لوح لها دون أن يتحرك من مكانه فاقتربت ليُنارس بهدوء من المخرج وخلعت حذاء التزلج فليس من ألائق أن يراها تتصرف كالأطفال تبعتها تولا لتتخلص بدورها من حذاء التزلج فسار ادمونت نحوهما
- منذ متى وأنت هنا ( بادرته تولا بسعادة عند اقترابه فحدق بليُنارس مبتسماً وهو يقول )
- ليس من مدة
- أشاهدت مهارتي بالتزلج ( تساءلت ليُنارس وهي ترى الابتسامة التي لا تفارق شفتيه فأجابها )
- لا مجال للمناقشة حقاً أنتِ ماهرة ( توسعت ابتسامتها لقوله قائلة لتولا )
- أنه هنا منذ مدة أذاً ( ونظرت الى ساعتها ) يجب أن أغادر ( وعادت نحو ادمونت مستمرة ) اقترب موعد عملي الأخر
- ونحن أيضاً مغادران ( قال وهما يسيران معها فقالت تولا )
- لما لم ترافقني أن كنت غير مشغول
- من قال ذلك لقد أنهيت عملي بسرعة كبيرة لكي أصطحبك من هنا كما أن مرافقة الآنسة ريمونت تبدو ممتعة اليس كذلك
- أجل هذا صحيح فالقد أعددنا الطعام بأنفسنا أنا صنعت السلطة كم كانت لذيذة وزرنا حديقة الحيوانات وأطعمنا القرود بالإضافة ( استمرت تولا بأخباره بينما رفع نظره نحو ليُنارس شارداً ) ما رأيك
- بماذا ماذا كنت تقولين ( عقدت يديها معاً وحدقت به وهم يتوقفون قرب سيارته قائلة )
- ستأخذني لزيارة حديقة الحيوانات ولا تدعي انك لم تسمعني
- سأفعل بالتأكيد
- أرجو أن تعذروني ( قالت ليُنارس وهي تهم بمتابعة سيرها لتغادر فدعاها ادمونت )
- سنقلك بطريقنا
- هذا لطفٌ منك ولكن لا شكراً
- هذا أقل ما أستطيع لشكرك على ما فعلتي
- لم أفعل شيء لا أريده وقد استمتعت معك تولا الى اللقاء
أمسكها من كوع يدها مانعاً إياها من السير قائلاً
- أنا أصر
نقلت عينيها بعينيه بعدم رضا من تصرفه وهي ترفع يدها الأخرى وتبعد يده عن يدها قائلة
- أشكرك ولكني سأذهب بالحافلة
وتحركت مبتعدة عنهم بينما وقف يتابعها بامتعاض فأشارت للحافلة القادمة وصعدت بها
- على ما يبدو أنك فقدت سحرك ( قالت تولا مبتسمة وهي تراقبه )
- اصعدي .. اصعدي ( أجابها لقولها وهو يفتح لها باب سيارته )
قصدت مساءً بيت روجيه عند دخولها وجدت أوديل مستلقية على المقعد تقرأ كتاباً فأعدت كوبين من القهوة وجلست أمامها متسائلة
- ذهبتي الى الطبيب
- أجل .. يجب أن لا أرهق نفسي وأبقى مستلقية.. ماذا حدث معك هل أخذ المال
- أخذه ولكني أجبرت على الادعاء بأن لديك أرضاَ ستبيعينها .. أتعلمين ماذا قال ( وحاولت تقليده قائلة ) سأضطر للعمل لديه عامين أو ثلاث حتى يأخذ الخمسين ألف ( وتنهدت بانزعاج بينما ابتسمت اوديل فاستمرت وهي تتأمل الكوب بيدها ) أحاول أن اخذ الأمور ببساطة ولا أفكر بها وألا أني سأنفجر ( صمتت لدقائق وهي لا تبتعد عينيها عن كوبها قبل أن تهمس بصوت خافت مستمرة ) انه لا ينسى تذكيري باني شقيقت ( مرت لحظة صمت قبل أن تقول بصوت مخنوق ) لص هذا ما يعتقده أن روجيه ليس سوى لص قام باختلاس المال منه
بدا الاستياء الشديد على اوديل التي تراقبها بصمت قبل أن تقول
- أنا قلقه من أن يكون يضمر لكِ السوء
- لست أثق به هذا ما اعرفه لا اشعر بالراحة لوجوده يجعل حواسي جميعها تعمل عندما أكون معه فهو يفاجئني بتصرفاته
- كوني حذرة أرجوك سيقتله روجيه لو مس شعرةً منكِ
- لا تقلقي ولا تعلمي روجيه بشيء .
- احضري العقود التي وصلت من شركة الترامت
بادرها ادمونت وهو يدخل مكتبه في صباح اليوم التالي فتناولت الأوراق عن مكتبها وتوجهت نحو مكتبه لتجده منحني فوق بعض الأوراق التي وضعها أمامه على طاولت الاجتماعات مد يده نحوها ليتناول الأوراق منها وكل تركيزه منصب على ما أمامه فهمت بالخروج إلا انه قال
- هلا جمعتي هذه حسب الأرقام
وقدم لها ملفاً مليء بالأوراق همت لتناوله منه إلا انه وقع من يدها ولم تكن قد أمسكت به جيداً
فأسرعت بالانحناء خلفه وكذلك فعل ليصطدم جبينها برأسه فأنت ورفعت يدها نحو جبينها بينما توقف ناظراً اليها لتتعلق عينيه بعينيها القريبتين منه بصمت لوهلة شعرت بان أنفاسها توقفت عن الخروج فرمشت وأسرعت بالنظر نحو الأوراق التي تناثرت على الأرض وانحنت نحوها لتتناولها متجاهلة تحديقه بها بينما استقام بوقفته ببطء شديد وعاد نحو أوراقه قبل أن يعود بنظره نحوها ليتأملها بتفكير قبل أن يقول
- هل قصدتي شاطئ بروين من قبل
تجمدت يدها التي كانت تتناول أخر الورقات ولكنها تداركت ذلك بسرعة فوضعتها فوق الأخريات وهي تقول
- أين يقع
- في الشمال
- لا فالم أصل الى هناك يوماً لما
تساءلت وهي تقف وتضع الأوراق على الطاولة بجواره وتبدأ بترتيبها حسب الأرقام فضاقت عينيه وهو يتابعها قبل أن يقول
- اتسائل فقط .. أنتِ واثقة من انكِ لم تزوريه يوماً
- ما كنتُ لأنسى شيئا كهذا ( أصرت وهي تتعمد الانشغال بما أمامها وتحاول إنهائهم بسرعة ففعلت وأغلقت الملف على الأوراق قائلة وهي تنظر اليه ) ها هي مرتبة وكاملة أي شيء أخر
رَفَع يدَه يَتَلَمس خَده بِبُطء بينما حاولت أن تَبقى جامِدة ومازالت عينيهِ تُراقِبانِها قَبلَ أن يقول
- أجل احضِري البَريد
فَعَلَت ما طَلَبَهُ وغادَرت لِتَرتَمي على مِقعَدِها وَهيَ تَهُزُ رأسها بِعَدم رِضا لابُدَ وأنَه قَد تَذَكَرَها كل ما عَلَيها هو أن تَدَعي أنها لا تَعلم عما يَتَحَدث بِالرَغمِ من أنَه كان يَستَحِق ما حَصَلَ لهُ إلا أنها ألان ليست بِمَوقِفاً يَسمَحُ لها بِمواجهَتِهِ فهو لا يبدو من الناس الذين يقبلون الإهانة بسهولة ولكن من أهان من لقد كان يستحق هذا حركت يدها بضيق لترفع شعرها من الأمام مبعدة إياه الى الخلف وذاكرتها تعود بها الى ذلك اليوم الذي رافقت به كوليت نحو الشمال لقضاء إجازة نهاية الأسبوع لتلتقي كوليت بالصدفة بديفيد وقد كان رفيق شقيقها بالدراسة لتبتعد معه بينما جابت الشاطئ بحثاً عنهما دون فائدة
- انتبه خلفك
لم تتنبه لهتاف احدهم وهو يقول ذلك ولكنها سرعان ما شهقت وهي تحاول تثبيت وقفتها وقد تمايلت عند اصطدام احدهم بها وهو يحاول التقاط الطبق الطائر
- ارجوا المعذرة ( أسرع ادمونت بالقول وهو ينظر اليها بعد التقاطه لطبق )
- لا باس ( قالت وهمت بالتحرك إلا أنه سارع للقول وابتسامة جميلة تداعب شفتيه )
- لمَ لا تنضمين الينا
- أشكرك ولكني ابحث عنـ
- رفيقيكي ( تساءل وهو يحرك الطبق بين يديه ومازالت الابتسامة لا تفارقه فهزت رأسها بالإيجاب بحيرة فأضاف ) انضمي الينا حتى عودتهما
وقذف الصحن لها ليستقر بين يديها فقالت متفاجئه
- أنا لا أجيد هذه اللعبة ( وقدمت له الطبق إلا انه تراجع الى الخلف ومازال يحدق بها وهو يقول )
- ما عليكِ إلا قذفها
تأملت هذا الشاب بحيرة وعلى ما يبدو قد امضى فصل الصيف يتردد على الشاطئ مما أدى الى اغمقاق بشرته لجلوسه الطويل تحت أشعة الشمس وقد عقد شعرة الطويل قليلاً الى الخلف واحتفظ بلحيته التي أجاد تحديدها خرجت من شرودها على انفتاح باب غرفته فأسرعت بالجلوس جيداً وأخذت تتأمل دفتر المواعيد مدعية انشغالها به
- لا أجد ملف خمس وثمانون اهو هنا
تساءل وهو يقترب من مكتبها فتحركت نحو أدراج الملفات قائلة
- سأرى ( أخذت تبحث بين الملفات ثم لمحته بنظرة سريعة وقد لاحظت انه امسك دفتر المواعيد وأماله نحوه ليقرأ ما به لتعود نحو الملفات قبل أن تعود لتلمحه بنظرة أخرى مفكرة انه يبدو مختلف عن فتى الشاطئ بهذه البذلة الرسمية الباهظة وشعره القصير يعطيه نضوجاً كما انه انحف قليلا ألان حرك عينيه نحوها وقد أحس بتأملها فأسرعت نحو الملفات لتسحب الملف المطلوب وتقدمة له قائلة
- ها هو
تناوله منها وعينيه لا تفارقانها ثم تحرك عائداً نحو مكتبه دون قول شيء فتنفست الصعداء لتعود نحو مقعدها وعينيها تحدقان ببابه لقد مضى وقت طويل على ذلك ولكنها في هذه اللحظة تشعر وكأنه حدث لتو فها هو قلبها يسرع بخفقاته وهي تذكر جلوسها برفقته وقد اقتربت الشمس من المغيب مع المجموعة التي كانت على الشاطئ رفعت يدها لتمسح خدها وقد شعرت بوجود رمال عليه لتسقط نظارتها الشمسية من حجرها وقد جلست على احد الأحجار كما فعل الآخرين فانحنت نحوها تريد تناولها وكذلك فعل ليصطدم جبينها برأسه فابتسمت متفاجئة وهي تتلمس جبينها بينما علقت عينيه بوجهها قبل أن يبادلها الابتسامة ويقدم لها نظارتها فتناولتها شاكرة لتتحرك مبتعدة عن المجموعة بعد شكرها لهم لتتناول حقيبتها وحقيبة كوليت وتهم بمغادرة الشاطئ متجهة نحو موقف السيارات
- انتظري لما لا تبقين ستقام بعد قليل حفلة هنا
بادرها ادمونت الذي أصبح يسير بجوارها فأجابته
- لا اعتقد إني استطيع ذلك
- لم يعد رفاقك بعد
- لا ليس بعد
- الى أين أنت متجهة
همت بإجابته ولكنها لم تفعل مفكرة انه يطرح الكثير من الأسئلة لذا قالت دون تحديد
- الى البلدة
- معك سيارة أم أقلك ( بدا عدم الارتياح عليها لذا توقفت عن السير ناظرة اليه وهي تقول )
- معي سيارة ( وبقيت تحدق به منتظرة مغادرته وعندما لم يفعل استمرت وقد بدأ توترها يزداد ) علي الذهاب لذا .. وداعاً
وتحركت مبتعدة عنه فضاقت عينيه المتابعتان لها بخبث قبل أن يبتسم وقد راقه توترها ليسير نحوها وما أن وصل لجوارها حتى تناول الحقيبتين من يدها مما جعلها تخنق شهقة كادت تصدر منها وهي تحدق به قبل أن تقول
- ماذا تفعل
- سأساعدك فانا أيضا متجه نحو سيارتي
وضعت يدها على خصرها وقد ضاق صبرها منه قائلا
- رغم ذلك اعد لي الحقائب
- ليس معك سيارة اليس كذلك
- لأعتقد أن هذا من شأنك ( ومدت يدها نحوه مضيفة ) حقائبي ( وأمام عينيه العابثتان المستمتعتان بما يجري اغتاظت أكثر وتقدمت منه لتتناول حقائبها من يده ولكنها ما أن أمسكت حقائبها حتى ابعد يده للخلف مما جعلها تشهق وهي تكاد تفقد توازنها لولا يده الأخرى التي احاتطها فرفعت عينيها المنزعجتان بشكل واضح نحوه وقد ثبتت في وقفتها قائلة ببطء
- ابعد يدك عني ألان
- أنت حقا تروقين لي ( أجابها بابتسامة مداعبة وأمام أنفاسها التي بدأت تتسارع أضاف وهو يقرب وجهه منها هامساً قرب أذنها مما جمدها ) وارغب حقاً بتقبيلك
حركت رأسها بجمود وهي ترجعه الى الخلف نحوه لتلتقي عينيه قبل أن تقول بتأكيد
- هل فقدت عقلك ( ولم تكد تنهي جملتها حتى لامس شفتيها مما أفزعها وجعلها تتراجع الى الخلف وهي ترفع يدها لتصفعه بكل قوتها قائلة بعدم تصديق ) لقد جننت بحق
رفع يده ببطء نحو خده ليتلمسه وقد أغمقت عينيه بشدة قبل أن يحرك حقائبها بيده قائلاً
- أن أردتها فتعالي لأخذها
لم تدرك ما قصده للوهلة الأولى إلا انه تراجع للخلف وهو يرفعها لها وقد اختفى وميض الاستمتاع الذي كان يحل بعينيه ليستدير مبتعداً فجحظت عينيها به وهي تتابعه يعود بأدراجه نحو المجموعة ليجلس برفقتهم من جديد ويضع حقائبها بجواره رمشت جيداً لوهلة قبل أن تتحرك بخطوات واسعة لتتناول احد زجاجات العصير التي كان احد الشباب يقوم بفتحها لتقف خلفه وتفرغها على رأسه بينما حل الصمت تام بالمكان بينما انحنت نحو حقائبها لتتناولها وهي تقول
- ارجوا أن ينعشك هذا ( وتحركت مغادرة وهو يتابعها بذهول )
أخرجها من شرودها دخول رجلان يرتديان البذلات الرسمية ويحملان حقائب العمل فدعتهم للجلوس وأعلمته بوصولهم وقبل موعد الغداء بقليل أطلت تولا من الباب وهي تبتسم بمرح
- مرحباً كيف أنت
- بخير ماذا تفعلين هنا ( أجابتها بود واستمرت وتولا تقترب ) هل ستذهبين للتزلج من جديد
- أنذهب الى هناك ( رمشت لقول تولا قبل أن تقول بتأني وهي تنتقي كلماتها )
- كنتُ أود هذا ولكن لا أستطيع
- لما لا
- لدي بعض العمل ( بدت خيبة الأمل على تولا إلا أنها سرعان ما عادت لتضيف بوجه باسم )
- في يوم أخر إذا
- اجل لما لا ( أجابتها باسمة فأشارت تولا نحو مكتبه وهي تتجه نحوه قائلة )
- اهو بمفردة ( هزت رأسها لها بالإيجاب فاختفت داخل مكتبه بينما انشغلت بإغلاق جهاز الكمبيوتر وحدقة بساعتها لتحمل حقيبتها وقبل وقوفها أطلت تولا وادمونت خلفها وهو يرتدي سترته
- سنذهب لتناول الغداء لما لا ترافقينا ( تجمدت عينيها على تولا التي قالت ذلك كذلك ادمونت الذي استمر بارتداء سترته ببطء وهو يحدق بشقيقته التي نقلت عينيها بينهما قائلة لعدم إجابة أين منهما ) ألا ترغبان بهذا
- أنا مدعوة للغداء لذا اعذراني ( أسرعت بالقول فأجابها ادمونت وهو يحاول إدعاء ابتسامة )
- سنعذركِ
- ولكن ادمونت كنت ارغب بان اذهب مع ليُنارس الى التزلج من جديد
- حسنا افعلا ( أجاب شقيقته وهو ينظر نحو ساعته وقبل أن تستطيع ليُنارس قول شيء أضافت تولا )
- ولكن لديها الكثير من العمل
حرك رأسه ببطء نحو ليُنارس التي أسرعت بادعاء الجدية على وجهها ووقفة عن كرسيها لتبتعد عن مكتبها بينما رفع حاجبيه قبل أن يقول
- إذا
- لما لا تعطيها باقي اليوم إجازة عندها سنستطيع الذهاب
- ولكنـ ( حاولت التحدث ولكن لم يبدو أن أيا منهما مهتم بسماع ما ستقوله وادمونت يقول )
- حسناً لكِ ذلك ( قال لشقيقته ونظر نحو ليُنارس مستمراً ووميض خبيث يلمع بعينيه ) يمكنك ترك العمل الكثير لبتي والحصول على إجازة باقي اليوم
أخذت أصابعها تطرق على حقيبتها بتوتر ناقلة نظرها بينهما قبل أن تقول
- أشكرك ولكن أن كنت سأحصل على إجازة فلن استطيع مرافقتكِ ( قالت وهي تنظر نحو تولا معتذرة ومستمرة بود لها ) فزوجة شقيقي متعبة وتحتاج الى من يساعدها لذا لندع هذا الأمر ليوما أخر
- آه حسناً لا بأس
قالت تولا بخيبة أمل بينما نظرت ليُنارس نحو ادمونت الذي ضاقت عينيه لتهم بالتحدث إلا أنها لم تفعل وهو يقترب منها ليميل بوجهه نحوها متمتما بصوت خافت
- ماذا ألان ( نقلت عينيها بعينيه بتوتر فأضاف ) إنها مجرد طفلة
حركت نظرها عنه نحو تولا بتفكير قبل أن تعود نحوه قائلة بصوت مسموع
- أشكرك على الإجازة فالقد كنت بحاجة لها
وتحركت متخطية عنه بسرعة بينما تجمد قبل أن يتابعها فأسرعت في خطواتها نحو المصعد متجاهلة الامتعاض الذي بدا على وجهه عند قولها هذا .
- كيف هي زوجة شقيقك ( بادرها في اليوم التالي بعد أن وضعت له البريد فأجابته باقتضاب )
- جيدة ( اخذ يتفقد البريد وهو يقول عندما شاهدها تهم بالمغادرة )
- انتظري قليلاً ( انشغل بفتح احد المغلفات ليتناول ما به وهي تحدق به منتظرة فقال وهو يعيد الورقة الى المغلف ) لما لم ترغبي بمرافقة تولا البارحة
أمعنت النظر به وهو مازال مشغولا بتناول مغلف أخر ويقوم بفتحة قائلة
- لأني لستُ حاضنة أطفال ( حرك عينيه نحوها لتثبتان عليها دون أن يرمش فأضافت ) لن انتظر حتى تتهمني باني أحاول استمالتها أو أني أتعمد أن تعود لرفقتي ( وأمام صمته وعدم مغادرة عينيه حركت رأسها قائلة بتأكيد ) هذا ما تهمتني به من قبل بسبب صديقك وأنا بغنى عن سماع هذا من جديد .. ماذا
أضافت لتحديقه بها دون قول شيء فعاد نحو ما أمامه قائلاً
- يمكنك العودة نحو مكتبكِ
خرجت لتلمح بابه بنظرة قبل أن تهز رأسها بيأس .
أغلقت الهاتف وأمسكت الأوراق التي أمامها بدخول ضيف جديد دعته للجلوس وأوصلت الأوراق التي طلبها وخرجت بقي اثنان بانتظاره ألان ولم تكن دقائق حتى أطلت سيدة أيضاً تبادلت حديثا قصير مع بتي ثم دخلت
- تفضلي ( دعتها للجلوس فجلست ونظرت نحو الأشخاص المنتظرين ثم الى ليُنارس بابتسامة لطيفة على شفتيها بينما سألتها وهي تحدق بدفتر المواعيد ) ليس لديك موعد
- لا ولا بأس فالستُ على عجلة سأنتظر
- سأرى أن كان بإمكانه مقابلتك ( قالت وهي ترفع سماعة الهاتف )
- لا تتعجلي في إعلامه فهو سيقابلني في النهاية
أعادت السماعة الى مكانها بحيرة وهي تلمح السيدة التي أمامها فبرغم تقدمها بالعمر إلا أن وجهها خالي من أي تجاعيد وترفع شعرها البني الى الأعلى وكأنها قد سرحته لتو ترتدي طقماً باهظ الثمن يظهر عليها الرفاهية وعدم التعب في حياتها سألتها بصوت رقيق ورزين وهي تلاحقها بنظراتها
- أنت ليُنارس اليس كذلك ( نظرت اليها فأضافت بود ) وأنا أدعى هيلينا
- تسعدني معرفتكِ سيدتي
- نادني هيلينا
هزت رأسها ببطء ثم نظرت الى الرجل الذي خرج من عند ادمونت فدعت السيد كرامس الذي لديه موعد معه ألان لدخول وعادت لتجلس هي تشعر بنظرات السيدة التي تلاحقها قبل أن تقول
- يروق لك العمل هنا
- ولم لا ( أجابتها باقتضاب وأضافت ) سأعلم السيد مورغان بحضورك
- افعلي عندما يغادر ضيفه ( أجابتها وأضافت ) كيف تجدينه
- ارجوا المعذرة
- أهو جيد أيعامل موظفيه بشكل جيد
تعلقت عينها بها دون أن ترمش ووقفت ببطء عن مقعدها وهي تقول
- لحظة من فضلك ( وتحركت نحو مكتب بتي لتهتف فور دخولها بصوت منخفض ) بتي من هذه السيدة إنها تسأل أسئلة غريبة
لم تكن بتي تنظر اليها بل الى أحد خلفها فنظرت بدورها الى الخلف لتجد السيدة أصبحت خلفها ابتسمت قائلة
- ارغب بتناول بعض القهوة هلا طلبتي لي واحداً
نظرت ليُنارس الى بتي ومن ثم الى السيدة بريبة وعادت بأدراجها الى مكتبها يوجد أمر ما يجري طلبت كوب قهوة بينما عادت هيلينا لتجلس أمامها من جديد و خرج السيد كرامس فتنفست الصعداء وأدخلت له ضيفه المنتظر
- لم تجيبي بعد
- في الحقيقة .. لا أعرف بماذا أجيبك فأنا منذ مدة قصيرة هنا ولا أستطيع أن أُقيم طريقة معاملة السيد مورغان لموظفيه .. جيدة بالتأكيد
قالت أخيراً فابتسمت هيلينا قائلة
- أنه لطيف اليس كذلك ( بدت الابتسامة المصطنعة التي على وجه ليُنارس تختفي بالتدريج وأمام عدم أجابتها هزت هيلينا رأسها بالنفي قائلة ) ليس لطيفاً
رفعت كتفيها ببطء وحيرة لا تعلم ماذا تريد منها هذه السيدة وأجابتها ببطء
- لا .. بأس .. به
- لا يروق لكِ ( أخذت نفساً عميقاً أذاً لم تخطيء بتخمينها لذا قالت )
- سيدتي أنا لا أعلم من تكوني ولكي أصبحت واثقة أن لبتي يد بالأمر أن كانت أخبرتك شيء فهي على خطأ وأنا لا أشكل أي تهديد بالنسبة لها هنا أعلمتها اني اعمل هنا بشكل مؤقت ولن يطول أمر مغادرتي
- ولكن بتي لم تخبرني شيء
- ولما تسالين هذه الأسئلة إذا ( قالت غير واثقة بصدق السيدة الجالسة أمامها والتي أجابتها )
- أنت تعلمين الفضول حول مورغان الشاب كما أن الفتيات يحمن حوله بكثرة
- لستُ منهن اطمئني تماما فهو لا يروق لي حتى
- حقاً
- اجل حـ
لم تتابع لانفتاح باب مكتبه وتناهى لها صوت ادمونت مع ضيفه الذي أطل معه ثم حدق بهلينا باندهاش قائلاً
- أمي .. ماذا تفعلين هنا ( توسعت عيني ليُنارس وحدقت غير مصدقة بادمونت الذي أضاف وهي تقف مرحبة به ) لما لم تدخلي فوراً ( ونظر نحو ليُنارس التي وقفت بجمود وقد اختفت الدماء من وجهها قائلاً ) لما لم تدخليها
- أنا .. أنا لم .. أكن ( ورفعت يدها لتضعها على فمها وهي تذكر ما قالته لوالدته التي قالت )
- أنا لم أرد إزعاجك ( فقالت ليُنارس بدورها وقد تمالكت نفسها )
- لم تعرفني بنفسها
ابتسمت هيلينا لارتباكها بينما دعاها ادمونت لدخول لمكتبه وما أن اختفوا حتى أسرعت نحو بتي بغضب قائلة
- لما لم تعلميني أنها والدته
- أردت إخبارك ولكنها طلبت مني أن لا أفعل ما المشكلة إنها تريد أن تطمئن على ابنها الديك مشكلة بهذا
لمحت بتي بغيظ ثم عادت نحو مكتبها بضيق كيف لم تفكر إنها والدته ومن أين لها أن تعلم يا الاهي ماذا قالت لها أنه لا يروق لها حسناً لا خطئ بهذا .. ماذا أيضاً .. تناولت الهاتف الذي رن وحولت الخط لادمونت الذي كان صوته يضحك وهي تخبره بالمتصل .. خرجا من غرفته وهو يقول
- يجب أن تحضري باستمرار الى هنا
- سأفعل بالتأكيد ( ثم حدقت بليُنارس التي وقفت مضيفة ) أعلمتني تولا أنها استمتعت برفقتكِ وقد سعدت لهذا وكانت متحمسة جداً ولم تتوقف عن الحديث عنك فجئت لتعرف بك
- هذا شرفٌ لي سيدة مورغان
- الى اللقاء بني أنتظرك على العشاء
رافق والدته حتى المصعد ثم عاد وعينيه تلمعان بمرح وأقترب من مكتبها ووضع يديه عليه ومال للأمام متمتماً وهي تنظر اليه بفضول
- والدتي تعتقد أني معجب بك ( وتوسعت ابتسامته مضيفاً ) لهذا وظفتك
- لن أمانع أن أخبرتها الحقيقة فلا رغبة لي بأن أسبب أي سوء فهم لأحد
- لا لا أمانع فانا معتاد على هذا
- أعتقد أن الحقيقة ستعرفها والدتك خاصة أن الصحف تنشر كل شيء أول بأول
- هل تتابعين أخباري بالصحف
- لا ولكني اقرأ الصحف
- وتصدقين كل ما ينشر بها
- ولما لا ( نقل عينيه بعينيها قبل أن يقول )
- أن أردتِ معرفة أخباري اسأليني ولا تقرئي الصحف فلا شيء منها صحيح
- ارجوا المعذرة لقد فهمتني خطئ أنا أقراء الصحف لقرأت الأخبار الهامة فقط ولا تعنيني أخبار المجتمع بشيء
مالت شفته قليلاً بتهكم قبل أن يستقيم بوقفته قائلاً
- غاستون سيعرج علي اليوم ( رفعت نظرها اليه لعدم متابعته فتساءلت )
- لا تريد استقباله
- سأفعل .. أدخليه لي فور قدومه ( وسار عائداً نحو مكتبه ) .
- هل يبقى أحد في الشركة بعد الساعة السابعة من الموظفين أو عمال النظافة
- لا لا أحد .. الحارس يقوم بجولة بأرجاء الشركة لتأكد من عدم بقاء احد بها لما
تجاهلت سؤاله ناند وتابعت تناول طعامها بهدوء فأبتسم قبل أن يقول
- أنتِ شقيقة روجيه ريمونت المحاسب السابق اليس كذلك ( توقفت عن تناول طعامها ورفعت نظرها اليه فأضاف ) لما ترك شقيقك العمل ما المشكلة التي سببها
- كيف علمت من علم غيرك
- لا أحد شاهدت صورته عندما كنت تخرجين النقود من محفظتك قبل قليل لما لا تريدين أن يعلم احد ( وأمام صمتها أضاف ) يمكنك الثقة بي
- اعلم ( أخبرته بشكل مقتضب عما حدث لروجيه فتساءل )
- أيعلم السيد مورغان انك شقيقة روجيه
- اجل
- كيف هذا
- الأمر معقد أنا أحاول إيجاد أي شيء أو دليل يمكنني من مساعدة روجيه
صمت مفكراً ثم قال فجأة
- تود هو من قام بتوصية بديريك حتى يعمل بالشركة هو اخبرني بهذا
- وشقيقي أيضا ولكن هذا لا يعني شيء .. هل تعتقد انه يتعمد إحضار خريجين ولكن لا لن يفكر أحد بالاختلاس ألان خاصة أن الأمر أنكشف
- دعي الأمر لي سأتقصى لك بعض الأمور ربما تفيدك
- على أن يبقى هذا الأمر فيما بيننا
- هذا وعد .
- ها أنتِ ( حدقت بغاستون الذي دخل بمرح قائلاً فرفعت سماعة الهاتف قائلة )
- وصل السيد فيتور
- أدخليه
- تفضل ( أشارت له نحو مكتب ادمونت فهز رأسه بعدم رضا قائلاً )
- كنتُ أرغب بالحديث معك قليلاً فلدي بطاقتان في جيبي للمسرح غداً .. وأنتَ مدينة لي
- لا استطيع بالوقت الراهن
- لنخرج ونستمتع لن تندمي أبدا ( ابتسمت لقوله وأجابته )
- ولكني لدي ما يشغلني فلست متفرغة
- اعترفي من هو ( رفعت حاجبيها لقوله فأصر ) أخبريني يجب أن أعلم من هو منافسي سأفوز عليه سأفوز بالنهاية
- واثق
- كل الثقة
- لا أعتقد
- أهو زميل دراسة ( هزت رأسها بالنفي فأضاف ) صديق طفولة ( عادت لتهز رأسها بالنفي فقال ) أنت تتلاعبين بي
توقف عندما فتح باب ادمونت الذي اطل منه ونقل نظره بينهما ثم أشار الى الداخل
- ظننتك غادرت ولم تدخل لي تفضل .. فنجانان من القهوة آنسة ريمونت
خرج غاستون بعد نصف ساعة وتوجه نحوها بهدوء قائلاً
- هل فكرت بالأمر
- اعتذر حقاً
- أنت مدينه لي مرة أخرى فقد أصبحوا دعوتين .. أراك قريباً
قال وهو يغادر لتنظر نحو الهاتف الذي رن فرفعت السماعة ليتناهى لها صوته وهو يقول
- هلا تفضلتي بالحضور
أعادت السماعة الى مكانها وسارت نحو مكتبه دخلت لتجده يقف قرب مكتبه حدق بها ببرودة قائلاً
- ألم أطلب منكِ إدخال غاستون لما لم تفعلي
- طلبت منه الدخول ولكن كان معه بطاقتين للمسرح وأراد دعوتي
- وهل قبلتِ
- هذا الأمر يخصني وحدي ( قالت رافضة أجابته فقال )
- أنت مخطئة فهو يخصني أيضاً لأن ذلك الشاب صديقي ولا رغبة لي أن يتم الاحتيال عليه لأني عندها سأفضل أخباره بحقيقتك أنتِ وشقيقكِ
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تقول
- لما تتعمد إهانتي بهذا الشكل
- لم اقل سوى الحقيقة فأن قبلت دعوته ستضطرينني لأخباره بها ولا اعتقد أنه سيرغب بمرافقتك بعد أن يعلم بأن أخيكِ ليس سوى محتال
- هذا كرم أخلاق منك ( واستدارت لتغادر فامسكها من ذراعها موقفاً إياها وقائلاُ بجدية )
- لن تخرجي معه ( استدارت له بضيق قائلة )
- لا شيء يعطيك الحق بالتحكم بحياتي أنا أخرج مع من أريد ولا أنتظر قرارك بالأمر
- لن تخرجي معه ( أصر فتراجعت مبتعدة عنه وهي تقول )
- أنا لم اقبل دعوته ولم أنتظرك لتقول لي هذا فهو لا يروق لي شاكلته لا تروق لي
أضافت مشددة على كلماتها بدا أن قولها راقه ولكنه سرعان ما عاد وسألها بحيرة ودهشة
- من تعنين بشاكلته
رفعت حاجبيها وأشارت بيدها نحو الباب قائلة وهي تتحرك
- هاتفي يرن
وأسرعت بالمغادرة عادت لدخول الى مكتبه من جديد في الرابعة لتقول وهي تضع بعض الملفات أمامه
- سأغادر أتحتاج الى شيء أخر ( تناول ملف من أمامه رفعه لها قائلاً )
- أوصلي هذا في طريقك لطابق الرابع ليستلمه رئيس القسم بنفسه ( تناولته منه بينما أضاف ) امازلتي تعملين بتلك المكتبة
- لن أتركها بسهولة
- منذ متى تعملين بها ( حركت عينيها مفكرة قبل أن تقول )
- منذ أن كنت ارتاد المدرسة الثانوية
- راتبك جيد
- لا بأس به
- أكان يقضي مصاريف الدراسة والمعيشة
ضمت الملف الى صدرها وهي تتذكر تلك الفترة مجيبة
- كنت أعمل عملاً آخر بجواره .. ليس بالأمر السهل ولكني تخرجت في النهاية رغم تأخري عاماً كامل
استرخى في مقعده وهو يسألها بفضول وقد راق له إجابتها على أسئلته
- ما نوع العمل الأخر ( عقصت شفتها السفلى وهي تهز قدمها وتجيبه )
- لا أفضل أخبارك ( تمعن النظر بها وعاد ليجلس للأمام متسائلاً )
- ولما لا
- لا أعتقد أنك ستقبل فتاة عملت نادلة أن تعمل سكرتيرة لك
- نادلة ( تمتم فهزت رأسها بالإيجاب مستمرة )
- نادلة في مطعم جيد من الحادية عشرة ليلاً وحتى الخامسة صباحاً
- ومتى كنت تنامين
- بين المحاضرات كان الأمر مرهق بحق ( ثم تذكرت فجأة أنه عليها المغادرة فحدقت بساعتها ثم به وهي تسير بسرعة ) يجب أن أذهب ألان وإلا تأخرت .. سأوصل الملف بطريقي
عند وصولها الطابق الرابع توجهت نحو مكتب هانس رئيس قسم المحاسبة لتقدم له الملف وتغادر وهي تتفحص المكان لا مجال لشك بأحد غير الموجودين بهذا الطابق واحد منهم هو الذي ورط روجيه ولكن كيف ستكتشف هذا , أثناء نزولها بالمصعد الى الطابق الأرضي دخل شاب الى المصعد من الطابق الثالث وهو يطلب من زميل له
- غطي غيابي .. لن يسأل أحد عني ولكن للحرص
- ليس من جديد دنيس
- لا تقلق لا أحد سيعلم .. مرحبا
أضاف بابتسامة لليُنارس وأسرع بالمغادرة ما ان توقف المصعد وهو يتلفت حوله لاحقته بفضول هل هو يتهرب من العمل ولما لا يفعل ومديره غير آبه بما يحدث بشركته
مر ألاسبوع التالي بهدوء لم يحاول ادمونت مضايقتها حتى انه أصبح قليل الحديث معها وقد انشغلت وهي وبتي بالاجتماعات الكثيرة التي عقدت بالإضافة الى العقود التي أبرمت , أخذت تعرج مساءً على بيت روجيه لتمضي الليلة برفقة أوديل المتعبة باستمرار في هذه الفترة وقد ساعدها ناند بإحضار بعض المعلومات لها ولكنها لم تكن بذو أهمية كبيرة .
- تفضل هذه الأوراق التي طلبتها وهذه تحتاج إلى إمضائك والسيد ماتس اتصل ويرغب بمعرفة أن كنت قد قمت بقراءة العقود التي قام بإرسالها لك ( تناول الأوراق واخذ يتفحصها بينما أضافت ) والآنسة بورن بالخارج
قام بتوقيع الورقة وهو يقول
- أدخليها ( ونظر اليها قائلاً ) حددي لي موعدا لبعض الظهر مع شركة ماترو .. وأرتدي شيء غير هذا في المرة القادمة هلا فعلتي
ابتسمت وهي تهز رأسها بالإيجاب لا يتوقف عن قول هذا لها يومياً ولكن من أين تحضر ثيابا كالتي ترتديها بتي هذا يكلف مالاً وهي في هذا الوقت راتبها يكفيها معيشتها بصعوبة دعت سيسيل لدخول .
- مرحباً سيدي
- ما الذي يجري هنا بتي
انتفضت على الصوت الخشن العالي وحدقت بالباب الفاصل بين مكتبها ومكتب بتي ليطل رجل طويل القامة حتى الجهامة ضخم الجثة يرتدي بذلة رسمية وقد تساقط القليل من شعره من الأمام مستدير الوجه وكثيف الحاجبين دخلت خلفه بتي بينما وقف عاقداً حاجبيه وهو ينظر نحو ليُنارس التي وقفت ببطء عن مقعدها بينما قال وهو يتحرك نحو مكتب ادمونت
- لا أعرف كيف يفكر ( شعرت برعشة تسري بجسدها مما يجري والحيرة تدب بها بذات الوقت بينما أستمر ) كيف صمتي عن هذه المهزلة بتي
- سيد مورغان أنا لا ذنب لي ( أجابته بتي فحدقت ليُنارس به وقد استوعبت ألان ماذا يحدث بينما دخل مكتب ادمونت مغلقاً الباب خلفه فقالت بتي بتهكم واضح ) لنرى كم ستبقين هنا
ضاقت عينيها المحدقتان ببتي التي تحركت عائدة نحو مكتبها باستمتاع ولم تمضي بضع دقائق حتى ظهر والده من جديد ليسير خارج مكتبها ومازال التجهم يملأ وجهه لتتبعه بتي نحو المصعد بينما نادى ادمونت الذي وقف على باب مكتبه باسمها فور انغلاق المصعد فتحركت ليُنارس واقفة بارتباك لا تعلم ماذا تفعل
- نعم سيد مورغان
- متى وصل والدي
- صباح اليوم
- كيف علمتِ بهذا وأنا لم أعلم بعد
- أ .. أ .. أنا .. اتصلت .. لأطمئن على والدتك فـ .. فأخبرتني مدبرة المنزل بوصوله
أقترب منها قائلاً دون أن تبتعد عينيه عنها
- وبالطبع تحدثت معه
- القيت التحية .. أجل ( أجابته بسرعة وهي تخفض رأسها بتوتر فاستمر )
- وحدثته عن ليُنارس
- أنا أنا .. لم .. لقد سألني عن أحوال الشركة .. فأخبرته
- بل تعمدت إخباره بأشياء معينة ( لم تجبه فقال بحدة جعلتها تنتفض وكذلك ليُنارس ) أما أن تعملي تحت إدارتي أنا وليس والدي ولا تتدخلي بما لا يعنيكِ ومهما حدث بالمكتب لا ينقل الى والدي والى أي كان أو تقدمي استقالتك ألان وترحلي على الفور
ولمحها بنظرة عدم رضا واستدار ليدخل مكتبه ليصفع الباب خلفه بقوة
- أنتِ سبب هذا ( قالت بتي بعصبية وهي ترمقها بغضب مستمرة ) لولاك ما حدث هذا
وعقدت يديها معاً وأخذت تضرب الأرض بمقدمة حذائها العالي بقوة فجلست ليُنارس على مقعدها هذا ما كان ينقصها ألان انتفضت على فتح ادمونت لبابه من جديد قبل أن يقول بذات الحدة لبتي وقد رآها أمامه
- ما زلتِ هنا
- سيد سيد مرغان أنا .. أنا أعتذر عما حصل لم أتوقع أن تكون ردت فعل والدك هكذا .. لم أتعمد حدوث هذا
- بل تعمدتي أنا أعرفك جيداً بتي واعرف محبة والدي لكِ
أخذت تحرك عينيها بتوتر قبل أن تقول
- لن يتكرر هذا الأمر ( تأملها لثواني ثم أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول )
- أرجو ذلك .. عودي الى مكتبك ولكن أن تكرر هذا لا تدعين أراكِ ولا تعتقدي أن والدي يستطيع أن يشفع لكِ .. هل كلامي واضح ( هزت رأسها بالإيجاب فتمتم وهو لا يبعد عينيه عنها ) أخرجي ألان وأغلق الباب خلفك
هوى قلب ليُنارس للأعماق بينما خرجت بتي وأغلقت الباب الفاصل بين مكتبهما فوقفت وتناولت حقيبتها وفتحت الدرج الأول وأخرجت منه كتاباً كانت أحضرته معها لتقرأ به تأملها ادمونت بهدوء قبل أن يقول
- ماذا تفعلين
- سأغادر .. أنا .. و .. أن أحببت أكتب لك شيك بالمبلغ الذي ندين لك به أو تنتظر ( وسارت نحوه مضيفة ) أنا أضمن لك أننا سنعيد النقود
- شيك سيكون دون رصيد اليس من الغباء من خريجة حقوق عرض هذا
وقفت أمامه محتضنة الكتاب الى صدرها ومتمتمة دون أن تنظر اليه
- الظروف أقوى من أي شيء
- ليُنارس ( رفعت نظرها اليه مستغربة مناداته لها باسمها بينما أضاف ) عودي الى مكتبك
- سيد مورغان لن أسبب لك مشكلة مع والدك
- هذا الأمر يخصني وحدي
- والدك على حق فوجـ
- ماذا تحاولين
- لا أحاول شيء ولا أحاول التهرب من العمل أنا مسئولة أمامك أن لم يعد أخي لك النقود كاملة .. كنت موجودة هنا أم في مكان آخر
- ليسَ بالوقت المناسب لهذا الحديث ألان ( قاطعها ببطء ) عودي لمكتبك
تمعنت النظر به تريد الاعتراض إلا أنها عادت ورفعت كتفيها قائلة
- كما تريد ( واستدارت عائدة الى مكتبها فقال )
- سأغادر ألغي أي مواعيد لي ( تابعته بنظرها وهو يغادر وعينيها تشردان ) .
- أنا مغادرة
- أصبحت الرابعة ( نظرت بتي نحو ساعتها ثم حدقت بها بانزعاج مستمرة ) أين ذهب
- لا يعلمني بتحركاته
- آه لو أعرف ما الذي يريد منك لم يصرخ بوجهي في حياته كم يعطيك أيدفع لك مبلغ مناسب عرفان بعملك
- استمري وتحدثي وافعلي ما يحلو لك فلن تستفزيني وداعاً
صعدت بالمصعد بضيق رغم أنها تحاول عدم أظهار ذلك تشعر بالعجز عن فعل شيء وكأنها مقيدة لا حرية لها
- بربك دنيس ليس من جديد
- لا ترفع صوتك أهدأ .. ليس هناك ما تقلق من أجله أن سأل عني أحد أخبرهم أني بالمرحاض .. وداعاً
وأغلق باب المصعد ووقف بارتياح وحرك رأسه نحو ليُنارس ثم عاد الى الأمام وسرعان ما عاد ليحدق بها من جديد قائلاً
- رايتك من قبل .. أتعملين هنا
- أجل ( أجابته وهي تهز رأسها وكما فعل في المرة السابقة خرج وهو يتلفت حوله )
- لقد انتهيت منه أخيراً
قالت جوزيال وهي ترفع رأسها الى الخلف بتعب وقد كانت تقوم بطباعة بعض الأوراق لأحد الطلاب بينما ليُنارس تبيع أحدى الزبائن توقف نظرها على الزائر الذي دخل من الباب قبل أن تسرع بالتحديق بالمرأة التي أمامها وقد شعرت بقلبها يهوي الى مالا نهاية بينما اخذ ادمونت بالنظر الى الكتب المعروضة
- أتبحث عن شيء معين ( سألته جوزيال فنظر اليها قائلاً )
- لا شيء معين .. أحاول الاختيار
وعاد ليتأمل الكتب التي أمامه وقد تجاهلت ليُنارس وجوده تماما بينما نظر نحوها ثم عاد لينظر الى الكتاب الذي حمله
- جوزيال حاسبيها ( طلبت من جوزيال وسارت نحوه لتقف بجواره قائلة ) أساعدك بشيء
- أبحث عن كتاب يناسب من هم في العاشرة .. أعتقد أن هذا جيد
- أجل انه مناسب
- حسناً ( ونظر اليها مستمراً ) سآخذه وأريد معه شيء آخر .. تحتاجه من في عمر تولا
- من في عمرها قد يرغبون بدفتر خاص بهن للكتابة عن أنفسهم .. أو شيء كهذا
تناولت عن الرف أحدى المفكرات أخذ يتفحصها قبل أن يقول
- هذه جيد
بقيت تحدق به فبالتأكيد يوجد أمر ما فالقد ترك كل المكتبات ليقصد هذهِ بالذات لذا قالت بصوت خافت
- ماذا هناك
- عيد ميلادها غداً وأن لم أحضر لها هدية .. أنت تعرفينها
- لا أقصد ذلك .. هل تريد أعلامي شيئاً
- مثل ماذا
- أن لا أحضر للشركة غداً
- لا ولما أخبرك هذا
- والدك .. ( ولم تجد الكلمات المناسبة فقال بعدم اكتراث )
- أنا أدير الشركة ألان وليس والدي .. سآخذ من هذهِ ( قال وهو ينظر نحو مجموعة من الأقلام تناولتها وأرته إياها أختار منها قلمان مميزان لم تحاول سؤاله أي شيء آخر رغم أن الفضول يكاد يقتلها ) كم تساوي
- جوزيال تحاسبك
حاسبته جوزيال بينما وضعت ليُنارس الإغراض بالكيس وناولته إياه فشكرها وغادر وقفت مكانها تتابعه وهو يخرج وهي تشعر بالحيرة
- تعرفينه ( سألتها جوزيال قاطعة حبل أفكارها فهزت رأسها بالإيجاب )
- صديق جديد .. لم أره من قبل هنا
- لا معرفة سطحية فقط .. سأرتب هذهِ
وتناولت بعض الكتب وأخذت ترتبها بالرفوف كي لا تطرح جوزيال أي سؤال آخر حوله
- أتريدين أي شيء قبل مغادرتي ( تساءلت بعد أن أنهت ترتيب المكتبة ثم سارت نحو الباب الفاصل بين المكتبة وبيت جوزيال مستمرة ) سأغلق ألان .. هل تريدين شيء
- لا أغلقي وأدخلي لتناول الطعام معي
- أشكراً أوديل تنتظرني .. الى اللقاء
خرجت وأحكمت إغلاق باب المكتبة من الخارج وتلفتت حولها ثم نظرت الى ساعتها التي تشير الى العاشرة والربع وقفت على الرصيف وقد ارتدت قميصاً صوفي خفيفة جداً أكمامها طويلة مناسبة لنسمات الهواء الباردة في الليل مر بجوارها ثلاث شبان مراهقين دائماً يتسكعون بالمنطقة أخذوا يتضاحكون ويتهامسون ببعض الكلمات تجاهلتهم ورفعت يدها الى فمها تخفي تثاؤبة أنسلت من شفتيها ثم ضمت يديها معاً توقفت سيارة أمامها مباشرة فأرجعت نفسها للخلف وانحنت قليلاً وهي تنظر الى السائق
- اصعدي ( حدقت بادمونت ومجموعة كبيرة من الأفكار تتزاحم في عقلها فقالت )
- لا شكراً أوشكت الحافلة على القدوم
- لن أتركك هنا في هذا الوقت وبجوارك مجموعة من المتشردين
- أقف هنا يومياً ولا خطر كما أني أستطيع الدفاع عن نفسي اشكر اهتمامك
ووقفت جيداً كي لا يحدثها من جديد بينما اشتدت يديه على المقود ثم فتح بابه وخرج بقيت تتأمله وهو يقترب وقد ارتدى بنطال من الجينز مع تيشيرت رمادية بسيطة وقف أمامها قائلاً
- أعتقد أن وجودك معي أأمن لكِ من وقوفك هنا بمفردك في هذا الوقت
- أنا لا أخاف من وجودي معك ولكني معتادة على الوقوف هنا
- لا أصدقك
- ليست مشكلتي كما أني لا أصعد مع أي شخص يطلب مني هذا
وضع يده بجيب بنطاله وقال بثقة
- أنت تخافين مرافقتي اعترفي
- لا ( أصرت ففتح باب سيارته قائلاً )
- أثبتي هذا ( حدقت بالباب الذي فتح ثم نقلت نظرها اليه دون أن تتحرك فستند على سيارته وعقد يديه متأملاً إياها ومتمتاً ) أرئيتي
تحركت ودخلت السيارة ولما تخاف منه إنها لا تخاف منه حقاً ولكنه مصدر إزعاج أغلق الباب وابتسامة تطل على شفتيه جلس خلف مقوده وأنطلق بهدوء فلمحته بنظرة قبل أن تتساءل
- ما الذي جاء بالسيد الثري الى هذه المنطقة ( أبتسم للقب الذي أطلقته عليه وأجابها )
- كنت ماراً وتذكرت أنك تعملين هنا وبما أني سأحضر بعض الأشياء لتولا فلما لا أحضرها من مكان عملك .. أزعجك الأمر
- لا ولما يزعجني
حلت لحظة صمت بعدها فأشعل المسجل على أغاني هادئة أشعرتها بالسكينة ولكن سرعان ما كسر الصمت بينهما قائلاً بهدوء
- تركت والداي اليوم وهما مختلفان بأمرك
- أمري أنا ( سألته بحيرة فهز رأسه بالإيجاب قائلاً )
- والدتي لا ترى أي مشكلة بتعين سكرتيرة خاصة للمكتب ووالدي يرى أن بتي تكفي وهو ليس مستعداً لدفع رواتب دون فائدة والدتي تقول ذلك لهدف بنفسها وأبي كذلك
تأملته لثواني قبل أن تقول
- وأنت
- أنا تهمني مصلحة الشركة
- ومن مصلحة الشركة بقائي بها
- نوعاً ما حتى استعيد المال الذي أخذ منها
- يوجد مئة طريقة لتحصل بها على مالك غير هذه الطريقة ولكني أعلم .. أجل أعلم لما فعلت هذا
- لما ( لمحته بنظرة دون أن تجيبه فابتسم قائلاً ومازال تركيزه منصب على الطريق أمامه ) أنت لا تتحدثين عن ما اعتقد انك تعنينه
- لا افهم ما تعني
قالت وهي تتعمد النظر نحو النافذة المجاورة لها فقال وهو يلمحها بنظرة سريعة
- شاطئ بروين ( وأمام صمتها أضاف ) عندما تكونين مستعدة للحديث عنه أعلميني فما حدث هناك كان سوء فهم ليس إلا
- سوء فهم ما هو سوء الفهم أخذك لحقائبي أم محاولتك تقبيلي
أسرعت بالقول مستنكرة قوله بينما نظر اليها وعينيه تلمعان بخبث قائلاً
- ليس من الصعب الإيقاع بكِ
تجمدت وقد أدركت ما تفوهت به فعادت برأسها ببطء الى الأمام وقد احمر وجهها وزاد احمراراً عندما سمعت ضحكته واستمتاعه بما يجري فتمتمت بغيظ
- ما كان علي الصعود لو شاهدني روجية ألان لمـ
- شقيقك
- اجل شقيقي هل تذكر أنا شقيقة الص ( قالت بضيق من نفسها فالمحها بنظرة قبل أن يقول )
- لا لم أوظفك بسبب ما حدث عند الشاطئ أنا لم اذكر أين التقينا إلا مؤخراً و أتفهم سبب إخفائك الأمر
- أنا لم أخفه بحق الله
- تريدين القول انك نسيتِ
- ولما لا
- قد أتفهم سبب نسياني للأمر ولكن أنتِ لا
أمعنت النظر به لقوله قائلة بدهشة لثقته وغروره الكبير بنفسه
- ارجوا المعذرة تتفهم سبب نسيانك للأمر أما أنا لا
توسعت ابتسامته من جديد وكأنها قامت بإلقاء طرفة ما مما جعلها تتجهم أكثر فالمحها بنظرة مستمتعا وهو يقول
- أنتِ تروقين لي بحق ولا ليس هذا ما عنيته فانا على ما أذكر كنتُ قد تناولت سيجارة من احد الشباب الذين كانوا على الشاطئ ولم أكن اعلم انه يضع بعض الإضافات في سجائره مما جعلني ورفيقي الذي شاركنا أيضا نتصرف بعدم اتزان ومما جعلني لا أذكر جيداً ما كان يحدث في اليوم التالي فقد بدا الأمر مشوشاً بعض الشيء ( وأمام نظرات الشك التي تلمحه بها رفع يده قائلاً ) أقسم أني صادق
أشاحت برأسها وهي تتمتم
- كيف كنت تريد مني أن اربط بينك وبين ذلك الشاب أنت لا تشبه نفسك حتى فانا أيضا لم اربط بينكما إلا من فترة قصيرة .. أذا لابد وانه بسبب ما قلته لك عندما جئت أول مرة لشركة
رفع حاجبه دون أن يجيبها فعقدت يديها أجل هذا هو السبب ياله من متعجرف أناني قاسي يضيع ساعات من حياتها بسبب حديث لم يرق له ثم أعادت بنظرها نحوه لما تشعر أنها مستفزة دائماً عند وجوده
- ألا يعتريك القلق من أن أقوم بتسريب معلومات عن عملك لشركات منافسة
- لن تفعلي
- قد أفعل
- أنت تعرفين القوانين ( ونظر اليها قائلاً بجدية وحدة خافته وقد اختفى أي اثر للاستمتاع لديه ) لو حاولتي لن يحصل ما تحمدي عقباه لن أقدم الأمر للقضاء بل سآخذ حقي بيدي ( ولمعت عينيه بالتهديد فحركت رأسها بعيداً عنه دون أجابته ومدعية عدم الاكتراث ومخفية الشعور بالرهبة الذي أنتابها بينما أضاف بعد لحظت صمت ) غداً مساءً يوجد عشاء عمل عند عائلة مورتير سترافقينني الى هناك
- لا أعتقد أن بتي ستمانع ( أجابته متجاهلة قوله فلمحها بنظرة وهو يقول )
- بتي لم تعد سكرتيرتي
- وأنا لا أفهم شيء بعملك
- هذا غير صحيح أنت تجيدين عملك .. وتجيدين تنفيذ أوامري
أضاف جملته الأخيرة ساخراً فتجاهلته قائلة
- أنت تعلم أن هذا ليس صحيحاً ولا أعتقد انك حقاً بحاجة لسكرتيرة لمساعدتك
- لا أسألك ما هو الصحيح ولا ما هو اعتقادك ليس من ألائق ذهابي بمفردي وكمدير لشركات الدوماك العقارية يجب أن تكون معي مساعدة للمساعدة عندما أطلب عرض البنود الجديدة على الموجودين أم أفعل هذا بنفسي
لم تجبه فوراً ثم أدعت محاولة التهرب
- أنا منشغلة غداً فكما تعلم لدي عمل آخـ
- غدا يوم الإجازة وأنا لا أدعوك للخروج برفقتي أنه عمل آنسة ريمونت
توقف عن المتابعة وقد أمسك المقود جيداً وهو يشعر بالسيارة تتحرك بشكل غريب تمسكت ليُنارس بمقعدها بتوتر فأوقف السيارة على جانب الطريق وترجل منها وأخذ يتفحص العجل الأمامي ثم الخلفي بينما لاحقته بنظرها وقد شعرت بالقلق وقف منتصباً واضعا يديه على خصره بجوار العجل الخلفي فغادرت السيارة متوجه نحوه
- ماذا حدث
- لا بد وان شيء حاد كان على الطريق سأغيره
وفتح الصندوق الخلفي فتلفتت حولها ثم سارت لتقطع الطريق للجهة الأخرى قائلة
- سأجري اتصالا هاتفي
دخلت صندوق الهاتف ووضعت قطعة نقدية به واتصلت باوديل
- مساء الخير
- أمازلتِ بالمكتبة ليُنارس
قالت أوديل بحيرة فحدقت ليُنارس بادمونت المنحني بجوار سيارته أمامها مفكرة
- لا .. أنا بالقرب من منزلي اتصلت لأعلمك بعدم قدرتي على القدوم اليوم
- احدث شيء
- لا لاشيء
- هل انتِ واثقة
- أجل أراك غداً وداعاً
وأعادت السماعة الى مكانها وهي تنظر الى الرجل الذي يقترب من صندوق الهاتف فخرجت كي تسمح له بالدخول الا انه وقف أمامها مترنحاً وهو يحمل زجاجة من المشروب بيده
- مرحباً .. أيتها الجميلة .. مـ مـ ما .. ما الذي .. تفعلينه بهذه الـ الـ الساعة .. هنا .. اليس هذا صحيح ( تراجعت خطوة الى الخلف وحاولت تخطيه إلا أنه عاد ليترنح أمامها ) أتـ انتظري .. أنا .. أنا ل . ل .. أ .. ي .. ما ..
حدق ادمونت باتجاهها وقد سمع بعض الأصوات ثم ترك ما بيده وسار نحوها راقبته وهو يقترب ليمسك الرجل من ياقة قميصه من الخلف قائلاً
- ليس لديك ما تفعله
- م .. م .. ماذا أتركني ( تحركت نحو ادمونت وأمسكت ذراعه قائلة )
- دعك منه هيا
- ابتعد من هنا ولا تدعني أرى وجهك بعد ألان ( قال له بحدة وهو يتركه فأخذ الرجل بالسير بسرعة مبتعداً وهو يتعثر بينما أضاف ) اجلسي في السيارة سأنتهي بسرعة
جلست في المقعد وأرخت ظهرها عليه باسترخاء أن الجو ساكن لا يكسر هذا الهدوء سوى عبور سيارة بجوارهم رفعت يديها الى فمها وهي تتثاءب من جديد ثم ضمت يديها الى صدرها وبدأت عينيها بالارتخاء بالتدريج وهي تحدق بالمرآة الجانبية تراقبه وهو يقوم بتركيب عجل السيارة , أنهى تغير العجل وأعاد المعدات الى الصندوق الخلفي ثم فتح بابه وجلس وهو يقول
- أنتهيـ
لم يتابع عندما رآها منكمشة على نفسها وتغط بالنوم أبتسم بحيرة وأغلق بابه بهدوء عاد ليحدق بها وهو يرفع يده ويطفئ نور السيارة وكذلك الأضواء الخارجية وأشعل التدفئة واسترخى في مقعده دون أن تفارقها عينيه , حركت يدها وأبعدت شعرها الى الوراء بكسل وبدأت بفتح عينيها لتتوقف على ادمونت الذي أمآل مقعده قليلاً الى الوراء وهو يحدق أمامه وقد وضع يديه تحت راسه شارداً وكأنه بعالم آخر هل تحلم حركت عينيها عنه الى السيارة ثم الى الخارج وهي تجلس جيداً بسرعة وتوتر
- ماذا .. أفعل .. هنا ( نظر اليها ادمونت وفي عينيه وميض غريب وابتسامة ناعمة على شفتيه تهربت من نظراته متمتمة ) غفوت يا ألاهي .. أنا متعبة ما كان عليك تركي أنام .. هل أصلحت العجل
- فعلت
وأعاد مقعده الى وضعه الأصلي وأدار السيارة وأنطلق بهدوء شهقت وهي تنظر الى ساعتها متمتمة
- إنها الثانية عشرة والنصف
وأسرعت بالنظر نحوه وقد أخذا يقود بهدوء دون إجابتها فتملكها التوتر كيف استطاعت النوم عادت بحرج الى النافذة المجاورة لها لتنفست الصعداء عندما أوقف السيارة أمام منزلها
- شكراً لك
تمتمت بسرعة وهي تفتح الباب وتغادر السيارة دون حتى النظر إليه أنتظر حتى فتحت باب بيتها ودخلت ثم تحرك مغادراً أسندت ظهرها على الباب وهي تأخذ نفساً عميقاً ما الذي يحدث لي أغمضت عينيها لدقائق ثم فتحتهما من جديد وسارت نحو غرفتها وهي تهز رأسها .
- شعرت أن هناك أمرا ما ( قالت أوديل بعد أن أخبرتها ما حدث معها البارحة ثم أضافت ) أعتقد أنه تعمد انتظارك خارج عملك .. ماذا يريد منك
- صدقاً لا أعلم ( أجابتها بتنهيدة ثم أضافت ) لا تنقصه صديقات فهو محاط بهن .. أتعلمين أنه لطيف عندما يريد يعلم أن لديه جاذبية وهو ماهر باستخدامها
- لستُ مطمئنة من بمثل وضعه لا ينظر لا أقصد الاهانة ليا ولكن أنت تعرفين كيف همـ .. الم تجدي شيء جديد يريحك ويريح روجيه
- لا الأمر أصعب مما كنت أتوقعه لا أحد يتكلم بالأمر كما أن المحاسبين الباقين لا شيء مؤكد ضدهم أنا بعيدة بعض الشيء عما يجري بمكتب الحسابات كما انه لا يسمح لي بالتجول بالشركة بحرية وناند بقسم الهندسة انه لطيف جداً ويحاول مساعدتي قدر ما أمكنه
- تستلطفينه ( صمتت قليلاً مفكرة قبل أن تقول )
- اعتقد ذلك ( ابتسمت اوديل وهي تمسك كتابها قائلة )
- جيد
- مازال الوقت باكراً لمثل هذا
- أنا أصغرك بعام وانظري
أشارت الى بطنها ضاحكة فأصرت ليُنارس وهي تقف متجهة نحو غرفتها
- لا أفكر الان سوى بشيء واحد وهو كيفية التخلص من هذا الواثق جداً بنفسه أن غروره أحياناً يكاد يخنقني ( اختفت قليلاُ في غرفتها ثم عادت لتجلس قرب اوديل متسائلة ) لا اعلم كيف سأتمكن من التهرب من الذهاب معه اليوم
- إدعي أنك متوعكة فلا يستطيع إجبارك على مرافقته
- أرجوا أن لا يحضر ( تمتمت ثم حدقت بالساعة على الحائط التي تشير الى الرابعة مستمرة ) كيف عمل روجيه
- جيد هو غارق في العمل وأنا بالدراسة لم أعد أراه سوى عندما يعود للبيت في ساعات الصباح ويحضر لينام
تحركت لتفتح الباب الذي طرق وهي تقول
- منذ أن كان طفلاً وهو يعمل ليل نهار ( وفتحت الباب لينعقد لسانها )
- هذا أنا وليس شبحاً ( بادرها ادمونت لتجمدها فتداركت ذلك بسرعة قائلة )
- إنها الرابعة
- أعلم جئت باكراً لأطلعك على بعض الأمور قبل ذهابنا
فقالت بتوتر وهي ترغب بالتهرب منه
- لا أحد بالمنزل وأنا
- من الطارق ليا
تساءلت أوديل بصوت مرتفع فحركت ليُنارس عينيها عنه الى الداخل وقد أحمرت وجنتيها بينما رفع ادمونت حاجبيه قائلاً
- ليا
- لا تناديني هكذا ( تمتمت وهي تفتح الباب جيداً مضيفة ) تفضل
دخل بينما أوديل تنظر بفضول فأغلقت ليُنارس الباب وسارت متخطية إياه وهي تقول
- أوديل السيد مورغان .. أوديل زوجة شقيقي .. تفضل
- مرحباً
قال وهو يجلس أمامها بينما تغيرت ملامح أوديل ولم تتفوه بكلمة فأخذت ليُنارس نفساً عميقاً وكأنه لم يفعل شيء ولم يهدد زوجها بإدخاله السجن أنها لا تراه ألان بسببه بينما جلس مسترخياً ثم انحنى للأمام متناولاً احد الكتب التي تدرس بها أوديل قائلاً
- تدرسين
تناولت أوديل منه الكتاب بقوة ووقفت وهي تجمع كتبها وأوراقها عن الطاولة قائلة
- سأكون بالداخل أن أحتجتي لي
وسارت مغادرة فحدقة ليُنارس به وقد نظر اليها مستغراباً تصرف أوديل فجلست أمامه قائلة
- لا تنتظر منها أي شيء غير هذا فأنت السبب بما يحدث لزوجها ألان
- بكل تأكيد أنا السبب وليس هو أنا من أختلس
- أعلمتك أنه لم يفعل ذلك
- وأنا قلت لكِ أن الكلام لا يفيد أريد دليلاً حقيقي وملموس هذا ما أصدقه
ضمت شفتيها قبل أن تعود للقول
- الم يكن من الأفضل إعلامي أنك ستعرج علي فأنا كما تعلم أعيش بمفردي وجيـراني يحبون الثرثرة
- اعلم أن زوجة شقيقك تزورك يوم الإجازة لهذا أنت لستِ بمفردك ولن يثرثر جيرانك ( رفع حقيبته ليفتحها بينما ليُنارس تكاد تنفجر غيظً فاستمر ) سنجتمع مع سبعة أشخاص
وبدء يحدثها عما يجري بالاجتماع وعن الملفات التي عليها إظهارها وتوزيعها حاولت التركيز بما بقوله وأخيرا قالت
- ارجوا المعذرة ولكني لم أفهم شيئا مما تقوله لذا سأعد كوب قهوة أتريد واحداً
سألته وهي تقف ويكاد رأسها ينفجر فهز رأسه بالإيجاب وهو يلاحقها بنظراته أعدت القهوة ووضعت كوباً على الطاولة بقربه وضمت كوبها بيديها وهي تجلس أمامه
- أنتِ بخير
سألها وهو يتأملها فهزت رأسها هزه خفيفة محاولة أخفاء امتعاضها منه تناول كوبه ورشف منه وهو ينظر اليها ثم أعاده وبدء يشرح لها من جديد
- وأن لم يوافقوا على الشروط التي تعرضها
- نرى شروطهم وأن ناسبنا الوضع نقبل وأن لم يناسبنا نتمسك بشروطنا
- أذاً أنت قابل للمناقشة
- ولما لا
- حسبتك لا تفعل ( قالت وهي تحدق به باهتمام ومضيفة ) أم أن الأمر يختلف من شخص لأخر
- أن قصدتي أمر شقيقك فهو كذلك
- أنتَ في منزلي لهذا لا تتحدث عن أخي بالسوء
- ماذا ستفعلين .. تطلبين مني الخروج
تلاقت نظراتهما وتلألأت عينيها فوضعت الكوب من يدها على الطاولة لولا خوفها من النتائج لفعلت ذلك بمتعة إلا أنها ابتسمت بتكلف قائلة
- لا .. أخلاقي لا تسمح لي بهذا
وتنهدت وهي تتمنى لو تفعلها فأبتسم ادمونت بتهكم ثم نظر نحو ساعته
- سنغادر بعد نصف ساعة
- سأعد نفسي ( تمتمت وهي تتحرك نحو غرفتها أغلقت الباب خلفها لتبادرها أوديل )
- الم يغادر بعد
- لا .. سأذهب معه
- لما لم ترفضي
- لأني كلما زدت عناداً زاد هو أيضا وبما أنه عشاء عمل فلا بأس
- كم هو فظ أرئيتي وكأنه ليس مسئولا عن تورط روجيه يا إلاهي ماذا سيفعل روجيه لو علم أنه يجلس هنا
أخذت ليُنارس تخرج ثيابها من الخزانة وهي تقول
- لا تخبريه بشيء سيجن لو علم
- ستتأخرين
- لا أعلم ولكن سأحاول ألا أفعل .. ستبقي هنا
- أجل فروجيه لديه عمل الليلة ولن يعود
- أراك أذاً عند عودتي
- أرتدي شيء مناسب أننا مدعوون ( بادرها وهو يراها فقاطعته قائلة )
- لعشاء عمل وأنا أرتدي طقمً رسمي ( ولمحة بنطالها القماش الأسود مع سترته والقميص البيضاء مستمرة ) حتى المحكمة لم تعترض عليه ستفعل أنت .. أنه مناسب تماماً
- لا ليس مناسباً واراهن أنك كنت تعدين لقول هذا لي أنه يناسب طالبة مدرسة وليس مرافقتي
رفعت نظرها إليه
- لستُ مضطرة لارتداء فستان ولا تنوره قصيرة ولا شيء من هذا القبيل وأن غيرت رأيك بالنسبة لمرافقتك فلا مانع لدي أبداً سأتفهم الأمر
- هذا ما تسعين اليه ( همس كمن يحدث نفسه ثم تحرك نحو حقيبته ليغلقها ويشير بيده الى الأمام مستمراً ) تفضلي
سارت أمامه رغم أنها كانت تأمل أن لا تفعل بقي ملتزم الصمت معظم الوقت وكذلك فعلت هي ثم سألها أخيراً
- هل قرأتي صحف اليوم
- لا .. أيوجد أمر مهم
- لا
أجابها دون أن ينظر اليها وعاد ليغرق بأفكاره تأملته بصمت وقد لاحظت مسحة من الحزن تغطي وجهه ما الذي يجعل شخص كادمونت حزين بهذا الشكل فكرت قبل أن تتساءل
- أن لم توفق بإبرام العقود ستكون خسارة لشركة
- كل فرصة في العمل إن لم تستغل بشكل جيد ستكون خسارة لذا يجب أن نحصل على العقد
نظرت نحوه فور نزولها من السيارة وهي ترى الحديقة مليئة بالمقاعد والطاولات ومجموعة من الرجال يرتدون بذات خاصة منتشرين يرتبون المكان فقال وهي تهم بسؤاله
- لا بد أن جورج يعد لحفل
- سيد مورغان .. تفضل ( اقتربت منهم فتاه ترتدي زيا رسمي لاستقبالهم قائلة ذلك وهي تشير لهم ليتبعوها فعادت ليُنارس لتلمح ادمونت بنظرة سريعة قبل أن تتحرك لتسير بجواره خلف الفتاة التي فتحت باب كبير مضيفة ) إنهم بانتظارك تفضلا
دخلا قاعة كبيرة في وسطها طاولة مليئة تقريباً توجهت الأعين نحوهما بينما صافح ادمونت رجل في أواخر الخمسين قائلاً
- أنا الأخير أذاً .. مرحباً
القى التحية على الجالسين بينما أسرع شاب بتحريك المقعد داعيا ادمونت للجلوس ثم حرك المقعد المجاور لادمونت داعياً ليُنارس ففعلت شاكرة لتجلس مراقبه ادمونت الذي سرعان ما أخذى يناقش شروط احد العقود التي ينوي إبرامها وكذلك فعل البقية وعندما طلب منهم قرأت العقد الذي أعده قامت بتقديم نسخة عنه وهي تشرح لهم ما تحتويه الأوراق والمميزات التي يعطيها العقد , في النهاية تم توقيع رغم بعض الاعتراضات التي صدرت وقف جورج مورتير بعد أن تم الاتفاق قائلاً
- قبل أن ننتقل لمناقشة العقد التالي سأدعوكم للحصول على استراحة لمدة ساعة ثم نعود للمتابعة فاليوم يكون زواجي قد أستمر خمسة وعشرين عاماً لذا أقامت زوجتي حفلاً صغيراً وأرغب بقبولكم دعوتي ومشاركتي
بدء الجالسون بالتهنئة وآخذوا بالانسحاب الى الخارج فاقتربت من ادمونت الذي يضع الأوراق بحقيبته وهو سعيد لنجاحه قائلة
- لقد انتهينا اليس كذلك
- أنا مهتم بحضور الجلسة الأخرى أن كنت تعنين ذلك فمازلت استطيع إقناعهم بان نستلم المشروع الجديد الذي يعدون له
قال وهو منكب في ترتيب الأوراق بحقيبته ولم يتسنى لها الوقت لأجابته لاقتراب جورج منهما وهو يقول
- أنت ماهر وتستحق هذه الثقة ( وربت على ذراع ادمونت مستمراً ) أشكرك على الهدية لم أتوقع أن تذكر هذا
- كان هذا من دواعي سروري
شعرت بتجمد قدميها وهي تسمع ما قاله جورج قبل أن تعقص شفتها فهو كان يعلم بأمر الحفلة إذا تحركت معهم الى الخارج بضيق شديد حيت بالخارج زوجة جورج التي استقبلتهم ببشاشة وأخذ ادمونت يحدثها وما أن ابتعدت حتى بادرته ليُنارس
- أريد المغادرة ( بدت الحيرة عليه قبل أن يقول )
- مازلت بحاجتك هنا
- كان من الائق أخباري بأننا سنحضر حفلاً
- لم أتوقع أن يكون الأمر بهذا الشكل و هذا الحشد ( توقف عن المتابعة وحيا أحدهم من بعيد ثم أستمر ) لا تعقدي الأمور كما أننا لن نبقى لوقت طويل
- لا أقصدك أنت بل أنا سأذهب بمفردي ( نقل عينيه بعينيها المحدقتان به قبل أن يقول )
- ليس ألان الوقت المناسب لهذا الحديث لذا استمتعي بوقتك هنا فهي ساعة واحدة ونعود للداخل لن أتأخر ولا تغادري دون أن أعلم .. أقصد ما أقوله
وأبتعد عنها تابعته وعينيها مفتوحتان باندهاش من يعتقد نفسه ونظرت حولها بضيق ورغم ذلك بقيت واقفة مكانها تنظر الى ما حولها الى أن اطل من جديد وسار نحوها وابتسامة خفيفة تداعب شفتيه وهو يقول
- جيد ( وأستمر أمام الحيرة بعينيها ) لم تحاولي التحرك أنشن واحد
لم تستطيع الابتسام لدعابته فأضاف وهو يتناول لنفسه قطعة من الحلوى قدمها لهم نادل بينما رفضت هي
- حصلنا على مبتغانا والان سأسعى للحصول على أكثر فالقد غادر روس لتو وهو من كان يسبب لي القلق حول حصولي على هذا المشروع
- لستُ بخبرتك ولكن الدو الجالس بجواري كتب للرجل الجالس بجواره ملاحظة البند الرابع لا يروق لهم
- ولكننا حصلنا على مرادنا في النهاية
- اجل فعلت
تمتمت مفكرة بأنه لا يتوقف قبل أن يحصل على مراده أقترب منهما شاب وفتاة حياهما ادمونت واخذوا يتبادلون الحديث دون أن يشدها حديثهم في البداية الى أن تساءلت الفتاة بفضول
- هل ما نشرته الصحف اليوم صحيح
- أني قمت بشراء منزل بالريف ( وأستمر ضاحكاً ) ليكون عش الزوجية
- توقعت أنه غير صحيح فليس من الائق اخفاء زواجك عنا ( اجابته كارول بارتياح واستمرت ) لم أتخيل أن تتزوج سراً ولكن من يكتب هذا عنك
- آدمز كروم
- يالجرأته ( قالت ليُنارس بإعجاب فأجابها ادمونت بجدية )
- سينتهي أمره في النهاية
- أنه يهاجم عدد من الشخصيات ولَكنه لا ينساك أبداً لماذا
- تصادمنا مرة وأفهمته حجمه الحقيقي فلم يرقه الأمر
توقف عن المتابعة وهو يحدق بفتاة تقترب منهم وقفت بين كارول وفرد قائلة بدلال
- كيف حالك أيها الهارب
- الن تتوقفي بعد عن مناداته بالهارب إيفا
علق فرد وهو يبتسم فنقلت نظرها منه الى ليُنارس التي تذكر هذا الاسم قائلة
- من هي ( وعادت بنظرها الى ادمونت من جديد مستمرة ) صديقة جديدة هل تخليت عن ابنة كاسترول تس تس تس ( تأملتها ليُنارس دون أن يفوتها تكبر ايفا بالحديث وقد رفعت رأسها جيداً وعادت بنظرها نحوها هامسة بمكر خبيث ) لا تصدقيه فهو كالفراشة لا يستقر أم نقول الحرباء يا ترى
- أن كان لديك شيء مفيد لتقوليه ففعلي وأن لم يكن فلتغادري
قاطعها ادمونت ببرودة فتأملته بنظرة وقحة ثم تحركت مبتعدة وقائلة
- لن تستطيع الهروب للأبد
- دعك منها ( هتفت كارول فأجابها ادمونت )
- اشك بأنها من يعطي آدمز المعلومات لا أعلم كيف تفكر بنشر الإشاعات وتصدقها .. دعونا منها بماذا كنا نتحدث ( أضاف ورفع يده نحو نادل يحمل صينية بها شراب مشيراً له بالقدوم وعاد برأسه ولكنه سرعان ما عاد ليحدق بالنادل الذي تجمد بمكانه تابعة بنظرها ادمونت لتتوقف على روجيه المحدق بها شعرت وكأن ماءً باردة سكبت عليها والزمن يتوقف حركت رأسها بشكل آلي نحو ادمونت وكمية كبيرة من الاتهامات تملأ عينيها قبل أن تتحرك وهي تقول بصوت مخنوق وبصعوبة
- أسمحوا لي ( نظر ادمونت اليها وهي تبتعد عنهم فأعتذر من رفاقه وتبعها قائلاً )
- توقفي لم أعلم بوجوده هنا
- لا تطلب مني أن أصدق هذا فأنت تتعمد فعل هذا أن إهانتي وشقيقي تمتعك ولكنك لم تنجح لأني أحترمه مهما كان عمله لهذا أنت لم تهنا
- لا تتفوهي بالحماقات لم أعلم بوجوده
- كما لم تعلم بوجود الحفل اليس كذلك
- الأمر مختلف ( ضمت شفتيها وقلبها يعتصر ثم توقفت مستديرة اليه وهي تقول بألم )
- ارجوا أن يمر الوقت بسرعة وأنتهي من العمل لديك
واستدارت مبتعدة عنه وقد دمعت عينيها لم تكن تعلم أن روجيه سيكون هنا الليلة وكيف كانت لتعلم توقف ادمونت عن لحاقها متابعاً إياها بعينيه بينما خرجت من المنزل بخطوات واسعة لتضم ذراعيها اليها وهي تحدق بالطريق الخالية وقد وقفت منتظرة مرور سيارة لتسرع برفع يدها وتمسح دمعه انسلت خارجاً
- لم يبقى شيء للعودة للاجتماع ( تناهى لها صوت ادمونت الذي وقف بجوارها مستمراً ) تعلمين أني احتاجك بالداخل فهلا كنت أكثر تعقلاً وعدتِ
رفعت عينيها باستنكار نحوه قبل أن تقول
- لستَ جاداً
- أنا كذلك
- لا يهمك سوى نفسك لا يهمك مدى انزعاجي ألان منك ومن عدم قدرتي على التواجد بقربك في هذه اللحظة
- ما يهمني هو ما جئت لأفعله هنا وفيما بعد احل مشكلة شعورك السيئ تجاهي فهلا دخـ ( استدارت تهم بالابتعاد ولم تعد لها القدرة على احتماله فأسرع بإمساك ذراعها مانعاً إياها وهو يستمر ) اخترتي توقيتا سيء لهذا التصرف
نظرت اليه بحقد تهم بالتحدث لينعقد لسانها وقبل أن تدرك ما حصل كان روجيه قد وجه لكمة لوجه ادمونت الذي لم يتنبه له وهو يقول
- ابعد يدك عنها
- روجيه
صاحت وهي تسرع بإمساكه من ذراعه جاذبة إياه الى الخلف بينما رفع ادمونت يده نحو شفته التي سالت منها الدماء ليتلمسها وعدم التصديق بادٍ عليه
فبادرها باستنكار دون استطاعته إخفاء غضبه
- ماذا تفعلين هنا .. ومعه !
- لدينا اجتماع مع صاحب المنزل وأصر على دخولنا الحفل لم أعلم أنك هنا
- ألا تعلمين أن وجودك بقربه غير مناسب لا أحتمله فبحق الله ( هتف بحدة رغم محاولته ضبط أعصابه الثائرة وأستمر ) كيف تسمحين لنفسك بالخروج معه لم أصدق عيني وأنا أراك هناك بجواره ألم أحذرك منه
هزت رأسها ببطء بالإيجاب قبل أن تتوسع عينيها وهي ترى ادمونت يتحرك باتجاههم وعينيه الغاضبتان تنمان بالشر فأسرعت بالوقوف أمام روجيه قائلة
- أنت أعقل من أن تفعل هذا
- ابتعدي ليُنارس
أسرع روجيه بالقول محاولاً إبعادها من أمامه فقال ادمونت بهدوء لا يطمئن
- اجل ابتعدي وألان
- لن افعل ( أسرعت بالقول وهي تعلم جدية روجيه عندما يتعلق الأمر بها ولا تستطيع الاستهانة بغرور ادمونت لذا أضافت وهي تحدق بشقيقها الذي يتنامى غضبه ) أرجوك لا تتورط معه
إلا أنه تجاهل قولها قائلاً ويديه تحاولان إبعادها من أمامه
- ابتعدي ( إلا أنها رفضت طلبه فقال ادمونت وعينيه المركزتان على روجيه قد أغمقتا بشدة )
- أراك تختبئ خلف شقيقتك
- تباً ابتعدي ليُنارس أبتعدي
وأمسكها من ذراعها دافعاً إياها بعيداً عنه وتقدم نحو ادمونت الذي تجاهله وسار نحو ليُنارس التي وقعت من جراء دفع روجيه لها ليمسح فمه بكم قميصه وهو يمد يده الأخرى نحوها
- قلت لك أبتعد عنها
ياااااالا بقى انا فى انتظار الرواية الجاية إدعاءات زائفة
ردحذف