انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الجمعة، 29 يوليو 2011

أبحث عنكِ 6


- هنا مكان عمل وأنت جئت لمقابلة السيد مورغان وهو بانتظارك
اخذى ينقل عينيه بعينيها بتفكير متسائلاً وقد أكفهر وجهه
- هل ستحضرين الحفل
- أن كنت لا تريد حضوري فلا بأس
- أنا دعوتك وأحب حضورك بالتأكيد .. عن أذنك
واستدار مبتعداً واختفى في مكتب ادمونت ربما كانت قاسية معه ولكن لا بالتأكيد يستحق هذا غادر بعد نصف ساعة ولم يحدثها عند مغادرته وقد بدا التجهم عليه  لتنشغل بقية الوقت بزوار ادمونت فقد أمتلأت المقاعد لديها وعند الرابعة سلمت العمل لبتي وغادرت ولم يكن صباح اليوم التالي أفضل فما أن وصلت الى الشركة حتى وجدت رجُلان بانتظار ادمونت أجتمع معهما برفقة ماكس قبل أن يغادرا
- أجل سيد مورغان
- أريد طباعة هذه ( تناولت ورقتين قدمهما لها )
- وأنا أحتاج الى طباعة هذه الأوراق
مدت يدها لتتناول من ماكس الأوراق الا أن يد ادمونت سبقتها اليهم مما فاجئها وكذلك ماكس فقال متجاهلاً نظراتهما وهو يضيف الأوراق الى مجموعة بيده
- هذه الأوراق تطبعهما لك دنيز
- بربك ادمونت لن يضر سكرتيرتك أن أعدتها لي ( ونظر الى ليُنارس مضيفاً ) أتمانعين
- لا
هزت رأسها بالنفي فالمحها ادمونت بنظرة جادة واستقرت نظراته على ماكس وهو يضع الأوراق أمامه قائلاً بإصرار
- الأوراق التي تخص الشؤون القانونية تطبعها لك دنيز أو أحد الموظفين في ذلك القسم
تحركت ليُنارس لتغادر بشكل آلي عندما قال ذلك هكذا إذاً لا يستأمنها على عقود الشركة القانونية بماذا يفكر أنها ستتلاعب بها أم ستسرقها
- أنت جاد ( قال ماكس )
- أجل ( ونظر نحو ليُنارس التي وصلت الباب مضيفاً ) آنسة ريمونت أحضري لي الملف الذي وصلنا من فينسانت
أدخلت له ما طلبه وخرجت تطبع له الأوراق وهي تشعر بالألم الذي يشتد داخل معدتها ما الذي تفعله بهذه الشركة ليس مكانها هنا أنها لا تنتمي لهذا المكان أسلوب حياتهم معاملتهم وأفكارهم تختلف عنها ما كانت لتصدق منذ شهر أن هذا سيحدث لها
- ادمونت يحتاجك بالداخل
قال ماكس باسماً قبل أن يغادر فتركت ما بيدها لتدخل الى مكتبه لتجده يجلس القرفصاء أمام الدرج الأخير لمكتبه ويبحث عن شيء به وقد تناثرت الملفات والأوراق على الأرض بجواره
- طلبتني
- أجل ( أجابها دون أن ينظر اليها وأستمر ) حاولي ترتيب هذا الدرج لي أنه في فوضى عارمة ولا شيء به منظم .. هذا ما أبحث عنه ( وسحب ورقة واحدة ووقف يقرأ ما بها مستمراً ) أجل انها هي ( ونظر اليها مستمراً وهو يشير برأسه ) لا أريد أثر لهذه الفوضى
سارت ببرودة نحو الدرج جمعت الملفات التي به والتي على الأرض ووضعتها على الطاولة الكبيرة وأخذت ترتبهم حسب الأحرف والأرقام بينما جلس على أحدى المقاعد التي أمامها وأخذ يوقع بعض الأوراق وسألها وهو منهمك بعمله
- أنتهيتِ من الطباعة
- بقيَ العقد الأخير كنت أهم بطباعته
- حاولي إنهائه بسرعة ولا تأخذي أي مواعيد لبعض الظهر فلن أعود وحضري لي العقود التي تخص مشروع براون جميعهم والرسم الهندسي بالإضافة الى تجهيز نسختين عن العقود التي وصلتنا صباحاً ولا تنسي إرسال عرضنا بالفاكس الى شركت كليبري وحاولي الاتصال بالمسئول عن صفقة الاروم السيد برنار ستجدين رقم هاتفه في الدليل لديك وخذي موعداً معه غداً وأجلي لي ( إنها تكرهه فكرت وهي تستمع له وهو يكمل ولكنها لم تعد تصغي لما يقوله رغم أنها ترى شفتيه تتحركان لما لا يرحمها إنها تحاول جهدها كل هذا ستقوم به وماذا تفعل بتي إذاً ) اتصلي بمحل الزهور وليعد باقة كبيرة ويرسلوها الى بيت السيد فيتور أعطهم العنوان جيداً ولمحها بنظرة مضيف ) واطلبي لي ( توقف عن المتابعة وهو ينظر اليها من جديد متسائلاً ) هل تصغين الى ما أقوله
أسرعت بتحريك عينيها ورمشت جيداً قائلة
- أجل .. أطلب لك ماذا ( تأملها بشك ثم قال )
- أطلبي لي كوباً من القهوة
أكملت ترتيب الدرج وخرجت لتفعل ما طلبه منها ما أن أصبحت الواحدة حتى كانت انتهت من  كل ما طلبه منها وقد أصبح الجو هادئ فحملت حقيبتها وهمت بالمغادرة
- مغادرة الان
نظرت اليه وقد خرج من مكتبه فهزت رأسها بالإيجاب بدا حائراً يبحث عن الكلمات المناسبة ليبدأ حديثه فسألته
- أهناك شيء ( صمت لثواني ثم هز رأسه بالنفي قائلاً )
- لا لاشيء أذهبي .

- بما تفكرين ( نظرت الى ناند الجالس أمامها وحركت شوكتها بملل قائلة )
- أشياء كثيرة
- لم تأكلي شيء من طعامك ( تركت الشوكة وأبعدت الصحن عنها متمتمة )
- لا شهية لي
- بسبب شقيقك .. هل وجدت شيء
- لا لاشيء جديد .. حتى أني لا أحصل على الوقت لكي أبحث بأمره
- الأمر صعب .. قسم المحاسبة حذرين جداً
- أعلم ( تمتمت بانزعاج وقد بدا التجهم يملأ وجهها فقال ناند بحماس فجأة )
- لدي الحل لإخراجك من هذا الوضع .. في العادة ترافقني صديقتي ( وتناول محفظته وفتحها مشيراً الى صورة بها وهو يضيف ) هذه هي تدعى أماندا ذهبت لزيارة شقيقتها بالريف ما رأيك بمرافقتي أنا مدعو الى حفل الليلة ولا أرغب بالذهاب بمفردي
- حفل
- اجل في منزل فيتور ( حدقت به قبل أن تتمتم )
- أنت أيضاً مدعو
- بالتأكيد فأنا من صمم لهم مكاتبهم الجديدة وهم يحتفلون بافتتاحها .. ولكن ماذا قصدتي بي أيضاً .. أنتِ مدعوة
- أجل
- مناسب تماماً أم سبقني أحدهم ( توسعت شفتيها بابتسامة غريبة قبل أن تقول )
- لا وتسرني رفقتك
- أعرج عليك في السادسة .. لا تنسي أعطائي عنوانك
سحبت ورقة وقلم وكتبت له عنوانها وهي تفكر كيف ستكون رد فعلهما لرؤيتها ناولته الورقة ورفعت حاجبيها وهي تحرك القلم بين أصابعها قائلة
- ستكون حفلة رائعة بلا شك ....
- هل أستطيع طلب خدمة منك ( بادرت روبير فور سماعها صوته عبر الهاتف فقال )
- أي شيء إلا بقائي هنا مساءً ( ابتسمت قائلة )
- سأعوضك أقسم بهذا .. فقط اليوم جوزيال لن تستطيع تدبر الأمر بمفردها .. أرجوك روبير
- حسناً ولكنك ستعوضينني
- موافقة .. شكراً لك تحياتي الى جوزيال وداعاً
أغلقت الهاتف بفرح هكذا ستستطيع إعداد نفسها بالوقت المناسب .

 عند عودتها الى الشركة كان ادمونت قد غادر وكذلك بتي وفي الرابعة غادرت هي أيضاً وحولت الفاكسات والمكالمات الى دينيز
ابتسمت برضا تام وهي تنظر الى نفسها بالمرآة لم تكن بمثل هذه الأناقة من قبل تأملت الثوب الأسود الأنيق والذي يهدل بشكل رائع على جسدها ليصل الى ما فوق ركبتيها بقليل وحذائها العالي الكعبين وقد كانت قد أشترت هذا الثوب منذ فترة قريبة للحفلة التي أقيمت بمناسبة تخرجها ولكنها لم تبدو جذابة كما اليوم خاصة بقصة شعرها هذه دست أصابعها بشعرها الناعم ليتناثر على وجهها بشكل جميل فقد قصدت الصالون وقامت بتسريحة ووضعه القليل من مساحيق التجميل لن يصدق أحد أني لا أنتمي لذلك المجتمع المبذر الان .
نظرت الى ساعتها وقد أخرجها من شرودها طرقات خفيفة على الباب فاتجهت نحو لتفتحه وتبادر ناند
- مواعيدك دقيقة جداً تفضل
- تبدين فاتنة ( ابتسمت له فأضاف بمرح وقد بدا سعيداً بمرافقتها ) لنذهب فلقد بدء الحفل .

- أنظر .. هناك
قال غاستون وهو يقف قرب ادمونت فنقل نظره الى حيث أشار له برأسه لتتوقف عينيه على ليُنارس الواقفة بجوار ناند وهما يتحدثان قبل أن تنقل نظرها بين الموجودين لعلها ترى من تريد رؤيتهم
- هل قابلتِ تود من قبل ( تساءل ناند فقالت )
- لا لم يكن لي الشرف حتى الان .. أين هو
- هناك برفقة زوجته سأعرفك عليه
تأبطت ذراعه بنعومة وسارت معه الى حيث يقف تود مع مجموعة حياهم ناند وأخذ يتبادل الحديث مع تود الذي سأله بفضول واضح وهو يلاحق ليُنارس بعينيه
- لم تعرفنا برفيقتك
- ليُنارس .. مرحباً سيدتي كيف حالك أنا أعتذر لم أنتبه لوجودك
حيى ناند امرأة تبدو في أواخر الثلاثين من عمرها تقف بجوار تود وقد تعمد عدم ذكر اسم عائلتها لتود حيتهما ليُنارس وعادت بنظرها الى تود وهو في عقده الرابع على ما يبدو والذي لا يبعد نظره عنها ابتسمت بتوتر لما يحدق بها هل يعرف من تكون تحدث ناند معه قليلاً ثم انسحبا بعيداً عنهم
- لم يحدق بي بهذا الشكل هل يعلم أني شقيقة روجيه
ضحك ناند بمتعة ورفع حاجبيه وهو يقول
- لا أعتقد ما أعرفه عنه انه لا يقاوم الفتيات الجميلات فحذري منه
- ماذا تستنتج من هذا ( قال غاستون ومازالا يتابعان ليُنارس بعينيهما ثم أضاف مستهزأ ) رفضت مرافقتي من أجله ( وحدق بادمونت ) سكرتيرتك غريبة الأطوار فلتتخلص منها تفضل ذلك المهندس علي لابد وأنها تجهل من أكون من أين أحضرتها حسناً لوهلة اعتقدت رفضها مرافقتي لتحذير منك ولأننا .. أنا أتحدث معك
أضاف عندما رأى انه مازال يراقبها فنظر اليه وهو يتحرك مبتعداً وقائلاً باقتضاب
- سيسل بانتظاري .. أراك ( تابعه غاستون بانزعاج ثم عاد ليحدق بليُنارس بعدم رضا )
- أتحضر حفلاتهم دائماً تبدو على معرفة بالكثيرين
- أني مبدع بعملي كما أني طموح
- ها أنتِ ليُنارس .. ولكن .. ناند كيف حالك
- بخير مرحباً سيد تراوس
اجابها ناند وتابع للرجل الذي يرافقها فحيتهما ليُنارس أيضاً ولم تتفاجىء بأناقة بتي تبدو فاتنة جداً كالعادة وتتأبط ذراع رجل يبدو ضعف عمرها ولكن الثراء باداً عليه تبادلت بتي ورفيقها حديث قصير معهما وسرعان ما ابتعدا لتتوقف عينيها على ادمونت أخيرا وقد وقفت هي وناند أمام مجموعة من الراقصين لم يجد صعوبة بإيجاد مرافقة له وسيسيل تليق به يحتضنها بين يديه بينما استرخت يديها على كتفيه يبدوان منسجمين جداً ولا يشعران بغيرهما تهمس له ببعض الكلمات والابتسامة الرقيقة لا تفارق وجهه
- أتستمتعان ( بادرهم غايستون الذي وقف بجوارهما وحرك رأسه الى ناند محي ثم حول نظره الى ليُنارس مستمراً ) سعدت بحضورك
- هذا لطف منك أنه حفل جميل
- مازال في بدايته بعد قليل سيبدأ القاء الكلمات .. موسيقى رائعة أتسمحين بمراقصتي
اقتربت يدها من ذراع ناند وهي تقول بنعومة
- وعدت ناند بهذه الرقصة
- آه طبعاً ( ونقل نظره الى ناند بتجهم ثم سار مبتعداً ) أعذروني
- ما به
- لا أعلم ( أجابت ناند الذي نظر اليها ثم أبتسم قائلاً )
- لنرقص أذاً
أنه مراقص هادئ فكرت لشروده أثناء الرقص قبل أن تتعلق عينيها بادمونت المحتضن سيسيل ومازالا يتهامسان فأشاحت بنظرها عنهم وقد انتابها بعض التوتر فتساءلت
- لم تخبرني متى تنوي صديقتك العودة .

- ادمونت .. هل تنوي حقاً شراء منزل في الريف
لمعت عيناه المحدقتان بسيسيل قبل أن تيمتم برقة
- وهل تصدقين كل ما يقال
- لا ( أجابته بنعومة ) ولكن آدمز واثق من أنك تنوي الارتباط .. هل هذا صحيح
- ما رأيك أنت
- أجبني بصراحة هل ما كتب صحيح فلا دخان بلا نار
انفرجت شفتيه عن ابتسامة جذابة وهو يلتف بها ويجيب
- لم أجد من توقع بي بعـ  ( توقف عن المتابعة وقد شعرت به يتجمد فتساءلت )
- ما بك ( لم يجبها وقد ثبتت عينيه على ليُنارس التي تراقص ناند فأضافت سيسيل بفضول وقد لاحظت تصرفه ) ماذا يوجد خلفي
وتحركت لترى فمنعها وهو يكمل الرقصة قائلاً بصوت بدا التوتر به
- لا شيء مهم .. لا شيء
- أنت متوتر
- لا .. هلا جلسنا آسف لم يعد لي رغبة بالرقص
- لا بأس
سارت بجواره ورأسها متجه نحو الراقصين بحيرة من رأى حتى تغير مزاجه بهذا الشكل
أقترب منهما شاب ما أن أنهيا الرقصة همس بأذن ناند ببعض الكلمات مما جعله يحدق بهِ بحيرة ثم نظر نحو ليُنارس قائلاً
- اعذريني للحظة لن أتأخر
أبتعد مع الشاب فتناولت كأس من العصير وأخذت تحتسيه بهدوء أن وجوه بعض الضيوف مألوف لديها جالت بنظرها بهم ثم تجمدت أصابعها على الكأس وهي تسمع صوت ادمونت الهامس والغاضب بنفس الوقت وقد وقف بجوارها
- رائع آنسة ريمونت رائع جداً ( حركت عينيها نحوه فتابع وهو يضع يده بجيب بنطاله وينظر الى البعيد وكأنه لا يحدثها ) كنت أعتقد انكِ مختلفة ولكن يوم بعد يوم ( وحدق بها لتتعلق عينيها بعينيه المشتعلتان وهو يستمر ) أكتشف أنكِ لا تختلفين عن أخيك بشيء لاشيء أبدا لا بد وأن دم العائلة لديكم فاسد
- لا داعي لتجريح ولا أرى سبباً لهذا ( تمتمت بضيق وقد ساءها ما قاله )
- أن قول الحقيقة مؤلم على ما يبدو لقد احترمت رغبتك بعدم حضور الحفل لهذا ستغادرين الان
- ولكني خارج دوام العمل ( أجابته بعدم تصديق وهي تستمر ) لا يحق لك إعطائي الأوامر متى تشاء
- لقد كذبتِ علي
- لم أفعل
- حقاً ( قال وهو يميل برأسه لينقل نظره من قدميها وبالتدريج الى الأعلى مستمراً ) تدعين الاحتشام ولا تملكين الأثواب المناسبة لهكذا مناسبات وتشعرين بالارتباك وتتصرفين بغباء أتابع آنستي أم هذا يكفي
- حسناً قلت ذلك
- لذا ستغادرين الحفل الان .. الان ليُنارس
أصر وهو يشدد على كلماته مما جعلها ترفع عينيها الى السماء بعدم تصديق قائلة وهي تعود لتنظر اليه جيداً
- لدي دعوة لحضور هذا الحفل لذا لا شأن لك بي
- لي كل الشأن لذا عودي الى منزلك فأنت لا مكان لكِ هنا
أجابها بتسلط دون أن يأبه لارتفاع صوته فحمدت الله لأن الموسيقى مرتفعة وعقدت يديها بتحدي قائلة
- وأن لم أفعل
- أقسم عندها أنك سترين مني مالا يسركِ ولن أرحم شقيقك بعد الان
- أنت تستمتع بذلك آلا ترى أن هذا منافي للأخلاق أنا احترمت الأمر وأعمل لديك حتى يسدد أخي دينه لما لا تفعل بالمثل وتتجاهل وجودي وتتوقف عن التدخل باموري وتهديدي بأخي
- للأسف لا أستطيع ( واشتد فكه بتجهم وهو يتابع ) اعتقدت أنكِ لن تحضري ولم أنتظر هذه المفاجئة فماذا تفعلين مع ناند هنا
- لا شأن لك أو لأي أحد ما أفعله هنا مع ناند ( قالت مستنكرة وقد بدء صبرها ينفذ )
- لي كل الشأن فأنا السبب بوجودك هنا لو لم تعملي بشركتي وتتعرفي بصديقي وموظفي لما كنت هنا ( عادت لتحرك عينيها  بضيق فليس هذا ما كانت تريده أن يحصل بينما أضاف وهو يراقبها ) ماذا قررتي
- أرى أنك تبالغ بالأمر .. كما أن رفيقتك تبحث عنك الان
- لا تحاولي التهرب أمامك حل من أثنين
- ليس مرة أخرى لقد سئمت هذه العبة لا أريد أن تخيرني
- أذاً ليس أمامك سوى الرحيل الان
- الحفل لا يخصك ولا يحق لك أخراجي
- أتريدين أن تسمعي منهم هذا سيحصل أن لم تستمعي لي
تلاقت نظراتهما في لحظة صمت وقد لمعت عينيها بألم ضمت أصابع يدها بعصبية وأشاحت بوجهها عنه وسارت مبتعدة بينما تابعها بنظراته وضعت الكأس على أقرب طاولة لها واستمرت بالسير نحو الباب لتخرج وتأخذ نفساً عميقاً عندما لفح الهواء وجهها وقد كانت تشعر بالاختناق أخذت تسير وهي تشعر بجسدها يرتجف من الغضب على الطريق ثم توقفت فجأة لم تُعلم ناند بمغادرتها ادمونت إني أكرهك أكره تسلطك وأوامرك تباً صاحت وهي تركل الأرض بقدمها توقفت من يراها سيعتقد أنها فقدت عقلها وهذا ما سيحدث أن استمرت بالعمل تحت أمرت ادمونت مورغان نظرت الى الطريق إنها خالية لن تجد سيارة لتقلها هنا بسهولة استمرت بالسير علها تصل الى الطريق الرئيسية ما كان عليها الحضور إلا يكفيها ما يحصل بالشركة حتى تأتي الى هنا كان هذا تصرف غبي واعتقدت أني سأغيظهما كم أنا غبية من أنا لأفكر بهذا الشكل مجرد فتاة حمقاء وشقيقة متهم بأنه لص انزلقت دمعة حارة من بين رموشها على خدها بألم قبل أن تنتفض وتقفز بعيداً عن الطريق على صوت سيارة تقف بسرعة وتهور بجانيها حدقت بفزع بها قبل أن تضيق عينيها بغضب وهي ترى ادمونت يترجل منها فسارت مبتعدة
- انتظري ( قال بحدة فتجاهلته واستمرت بالسير فتبعها مستمراً ) لن تجدي سيارة تقلك من هنا
- سأسير ( أجابته دون أن تستدير له وهي تتابع سيرها )
- لن تصلي اليوم إذاً
- لستٌ على عجلة من أمري ( أمسكها من يدها موقفاً إياها وهو يقول )
- سأقوم بإيصالك
- أفضل شيء قد تفعله هو تركي وشأني ( قالت بغيظ وهي تسحب يدها منه بعنف مستمرة ) لا أحتاج اليك لتقلني استطيع تدبر أمري بمفردي
- في النهاية سأقوم بإيصالك لذا وفري اعتراضاتك واصعدي بالسيارة
ضمت شفتيها بقوة وعينيها تعبران عن غضب شديد ستفعلها لن تستطيع أن تصمت أكثر قربت وجهها منه متمتمة بشدة
- أتعلم ما أنت أنت متسلط أناني متكبر أذهب الى الجحيم لن أصعد معك أدخل شقيقي السجن لا يهمني أفعل ما تقدر عليه المهم أبتعد عني لا أريد رؤيتك
عقد ما بين حاجبيه وعينيه لا تفارقان وجهها فأشاحت بوجهها عنه واستدارت متابعة سيرها بغضب لن تصمت بعد الان وليفعل ما يريد لن تتحمل أكثر لن تستطيع حتى لو أرادت تأملها وهي تبتعد وقد فاجئه قولها ثم أسرع ليصعد في سيارته ويتبعها أوقف السيارة بجوارها من جديد وترجل منها هاتفاً وهو يشير الى سيارته
- اصعدي ليُنارس ولا أريد أن أسمع منك أي شيء الان ( حدقت به غير مصدقة انه عاد لقول ذلك أنه لا يستسلم أبدا فأشاحت بوجهها بقوة واستمرت بالسير فأسرع ليقف أمامها قائلاً ) سأدعي أني لم اسمع شيئا مما قلته  قبل قليل
- لا فل تفعل فالقد اكتفيت من إيذائك لي
- أنا لم أؤذكِ يوماً
- آه طبعاً هذا مؤكد فأنت رجل رحيم جداً
- صبري على أخيكِ مثال رائع للرحمة
- أنت لم تصبر عليه إلا لهدف في نفسك ( أشتد فكه بعصبية واضحة قبل أن يقول )
- أن لم تصعدي بالسيارة ستجبرينني على استخدام القوة معك
- هذا يدعى اختطاف
- لا أفهم بلغة القانون كل ما أريده هو إيصالك الى منزلك كي أريح ضميري
- أطمئن وأجعل ضميرك يرتاح أن كنتَ تملك واحداً فانا سأقصد المنزل فوراً ولن اذهب الى أي مكان
أجابته بسخرية فأمسكها من ذراعها بخشونة جاذباً إياها نحوه ليهمس بقوة وعينيه لا تبتعدان عنها
- تستمتعين بهذا الا تعلمين أن بيدي الكثير وبإشارة مني أهدم حياتك وحياة أخيك
- لا يهمني ليس لدي ما أخسره
- عيناك الفزعتان تقولان عكس هذا
- فزعة منك أنتَ جداً مخطئ
اشتدت يده على ذراعها وتحرك ومازال ممسكاً بها مجبراً إياها على السير
- توقف أنت تؤلمني قلت لك توقف تباً ( صاحت وهو يفتح باب السيارة ويدفعها لتقف محاصرة بينه وبين الباب المفتوح ومازالت يدها حبيسة فقالت بإصرار محاولة التحرر ) لن تجبرني على شيء .. لن أصعد .. رباه .. ماذا تريد مني
- اصعدي وإلا أجبرتك على ذلك ولا أعدك أني سأكون لطيفاً ( نقلت عينيها بعينيه بغيظ  فأضاف بجدية ) من الأفضل أن تصعدي بنفسك
لن تستطيع التخلص منه مهما حاولت لذا قالت
- أترك يدي حتى أستطيع الجلوس
- دون مراوغة ( أجابها وهو يترك يدها فندست بالمقعد فأغلق الباب وهو يتمتم ) لا تحاولي شيء فلا فائدة ( تابعته بعينيها وهو يتحرك ليقترب من بابه فتحركت بسرعة نحو المقعد الخلفي جلس بمقعده لثواني ثم تمتم ) فلتعودي الى هنا ( عقدت يديها معاً وحدقت بعينيه بالمرآة بصمت فأضاف بحدة ) لستُ سائقاً لديك
- ألا تريد إيصالي هيا أفعل
- لما لا أستطيع التحدث معك بشكل طبيعي عودي الى هنا
أصر بنفاذ صبر كبير ولم يبعد عينيه عن المرآة فرفعت حاجبيها وأشاحت برأسها بكبرياء الى النافذة اشتدت يديه على المقود بعصبية ثم أدار السيارة بقوة وأنطلق بسرعة جنونية تمسكت بالمقعد جيداً وقلبها يخفق بشدة الا يريد إيصالها فل يفعل هو من أراد هذا قاد السيارة بسرعة كبيرة جداً فازداد توترها وهتفت
- تمهل قليلاً ستقتلنا ( لم يجبها بل زاد من سرعته فتمسكت بظهر المقعد محدقة به وقد ضم شفتيه بقوة وتجهم وجهه وهي تضيف ) بربك ماذا تفعل .. تمهل ( وأمام تجاهله التام لها تحركت نحو المقعد المجاور له وهي تتمتم ) أنك مجنون ستقتلنا بهذه السرعة ادمونت خفف سرعتك كان من الجنون صعودي معك بربك
هتفت وهي تجلس وتمسك حزام الأمان لتضعه ويديها ترتجفان فحدق بها
- لو فعلت بي أي واحدة ما فعلته لرئـ
- أمامك أنتبه أمامك
صاحت بذعر متجاهلة قوله فنظر أمامه وبدء يخفف سرعته بالتدريج لتتنفس بعمق وتشيح بوجهها نحو النافذة الجانبية وهي تهز رأسها بيأس وما أن توقفت السيارة أمام منزلها الذي وصلته بزمن قياسي حتى تنفست الصعداء وفكت حزام الأمان ووضعت يدها على مقبض الباب تريد فتحه فجاءها صوت ادمونت الهادئ بشكل غريب ليكسر الصمت الذي طال وهو يقول
- لما فعلت هذا ( نظرت اليه لتلتقي بعينيه فأضاف ) لما جئت مع ناند لما لم تخبريني انك ستحضرين لماذا أخفيت الأمر كان بإمكانك أعلامي أنك ستحضرين الحفل برفقة أحدهم لما لا تكونين صادقة معي
- ولم علي ذلك فلا شأن لك بي وبحياتي أنت مديري بالشركة وخارج أمور العمل لا شأن لك معي لا أتحمل محاصرتك لي بهذا الشكل
- حدث كل هذا لأنك لم تكوني صادقة معي
- لا أذكر أني كذبت عليك
- يكفي انك لم تعلميني بنيتك الحضور
- لأنه لم يكن بنيتي الحضور ( وارتجفت شفتيها بتوتر وهي تتابع ) فلم أكن أنوي حضور الحفل لا يهمني أمره ولكن حضرت كي لا تحاول مرة أخرى أنتَ وصديقك العزيز المراهنة علي
تجمد وتوسعت عيناه فنقلت عينيها بعينيه بسخرية قبل أن تغادر سيارته وتغلق الباب خلفها بقوة لتصعد الادراج وتفتح باب منزلها وغصة بحلقها وما أن دخلته حتى جاءها صوت ادمونت من خلفها قائلاً
- من أخبرك ( استدارت نحوه وهي تمسك بالباب الا أنه أبعد يدها عنه ودخل مغلقاً إياه وهو يضيف ) ستخبرينني من أعلمك .. أنه غاستون اليس كذلك هو من فعل
أخذت تتراجع الى الخلف وهي تقول
- لا يهم من أخبرني المهم أني علمت بالأمر
- سأريه تباً له تباً لك غاستون ماذا أعلمك بالتحديد
- ما أعرفه يكفي كي اعلم ما قيمت الناس لديك قد أكون شقيقة لص ووالدي سفاحان ولكني من دم ولحم أشعر وأتألم وأنا أكره تصرفاتك معي لقد فاض بي الأمر وسئمت مما أنا به وتريد أن تعلم ماذا أيضا أنا أكرهك وأكره شركتك وأكره صديقك وكل شيء يحيط بك ( تراجعت خطوتين الى الخلف بعد قولها ذلك وقد شعرت به يخطو نحوها لتضيف بقلق وهي تشعر بالحائط خلفها ) ومن الأفضل لك الانصراف
إلا انه تجاهل قولها قائلاً وعينيه تلمعان بالشر
- تكرهيني وتكرهين شركتي وأصدقائي وكل ما يحيط بي
- بالإضافة الى أن وجودك هنا غير مرحب به فلا تعد الى هنا مرة اخرى( أضافت وسرعان ما ندمت وهي تراه مازال يقترب فأسرعت بالقول بفزع ) عليك مغادرة منزلي الان
توقف على بعد خطوة منها قائلاَ
- وما سبب هذا كله
- ارجوا المعذرة .. توقف
أسرعت بالقول وهي تنتفض لوضعه يده بجوار رأسها على الحائط لتحرك عينيها بتردد عن يده نحوه وقد انحنى باتجاهها وهو يقول
- أتعتقدين أني أبه أن كنت تكرهينني أم لا
شعرت بالكلمات ترفض الخروج من بين شفتيها وأنفاسها تخونها وهي تحدق بعينيه القربتين منها وقد تمكن منها القلق فحاولت تمالك نفسها قائلة
- اعلم انك لا تأبه بل أنا واثقة من ذلك
- جيد وان لم تخني الذاكرة فأنت تكرهيني منذُ شاطئ بروين
- من الأفضل أن تغادر الان ( قالت وقلقها يتزايد وهي ترى عينيه التين تغمقان دون أن تفارقانها قبل أن تهتف ويده الأخرى تلامس ذقنها ) لا ابتعد
- تذكرين ما رغبت بفعله حينها ( توسعت عينيها وأسرعت بوضع يديها على صدره القريب محاولة منعه من الاقتراب دون جدوى لتهتف بذعر وهي تشعر بأنفاسه تقترب أكثر وأكثر دون قدرتها على إشاحة رأسها وقد اشتدت يده على ذقنها مانعاً إياها ) سأبدأ بالصراخ أن لم تدعني
شعت عينيه المحدقتان بها مما جعل قلبها يقفز من مكانه وهو يهمس
- أفعلي ما يحلو لكِ
- من تظن نفسك هل تعتقد أنك .. آه لا.. أنت مخطئ .. فأنا لستُ مـ .. ابتعد .. لا .. أبتـ
ولكن الكلمات اختفت وتلاشت وهو يعانقها حاولت جاهدة سحب نفسها وتحريك يديها المحاصرتين بصدره دون فائدة أنه يتعمد إهانتها توقفت عن المقاومة يائسة وحزينة وأنسلت دمعتين من بين رموشها لتتدحرج على خدها انتفض وقد شعر بهما وأبتعد عنها كمن مسه تيار كهربائي فبقيت ساكنة بمكانها ورفعت إحدى يديها تمسح بها دموعها فاستدار مغادراً دون التفوه بكلمة بينما لم تعد قدماها تحملانها فتهاوت جالسة على الأرض ورأسها يلتف بها ، أغلق الباب خلفه ومازال يتنفس بصعوبة توقف في مكانه وقد كان يهم بنزول الأدراج القلية نحو سيارته استفزازها له بهذا الشكل ليس مبررا لما فعله رفع رأسه محدقاً بالسماء المعتمة ليغمض عينيه لثواني ثم يعود لفتحهما وينظر نحو الباب , جلست على الأرض قرب الحائط الصغير الذي يفصل المطبخ عن الصالة محتضنه قدميها اليها محاولة أن تعي ما كان يحدث منذُ  قليل لتتعلق عينيها بالباب الذي فتح بهدوء ودخلت أقدام تعرفها جيداً دون أن تضطر الى رفع نظرها لتشاهد من هو أقترب منها ببطء دون التفوه بأي كلمة وقف أمامها لثواني صامتاً بينما بقيت تنظر الى الباب دون رفع نظرها فتمتم
- لا اعلم كيف ( ولم يتابع وهي لم يصدر منها أي حركة فجلس القرفصاء أمامها وعينيه تلاحقانها قائلاً ) أنظري إلي ( وأمام عدم استجابتها أخرج نفساً عميقاً من صدره وهو يقول ) لا أعلم كيف حدث هذا .. أستفزيتني بطريقة رهيبة ( أنسلت دمعة على خدها رغم مقاومتها الا يحصل وابتلعت ريقها لن تصغي له ) عندما شاهدتك بالحفل برفقة ناند .. ما كان عليك الحضور لتردي علي وعلى غاستون كنت واثقاً من انكِ لن ترافقيه .. لا أعلم ما قاله لكِ .. أو كيف فلت زمام الأمر مني لم يسبق لي أن فرضتُ نفسي على فتاة ومعك فعلت مرتين .. أنتِ تستفزيني تجادليني لا يروق لكِ ما أقوله تعترضين على كل شيء .. بربك ( همس ثم صمت متأملاً إياها للحظات ) أنظري الي ( عاد للقول وهو يحرك يده ليلامس ذقنها فانكمشت على نفسها مبتعدة عنه لتتجمد يده ويبعدها وهو يضغط على شفتيه قبل أن يقول ) حسناً أعلميني ماذا أفعل كي تنسي ما حصل .. ( ولم يلاقي منها سوى الصمت فتنهد مضيفاً ) لو علمت أن أمر الرهان سيفعل هذا لما وافقت كنت ألهو بغاستون فقط .. ربما علي شكرك لعدم استغلالك للأمر للانتقام مني وجعلي اخسر سيارتي .. ( وأمام صمتها همس ) ليا ( حدقت به بغضب ثم أشاحت بوجهها بينما انفرجت شفتيه عن ابتسامة ناعمة وهو يتأمل وجهها واحمرار عينيها الدامعتان حتى وهي بهذا الوضع تبد جذابة ابتلعت ريقها الجاف وقد بدأت تشعر بالفضول لطول صمته ولتأمله لها فاختلست نظرة سريعة نحوه لتجده يبتسم ) ألن تتحدثي معي .. حسناً أعلم أنك تكرهيني ولكن تولا نصحتني بأن أنال صداقتك إنها معجبة بك جداً .. تقول أنكِ أفضل من عرفتها عليهم .. وأجملهم .. وألطفهم .. أطيبهم قلباً ..وأكثرهن جاذبية .. قد أكون قد أضفت بعضها بنفسي .. أعلم أن لديك بعض الأفكار المتعلقة بي في مخيلتك وقد أكون سببها ولكني لستُ كذلك .. أنا أهتم بأمرك ( لمحته بنظرة مستنكرة قوله وهي تمسح خدها بكفها فتناول منديلاً من جيبه وقدمه لها فحدقت به رافضة أخذه فأعاده الى جيبه قائلاً بهمس وعينيه لا تفارقانها ) أنا حقاً أهتم بأمرك منذُ قدومك ذاك النهار الى الشركة وأنا ارغب بان أعمق معرفتي بكِ ( وحرك يده بجيب سترته وقد رقت ملامحه ومد لها يده وفتحها حدقت بيده جيداً ثم نقلت نظرها اليه فقال بابتسامة ) أحتفظ بها لإرضاء تولا فهي دائمة الغضب مني أقدم لها قرص من الشوكلاة فتنسى غضبها .. ألن تأخذيها .. ليا
- لا تنادني هكذا
- لم لا
- لأن المقربين مني فقط ينادوني هكذا
- أنا لستُ منهم
- لا سيد مورغان
- مازلت غاضبة ( توقفت عينيها على عينيه إنها تشعر بالحيرة منه ومن تصرفاته بينما أضاف ) وإذا وعدتك بأن أحرص على الفاظي بعد اليوم
- ولا تذكر شقيقي بالسوء
- ولا أذكر شقيقك بالسوء
- وعدم التدخل بشؤوني بعد اليوم
- أنتِ تقومين باستغلالي
- هذا حقي
- أعدك ( وتناول يدها ليضع بها قرص الشوكلا ويغلق أصابعها عليه فسحبت يدها مضيفة )
- وأن تحرص على تصرفاتك معي وان لايتكرر ما حدث اليوم 
- حسناً لكِ كل ما تطلبين
- و
- أيوجد و بعد
- أجل أنا على ثقة من أنه يوجد المزيد ( رفع عينيه الى الأعلى قائلاً )
- نسيت مع من علقت ( ثم نظر اليها مضيفاً ) كانت أمسية رهيبة (مسحت خدها جيداً وبقيت تنظر اليه بشك فهذا الشخص الذي يجلس أمامها لا يمس بصلة لمديرها فأضاف ) الن تقولي شيئاً ( وأمام صمتها وقف قائلاً ) أنتِ دائماً صعبة
جال بنظره في المطبخ أمامه ثم تحرك نحوه بينما تابعته بنظرها وقد بدا فارع الطول لجلوسها أرضاً أن شعورها بالحقد والغضب تلاشى بشكلٍ غريب دخل المطبخ فعقدت حاجبيها ماذا يفعل سمعت صوت باب الخزائن تفتح فتساءلت بحيرة
- ماذا تفعل
- أحاول إيجاد أكواب القهوة
وقفت بسرعة محدقة به قبل أن تنظر نحو معد القهوة لتجده قد قام بإشعاله تناول كوبين ووضعهم على الطاولة وقام بخلع سترته ليضعها على ظهر المقعد , هل قال أنه سيتركها وشانها أم أنها تتخيل هذا لا يبدو أنه سينفذ ما قاله
- الا يوجد قهوة بمنزلك
سألته وهي تقترب منه فأبتسم متجاهلاً قولها ليعود للقول وهو يسكب القهوة بالأكواب وهي تراقبه
- منذ متى تعيشين هنا
- منذ زمن .. كان روجيه معي ثم أنتقل بعد زواجه
- اعرفتي والداك أم كنتِ صغيرة ولا تذكرين
وأمام تحديقها به دون قول شيء قدم له كوبها فتناولته بتردد لترشف منه وعينيها تراقبانه وهو يجلس ويتناول كوبه فالتزمت الصمت لثواني ثم قالت
- توفيا وأنا في التاسعة وروجيه في الثانية عشرة .. حادث قطار خرج عن مساره كانا في إجازة والدتي مدرسة ووالدي موظف في احد البنوك
- كيف استطعت البقاء مع شقيقك فالشؤون الاجتماعية كانت لتتدخل بهذا العمر الصغير
- لم يعلموا بالأمر ( تمتمت وهي تحرك المقعد وتجلس أمامه مستمرة بينما بقيت عينيه ثابتتان على كوبه ) ذهبنا للعيش مع جدتي كانت مسنة ولا تعي ما يدور حولها في معظم الأوقات أقمنا برفقتها وادعينا أنها المسئولة عنا ولكنا كنا المسئولين عنها في الحقيقة
- عملت كثيراً أذاً لتحقيق ما أنت عليه الان
- روجيه هو الذي أوصلني الى ما أنا به فقد تخلى عن دراسته لمدة عامين ليساعدني في دخول الجامعة وهو الذي اعتنى بي بعد وفاة والداي ( توقفت فجأة وقد استرسلت في الكلام وحدقت به متمتمة ) لا اعلم لما أعلمك بهذا
عاد ليرشف من كوبه وهو ينظر اليها متجاهلاً قولها وقائلاً
- كم مضى على معرفتك بناند
- هذا يوضع تحت قائمة لا تتدخل فيما لا يعنيك
التمعت عينيه بوميض جعل قلبها يفارقها قبل أن يتحرك عن مقعده قائلاً وهو يحمل كوبه
- أتريدين المزيد
- لم انهي كوبي بعد
قالت ونقلت نظرها الى الباب الذي طرق ليبدو التفكير عليها فتحركت نحو نافذة المطبخ التي  تطل على المدخل ثم تتراجع الى الخلف بسرعة
- أتنتظرين احدهم ( تساءل وهو ينظر اليها فتمتمت وهي تحدق به )
- انه روجيه .. لا يجب أن يراك هنا
- ماذا تعنين بهذا ( تساءل بحيرة لقولها فتحركت نحوه متناوله الكوب من يده وهي تقول )
- أنت تعرف موقفه منك
- لن أختبئ أن كنت تقصدين هذا
- ماذا سيظن أن رآك هنا بهذه الوقت ( توقفت عن المتابعة لتوقف الطرق على الباب واقتراب الظل من النافذة فأسرعت بإمساكه من ذراعه بإحدى يديها ووضعت الأخرى على صدره ودفعته برفق وهي تقول ) تراجع .. تراجع ( تراجع ادمونت الى الخلف والدهشة تملأ وجهه حتى أصبح قرب الثلاجة فهمست وهي تقترب منه ) سينظر من النافذة لن يرانا هنا
- هذا جنون ( تمتم فرفعت يدها لتضعها على فمه هامسة )
- شـ ش
تأملها ولم يستطيع سوى الابتسام لتصرفها بينما بقيت تختلس النظر حتى تأكدت أنه أبتعد عن النافذة فتنفست الصعداء وهي تهمس
- ذهب
- لم أعد سجيناً إذاً
- بالتأكيد لا
قالت وهي تتحرك مبتعدة ومغادرة المطبخ نحو الباب لتنحني وتتناول الورقة الموجودة قربه
( حضرت في الحادية عشرة أعود غداً لا تنسي إطفاء الأنوار مرة أخرى .. روجيه )
وقف ادمونت بجوارها وهو يرتدي سترته قائلاً
- الأمر مهم
- لا إننا معتادون على ترك ملاحظات لبعضنا ( ونظرت اليه وهو يحكم ربطة عنقه مضيفة ) مغادر
هز رأسه بالإيجاب وتلاقت نظراتهما لثواني بصمت فقال بصوت خافت أربكها
- من الأفضل أن أذهب ( هزت رأسها بالإيجاب ولا تدري لماذا تشعر بهذا التوتر فأضاف برقة وهو يلاحظ احمرار وجهها ) تصبحين على خير
بقيت واقفة في مكانها وهو يغادر محدقة الباب الذي اغلق خلفه  وهي تضم جسدها اليها من كان ليتصور أن تترك الحفل وتقضي الامسية بمنزلها ومع من مع ادمونت مورغان الذي حول امسيتها لكارثة وسرعان ماتبدل الامر أنه لغريب بحق ام انها من لم تعد تعرف نفسها .

- صباح الخير
- صباح الخير .. انتظري قليلاً ( أوقفتها بتي وهي تهم بدخول مكتبها فنظرت اليها فاستمرت ) لما غادرتي باكراً البارحة لقد رأيت ناند وحيداً بقية السهرة
- شعرت ببعض التعب ليس الا
- آه هل رايتي مرافقي
- أجل
- ما رأيك به ( صمتت مفكرة قليلاً قبل أن تقول )
- لا بأس به ولكن لما هل تنوين الارتباط به
- أفكر بالأمر لم أعطه الرد للان
- لا تحبينه إذاً
- لما تقولي هذا
- بتي لو كنتِ تحبينه لما ترددتي ولما أحتاج منك الأمر الى كل هذا التفكير .. وتريدين رأيي بصراحة رغم أني أعلم أنه لن يروق لك ولكني سأقوله أنه بعمر والدك ولا يليق بكِ وأنا متأكدة أنكِ ستجدين أفضل منه ( بدا الامتعاض على وجه بتي فرفعت ليُنارس كتفيها قائلة ) علمت انه لن يروق لك
ودخلت الى مكتبها وشعور بالتوتر ينتابها من مجرد لقائها به اليوم ولكن ما أن وصل حتى بادرها
- أتصلي بماكس وليعد للاجتماع ألان أنا بانتظارهم واحضري لي البريد المستعجل وأجلي المواعيد الصباحية الى بعد الظهر
تابعته حتى اختفى بمكتبه فسحبت الهاتف وهي تفكر هذا هو رجل الأعمال الذي تعرفه وما أن أصبحت الواحدة والنصف حتى تنفست الصعداء .

- أنتِ بخير ( نظرت الى ناند الذي جلس أمامها باهتمام وهو يضع طبقه ويستمر ) أما زلتي متوعكة
- تقصد مغادرتي البارحة
- أجل أخبرني النادل أنكِ شعرت بتوعك فجأة وطلبتي منه أعلامي أنكِ غادرتي
- آه .. أجل فجأة لا أعلم ماذا .. حدث .. خاصرتي بدأت تؤلمني .. بشكل قوي لم لم أستطيع احتماله .. ولهذا اضطررت للمغادرة أنا أعتذر منك حقاً
- لا بأس المهم أنك بخير الان
- أجل .. بكامل صحتي
كانت تتكلم بتردد ولو كان ناند يعرفها جيداً لعلم أنها تكذب غيرت الموضوع وأخذت تسأله عن عمله وكيف أمضى بقيت السهرة و ما أن عادت لشركة حتى استدعاها ادمونت
- هذه الأوراق أريد طباعتها من جديد وضعت بعض التعديلات عليها وهذه هنا أترين الخطوط أريدها أغمق لتكون ظاهرة أيوجد أحد بالخارج
- لا ( أجابته وهي تأخذ منه الأوراق فبدت الحيرة عليه وهو يقول )
- الم تتصل سيسيل
- لا
أجابته وهي تهز رأسها بذات الوقت فأرخى ظهره على مقعده مفكراً ثم ظهرت ابتسامة على شفتيه وهو يقول
- لا ترتدي هذه الملابس مرة أخرى للعمل ( نظرت الى نفسها فأستمر ) أرتدي شيئاً رسمي أكثر
- ولكني لا أرى بملابسي أي مشكلة
- بل هناك فما ترتدينه ترتدينه عند الخروج برفقة الأصدقاء وليس لتوجه الى العمل هنا وكما اكتشفت لديك ملابس جذابة .. قصيرة .. و
- تلك للمناسبات ( أجابته بجدية فرفع حاجبه وابتسامة خبيثة على شفته وهو يقول )
- ولكنها تروق لي
- وما ارتديه يروق لي ( لمعت عينيه بوميض ماكر وتحرك ليتناول سترته قائلا )
- سأغادر للغذاء أن جاءت سيسل أعلميها أني في السيتمار وإذا اتصلت أخبريها أن تتصل بي على رقمي الخاص
- أأجل المواعيد
- لدي الكثير
- السيد مارك في الرابعة والآنسة دنزال في السادسة
- أجلي موعد مارك وسأكون هنا قبل موعد دنزال
تحركت مغادرة وهو خلفها وقد حمل ملفاً بيده انشغل بلفه وهي تقول
- الأوراق هذه أتركها للغد أم أوصلها لدنيز ( أغلق باب مكتبه خلفها وهو يبتسم بخبث ويقول )
- أوصليها لدنيز
وأقترب منها صافعاً إياها على مؤخرتها بالملف الذي يحمله مما جمدها في مكانها وقد فتحت فمها بأندهاش ليهمس قرب أذنها قائلاً
- ستنالين من هذا كل يوم حتى تغيري ما ترتدينه
وتخطى عنها خارجا بينما بقيت متجمدة في مكانها وقد احمر وجهها بشكل كبير عاجزة وغير مصدقة تصرفه كيف كيف يجرؤ على فعل هذا كيف من يظن نفسه .

- ليُنارس .. أنظري .. هاهو عاد قلت لكِ أنه سيعود
نظرت نحو الشاب الذي تشير له جوزيال وهو يتأمل واجهة المكتبة ثم عادت لتكمل ترتيب البطاقات قائلة
- أنه يأتي الى هنا لأن مكتبتك تروق له
- لا عزيزتي بل لأنك تروقين له .. أنظري ما به يناسبك ويبدو
- لا أفكر بهذا الأمر حالياً
- ولكن في النهاية يجب أن تفكري
- لدي أمور أهم أفكر بها الان
- آه هذا ما تقولنه باستمرار ولكن أمورك المهمة لن تهرب إذا ارتبطي بأحدهم .. حسناً هذا لا يروق لك وذلك الأخر
- اي آخر
- ذلك الوسيم الذي حضر مرة وأخذتما تتهامسان
- عمن تتحدثين جوزيال
- الشاب الذي أنتظرك في الخارج وصعدتي معه أن سيارته باهظة لابد وأنه ثري  ( حركت رأسها باندهاش الى جوزيال التي أضافت على الفور ) كنتُ أغلق الستائر ورأيتك تصعدين معه
- آه .. ولكن كيف تفكرين يا الاهي أنتِ لا تعرفينه لهذا تقولين ما تقولينه .. أنا آخر فتاة يمكن أن يفكر بها
تأملتها جوزيال قبل أن تقول
- وأنتِ
- وأنا ماذا
- ألا تفكرين به
- أكون فقدت عقلي أن حصل أنتِ لا تعرفين عمن تتحدثين
- حسناً يبدو مميزاً .. هل هو ثري
- أكثر من ثري ( بدا الرضا على جوزيال وهي تتساءل )
- وأين تعرفت عليه
- أنا لم أتعرف عليه أنا أعمل لديه أنه مدير شركات الدوماك
وتوقفت عن المتابعة لدخول الشاب بابتسامة واسعة وهو يرى ليُنارس ليبادرها
- مرحباً كيف حالك
- بخير تفضل
- أحتاج الى مساعدتك بانتقاء هدية
- لصديقه
- لا لزميل لي .. ليس لدي صديقة
أجابها بابتسامة وهو يحدق بها فنقلت نظرها الى جوزيال التي رفعت لها حاجبيها فأخذت تريه بعض الأشياء وعرضت عليه مجموعة كبيرة من الهداية ولكنه لم يبدو على عجلة من أمره
- ليا ( همست جوزيال لها فنقلت نظرها من الشاب الى جوزيال التي أضافت ) أنظري من بالخارج
حركت رأسها نحو الخارج لتتغير ملامح وجهها وهي ترى ادمونت يترجل من سيارته التي أوقفها أمام المكتبة عادت لتسمع لشاب بتشوش وهو يحدثها عما يريده دخل ادمونت بعصبية واضحة نظر نحوها لثواني ثم تحرك متأملاً رفوف المكتبة
- أساعدك بشيء ( سألته جوزيال )
- لا شكراً
أجابها بهدوء ولكن ليُنارس شعرت بتوتر صوته مما زاد من قلقها فأخذت تراقبه وهو يتحرك بدا أن صبره يكاد ينفذ وهو يحدق بالشاب الذي تقوم ببيعه
- أنا على ثقة من أن هذه المحفظة ستعجبه أنها من الجلد الأصلي
- أنها جيدة .. ولكني متردد
- لا بأس بها إنها رائعة ( تدخل ادمونت بنفاذ صبر فنظر اليه الشاب فأضاف ) لن تجد أفضل منها أنا اشتريت واحدة بنفسي
- حسناً .. سآخذها ( أشارت له نحو جوزيال قائلة بتوتر )
- تحاسبك جوزيال ( راقبت الشاب وهو يبتعد واقتربت من ادمونت هامسة ) ماذا هناك
- أريد محادثتك الان ..الان ليُنارس ( قال بصوت خافت لا يخلو من الحدة فهمست )
- لا أستطيع لم أنهي عملي بعد ( توقفت عن المتابعة وهي ترى الشاب يتخطاهم ليخرج ثم استمرت ) ما زال أمامي نصف ساعة على الأقل
- لا أريد التحدث هنا ( أصر بعصبية فقالت بحيرة وتوتر لا تعرف سببه )
- حسناً على الأقل أعلمني ما الأمر
أشاح بنظره عنها وحوله نحو جوزيال بحدة ونفاذ صبر قائلاً
- ارجوا المعذرة سيدتي أحتاج الآنسة في أمر مهم فهل تستطيع المغادرة باكراً اليوم
حركت جوزيال نظرها بينهما وأخيراً استقرتا على ليُنارس قائلة
- أترغبين بالمغادرة ( هزت رأسها لها بالإيجاب فاستمرت جوزيال وهي تتحرك بمقعدها المتحرك قائلة ) حسناً أغلقي المكتبة قبل ذهابك .. سنغلق قبل موعدنا بنصف ساعة من أجلك أرجوا أن تقدر لنا هذا
قامت ليُنارس بإغلاق باب المكتبة وادمونت يسير بجوار سيارته بتوتر فتساءلت والحيرة مازالت تملأها ومجموعة من الأفكار تدور في عقلها
- ما بك ( توقف عن السير وأشار بيده نحوها هامساً )
- شقيقك ليس سوى لص أتفهمين ما أقوله لص ( قاطعته متفاجئة )
- روجيه ما .. ماذا به لما تقول ذلك هل رأيته
- رأيته .. اصعدي ليُنارس ( صعد الى سيارته فندست بجواره بفزع بينما أستمر بغيظ )
- شرفني اليوم بحضوره في الساعة السابعة .. أتعرفين لماذا
- لا
- ليعيد هذهِ ( وانحنى نحوها ليفتح درج سيارته الذي أمامها ويسحب منه مجموعة من الأوراق النقدية حركها أمامها مستمراً ) أترين هذه لقد أحضرها اليوم ما رأيك .. خمسة وعشرون ألف من أين جاء بها وأنا الذي بدأت أصدق أنه تعرض لكمين .. هو من فعلها
- من المستحيل أن يكون هـ
- توقفي ( هتف وهو يرمي النقود في الدرج ويغلقه بقوة مستمراً بغيظ ) كفاك دفاعاً عنه لما لا تعترفي بأنه لص مختلس جبان
- لأنه ليس كذلك
- من أين أحضر هذا المال استقولين أستدانه
- لا أعلم ولا بد أن لديه تفسيراً للأمر
- تفسير أنا أقول لك ما هو تفسيره أختلس الخمسين ألف وعندما فاض به الأمر ويريد أخراجك من الشركة أظهر الخمسة وعشرون بعد أن رأى أني مقتنع بأنه المختلس وأن دفع لي الخمسة أو عشرة سيدفعها بالنهاية كلها لهذا أظهر الخمسة والعشرون 
- لا أصدق ( أجابته مستنكرة قوله مما جعله يعود للقول بحدة )
- أنا لا أدعي جاءني متباهي بإحضاره النقود ولم يكتفي بهذا بل حاول استفزازي ولكني تحاشيت الأمر لأنه بشركتي لن أنزل لمستواه المتدني
- أنت تتحدث عن أخي
- أخيك ليس سوى مختلس تجرئ وأختلس المال من شركتي
- ليس هو من فعل ذلك ( رفع عينيه لسماء ويديه معاً ثم حدق بها بغضب قائلاً )
- توقفي عن قول هذا
- أنا على ثقة من أنه قد استطاع تدبر المال من مكان ما
- من أين على سبيل المثال أختلس من شركة أخرى أم باعت زوجته الأرض كما أدعيتي  .. أعرف أنها لا تملك شيء
ابتلعت ريقها بصعوبة وتوتر وعصبيته زادت من توترها جلس جيداً وأدار المحرك وهو يقول
- أعلمي شقيقكِ أني أريد النقود كاملة غداً وإلا فأنه سيندم أشد الندم
أنطلق بسيارته بسرعة بينما ليُنارس تحدق به ثم قالت محاولة أدعاء الهدوء
- ربما جاء البارحة لإعلامي بأمر النقود أنا متأكدة من أنه
- لم يفعلها اليس كذلك ولكن أنا متأكد وكفانا جدالاً حول هذا الأمر فشقيقك من فعل ذلك ( أرجعت ظهرها للخلف وحدقت أمامها ما هو السبيل لإقناعه أخذت تحرك أصابعها بتوتر فأستمر ) أكاد أموت غيظاً لأني لم أفهمه حجمه الحقيقي من يظن نفسه ليتحداني .. استمعي لي أفهميه بالا يحاول استفزازي مرة أخرى وإلا أقسم أني لن أتحاشاه بعد ألان
- أنت تتحاشاه ( تمتمت بانزعاج فقال بحدة )
- ماذا ( نظرت اليه قائلة )
- كنت أقول أنه لكرم أخلاق منك لأنك لم تصطدم معه حتى الان
- أتستهزئين
- ماذا أفعل إذاً ما شأني أنا لما حضرت لي أذهب وتفاهم معه بربكما لقد سئمت
- سئمتي ( تمتم بدهشة وأوقف السيارة بشكل مفاجئ مما أدى الى تحركها للأمام بقوة لتوقفه العنيف فحدقت به بذعر بينما قال بجدية تامة ) غادري السيارة
- ماذا
- غادري لا أريد إيصالك
فتحت مقلتيها جيداً وهي تحدق به ومدت يدها لتفتح الباب والدهشة تتملكها أنه مجنون لا محالة نزلت وأغلقت الباب لينطلق بسرعة بقيت تحدق بسيارته وهي تبتعد أخرجها قبل انتهاء عملها بنصف ساعة ليرميها بالطريق تلفتت حولها أين هي ضمت حقيبتها الى صدرها بتوتر وأخذت نفاسا عميقاً عله يهدأ من روعها المكان هادئ جداً في هذا الشارع ولا يوجد أحد يسير به تلفتت حولها من جديد ثم جلست على الرصيف على أمل أن تمر سيارة فقدماها لم تعد تحملانها تباً لروجيه ولادمونت ما الذي ورطني بينهما مكانهما في المصح العقلي لما لا يتركانها وشانها لما لم يتوجه روجيه اليها لماذا ذهب اليه بنفسه ليزيد الأمور سوءً .. ضمت وجهها بكفيها بإرهاق إرهاق نفسي مما يحدث لها عجلات سيارة وقفت أمامها بقوة وتهور جعلتها تبعد يديها عن وجهها لتحدق بادمونت الجالس خلف مقوده وهو يقول
- هيا اصعدي ( بقيت تحدق به بصمت والغيظ والإحباط يملأن صدرها )
- حسناً أنا أعتذر هيا اصعدي ( عاد ليقول بنفاذ صبر فبقيت دون حراك مما جعله يأخذ نفاساً عميقاً مستمراً ) لا تطلبي مني التوسل لأني لن أفعل ليس لدي اليوم بطوله لانتظارك
حركت عينيها نحو ضوء سيارة لمحتها قادمة من بعيد فأشارت بيدها لها وتحركت واقفة توقفت السيارة أمام سيارة ادمونت الذي ترجل من سيارته بينما اقتربت ليُنارس من السيارة وانحنت نحو السائق قائلة
- عمت مساءً هل تستطيع أن تقولني معك
- اجل تفضلي
فتحت بابه ليمسكه ادمونت مانعاُ إياها من فتحه بالكامل ومال برأسه نحو السائق بابتسامة
- مرحباً .. أزعجناك الآنسة ستذهب معي
حرك السائق عينيه بينهما بشك بينما قالت ليُنارس بإصرار
- سأذهب معه ( توسعت ابتسامة ادمونت ورفع حاجبيه لسائق قائلاً )
- خلاف بيني وبين خطيبتي .. أغضبتها ولكني سأعالج الأمر أعذرنا ( وأمسكها من ذراعها جاذباً إياها نحوه قائلاً بهمس وبحدة ) أن لم تتوقفي عن اعتراضاتك الان ستجبرينني على معانقتك
- أجرؤ على ذلك وسأستنجد به
- قلت له أننا خطيبان وسيصدق أننا تصالحنا لن يهمه الأمر ما رأيك ( تجمدت أضلاعها ومازال السائق يحدق بهما بريبة فأبتسم ادمونت له من جديد قائلاً وهو يشير بيده واليد الأخرى  تحاصرها ) سنكون بخير تستطيع المغادرة
تأمله السائق ثم نظر الى ليُنارس متسائلاً
- أنتِ متأكدة آنستي انك لا تريدين مرافقتي
لم تنظر الى ادمونت ولكنها شعرت بيده التي تهددها فقالت
- اجل أشكرك .. لقد تصالحنا
- حسناً .. بالتوفيق .. وفكرا جيداً قبل الزواج
وأنطلق مبتعداً بسيارته فتمتمت وهي تحدق بادمونت
- هل قلت لك من قبل أني أكرهك
- فعلتي
- جيد وأنا أأكدها إذاً الان
- وهل قلت لكِ أني أهتم ( أشاحت بوجهها عنه تباً له لما لا تستطيع أهانته كما يفعل بها ) جيد .. هيا بنا
قال فتحركت لتجلس بالسيارة وعقدت يديها بغيظ لتهتف بعد قليل
- هذه ليست طريق منزلي
- أعلم ( حدقت به ولكنه تجاهلها فعادت للقول بحدة )
- لا ارغب بمرافقتك الى أي مكان وأن لم يعجبك الأمر أنزلني هنا فهذا الأمر ليس جديداً عليك
هز رأسه بتوتر ويأس قبل أن يقول
- لا أعلم كيف تجرئين يجب أن تحذري مما تتفوهين به
- أنت تحلم حقاً لديك مرض أسمه العظمة وفي الحقيقة أنت لا شـ
- أحذري ليُنارس دخلت في الممنوع
- أذا أردت سجن روجيه فسجنه أن كان هو من فعل ذلك فهو يستحق هذا اليس هذا ما تريده أسجنه لم أعد أهتم لن أتحمل أخطائه
حدق بها من جديد قائلا
- أتريدين حقاً أن أفعل هذا ( تأملت عينيه لثواني ثم أشاحت بوجهها عنه هي تقول هذا لكنها لا تريد أن يتعرض روجيه الى أي سوء ) جيد كوني عاقلة
نظرت حولها بنفاذ صبر لن تستطيع الاحتمال
- أنزلني هنا بربك سأستقل سيارة أجرى توصلني الى المنزل
- أنا سأوصلك الى منزلك آنسة ريمونت
- لما هل تعمل سائق لدي
- لا تستنفذي صبري
قال بحدة مما جعلها تحدق أمامها وقد ضمت شفتيها بضيق شديد فاستدار بسيارته بشكل متهور ليعود بها الى المنزل ليوقف السيارة أمام منزلها ففتحت الباب وخرجت دون التفوه بكلمة أغلقت الباب خلفها بقوة لينطلق فوراً تابعت السيارة لم يتصرف معها بهذا الشكل الجنوني فتحت باب منزلها ودخلت ما الذي قاله له روجيه حتى يفقده صوابه .. روجيه .. روجيه أيها الغبي أخذت تتمتم وأنتِ ما الذي يصيبك لم لا تلجمين لسانك قليلاً .. آه أنه يغيظني .

- انتبهي .. الا ترين أمامك
- أنا أرى ولكن على ما يبدو انك من لا يفعل
أجابت سائق السيارة التي كادت أن تصطدم بها وهي تقطع الطريق في اليوم التالي لتصل الى بيت روجيه بدت مكتئبة ومتجهمة الوجه طرقت عدت مرات على باب بيته ثم توجهت نحو النافذة المفتوحة ونادت عليه ولم تكن ثواني حتى أطل من غرفته أتجه نحو الباب ليفتحه وهو نصف نائم
- ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت
- جئت لأراك ( أجابته وهي تتخطاه الى الداخل مضيفة ) من أين لك النقود
- نقود .. أي نقود .. آه تلك التي أعطيتها لمورغان
- أجل تلك ( وقذفت حقيبتها على المقعد بغضب مستمرة ) من أين أحضرتها
- ومن أين سأحضرها .. كيف علمتي بالأمر فلقد أعطيته إياها البارحة بعد مغادرتك
- ولما فعلت هذا ما كان بإمكانك إحضارها لي وأنا أوصلها له أم أنك تهوى إزعاجه
- أصبتي
- بربك أنا التي بوجهه وليس أنت لقد حضر الي البارحة بعد أعطائك النقود له وصب جام غضبه علي ولم يتوقف عن اتهامك بالمختلس
- حضر اليكِ ( سألها بهدوء وحيرة والتفكير باديا عليه قبل أن يضيف ) ما الذي يجري بينكما
- أخبرني من أين لك النقود ( تجاهلت قوله قائله فأجابها )
- أوديل أرسلتها لي
- ومن أين لأوديل هذا
- من والدتها ( رفعت يديها بيأس الى الأعلى قائلة )
- أنا اعلم أن والدتها ما كانت لتعطيها النقود لهذا قل لي الحقيقة
- أنا أفعل وسترسل لنا العشرون المتبقية بعد أن تنتهي من حصر أرث زوجها المتوفي
- هل توفي زوجها
- أجل .. وبعد أن رأت روني حفيدها الوحيد رق قلبها على حال أبنتها رغم أني لا أصدق ذلك إلا أنها قررت المساعدة بعد أن أخبرتها أوديل ما جرى معي
- لا أصدق أنها تغيرت فجأة أنها لا تحبك تتهمك بخداع أوديل وتعتبرك مستغل وهي مقتنعة أنكَ لا تليق بابنتها
- أعلم هذا .. ربما تغيرت الان ولو جاء الأمر لي لما أردت مساعدتها ولكني في وضع لا يسمح لي بالتكبر على أحد .. وسأعيد لها نقودها عاجلاً أم أجلاً المهم أن أتخلص من الدوماك للأبد
- لن يصدق لو أخبرته بهذا
- لن يصدق لا يهم الا يريد نقوده المفقودة أنا أردها له ولا شأن له من أين أحضرها
- ماذا أخبرته البارحة حتى يجن جنونه
- أن لدي عقل أكبر من عقل مورغان هذا ويكفي أن أسمعه كلمة واحدة حتى أصيبه بالصميم وأفهمه قدر نفسه
- لو كنت عاقلاً وفكرت مرتين قبل الذهاب إليه لما وضعتني بهذا الموقف الان يا الاهي لا أريد أن أراه
- أردت أن تعطيه النقود بنفسك وعندما لم أجدك بالمنزل قررت أن أذهب بنفسي فقد راقت لي الفكرة .. شاهدت سيارة تقف قرب منزلك ذاك النهار لمن هي
- لا اعلم .. لم أشاهد سيارة تقف أمامه عند عودتي ( قالت كاذبة فتمعن النظر بها قبل أن يقول )
- لم تعلميني ماذا حدث معك البارحة ( حدجت روجيه الهادئ بنظرة جعلته ينتفض قائلاً ) ماذا فعل
- لقد جن لا اعلم ما به وأنا لا استطيع لجم نفسي وأنا برفقته .. يا الاهي كم يغيظني
- لم يبقى الكثير أن لم تذهبي لشركة ماذا سيحدث حتى الان دفعت له ثلاثين ألف ولن يسعى للقضاء
- لا أعلم وفي الحقيقة لا أطمئن له كما أنك لا تستطيع أن تعرف بماذا يفكر .. هل وصلتك النقود عن طريق البنك
- أجل
- أعطني الوصل .. كشف الحساب .. أي شيء
- لماذا
- كي أريه اياه ( وعندما أراد الاعتراض استمرت ) سأذهب لشركة لا تحاول إقناعي بالعكس .

جلست خلف مكتبها بتجهم فلقد سئمت هذا الوضع لو عملت بإرادتها لكان الأمر مختلفاً لو كانت تتقاضى راتباً مقابل عملها ربما كانت استيقظت بالصباح بحماس لتحضر الى العمل ولكن لا شيء يدفعها للحضور بحماس الى هنا جلست جيداً على مقعدها وأدارت الكمبيوتر وهي تسمع صوت ادمونت يتحدث مع بتي ثم أطل على مكتبها ليلقي التحية بشكل رسمي دون أن ينظر اليها ويختفي في مكتبه ولم تكن دقائق حتى رن الجرس الداخلي
- أجل سيد مورغان
- أحضري لي بريد اليوم
أعادت السماعة بهدوء وجمعت البريد الموضوع أمامها واتجهت نحو مكتبه وضعته أمامه فأخذ بتفحصه ثم توقف لعدم مغادرتها وتساءل دون أن ينظر اليها مدعي انشغاله بما أمامه
- ماذا هناك
- هذهِ
قدمت له الوصل فتأملها ثم تناول الورقة منها فتحها وهو يرخي ظهره على المقعد قراء ما بها قبل أن يحرك شفتيه بتهكم وهو يقول
- ما معنى هذا
- زوجة شقيقي هي التي حولت له المال بعد أن باعت أرضها .. استدانت من والدتها لا فرق
قذف الورقة جانباً وهو يقول
- وتريدين مني تصديق ذلك ( فأجابته بجدية والتجهم مازال يملأ ملامحها )
- لا لا أريد أن تصدق شيء
واستدرات مغادرة بينما ضم شفتيه وضاقت عينيه بغضب وهو يتابعها ثم وقف متجهاً نحو المكتبة أخرج منها كمية كبيرة من الملفات جمعها فوق بعضها وخرج تابعته وهو يقترب من مكتبها وضع مجموعة الملفات عليه قائلاً
- قومي بإعداد نسخة إضافية لجميع هذه الملفات أريدها اليوم جاهزة قبل مغادرتك
فتحت فمها باندهاش وحدقت به
- ولكن .. ولكن لا أستطيع
- ارجوا المعذرة ( تمتم بحدة فحركت شفتيها بتوتر قائلة )
- لا شيء
- جيد .. أريدها كاملة قبل الرابعة وأذكر جيداً أني طلبت منكِ ارتداء شيء رسمي
- وأنا كذلك (أجابته بغيظ وقد تعمدت ارتداء بنطال قماش وقميص حريرية فشدد على كلماته )
- أريد شيء مناسب لسكرتيرة مكتبي أنظري الى بتي
- لا أملك ما تملكه بتي
- أن جئت غداً بهذا الشكل سأعلن زي رسمي في الشركة للفتيات سترتديه جميع الموظفات بسببك
قال بحزم واستدار عائداً الى مكتبه تباً أنه يتعمد مضايقتي عقصت شفتها بغيظ وأمسكت أحد الملفات لن تستطيع الانتهاء منها أبداً اليوم إنها كثيرة فتحت أول الملفات أمامها بعصبية ثم تحركت نحو آلة التصوير لا وقت أمامها لتضيعه أن أرادت أن تنهيها فلن تجعله يستمتع بعدم قدرتها على أتمامها ستنهيها بالوقت المناسب دون تذمر
- مرحباً
- أهلاً تفضلي ( أجابت إيفا وهي ترفع سماعة الهاتف وتعلم ادمونت بحضورها فتساءل )
- اليس لدي موعد الان
- أجل مع السيد شورس
- إذا دعيها تنتظر سأراها بعد مغادرته
أعادت السماعة إلى مكانها ونظرت إلى إيفا التي تتأملها بتعالي
- السيد مورغان لديه موعد الان لهذا أن رغبتي يمكنك الانتظار حتى يذهب ضيفه أو أحدد لكِ موعداً للغد
- لدية احد بالداخل الان
- لا سيصل ضيفة بأي لحظة ( وقفت وتقدمت نحوها بمشية ناعمة قائلة بثقة )
- هلا أعلمته أني أريد رؤيته لخمس دقائق فقط
أرادت الاعتراض إلا أنها تراجعت ورفعت السماعة
- الآنسة تصر على رؤيتك ولو لخمس دقائق الان ( بعد لحظة من الصمت قال )
- ادخليها
ما كادت تدخل حتى وصل السيد شورس وهكذا طوال اليوم امتلأ المكان بالزوار مما زاد من توترها .

نظرت الى ساعتها التي تشير الى الواحدة والنصف ثم عادت لتتابع ترتيب الملف الذي أنهته لتو لتبدأ بواحد جديد لن تذهب الى الغذاء وهو لما لا يغادر نظرت الى بابه بنظرة سريعة وهي تسمع صوته وأعادت نظرها الى ما أمامها أطل وحدق بها وهو يعقد ربطة عنقه فتجاهلته واستمرت بعملها فعاد الى مكتبه وأطل من جديد أقترب من مكتبها ليرمي عليه بثلاث ورقات قائلا قبل أن يغادر
- أريد أن تكون هذه جاهزة عند عودتي
نظرت اليه بغيظ ثم بالورقات وتناولتها لن ينال منها .

- مازلتِ هنا ( تساءلت بتي باستغراب عند عودتها من الغذاء )
- أجل يجب أن أنهي هذه
- لا أفهم حتى الان ما حاجته بهذه الملفات .. أخبرك
- وهل من عادته أخبارنا بما يفكر به
- صدقتي ( وأضافت وهي تتحرك نحو مكتبها ) لقد عاد
- أين هي العقود الجديدة التي تخص التراس ( بادر بتي )
- أوصلتها لدنيز صباح اليوم وماكس يقوم بمراجعتها
- بعد أن ينتهي منها أحضريها لي
وأستمر ليدخل مكتبه متجاهلاً ليُنارس التي بدورها تجاهلته أيضاً لتتابع عملها وتحمل الأوراق التي طلب طباعتها ودخلت اليه وضعتها أمامه على المكتب قائلة
- انتهيت منها
وتحركت مغادرة بينما بقي يتابع قرأه الملف الذي أمامه وما أن أصبحت الساعة الثالثة والنصف حتى تنفست الصعداء وقد أنهت ما طلبة منها فحركت يديها بتعب وأسندت ظهرها على المقعد
- مرحباً
نظرت الى غاستون الذي دخل لتجلس جيداً في مقعدها وهي تجيبه
- أهلاً سيد فيتور تفضل ( جلس في المقعد الذي أمامها متسائلاً )
- لديه أحد
- اجل ( وأخذت ترتب الملفات فوق بعضها منشغلة بها )
- كيف أمورك مؤخراً ( نظرت اليه وهي تقول باقتضاب )
- جيدة ( ظهرت ابتسامة ماكرة على شفتيه وهو يقول )
- أعجبتك الحفلة .. أرجو أن تكوني أستمتعتي بها
- أجل فعلت ( استرخى في مقعده وحدق بها قائلاً )
- لقد أختفيتِ فجأة ( بقيت صامته دون اجابته فالمحها بخبث مضيفاً ) لستِ الوحيدة التي اختفت تلك الليلة فجأة
وقفت فوراً مدعية حمل الملفات وقالت مقاطعة إياه
- سأعلم السيد مورغان بوجودك
ما كادت تتخطى مكتبها حتى خرج ضيف ادمونت من مكتبه مغادراً فدخلت لتجده كالعادة منهمك ببعض الأوراق التي أمامه
- السيد فيتور في الخارج ( رفع نظره اليها متسائلاً )
- منذ متى وهو هنا
- بعض الوقت
- ما الحديث الذي دار بينكما
- لم يدر بيننا أي حديث ( أجابته باقتضاب وتجهم فصمت لثواني ثم قال )
- أدخليه ( وضعت الملفات على مكتبه قائلة )
- انتهيت منها هنا الأصلية وهذه التي أعددتها أنا
- جميعها كاملة ( سألها بعد أن لمح الملفات بنظرة سريعة )
- أجل
- حسناً دعيها هنا
- سأدخل السيد فيتور وأغادر أتحتاج شيء آخر مني
- لا يكفيك لهذا اليوم
حدجته بنظرة غيظ لقوله واستدارت مغادرة دعت غاستون لدخول وغادرت وهي تتمنى عدم العودة .

- ماذا تفعل هنا ( تساءلت فور دخولها المكتبة ورؤيتها لروبير يقف عل السلم الكبير ويقوم بترتيب الرفوف العليا واستمرت ) أين جوزيال
- في الداخل .. وسأبقى لهذا اليوم فضميري لن يسمح لي بتركك تغرقين بكل هذه البضاعة الجديدة
- حسناً سأساعدك بعد أن أنهي طعامي رتب الرفوف جيداً لن أعيدها ورائك
- سأدعي أني لم أسمع هذا ( أخذت تضحك وهي تقضم من الشطيرة التي بيدها وقالت )
- سأرى جوزيال ( نادت عليها وهي تدخل الى بيتها )
- هنا ليُنارس أنا في المطبخ
دخلت الى المطبخ لتجدها تفتح الفرن وتتفحص ما بداخله فسألتها
- ماذا تعدين
- العشاء .. رايتي البضاعة الجديدة
- أجل .. روبير سيساعدني بترتيبها أنا شاكرة له فأنا مرهقة
- مرهقة من العمل في الدوماك أم من رئيس الشركة ( حدقت بجوزيال دون إجابتها فاستمرت ) ماذا أراد منكِ البارحة بدا غاضب وقليل الصبر ولم أحبذ فكرت خروجك معه
- مشكلة في العمل واختلاط في بعض الأوراق
رفعت جوزيال حاجبيها الى الأعلى قبل أن تقول
- وهل تم حلها
- أجل
- لم تدرسي كل تلك الفترة كي تعملي سكرتيرة اليس كذلك
- لا ساترك الدوماك عما قريب .. لن يطول الأمر
أجابتها شاردة لتبقى في اليوم التالي مستلقية في سريرها بكسل رغم استيقاظها منذ مدة شردت بادمونت لبرهة ثم أنبت نفسها لا يجب أن تفكر به ولكن محاولتها باءت بالفشل تشعر بالانزعاج لتجاهله لها ولمعاملته الجديدة ولكنها أيضاً كانت تنزعج من أسلوبه السابق تحركت بتململ في السرير وحدقت بالساعة المؤشرة الى العاشرة والنصف فنهضت واستحمت علها تستعيد نشاطها جلست تتناول الإفطار وهي تفكر ما الذي سترتديه غداً بحثت في خزانتها المتواضعة إنها لا تملك ما تملكه بتي فدراستها بالجامعة وتنقلها طوال اليوم وعملها لا يسمح لها بالتفكير سوى بارتداء شيء مريح وقفت أمام ملابسها واضعة يديها على خاصرتها مفكرة ثم ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتيها سرعان ما كبرت رفعت حاجبيها .. ولما لا .. غادرت منزلها قاصدة جارتها طرقت على بابها المفتوح
- من
- هذه أنا ثاري
- أدخلي ليُنارس ( دخلت وهي تجول بنظرها بأرجاء الغرفة وقد رُفعت المقاعد الى الأعلى ) أنا هنا في غرفة الأولاد
- ها أنتِ كيف حالك
استقامت ثاري بوقفتها وقد كانت منحنية تجمع الألعاب عن الأرض مررت يدها على جبينها وقد عقصت شعرها الى الأعلى وبدا الإرهاق على وجهها وهي تقول
- لستُ بخير من لديه أطفال كأطفالي لن يكون بخير
- أساعدك
- لا لا باس فانا استغل خروجهم برفقة والدهم حتى أنظف المنزل .. أنه يحب اصطحابهم يوم الإجازة الى المتنزه .. وأنتِ ما أخبارك لم أعد أراكِ كثيراً
- مشغولة هنا وهناك وأنت
- أنا من الأطفال الى والدهم الى والدته لا أستطيع أن أشعر ببعض الراحة .. سأعد القهوة لنتناولها بهدوء
أضافت ومازالت تتحرك بجميع أرجاء الغرفة فقالت ليُنارس
- دعيني أعدها بنفسي
- حسناً تعرفين أين توجد القهوة
- أجل
- انتهيت .. أن العابهم أكثر من أغراض المنزل .. الصبيان صعبي المراس أتمنى أن أنجب فتاة هذه المرة
- أنتِ حامل ( سألتها بدهشة وهي تسكب القهوة في الأكواب فهزت رأسها بالإيجاب وهي تجلس على المقعد في المطبخ ) أربع صبيان وفتاة الان يا ألاهي ثاري أنتِ قوية حتى تنجبي كل هؤلاء
ابتسمت ثاري برقة وظهرت ملامح الحنان بوجهها
- أحب الأطفال أنهم رائعون .. شاهدتُ برفقتك فتاة صغيرة منذُ فترة أهي قريبتك
شربت ليُنارس من كوبها وهي تجلس قبل أن تجيبها باقتضاب
- أنها صديقه
- اليست صغيرة على أن تكون صديقتك
- لا
- وتلك السيارة الفخمة التي تقف أمام منزلك ويترجل منها رجل ( ورفعت حاجبيها مستمرة بفضول ) من هو
بطبعها ثاري تحب الثرثرة وهي فضولية لهذا كانت حذرة في أجابتها
- أنه شقيق الفتاة تحب أن تقضي عندي بعض الوقت ويأتي هو لاصطحابها
- آه ( تمتمت فقاطعتها متسائلة كي لا تستمر في هذا الحديث )
- أجد لدى العمة اينار طقماً قديم الطراز
- قديم الطراز .. ما حاجتك اليه
- دعيتُ لحفلة تنكرية وأرغب بارتداء شيء قديم لكبيرات السن
- يوجد أفكار أفضل من هذه
- أعلم ولكن الفكرة راقت لي وليس لدي شيء بهذه الأوصاف فقلت ربما أجد لدى العمة اينار
- سأعطيك أحد أطقمها ولكن إياك وأخبارها بالأمر فهي كلما كبرت بالسن كلما أصبحت صعبة المراس وأن افتقدته رغم أنها لا ترتديه ستقلب البيت رأساً على عقب
- سأستعيره ليوم واحد فقط
- سأحضره لكِ الان فهي نائمة
قضت بقيت النهار عند كوليت التي تعد لزفافها وأخذت تريها بحماس ما قامت به .

وقفت في صباح اليوم التالي أمام المرآة وهي تضع السترة والتنور أمامها ستبدو مضحكة لا لا مضحكة لن تفي الأمر حقه بل بشعة ولكن لا بأس فل يكن وضعته بالكيس وخرجت متجهة نحو الشركة وما أن وصلتها حتى دخلت الحمام غيرت ثيابها وقصدت المصعد صعد معها أحد الموظفين ورغم أنه حاول عدم أظهار دهشته الا أنه لم ينجح فكان يبعد نظره عنها ثم يعده بحيرة فضمت شفتيها كي لا تبتسم فالسترة البنية الغامقة والواسع عليها بالإضافة الى تنورتها الكبيرة والتي تغطي ركبتيها تجعلها تبدو كمن في السبعين من عمرهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق