين بفرض نفسك علي لتفرقي بيني وبين برجيت اتعتقدين من سيصدقون انا ام انتِ فكري جيدا بما أقوله ولستُ في الحقيقة مضطرا لفعل هذا فانا بحاجة الى ان اصل لبرجيت وانتِ الوحيدة من سكان ذلك المنزل التي استطيع الوصول اليها بينما يترفع الباقي عن النظر الي حتى ولكني واثق ان استطعتُ محادثتها سأقنعها بان ما سمعته ليس الا فخا لتفريق بيننا
- و .. تريد مني مساعدتك بهذا وانا اكثر شخص يعرف كم انت متدني الاخلاق
- لننسى ما حصل فانا حقا لا اكترث الان الا ببرجيت
- اه .. هذا مطمئن .. هل تعتقدني حمقاء
- بل ذكية كفاية حتى تستطيعي الاختيار ما بين ان املاء ماكسويل اقاويل عنكِ بما يحلو لي وليصبح اسمك منبوذا هنا اكثر مما هو وما بين مساعدتي بما اريد اختاري جوزفين واعدكِ ان انتقامي سيكون شديدا ودون رحمة ان لم تقدمي لي المساعدة
لمحته ببطء من راسه حتى اخمص قدميه واستدارت لتدخل مغلقة باب المعمل خلفها بينما بدا الغضب على ملامحة لينفض يديه بقوة ويتحرك مبتعدا والإصرار بادياً عليه لتجلس خلف مكتبها شاردة لتعود لنهوض متناولة حقيبة يدها ومغادرة بدورها .
- الانسة دو ماردونز ترغب برؤيتك
تعلقت عيني ثيودور المستند بوقفته على المكتب خلفه وهو عاقد اليدين يتحدث مع رجلان امامه بجوزفين الواقفة خارجا تحدق باتجاهه عندما دخل مساعده ليعلمه بوجودها ليبدوا التفكير عليه وعينيه لا تفارقانها قائلا
- دعها تدخل ( وعاد نحو الرجلان امامه مستمرا ) هذا كل شيء ان عدت واحتجت امرا اخر سأعلمكما
تحرك الرجلان ليخرجا بدخولها فسمحا لها بالدخول ثم غادرا
- ارجوا اني لم احضر في وقت غير مناسب ( بقيت عينيه ثابته عليها ليقول والباب يغلق خلفها )
- لقد اعربتي عن رأيك بي بشكل واضح مساء امس وصباحا رغم عدم تناولك الإفطار برفقتنا ولكن بدوتي على ما يرام بعكس الان (اضاف لشحوب وجهها فهزة راسها له بالإيجاب فحل يديه واستقام بوقفته مستمرا ) وان لم تخني الذاكرة انتِ لم تحضري الى مكتبي هذا من قبل ( عادت لتهز راسها له بالإيجاب وهي تتقدم باتجاهه مما جعله يضيف ) لابد وان امرا مهم جدا حدث حتى تحضري الى هنا لرؤيتي هل علي ان اقلق ام انك ترغبين بالانضمام لباقي افراد الاسرة بعدم التوقف عن الدفاع عن بيرت
- لا شأن لبيرت بالامر وانه مهم لي ولا اعلم مدى اهميته لك ولكن لم يكن بمقدوري التحدث بالأمر بالمنزل لذا فضلت ان احضر الى هنا
- بداء الفضول ينتابني استمري ( اضاف وهو يشير لها للجلوس على المقعد ففعلت فجلس امامها مفكرا وهو يقول ) كلي اذانا صاغية
- انه .. انه .. بخصوص كارل
- كارل .. كارل فلمنغ .. ما به
- لا يدعني وشأني
- كارل فلمنغ .. هل عاد فلم اسمع بعودته بعد
- اجل البارحة عاد هذا ما اعلمني به على الأقل كما انه منذ البداية اعني حينما كان يتردد على المنزل عندما كان يريد الارتباط ببرجيت بدا .. ( ابتلعت ريقها امام صمته التام واصغائه لها منتظرا منها ان تتابع فعادت للقول وهي تطلب من نفسها عدم التراجع ) بدا الامر بمحاولته دعوتي لمرافقته وأنتهى بقصده لغرفتي
بقيت عينيه جامدتان عليها وقد اغمقت بشرته دون ان تستطيع ان تعلم ان كان يصدقها ام لا فقال امام توقفها
- تابعي
- لم اكن ودودتا معه وقمت بصده اكثر من مرة واستمررت بالتصرف معه بفظاظة فتصرفه لم يكن مقبولا ابدا .. بعد ان اعربتم عن رفضكم له اعتقدتُ ان الامر انتهى ولكن ..
- لما لم تعلمي احدا بهذا من قبل .. لما لم تعلميني او حتى عمتي
- انتَ تعلم لماذا .. لا احد لا احد سيُصدقني
- انتِ واثقه من هذا
- واثقة بل كلي ثقة عندما اعلمتهم انكَ ثملت بدا كأني اتحدث مع نفسي حتى كدت اصدق اني لم اقل هذا انهم لن يصدقوا ما اقوله كما اني اعلمتُ عمتي فيرا بأمر كارل بدايتا ولكنها اصرت اني ادعي لاتسبب بالمشاكل لبرجيت ولا اعلم ان كنتَ تُصدقني ام انك فقط تحاول الاصغاء الي فلو اعلمتك بهذا من قبل لتهمتني باني احاول الاساءة لبرجيت فقط والعمل على تخريب ارتباطها بكارل
- لقد انتهى ارتباطها بكارل مُنذ وقت طويل ولم يعد يتواجد بالمنزل فقد كنت واضحا بإفهامه انه غير مرحب به فما الذي جعلكِ تتحدثين بهذا الامر الان
- لأنه عاد لتعرض لي من جديد انا لا اختلق هذا وكنتُ لأتناسى ما فعله من قبل ولكن كلما عاد الى ماكسويل لا يدع فرصة لنيل مني انه واثق اني سببُ انفصال برجيت عنه وهذا ما كان يتهمني به بدايتا كما انهُ قصد معمل الحياكة من قبل واتهمني اني السبب بما جرى كلما سنحت له الفرصة لا يتوانا عن التعرض لي وتهديدي واليوم اجده امام باب المعمل وهو يتوعد بعدم تركي وشأني ان لم أساعده برؤية برجيت وانه سيقوم بنشر الاشاعات والأقاويل المسيئةِ بحقي في حال رفضتُ مساعدته برؤية برجيت ( وامام صمته وعدم تحدثه وعينيه الثابتتان عليها اضافت ) انتَ ايضا تعتقد اني اختلق هذا
- لا يهم ما اعتقده
- بل هو كذلك اتعتقد اني قد اختلق امرا كهذا ( وامام صمته نقلت عينيها بعينيه قبل ان تتحرك من مكانها وهي تقول بغيظ شديد ) لهذا السبب بتحديد لم اتحدث بهذا الامر من قبل كم اكره هذا حسنا اشكرك لا احتاج الى مساعدتك استطيع تدبر امري كم كُنتُ حمقاء عندما فكرت ان اللجوء اليكَ هو الخيار الافضل ماذا الان
اضافت وهو يتحرك ممسكا اياها من ذراعها لتنظر اليه قائلا
- توقفي عن الثرثرة اولا وا اجل اصدقك ففي النهاية اخلاقه هذه هي سبب رفضي له و .. تسرني ثقتكِ بي ( تمعنت النظر به تسعى للبحث عن صدق قوله فأضاف وهو يترك ذراعها ) دعي هذا الامر لي ولا يعد يقلقك امر كارل هذا
- انتَ واثق مما تقوله
- اجل دعي امره لي ولا يشغلك بعد الان وفي حال تعرض لكِ من جديد ما عليك سوى اعلامي
اخذت كلماته تتردد في عقلها في مساء اليوم وهي واثقة انها تستطيع الثقة به بالتأكيد تستطيع تنفست بعمق ونظرت نحو اندريا الجالسة امامها بشرود مما جعلها تتساءل
- كيف هي امورك
- تعنيني انا و ..
- اجل ( اجابتها باقتضاب دون المتابعة مما جعلها تضيف ) ما بك .. لا تبدين على مايرام
- لا شيء يذكر .. لقد .. تشاجرت مع هنريك .. لا اعلم ما الذي جرى لي .. كنتُ متوترة .. وفقدت صبري معه وهو وهو لا اعلم حقا ولكن ما انا واثقة منه اني بحاجة للابتعاد قليلا
- انهُ مغرماً بك انا واثقه من هذا
- اعلم .. وانا كذلك ولكن لا احب تودد الفتيات له افقد صوابي
- انتِ كذلك ( قالت مبتسمة ومستمرة ) ولكن عليك بتروي ولا تفقديه بسبب اندفاعك وغيرتك عليكي بالتعقل فهو طبيب وعمله يحتم عليه رؤية الكثير من النساء لذا غيرتك لن تكون بمحلها
- ساحاول .. حقا سافعل ( اضافت امام ابتسامة جوزفين وكمن تذكرت اسرعت الإضافة ببعض الحماس ) هل علمتي ما الذي حدث صباحا
- لا
- جلس ثيودور وبيرت لتحدث
- وما الجديد بهذا كما اعتقد انهما تشاجرا ولم يتحدثا
- هذا هو الجديد لقد جلسا وتحدثا
- افعلا لا اكاد اصدق
- اجل ولقد اتفقا لأول مرة على ان يستمع كل منهما للأخر وفي النهاية وافق ثيودور على ما يريده بيرت
- انتِ جادة
- اجل وافق على ان يرتبط بيرت بالفتاة التي اغرم بها بشرط ان يلتزم امامه بان ينهي دراسته قبل الزفاف وان يعود للعمل والاستقرار بماكسويل لأنه بحاجته هنا
- اه هذا جيد وهل وافق بيرت
- بالتأكيد فعل فلم يكد يصدق نفسه وثيودور يوافق على ارتباطه
بينما تابعت اندريا بحماس شردت جوزفين هل استطاعت بطريقة ما التأثير على قراره هذا الها يد بالأمر ياترى مهما كان فالقد سرها ما الت اليه الامور بينهما .
- الن تقومي بتغير رأيك وترافقيننا
تسألت اندريا في صباح اليوم التالي وهم يتناولون الإفطار وقد علمت منذ مساء الامس انهم ينون المغادرة برفقة بيرت لحضور خطبته
فهزة راسها لها بالنفي فقالت فيرا
- مازال امامك بعد الوقت ان رغبتي فلندعُ صوفي لتعد لك حقيبتك
- لا استطيع ترك المعمل الان فمازال امامنا الكثير من العمل
- سنترك لك المنزل جميعه تحت تصرفك لتكوني سيدته
تدخلت برجيت بالقول بينما انشغل ثيودور وبيرت وفردريك بتناول طعامهم كذلك فعلت ثلما فكتفت جوزفين بإظهار ابتسامة مصطنعة لها وعادت لمتابعة تناول طعامها لتنطلق بهم العربات بعد الإفطار مغادرين ماكسويل لم تعتقد ان المنزل سيكون هادئا بهذا الشكل بغيابهم ربما كان عليها الاصغاء لعمتها ومرافقتهم لحضور حفل ارتباط بيرت .
- انستي العشاء جاهز
نظرت نحو صوفي التي دخلت الى غرفتها قائلة ذلك وقد انتهت لتو من تصمم احد الاثواب لتتأمل ما رسمته قائلة
- اين هو
- في غرفة الطعام بالأسفل
- منذ مغادرة الجميع وانا اتناوله هنا ما الذي جرى لك صوفي هيا احضريه الى هنا
- ولكن انستي
- احضريه الى هنا ولتضعيه قرب النافذة
- انستي ان
- لما علي تكرار قولي بما اريد صوفي
- حسنا سـ .. سأحضره الى هنا انستي
غادرة صوفي بينما وضعت اوراقها جانبا وتحركت نحو النافذة لتفتحها محدقة بالسماء الصافية والنجوم التي تلتمع بها وقد عم السكون المكان لتخرج من شرودها وصوفي تفرغ الطعام على الطاولة فقالت ومازالت عينيها معلقتين بالسماء
- ان الجو ساحرا الليلة اليس كذلك
- انه كذلك انستي هل تحتاجين شيئا اخر
- لا اشكرك
همت صوفي بتوجيه نفس السؤال لثيودور الذي دخل خلفها متأملا جوزفين فاسرع بهز راسه لها بالنفي وحرك راسه مشيرا لها بالمغادرة ففعلت لتغادر مغلقة الباب خلفها بينما بقيت جوزفين كما هي قبل ان تتنهد وتهم بالاستدارة لتسرع بخنق صرخة كادت ان تخرج منها وهي تلمح ثيودور المتكئ على حافة المدفئة محدقا بها
- بحق الله كيف وصلت الى هنا لقد افزعتني ما الذي تفعله هنا متى حضرت لما لم يعلمني احدا بهذا
- اعلمتني صوفي بانك تصرين على ان تناول عشاءك هنا
- هذا لأني لم اعلم انكم عدتم متى عدتم لما لم تعلمني صوفي بحضوركم هذا غير لائق بحق انا بملابس النوم
ابتسم لتوترها وتلعثمها لرؤيته قائلا
- انتِ تجولين المنزل بهذه الملابس منذ حضورك الى ماكسويل
- اعني انا لم اعلم انكم عدتم ولم اكن لأصر على تناوله هنا
- عدتُ وليس عدتم
- بمفردك الم
- مازال امامهم بعض الوقت للعودة .. و .. سأنتظر رفقتك لشرب كوبا من الشاي بعد ان تنهي عشاءك
- بشرط ان لا يصل هذا لعمتي باني اتناول عشائي هنا
اخفى ابتسامة كادت تطل على شفتيه لقد كانت عودته ضربا من الجنون ولكن لم يستطع منع نفسه من هذا فتمتم وهو يهم بالمغادرة
- لكي وعدي .
- كيف كان الحفل هل كان بيرت سعيدا ( تساءلت وقد انضمت له بالأسفل لشرب الشاي مستمرة وقد جلست على الاريكة المقابلة له ) هل كان اختياره موفقا اراقت لعمتاي
- اجل راقت لهما جدا .. جدا اعتقد انهما تبالغان حتى لا تسمحان لي بإبداء راي بالأمر ليس الا اما انا فاجد الفتاه عاديتا جدا حتى اني لا اعلم ما الذي جذبه اليها
- قلبه
- ارجوا المعذرة
- اقول انه وقع في غرامها انه يرى ما لا تراه انت
- وهو
- لطفها رقتها اهتمامها طيبتها بتأكد امورا اخرى ايضا تثير اهتمامه لذا هو متمسكا بها وعائلتها اهي مناسبة لمكانة ال ماردونز ام انكَ تعترض بشأنهم ايضا
- عائلتها ميسورة الحال ليس لها اسما مرموق او شائع كنت لأرغب بان يرتبط بمن تناسبه اكثر ولكن بما ان هذا ما يرده .. فليكن ( ابتسمت برضا لقوله فأضاف بمكر ) اعلم سبب هذه الابتسامة
- حسنا اعترف
- لقد كنتِ على حق في بعض ما قلته ولا ليس جميعه
- يسعدني قدرتي على التأثير بك سيد ماردونز
- ان اردت وان لم ارد لم يكن ليحصل هذا ( ابتسمت برضا رغم قوله قائلة )
- الا يزعجك ارتباط اخيك الاصغر وانتَ لم تفعل بعد
حدجها بنظرة وهو يرشف من كوبه قائلا
- ولما سيزعجني هذه احدا مسؤوليات ان تكون الاخ الاكبر علي الاعتناء بالجميع والاطمئنان عليهم قبل ان اتفرغ لنفسي
- الا .. تُضيع فرصتك مع إرينا بهذا الشكل
- انها .. متفهمه للأمر
- اه هذا .. جيد .. جيد جدا انها متفهما لأمورك
- هل رأيتِ كارل من جديد
- لا لم اره بعد ذلك اليوم
- لقد غادر ماكسويل وهو يعلم حدوده ولكن لا اضمن انه قد لا يعود فان حدث ورأيته او تعرض لك ما عليكِ سوى اعلامي بهذا
- سأفعل بالتأكيد ( قالت لتمر لحظة صمت بينهما مما جعلها تشعر بالتوتر امام عينيه التين لا تفارقانها لتقول وهي تضع كوبها جانبا محاولة ان لا تنساق وراء افكارها ) ما حل باللوحة التي كانت بمكتبك
- اصبحت جاهزة
- واين هي الن تنضم الى رفيقاتها هنا ( هو راسه بالنفي فاستمرت بفضول ) لما لا
- بالعادة تنقل الوحة التي فوق المدفئة لتنضم الى الباقي على ذلك الجدار وتوضع الوحة الجديدة في مكانها ( تعلقت عينيها بلوحة والده قبل ان تعود اليه بحيرة فاضاف ) لستُ على عجلة من امري
- ترغب بان تبقى لوحة والدك هنا
- لما لا
- و .. والدي
- مابه
- اليس من ال ماردونز ايضا وله الحق بتواجد على هذا الجدار ام انه سيمحى تماما من العائلة وكأن لاوجود له بالحقيقة ( بقيت عينيه ثابتتان عليها بصمت فاضافت ) لا يحق لكم محو وجوده وان اخطئ بنظركم ولكن الدماء التي تجري به هي دمائكم
- لانملك لوحتا له لنضمها للباقي فالقد غادر ولم يكن قد رسمت لوحتا له
شعرت بغصة تملاء قلبها وهي تعود بذاكرتها الى والدها حين تفكر الان تعلم كم كان وحيدا ولكن حينها لم تكن تتنبه للامر تعلقت عينيها بالجدار المليىء باللوحات التي تخص ال ماردونز كان عليه التواجد هنا برفقت باقي افراد عائلته بقيت عيني ثيودور تتابعها قبل ان يقول دون ان يفته التماع الحزن بعينيها
- اترين تلك الوحة في الاعلى للرجل الذي يرتدي زي القائد العسكري وبجواره زوجته وطفلان ( تعلقت عينيها باللوحة التي يتحدث عنها لتتامل الرجل وزوجته والطفلان احدهما في العاشرة يقف بجوار والدته الجالسة على المقعد تحمل صبي صغرا بين ذراعيها لم يتجاوز العام ووقف زوجها بجوارهم بشموخ ليستمر ) انه جدي وجدتي والصبي الكبير هو والدي ( نظرت اليه بثبات فاستمر ) والصغير هو والدك
- انتَ جاد
تمتمت وهي تتحرك لتقترب من الجدار تتامل اللوحة باهتمام فاضاف وهو يتابعها بنظرة
- لم يكن قد تجاوز عامة الاول هنا
اخذت تتامل الصبي الصغير قبل ان تظهر على شفتيها ابتسامة وتلك الغمامة تبتعد عن صدرها
- لم اتوقع ان اراه وهو بهذا السن الصغير يبدو لطيفا جدا
عاد ثيودور للانشغال بكوبه بصمت وتفكير بينما بقيت تتامل اللوحة قبل ان تتنهد وتنظر نحوه قائلة براحة
- سرتني عودتك فالمنزل بدا فارغا جدا بمغادرتكم جميعا
- لم اتوقع اعترافك بهذا
- انها الحقيقة فقط
- ماذا ستفعلين اذا عند عودتك لماكسويل
- ساتاقلم من جديد .. عمتى مساء الان فـ
- ولما انتِ على عجلة ( قاطعها وهو يراها تهم بالتحرك نحو الادراج فقالت )
- كان يومي منهكا في المعمل كما ان لدينا الكثير من العمل غدا لذا علي الخلود للنوم باكرا لأكون في كامل نشاطي غدا
- لستِ جادة هل سأمضي الأمسية بمفردي
- هذا ما كنت افعله مؤخرا ( اضافت بابتسامة وتحركت نحو الادراج ليهم بالتحدث الى انه عاد ليضم شفتيه كي لا يفعل واسترخى في جلسته رافضا ان ينظر نحوها وهي تصعد الى اعلا .
انشغلت في اليوم التالي بالمعمل بعد ان تناولت افطارها بمفردها لمغادرة ثيودور باكرا لتفقد العمل وعندما عادت كانت منهكة فأعلمت صوفي بانها ستحصل على قسطا من الراحة وان لا تقوم بإيقاظها لتغرق بسريرها وتغط بنوم عميق .
- ماذا تفعلين هنا اليس الطقس باردا
تسال ثيودور لرؤيتها ممددة على الارض تحدق بالسماء وهي ترفع يدها محركة اصبعها حول النجوم بقيت تتابع ما تفعله وهي تقول
- نمت باكرا وبعد استيقاظي وجدت صعوبة بالعودة للنوم فصعدت الى هنا اراقب النجوم .. انها ساطعة الليلة ولا اشعر بالبرد لقد بدأ الدفء يعود
رفع عينيه الى السماء الصافية محدقا بها لثواني فالم يستغرق منه الامر للكثير من التفكير ليعلم اين هي عند رؤيته لغرفتها الفارغة فعاد نحوها مراقبا اياها ليتحرك باتجاهها شعرت باقترابه ورغم ذلك بقيت كل تركيزها على ما تفعله الى ان وقف بجوارها لتلاقى عينيه فرفع حاجبه لها قائلا
- لابد وانك تعانين من امرا ما .. ضجر ربما
- هل تأملت السماء من قبل
- بالتأكيد فعلت
- لا اعني النظر بشكل عادي بل ...
- بل ..
- افعل كما افعل وسترى ما اعني
اجابته وهي تعود نحو النجوم بدى التفكير عليه ولكن سرعان ما تحرك متمددا بجوارها فحركت يدها نحو النجوم ترسم من خلالها خطوطا وهي تقول
- عندما تفعل هذا ستشتعل مخيلتك وستنتج رسوم جميلا .. فقط اتبع النجوم .. انظر هذا يشبه منزلي في جايدن وهذا .. ( رغم متابعتها الحديث الى ان عينيه شردتا بجانب وجهها القريب منه ) انها تشبه العربة نوعا ( وابتسمت مستمرة ) الامر ممتع فلا داعي لأكون ماهرة لأستطيع فعل هذا
اضافت ونظرت اليه بابتسامة لتثبت ابتسامتها ببطء وهي تلاقي عينيه المحدقتان بها ولا تعلم لما انسل التوتر الى نفسها هل هي نظراته هذه التي تحمل غموضا ياسرها ام ان قربه منها هو السبب ام انه هذا الشعور المغناطيسي الذي يجذبها اليه بهذا الشكل الذي لا تستطيع مقاومته وكان لا ارادة لها على نفسها لتغوص بعمق عينيه ابتسم محاولا الخروج من ذلك الشعور الذي تملكه طالبا منه الاقتراب اكثر واكثر نحوها ونظر الى السماء قائلا بينما بقيت عينيها معلقتان به
- يبدو الامر ممتعا
عادت براسها الى السماء ولم يعد الجو حولها كما كان فحاولت تجاهل هذا وتابعته وهو يرفع يده مشير الى بعض النجوم وهو يقول
- تستطيعين معرفة ما افعل
راقبت اصبعه وهو يرسم بخطوط متنقلا ببن النجم والاخر فقالت
- انها فقط خطوط لا يوجد ما يظهر
- لستِ جادة الم تستطيعي تخيل ما ارسم ( رفعت يدها تقلده قائلة بصوتها الهادئ )
- فعلت هذا وهذا وهـ
- بل هذا وهذا وتابعت هنا .. دعيني اريكِ
احتضنت يده يدها الممدودة ليحركها مشيرا لها بما كان يفعل لتتعلق عينيها به دون قدرتها على التركيز الى ما يشير اليه لقد جنت بالتأكيد اسرعت بسحب يدها منه وتحركت لتقف فنظر اليها متفاجئ وهو بستند على كوع يده قائلا
- ما بك
- لا شيء وما سيكون بي ولكن الوقت تأخر ولدي الكثير من العمل وان لم انم الان قد اتاخر غدا وو علي المغادرة عمتَ مساء
اسرعت بالقول وتحركت مغادرة نحو الباب لتختفي منه ليراقبها بصمت قبل ان يعود بخيبة امل لتمدد محدقاً بالنجوم وهو يضع يديه تحت عنقه مخرجا تنهدةً عميقة من صدره .
- اليس الوقت متأخرا ام انك بانتظاري
رفعت راسها عن الكتاب الذي بيدها نحو ثيودور الذي دخل من الباب الرئيسي دون ان تشعر به قائلة
- لقد شدني هذا الكتاب ونسيت نفسي كلما قرأت سطرا اقول سانهيه واصعد وعند فعل هذا انتقل للذي يليه دون ان اتحرك من مكاني ُ
ارتمى على المقعد امامها بإنهاك قائلا
- لابد وانهً مشوق اذا
- اجل .. تبدو متعبا اهو يوما شاق اخر
هز راسه بالإيجاب وعينيه شاردة بها وقد عادت للقراءة قائلا
- عما يتحدث
- الم تقرأه انه من مكتبتك
- ليس بعد لم اعد متفرغا كسابق
- تحتاج الى الراحة اذا فلتحصل لنفسك على اجازة
- قول ذلك سهل .. كيف العمل بالمعمل
- يجري على قدم وساق
- جاء تاجرا جديد من اريون
- اجل هل علمت عنه لقد اوصى على عددا كبير من الاثواب انه يمتلك متجرا في اريون وبضاعتنا تروقهم
- هذا جيد .. هل فكرتي ما الذي ستفعلينه بالمعمل بعد مغادرتك
- جعلت مايسي مساعدتي واقوم بتعلميها كيفيك عرض عملهم على التجار انها ماهرة وسريعة التعلم
- الن تندمي على تركك اياه
رفعت مقلتيها عن الكتاب نحوه لتتعلق بعينيه لتمر لحظة بينهما قبل ان تجبر نفسها على العودة نحو كتابها دون تركيز وهي تقول
- ليس لدي خيار اخر
- نحن من نصنع خياراتنا لذا لدينا دائما خيار اخر
- من يسمعك تقول هذا يعتقد انك تحاول ثني عن المغادرة
- ولما لا ( ثبتت عينيها على عينيه من جديد وقد غاص قلبها ببطء داخل اعماقها ) تعلمين ان هذا سيسر عمتي فيرا فهي متمسكتا بك
- لكنها ملتزم امامي بعدم اجبارِ على البقاء هل ستخلف بوعدها لي
- لا اعتقد انها ستفعل انها شديدة الفخر بما وصلتِ اليه هنا وما فعلته بالمعمل تتحدث عن هذا باستمرار
- اتفعل .. انها لا تظهر لي هذا ولا تمتدح عملي حتى
- لا تريد ان تصيبك بالغرور ( ابتسمت على قوله قائلة )
- بل لا تريد ان اعلم انها راضية عن اموري انها انسانة غريبة حقا
- هذه هي عمتي فيرا
- كيف هي أحوال العمل بغيابك ( عاد فقطت للقول امام الصمت الذي خيم بينهما )
- جيد فعمالي كفوئين واستطيع الثقة بهم هل حضر هنريك والين لرؤيتك في غيابنا
- اجل فعلوا انهم أصدقاء جيدون
- اكنتي جادة بأمر الين
- تعني اهتمامها بك
- اجل
- هذا ما اعتقده وقد أكون على خطء لا اعلم .. الم تتنبه لأمرها من قبل
- انها كشقيقاتي وقد تكوني فهمت الامر بطريقة خاطئة
- اجل ربما فعلت ( قالت رغم علمها ان الين تهتم بأمره حقا وأضافت ) تأخر الوقت وعلي الاستيقاظ باكرا غدا
- لكني لا اشعر بالنعاس
- هذه مشكلتك ( اجابته باسمة وهي تغلق كتابها وتهم بالتحرك )
- غدا يوم الاجازة ولستِ مجبرتا على النهوض باكرا
قال وهو يتابعها محاولا ثنيها عن المغادرة فابتسمت وحركت يدها مشيرة بها بالوداع وهي تقول دون النظر اليه
- عمتَ مساء .
- ما هذه الجلبة في الأسفل صوفي
تساءلت في صباح اليوم التالي وهي تجلس في سريرها
- حضر رفاق السيد لتناول طعام الإفطار برفقته والتوجه لصيد
عادت للاستلقاء في سريرها وهي تقول
- اذا لا تعودي لإيقاظي سأنهض متى اردت
- حسنا انستي
اجابتها وهي تغادر غرفتها بعد ان ملاءة ابريق الماء .
رفعت راسها عن التصميمات الجديدة التي تنوي بدء العمل بها محدقة بباب غرفتها وهي تسمع جلبة في الخارج هل عادوا من الصيد ولكن اقتراب الأصوات اكثر واكثر جعلتها نضع ما بيدها جانبا وتتحرك نحو الباب لتفتحه وتحدق خارجه بحيرة وهي تشاهد مجموعة من الرجال الذين يدخلون بسرعة نحو غرفة ثيودور فأسرعت نحوهم وقد دب بها القلق لتلمح مجموعة اخرى مما كانوا برفقته بالصيد في الاسفل مما جعلها تسرع خطواتها نحو غرفته لتدخلها وهي تتخطى الرجلان امامها لتهم بالتساؤل لتتوقف وعينيها تثبتان على هنريك المتعرق والمتوتر الذي يسرع بشق قميص ثيودور المتمدد على السرير فاقدا لوعيه وقد ملاءة الدماء السرير بينما وقف جون قرب هنريك يساعده بتوتر كبير وهو يصغي لهنريك الذي يطلب منه ان يضغط بقوة على كتفه حيث تدفق الدماء
- ما الذي جرى
هذا ما استطاعت التفوه به وقد شحبت تماما فاسرع هنريك بالنظر اليها ثم الى الرجل الذي يقف خلفها قائلا له وهو يعود بسرعة نحو ثيودور
- اخرجها من هنا
تحركت مع الرجل الذي جذبها خارجا والصدمة تملأ عينيها لتقول وهي تحدق بالرجال أمامها
- ما الذي حدث
- تعرض للإصابة اثناء الصيد
تحركت بتوهان ناقلة نظرها بين الرجال الذين ينتظرون قرب باب غرفته وبين الذين ينتظرون بالأسفل لتتحرك نحو راس الادراج ولم تعد قدميها تحملانها لتجلس على اول الادراج وتأخذ اصابع يديها تتشابكان ثم تحلان دون ادراك ما تفعله وهيئته لا تفارق مخيلتها لتنظر نحو غرفته والدموع تلتمع في عينيها قبل ان تعود الى ما امامها وهي تسمع صوت هنريك الذي مازال يطلب من جون عدم التوقف عما يفعله لتبتلع ريقها بقلق بالغ وهي تستعيد بذاكرتها هيئة وقد استلقى دون حراك وقد شحب تماما بدا شاحبا جدا وكان .. لا حياة فيه
رفعت يدها المرتجفة نحو فمها لن ينجو لا لن ينجو بدا فاقدا للحيات تماما مر اكثر من نص ساعة قبل ان يطل جون الذي امتلأت ملابسه بالدماء من الغرفة ولكنها شعرتها دهرا لن ينتهي اسرعت بالتحرك نحوه وكذلك فعل الرجال المنتظرين بقلق
- اهو بخير
- لا اعلم .. لا يبدو بخير ( هذا ما استطاع قوله وقد بدا الاحباط عليه وتعلقت عينيه بجوزفين التي تمعن النظر به بدورها ليهز راسه لها بالنفي وهو يعود للقول ) لا اعلم حقا لا اعلم
وتحرك متخطي عنهم فأسرعت بدورها للدخول لتقترب ببطء من هنريك الذي يتلمس نبضه وقد قام بلف ذراع ثيودور وكتفه متسائلة بقلق
- سينجو اليس كذلك ( لم يفارق نظرة ثيودور وهو يقول )
- فقد الكثير من الدماء كان علي مرافقته اليوم وعدم التخلف كنت حينها قدمت له المساعدة هناك .. حيث اصيب
- انه قوي سينجو .. اليس كذلك
- هذا ما ارجوه ( اجابها محدقا بها ليضيف ) سأعلم الرجال بالخارج بوضعه ابقي بجواره حتى عودتي ان تحرك او ابدا اي ردت فعل اعلميني فورا
هزت راسها له بالإيجاب لتقترب من سريره محدقة به بقلق متاملة وجهه الشاحب وهي تحاول ان تمنع دموعها التي تجمعت بمقلتيها من النزول لتشعر بالاختناق يصيبها فاسرعت برفع يدها لتمسح الدموع التي اخذت تقفز خارج عينيها وهي تنهر نفسها سيكون بخير اجل انها واثقة من هذا نهضت متناولة قطعة قماش لتمسح جبينه بروية لتقول عند عودت هنريك المنهك والذي لا يبدو افضل حالا من جون وقد تلطخت ملابسه بالدماء
- لا اعتقد انه يمانع استعارتك بعضا من ملابسه ( اقترب هنريك منها محدقا به لتتمتم ) انه كما هو
تحرك نحو الخزانة ليتناول بعض الملابس منها ويتجه الى الحمام ليعود للخروج وقد تخلص من ملابسه الملطخة محدقا بجوزفين وصوفي وكات التين عملتا على تنظيف الغرفة والتخلص من اغطيت السرير الملطخة بالدماء ليضعن غيرها بحذر لتقول بقلق عند مغادرة العاملات وهي تحدق بهنريك وقد عملت على سحب الغطاء من تحت ثيودور بحذر
- انه لا يشعر بشيء مما يجري حوله اهو بخير اليس علينا نقله للمشفى لا يبدوا بخير هنريك
- لن يقدموا له اكثر مما فعلت
- كيف اصيب
- يقول جون انهم كانوا يوجهون بنادقهم نحو احد الارانب ليطلقوا عليها ولكن حدث خطا ما لان ثيودور سقط عن ظهر خيله مصابا بطلق ناري بكتفه .. لا اعلم كيف يحدث هذا فهو ماهر وما كان ليتواجد في مرمى النار هناك خطء ما او ..
- او ماذا
- الامر متعمد .. ( بدا الذعر في عينيها فأضاف ) اني ارجح هذا هناك من تعمد اصابته مستغلا انشغالهم بتوجيه بنادقهم نحو الارنب
حركت راسها بشكل الي عن هنريك الى ثيودور
- من قد يفعل هذا
- هناك من يرغب بالتخلص منه ولكن من اقدم على هذا هذا ما سنعرفه قريبا
- تعتقد انهم ال شادون
- ربما .. لا اعلم لا يخطر لي من قد يرغب بهذا
شردت بكلمات هنريك الذي لم يغادر غرفة ثيودور وهي تقوم باستقبال كل من جاء للاطمئنان عنه واعلامهم بانه لا يمكن رؤيته الان وان هنريك موجود برفقته .
دخلت الى غرفته من جديد وخلفها صوفي التي تحمل الطعام لهنريك قائلة
- كيف هو الان
- على ما هو عليه ( جلست بصمت برفقته وعينيها لا تفارقان ثيودور ليتناول هنريك القليل من الطعام قبل ابعاده وهو يقول ) احتاج الى كوبا من القهوة
- طلبت منهم اعداد واحد لك ولكن عليكَ ان تتناول طعامك اولا
- لقد فعلت شكر لك
اجابها وعينيه شاردتان بثيودور لتبتلع ريقها بصمت متسائلة بتردد واضح
- سيكون بخير اليس كذلك
- ارجوا ذلك ( اجابها بشرود ووجهه مكفهر مستمرا ) سأبقى هنا الى ان يستيقظ .. عليه ان يستيقظ
انسل الشحوب لوجهها ببطء بعد سماعها قوله ما الذي يعنيه بهذا ما يخفي عنها هنريك
- انستي حضر بعض افراد العائلة للاطمئنان على السيد
- ساراهم
قال هنريك فهزة راسها له شاكرة ليغادر فتحركت عن مقعدها نحو ثيودور لتجلس على حافة سريره وهي تتأمل شحوب وجهه لتتلمس جبينه المتعرق فتناولت قطعة القماش من جديد واخذت بتجفيف جبينه ووجهه وهي تتأمله لتلتمع الدموع بعينيها التين اصبحتا منتفختين ومتعبتان دون ان تغادراها هامسة وقد جثت غمامة سوداء على صدرها
- لم اعهدك ضعيفا .. عليك ان تستيقظ .. لا خيار اخر امامك .. اتسمع ثيودور دو مادونز لا خيار اخر امامك ان ان عمتاي وشقيقاتك لن يتحملن فقدانك لا لن يفعلن اتصغي الى ما اقوله عليك الاستيقاظ لم .. لم تكن ضعيفا يوما لم اعهد هذا بك ولن تبدأ الان كما كما ان عليك ان تنال ممن فعل بك هذا حسنا هيا .. ارجوك افق ( عقصت شفتها السفلى بألم امام الصمت التام الذي يحيط فيها وتشوشت رؤيتها لازدياد الدموع التي تجمعت في عينيها حركت يدها لتمسح عينيها وتعود بنظرها الى وجهه الى انها توقفت على يده السليمة محدقة ما بين أصابعه وقد بقيت اثار الدماء عليها فتناولتها بروية واخذت تمسح الدماء من بين أصابعه وهي تهمس ) تعتقد ان ال شادون من فعلوا هذا .. لم ينسوا يوما انك تفوقت عليهم واسترجعت تلك الارض .. لن يغفروا لك مهما طال الزمن .. ( اخذت تتلمس اصابعه شاردتا بها وهي تستمر ) ليس عليك ان تستسلم فهناك الكثير مما يعتمدون عليك فلا تخيب امل احد لا تفعل اما من فعل بك هذا فسينال عقابه ( اعادت يده ببطء الى جواره مستمرة ) لن تسمح لهم بنيل مرادهم والتخلص منك لن تفعل ثيودور لذا استجمع قوتك وعد اننا .. نحتاجك هنا ( تابعت بيأس وهي تتأمل انفاسه المضطربة ووجه الشاحب من جديد لتهمس بغصة ) ارجوك استيقظ لا اعتقد اني استطيع تحمل فقدان احدا اخر لا استطيع لا استطيع هيا استيقظ اعلم انك ستفعل هذا
- انستي ( نظرت نحو صوفي التي دخلت لتو مستمرة ) الزوار يكثرون بالأسفل والطبيب يرغب بان يعود الى هنا لذا طلب مني اعلامك بالنزول واستقبالهم حتى يستطيع العودة لتفقد سيدي
هزت راسها موافقة وهي تقول
- انا قادمة
وعادت نحو ثيودور متأملتا اياه لثواني قبل ان تتحرك مغادرة ليفتح جفنيه قليلا متابعا اياها بتشوش وهي تغادر .
اخذت تتأمل اخر المغادرين والضيق الشديد يتملكها انها تحاول جهدها هنا واخر ما تحتاجه من لا يروق لهم استقبالها لهم واظهارهم لهذا بشكل واضح رغم عدم تحدثهم بالأمر فليفعلوا ما يشائوا انها من ال ماردونز رغما عن انوفهم جميعا عادت بأدراجها الى اعلى لتبقى برفقته هنريك من جديد تارة تجلس وهي على وشك الاغفاء وتارة تتحرك ذهابا وإيابا بالغرفة لا تريد الاستسلام للتعب والانهاك الذي قد نال منها لتتوقف محدقة بثيودور الذي مازال على حالة
- ان وضعه يسوء
تمتمت لهنريك بيأس وهي تقترب من سرير ثيودور لتعود لمسح جبينه المتعرق فتابعها هنريك ليقول بإصرار
- انه قوي .. اجل انه كذلك
اخذت تمسح وجهه بروية لما تشعر بانها عاجزة تماما لا تستطيع مساعدته عليه ان يستيقظ عليه هذا , اشرقت شمس الصباح التالي لترفع يدها ببطء نحو عينيها المغمضتين وقد غفت على المقعد دون ان تدري لتحميهما من اشعت الشمس قبل ان تفتح عينيها محدقة بهنريك الذي يضع المزيد من أكياس التغذية لثيودور قائلة بتعب
- مازال على حاله
- اجل
- اتعتقد انه سينجو
وامام صمته ووجهه المكفهر ومتابعته لعمله غصت الكلمات في حلقها فرفعت يديها لتخفي وجهها المرهق بهما ليمر بعض الوقت وهي على هذه الحال قبل ان تتحرك مغادرة الغرفة نحو غرفتها لترتمي على سريرها وهي تسمح لدموعها بلانسياب فلم تعد قادرة على ضبط نفسها اكثر من ذلك وقد امتلاء صدرها بحزن عميق
- انستي .. انتِ نائمة
دخلت صوفي غرفتها بعد بضع ساعات لتراها مازالت مستلقية في سريرها فأجابتها بوهن
- ماذا هناك
- حضر بعض افراد العائلة للاطمئنان على حال السيد
- هل من جديد صوفي هل استيقظ
- لا انستي والطبيب لا يغادر غرفته ويقوم بتقديم كل ما يلزم له
- حسنا دعيني استحم ثم انزل لأقابلهم
اجابتها وهي تجبر نفسها على النهوض لتستحم سريعا وتنزل لرؤيتهم واعلامهم بحال ثيودور قبل ان تعود للصعود نحو غرفته بعد مغادرتهم لتفتح باب الغرفة وتدخل لتأخذ خطواتها تبطء وهي تحدق بهنريك الذي يقف بجوار سرير ثيودور يحدثه فأسرعت بالقول وهي تتحرك نحوه لكي ترى ثيودور وقد حجبت وقفت هنريك رؤيتها له عند دخولها
- هل استيقظ .. اه ..لقد فعل .. هذا .. جيد ( اضافت بتلعثم وهي تقترب محدقة بثيودور الذي لا يبدو بأفضل حال ولكن عينيه مفتوحتان وتتابعان اقترابها ) رباه لقد استيقظت حقا
تمتم بابتسامة شاحبة
- سأعيش ان كنتِ قلقة بهذا الشأن جين ( امعنت النظر به جيدا قبل ان تقول بتروي )
- هل توثر اصابة ذراعة على عقله بطريقة ما
- بالتأكيد لا
اجابها هنريك وهو منشغل بتفقد المغذي الذي يوصله بذراعة بينما التمعت عيني ثيودور المتعبتين قائلا
- انتِ ترجين ذلك
- اعتقد ان هناك خطب ما فانا ادعى جوزفين وعلى ما يبدو انه قد نسي هذا
استمرت بتوجيه حديثها لهنريك رغم ان نظرها لا يفارق ثيودور الذي قال بتروي
- جوزفين جين انهما .. نفس الشيء
سحبت نظرها عنه نحو هنريك قائلة بإصرار
- انه يعاني من امرا ما انا واثقة فلا يبدو بخير
- انه يزعجك فقط ( عادت نحو ثيودور باستنكار وهي تقول )
- لست جادا ليس بعد كل القلق الذي تسببت به لنا يكفي ما تحملته من ضبط للنفس وانا استقبل افراد العائلة واحدا تلو الاخر لأعلمهم عن وضعك
- اعلمني هنريك و .. اشكرك جين لفعل هذا
- جوزفين ( قالت بإصرار واستمرت وهي تستقيم بظهرها جيدا فمن اين اتى بجين الان ) انا سعيدة انك بخير .. انه كذلك اليس هذا صحيحا
اضافت لهنريك الذي هز راسه لها بالإيجاب قائلا برضا
- تخطينا مرحلة الخطر والان سيستعيد قوته
- هذا جيد فالقد اقلقتنا حقا
- لقد كنت استيقظ واغفوا طوال الوقت دون القدرة على اعلامكم بهذا
- لقد تخطيت المرحلة الحرجة وهذا هو المهم الان
( اجابه هنريك برضا مستمرا ) لا تجهد نفسك بالحديث ستعود للنوم سريعا بسبب هذا الدواء ولكن ستستيقظ افضل حالا
- هذا ما ارجوه
أجابه ببطء وعينيه تتحركان من هنريك نحوها محدقا بعينيها المرهقتين
- تبدين متعبة
- عليك بالنظر الى نفسك حينها كنت لتعلم من يبدو متعبا
- اكنتي تبكين ( تمتم ببطء وعينيه تبدان بالاسترخاء اكثر فاجابته مستنكره )
- لا
- عيناك ليستا على مايرام
- من التعب فقد قضيت الوقت استقبل افراد العائلة لاعلمهم بما الت اليه امورك
- ووجهك شاحب
- من قلت النوم فقد كنت برفقت هنريك في حال احتاج الى المساعدة
ظهرت ابتسامة خفيفة على اطراف شفتيه وعينيه تغمضان تماما هامسا
- لا باس ان قلتي انك قلقة من اجلي
- ما .. الذي يهمس به
تساءلت وهي تنظر الى هنريك الذي حرك لها راسه بعدم معرفته فاخذت تتامله بصمت قبل ان تتحرك للجلوس على المقعد المجاور لسريره وهي تقول
- اذهب للحصول على الراحة بالغرفة المجاورة فانت لم تسترح منذ الامس
- استبقين بجواره
- اجل .. الم يزل الخطر عنه
- لقد فقد الكثير من الدماء وهذا ما يقلقني يحتاج الى بعض الوقت ليسترد عافيته .. ان شعرتي بحرارته اخذت بالتغير او اي عوارض اخرى اسرعي بإعلامي ( قال وهو يتحرك مستمرا ) وضعت له هذا منذ قليل سيأخذ وقتا قبل ان ينفذ وحين ينفذ ارسلي خلفي ( هزة راسها موافقة فأشار نحو الباب مستمرا بتأكيد ) سأذهب للاستراحة ولا تترددي بإيقاظي
عادت لهز راسها بالايجاب لتعود نحو ثيودور بعد مغادرت هنريك شاردة به قبل ان تتحرك متناولة احد الكتب الموضوعة على احد رفوف غرفته لتعود للجلوس بجواره تتصفح الكتاب دون اي تركيز يذكر وعينيها بين اللحظة والاخرى تعودان نحوه ومازال على حاله لا يدري ما يجول حوله ليمر الوقت ببطء شديد شاردة بين سطور كتابها لترفع عينيها عنه نحوه ثيودور من جديد وهي تسمع تمتمات وتراه يحرك راسه بتوتر فأسرعت نحوه وهي تلاحظ عينيه المغمضتان والعرق الذي يتصبب منه فأسرعت بتناول قطعة القماش لتمسح جبينه وهي تقول بتوتر
- ثيودور ما بك ثيودور ( اسرعت بتلمس جبينه مستمرة ) حررتك جيده ولكن ما بك استيقظ هيا اسـ
ابتلعت باقي كلماتها وهو يفتح عينيه بسرعة محدقا بها وانفاسه تتسارع وقد اتسعت مقلتيه دون ان يرمش او تفارقها عينيها مما جعلها تقول بقلق من هيئته ) اكنت تعاني من بعض الكوابيس ام انك متألم هل استدعي هنريك ( ارخى جفنيه قليلا وبدأت أنفاسه تهدأ فأضافت بقلق وهي تعود لتلمس جبينه ) ربما علي استدعاء هنريك
- لا .. انها .. بعض الاحلام السيئة هل استطيع الحصول على بعض الماء
تناولت الكوب المجاور لسريره بينما رفع نفسه قليلا على يده السليمة ليرشف منه وقد قربته من شفتيه قبل ان يعود براسه على الوسادة خلفه متأملا اياها وهي تعيد الكوب قائلا
- ان الوقت متأخر اليس كذلك
- بعد منتصف الليل
- طلب هنريك منكِ البقاء بجواري ( هزة راسها له بالإيجاب وهي تعيد الغطاء عليه جيدا فأضاف وهو يتابعها ) وانا الذي اعتقدت انك تفعلين هذا لقلقك علي
- اعلم انك قوي وامرا كهذا لن يؤثر بك كثير لذا لا لست قلقة عليك
- لا اعلم هل تسرني ثقتك بي ام يسوئني عدم قلقك
لم تستطع منع الابتسامة من الظهور على شفتيها وهي تستقيم بوقفتها قائلة
- انتَ بمزاجا جيد
- بل احاول تجاهل المي جين
- حقا من اين اتيت بهذا الان لا تنادين هكذا
- لما لا الم يفعل احدا من قبل
- لا
- ولا والدك
- ولا والدي
- اذا .. سأكون الاول
- لما تشعر ان عليك تغير اسمي هل سيغير هذا من شيء لا فسأظل ابنة والدي
عقد حاجبيه واسرع بارخائهما وهو يرفع يده الى جبينه يتلمسه قائلا
- ولما اعتقدتِ اني احاول تغير هذا
- لا اعلم فالتوجه هذا السؤال لنفسك ( اجابته وهي تجلس على طرف سريره مستمرة باهتمام ) كيف اصبت
بقيَ صامتا وشاردا بعد سؤالها والتفكير العميق يتملكه فعادت لتتساءل باهتمام
- اكان حادثا عرضيا ( هز راسه بالنفي ومازال على حاله فأضافت ) اتعلم من قد يفعل هذا وما هي دوافعه اتعرضت لأمر مماثلا من قبل
- لا ( اجابها وعينيه تلتقيان بعينيها ) اعلم ان لي بعض الاعداء ولكن لم يصل الامر الى هذا
- ايكون اصابك بالخطاء والمقصود شخصا اخر ( لم يجبها على قولها فعادت للقول ) اتعتقد ان هناك من يرغب بالتخلص منك كـ .. ال شادون
- ان تاريخنا حافلا معهم ولم يلجئوا لهذا من قبل ربما لانهم اول من سيكونون المتهمين بفعل هذا الامر بسبب خلافاتنا ولكن لما الان فلم يتغير الوضع كثيرا
- هل من جديد معهم قد يكون حدث ما استفزهم وجعلهم يأخذون هذا القرار
- انتِ
- ارجو المعذرة
- انتِ الامر الجديد .. ان كانوا يسعون لشيء .. انت تعلمين ما هو فمنذ قدومك وهم يلتفون حولك ولابد وان الامر ورائه امرا ما
ابتلعت كلماتها التي همت بها بنفي معرفتها وهي تذكر كلمات والد اريك وهو يسالها عن الصك فأسرعت بالقول
- كانوا ليسببوا لي الاذى وليس انت
- ولما ذلك
- لأني .. لاني .. حسنا انكرت وجود صك الارض عندما سالني عنه الدوا شادون
بدا الاهتمام الكبير على ملامحه وتحرك في جلسته ليسند نفسه بالوسادة خلفة وهو يقول
- عما تتحدثين
- عندما قبلت دعوتهم ..
- استمري
- حسنا كانوا ودودين ولم اشعر بسوء نواياهم الى عندما بدائو يطرحون الاسئلة عن اي اوراق قد تركها والدي لي وان كان بينها عقد بيع الأرض الذي تم بين والدي وشادون لأنه فقد نسخته يقصدون ذلك الصك الذي اعطيتك إياه عند عودتنا من جايدن بينما انكرت لهم ترك والدي أي شيء يخص هذا الامر
بداء الغضب في عينيه وهو يقول
- حدث كل هذا والان فقط تعلمينني به
- ولما اعلمك بهذا
- الا ترين اهميته
- حقا ثيودور وهل كنت لتصغي حينها انتَ فقط كنت توجه لي الاتهامات وتعطيني اوامر بعدم رؤيتهم او التعاطي معهم هذا كان ما يشغلك
- لما لم تحدثي عمتي اذا ان كنتي لا تثقين بي
- ومن قال اني كنتُ اثق بها انا لم اكن اثق باي احدا منكم لقد نبذتموني منذ وطأة قدماي هذا المكان اتنكر هذا
- وهل كنتي بالفتاة العاقلة التي تحسن التصرف
- هذا فقط بسبب استقبالكم الرديء لي .. حقا انتم اسوء عائلة قد يحظا بها المرء
- عائلة قامت باحتضانك والاعتناء بك تعدينها اسوء عائلة ماذا انتِ اذا
- لا شيء أهذا يناسبك انا لا شيء مجرد غيمة سوداء حطت هنا وسرعان ما ستزول فلا تقلق ( قالت بغيظ وهي تتحرك واقفة ومستمرة ) سأرسل لك صوفي
- انتظري ستعلميني ما تحدثوا به معك دون ان تتركي حرفا واحدا يشرد منكي
- لن افعل
- جوزفين
- لن افعل
قالت باصرار وهي تغادر فتابعها بغيظ لما لم تعلمه لما كانوا يسعون خلفها وانهم يعلمون بأمري وجود تلك النسخة انه حتى لم يكن يعلم بوجودها قبل ان تظهرها له ارخى راسه على الوسادة خلفه باعياء شديد وقد امتلاء وجهه بالتجهم وهو يعود بذاكرته الى اليوم الذي حصل به على نسخة ال شاردون كانت فرصة لا تعوض وقد قام انجن شقيق اريك الاوسط بقتل تران مكالف بعد مشاجرة بينهما عن طريق الخطء وكان الامر ان عائلة تران طالبوا بقتل انجن ردا على ما فعله بابنهم فتدخل حينها هو واعلم شادون بانه يستطيع تخليص ابنه من الامر بشرط أبعاده عن ماكسويل بدلا من قتله بمقابل حصوله على الارض رغم ان الامر كان شديد الام لشادون الا انه اراد تخليص ابنه فأعاد عقد البيع الذي يملكه له واسترد تلك الارض التي سببت الكثير على مر السنوات وقام هو بدوره بتنفيذ وعده واقنع عائلة تران بان تكتفي بنفي انجن خارج ماكسويل وعدم السماح له بالعودة مرتا اخرى الى هنا والان عادوا للبحث عن النسخة الاخرى للعقد الا ما يسعون الن تنتهي الخلافات على تلك الأرض .
توقفت اسفل الادراج وكانت تهم بالصعود الى اعلا في مساء اليوم التالي لتحدق بالباب الذي طرق فأسرعت صوفي نحوه لتفتحه
- عمتم مساء بادرهما هنريك وهو يدخل مقتربا من جوزفين التي حيته وقد علمت لتو من صوفي ان هنريك تفقد ثيودور صباحا وغادر فتساءل
- كيف هو مريضنا الان
- عدت لتو من المعمل
- الم .. الم تتفقديه اليوم .. اعتقدت صباحا عند رؤيتي لصوفي انك ذهبتي للراحة
- انه صليت السان لذا لا اريد رفقته ( ابتسم هنريك قائلا )
- ساء الامر بينكما اذا
- انه لا يحتمل
- ورغم ذلك سأدعُكما لتناول العشاء ( رفعت نظرها كما فعل هنريك نحو ثيودور الذي ينزل الادراج نحوهما مستمرا لها وهو يتخطى عنهما ) سليط السان اذا ... سأضيفها للمجموعة
- بدأت تستعيد قوتك ( تساءل هنريك وهو يتبعه للجلوس ومازال الشحوب يملاء ملامحه )
- حتى لو لم افعل لم اعد قادرا على البقاء بالسرير انت تعلم اني لستُ ممن يلازمون السرير
- اراك تتنقل بملابس النوم
قالت وهي تعقد يديها معا متأملتا اياه وقد بقي ببجامته ووضع على كتفيه روبه دون ان يرتديه فلمحها بنظرة وهو يقول
- انه امر اضطراري فكما تعلمين ذراعي مصابة وليس من السهل علي تغير ملابسي
نقل هنريك نظره بينهما قائلا
- هل تناولت دواءك ( هز راسه له بالإيجاب قائلا )
- انا بشوقا لتعافي فلا تقلق .. جاء اليوم كميرون لرؤيتي
بدا الاهتمام على هنريك بينما نقلت جوزفين نظرها بينهما وحلت يديها لتتحرك نحو المطبخ لتعلم صوفي بوضع العشاء لتعود وتنضم للرجلين من جديد وهما يتحدثان حول ما حصل
- اعلمته اني لا اشك بأحدا
- اعتقدت انك ستوجه الاتهام لال شادون
- قال انه سيبحث بأمرهم ولكني لم اوجه لهم اصابع الاتهام
بدا التفكير على هنريك بينما اخذت تصغي لحديثهم وهنريك يقول بتفكير
- ما الذي يجول بعقلك
- لا شيء محدد .. سأنتظر حتى نرى ما توصل اليه كميرون
- الجميع يفكر بال شادون فور معرفتهم بما حصل ارجح ذلك الى التاريخ الحافل بينكم ولكن لما الان اعني ما الجديد
تسال هنريك وتابع نظرات ثيودور التي تحركت نحو جوزفين لتنقل نظرها بين الرجلين الناظران اليها قائلة
- ماذا الان هل انا من فعل هذا
- بتأكيد لا
اجابها هنريك مبتسما من قولها فنقلت نظرها عنه نحو صوفي التي اقتربت وهي تقول
- العشاء جاهز
- اذا ولابد ان الذي حصل بسببي .. يجب ان يكون لي يد بالامر والا لن يهداء باله
اجابت هنريك وهي تشير الى ثيودور الذي قال وهو يتحرك
- نادرا ما يخطئ شعوري .. وسننتظر لنهاية التحقيق
واشار لهنريك ليتوجهوا لغرفة الطعام فقالت بغيظ
- ارئيت
- انه يحاول ازعاجك فقط
عاد هنريك للقول وهو يتحرك بدوره داعيا اياها لسير امامهم لتلمح ثيودور بإنزعاج قبل ان تتحرك لغرفة الطعام لتأخذ بتناول طعامها وهي تنقل نظرها بين الرجلان الذين لم يتوقفا عن الحديث لتثبت عينيها على ثيودور مراقبة تناوله طعامه بيده اليسرى دون اي صعوبة فعادت لتناول طعامها وهي تعود نحوه بين الفين والفين , غادر هنريك بعد ان امضى بعض الوقت برفقتهم بعد تناول العشاء لتبقى برفقة ثيودور جالسين بالصالة فتساءلت باهتمام
- انت تجيد استخدام يدك اليسرى
- تعرضت لكسر في ذراعي اليمنى منذ زمن واحتاج الامر مني الاعتماد على يدي اليسر
- وانتِ
- انا
- اجل لقد اعلمتك لتو احد اسراري
- اه تريد ان اعلمك بأحد اسراري ( هز راسه لها بالإيجاب فابتسمت قائلة ) عندما افقد عقلي قد افعل الى حينها سأحتفظ بأسراري لنفسي
- ان ثقتكِ بي معدومة
- لا انا بشكل ما .. اثق بك حقا .. برغم كل شيء اعلم انك ..
- اني
تساءل باهتمام وفضول حاول اخفائه دون ان ينجح لصمتها فابتسمت قبل ان تقول
- هل تناولت دواءك
- احضرته صوفي قبل قليل هل نسيتي ام تحاولين التهرب من اجابتي
- اتشعر بالم بها ( مرت لحظة صمت بينهما ليقول اخيرا )
- اجل .. ساحصل على اجابتي يوما ما
- يوما ما .. ربما .. تأخر الوقت ولدي
- يوم حافل غدا ( قاطعها مستمرا ) اعلم
- عمت مساء اذا
- ولك ايضا
اجابها باقتضاب وهي تتحرك عن مقعدها نحو الادراج ليتابعها بتفكير .
- الن يتناول ثيودور عشاءه
تساءلت في اليوم التالي وهي تجلس بمفردها وقد لاحظت وجود طبقها فقط
- تفقدت السيد فوجدته يغط بالنوم وقد قام بإعلامنا ان ندعه ولا نوقظه ان كان نائما
هزة راسها بالإيجاب وهي تسكب الطعام بطبقها فقد تعمدت المغادرة باكرا ولم تتناول طعام الافطار بالمنزل وعند حضورها التزمت غرفتها
- هل حضر هنريك اليوم
- اجل بالإضافة للسيد الفونس ومجموعة من رجال العائلة حضروا جميعهم للاطمئنان على السيد كما جاءت السيدة اميليا والانسة إرينا برفقة والديها بعد الظهر ايضا ( هزة راسها بالإيجاب وهي تبدأ بتناول الطعام فأضافت صوفي ) استطيع المغادرة انستي
- اجل افعل
اجابتها ونظرت بالمقاعد الفارغة التي تحيط بالطاولة الكبيرة ببطء لتشعر بفراغ ينسل الى صدرها فنهرت نفسها ما بالها انها بتأكيد لا تفتقدهم اجل لا تفعل لطالما كانت وحيدتا ولطالما تدبرت امورها بمفردها اخذت تتناول عشاءها ومازالت عينيها تتناقلان بالمقاعد الفارغة فتركت شوكتها وتحركت مغادرة لم تعد لديها شهيه للطعام توقفت على راس الادراج محدقة بباب غرفة ثيودور وشعورا قوي يطلب منها التوجه نحوه ولكن لا لا جوزفين نهرت نفسها وتحركت نحو باب غرفتها بثبات واصرار لتدخلها وتمضي وقتها وهي تتصفح احد الكتب دون اي تركيز يذكر فوضعت الكتاب جانبا مما تهرب تبا لا اريد حتى ان افكر خرجت من شرودها على صوت انفتاح باب احد الغرفة تريثت قليلا قبل ان تغادر سريرها وتفتح باب غرفتها محدقة بثيودور الذي يهم بالنزول الى اسفل والذي نظر نحوها عند انفتاح باب غرفتها قائلا
- انتِ مستيقظة ايضا
- تحتاج الى شيء ( تساءلت وهي تحكم حزام روبها وتتحرك نحوه مستمرة باهتمام ) اما كان لك الارسال خلف احد الفتيات
- مللت السرير لا استطيع الاستلقاء اكثر من هذا .. وانتِ لما مستيقظة حتى الان
- لا اعلم ولكن هذا هو الوضع الطبيعي أحيانا تراني اغط في النوم باكرا واحيانا اخرى يجافيني النوم
- كوبا من الاعشاب يساعدك ويساعدني الان تستطيعين اعداده ام نوقظ احداهن
- استطيع تدبر امري ( قالت وهي تنزل الادراج فتبعها قائلا )
- انتِ واثقة فلا نريد اي مفاجئات
- اسخر بقدر ما تريد ولكني اجيد الكثير من الامور صدق ام لا
تبعها نحو المطبخ قائلا
- سأحاول تصديق ان عمي قد اهمل بتدليل ابنته الوحيدة
- بل اكثر من تدليلا ولكن الامور بجايدن تختلف عن هنا ولا يعيب ان لم يكون المنزل ملئ بالخادمات لذا على السيدات ايضا تقديم المساعدة وكلما كانت الفتيات على اطلاع بشؤون المنزل وتدبير اموره كلما كان هذا لصالحهن وسمعتا جيدة لهن عندما تنوين الارتباط ( اخذت تتابع مسترسلة بالحديث بينما جلس ثيودور مصغي لها بتركيز رغم ثبات انظاره على الطاولة امامه ) رغم صغر سني الا ان والدتي حرصت على ان اتقن الكثير من الامور وبعد وفاتها حرص والدي على جعلي اطلع على الكثير من الكتب واسطحبني في عطل الصيف الى مناطق مختلفة لنقضي بها اياما لا استطيع محوها من ذاكرتي كما انه تعمد اصطحابي معه معظم الوقت الى الصحيفة التي كان يعمل بها محررا لطالما شجعني لفعل ما اريد
رفع عينيه ببطئ عن الطاولة نحوها متأملا اياها وقد اصبح بعيدا عن حديثها متأملا إياها ببطء من شعرها المسترسل بشكل جميل على ظهرها انه يسحره ويرغب بلمسه تامل حركات يديها وهي منسجمه في الحديث ثم وجهها وقد نظرت اليه وابتسمت متابعة حديثها وهي تعود لتجهيز الاكواب لقد خطفت تلك الابتسامة انفاسه انه يرغب برؤيتها طوال اليوم ويشعر بان مزاجه يسوء عند عدم رؤيتها وخاصه انها تقطن معه في نفس المنزل ولا يستطيع رؤيتها تختفي لتحبس نفسها بغرفتها خرج من شروده على تحديقها به فاسرع بالقول
- اسف شردت قليلا ماذا كنت تقولين
- كم تحتاج من السكر
- ملعقتا واحد تكفي
جلست امامه وهي تقدم له كوبه واخذت ترتشف من كوبها قائلة
- سمعت ان عددا من افراد العائلة حضروا لزيارتك
- اجد الامر مجهدا فلو كانت عمتاي هنا لكان الامر مختلفا
- تعلم اني لا استطيع ان اغطي مكانهما كما ان وجودي ليس مقبولا حتى الان كفرد مسلم به من قبل جميع افراد العائلة
- اعتقد انك مخطئة
- لا لا اعتقد .. جاءت مجموعة من السيدات ولم يخفين استنكارهم باني من استقبلهم لأطمئنهم عن وضعك
اخذت اصابعه تحيط كوبه قائلا
- لسنا الوحيدون الذين تضررنا من تصرف والدك فالقد اثر الامر على العائلة بأجمعها ( وثبتت مقلتيه عليها مستمرا بهدوء ) لقد تخطينا الامر وارى انهم سيفعلون بالنهاية ايضا
رمشت لتقطع ذلك الاتصال الذي بداء يوترها وانشغلت برشف من كوبها لتقول وهي تعيده الى الطاولة امامها
- هل حقا فعلتم ( وعادت بنظرها اليه مستمرة ) هل اصبح مرحبا بي هنا الان ( وابتسمت ساخرة من نفسها وهي تستمر ) انا لم افعل بعد ومازلت اشعر اني مجبرتا على البقاء هنا رغما عن ارادتي .. لا استطيع ان انكر ان رغم كل شيء حاولت عمتي ان تجعل اقامتي سهلة ولكن لا يفارقني الشعور باني مرغمة وان كان لي الخيار لما بقيت هنا
- ستعودين الى جايدن في النهاية .. هل هناك مخططات
- اجل الكثير منها ولم تكون ماكسويل يوما من ضمنها
اخذت يده تعبث بكوبه بصمت قبل ان يقول
- ولم تكوني يوما من ضمنها ( عادت عينيها لتثبت على عينيه فأضاف ) لا شيء يبقى كما هو
ابتسمت متمتمةً وهي تميل بجسدها قليلا الى الامام
- من يسمعك تتحدث بهذا الشكل سيفهم الامور بشكل خاطئ ( وعادت للجلوس جيدا مستمرة ) ولكن لا تقلق من جهتي فليس هناك اي سوء فهم
اصطنع ابتسامة ساخرة وهو يقول
- يسرني انك لا تتعرضين الى اي سوء فهم
هزت راسها موافقه ورشفت ما بقي من كوبها مستمرة
- حضرت إرينا ووالديها للاطمئنان عنك ..
- اجل حضروا البارحة ليلا من العاصمة ( وامام الابتسامة التي تحاول اخفائها رفع حاجبه مستمرا بحيرة ) ماذا هناك
- لا شيء
- لا شيء .. حقا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق